photocopying recording or by any stored

Transcript

1

2 مجلة علمية محكمة ربع سنوية تصدر عن جامعة الزيتونة - ليبيا منشورات جامعة الزيتونة 4102 جميع الحقوق محفوظة ال يسمح بإعادة إصدار محتويات هذه المجلة أو تخزينها في نطاق استعادة المعلومات أو نقلها أو استنساخها بأي شكل من األشكال دون إذن خطي مسبق من الناشر. All rights reserved. No part of this Journal maybe reproduced or transmitted in any form or including electronic or mechanical any means photocopying recording or by any stored without the permission from the retrieved system publisher. 1

3 العدد الحادي عشر السنة الثالثة )4102( منشورات جامعة الزيتونة الجهات الطلبة المشتركون األفراد الوزارات والهيئات والمؤسسات أسعار المجلة سعر النسخة داخل ليبيا 2 د.ل 4 د.ل 6 د.ل 8 د.ل سعر النسخة خارج ليبيا 1.5 دوالر أمريكي 3 دوالر أمريكي 4.5 دوالر أمريكي 6 دوالر أمريكي تنويه إن تقديم البحوث المنشورة أو تأخيرها في ترتيب الصفحات ال يعني المفاضلة لكن متطلبات التنسيق الفني هي التي تتحكم في هذا الترتيب. وإن البحوث المنشورة ال تعبر بالضرورة عن رأي المجلة أو الجامعة. رقم االيداع المحلي : م / دار الكت الوطنية بنغازي ليبيا 2

4 المشرف العام: أ.د. عبد النبي المشرف العام المساعد: رئيس التحرير: أ.د. محمد فرج جمعة البوزيدي المزوغي أ.د. عابدين الدردير الشريف أعضاء هيئة التحرير: أ.د.محمد على األصفر د. العربي أحمد عقيلة د.محمد عبد اهلل سعيد د. خليل أبو القاسم محمد د.صالح سالم غنائم د. أمطير سعد غيث د.محمد حميد على أ. مصطفى محمد اجحيدر أ.عمار فرج بشير 3

5 ب) ت) أ ( قواعد النشر وشروطه ب نبذة عن المجلة: مجلة محكمة ربع سنوية تصدر عن جامعة الزيتونة - ليبيا باللغتين العربية واإلنجليزية. وتهتم المجلة بنشر البحوث والدراسات العلمية إلى جانب عرض ملخصات الكتب والدوريات والرسائل العلمية )الماجستير والدكتوراه( والتقارير الصادرة عن المؤتمرات والندوات وورش العمل من داخل ليبيا وخارجها. أهداف المجلة: تفعيل البحث العلمي وإثراؤه في كافة المجاالت العلمية ذات العالقة بالتخصصات العلمية في الجامعة. االهتمام بقضايا التنمية الشاملة في ضوء المتغيرات المحلية واإلقليمية والدولية. إتاحة الفرصة للباحثين لنشر بحوثهم ودراساتهم العلمية ونقل أفكارهم العلمية من أجل توسعة دائرة المعرفة لدى الباحثين وصانعي القرارات والممارسين في داخل ليبيا وخارجها. خلق حوار علمي بن اء بين الباحثين والمهتمين بالموضوعات المستجدة في كافة المجاالت العلمية ذات العالقة بالتخصصات العلمية بجامعة الزيتونة. قواعد النشر: يشترط في الموضوعات المقبولة للنشر بالمجلة اتباع القواعد والشروط التالية: البحوث والدراسات: يشترط في البحوث والدراسات المقدمة للنشر في المجلة أن تتصف باآلتي: أ. أصالة أفكار البحث وموضوعه وكونه لم يسبق نشره أو تقديمه للنشر في مجلة أخرى ولم يكن جزء ا من رسالة ماجستير أو أطروحة دكتوراه. ب. سالمة المنهج العلمي المتبع في البحث. ج. سالمة لغة البحث ووضوح أفكاره وترابطها. 2- اإلشارة إلى المرجع: عند التوثيق تتم اإلشارة إلى مصادر البحث بأرقام متسلسلة وفقا لترتيب ورودها فيه وكذلك األمر في ثبت المصادر والمراجع. وعلى الباحث أن يلتزم باألسلوب التالي:- ) في حالة الكتب يذكر اسم المؤلف كامال عنوان الكتاب مكان النشر سنة النشر ورقم الصفحة أو الصفحات. ) في حالة البحوث أو المقاالت المنشورة في دوريات متخصصة يذكر اسم الكاتب كامال واسم الدورية ورقم العدد وتاريخ النشر ورقم الصفحة أو الصفحات التي يشغلها المقال أو البحث. ) إذا كان النقل غير مباشر يذكر صاحب المصدر األصلي. 4

6 3- الهوامش: يقتصر استخدام الهوامش لشرح أو توضيح بعض النقاط الغامضة التي ال يتسع المجال لتناولها في المتن أو بهدف تسليط الضوء عليها وترقم كل صفحة بشكل مستقل ويظهر الهامش في أسفل الصفحة. 4- قائمة المراجع والمصادر: يراعى في كتابة قائمة المراجع والمصادر كتابة المراجع العربية أوال ثم األجنبية على أن تتضمن فقط ما اعتمد عليه الباحث وأشار إليه في متن البحث ويرتب كل منها ترتيبا هجائيا وأن تكتب على النحو اآلتي: أوال: المراجع العربية: - المهدي غنية "مبادئ التسويق" )طرابلس: الجامعة المفتوحة )2002(.(. - عبد السالم أبوقحف "مقدمة في إدارة األعمال الدولية" )اإلسكندرية: مطبعة اإلشعاع الفنية )1998(. - محمد المكي "أهمية المراقبة الداخلية للمراجع الخارجي" )طرابلس: مجلة دراسات في اإلدارة واألعمال المصرفية( العدد )1984( 6 ص ص: ثانيا: المراجع األجنبية: 5 th Management and Cost Accounting Colin (2000) Drury (London: Thomson Learning). edition Financial Balance without profit Robert (2000) Kaplan (January) Management ثالثا: مصادر ومراجع اإلنترنت: Learning about professional (1997) Arthur Andersen development: Our commitment to training : Arthurandersen.com/careers/training.asp. الشروط العامة والفنية: أن يكتب الباحث اسمه ودرجته العلمية ووظيفته وجهة عمله في الصفحة األولى من بحثه مع ضرورة ذكر العنوان الذي تتم مراسلته عليه ورقم الهاتف والفاكس والبريد اإللكتروني. أن تكون البحوث والدراسات العلمية مكتوبة باللغة العربية كما تقبل باللغة اإلنجليزية بشرط إرفاقها بملخص باللغة العربية ال يتجاوز 150 كلمة. أن ال يزيد عدد الصفحات عن (20( صفحة بما فيها الجداول والمراجع واألشكال التوضيحية من صور ورسومات. أن تكون البحوث والدراسات العلمية مطبوعة على برنامج Microsoft Word وتقدم في شكل ورقي بحجم )A4( مع ترك مسافة مفردة بين األسطر Spaced( )Single -5 5

7 6 وعلى وجه واحد باإلضافة إلى نسخة مخزنة على قرص ليزري (CD) مع إرفاقها بنسخة من السيرة الذاتية للباحث. أن تكون كتابة البحوث المكتوبة باللغة العربية بالخط: Arabic(.)Simplified أما البحوث المكتوبة باللغة اإلنجليزية فتكتب بالخط المعروف باسم ( New Times.)Roman أن يكون حجم الخط على النحو التالي: بنط 18 داكن للعناوين الرئيسية. بنط 16 داكن للعناوين الفرعية. بنط 14 للمتن. بنط 12 للمستخلص بخط مائل. بنط 10 للهوامش والحواشي. تكون الهوامش على النحو التالي: أعلى وأسفل 2.5 سم. أيمن 3 سم. أيسر 2.5 سم. تخضع المواد العلمية المقدمة للنشر في المجلة للتقييم العلمي واللغوي من قبل أساتذة متخصصين تحددهم هيئة التحرير بشكل سري يحق للمجلة مطالبة صاحب المادة العلمية بإجراء التعديالت الواردة من المقيمين كما يحق للمجلة إجراء التعديالت الشكلية فقط متى تطلب األمر ذلك دون أخذ اإلذن المسبق من الباحث. كما يجوز لهيئة التحرير االستعانة بأكثر من محكم عند الضرورة. ويبلغ الباحث بقبول البحث من عدمه أو تعديله وفقا لتقارير المحكمين. ال يحق للباحث الذي لم يقبل عمله العلمي للنشر أن يطالب باسترجاعه. على الباحث أن يتعهد كتابيا بعدم نشر البحث أو الدراسة بأية وسيلة أخرى إال بعد مرور سنتين من تاريخ النشر. جميع اآلراء الواردة في المجلة تعبر عن آراء كاتبيها وال تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المجلة أو الجامعة. تلتزم المجلة بإشعار الكاتب بوصول عمله وإحالته إلى هيئة التحرير في موعد غايته أسبوعان من تاريخ استالمه. ت شعر المجلة الكاتب بصالحية عمله للنشر خالل أسبوعين من استالم ردود المحكمين. تعلم المجلة الكاتب في أي عدد سيتم نشر بحثه. تنتقل حقوق طبع ونشر البحث إلى المجل ة عند إعالم صاحب البحث المقبول للنشر بقبوله. يتم ترتيب نشر البحوث في أعداد المجلة وفقا العتبارات فنية بحتة وأولوية تسليمها للمجلة وال عالقة لها بأهمية البحث أو مكانة الباحث. يحصل الباحث على ثالث نسخ من عدد المجلة حيث نشر بحثه أو دراسته.

8 6 عناوين المراسلة: البحوث والدراسات كافة وجميع المراسالت المتعلقة بالمجلة ترسل باسم رئيس تحرير. وذلك على العنوان التالي: العنوان: - سوق األحد ترهونة ليبيا. أو ترسل إلى العنوان البريدي التالي: صندوق بريد: طرابلس - ليبيا. أو ترسل على التالي: البريد اإللكتروني: info@azu.edu.ly الهاتف: بريد مصور: موقع الجامعة على االنترنت: 7

9 8 محتويات العدد الحادي عشر- السنة الثالثة من لسنة 4102 رقم الصفحة اسم الكاتب عنوان البحث ر.م 10 د. مطير سعد غيث آل بغيغ الونكريين ودورهم الثقافي في 1 السودان الغربي خالل القرنين ( ه / م 32 د. يوسف يخلف مسعود و ا. تقدير قاعدة تايلور Rule) (Taylor و الحد 2 يوسف فرج األصفر من التضخم في االقتصاد الليبي للفترة ) م 50 د. عمر فرج القيزاني. الخصخصة أثرها في معدالت التضخم 3 د.أحمد محمد فرحات وانعكاساتها على معدالت التشغيل والنمو االقتصادي دراسة قياسية تقييميه للتجربة الليبية للفترة د. نجاة محمد المهدوي اآلبار السوداء في منطقة تاجوراء خيار ال 4 بديل له 96 د. محمد عامر الحمادي و أثر تدريب وتأهيل الكوادر البشرية في تنمية 5 إبراهيم علي الصغير وتطوير اإلنتاج :دراسة ميدانية على شركتي اإلنماء للصناعات الهندسية وشركة اإلنماء لصناعة المواسير 109 أ.صالح المبروك المداح البحث العلمي في الوطن العربي ( الواقع 6 واآلفاق ) 119 أ. فرج محمد المة التحول الديمقراطي في الخطاب الليبرالي د. محمد عامر الحمادي أ. عبد الدور التنموي لالستثمار في المشروعات 8 الناصر الطاهر الشيباني الصغرى والمتوسطة 157 د.محمد عمر العامري عولمة اإلدارة التربوية أ. عبد اهلل صالح المطاع معوقات تطبيق التجارة اإللكترونية في 10 د. فخر الدين عبد السالم عبد المطلب أ. محمد اشتيوي شفتر المصارف التجارية الليبية 192 د / صالح علي زرقون فلسفة الضبط االجتماعي ( دراسة في 11 المفاهيم واأل طر 220 أ.محمد فرج مادي رحلة علماء األندلس إلى المشرق في عهد إمارة بني أمية ) 138 ه 299 ه( األسباب والنتائج 12

10 237 دور اإلرشاد النفسي في حماية الهوية اإلسالمية للشباب د. وجدان ميالد الشتيوي جودة معايير اختيار أعضاء هيئة التدريس في كليات و معاهد التعليم التقني داللة ألفاظ )األرض( في القرآن الكريم الرجعة التوجهات الحديثة إلدارة الجودة في التعليم سياسات صندوق التضامن االجتماعي في طريقة حصر األسر الفقيرة والمحتاجة في المجتمع الليبي لتوزيع ثروة النفط على المحرومين منها دراسة تحليلية وسائل تدعيم اختصاص القضاء الوطني في نظام المحكمة الجنائية الدولية.ICC البيئة في اإلسالم قبس من حياة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور تحوالت علم السياسة في عصر العولمة السم الفطري األوكرواتوكين )أ( في حبوب القهوة العربية االضطرابات النفسية واالنحرافات السيكوباتية األكثر شيوعا لدى عينة من مدمني استخدام االنترنت في ليبيا د. راضي محمد عبدالحميد الكبيسي و أ. فوزية مهدي فياض د/ بشير الزروق مازن د. عبد العظيم محمد األجطل أ.ضياء الدين هدية المزوغي أ.هند هدية المزوغي أ. أشرف أبو األسعاد خشخوشة د. مصطفي خليفة إبراهيم محمد د. أشرف عمران محمد د.عبدا لرحيم محمد علي د. نجمة خليفة عطية د. عبد المجيد خليفة الكوت د.محمود شعبان أ.حنان الوحيشي أ.المهدي ساسي أ.ربيعة الترهوني د. صالح المهدي الحويج

11 آل بغيغ الونكريين ودورهم الثقافي في السودان الغربي خالل القرنين ( ه / م ) د. مطير سعد غيث األستاذ الم شارك بك لية اآلداب والتربية سوق األحد جامعة الزيتونة مقدمة : شهدت فترة القرنين العاشر والحادي عشر الهجريين / السادس والسابع عشر الميالديين بروز حركة ثقافية وأدبية وعلمية نشطة في بالد السودان الغرب ي )1( وقد ساهم في هذه النهضة عدد من العوائل العلمية. وسترك ز هذه الدراسة على دراسة الدور الهام الذي لعبته إحدى هذه العوائل وهي عائلة بغيغ الونكرية صاحبة األدوار البارزة في تاريخ هذه المنطقة وذلك العوائل خالل القرنين العاشر و الحادي عشر للهجرة / السادس عشر والسابع عشر للميالد. وسيتم تناول هذا الموضوع من خالل إثارة ج ملة من االستفسارات ث م م حاولة اإلجابة عليها. ومن هذه االستفسارات: من ه م آل بغيغ وإلى أي أجناس السودان الغربي ينتمون ولماذا كانوا يلقبون بالونغريين أو الونغاريين أو الونكريين وما هي المدينة التي رصدت المصادر التاريخية النشأة األولى لهذه العائلة بين جنباتها وما هي وجهتهم بعد مغادرة موطنهم األصلي وما هي خلفية العصر الذي عاشوا فيه وما هي أهم مكوناته الثقافية وكيف لعبوا أدوارا هامة في مجال القضاء والخطابة واإلمامة وكذلك في مجال الحياة الفكرية وفي مجال الحركة التعليمية وهذا ما ستتم محاولة اإلجابة عنه من خالل دراسة العناصر التالية : 10 )1) ي طلق السودان الغربي على المنطقة التي تشمل حاليا حوض نهر السنغال ونهر غامبيا والمجرى األعلى لنهر فولتا والحوض األوسط لنهر النيجر وي طلق حاليا على منطقة غرب أفريقيا أنظر : الهادي المبروك الدالي. التاريخ السياسي واالقتصادي ألفريقيا فيما وراء الصحراء من نهاية القرن الخامس عشر إلى بداية القرن الثامن عشر.) القاهرة : الدار المصرية اللبنانية 999 م ) ص ص 1 20 والشيخ األمين عوض اهلل العالقات بين المغرب األقصى والسودان الغربي في عهد السلطنتين اإلسالميتين :مالي وسنغي. ( جدة : دار المجمع العلمي 1919 م ( ص 1 وأحمد الش كري. اإلسالم والمجتمع السوداني إمبراطورية مالي. ( أبو ظبي : المجمع الثقافي 1420 ه / 1990 م ) ص. 51

12 أوال آل بغيغ : أصلهم وعصرهم. يعتقد البروفسور سيكيني مودي سيسكو Sesissko Mody (Sekene )1( ) أن أص آل بغيغ من قبيلة الماندنغ أو الماند )Manding( والذين استوطنوا )3( )2( مدينة جني ث م هجروا إلى ت نبكت أواسط القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميالدي واستوطنوا حي )ونغاراكوندا( ( kunda )Wangra وسط تنبكت )4( واحتكروا اإلمامة في مسجد سيدي يحيى ثالث مساجدها قرابة قرن من الزمان. ويرى البعض اآلخر أن آل بغيغ ه م من أصل سوننكي وه م إحدى القبائل السودانية بالسودان الغربي يقول محمود بابا هسي وهو من أحفاد آل بغيغ ويعمل حاليا )عام 2000 م( نائبا إلمام جامع سيدي يحيى بتنبكت: " إن بغيغ معناها: البس األزرق وبغ تعني األزرق ويغ الرجل وبذا يكون اللفظ م ركبا البس األزرق )5( وذلك بلغة السراكولي وه م فرع من السوننكي ".ويرى الباحث أن آل بغيغ سواء أكانوا من الماندنغ أي الماند أو من السوننكي فهو نفس االنتماء ألن السوننكي هم 11 )1) سيكيني مودي سيسكو: مؤرخ مالي م عاصر متخصص في الشؤون األفريقية وبالذات في دراسات الغرب األفريقي. )2) جني: تقع جني في دولة مالي الراهنة إلى الجنوب الغربي من تنبكت وتبعد عنها حوالي تسعمائة كلم وهي من المراكز الهامة التي لعبت أدوارا ثقافية هامة بالمنطقة أنظر: الوزان الحسن بن محمد. وصف أفريقيا ترجمة: محمد حجي ومحمد األخضر ط. ( بيروت: دار الغرب اإلسالمي 1983 م ( ج ص ص 30 و 33 و 39 والسعدي عبد الرحمن. تاريخ السودان. ( أنجي فرنسا :طبعة هوداس 1964 م ص 11 وما بعدها وكعت محمود. تاريخ الفتاش في أخبار البلدين والجيوش وأكابر الناس. ( باريس: نشره وداس 964 م ) ص. 99 )3) ت نبكت: أشهر المراكز الثقافية في غرب أفريقيا وتقع إلى الشمال من دولة مالي الراهنة وقد تأسست حوالي القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميالدي ولعبت دورا طليعيا في نشر اإلسالم والثقافة العربية ببالد السودان وللمزيد أنظر: السعدي مصدر سابق ص 20 وما بعدها األرواني أحمد بابير. السعادة األبدية في التعريف بعلماء تنبكت البهي ة تحقيق : الهادي المبروك الدالي تقديم عبد الحميد عبد اهلل الهرامة. )بنغازي : دار الكتب الوطنية 2001 م ) ص ص والتكني أحمد أبو األعراف. إزالة الريب والشك والتفريط في ذكر المؤلفين من أهل التكرور بالصحراء وشنقيط دراسة وتقديم : الهادي المبروك الدالي.)الزاوية : مطابع الوحدة العربية 2001 م( ص 89 والهادي المبروك الدالي. التاريخ الحضاري ألفريقيا فيما وراء الصحراء من نهاية القرن الخامس عشر إلى بداية القرن الثامن عشر. ( طرابلس : الشركة العامة للورق والطباعة 2000 م ) ص ص )4) SissoKo : L'inteLLigensia de Tomboctou aux XVe et Mody SeKene XVe SiescLes ( BuLLtinde L' I.A.N.B ) P394. )5) مطير سعد غيث. الثقافة العربية اإلسالمية وأثرها في مجتمع السودان الغربي دراسة في التواصل الحضارى العربى االفريقي. ( بيروت : دار المدار اإلسالمي 2005 م ) ص 281

13 فرع من الماندنغ أي الماند.أما عن تفسير لفظ ونكري فهو نسبة للونكارا أما لفظ الونغري أو الونغارا الذي كثيرا ما تطلقه المصادر التاريخية كلقب آلل بغيغ قال صاحب الرواية السابقة محمود بابا هسي: أن لقب ونغري أو ونغارا هو نسبة إلى قرية موجودة - حتى اآلن - باليمن ت سمى الونغرية ويضيف أن الرواية الشفوية )1( التي تتوارثها أسرته- حتى اآلن- أن أجداده قدموا من اليمن. ويفترض الباحث المالي المعاصر/ سامبي خليل ماغاسوبا وهو أصيل قبائل السوننك أن يكون أسم ونغارا هو ما أطلقه س كان السودان الغربي والجغرافيون والرحالة الق دامى على السوننكي خاصة وعلى الماندي المسلمين عامة وعلى األقليم الذي كانوا يسكنون فيه الممتد بين نهري النيجر والسنغال الذي يحتوي على معادن ذهب بامبوك )2( )Bambouk( وبوري )Boure(.وقبل الشروع في دراسة اإلسهامات الثقافية آلل بغيغ في م جتمع السودان الغربي تبرز أهمية اإلشارة إلى خلفية العصر الذي عاشوا فيه واستيضاح أهم مكوناته الثقافية. ومن المعروف أن العقيدة اإلسالمية قد تسربت إلى ربوع السودان الغربي بشكل سلمي م نذ أواخر القرن األول الهجري/السابع للميالد وذلك عبر العديد من الوسائل من: دعاة وهجرة وتجارة )4( )3( وأركاب حج وغيرها.ث م أستكمل المرابطون تلك الجهود بنشر اإلسالم بتلك 12 )1) )2) الصفحة نفسها. سامبي خليل ماغا سوبا. األدب العربي في تنبكت من خالل خزائنه النصية من أوليته إلى أواخر القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميالدي دراسة تاريخية وصفية تحليلية بحث لنيل درجة التخصص العالي )الماجستير( ك لية الدعوة اإلسالمية طرابلس 2001 م نقال عن. M.DeLafosse )3) مطير سعد غيث الثقافة العربية اإلسالمية ص ص )4( يبدو أن لفظ المرابطين م شتق من الرباط وهو المكان الذي ي قيم فيه المرابطون للتعب د وهو امتثاال لقوله تعالى: " يأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا اهلل " اآلية 200 من سورة آل عمران. والمرابطون هم حركة إسالمية تصحيحية قامت في الغرب اإلسالمي خالل القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميالدي وللمزيد عنها أنظر : البكري أبو عبد اهلل عبد العزيز. المغرب في ذكر بالد أفريقيا والمغرب وهو ج زء من المسالك والممالك. ( القاهرة : دار الكتاب اإلسالمي د ت( ومجهول. الحلل الموشية في ذكر األخبار المراكشية تحقيق سهيل زكار وعبد القادر زمامة )الدار البيضاء: دار الرشاد الحديثة د ت( وابن المؤقت. السعادة األبدية في التعريف بمشاهير الحضرة المراكشي ة مخطوط دار الكتب العامة )مصر( ميكرو فيلم رقم 2555 وحسن أحمد محمود. قيام دولة المرابطين. )القاهرة: دار الفكر العربي 1956 م( وعبد الهادي شعيرة. المرابطون : تاريخهم السياسي. )القاهرة: مكتبة القاهرة الحديثة 1969 م( وأحمد الشكري مرجع سابق وغيرهم.

14 المنطقة التي تشب ع أهلها بروح العقيدة اإلسالمية وسعوا إلى تأسيس سلطنات إسالمية أصبح الدين اإلسالمي عقيدتها والشريعة اإلسالمية منهجها ودستورها. وارتبطت هذه السلطنات مع العالم اإلسالمي المعاصر لها ومن هذه السلطنات غانة اإلسالمية ) ه/ م( وسلطنة مالي اإلسالمية ) ه/ م ) وسلطنة سنغاي اإلسالمية ) ه/ م( وخالل عهد سلطنة سنغي اإلسالمية والحكم المغربي عاشت عائلة بغيغ ومارست دورها الثقافي. ومؤسسة مملكة سنغي هي قبائل السنغي التي كانت تسكن على شواطئ نهر النيجر في الجزء الممتد من االنحناء إلى قرب المصب في األراضي الواقعة شمال غربي دولة نيجيريا االتحادية الراهنة وشمال داهومي )2( )1( )بنين حاليا (.وقد مر ت سنغي عبر تاريخها الطويل بثالث مراحل هامة اال ولى: حكمتها فيها عائلة ضياء أوديا منذ القرن األول الهجري/ السابع الميالدي حتى عام )135 ه / 1335 م( وفي الثانية: آل األمر إلى عائلة سنغي التي استمرت في س دة الحكم حتى سنة )899 ه/ 1493 م( في الثالثة: تولت مقاليد األمور في )3( سنغي أسرة األساكي التي حكمت خالل الفترة ) ه/ م( حتى وقعت المنطقة عام ) 1000 ه/ 1591 م( بيد الحكم المغربي. وقد صار السودان الغربي منذ امتداد الحكم المغربي على ربوعه حوالي ) 1000 ه/ 1591 م( )4( م رتبطا ارتباطا مباشرا بالدولة السعدية التي كان سالطينها يرسلون من ينوب 13 )1( فاي منصور علي. أسكيا الحاج محمد وإحياء دولة السنغهاي اإلسالمية. ( طرابلس: كلية الدعوة اإلسالمية 1911 م ) ص ص )2) حول التطور السياسي والحضاري لسنغي راجع على سبيل المثال : عبد القادر زبادية. مملكة سنغاي في عهد األسبقيين م. ( الجزائر: الشركة الوطنية للنشر والتوزيع د ت( وابراهيم على طرخان. امبراطورية صنغاي اإلسالمية مجلة كلية اآلداب جامعة الرياض المجلد الثامن 1981 م وغيرهما. )3( األساكي : والمفرد أسكيا وقد أستخدم لفظ أسكيا أو أسقيا بمعنى س لطان أو ملك في مملكة س مغي اإلسالمية كما أستخدم لفظ منسا أو منسى بذات المعنى لمملكة مالي اإلسالمية بينما أستخدم ماي والجمع مايات أيضا بذات المعنى في مملكة كانم بورنوا. أنظر : مطير سعد غيث "األسكيا محمد الكبير: رحلته المشرقية ودوره الثقافي والجهادي" مجلة الشهيد المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية طرابلس ليبيا: 33 ) 2012 م ( ص 69. )4) الدولة السعدية ) ه / م( : قامت الدولة السعدية على فكرة دينية سياسية تدعو إلى التمسك بالدين القويم والحث على الجهاد لتحرير األجزاء المحتلة من شواطئ المغرب األقصى من قبل المسيحيين وتوحيد أجزائه في ظل حكومة موحدة تستمد شرعيتها من قيامها بهذه المهام. وحول قيام الدعوة السعدية وتأسيس الدولة انظر الناصري أبو العباس أحمد بن خالد. االستقصاء ألخبار دول المغرب األقصى تحقيق وتعليق : جعفر الناصري ومحمد

15 عنهم لحكم تلك األصقاع.وقد تعاقب الباشاوات المغاربة السعديون في حكم المنطقة حتى نهاية األسرة السعدية حوالي أوائل النصف الثاني من القرن الحادي عشر الهجري/ السابع عشر الميالدي. ولم تنقطع الخ طبة باسم السالطين السعديين على منابر مساجد سنغي إال في عام ) 1010 ه/ 1660 م( على حسب رواية المجهول الذي قال:"... في هذا العام أعنى به عام المكمل سبعين وألف...أنقطعت الخ طبة )1( " بنصر أوالد موالي أحمد الذهبي في بالد التكرور إلى المدة المذكورة. ومنذ تصدع حكم األسرة السعدية في ديارها نتيجة الصراع الذي وقع بين أبناء السلطان أحمد المنصور وأحفاده أصبح الباشاوات الذين يحكمون السودان الغربي يعملون على االستقالل بحكم المنطقة وبذا صارت السلطة الفعلية بيد الرماة أو األرما والمفرد رامي وهم الهجين الجديد الناتج عن زواج جيوش الحملة المغربية وإدارييها من النساء المحليات بالمنطقة وقد لعب هؤالء الرماة دورا هاما )2( في تاريخ بالد السودان الغربي.وقد استمرت اإلدارة والحكم في المنطقة بأيديهم حتى سلم آخر هؤالء الرماة مفاتيح تنبكت للفرنسيين الذي اكتسحوا المنطقة )3( واحتلوا تنبكت عام ) 1315 ه/ 1894 م(.وقد آلت األمور في المغرب بعد سقوط السعديين إلى األسرة الفياللية العلوية الشريفة التي تولت مقاليد األمور بالمغرب األقصى حوالي عام ) 1011 ه/ 1666 م(.أما عن استمرار تبعية بالد )4( السودان الغربي للمغرب على األقل يف أوائل حكم األسرة العلوية فيمكن اإلستدالل عليه من خالل ما أشار إليه كل من: - )5( المؤرخ المغربي المعاصر عبد الهادي التازي والمؤرخ أبيتبول.M )6( ABITBOL عن وجود رسالة للسلطان المولى إسماعيل الشريف العلوي الناصري. )الدار البيضاء : دار الكتاب: 1955 م( ج 5 ص ص 3 12 وعبد الكريم كريم. المغرب في عهد الدولة السعدية ط 2.)الدار البيضاء : شركة الطبع والنشر 1398 ه/ 1918 م ( ص ص وإبراهيم حركات المغرب عبر التاريخ ط. 2 )الدار البيضاء: المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة 1916 م ( ج 2 ص ص وغيرها. )1) مجهول تذكرة النسيان في أخبار ملوك السودان. ( باريس: نشر هوداس 1966 م ( ص 90 )2) مطير سعد غيث الثقافة العربية اإلسالمية ص ص )3) محمد الغربي. بداية الح كم المغربي في السودان الغربي. )بغداد: دار الرشيد 1982 م( ص 13 )4) مجهول تذكرة النسيان ص 160 و ما بعده. )5) عبد الهادي التازي. التاريخ الدبلوماسي للمغرب. )الدار البيضاء: مكتبة فضالة 1986 م(م ج 9 ص. 52 )6) ذكر M.Abitbol أن نص الرسالة موجود بالخزانة الوطنية الفرنسية بباريس تحت إشارة 6399 ورقة أنظر P Paris Maisonneuve Et La rose 14

16 ) ه / م( بالخزانة الوطنية بباريس جاء في مقدمتها أن علماء تنبكت وعلية قومها قد بايعوه وقدموا له الوالء. وتكاد تجمع المصادر والمراجع التاريخية على وصف عصر األساكي) ه/ م( بأنه أزهى عصور تلك المنطقة التاريخية وفي هذا العهد المزدهر حضاري ا والمستقر سياسيا برز الدور الثقافي لعائلة بغيغ.أما عن أهم المكونات الثقافية )1( لهذا العصر فتمثلت في سيادة المذهب المالكي وانتشار الثقافة المالكية في المغرب ث م تس ربها إلى بالد السودان في ركاب الت جار والدعاة والعلماء. ووصلت الكتب الفقهية المالكية مثل مدونة اإلمام سحنون ) ه / م )3( )2( ) ورسالة ابن أبي زيد القيرواني ) ه/ م( وأيضا )4( شاع وجود المختصرات الفقهية مثل مختصر خليل )ت 116 ه / 1413 م ). وصار أهل سنغي يعتمدون على المختصرات الفقهية كرصفائهم في بقية العالم اإلسالمي كما سايروا التطورات المختلفة التي عرفها الفقه المالكي في أنحاء 15 )1) المذهب المالكي : ينسب إلى الفقيه مالك بن أنس بن أبي عمرو بن الحارث ) ه/ م( وأشهر مؤلفاته كتاب )الموطأ( وقد شاع هذا المذهب في بالد المغرب والسودان الغربي. ويعتقد أن انتشار المذهب المالكي بالسودان الغربي وتوطده راجعا إلى عدة أسباب أهمها: مالئمة المذهب للطبيعة البدوية للمنطقة فهو مذهب عملي يعتد بالواقع ويأخذ بأعراف الناس وعاداتهم ويناسب بساطتهم في الصحراء دون تكلف أو تعقيد فهم يميلون إلى البساطة والوضوح والحرص على التمسك باإلسالم وأصوله خوفا من االنزالق في مهاوي الظالالت أنظر :ابن عياض عياض بن موسى اليحصبي. ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعالم مذهب مالك تحقيق: محمد بن تاويت الطنجي. )الرباط : منشورات وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية 1961 م( ج 1 ص 65 وعمر الجيدي. محاضرات في تاريخ المذهب المالكي في المغرب اإلسالمي.) الدار البيضاء: منشورات دار ع كاظ 1981 م ( ص. 29 )2) اإلمام ابو سعيد عبد السالم سحنون بن سعيد ) ه / م( : من رجاالت الفقه المالكي في المغرب اإلسالمي وقد ع رف بكتابه )المدونة الك برى ) التي كان لها دور هام في توطيد أركان الفقه المالكي في المغرب اإلسالمي وبالد السودان. )3) اإلمام أبو محمد عبد اهلل بن ابي زيد القيرواني ) ه / م (: أشهر أئمة الفقه المالكي في المغرب اإلسالمي وع رف بأنه صاحب )الرسالة ) المشهورة في الفقه المالكي. )4) مختصر خليل : صاحب المختصر هو خليل بن إسحاق بن موسى بن شعيب المالكي المصري من رجال القرن الثامن للهجرة /الرابع عشر للميالد وهو إمام شهير وقد حمل لواء مذهب مالك في مصر في زمانه وقد وضع مختصرا علي مذهب اإلمام مالك بن أنس رضي اهلل تعالى عنه وقد طارت شهرته بالسودان الغربي وألفت العديد من الكتب في شرحه وقد توفى الشيخ خليل بن إسحاق عام )161 ه/ 1364 م ( أنظر: ابن فرحون برهان الدين إبراهيم بن علي بن محمد. الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب. )بيروت: دار الكتب العلمية د ت( ص ص والزركلي خير الدين.األعالم. ( بيروت: دار العلم للماليين( ج 2 ص 315

17 العالم اإلسالمي وصاروا يستخدمون الكتب الشهيرة التي تفسر وتشرح مقاصد الفقه المالكي وعلومه.ومن الخصوصيات الثقافية في سنغي استمرارية توافد الفقهاء والعلماء المغاربة والمشارقة على مراكزها الحضارية والعلمية وجلوسهم بها كمدرسين ومنحوا عديد اإلجازات العلمية لتالميذهم السودانيين الذين تقاطروا على )1( مجالسهم العلمية. وقد سجلت المصادر التاريخية للمنطقة مثل: تاريخ الفتاش ونيل )4( )3( )2( االبتهاج وكفاية المحتاج وتاريخ السودان وغيرها نماذج من هؤالء العلماء األفذاذ.ومن الخصوصيات الثقافية مساهمة األساكي في تدعيم ودفع الحركة الثقافية والعلمية في بالدهم فقد باركوا الحركة العلمية والثقافية وشجعوها واحترموا )5( العلماء والفقهاء واسقطوا عنهم تكاليف السلطنة وغراماتها ومنعوا عنهم ظلم أمراء األقاليم بحيث كان لألسكيا وحده حق النظر في أية شكوى ضد عالم أو )6( فقيه. واعتقد أهالي السودان الغربي الوالية والصالح في العلماء والفقهاء ونسبوا ونسبوا إليهم الكرامات وكانوا يقيمون األضرحة لمن مات منهم ويتقدمون بالذبائح )7( إلى تلك المقامات. وقد تحدث الحسن الوزان ) ه/ م( عن بالد السودان الغربي أثناء زيارته لها وقال إنها كانت مليئة بالفقهاء والعلماء )8( واألئمة وأن هؤالء يتمتعون برواتب جزيلة ويعاملون بكل احترام وتبجيل. وكانت أبرز هذه المراكز التي لعبت دورا ثقافيا هاما هي مدينة تنبكت التي شهدت على عهد األساكي ازدهارا تجاريا وثقافيا وقد وصفها الحسن الوزان بقوله:"... وفي تنبكتو عدد كثير من القضاة والفقهاء واألئمة يدفع الملك إليهم جميعا مرتبا حسنا ويعظم األدباء كثيرا. وتباع أيضا مخطوطات كثيرة تأتي من بالد 16 )1) )2) كعت مصدر سابق. التنبكتي أحمد بابا. نيل االبتهاج بتطريز الديباج إشراف وتقديم: عبد الحميد الهرامة. )طرابلس: منشورات ك لية الدعوة اإلسالمية 1989 م ). )3) التنبكتي أحمد بابا. كفاية المحتاج لمعرفة ما ليس بالديباج دراسة وتحقيق : محمد م طيع. ( الرباط : منشورات وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية 1421 ه/ 2000 م ). )4) السعدي مصدر سابق. )5( تكاليف السلطنة: هي عبارة عن مجموعة من األعمال تقع على كاهل الرعية تجاه السلطة الحاكمة أو الدولة أو المجتمع مثل: شق الترع وإقامة الجسور وضيافة جيش الدولة عند مروره بأحد أقاليم السلطنة وكذلك ركب السلطان أو العمل بمزارعه أنظر: كعت مصدر سابق ص. 18 )6) المصدر نفسه ص. 13 )7) محمد الغربي. مرجع سابق ص. 514 )8) الوزان مصدر سابق ج 2 ص. 161

18 )1( البربر وتدر أرباحا تفوق أرباح سائر البضائع.ولم يقف احترام العلماء على عهد األساكي بل تم التوصل إلى مادة مصدرية تؤكد استمرار ذلك التقدير واالحترام للعلماء والفقهاء في عهد الباشاوات المغاربة الذين حكموا المنطقة في القرن الحادي عشر للهجرة/السابع عشر للميالد إن هؤالء الباشوات وبمجرد ترحيلهم أسرة آل )2( أقيت إلى المغرب قاموا بتولية القاضي محمد بن أحمد بن عبد الرحمن في منصب قاضي تنبكت وذلك بعد عزل القاضي عمر بن محمود أقيت عام )1003 )3( ه / 1594 م(.واستمروا في تولية قضاة لتنبكت وغيرها من المدن السودانية حتى نهاية حكم الدولة السعدية وربما بعد ذلك كما أستمر تولية خطباء ومؤذنين لجوامع )4( مدن المنطقة. كما أن الباشا المغربي أحمد بن حد بن يوسف األجناسي الذي تولى الباشاوية في المنطقة عام ) 1061 ه/ 1650 م( كان م عظما للعلماء والصالحين )5( ومحسنا إليهم. كما أحسن هؤالء الباشاوات كثيرا للمؤرخ عبد الرحمن السعدي ) ه/ م( ومن أمثلة ذلك الباشا محمد بن محمد بن عثمان الشرجي الذي رتبه كاتبا له وذلك عام ) 1056 ه/ 1646 م( وقد استمر ذلك التقدير للسعدي من قبل خلفاء الباشا محمد الشرجي حيث ظل ي مارس ذلك المنصب الهام في تنبكت إلى وفاته ما بعد عام ( 1066 ه/ 1655 م(. أما عن استمرار ازدهار الحياة الثقافية بعد امتداد الحكم المغربي على المنطقة فهي من القضايا مثار الخالف بين المؤرخين غير أن الباحث يميل إلى فرضية استمرار ازدهار الحياة الثقافية خالل القرن الحادي عشر للهجرة/السابع عشر )6( للميالد وإلى حد كبير كما كان معروفا خالل حكم األساكي.هذه بعض جوانب 17 )1) )2) الصفحة نفسها. آل أقيت : ينحدر آل أقيت المسوفيين من قبيلة مسوفة إحدى بطون صنهاجة وقد عرفوا بانتسابهم إلى العلم وحظي أغلبهم بمكانة اجتماعية عالية بين سكان المنطقة الشتغالهم بالقضاء والتعليم واعتبارهم من أهل الشورى والوجاهة والفتيا. وانحدر منهم العالم ة أحمد بابا التنبكتي ووالده وأعمامه وأجداده أصحاب المؤلفات العلمية العديدة للمزيد انظر : التنبكتي نيل االبتهاج وكفاية المحتاج والقادري محمد بن الطيب.نشر المثاني ألهل القرن الحادي عشر والثاني تحقيق : محمد حجي ومحمد الكتاني. )بيروت : دار الغرب اإلسالمي 1981 م( ج 1 ص 214 وسوزي أباظة محمد "عائلة أقيت وإسهاماتها الثقافية في تنبكت" مجلة الدراسات األفريقية معهد البحوث والدراسات األفريقية جامعة القاهرة القاهرة: 26 ) 2004 م ) ص ص )3) كعت مصدر سابق ص. 182 )4) مطير سعد غيث الثقافة العربية اإلسالمية ص. 266 )5) السعدي مصدر سابق ص. 291 )6) أعد الباحث أطروحته لنيل درجة الدكتوراه حول موضوع استمرار ازدهار الحياة الثقافية خالل القرن 11 ه / 11 م أنظر : مطير سعد غيث الثقافة العربية اإلسالمية.

19 جوانب من البيئة الثقافية التي عاشت فيها عائلة بغيغ فكيف تمت االستفادة من هذه البيئة وما مدى أثرها على إسهاماتهم الثقافية والفكرية وتعليمهم ثانيا ممارسة آل بغيغ لخ طة القضاء والخطابة واإلمامة: لتلمس الدور الثقافي لعائلة بغيغ في مجتمع السودان الغربي تجدر اإلشارة إلى دورهم الهام في مجال القضاء والخطابة واإلمامة. 1- ممارسة آل بغيغ لخطة القضاء: من أولى اإلشارات التاريخية عن عائلة بغيغ تلك التي تحدثت عن تولى جدهم الفقيه القاضي محمود بن أبي بكر بغيغ )ت )1( عام 959 ه/ 1551 م( منصب القضاء في مدينة جني وذلك خلفا للقاضي العباس كب المتوفى عام ( 949 /ه 1542 م( وذلك بأمر من األسكيا إسحاق األول أبن األسكيا محمد الكبير ) ه/ 1549/1539 م(. وتختلف المصادر التاريخية في تحديد السنة التي تولى فيها القاضي محمود أبو بكر بغيغ القضاء في )2( جني فصاحب الفتاش يحدد ذلك التاريخ بعام ) م( / في حين ذكر السعدي تاريخين لتولي القاضي محمود أبو بكر بغيغ وظيفة القضاء في جني األول )4( )3( سنة) 949 ه / 1542 م( والثاني سنة) 959 ه / 1551 م(.بينما يرى صاحب فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور أن القاضي محمود أبو بكر بغيغ تولى )5( القضاء في جني عام) 959 ه / 1551 م(. ويستنتج الباحث أن تاريخ تولي القاضي محمود بغيغ هو عام )949 ه/ 1542 م( كما ذكره تاريخ السودان في الرأي األول الذي أوردناه أعاله. أما الرأي الذي يقول إن تاريخ تولي القاضي محمود بغيغ لمهمة القضاء في جني هو عام )959 ه/ 1551 م( الذي أورده السعدي في الرأي الثاني الذي سلفت اإلشارة إليه.أو عام )959 ه/ 1551 م( كما أورده صاحب فتح الشكور أو كما ذكره صاحب الفتاش بأن ذلك التاريخ هو عام ( 946 ه/ 1539 م( إن هذه اآلراء الم شار إليها غير صحيحة ألن األسكيا إسحاق األول الذي كلف القاضي محمود بغيغ بهذه المهمة قد توفى عام )956 ه/ 1549 م وذلك كما هو معروف كما أن القاضي عباس كب الذي تولى محمود بغيغ منصب القضاء عقب وفاته كان قد 18 )1) )2) )3) )4) )5) السعدي مصدر سابق ص 96 وكعت مصدر سابق ص كعت المصدر السابق ص ص السعدي مصدر سابق ص ص المصدر نفسه ص. 19 البرتلي محمد بن أبي بكر الصديق. فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور تحقيق : محمد الكتاني ومحمد حجي. ( بيروت : دارالغرب اإلسالمي 1401 ه/ 1981 م ) ص. 114

20 توفى عام) 949 ه/ 1542 م( وذلك كما سلفت اإلشارة إلى ذلك إضافة إلى أن القاضي محمود بغيغ كان يعمل نائبا للقاضي عباس كب المذكور. وتحدثت المصادر التاريخية عن سمو أخالق القاضي محمود أبو بكر بغيغ واتصافه بالشجاعة وإحقاق الحق مهما كلفه ذلك ومن أمثلة هذه المواقف موقفه في وجه تصرفات األسكيا إسحاق األول ) ه/ م ) أثناء زيارته لمدينة جني عام )949 ه/ 1542 م( حيث كان ينوي من تلك الزيارة تفقد مدينة جني وأحوال رعيتها ورفع المظالم عن أهلها ورد الحقوق إلى أصحابها وقد وجه القاضي محمود بغيغ سيال من التهم والنقد الالذع لألسكيا إسحاق قائال له:"... ما عرفنا ه نا اظلم منك أنت أبو كل ظالم وسببه وال يغصب غاصب ه نا )1( مغصوبا إال بك وبأمرك وبقوتك أنت تقتل الظالم فابدأ بنفسك وبادر...".ورغم هذا النقد الالذع والكالم القاسي والعنيف الذي وجهه القاضي محمود بغيغ لألسكيا إسحاق إال أن األسكيا استمع واستجاب وشكره على النصيحة وعقب هذه الحادثة أصدر األسكيا إسحاق األول مرسومه الشهير الذي يقضي بتعيين محمود بغيغ قاضي ا لمدينة جني كما سلفت اإلشارة. وتورد المصادر التاريخية حادثة تعب ر عن تواضع وتعفف القاضي محمود بغيغ عن تولي منصب القضاء لمدينة جني مفادها أنه امتنع عن تولي قضاء جني إلى درجة أنه فض ل الموت على ذلك المنصب إال أنه )2( أرغ م وا جب ر على توليه.أما ثاني الشخصيات من آل بغيغ التي سجلت المصادر التاريخية ممارستها لمهنة القضاء والمصالحة بين الناس فهو الفقيه الالمع محمد )3( بن محمود بن أبو بكر بغيغ ) ه/ م( رغم أن هذه 19 )1) كعت مصدر سابق ص ص والسعدي مصدر سابق ص ص وابراهيم علي طرخان مرجع سابق ص. 58 )2) كعت مصدر سابق ص )3) اشتهر الفقيه محمد بن محمود بغيغ بأنه أستاذ أحمد بابا التنبكتي وتلميذا لوالده وحول سيرته انظر: التنبكتي كفاية المحتاج ج 2 ص 231 والنيل ص ص والسعدي مصدر سابق ص ص واإلفراني محمد بن الصغير. صفوة من انتشر من صلحاء القرن الحادي عشر طبعة حجرية د ت ) ص 101 والقادري محمد بن الطيب. النقاط الدرر ومستفاد المواعظ والعبر من أخبار المائة الحادية والثانية عشر تحقيق : الهاشمي العلوي القاسمي. ( بيروت : منشورات دار األوقاف 1403 ه / 1983 م( ص 20 والبرتلي مصدر سابق ص 29 وابن فودى محمد بللو بن عثمان. إنفاق الميسور في تاريخ بالد التكرور تحقيق: بهيجة الشاذلي. )الرباط: منشورات معهد الدراسات األفريقية 1996 م( ص ص ومخلوف محمد بن محمد. شجرة النور الزكية في طبقات المالكية.) تونس : دار الفكر للطباعة والنشر د ت( ص 281 ومحمد حجي.الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعديين.)الرباط: الدار المغربية للتأليف والترجمة والنشر 1396 ه/ 1916 م( ج 2 ص ص وغيرهم.

21 الشخصية برزت كثيرا في مجال التعليم والتأليف وذلك كما سنوضح في م قبل صفحات هذا البحث. أما دور الفقيه محمد محمود بغيغ في مجال القضاء والسعي في قضاء حوائج الناس فيمكن تلمسه من خالل اإلشارة المصدرية التي أوردها تلميذه الفقيه الالمع أحمد بابا التنبكتي ) ه/ م( في كتابه الشهير نيل االبتهاج بتطريز الديباج حيث يقول:"... مع السعي في قضاء الحوائج )1( وارتكاب ضرر نفسه والتفجع لمكروههم و اإلصالح بينهم ". وفي إطار تعفف الفقيه محمد محمود بغيغ وشقيقه الفقيه أحمد محمود بغيغ )المتوفي عام 918 ه/ 1510 م( أن األسكيا داوود ) ه/ م( طلب من الفقيه )2( أحمد بن محمد سعيد ) ه/ م( أن يقنعهما أي الفقيهين محمد وأحمد أبناء محمود بغيغ لتولي القضاء في مدينة جني وتوابعها ولكنهما أصرا على رفض تولي خطة القضاء فلما تضاعف اإللحاح عليهما وتشفع فيهما الناس وصمم األسكيا داوود )956 ه/ 991 ه / م( على توليتهما وتش دد في ذلك فهربا ودخال المسجد وأقاما فيه شهورا وأثناء ذلك كان يأتيهما رسول األسكيا يوميا إلقناعهما فلما رأى األسكيا شد ة إصرارهما على رفض تولي )3( هذا المنصب سكت عنهما. 2. الخطابة واإلمامة : عرفت خطة الخطابة واإلمامة في السودان الغربي مع البدايات األولى النتشار العقيدة اإلسالمية بتلك الربوع. وقد حظي منصب الخطيب بالتقدير وعلو الشأن فكان ال يتواله إال من اتسع علمه وإطالعه واتصف بح سن السيرة والعفة. ويبدو أن بعض القضاة تولو ا في ذات الوقت منصب الخطيب فكان ي لقب )4( في آن واحد بلقب القاضي والخطيب.وكانت وظيفة الخطيب هي أن يخطب في الناس واعظا وم رشدا أيام الجمع واألعياد وكانت مهمته تعتبر من المهام األساسية في مجتمع السودان الغربي وكان الناس يحتكمون عنده وكان يقوم بمهمة )5( القاضي في الم دن الصغيرة.أما بالنسبة لخ طة اإلمامة فقد كان اإلمام يتوالها بإتفاق أعيان المدينة أو البلدة وتأتي موافقة القاضي على رأس هؤالء وكان هناك 20 )1) )2) )3( )4) )5) التنبكتي نيل االبتهاج ص. 600 سبط الفقيه محمود بن عمر أقيت ) ه / م ) كعت مصدر سابق ص ص السعدي مصدر سابق ص 90 وكعت مصدر سابق ص. 89 سوزي أباظة محمد. القضاء في صنغاي في عهد األساكي ) ه/ م( مجلة المؤرخ المصري دراسات وبحوث في التاريخ والحضارة قسم التاريخ كلية اآلداب جامعة القاهرة العدد 28 يناير 2005 م ص. 359

22 )1( بعض األئمة يتولون منصب القضاء.أما عن ممارسة آل بغيغ لمهمة اإلمامة فقد سلفت اإلشارة إلى معلومة تاريخية نقلها البروفسور سيكيني مودي سيسكو بأن آل بغيغ وبعد رحيلهم من جني )أواسط القرن العاشر الهجري/ العاشر الميالدي( واستيطانهم تنبكت قد احتكروا منصب اإلمامة في جامع سيدي يحيى ثالث )2( مساجدها قرابة عام من الزمان ولم يتمكن الباحث من الحصول على مادة مصدرية تؤكد ذلك. ثالثا دور آل بغيغ في الحياة الفكرية : شهدت الحياة الفكرية في بالد السودان الغربي خالل المدى الزمني لهذا البحث وهي الفترة التاريخية التي شهدت بروز عدد من األعالم األفذاذ من آل بغيغ مرحلة هامة من االزدهار الثقافي والفكري وذلك نتيجة جملة من العوامل تأتي على رأسها وفي مقدمتها تشجيع األساكي ومن بعدهم الباشاوات المغاربة للحركة العلمية وتهيئة المناخ المناسب للعلماء والفقهاء للقيام بدورهم في هذا السياق. ومن بين هؤالء العلماء بعض أفراد آل بغيغ ويمكن استيضاح الدور الهام لهذه العائلة في حقل الفكر والعلوم من خالل اإلشارة إلى العديد من مؤلفاتهم وشروحهم ودور مكتباتهم الخاصة في دفع حركة التأليف والثقافة والفكر إلى األمام. 1 مؤلفاتهم وإنتاجهم الفكري: ساهم علماء آل بغيغ بقدر معقول في الحركة الفكرية في بعض العلوم لكن إنتاجهم العلمي لحقه ما لحق غيره من المؤلفات العلمية من ضياع نتيجة الظروف المختلفة التي مر ت بها المنطقة. ويبدو أن إنتاج آل بغيغ العلمي لم يخرج عن نطاق بيئتهم التي عاشوا فيها وتشبعوا بثقافتها وتظهر قرائن األحوال أن انتماءهم لمذهب )3( اإلمام مالك جعلهم يهتمون بتأليف المختصرات والشروح والحواشي على 21 )1) السعدي مصدر سابق ص 56 الرواية الشفوية التي نقلها صاحب كتاب: الثقافة العربية اإلسالمية وأثرها في مجتمع السودان الغربي من خالل لقائه مع محمود بابا هسي وهو من أحفاد آل بغيغ ويعمل عام 2000 م أثناء لقاء مؤلف الكتاب به في مهمة نائب إمام في جامع سيدي يحيى بتنبكت وذلك يؤكد أن التقليد المعروف في تولية اإلمامة في جامع سيدي يحيى من قبل آل بغيغ والذي أشارت إليه المصادر التاريخية الزال قائم حتى اآلن أنظر: مطير سعد غيث مرجع سابق ص. 281 )2) op. Cit. P Sissoko Mody SeKene )3) المختصرات والشروح والحواشي: عرف الغرب اإلسالمي منذ حوالي القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميالدي اهتماما بالمختصرات على حساب الك تب الفقهية حتى صارت المختصرات هي الك تب المعتمدة. ولما كث رت المختصرات نتيجة االهتمام البالغ بها أصبح الفقه عبارة عن رموز والغاز يصعب حلها وفهمها بعض األحيان ومن ه نا فكر العلماء في وضع ش روح على هذه

23 مؤلفات هذا المذهب ومن نماذج اإلنتاج العلمي آلل بغيغ التي تم التع رف عليها مخطوطة الفقيه محمود بن أبو بكر بغيغ )ت 959 ه / 1551( بعنوان : " جواهر اإلحسان في دعوة اإلخوان " التي أشار فيها إلى رحلة العودة من الحج للمنسى موسى ) ه/ م( ومروره بتنبكت وبنائه لمسجد وقصر بها )1(. كما أعد الفقيه محمد محمود بغيغ تعاليقا أوضح فيها هفوات شرح خليل وغيره وتتبع بدقة شرح العالم الثنائي الكبير من أوله إلى آخره فوض ح ما فيه من السهو نقال وتقريرا وقد جمعها تلميذه أحمد بابا التنبكتي في كراريس وله عدد من )2( الفتاوي. كما ينقل حفيده محمود بابا هسي بأنه ال تعرف مؤلفات مستقلة للفقيه محمد محمود بغيغ ولكن توجد تعليقات على بعض الك تب والفتاوي وهي موجودة )3( بمركز أحمد بابا للتوثيق والبحوث التاريخية بتنبكت. وقد تحص ل الباحث على إحدى هذه الفتاوى وهي بخصوص اإلفطار في شهر رمضان الم عظ م ونصها: "بسم اهلل الرحمن الرحيم س ئل الشيخ الم بارك المحفوظ باهلل محمد بن محمود بغيغ عن العمل في حالة الصيف وشهر رمضان على مشقة هل يجوز لهم األكل قياسا على أنه كالمسافر هل يجوز أوال لعمل زرعهم وأفتى لهم أن لهم العمل وإن أدى إلى إفطارهم واهلل أعلم.. وقال وكتبه محمد بن محمود بغيغ م سلما على من يقف عليه )4( وطالب منه الدعاء لخير الدارين". كما ي عد الفقيه محمد محمود بغيغ من رجال الحديث حيث وصف رحمه اهلل بأنه بارع في هذا العلم كما اشتهر بقدرته على تدريسه وارتحل من أجل التعم ق في علومه وكان إلى جانب دروسه مؤلفا )5( وكاتبا للحواشي على بعض أمهات كتب الحديث والفقه وغيرهما.ومن العلماء المؤلفين من آل بغيغ الفقيه محمد بن أحمد بن محمود بغيغ المتوفى عام ) 1066 ه/ المختصرات لفك رموزها وتسهيل فهمها على الطلبة. ولما كث رت هذه الشروح وكث رت التأويالت فيها احتاجت هي بدورها إلى شروح ا خرى ت سمى حواشي ومن أهم هذه المختصرات التي نالت حظا من العناية والشرح والتوضيح )مختصر خليل(. أنظر : عبد الرحمن محمد ميغا. أحمد بابا التنكبتي وجهوده في الفقه المالكي. رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا الرباط المغرب غير منشورة ص 359. )1) بغيغ محمود. جواهر اإلحسان في دعوة اإلخوان مخطوط مكتبة الهادي المبروك الدالي طرابلس )ليبيا( دون تصنيف ورقة رقم 1-2. )2) التنبكتي نيل االبتهاج ص. 603 )3) مطير سعد غيث الثقافة العربية اإلسالمية ص. 283 )4) بغيغ محمد محمود. فتوى بشأن اإلفطار في شهر رمضان مخطوط مركز أحمد بابا للتوثيق والبحوث التاريخية تنبكت )مالي( رقم 1006 ورقة رقم. 1 )5) التنبكتي نيل االبتهاج ص 601 ومحمد الغربي مرجع سابق ص

24 1655 م( وهو عالما عامال ناسكا ورعا تعلم في تنبكت ونبغ في العلوم اللغوية والشرعية. ومن إنتاجه العلمي المعروف عنه : 1 نظم أم البراهين وهي قصيدة مشهورة في التوحيد نظمها نظما حسنا بديعا )2( اعتنى بها علماء السودان الغربي والصحراء ودرسوها وجلسوا لتدريسها. 2 كتاب في تراجم الرجال تناول فيه ترجمة علماء السودان اقتبس منه المؤرخ )3( عبد الرحمن السعدي كثيرا في مؤلفه تاريخ السودان.وآخر مثال يمكن أن نسوقه حول مساهمة فقهاء آل بغيغ في مجال التأليف هي مساهمة الفقيه أحمد بوصو بن )4( محمد بن أحمد بغيغ )ت عام 1114 ه / 1102 م( في مجال الفقه وهو كتاب )5( دالئل الفرج.وقد اطلع الباحث على النسخة األصلية من هذا المخطوط وهي في جزأين بخط جميل وفي حالة جيدة وذلك بمكتبة محمود بابا هسي نائب إمام )6( جامع سيدي يحيى التادلسي بتنبكت حاليا وأحد أحفاد أسرة بغيغ الشهيرة وكان وكان ذلك اللقاء أثناء قيام مؤلف الكتاب المذكور بتنفيذ زيارة ميدانية لجمع المادة العلمية لدراسته.ويبدو أن الفقيه أحمد بوصو بن محمد بن أحمد بغيغ كان من المبرزين في علوم الفقه زمن ذاك والدليل على ذلك وصوله إلى مرحلة التأليف في هذا المجال. 4 مكتباتهم : وباعتبار علماء آل بغيغ من العلماء المبرزين فقد حرصوا علي اقتناء الكتب والمخطوطات النادرة وإيداعها في مكتباتهم الخاصة وتوارثوها وقد حازوا هذه الثروة العلمية عن طريق الشراء من التجار الذين كانوا يحرصون على االتجار في هذه السلعة التي تأتي بأرباح تفوق سائر البضائع كما وصف ذلك المؤرخ الحسن الوزان الذي زار المنطقة أوائل القرن العاشر الهجري/ السادس عشر )7( الميالدي.ومن أولى اإلشارات التاريخية عن مكتبات آل بغيغ ما ورد في وصف وصف مكتبة محمد بن محمود بغيغ التي وصفت بأنها خزانة عامرة بالكتب وكان )1( 23 )1) )2) )3) )4) )5) السعدي مصدر سابق ص 322. البرتلي مصدر سابق ص. 109 السعدي مصدر سابق ص ص مجهول. تذكرة النسيان في أخبار ملوك السودان. )باريس: نشر هوداس 1966 م ( ص 9. بغيغ أحمد بوصوين محمد بن أحمد بن محمود بغيغ. دالئل الفرج. مخطوط من ج زئين. مكتبة محمود بابا هسي تنبكت )مالي( فقه دون تصنيف. )6) مطير سعد غيث الثقافة العربية اإلسالمية ص. 245 )7) الوزان مصدر سابق ج 2 ص 161 وعبد القادر زبادية مرجع سابق ص. 222

25 صاحبها كريما وجوادا مع زائريها من تالميذه وغيرهم وسموحا بإعارتها وقد وصف ذلك تلميذه الفقيه الالمع أحمد بابا التنبكتي بقوله:"... وبذل نفائس الك تب الغريبة العزيزة لهم بحيث ال يفتش بعد ذلك عنها كائنا من جميع الفنون فضاع له بذلك ج ملة من ك تبه نفعه اهلل تعالى بذلك. وربما يأتي لباب داره طالب فيرسل له براءة فيها اسم كتاب يطلبه فيخرجه من الخزانة ويرسله له من غير معرفته من هو فكان في ذلك العجب العجاب إيثارا لوجهه تعالى مع محبته للكتب وسعيه في تحصيلها شراء ونسخا وقد جئته في يوم أطلب منه كتب ففتش في داره فأعطاني )1( كل ما ظفر به منها...".ورغم عدم تمكن الباحث من الوقوف على مادة مصدرية حول بقية مكتبات آل بغيغ غير أنه ال يمكن تصو ر بروز أعالم ومؤلفين من هذه األسرة دون تمل كهم لمكتبات غنية بالك تب ونوادر المخطوطات. كما الحظ الباحث أثناء زيارته لتنبكت عام ) 2000 م( ولقائه بمحمود بابا هسي أحد أحفاد هذه العائلة الكريمة أن هؤالء األحفاد يحوزون كميات هائلة من الك تب والمخطوطات التي )2( بالتأكيد آلت إليهم من ميراث أجدادهم خالل المدى الزمني لهذا البحث. رابع ا : م ساهمة آل بغيغ في الحركة التعليمية: لقد لعب علماء آل بغيغ دورا م مي زا في مجال التعليم وبرز منهم عدد من المدرسين في مجاالت العلوم المعروفة على زمانهم وقبل اإلشارة إلى جهودهم في مجال التعليم يجدر أن نذكر أهم المصادر التي تلقوا منها تعليمهم وكيف تشب عوا بالثقافة التي أهل تهم بعد ذلك حتى صاروا معلمين بارزين. 1 مصادر تعليمهم: من أولى المصادر التي تلقى منها آل بغيغ علومهم هي بيئتهم المحلية وما احتوت من علوم مختلفة ومن أولى اإلشارات المصدرية حول جلوس فقهاء آل بغيغ للنهل من العلوم هي اإلشارة حول تلقى الفقيه محمد محمود بغيغ وشقيقه أحمد تعليمهما األساسي في مدينة جني مسقط رأسيهما- وذلك على يد والدهما القاضي محمود بغيغ وخالهما ثم رحال الفقيهان محمد وأحمد بغيغ إلى تنبكت رفقة خالهما. وهناك واصال تعليمهما على يد الفقيه أحمد بن محمد سعيد الذين أخذا عنه المختصر في الفقه المالكي واألصول ثم سعوا إلى توسيع ثقافتهم من خالل الرحالت العلمية إلى الشرق وأداء فريضة الحج. وقد سجلت المصادر التاريخية رحلة الفقيه محمد محمود بغيغ وشقيقه أحمد بغيغ وخالهما إلى الديار المقدسة ألداء فريضة الحج وقد التقوا ببعض علماء مصر مثل الناصر اللقاني والشريف يوسف البرهموشي كما جلسوا في الحجاز ببعض مجالس ع لمائها مثل 24 )1) )2) التنبكتي نيل االبتهاج ص 600. مطير سعد غيث الثقافة العربية اإلسالمية ص. 283

26 الشيخ عبد الرحمن التاجوري واإلمام ولي اهلل تعالى محمد البكري الصديقي )1( وغيرهما. وبعد أدائهما فريضة الحج رجعا إلى بالد السودان ونزال تنبكت والزما الشيخ أحمد بن محمد بن سعيد من جديد. وأخذا عنه الفقه والحديث وقرآ عليه المدونة والموطأ والمختصر وغيرهم كما جلسا في مجالس الفقيه أحمد بن أحمد بن ع مر أقيت ) ه/ م( والد الفقيه أحمد بابا التنبكتي وأخذا عنه األصول والبيان والمنطق وقرأ عليه أصول السبكي والتلخيص )2( وغيرها. وقد صار بعض أعالم آل بغيغ المتأخرين تالميذ في مجالس أحمد بابا التنبكتي العلمية ومنهم الفقيه مصطفى بن أحمد بن محمود بغيغ ) ه / م( الذي يبدو أنه تتلمذ على يد الفقيه أحمد بابا بعد عودته من )4( )3( مراكش. كما حظي بذات التلمذة شقيقه الفقيه محمد بن أحمد بن محمود بغيغ. 4 م ساهمتهم التعليمية : كان آلل بغيغ أثر واضح في التعليم والتدريس فقد مارسوا هذه المهنة وظهر منهم من ذاعت شهرته في هذا المجال. ومن ه نا ي ذكر الفقيه محمد محمود بغيغ الذي كان عالما م شاركا تكو ن تكوينا علميا في السودان والمشرق كما سلفت اإلشارة وجلس للتدريس بجوامع تنبكت لم دة تنيف على الثالثين عاما ومن أشهر تالميذه الذين تحدثت عنهم المصادر التاريخية الفقيه أحمد بابا التنبكتي الذي أم مجالسه العلمية أكثر من عشر سنين وقد درس أحمد بابا مرحلة ما ي مكن تسميتها بمرحلة التعليم العالي على يد شيخه محمد محمود بغيغ ومن بين العلوم التي درسها )5( على يديه التفسير والحديث والفقه واألصول والعربية والبيان والتصوف وغيره. وقد أثنى الفقيه أحمد بابا كثيرا على أستاذه محمد بغيغ وأفاض في ذكر مآثره وذلك )7( )6( في كتابيه الشهيرين: نيل االبتهاج وكفاية المحتاج.واختتم حديثه في تقريظه لشيخه بقوله:"... وبالجملة فهو شيخي وأستاذي ما انتفعت بأحد انتفاعي به وبكتبه )8( رحمه اهلل ونفعه".كما ذكر أحمد بابا أن شيخه محمد بغيغ منحه إجازة وذلك 25 )1) )2) )3) )4) )5) التنبكتي نيل االبتهاج ص 601 وكفاية المحتاج ج 2 ص. 239 الصفحة نفسها وللمؤلف نفسه كفاية الم حتاج ج 2 ص. 53 السعدي مصدر سابق ص 322 واألرواني السعادة األبدية ص.. 82 السعدي مصدر سابق ص ص التنبكتي نيل االبتهاج ص 602 وكفاية المحتاج ج 2 ص 240 سابق ص. 32 )6( التنبكتي نيل االبتهاج ص ص )7) التنبكتي كفاية المحتاج ج 2 ص ص )8) التنبكتي نيل االبتهاج ص 602 وكفاية الم حتاج ج 2 ص. 240 والبرتلي مصدر

27 )1( بقوله:"... وأجازني جميع ما يجوز له وعنه وكتب لي بخطه...". ومن تالميذ الفقيه محمد بغيغ الشيخ أحمد بن آد السوقي )ت 1044 ه/ 1634 م( الذي نهل من فيض علومه في مجاالت التفسير إضافة إلى علم الحديث وعلم األصول والمنطق )2( والبالغة وغيرها. ومن علماء أل بغيغ الذين تحدثت المصادر التاريخية عن ممارستهم مهنة )3( التعليم الفقيه محمد بن أحمد بن محمود بغيغ الذي جلس معلما بجامع سنكري وتكاثر عدد اآلخذين عنه ومنهم المؤرخ الشهير عبد الرحمن السعدي صاحب تاريخ السودان الذي رثاه معترفا بفضله قائال :"... سيد الوقت وبركته شيخنا شيخ اإلسالم وم فيد األنام الفقيه محمد بن الفقيه أحمد بن الفقيه القاضي محمود بغيغ الونكري وصلى عليه ابن اخيه الفقيه محمد بن المصطفى صحوة الخميس في الصحراء في م صلى الكبراء والص لحاء ودفن في جوار أبائه وأقاربه وأهل بيته في مقابر سنكرى وهو عالم عامل فاضل تقي ورع ناسك ولي وهو خاتمة االشياخ )4( وأخرهم موتا...". وآخر علماء آل بغيغ الذين جلسوا للتعليم أحمد بوصو بن محمد محمد أحمد بغيغ الذي يبدو أنه كان م علما مبرزا وخاصة في مجال الفقه والدليل )5( على ذلك أنه وصل إلى مرحلة التأليف حيث ألف كتابه دالئل الفرج كما سلفت اإلشارة إلى ذلك. وما ي مكن أن نذكره أخيرا في شأن هذه العائلة الكريمة التي نالت مكانة مرموقة في مجتمع السودان الغربي ووصل األمر إلى وصف بعض أعالمها بالوالية والصالح ومنهم الفقيه محمد بن محمود بغيغ الذي صار أهالي 26 )1) )2) التنبكتي نيل االبتهاج ص. 602 البرتلي المصدر السابق ص 50 واألرواني محمد محمود. تاريخ الصحراء والسودان وبلد تنبكت وشنقيط وأروان في جميع البلدان دراسة وتحقيق وتقديم: الهادي المبروك الدالي.)بنغازي: دار الك تب الوطنية 2008 م( ص 16. والهادي المبروك الدالي التاريخ الحضاري ألفريقيا فيما وراء الصحراء ص. 224 )3) جامع سنكري : بعد جامع سنكري من أشهر مراكز العبادة والعلم في تنبكت وتورد الرواية الشفوية في المنطقة أنه قد أسس من قبل السيدة فاطمة األغاللية نسبة لقبيلة األغالل إحدى قبائل الشمال األفريقي ويبدوا أن هذه السيدة كانت إمراة ثري ة وتقي ة فع الة للخير دون رياء ولذا رفضت إطالق إسمها على الجامع الذي أنفقت على تشييده من مالها الخاص والذي س مي سنكري ومعناها باللهجة المحلية السوداني ة )السيدة البيضاء(. وللمزيد حول سنكري كجامع للعبادة أنظر : مطير سعد غيث الثقافة العربية اإلسالمية ص ص وحول سنكري كمركز تعليمي وجامعة للدراسات العلمية العالية أنظر: المرجع نفسه ص ص )4) السعدي مصدر سابق ص 322 وخاتمة األشياخ ( الشيوخ ) الواردة في النص معناها آخر شيوخ عبد الرحمن السعدي. )5) بغيغ دالئل الفرج مخطوط سبق ذكره.

28 المنطقة بعد وفاته يطلقون أسمه م ركبا )محمد بغيغ( على أوالدهم وأشهر هؤالء )1 األهالي الفقيه الشهير محمد كورد بن محمد ساج الفالني المتوفى عام ) 1066 ه/ 1655 م( والذي س م ي نجله محمد بغيغ وبذا صار محمد بغيغ بن محمد )2( كورد وأوالده وأحفاده من بعده فقهاء المعين في حياة المنطقة. خاتمة: إن دراسة: "آل بغيغ الونكريين ودورهم الثقافي في السودان الغربي خالل القرنين ه / م" يمكن أن ت فضي إلى مايلي : إن آل بغيغ سواء أكانوا من الماندنغ أي الماند أو من السوننكي فهو نفس االنتماء ألن السوننكي هم فرع من الماندنغ أي الماند. إن آل بغيغ استوطنوا مدينة جني ثم هاجروا إلى تنبكت أواسط القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميالدي واستوطنوا حي ونغارا كوندا وسط تنبكت واحتكروا اإلمامة في مسجد سيدي يحيى ثالث مساجدها قرابة قرن من الزمان. إن الفترة الزمنية التي برزت فيها عائلة بغيغ قد شهدت قيام دولة سنغي اإلسالمية وامتداد األسرة السعدية وأوائل حكم األسرة العلوية لبالد السودان الغربي. أما عن أهم المكونات الثقافية للعصر الذي برزت فيه عائلة بغيغ فهي تمثلت في سيادة المذهب المالكي بتلك الربوع عن طريق التجار والدعاة والعلماء. كما شهد هذا العصر أيضا وصول المدونات الفقهية المالكية مثل مدونة اإلمام سحنون ورسالة ابن أبي زيد القيرواني كما شاع كذلك وجود المختصرات الفقهية مثل مختصر خليل بن إسحاق. واستمر خالل ذلك العصر توافد العلماء والفقهاء المغاربة والمشارقة على المنطقة وجلوسهم بمرابعها العلمية معلمين ومانحين اإلجازات العلمية لتالميذهم السودانيين الذين تقاطروا على مجالسها العلمية. إن أول شخصيات آل بغيغ التي برزت خالل هذه الفترة التاريخية هي الفقيه القاضي محمود بن أبي بكر بغيغ الذي تولى منصب القضاء في جني عام.. 27 )1) )2) الفال ني: نسبة إلى قبائل الفالن الشهيرة في بالد السودان. التواتي عبد الرحمن ع مر. فهرس شيوخه وذكر أحوالهم ن سخة من المخطوط األصلي مكتبة موالي زيدان نيامي )النيجر(. دون تصنيف ورقة

29 كما تولى منصب القضاء والمصالحة بين الناس الفقيه القاضي محمد بن محمود بغيغ كما مارس بعض فقهاء آل بغيغ مهمة اإلمامة والخطابة. وسجلت المصادر بروز إنتاج فكري آلل بغيغ مثل مخطوطة:" جواهر اإلحسان في دعوة اإلخوان" للفقيه محمد محمود بغيغ كما أعد األخير تعاليقا أوضح فيها هفوات شرح خليل وغيره وتتبع بدقة شرح العالمة الثنائي الكبير من أوله إلى آخره فوضح ما فيه من السهو نقال وتقريرا وله عدد من الفتاوى ع رف منها فتواه بخصوص اإلفطار في شهر رمضان المبارك كما كان الفقيه محمد بن أحمد محمود بغيغ عالما عامال ناسكا ورعا نبغ في عدة علوم على رأسها العلوم الشرعية واللغوية كما عرف له نظم أم البراهين وهي قصيدة مشهورة في التوحيد وكتاب في تراجم الرجال. أما الفقيه أحمد بوصو بن محمد بن أحمد بن محمود بغيغ فله كتاب )دالئل الفرج ) في جزئين في مجال الفقه. حرص فقهاء آل بغيغ على اقتناء الكتب والمخطوطات النادرة وأودعوها في مكتباتهم الخاصة وتوارثوها وقد حازوا تلك الك تب والمخطوطات عن طريق الشراء والنسخ والتبادل مع معاصريهم. أما عن مصادر تعليمهم فهي بالدرجة األولى بيئتهم المحلية ومن خالل رحالتهم إلى الحج. ومن أبرز أساتذتهم الشيخ أحمد بن محمد سعيد و الفقيه أحمد بن أحمد أقيت. كان بعض أعالم آل بغيغ المتأخرين تالميذ في مجالس أحمد بابا التنبكتي ومنهم الفقيه مصطفى بن أحمد بن محمود بغيغ الذي يبدو أنه تتلمذ عليه عقبة عودته من رحلته المراكشي ة كما تؤكد المصادر التاريخية أن الفقيه محمد بن أحمد بن محمود بغيغ قد حظي بذات التلمذة. كان آل بغيغ أساتذة لعدد من العلماء المب رزين في السودان الغربي مثل: أحمد بابا التنبكتي الذي كان تلميذا للفقيه محمد محمود بغيغ كما حظي بذات التلمذة الشيخ/ أحمد بن آد السوقي الذي نهل من فيض علومه في مجاالت التفسير وعلم الحديث وعلم األصول والمنطق والبالغة وغيرها. وجلس المؤرخ الشهير عبد الرحمن سعدي صاحب تاريخ السودان في مجالس الفقيه محمد بن أحمد بن محمود بغيغ. وآخر علماء آل بغيغ الذين جلسوا للتعليم أحمد بوصو بن محمد بن أحمد بغيغ الذي يبدو أنه كان معلما مبرزا وخاصة في مجال الفقه والدليل على ذلك أنه وصل إلى مرحلة التأليف وذلك بتأليف كتابه : دالئل الفرج. 28

30 من األدلة على المكانة السامقة التي نالها رجال هذه العائلة الكريمة في مجتمع السودان الغربي أن بعض أعالمها وصفوا بالصالح والوالية ومنهم الفقيه محمد بن محمود بغيغ الذي صار أهالي المنطقة بعد وفاته يطلقون أسمه م ر كبا )محمد بغيغ( على أوالدهم وأشهر هؤالء األهالي الفقيه محمد كورد بن ساج الفالني المتوقي عام والذي سمى نجله محمد بغيغ وبذا صار محمد بغيغ بن محمد كورد وأوالده وأحفاده من بعده فقهاء المعين في حياة المنطقة. قائمة المصادر والمراجع أوال المصادر: المخطوطات - ابن المؤقت.السعادة األبدية في التعريف بمشاهير الحضرة المراكشي ة. مخطوط دارالك تب العامة القاهرة )مصر( ميكرو فيلم رقم بغيغ أحمد بوصو بن محمد بن أحمد بن محمود. دالئل الفرج. مخطوط من جزئين مكتبة محمود بابا هسي تنبكت )مالي( فقه دون تصنيف. - بغيغ محمود. جواهر اإلحسان في دعوة اإلخوان. مخطوط. مكتبة الهادي المبروك الدالي طرابلس )ليبيا( دون تصنيف. - بغيغ محمد محمود. فتوى بشأن اإلفطار في شهر رمضان. مخطوط. مركز أحمد بابا للتوثيق والبحوث التاريخية تنبكت )مالي( رقم التواتي عمر محمد. فهرس شيوخه وذكر أحوالهم نسخة مصورة عن المخطوط األصلي مكتبة موالي زيدان نيامي )النيجر( دون تصنيف. - المصادر المنشورة العربية والم عربة : - ابن عياض عياض بن موسى اليحصبي.المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعالم مذهب مالك تحقيق : محمد بن تاويت الطنجي. ( الرباط : منشورات وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية 1961 ). - ابن فرحون برهان الدين ابراهيم بن علي بن محمد. الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب. بيروت : دار الكتب العلمية د ت ). - ابن فودى محمد بللو بن عثمان. إنفاق الميسور في تاريخ بالد التكرور تحقيق : بهيجة الشاذلي. ( الرباط : منشورات معهد الدراسات األفريقية 1996 م ). - األرواني أحمد بابير. السعادة األبدية في التعريف بعلماء تنبكت البهية تحقيق : الهادي المبروك الدالي تقديم عبد الحميد عبد اهلل الهرامة. ( بنغازي : دار الكتب الوطنية 2001 م ). - البرتلي محمد بن أبي بكر الصديق. فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور تحقيق : محمد الكتاني ومحمد حجي. ( بيروت دار الغرب اإلسالمي 1401 ه / 1981 م ). - البكري أبو عبد اهلل محمد عبد العزيز. المغرب في ذكر بالد أفريقيا والمغرب وهو جزء من المسالك والممالك. ( القاهرة : دار الكتاب اإلسالمي د ت ). 29

31 - التكني أحمد أبو األعراف. إزالة الريب والشك والتفريط في ذكر المؤلفين من أهل التكرور والصحراء وأهل شنقيط دراسة وتحقيق وتقديم : الهادي المبروك الدالي.) الزاوية : مطابع الوحدة العربية 2008 م ). - التنبكتي أحمد بابا. نيل اإلبتهاج بتطريز الديباج إشراف وتقديم عبد الحميد الهرامة. ( طرابلس : كلية الدعوة اإلسالمية 1989 م ). - التنبكتي أحمد بابا. كفاية المحتاج لمعرفة ما ليس بالديباج دراسة وتحقيق :محمد م طيع. ( الرباط: منشورات وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية 1421 ه / 2000 م ). - القادري محمد بن الطيب. التقاط الدرر ومستفاد المواعظ والعبر من أخبار المائة الحادية عشر والثانية تحقيق : الهاشمي العلوي القاسمي. ( بيروت: منشورات دار األوقاف 1403 ه/ م ). - القادري محمد بن الطيب. نشر المثاني ألهل القرن الحادي عشر والثاني تحقيق : محمد حسن ومحمد أحمد. ( بيروت : دار الغرب اإلسالمي 1981 م ) / ج. 1 - الزركلي خير الدين. األعالم. ( بيروت : دار العلم للماليين ) ج. 2 - كعت محمود. تاريخ الفتاش في أخبار البلدين والجيوش وأكابر الناس. ( باريس : نشر هوداس 1964 م ). - مجهول. الحلل الموشية في ذكر األخبار المراكشية تحقيق: سهيل زك اروعبدالقادر زمامه.)الدار البيضاء:دار الرشاد الحديثة د-ت (. - مجهول. تذكرة النسيان في أخبار ملوك السودان. ( باريس : نشر هوداس 1966 م ). - مخلوف محمد بن محمد. شجرة النور الزكية في طبقات المالكية. ( تونس : دار الفكر للطباعة والنشر د ت ). - الناصري أبو العباس أحمد بن خالد. اإلستقصاء ألخبار دول المغرب األقصى تحقيق وتعليق : جعفر ومحمد الناصري. ( الدار البيضاء : دار الكتاب : 1955 م ) ج. 5 - الوزان الحسن بن محمد. وصف أفريقيا ط 2 ترجمة. محمد حجي ومحمد األخضر. ( بيروت : دار الغرب اإلسالمي والشركة المغربية للناشرين المتحدين 1983 م ). المراجع العربية: - التازي عبد الهادي. التاريخ الدبلوماسي للمغرب.) الدار البيضاء : مكتبة فضالة 1986 م ) ج 9 - الجيدي عمر. محاضرات في تاريخ المذهب المالكي في المغرب اإلسالمي.) الدار البيضاء : منشورات دار ع كاظ 1981 م ). - حجي محمد. الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعديين. ( الرباط : الدار المغربية للتأليف والترجمة والنشر 1396 ه / 1916 م ) ج. 2 - حركات إبراهيم. المغرب عبر التاريخ ط. 2 ( الدار البيضاء : المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة 1916 م ) ج. 2 - الدالي الهادي المبروك. التاريخ الحضاري إلفريقيا فيما وراء الصحراء من نهاية القرن الخامس عشر إلى بداية القرن الثامن عشر. ( طرابلس : الشركة العامة للورق والطباعة 2000 م ). - الدالي الهادي المبروك. التاريخ السياسي واالقتصادي ألفريقيا فيما وراء الصحراء من نهاية القرن الخامس عشر إلى بداية القرن الثامن عشر.) القاهرة: الدار المصرية اللبنانية 1999 م(. - زبادية عبد القادر مملكة سنغاي في عهد األسيقيين م. ( الجزائر : الشركة الوطنية للنشر والتوزيع د ت ). 30

32 الشكري أحمد اإلسالم والمجتمع السوداني إمبراطورية مالي. )أبو ظبي: المجمع الثقافي 1420 / 1990 م ). شعيرة عبد الهادي. المرابطون : تاريخهم السياسي. ( القاهرة : مكتبة القاهرة الحديثة 1969 م ). طرخان إبراهيم علي.إمبراطورية صنغاي اإلسالمية مجلة كلية اآلداب جامعة الرياض المجلد الثامن 1981 م. علي فاي منصور. أسكيا الحاج محمد وإحياء دولة السنغهاي اإلسالمية ( طرابلس : كلية الدعوة اإلسالمية 1991 م ). عوض اهلل الشيخ األمين. العالقات بين المغرب األقصى والسودان الغربي في عهد السلطنتين اإلسالميتين : مالي وسنغي. ( جدة : دار المجمع العلمي 1919 م ). الغربي محمد. بداية الح كم المغربي في السودان الغربي. ( بغداد : دار الرشيد 1982 م ). غيث مطير سعد. " األسكيا محمد الكبير : رحلته المشرقية ودوره الثقافي ولجهادي " مجلة الشهيد المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية طرابلس ليبيا : 33 )1012 م ). غيث مطير سعد. الثقافة العربية اإلسالمية وأثرها في مجتمع السودان الغربي دراسة في التواصل الحضاري العربي األفريقي. ( بيروت : دار المدار اإلسالمي 2005 م(. كريم عبد الكريم. المغرب في عهد الدولة السعدية ط. 2 ( الدار البيضاء :شركة الطبع والنشر 1398 ه / 1918 م ). ماغا سوبا سامبي خليل. األدب العربي في تنبكت من خالل خزائنه النصية من أوليته إلى أواخر القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميالدي دراسة تاريخية وصفية تحليلية بحث لنيل درجة التخصص العالي )الماجستير( كلية الدعوة اإلسالمية طرابلس 2001 م. محمد سوزي أباظة. " عائلة أقيت وإسهاماتها الثقافية في تنبكت " مجلة الدراسات األفريقية معهد البحوث والدراسات األفريقية جامعة القاهرة : 26 ( 2004 م ). محمد سوزي أباظة. القضاء في صنغاي في عهد األساي ( ه / م ) مجلة المؤرخ المصري قسم التاريخ كلية اآلداب جامعة القاهرة العدد 28 يناير 2005 م. محمود حسن أحمد. قيام دولة المرابطين. ( القاهرة : دار الفكر العربي 1956 م ). ميغا عبد الرحمن محمد. أحمد بابا التنبكتي وجهوده في الفقه المالكي. رسالة دبلوم الدراسات العليا الرباط المغرب م غير منشورة. مراجع أجنبي ة : SissoKo : L'inteLLigensia de Tomboctou aux XVe et XVe SiescLes (BuLLtinde L' I.A.N.B ). Mody SeKene - Paris Maisonneuve Et La rose Abitbol : M.Tombuctou Et Les Arma M

33 تقدير قاعدة تايلور Rule) (Taylor و الحد من التضخم في االقتصاد الليبي للفترة ) م(. د. يوسف يخلف مسعود رئيس قسم االقتصاد وعضو هيئة تدريس بالجامعة المفتوحة. ا. يوسف فرج األصفر رئيس قسم االقتصاد وعضو هيئة تدريس بجامعة الزيتونة. المستخلص: يعد التضخم انعكاسا ونتيجة للسياسات االقتصادية المتبعة وفى واقع األمر فان وجود التضخم في االقتصاد الوطني يعنى فشل السياسات االقتصادية في تحقيق احد أهم أهدافها أال وهو هدف الحفاظ على االستقرار في المستوى العام لألسعار هذا من ناحية أخرى ومن ناحية أخرى هناك ارتباط قويا ومباشر بين السياسات االقتصادية وأهدافها وكفاءة وفعالية أدائها وبين الجوانب البنيوية والهيكلية للنظام السياسي. تؤكد هذه الدراسة التطبيقية على وجود عالقة تكامل مشترك بين متغيرات الدراسة. باالعتماد على نتائج الدراسة في المدى الطويل و القصير األجل وان متغير سعر الفائدة له تأثير على متغير فجوة الناتج المحلي اإلجمالي و تبين أيضا أن متغير الناتج المحلي اإلجمالي له تأثير على متغير التضخم المتوقع. أن السياسة النقدية التي ينتهجها المصرف المركزي في االقتصاد الليبي متذبذبة فأحيانا تجدها غير متشددة مثلما أوضحت نتائج قاعدة تايلور في الفترة م و م.في حين نجدها متشددة في الفترة م. المبحث األول: اإلطار العام للدراسة مقدمة: التضخم مشكلة اقتصادية تصيب الدول النامية والمتقدمة على السواء ويزداد تأثير التضخم على االقتصاد كلما توافرت البيئة المناسبة لتنامي الضغوط التضخمية في االقتصاد والتي تعتمد في تأثيرها على مجموعة من العوامل والمتغيرات التي تساهم في تعدية الضغوط التضخمية ودفع األسعار المحلية نحو االرتفاع. وعندما الورد "جاك ريف" في احد بحوثه " إن قدر اإلنسان يحكمه النقد. كان يريد إبراز أهمية المكانة التي تحتلها الظواهر النقدية في حياة البشر اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.واليوم كما باألمس مازالت األحداث الراهنة تؤكد األهمية المتعاظمة للدور الذي يؤديه النقد في الحياة االقتصادية واالجتماعية سواء على الصعيد الوطني أو اإلقليمي أو العالمي.)حسن 1999 ( إذن ليس غريبا أن يشهد الميدان النقدي مند الخمسينيات تصاعدا وان تستقطب المشكالت النقدية اهتمام االقتصاديين الذي تعزز من خالل ما شهدته السياسة النقدية من انتعاش في مواجهة 32

34 التضخم الذي أعقب الحرب العالمية الثانية وخاصة ذلك التضخم المصحوب بالركود والبطالة تلك الظاهرة التي مازالت سمة االقتصاديات المعاصر حتى يومنا هذا. ولهذا السبب يعد السيطرة على التضخم وعالجه من أولويات أي حكومة لبناء اقتصاد قوى ومتين لذلك يجب على السلطات النقدية في أي دولة معرفة وفهم أسباب ومحددات التضخم. ويصبح التحكم في التضخم أكثر سهولة عندما يتعرف على أسبابه ومحدداته. مشكلة الدراسة: تعتبر السياسة النقدية من أهم السياسات االقتصادية التي تعنى بتحقيق االستقرار االقتصادي والتوازن االقتصادي العام.ولقد تطور مفهوم السياسة النقدية بتطور األفكار االقتصادية عبر المراحل الزمنية المتعاقبة إال انه تختلف أهمية السياسة النقدية ودورها في الحياة االقتصادية بحسب طبيعة النظام االقتصادي والسياسي واالجتماعي السائد في المجتمع وتختلف أيضا بحسب مستويات التطور والتقدم االقتصادي لمؤسسات وأجهزة النظام االقتصادي. وبناء على ما سبق لقد اهتم الباحثان بدراسة هذه المشكلة والتي تتركز حول ظاهر التضخم خالل الفترة ) م( في االقتصاد الليبي وذلك باستخدام قاعدة تايلور ومدى انطباقها على االقتصاد الليبي.ومشكلة التضخم ليست حديثة الظهور في االقتصاد الليبي لقد بدأت الضغوط التضخمية في ليبيا في أواخر الخمسينيات مع التنقيب على النفط والزيادة الكبيرة في جانب الطلب وغيرها من األسباب. وتتمثل عناصر مشكلة البحث في األسئلة التالية: 1- هل استخدام مصرف ليبيا المركزي أدوات السياسة النقدية المناسبة لتحقيق االستقرار النقدي. 2- هل استجابت متغيرات االستقرار النقدي للسياسة النقدية المتبعة في ليبيا 3- هل يمكن تطبيق قاعدة تايلور على االقتصاد الليبي أهمية الدراسة: تنطلق أهمية الدراسة هذه الدراسة في األتي: 1 -دور السياسة النقدية التي تستخدمها السلطات النقدية في التأثير على عرض النقود أو التحكم في المعروض النقدي و كيفية المحافظة على استقرار المستوى العام لألسعار. 2- تحقيق سياسة نقدية ناجحة و متوازنة و التي بدورها ال تندفع نحو أحداث ظاهرة التضخم. 33

35 أهداف الدراسة: تهدف هذه الدراسة إلى تقييم دور السياسة النقدية في تحقيق االستقرار االقتصادي في ليبيا خالل الفترة الدراسة و ذلك وفقا لالتي: 1 -التعريف بدور السياسة النقدية في االستقرار النقدي لالقتصاد الليبي. 2- معرفة دور السياسة النقدية في التأثير على وضع االقتصاد في ليبيا وتوجيهه لتحقيق االستقرار االقتصادي وذلك من خالل عالقات قياسية تقديرية للوصول الى نتائج وطرح توصيات ذات أهمية لالقتصاد الليبي. منهجية الدراسة: يقوم الباحثان بإتباع أسلوبين لهذا البحت وهما :- األول : التحليل الوصفي لجمع وتصنيف وتحليل كل البيانات والمعلومات المتعلقة بالدراسة. الثاني: التحليل الكمي ويتم ذلك باستخدام النماذج اإلحصائية والقياسية. وقام الباحثان بتجميع البيانات والمعلومات ذات الصلة بموضوع الدراسة خالل فترة الدراسة. وذلك باالعتماد على البيانات والمعلومات التي يصدرها كال من المصرف المركزي وهيئة المعلومات والتوثيق ووزارة التخطيط وأيضا على المراجع و الدراسات العلمية و المجالت المحكمة. خطة البحث: لتحقيق أهداف هذه الدراسة تم تقسيمها وفقا للتالي: المبحث األول: اإلطار العام للدراسة. المبحث الثاني اإلطار النظري لدراسة. المبحث الثالث:الدراسة التطبيقية )باستخدام قاعدة تايلور على االقتصاد الليبي للفترة م.( المبحث الثاني: اإلطار النظري للدراسة أوال / السياسة النقدية: اختلفت نظرة الفكر االقتصادي إلى السياسة النقدية عبر مراحل تطورها المختلفة حيث نجد أن السياسة النقدية مرت بأربعة مراحل من حيث درجة تأثيرها على النشاط االقتصادي وفعالية هذا التأثير وبالتالي اختلف موقعها من حيث األهمية في هيكل السياسات االقتصادية. حيث نجدها قد احتلت مكان الصدارة في مرحلة ما قبل كينز في القرن التاسع عشر- كمحدد للسياسة االقتصادية الكلية ثم جاء كينز في الثالثينيات من القرن العشرين ليؤكد على أن السياسة المالية هي األكثر فعالية حتى 34

36 جاءت المرحلة الثالثة في الخمسينيات لتأخذ السياسة النقدية مكانها في الطليعة بين السياسات االقتصادية على يدا القتصادي األمريكي "ميلتون فريدرمان" زعيم المدرسة النقدية. هذا الخالف الذي أدى إلى ظهور مذهب ثالث بزعامة االقتصادي األمريكي "والتر هيلر" الذي نادى بعدم التعصب لسياسة معينة بل طالب بضرورة عمل مزج أو خلط لكل من األدوات النقدية واألدوات المالية بنسب معينة حتى يتسنى تحقيق اكبر طور من الفعالية في التأثير على النشاط االقتصادي.ويمكن التنويه بإيجاز في هذا المجال إلى ما يشار إليه عادة من ضعف فاعلية السياسة النقدية في الدول النامية نظر ا ألن طبيعة المشاكل االقتصادية فيه ذهالد ولتعتبر ذات منشأ مالي وليست ذات منشأ نقدي وإلى ما يشار إليه عادة من ضعف فاعلية السياسة النقدية في الدول التي تفتقر إلى أسواق نقدية متطورة خاصة وأن السياسة النقدية تفقد أحد أسلحتها الرئيسية وهي أداة عمليات السوق المفتوحة. والسؤال الذي يبرز هنا ما مدى تأثير وفعالية السياسات النقدية على تغيير النشاطات االقتصادية لمختلف الدول صناعية كانت أو نامية. مفهوم السياسة النقدية: يقصد بالسياسة النقدية policy( (Monetary مجموعة من الوسائل التي تطبقها السلطات المهيمنة على شؤون النقد واالئتمان والمتمثلة في البنك المركزي وذلك بإحداث التأثيرات على كمية النقود وكمية وسائل الدفع وهو ما يعرف بالمعروض النقدي بما يالئم الظروف االقتصادية المحيطة )الشورى 1989(. و تعرف أيضا على أنها مجموعة اإلجراءات التي يتخذها المصرف المركزي بالتعاون مع السلطات المالية في الدولة بهدف التأثير على المتغيرات النقدية و الوصول بها إلى المستهدفات التي تضمن تحقيق االقتصادية المنشودة )الحاسية 1995(. أهداف السياسة النقدية Targets) (Monetary على الرغم من اختالف أهمية السياسة النقدية من مدرسة اقتصادية ألخرى ومن نظام سياسي ألخر إال أن الكل يتفق على أهمية السياسة النقدية في تحقيق األهداف التالية )القطايري 2009(: أ-الوصول للتوظف الكامل و تحقيق معدل نمو امثل ورفاهية اقتصادية عامة و يتحقق ذلك عن طريق: نعبئه المواد المالية تعبئة فع الة وتعبئة الموارد البشرية. ب-استقرار األسعار يعتبر تحقيق االستقرار في مستويات األسعار من أهم ما تواجهه الدول المتقدمة و النامية. 35

37 ج- تحقيق العدالة االقتصادية و االجتماعية و التوزيع العادل للدخل و الثروة و يقصد بالعدالة االجتماعية و االقتصادية أن ينال كل فرد في المجتمع نصيبا بما يتالءم مع مساهمته في اإلنتاج)هاني 2002(. د- المحافظة على استقرار قيمة النقود في كل من المعامالت التجارية الداخلية و الخارجية )هاني 2002(. أدوات السياسة النقدية( (Tools of Monterey policy تستطيع السياسة النقدية أن تحقق أهدافها المرجوة عن طريق تأثيرها على النشاط االقتصادي من خالل ثالث مجموعات رئيسية من األدوات المتاحة للتأثير على عرض النقود و المتاح من االئتمان و هي كالتالي )مسيجل 1981(: -المجموعة األولى: تشمل األدوات العامة و تختص بالتأثير على الحجم الكلي للنقود و االئتمان و هذه األدوات هي ( سعر إعادة الخصم السوق المفتوحة االحتياطي القانوني و نسبة السيولة(. -المجوعة الثانية: فهي األدوات الخاصة التي تؤثر على الحجم الكلي للنقود واالئتمان من خالل قطاعات في االقتصاد. المجموعة الثالثة: تستخدم النقدية نفوذها في الرقابة المباشرة على االئتمان من خالل اسلوب اإلقناع األدبي وأسلوب األوامر والتعليمات الملزمة. ثانيا / التضخم (Inflation) يعتبر التضخم من المشكالت االقتصادية الرئيسية التي يعاني منها العالم في الوقت الحالي حيث ال يكاد جزء من العالم يخلو من هذه المشكلة كما انه جميع دول العالم المتقدمة منها والنامية تعاني من هذه المشكلة وتحاول مواجهتها والسيطرة عليها. ونظرا لما يواجهه االقتصاد الليبي من ضغوط تضخمية يخشى منها إن تؤثر سلبا على نمو النشاط االقتصادي واستقراره فعليه يرى الباحثان انه من الضروري أن تتم دراسة هذه الظاهرة بغية تحديد العوامل الرئيسية المسببة لها ومن تم وضع السياسات المناسبة لمعالجة هذه اإلشكالية. مفهوم التضخم inflation) (The concept of يعرف التضخم بأنه االرتفاع المستمر في المستوى العام لألسعار والناتج عن وجود فائض في الطلب على السلع والخدمات أكثر مما هو معروض منها وذلك خالل فترة زمنية. و بمعنى أخر أن زيادة كمية النقود بدرجة تنخفض معها قيمة تلك النقود أو القوة الشرائية لها يطلق عليه اسم التضخم )عبد الهادي 2013(. أسباب التضخم inflation( )Reasons of يتفق االقتصاديون على أن هناك أربعة هناك أربعة أسباب لحدوث التضخم في االقتصاد و هي بشكل مختصر على النحو التالي )عبد الهادي 2013(: 36

38 أوال: التضخم حسب الطلب و هو التضخم الناشئ عن زيادة حجم الطلب على النقود لمقابلة تلك الزيادة في حجم الطلب على السلع و الخدمات المختلفة. ثانيا: تضخم دفع التكاليف ينشأ هذا التضخم بسبب زيادة تكاليف عناصر االنتاج وعندها سنخفض العرض الكلي من السلع و الخدمات. ثالثا: التضخم المشترك يأتي هذا النوع نتيجة ليبين األول والثاني بمعنى أن هذا التضخم يحدث بسبب زيادة الطلب على السلع والخدمات مع ثبات حجم اإلنتاج ويرافقه أيضا ارتفاع في تكاليف اإلنتاج. رابعا: التضخم المستورد يعرف التضخم المستورد بأنه التضخم الناتج عن الزيادة المستمرة في أسعار السلع والخدمات النهائية المستوردة من الخارج ويظهر بشكل كبير وواضح في االقتصاديات الصغيرة المفتوحة على العالم الخارجي. أنواع التضخم inflation) ( Types of يختلف التضخم باختالف المعايير المستخدمة في تحديد معناها ونلخص أنواع التضخم في اآلتي: أ- التضخم الجامح وهو اخطر أنواع التضخم وفيه ترتفع األسعار بمعدل كبير جدا وتتناقص قيمة العملة بمعدالت كبيرة في فترة زمنية قصيرة )عطية 1989(. ب-التضخم الزاحف ويمكن تسميته بالتضخم المعتدل وهو االرتفاع المتواصل لألسعار بمعدالت صغير حيث يتحقق بشكل تدريجي وبصورة بطيئة على مدى فترة زمنية طويلة نسبيا. ج-التضخم المكبوت )المقيد( هو حالة يظل فيها المستوى العام لألسعار منخفض بواسطة سياسات وإجراءات تستخدمها الدولة لتمنع ظهوره التي تلجأ إلى التحديد اإلجباري ألسعار السلع و الخدمات ولكن يكون على حساب تراكم قوي يمكن أن تسبب في ارتفاع )انفجاري( في األسعار في مرحلة الحقة. د-التضخم المفرط )الطليق( وهذا التضخم بعكس التضخم المكبوت حيث أن الحكومة ال تتدخل لمنع ارتفاع األسعار أي األسعار ترتفع دون أي أن األسعار ترتفع دون أي تدخل من السلطات. ثالثا: خصائص االقتصاد الليبي( economy (Characteristics of Libya's كانت حالة االقتصاد الليبي خالل الفترة السابقة الكتشاف النفط بأنه اقتصاد يضم حددوه كل معوقات التنمية االقتصادية ومع اكتشاف النفط وتصديره مع بداية عقد الستينات من القرن الماضي تغيرت تلك الصورة تغيرا جذريا ووجهت األنظار نحو تنمية ممولة من إيرادات النفط )الفيتوري 1992 (.وكذلك تبنى االقتصاد الليبي منذ أواخر عقد السبعينيات من القرن الماضي منهجا اقتصاديا اتسم بهيمنة القطاع العام على مختلف أوجه النشاط االقتصادي وقد سعد في ذلك الفوائض المالية 37

39 المحققة بأن ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمي خالل فترة السبعينيات وافتقار الدولة للبنى التحتية المادية واالجتماعية في غضون عدم قدرة القطاع الخاص للقيام بذلك. باإلضافة إلى التفكير في إرساء قاعدة وطنية للنهوض باالقتصاد الوطني. و بالتالي ظهرت مجموعة من الخصائص التي تميز بها االقتصاد الليبي وهي)ابولسين 2009(: 1 -نقص األيدي العاملة. 2 -الوفرة النسبية للموارد المالية. 3 -خضوع االقتصاد لسيطرة قطاع واحد وهو القطاع النفطي. 4 -زيادة انفتاح االقتصاد على الخارج. 5 -اعتماد االقتصاد على تصدير سلعة واحدة. 6 -انخفاض دور وفعالية السياسات المالية والنقدية في االقتصاد. قياس التضخم باستخدام الرقم القياسي ألسعار المستهلك (Inflation measuring by using CPI). ي عبر الرقم القياسي ألسعار المستهلك )CPI( عن حركة التغير في مستوى أسعار مختلفة بنود إنفاق المستهلك خالل فترة زمنية معينة توزع هذه البنود في االقتصاد الليبي بين )8( مجموعات سلعية وخدمية. وللتعرف على التغيرات التي طرأت على معدالت األسعار باستخدام هذا الرقم خالل الفترة ) م( باالقتصاد الليبي والتي ساهمت بدرجة أو أخرى في حدوث موجات تضخمية متباينة خالل هذه الفترة والتي من أهمها: 1- االنخفاض في أسعار النفط أوائل الثمانينيات وما ترتب عنه من تراجع في إيرادات الدولة وبالتالي نفقاتها وخاصة التموينية منها. 2- تنفيذ جملة من السياسات اإلصالحية التي استهدفت تحرير األسعار والتجارة وفتح المجال أمام القطاع الخاص والحد من دور القطاع العام في النشاط االقتصادي وإلغاء الدعم الموجه للسلع األساسية وتخفيض قيمة العملة الوطنية مقابل العمالت األجنبية الرئيسية. 3- فترة الحصار على ليبيا خالل الفترة ولقد ساهمت هذه التطورات في حدوث موجات تضخمية كما يوضحه الجدول رقم )3( حيث ارتفع معدل التضخم من )%1.1( عام 1990 م إلى )%14.1( عام 1994 م ثم عاد وانخفض ليصل أدنى قيمة )%1.0( عام 2004 م ثم بدأ في االرتفاع من جديد ليبلغ )%11.4( عام 2001 م وثم انخفض إلى )%2.4( في العام 2010 ثم عاود االرتفاع من جديد ليبلغ )%15.9( بينما انخفض إلى )6.1 % ) أي بلغ 38

40 معدل التضخم خالل فترة الدراسة )%5.4( إال أنه كانت السنوات سنوات انكماش حيث كانت المعدالت بالسالب وهي ) %2.2( 9.5 على التوالي. وإذا قيس معدل التضخم بالمقارنة بسنة األساس 2003 م سنالحظ أنه ارتفع بشكل مضطرد من حالة انكماش ( 45.6-%( عام 1990 إلى أن وصل عام )%28.0( 1999 وكان أدنى مستوى له )%1.0( في العام 2004 م وهكذا استمر في االرتفاع في الستة سنوات األخيرة من الدراسة حتى وصل إلى )%59.6( في نهاية 2012 م. الجدول رقم )3( يوضح الرقم القياسي ألسعار المستهلك في ليبيا م. )2003 = )100 نسبة التغير نسبة التغير بالنسبة بالنسبة الرقم الرقم بالنسبة بالنسبة لسنة لسنة السنة القياسي القياسي للسنة للسنة 4113 م 4113 م العام العام السابقة السابقة السنة المتوسط العام المصدر: - من إعداد الباحثان باالعتماد على بيانات الهيئة العامة للمعلومات والتوثيق. - النشرة االقتصادية مصرف ليبيا المركزي إدارة البحوث و المعلومات. - التقرير السنوي السادس و الخمسون المصرف المركزي 2012 م. معدل الفائدة Rate( )Interest يعتبر معدل أو سعر الفائدة على درجة بالغة من األهمية لسوق األوراق المالية إذ أنه يعبر عن تكلفة األموال المقترضة.إن موضوع الفائدة كان منذ زمن وما يزال نقطة اختالف فيما بين االقتصاديين فهو محل جدل في علم االقتصاد ذلك إن سعر الفائدة ما يزال إلى وقتنا الحاضر مجال للدراسة وتحليل األكاديميين وموضوع يثير نقاش المفكرين والباحثين والمنظرين االقتصاديين على اختالف مذاهبهم ومدارسهم. 39

41 ونظرا للدور المهم الذي يلعبه سعر الفائدة في النظام المال واالقتصاد الرأسمالي فقد نال اهتمام الكثير من المفكرين والمنظرين وظهرت العديد من النظريات في هذا المجال.إال انه في االقتصاد الليبي كان تأثير سعر الفائدة محددا كما هو الحال في الدول النامية بصورة عامة وذلك لغياب السوق المالي وأيضا لتحريم الفائدة وفقا للشريعة اإلسالمية. النموذج القياسي Model) (An Econometrics تعريف قاعدة تايلور Rule) (Definition of Taylor إن قاعدة تايلور نموذج تم اعتماده من قبل االقتصادي تايلور عام 1993 م حيث يمكن وصف هذه القاعدة بأنها تستند على أسعار الفائدة كأداة فعالة من المصرف الفدرالي األمريكي للتأثير في متغيرات االقتصاد الكلي للمحافظة على استقرار األسعار وتجنب االقتصاد تذبذبات كبيرة في الناتج والعمالة بحيث يكون هذا السعر مرشدا لبقية أسعار الفائدة لتجديد سلوك المصارف والمستثمرين تجاه السندات الحكومة وعمليات السوق المفتوحة. ويتم تعديل هذه )األداة( من قبل المصارف المركزية كردة فعل لثالث متغيرات:سعر الفائدة التوازني)* r ( وانحراف التضخم عن المستهدف(* INF-INF ) والفجوة في نموذج الناتج اإلجمالي.(Y-Y*) )مطالقة 2004(. بمعنى ان سعر الفائدة يجب أن يعدل كلما أنحرف التضخم والناتج عن معدلها الطبيعي إلبقاء سعر الفائدة عند معدله التوازني.(Tchaidze ( 2001 ومن هنا فإن قاعدة تايلور تأخذ بعين االعتبار هدفين أساسيين من أهداف السياسة النقدية وهما: 1- نسبة تضخم متدنية ومستقرة. 2- نمو مستدام للناتج المحلي اإلجمالي. أما الشكل العام للقاعدة فهو: R t = R* + a ( INF - INF* )+ b ( LogY t -LogY*) (1) حيث: R: t سعر الفائدة الحقيقي قصير األجل. *R: سعر الفائدة التوازني. *Y: الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي المحتمل فيما إذا استخدم جميع عناصر اإلنتاج بأقصى طاقة ممكنة..(CPI) معدل التضخم مقاسا باستخدام الرقم القياسي ألسعار المستهلك :INF :INF* التضخم المستهدف. 40

42 :Y-Y* الفجوة في نمو الناتج عن معدله الطبيعي. a: تعكس مرونة السياسة النقدية للتضخم المتوقع. b: تعكس مرونة السياسة النقدية للنشاط االقتصادي. فإذا كانت 1<a فإن السياسة النقدية يجب أن ترفع أسعار الفائدة بنسبة أكبر من ارتفاع التضخم عن التضخم المستهدف للمحافظة على سعر الفائدة التوازني.أما 1>a فهي تبين إن المصرف المركزي يرفع أسعار الفائدة و لكن بنسبة أقل من ارتفاع التضخم عن المستهدف )مطالقة 2004(. تقدير قاعدة تايلور لالقتصاد الليبي (An Estimation Taylor Rule for Libby s Economic) يهدف هذا الجزء من الدراسة إلى استخدام األسلوب القياسي لتقدير كل من قيمتي b a في المعادلة رقم )1( خالل الفترة م للخروج بتوصية معيارية لحركة أسعار الفائدة إذا تم تطبيق قاعدة تايلور من قبل المصرف المركزي ومن اجل ذلك فإن قاعدة تايلور كما في المعادلة رقم )1( يمكن اشتقاقها لالقتصاد الكلي كما في 1997) (Svensson مقترحين وهما األول إن االقتصاد يعمل من خالل معادلة للعرض ومعادلة للطلب اقتصاد مغلق و المقترح الثاني هو عمل دراسة على االقتصاد المفتوح. INF (t-1 ) = INF t +a(y t -Y*)+e (t-1) (2) y t-1 -y*=b(y t -y*) c(r t -r*) + d (t-1) (3) حيث ان: (1-t). معدل التضخم في الفترة :INF الناتج المحلي اإلجماليGDP. :Yt اإلنتاج المحتمل حيث تم تقدير مساره مع الزمن باستعمال فلتر- Hodric *Y:. 2001) Prescot (Orphanides r: سعر الفائدة الحقيقي تم احتسابه من معادلة فيشر -INF( =r) I وبذلك فإن أسعار الفائدة الحقيقة تؤثر في الناتج بعد فترة واحدة وفي التضخم بعد فترتين. وبافتراض أن التضخم المستهدف (INF*) يمكن توقعه لعدد فترتين INF*=INF(t-2)(Sterken (2003 وبعد تعويض قيمة التضخم المستهدف في المعادلة رقم )2( ودمجها مع المعادلة رقم )3( ومن تم إعادة ترتيبها يمكن الوصول الى قاعدة تايلور كما يلي )مطالقة 2004(: R t =r*+1/ac (INF INF)+ 1+b/c (Y t -Y*) (4) 41

43 البيانات (Data) قام الباحثان بجمع البيانات الخاصة بمتغيرات الدراسة من أعداد مختلفة للنشرات والتقارير واألبحاث االقتصادية الصادرة عن مصرف ليبيا المركزي للفترة 1990 م إلى 2012 م. وقبل البدء في إجراء تحليل لمعادالت الدراسة يجب التأكد من ان السالسل الزمنية لمتغيرات الدراسة مستقرة اي ال توجد مشكلة جذر الوحدة ( Unit )لجميع Root متغيرات الدراسة ومن خالل إجراء اختيارات جذر الوحدة بطريقة اختبار( ADF (Augmented Dickey-Fuller Test- واختبار Perron) Philips )لجميع & متغيرات الدراسة اتضح إن جميع السالسل الزمنية الخاصة بمتغيرات الدراسة غير مستقرة في المستوى إال أن بعضها يستقر في الفرق األولى والبعض اآلخر يستقر في الفرق الثاني. وبذلك يجب علينا إجراء اختبار التكامل المشترك( Test Co-integration )لمعرفة وجود عالقة طويلة األجل بين متغيرات الدراسة من عدمه هذا من جانب ومن جانب آخر لتحديد أسلوب التحليل المناسب لمعادالت الدراسة وبعد إجراء اختبار التكامل المشترك (Co-( integrationتبين انه يوجد عالقة بين متغيرات الدراسة في المدى الطويل األمر الذي يشير إلى استخدام نموذج تصحيح الخطاء )ECM( لتحليل معادالت الدراسة. تحليل قاعدة تايلور لالقتصاد الليبي باستخدام نموذج تصحيح الخطاء (An Estimation Taylor Rule for Libby s Economic by using Error Correction Model- ECM) 0 -نتائج تقدير معادلة التضخم المتوقع D(INF t-1 ) = (INF t-1 (-1) *Y t Y(-1) ) D(INF t-1 (-1)) D(INF t-1 (-2)) D(Y t Y(-1)) D(Y t Y*(-2)) جدول )0( يوضح نتائج نموذج تصحيح الخطاء لمعادلة التضخم المتوقع Variables Coefficient Std. Error T-Statistic Prob. INF t-1 (-1) D(INF t-1 (-1)) D(INF t-1 (-2)) D(Y t Y* (-1)) D(Y t-1 Y(-2)) C R D-W من خالل نتائج التقديرات الخاصة بمعادلة التضخم المتوقع نالحظ ان متغير فجوة الناتج المحلي اإلجمالي الذي يرمز لها ب ((1-) *Y D(Y t و ((2-)Y D(Y t 42

44 وذلك بعد تعديله للفرق األول والثاني عن طريق استخدام نموذج تصحيح الخطاء تبين لنا إن قيمة ( P-Value )تساوي على التوالي و وهي تدل على إنها معنوية أي ذات داللة إحصائية عند %10 وبذلك نستنتج إنمتغير الناتج المحلي اإلجمالية تأثير على متغير التضخم المتوقع ) 1-t.D(INF كما تشير نتائج التقدير المعادلة إلى عدم وجود المشاكل اإلحصائية المتعلقة بالبواقي أو المشاكل اإلحصائية األخرى المتعلقة بتقدير معادلة التضخم المتوقع. 4 -نتائج تقدير معادلة فجوة الناتج المحلي اإلجمالي D(Y t-1 -Y*) = ( Y t-1 -Y*(-1) *Y t-1 -Y*(- 1) *R t -R*(-1) ) D(Y t-1 -Y*(-1)) D(Y t-1 -Y*(-2)) D(Y-Y*(-1)) D(Y-Y*(-2)) D(R t -R*(-1)) D(R t -R*(-2)) جدول )4( يوضح نتائج نموذج تصحيح الخطاء لمعادلة فجوة الناتج المحلي االجمالي Coefficient Std. Error T-Statistic Prob. Y t-1 -Y*(-1) D(Y t-1 -Y*(-1)) D(Y t-1 -Y*(-2)) D(Y-Y*(-1)) D(Y-Y*(-2)) D(R t -R*(-1)) D(R t -R*(-2)) C R D-W من خالل نتائج التقديرات الخاصة بمعادلة فجوة الناتج المحلي اإلجمالي نالحظ إن متغير سعر الفائدة الذي يرمز لها ب(( R*(-2 - D(R t وذلك بعد تعديله للفرق الثاني عن طريق استخدام نموذج تصحيح الخطاء تبين لنا إن قيمة (P-Value) تساوي وهي تدل على إنها معنوية أي ذات داللة إحصائية عند %5 وبذلك نستنتج إنمتغير سعر الفائدة له تأثير على متغير فجوة الناتج المحلي اإلجمالي(* Y -.D(Y 1-t كما تشير نتائج تقديرات المعادلة إلى عدم وجود المشاكل اإلحصائية المتعلقة بالبواقي أو المشاكل اإلحصائية األخرى المتعلقة بتقدير معادلة التضخم المتوقع. تقييم السياسة النقدية وقاعدة تايلور (Evaluation of monetary policy and Taylor Rule) ستطبق قاعدة تايلور على االقتصاد الليبي بإتباع ما يسمى بأسلوب الثالث خطوات وذلك كما يلي: 1- المرحلة األولى سيتم تقدير فجوة الناتج. 43

45 44 2- المرحلة الثانية سيتم احتساب سعر الفائدة التوازني. 3- المرحلة األخيرة سيتم استخدام البيانات لكل من فجوة الناتج وسعر الفائدة مع البيانات الخاصة بفجوة التضخم لتقدير قاعدة تايلور كما في المعادلة رقم) 5 (. وبعد ذلك سيتم الخروج بتوصية ألسعار الفائدة حسب قاعدة تايلور وسيتم مقارنة أسعار الفائدة الفعلية وأسعار الفائدة التي تم احتسابها وفقا لقاعدة تايلور و من تم سنفحص منحنى الفجوة التضخمية (INF-INF*) بهدف التحقق من أن السياسة النقدية أنجزت نتائج أفضل عند إتباعها أو بعبارة أخرى معرفة هل يجب إعطاء وزن أكبر لقاعدة تايلور من عدمه. والمعيار الذي سوف نستخدمه هو لتمييز النتيجة األفضل التي تساعدنا على الحصول على اقل فارق ممكن بين التضخم الفعلي والتضخم المستهدف. r t = r*+ 0.5(INF-INF*) + 0.5(Y t -Y*) (5) يجب ان تؤخذ بعين االعتبار الفرضيات التالية لدى تطبيق المعادلة رقم )5(: 1- استهداف المصرف المركزي لنسبة تضخم %2 خالل فترة الدراسة )حيث تشير أدبيات الدراسات السابقة إلى أن كثير من الدول استهدفت نسبة التضخم من %2 الى %3 عند عمل دراسات مشابهة.1997) (Ball 2- افتراض قيمة معامالت كل من فجوة التضخم والناتج 0.5 وذلك كما افترضها تايلور في الدراسة التي أجراها على االقتصاد األمريكي عام 1993 للفترة ) (Taylor وطبقها كال من 2003) (Karagedikli & Planier على االقتصاد النيوزلندي. وبناء على هذه القاعدة يمكن تقييم السياسة النقدية للمصرف المركزي الليبي خالل فترة الدراسة. وبمعنى أخر هل سعر الفائدة في الفترة ) ( كان حسب ما هو مفروض أن يكون حسب قاعدة تايلور أو ال وهل كان اعلي أم ادني تم احتساب الفجوة في الناتج عن طريق أخذ الفرق بين الناتج المحلي اإلجمالي والناتج المحلي اإلجمالي المقدر بعد تحويلها إلى القيمة اللوغاريتمية كما تم احتساب سعر الفائدة التوازني بأخذ المعدل العام ألسعار الفائدة خالل فترة الدراسة (Iudd (1998. ولكن مما يؤخذ على هذا النموذج عدم التأكد في تقدير بياناته مثل مقدار التضخم المستهدف وسعر الفائدة التوازني وكذلك الناتج المقدر وطريقة احتسابه. وما يؤخذ عليه أيضا أن ردة فعل المصارف المركزية تجاه التغيرات االقتصادية تكون من التعقيد بحيث ال يمكن ان تتضمنها معادلة خطة بسيطة باإلضافة إلى كثرة تغيير واضعي السياسة النقدية والقائمين عليها حيث يكون لكل منهم نظرته الخاصة وتفضيالته بالنسبة آللية عمل السياسة النقدية 1997) (De long.

46 سعر تم تقدير أسعار الفائدة لالقتصاد الليبي للفترة ) ( بناء على معادلة تايلور رقم) 5 ( والملحق) 2 ( يوضح أسعار الفائد الحقيقة وكذلك أسعار الفائدة التي تم احتسابها حسب قاعدة تايلور أما الشكل )1( وملحق رقم )2( يبينا حركة فجوة التضخم لنفس الفترة. ويتضح من الرسم بأن االرتفاع في الفجوة التضخمية يؤدي إلى االرتفاع في سعر الفائدة حسب ما تؤكده قاعدة تايلور والعكس صحيح. فإذا كان الفارق بين أسعار الفائدة حسب قاعدة تايلور وأسعار الفائدة الفعلية موجبا فهذا يدل على أن السياسة النقدية كان يجب أن تكون أكثر تشددا برفع أسعار الفائدة الفعلية. أما إذا كان الفارق بالسالب فإننا نستنتج بأن السياسة النقدية كان يجب ان تكون سياسة محفزة أو اقل تشددا بخفض أسعار الفائدة الفعلية لتقليل فجوة التضخم. شكل )0( يوضح أسعار الفائد الحقيقة و حسب قاعدة تايلور للفترة الفائدة حسب قاعدة تايلور سعرالفائدةالحقيقي اعتماد على الشكل البياني رقم )1( و ملحق رقم )1 و 2 (التي توضح أسعار الفائد الحقيقة وأسعار الفائدة حسب قاعدة تايلور للفترة م يمكن ان نستنتج ما يلي: 1- السياسة النقدية التي ينتهجها صانعي القرار في االقتصاد الليبي نجدها سياسة غير متشددة في الفترة خالل الفترة م من تطبيق برنامج التصحيح االقتصادي فإذا قام المصرف المركزي بإتباع سياسة نقدية متشددة في الفترة م الستطاع تجنب هذه الفجوة التضخمية التي يبينها الشكل رقم )1( و ملحق رقم )1 و 2(. 2- و نالحظ أيضا خالل الفترة م أن نسبة التضخم في االقتصاد الليبي انخفضت عن المعدل المستهدف ولذلك نقترح بأنه على المصرف المركزي ان يتبع سياسة نقدية أكثر تحفيز أو اقل تشدد بخفض أسعار الفائدة الفعلية لتقليل فجوة التضخم خالل هذه الفترة وذلك لتجنب انخفاض معدل التضخم عن المعدل المستهدف. 45

47 3- نالحظ أيضا بأن الفترة الواقعة بين م بدأت الفجوة التضخمية فيها باالرتفاع وخاصة في عام 2011 م حيث بلغت أكبر قيمة مرت على االقتصاد الليبي خالل فترة الدراسة ورافقها انخفاض في أسعار الفائدة الحقيقية بشكل عام خالل نفس الفترة اال انه انخفضت أسعار الفائدة بشكل كبير جدا في سنة 2011 م وهذا يعد أكبر انخفاض عرفه االقتصاد الليبي خالل فترة الدراسة. وبذلك نالحظ أن الفارق بين أسعار الفائدة حسب قاعدة تايلور وأسعار الفائدة الفعلية موجبا وهذا يدل على ان السياسة النقدية كان يجب أن تكون أكثر تشددا برفع أسعار الفائدة الفعلية. وقد ينخفض التضخم ليس بسبب آلية التضخم المستهدف التي يراها تايلور بل بسبب عوامل أخرى مثل انخفاض الطلب في االقتصاد أو بسبب انخفاض أسعار المنتجات العالمية و خاصة الغذائية منها او قد يرجع إلى ارتفاع سعر صرف الدينار الليبي مقابل بعض العمالت األجنبية للدول المجاورة التي تشهد عالقات تجارة بينية مع ليبيا 1999) (IMF. ملخص الدراسة( Conclusion ) تستخدم هذا الورقة البحثية سلسة زمنية سنوية المشاهدات من سنة 1990 الى 2012 م و ذلك من اجل توضيح أهمية السياسة النقدية في تحقيق االستقرار النقدي في االقتصاد الليبي. تؤكد هذه الدراسة التطبيقية وجود عالقة تكامل مشترك بين متغيرات الدراسة. باالعتماد على نتائج الدراسة في المدى الطويل والقصير اآلجل وان متغير سعر الفائدة له تأثير على متغير فجوة الناتج المحلي اإلجمالي وتبين أيضا إن متغير الناتج المحلي اإلجمالي له تأثير على متغير التضخم المتوقع. ان السياسة النقدية التي ينتهجها المصرف المركزي في االقتصاد الليبي متذبذبة فأحيانا تجدها غير متشددة مثلما أوضحت نتائج قاعدة تايلور في الفترة م و م.في حين نجدها متشددة في الفترة م. ولذلك يجب على صانعي السياسات ومتخذي القرار في االقتصاد الليبي أن يأخذوا في عين االعتبار تحقيق االستقرار في االقتصاد الليبي عن طريق إتباع سياسة نقدية متشددة إذا كان الفارق بين أسعار الفائدة حسب قاعدة تايلور وأسعار الفائدة الفعلية موجبا وهذا ما كان يجب ان يتخذ خالل الفترة م و م. كما اتضح في نتائج التحليل التطبيقي بقاعدة تايلور لهذه الدراسة. ويجب عليهم إتباع سياسة نقدية أكثر تشجيع وتحفيز إذا كان الفارق بين أسعار الفائدة حسب قاعدة تايلور و أسعار الفائدة الفعلية سالبا وهذا ما كان يجب ان يتخذ خالل الفترة م. مع مالحظة انه في اقتصاد مسلم مثل المجتمع الليبي يرى سعر الفائدة حرام شرعا قد يجعل من 46

48 قاعدة تايلور غير فعالة في بعض األحيان و خاصة بعد صدور قانون يحرم التعامل بالرباء في ليبيا سنة 2013 م مع العلم ان نظام المصارف اإلسالمية الذي يسعي أن يكون البديل عن المصارف التجارية و المصارف المتخصصة في ليبيا وفي العالم اجمع. توجد به تعامالت ربوية يتم إخفائها عن عامة المسلمين من اجل جلب العمالء وتحقيق مكاسب مادية وراء ذلك. قائمة المراجع أوال: مراجع باللغة العربية 1 -موفق السيد حسن ) 1999 م( التطورات الحديثة للنظرية والسياسة النقدية مجلة جامعة دمشق- المجلد األول- العدد األول. 2 -فارس فضيل محمد ساحل )ب.ت( تفسير سعر الفائدة و العوامل المحددة له في ضوء الفكر االقتصادي الحديثة جامعة الجزائر. 3 -مجلس الشورى تقرير لجنة الشئون المالية واالقتصادية عن السياسات النقدية واالئتمانية في مصر دورة االنعقاد العادي الرابع م. 4 -ميلود جمعة الحاسية ) 1995 م( النقود و المصارف و النشاط االقتصادي بنغازي مركز البحوث االقتصادية. 5 -محمد ضيف اهلل القطايري ) 2009 م( دور السياسة النقدية في االستقرار و التنمية االقتصادية دار غيداء للنشر و التوزيع األردن. 6 -حسن بن هاني ) 2002 م( اقتصاديات النقود و البنوك األسس و المبادئ الكندي للنشر و التوزيع األردن. 1 -باري مسيجل ) 1981 م( النقود و البنوك االقتصادية ترجمة طه عبد اهلل منصور عبد الفتاح عبد المجيد دار المريخ السعودية. 8 -سامر عبد الهادي و آخرون )2013( مبادئ االقتصاد الكلي دار وائل للنشر و التوزيع األردن. 9 -مروان عطوان ) 1989 ( مقاييس اقتصادية- النظريات النقدية دار البعث للطباعة و النشر الجزائر. 10 -أحمد المبروك أبولسين محمد سالم موسى )2009( أثر التضخم على مستويات توزيع الدخل في االقتصاد الليبي م مجلة قطوف المعرفة مركز الدراسات و البحوث السنة األولى العدد الثاني طرابلس. 11 -عطية المهدي الفيتوري )1992( ميزان المدفوعات و قيمة الدينار الليبي الهيئة القومية للبحث منشورات مركز بحوث العلوم االقتصادية بنغازي. 12- النشرة االقتصادية ) ( مصرف ليبيا المركزي إدارة البحوث و اإلحصاء اعداد مختلفة للفترة خالل الفترة التقرير السنوي السادس والخمسون ) 2012 ( مصرف ليبيا المركزي. 14 -مأمون مطالقة )2004( دور السياسة النقدية في تحقيق االستقرار النقدي في األردن. كلية الدراسات العليا الجامعة األردنية. ثانيا: المراجع باللغة االنجليزية 47

49 Monetary Policy Rules (2001) 15-Athanasios Orphan ides E5. E52 Macroeconomic Stability and Inflation Jel classification E5 JEL Efficient Rules for Monetary policy Laurence.(1997) 16-Ball E30. E32 E52 classification (1997) America s peacetime inflation: the 1970s J. Bradford 17-De long NBER Christina d. Romer and David Romer eds in reducing inflation vo.30. studies in business cycle Washington 18-IMF. (1999) Jordan strategy for adjustment and growth may. dc Economic Review. 19-Judd. John. (1998) Taylors Rule and the fed 1997 Issue 3.P 3-14 Sanfransisco. A real time Taylor (2003) 20-Ozer Karagedikli& L. Christopher Planier E58. E52 Jel rule for New Zealand Estimating Taylor in a Real Time Setting 21-Robert R. Tchaidze (2001) Jel classification E52 E58. Jel- (2003) Real-time expectations in the Taylor rule Elmer 22-Sterken E5. codes E3 (1997) Inflation forecast targeting: implementing L.E.O 23-Svensson 41 (111- and monitoring inflation targets European Economic Review 1146). John (1993) Discretion versus policy rules in practice 24-Taylor Carnegie- Rochester Conference Series on public policy.39 (195-21). قائمة المالحق ملحق )0( يوضح فجوة التضخم وأسعار الفائدة حسب قاعدة تايلور للفترة فجوة التضخم سعر الفائدة حسب تايلور 48

50 السنوات ملحق )4( يوضع أسعار الفائد الحقيقة و أسعار الفائدة حسب قاعدة تايلور باإلضافة إلى فجوة التضخم للفترة م سعر الفائدة سعر الفائدة R.Taylor- حسب قاعدة سعر السنوات فجوة.R Taylor-R t حسب قاعدة سعر R t تايلور R. الفائدة التضخم تايلور.R الفائدة Taylor الحقيقي INF- Taylor الحقيقي فجوة التضخم INF- INF* R t INF* R t

51 الخصخصة أثرها في معدالت التضخم وانعكاساتها على معدالت التشغيل والنمو االقتصادي دراسة قياسية تقييمية للتجربة الليبية للفترة )2( )1( د. عمر فرج القيزاني. د.أحمد محمد فرحات. المستخلص تهدف هذه الدراسة إلى تقييم التجربة الليبية لبرنامج الخصخصة - الذي باشرت الدولة في تنفيذه مع أواخر عقد الثمانينيات من القرن الماضي - من حيث تحقيق أهم أهدافه وذلك من خالل القياس الكمي ألثر برنامج الخصخصة على أهم المتغيرات االقتصادية في االقتصاد الليبي والمتمثلة في كل من معدل التضخم و معدل البطالة و معدل النمو االقتصادي وتوصلت الدراسة إلى أن ارتفاع معدالت التضخم في االقتصاد الليبي ل م تك ن أح د أس ب اب ت وج ه الد ول ة نح و الخصخص ة وإنما بسبب األعباء المالية التي تتحملها الموازنة العامة للدولة نتيجة مبالغ الدعم المقدمة إلى مؤسسات القطاع العام ن ت يج ة ل تراج ع أر ب احه ا ال ن اج م ع ن ا نخ ف اض مس ت و ى ك ف اءة وسوء تخصيص مواردها وانخفاض معدالت اإلنتاجية ومستويات الجودة. أما فيما يخص بأثر برنامج الخصخصة على معدالت البطالة فقد أشارت نتائج الدراسة إلى أ ن برام ج الخصخصة ال ت ي ا ت بع ته ا الد ول ة ل م ي نج م ع نه ا تس ر ي ح للعم ال ة ف ي ال وح دات التي تمت خصخصتها وبالتالي لم تساهم في زيادة معدالت البطالة وذلك نتيجة لتطبيق هذا البرنامج في إطار الفلسفة الرامية إلى توسيع قاعدة الملكية كما توصلت الدراسة إلى أن التحول إلى القطاع الخاص من العوامل التي ساهمت في النمو االقتصادي في االقتصاد الليبي. أوال : اإلطار العام للبحث: - 0 المقدمة : ثار جدل طويل خالل عقود النصف الثاني من القرن العشرين حول إمكانية االعتماد على تنمية تستهدف زيادة معدالت النمو والتشغيل وتخفيض معدالت التضخم إال أن هذه المعادلة المعقدة كان من الصعب تحقيقها إذ تشير الدراسات إلى أن تحقيق معدالت النمو قد ال تؤدي إلى خفض معدالت التضخم وأن سياسات خفض معد الت ال تضخ م ق د ت ؤد ي إل ى ك ب ح جم اح مع د الت ال نم و وال تش غ يل إال أن سياسات ال نم و ف ي إط ار ال تض خ م ه ي الس ي اس ات ال ت ي س ادت معظ م د ول الع ال م تح ت ت أ ث ير 1 2 رئيس قسم االقتصاد / كلية االقتصاد والتجارة ترهونة. رئيس قسم التمويل والمصارف / كلية االقتصاد والتجارة ترهونة. 50

52 النظرية الكينزية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى منتصف عقد الثمانينيات من القرن الماضي وقد اعتمدت هذه السياسات على التوسع النقدي وزيادة اإلنفاق الحكومي وانتشار سياسة التأمينات االجتماعية بوصفها أدوات تنفيذية وبالفعل حققت نتائج إيجابية على مستوى مكافحة البطالة ولكن مسارات هذه السياسات انسحبت إلى القبول بمستويات منخفضة إلنتاجية العمل وتبني رفع مستويات أسعار الفائدة االسمية للحفاظ على قيمة موجبة ألسعار الفائدة الحقيقية في إطار مفاهيم التضخم فضال عن تقييم أسعار العملة بأسعار أعلى من أسعار التوازن ومن ثم خفض االحتياطات النقدية وقد أدت هذه المسارات إلى تعزيز قبضة االحتكارات الداخلية والدولية مما خلق حالة من الركود التضخمي تسبب في ظهور أزمة في االقتصاد العالمي وكرد فعل مضاد تأتي إستراتيجية الخصخصة لتتبنى سياسات يمكن وصفها بسياسات النمو في إطار مكافحة التضخم تناولتها األدبيات االقتصادية تحت مسمى السياسات النيوليبرالية وتقع سياسات التعديل الهيكلي ضمن هذا االتجاه ( لقوشة : 1999 ص. ) إشكالية البحث : تعد برامج الخصخصة والتي تمثل أحد أهم أساليب وآليات برامج اإلصالح االقتصادي في الدول النامية من القضايا التي أثير حولها جدل كثير بين مؤيد ومعارض على كافة المستويات وخاصة على المستوى الشعبي فالمدافعون عن هذه العملية فيما يرون من حجج مؤيدة للخصخصة أن تحويل المؤسسات العامة إلى القطاع العام يزيح عن كاهل الحكومة عبء خسائرها مما يسمح بتركيز جهودها ألهداف اقتصادية محددة فضال عما يتسم به القطاع العام في الدول النامية من ضعف في الكفاءة واألداء وعدم قدرته على استيعاب الطلب الكلي المتسارع مما يسبب عدم التوازن بين الطلب الكلي والعرض الكلي مما يتسبب في ارتفاع معدالت التضخم إض افة إل ى أ ن ت نش يط ال قط ا ع الخ اص ي ؤد ي إل ى تح ق ي ق ال نم و ا الق تص اد ي على المستوى القطاعي واإلقليمي لما يمتلكه من إمكانيات مالية وفنية وإدارية كما أن القطاع الخاص أقدر من الدولة في تعبئة الموارد المالية وتوجيه االدخار نحو االستثمار المنتج. أم ا المع ارض و ن ل ب رام ج الخصخص ة ف إ نه م ي ر و ن ف يم ا ي ر و ن م ن اعتراضات بأنها تؤثر سلبا في األهداف الكلية لالقتصاد ذلك أن بيع المؤسسات العامة أدى إلى تخلي الدولة عن دورها في تحقيق التنمية والنمو االقتصادي كما أن عمل ية الخصخصة س ت ؤد ي إل ى تراج ع حج م العم ال ة و تس ر ي ح أ ع داد ك ب ي رة م ن ا أل ي د ي العاملة الوطنية في ظل غياب قدرة الدولة على معالجة هذه المشكلة. من هنا كانت إشكالية البحث بمع ن ى إل ى أ ي م د ى ح ق ق ت ب رام ج الخصخص ة ف ي ا الق تص اد الل ي ب ي 51

53 إيجابياتها كما يراها مؤيدو برامج الخصخصة أو سلبياتها المتحققة وفقا لوجهة نظر معارضيها. 3 أهمية البحث وأهدافه : في ظل التحوالت المعاصرة في كثير من الدول كسياسات التحرير وإعادة الهيكلة وتحول دور الدولة من الدور اإلنمائي إلى الدور التصحيحي وتعزيز دور القطاع الخاص واالنفتاح االقتصادي واالنتقال إلى اقتصاد السوق وفي ظل تراجع كفاءة القطاع العام وتزايد األعباء المالية التي تتحملها الخزانة العامة لدعمه بالرغم مما يحققه من خسائر بما يسهم في تزايد العجز المالي في الموازنة العامة األمر الذي يغذي الضغوط التضخمية في االقتصاد خاصة عند تمويل هذا العجز باالقتراض المصرفي خاصة في السنوات التي تتراجع فيها العوائد النفطية- األمر الذي اتضح معه للدولة أن تكلفة االحتفاظ به أصبحت مرتفعة وباهظة التكاليف مما حدا بها إلى خ وض س ي اس ات ا إلصالح ا الق تص اد ي وال ت ي ا تخ ذت مس ارات وا تج ا ه ات عد ي دة ك ا ن على رأسها برنامج الخصخصة في إطار ما يعرف بتوسيع قاعة الملكية وذلك بغرض التخلص من الحجم الزائد للقطاع العام وتحقيق الكفاءة االقتصادية بصفة عامة والكفاءة اإلنتاجية في وحدات القطاع العام بصفة خاصة وبما يؤدي إلى زيادة معدالت النمو االقتصادي. على ضوء ما تقدم يمكن طرح التساؤل التالي : هل نجحت برامج خصخصة القطاع العام بما يسهم في زيادة االستثمار المحلي الخاص واألجنبي وبما يسهم في تخفيض معدالت التضخم وزيادة معدالت النمو االقتصادي وبما ال يؤثر على معدالت التشغيل المحلي إن اإلجابة على هذا التساؤل تمثل أهداف هذا البحث وال ت ي تع د أ ه م أ ه داف بر ن ام ج الخصخص ة ف ي ا الق تص اد الل ي ب ي والتي يمكن تحديدها في اآلتي : 3-1 تحديد األثر الكمي- السلبي أو اإليجابي- لبرنامج الخصخصة على معدالت التضخم في االقتصاد الليبي. 3-2 تحديد األثر الكمي السلبي أو اإليجابي- لبرنامج الخصخصة على معدالت التشغيل أو البطالة في االقتصاد الليبي. 3-3 تحديد األثر الكمي السلبي أو اإليجابي لبرنامج الخصخصة على معدالت النمو االقتصادي في االقتصاد الليبي. أما أهمية هذا البحث فتكمن في كونها الدراسة التقييمية األولى - حسب علم الباحثين - في االقتصاد الليبي لتقييم برنامج الخصخصة بأسلوب كمي ( قياسي ) لتحديد اآلثار السلبية أو اإليجابية لعملية الخصخصة. 52

54 2 فرضيات البحث : لغرض تحقيق أهداف البحث تمت صياغة فرضيات البحث بصورتها العدمية ( الصفرية ) على النحو اآلتي : الفرضية األولى: ال تؤثر الخصخصة على معدالت التضخم في االقتصاد الليبي. الفرضية الثانية: ال تؤثر الخصخصة على معدال ت التشغيل والبطالة في االقتصاد الليبي. الفرضية الثالثة : ال تؤثر الخصخصة على معدالت النمو االقتصادي في االقتصاد الليبي. 5 منهجية البحث : لبلوغ أهداف البحث التي يسعى لتحقيقها سيتم استخدام كل من المنهج الوصفي واالستقرائي فيما يخص عرض الخلفية النظرية لعملية الخصخصة وفلسفتها كذلك فيما يخص العرض النظري للتجربة الليبية في هذا الصدد. كما سيتم استخدام المنهج الكمي) أدوات االقتصاد القياسي( لقياس أثر برنامج الخصخصة على أهم المتغيرات االقتصادية في االقتصاد الليبي )التضخم والتشغيل والنمو االقتصادي (. ثانيا : الجانب النظري : 0 تمهيد : أصبحت إستراتيجية الخصخصة ( تحويل المشروعات العامة إلى القطاع الخاص ) ظاهرة عالمية ومن الموضوعات الهامة التي تحتل مكانا بارزا في الفكر االقتصادي الحديث ليس على الصعيد المحلي فقط بل وأيضا على المستوى العالمي نظرا لما يهدف إليه هذا األسلوب من رفع مستوى األداء االقتصادي وتخفيف العبء عن كاهل الدولة ح ي ث ت أخ ذ العد ي د م ن ال د ول به ذا الم نح ى خ اص ة الدول التي يتمثل فيها القطاع العام أساس االقتصاد القومي ففي هذه الدول يتم خصخصة شركات قطاع األعمال العام كأحد مكونات برنامج اإلصالح االقتصادي الذي يدعو إليه البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. واتجهت العديد من الدول إلى تبني إستراتيجية الخصخصة من خالل التغلب على مشاكل قطاع األعمال العام وأثبتت التجارب العديدة أهمية هيكل الملكية وتأثيره على أعمال الشركات بشكل عام. ولقد كان إدراك الدول المتزايد لتلك الحقيقة عامال حافزا على التوجه نحو الخصخصة بقصد تحقيق العديد من األهداف االقتصادية. وعلى الرغم من بساطة فكرة تحويل الملكية من قطاع إلى آخر فإن وراءها الكثير من التعقيدات والمحاذير وال ت ي يج ب أخ ذ ه ا ف ي الحس ب ا ن ق ب ل الش ر و ع ف ي التنفيذ كم ا أ ن الخصخصة ت تطلب حجم ا ك ب ي را م ن ا أل عم ال وال ت ي ت ن اط بمس ؤ ول ي ته ا الحكومات حتى تحقق األهداف المرجوة منها وعلى رأسها تخفيف حدة الفقر والحد 53

55 من معدالت التضخم المتسارعة وزيادة معدالت النمو االقتصادي. فعملية الخصخصة ليست عملية سهلة المنال ألنها جزء من إستراتيجية شاملة وبعيدة المدى ت ؤ ثر ف ي الم ن اخ الس ي اس ي وا الق تص اد ي وا الج تم ا ع ي يل ز م إل نج احه ا ت وفر العد ي د م ن المتطلبات وإن نجاح إستراتيجية الخصخصة إنما تستلزم تهيئة المناخ المناسب لتنفيذها واالقتناع العام بضرورتها لتحقيق اإلصالح االقتصادي فضال عن توافر ا ألسل وب الم ن اسب وا آلل ي ة الم ن اس بة للخصخص ة وال ت ي يج ب أ ن تك و ن عل ى ق در م ن الشفافية والوضوح والمصداقية. وتأتي مناقشة عملية الخصخصة في االقتصاد الليبي ف ي ال وق ت ال ذ ي أص ب ح ف ي ه ه دف ز ي ادة د ور ال قط اع الخاص في التنمية والتركيز على تحسين مستوى األداء االقتصادي ورفع معدالت التشغيل والنمو الحقيقي من أولويات السياسة االقتصادية في االقتصاد الليبي خاصة مع مطلع سنوات األلفية الثالثة. - 4 مدخل مفاهيمي عن الخصخصة : 4-0 التطور التاريخي للخصخصة : من خالل المراجعة التاريخية لسياسة الخصخصة وعمليات تطبيقها في معظ م د ول الع ال م يمك ن ال تم ي ي ز ب ي ن ث الث مراح ل ت ار يخ ي ة وهي)عفيفي: 2003 ص : )18 أ- المرحلة الفكرية: بدأت هذه المرحلة عام 1968 حيث ظهر مصطلح الخصخصة Privatization ألول مرة في كتابات اإلدارة للعالم بيتر دراكر.P.F Dracker وتعتبر هذه المرحلة ال فكر ية رد فعل ط ب يع ي لم ا ك ا ن يع ا ن ي ه ال قط ا ع الع ا م م ن ض عف ف ي الك ف اءة االقتصادية ولما تعانيه الموازنة العامة للدولة من عجز نتيجة الخسائر المتكررة والمتراكمة التي تحققها هيئات ومؤسسات القطاع العام وكذلك النتشار البيروقراطية والمركزية في اتخاذ القرارات وعدم االعتماد على معايير موضوعية في تقييم األداء. وفي هذه المرحلة بدأت الدول الرأسمالية وبخاصة الواليات المتحدة األمريكية وبريطانيا وفرنسا التفكير في خصخصة بعض الشركات العامة من خالل بيعها للقطاع الخاص ولم تكن هناك دراسات بحثية كافية لالستدالل بها على إمكانية نج اح أ و فشل س ي اسة الخصخصة ول ذلك ار تك زت ه ذه المرحل ة ف ي فكر ه ا ال نظ ر ي على التساؤالت التالية : - م ا مد ى إمك ا ن ية تط ب يق الخصخص ة ف ي ال د ول الرأس م ال ية ال ت ي تع تم د عل ى السوق الحر - ما هي المشاكل التي يتوقع أن تظهر مع تطبيق الخصخصة 54

56 - ما هي المميزات المتوقع تحقيقها بالنسبة للدولة أو للمواطنين نتيجة تطبيق الخصخصة ب- مرحلة البحث والتطوير: اهتمت هذه المرحلة بوضع األسس والمبادئ العلمية وتطوير اإلطار العام لعمليات تط ب يق الخصخص ة س واء ف ي ال د ول الرأس م ال ية أ و ا الش تراك ية أ و الم ت قدم ة أو النامية.وفي هذه المرحلة حدث تطور جوهري في أدوات التحليل للبيانات الكمية والوصفية ألجل تطوير وتصميم برامج فعالة لتطبيق سياسة الخصخصة ولقد ركزت هذه المرحلة على تطوير األساليب واألدوات التي تزيد من احتمال نجاح برنامج الخصخصة. ج- مرحلة التطبيق: اعتمدت هذه المرحلة على الدراسات والخبرات المتالحقة والمتراكمة في المرحلتين السابقتين ويمكن القول أن البداية الحقيقية لهذه المرحلة كانت في تطبيق أول عملية نقل للملكية العامة للقطاع الخاص في الواليات المتحدة األمريكية عام 1969 عندما اتجهت إلى بيع عدد من الم ؤسس ات الع ام ة م ث ل ال ن ق ل والط اق ة وا ال تص ا الت وال ف و الذ وبناء السفن أما في بريطانيا فكانت أول عملية لتطبيق الخصخصة عام 1919 حينما قامت حكومة المحافظين بتطبيق برنامج سياسة الخصخصة ثم توالت برامج الخصخصة في العديد من دول العالم ففي فرنسا صدر قانون عام 1986 يسمح بالخصخصة وقد خط ت حك وم ة ال و ال ي ات الم تح دة ن ف س الخط وات ال ت ي ب دأ ته ا ع ا م 1969 ووضعت برنامجا متكامال للخصخصة عام 1986 كما أصبحت برامج الخصخصة مع بداية العام 1986 ظاهرة في حكومات العديد من الدول مثل كولومبيا وتركيا وتشيلي واليابان ونيوزيلندة وأسبانيا وأستراليا والمكسيك ومع مطلع عقد تسعينيات القرن العشرين أخذت دول شرق أوربا بعد انهيار االتحاد السوفيتي منهج الخصخصة ك أسل وب لع الج مش اكله ا ا الق تص اد ية الم تم ثل ة ف ي أ ع ب اء ال د ي و ن والعج ز المتزايد في موازناتها وارتفاع معدالت التضخم كما تنامي االتجاه نحو الخصخصة في الدول النامية أيضا وك ا نت ه ن اك ا تج ا ه ات ل تش ج ي ع ال د ول ال ن ام ي ة عل ى ا إلس را ع ب ت ب ن ي س ي اسة الخصخصة ك وس يلة مال ئم ة لل تخلص م ن العج ز وال ف ق ر ت ب ن ا ه ا ص ند وق النقد الدولي والبنك الدولي واألمم المتحدة. 4 4 مفهوم الخصخصة : ركزت األدبيات العربية على مصطلح الخصخصة الذي اقترحه مجمع اللغة العر ب ي ة ف ي جمه ور ي ة مص ر العر ب ي ة عل ى ال ر غ م م ن ب ر وز ع دة مرادف ات له ذا المصطلح مثل التخاصية التخصيص التخصصية الخوصصة المخاصة األهلنة التمليك مم ا يش ير إل ى حدا ث ة ال فك رة وط ب يع ة أص وله ا ( خضر :

57 ص 200( وقد وردت عدة تعاريف توضح معنى عملية الخصخصة وهي تختلف من حيث الزاوية التي ينظر بها إلى تلك العملية بمعنى أنه ال يوجد أتفاق بين الكتاب حول تعريف محدد للخصخصة فقد ضيق البعض مفهوم الخصخصة بينما وسعه بعضهم بما يتفق وأهداف الخصخصة ومن هذه التعريفات على سبيل المثال ال الحصر اآلتي: - فتعرف بأنها العملية التي يتم فيها نقل ملكية وإدارة المنشآت العامة أو الحكومية إلى القطاع الخاص بهدف تحقيق النمو والتنمية االقتصادية وهذا التعريف يعني زيادة حصة القطاع الخاص وتراجع حصة الحكومة في النشاط االقتصادي والذريعة الكامنة وراء هذ ا ا ال تج اه ه ي أ ن ك ف اءة ال قط ا ع الخ اص أ عل ى م ن ك ف اءة م ا يس تط ي ع القطاع العام إنجازه وتستند هذه الذريعة على المنطق الذي يؤكد من أن آليات الس وق س وف تح قق ال تخص يص ا ألم ث ل للم وارد ا الق تص اد ية وأ نه ا ا ألداة ا ألفض ل م ن أية سياسة أخرى) التكريتي : 2009 ص ) كم ا تعرف ب أ نه ا تل ك العمل ي ة ال ت ي ي ت م ف يه ا تح و ي ل ا ألص ول والخ دم ات م ن ال قط ا ع العام المدعوم ضريبيا إلى القطاع الخاص ذي األسواق التنافسية ( 1977: Reed P. ) وتعرف الخصخصة أيضا بأنها واحدة من السياسات المتوازنة والمتعددة في إطار إعادة الهيكلة والتصحيح االقتصادي أو التحول المنتظم إلى اقتصاديات السوق فالحاجة إلى إعادة النظر في دور الحكومة ومهامها والتوجه نحو الخصخصة أصبح مقبوال عالميا لدى معظم الدول على اختالفها ولم يعد هذا المفهوم قابال للنقاش إذ أصبح من المسلم به أن الخصخصة تعد أداة ضرورية وحزمة من حزم إعادة التصحيح الهيكلي لالقتصاديات بل وسياسة تنموية أيضا ( المشهداني : 2013 ص. ) 15 - وتعرف بأنها عملية انتقال الملكية واإلدارة التشغيلية للمؤسسات المملوكة للدولة إلى القطاع الخاص جزئيا أو كليا والقطاع الخاص يمكن أن يكون إما مؤسسات أو رجال أعمال أو شركات أجنبية ( شيحان :2008 ص ) 4. - ويعرفها رفعت الفاعوري بأنها " عملية استبدال كلي أو جزئي للقطاع العام بالقطاع الخاص إلنتاج السلع والخدمات " ( الفاعوري :2004 ص ) 8. - وعرفها ديفيد مورجان وروبرت بأنها "عملية انسحاب الحكومة من عمليات اإلنتاج وتقديم الخدمات " ( 1988 : England ) p.980 Morgan and. - وعرفها عمران الباوندي على أنها " إتباع األسلوب المالئم لفسح المجال أمام إمكانيات القطاع الخاص وتقليص مهام القطاع العام إما بشكل جزئي أو كلي وذلك 56

58 للمساهمة في تنمية االقتصاد والنهوض به وتحقيق العدالة وفق متطلبات العصر" ( الباوندي : 2013 ص ) وفي تعريف آخر للخصخصة يالحظ توسع هذا المفهوم حيث يتضمن أهداف الخصخص ة وأس ال يب تط ب ي قه ا وآ ث ار ه ا ا الق تص اد ية وا الج تم ا ع ي ة والس ي اس ية عل ى المج تم ع و يظه ر ه ذا ال تعر ي ف كم ا قدم ه فر ي ق ال تخص يص بد ول ة الك و ي ت ف ي الصياغة التالية : إ ع ادة ال ت واز ن ب ي ن ال قط ا ع ي ن الع ا م والخ اص بح ي ث ي ت ن ازل ال قط ا ع العام للخاص عن الدور التنفيذي في تقديم الخدمة وإنتاج السلعة وأن يركز القطاع العام على وضع وتنفيذ السياسات المناسبة التي تساهم وتحفز على االستغالل األمثل للموارد الطبيعية وزيادة الكفاءة االقتصادية عبر أدوات رقابية وإشرافية فعالة وترشيد االستهالك وحماية البيئة الطبيعية وتحقيق العدالة االجتماعية ( لجنة الشئون االقتصادية: 1996 ص 81(. و هك ذا ف إ ن ن ا نج د م ن ال تعر ي ف ات الس ا ب قة أ ن معظمه ا يتفق في الجوهر أو المضمون إذ أن جميعها يتفق على التسليم بأهمية دور القطاع الخاص والمبادرات الفردية في االقتصاد وبناء على ذلك فإن سياسة الخصخصة المتبعة في االقتصاد الليبي تأخذ في االعتبار العناصر اآلتية ( الهيئة القومية للبحث العلمي: 1992 ص ) 14 : نقل الملكية من القطاع العام إلى القطاع الخاص. فصل الملكية عن اإلدارة. إعطاء دور أكبر لقوى السوق والمبادرة الفردية. اقتصار دور الدولة على إنتاج بعض السلع والخدمات ذات األهمية االقتصادية واالجتماعية أهداف الخصخصة: يعد الهدف الذي تنشده الدول من تطبيق عملية الخصخصة من أهم األسس الواجبة في نجاح برنامج الخصخصة وأ ن أ ي غم وض ف ي تحد ي د اله دف يع ن ي مس ب ق ا فش ل البرنامج وتختلف أهداف الخصخصة من بلد إلى آخر بوصفها أهداف إجمالية أو تفصيلية على مستوى القطاع والمؤسسات ونستطيع تحديد أهداف الخصخصة على النحو اآلتي : أ مكافحة التضخم ( لقوشة : 1999 ص ) : إذا ك ا نت س ي اس ات ال تعد يل اله يكل ي تل ح عل ى خ ف ض عج ز الم واز ن ة ب وص فه ا إح د ى آليات مكافحة التضخم فإن تخفيض الدعم أو إلغاؤه هو هدف يتصدر أولويات الخصخصة كإحدى أساليب خفض التضخم ويعد الدعم الممنوح للمرافق العامة بندا رئيسا في قوائم الدعم لذا فإن خصخصة الخدمات تكتسب بعدا جديدا كآلية لمكافحة التضخم فمن خالل تخفيض اإلنفاق الحكومي المخصص للدعم والذي قد يخلق 57

59 فائض طلب وفائض طلب الخدمات يختلف عن فائض طلب السلع فاألخير يمكن امتصاصه بمزيد من العجز في الميزان التجاري ولكن فائض طلب الخدمات ال يمكن امتصاصه إال برفع سعر الخدمات والتوسع في جانب العرض بضخ استثمارات خدمية جديدة تضيف أعباء إلى كاهل النفقات الرأسمالية للموازنة العامة وربما تقود إلى مزيد من عجز الموازنة وهكذا فإن فعالية خصخصة الخدمات في خفض عجز الموازنة ال يتحقق بشكل أفضل إال بقدرة القطاع الخاص على خفض تكلفة الخدمات وتدبير استثمارات للتوسع فيها السيما إذا كان االقتصاد دون التشغيل الكامل. إن ز ي ادة إ ن ت اج ية العمل تك و ن ف ا عل ة ف ي مج ال خصخص ة الخ دم ات لع دد م ن ا ألس ب اب أهمها ارتباط العمل في قطاع الخدمات بالنشاط الخالق للمبادرة ونشاط تقيده اللوائح الحكومية على خالف القطاع الخاص كما أن قطاع الخدمات هو قطاع مدخر لرأس المال وتتسارع فيه معدالت اإلحالل الرأسمالي واإلجراءات الحكومية قد تخفض من إنتاجية العمل بعكس القطاع الخاص فضال عن أن نسبة تكلفة العمل إلى التكلفة اإلجمالية في قطاع الخدمات تفوق دائما النسبة المناظرة لها في القطاعات األخرى لذا فإن انخفاض تكلفة العمل بنسب متساوية في القطاعات كلها يقود إلى خفض التكلفة اإلجمالية في قطاع الخدمات بنسبة أكبر مقارنة بالقطاعات األخرى وهكذا تتحول خصخصة الخدمات إلى آلية من آليات مكافحة التضخم وطالما أن خصخصة الخدم ات ق ادرة عل ى خ ف ض تكل ف ة ال تش غ يل ف يمك ن أ ن تك و ن آل ي ة لس ي اس ات النمو في إطار مكافحة التضخم. ب- رفع الكفاءة االقتصادية للمشروعات االقتصادية: إ ت احة ال فرصة أم ا م ال قط ا ع الخ اص للمش اركة ف ي عمل ي ات ا إل ن ت اج وال ت وز ي ع للس ل ع والخدمات في ظل آليات السوق وحرية المنافسة والتي أساسها العائد والمخاطرة بما يؤدي إلى توفر المناخ المناسب ليبداع والتجديد وهو ما يؤدي للرفع من مس ت و ى ج ودة الم ن ت ج وخ ف ض ال تكل ف ة ف ي ظ ل س ي اس ة اس ت ثم ار ية واض حة ا أل ه داف ت تم ث ل ف ي تعظ ي م ال ر ب ح و ع د م الخل ط ب ي ن ا أل ه داف ا الق تص اد ية وا الج تم ا ع ي ة للمشروعات وم ن ت م ار ت ف ا ع الع ا ئ د عل ى المش ر و ع ات ا الس ت ثم ار ية ك ن ت يج ة الر ت ف ا ع مستويات الكفاءة. ج- زيادة موارد الخزانة مع تخفيض الضغط المالي النااتج عان العجاز فاي الموازناة العامة للدولة إن عملية الخصخصة بيعا كانت أم إيجارا ستعزز الموازنة العامة للدولة ومن ثم تؤدي إلى خفض عبء الدعم الحكومي للمؤسسات المزمع تخصيصها فضال عن العائد من حصيلة البيع أو اإليجار مما يخفض من عجز الموازنة الحكومية وعلى الرغم من أن حصيلة بيع مؤسسة عامة تعامل عادة بوصفها إيراد في الحسابات 58

60 المالية والسيما إذا كانت تعامل الموجودات الرأسمالية في إطار خارج المفاهيم السوقية وعلى الرغم من أن هذه اإلجراءات تؤدي إلى خفض عجز الموازنة إال أن هذا التخفيض ليس سوى مسألة مؤقتة ف ب ي ع أص ل م ا أق رب ف ي آ ث اره إل ى تم و ي ل السندات منه إلى أن يكون تدبيرا هيكليا مثل زيادة الضرائب أو تخفيض المصروفات فهناك في حالتي بيع أو تمويل السندات التزام ضمني بتجميع إيراد إضافي في المستقبل ففي حالة بيع األصل يحل هذا اإليراد محل الدخل المتخلى عنه أما في حالة إصدار السندات لخدمة الدين لن تستفيد الميزانية من التحول إلى القطاع الخاص بفائدة دائمة إال إذا أديرت المؤسسة في القطاع الخاص إدارة أكفأ وأكثر ربح ا وم ن ث م ف إ ن الحص يلة الضر ي ب ية م نه ا س تك و ن ذات ف وا ئ د أك ث ر م ن أ وض ا عه ا الس ا ب قة) المشهداني : 2013 ص ) 20. ه- توسيع وتنويع قاعدة الملكية : يمكن النظر إلى هذا الهدف باعتباره هدفا سياسيا بالدرجة األولى حيث إن تنفيذ سياسة الخصخصة من خالل سوق األوراق المالية )أي طرح األسهم لالكتتاب العام( من شأنه أن يوفر للخصخصة دعما سياسيا قد يخفف من االستياء العام من قبل الجماهير وخاصة في الدول النامية. و تطوير أسواق المال المحلية وتوجيه المدخرات الخاصة لالستثمارات في األجال الطويل : يمكن أن تعمل الخصخصة على تطوير أسواق المال المحلية وذلك من خالل زيادة قاعدة األسهم والملكية وتعمل أيضا على جذب المستثمرين الذين يبحثون عن تنويع محافظهم المالية والذين يثقون باإلدارة غير الحكومية ( الفاعوري : 2004 ص ) أساليب الخصخصة والعوامل المؤثرة على اختيار األسلوب : أساليب الخصخصة: تعددت وتنوعت األساليب التي اعتمدت عليها الدول المختلفة في تنفيذ سياسة وبرامج الخصخصة ويمكن تصنيف هذه األساليب في مجموعتين هما : - أساليب يترتب عليها نقل الملكية )األساليب المباشرة للخصخصة(. - أساليب ال يترتب عليها نقل الملكية )األساليب غير المباشرة للخصخصة( أساليب الخصخصة التي يترتب عليها نقل الملكية: وهي تتضمن ثمانية أساليب هي ( الفاعوري : 2004 ص ) 100 : أ- البيع الكلي للمنشأة : وفقا لهذا األسلوب تقوم الدولة بطرح المنشأة لالكتتاب العام في سوق األوراق المالية. 59

61 ب- البيع الجزئي للمنشأة : وفقا لهذا األسلوب يتم طرح جزء من أسهم المنشأة لبيعه إل ى ال قط ا ع الخ اص م ع اح ت ف اظ الد ول ة ب الجزء ال ب اق ي م ن أس ه م الم نش أة وبذلك تتم عملية الخصخصة مع احتفاظ الحكومة بالحق في الرقابة واإلشراف على المنشأة عن طريق االحتفاظ بما يسمى )السهم الذهبي( والذي يعطي الحق في حماية مصالح العمال والمستهلكين وكذلك حماية المنشأة من السلوك غير الرشيد. ج- البيع الخاص : قد تفضل الدولة بيع الوحدات االقتصادية العامة لمستثمر رئيسي أو مجموعة مستثمرين ويكون ذلك ف ي ص ورة ب ي ع كل ي أ و جز ئ ي م ن ملك ي ته ا ف ي هذه الوحدة. د- المشاركة بين القطاعين العام والخاص : ووفقا لهذا األسلوب يقوم القطاع الخاص ب المش اركة ف ي شرك ات ال قط ا ع الع ا م م ن خ الل ض خ اس ت ثم ارات جد ي دة إل ى الم نش آت وزيادة رأسمالها. ويمكن إتباع هذا األسلوب من خالل إصدار أسهم جديدة وطرحها في سوق األوراق الم ال ية لالك ت ت اب الع ا م أ و م ن خ الل اك ت ت اب خ اص أ و م ن خ الل الم ف ا وض ات بح ي ث تصبح الشركة مملوكة لكل من القطاعين العام والخاص. ه- البيع للعاملين أو اإلدارة : و وف ق ا له ذا ا ألس ل وب ي ت م ب ي ع الم نش أة ب الك ام ل أ و ج زء منها إلى مجموعة من المديرين أو العاملين حسب استعداد كل منهم وفي حدود نسب مع ي نة و ع ادة م ا ي ت م تم و ي ل عمل ي ة تح و ي ل الملك ي ة ع ن طر ي ق ا ال ئ تم ا ن م ع اس تخدا م أصول المنشأة كضمان وسداد قيمة االئتمان على فترات زمنية طويلة نسبيا من خالل المرتبات أو األرباح. و- توزيع حصص الملكية على المواطنين )أسلوب الكوبونات( : وفقا لهذا األسلوب يتم توزيع حصص ملكية في المنشآت العامة التي تريد الدولة خصخصتها بالتساوي على المواطنين بنسبة تخصيص لمن يرغب في شراء أسهم. ز- مبادلة الديون بحقاوق الملكياة : ح ي ث ي ت م اس ت بدال ال د ي و ن عل ى الش رك ات الع ام ة بحصص ملكية فيها وبما يؤدي إلى مشاركة القطاع الخاص في ملكية تلك الشركات و يسم ح ه ذا ا ألس ل وب ب تخ ف يض أ ع ب اء ال د ي و ن عل ى الش رك ات الع ام ة فض ال ع ن أ ن المس ت ثمر يس ت ف يد ب الحص ول عل ى أس ه م بش ر وط أفض ل و ي ت ي ح لل ب ن وك الدا ئ ن ة لل قط ا ع العام الفرصة للتخلص من مشاكل الديون المشكوك في تحصيلها. ح- التصفية: عند تعثر إحدى الوحدات االقتصادية العامة وتعرضها لخسائر متتالية نتيجة الخلل الكبير في هيكلها المالي والفني ويصعب إعادة هيكلتها تقرر الدولة تصفيتها وذلك ببيع أصولها للقطاع الخاص سواء كان مستثمر فردي أو مؤسسة استثمارية لديها الرغبة في إدارتها بأسلوب آخر. 60

62 أساليب الخصخصة التي ال يترتب عليها نقل الملكية: وهي تتضمن أربعة أساليب وهي) هندي : 2004 ص ) 251 : أ- عقود اإلدارة : وف ق ا لهذا ا ألسل وب يعه د إل ى ش رك ات قط ا ع خ اص م تخصص ة ف ي اإلدارة بمهمة إدارة شركة أو مجموعة شركات قطاع عام وذلك في مقابل نسبة محددة من األرباح وذلك بهدف رفع كفاءة اإلدارة لشركات القطاع العام. ب- عقاود اإليجااز: بمقتضى هذا األسلوب يتم تأجير الوحدة االقتصادية العامة أو أجزاء منها للقطاع الخاص بموجب عقد إيجار بين الطرفين يخول هذا العقد للمستأجر )القطاع الخاص( استغالل األصول أو الوحدة خالل الفترة المحددة ويتمتع بالعائد الذ ي ي تح قق ل ه م ن ذل ك ف ي ح ي ن يحص ل الم ؤجر )القطاع العام(على مقابل مالي محدد بموجب العقد مقابل تأجير األصل أو الوحدة االقتصادية وبذلك تحتفظ الدولة متمثلة في القطاع العام بملكيتها في الوحدة االقتصادية. ج- عقود االمتيااز: و ه و يش به إل ى ح د ك ب ي ر ع ق ود ال ت أج ير وا إلدارة ف ا الم ت ي از ه و عبارة عن حق تمنحه الحكومة والقطاع العام للقطاع الخاص ألداء خدمة أو استغالل مورد أو إنتاج سلعة أو بيعها وفي المقابل يدفع القطاع الخاص مقابل لحق االمتياز. د- عقود اإلنتاج : وفقا لهذ ا ا ألسل وب ت ب ر م الد ول ة ع ق ودا م ع م نش آت ال قط ا ع الخ اص بمقتضاها يقوم القطاع الخاص بإنتاج وتوريد سلعة أو خدمة معينة تعتبر الدولة ملتزمة بتوفيرها للمجتمع أي أن أعباء اإلنتاج والتشغيل والمشتريات والعمالة تقع على عاتق القطاع الخاص وتظل مهام التمويل والرقابة مسؤولية القطاع العام. - 3 التجربة الليبية في الخصخصة : 3-0 خصائص االقتصاد الليبي: يعتبر االقتصاد الليبي اقتصادا ناميا ولذا فهو يتسم بالعديد من الخصائص التي تتسم بها االقتصاديات النامية ومن أهم الخصائص التي يتسم بها االقتصاد الليبي ما يلي: أ- يتسم االقتصاد الليبي بانخفاض عدد السكان إذ أنه لم يتزايد عددهم في نهاية 2011 عن )6.32( مليون نسمة) مصرف ليبيا المركزي : 2011 ص ) 4. ب- خضوع االقتصاد الليبي لسيطرة القطاع الواحد وهو النفط كأكبر مساهم في الناتج المحلي اإلجمالي وكمصدر أساسي للصرف األجنبي. ج - أدت ط ب يع ة الجم ود ف ي ال قط ا ع ا إل ن ت اج ي اللص ي قة ب ا الق تص اد الل ي ب ي م ق ا ب ل تع دد وتنوع الواردات سواء بفعل ارتفاع معدل الميل الحدي لالستهالك الحاصل جراء التحسن في مستوى الدخول الفردية أو نتيجة للوفاء بمتطلبات التنمية من جهة أخرى وتركز الصادرات في سلعة مر ت بط ة ب الس وق الع الم ي م ن جه ة أخ ر ى إل ى 61

63 جعل االقتصاد الليبي من أكثر االقتصاديات انكشافا على العالم الخارجي ( أبولسين : 2009 ص.)9 د- يتسم االقتصاد الليبي بضعف األداء للهيئات والمؤسسات العامة وبعدم االستقرار اإلداري واالقتصادي باإلضافة إلى عدم استقرار القوانين واللوائح المنظمة للنشاط االقتصادي) الرياني 2004: ص ) 11. ه- ه يم نة ال قط ا ع الع ا م عل ى ال نش اط ا الق تص اد ي الل ي ب ي ح ي ث يس ت أ ثر ال قط ا ع الع ا م بنسبة كبيرة من حجم االستثمار الكلي) الهيئة القومية للبحث العلمي : 1992 ص ) 36 األمر الذي أدى إلى اآلتي: - نقص السيولة لتدني العائد على المشروعات االستثمارية والذي كان نتيجة مباشرة لتدني مستويات الكفاءة بها ( اللجنة الشعبية العامة للتخطيط : 1995 ص ) عجز الم واز ن ة الع ام ة للد ول ة وك ب ر حج م ال د ي ن الع ا م - خاصة في السنوات التي تتراجع فيها العوائد النفطية نتيجة النخفاض أسعار النفط في السوق العالمي - والذي عمقه عجز القطاع العام عن القيام بدوره في النشاط االقتصادي وما ترتب على تغطية الخسائر المترتبة على ملكية الدولة للقطاع العام) الهري :2001 ص ) 41. وكأسلوب لعالج المشاكل االقتصادية التي يعاني منها االقتصاد الليبي بدأت السلطات االقتصادية منذ نهاية الثمانينيات جديا في إعادة النظر في إعادة هيكلة االقتصاد الليبي بإعطاء فرص أكبر للقطاع الخاص للمساهمة بشكل أوسع في النشاط االقتصادي فصدرت العديد من القوانين واإلجراءات التي تدعم هذا االتجاه وبالفعل بدأ القطاع الخاص يقتحم جميع مجاالت النشاط االقتصادي. 3-4 التشريعات المنظمة لسياسة الخصخصة في االقتصاد الليبي : في إطار التوجه نحو الخصخصة صدرت القوانين والقرارات التالية: أ - القانون رقم 8 لسنة 1988 بشأن بعض األحكام المتعلقة بالنشاط االقتصادي والذي أجاز لألفراد أنفسهم أو بالمشاركة مع الغير في ممارسة األنشطة االقتصادية. ب- صدور قرار اللجنة الشعبية العامة رقم 124 لسنة 1989 م بشأن أسس تطبيق الملكية الجماعية للوحدات االقتصادية العامة. ج - القانون رقم 9 لعام 1992 و ال ئح ت ه ال ت ن ف يذ ي ة وال ذ ي يش ج ع عل ى الملك ي ة ال فرد ي ة وتكوين الشركات المساهمة. د - قرار اللجنة الشعبية العامة رقم 300 لسنة 1993 م بشأن الئحة تمليك المنشآت والشركات والوحدات االقتصادية العامة حيث أوضحت الالئحة الخطوات العملية التي يتم بموجبها نقل الملكية العامة للقطاع الخاص. ه - قرار اللجنة الشعبية العامة رقم )31( لسنة 2000 بشأن إصدار الئحة تمليك الشركات والوحدات االقتصادية. 62

64 و - قرار اللجنة الشعبية العامة رقم )198( لسنة 2001 بإنشاء الهيئة العامة للتمليك. ز - القانون رقم 9 لسنة 2010 الخاص بتشجيع رؤوس األموال الوطنية واألجنبية للقيام باالستثمارات في مختلف المجاالت. 3-3 آلية الخصخصة في االقتصاد الليبي : إن آلية الخصخصة في االقتصاد الليبي تتم من خالل اإلجراءات التالية : أ- تخ تص اله ي ئة الع امة لل تمل يك ب تحد ي د ط رق ال تمل ي ك ف ي ظ ل تكل ف ة ا الس ت ثم ار و ع دد المنتجين والتي تنهي الملكية العامة للشركة والوحدة االقتصادية ويجوز لها استخدام أساليب االكتتاب العام أو التمليك للعاملين أو البيع المباشر أو الجمع بينهما حسب األحوال. ب - يكون تأسيس الشركات المساهمة عن طريق االكتتاب العام وفقا للتشريعات النافذة وبأسس تحقيق تكافؤ الفرص بين المنتجين من جهة وباقي المواطنين من جهة أخرى وذلك بتحديد نسبة من األسهم لالكتتاب الخاص بالعمال وعرض باقي األسهم وكذلك ما يزيد عن رغبة المنتجين من األسهم المحددة لهم على المواطنين في اكتتاب عام. ج - تتولى الهيئة العامة للتمليك تشكيل لجنة تأسيس في الوحدات المخصخصة تتولى كافة إجراءات تأسيس الشكل القانوني الجديد في شكل شركة مساهمة وطرح أسه م الشركة م ع ع د م ا إلخ الل ب ا ألحك ا م الم نظم ة ل ت أس يس الش رك ات المس ا همة ف ي القانون التجاري بح ي ث يعل ن ع ن ف ت ح ب اب ا الك ت ت اب ف ي ا ألس ه م م ن خ الل وس ا ئل اإلعالن على أن يتضمن اإلعالن كافة البيانات المتعلقة بالوحدة االقتصادية ومركزها المالي وموقعها ونشاطها وإجمالي رأس المال وعدد األسهم المراد االكتتاب فيها وقيمة السهم وغير ذلك من البيانات والمعلومات الضرورية. د - يتم تسوية حقوق المساهمين األصليين من األشخاص الطبيعيين واالعتباريين في الشركات العامة المملكة بمنحهم أسهم بديلة في الشركات المساهمة. ه - يجوز تأسيس الشركات المساهمة التي يقل رأس مالها عن مليون دينار عن غير طريق االكتتاب العام. و- يجوز دعوة األشخاص االعتباريين والمستثمرين األجانب لالكتتاب في أسهم الشركات المساهمة التي تفيض على طلبات االكتتاب للمواطنين كما يجوز بيع حصص لهم عن طريق التفاوض أو المزاد. 3-2 المشاريع والمؤسسات التي تمت خصخصتها في االقتصاد الليبي : أ المشاريع التي تمت خصخصتها قبل إنشاء هيئة التمليك : خالل الفترة ) ) تم تمليك وخصخصة حوالي 4845 وحدة اقتصادية ( إنتاجية ) بقيمة إجمالية مقدارها دينار ليبي موزعة على 63

65 القطاعات االقتصادية المختلفة منها 45 وحدة لقطاع الثروة الحيوانية 219 وحدة لقطاع الثروة البحرية 4436 وحدة لقطاع الزراعة 145 وحدة لقطاع الصناعة ( الباوندي : 2013 ص ) 129. ب المشاريع التي تمت خصخصتها بعد إنشاء هيئة التمليك : أنشأت الهيئة العامة للتمليك بموجب قرار اللجنة الشعبية العامة رقم )198( لسنة 2001 حيث بلغ عدد الوحدات المملكة من هذه الهيئة حوالي 125 وحدة اقتصادية بقيمة إجمالية دينار ليبي موزعة على القطاعات االقتصادية المختلفة منها 90 وحدة للقطاع الصناعي 25 وحدة لقطاع الخدمات 10 وحدات لقطاع اإلنتاج الحيواني ( تقرير الهيئة العامة للتمليك: 2012 ص - 4 6(. ثالثا - الجانب العملي : لغرض تقييم التجربة الليبية في الخصخصة من خالل تحديد أثر الخصخصة في معدالت التضخم وانعكاساتها على معدالت التشغيل والنمو االقتصادي في االقتصاد الليبي ت م ا ال ع تم اد عل ى أر ب ع مع اد الت ه يكل ي ة ه ي : معادلة الخصخصة ومعادلة التضخم ومعادلة التشغيل ومعادلة النمو االقتصادي. - 1 معادلة الخصخصة : حيث اعتمدت هذه المعادلة المؤشرات االقتصادية التي لها دالالت سببية في موضوع الخصخصة وذلك على النحو اآلتي : 0-0 المتغير المعتمد ( التابع ) : ويتمثل في قيمة االستثمار المحلي الخاص مضاافا إليه االستثمار األجنبي investment( )PFI( )Private + Foreign direct : و هذا الم تغ ي ر ب ا ع ت ب اره م تغ ي را مع تم دا لل تع ب ي ر ع ن الخصخص ة باعتبارها إحدى الجوانب األساسية لعملية اإلصالح الهيكلي في برامج اإلصالح االقتصادي إذ أن برامج الخصخصة تشمل إتاحة الفرصة لالستثمار المحلي الخاص أوال ومن ثم االستثمار األجنبي - في حالة انخفاض االستثمار المحلي الخاص - محل االستثمارات العامة في مؤسسات القطاع العام لنقل جزء من العبء الملقى على الميزانية العامة للدولة للقطاع الخاص واألجنبي وذلك ليسهام في العملية اإلنتاجية ومن ثم زيادة الناتج السلعي بكفاءة اقتصادية نتيجة العتماد آلية السوق. 0-4 المتغيرات المستقلة وقد تمثلت في المتغيرات االقتصادية اآلتية : معدل النمو فاي الارقم القياساي ألساعار المساتهلك ( Price )Consumer : )P( يعد التضخم من المشكالت االقتصادية التي تعاني منها معظم الدول النامية ألسباب تتعلق بطبيعة هيكلها االقتصادي ومدى اندماجها بالسوق العالمي وتعد أوضاع التضخم المرتفعة أحد األسباب لتحول االقتصاد من القطاع العام إلى القطاع الخاص بغرض ال تخلص م ن مش كلة ا ال ب تع اد ع ن اق تص اد ي ات الحج م إذ أن سيادة 64

66 أوضاع الخصخصة غالبا ما يقود إلى خفض التضخم وذلك العتماد القطاع الخاص المحلي أو األجنبي على مفاهيم النظرية االقتصادية سعر الصرف ( Rate )EX( )Exchange : إ ن ال تغ يرات ال ت ي تح دث ف ي أس ع ار الص رف وا ع تم اد أس ع ار ص رف مغ ال ي فيها يعد من األسباب الرئيسة في التأثير على حجم االستثمارات الخاصة واألجنبية ذل ك أ ن ا ع تم اد أس ع ار ص رف مغ ال ي ف يه ا يعم ل عل ى ازد ي اد الطل ب عل ى ال واردات السلعية بما يخفض من قيمة هذه السلع مقارنة بمثيالتها المحلية وهذا النمط من العالقات السعرية يؤدي إلى تراجع العرض المحلي من السلع نتيجة ارتفاع تكاليفها ال نس ب ية بم ا ي ؤد ي إل ى ار ت ف ا ع أس ع ار ه ا م ق ار ن ة بم ث يال ته ا المس ت وردة بما يؤدي إلى تغير هيكل الطلب وانخفاض األنشطة اإلنتاجية نتيجة لتراجع قدرتها التنافسية في األسواق العالمية بما يؤثر سلبا على حجم االستثمارات الخاصة واألجنبية عجاز أو فااائض الموازنااة / النااتج المحلااي اإلجمااالي الحقيقاي ( GDP / : ) ( )Deficit or Surplus يعد ضعف الموارد المالية األساس وراء اهتمام العديد من الدول بعمليات الخصخصة كما يعد تزايد العجز في الموازنة العامة للدولة وراء تحول الدول نحو الخصخصة كأحد أساليب معالجة تزايد هذا العجز فكلما تزايد هذا العجز كلما تزايد الحافز نحو اهتمام الدولة بعمليات الخصخصة والعكس بالعكس تماما معدل التبادل التجاري Trade( )TT( )Terms of : تهدف عملية تحرير التجارة إلى االستفادة من المنافسة الخارجية بجانب المنافسة المحل ية لح فز الم ن تج ي ن المحل ي ي ن عل ى رف ع الك ف اءة ا الق تص اد ية ف ي إ ن ت اج الس ل ع ال ق ا بل ة للتصدير ومن ثم تنشيط الصادرات لتحقيق النمو االقتصادي المأمول وتؤدي الخصخصة دورا مهما في تنشيط المنافسة الداخلية بين عدد أكبر من المؤسسات المنتجة ومالكي عوامل اإلنتاج وفي المقابل يتأثر االستثمار المحلي الخاص واألجنبي بمستويات الربحية والخطر التي تتأثر بدورها بحجم السوق والمنافسة وقدرات االقتصاد المحلي لذلك ف إ ن مس ت و ي ات تحر ي ر ال تج ارة وأ ثر ه ا ف ي الم ن افس ة الداخلية تؤثر في عملية الخصخصة بعالقة عكسية مما يستوجب التدرج في هذا المنحى. ومن أجل تقدير أثر المتغيرات المستقلة المشار إليها في المعادلة الهيكلية المتعلقة بالخصخصة أجريت عدة اختبارات تجريبية للمتغيرات السابق اإلشارة لها حيث تم التوصل إلى الصيغة األفضل والتي اجتازت كل االختبارات اإلحصائية والقياسية واالقتصادية والتي يمكن عرضها في المعادلة رقم )1( اآلتية : 65

67 )1.48-( )4.02( )0.51( )2.19( ويتضح من هذه المعادلة النتائج التالية : أ - عبرت هذه المعادلة عن وجود عالقة طردية بين جميع المتغيرات المستقلة متمثلة في كل من سعر الصرف ومعدل التضخم ونسبة العجز أو الفائض في الموازنة إلى الناتج المحلي الحقيقي ( بأسعار ) 1991 والمتغير المعتمد ( إجمالي االستثمار الخاص واالستثمار األجنبي الممثل لبرنامج الخصخصة ) كما ثبتت معنويتها جميعا باستثناء معدل التضخم. وتشير هذه العالقة إلى أن مستويات معدالت التضخم في االقتصاد الليبي لم تكن سببا رئيسا في توجه الدولة نحو التحول إلى القطاع الخاص وعمليات الخصخصة وإنما األعباء المالية التي تتحملها الميزانية العامة والتي تسببها مبالغ الدعم المقدمة إلى المؤسسات العامة من جهة وانخفاض مستوى الكفاءة وسوء تخصيص الموارد وانخفاض معدالت اإلنتاجية في هذه المؤسسات من جهة أخرى فضال عن انخفاض مستويات الجودة وضعف المنافسة التي تعد سببا رئيسا في اعتماد إجراءات التصحيح الهيكلي واعتماد برامج الخصخصة بهدف تخفيف األعباء المالية عن الميزانية العامة عن طريق الحد من اإلنفاق الحكومي ويعد هذا األمر منطقيا إذ أن زيادة معدالت العجز في الموازنة العامة كنسبة من الناتج المحلي الحقيقي بنسبة % 1 ( كما تعكسه مرونة هذا المتغير ) تسببت في زيادة )1( معدالت الخصخصة والتوجه نحو القطاع الخاص بنسبة )%0.19(. ب أيضا يعد معدل النمو في سعر صرف الدينار من العوامل التي ساهمت في تشجيع القطاع الخاص ورأس المال األجنبي إذ أن زيادة سعر الصرف بمقدار %1 ( كما تعكسه مرونة هذا المتغير( تسببت في زيادة معدالت الخصخصة والتوجه نحو القطاع الخاص بنسبة )%1.35( ويعزى ذلك إلى نجاح السياسة النقدية وقدرتها على الحفاظ على معدالت صرف معتدلة نوعا ما مما ترتب على التغيرات التي تحدث في أسعار الصرف أوضاعا إيجابية على عملية الخصخصة ذلك أن أسعار الصرف هذه تعطي المستثمرين الثقة والحافز لزيادة استثماراتهم تحسب المرونة في النماذج الخطية وفقا للصيغة اآلتية : معامل المرونة = قيمة المعلمة المقدرة للمتغير المستقل متوسط قيم المتغير المستقل متوسط قيم النتغير التابع. أنظر في ذلك على سبيل المثال / د.محمد عبد السميع عناني : التحليل القياسي واإلحصائي للعالقات االقتصادية مدخل حديث باستخدام SPSS الدار الجامعية اإلسكندرية 2009 ص. 456

68 ج تم استبعاد متغير معدل التبادل التجاري )TT( من النموذج النخفاض معنويته و لتأثيره على معنويات متغيرات النموذج. د أخيرا فإن هذه المعادلة شرحت نحو %88 من التغيرات الحاصلة في متغير الخصخصة بواسطة التغيرات الحاصلة في كل من سعر صرف الدينار الليبي )EX( ومعدل التضخم )P( والعجز أو الفائض في الموازنة العامة إلى الناتج المحلي الحقيقي ( ) وأن %12 من تفسيرات المتغير المعتمد )الخصخصة( تفسر بواسطة متغيرات أخرى قد تكون كمية أخرى لم يتضمنها النموذج أو قد تكون متغيرات نوعية تقع ضمن مفهوم المتغير العشوائي. كما تشير إحصاءة )D.W( إلى عدم وجود ارتباط ذاتي بين األخطاء كما أن العالقة مقبولة إحصائيا بدرجة ثقة 95 % كما تبينه قيمة اختبار )F(. - 4 معادلاااة التضااخم : اعتمدت هذه المعادلة المؤشرات االقتصادية التي تمثل متغيرات التضخم والتي يمكن سردها في اآلتي : 4-0 المتغير المعتمد ( معدل التضخم ) )P( : ويتمثل بمعدل النمو في الرقم القياسي ألسعار المستهلك بوصفه يعكس حالة التضخم. 4-4 المتغيرات المستقلة : ويمكن تمثيلها بعدد من المتغيرات االقتصادية لعل أهمها المتغيرات اآلتية : سعر الصرف ( Rate )ER( )Exchange : إن التغير في أسعار الصرف وعدم االعتماد على سعر صرف ثابت أو االعتماد عل ى أس ع ار ص رف مغ ال به ا ي ؤد ي إل ى ار ت ف ا ع مع د الت ال تض خ م. كما يتأثر سعر الصرف االسمي ( الذي يمثل نسبة مبادلة العملة المحلية بالعمالت األخرى ) بعالقة عكسية مع سعر الصرف الحقيقي ( الذي يمثل نسبة سعر السلعة في االقتصاد المحلي إلى سعر السلعة في السوق العالمية بالعملة المحلية ) بمعنى أنه إذا ارتفع سعر الصرف االسمي أدى إلى انخفاض سعر الصرف الحقيقي بما يؤدي إلى زيادة قدرة االقتصاد المحلي على المنافسة وزيادة معدالت التضخم المحلي والعكس بالعكس تماما ( الشماع العمري : 2001 ص ) سعر الفائدة الحقيقي) )RI( )Real Interest Rate : تعد أسعار الفائدة من أهم مكونات األسعار الكلية من خالل األثر الذي تؤديه سياسة معدالت الفائدة في عملية التنمية ومن خالل حساسية المدخرات للتغيرات في أسعار الفائدة ودور اإلدخارات في التأثير على االستثمارات الالزمة لعملية التنمية وتشير الدراسات التطبيقية إلى العالقة األكيدة بين تحرير معدالت الفائدة واألداء االقتصادي في الدول النامية ذلك أن معدالت الفائدة تعكس اإلنتاجية الحدية لرأس المال الممكن 67

69 استثماره إذ أن انخفاض معدالت الفائدة المحلية عن السوق العالمية تؤدي إلى هروب رأس المال المحلي والعكس في حالة ارتفاع معدالت الفائدة فإنه يعد حافزا لجذب رأس المال نحو الداخل ويلجأ واضعو السياسة االقتصادية إلى الحفاظ على مع د الت ف ا ئ دة ح ق ي ق ي ة ذات مس ت و ى إ يج ا ب ي لي ب ق اء عل ى الح وافز الس عر ية لز ي ادة اإلدخارات كما أن أسعار الفائدة السلبية تحفز األفراد لالحتفاظ بنسبة كبيرة من ثرواتهم وعلى تحويل الجزء األكبر من أرصدتهم النقدية إلى شراء رأس المال الثابت وحيازة النقد األجنبي الستبعاد حاالت التضخم على مدخراتهم األمر الذي ينتج عنه ارتفاع الطلب وزيادة سرعة تداول النقود مما يتسبب في تشكيل ضغوط تؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع المحلية فتنخفض المدخرات المتاحة لالستثمار كما يضعف مركز العملة المحلية تجاه أسواق الصرف األجنبية األمر الذي يشعل لهيب الضغوط التضخمية في االقتصاد المحلي ( المشهداني :2013 ص ) نسبة عجز الموازنة إلى الناتج المحلي الحقيقي ( ) : يعد عجز الم واز نة أحد أ ه م الع وام ل المس ب بة للظ ا هرة ال تض خم ية ف ي اق تص اد م ا خ اصة إذا م ا ت م تم و يل ه ذا العج ز م ن خ الل مص ادر تض خم ية ك ا إلص دار ال ن ق د ي أ و من خالل تمويل هذا العجز عن طريق الدين العام المصرفي إجمالي االستثمار المحلي الخاص واالستثمار األجنبي )الخصخصة( )PFI( م ن الم ف ت رض أ ن ت نخ فض أس ع ار ا الس تهالك س واء للس ل ع أ و الخ دم ات بع د تط ب ي ق برامج الخصخصة نتيجة للزيادة المتوقعة في المنافسة بين الشركات الخاصة التي تعمل في مجال اإلنتاج وتقديم الخدمات إال أن هذا األمر يجب أن يترافق مع مراعاة كل العوامل التي تؤدي إلى خفض األسعار مثل : حجم اإلنتاج و وفورات الحجم ومدى تحسن أسعار المواد الخام المستخدمة في اإلنتاج ومدى وجود تدخل حكومي أو قوانين تتحكم باألسعار ومدى وجود فساد في أجهزة الحكومة أو القطاع الخاص ومدى وجود شركات متعددة تنتج نفس السلعة أو الخدمة ووجود تشريعات تمنع االحتكار) أبوعامرية : 2008 ص ) 34. إال أن هناك من يرى في أن عمليات الخصخصة يمك ن أ ن ت ف ت ح ا أل ب واب أم ا م ا الس ت ثم ار الخ اص وا ألج ن ب ي للمس ا همة ف ي عملية التنمية من خالل توفير فرص جديدة لالستثمار بأنواعه ( الحكومي الخاص األجنبي ) فينعكس هذا التأثير إيجابيا في معدالت التضخم )المشهداني : 2013 ص ) العجاز أو الفاائض فاي ميازان المادفوعات ( the Deficit or surplus in : )DSBP( )balance of payments 68

70 يعد التوازن في ميزان المدفوعات أحد أهم متطلبات السياسات االقتصادية الرشيدة نظرا لما للعجز أو الفائض الذي يحدث في ميزان المدفوعات من أثر ينعكس على أداء العديد من المؤشرات االقتصادية يأتي في مقدمتها معدالت التضخم المحلية نسبة فجوة الماوارد المحلياة إلاى النااتج المحلاي ( resource Domestic )gap ratio to GDP وسنرمز لها بالرمز ( ) : تشير النظرية االقتصادية إلى أن تعادل االستثمار المتوقع مع االدخار المقدر يعد شرطا هاما لتحقيق التوازن العام أي المحافظة على االستقرار النقدي فإذا زاد االستثمار المتوقع عن االدخار المق در خ الل ف ت رة ج ار ي ة مع ي ن ة و ع ن د مس ت و ى مع ي ن من األسعار فإن ذلك يعني أن قوى الطلب تزيد عن قوى العرض بما يعني حدوث فائض طلب يدفع األسعار نحو االرتفاع. وهكذا فإن االختالل الذي يحدث بين االستثمار المتوقع واالدخار المتوقع - وهو ما نعبر عنه هنا بفجوة الموارد المحلية - يعد أحد الضغوط التضخمية الهامة خصوصا في الدول التي تلعب فيها قوى السوق دورا مسيطرا في توزيع وتخصيص الموارد االقتصادية ( القيزاني العربي : 2013 ص ) 342. ومن أجل تقدير المعادلة الهيكلية الخاصة بالتضخم في االقتصاد الليبي أجريت عدة اختبارات تجريبية للمتغيرات السابق اإلشارة إليها حيث تم التوصل إلى الصيغة األفضل والتي اجتازت كل االختبارات اإلحصائية والقياسية والتي يمكن عرضها في المعادلة رقم )2( اآلتية : )1.10( )1.21( )1.11( )2.43-( )0.98-( )2.58( ويتضح من هذه المعادلة النتائج اآلتية : أ - عبرت هذه المعادلة عن وجود عالقة طردية بين كل المتغيرات المستقلة السابق اإلشارة إليها والمتغير المعتمد ( معدل التضخم ) - باستثناء متغيري سعر الصرف و سعر الفائدة الحقيقي - وهذا يعني اتفاق جميع إشارات معلمات المتغيرات المستقلة مع النظرية االقتصادية باستثناء متغير سعر الصرف الذي جاءت إشارته سالبة على غير المتوقع. ب يمكن تفسير اإلشارة الموجبة لمعلمة متغير الخصخصة وضآلة معنويتها بما يعني عدم تأثر معدل التضخم المحلي ببرنامج الخصخصة األمر الذي يمكن تبريره بضآلة االستثمارات المخصخصة نسبة إلى الناتج المحلي اإلجمالي وبتأثر معدل التضخم بمتغيرات أخرى أكثر تأثيرا على معدالت التضخم المحلي كنسبة عجز أو 69

71 فائض الموازنة إلى الناتج المحلي الحقيقي ( بأسعار ) 1991 ونسبة فجوة الموارد المحلية إلى الناتج المحلي اإلجمالي وأسعار الصرف. ج يمكن تفسير اإلشارة السالبة لمعلمة سعر الصرف في تأثيرها السلبي على معدالت التضخم بصورة غير مباشرة ذلك أن ارتفاع سعر الصرف يعمل على خفض حجم الواردات بما يساهم في خفض معدالت التضخم المستورد بما ينعكس على انخفاض معدالت التضخم المحلي مع األخذ في الحسبان عدم تأثير ارتفاع سعر الصرف على حجم الصادرات ذلك أن الذي يحكم حجم الصادرات الليبية عوامل الطلب والعرض على النفط في السوق العالمي. د - أما أسعار الفائدة المحلية في االقتصاد الليبي فلم تظهر أي تأثير على معدالت التضخم في االقتصاد الليبي نتيجة لضآلة معنوية معلمتها األمر الذي يؤكد حقيقة ضعف السياسة النقدية في مجال سعر الفائدة في االقتصاد الليبي. ه تم حذف المتغير الممثل لوضع ميزان المدفوعات ( الفائض أو العجز ) من المعادلة الهيكلية للتضخم ذلك أن إدخاله في االختبارات التجريبية أوجد مشكلة التداخل الخطي والتي تؤثر على موثوقية صحة التقدير إذ سجل معامل التباين التضخمي قيمة كبيرة جدا جاوزت المسموح به لهذه القيمة إذ بلغت نحو ( = VIF. )23.14 و - شرحت معادلة التضخم المقدرة نحو %15 من التغيرات الحاصلة في معدل التضخم بواسطة التغيرات الحاصلة في كل من سعر صرف الدينار الليبي )EX( وإجمالي االستثمار الخاص المحلي واألجنبي الممثل لمتغير الخصخصة )PFI( والعجز أو الفائض في الموازنة العامة إلى الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي) ) ونسبة فجوة الموارد المحلية إلى الناتج المحلي اإلجمالي ( ) وأسعار الفائدة الحقيقية )IR( وأن %25 من تفسيرات المتغير المعتمد )التضخم( تفسر بواسطة متغيرات أخرى قد تكون عوامل نقدية أو إنفاقية أو خارجية أو هيكلية تخرج عن نطاق هذه الدراسة كما تشير إحصاءة )D.W( إلى عدم وجود ارتباط ذاتي بين األخطاء كما أن العالقة مقبولة إحصائيا بدرجة ثقة % 95 كما أظهرته قيمة اختبار. )F( - 3 معادلة التشغيل : بالرغم من إيجابيات سياسة الخصخصة في المجال االقتصادي فإن السؤال المطروح : هل تعمل الخصخصة على امتصاص البطالة كما يقول أنصارها أم تجعلها تتفشى أكثر كما يرى معارضوها وهل أغفل القائمون على نظام الخصخصة في االقتصاد الليبي البعد االجتماعي ( القوة البشرية ) عند تطبيقها فحسب وجهة 70

72 نظر معارضي الخصخصة في هذا الصدد فإن خصخصة القطاع العام سوف ينتج عنها جيش من الموظفين والعمال العاطلين عن العمل ذلك أن القطاع الخاص يكون ضم ن أ ه م أ ول و ي ا ته ت قل يص الكلف م ن أج ل دخ ول ه الم ن افس ة وم ن أج ل تر و يج ه للس ل ع والخدمات التي يقوم بإنتاجها. أما المؤيدون لعملية الخصخصة فينظرون إلى هذه المسألة من زاوية مخالفة تماما ويرون أن كثرة األعمال االستثمارية والشركات التي تمت خصخصتها ستستوعب البطالة وستكون هناك نهضة عمرانية كبيرة إضافة إلى فتح وكاالت لترويج منتجات تلك الشركات بما ينجم عنه تزايد منتجاتها فيزداد الطلب على العمالة فتنخفض البطالة تدريجي ا إال أن هذه العملية تخضع إلى فترة زمنية معينة تقدر ببضع سنوات )العساف : 2008 ص ) 143. ولتحديد أثر برنامج الخصخصة بصورة موضوعية على معدالت البطالة في االقتصاد الليبي من خالل نموذج قياسي لتحديد المتغيرات المؤثرة في معدل البطالة خالل فترة الدراسة فإن عملية القياس هذه تواجهها عقبة تتمثل في قصور اإلحصاءات والبيانات المتعلقة بهذه المشكلة ذلك أن اإلحصاءات الرسمية وكذلك الدولية ال تشير في كثير من األحيان إلى واقع مشكلة البطالة وحتى في حالة توافر هذه البيانات فإنه كثيرا ما تتضارب بيانات المصادر مع بعضها البعض وعليه فإنه من الممكن إعطاء صورة تقريبية ف ي ض وء م ا ي ت وفر م ن ب ي ا ن ات وإحص اءات تعكس بدرجة كبيرة واقع تلك المشكلة في االقتصاد الليبي وعلى ذلك فإنه لغرض ق ي اس أ ث ر بر ن ام ج الخصخص ة عل ى مع د الت ال بط ال ة ف ي ا الق تص اد الل ي ب ي اعتمدت المعادلة الهيكلية للبطالة على المتغيرات اآلتية : 3-0 المتغير المعتمد : ويمكن تمثيله بمعدل البطالة في االقتصاد الليبي : )U( )Unemployment rate( 3-4 المتغيرات المستقلة : ويمكن تمثيلها بعدد من المتغيرات االقتصادية لعل أهمها المتغيرات اآلتية : معدل التضخم )P(: هناك عالقة عكسية بين معدل البطالة ومعدل التضخم وفقا للمنطق التقليدي لمنحنى فيليبس ح ي ث أ ن ه ف ي ظ ر وف ال ر واج ا الق تص اد ي ي زداد الطل ب الكل ي و تر ت ف ع مستويات األسعار ويقترن ذلك بزيادة الطلب على العمل ويرتفع مستوى التشغيل ومن ثم يقل حجم البطالة ومعدلها ويحدث العكس تماما في حاالت الركود االقتصادي ( نجا 2005: ص ) اإلنفاق الحكومي expenditure) :(GI) (government يعتبر اإلنفاق الحكومي أهم العوامل المؤثرة في األداء االقتصادي فاإلنفاق الحكومي هو األداء الرئيسية للدولة في تحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية 71

73 وبالتالي فإن كفاءة تخصيصه يعكس أثرا إيجابيا نحو توفير الموارد الالزمة للنمو االقتصادي ومن ثم خلق مناصب شغل جديدة وبالتالي انخفاض معدالت البطالة ( عقون : 2010 ص ) 135. وهكذا فإنه يفترض وجود عالقة عكسية بين حجم اإلنفاق الحكومي ومعدالت البطالة إجمالي االستثمار الخاص واالستثمار األجنبي ( الخصخصة ) :)PFI( إ ن م ن أ ع قد المشكالت ال ت ي ت واج ه ب رام ج الخصخص ة ف ي ال تط ب ي ق مش كلة العم ال ة في المؤسسات العامة خاصة في البلدان النامية والتي اتبعت غالبية حكوماتها سياسة تعيين قوى العمل في القطاع العام وذلك خارج إطار مفاهيم سوق العمل األمر الذي تر تب عل يه ظه ور مش كلة العم ال ة ال ف ا ئض ة أ و م ا يع رف ب ال بط ال ة الم ق نع ة. هذا ومن المرجح أن تؤدي عملية الخصخصة في ظل إعادة توزيع الموارد وبخاصة العمل إلى ظهور نسب عالية من البطالة نتيجة الستخدام تلك الموارد وفقا لمفاهيم النظرية االقتصادية الحديثة القتصاد السوق وال شك أن هذا االحتمال يعد من العوامل الر ئ يس ية ف ي تخ وف الحك وم ات م ن تط ب ي ق س ي اس ة الخصخص ة لم ا ي تر ت ب عل يه ا م ن تعقيدات سياسية واقتصادية لذلك البد من أن تشتمل برامج الخصخصة على سياسة واضحة للتعامل مع هذه المشكلة ( المشهداني : 2013 ص 111( األزماات االقتصاادية والسياساية crises( )Political and economic : )D( تعد األزمات السياسية أو االقتصادية إحدى العوامل المؤثرة سلبا على معدالت النمو االقتصادي ومن ثم على حجم اإلنفاق العام ومن ثم على حجم التشغيل ا ألم ر ال ذ ي ي نعكس بش كل س ل ب ي عل ى مع د الت ال بط ال ة. هذا مع مالحظ ة أ ن الم تغ ي ر ال ذ ي ي ق يس ا ألزم ات الس ي اس ية وا الق تص اد ية س يس تخد م كمتغير وهمي variable( )Dummy وسنرمز له بالرمز )D( ليمثل الصدمات التي مر بها االقتصاد الليبي خالل فترة الدراسة والتي تدهورت فيها أسعار النفط في السوق العالمية والتي تزامن بعضها مع سنوات الحص ار ا الق تص اد ي ال ذ ي ف رض عل ى ل ي ب ي ا ن ت يج ة ل ق رار مجل س ا ألم ن رق م 148 لسنة 1992 نتيجة لتبعات قضية لوكربي حيث سيعطى الرقم واحد صحيح لسنوات األزمة أما الرقم صفر فسيعطى للسنوات التي تتسم باالستقرار النسبي ( القيزاني : 2013 ص ) حجاام السااكان ومعاادل نمااوه) Population size and rate of :)PG( )population growth تؤدي زيادة معدالت النمو السكاني وما يترتب عليها من زيادة أعداد السكان الناشطين اقتصاديا إلى زيادة عرض العمل مما يؤدي بدوره إلى زيادة حجم البطالة 72

74 ومعدلها نظرا لعدم قدرة الطلب على استيعاب المزيد من المعروض من قوة العمل وهو ما تعاني منه معظم الدول النامية أي أنه من المتوقع أن تكون العالقة بين معدل البطالة ومعدل النمو السكاني طردية. هذا وبعد إجراء عدد من االختبارات التجريبية فقد تم الحصول على المعادلة األفضل رقم )3( اآلتية والتي تفسر مثل هذه العالقة : )5.98( )2.31-( )5.14-( )2.38( )6.11( وتشير نتائج تقدير المعادلة رقم )3( إلى اآلتي : أ - أن المتغيرات المستقلة استطاعت أن تفسر نحو %95 من التغيرات الحاصلة في معدالت البطالة الحالية وهذا يعني أن %95 من التغيرات التي تحدث في المتغير التابع ( البطالة ) تفسرها التغيرات التي تحدث في المتغيرات المستقلة )برنامج الخصخصة معدالت التضخم الم تغ ير ال و هم ي ال ذ ي يش ير إل ى ا ألزم ات ا الق تص اد ية والس ي اس ية ال ت ي تعرض لها االقتصاد خالل الفترة المدروسة اإلنفاق الحكومي ) بينما ترجع نسبة %5 من التغيرات إلى متغيرات أخرى غير داخلة في النموذج. ب تم حذف متغير حجم السكان وكذلك معدل نموه )PG( من المعادلة المقدرة ذلك أن إدخاله في المعادلة أثر على معنوية وإشارة المتغير الوهمي كما جاءت إشارة معلمته مخالفة لتوقعات النظرية االقتصادية إضافة إلى أن إدخاله أدى إلى ظهور مشكلة التداخل الخطي بشكل كبير إذ سجل معامل التباين التضخمي )VIF( قيم أعلى لكل من الم تغ يرات المس ت قلة م ق ار نة ب ال ق ي م ال ت ي س جله ا ن ف س المع ام ل ل ق ي م الم تغ ي رات المس ت قلة ق ب ل إدخال معدل النمو السكاني للمعادلة المقدرة وخاصة بالنسبة لمتغير اإلنفاق الحكومي الذي سجل قيمة عالية جدا بلغت نحو )23.1( األمر الذي يجعل قيمة التقدير ضعيفة ذلك أن قيمة )VIF( التي تزيد عن )10( أم ر ي د ع و لل قل ق و يجع ل عمل ي ة ال ت ق د ير ال يمك ن االعتماد عليها) لجنة التأليف والترجمة :2001 ص ) 201. ج جاءت نتائج اختبار )T-Test( لكل المتغيرات المستقلة عند المستوى المقبول وذات معنوية مقبولة عند مستوى معنوية %5 كما تؤكد قيمة اختبار) F ( البالغة )51.46( المعنوية الكلية لالنحدار كما يالحظ عدم وجود ارتباط تسلسلي بين األخطاء العشوائية من خالل قيمة )D-W( ألربعة متغيرات مستقلة و 19 مشاهدة وبمستوى معنوية %5. د - جاءت إشارة معلمة إجمالي االستثمار الخاص المحلي واألجنبي )PFI(( ( الممثلة لبرنامج الخصخصة ) ( سالبة( على غير المتوقع إذ تشير مرونة الخصخصة إلى أن زيادة االستثمار اإلجمالي الخاص المحلي واالستثمار األجنبي بنسبة %1 تسببت في 73

75 خفض معدالت البطالة بنسبة )-0.11 %( ويمكن تبرير العالقة العكسية فيما بين برنامج الخصخصة ومعدالت البطالة في االقتصاد الليبي على النحو اآلتي : إن التحول للقطاع الخاص في االقتصاد الليبي بدأ مع أواخر ثمانينيات القرن الماضي األمر الذي يمكن اعتبار القطاع الخاص قطاع ناشئ ساهم بشكل أو بآخر في امتصاص جزء من العمالة الفائضة ومن تم ساهم في خفض معدالت البطالة. إ ن بر ن ام ج الخصخصة الذ ي ت م ا ع تم اده ف ي إط ار فلس فة ت وس ي ع ق ا ع دة الملك ي ة بحيث ملكت أغلب المؤسسات والوحدات اإلنتاجية والخدمية للعاملين بهذه الوحدات األمر الذي لم ينجم عنه تسريح العمالة بهذه الوحدات وحتى الوحدات المتعثرة تكفلت الخزانة العامة بمرتبات موظفيها وعمالها حتى تحسن أوضاعها األمر الذي لم ينتج عنه زيادة معدالت البطالة في االقتصاد الليبي. 2 معادلة النمو االقتصادي : تضمنت معادلة النمو االقتصادي مجموعة من المتغيرات وهي : 2-0 المتغياار المعتمااد GDP( )Real : وقد تمثل بالدخل المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة ( بأسعار عام ) 1991 )RGDP( ليعكس حالة النمو االقتصادي الحقيقي. 2-4 المتغيرات المستقلة وقد تمثلت بالمتغيرات االقتصادية اآلتية : إجماااالي االساااتثمار المحلاااي الخااااص واالساااتثمار األجنباااي ( الخصخصاااة( )PFI( : يرتبط هذا المتغير بالنمو االقتصادي بعالقة وثيقة إذ يؤثر في إعادة تخصيص الموارد في صالح القطاع الخاص مما يزيد من اإلنتاجية ويزيد من معدالت الربح ذلك أن القطاع الخاص يهدف إلى رفع الكفاءة فضال عن تحرير األسواق عن طريق التخلص من القيود السعرية فضال عن إمكانية استثمار األموال المحررة في أصول القطاع العام المباعة بما يترتب على هذا االستثمار زيادة في معدالت اإلنتاج والنمو االقتصادي معدل التضخم )P(: تشير الدراسات التجريبية حول العالقة بين التضخم والنمو االقتصادي إلى وجود عالقة موجبة ومعنوية لمعدل التضخم ونمو الناتج المحلي الحقيقي وهو ما يعرف بأثر توبن )1965 Effect ) Tobin في حين تمثلت الدراسات التي قام بها ستوكمان ( 1981 Stockman ) بالعالقة السالبة بين التضخم ومعدل نمو الناتج الحقيقي وهو ما يعرف باألثر المضاد لتوبن أما دراسات ( Philips Ghosh and 1998 ) عن الدول األعضاء في صندوق النقد الدولي فقد بينت إلى أن معدالت التضخم المنخفضة تكون ذات عالقة موجبة مع النمو في حين كانت المعدالت المرتفعة للتضخم ذات آثار سلبية في الناتج الحقيقي وعلى الرغم من اختالف وجهات النظر هذه إال أن األمر لم يحسم بشكل قاطع حول التأثيرات التضخمية المتفاوتة في معدالت النمو االقتصادي ( المشهداني : 2013 ص )

76 2-4-3 معدل نمو السكان growth( )PG( ) rate of population : يرتبط معدل النمو السكاني )PG( بمعدل النمو االقتصادي من خالل العالقة اآلتية : معدل النمو االقتصادي = معدل نماو الادخل الكلاي معادل النماو الساكاني. وهذا ما يشير إلى وجود عالقة عكسية بين معدل نمو السكان ومعدل النمو االقتصادي و هذا م ا يع ن ي أ ن ه لك ي ي زداد مع دل ال نم و ا الق تص اد ي ي تطل ب أ ن يك و ن مع دل نم و الدخل الكلي أكبر من معدل نمو السكان األزمات االقتصادية والسياسية )D( : تع د ا ألزم ات الس ي اس ية أ و ا الق تص اد ية إح د ى الع وام ل الم ؤ ثرة س ل ب ا عل ى معدالت النمو االقتصادي و عل ى حس اب ال تك رار س يع بر ع نه ا ه ن ا بم تغ ي ر و هم ي) كيفي ) variable( )D( )Dummy حيث سيعطى الرقم واحد صحيح لسنوات األزمة أما الرقم صفر فسيعطى للسنوات التي تتسم باالستقرار النسبي. وباستخدام المتغيرات التي أشير إليها أعاله في توصيف النموذج فقد أجريت عملية التقدير لمعرفة قيم معلمات المتغيرات المذكورة ومعرفة تأثيرها على النمو االقتصادي وتحديدا لمعرفة أثر برنامج الخصخصة على النمو في االقتصاد الليبي فتم التوصل إلى المعادلة رقم )4( اآلتية : )9.51( )3.32( )0.38( )1.85-( )0.59-( وتشير نتائج تقدير المعادلة رقم )4( إلى اآلتي : أ - أن المتغيرات المستقلة استطاعت أن تفسر نحو %90 من التغيرات الحاصلة في النمو االقتصادي وهذا يعني أن %90 من التغيرات التي تحدث في المتغير التابع ( الناتج الحقيقي بأسعار ) 1991 تفسرها التغيرات التي تحدث في المتغيرات المستقلة )برنامج الخصخصة معدالت التضخم المتغير الوهمي الذي يشير إلى األزمات االقتصادية والسياسية التي تعرض لها االقتصاد خالل الفترة المدروسة معدل النمو السكاني ) بينما ترجع نسبة %10 من التغيرات إلى متغيرات أخرى غير داخلة في النموذج. ب جاءت إشارات معلمات المتغيرات على النحو المتوقع للنظرية االقتصادية ولم تثبت معنوياتها باستثناء معنوية متغير الخصخصة الذي ثبتت معنويته باستخدام اختبار Test( -T( بم ا يع ن ي ا نسج ا م معلم ة الخصخص ة الم وج ب ة و ث ب ات مع ن و ي ته ا م ع ال تحل ي ل النظري في أن زيادة معدالت الخصخصة تسهم في زيادة معدالت النمو االقتصادي من خالل زيادة كفاءة تخصيص الموارد وتحسن كفاءة المؤسسات المخصخصة فضال عن مزايا االستفادة من االستثمار المحلي الخاص واألجنبي وما توفره من مزايا السوق 75

77 التنافسية في التأثير الموجب لهذا المتغير في معدل النمو االقتصادي إذ تشير مرونة الخصخصة أنه بزيادة إجمالي االستثمار المحلي الخاص واالستثمار األجنبي بمقدار %1 ستؤدي إلى زيادة في الناتج المحلي الحقيقي بنسبة )%0.1( وهذا أثر إيجابي أي أن ه ن اك عالق ة طرد ي ة ب ي ن إجم ال ي ا الس ت ثم ار الخ اص المحلي واألجنبي ( الممثل لبرنامج الخصخصة( والنمو االقتصادي في االقتصاد الليبي وهذا ما أثبته معامل بيرسون الذي سجلت قيمته نحو 0.92 والتي تعني وجود عالقة قوية موجبة بين المتغيرين. ج تؤكد قيمة اختبار) F ( البالغة )24.26( المعنوية الكلية لالنحدار كما تبين من قيمة )D-W( والبالغة )2.09( عدم وجود ارتباط تسلسلي بين األخطاء العشوائية بما يؤكد درجة الثقة في قيم المعلمات المقدرة للمعادلة رقم )4(. رابعا - النتائج والتوصيات : - 0 النتائج : توصلت الدراسة إلى أهم النتائج اآلتية : أ إن معدالت التضخم في االقتصاد الليبي لم تكن سببا رئيسيا في توجه الدولة نحو التحول إلى القطاع الخاص وعمليات الخصخصة وإنما بسبب األعباء المالية التي ت تحمله ا الم واز ن ة الع ام ة للد ول ة ن ت يج ة م ب ال غ ال د ع م الم قدم ة إل ى م ؤسس ات ال قط ا ع الع ا م نتيجة لتراجع أرباحها بسبب انخفاض مستوى كفاءة هذه المؤسسات وسوء تخصيص الموارد وانخفاض معدالت اإلنتاجية وانخفاض مستويات الجودة وضعف المنافسة. ب إن برنامج الخصخصة لم يؤثر على معدالت التضخم في االقتصاد الليبي وإنما تأثرت معدالت التضخم بعوامل أخرى كالعوامل الهيكلية ( فجوة الموارد المحلية ) وأخرى خارجية ( سعر الصرف(. ج- إ ن ال قط ا ع الخ اص ف ي ا الق تص اد الل ي ب ي ق د س ا ه م ف ي ام تص اص العم ال ة ال ف ا ئض ة ف ي االقتصاد الليبي ومن ثم ساهم في خفض معدالت البطالة كما أن برامج الخصخصة التي اتبعتها الدولة لم ينجم عنها تسريح للعمالة في الوحدات التي تمت خصخصتها وبالتالي لم تساهم في زيادة معدالت البطالة وذلك نتيجة لتطبيق برامج الخصخصة من قبل الحكومة وفقا لفلسفة توسيع قاعدة الملكية بحيث تملك الوحدات اإلنتاجية للعاملين بها. د إن من العوامل التي ساهمت في النمو االقتصادي في االقتصاد الليبي هو توجه الدولة نحو القطاع الخاص وأتى إسهام القطاع الخاص في النمو االقتصادي نتيجة لما يتمتع به من مزايا متمثلة في كفاءته في تخصيص الموارد وما يوفره من مزايا تنافسية. - 4 التوصيات: أ االستمرار في عملية الخصخصة وتشجيعها مع التأكيد على مراعاة البعد االجتماعي بالتوسع في قاعدة الرعاية االجتماعية للفئات التي تتأثر بطبيعة وسياسات الخصخصة. 76

78 ب إن أخذ الدولة بعملية الخصخصة كأحد أساليب أو آليات اإلصالح االقتصادي يجب أال يمنع الدولة من إنتاج السلع والخدمات الضرورية ذات األهمية االقتصادية واالجتماعية وعدم التنازل عن المرافق الخدمية الحيوية اإلستراتيجية للدولة بحيث تظل تحت إشرافها حرصا على تغليب المصلحة العامة للشعب على الربحية الخاصة لألفراد. ج تشجيع وتحفيز القطاع الخاص للقيام بدور أكبر في عملية التنمية االقتصادية لتوسيع قاعدة اإلنتاج واالرتقاء بنوعية اإلنتاج وتقليل تكلفته. د توعية المواطنين من خالل مختلف وسائل اإلعالم بأهمية استخدام المنتجات والخدمات الوطنية التي تنتجها شركات القطاع الخاص. ه ضرورة تحفيز ودعم القطاع الخاص المحلي بشكل منفرد أو بالمشاركة مع المستثمر األجنبي خاصة في الصناعات التي ال يمكن للمستثمر الوطني االستثمار فيها لوحده م ع ضر ورة أ ن يك و ن ا الس ت ثم ار ا ألج ن ب ي ف ي ال قط ا ع ات ا إلر تك از ي ة محص ورا ف ي مج ال تهيئة الخبرة الفنية واإلدارية وأ ن تك و ن مهم ة ال تخط يط وال ت وج ي ه وا إلش راف ف يه ا م ن مسئولية الدولة. و ضرورة أن تشمل الحوافز والتسهيالت المستثمرين المحليين أسوة بالمستثمرين األجانب. ز إ بع اد المس ت ثمر ا ألج ن ب ي ف ي ا الس ت ثم ار ف ي المش ار ي ع ا الس تهالك ية والخدم ي ة والتي يمكن االستثمار فيها من خالل المستثمر المحلي. 77 المراجع 1 رفعت لقوشة : قراءة في إستراتيجية حركة الخصخصة ندوة اإلصالحات االقتصادية وسياسة الخوصصة في البلدان العربية مركز دراسات الوحدة العربية بيروت د. أمل صديق عفيفي الخصخصة في مصر توصيف وتقييم الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة حسان خضر : خصخصة البنى التحتية سلسلة إصدارات جسر التنمية المعهد العربي للتخطيط الكويت هيفاء عبد الرحمن التكريتي:آليات العولمة االقتصادية وآثارها المستقبلية في االقتصاد العربي دار الحامد عمان Lawrence W. Reed : The Privatization Revolution 6 د. حمادي حمدون المشهداني : الخصخصة وأثرها في معدالت التضخم دار وائل للنشر عمان د. شهاب حمد شيحان : إشكالية الخصخصة وانعكاساتها في رفع كفاءة األداء االقتصادي ( دراسة تحليلية تطبيقية ) مجلة جامعة األنبار للعلوم االقتصادية واإلدارية العدد الثاني د. رفعت الفاعوري : تجارب عربية في الخصخصة المنظمة العربية للتنمية اإلدارية القاهرة.2004

79 The Two Faces of David. R. Morgan and Robert England Public Administration Review Privatization 10 عمران عبد السالم الباوندي : أثر توسيع قاعدة الملكية على خدمات وأسنثمارات المصارف التجارية الليبية دراسة نظرية وتطبيقية عن الفترة رسالة دكتوراه في العلوم االقتصادية كلية العلوم االقتصادية والتصرف جامعة صفاقس لجنة الشؤون المالية واالقتصادية : الملخص التنفيذي لبرنامج نقل المكية من القطاع العام إلى القطاع الخاص في دولة الكويت مجلة الكويت االقتصادي جامعة الكويت العدد األول الهيئة القومية للبحث العلمي : األسس العامة إلعادة هيكلة االقتصاد الليبي 1992 دراسة غير منشورة. 13 رفعت لقوشة : قراءة في إستراتيجية حركة الخصخصة ندوة اإلصالحات االقتصادية وسياسة الخوصصة في البلدان العربية مركز دراسات الوحدة العربية بيروت الهيئة العامة لتشجيع االستثمار وشئون الخصخصة : مناخ االستثمار في ليبيا التقرير االقتصادي السنوي األول يونيو الهيئة العامة لتشجيع للتمليك واالستثمار : تقرير عن الوحدات االقتصادية العامة المملكة من خالل الهيئة العامة للتمليك واالستثمار د. يوسف محمد بادي التخصصية بحث مقدم لندوة دور المؤسسات واألسواق المالية في إعادة هيكلة االقتصاد الليبي الهيئة القومية للبحث العلمي بنغازي د. منير إبراهيم هندي : أساليب وطرق خصخصة المشروعات العامة المنظمة العربية للتنمية اإلدارية القاهرة البيانات االقتصادية واالجتماعية في ليبيا عن الفترة مركز البحوث االقتصادية بنغازي ديسمبر د. أحمد المبروك أبولسين : أثر التضخم على مستويات توزيع الدخل في االقتصاد الليبي مجلة قطوف المعرفة مركز بحوث مؤتمر الشعب العام العد الثاني The Privatization Matrix ideological verus : Prajapti Trivedi MIG technocratic approach to privatization 21 د. أمل صديق عفيفي: الخصخصة في مصر توصيف وتقييم الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة حسان خضر : خصخصة البنى التحتية سلسلة إصدارات جسر التنمية المعهد العربي للتخطيط الكويت هيفاء عبد الرحمن التكريتي : آليات العولمة االقتصادية وآثارها المستقبلية في االقتصاد العربي دار الحامد عمان عوض الرياني : دراسة تحليلية لتقييم الشركات الصناعية الليبية لغرض الخصخصة مركز البحوث االقتصادية بنغازي الهيئة القومية للبحث العلمي: األسس الليبية إلعادة هيكلة االقتصاد الليبي طرابلس اللجنة الشعبية العامة للتخطيط : تقرير حول دراسة التكاليف في قطاعات اإلنتاج والبناء والتشكيل خالل الفترة سرت محمد فتح اهلل الهري: ا لقطاع ا لع ا م و ا لقط اع ا لخ ا ص ض رورة تنموي ة مج ل ة در اس ات ا لمرك ز العالمي للدراسات واألبحاث ليبيا العدد السابع

80 د. همام الشماع د. عمرو العمري : أثر تعددية أسعار الصرف على كفاءة النشاط االقتصادي دراسات في االقتصاد العراقي المؤتمر الثاني للدراسات االقتصادية دار بيت الحكمة للنشر بغداد د. فالح أبو عامرية : الخصخصة وتأثيراتها االقتصادية دار أسامة عمان عمر فرج القيزاني وطارق الهادي العربي : ا لت ض خ م ا لهيك ل ي ب ي ن ا لنظري ة و ا لو ا ق ع ا لعم ل ي ف ي الدول النامية مع إشارة لالقتصاد الليبي مجلة االقتصاد والعلوم السياسية جامعة طرابلس العدد 11 ربيع د. علي عبد الوهاب نجا : مشكلة البطالة وأثر برنامج اإلصالح االقتصادي عليها دراسة تحليلية تطبيقية الدار الجامعية اإلسكندرية سليم عقون : قياس أثر المتغيرات االقتصادية على معدل البطالة دراسة قياسية تحليلية حالة الجزائر رسالة ماجستير كلية العلوم االقتصادية والتسيير جامعة فرحات عباس سطيف عمر فرج القيزاني : منحنى فيلبس بين التأصيل النظري والوقع العملي مع دراسة تطبيقية قياسية للعالقة التبادلية بين التضخم والبطالة في االقتصاد الليبي للفترة مجلة جامعة الزيتونة ليبيا العدد الخامس فصل الشتاء اإلحصاء باستخدام SPSS إعداد لجنة التأليف والترجمة دار شعاع للنشر والعلوم دمشق الهيئة العامة للتمليك وتشجيع االستثمار : التقرير السنوي د. عمر عثمان زرموح : أثر االستثمار األجنبي المباشر على الناتج المحلي اإلجمالي على الناتج المحلي اإلجمالي لدول شمال إفريقيا ( ليبيا تونس مصر ) للفترة بحث قدم لمؤتمر االستثمار األجنبي الفرص والمحاذير معهد التخطيط طرابلس / 11 / د. فالح خلف علي الربيعي : تحليل العوامل المؤثرة على جذب االستثمار األجنبي المباشر نحو االقتصاد الليبي بحث قدم لمؤتمر االستثمار األجنبي الفرص والمحاذير معهد التخطيط طرابلس / 11 / 38 علي عامر الدالي : مستقبل االستثمار األجنبي في ليبيا ضمن واقع انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية رسالة ماجستير أكاديمية الدراسات العليا ليبيا مصرف ليبيا المركزي : النشرة االقتصادية سنوات مختلفة. 40 أحمد عارف العساف :سياسة الخصخصة وأثرها على البطالة واألمن الوظيفي للعاملين بشركة اإلسمنت األردنية كنموذج مجلة اقتصاديات شمال أفريقيا العدد السابع د. محمد عبد السميع عناني : التحليل القياسي واإلحصائي للعالقات االقتصادية مدخل حديث باستخدام SPSS الدار الجامعية اإلسكندرية 2009 ص

81 المالحق قيم المتغيرات المستخدمة في االختبارات التجريبية نسبة العجز أو العجز أو الفائض معدل معدل الفائض في في التضخم البطالة الموازنة الموازنة % % العامة إلى الناتج الحقيقي% معدل النمو السكاني % )بالمليون دينار ) سعر الصرف / دينار للدوالر الواجد العجز أو الفائض في ميزان المدفوعات نسبة فجوة الموارد إلى الناتج المحلي % المصدر: من إعداد الباحثين اعتمادا على المصادر اآلتية : مصرف ليبيا المركزي : النشرة االقتصادية سنوات مختلفة. مركز البحوث االقتصادية : البيانات االقتصادية واالجتماعية في ليبيا عن الفترة بنغازي د. عمر عثمان زرموح : أثر االستثمار األجنبي المباشر على الناتج المحلي اإلجمالي على الناتج المحلي اإلجمالي لدول شمال إفريقيا ( ليبيا تونس مصر ) للفترة بحث قدم لمؤتمر االستثمار األجنبي الفرص والمحاذير معهد التخطيط طرابلس / 11 / د. فالح خلف علي الربيعي : تحليل العوامل المؤثرة على جذب االستثمار األجنبي المباشر نحو االقتصاد الليبي بحث قدم لمؤتمر االستثمار األجنبي الفرص والمحاذير معهد التخطيط طرابلس / 11 / علي عامر الدالي : مستقبل االستثمار األجنبي في ليبيا ضمن واقع انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية رسالة ماجستير أكاديمية الدراسات العليا طرابلس الهيئة العامة لتشجيع االستثمار وشئون الخصخصة : مناخ االستثمار في ليبيا التقرير االقتصادي السنوي األول يونيو معدل التبادل التجاري المتغير الوهمي الذي يشير إلى األزمات االقتصادية أو السياسية 80 السنوات االستثمار المحلي الخاص االستثمار األجنبي المباشر إجمالي االستثمار المحلي واألجنبي

82 مقدمة: اآلبار السوداء في منطقة تاجوراء خيار ال بديل له د. نجاة محمد المهدوي قسم الجغرافيا كلية االداب جامعة طرابلس أصبحت مشكلة التخلص من مياه الصرف الصحي واحدة من أهم مشاكل دول العالم خاصة دول العالم النامي وبدرجة أخص خارج مخططات المراكز الحضارية وذلك بسبب ما يترتب عليها من مخاطر بيئية وعلى صحة اإلنسان حتى وإن كانت بطرق غير مباشرة ناهيك عن تكاليفها االقتصادية التي يتكبدها المواطن في غياب البني التحتية حيث أن مياه الصرف الصحي تشتمل على العديد من الملوثات الخطرة سواء أكانت مواد عضوية أو مواد كيماوية )كالصابون والمخلفات الصناعية ) إضافة إلى أنواع كثيرة من البكتريا والميكروبات الضارة والسوائل السامة...الخ. تلعب مياه الصرف الصحي سواء أكانت المنزلية منها أو الصناعية دورا كبيرا في تفاقم المشاكل البيئية والتي لها انعكاساتها السلبية على المياه والتربة بصورة مباشرة وعلى اإلنسان حتى وإن كانت بصورة غير مباشرة وإلبراز مخاطر هذه اآلثار السلبية يكون من الضرورة بمكان دراستها والبحث في أسبابها وسبل عالجها ومن ثم سرعة اتخاذ اإلجراءات العملية حيالها ليس فقط ببناء شبكات الصرف الصحي بل ببناء محطات معالجة لهذه المياه تجنبا التساع رقعة ملوثاتها من جهة ولالستفادة من مياهها بعد التخلص من شوائبها وملوثاتها من جهة أخرى. لم تجد مشكلة التخلص من مياه الصرف الصحي في ليبيا االهتمام الكافي ليس فقط في المناطق والقرى واألرياف الواقعة خارج نطاق المخطط بل وفي بعض اإلحياء السكنية الواقعة داخله. ولهذا لم يجد المواطنين الذين لم ترتبط مساكنهم بشبكات الصرف الصحي بديال غير اللجوء إلى حفر آبار خاصة بمياه الصرف الصحي لمساكنهم بدرجة ال يخلو معها مسكن في هذه المناطق من هذه اآلبار ما دفع الباحثة أن تولي هذه المشكلة أهمية خاصة باختيارها ألحد األحياء السكنية المكتظة " تاجوراء" وذلك بسبب عدم ارتباط مساكنها بشبكات الصرف الصحي من جهة ووقوعها داخل المخطط العام للمدينة من جهة أخرى وذلك بدراسة ميدانية تتبلور تساؤالتها فيما يلي: 81 ما هي درجة وعي المواطنين بمخاطر تصريف المخلفات السائلة في اآلبار السوداء أين يتم تصريف المخلفات السائلة عند شفطها من اآلبار السوداء

83 هل يقوم المواطن بتحليل المياه التي يستخدمها يوميا خاصة الصحية منها لمعرفة درجة تلوثها بالمخلفات السائلة التي يتم تصريفها في اآلبار السوداء ماهي الحلول والمقترحات التي يمكن لذوو العالقة االستفادة منها لحماية االنسان والبيئة من مخاطر انتشار ظاهرة اآلبار السوداء. م ن خالل ال تس ا ؤ الت المش ار إل يه ا ف ا ن ه ذه الدراس ة ته دف إل ى معرف ة درج ة و ع ي الم واط ن ي ن بمخ اطر م ي اه الص رف الص ح ي ب تص ر ي فه ا ف ي ا آل ب ار الس وداء ر غ م أ نه ا الخ ي ار ال وح ي د أم امه م لل تخلص م نه ا وأ ي ن وك ي ف ي ت م تص ر ي فه ا ب وس ا ئل ال ن ق ل المتاحة عندما تستدعي الضرورة تفريغ اآلبار السوداء من محتواها. أم ا أ هم ي ته ا ف ت برز م ن خالل أ هم ية المش كلة ال ت ي ت ت ن ا وله ا خ اص ة وأ نه ا ا أل ول ى م ن نوعها على مستوى منطقة الدراسة باإلضافة إلى إمكانية استفادة ذوي العالقة ب ن ت ا ئجه ا و ت وص ي ا ته ا خ اصة ف يم ا ي تعل ق م نه ا بمخ اطر مل و ث ات م ي اه الص رف الص ح ي ودرجة وعي المواطنين بها. لتحقيق األهداف المرجوة من الدراسة تم االعتماد على عينة عشوائية قوامها 300 م ن أر ب اب ا ألس ر ف ي م نط ق ة ت اج وراء م وز ع ي ن عل ى ال ف ر و ع ال ت ي تض مه ا المنطقة والمتمثلة في فرع الحميدية وفرع البرهانية وفرع الحرية وفرع أبي األشهر وفرع المشاي وال واد ي الش رق ي وأخ ي را ال واد ي الغر ب ي وذل ك ب ن اء عل ى النسبة والتناسب ووفق توزيع األسر على الفروع سالفة الذكر علما بأن عدد األسر )1( بمنطقة الدراسة بلغ حوالي أسرة حسب تعداد 2006 الجدول رقم )1(. جدول رقم )1( عدد االستمارات التي تم توزيعها بناء على نسب األسر لكل منطقة عدد أفراد العينة نسبة األسر عدد األسر المنطقة الحميدية البرهانية الحرية أبي األشهر المشاي الوادي الغربي الوادي الشرقي المجموع المصدر: من عمل الباحثة استنادا إلى: النتائج األولية للتعداد العام للسكان 2006 ص 11. اتخذت هذه الدراسة من المنهج الوصفي والكمي أساسا من أجل تحقيق األهداف المرجوة حيث تم االعتماد على المنهج الوصفي بهدف االستفادة من المعلومات التي الهيئة العامة للمعلومات النتائج األولية للتعداد العام للسكان 2006 ص )1(

84 تم الحصول عليها من بعض المراجع المتاحة وتم االعتماد على المنهج التحليلي لتحليل المعلومات الضرورية التي تم الحصول عليها من خالل ورقة االستبيان التي وجهت لعينة من أرباب األسر في منطقة الدراسة والتي احتوت على مجموعة من األسئلة ركزت غالبيتها على كيفية التخلص من مياه الصرف الصحي ودرجة وعي المواطنين بمخاطرها. سبق وأسلفنا الذكر أن لمياه الصرف الصحي آثار سلبية تنعكس مخاطرها على ا إل نس ا ن و ب ي ئ ت ه ال ت ي يع يش ف يه ا ف ي ح ال ع د م ال تخلص م نه ا ب الطرق الص ح يحة ومعالجتها في محطات التنقية الخاصة بها وفي هذا السياق تناول العديد من البحاث مشكلة التلوث بمياه الصرف الصحي وانعكاساتها على التربة والمياه ومن خاللهما على اإلنسان. من بين هذه الدراسات دراسة القبي 2001 والتي أشار فيها إلى ان مياه الصرف الصحي تعتبر أكثر المصادر الملوثة لمياه البحر حيث قدرت كمية هذه المخلفات التي ترمى في البحر بحوالي 5116 بليون طن سنويا في السواحل العربية )1( وما ينتج عنها من آثار سلبية على صحة اإلنسان. وفي دراسة أخرى قام بها قاسم 1996 والمتعلقة باآلثار السلبية للمخلفات السائلة ( مياه الصرف الصحي( على مياه نهر النيل وساحل اإلسكندرية وأثر ذلك على السياحة وانتشار األمراض نظرا لما تحويه هذه المخلفات من ملوثات خطرة حيث 3 أفاد أن كمية ما يلقى في نهر النيل من هذه المخلفات يقدر بحوالي 2882 مليون م )1( سنويا. دراسة مسعود )2003( حول مدينة جادو والتي ركز في أحد محاورها على مياه الصرف الصحي بالمدينة أوصى بضرورة إنشاء شبكة متكاملة لمياه الصرف الصحي وإقامة محطات لمعالجة مياهها بهدف االستفادة منها في ري الحدائق وضر ورة ت و ع ية السك ا ن بجد و ى تجم ي ع م ي اه ا ألمط ار للش رب وا الس تغ ن اء ع ن م ي اه )2( اآلبار نظرا لرداءة نوعيتها. ويتفق معه المشاي )2004( حيث أوصى أيضا في دراسته لمدينة مزدة بإنشاء شبكة للصرف الصحي ومعالجة مياهها قبل التخلص 83 )1( محجوب عمر القبي مياه الصرف الصحي أخطارها وكيفية االستفادة منها مجلة البيئة الهيئة العامة للبيئة العدد 5 السنة األولى الجماهيرية 2001 ص 16. )1( منى قاسم التلوث البيئي والتنمية االقتصادية الدار المصرية اللبنانية القاهرة 1993 نقال عن: عبد اهلل جمعة عيسى العزابي الصرف الصحي بمدينة الزاوية وأثره في البيئة رسالة ماجستير غير منشورة ص 9. )2( عبد اهلل علي مسعود مدينة جادو)دراسة في جغرافية المدن( رسالة ماجستير غير منشورة قسم الجغرافيا كلية اآلداب جامعة السابع من ابريل 2003.

85 2 )3( منها واالستفادة منها في ري االحزمة الخضراء. وتناول عبد اهلل عام 2005 في دراسته للمخلفات السائلة وما تحويه من ملوتاث سواء أكان ذلك في المجتمعات الريفية أو الحضرية وأكد على ضرورة الصرف السليم والصحي لهذه المخلفات )4( لضمان البيئة الصالحة للسكان. أما دراسة أبوبكر )2001( ال ت ي ت م ال ترك ي ز ف يه ا عل ى ا آل ث ار ال ب ي ئ ي ة الم تر ت ب ة عل ى مياه الصرف الصحي بجنزور فقد توصل فيها إلى أن المياه الجوفية بمنطقة الدراسة ملوثة جرثوميا وكيمائيا ناهيك عن تلوثها باألمالح المعدنية الذائبة والمواد العضوية الم تحللة ولك ن درج ة تل و ثه ا م ر ت بط ب المس افة ال ت ي ت فص له ا ع ن ب ؤرة ال تل وث )بيارة النجيلة المكشوفة(. إض افة إل ى ذل ك أ ن تل وث مص ادر الم ي اه الج وف ي ة بم ي اه الص رف الصحي يتركز بدرجة عالية في الجهة الشمالية من بؤرة التلوث مقارنة بغيرها من )5( المصادر الواقعة في غيرها من االتجاهات. الموقع الجغرافي والفلكي لمنطقة الدراسة: تقع منطقة الدراسة )تاجوراء( عل ى س احل ال بح ر الم ت وس ط ح ي ث يح د ه ا م ن الش رق والج ن وب الش رق ي م نط ق ة ال ق ره ب ولل ي وم ن الغ رب س وق الجمع ة وم ن 2 الجنوب الغربي قصر بن غشير. بمساحة تقدر بحوالي 491 كم وكثافة تقدر بحوالي 244 نسمة لكل كم. أما فلكيا فهي تنحصر بين خطي طول و 38 عرض و شماال. الخارطة رقم )1(. 13 شرقا ودائرتي 84 )3( مفتاح امحمد المشاي التركيب الوظيفي لمدينة مزده رسالة ماجستير غير منشورة قسم الجغرافيا كلية اآلداب جامعة السابع من ابريل )4( مديحه يونس عبد اهلل منهاج مقترح في التربية البيئية لطلبة كليات إعداد المعلمين في الجماهيرية رسالة ماجستير غير منشورة كلية اآلداب جامعة الفاتح )5( بلقاسم محمد ابوبكر اآلثار البيئية المترتبة على مياه الصرف الصحي بجنزور رسالة ماجستير غير منشورة قسم الجغرافيا مدرسة العلوم اإلنسانية أكاديمية الدراسات العليا 2001 ص

86 خارطة رقم )1( الموقع الجغرافي والفلكي لمنطقة تاجوراء المصدر: التخطيط العمراني منطقة تاجوراء. )1( الظروف الطبيعية والبشرية لمنطقة تاجوراء: تشكل منطقة تاجوراء جزء من سهل الجفارة الذي يتكون من رواسب أغلبها من أصل قاري ترتكز على أساس صخري يتكون من صخور الزمن الثالث باإلضافة الى تكوينات جيرية أصلها بحري وهذا ما يؤكده وجود السبخات في منطقة أبي األشهر ومنطقة المشاي. تضم منطقة تاجوراء العديد من التكوينات التي ترجع للزمن الجيولوجي الثالث منها تكوينات قرقارش والتي تمتد على شكل شريط طولي موازي لشاطئ البحر بعرض ال يتجاوز 10 أمتار عبارة عن رمال شاطئية متماسكة بمواد صلبة وبموازاة التكوين السابق يوجد تكوين يعرف بالجفارة وهو عبارة عن رواسب تعرف بالغرين أما ترسيبات السبخات فتظهر واضحة بالمنطقة الساحلية في األطراف الشمالية الغربية لمنطقة تاجوراء ويتكون من قشور ملحية مختلطة برمال وغرين وتعرف بالسبخة باإلضافة إلى رواسب الوديان الحديثة والتي تتألف من الحصى والرمال والط فل الرملي وتنتشر في األطراف الشرقية حيث ينتهي مجرى وادي الرمل في. البحر )2( 85 )1( محمد عبد اهلل قصودة اثر النمو السكاني على المياه الجوفية في منطقة طرابلس رسالة ماجستير غير منشورة قسم الجغرافيا جامعة الفاتح 1994 ص 12. )2( جودة حسنين جودة أبحاث جيولوجية لألراضي الليبية منشورات جامعة بنغازي الجزء األول ط ص 50.

87 أما فيما يخص المياه في منطقة الدراسة والتي يعتمد عليها السكان فهي تتمثل في الطبقة السطحية وتوجد في المناطق الساحلية على عمق ال يتجاوز 10 أمتار أما الطبقة الثانية فهي الجوفية وتوجد تحت الطبقة األولى وفي أعماق تتراوح ما بين )3( متر. أما تربة المنطقة فهي تتصف بأنها تربة رملية غير متماسكة تتعرض للتعرية بفعل الرياح كما أنها فقيرة في العناصر الغذائية باإلضافة إلى انخفاض قدرتها على االحتفاظ بالرطوبة وسرعة نفاذيتها وانخفاض سعتها )4( االمتصاصية. أما عن الظروف البشرية في منطقة تاجوراء فيمكن مالحظة تطورها من خالل التعدادات حيث تبين ومن خالل الجدول رقم )2( أن عدد السكان في المنطقة بلغ نسمة في عام 1913 ثم تطور حتى بلغ نسمة في عام 1984 وبزيادة قدرت بحوالي نسمة ثم زاد حتى بلغ نسمة في عام 1995 وبزيادة قدرت بحوالي نسمة وارتفع في عام 2006 حتى بلغ نسمة بزيادة بلغت نسمة. جدول رقم )2( تطور سكان منطقة تاجوراء خالل التعدادات مقدار الزيادة العدد السنة الهيئة العامة للمعلومات والتوثيق التعداد العام للسكان ( (. - المصدر: - النتائج األولية للتعداد العام للسكان 2006 بالنظر إلى كل منطقة على حدة ومن خالل البيانات الواردة في الجدول رقم )3( لوحظ أن منطقة الحميدية تحتل المرتبة األولى في عدد السكان وبمساحة تقدر بحوالي كم وكثافة سكانية قدرت بحوالي 2231 نسمة / كم تأتي بعد ذلك منطقة المشاي من حيث عدد السكان والبالغ عددهم نسمة بمساحة تقدر بحوالي كم وبكثافة بلغت 6915 نسمة/ كم في المرتبة الثالثة من حيث عدد السكان تأتي منطقة باألشهر بعدد سكان بلغ حوالي نسمة وبمساحة تقدر بحوالي )3( بلقاسم محمد ابوبكر اآلثار البيئية المترتبة على مياه الصرف الصحي بجنزور مرجع سابق ص 9. )4( محمد المبروك المهدوي جغرافية ليبيا البشرية جامعة قاريونس ط ص

88 كم وبالتالي بلغت الكثافة فيها 3193 نسمة/ كم وبلغ عددهم في منطقة الوادي 2 الغربي نسمة على مساحة تقدر بحوالي 192 كم / بكثافة بلغت 100 نسمة/ 2 كم أما منطقة الحرية فقد بلغ عدد سكانها نسمة موزعين على مساحة تقدر 2 2 بحوالي 3.5 كم وبكثافة 3684 نسمة / كم وما يقرب من هذا العدد من السكان في الوادي الشرقي )12822 نسمة( وبمساحة شاسعة مقارنة بالمناطق األخرى حيث 2 2 بلغت 219 كم وبكثافة ال تتجاوز 46 نسمة/ كم. جدول رقم ) 3 (عدد السكان وكثافتهم وفق مساحة فروع منطقة تاجوراء الكثافة السكانية 2 المساحة / بالكم * عدد السكان المنطقة الحميدية البرهانية الحرية أبي األشهر المشاي الوادي الغربي الوادي الشرقي المجموع المصدر: من عمل الباحثة استنادا إلى: النتائج األولية للتعداد العام للسكان 2006 * التخطيط العمراني بتاجوراء مياه الصرف الصحي: تتعدد مصادر الصرف الصحي فهناك الصرف المنزلي والصرف الصناعي وصرف مياه األمطار...إلخ وغالبا ما يتكون الصرف المنزلي أساس ا من المواد العضوية السائلة من الحمامات والمطابخ وفي مناطق كثيرة تضم مياه الصرف أيضا المخلفات السائلة من المصانع والمستشفيات والمطاعم وتؤثر هذه المخلفات تأثيرا سلبيا على أعمال المعالجة. تحتوي مياه الصرف الصحي على أنواع كثيرة من البكتيريا تلعب دورا كبيرا في انتشار العديد من األمراض إذا ما تسربت إلى المياه السطحية حيث إن الجرام الواحد من مخرجات الجسم كالعرق أو البول أو البراز )1( يحتوي على 10 مليون فايروس باإلضافة إلى ماليين من البكتريا. فبكتيريا السالمونيال مثال تؤدي إلى اإلصابة بمرض حمى التيفوئيد والنزالت المعوية. وبعضها يسبب أمراض اإلسهال وبعضها اآلخر يسبب أمراض التهابات الكبد 87 )1( محمد عبد القادر الفقي البيئة مشاكلها وقضاياها وحمايتها من التلوث للكتاب القاهرة ص 61. الهيئة المصرية العامة

89 1 والكلى والجهاز العصبي المركزي وأخرى تسبب مرض الكوليرا ( (كل هذه األمراض أو بعضها يكون اإلنسان عرضة إليها نتيجة تعامله مع المياه الملوثة سواء أكان ذلك بالشرب أو الطهي أو االستحمام وربما من األسماك التي يتم صيدها من المسطحات المائية الملوثة ناهيك عن ما تنقله الحشرات مثل الذباب والبعوض خاصة في األحياء السكنية القريبة من البرك والمستنقعات الملوثة بمياه الصرف الصحي. مراحل معالجة مياه الصرف الصحي: هي عملية تنقية مياه الصرف من الشوائب والمواد العالقة والملوثات والمواد العضوية لتصبح صالحة إلعادة االستخدام)غير اآلدمي( أو لتكون صالحة للتخلص منها في المجاري المائية دون أن تسبب تلوثا لها. حيث تشتمل عملية معالجة الصرف على عدة مراحل فيزيائية وكيماوية وبيولوجية. وفي حالة التخلص من مياه المجاري مثال بدون معالجة بإلقائها في البحر أو النهر يؤدي ذلك إلى انتشار الميكروبات المسببة لألمراض التي تنتقل لينسان عن طريق االستحمام أو الشرب. كما تقوم الميكروبات بتحليل المواد العضوية مستنفدة األكسجين الذائب في المياه لزيادة الطلب على األكسجين الحيوي ويؤدي ذلك إلى موت األحياء المائية كالسمك والقشريات وتنشيط الميكروبات الالهوائية نتيجة استنفاد األكسجين الذائب وتقوم بتخمير المواد. 2 العضوية مسببة روائح كريهة وعفونة للمياه ( ) وللمعالجة ثالث مراحل رئيسية: أولية و ثانوية ومرحلة ثالثة. أوال تفصل المواد الصلبة عن مياه الصرف السائلة ثم تحول المواد العضوية الذائبة في المياه إلى مواد صلبة تدريجيا عن طريق ميكروبات دقيقة تتولد في المياه. في المرحلة األخيرة يتخلص من المواد الصلبة البيولوجية أو يعاد استخدامها ويمكن عندها تطهير المياه كيميائيا أو فيزيائيا وعندئذ تضخ المياه المعالجة بعد ذلك إلى أي مجري مائي أو نهر. ومن الممكن أيضا أن تستخدم في ري الغابات ومالعب الغولف والحدائق العامة كما أنه من الممكن ضخها تحت 3 األرض إلعادة ملء خزان المياه الجوفية) ) ( 1 ) جريدة الشرق األوسط تلوث الماء" نتائج خطيرة على صحة اإلنسان 8 -نوفمبر ( 2 ) حسام صبوح التلوث بمياه الصرف الصحي انعكاسات خطيرة تطال البيئات اإلنسانية الحيوانية والنباتية بيانات غير منشورة بدون ترقيم. ( 3 (نفس المرجع السابق بدون ترقيم. 88

90 . تحليل البيانات المجمعة من الدراسة الميدانية: بقدر ما يبتهج فيه المواطن عند استكماله لبناء مسكن يأويه وأسرته بقدر ما يصبح همه الكبير يتركز فيه على كيفية تخلصه من المخلفات السائلة وال يجد ب د ا من حفره بئرا لتصريفها وتحديدا في المناطق واألحياء السكنية التي تفتقر إلى خدمات شبكة الصرف الصحي وما أكثرها وذلك بغض النظر عن فخامة وضخامة منزله أو مستوى دخله وحجم أفراد أسرته. معتقدا بذلك أنه تغلب بإمكانياته المتاحة على هذه المشكلة وأن ما يسمى بئر المياه السوداء هو الحل األمثل وليس فقط الحل الوحيد لتصريف مخلفاته السائلة دون وعي منه بآثارها السلبية على البيئة خاصة على المدى البعيد ويتباهى عدد كبير منهم بأنه ال يحتاج لتفريغه لسنوات بسبب حجمه أو بسبب مسامية التربة المحيطة به. ولمعرفة درجة وعي المواطنين بمخاطر انتشار ظاهرة اآلبار السوداء وطرق التخلص من محتوياتها تم توزيع ورقة استبيان على أفراد عينة الدراسة التي شملت 300 رب أسرة موزعين على فروع منطقة تاجوراء حيث تضمنت الورقة مجموعة من األسئلة اختص عدد منها وفي جزئه األول بخصائص أفراد العينة كالفئات العمرية والتركيب النوعي والحالة االجتماعية... الخ حيث تبين من خالل البيانات التي تم الحصول عليها من الدراسة الميدانية أن %36.3 من مجموع أفراد العينة تتراوح أعمارهم ما بين سنة و 30.3 % ما بين سنة أما الذين تجاوزت أعمارهم 65 سنة هؤالء شكلت نسبتهم %19.1 ثم تقلصت نسبة من تتراوح أعمارهم ما بين سنة حيث شكلت 13.1 %من مجموع أفراد عينة الدراسة. أما من حيث النوع ( الجنس( فقد لوحظ أن غالبيتهم )%93( هم من فئة الذكور ولم تشكل نسبة اإلناث إال %1 في الوقت نفسه شكلت نسبة المتزوجين %91.1 ولم تشكل نسبة األرامل والمطلقين إال % 6.3 و %2.3 على التوالي. أما عن عدد أفراد األسرة فقد لوحظ أن %43.3 يتراوح عدد أفراد أسرهم ما بين 6-4 أفراد وحوالي %31.1 ما بين 9-1 أفراد وهذا أمر طبيعي في )1( مجتمع يبلغ فيه متوسط حجم األسرة 5.8 أفراد بناء على تعداد وتتقلص النسبة عند األسر الذي يبلغ عدد أفرادها 10 فأكثر حيث بلغت %12 أما الذين ال يتجاوز عدد أفراد أسرهم 3 أفراد فقد بلغت نسبتهم 1 %.فيما يخص المستوى التعليمي فقد لوحظ أن % 43.1 هم من حملة المؤهل المتوسط وشكلت نسبة من يقرأ ويكتب حوالي %21.1 ثم %16.3 من حملة المؤهالت الجامعية وتقلصت النسبة عند حملة تم حساب ذلك من قبل الباحثة استنادا إلى النتائج األولية للتعداد العام للسكان 2006 ص )1(

91 مؤهل التعليم األساسي حيث شكلوا %11 في الوقت نفسه لم تتجاوز نسبة حملة المؤهالت العليا فوق الجامعية %1.3 وفيما يتعلق بالوظيفة التي يزاولها أفراد العينة اتضح ان أكثر من نصفهم )%53( هم من الموظفين وحوالي % 23.1 من المتقاعدين و %21.1 هم من مزاولي األعمال الحرة وبقيتهم %1.6 هم بدون عمل. كما لوحظ تفاوت مستوى الدخل لدى أفراد العينة من غير العاطلين عن العمل والذين تشكل نسبتهم )%98.4( من مجموع أفراد العينة حيث لوحظ أن %38.9 منهم يتجاوز دخلهم الشهري 600 دينار و %33.6 للذين يتراوح دخلهم ما بين دينار وتقل النسبة عند من ال يتجاوز دخلهم 300 دينار حيث بلغت %15.6 أما من يتراوح دخلهم ما بين دينار فهؤالء شكلت نسبتهم %11.9. أما فيما يتعلق بمكان اإلقامة فقد اتضح أن 20.1 %منهم يقيمون في منطقة الحميدية وحوالي %19 في منطقة المشاي و %16.3 في أبي األشهر وما يقرب من نفس النسبة )%16( يقيمون في الوادي الغربي ثم %11 في منطقة الحرية و %9.1 في الوادي الشرقي وأخيرا %1.3 في منطقة البرهانية. الجدول رقم )4(. المنطقة الحميدية البرهانية الحرية أبي األشهر المشاي الوادي الغربي الوادي الشرقي المجموع جدول رقم )4( مكان اإلقامة العدد النسبة % الدراسة الميدانية 2012 أما عن نوع السكن إن كان شقة أو منزل من دور أو دورين أو مزرعة أو غير ذلك تبين أن %29.1 منهم يقيمون في منزل من دور واحد و %25 في منزل من دورين و %19.6 في شقق و %18 في منزل متكون من أكثر من دورين وبقيتهم %1.1 في مزارع. الشكل رقم )1(. شكل رقم )1( نوع السكن 90

92 المصدر: الدراسة الميدانية أما عن مدة اإلقامة في السكن الحالي فقد تبين أن % 32.6 يقيمون في مسكنهم الحالي ما بين سنة وحوالي %28.1 أفادوا بأن مدة إقامتهم في مسكنهم تتراوح ما بين سنة و %21 تتجاوز 20 سنة و %1.1 ما بين 10-5 سنوات وبقيتهم %4 تقل مدة إقامتهم عن 5 سنوات الجدول رقم )5( وفي السياق نفسه فقد أفاد غالبيتهم )%90.3( بأنهم يملكون مساكنهم التي يقطنون فيها أما من يقيمون في مساكن باإليجار فهؤالء شكلت نسبتهم حوالي %9.1. فيما يتعلق بعدد العائالت في المسكن تبين أن أكثر من نصفهم )53.3( أفادوا بان عائلة واحدة فقط تقيم في المسكن أما من أفادوا بإقامة عائلتين في مساكنهم فهؤالء شكلت نسبتهم %25 وهم أنفسهم من أفادوا بأن مسكنهم يتكون من دورين وبقيتهم) %21.1( أفادوا بأن عدد العائالت أكثر من ذلك. جدول رقم )5( مدة اإلقامة النسبة % المدة 4 أقل من 5 سنوات 1.1 من أكثر من المجموع المصدر: الدراسة الميدانية طرق التخلص من مياه الصرف الصحي: تضمن الجزء الثاني من ورقة االستبيان أسئلة تتعلق بمياه الصرف الصحي وطرق التخلص منها ودرجة وعي سكان المنطقة بمخاطرها في حالة التخلص منها بطرق غير سليمة وما يترتب على ذلك من سلبيات تضر باإلنسان والبيئة وفي هذا السياق تبين أن جميع أفراد العينة )%100( في منطقة الدراسة أكدوا على أن الطريقة الوحيدة للتخلص من مياه الصرف الصحي هي اآلبار السوداء وأن %91 منهم يوجد بمنزله بئر واحدة وبقيتهم )%9( أفادوا أن لديهم عدد 2 آبار سوداء وهم 91 مزرعة أكثر من دورين شقق دورين دور واحد 5 0 النسبة

93 أنفسهم أكدوا أن البئر الثانية حفرت منذ فترة قصيرة ال تتجاوز السنتين ويرجع ذلك لكثرة عدد مرات التخلص من مياه البئر األولى )شهريا( علما بأن البئر األول يعود تاريخ حفره إلى بداية إقامة أفراد العينة في مساكنهم الحالية حسب أفادتهم أما فيما يتعلق بأول مرة يتم فيها التخلص من المخلفات السائلة المجمعة في البئر فقد أفاد جميع أفراد العينة بأنها تتم خالل فترة ال تتجاوز خمس سنوات من حفره أو بداية استخدامه ثم تتقلص الفترة الالزمة للتخلص من مياه البئر حتى تصبح شهريا وأن الجهات الخاصة هي من يتم عن طريقها التخلص من مياه اآلبار السوداء في المنطقة مقابل رسوم تتراوح ما بين دينار وأفاد بعضهم بأنها تتجاوز ذلك المبلغ وهذا بدوره يثقل كاهل المواطن خاصة عندما يقوم بدفع رسوم شهرية للتخلص من هذا النوع من المياه أما فيما يتعلق بأماكن التخلص من مياه اآلبار السوداء من قبل ذوي العالقة بشفطها من اآلبار أفاد %12 بأن ذلك يتم في البحر وأفاد %13 بأنها تلقى في الغابات وأفاد بقيتهم )%15( بعدم معرفتهم بأماكن التخلص منها. وفيما يتعلق بمصادر المياه المستخدمة للشرب واالستعماالت المنزلية الشكل رقم )2( أفاد %16 بأن لديهم آبارا خاصة للمياه سواء أكانت سطحية أم جوفية وبقيتهم )%24( أفادوا بأن لديهم آبار سطحية مشتركة أما عن صالحيتها للشرب فقد أفاد جميع أفراد العينة باستثناء المقيمين بالمزارع الذين لديهم آبار جوفية )%1.1( بأنها غير صالحة للشرب وأن أوجه استخدامها تكمن في االستعماالت المنزلية وأن طريقة الحصول على مياه الشرب هي شرائها من المزارع أو من محالت تنقية المياه بالمنطقة وهذا ما أفاد به %96 منهم في حين أفاد بقيتهم )%4( بأن لديه محطة لتنقية المياه في منزله. شكل رقم )2( آبار المياه العادية آبار خاصة آبار مشتر المصدر: الدراسة الميدانية 2012 ولمعرفة احتمالية تلوث مصادر المياه خاصة المتمثلة باآلبار السطحية منها من محتويات اآلبار السوداء واستنادا إلى خاصية اتجاه حركة انسياب المياه من الجنوب )1( إلى الشمال وذلك لمعرفة أثر عاملي القرب المكاني واالتجاه في تلوث مصادر بلقاسم محمد ابوبكر مرجع سابق ص )1(

94 المياه من محتويات اآلبار السوداء ط لب من أفراد العينة تحديد المسافة ما بين بئر المياه العادية وبئر المياه السوداء ومن خالل ذلك تبين أن %61 من مجموع أفراد العينة أفادوا بأن المسافة بين البئرين تتجاوز 10 أمتار و %38 تتراوح ما بين 5-10 متر وبقيتهم ( %1( أفادوا بأن المسافة بينهما تقل عن 5 أمتار أما عن موقع بئر المياه السوداء بالنسبة لبئر المياه العادية فقد أفاد %44 بأن بئر المياه السوداء يقع شمال بئر المياه العادية وحوالي %31 أفادوا بوجوده إلى الجنوب وحوالي %23 بأنه إلى الشرق وبقيتهم )%2( أفادوا بان بئر المياه السوداء يقع إلى الغرب من بئر المياه العادية. وفي سؤال يتعلق بإمكانية تلوث مياه اآلبار العادية من محتويات اآلبار السوداء أفاد %21 بوجود تلوث للمياه العادية من اآلبار السوداء وهم أنفسهم أفادوا بأن ذلك يتضح من خالل مذاق المياه في حين أفاد غالبيتهم ( %19( بعدم تأكدهم من تلوث مصادر مياههم من مياه اآلبار السوداء مع أن مياه اآلبار السطحية غير صالحة للشرب وذلك بناء على ما أفاد به %56 من أفراد العينة الذين قاموا بإجراء تحاليل للمياه ومن خاللها تبين لهم أنها غير صالحة للشرب وبقيتهم )%44( أفادوا بأن مذاقها غير مستساغ حتى بدون إجراء تحاليل وذلك نتيجة لقرب مصادر المياه السطحية من اآلبار السوداء وبغض النظر عن موقعها بالنسبة لألخيرة من حيث االتجاه خاصة في الفروع ذات الكثافة السكانية العالية مثل فروع المشاي وباألشهر والحرية حيث تتجاور المساكن في مساحات عقارية تتراوح ما بين متر. مخاطر مياه اآلبار السوداء ودرجة وعي السكان بها: تم توجيه سؤال ألفراد العينة عن اعتقادهم بوجود مخاطر لمياه اآلبار السوداء من عدمها على اإلنسان والبيئة أفاد %2 منهم فقط بعدم وجود مخاطر في الوقت الذي أفاد فيه غالبيتهم ( %98( بأن هناك مخاطر من بين أفراد هذه الفئة أفاد %11 بأن درجة وعيهم بها منخفضة وحوالي %3 أفادوا بأنها منعدمة %11 بأنها متوسطة %2 عالية و %1 عالية جدا. الجدول رقم )6( وفي السياق نفسه أفاد جميع أفراد العينة بأن الحل األمثل للتخلص من هذا النوع من المياه هو ربط المنطقة بالشبكة الرئيسة للصرف الصحي وذلك حماية لينسان والبيئة من مخاطر ملوثاتها. جدول رقم )6( درجة وعي السكان بمخاطر مياه اآلبار السوداء النسبة % درجة الوعي 1 عالية جدا 2 عالية 11 متوسطة 11 منخفضة 3 منعدمة 100 المجموع المصدر: الدراسة الميدانية

95 الخاتمة: تم في هذه الدراسة تناول مشكلة تصريف المخلفات السائلة في منطقة تاجوراء نظرا لخلوها من شبكة الخدمات العامة لتصريف هذا النوع من المخلفات وما يترتب على ذلك من آثار سلبية سواء أكانت على الكائنات الحية أو على البيئة التي تعيش فيها حيث تم توزيع ورقة استبيان على أرباب األسر القاطنين في منطقة تاجوراء تضم العديد من األسئلة والتي تتمحور على كيفية تصريف المخلفات السائلة الناتجة عن االستعماالت المنزلية في المنطقة وبعد تفريغ البيانات التي تم الحصول عليها من الدراسة الميدانية وتحليلها تم التوصل إلى أن المنطقة تخلو من شبكة لتصريف هذا النوع من المخلفات حيث يعتمد السكان في المنطقة على تصريف مخلفاتهم السائلة عن طريق ما يعرف باآلبار السوداء وهذا ما أفاد به جميع أفراد العينة كما أفاد %12 منهم بأن هذا النوع من المياه يتم التخلص منها في البحر وما يترتب على ذلك من أضرار لينسان والكائنات الحية الموجودة كما أفاد جميع أفراد العينة بأنه يتم شهريا تفريغ البئر السوداء وهذا بدوره يثقل كاهل المواطن خاصة وان الجهات الخاصة هي من تتولى ذلك وان التكلفة تتراوح ما بين دينار شهريا %21 أفادوا بوجود تلوث لمياه اآلبار العادية من اآلبار السوداء كما أفاد غالبيتهم )%98( بوجود مخاطر لهذا النوع من المياه على اإلنسان والبيئة وأن %11 أفادوا بأن درجة وعي السكان بهذه المخاطر منخفضة وأكدوا جميعهم على ضرورة ربط المنطقة بالشبكة الرئيسة لتصريف مياه الصرف الصحي. مما سبق تم التوصل إلى المقترحات اآلتية: 1- االهتمام بالبنية التحتية للمنطقة وربط المنطقة بالشبكة الرئيسة لتصريف مياه الصرف الصحي. 2- معالجة مياه الصرف الصحي قبل التخلص منها سواء أكان ذلك في البحر أو على اليابسة وذلك للتقليل من حجم الشوائب الموجودة بها. 3- رفع درجة الوعي البيئي لدى السكان بالمخاطر المترتبة على تلوث التربة والمياه من مياه الصرف الصحي. 4- تقترح هذه الدراسة ضرورة إجراء دراسات معمقة تحليلية من قبل ذوي االختصاص لمعرفة درجة صالحية المياه التي يستفيد بها سكان منطقة الدراسة في حياتهم اليومية سواء أكان ذلك في االستعماالت المنزلية أو الزراعية وذلك بإجراء تحاليل األكسجين الحيوي والكيميائي لمعرفة مقدار األكسجين المستهلك حيويا بواسطة الكائنات الدقيقة ومعرفة األكسجين المستهلك كيمائيا والناتج من أكسدة المواد العضوية إضافة إلى الكشف عن 94

96 درجة التلوث الجرثومي لتحديد درجة صالحية هذه المياه وفق القياسات العالمية والليبية لمياه الشرب وأوجه صالحية استخداماتها األخرى. المراجع: الكتب: 1 جودة حسنين جودة أبحاث جيولوجية لألراضي الليبية منشورات جامعة بنغازي األول ط الجزء 2 الفقي محمد عبد القادر البيئة مشاكلها وقضاياها وحمايتها من التلوث الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة قاسم منى التلوث البيئي والتنمية االقتصادية الدار المصرية اللبنانية القاهرة المهدوي محمد المبروك جغرافية ليبيا البشرية جامعة قاريونس ط الرسائل العلمية: 1- أبوبكر بلقاسم محمد اآلثار البيئية المترتبة على مياه الصرف الصحي بجنزور رسالة ماجستير غير منشورة قسم الجغرافيا مدرسة العلوم اإلنسانية أكاديمية الدراسات العليا عبد اهلل مديحة يونس منهاج مقترح في التربية البيئية لطلبة كليات إعداد المعلمين في الجماهيرية رسالة ماجستير غير منشورة كلية اآلداب جامعة الفاتح قصودة محمد عبد اهلل أثر النمو السكاني على المياه الجوفية في منطقة طرابلس رسالة ماجستير غير منشورة جامعة الفاتح مسعود عبد اهلل علي مدينة جادو)دراسة في جغرافية المدن( رسالة ماجستير غير منشورة قسم الجغرافيا كلية اآلداب جامعة السابع من ابريل المشاي مفتاح أمحمد التركيب الوظيفي لمدينة مزده رسالة ماجستير غير منشورة قسم الجغرافيا كلية اآلداب جامعة السابع من ابريل التقارير والدوريات: 1- صبوح حسام التلوث بمياه الصرف الصحي انعكاسات خطيرة تطال البيئات اإلنسانية الحيوانية والنباتية بيانات غير منشورة. 2- القبي محجوب عمر مياه الصرف الصحي أخطارها وكيفية االستفادة منها مجلة البيئة الهيئة العامة للبيئة العدد 5 السنة األولى الجماهيرية جريدة الشرق األوسط تلوث الماء" نتائج خطيرة على صحة اإلنسان 8 -نوفمبر الهيئة العامة للمعلومات والتوثيق) التعداد العام للسكان ( ) الهيئة العامة للمعلومات النتائج األولية للتعداد العام للسكان التخطيط العمراني منطقة تاجوراء. 95

97 أثر تدريب وتأهيل الكوادر البشرية في تنمية وتطوير اإلنتاج :دراسة ميدانية على شركتي اإلنماء للصناعات الهندسية وشركة اإلنماء لصناعة المواسير 2 1 د. محمد عامر الحمادي إبراهيم علي الصغير مستخلص الدراسة: تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على مدى االهتمام بتنمية اإلنتاج وتطويره وكذلك ال تعرف عل ى د ور ال تدر يب وال ت أ ه ي ل الم وارد ال بش ر ية وم د ى ت أ ث يره عل ى نم و اإلنتاج بالشركات الصناعية محل الدراسة حيث اعتمدت الدراسة على البيانات التيتم جمعها من 248 م ف ردة م ن مج تم ع الدراس ة والم تم ث ل ف ي م د ير ي ا إلدارات ور ؤس اء األقسام والمكاتب والوحدات اإلنتاجية وكذلك فئة العاملين بالشركات الصناعية محل الدراسة وقد تم تحليل البيانات األولية للدراسة باستخدام بعض أساليب اإلحصاء الوصفي وكذلك الستنتاجي وذلك باالعتماد على برنامج.SPSS وبالرغم من المجهودات التي تبذلها الشركات الصناعية في االهتمام بالتدريب وتأهيل الكوادر البشرية ورفع كفاءتها لما لها من دور في عملية تنمية القطاع الصناعي األمر الذي أثار اهتمام الباحثا ن إلجراء هذه الدراس ة لل وق وف عل ى أ ه م ن ق اط الض عف ف ي إ ع داد و تشغ يل الك وادر ال بشر ية ف ي المج ال الص ن ا ع ي و ت وظ ي فه ا ال ت وظ ي ف ا ألم ث ل لل وص ول إلى مستويات اإلنتاج التي تسعى الشركات إلى تحقيقها حسب الخطط الموضوعة. وقد توصلت هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها: 1. أظهرت ال ن ت ا ئ ج إل ى وج ود عالق ة طرد ي ة م وج ب ة ذات د الل ة مع ن و ي ة ب ي ن مس ت و ى التوظيف للموارد البشرية ومستوى اإلنتاج في الشركات الصناعية محل الدراسة. 2. أظهرت النتائج أن هناك عالقة طردية موجبة ذات داللة معنوية بين مستوى تدريب وتأهيل الموارد البشرية ومستوى اإلنتاج في الشركات الصناعية محل الدراسة. 3. بينت نتائج الدراسة الميدانية أن من أهم المشاكل التي تواجه برامج تدريب وتطوير الموارد البشرية بالشركات الصناعية محل الدراسة االفتقار إلى مراكز تدريبية متخصصة داخل الشركات لتدريب وتأهيل العاملين بها والقصور في متابعة أداء العاملين المتدربين في مواقع العمل بعد انتهاء البرنامج التدريبي وقلة اهتمام قسم التدريب في الشركات بتدريب الكوادر البشرية العاملة بها بشكل دوري.. أستاذ مشارك كلية االقتصاد والعلوم السياسية جامعة طرابلس. مساعد محاضر كلية االقتصاد مرزق

98 المبحث األول: المنهجية واإلطار العام للدراسة أوال :مقدمة: يعتبر قطاع الصناعة من القطاعات المهمة التي توليها كل الدول اهتماما بالغ ا ب ا ع ت ب اره أح د ا أل نش طة ا الق تص اد ية ال ق ادرة عل ى ت ول ي د ال دخل ال ذ ي ي وظ ف ل ت نم ي ة القطاعات االقتصادية األخرى وهو ما دفع بالدول النامية ومن بينها ليبيا إلى النظر إلى دور هذا القطاع نظرة تفاؤلية وإعطاءه اهتماما خاصا.إن نجاح قطاع الصناعة في تحقيق أهدافه يعتمد بدرجة كبيرة على كفاءة وفعالية الموارد البشرية العاملة به فالتدريب يعتبر بصفة عامة إحدى الوظائف الهامة في مجال الصناعة ذلك ألن العنصر البشري شأنه في ذلك شأن عناصر اإلنتاج األخرى حيث يحتاج إلى التطوير وفقا لخطط وبرامج محددة وتتمثل هذه الرعاية للعنصر البشري في مساعدته على اكتساب المعلومات والمعارف وتزويده باألساليب الجديدة ألداء األعمال وصقل )1( مه ار ت ه ف ي ت ن ف ي ذ م ا يعه د إل ي ه م ن واج ب ات ومس ئ ول ي ات. فالعالقة بين القطاع الص ن ا ع ي والم وارد ال بش ر ية عالق ة طرد ي ة ح ي ث أ نه ا ت وفر الم وارد ال بش ر ية ب الكم ي ة والنوعية الالزمة وتلعب دورا مهما في خلق وتطوير قاعدة صناعية قوية.لذلك فإن األمر يقتضي التوجه نحو تنمية الكوادر البشرية العاملة لكي تكون قادرة على أداء ما يتطلبه العمل في القطاع الصناعي بكفاءة وتبرز هذه الحاجة لتنمية الموارد البشرية في ليبيا بشكل كبير لتتيح لها فعالية المساهمة في تحقيق التطور الصناعي الالزم )2( ليسهام في تحقيق التنمية بدرجات ملموسة. فعدم التركيز على العنصر البشري والتقصير في تأهيله ال تكلفه اقتصادية هائلة يؤديها المصنع والدولة من خالل تدني )3( طاقات التشغيل. ثانيا: مشكلة الدراسة: إن تنمية وتطوير قطاع الصناعة وجعله أكثر فعالية وتنافسية يعتمد بشكل كبير عل ى ب ن اء ال ق درات ال بش ر ية ف الش رك ات الص ن ا ع ية ف ي ل ي ب ي ا ب ا ع ت ب ار ه ا إح د ى مك و ن ات النسيج الصناعي في االقتصاد الليبي يعتمد في تشغيلها على العناصر البشرية. وبالرغم من المجهودات التي تبذلها الشركات الصناعية في االهتمام بالتدريب وتأهيل الك وادر ال بش ر ية ورف ع ك ف اء ته ا إ ال أ ن ع د م ت وظ ي فه ا ال ت وظ ي ف ا ألم ث ل به ذه الش رك ات أدى الى عدم تحقيق المستهدف من اإلنتاج. األمر الذي أثار اهتمام الباحثان ألجراء هذه الدراسة لل وق وف عل ى أ ه م ن ق اط الض عف ف ي إ ع داد و تش غ يل الك وادر ال بش ر ية ف ي المجال الصناعي وتوظيفها التوظيف األمثل للوصول إلى مستويات إنتاج مرتفعة بالشركات الصناعية محل الدراسة. 97

99 ثالثا : فرضيات الدراسة: استنادا إلى طبيعة مشكلة الدراسة وأسبابها والتفسيرات األولية لها وتحقيقا لألهداف المتوخاه من هذه الدراسة فقد تم صياغة الفرضيات الدراسية التالية: 1( الفرضية الرئيسية األولى: يوجد أثر ذو داللة معنوية لمستوى تدريب وتأهيل الموارد البشرية على نمو اإلنتاج في الشركات الصناعية محل الدراسة. 2( الفرضية الرئيسية الثانية : يوجد أثر ذو داللة معنوية لمستوى توظيف الموارد البشرية على نمو اإلنتاج في الشركات الصناعية محل الدراسة. باإلضافة إلى مجموعة من الفرضيات الفرعية وهى: أ- مستوى التدريب للموارد البشرية بالشركات الصناعية. ب- مستوى توظيف الموارد البشرية العاملة بالشركات الصناعية. ج- مستوى اإلنتاج بالشركات الصناعية. رابعا : أهداف الدراسة:- تهدف هذه الدراسة إلى تحقيق ما يلي : 1. التعرف على مدى االهتمام بتنمية الموارد البشرية العاملة في قطاع الصناعة في ليبيا والمشاكل والصعوبات التي تواجهها. 2. دراسة دور التدريب والتأهيل للموارد البشرية أثناء العمل لمعرفة مدي تأثيره على نمو اإلنتاج في الشركات الصناعية محل الدراسة. 3. التوصل إلى مجموعة من النتائج التي يمكن أن تساعد وتساهم في رفع أسس تنمية العنصر البشري وتأهيله بشكل مناسب لدعم قطاع الصناعة في ليبيا. خامسا : أهمية الدراسة : أ- بالنساابة للمجتمااع : تكمن أهمية هذه الدراسة بالنسبة للمجتمع فإنها تدرس موضوع هام في قطاع هام وهو قطاع الصناعة حيث يعتبر التدريب مهم في القطاع. ب- بالنسابة للباحثان تكمن أهمية الدراسة لهما فى أنها وسيلة للتدريب في مجال البحث العلمي والميداني. ج- بالنسبة للعلم هذه الدراسة تدرس موضوع مهم من مواضيع إدارة المواد البشرية وهو موضوع التدريب باعتباره ثورة علمية تصنع التقدم والتطور للمجتمعات في مختلف المجاالت وهو هدف ينبغي الوصول إليه. 98

100 سا دسا: منهجية الدراسة : اعتمدت الدراسة على استخدام المنهج الميداني الذي جمع ما بين المنهج الوصفي والمنهج التحليلي معا حيث ركز األول علي وصف الظاهرة المدروسة والمتمثلة في القصور وعدم االهتمام بتدريب وتأهيل الكوادر البشرية العاملة بالشركات الصناعية محل الدراسة في حين ركز الثاني على تحديد وتحليل العالقة بين المتغيرات الرئيسية المكونة للمشكلة المدروسة سابعا : مصادر البيانات ووسيلة جمعها : تم االعتماد في الحصول على البيانات الالزمة للدراسة على توعين رئيسيين من المصادر هما : 1. مصادر ثانوية: تمثلت في القيام بإجراء استعراض مرجعي للدراسات السابقة واألدبيات النظرية المتعلقة بموضوع الدراسة من خالل المصادر والمراجع والكتب والدوريات. 2. مصادر أولية: تمثلت في دراسة المفردات التي تم اختيارها من مجتمع الدراسة والوسيلة التي اعتمدنا عليها في جمع البيانات األولية للدراسة فقد تمثلت في صحيفة االستبيان التي تم تصميمها خصيصا لهذا الفرض. ثامنا : مجتمع وعينة الدراسة: نظرا لصعوبة االتصال بجميع مفردات المجتمع لذلك تم اختيار عينة عشوائية طبقية من مديري اإلدارات ورؤساء األقسام والمكاتب والوحدات اإلنتاجية وكذلك فئة العاملين بالشركات الصناعية محل الدراسة وليكن حجم العينة مناسب تم )4( استخدام قانون تحديد حجم العينة التالي : n = حيث n تمثل حجم العينة B تمثل مقدار الخطأ الذي يمكن تحمله P تمثل النسبة المفترضة ) -1)Z قيمة جدولية من جدول التوزيع الطبيعي مستوي المعنوية. n = = 248 وباستخدام أسلوب التوزيع المتناسب في العينة العشوائية الطبقية تم توزيع العينة على الشركات الصناعية محل الدراسة فإذا رمزنا إلى حجم العينة المأخوذة الكلية وإلى حجم الطبقة الكلية بالرمز niوإلى حجم المجتمع بالرمز N فأن: ni= nx وقد كانت النتائج كما هي بالجدول التالي : 99

101 جدول رقم )0( توزيع حجم العينة حسب الشركات العدد الجهة _شركات اإلنماء للصناعات الهندسية 140 2_ شركات اإلنماء لصناعة المواسير 248 المجموع المصدر: جمعت وحسبت من استمارة االستبيان الخاصة بالدراسة الميدانية. تاسعا : حدود الدراسة: تمثلت حدود الدراسة في : 1. حدود زمنية:حيث شملت الفترة الزمنية التي تم من خاللها إعداد هذه الدراسة وتحديده خالل مرحلة جمع وتحليل البيانات األولية التي تتطلب الدراسة وكانت خالل شهر أغسطس وسبتمبر حدود مكانية:شملت العاملين بشركتي اإلنماء للصناعات الهندسية وشركات اإلنماء لصناعة المواسير بطرابلس. المبحث الثاني : عرض وتحليل البيانات األولية للدراسة : أوال : منهج وأداة الدراسة : اعتمدت الدراسة على المنهج الميداني الذي يجمع بين الوصف والتحليل للبيانات األولية التي ثم جمعها ميدانيا من العينة المختارة من مجتمع الدراسة الذي تمثل في مديري اإلدارات ورؤساء األقسام والمكاتب والوحدات اإلنتاجية والعاملين بالشركات الصناعية محل الدراسة. ونظرا لصعوبة االتصال بجميع مفردات المجتمع فقد تم اختيار عينة عشوائية طبيعية بلغ حجمها 248 مفردة موزعة على الشركات الصناعية محل الدراسة وهو ما يمثل مجتمع العينة أي أن المجتمع الذي تم من خالله اختيار عينة الدراسة. تصميم استمارة االستبيان: وألغراض الحصول على البيانات الالزمة والتي تخدم أهداف الدراسة في اختبار الفرضيات الدراسية الرئيسية التي قام عليها فقد تم تصميم استمارة استبيان أعدت خصيصا لذلك. وقد أشتمل االستبيان على ثالثة مجموعات رئيسية من األسئلة وهي كاألتي : المجموعة األولى: وتشمل 13 عبارة حول مستوى تدريب والموارد البشرية بالشركات الصناعية محل الدراسة. المجموعة الثانية : وتشمل 9 عبارات حول مستوى توظيف الموارد البشرية العاملة بالشركات الصناعية محل الدراسة. المجموعة الثالثة: وتشمل 16 عبارة حول مستوى اإلنتاج بالشركات الصناعية محل الدراسة وقد أعتمد على مقياس ليكرت الخماسي في قياس فقرات متغيرات الدراسة والذي يبدأ من ( أتفق بشدة إلى ال أتفق بشدة ) تم توزيع عدد 248 استمارة استبيان 100

102 م على الذين تم اختيارهم في الشركتين والذين يمثلون مفردات عينة الدراسة وقد تم استرجاع عدد 215 استمارة استبيان صالحة للتحليل من االستمارات الموزعة أي ما نسبته %86.3 من جميع االستمارات الموزعة. وقد تم أجراء بعض االختبارات الالزمة للتحقيق من صدق وثبات أداة الدراسة الممثلة في استمارة االستبيان حيث تم عرضها على بعض المحكمين من الخبراء المتخصصين في المجاالت التي صممت من أجلها استمارة االستبيان كذلك تم أيضا أجراء اختبار ( الفاكرونياخ( للتحقق من مدى ثبات استمارة االستبيان حيث بلغت قيمة هذا االختبار %915 لجميع عبارات استمارة االستبيان مما يشير إلى تمتع استمارة االستبيان إلى حد كبير بالثبات ومن ثم االتساق الداخلي بين محتوياتها من األسئلة المختلفة. أعتمد في تحليل البيانات األولية المتحصل عليها بواسطة استمارة االستبيان على أساليب التحليل اإلحصائي باستخدام برنامج (SPSS) بعد القيام بالخطوات الالزمة لتجهيز البيانات وتهيئتها لعملية التحليل. وقد أشتمل التحليل اإلحصائي على تطبيق بعض أساليب اإلحصاء الوصفي و أالستنتاجي معا والتي تتالءم وطبيعة بيانات الدراسة وقد تم استخدام بعض مقاييس اإلحصاء الوصفي كالتكرارات والنسب المئوية والمتوسط الحسابي باإلضافة إلى استخدام بعض مقاييس اإلحصاء أالستنتاجي والمتمثلة في بعض اختبارات الداللة اإلحصائية في إثبات صحة الفرضيات اإلحصائية التي قامت عليها الدراسة. ثانيا : تحليل البيانات:بعد تجميع استمارات االستبيان تم استخدام الطريقة الرقمية في ترميز إجابات مفردات العينة حيث تم توفير اإلجابات بمقياس لكارت الخماسي وبعد االنتهاء من ترميز اإلجابات وإدخال البيانات باستخدام حزمة البرمجيات SPSS ثم استخدمت هذه الحزمة في تحليل البيانات كاآلتي: 0. نتائج اختبار كرونياج ألفا ( ) للصدق والثبات: الختبار مصداقية إجابات مفردات العينة على أسئلة االستبيان تم استخدام معامل ألفا ( ) فوجد أن قيم هذا المعامل لكل مجموعة من العبارات ولجميع العبارات معا كما هي موضحة بالجدول رقم )2( جدول رقم )2( نتائج اختبار كرونباج ألفا مجموعات العبارات مستوى تدريب الموارد البشرية في الشركات الصناعية محل الدراسة مستوى توظيف الموارد البشرية العاملة في الشركات الصناعية محل الدراسة مستوى اإلنتاج في الشركات الصناعية محل الدراسة جميع العبارات المصدر: جمعت وحسبت من استمارة االستبيان الخاصة بالدراسة الميدانية. قيمة معامل ألفا

103 من خالل بيانات الجدول رقم )2( يالحظ أن معامل كرونياج ألفا ( ) لكل مجموعة من عبارات االستبيان ولجميع العبارات أكثر من 0.60 وهذا يدل على وجود ارتباط قوي بين إجابات مفردات عينة الدراسة على كل مجموعة من عبارات استمارة االستبيان وهذا مما يزيد من الثقة في النتائج التي سوف يتم الحصول عليها. ثالثا : اختبار الفرضيات الفرعية للدراسة : أ. مستوى تدريب الموارد البشرية في الشركات الصناعية محل الدراسة. والختبار الفرضية األولى المتعلقة بمستوى تدريب الموارد البشرية في الشركات الصناعية محل الدراسة تم إيجاد المتوسط العام إلجابات مفردات عينة الدراسة على جميع العبارات المتعلقة بمستوى تدريب الموارد البشرية في الشركات الصناعية محل الدراسة باستخدام اختبار Z حول المتوسط )3( فكانت النتائج كما بالجدول رقم )3( حيث كانت الفرضية الصفرية والبديلة لها على النحو التالي : الفرضية الصفرية : المتوسط العام إلجابات مفردات عينة الدراسة على العبارات المتعلقة بمستوى تدريب الموارد البشرية في الشركات الصناعية محل الدراسة ال يختلف معنويا عن )3(. الفرضية البديلة: المتوسط العام إلجابات مفردات عينة الدراسة على العبارات المتعلقة بمستوى تدريب الموارد البشرية في الشركات الصناعية محل الدراسة يختلف معنويا عن )3(. جدول رقم )3( نتائج اختبارZ حول المتوسط العام إلجابات مفردات عينة الدراسة على جميع العبارات المتعلقة بمستوى تدريب الموارد البشرية في الشركات الصناعية محل الدراسة إحصائي االختبار االنحراف المعياري المتوسط العام العبارة م المتوسط العام إلجابات مفردات عينة الدراسة على العبارات المتعلقة بمستوى تدريب الموارد البشرية في الشركات الصناعية محل الدراسة المصدر: جمعت وحسبت من استمارة االستبيان الخاصة بالدراسة الميدانية من خالل الجدول رقم )3( نالحظ أن قيمة إحصائي االختبار بداللة معنوية محسوبة 0.01 وهي أقل من مستوى المعنوية 0.05 لذلك نرفض الفرضية الصفرية ونقبل الفرضية البديلة وحيث أن المتوسط العام إلجابات مفردات عينة الدراسة وهو يزيد عن المتوسط المفترض )3( فهذا يشير إلى ارتفاع مستوى تدريب الموارد البشرية في الشركات الصناعية محل الدراسة. ب-مستوى التوظيف للموارد البشرية العاملة بالشركات الصناعية محل الدراسة والختيار الفرضية الفرعية الثانية المتعلقة بمستوى التوظف للموارد البشرية العاملة بالشركات الصناعية محل الدراسة تم إيجاد المتوسط العام إلجابات مفردات الداللة المعنوية المحسوبة 0.000

104 م 1 عينة الدراسة على جميع العبارات المتعلقة بمستوى توظيف الموارد البشرية العاملة بالشركات الصناعية محل الدراسة واستخدام اختبار Z حول المتوسط )3( فكانت النتائج كما بالجدول رقم )4( ح يث ك ا ن ت ال فرض ية الص فر ية وال بد يل ة له ا عل ى ال نح و التالي : الفرضااية الصاافرية:المتوسط العام إلجابات مفردات عينة الدراسة على العبارات المتعلقة بمستوى توظيف الموارد البشرية العاملة بالشركات الصناعية محل الدراسة ال يختلف معنويا عن )3(. الفرضااية البديلااة : المتوسط العام إلجابات مفردات عينة الدراسة على العبارات المتعلقة بمستوى توظيف الموارد البشرية العاملة بالشركات الصناعية محل الدراسة يختلف معنويا عن )3(. الجدول رقم )2( نتائج اختبار حول المتوسط العام إلجابات مفردات عينة الدراسة على جميع العبارات المتعلقة بمستوى توظيف الموارد البشرية العاملة بالشركات الصناعية محل الدراسة البيان المتوسط العام االنحراف المعياري إحصائي االختبار المتوسط العام إلجابات مفردات عينة الدراسة على العبارات المتعلقة بمستوى توظيف الموارد البشرية العاملة بالشركات الصناعية محل الدراسة. المصدر: جمعت وحسبت من استمارة االستبيان الخاصة بالدراسة الميدانية. الداللة المعنوية المحسوبة من خالل الجدول رقم )4( نالحظ أن قيمة إحصائي االختبار بداللة معنوية محسوبة وهي أقل من مستوى المعنوية 0.05 لذلك نرفض الفرضية الصفرية ونقبل الفرضية البديلة وحيث أن المتوسط العام إلجابات مفردات عينة الدراسة وهو يقل عن المتوسط المفترض )3( فهذا يشير إلى انخفاض مستوى توظيف الموارد البشرية العاملة بالشركات الصناعية محل الدراسة. ج-مستوى اإلنتاج بالشركات الصناعية محل الدراسة الختبار الفرضية الفرعية الثالثة المتعلقة بمستوى اإلنتاج بالشركات الصناعية محل الدراسة تم إيجاد المتوسط العام إلجابات مفردات عينة الدراسة على جميع العبارات المتعلقة بمستوى اإلنتاج بالشركات الصناعية محل الدراسة واستخدام اختبار Z حول المتوسط )3( فكانت النتائج كما بالجدول رقم )5( حيث كانت الفرضية الصفرية والبديلة لها على النحو التالي: الفرضية الصفرية : المتوسط العام إلجابات مفردات عينة الدراسة على العبارات المتعلقة بمستوى اإلنتاج بالشركات الصناعية محل الدراسة ال يختلف معنويا عن )3(. الفرضية البديلة: المتوسط العام إلجابات مفردات عينة الدراسة على العبارات المتعلقة بمستوى اإلنتاج بالشركات الصناعية محل الدراسة يختلف معنويا عن )3(. 103

105 الجدول رقم ( 5 ) نتائج اختبارZ حول المتوسط العام إلجابات مفردات عينة الدراسة على جميع العبارات المتعلقة بمستوى اإلنتاج بالشركات الصناعية محل الدراسة الداللة المعنوية المحسوبة إحصائي االختبار االنحراف المعياري المتوسط العام البيان م المتوسط العام إلجابات مفردات عينة الدراسة على العبارات المتعلقة بمستوى توظيف الموارد البشرية العاملة بالشركات الصناعية محل الدراسة 1 المصدر: جمعت وحسبت من استمارة االستبيان الخاصة بالدراسة الميدانية. من خالل الجدول رقم )5( نالحظ أن قيمة إحصائي االختبار بداللة معنوية محسوبة وهي أقل من مستوى المعنوية 0.05 لذلك نرفض الفرضية الصفرية ونقبل الفرضية البديلة وحيث أن المتوسط العام إلجابات مفردات عينة الدراسة وهو يزيد عن المتوسط المفترض )3( فهذا يشير إلى ارتفاع مستوى اإلنتاج بالشركات الصناعية محل الدراسة. خامسا : اختبار الفرضيات الرئيسية : 0. مدى تأثير مستوى تدريب وتأهيل الموارد البشرية على نمو اإلنتاج في الشركات الصناعية محل الدراسة : الختبار الفرضية الرئيسية األولى المتعلقة بأثر مستوى تدريب وتأهيل الموارد البشرية على نمو اإلنتاج في الشركات الصناعية محل الدراسة تم استخدام معامل االرتباط )بيرسون( على متوسطات إجابات مفردات عينة الدراسة على جميع العبارات المتعلقة بمستوى تدريب وتأهيل الموارد البشرية ومتوسطات إجابات مفردات العينة على جميع العبارات المتعلقة بنمو اإلنتاج في الشركات الصناعية محل الدراسة فكانت النتائج كما في الجدول رقم )6( حيث كانت الفرضية الصفرية : ال يوجد أثر ذو داللة معنوية لمستوى تدريب وتأهيل الموارد البشرية على نمو اإلنتاج في الشركات الصناعية محل الدراسة مقابل الفرضية البديلة : يوجد أثر ذو داللة معنوية لمستوى تدريب وتأهيل الموارد البشرية على نمو اإلنتاج في الشركات الصناعية محل الدراسة. جدول رقم ( 6 ) نتائج اختبار أثر ذو داللة معنوية لمستوى تدريب وتأهيل الموارد البشرية على نمو اإلنتاج في الشركات الصناعية محل الدراسة الداللة المعنوية درجات الحرية قيمة معامل االرتباط البيان أثر مستوى تدريب وتأهيل الموارد البشرية على نمو اإلنتاج في الشركات الصناعية محل الدراسة المصدر: جمعت وحسبت من استمارة االستبيان الخاصة بالدراسة الميدانية. 104

106 من خالل الجدول رقم )6 ) نالحظ أن قيمة معامل االرتباط ( سبيرمان ) )0.483( بداللة معنوية محسوبة )0.000( وهي أقل من مستوى المعنوية %5 لذلك نرفض الفرضية الصفرية ونقبل الفرضية البديلة وهذا يدل على وجود أثر طردي )موجب( ذو داللة معنوية لمستوى تدريب وتأهيل الموارد البشرية على نمو اإلنتاج في الشركات الصناعية محل الدراسة حيث أن االرتفاع في مستوى تدريب وتأهيل الموارد البشرية يؤدي إلى االرتفاع في نمو اإلنتاج في الشركات الصناعية محل الدراسة : 4. مدى تأثير مستوى توظيف الموارد البشرية على نمو اإلنتاج في الشركات الصناعية محل الدراسة : الختبار الفرضية الرئيسية الثانية المتعلقة بأثر مستوى توظيف الموارد البشرية على نمو اإلنتاج في الشركات الصناعية محل الدراسة تم استخدام معامل االرتباط )بيرسون( على متوسطات إجابات مفردات عينة الدراسة على جميع العبارات المتعلقة بمستوى توظيف الموارد البشرية ومتوسطات إجابات مفردات العينة على جميع العبارات المتعلقة بنمو اإلنتاج في الشركات الصناعية محل الدراسة فكانت النتائج كما في الجدول رقم )1( حيث كانت : الفرضية الصفرية : ال يوجد أثر ذو داللة معنوية مستوى توظيف الموارد البشرية على مستوى اإلنتاج في الشركات الصناعية محل الدراسة مقابل الفرضية البديلة : يوجد أثر ذو داللة معنوية مستوى توظيف الموارد البشرية على نمو اإلنتاج في الشركات الصناعية محل الدراسة. جدول رقم ( 1 ) نتائج اختبار أثر ذو داللة معنوية مستوى توظيف الموارد البشرية على نمو اإلنتاج في الشركات الصناعية محل الدراسة الداللة المعنوية درجات الحرية قيمة معامل االرتباط البيان أثر مستوى توظيف الموارد البشرية على نمو اإلنتاج في الشركات الصناعية محل الدراسة. المصدر: جمعت وحسبت من استمارة االستبيان الخاصة بالدراسة الميدانية. من خالل الجدول رقم )1( نالحظ أن قيمة معامل االرتباط ( سيبرمان ) )0.614( بداللة معنوية محسوبة 0.01 وهي أقل من مستوى المعنوية %5 لذلك نرفض الفرضية الصفرية ونقبل الفرضية البديلة وهذا يدل على وجود أثر طردي )موجب( ذو داللة معنوية مستوى توظيف الموارد البشرية على نمو اإلنتاج في الشركات الصناعية محل الدراسة حيث أن االرتفاع في مستوى توظيف الموارد البشرية يؤدي إلى االرتفاع في نمو اإلنتاج في الشركات الصناعية محل الدراسة. المبحث الثالث : نتائج الدراسة والتوصيات المقترحة: أوال : نتائج الدراسة : خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج كان أهمها ما يلي: 105

107 0. أسفر التحليل اإلحصائي للبيانات األولية المتعلقة باختبار الفرضيات الرئيسية التي قامت عليها الدراسة عن ما يلي: أ. أظهرت النتائج أن هناك ارتفاع في مستوى تدريب الموارد البشرية في الشرك ات الص ن ا ع ية مح ل الدراس ة ولك ن ه ذا ا الر ت ف ا ع د و ن المس ت و ى المطل وب بحسب رأي المبحوثين حول اإلجابة عن المشاكل التي تواجه برامج التدريب وتطوير العاملين )الموارد البشرية( بالشركات الصناعية محل الدراسة. ب. إن من أهم المشاكل التي تواجه برامج تدريب وتطوير الموارد البشرية بالشركات الصناعية محل الدراسة أهمها االفتقار إلى مراكز تدريبية متخصصة داخل الشركات لتدريب وتأهيل العاملين بها والقصور في متابعة أداء المتدربين في مواقع العمل بعد انتهاء البرنامج التدريبي وقلة اهتمام قسم التدريب في الشركات بتدريب الكوادر البشرية العاملة بها بشكل دوري وعدم مواكبة البرامج التدريبية التقنية الحديثة وفقا لمتطلبات العصر وهذا ما يؤثر عن العملية اإلنتاجية. ج. أظهرت النتائج أن هناك عالقة طردية )موجبة(ذات داللة معنوية بين مستوى تدر يب و ت أ ه يل الم وارد ال بش ر ية ومس ت و ى ا إل ن ت اج ف ي الش رك ات الص ن ا ع ية مح ل الدراسة أي أنه كلما كان مستوى تدريب وتأهيل الموارد البشرية إيجابيا فإن ذلك يؤدي إلى تحسين مستوى اإلنتاج بالشركات الصناعية محل الدراسة وهذا ما يؤيد الفرضية األولى والتي نصت على أن وجود أثر ذو داللة معنوية لمستوى تدر يب و ت أ ه يل الم وارد ال بش ر ية عل ى نم و ا إل ن ت اج ف ي الش رك ات الص ن ا ع ية مح ل الدراسة. د. أظهرت النتائج إلى وجود عالقة طردية )موجبة( ذات داللة معنوية بين مستوى التوظيف للموارد البشرية ومستوى اإلنتاج في الشركات الصناعية محل الدراسة أي أنه كلما كان مستوى التوظيف للموارد البشرية وفقا للكفاءة والخبرة الالزمة فإن ذلك يؤدي إلى تحسين في مستوى اإلنتاج بشكل أفضل في الشركات الصناعية محل الدراسة وهذا ما يؤيد الفرضية الثانية والتي نصت على أن وجود أثر ذو داللة معنوية لمستوى توظيف الموارد البشرية على نمو اإلنتاج في الشركات الصناعية محل الدراسة. ثانيا / التوصيات: بناء على ما تقدم من نتائج فإن الدراسة خلصت إلى التوصيات التالية: 1. إعطاء المزيد من االهتمام بالعنصر البشرى كأحد أهم المصادر الفعالة في نجاح الشركا ت م ن خالل ال ت أ ه ي ل و ت نم ي ة المه ارات ال ق ا ئم ة بش كل مس تمر ف ي مج ا الت التي تخدم الشركات محل الدراسة. 106

108 2. إقامة قاعدة عملية تساعد على تأهيل الموارد البشرية حتى يستفاد منها في إتمام إجراءات التدريب المستمر في تطوير الموارد البشرية في قطاع الصناعة واعتماد خطط تدريبية تتجاوب واحتياجات هذا القطاع لتكوين وتطوير القدرات والمهارات العلمية والمعرفية على كافة المستويات وعلى أن يرصد لكل عامل بهذا القطاع نصيب في التدريب السنوي يتناسب وموقع عمله وتدرجه فيه. 3. العمل عل توظيف الموارد البشرية بالشركات الصناعية محل الدراسة من خالل اال ل تزا م ب الح اج ات ال فعل ي ة وال تخصص ات المطل و ب ة وف ق ا للك ف اءة والخ ب رة الالزم ة مما يؤدي ذلك إلى وضع الشخص المناسب في المكان المناسب. 4. العمل على جذب االستثمارات األجنبية في قطاع الصناعة لما لها من دور مهم للرف ع م ن ك ف اءة الع ام ل و تط و يره م ن ال ن اح ي ة ال ف ن ي ة وك ذلك االستفادة من التقنية الحديثة في مجال قطاع الصناعة. الهوامش: 1 ( (مسعودة علي محمد: التدريب وأثره على الزيادة اإلنتاجية دراسة ميدانية على الشركات الليبية للحديد والصلب خالل الفترة ) ( رسالة ماجستير غير منشورة أكاديمية الدراسات العليا طرابلس 2004 ص 23 2 ( (فليح حسن خلف: تنمية الموارد البشرية في البلدان النامية مجلة دراسات في المال واألعمال العدد الرابع جامعة الجبل الغربي غريان خريف 1999 ص ( ) محمد كربيص: الموارد البشرية أساس التنمية مجلة التنمية الصناعية العربية جامعة الدول العربية العدد 21 القاهرة 1999 ص 3 )4( د. سليمان محمد طشطوش: أساسيات المعاينة اإلحصائية دار الشروق للنشر والتوزيع عمان 2001 ص 85. )5( د. سليمان محمد طشطوش: المرجع السابق ص 116. المراجع: 0. جمال إبراهيم داود سمير سليم فاضل: 2004 تحليل االرتباط ونماذج االنحدار البسيط دار الكتاب الوطنية الطبعة األولى بنغازي. 4. سليمان محمد طشطوش: 2001 أساسيات المعاينة اإلحصائية دار الشروق للنشر والتوزيع عمان. 3. عايدة نخلة رزق اهلل: 2002 دليل الباحثين في التحليل اإلحصائي الطبعة األولى دار الكتاب القاهرة. 2. عبد الحميد عبد المجيد البلداوي: 1991 اإلحصاء والعلوم اإلدارية والتطبيقية الطبعة األولى دار الشروق عمان. 5. فليح حسن خلف: خريف 1994 تنمية الموارد البشرية في البلدان النامية مجلة دراسات في المال واألعمال العدد الرابع كلية المحاسبة جامعة الجبل الغربي غريان. 6. مجدي عبد الكريم حبيب: )2001( اإلحصاء الالباراكتري الطبعة األولى مكتبة النهضة المصرية القاهرة محمود مهدي البياتي: 2005 تحليل البيانات اإلحصائية باستخدام البرنامج اإلحصائي SPSS الطبعة األولى دار الحامد عمان.

109 محمد كربيض: أكتوبر 1994 الموارد البشرية أساس التنمية مجلة التنمية الصناعية العربية جامعة الدول العربية العدد 21 القاهرة. مسعودة على محمد: 2004 التدريب وأثره على زيادة اإلنتاجية دراسة ميدانية على الشركات الليبية للحديد والصلب خالل الفترة ) ( رسالة ماجستير غير منشورة أكاديمية الدراسات العليا طرابلس

110 واآلفاق ) البحث العلمي في الوطن العربي ( الواقع أ.صالح المبروك المداح عضو هيئة تدريس بقسم اإلدارة - بكلية االقتصاد والعوم السياسية / جامعة طرابلس مستخلص الورقة هدفت هذه الورقة البحثية إلى التعرف على واقع البحث العلمي واشكالياته واآلفاق المستقبلية له حيث تم التركيز على عرض مفهوم البحث العلمي وخصائصه وأهميته وواقعه باإلضافة إلى المعوقات أو التحديات التي تواجه.واعتمدت الورقة على المصادر الثانوية للحصول على البيانات المكتبية التي تم من خاللها استقراء واقع البحث العلمي واشكالياته في الوطن العربي وذلك باالعتماد على المراجع والكتب والدراسات السابقة التي تناولت موضوع الورقة. وخلصت الورقة باالعتماد على تحليل وتفسير البيانات الثانوية التي تم جمعها إلى مجموعة من النتائج والتي من شأنها النهوض أو االرتقاء بالبحث العلمي في الوطن العربي أهمها ما يلي : 1- توفير أو رصد األموال الكافية للقيام بالبحث العلمي. 2- تشجيع الباحثين واالهتمام بهم وتوفير الظروف واإلمكانيات الالزمة لذلك. 3- أغناء المكتبات بالمصادر والمراجع العلمية وتفعيل دور النشر العلمي في تنمية المجتمعات العربية. 4- إنشاء شبكة عربية للمعلومات تيسر حصول الباحثين على المعلومات وتتيح تبادل اآلراء واألفكار حول كثير من المشكالت والظواهر التي تواجه المجتمعات العربية. 5- تشجيع الباحثين من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات والمراكز البحثية على التعاون إلجراء بحوث جماعية مع تحديد أولويات البحث العلمي في ضوء حاجات المجتمع العربي ومشكالته في كل دولة عربية. 6- العمل على الحد من هجرة القول العربية من خالل توفير المناخ المالئم والظروف المواتية للبحث والدراسة واإلبداع. المقدمة والمنهجية المتبعة في الورقة لعل من أبرز سمات العصر الحالي بروز الدور المميز للعلم والتكنولوجيا كمتغيرين أصيلين في تحديد معالم مستقبل اإلنسانية جمعاء وال يتأتى تحقيق التقدم في العلم والتكنولوجيا أساسا إال عن طرق البحث العلمي فقد أصبح واضحا أن درجة اهتمام الشعوب بالبحث العلمي هو المقياس األساسي الذي ت قاس به حضاراتها 109

111 لذلك فإن الدول على اختالف أنظمتها أصبحت تعتمد بدرجة كبيرة فى مسيرتها التنموية على البحث العلمي بحيث أصبح الربط بينه وبين التنمية مطلبا حيويا بل حتميا لتوفير عناصر النجاح للمسارات العملية التنموية في تحقيق أهدافها حيث يعد البحث العلمي بكل مناهجه وأدواته الوسيلة األكثر فاعلية في حل ومعالجة المشكالت واألزمات المختلفة التي تواجه هذه الدول من خالل االستقصاء والتتبع ألمنهاجي المنظم والدقيق والموضوعي للمعطيات المتصلة بهذه المشكالت والكشف عن العالقات والمتغيرات التي تحكم مسارات تفاعل هذا المشكالت تمهيدا للتوصل إلى حلول مالئمة لها. وتهدف هذه الورقة البحثية إلى تسليط الضوء على البحث العلمي فى الوطن العربي من حيث أهميته وواقعه واشكالياته مع التعرض إلى اآلفاق المستقبلية للبحث العلمي في الوطن العربي. وتكمن المشكلة المطروحة في اإلجابة عن التساؤل األتي المتمثل في: ما هو واقع البحث العلمي في الدول العربية وآفاقه المستقبلية كما تهدف الورقة إلى : 1 وصف واقع البحث العلمي في الدول العربية والتحديات التي يواجهها. 2 التعرف على السبل الممكنة في النهوض بالبحث العلمي في الدول العربية وتنطلق أهمية هذه الورقة نظرا يمثله البحث العلمي من دور هام في اكتشاف وحل عديد المشكالت والظواهر السائدة في الدول العربية ومن ثم تهيئة الظروف المالئمة لتحقيق األهداف التنموية وبناء اقتصاديات عربية فاعلة. واعتمدت الورقة البحثية علي استخدام المنهج الوصفي الذي اعتمد على وصف وتفسير البيانات الثانوية التي تم جمعها من المراجع والدراسات ذات العالقة بالموضوع. أما مجال الورقة فقد ركزت على توصيف واقع البحث العلمي في الدول العربية باعتباره مدخال لمعالجة كثير من مشكالتها وأزماتها االقتصادية واالجتماعية واإلدارية وغيرها. وقد شملت الورقة خمسة عناوين على التوالي : ماهية البحث العلمي وخصائصه أهمية البحث العلمي واقع البحث العلمي في الوطن العربي التحديات التى تواجه البحث العلمي في الوطن العربي سبل النهوض بالبحث العلمي في الوطن العربي. أوال : مفهوم البحث العلمي : اإلنسان بطبيعته يسعى لمعرفة ما حوله وبحكم غريزته يبحث دائما على المعارف الجديدة في البيئة التي يعمل بها.لذلك فكلمة البحث تعنى التفتيش عن شيء ما وإيجاده أما العلمي يعنى أن البحث )) التفتيش (( يجب أن ال يكون بالطريقة العشوائية االرتجالية أو بالتجربة والخطأ وإنما يجب أن تكون بالطريقة الموضوعية 110

112 التي تتضمن مجموعة الخطوات التي تصل بالباحث إلى نتائج تعكس الواقع. إن نشاط البحث هو نشاط فطرى حيث يسعى اإلنسان إلى استخدام مدركاته وحواسه وتوظيف نشاطه العقلي والفكري في التعرف على ما حوله من مكونات وعناصر و محسوسات وغيبيات تمثل إطارا للبيئة التي يعيش فيها.. وعلى الرغم من أن النشاط البحثي تطور تطورا ملحوظا خالل المراحل الزمنية المتعاقبة إال أن هذا التطور جاء متدرجا من حيث األسلوب والوسائل واألدوات وذلك تبعا لتطور المعرفة والحياة البشرية ومشكالتها وطبيعة التعقيدات التي واجهت المجتمعات اإلنسانية خالل مراحلها المختلفة ( الهميلي : (. ويمكن اإلشارة إلى أنه ليس ثمة اتفاق بين المهتمين والمختصين بالبحث العلمي على وجود تعريف واحد شامل له بسبب االختالف في األسلوب والمنهج وطبيعة المشاكل التي يتناولها الباحثون بالدراسة والتحليل وقد ظهرت العديد من التعريفات للبحث العلمي وإن اختلفت فى صياغتها فإن مضمونها واحد حيث عرف فان دالين Dalen( )Van البحث العلمي بأنه : "عبارة عن محاولة دقيقة ومنظمة وناقدة للتوصل إلى حل للمشكالت التي تواجه اإلنسان")الدرويش وآخرون : 22( كما عرفه ذوقان عبيدات وآخرون بأنه :"مجموعة الجهود المنظمة التي يقوم بها اإلنسان مستخدما األسلوب العلمي وقواعد الطريقة العلمية بهدف زيادة السيطرة على البيئة واكتشاف ظواهرها وتحديد العالقات فيما بينها" )عبيدات وآخرون : 1991 )40.أما لويس كيدر ( Kidder ) Louis فيعرف البحث العلمي بأنه دراسة نظامية للوصول إلى حل أو حلول للمشكالت اإلنسانية )الكاللدة جودة: (. ومن أبرز تعريفات البحث العلمي ذلك الذي قدمه هيل وايم ( ) T Hillwaym والذي أشار فيه إلى أن البحث العلمي هو وسيلة يمكن بواسطتها الوصول إلى حل للمشكلة عن طريق التقصي الشامل والدقيق للشواهد واألدلة التى يمكن التحقق منها مستقبال والتي تتصل بالمشكلة قيد الدراسة ( الدرويش وآخرون: 23( وأخيرا فانه مهما اختلفت التعاريف للبحث العلمي فكلها تتشارك في كونه أسلوبا منظما للتفكير وأداة هامة لحل المشكالت اإلنسانية من خالل تطبيق خطوات منظمة ومتتابعة وإجراءات منسقة لجمع البيانات من مصادرها المختلفة وتسجيلها وتحليلها ومن ثم استخالص النتائج منها وهذا ما يجعل من البحث العلمي نشاطا منظما ومؤسسا على التفكير والتحليل والموضوعية.ويتضح من التعريفات السابقة بأن البحث العلمي يتميز بعدة خصائص هي: ( الهميلي : ( 0.الموضوعية :أي بمعنى أن يتبع البحث خطوات محددة ويخضع إلجراءات واضحة ووفق األصول المتعارف عليها يثمر في النهاية ويصل إلى نتائج علمية تخدم المستفيدين منها في حل المشكالت المطروحة وهذا يقود إلى ضرورة أن 111

113 يكون البحث متجردا. أي خاليا من التحيزات وموصوفا باألمانة العلمية وهذا يعتمد على دقة تنفيذ الباحث نفسه لخطوات ومنهجية البحث العلمي. 4 المنهجية: أي أن يكون البحث ممنهجا. أي بمعنى أن يطبق الباحث أصول البحث العلمي والخطوات والمراحل التي تتبع في إجراء البحث سواء من حيث الموضوع من خالل التحديد الدقيق للمشكلة وصياغة الفروض وجمع البيانات وتحليلها أو من حيث الشكل من خالل الجوانب اإلجرائية مثل جودة اللغة المستخدمة في البحث واإلخراج النهائي له وترتيب محتوياته. 3 المصداقية: بمعنى أن تكون النتائج التي يتم التوصل إليها يمكن االعتماد عليها في اتخاذ القرارات الالزمة لمعالجة المشكلة أو الظاهرة محل البحث. 2 الشمولية: أي أن البحث يفترض أن تتوفر فيه إمكانية تعميم نتائجه على المجتمع المقصود بالدراسة والبحث. رغم أن البحث قد يقتصر في األغلب على عينة من المجتمع األصلي. 5 التحديد: أي أن يكون البحث محددا ودقيقا في وصف الظاهرة أو المشكلة وضمن سياق مكاني وزماني محدد وواضح مما يسهل من إمكانية ضبط البحث وتنفيذه بالدقة المطلوبة. 6 التنبؤ: ال يكتفي البحث بمجرد وصف المشكلة أو الظاهرة فحسب أو تحليل أبعادها بل يتعداه إلى إمكانية التنبؤ لما سيكون عليه سلوك الظاهرة في المستقبل واتجاهاتها السلبية وااليجابية. 1 التحكم : أي بمعنى إمكانية إعادة البحث والتجربة أكثر من مرة والتحقق من النتائج التي تم التوصل إليها وكذلك إمكانية إعادة إثباتها بنفس الشروط أو نفيها. ثانيا :أهمية البحث العلمي يمثل البحث العلمي ومدى تطوره ومستوى االهتمام به الفيصل والفارق بين التقدم والتخلف وال ينكر أحد الدور الفع ال للبحث العلمي في النمو االقتصادي ولرفاه االجتماعي حيث أصبح العالم اليوم في سباق محموم للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة المثمرة التي تكفل الراحة والرفاهية لينسان وتضمن له التفوق على غيره. ولقد أدركت الدول المتقدمة أهمية البحث العلمي فقامت بإنشاء مراكز البحوث المتخصصة سواء في الدوائر الحكومية أو الخاصة أو مؤسسات البحث المستقلة أو غيرها وتتولى جميع هذه المراكز القيام ببحوث علمية دقيقة تتناول قضايا ومشكالت مهمة وتقوم بجمع البيانات حولها وتصنيفها وتحليلها إليجاد الحلول المناسبة لها ومحاولة إبراز أهم المؤثرات على المتغيرات المختلفة )الرفاعي: (. و فيما يتعلق بالبحث العلمي فأن الدول العربية شأنها في ذلك شأن الدول النامية تعاني أزمة حقيقية تعبر عن نفسها في مختلف أشكال اإلنتاج الفكري الذي لم 112

114 يرقى إلى مستوى التحدي المصيري الذي تواجهه هذه الدول في مسيرتها التنموية )خضر: ( حيث قامت العديد من الدول العربية باستحداث وحدات بحث وتطوير في الدوائر المختلفة ولكن هذه الدوائر تفتقر إلى الدعم المادي الالزم لشراء األجهزة الحديثة وتدريب الكوادر الفنية بأحدث األساليب والطرق.كما تبرز أهمية البحث العلمي كميدان سبق وتفوق بين الدول خاصة في تفعيل ورفع كفاءة الموارد البشرية واالستغالل األمثل للموارد المادية وكيفية تخصيصها في إطار التطورات التكنولوجية المستندة إلى التطبيق االختراعى لنتائج البحوث العلمية باإلضافة إلى دور البحث العلمي في تفعيل التعاون بين الدول والشعوب في إطار تنمية العالقات االقتصادية وتكاتف الدول في مواجهة تحديات المعضالت اإلنسانية والمتصفة بالدولية خاصة حماية البيئة التي يعيشها اإلنسان وترسيخ دعائم منحى الكونية )المشوفي: ) ثالثا : واقع البحث العلمي في الوطن العربي ال يستطيع مهتم بالشؤون العربية في وقتنا الراهن أن يتجاوز اإلحساس بالقلق والخوف من المستقبل وذلك لما يرى من تسابق الدول الصناعية نحو استخدام التكنولوجيا لكشف المزيد من أسرار الدنيا وتسخيرها الستشراف المستقبل واإلعداد له لخدمة التنمية البشرية وقد ظهرت في اآلونة األخيرة الكثير من الدراسات واألبحاث التي تعنى بقضية التنمية العلمية والتكنولوجية في الدول العربية وتركز على واقع البحث العلمي واتجاهاته المستقبلية.حيث أوضحت هذه الدراسات أن البحث العلمي في الوطن العربي له شأن آخر فهو ينكفئ على ذاته متجاهال قضايا و مشكالت المجتمع واشكالياته الحقيقية كما يقوم على دراسة موضوعات تقليدية وهامشية متجاهال دراسات ذات أولوية لمشكالت حقيقية إال في إطار تجزيئي ال رابط له وبالتالي اتجهت رؤاه حول مناطق ومجاالت معزولة عن المجتمع العربي وهمومه ومشكالته الحقيقية وعن احتياجات العمل واإلنتاج وباتت وظيفته إعادة إنتاج المعرفة أكثر من نقد واقع المجتمع والسعي لتطويره وبالرغم من األهمية القصوى للبحث العلمي في تحديث وتطوير المجتمعات إال أن السياسات التنموية في الدول العربية لم تتناوله كهدف واضح وصريح وإن حدث ذلك في بعض الدول فإن األمر ال يخرج إلى حي ز التنفيذ الفعلي إال فيما ندر)المجيدل وآخرون: 4118 ه (. وتظهر المؤشرات حجم الهوة بين الدول العربية و الدول المتقدمة فى إطار المنظومة التعليمية والبحثية في العالم وهذه الهوة تعكس حجم التباين بين الدول العربية وبين الدول المتقدمة من حيث عدد الجامعات ومراكز البحوث والدراسات والمنشورات العلمية و اإلنتاج العلمي وباإلضافة إلى حجم المخصص من الناتج اإلجمالي لينفاق على أنشطة البحث العلمي. 113

115 وتجدر اإلشارة بشكل عام إلى صعوبة الحصول على معلومات حديثة ودقيقة ومتكاملة حول مؤشرات أنشطة البحث العلمي وثمة حاجة ملح ة لتوفير بيانات ومعلومات دقيقة وشاملة وحديثة تكفي للتوصيف والتحليل الرصين لهذا القطاع الحيوي )المجيدل وآخرون : 2008 )18. فبالنسبة للنشر العلمي فقد شهدت حركة النشر العلمي زيادة ملحوظة خالل العقود الثالثة الماضية فعلى سبيل المثال فقد ارتفع عدد منشورات العلماء العرب فى دوريات عالمية محكمة من 465 نشرة عام 1961 م إلى نحو 1000 نشرة عام 1995 م أي بزيادة سنوية معدلها %10 إال أن هذه الزيادة كانت متواضعة مقارنة مع تلك التي حققتها بعض الدول كالبرازيل والصين ومجموعة النمور اآلسيوية.أما على المستوى المؤسسي فقد كان عدد المؤسسات العلمية العربية التي نشرت أكثر من 50 بحثا حوالي 26 مؤسسة بينما اقتصر عدد المؤسسات العلمية العربية التي نشرت أكثر من 200 بحث على خمس مؤسسات فقط.وتؤكد المؤشرات الخاصة بعدد براءات االختراع للبلدان العربية ضعف نشاط البحث والتطوير وتخلفه عن الدول المتقدمة وبلدان أخرى من الدول النامية. رابع ا : التحديات التي تواجه البحث العلمي في الوطن العربي: هنالك عدد من التحديات التي يواجهها البحث العلمي في الوطن العربي وتتنوع هذه التحديات فمنها ما يرتبط بالجانب االقتصادي ومنها ما يرتبط بالجانب االجتماعي والثقافي ومنها ما يرتبط بالجانب السياسي ومنها ما يرتبط بالجانب اإلداري. ومن خالل مراجعة العديد من الدراسات التي أ جريت حول إشكاليات البحث العلمي في الوطن العربي والتي تمثل تحديات حقيقية لمسيرة البحث العلمي في الوطن العربي يمكننا تلخيص أهم هذه التحديات على النحو التالي:)الخطيب: 4113.) تدنى مستوى اإلنفاق على البحث العلمي إذ ال يتجاوز نسبة المخصص لينفاق على أنشطة البحث العلمي من الناتج القومي اإلجمالي للدول العربية. )%3( 2. نقص األدوات وتشتت الجهود البحثية وعدم ربطها بأهداف التنمية الشاملة. 3. عدم توفر البيئة المناسبة والظروف البحثية المالئمة. 4. العقبات اإلدارية والبيروقراطية التي تواجه الباحثين في نشر بحوثهم. 5. نقص كميات ونوعيات المعلومات المطلوبة األمر الذي يؤدى إلى ارتكاب األخطاء في تشخيص المشكالت البحثية والتوصل إلى االستنتاجات السليمة. 6. النسب العالية من المعلومات المتقادمة األمر الذي يؤدي إلى تضليل الباحثين وبالتالي عدم مصداقية النتائج التي يتم التوصل إليها. 114

116 1. ضعف الثقة بمناهج البحث العلمي واالعتماد على طرق تقليدية في معالجة المشكالت اإلدارية. 8. النقص في اإلمكانات المادية والتكنولوجية واألجهزة واألدوات التي ت ستخدم في أنجاز البحث العلمي. 9. التدخالت غير المبررة من قبل بعض القادة اإلداريين في المؤسسات والتأثير على الباحثين لتكون نتائج بحوثهم مساعدة على تكريس األمر الواقع والتغطية على العيوب وجوانب الخلل وتصوير مؤسساتهم على أنها في أحسن حال. 10.المقاومة التي تبديها المؤسسات تجاه الباحثين ورفض التعاون معهم وذلك خشية أن تكشف نتائج بحوثهم عن جوانب الخلل واالضطراب في تلك المؤسسات. 11. نقص الفنيين والمتخصصين في التقنيات الحديثة المستخدمة في البحث العلمي وغياب المصادر والمراجع الضرورية لعمل الباحث. 12. غياب السياسات العلمية التكنولوجية في الدول العربية فضال عن أن البحث العلمي والتكنولوجي يحتل مكانة هامشية في أنشطة الدول العربية واهتماماتها. 13. الضعف الكمي والكيفي للمجتمع العلمي في الوطن العربي وعزلته عن النشاط الوطني واإلنمائي 14. عدم إدراك القطاعات االقتصادية ألهمية البحث العلمي والتكنولوجي ودوره في تحقيق الخطط والبرامج واألنشطة في تلك القطاعات. 15. ضعف مراكز المعلومات العلمية وتدنى خدمات التوثيق والمكتبات. 16. التبعية العلمية والتكنولوجية للدول المتقدمة. 11. هجرة الكفاءات العربية إلى الخارج بغرض الحصول على فرص أفضل للعمل والدراسة وحتى الحياة. 18. تدنى مستوى الوعي العلمي والتكنولوجي لدى المجتمع العربي. 19. ضعف العمل العربي المشترك في مجاالت العلوم والتكنولوجيا. وأخيرا هنالك مشكلة مستترة أو متخفية يعاني منها البحث العلمي في الوطن العربي تتمثل بقيام بعض المؤسسات بممارسة ضغوط سياسية أو دفع مكافئات على شكل رشى لبعض الباحثين إلجراء بحوث والتوصل إلى نتائج مقررة سلفا لتوفير غطاء علمي مزور من أجل تبرير السياسات واإلجراءات والممارسات والقرارات التي يتم اتحادها من قبل القيادات اإلدارية وذلك بهدف المحافظة على المكاسب الوظيفية والمالية التي يحصلون عليها في تلك المؤسسات. 115

117 خامسا : سبل النهوض بالبحث العلمي في الوطن العربي إذا كان واقع البحث العلمي في الوطن العربي ال يرقى إلى المستوى العالمي المطلوب وال يصل إلى توقعات وطموحات الباحثين فأن هناك خطوات وسياسات محلية وعربية يتوجب تنفيذها من أجل دفع عجلة البحث العلمي لجعله أداة فاعلة في تطوير مناحي الحياة واإلسهام في حل المشاكل التنموية المختلفة وربط عالمنا العربي بمسيرة العلم والتكنولوجيا في العالم المتقدم. و في الحقيقة فان هناك بعض الخطوات واإلجراءات التي يمكن أن تسهم في الدفع بمستوى البحث العلمي نذكر منها ما يلي)الرفاعي: 2005 ) توفير األموال الكافية للبحث العلمي هناك حاجة ملحة لتوفير األموال الالزمة للقيام بالبحث العلمي سواء كانت هذه األموال من أجل شراء المعدات واألدوات المخبرية المطلوبة إلجراء التجارب أو نفقات القيام بالدراسات الميدانية أو استخدام بعض األشخاص للقيام باألعمال الروتينية المطلوبة في إعداد البحث العلمي. 2. أغناء المكتبات بالمصادر والمراجع العلمية ال بد من زيادة المخصصات المالية لدور المكتبات ومراكز البحوث وذلك من أجل توفير أكبر كم من المراجع الهامة والرئيسية ودعم المكتبات بالمختصين في مجاالت العمل المكتبي باإلضافة إلى تبادل المصادر والمراجع بين المكتبات في القطر الواحد وبين األقطار العربية عموما 3. تشجيع الباحثين واالهتمام بهم إن تقديم الحافز المادي والمعنوي للباحثين من شأنه أن يساعد على بعث روح الخلق واإلبداع والمزيد من البحث العلمي النوعي وهناك عدة أشكال لهذا الدعم فقد يكون هذا الدعم عن طريق خفض العبء التدريسي ألساتذة الجامعات وذلك إلفساح المجال أمامهم للقيام بالبحوث العلمية والتقصي الموضوعي وقد يكون الدعم ماديا عن طريق دفع مكافأة رمزية للباحث مقابل مقالته المنشورة أو تشجيع التبادل العلمي بين المراكز البحثية وإرسال وانتداب الباحثين للعمل أو التدريب في الدول األخرى وبخاصة المتقدمة وتشجيع عقد الندوات والمؤتمرات وإشراك أكبر عدد من الباحثين فيها. 4. تفعيل دور النشر العلمي إن العديد من الباحثين يشكون المجالت العلمية العربية المتخصصة التي تقوم بنشر نتاجهم الفكري والعلمي وعملية تبرز الحاجة للتركيز على المجالت العلمية العربية وتفعيل دورها وزيادة كادرها اإلداري ليسراع في نشر البحوث الواردة إليها ودعمها بالتمويل الالزم الستمرار إصدار أعداد دورية في مواعيدها. 116

118 5. توجيه البحث العلمي ونعني بتوجيه البحث العلمي إيجاد سياسة وطنية هادفة توجه عناية وانتباه الباحثين نحو المشكالت االقتصادية واالجتماعية والتكنولوجية التي يعاني منها المجتمع المحلي والعربي عموما بحيث تسهم هذه البحوث فى بلورة تلك المشاكل ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لها من أجل دفع عجلة التنمية ومواكبة مستجدات العصر. وفي هذا اإلطار يمكن تقديم مجموعة من المقترحات التي من شأنها الدفع بعجلة البحث العلمي العربي لألمام ومنها )الخطيب : ( 1. إثراء المكتبة العربية بالكتب و المراجع و الدوريات الحديثة وتنشيط حركة الترجمة وتعزيز تبادل المواد المكتبية بين الجامعات العربية. 2. توفير الدعم المادي الالزم لتزويد األقسام العلمية فى مؤسسات التعليم العالي ومراكز البحوث بما تحتاج إليها من مختبرات و أجهزة ومعدات علمية بالكم والكيف الالزمين مما يمك ن عضو هيئة التدريس من إجراء تجاربه وإنجاز مهامه البحثية بالشكل السليم والصحيح. 3. إنشاء شبكة عربية للمعلومات تيسر حصول الباحثين على المعلومات وتتيح تبادل اآلراء واألفكار باإلضافة إلى مشاركة الباحثين في المؤتمرات والندوات العلمية المحلية والعالمية. 4. العمل على الحد من هجرة العقول العربية بشتى صورها من خالل توفير المناخ المالئم و الظروف المواتية للبحث و الدراسة واإلبداع ومن ثم االستقرار. 5. تشجيع الباحثين من أعضاء هيئة التدريس فى الجامعات و المراكز البحثية على التعاون إلجراء بحوث جماعية بدال من البحوث الفردية التي تعمل على تجزئة المشكلة.فالبحوث الجماعية تساعد على تناول المشكالت والقضايا االجتماعية بصورة كلية شاملة. 6. تحديد أولويات البحث العلمي في ضوء حاجة المجتمع ومشكالته في كل دولة عربية وعلى مستوى الوطن العربي ككل وذلك من خالل إجراء دراسات مسحية للتعرف على المشكالت الملحة وترتيب أولوياتها. 1. توفير ميزانية مناسبة للبحث العلمي لينفاق على متطلبات البحوث والدراسات العلمية وتحديد نسبة معينة سنوية من موازنة المؤسسات التعليمية والمراكز البحثية فى كل دولة للبحث العلمي. 117

119 ط تطوير آليات وقواعد النشر العلمي في المجالت والدوريات العربية من خالل إصدار دوريات متخصصة ومحكمة وكذلك تبادل الدوريات العلمية العربية بين الجامعات والمؤسسات التي تصدرها. 9. إنشاء شبكة عربية للمعلومات يكون من ضمن مهامها إصدار فهرس سنوي للبحوث المنشورة في الدوريات والمجالت المتخصصة في العالم العربي بما يساعد على نشر اإلنتاج العربي وتبادل األفكار والتجارب وتشجيع الباحثين العرب على تكثيف اإلنتاج نوعا وليس كما فقط. 10.توجيه طلبة الدراسات العليا إلجراء البحوث المتعلقة برسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه لمعالجة التحديات المتعلقة بالمستجدات العالمية )العولمة وثورة المعلومات والتكنولوجيا والثورة اإلدارية( وأثارها على الدول العربية والتحديات المتعلقة باالحتياجات الوطنية والقومية واقتراح اآلليات المناسبة للتصدي لتلك التحديات. قائمة المراجع : الرفاعي أحمد حسين : مناهج البحث العلمي ( تطبيقات إدارية و اقتصادية( 4 ( عم ان دار وائل للنشر والتوزيع 2005(. الخطيب أحمد : البحث العلمي والتعليم العالي ( عم ان دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة الهميلي الطاهر محمد: واقع البحث العلمي ومعوقاته في الدول العربية مجلة االقتصاد والعلوم السياسية طرابلس ع م. الدرويش بشير محمد عاشور و آخرون : البحث العلمي في العلوم اإلدارية والمالية ( األسس و المفاهيم و النماذج ) )طرابلس المركز الوطني للبحث والتطوير 2005(. المشوخي حمد سليمان : تقنيات ومناهج البحث العلمي ( القاهرة دار الفكر العربي. ) 2002 عبيدات دوقان وآخرون : البحث العلمي ( مفهومه أدواته أساليبه ) )عم ان دار مجدالوى للنشر )1991. عبد الفتاح خضر : أزمة البحث العلمي في الوطن العربي )الرياض معهد اإلدارة العامة 1981 ). عبد اهلل شمت المجيدل وآخرون : البحث العلمي في الوطن العربي ( إشكاليات و آليات للمواجهة ) ( اإلسكندرية المكتب الجامعي الحديث 2008 ). 118

120 التحول الديمقراطي في الخطاب الليبرالي أ. فرج محمد المة أستاذ محاضر قسم العلوم السياسية جامعة طرابلس مقدمة عامة : تعد قضية التحول الديمقراطي واحدة من أبرز القضايا التي يدور حولها وعليها الجدل الفكري والسياسي المعاصر وفق بردايغمات تتخذ سياقات مختلفة نشأ فيها المفهوم وتطور وشهد حاالت من السيرورة والصيرورة مما أفرز تراكما معرفي ا مهم ا هو نتاج تتعدد خطابات التحول الديمقراطي التي تتلون باأللوان المعرفية المتعددة وتتسلح بااليدولوجيا والمنظومات واألنساق الفكرية المتنازعة لدرجة إن الباحثين وصفوا هذا التراكم بصفة " المؤسس لعلم يطلق عليه علم االنتقال " )انظر بلقصري(. وذهب آخرون إلى اعتبار قضية التحول الديمقراطي " موجة فكرية جديدة ومتجددة "وهي موجة بدأت طاغية بخاصة في تسعينيات القرن العشرين لدرجة أنها بدأت " تشكل محور اإلصالح والتغيير في العالم".حيث" ارتبطت عودتها بنشوء ما أطلق عليه في األدبيات العالمية موجة الديمقراطية الثالثة التي نقلت العديد من بلدان المعسكر االشتراكي السوفيتي السابق إلى صف الديمقراطية بعد نجاح االنتفاضات الشعبية التي أعقبت سقوط جدار برلين عام 1989 ")غليون 2009 ص 4 ( ومازالت قضية التحول الديمقراطي تفرض حضورها على المستويات المحلية والدولية مع ولوج العالم األلفية الثالثة. إشكالية البحث : ليس بخاف أن المفهوم السائد والمهيمن اليوم للتحول الديمقراطي في األدبيات السياسية ينطلق من التراث الليبرالي وذلك في سياق البحث عن صيغة لالنتقال إلى الديمقراطية وتجاوز األنظمة التسلطية والشمولية حيث طغى الخطاب الليبرالي على مفهوم التحول الديمقراطي وكانت إلسهامات عالم االجتماع األمريكي " مارتن ليبست S.M.Lipset وكذا عالم السياسة األمريكي صامويل هانتنجتون.S Huntington وروبرت دال Robert A.Dahl وغيرهم دورا بارزا في بلورة وترسيخ المفهوم الليبرالي للتحول الديمقراطي. وعلى خلفية ما سبق تدور اإلشكالية الرئيسة لهذه الدراسة حول مضمون التحول الديمقراطي في الخطاب الليبرالي وهي إشكالية تثير تساؤالت عدة و مهمة مفادها : هل التحول المنشود في الخطاب الليبرالي هو تحول إلى الديمقراطية أم أن التحول المقصود هو التحول إلى الليبرالية وهل التحول إلى الليبرالية هو شرط أساسي للتحول الديمقراطي. أهمية البحث: 119

121 تكتسب هذه الورقة البحثية أهميتها من االعتبارات التالية : قضية التحول الديمقراطي أصبحت من أبرز القضايا الفكرية والسياسية التي تطرح نفسها بإلحاح على الدوائر البحثية والسياسية على حد سواء بل أنها القضية التي باتت تشغل حيزا واسعا من اهتمامات المنظمات الدولية والهيئات المانحة وتعدت ذلك إلى انشغاالت العامة. قضية التحول الديمقراطي ترتبط بموضوعات و قضايا مهمة كقضية التنمية وحقوق اإلنسان والمجتمع المدني والمواطنة والحكم الرشيد وغيرها من القضايا الحيوية والحياتية. قضية التحول الديمقراطي قضية جدلية يدور حولها وعليها جدل حاد حيث تختلف الخطابات بشأن مضامينها وداللتها ويتعدى الخالف حولها إلى صعيد الممارسة والتطبيق. أهداف البحث: تسعى هذه الورقة إلى االقتراب من مفهوم التحول الديمقراطي وفق الرؤية الليبرالية من خالل محاولة استنطاق الخطاب الليبرالي لهذا المفهوم والتعرف على خصائصه وآلياته وذلك بغية تحقيق األهداف التالية : التعريف بمفهوم التحول الديمقراطي و اإلشكاليات النظرية التي تتصل بهذا المفهوم وأنماطه وآلياته والمداخل النظرية التي حاولت تفسير ظاهرة التحول الديمقراطي. التعريف بالمفهوم النظري للديمقراطية في المنظور الليبرالي وفحص اإلشكاليات التي تحكم العالقة بين مفهومي الديمقراطية والليبرالية. تحليل الخطاب الليبرالي ومقاربته لمفهوم التحول الديمقراطي وتفحص مضمون هذا الخطاب والتعرف على سماته وخصائصه. منهجية الدراسة: يعتمد الباحث على المنهج التحليلي باستخدام أسلوب تحليل المضمون الكيفي "تحليل النص" بهدف تحليل مضمون الخطاب الليبرالي حول موضوع التحول الديمقراطي حيث يعتبر أسلوب تحليل المضمون" تقنية في البحث تقوم على الوصف الموضوعي المنظم للمضمون الظاهر لالتصال بهدف تفسيره واستنباط قواعد العالقات بين المواضيع لتوضيح النصوص بصورة علمية " فالنصوص هي المكان الذي يتولد فيه المعنى"وهي تمثل أيضا أدوات هامة لالتصال وتبادل المعلومات حيث تعتبر جوهر الحياة االجتماعية كالخطب والمناقشات إضافة للموضوعات التاريخية والفلسفية والسياسية ") فيصل 1990 ص (. 33 كما تعتمد 120

122 هذه الدراسة على مصادر معلومات أولية تتمثل في أمهات الكتب والمراجع والمساهمات الفكرية ذات الصلة بالتراث الفكري والسياسي الليبرالي وتعتمد الدراسة أيضا على مصادر معلومات ثانوية تتمثل في الكتب والدراسات واألبحاث العلمية والمساهمات النظرية التي تتصل بموضوع الدراسة. وبغية تحقيق األهداف البحثية تتوزع الدراسة على المطالب التالية : أوال / التحول الديمقراطي : المفهوم واألنماط واإلشكاليات. ثانيا / الليبرالية والديمقراطية : إشكالية العالقة. ثالثا / التحول الديمقراطي وخطاب الليبرالية : السمات والخصائص. الخالصة والنتائج. أوال / التحول الديمقراطي : المفهوم واألنماط واآلليات مفهوم التحول الديمقراطي من المفاهيم التي تعاني من مغالطات الغموض وااللتباس في نصوص الخطاب السياسي التي تتسم ب" المراوغة والمواربة في استخدام الكلمات والعبارات بمعان متعددة equivocation والتالعب باأللفاظ واإلبهام amphiboly ")عبود 2005 ص 115 (. حيث ال يخلو مفهوم التحول الديمقراطي من اللبس والغموض الذي يالزمه نتيجة تعدد وتنوع واختالف المصادر والمنظومات الفكرية والفلسفية التي يستند إليها وعليها. فمفهوم التحول الديمقراطي مفهوم مس يس بامتياز ومؤدلج باقتدار وهو مفهوم مفخخ مشحون بحموالت االيدولوجيا والتحيز الفكري والقيمي. تبدأ دائرة اللبس والغموض التي تحيط بمفهوم التحول الديمقراطي من تعدد المصطلحات التي تعبر عن هذا المفهوم الذي يعبر عنه تارة ب"التحول الديمقراطي" وتارة ثانية ب" االنتقال الديمقراطي" وتارة أخرى ب" الدمقرطة "وربما بتعبير" اإلصالح السياسي أو التحول السياسي "Political Reform. حيث تتعامل األدبيات مع هذه التعابير بوصفها مصطلحات مترادفة في حين يميز صامويل هانتنجتون.S Huntington بين مفاهيم وأنماط التحول الديمقراطي واالنتقال الديمقراطي وما يسميه ب"اإلحالل التحولي الديمقراطي")انظر هانتجتون. )1993 وتصنف بعض األدبيات ذات الصلة بدراسات التحول الديمقراطي التعريفات المتعلقة بهذا المفهوم إلى مجموعتين : )عمار ) المجموعة األولى تنظر إلى " التحول السياسي كسلوك ومحتوي قيمي " أي االنتقال من وضع إلى آخر وكما يرى محمد عابد الجابري هو انتقال من موقع اجتماعي أو سياسي أو أيدلوجي إلى آخر ومن خشونة البداوة إلى رقة الحضارة حسب ابن خلدون وأنه حسب هانتنجتون " تحول النظم السياسية غير الديمقراطية إلى نظم أخرى ديمقراطية " كما ينظر البعض 121

123 اآلخر إلى المفهوم على أنه عملية تفضي بإعادة النظر في المبادئ ومراجعة القيم السياسية السائدة بسبب عدم صالحيتها أو مواكبتها لروح ومتطلبات العصر والتوجه في المقابل نحو االلتزام بمبادئ وقيم جديدة بديلة. بينما تركز المجموعة الثانية في تعريف التحول السياسي على األسلوب أو األداة والطريقة والدرجة التي يتم بها هذا التحول وفق األنماط التالية : نمط التحول السلمي نمط التحول العنيف نمط التحول الجزئي نمط التحول الشامل. وتبدو إشكالية التعريف بمفهوم التحول الديمقراطي أكثر تعقيدا حين تتصدى الدراسات االمبريقية لمسألة تحويل المفهوم النظري إلى مفهوم إجرائي قابل للقياس الكمي وفق مؤشرات محددة ينبغي أن تغطي جوانب المفهوم وتعبر بصدق عنه بوضوح ودون لبس حيث " يعد قياس الديمقراطية وإدارة الحكم وحقوق اإلنسان مهمة واسعة النطاق ومعقدة " ( األمم المتحدة 2006 ص ) 1 واإلشكالية التي تواجه المحاوالت االمبريقية في دراساتها لموضوع التحول الديمقراطي أنها اعتمدت التعريف اإلجرائي لمفهوم الديمقراطية بالمعني الذي قال به " جوزيف شومبيتر Joseph Schumpeter "في دراسته بعنوان "الرأسمالية واالشتراكية والديمقراطية " والذي يقوم على " مدى اختيار أقوى صناع القرار في انتخابات عادلة ونزيهة ودورية يتنافس المرشحون فيها على أصوات الناخبين التي يحق لكل بالغ من أبناء الشعب أن يشارك فيها بصوته ". ويرى هانتنجتون أن هذا التعريف اإلجرائي للديمقراطية هو وحده الذي قدم الدقة التحليلية والمرجعية التجربيبة التي تجعل للمفهوم فائدة وبحسب رأيه أن هذا التعريف يقدم "عددا من العالمات المميزة التي تسمح بالحكم على مدى ديمقراطية األنظمة السياسية وبالمقارنة بين النظم وتحليل مدى تحول األنظمة إلى الديمقراطية أو عنها" )هانتجتون 1993 ص 66(. ويالحظ أن التعريف اإلجرائي للديمقراطية الذي قدمه شومبيتر وامتدحه هانتنجتون يختزل مفهوم الديمقراطية في العملية االنتخابية وتنافس المرشحين على أصوات الناخبين وينظر إلى الديمقراطية على أنها " ذلك الترتيب المنظم الذي يهدف إلى الوصول إلى القرارات السياسية والذي يمكن لألفراد من خالله اكتساب السلطة للحصول على األصوات عن طريق التنافس " )عبد اهلل 1991 ص 11-16(. وهذا ما يقود إلى جدل نظري وعملي حيث أن " من حقائق عالم السياسة المعاصر أن النظم التي تسمى نفسها ديمقراطية ليست كلها بالضرورة نظما ديمقراطية حقة. وبالمثل ليست كل االنتخابات التي تجرى هي انتخابات ديمقراطية حقة ")ماضي 2009 ص )9 122

124 وتتراوح برديغمات التحول الديمقراطي بين أنماط عدة حيث يميز هانتنجتون بين أربعة أنماط للتحول الديمقراطي هي: ( انظر المغيربي 2005 ص 85( 1- التحول ( )Transformation عندما تتم عملية االنتقال الديمقراطي أساس ا بمبادرات من النظام التسلطي ذاته وبدون تدخل من جهات أخرى. 2- التحول االحاللي ( )Transplacement عندما تتم عملية التحول أساس ا عن طريق مبادرات مشتركة بين النخب الحاكمة والنخب المعارضة. 3- اإلحالل )Replacement( عندما تنتج عملية الدمقرطة أساس ا عبر الضغوط والمعارضة الشعبية. -4 التدخل األجنبي ( Intervention ) Foreign عندما تحدث عملية الدمقرطة نتيجة لتدخالت وضغوطات أطراف أجنبية. كما تتعدد في هذا الشأن المقاربات والمداخل ذات الصلة بتفسير عملية التحول الديمقراطي ويمكن تلخيصها في ثالثة مداخل تفسيرية هي: )انظر المغيربي ). 1- المدخل التحديثي الذي يؤكد على عدد من المتطلبات االجتماعية واالقتصادية لعملية الدمقرطة ويربط بين الديمقراطية الليبرالية والتنمية االقتصادية. وتبرز تجليات هذا المدخل من خالل إسهامات عالم االجتماع األمريكي"مارتن ليبست "S.M.Lipset في كتابه "الرجل السياسي Political Man "الصادر عام 1960 حيث ترتبط عملية التحول الديمقراطي وفقا ألطروحة ليبست بجملة من االشتراطات االجتماعية للديمقراطية في مقدمتها تحقيق التنمية االقتصادية. ووفقا للمدخل التحديثي تساهم التنمية االقتصادية واالجتماعية في دفع عجلة التحول الديمقراطي حيث " تؤدي إلى انتشار التعليم والمعرفة وزيادة الدخل والموارد التنظيمية األخرى عبر قطاعات واسعة من السكان مما يؤدي إلى تزايد احتماالت تحدي قطاعات المجتمع المختلفة لنظم الحكم التسلطية 2002 He.B" ) ). 2- المدخل االنتقالي الذي يركز على العمليات السياسية وعلى مبادرات وخيارات النخبة لتفسير عملية االنتقال من حكم تسلطي إلى حكم ديمقراطي ليبرالي. وهو مدخل تدريجي يسمح بخلق مبادرات تتيح مساحات جديدة من المشاركة السياسية التي تمكن من إنجاز عمليات التحول الديمقراطي وفق مراحل انتقالية متدرجة. 123

125 3- المدخل البنيوي وهو المدخل الذي يفسر عملية التحول الديمقراطي وفقا لفكرة ومفهوم "بنى القوة والسلطة المتغيرة" حيث تستند تفسيرات المدخل البنيوي على االفتراض بأن المسار التاريخي نحو التحول إلى الديمقراطية الليبرالية أو نحو أي شكل سياسي أخر يتشكل ويتحدد أساسا وجوهريا بالبنى المتغيرة للطبقة والدولة والقوى الدولية وعبر القومية والمتأثرة بنمط التنمية الرأسمالية وليس عن طريق مبادرات وخيارات النخب. فعلى الرغم أن النخب السياسية تقوم بمبادرات وخيارات معينة إال أن هذه المبادرات والخيارات ال يمكن تفسيرها إال عبر اإلشارة إلى القيود والفرص البنيوية المحيطة بها. ثانيا / الليبرالية والديمقراطية : إشكالية العالقة ثمة إشكاليات عدة قائمة وماثلة عند الحديث عن التحول الديمقراطي في المنظور الليبرالي وهي إشكاليات نابعة من طبيعة العالقة بين الديمقراطية والليبرالية حيث تحكم هذه العالقة صيغ متعددة نابعة من جدلية المقاربة بينهما. الصيغة األولى: تقر بتماهي الديمقراطية مع الليبرالية أي لهما نفس المعنى. والصيغة الثانية: تقر بتعارض المفهومين فهما ال يلتقيان. بينما الصيغة الثالثة هي صيغة توفيقية تقر بمقولة أنهما يلتقيان نعم ويختلفان نعم في تصديه لدراسة جدلية العالقة بين الديمقراطية والليبرالية يناقش "نوربيرتو بوبيو" ثالث صيغ لهذه العالقة هي: ( بوبيو 1994 ص ) إن الليبرالية والديمقراطية متناغمتان وبالتالي يمكن أن يتعايشا فيما بينهما بمعنى إمكانية وجود دولة تكون ليبرالية وديمقراطية في الوقت نفسه لكن ذلك ال يستبعد وجود دولة ليبرالية ال ديمقراطية أو أخرى ديمقراطية ال ليبرالية " كالتي يراها الليبراليون المحافظون في الحالة األولى والديمقراطيون الثوريون الراديكاليون في الحالة الثانية". 2- إن الليبرالية والديمقراطية على طرفي نقيض بمعنى أن دفع الديمقراطية إلى حدودها القصوى يفضى إلى تدمير الدولة الليبرالية " ذلك هو رأي الليبراليين المحافظين" أي أن الديمقراطية ال يمكن تحقيقها تحقيقا كامال إال في دولة اجتماعية قبلت التخلي عن نموذج الدولة الدنيا و"ذلك هو رأي الديمقراطيين الراديكاليين الثوريين ". 3- إن الليبرالية والديمقراطية مترابطتان ترابطا حتميا وضروريا بمعنى أن الديمقراطية وحدها القادرة على التحقق الكامل للنموذج الليبرالي األمثل 124

126 وأن الدولة الليبرالية وحدها القادرة على توفير فرصة وضع الديمقراطية موضع التنفيذ ". في هذا السياق هناك من يحاجج بأن الليبرالية ليست هي الديمقراطية وأن التناقض بين المفهومين قائم سواء من الناحية التاريخية أو من الناحية المفاهيمية وأن هذا التناقض يبرز على صعيد الفكر والتنظير مثلما يبرز على صعيد الممارسة والتطبيق وذلك اعتماد ا على اآلتي: 1- الديمقراطية كظاهرة ومفهوم سابق في الظهور من الناحية التاريخية على الليبرالية فالديمقراطية كظاهرة عرفتها المجتمعات اإلنسانية منذ القدم قبل أن تعرف تلك المجتمعات الليبرالية بقرون عدة. والديمقراطية كمفهوم تبلور قبل أن تظهر الليبرالية إلى الوجود كسالح أيدلوجي للبرجوازية في مواجهة اإلقطاع. إذ تستحضر األدبيات التي اهتمت بدراسة الديمقراطية التجربة الديمقراطية اليونانية قبل الميالد حيث "انبثقت رؤية جديدة لنظام سياسي يمكن تطبيقه : نظام يتم من خالله لشعب أن يتمتع بالسيادة ال لحكم ذاته فقط بل امتالك كافة الموارد والمؤسسات الضرورية للقيام بذلك أيضا وتواصل هذه الرؤية بقاؤها كامنة في صلب األفكار الديمقراطية الحديثة وتستمر في صياغة شكل المؤسسات والممارسة الديمقراطية" )دال 1995 ص 21 ). 2- الديمقراطية ليست هي الليبرالية و الديمقراطية ليست اختراع ا ليبرالي ا كما يدعي البعض أو كما يروج الليبراليون وأن الموضوعية تتطلب بالضرورة الفصل النظري والتطبيقي بين الديمقراطية كمفهوم قيمي ساهمت في إنتاجه كل الشعوب والثقافات ويمثل فائض القيمة لكل الحضارات اإلنسانية وبين الليبرالية كنتاج لمرحلة تكريس السوق الرأسمالي وصعود الطبقة البرجوازية في أعقاب النهضة األوروبية وهي بالتالي ال تستند إلى اإلرث اإلنساني بل هي ارث أوروبي خاص حاول الغرب من خالله إقصاء أفكار وتجارب الشعوب األخرى. وأن محاولة لبرالة الديمقراطية هي عمل تعسفي وقسري قصد الليبراليون من خالله فرض منطقهم وأفكارهم على شعوب ومجتمعات أخرى لم تمر بنفس معطيات ومراحل التطور السياسي واالقتصادي واالجتماعي في أوروبا.والمعنى هنا أن التالزم والتزاوج بين الليبرالية والديمقراطية كان ومازال مسألة جدالية حتى في األوساط الليبرالية ذاتها وهو الجدل الذي يلخص مسار العالقة بين الليبرالية " التي دمقرطت " وبين الديمقراطية التي تعرضت لمحاولة لبرلة قسرية. 3- من الناحية المفاهيمية هناك من يرى أن ثمة تناقض صارخ بين الليبرالية والديمقراطية حيث أن مفهوم الديمقراطية مفهوم جماعي ال يقوم إال بوجود 125

127 الكل فالديمقراطية تعني حكم الشعب بينما تنحاز الليبرالية كمنظومة فكرية إلى " الفردانية " أو المذهب الفردي الذري حيث تصبح مصالح الفرد سابقة على مصالح الجماعة. بمعنى أن الليبرالية " تعتمد في رؤيتها على نظرة خاصة لينسان تتصف بكونها ذرية Atomist أو تفتيتة حيث ترد المجتمع إلى أفراده المكونين له وتنظر إلى هؤالء األفراد على أنهم ذرات مستقلة عن بعضها و" أن سلطة الفرد أعلى من سلطة المجتمع" ( وهبة 2008 ص 22( وهكذا فأن الليبرالية السياسية كما يراها جون ستيورات مل تركز على" االهتمام بالفرد وحريته في آن معا") مل 1996 ص 1(. بل نجد ميل بقدر ما يؤكد على أن الليبرالية تحتوي الديمقراطية يؤكد كذلك على أن"الليبرالية السياسية تعني حرية النشاط الخاص لألفراد وحقهم في ممارسة ما يريدون وبحرية مطلقة وكاملة " Miller p. ( ) تقوم الديمقراطية في التصور الليبرالي على مبدأ " التمثل الشعبي" وتجعل من االنتخاب قاعدة أساسية للنمط الديمقراطي حيث تختزل الليبرالية الممارسة الديمقراطية في العملية االنتخابية وشاع استخدام مصطلح" الديمقراطية االنتخابية."Electoral Democracy بل أن أكثر التعريفات الليبرالية للديمقراطية يساوي بينها وبين االنتخابات الدورية والمنتظمة حيث " يعد إجراء انتخابات حرة ونزيهة شرطا ضروريا للحكم الديمقراطي فاالنتخابات تستخدم كوسيلة تتيح للناس اختيار من يمثلونهم وكآلية الختيار الحكومة. وكأداة إلضفاء الشرعية على النظام السياسي" ( األمم المتحدة ص 22(. أو على رأي جوزيف شومبيتر" أن مدى ديمقراطية أي نظام سياسي في القرن العشرين تتحدد من خالل اختيار أقوى صناع القرار الجماعي في انتخابات عادلة ونزيهة يتنافس المرشحون فيها على أصوات الناخبين التي يحق لكل بالغ من أبناء الشعب أن يشارك فيها بصوته " )هانتجتون 1993 ص 66-65(. وبمعنى آخر نجد أن شومبيتر من خالل طرحه لما اسماه " نموذج الديمقراطية التوازنية " يرى" إن دور الناخبين أو المصوتين ليس أن يقرروا في المسائل السياسية ثم يختارون ممثلين يطبقون تلك القرارات ولكن هذا الدور يتمثل في اختيار األشخاص الذين سيقررون " ( خلف وآخرون 2003 ص 31-36( وهو بذلك ينحرف بالمفهوم األصيل للديمقراطية التي تعني حكم الشعب "ديمو كراتيا Demokratia" " إذ أن " ديموس Demos" " تعني الشعب وتعني " كراتيا " Kratia الحكم أو السلطة " )دال 1995 ص 14(

128 تقوم الديمقراطية في المنظور الليبرالي على تصور خاص للتعددية السياسية "على أساس أنها فكرة تعكس االختالف في حاجات وطموحات ومصالح األفراد والجماعات في المجتمع ويمكن النظر إليها كنظرية ترفض حالة القوة المنفردة أو الموحدة الكلية ")الرشدان 1999 ص 144 (. والمالحظ هنا أن التعددية السياسية في التصور الليبرالي هي تعددية مقيدة ومسيجة بالتنظيم الحزبي بمعنى أن نطاق التعددية محدود في التنظيم الحزبي بحد ذاته" )الرشدان 1999 ص 156(. ومن الناحية الواقعية نجد أن التعددية الحزبية السياسية المفترضة في التصور الليبرالي تفضي إلى سيادة ظاهرة األحادية الحزبية أو كما يخلص الفن توفلر Alvin Toffler من خالل نقده لألحزاب والمؤسسات الحكومية في المجتمعات الليبرالية إلى القول"إن وراء التعددية الحزبية البادية في النظام الليبرالي أحادية حزبية خفية الحزب البيروقراطي الخفي" )انظر كريم ). بل أن الظاهرة الحزبية التي تفضي في الواقع السياسي الليبرالي إلى أحادية حزبية مقيتة أصبحت محل انتقاد حتى في عقر دار الليبرالية ومن قبل عدد من المفكرين الغربيين الذين تصدوا لمراجعة األسس النظرية لليبرالية ومقاربتها للواقع السياسي المعاش ومن أبرز هؤالء الكاتب البريطاني " بربان كروزير " الذي يطرح فكرة " الدولة الال حزبية ".ويرى أن التطبيق الليبرالي لمبدأ التعددية السياسية الحزبية يفضي إلى تحويل الليبرالية إلى نظرية نخبوية بل هي كذلك من حيث منطقها الفكري وهي كذلك من حيث واقعها المعاش حيث يلتبس مفهوم التعددية السياسية في الواقع مع مفهوم التنافسية النخبوية أو التنافس بين النخب السياسية الحزبية على السلطة وبمعنى" إن الديمقراطية البرجوازية ما كان بإمكانها أن تكون غير ديمقراطية نخبوية " ( انظر خدام ). فالليبرالية في المقام األول هي أيدلوجيا الطبقة البرجوازية وسالحها في مواجهة الطبقات األخرى وهي بالتالي ليس بمقدورها التخلص من سيطرة النخبة البرجوازية أو التخلي عنها بل "إن البرجوازية تمثل في النظرية الليبرالية قوة طليعية في دعم وبقاء الديمقراطية وإرساء دعائمها " )زرنوقة 2002 ص ) 29. حيث تتطابق " النخبوية االقتصادية التي تسكن صلب الليبرالية مع الطبيعة النخبوية السياسية. وربما عبر عن هذه الحقيقة بوضوح الكاتب " ثور شتاين فبلن " في كتابه بعنوان" نظرية الطبقة المترفة " الذي تصدى فيه لنقد الليبرالية االقتصادية موضحا: إن نظام السوق الليبرالي يقود إلى نشؤ فئة تؤهلها إمكاناتها المادية للسيطرة على المجتمع من

129 الناحية السياسية وإن األنظمة السياسية التي غدت تتحكم فيها قوانين السوق لوحدها تنحط بصفة مذهلة فيغلب عليها شراء األصوات واإلسراف في اإلنفاق" ( بروكنز ) ثالثا / التحول الديمقراطي وخطاب الليبرالية : السمات والخصائص يطرح مضمون وعملية التحول الديمقراطي في الخطاب الليبرالي إشكاليات عدة تثير تساؤالت مهمة مفادها: هل التحول المنشود في الخطاب الليبرالي هو تحول إلى الديمقراطية أم أن التحول المقصود هو التحول إلى الليبرالية وهل التحول إلى الليبرالية هو شرط أساسي للتحول الديمقراطي. اإلجابة عن جملة هذه التساؤالت تقودنا إلى تفحص سمات وخصائص الخطاب الليبرالي حول التحول الديمقراطي والتي يمكن تلخيصها في التالي : 1- التحول الديمقراطي في الخطاب الليبرالي تحول مشروط وهو ما عبر عنه مارتن ليبست.S M.Lipest في كتابه " الرجل السياسي" حيث يربط ليبست انجاز عملية التحول الديمقراطي بجملة من االشتراطات االجتماعية واالقتصادية الليبرالية بل أن هانتنجتون في تفسيره الخاص لعملية التحول الديمقراطي يعدد جملة من المتغيرات المستقلة التي تسهم في إقامة الديمقراطية والدفع بعملية التحول الديمقراطي من أهمها: مستوى عال من الثراء االقتصادي وجود اقتصاد السوق وجود برجوازية قوية الخ. و في " مؤلفهما " اختيار غير سهل : المشاركة السياسية في الدول النامية " الصادر عام 1916 أكد " صامويل هانتجتون Samuel P.Huntington وزميله جوان نيلسون Joan M.Nelson وجود عالقة سببية بين التحديث واإلنماء االقتصادي بشتى مظاهره " التصنيع التحضر التطور اإلعالمي.. " وبين المشاركة السياسية بصورها العديدة "التصويت الترشح الضغط من خالل جماعات المصالح..".) بسعود 2012 ص 98 ) 2- التحول الديمقراطي في الخطاب الليبرالي تحول قيمي " مؤدلج " مشحون باالنحياز للقيم لليبرالية. وكما يؤكد هانتنجتون على أن التحول الليبرالي شرط أساسي للتحول الديمقراطي الذي ال يتم انجازه إال بالتحول أوال إلى الليبرالية واإليمان بقيمها السياسية واالقتصادية واالجتماعية. ويذهب إلى أن االنتقال أو التحول إلى الديمقراطية قد يشهد تقدما أو تعثرا تبعا للمتغير الليبرالي حيث يتحرك" االنتقال من الليبرالية إلى الخلف بقدر ما يتحرك إلى اإلمام" )هانتنجتون 201( ويشدد على دور الليبراليين في إنجاز عملية التحول الديمقراطي وترسيخ الديمقراطية بقوله " من القضايا ذات الخطورة في الموجة الثالثة ما يتصل بدور اإلصالحيين الليبراليين واستقرار 128

130 النظام الليبرالي")هانتنجتون 1993 ص 206(. بل أن أدلجة عملية التحول الديمقراطي في الخطاب الليبرالي تبدو جد فجة ومستفزة حين يؤكد هانتنجتون على" أن وصول الليبراليين إلى السلطة يمكن من البدء في التحول إلى الديمقراطية " )هانتنجتون 1993 ص ) 210. التحول الديمقراطي في الخطاب الليبرالي يتسم بخاصية " التمرحل " أي اعتماد نظرية المراحل االنتقالية وصوال إلى الديمقراطية. في هذا الشأن يرى هانتنجتون أن النظم الشمولية البد أن تمر بمراحل انتقالية قبل أن تتحول إلى نظم ديمقراطية وهي بحاجة الى بيئة ليبرالية حاضنة لهذا التحول مثلما هي بحاجة إلى مرحلة أخرى تتطلبها عملية تثبيت وترسيخ دعائم المجتمع الديمقراطي. كما في الشكل التالي : نوع المشكلة بيئة انتقالية نظامية التطور السياسي النظام الشمولي المرحلة االنتقالية النظام الديمقراطي نظرية المراحل في عملية التحول الديمقراطي تبدو واضحة عند " غريم جيل " في كتابه " ديناميات السيرورة الديمقراطية والمجتمع المدني " الذي يتضمن دراسة معمقة لمراحل التحول الديمقراطي من خالل استقراء وتحليل عشر حاالت من الدول التي شهدت تحوال ديمقراطيا في الفترة األخيرة بخاصة في أمريكا الالتينية وأوروبا الشرقية. حيث يقسم " جيل " مراحل عملية االنتقال الديمقراطي إلى ثالثة مراحل أساسية األولى : مرحلة اعتالل النظام الثانية: مرحلة التحول الديمقراطي والثالثة: مرحلة استقرار الديمقراطية". وينظر جيل إلى مرحلة اللبرلة بوصفها مرحلة أساسية في عملية التحول الديمقراطي ( انظر ابورمان ). الخطاب الليبرالي حول التحول الديمقراطي خطاب إقصائي منغلق على ذاته ال يقبل اآلخر ويعكس عقدة التفوق والتمركز الغربي على الذات. وهو خطاب يصادر إسهامات الشعوب والثقافات والحضارات األخرى في مسيرة الديمقراطية وينتقص منها ويتعالى عليها. فالليبرالية ومن منطلق فلسفتها الخاصة تقدم نفسها على أنها وحدها القادرة على إنجاز وتحقيق الديمقراطية وهي بذلك تؤسس اليدولوجيا الهيمنة الفكرية والثقافية التي" تتوسل فيه الثقافة المتسلطة بالعنف في توصيل مفاهيمها وأحكامها وفي توصيل خطابها عبر آليات الهيمنة اإلعالمية وفرض عمليات التنميط الثقافي Cultural Standardization وبشكل قسري على المجتمعات والثقافات األخرى " ( انظر مقبول 2001 )

131 5- الخطاب الليبرالي حول التحول الديمقراطي خطاب مراوغ يتسم باالنتقائية واالزدواجية والبرغماتية فهو خطاب ليس مخلصا بل هو خطاب مصلحي يقدم المصالح الليبرالية على االعتبارات الديمقراطية ويضحي باألخيرة حين تتعارض مع األولى. بل أن الديمقراطية وفقا لواقع الممارسة تتحول إلى سلعة قابلة للبيع إذ " أن مطالب رأس المال ليست هي دائما مطالب المجتمع")هيرتس 2005 ص 104(. وتتجلى مظاهر البرغماتية واالنتقائية واالزدواجية مثال في التعامل الغربي وفي السلوك األمريكي تحديدا مع ما أسمته واشنطن بالحملة الدولية لمحاربة اإلرهاب في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 حيث شهد التصنيف األمريكي الرسمي للعالم تحوال حقيقيا عقب أحداث 11 سبتمبر و تحول من تصنيف العالم إلى "معسكر ديمقراطي معسكر غير ديمقراطي" إلى "معسكر الخير- معسكر الشر. و بدأ واضحا أن الدول الغربية وتحديدا الواليات المتحدة باتت أكثر استعداد ا للتسامح مع انتهاكات حقوق اإلنسان والتراجع عن التطور الديمقراطي في أي مكان في العالم طالما أن من يقوم بذلك يمكن أن يكون مفيدا في خدمة السياسة األمريكية ويتعاون مع واشنطن في المجاالت األمنية أو "الحرب على اإلرهاب") جاد ص ) 102 وعلى سبيل المثال كانت اإلدارة األمريكية أكثر انفتاحا ومرونة مع العديد من النظم التي كانت واشنطن تصنفها بأنها نظم دكتاتورية وعسكرية "ويبدو ذلك واضحا في االنفتاح األمريكي على نظام الرئيس الباكستاني "برويز مشرف" ورفع العقوبات التي فرضتها عليه بسبب االنقالب على حكم رئيس الوزراء المنتخب "نواز شريف" بل إن واشنطن أقدمت على مكافأة الرئيس الباكستاني فرفعت عقوبات اقتصادية وعسكرية سبق فرضها بعد التفجيرات النووية كما بدأت في اإلشادة بحكم الرئيس مشرف. كل ذلك من أجل "خدمة مقتضيات الحرب على اإلرهاب") جاد ص 102 ). ومن ناحية ثانية بدأ واضحا أن اإلدارة األمريكية اتخذت من قضية محاربة اإلرهاب صفقة تقايض بها مواقف العديد من الدول لكسب تأييدها أو على أقل تقدير تحييدها مقابل دخول قضايا التحول الديمقراطي وانتهاكات حقوق اإلنسان في هذه الدول دائرة المسكوت عنه أمريكيا. ففي تقريرها للعام " 2008 تتحدى" هيومن رايتس ووتش " الغرب بسبب قبول االنتخابات غير العادلة التي يشوبها الخلل في" الديمقراطيات الزائفة " ببساطة ألنها حليفة في الحرب على اإلرهاب. مشيرة إلى أن ذلك مخاطرة بتقويض حقوق اإلنسان والديمقراطية في جميع أنحاء العالم )سين وآخرون ص 180(. 130

132 ومن ناحية أخرى نجد أن اإلدارة األمريكية وتحت دواعي محاربة اإلرهاب تعاملت مع قضية الديمقراطية والتحول الديمقراطي بشيء من االرتباك والتشويش واالزدواجية واالنتقائية والبرغماتية السياسية. ففي الوقت الذي دخلت قضايا الديمقراطية والتحول الديمقراطي وانتهاكات حقوق اإلنسان في العديد من الدول دائرة المسكوت عنه أمريكيا كما أشرنا سلفا أعلنت اإلدارة األمريكية في أغسطس/ بآ 2002 عن برنامج ل "الترويج للديمقراطية في الشرق األوسط" يستهدف توجيه المساعدات األمريكية بشكل يؤدي إلى تحسين المؤسسات السياسية والمناقشات العامة في مجتمعات تعتبرها اإلدارة األمريكية قمعية إضافة إلى لفت انتباه بعض األنظمة السياسية في المنطقة إلى أدائها في مجال حقوق اإلنسان. ورغم تعهد الرئيس أوباما بأن سياسة بالده ستكون لصالح دعم عمليات اإلصالح ومساندة عمليات التحول الديمقراطي فإن ردود فعل إدارة أوباما حيال" ثورات الربيع العربي" جاءت متفاوتة وبشكل انتقائي ومربك فلم تتحرك اإلدارة األمريكية لتأييد المحتجين ضد حكم بن على في تونس بل وحتى قبيل ساعات من هروب الرئيس التونسي خارج البالد كانت واشنطن تطالب كل األطراف بانتهاج سياسة ضبط النفس ونبذ العنف. وتكرر الموقف األمريكي نفسه من الثورة المصرية في 15 كانون الثاني يناير." 2011 فقد أيدت اإلدارة األمريكية االنتقال المنظم للسلطة ل" عمر سليمان " ولم توافق على أن تتسلم القوات المسلحة المصرية زمام األمور إال بعد أن رفضت الماليين في ميدان التحرير وفي شتى أنحاء مصر خطة انتقال السلطة لسليمان") براونلي 2012 ص ) 36. الخالصة والنتائج : في نهاية هذا العرض يمكن تلخيص النتائج األساسية التي توصل إليها الباحث في التالي : ليس بالضرورة التسليم بحقيقة إن الليبرالية والديمقراطية مترابطتان ترابطا حتميا وضروريا فالعالقة بينهما هي عالقة إشكالية وجدلية حيث تحكم هذه العالقة تفسيرات ومقاربات عدة. مفهوم التحول الديمقراطي في الخطاب الليبرالي هو مفهوم قيمي مشحون غالبا بقيم ليبرالية محددة بل أنه مشحون بمحتوي ديني حيث تنطلق الليبرالية في مقوماتها الفكرية من المذهب البروستناتي أو كما يؤكد هانتجتون" أنه من الصعب فصل ما هو بروستناتي عما هو ليبرالي")هانتنجتون 2006.) 93 الخطاب الليبرالي حول التحول الديمقراطي خطاب إقصائي يقدم ذاته على أنه الحقيقة المطلقة فهو وحده دون سواه الخطاب الذي يتطابق 131

133 والديمقراطية نصا ومضمونا وهو بذلك يسعى نحو فرض عولمة قسرية " للنص" ونحو عولمة قسرية "للمدلوالت" و" متى تيسر عولمة النص كامال داال ومدلوال كان ذلك هو الغاية المرجوة " ( مقبول 2001 ص 43( الخطاب الليبرالي حول التحول الديمقراطي خطاب مراوغ وبراغماتي يبطن عكس ما يعلن وهو خطاب مصلحي ليس مخلصا للديمقراطية بل هو خطاب يمكن تسييسه ويمكن تعطيل مضامينه واالنحراف بها إذا ما اصطدمت بالواقع السياسي واعتبارات المصلحة السياسية حيث تدخل قضايا التحول الديمقراطي داخل دائرة المسكوت عنه. المراجع أوال / الكتب : 1- األمم المتحدة قياس إدارة الحكم الديمقراطي : إطار النتقاء المؤشرات الحساسة تجاه الفقراء والنوع االجتماعي مايو / أيار باسكال بروكنر باسكال بؤس الرفاهية : ديانة السوق وأعداؤها ترجمة : عبد اهلل السيد ولد أباه الرياض : دار العبيكان ط بسعود حليمة التنمية والديمقراطية :عالقة تأثير وتأثر في عطاء فشار وآخرون " إعداد " الوطن العربي والتحوالت الديمقراطية الكتاب األول لمجلة دراسات وأبحاث الجزائر : منشورات مركز الحكمة بوبيو نوربيرتو الليبرالية والديمقراطية ترجمة : فاضل جتكر دمشق : دار كنعان للدراسات والنشر ط دال روبرت الديمقراطية ونقادها ترجمة : نمير عباس مظفر عمان : دار الفارس للنشر زرنوقة صالح الشركات الدولية والتنمية : الجوانب السياسية القاهرة : مركز دراسات وبحوث الدول النامية جامعة القاهرة كلية االقتصاد والعلوم السياسية سين كاستوري وآخرون المجتمع المدني والحرب على اإلرهاب ترجمة : إبراهيم حازم بيروت : مركز دراسات الوحدة العربية ط 1 كانون الثاني / يناير عبد اهلل ثناء آليات التغيير الديمقراطي في الوطن العربي بيروت : مركز دراسات الوحدة العربية ط عبود أميمة مصطفى مفهوم اإلصالح السياسي في بعض نصوص الخطاب الليبرالي العربي الجديد في د. كمال المنوفي د. يوسف الصواني " تحرير " ندوة الديمقراطية واإلصالح السياسي في الوطن العربي جامعة القاهرة عمار جفال المفهوم االشتراكي ليصالح السياسي في د. كمال المنوفي د. يوسف الصواني " تحرير " ندوة الديمقراطية واإلصالح السياسي في الوطن العربي.جامعة القاهرة

134 11- فيصل غازي منهجيات وطرق البحث في علم السياسة جامعة بغداد كلية العلوم السياسية ماضي عبد الفتاح مفهوم االنتخابات الديمقراطية في على خليفة الكواري " تحرير" االنتخابات الديمقراطية وواقع االنتخابات في األقطار العربية بيروت : مركز دراسات الوحدة العربية ط محمود خلف وآخرون الديمقراطية في سويسرا : دراسة تحليلية في أسس الحكم طرابلس ليبيا ط مغيربي محمد زاهي الديمقراطية واإلصالح السياسي : مراجعة عامة لألدبيات في د. كمال المنوفي د. يوسف الصواني " تحرير " ندوة الديمقراطية واإلصالح السياسي في الوطن العربي جامعة القاهرة مقبول إدريس المخفي والمعلن في الخطاب االمريكي ( منشورات الزمن الكتاب ) 53 الدار البيضاء : مكتبة النجاح مل جون ستيورات أسس الليبرالية السياسية ترجمة : د. إمام عبد الفتاح إمام ميشيل متياس القاهرة : مكتبة مدبولي هانتنجتون صامويل الموجة الثالثة : التحول الديمقراطي في أواخر القرن العشرين ترجمة : عبد الوهاب علوب القاهرة : مركز ابن خلدون ط هانتنجتون صامويل أمريكا : األنا واآلخر : من نحن الجدل الكبير في أمريكا ترجمة : عثمان المثلوثي طرابلس ليبيا ط هيرتس نورينا السيطرة الصامتة : الرأسمالية العالمية وموت الديمقراطية الكويت : المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب )سلسلة عالم المعرفة 336( فبراير.2005 ثانيا / الدوريات العلمية: 1- براونلي جاسون المحافظة األمريكية : رد فعل إدارة اوباما تجاه ثورة 25 يناير في مصر مجلة السياسة الدولية العدد 189 يوليو جاد عماد أثر أحداث الحادي عشر من سبتمبر على الديمقراطية وحقوق اإلنسان في العالم : االتحاد األوروبي وإسرائيل تحديدا مجلة شؤون خليجية العدد 19 ربيع الرشدان عبد الفتاح التعددية السياسية في الوطن العربي: دراسة في األسباب والخصائص واآلفاق المستقبلية المجلة العربية لحقوق اإلنسان العدد 6 أغسطس وهبة مراد الليبرالية تأسيس أم إحياء مجلة الديمقراطية العدد 30 ابريل ثالثا / المواقع االليكترونية : 1- ابورمان محمد ديناميات السيرورة الديمقراطية والمجتمع المدني موقع 2- بلقصري عبد الواحد إشكالية االنتقال الديمقراطي في المغرب والتجارب المقارنة : البرتغال نموذجا موقع 3- خدام منذر الديمقراطية والنخبة موقع الحوار المتمدن 133

135 4- غليون برهان آفاق الديمقراطية في البالد العربية موقع مجلة بريق االليكترونية العدد األول أكتوبر كريم سعدي بين التعددية الراديكالية والتعددية الليبرالية موقع صحيفة الصباح. يشار هنا إلى إن الفن توفلر Alvin Toffler هو كاتب و مفكر ومؤلف أمريكي متخصص في مجال الدراسات المستقبلية له أعمال رائدة في مناقشة الثورة الرقمية من أهم مؤلفاته صدمة المستقبل موجة الحضارة الثالثة تحول السلطة بين العنف والثروة والمعرفة. رابعا / المراجع األجنبية : (editor in A. Carter and G. Stokes Civil Society and Democracy 1- He.B p Cambridge : polity press Democratic Theory Today ) Political Philosophy ; Avery Short Introduction David 2- Miller 2003 Oxford University Press New York 134

136 الدور التنموي لالستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة د. محمد عامر الحمادي أ. عبد الناصر الطاهر الشيباني أستاذ مشارك كلية االقتصاد والعلوم السياسية جامعة طرابلس محاضر بكلية المحاسبة-غريان جامعة الجبل الغربي. مستخلص الدراسة: االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة يقوم بدورا اقتصاديا هام في الدول الصناعية المتقدمة وفي العديد من الدول النامية أيضا حيث شكلت هذه المشروعات في كثيرا من الدول مصدرا رئيسيا للنمو االقتصادي من خالل المساهمة الفعالة في توفير فرص العمل وبناء القدرات اإلنتاجية.هذه الورقة ركزت على اآلثار االقتصادية واالجتماعية لالستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة.وقد هدفت هذه الدراسة إلى دراسة تحديد مفهوم المشروعات الصغرى والمتوسطة والعوامل التي أدت إلى صعوبة إيجاد تعريف موحد لهذه المشروعات كذلك دراسة المعايير المستخدمة في تحديد التعريف للمشروعات الصغرى والمتوسطة وكذلك دراسة األهمية االقتصادية واالجتماعية لالستثمار في هذه المشروعات. وقد توصلت الدراسة إلى النتائج التالية :- 1- تبين من الدراسة إن هناك مجموعة من األسباب أدت إلى عدم تحديد تعريف موحد بين المفكرين وبين الدول والهيئات االقتصادية لهذه المشروعات. 2- أوضحت الدراسة أن هناك عدة معايير يمكن االستناد إليها في تحديد ماهية المشروعات الصغرى والمتوسطة 3- تبين من الدراسة أن معيار العمالة مازال يعد أكبر المعايير استخداما عند التمييز بين المشروعات الصغرى والمتوسطة خاصة عند المقرنة على المستوى الدولي. 4- أوضحت الدراسة أنه يجب استخدام معايير النوعية إلى جانب استخدام المعايير الكمية ألن المعايير الكمية تتضمن بعض النقائص واستخدامها لوحدها ال يمكن الفصل بين المشروعات الصغرى والمتوسطة وغيرها. 5- تبين من الدراسة تعدد المفاهيم المستخدمة في تعريف المشروعات الصغرى والمتوسطة واختالف مدلولها من دولة إلى أخرى أدى ذلك إلى صعوبة تقديم تعريف موحد لهذه المشروعات من قبل الباحثين والمهتمين بها. 6- أوضحت الدراسة أن االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة يعد إلى جانب توفير فرص العمل محركا للوظائف أي مصدرا مهما لخلق فرص العمل الجديدة لألفراد الذين يدخلون سن العمل سنويا. 135

137 1- تبين الدراسة أن االستثمار بالمشروعات الصناعية الصغرى والمتوسطة له دون كبير حيث أن المشروعات الصناعية الصغيرة تستطيع أن تقوم بإمداد المشروعات الصناعية الكبيرة ببعض المكونات الصناعية الوسيطة التي تدخل في إنتاج هذه المشروعات الصناعية الكبيرة. 8- أوضحت الدراسة أن االستثمار في المشروعات الصغيرة والمتوسطة تعمل على تنمية الصادرات حيث تبين أن صادرات هذه المشروعات في اليابان وصلت نسبة مساهمها في الصادرات الصناعية حوالي %51 عام 1991 م وفي الهند %55 عام م. 9- تبين من الدراسة أنه إلى جانب االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة في التنمية المحلية واالجتماعية كذلك فإن االستثمار بهذه المشروعات يساهم في تدعيم دور المرأة وخصوصا الريفية. المقدمة : إذا كانت التنمية عملية ديناميكية تتكون من سلسلة من المتغيرات الوظيفية والهيكلية تؤدي إلى التغلب على مظاهر التخلف وتمكن الفرد من التفاعل مع بيئته والتحكم فيها إلى حد ما فإن ثمة حاجة إلى توسيع أهداف التنمية بحيث ال تقتصر على النمو السريع للناتج القومي اإلجمالي وإنما تشمل خلق فرص عمل واستئصال الفقر وتحسين توزيع الدخول والوفاء باالحتياجات األساسية...الخ. وبهذا يعد االستثمار في مجال المشروعات الصغرى والمتوسطة بحق ذا أهمية كبيرة بوصفه منفذا جديدا الستغالل الموارد والخدمات المحلية نظرا الرتباط أغلبها بذلك ومن تم فهي تضيف موارد إلى البلد من خالل عملية سد الحاجات المحلية والعزوف عن استيراد السلع المثلية والمساهمة الفعالة في عملية التصدير لسلع لها ميزة نسبية محلية. فاالستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة لم يقتصر على النواحي االقتصادية فقط بل يتجاوز ذلك ليشمل النواحي االجتماعية والثقافية... فهي حقل لتعليم المهارات التسييرية والفنية والخبرات كما أنها تكفل خلق العديد من فرص العمل وخصوصا أن معظم البلدان النامية ومنها ليبيا تعاني الكثير من المشاكل السكانية نتيجة لسوء التخطيط وعدم االستغالل األمثل للموارد الموجودة وما يصاحبها من أبعاد وأخطار على العمالة والحاجة الملحة لالرتفاع بمستوى المعيشة. مشكلة الدراسة: يرى الكثير من الخبراء االقتصاديين أن إنشاء وتنمية وتطوير المشاريع الصغرى والمتوسطة تشكل رافدا مهما لعملية التنمية االقتصادية واالجتماعية باعتبارها منطلقا أساسيا لزيادة الطاقة اإلنتاجية والمساهمة في معالجة الفقر والبطالة 136

138 لذلك يتزايد االهتمام بها من قبل جميع دول العالم وخاصة بعد أن أتبت قدرتها وكفاءتها في معالجة المشكالت الرئيسية التي تواجه االقتصاديات المختلفة. نأ التحول من األنظمة االقتصادية المعتمدة أساسا على القطاع العام الى تفعيل دور القطاع الخاص في عملية التنمية االقتصادية واالجتماعية يجب أن يصاحبه االهتمام باالستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة حتى تكون أحدى أدوات تيار المجتمع.وبناء عليه وبصورة أكثر وضوحا أو تحديد يمكن إبراز مشكلة البحث في شكل التساؤل الرئيسي التالي.ما مدى مساهمة االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة في عملية التنمية االقتصادية واالجتماعية. أهداف الدراسة: تهدف الدراسة إلى :- 1- دراسة وتحديد مفهوم المشروعات الصغرى والمتوسطة. 2- التعرف على العوامل التي أدت إلى صعوبة إيجاد تعريف موحد لهذه المشروعات 3- دراسة المعايير المختلفة المستخدمة في تحديد التعريف المناسب للمشروعات الصغرى والمتوسطة 4- دراسة األهمية االقتصادية والجتماعية واالستثمار في هذه المشروعات أهمية الدراسة : تكمن أهمية الدراسة في كونه محاولة لتجمع بعض األدبيات المتعلقة بهذا الموضوع وأثارتها للدراسة من قبل الباحثين والمهتمين كما أنه سيعطيننا صورة واضحة عن مساهمة االستثمار في هذه المشروعات بالتنمية االقتصادية واالجتماعية باإلضافة فأن االستعانة بنتائج هذا البحث ستكون مفيدة لرسمي السياسات االقتصادية. المبحث األول : أسس تحديد مفهوم المشروعات الصغرى والمتوسطة. المبحث الثاني : الدور التنموي لالستثمارات في المشروعات الصغرى والمتوسطة. المبحث األول : أسس تحديد مفهوم المشروعات الصغرى والمتوسطة : إن المشروعات الصغرى والمتوسطة تختلف من قطاع إلى آخر ومن مكان ألخر فقد يكون مشروع صغير أو مؤسسة مصغرة في قطاع إنتاج متطور بمنزلة مؤسسة كبيرة في قطاع إنتاج غير متطور والعكس صحيح كما أن المعايير المستخدمة في قياس حجم المؤسسات أو المشاريع مختلفة ومتعددة حجم منها العمالة وقيمة الموجودات وحجم المبيعات وهي معايير نسبية يمكن أن تكون صحيحة في )1( مجال نشاط محدد وغير صحيحة في مجال نشاط آخر فكثير من المؤسسات في 137

139 البلدان المتطورة تمتاز حاليا بحجم عمالة قليل وحجم مبيعات كبيرا وقيمة موجودات عالية كما أن الكثير من المؤسسات في البلدان النامية نتيجة الفتقارها إلى وسائل اإلنتاج المتطورة والتقنيات الحديثة تعتمد على الموارد البشرية بشكل أساسي في نشاطها وبذلك يكون فيها حجم العمالة كبيرة جدا ومبيعاتها وقيمة ومجوداتها منخفضة. ولهذا السبب سوف نتطرق في هذه الورقة إلى النقاط التالية : * العوامل التي أدت إلى صعوبة تحديد تعريف موحد للمشروعات الصغيرة والمتوسطة. * معايير تحديد التعريف للمشروعات الصغيرة والمتوسطة. * الدور التنموي لالستثمارات في المشروعات الصغرى والمتوسطة. 0. العوامل التي أدت إلى صعوبة تحديد تعريف موحد للمشروعات الصغرى والمتوسطة : أثار تحديد مفهوم المشروعات الصغرى والمتوسطة كثيرا من الجدل في األدب االقتصادي رغم وجود المشروعات الصغرى والمتوسطة وانتشارها في دول العالم النامي والمتقدم كافة على حد السواء فالغرض من وضع تعريف للمشروعات )2( الصغرى والمتوسطة جد مهم لألسباب التالية : أ. تحديد أعضاء القطاع وبمعنى آخر المجموعات المستهدفة حتى يتمكن المسئولون من اتخاذ القرارات التحفيزية لفائدة المقاولين. ب. تيسير جمع البيانات عن هذا القطاع الستخدامها في وضع تقارير عن التقدم في عملية التنمية االقتصادية وتقديم االستثمارات لهذه المنشأة حول الفرص االستثمارية والعقبات واالتجاهات الجديدة. ج. تيسير تنمية وتوضيح السياسات االقتصادية التي تشجع النمو بصفة عامة ونمو قطاع المشروعات الصغرى والمتوسطة بصفة خاصة. د. تبني فهم أفضل لدور المشروعات الصغرى والمتوسطة وأثرها في النمو االقتصادي. إال أن مفهوم هذه المؤسسات ال يزال يثير كثيرا من الجدل بين األوساط االقتصادية الدولية والمحلية كما أن كثيرا من الدول يتعذر عليها تحديد المفهوم الختالف وضعها االقتصادي والتنظيمي وقد نجد على مستوى دولة واحدة عدة تعاريف للمشروعات الصغرى والمتوسطة وذلك راجع إلى االختالف والتباين الموجود في النشاط االقتصادي من مؤسسة إلى أخرى واالختالف الموجود كذلك بين درجة النمو االقتصادي ومدى التقدم التكنولوجي ومكانة هذه المؤسسات في السياسات التنموية من دولة إلى أخرى... الخ. 138

140 ب. ج. د. ه. ومنه فاألسباب المؤدية إلى اختالف التعاريف بين المفكرين وبين الدول وبين )3( الهيئات االقتصادية يمكن حصره في األسباب اآلتية : أ. اختالف درجة النمو االقتصادي. اختالف طبيعة النشاط االقتصادي وفروعه. شمولية المشروعات الصغرى والمتوسطة. العوامل التقنية والعوامل السياسية. إشكالية القطاع غير الرسمي. 4. معايير تحديد التعريف للمشروعات الصغرى والمتوسطة : رأينا في ما سبق أن تحديد تعريف دقيق للمشروعات الصغرى والمتوسطة على أساس يتفق عليه الجميع يشكل صعوبة كبيرة لذلك يتم االعتماد على جملة من المعايير يمكن االستناد إليها في محاولة تحديد ماهية هذه المشروعات وهذا رغم كثرة هذه المعايير التي تشكل هي األخرى مشكلة في تحديد هذه الماهية. وتكمن مشكلة هذه المعايير في صعوبة االختيار المناسب بينها كما يمكن تصنيفها إلى )4( صنفين هما : أوال : المعايير الكمية : ثانيا : المعايير النوعية )أو معايير وظيفية( : 0-4 المعايير الكمية: المعايير الكمية هي من أهم المعايير المستخدمة في تعريف المشروعات الصغرى والمتوسطة وهي تخص مجموعة من المؤشرات التقنية االقتصادية ومجموعة أخرى من المؤشرات النقدية.تتمثل أهم المعايير الكمية في : معيار العمالة )عدد العمال( وحجم اإلنتاج ورأس المال المستثمر والتقدم التكنولوجي ومعيار حجم اإلنتاج وقيمته... الخ. : معيار عدد العمال أو معيار العمالة : يعد هذا المعيار أكثر استخداما عند التمييز بين المشروعات الصغرى والمتوسطة )5( والمشروعات الكبيرة وخاصة عند المقارنة على المستوى الدولي ويعكس عدد العمال أهم المعايير الكمية في تحديد حجم المشروع بغض النظر عن طبيعة النشاط ويتراوح عدد العمال في المشاريع الصغرى والمتوسطة باختالف كل دولة ومقوماتها االقتصادية والصناعية ففي الغالب نجد عدد العمال يتراوح ما بين عامل واحد إلى )6( خمسين عامال في معظم الدول النامية. لكن استخدام التقنيات الحديثة في بعض 139

141 المشاريع جعل حجم العمالة يتضاءل مقارنة بالمشاريع الصغرى والمتوسطة التي ال تستخدم التكنولوجيا ألن نشاطات المشاريع الصغيرة كانت سابقا تعتمد فقط على المهارة اليدوية وإمكانيات العمل بالدرجة األولى ولهذا تغير استخدام معيار العمالة في المدة األخيرة عن المدة السابقة كمحدد لحجم نشاط المشروع. ومن ثم أصبح المفهوم أكثر تعقيدا باستخدام معيار العمالة ألنه يستخدم في فصل المشاريع الصغرى والمتوسطة عن المشاريع الكبيرة لكن التقدم التكنولوجي واالستخدام الحديث ألساليب اإلنتاج التي تعتمد على المعرفة جعل كثيرا من المشاريع تستعمل )1( عددا محدودا من العمالة فضال عن اعتمادها على كثافة رأس المال. ولكن على الرغم من كل االنتقادات التي وجهت لمعيار العمالة إال أنه من أكثر المعايير الكمية )8( استخداما. : معيار رأس المال المستثمر : يعتمد هذا المعيار في تحديد حجم المشاريع بحيث إذا كان حجم رأس المال المستثمر كبيرا عدت المؤسسة أو الشروع كبيرا أما إذا كان صغيرا نسبيا فتعد المؤسسة أو الشروع صغيرا أو متوسطا مع األخذ بالحسبان درجة النمو االقتصادي لكل دولة. ويتضمن هذا المعيار التفرقة بين رأس المال الثابت )األرض المباني اآلالت التي تعكس حجم الطاقة اإلنتاجية للمشروع( ورأس المال المتغير )العناصر اإلنتاجية المتغيرة التي يمول بها المشروع أصوله المتداولة من خدمات وأجور وعاملين... الخ( فهناك من يعتمد على رأس المال المتغير ويستبعد قيمة األصول الثابتة الختالف قيمتها من وقت إلى آخر حتى ال تعطي نتائج مضللة عند تصنيف المشاريع عن دائرة المشاريع الصغرى. : معيار العمالة ورأس المال المستثمر )معيار مزدوج( : يعتمد هذا المعيار في تحديد المؤسسات الصناعية والتجارية المختلفة وذلك بالجمع بين المعيارين السابقين أي معيار العمالة ومعيار رأس المال في معيار واحد يعمل على وضع حد أقصى لعدد العمال بجانب مبلغ معين لالستثمارات الرأسمالية الثابتة ويعد من المعايير المهمة التي تستخدمه كثير من الدول عند تحديد مفهوم المشروعات الصغرى والمتوسطة. وينطوي هذا المعيار على عالقة عكسية بين العاملين وحجم رأس المال المستثمر. )9( : معايير أخرى : إلى جانب المعايير السالفة الذكر هناك معايير أخرى من أهمها : معيار التقدم التكنولوجي معيار حجم اإلنتاج وقيمته معيار كمية المواد الخام المستخدمة 140

142 وقيمتها ومعيار عدد اآلالت معيار المبيعات ومعيار أسلوب اإلنتاج ومدى ارتباطه بالكفاءة اليدوية والميكانيكية ومعيار مستوى التنظيم معيار الجودة...الخ. 4-4: المعايير النوعية : بعد تطرقنا إلى المعايير الكمية نستنتج أنها تتضمن بعض النقائص ومن تم عدم قدرتها وحدها على الفصل بين المشروعات الصغرى والمتوسطة وغيرها من المشاريع األخرى خاصة فيما يخص طبيعة تنظيم العمل أو عالقة المشروع بالمحيط )01( أو درجة التخصص وعمق تقسيم العمل... الخ. هذا ما يجعل ضرورة إدراج معايير أخرى وهي المعايير النوعية. : معيار الملكية : يعد هذا المعيار من المعايير المهمة إذ نجد أن غالبية المشروعات الصغرى والمتوسطة تعود ملكيتها إلى القطاع الخاص في شكل شركات أشخاص أو شركات أموال معظمها فردية أو عائلية يؤدي مالك هذا المشروع دور المدير والمنظم وصاحب اتخاذ القرار الوحيد : معيار حصة المؤسسة أو المشروع من السوق : بالنظر العالقة الحتمية التي تربط المشروع بالسوق كونه الهدف الذي يؤول إليه منتجاته فهو يعد بهذا مؤشرا لتحديد حجم هذا المشروع باالعتماد على وزنه وأهميته داخل السوق الذي كلما كانت حصة المشروع فيه كبيرة وخطوطها وافرة عدا هذا المشروع كبير أما تلك أو ذلك الذي يستحوذ على جزء قليل منه حيث أنه من مناشطة مناطق ومجالت محدودة فيعد مشروعا صغيرا أو متوسطا. )11( 3. بعض التعريفات المختلفة لدول عربية للمشروعات الصغرى والمتوسطة: اليمن : يعد المشروع صغيرا في جمهورية اليمن عندما يضم أقل من أربعة عمال وبعد متوسطا عندما يتراوح عدد العاملين فيه بين عاملين وتسعة عمال ويعد كبير عندما يصل عدد العاملين فيه إلى )10( عمال. األردن : يعد المشروع صغير عندما يتراوح عدد العاملين فيه بين )10( عمال ويعد متوسط عندما يتراوح عدد العمال ما بين )25-10 ع( امال. مصر : يعد المشروع صغيرا في مصر عندما يعمل فيه )9( عامل فأقل ويعد متوسطا عندما يصل عدد العمال فيه )10-49( عامال مع مراعاة تعديل هذه النسب كل خمسة سنوات بواقع %10 كلما أقتضى األمر ذلك. )12( تعريف المشروعات الصغيرة والمتوسطة في ليبيا : المشروعات الصغيرة هي المشروعات التي ال يزيد عدد العاملين فيها عن )25( عامال وال يتجاوز قيمة اإلقراض الرأسمالي التأسيسي الذي منح لها )2.5( مليون دينار كحد أقصى. أما المشروعات المتوسطة فهي المشروعات التي ال يزيد عدد 141

143 العاملين فيها عن )50( عامال وال يتجاوز قيمة اإلقراض لرأس المال التأسيس الذي يمنح لها )5( مليون دينار ليبي لحد أقصى. ومما سبق نجد أن تعدد المفاهيم المستخدمة في تعريف المشروعات الصغيرة والمتوسطة واختالف مدلولها من دولة إلى أخرى صعب على المتهمين والباحثين في هذا المجال من تقديم تعريف موحد لها ويرجع ذلك إلى اختالف في درجة النمو االقتصادي لكل دولة ومدى الوفرة أو الندرة النسبية لعناصر اإلنتاج المختلفة. المبحث الثاني :الدور التنموي لالستثمارات في المشروعات الصغرى والمتوسطة في ليبيا : يعد االستثمار في المشروعات الصغرى من أهم محركات التنمية وإحدى دعائمها الرئيسية لقيام النهضة االقتصادية على مستوى االقتصاد المحلي أو اإلقليمي وبذلك ينظر إلى هذا النوع من االستثمار على أنه وسيلة للحد من البطالة نظرا لكثافة عنصر )13( العمل به وانخفاض ما تستلزم من رأس المال لخلق فرص العمل كما أنه وسيلة للتقريب بين الدخول في اتجاه تحقيق عدالة التوزيع وللتخفيف من حدة الفقر ونظر ا إلى أهمية هذا القطاع إلى المشروعات الصغرى والمتوسطة في التنمية المحلية فقد أولته دول كثيرة ومنها ليبيا عناية تمثلت في إنشاء هياكل ومؤسسات للتخطيط واإلشراف والتمويل ووضع برامج تنموية تمكنها من تطوير مشروعاتها الصغيرة والمتوسطة وتحقيق نتائج حسنة على مستوى اقتصادياتها المحلية. وال شك أن الوقوف عند الدور الذي تؤديه المشروعات الصغرى والمتوسطة كأداة فاعلة في التنمية بصفة عامة والتنمية المحلية بصفة خاصة يجعلنا نبين دورها التنموي من خالل النقاط اآلتية": مساهمة االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة في توفير فرص العمل. مساهمة االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة في التنمية الصناعية المتكاملة. االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة وأهميتها االجتماعية ومساهمتها في تحقيق التنمية المحلية. 0. المساهمة في توفير فرص العمل : تعاني معظم البالد النامية التي تتصف بالنمو السريع للسكان والقوى العاملة من مشكلة البطالة بكل أنواعها فلم يعد حتى القطاع الزراعي والخدمات قادرا على استيعاب قدر كبير من قوة العمل وأصبح توظيف األعداد الكبيرة من العمالة غير 142

144 المدربة عادة في أعمال منتجة يمثل مشكلة حقيقية في هذه البالد. كما أن هناك شبه إجماع بين االقتصاديين على عدم قدرة المشروعات الكبيرة الحديثة على توفير فرص عمل كافية المتصاص البطالة المنتشرة سواء في المجتمعات النامية أو المتقدمة على حد سواء أو استيعاب األعداد المتزايدة من العمالة والتي تضاف كل عام إلى القوة العاملة ومن هنا ظهرت أهمية االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة في )14( توفير فرص عمل والحد من مشكلة البطالة. وهنا يبرز دور االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة لتوفير فرص عمل منتجة في ظل تكاليف رأس )15( المال منخفضة نسبيا وذلك بالعمل في اتجاهين : االتجاه األول:يعني خلق فرص عمل وتنظيم فرص العمالة المنتجة وامتصاص البطالة. االتجاه الثاني : تكوين قاعدة عريضة من العمالة الماهرة وإذا ما تناولنا مدى فاعلية مساهمة االستثمار في المشروعات الصغرى في خلق فرص العمل والعمالة المنتجة فإننا نجد أن مقدار أحجام المنشآت المختلفة في تكوين فرص العمل تتوقف على رأس المال المستثمر للعامل. إن متوسط تكلفة فرص العمل من رأس المال المستثمر في المشروعات الصغرى )16( تقل بمعدل ثالث مرات عن متوسط تكلفة فرص العمل في المؤسسات كلل مما يعني أن حجم االستثمار المطلوب لتشغيل عامل واحد في المشاريع الكبيرة يمكن أن يوظف ثالثة عمال في المشروعات الصغيرة أو المتوسطة. فإذا أخذنا على سبيل )11( المثال االتحاد األوروبي الذي يتمتع بتجربة ناجحة في هذا المجال نجد أن عدد المشروعات الصغرى والمتوسطة تزيد على 20 مليون مشروع تمثل نسبة %8 98 من الهيكل اإلنتاجي الكلي وتشغل 6 66 %من حجم العمالة وتسهم بنحو %6 64 من حجم التجارة األوروبية كما تولى الدول العربية اهتماما متزايدا بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة التي يمثل عددها أكثر من %90 من عدد المؤسسات اإلنتاجية وتشغيل ما يزيد على %30 من العمالة وتسهم بنحو %20 في الناتج المحلي )18( اإلجمالي. ويمكن مالحظة التطور الحاصل في عدد العمالة المشتغلة في قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مجاالت الصناعة التحويلية من خالل الجدول التالي: ومما تجدر اإلشارة إليه عند بحث إمكانية المشروعات الصغرى والمتوسطة في توفير فرص العمل األخذ في الحسبان االعتبارات التالية : تكثيف العمالة في المشروعات الصغرى والمتوسطة يجب إال يترتب عليه اإلخالل باعتبارات الكفاءة حتى يكون ذلك مجزيا اقتصاديا بمعنى أن االستخدام 143

145 المكثف للعمل يجب أن يكون مقترنا بالوفرة في العناصر األخرى النادرة كرأس المال والتنظيم. البد أن يدخل في الحسبان فرص التوظيف الكلية المباشرة وغير المباشرة أي مضاعفة التشغيل الذي يبين لنا عدد العمال الذين يوجهون إلى التشغيل في مقابل كل عامل تتوافر له فرصة عمل مباشرة ونقصد بفرصة العمل غير المباشرة تلك الفرص التي يتم خلقها في مشروعات أخرى كنتيجة لفرص التوظيف المباشر المرتب على استثمارها في مشروع ما. وتقوم المشروعات الصغرى والمتوسطة أيضا بدور رائد تجاه تكوين قاعدة عريضة من العمالة الماهرة واإلداريين فغالبا ما تعتمد هذه المشروعات استخدام عمالة غير مدربة أو منخفضة المهارة فمع مرور الوقت تتحول هذه العمالة إلى عمالة ماهرة حيث تكتسب الخبرة الفنية ويتم ذلك في نطاق التكاليف المنخفضة للمجتمع ألن التدريب مرتبط باإلنتاج داخل المشروع الصغير هذا فضال عن نمو اإلدارة داخله وارتفاع كفاءته بشكل نسبي. يعد االستثمار في المشروع الصغير إلى جانب توفير فرص العمل محركا للوظائف أي مصدرا مهما لخلق فرص العمل الجديدة التي تستحدث سنويا إذ تظهر اإلحصائيات عدد الوظائف الجديدة في الواليات المتحدة بأن االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة تفوقت على المشروعات الكبيرة في عدد الوظائف الجديدة التي تستحدثها منذ عام 1965 وفي )19( عام 1993 وصل عدد الوظائف الجديدة نحو 100 ألف وظيفة جديدة هذه المساهمة هي سبب عد بعض المختصين المشروعات الصغرى والمتوسطة بأنها محرك الوظائف واالقتصاد هذه المساهمة مهمة وهي غير محصورة في الواليات المتحدة األمريكية فدراسات االقتصاد البريطاني تظهر النتائج نفسها أن األعمال الصغيرة والمتناهية الصغر تخلق وتستحدث وظائف جديد أكثر بكثير من األعمال )20( الكبيرة في الحجم. 4. مساهمة االستثمار في المشروعات الصاغرى والمتوساطة فاي التنمياة الصاناعية المتكاملة : لالستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة أهمية اقتصادية كبيرة تظهر في أن المشروعات الصناعية الصغيرة تستطيع إمداد المشروعات الصناعية الكبيرة ببعض المكونات أو الصناعات المغذية كما يمكن لتلك المشروعات مساعدة الصناعات الكبيرة في عملية توزيع منتجاتها في مختلف األسواق المتسعة فضال عن قيامها بتقديم خدمات الصيانة إلى جانب تكثيف النسيج الصناعي التطوير 144

146 التكنولوجي وتنظيم االستهالك الوسيط وتنمية الصادرات ومن ثم المساهمة الفعالة )21( في التنمية الصناعية وكل هذا يأتي من خالل: : 0-4 تدعيم الصناعات الكبيرة : من المعلوم أن المشروعات الصغرى والمتوسطة والمشروعات الكبيرة ليسوا محل منافسة ومفاضلة بقدر ما يكونون محل تكامل فالتعاون بين المشروعات الصغرى والمتوسطة والمؤسسات أو المشروعات الكبرى يؤدي إلى تدعيم قطاع النشاط الذي تعمل فيه فمثال في القطاع الصناعي تقوم بتنظيم االستهالكيات الوسيطية وتنوع اإلنتاج الصناعي هذا من خالل العالقات ما بين القطاعات وعملها على خلق ورابط بين اإلنتاج الصناعي واإلنتاج الزراعي. )22( وتتمكن الصناعات الصغيرة من تثمين نسيجها الصناعي من خالل مشاركتها في: الرفع من معدل االندماج الصناعي للمؤسسات الوطنية وخاصة عن طريق الشراكة أو المقاولة من الباطن أو المناولة. توفير منتجات كثيرة من أجل توجيهها نحو االستهالك أو من أجل خدمة البرامج الوطنية الكبرى مثل الصحة التربية السكن... الخ. توسيع سوق الشركات والمؤسسات العمومية الوطنية عن طريق استعمالها لمنتجات نصف مصنعة ومنتجات تامة الصنع. توفير المنتجات الوسيطة والنهائية بتعاون قطاع الزراعة مع قطاعات النشاطات األخرى وهذا يتم بالضرورة بمساهمة الفروع الصناعية. : 3-4 دور المشروعات الصغرى والمتوسطة في التطور التكنولوجي : يمكن لالستثمار في المشروع الصغير والمتوسط أن يؤدي دوره في التطور التكنولوجي وذلك بان تندمج هذه المشروعات ضمن تركيبة تكنولوجية وطنية قادرة على االرتفاع باالقتصاد القومي على مدارك االعتماد على الذات وذلك من )23( خالل: تحقيق التشابك القطاعي على مستوى اإلنتاج من خالل عالقات االعتماد المتبادل بين المشروعات الصغرى والمشروعات الكبرى من الناحية التكنولوجية والتقنية أي على المستوى الرأسي بما في ذلك عالقة التكامل من خالل عدة أساليب لكل من أبرزها في الخبرات العالمية أسلوب التعاقد من الباطن. 145

147 يمكن للمشروعات الصغرى والمتوسطة ومنها الصناعية أن تندرج ضمن تكنولوجيا مالئمة لالعتماد على الذات من خالل دورة علمية تكنولوجية متكاملة تبدأ بالبحث والتطوير التكنولوجي مرورا بعملية التصميمات الصناعية والهندسية األولية وانتهاء بتصنيع السلع التكنولوجية وتتحقق هذه الدورة بارتكاز على محاور اإلبداع والتطوير. تحقيق التعميق الصناعي بإقامة صناعة محلية لآلالت والمعدات اإلنتاجية ويمكن مثال للصناعات الصغيرة والمتوسطة أن تسهم في تحقيق هذه المهمة من خالل تصنيع أآلت الورش. : 2-4 تنظيم االستهالك الوسيط : نعني بكلمة تنظيم االستهالك الوسيط هو تعاون الصناعات الكبيرة مع الصناعات )24( الصغيرة المتوسطة عن طريق ما يسمى بالمقاولة فالمشروعات الصغيرة وحتى المتوسطة تعمل على توفير الصناعات الوسيطة للمشروعات الكبيرة وهذا يتم بموجب اتفاقية تكون بين مشروعات أو مؤسسات كبيرة وصغيرة وحتى متوسطة من أجل تصنيع جزء من المنتوج ويمكن أن تطلق على صناعة ما أنها مقاولة من الباطن إذ خصصت %50 أو أكثر من قيمة إنتاجها في تغطية اإلنتاج الوارد في العقد إال أن وظيفة التسويق ليست من اختصاصها فمع اتساع القاعدة الصناعية في الجزائر مثال وانتشار العديد من المركبات الصناعية بين مختلف المناطق وهي 12 منطقة صناعية فإن هذا النوع من النشاط المتمثل في المقاولة من الباطن أخذ يتسع بشكل كبير حيث تقوم المشروعات الصغرى بالتكفل باألمور الثانوية لهذه المجمعات كنقل العمال والتموين بالمواد الغذائية وقد لقي هذا النوع من التعاقد اهتماما كبيرا من طرف الحكومة لما ينتج عنه من تسهيل عملية التصنيع وتدعيم الصناعات الكبيرة. : 5-4 دور المشروعات الصغرى في تنمية الصادرات : تعاني معظم الدول النامية من وجود عجز في الميزان التجاري ويمكنها أن تواجه هذا العجز عن طريق زيادة حجم الصادرات وخفض الواردات وذلك من خالل توفير سلع تصديرية قادرة على المنافسة أو توفير سلع تحل محل السلع المستوردة. وتشير التجارب للعديد من الدول إلى أهمية منتجات المشروعات الصغرى في هيكل الصادرات ففي اليابان وصلت نسبة مساهمتها في صادرات قطاع الصناعة الياباني إلى %51 عام 1991 م كما وصلت نسبة مساهمتها في صادرات قطاع الصناعية )25( في الهند إلى %55 عام م. 146

148 3. االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة وأهميته االجتماعية ومساهمته في التنمية المحلية : الشك أن لالستثمار في المشروعات الصغرى له أهميته االجتماعية في نشر الوعي اإلنتاجي ويعمل على التحرر من أساليب اإلنتاج التقليدية التي الزمت المجتمعات والسيما الريفية منها مراحل زمنية طويلة. فاالستثمار في المشروعات الصغرى يتميز بأنه منتشر في طول البالد وعرضها وبذلك كان للمشروع الصغير والمتوسط دور كبير في التأثير في سلوك األفراد وعاداتهم وتفكيرهم إذ تم نقل التكنولوجيا البسيطة بطريقة تدريجية سهلة كما أنها أسهمت في اإلفادة من وقت الفراغ الضائع الذي يترتب عليه تفشي الظواهر السيئة في المجتمعات وانتشار أنماط السلوك االجتماعي غير السوي. 0-3: االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة كعامل للتنمية المناطقية : يستند المدافعون عن دور المشروعات الصغرى في التنمية المناطقية أو الجوية إلى واقع البلدان النامية التي تعرف صعوبات عديدة كانخفاض الدخل النقدي المتوسط وارتفاع المتعطلين من القوى العاملة وانخفاض مستوى التعليم والتكوين وتشخيص هذه األوضاع المتردية أكثر في المناطق الريفية إذ نجد هيكلها يخضع بصفة واسعة للعالقات العينية ولكاد يكون مقطوعا من الهيكل االقتصادي لمناطق المدن الذي يعد أكثر تطورا. تعد المشروعات الصغرى في مثل هذه الوضعيات األسلوب المفيد نظرا إلى ما تتمتع به من خصائص تجعلها تتالءم وخصوصيات المناطق الريفية إن هذه الحجة جعلت ليبيا تنتهج األسلوب نفسه في محاولة النهوض بالمناطق الداخلية بوضع برامج للتصنيع المحلي. وكانت تهدف من ورائه نشر التنمية االقتصادية واالجتماعية وقد تم في هذا اإلطار إعداد برامج خاصة للتنمية وتطوير الصناعات الصغيرة والمتوسطة غير انه عوض أن تتجه هذه الصناعات إلى المناطق الداخلية واألرياف نجدها تتركز في المدن الكبرى وقد يعود سبب ذلك إلى توفر الشروط االجتماعية والثقافية واالقتصادية في المدن أكثر منها في األرياف التي قد تنعدم في بعضها الشروط المذكورة. : 4-3 االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة كعنصر من عناصر ضمان الدخل العائلي : بعد أن سارعت المؤسسات الكبرى إلى تقليص عدد عمالها لالستجابة إلى متطلبات األزمة االقتصادية فإنها أسهمت في تعميق مشكلة البطالة وترسيخ اإلقصاء االجتماعي نرى أن نسب التشغيل في المشروعات الصغرى والمتوسطة ما فتئت )26( تتزايد منذ التسعينات فضال عن زيادة استقرار العمل في المشروعات الصغرى 147

149 فإنه يستجيب إلى متطلبات الفئات األكثر تعرضا للتهميش والبطالة كالنساء والشباب والمتقدمين في السن وذلك بما يتميز به من مرونة في العالقات وقلة التدرج الوظيفي. 3-3: االسااتثمار فااي المشااروعات الصااغرى كعنصاار ماان عناصاار إدماااج المناااطق النائية: إن االستثمار في المشروعات الصغرى يسهم في إدماج المناطق النائية في الحياة االقتصادية فمسألة التطور اإلقليمي التي كانت قديمة جدا تطرح في إطار عام وشامل يسعى إلى تحقيق التوازن بين األقاليم إال أن هذه النظرة الشاملة إلى المشكلة كانت تعتمد على أهمية المشروعات الكبرى وما تحققه من دفع المشروعات والصناعات األخرى إلى النمو فقدرة هذا النوع من المشروعات على االستجابة لمتطلبات اإلقليم والمستهلك ناتجة عن طريق إدارتها وتعدد إنتاجها خالفا للمشروعات الصغرى موحدة اإلنتاج فهذه إذا أكثر تعامال وتجاوبا مع اإلقليم الذي توجد فيه عما هي الحال لدى المشروعات كبيرة الحجم وهي التي تخدم المحيط الذي تعيش فيه. : 2-3 االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة ينمي المبدعين والريادين )29( وتعلم إقامة األعمال : تعد المشروعات الصغرى والمتوسطة موقعا مهما لتنمية هذه االستعدادات والمهارات الريادية الضرورية لنمو أي اقتصاد معاصر فاالقتصاد الذي تهيمن عليه شركات كبيرة وبيروقراطية ال يوفر فرصا كهذه وهذه تقود إلى تراجعه وقد تكون أحد أسباب انهيار اقتصاد الدول االشتراكية هو هذا الخنق للمبادرات الذاتية والمهارة في إقامة أعمال جديدة. 5-3: االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة ينمي المبادرات الفردية : تسمح المشروعات الصغرى والمتوسطة بإظهار روح المبادرة وتحمل المخاطر وتنميتها ألن رجل األعمال الذي يبدأ باالستثمار في مشروع صغير البد أن يواجه بعض المخاطر غير المتوقعة مما يتطلب القدرة على التنبؤ باألحداث غير المتوقعة واتخاذ القرارات السليمة حيالها. : 6-3 االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة يقوم بتقديم الخبرة المتكاملة للعاملين : يسمح االستثمار في المشروعات الصغرى للعاملين القيام بمهام مختلفة في مدد زمنية قصيرة بتنوع المهام والمسئوليات التي يقوم بها العاملون في هذه المشروعات وبذلك تتسع خبراتهم ومعارفهم وكذلك تسمح لهم المشروعات الصغرى باتخاذ القرارات المهمة مما يؤدي إلى إظهار طاقتهم الفعالة. 148

150 1-3 :االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة يوطد العالقات مع المستهلكين في المجتمع : يتمتع االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة بالقرب من المستهلكين والقدرة على اكتشاف احتياجاتهم مبكرا ومن ثم تستطيع تقديم منتجات تشبع بعض الحاجات الخاصة كأعمال الحياكة وإصالح األدوات الكهربائية وغيرها من األعمال. يعد االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة الحجر األساسي في عملية التنمية االقتصادية واالجتماعية ويعود ذلك إلى مردودها االقتصادي اإليجابي على االقتصادي الوطني من حيث دورها الرائد في تحقيق الزيادة المتناهية في حجم )28( االستثمار أو المبيعات. 8-3: االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة أساسي للتنويع الثقافي في االقتصاد : يهتم بعض العلماء بدور آخر غير ظاهري لالستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة وهو دورها في تعزيز التنوع الثقافي والحفاظ عليه الجانب االقتصادي في االستثمار في المشروعات الصغرى والجانب االجتماعي كذلك مهم فالمشروع الصغير يوفر فرصة عمل ألفراد العائلة كما يسهم بتعبئة مدخراتهم وبذلك نجدد أن االندماج بين الجانبين االجتماعي واالقتصادي يسهم في استثمار المدخرات كما يسهم في تحقيق توازن اجتماعي واقتصادي على المستوى اإلقليمي. 9-3: االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة يسهم في التوازن الجهوي )29( : تقتضي التنمية االقتصادية واالجتماعية توجيه عدد من االستثمارات نحو المناطق الريفية ونأخذ أحسن مثال عن التعاون بين الريف والمدن بحيث يتم إنتاج المنتوجات النصف المصنعة في األرياف ويتم تركيبها في المصانع الكبرى التي تقع خارج الريف. هذا النوع من التوازن الجهوي قد تنتج عنه عدة فوائد تعود على المصانع الكبرى بالفائدة وكذلك على االقتصاد الكلي مثل : اليد العاملة الريفية الرخيصة االمتيازات الضريبية على المناطق الريفية وجود مواد أولية قرب األرياف توفير بعض المصاريف مثل العمال وغيرها من الفوائد :االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة يساعد على إرضاء الحاجيات الحالية للمستهلك : من بين األهداف األساسية التي سيطرت خالل إنشاء برنامج تنموي يرتكز على دعم المشروعات الصغرى هو إنتاج السلع االستهالكية وأخرى وسيطة موجهة إلى إرضاء حاجيات المستهلك التي أصبحت تنتج من قبل هذه المشروعات. 149

151 00-3: االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة يساعد على محاربة أنماط السلوك االجتماعي غير السوي : تواجه المشروعات الصغرى والمتوسطة مشكلة البطالة وتحاول القضاء على فرص تكوين فئات من أفراد المجتمع تعاني من عدم توافر فرص عمل لهم مما يدفعهم إلى ممارسة أنماط سلوكية غير سوية ينتج عنها العديد من ظواهر االنحراف والفساد االجتماعي بسبب انسياقهم في تيارات تؤدي إلى خلق فئة من العاطلين المتسببين في نشر الفساد مما يضر بمقدرات البالد االقتصادية واالجتماعية وتستطيع هذه المشروعات والسيما الحرفية منها جلب الشباب كمساعدين في بعض األعمال بدال من تحولهم إلى طاقات تضر بالمجتمع أو استغاللهم في أعمال ال تليق بأعمارهم وخاصة في ظل القطاع غير الرسمي. : 04-3 االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة يساعد على تكوين نسق قيمي متكامل في أداء األعمال : تعمل المشروعات الصغرى والمتوسطة على تنمية قيم اجتماعية لدى األفراد وأهمها االنتماء في أداء العمل الحرفي إلى نسق أسرى متكامل وذلك في الحرف التي تتوارثها األجيال حيث يبدأ الفرد في اكتساب القيم التي تلقي إليه منذ مراحل الطفولة وحتى ممارسة للحرف التي تمارس في داخل إطار األسرة الواحدة األمر الذي يترتب عليه تكوين فئة من العمالة المنتجة التي تعمل في النسق الواحد والمشروعات الصغرى خاصة الحرفية منها أو التقليدية والبيئية يمكن أن تدعم هذا النسق األسرى المتكامل ويمكن أن تحقق ذلك على مستوى األقاليم المختلفة إذ تنتشر هذه المشروعات فيتكون بذلك النسق االجتماعي المتكامل في أداء األعمال الصغيرة على مستوى المجتمع كله إلى جانب كل هذه األهمية لالستثمار في المشروع الصغير في التنمية المحلية واالجتماعية هناك جوانب أخرى وهى مساهمة االستثمار في المشروع الصغير في تدعيم دور المرأة وخصوصا الريفية في النشاط االقتصادي حيث تستوعب هذه االستثمارات عمالة نسائية في نشاطات عديدة منها إنتاج األلبسة الجاهزة والتطريز والحياكة وكل المشروعات األسرية المنتجة. الخاتمة: إن دراسة أهم المفاهيم المتعلقة بالتنمية االقتصادية تبين أن مفهوم التنمية االقتصادية أصبح يحظي بتقارب ملفت وشامل من جانب المفكرين إذ إن جوانب التنمية متكاملة بحيث ال يتسنى وضع نظرية مثمرة للتنمية ما لم يأخذ الباحثون في اعتبارهم مختلف العوامل االجتماعية واالقتصادية التي لها صلة بالتنمية كما أصبح من األمور المتفق عليها أن يتضمن التخطيط للتنمية الجوانب االقتصادية واالجتماعية بحيث تناظر اإلجراءات االقتصادية إجراءات أخرى اجتماعية تواكبها 150

152 وتسير معها جنبا إلى جنب ويرتبط مفهوم التنمية بكثير من المدلوالت األخرى من أهمها تنمية المجتمع المحلي أو التنمية المحلية التي تتم في مناطق محددة وبالطبع تهدف التنمية االقتصادية إلى رفع مستوى المجتمع المحلي اقتصاديا عن طريق استغالل مختلف الموارد واالستفادة من الطاقات واإلمكانيات الموجودة بالمجتمع واالعتماد على الجهود المحلية وتحسين ظروف معيشة أفراده ماديا وصحيا وتعليميا وترفيهيا وتطوير العمل على إكسابهم المعلومات والمعارف واالتجاهات الجديدة التي تسهم في تحقيق التقدم مع زيادة قدراتهم في خدمة أنفسهم عن طريق عدة مجاالت لعل من أهمها تشجيع االستثمار وخاصة في مجال المشروعات الصغرى والمتوسطة حيث هي أنسب لدفع عجلة التنمية المحلية. حيث تطرقنا إليه وتم تأكيده في الدور التنموي الذي يؤديه االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة مبرزين أهم الجوانب في : خلق فرص عمل كافية المتصاص البطالة الموجودة في البلدان النامية عن طريق إحالل العمل المتوافر محل رأس المال. مساهمة في جذب المدخرات المحلية إذ إن تنمية هذا النوع من المشروعات يسهم في عملية االستثمار في النواحي االقتصادية والسيما اتجاه إحالل سلع محلية والمساهمة في التصدير. دور االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة في عملية التنمية المحلية نظرا إلى ما تتصف به من االنتشار الجغرافي في أنحاء الوطن كله وهذا يمكنها من تحقيق أهداف تنموية اجتماعية. يعمل االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة على تجهيز األسواق بالسلع المنتجة عن طريق السكان المحليين باالعتماد على التجهيزات أو المواد الوطنية وبذلك تشبع هذه السلع حاجات مختلفة للفئات االجتماعية وتتوافق مع مستويات دخولهم الحقيقية مما يمكن القول إن االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة يساعد على تعميق مبادئ العدالة االجتماعية وتعمل على تطوير القدرات الوطنية. وقد توصلت الدراسة إلى النتائج التالية :- 2- تبين من الدراسة إن هناك مجموعة من األسباب أدت إلى عدم تحديد تعريف موحد بين المفكرين وبين الدول والهيئات االقتصادية لهذه المشروعات. 151

153 3- أوضحت الدراسة أن هناك عدة معايير يمكن االستناد إليها في تحديد ماهية المشروعات الصغرى والمتوسطة 4- تبين من الدراسة أن معيار العمالة مازال يعد أكبر المعايير استخداما عند التمييز بين المشروعات الصغرى والمتوسطة خاصة عند المقرنة على المستوى الدولي. 5- أوضحت الدراسة أنه يجب استخدام معايير النوعية إلى جانب استخدام المعايير الكمية ألن المعايير الكمية تتضمن بعض النقائص واستخدامها لوحدها اليمكن الفصل بين المشروعات الصغرى والمتوسطة وغيرها. 6- تبين من الدراسة تعدد المفاهيم المستخدمة في تعريف المشروعات الصغرى والمتوسطة واختالف مدلولها من دولة إلى أخرى أدى ذلك إلى صعوبة تقديم تعريف موحد لهذه المشروعات من قبل الباحثين والمهتمين بها. 1- أوضحت الدراسة أن االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة يعد إلى جانب توفير فرص العمل محركا للوظائف أي مصدرا مهما لخلق فرص العمل الجديدة لألفراد الذين يدخلون سن العمل سنويا. 8- تبين الدراسة أن االستثمار بالمشروعات الصناعية الصغرى والمتوسطة له دون كبير حيث أن المشروعات الصناعية الصغيرة تستطيع أن تقوم بإمداد المشروعات الصناعية الكبيرة ببعض المكونات الصناعية الوسيطة التي تدخل في إنتاج هذه المشروعات الصناعية الكبيرة. 9- أوضحت الدراسة أن االستثمار في المشروعات الصغيرة والمتوسطة تعمل على تنمية الصادرات حيث تبين أن صادرات هذه المشروعات في اليابان وصلت نسبة ما همها في الصادرات الصناعية حوالي %51 عام 1991 م وفي الهند %55 عام م. 10- تبين من الدراسة أنه إلى جانب االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة في التنمية المحلية واالجتماعية كذلك فإن االستثمار بهذه المشروعات يساهم في تدعيم دور المرأة وخصوصا الريفية. التوصيات : من خالل هذه الدراسة يمكن تقديم بعض التوصيات المتمثلة في : يجب استغالل اإلمكانيات المتاحة والخصوصيات المتميزة لمناطق البلد كله عبر األجهزة المساعدة لالستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة لوضعها في خدمة التنمية المحلية وتشجيع االستثمار. 152

154 دعم السلطات للشباب المستثمرين لالستفادة من العقارات والمحالت التي تتماشى مع المشاريع المقترحة أي ذات خصوصية تكنولوجية بوضعها المعنية األولى على المستوى المحلي. تدعيم كل األجهزة المساعدة على االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة وهذا عن طريق فتح المجال بالمتهمين باإلدماج المهني والتشغيل للقيام بالدور اإلعالمي والتنشيطي في الوسط الشبابي. استحداث آليات تمويل جديدة تتماشى واحتياجات المشروعات الصغرى والمتوسطة مع األخذ في الحسبان عدم كفاية الضمانات التي تقدمها هذه المشروعات. اشتراك جميع القطاعات التي لها عالقة باالستثمار والتشغيل والتنمية في وضع بنك المعلومات بالمشاريع االستثمارية داخل مناطق البلد المتفرقة. تطبيق سياسة المركزية القروض ورفع سقف القروض المسموح به للبنوك على مستوى فروعها والمعالجة السريعة والفعالة لملفات القروض المقدمة من قبل المشروعات الصغرى والمتوسطة. إقامة هيئة أو منظمة تسهر على قيادة نظام تكويني وتأهيلي لمسيري المشروعات الصغرى والمتوسطة يمكنهم التحكم في أدوات التسيير الحديثة ومواجهة متغيرات المحيط. دعم المشاركة بين المنظمات الوطنية واألجنبية بغرض جلب الخبرة والتقنية واألموال في الوقت نفسه. دعم عملية تأهيل المشروعات الصغرى والمتوسطة ووضع آليات تعمل على ربط العالقة وتمتينها بين هذه المشروعات ومراكز البحث وتطوير المقاولة الباطنية بينها وبين المشروعات الكبرى سواء األجنبية أو الوطنية. ضرورة االستفادة من األفكار واألساليب والنماذج العربية والعالمية في التعامل مع القروض الصغيرة وفي تطوير آليات تنمية االستثمار في المشروعات الصغرى والمتوسطة. إيجاد مؤسسات مالية لتنمية وتمويل الصناعات الصغيرة والمتوسطة الحرفية المؤيدة بقوانين وتشريعات كإنشاء صناديق استثمار تتولى تجميع المساهمات المالية الصغيرة وجذب صغار المدخرين إلى هذه الصناديق لتؤدي دور الوسيط بين أصحاب رؤوس األموال وأصحاب المشاريع بعد قيامها بدراسة جدوى المشروع ورأس المال المطلوب وهامش الربح المتوقع. 153

155 الهوامش: 1( مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية 2010 ص 20. 2( أيت زيان كمال : أهم التجارب الدولية الرائدة في مجال دعم وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الملتقى الوطني حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر جامعة 20 أوت 955 سكيكوه 14 أبريل ( ليلى لوالشي : التمويل المصرفي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة رسالة ماجستير في العلوم االقتصادية جامعة محمد خيضر بسكره 2005 ص 44. 4( فاطمة جالل محمد السيد دور الصناعات الصغيرة في تنمية اقتصاديات الدول النامية رسالة ماجستير في العلوم االقتصاد جامعة عين شمس مصر 1994 ص 4. 5( درية محمود إبراهيم اقتصاديات صناعة دباغة الجلود رسالة ماجستير في االقتصاد جامعة عين شمس مصر 2000 ص 8. 6( ستحون سمير إشكالية تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة رسالة ماجستير في العلوم االقتصادية جامعة تلمسان الجزائر 2005 ص 13. 1( فاطمة جالل السيد دور الصناعات الصغيرة في تنمية اقتصاديات الدول النامية رسالة ماجستير مرجع سابق ص 5. 8( تعرض معيار العمالة إلى العديد من االنتقادات من أهمها : أن عدد العمال ليس الركيزة الوحيدة في العملية اإلنتاجية إذ أن هناك تغيرات اقتصادية ذات أثر كبير في حجم المنشأة كحجم اإلنتاج والحجم الطبيعي للمؤسسة والمعدات الرأسمالية أيضا ال يعكس هذا المعيار الحجم الحقيقي للمؤسسة بسبب اختالف معامل رأس المال فهناك مؤسسات ذات نشاط يتطلب استثمارات رأسمالية ضخمة ولكنها توظف عددا قليال من العمال وال يمكن اعتبارها ضمن المؤسسات الصغيرة كما أن هناك مؤسسات ذات نشاط يتطلب استثمارات رأسمالية قليلة ولكنها توظف عددا كبيرا من العمال وعدم إدراجها ضمن المؤسسات الصغيرة للمزيد اطلع على المرجع التالي: Pp20 Olivier Torres : PME.Nouvelleapproche. Economica.Paris 9( فاطمة جالل السيد مرجع سابق 1994 ص 8. 10( عبداهلل مايو واقع بحوث التسويق في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة رسالة ماجستير جامعة قاصري مرباح ورقله الجزائر 2001 ص 4. 11( سليمان الصيد المنشآت الصغيرة بين الدعم والتعويض مركز الدراسات عن المشروعات الصغيرة والمتوسطة األردن ( عبداهلل إمحمد شامية سبل دعم وتطوير المشروعات الصغيرة ندوة حول تنمية وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة في ليبيا 2006 ص ( أبو سهين أ بوشنافة واقع تمويل المشروعات للحد من البطالة لملتقى الوطني حول االستثمار والتشغيل 2005 جامعة جيالني اليأس سيدي بن عباس الجزائر 2005 ص 10. Role et realite de I'agenceNationale de Soutien a Emploi des Boussahmine )14 Jeunesdans Le financement et la Creation des Petites entreprisesdans la wilaya de. T 3.4 Bedur.Organiser par CREAD ( سيد عبد الرحيم دور الصناعات الصغيرة وأهميتها في إستراتيجية االقتصاد المصري الندوة الدولية األولى حول تنمية المشروعات الصغيرة جامعة عين شمس 1991 ص ( سيد عبد الرحيم دور الصناعات الصغيرة وأهميتها مرجع سابق 1991 ص ( اتضح أيضا من خالل األزمات المتكررة وأهمها األزمة التي شهدتها أوروبا الغربية في السبعينات ( األزمة البترولية ) القدرة الهائلة للمشروعات الصغرى والمتوسطة في استيعاب العمالة في هذا الصدد نجد األعمال واالستطالعات اإلحصائية ومنها بحوث Xavier Greffe التي أقيمت سنة 1910 قصد البحث وتقييم دور وفعالية المشروعات الصغيرة والمتوسطة الفرنسية ودورها في توفير فرص العمل وكذلك من خالل دراسة بحثية للعوامل التي تعرقل تطورها. للمزيد أطلع على المرجع Paris Xavier Greffe : Les PME crcentelleetesemplois K Economiea. P:

156 18( بن طلحة صيلحة معوشي : الدعم المالي للمشروعات الصغرى والمتوسطة ودورها في القضاء على البطالة ملتقى دولي جامعة جسدية بن بوعلي الجزائر 2006 ص ( سعاد نائف برنوطي إدارة األعمال الصغيرة دار وائل للنشر األردن الطبعة األولى 2005 ص 59. UK Prenfice hall international Barrow Colin : The Essence of Small Business )20 P ( تقوم عالقة التعاقد من الباطن أو المناولة حينما تطلب شركة ما تسمى الطرف المتعاقد من شركة أخرى تسمى بالمتعاقد أن تنتج لحسابها أجزاء ومكونات معينة أو أن تقوم بعمليات التجميع أو شبكة التجميع لبعض هذه األجزاء والمكونات بغرض إدراجها ضمن منتج معين يتم بيعه بواسطة المتعاقد نفسه. تمتاز المشروعات الصغرى بميزات تنافسية لقدرتها على إنتاج سلع خفيفة قابلة للتجديد بطلب من المستهلك كما يمكنها المساهمة في تقوية المشروعات الكبيرة من خالل توفير االستهالكيات الوسيطة في إطار العقود الباطنية إن هذه الميزة تؤهلها أن تكون حلقة وصل في النسيج االقتصادي من خالل مجمل العالقات التي تربطها بباقي المؤسسات المحيطة والمتفاعلة معها أو التي تشترك في استخدام ذات المدخالت ومن الميزات المترتبة على التعاقد بالباطن نجد : 1. حل نقاط االختناق المترتبة على تواضع قدرات المنشآت الصغيرة ماليا وإداريا وتسويقيا وتنظيميا وتكنولوجيا. 2. ارتفاع معدل التكامل الصناعي للمؤسسات بفضل عملية المقاولة الباطنية للمزيد أنظر صالح الدين خراشي بسمة : المناولة الصناعية مدخل متكامل لدعم تنافسية لمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر الملتقى الوطني الرابح جامعة 20 أوت 1955 سكيرة ( تقع اآلت الورش tools" "Machine ضمن القطاع الفرعي لآلالت غير الكهربائية وأهمها اآلالت المنتجة للسلع الكيماوية واآلت تصنيع األخشاب واآلت تجهيز األغذية واآلالت الزراعية والمحركات واآلت البناء والتشييد وهي جميعها صناعات صغيرة للمزيد أطلع : درية محمود الموصلي اقتصاديات صناعة دباغة الجلود / مصر رسالة ماجستير في االقتصاد جامعة عين شمس مرجع سابق 2000 ص ( عبد القادر نويبات دور ومكانة المشروعات الصغرى والمتوسطة في تنمية االقتصاد الوطني مداخلة في ملتقى 2004 ص.36 24( فتحي السيد أبو السيد : الصناعات الصغيرة والمتوسطة ودورها في التنمية المحلية مرجع سابق 2005 ص.11 25( االستثمار في المشروعات الصغرى يمتص البطالة ويوفر فرص العمل ففي أمريكيا بلغ نصيب هذه المشروعات حوالي %80 على األقل من فرص العمل الجديدة وفي عام 1985 بلغ عدد العاملين الجدد في قطاع معين مليون فرد أما في بريطانيا فبلغت نسبة العمالة في قطاع ما حوالي ثلث قوة العمل من العمالة الكلية للمزيد أطلع على درية محمود الموصلي اقتصاديات صناعة دباغة الجلود في مصر رسالة ماجستير في االقتصاد مرجع سابق 2000 ص.30 26( إن الدراسات العلمية تظهر بأن أكثر من ثلث براءات االختراع في الواليات المتحدة األمريكية التي تسجل سنويا يعود إلى األفراد وأصحاب األعمال الصغيرة وليس للشركات العمالقة التي تنفق المليارات على البحث والتطوير كما أن أكثر من ربع براءات االختراع التي تسجل في الدول المتقدمة صناعيا يسجل من قبل أعمال صغيرة. للمزيد أطلع : سعاد نائف برنوطي : إدارة األعمال الصغيرة مرجع سابق 2005 ص ( تشام فاروق المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ودورها في التنمية االقتصادية ملتقى وطني المركز الجامعي سعيدة 2004 ص ( فتحي السيد أبو السيد الصناعات الصغيرة ودورها في التنمية المحلية مرجع سابق 2005 ص 11. المراجع العربية 1( أبو سهين أ بوشنافة واقع تمويل المشروعات الصغرى للحد من البطالة الملتقى الوطني حول االستثمار والتشغيل 2005 جامعة جيالني اليأس سيدي بن عباس الجزائر ( آيت زيان كمال : أهم التجارب الدولية الرائدة في مجال دعم وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الملتقى الوطني حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر جامعة 20 أوت 955 سكيكوه 14 أبريل ( بن طلحة صيلحة معوشي : الدعم المالي للمشروعات الصغرى والمتوسطة ودورها في القضاء على البطالة ملتقى دولي جامعة جسدية بن بوعلي الجزائر

157 تشام فاروق المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ودورها في التنمية االقتصادية ملتقى وطني المركز الجامعي سعيدة الجزائر درية محمود إبراهيم اقتصاديات صناعة دباغة الجلود رسالة ماجستير في االقتصاد جامعة عين شمس مصر.2000 سحتون سمير إشكالية تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة رسالة ماجستير في العلوم االقتصادية جامعة تلمسان الجزائر سعاد نائف برنوطي إدارة األعمال الصغيرة دار وائل للنشر األردن الطبعة األولى سليمان الصيد المنشآت الصغيرة بين الدعم والتعويض مركز الدراسات عن المشروعات الصغيرة والمتوسطة األردن سيد عبد الرحيم دور الصناعات الصغيرة وأهميتها في إستراتيجية االقتصاد المصري الندوة الدولية األولى حول تنمية المشروعات الصغيرة جامعة عين شمس مصر عبد اهلل أمحمد شامية سبل دعم وتطوير المشروعات الصغيرة ندوة حول تنمية وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة في ليبيا عبد اهلل مايو واقع بحوث التسويق في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة رسالة ماجستير جامعة قاصري مرباح ورقله الجزائر فاطمة جالل محمد السيد دور الصناعات الصغيرة في تنمية اقتصاديات الدول النامية رسالة ماجستير في العلوم االقتصاد جامعة عين شمس مصر ليلى لوالشي : التمويل المصرفي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة رسالة ماجستير في العلوم االقتصادية جامعة محمد خيضر بسكره الجزائر )4 )5 )6 )1 )8 )9 )10 )11 )12 )13 المراجع األجنبية: UK Pren fice hall international Barrow Colin : The Essence of Small Business )1 P Role et realite de I'agence Nationale de Soutien a Emploi des Boussahmine )2 Jeunesdans Le financement et la Creation des Petites entreprisesdans la wilaya de. T 3.4 Bedur. Organiser par CREAD Pp20 Olivier Torres : PME.Nouvelleapproche. Economica.Paris ) Paris Les PMEC rcentelleetesemplois KE Conomiea Xavier Greffe )4 156

158 عولمة اإلدارة التربوية د.محمد عمر العامري المقدمة: مع التطورات العلمية والتقنية الهائلة واستخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في التعليم والبحوث العلمية واإلدارة وبزوغ الثورة المعلوماتية ظهرت الحاجة الماسة لوضع استراتيجيات لتطوير اإلدارة التعليمة و التعليم وإصالحها حيث فرضت هذه التكنولوجيا نفسها كمؤشر لتقدم المجتمع وتطوره وأحد أسس التنمية وبرزت وسائل تكنولوجيا المعلومات المعتمدة على الحاسوب و الشبكة الع نك ب و ت ي ة و ق وا ع د ال ب ي ا ن ات و الك ث ي ر الك ث ي ر م ن المخرج ات ال تك ن ول وج ي ة الحد ي ث ة كخيار استراتيجي لتطوير المؤسسات التعليمة و إداراتها وإعادة هندستها و تخطيطها لتغيير منظومته لتتوافق مع التطورات العلمية والتقنية وثورة المعلومات الحديثة و إيمانا منا أن التعليم ال يعمل في فراغ إنما يعمل في مجتمع له تركيبة خاصة و ب ال ت ال ي ت وجد عالقة ق و ي ة ب ي ن ال تعل ي م و المج تم ع ال ذ ي يخدم ه و تص ب ح العالق ة ف ي اطراد مع المجتمع الخارجي و ما القلق الذي يسود المجتمعات العصرية و ثورة الشباب الراهنة إال نتيجة منطقية للتغيرات المستمرة الحادثة في جميع نواحي الحياة ا الق تص اد ية و ا الج تم ا ع ي ة والس ي اس ية و ال ث ق اف ي ة وال ت ي تع ت ب ر ظ ا هرة ع الم ي ة يم ر به ا العالم اآلن ما هي إال نتيجة لتقدم العلمي و التكنولوجي الذي يسود عالم اليوم و أدى بدوره إلى التوسع السريع في المعرفة و تنظيم ميادين جديدة للدراسة و هذا يؤكد م نظ ومة تر ب و ية تس تخد م تك ن ول وج ي ا المعل وم ات و ا ال تص ا الت و ب ال نظر إل ى أ هم ي ة تكنولوجيا المعلومات ليدارة سواء في المؤسسات العامة أو الخاصة إذ تعتمد معظم عملياتها على معالجة المعلومات من حيث طرق اختيارها و مقارنتها و استخدامها فإن اإلدارة التربوية بحاجة شديدة إلدخال الوسائل التكنولوجية الحديثة كالحاسوب و غ يره مم ا يس ا عد ف ي مع الجة ال ب ي ا ن ات و ت وف ير المعل وم ات الم ن ت ق اة و ال ت ي تس ا عد ف ي إنجاز و إتقان األعمال )نظم معلومات التشغيل ) باإلضافة إلى دورة في توفير المعلومات المنتقاة و التي تساعد اإلدارة في حل المشكالت و اتخاذ القرارات ( نظم المعلومات اإلدارية ). إن اإلدارة التربوية تمثل بيئة إدارية مفتوحة على ما حولها وتمتاز بديناميكيتها التي تجعلها تواكب التغييرات البيئية وتحاول أن توائم وتوازن ما بين متطلباتها واحتياجات المجتمع الذي تعيش به. وهكذا فهي ال يمكن أن تبقى مكتوفة األيدي أمام العولمة فهي بحاجة أن تحدث من أساليبها وتقوي منطقها لتتمكن من مسايرة المستجدات العلمية. 157

159 بحثت هذه الورقة مفهوم اإلدارة التربوية في عصر العولمة كما ألقت الضوء على واقع اإلدارة التربوية في ليبيا ثم توصلت إلى اقتراح تصور لكيفية تفعيل دور اإلدارة التربوية في عصر العولمة بليبيا. أهداف الدراسة: تهدف هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على: مفهوم اإلدارة التربوية في عصر العولمة. تجسيد واقع اإلدارة التربوية في عصر العولمة بليبيا. كيف يمكن ليدارة التربوية أن تتفاعل مع العولمة. وضع تصور مقترح آلليات تحديث اإلدارة التربوية في عصر العولمة. أهمية الدراسة: إن أهمية الدراسة تنبثق مما يلي: ستزيل الغموض الذي يحيط بمفهوم اإلدارة التربوية في عصر العولمة. الحث على القيام ببحوث تربوية متعمقة تشمل مختلف الجوانب المتعلقة باإلدارة التربوية والعولمة. تمكن القائمين في المجال التربوي من تعديل وتحديث األساليب اإلدارية المستخدمة لمواجهة عصر العولمة. القيام بدراسات عن تحديث هيكلة اإلدارة التربوية وإجراءاتها التنظيمية. تطبيق التصور المقترح في هذه الورقة البحثية وتقويمه. مشكلة الدراسة : وفي ضوء العرض السابق يمكن تحديد مشكلة الدراسة على النحو التالي: كيف تواجه اإلدارة التربوية عصر العولمة وتنبثق من ذلك عدد من األسئلة الفرعية هي: ما معنى اإلدارة التربوية في عصر العولمة 1. ما واقع األساليب اإلدارية التربوية في عصر العولمة بليبيا 2. كيف يمكن ليدارة التربوية أن تتفاعل مع العولمة 3. تصور مقترح آلليات تحديث اإلدارة التربوية في عصر العولمة 4. إن آليات تحديث اإلدارية التربوية في عصر العولمة هو المحور األساسي لهذه الدراسة ولكي نستطيع أن نتوصل إلى اإلجابة الواقعية العلمية لهذا السؤال 158

160 البد من بحث األسئلة الفرعية التي في مجملها ستمكننا من وضع تصور مقترح آلليات تحديث اإلدارة التربوية في عصر العولمة. منهج الدراسة: ستتبع هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي والذي يهتم بوصف الجوانب المتنوعة لألساليب المتبعة في اإلدارة التربوية بهدف التوصل إلى عوامل منطقية تمكن من وضع تصور مقترح آلليات تحديث اإلدارة التربوية في عصر 1 العولمة باالعتماد على المراجع المكتبية واإلحصائيات والوثائق والتعاميم الالزمة. تعريف المصطلحات : العولمة) GLOBAL (: تعرف العولمة لغويا )بمعنى العالم (أي النظر إلى العالم 2 على أنه كل متفاعل يجب استيعابه وفهمه وهناك من يفضل استخدام مدلول )Globalization( نسبة إلى كلمة )Globe( أي الكرة األرضية وهناك من 3 يستخدم عبارة )Modularization( نسبة إلى العالم. وتعرف اصطالحا بأنها تعني التوحد في األفكار ومضمونها وتحمل في طياتها أبعادا سياسية واجتماعية 4 وثقافية واقتصادية. والمعنى المقصود في هذه الدراسة هو: األساليب الحديثة التي ستتبعها اإلدارة التربوية في مواجهة عصر العولمة عن طريق إعطاء مزيد من الحرية اإلدارية والحد من الضوابط التنظيمية لكي تتمكن من تحقيق التوازن بين ما هو محلي وعالمي. األسلوب) STUYLE (:هي الطريقة المتبعة وفق األسس العلمية والمنطقية وتمتاز 5 بالوضوح. والمعنى اإلجرائي المراد في هذه الدراسة هي األساليب التي تتبعها اإلدارة التربوية لتحقيق أهدافها في عصر العولمة. - أوما سيكاران طرق البحث في اإلدارة ترجمة إسماعيل بسيوني وعبد اهلل العزاز الرياض جامعة الملك سعود 1998 م ص شوقي الشريفي معجم مصطلحات العلوم التربوية الرياض مكتبية العبيكان 2000 م ص منظمة العمل العربية مكتب العمل العربي "تقرير المدير العام لمكتب العمل " مؤتمر العمل العربي بعنوان"العولمة وآثارها االجتماعية" الدورة 25 البند األول القسم األول مارس 1998 م ص سعيد محمود والسيد ناس "قضايا في التعليم العالي والجامعي مكتبة النهضة المصرية القاهرة 2003 م ص عبد الفتاح مراد موسوعة البحث العلمي وإعداد الرسائل واألبحاث والمؤلفات 1998 م ص

161 اإلدارة ) Administration (:هو العلم الذي يهتم بتوجيه األعمال والسيطرة عليها وضبطها واتخاذ القرارات المناسبة فهي العمليات والوظائف الموجهة لتحقيق 1 أهداف محددة. والمعنى اإلجرائي المراد في هذه الدراسة هو اإلدارة التربوية التي تشرف على تخطيط وتنفيذ األهداف التربوية. الدراسات السابقة: 1. عمر أحمد العوض "اإلدارة العامة في عصر العولمة: هل من حاجة إلى 2 تعريف جديد " لقد قام الباحث بإتباع المنهج الوصفي التحليلي حيث عرف العولمة وتناول بالتحليل القضايا ذات الصلة بظاهرة العولمة وركز على التيارات المعاصرة ليدارة العامة ومدى تأثرها بالعولمة وتوصل إلى مجموعة نتائج منها ما يلي: حاجة اإلدارة العامة إلى إعادة النظر ألساليبها وأنماطها التنظيمية أن التغيير في األساليب اإلدارية يرتبط باألهداف المتغيرة والقناعات المحدثة أن تعريف اإلدارة العامة في عصر العولمة يجب أن يتحدد بأربعة جوانب وهي:الجانب الفكري وجانب األهداف والغايات والجانب البيئي والعملي. 2. محمد توفيق ماضي "تطبيقات إدارة الجودة الشاملة في المنظمات الخدمية 3 في مجالي الصحة والتعليم" درس الباحث إدارة الجودة الشاملة في المنظمات الخدمية ومنها التعليم واتبع المنهج الوصفي وتوصل إلى وضع تصميم مقترح إلدارة الجودة الشاملة باالعتماد على تطبيق نظرية الجودة الشاملة كما أورد تطبيقات لنظم إدارة الجودة الشاملة في مجال التعليم العالي والمدارس الثانوية في الواليات المتحدة األمريكية وتوصل إلى نتائج عديدة منها: تنوع المستفيدين من الخدمات التعليمية فمنهم : أصحاب األعمال والدولة وطالبوا إجراء الدراسات البحثية أما من داخل النظام التعليمي : أعضاء هيئة التدريس العاملون الكلية /المدرسة... ليس هناك ضمان بوجود رؤية مشتركة بين تلك الفئات حول المقصود بإدارة الجودة الشاملة وجود صراع بين الفنيين واإلداريين خصوصية كل طالب وجود بيروقراطية حادة كل ذلك يشكل عقبة في طريق تحقيق - عبد الفتاح مراد موسوعة البحث العلمي وإعداد الرسائل واألبحاث والمؤلفات 1998 م ص عمر أحمد العوض "اإلدارة العامة في عصر العولمة : هل من حاجة إلى تعريف جديد مجلة اإلداري عدد خاص السنة 24 العدد 91 ديسمبر 2002 م شوال 1423 ه ص ص محمد توفيق ماضي "تطبيقات إدارة الجودة الشاملة في المنظمات الخدمية في مجالي الصحة والتعليم المنظمة العربية للتنمية اإلدارية القاهرة 2002 م 160 1

162 الجودة التربوية الشاملة نظرا ألنها تعتمد على قنوات اتصال فعالة عمل جماعي التكامل بين العلميات اإلدارية... 1 مها عبد الباقي جويلي"تنظيم التعليم على ضوء ثورة المعلومات" قامت الباحثة بتحليل النظام التعليمي المصري وتوضيح العالقة بين تنظيم التعليم وثورة المعلومات والسياسات التعليمية التي تواجه اآلثار الناتجة لثورة المعلومات واتبعت المنهج الوصفي في ذلك وتوصلت الباحثة إلى مجموعة من النتائج منها: عدم فعالية البحث العلمي داخل الجامعات قصور المدارس عن استيعاب األعداد الكبيرة من الطلبة نتيجة للنمو السكاني سوء استخدام الموارد التعليمية المتاحة نتيجة لضعف اإلدارة التعليمية والهدر التعليمي وتدني مستوى الخريجين كما أن البيئة التعليمية التمكن من تحقيق كفاءة األداء. وأوصت الباحثة بضرورة تطوير التعليم ليتمكن من استيعاب التكنولوجيا مع القدرة على االختيار السليم لها. االهتمام وتكنولوجيا التعليم وتجويد الخدمات التربوية. 2 مها عبد الباقي جويلي"المتطلبات التربوية لتحقيق الجودة التعليمية" ناقشت الباحثة استخدام الجودة التربوية كمدخل لتطوير هيكل التعليم وأهدافه وتقويم محتواه واتبعت المنهج الوصفي وتوصلت إلى ضرورة التخطيط لتحقيق جودة التعليم الذي يساير احتياجات الخطط التنموية كما أن تطبيق أدوات الجودة التربوية بحاجة إلى دعم الدولة وزيادة التمويل تحديد األوليات والسياسات التربوية بوضوح واالهتمام بتحسين نوع التدريب اقتراح عدد من محاور تحقيق الجودة في المؤسسات التعليمية منها: االهتمام بالمناخ التعليمي وباإلدارة التربوية الواعية مع التركيز على مخرجات التعليم وعلى المناخ التعليمي المناسب ولقد تم تطبيق البحث على جمهورية مصر العربية. 3 أحمد إبراهيم أحمد" القصور اإلداري في المدارس الواقع والعالج" درس الباحث أهم مظاهر القصور اإلداري بالمدارس الثانوية العامة من وجهة نظر المديرين والمعلمين ومقترحاتهم لعالج ذلك واستخدم المنهج مها عبد الباقي جويلي "تنظيم التعليم على ضوء ثورة المعلومات " بحث منشور في كتاب دراسات تربوية في القرن الحادي والعشرين اإلسكندرية 2001 م 2 - مها عبد الباقي جويلي " المتطلبات التربوية لتحقيق الجودة التعليمية " بحث منشور في كتاب دراسات تربوية في القرن الحادي والعشرين اإلسكندرية 2001 م 3 - احمد إبراهيم احمد " القصور اإلداري في المدارس الواقع والعالج" القاهرة دار الفكر العربي 2000 م

163 الوصفي وطبق دراسة استطالعية ثم وزع استبيان على عينة عشوائية من مديرين ومعلمين المدارس الحكومية الثانوية في محافظتي اإلسكندرية والبحيرة وتوصل إلى مجموعة من النتائج منها: تدني مستوى الرضا المهني تهاون إدارة المدرسة مع المقصر عدم انضباط المعلمين تدني األخالقيات والسلوكيات لدى المعلمين. قيادات مدرسية على غير المستوى المطلوب من حيث الصالحية واألحقية مما يشعر اآلخرين باإلحباط. أحمد إبراهيم أحمد "دراسة مقارنة للمداخل واألساليب التي يستخدمها 1 المديرون في إدارة المدرسة" لقد قام الباحث بتطبيق دراسته على محافظة القليوبية في جمهورية مصر العربية والمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية اتبع المنهج المقارن وطبق استبانة على مديرين المدارس وتوصل إلى مجموعة نتائج منها ما يلي: تصميم دليل ألهم األعمال المميزة للمديرين األكفاء وضع دليل أسباب نجاح مدير المدرسة االتجاهات المعاصرة لتطوير أداء مديري المدارس عدم امتالك مديري المدارس السلطة المطلقة في إدارتهم أهمية تنظيم الوقت وإدارته بكفاءة. أحمد عبدا لرحمن السيد" نموذج تكاملي في استخدام نظم المعلومات في 2 تنظيم وإدارة التعليم دراسة تطبيقية" اتبع الباحث المنهج الوصفي قام بدراسة وتحليل اتجاه وسلوك عينة عشوائية من المعاهد والكليات في قطاع كليات التربية النوعية معاهد التعليم العالي وفق نموذج كمي متكامل يشمل على كافة المتغيرات في تنظيم وإدارة التعليم بجمهورية مصر العربية وتوصل إلى عدد من النتائج وهي كما يلي:تم تحديد المتغيرات التي تحكم نظم المعلومات في تنظيم وإدارة التعليم وهي :سياسات إدارة التعليم وسياسات نظم التعليم وسياسات تنظيم التعليم والنماذج والنظريات وتحديث األساليب اإلدارية في كليات ومعاهد التعليم العالي بهدف تطبيق إدارة موارد المعلومات أحمد إبراهيم أحمد "دراسة مقارنة للمداخل واألساليب التي يستخدمها المديرون في إدارة المدرسة" اإلسكندرية مكتبة المعارف الحديثة 2000 م. 2- أحمد عبد الرحمن السيد"نموذج تكاملي في استخدام نظم المعلومات في تنظيم وإدارة التعليم دراسة تطبيقية" مجلة دراسات تربوية واجتماعية المجلد األول العدد الرابع ديسمبر 1995 م ص ص

164 أ ز و ه د ك ج ح ط ب ي 4102 تعليق عام على الدراسات السابقة: نتوصل من الدراسات السابقة إلى مجموعة النتائج التالية: - سوء استخدام الموارد التعليمية المتاحة نتيجة لضعف اإلدارة التعليمية. - تطبيق أدوات الجودة التربوية بحاجة إلى دعم الدولة. - الحاجة إلى تحديد األوليات والسياسات التربوية بوضوح. - تحسين نوع التدريب المقدم خاصة لمنسوبي اإلدارة التربوية. - اقتراح عدد من محاور تحقيق الجودة في المؤسسات التعليمية منها: االهتمام بالمناخ الوظيفي اإلدارة التربوية الواعية. - االتجاهات المعاصرة لتطوير أداء اإلدارة التربوية ومنها: تطبيق تنظيم وإدارة المعلومات. - عدم وجود رؤية مشتركة بين تلك الفئات العاملة في اإلدارة التربوية حول المقصود بإدارة الجودة التربوية الشاملة. - تأثير االنفجار المعرفي والتقدم التكنولوجي على األساليب اإلدارية المتبعة باإلدارة التربوية. - الحاجة إلى تطبيق الفكر اإلداري المعاصر القائم على إتباع أسلوب التفكير العلمي في صنع القرارات في اإلدارة التربوية وذلك يتطلب إتقان مهارات الستخدام أساليب محددة ترتكز على الحاسب اآللي. - الحاجة إلى التدريب أثناء الخدمة للعاملين في اإلدارة التربوية لصقل مهاراتهم الوظيفية. - تأثر اإلدارة التربوية بالبيئة المحيطة بها المحلية والعالمية. أوال ما معنى اإلدارة التربوية في عصر العولمة تتعدد النظريات والنماذج التي ساهمت في تطور اإلدارة التربوية مثل: نموذج اإلدارة العلمية والعالقات اإلنسانية والسلوك اإلنساني ونظرية النظم...حيث ركزت كل منها على جانب محدد في اإلدارة التربوية ولكي نعرف اإلدارة التربوية في عصر العولمة البد من المزج بين ايجابيات النماذج اإلدارية التربوية ووضع نموذج متكامل مترابط قائم على أسس موضوعية مع االهتمام بمختلف الجوانب اإلنسانية 1 والمادية واالجتماعية والعلمية والعملية والموائمة مع البيئة المحلية والعالمية. وهكذا فلكي تحقق اإلدارة التربوية بعصر العولمة النجاح المطلوب في أدائها لمهامها 2 التربوية فيجب أن تتوفر في منسوبيها ما يلي : - احمد عرفة وسمية شلبي اإلدارة وتحديات العولمة الباحثين 2000 م ص 98 - احمد عرفة وسمية شلبي اإلدارة وتحديات العولمة الباحثين 2000 م ص

165 الا. 1 لتزام االيجابي األخالقي والقانوني والسلوكي البناء متمثال في األفعال والسلوكيات االيجابية. 2.التوازن بين القدرة والدافعية أي أن يكون الفرد قادرا على تطويع المعارف النظرية في اإلدارة التربوية إلى واقع ملموس فيحدث تكامل بين الجانب النظري والتطبيقي. 3.الرغبة الحقيقية والعالية للعمل وهناك أساليب علمية وموضوعية لقياس دافعية األفراد ليدارة التربوية. 4.وضع الشخص المناسب في المكان الذي يتناسب مع قدراته الشخصية ويشترط توفر المناخ الوظيفي الموائم للعمل ويتفق مع توقعات الفرد. 5.تنمية االتصال الفعال بين الموظفين في اإلدارة التربوية. 6.تنظيم انسياب المعلومات الدقيقة والصحيحة في اإلدارة التربوية. وهكذا يمكن تعريف اإلدارة التربوية في عصر العولمة: بأنها نظام التخاذ القرارات اإلدارية التربوية والتنفيذية بأسلوب علمي والتركيز على التفاعل بين العاملين في اإلدارة التربوية والعالقات بينهم وبين المتغيرات البيئية المحلية والعالمية وذلك ضمن إطار من القيم والمثل األخالقية والسلوكية والقانونية لتحقيق األهداف 1 التربوية. ثانيا ما واقع اإلدارة التربوية في عصر العولمة بليبيا إن اإلدارة التربوية في ليبيا تواجه تحديات مختلفة ومتنوعة في عصر تكنولوجي سريع التغير فهي تريد أن تجاري التطورات العلمية لكن هناك أمور تحد من فعاليتها ومنها ما يلي: 1. جمود اللوائح والقوانين المتبعة والتي تتطلب إجراءات عمل محددة ال يمكن الخروج عليها. 2. عدم كفاءة استخدام الحاسب اآللي حيث استخدم ألعمال النسخ في أضيق الحدود مما قلل من فعاليته. 3. توظيف التكنولوجيا في إعداد تقارير مشابهة لما يعد يدويا. 4. عدم فعالية استخدام االنترنت فمع وجود مواقع ليدارات التربوية لكن لم تفعل واستخدمت فقط لعرض المرئيات أو الشكاوى. 5. التداخل واالزدواجية في تنفيذ اإلجراءات اإلدارية. 6. البيروقراطية وطول خطوط االتصال. - هاني عبد الرحمن الطويل اإلدارة التعليمية األردن جامعة األردن 1999 م ص

166 1. عدم االستخدام الفعال للبريد االلكتروني والذي أمسى مجاال خصب لنقل اإلشاعات والشكاوى الكيدية والسخرية. 8. تعطيل األعمال وتأخير اإلجراءات. 9. التضخم في القوى البشرية مع غياب توصيف دقيق لألعمال. 10. التمسك بالوثائق الورقية في نشر التعاميم وتبادل المذكرات الداخلية. 11. عدم وعي بعض من يعمل في اإلدارة التربوية بالمفهوم الصحيح الستخدام األساليب اإلدارية الحديثة. 12. الجمود واالنغالق الفكري يؤديان إلى عدم قدرة اإلدارة التربوية على االستمرار في القيام بمهامها الوظيفية وظهور العديد من المشكالت. 13. تبني مدخل حتمية التكنولوجية بدال من الخيار التكنولوجي مما أدى إلى اقتناء التكنولوجيا دون البحث في مكنوناتها وبالتالي أمست هناك حاجة إلى كوادر أجنبية لتقوم بالصيانة والتشغيل. 14. القرارات تصدر من قمة الهرم الوظيفي دون مشاورة مع من يقوم بتنفيذها. وقد توصلت بعض الدراسات السابقة إلى أوجه القصور في اإلدارة التربوية ومنها: سوء استخدام الموارد التعليمية المتاحة الحاجة إلى دعم الدولة لتطبيق أدوات الجودة التربوية قصور التدريب أثناء الخدمة... ثالثا كيف يمكن لإلدارة التربوية أن تتفاعل مع العولمة: تفاعلت اإلدارة التربوية مع العولمة في مؤسسات العالم المتقدم وتمكنت اإلدارة من بلورة وتشكيل مفاهيم العولمة وتوظيفها لخدمة أهدافها وسياساتها 1 التوسعية القائمة على التطوير الشامل المستمر وأثرت العولمة في ممارسات اإلدارة لذا فإن أفضل مدخل للتعامل مع اإلدارة التربوية في عصر العولمة هو مدخل النظم والذي يهتم بدراسة اإلدارة التربوية ضمن اإلطار الكلي الذي تتعايش به )المحلي والعالمي( ويرتكز هذا المدخل على بعدين هما :الكيف والماهية ( How 2 ( and what أي كيف يمكن ليدارة التربوية أن تتفاعل مع العولمة ثم ما هي اآلليات التي ستتبعها لتحقيق ذلك وذلك يتطلب توفر ما يلي: علي سلمي خواطر في اإلدارة المعاصرة القاهرة دار غريب 2001 م ص هاني عبد الرحمن الطويل:"التقييم والمساءلة كمدخل في إدارة النظم التربوية " بحث منشور في مؤتمر الهيئة اللبنانية للعلوم التربوية المنعقد في بيروت في 9-1 كانون األول/ديسمبر 2000 م الهيئة اللبنانية للعلوم التربوية لبنان ص 135.

167 1. أخالقيات العمل باإلدارة التربوية: إن الشفافية من أهم الدعائم التي يجدر االهتمام بها في عصر العولمة فهي مطلب دائم ولكن يتضاعف في الوقت الحالي نظرا لما تتطلبه األساليب اإلدارية التربوية من حرية مقيدة بأخالقيات إسالمية محسوسة تترجم إلى فعل وتكون رادع ذاتي لكل من يعمل في القطاع التربوي أو أي قطاع آخر. 2. شفافية القوانين واللوائح وسهولة اإلجراءات التنفيذية وعدم تعقيدها أي نزاهة التطبيق لها. 3. تعزز الشفافية الرقابة اإلدارية وزيادة فعاليتها وذلك عن طريق وضوح 1 اإلجراءات المتبعة ودقتها. 4. إعداد العاملين باإلدارة التربوية لتقبل األساليب اإلدارية الحديثة ومن ثم استخدام شتى األساليب لتوعيتهم عن طريق النشرات الشهرية وحثهم على استخدام أساليب االتصال االلكترونية إلنهاء إجراءات العمل المطالبين بالقيام به. 5. تحديث القوانين واللوائح فما الفائدة من تفويض السلطات وهي تخضع لقوانين و لوائح غير مرنة تكبل تحركها. وقد سمى بيتر دركر هذا اإلعداد.)Knowledge Workers( 6. اتخاذ القرارات اإلدارية التربوية الفعالة التي تتحرر من اإلجراءات اإلدارية الطويلة والعقيمة باستخدام قنوات اتصال آلية تمكن من سرعة تبادل اآلراء. 1. مشاركة الفئات ذات العالقة عند اتخاذ أي قرار يمسها. 8. االستخدام الفعال للحاسب اآللي عن طريق بناء شبكة داخل اإلدارة التربوية تمكن من تبادل التعاميم والمذكرات الداخلية واالستعانة باالنترنت والبريد االلكتروني في تبادل المعلومات وأساليب الحفظ اآللي للوثائق. 9. عقلنة العمل اإلداري و يتم ذلك عن طريق تنمية المهارات الفكرية واإلبداعية لدى منسوبي اإلدارة التربوية ليتمكنوا من انتقاء ما يتالءم مع القيم والبيئة الليبية من مستجدات عالمية فيما يختص بالجانب التربوي. 10. تطوير نظام المعلومات باإلدارة التربوية على المستوى اإلجرائي. 11. أن تقوم اإلدارة التربوية باالرتقاء بأداء منسوبيها ليكونوا أكثر قدرة على التعامل مع التغييرات التربوية في عصر العولمة. - موسى اللوزي التنمية اإلدارية األردن جامعة األردن 2000 م ص

168 12. التحول من البيئة التربوية المغلقة إلى بيئة مفتوحة تعتمد على التواصل الفعال مع مصادر التعلم المتنوعة المحلية والعالمية واالستفادة بما يتفق مع تعاليم الشريعة اإلسالمية. 13. اإلدارة التربوية مطالبة بالتوفيق بين التغيرات العالمية والمحلية وبين قيم المجتمع الموروثة والحداثة بهدف تنشئة جيل متفتح على الحضارات اإلنسانية 1 بعقالنية ووعي منطقي مرتكز على تعاليم الشريعة اإلسالمية. 14. تحقيق الجودة اإلدارية: هل األساليب اإلدارية التربوية المتبعة في الواقع أدت إلى تحقيق الجودة المطلوبة بالعمل هل تم التغلب على الصعوبات والمشكالت اإلدارية هل المعامالت تتأخر هل خطوط االتصال شبكية قصيرة أم ذات اتجاه محدد وطويل هل تم تصميم معايير منطقية لقياس مدى تحقق الجودة اإلدارية 15. توفر مهارات تحليل البيانات وتفسيرها باستخدام التقنية التكنولوجية. 16. التخطيط االستراتيجي القادر على التفاعل مع المتغيرات العالمية مع 2 المحافظة على المضمون االجتماعي. 11. احترام الفكر العالمي والعمل من خالله بما يتناسب مع البيئة و المجتمع الليبي. رابعا تصور مقترح آلليات تحديث اإلدارة التربوية في عصر العولمة: إن اإلدارة التربوية مطالبة بأن تحقق كفاءة شاملة في المجتمع بتفاعلها مع البيئة المحلية والعالمية فهي تشكل نظاما تبادلي يقوم بتطبيق أساليب متنوعة تمكنه من تحقيق أهدافه ولكن هناك ضوابط تسيره وتؤثر في تقدمه وهي بحاجة إلى تحديث لكي تتمكن اإلدارة التربوية من مسايرة عصر العولمة وهي كما يلي: 1. التحول من النظرة المحلية الضيقة إلى التفكير والعمل ضمن مفهوم العولمة. 2. استخدام مفاهيم التخطيط االستراتيجي القائم على التفكير واالبتكار. 3. تطوير هيكل اإلدارة التربوية حيث يتم التحول إلى الهياكل المرنة الشبكية واالفتراضية المعتمدة على تقنيات المعلومات ويتبع ذلك إحداث التغييرات 1 الالزمة على األساليب اإلدارية المتبعة. - إبراهيم العبد اهلل رفع الكفاءة اإلنتاجية للمؤسسة المدرسية لبنان شركة المطبوعات للتوزيع والنشر 2002 م ص أحمد ألرشيدي مشكالت اإلدارة المدرسية في األلفية الثالثة القاهرة مكتبة كوميت 2000 م ص

169 4. تطوير نظم اإلدارة التربوية في إطار خطة متكاملة للتنمية االجتماعية تنطلق 2 من الواقع القائم وتعمل على التوفيق بين ثوابت التراث وضرورات المستقبل. 5. استخدام التكنولوجيا في بناء األساليب اإلدارية المستخدمة في اإلدارة التربوية لتفعيل عاملي الوقت والمكان وتدريب العاملين بها على استخدامها بكفاءة 3 وفعالية. 6. التركيز على الموارد البشرية ذات المهارات الفنية العالية ألنها تعتبر الصانع األساسي في برامج التقدم التكنولوجي. 1. تنمية االتجاهات االيجابية نحو العولمة لدى منسوبي اإلدارة التربوية حتى يتمكنوا من التفاعل معها بشكل صحيح. 8. اإلدارة التربوية اإللكترونية تمثل نموذج تنظيمي يتماشى مع متطلبات العصر يقوم على الترابط بين إداراته ومستوياته المختلفة حيث يتم تشكيل التنظيم التربوي على أسس ومعايير تضمن أعلى مستويات الكفاءة في األداء ويمتاز بالمرونة واستخدام آليات اإلدارة االلكترونية في وظائف اإلدارة 4 التربوية مثل: اتخاذ القرارات التخطيط)التخطيط الشبكي( بناء نظام االتصاالت الشبكي نمط التنظيم الرقابة اآللية اإلدارة االلكترونية تستخدم في: تصميم الخطط التربوية وتوزيع الخدمات التربوية البريد االلكتروني والصوتي تخطيط وتوزيع القوى البشرية وفق التخصصات ومعطيات محددة األعمال االلكترونية الشبكات الداخلية والخارجية تنظيم وتوزيع األعمال الرد على االستفسارات صنع القرارات التربوية بنك المعلومات عن الخدمات التعليمية ومؤسساتها بنك معلومات عن المناهج التعليمية بنك معلومات عن األسئلة السنوية وفق السنة الدراسية والتخصص الرقابة اآللية بنك معلومات عن منسوبي اإلدارة التربوية 5 ومؤهالتهم وحالتهم الوظيفية وتوزيعهم علي السلمي خواطر في اإلدارة المعاصرة القاهرة دار غريب 2001 م ص علي احمد مذكور التربية وثقافة التكنولوجيا القاهرة دار الفكر العربي 2003 م ص لمياء السيد العولمة ورسالة الجامعة رؤية مستقبلية القاهرة الدار المصرية اللبنانية 2002 م ص علي السلمي " خواطر في اإلدارة المعاصرة " القاهرة دار غريب 2001 م ص علي السلمي " خواطر في اإلدارة المعاصرة " القاهرة دار غريب 2001 م ص. 334

170 10. بناء ثقافة تنظيمية في البيئة التربوية الستيعاب التقنيات الجديدة وتقبلها عن طريق تنمية االتجاهات االيجابية نحو تطويع التقنية وإعادة هندسة العمليات بما 1 يحقق توافق الواقع التنظيمي مع متطلبات التقنيات الجديدة. 11. إدماج التقنيات في نظم األداء الوظيفي التربوي بحيث يصبح التنظيم التربوي نسيجا متكامال ومتفاعال فيما بين مكوناته. 12. تصميم الهيكل التنظيمي ليدارة التربوية وفق نظام شبكات الحاسبات اآللية التي توضح خطوط االتصال ما بين اإلدارة التربوية واإلدارات التي تتبع لها. 13. التوعية بأهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة واألدوات واألجهزة في سير إجراءات العمل وتحقيق مبدأ العدالة والكفاءة. 14. تطبيق آليات الجودة التربوية قدر اإلمكان وخاصة ما يتعلق بميكنة تنفيذ الخطوات اإلجرائية في اإلدارة التربوية وتكوين فرق عمل متعاونة تحقق التكامل الوظيفي. 15. اكتساب مهارة اختيار الشكل المناسب لعرض المعلومات واالهتمام بالتغذية العكسية والمتابعة. 16. التركيز على العمليات اإلدارية التربوية التي تشكل األساس لعملية التحسين المستمرة. 11. تصميم نماذج متابعة وتقويم باستخدام آليات تمكن من قياس واقع األداء بطريقة منطقية تقوم على إدماج التقنيات الحديثة وتمكن من المتابعة الدقيقة الموضوعية وتعديل األخطاء إن وجدت. 18. استخدام التدريب عن بعد باستثمار الشبكات العالمية )كاالنترنت( على مختلف المستويات مما يفتح مجال أوسع للتدريب. 19. اعتماد منهج التدريب الموجه باألداء ألنه يركز على المهارات والمعارف 2 التي يحتاجها الموظف باإلدارة التربوية فعليا لتطوير أدائه الوظيفي. 20. انتهاج مبدأ تقويم النتائج في البرامج التدريبية وفق نموذج ( and Bird )War والذي يحدد مدى تطبيق مخرجات البرنامج التدريبي في بيئة العمل الوظيفي باإلدارة التربوية. 21. تنوع قنوات االتصال التي تربط ما بين اإلدارة التربوية والمجتمع المحيط بها من جهة وما بينها وبين المجتمع الدولي من جهة أخرى علي السلمي "خواطر في اإلدارة المعاصرة " القاهرة دار غريب 2001 م ص عقلة محمد المبيضين وأسامة محمد جرادات التدريب اإلداري الموجه باألداء القاهرة المنظمة العربية للتنمية اإلدارية 2001 م ص 55

171 22. التركيز على العمليات اإلدارية التربوية التي تشكل األساس لعملية التحسين المستمرة. الخاتمة: نتوصل من العرض السابق إن اإلدارة التربوية في عصر العولمة بليبيا مطالبة بالعمل على تفعيل دورها التربوي بما يتناسب مع التطورات العلمية الحديثة وذلك يلزمها تحديث السياسات واللوائح التنظيمية وإعادة النظر إلى الهيكل التنظيمي وتوصيف وتصنيف الوظائف بما يالئم احتياجات عصر العولمة والتوعية اإلدارية بكيفية التفاعل الواعي مع عصر العولمة وتدريب القيادات التربوية على ذلك. والبد من التركيز على كيفية االستفادة من المعلومات والبيانات الدولية ومدى توافقها مع تعاليم الشريعة اإلسالمية واحتياجات البيئة الليبية خاصة أنها تتعلق بالمسارات التربوية التي تغذي مخرجاتها سوق العمل الليبي المسئول عن تنفيذ الخطط التنموية وذلك يتطلب تكوين ثقافة إدارية لدى منسوبي اإلدارة التربوية حتى يتمكنوا من التصدي لعمليات التكيف التي تفرضها تحديات العولمة والقيام بواجبهم الوطني. قائمة المراجع 1. إبراهيم العبد اهلل رفع الكفاءة اإلنتاجية للمؤسسة المدرسية لبنان شركة المطبوعات للتوزيع والنشر 2002 م ص أحمد ألرشيدي مشكالت اإلدارة المدرسية في األلفية الثالثة القاهرة مكتبة كوميت 2000 م ص احمد إبراهيم احمد " القصور اإلداري في المدارس الواقع والعالج" القاهرة دار الفكر العربي 2000 م. 4. أحمد إبراهيم أحمد "دراسة مقارنة للمداخل واألساليب التي يستخدمها المديرون في إدارة المدرسة" اإلسكندرية مكتبة المعارف الحديثة 2000 م. 5. أحمد عبد الرحمن السيد"نموذج تكاملي في استخدام نظم المعلومات في تنظيم وإدارة التعليم دراسة تطبيقية" مجلة دراسات تربوية واجتماعية المجلد األول العدد الرابع ديسمبر 1995 م ص ص احمد عرفة وسمية شلبي اإلدارة وتحديات العولمة الباحثين 2000 م ص أوما سيكاران طرق البحث في اإلدارة ترجمة إسماعيل بسيوني وعبد اهلل العزاز الرياض جامعة الملك سعود 1998 م ص سعيد محمود والسيد ناس "قضايا في التعليم العالي والجامعي مكتبة النهضة المصرية القاهرة 2003 م ص شوقي الشريفي معجم مصطلحات العلوم التربوية الرياض مكتبية العبيكان 2000 م ص

172 10. عبد الفتاح مراد موسوعة البحث العلمي وإعداد الرسائل واألبحاث والمؤلفات 1998 م ص عقلة محمد المبيضين وأسامة محمد جرادات التدريب اإلداري الموجه باألداء القاهرة المنظمة العربية للتنمية اإلدارية 2001 م ص علي سلمي خواطر في اإلدارة المعاصرة القاهرة دار غريب 2001 م ص علي احمد مذكور التربية وثقافة التكنولوجيا القاهرة دار الفكر العربي 2003 م ص عمر أحمد العوض "اإلدارة العامة في عصر العولمة : هل من حاجة إلى تعريف جديد مجلة اإلداري عدد خاص السنة 24 العدد 91 ديسمبر 2002 م شوال 1423 ه ص ص لمياء السيد العولمة ورسالة الجامعة رؤية مستقبلية القاهرة الدار المصرية اللبنانية 2002 م ص محمد توفيق ماضي "تطبيقات إدارة الجودة الشاملة في المنظمات الخدمية في مجالي الصحة والتعليم المنظمة العربية للتنمية اإلدارية القاهرة 2002 م. 11. منظمة العمل العربية مكتب العمل العربي "تقرير المدير العام لمكتب العمل " مؤتمر العمل العربي بعنوان"العولمة وآثارها االجتماعية" الدورة 25 البند األول القسم األول مارس 1998 م ص مها عبد الباقي جويلي "تنظيم التعليم على ضوء ثورة المعلومات " بحث منشور في كتاب دراسات تربوية في القرن الحادي والعشرين اإلسكندرية 2001 م. 19. موسى اللوزي التنمية اإلدارية األردن جامعة األردن 2000 م ص هاني عبد الرحمن الطويل اإلدارة التعليمية األردن جامعة األردن 1999 م ص هاني عبد الرحمن الطويل:"التقييم والمساءلة كمدخل في إدارة النظم التربوية " بحث منشور في مؤتمر الهيئة اللبنانية للعلوم التربوية المنعقد في بيروت في 9-1 كانون األول/ديسمبر 2000 م الهيئة اللبنانية للعلوم التربوية لبنان ص

173 معوقات تطبيق التجارة اإللكترونية في المصارف التجارية الليبية أ. عبد اهلل صالح المطاع د. فخرالدين عبد السالم عبدالمطلب أ. محمد اشتيوي شفتر كلية االقتصاد جامعة الزيتونة ليبيا الملخص يهدف هذا البحث إلى إبراز دور التجارة اإللكترونية و العالقة بينها وبين زيادة فاعلية الخدمات المصرفية وكذلك محاولة التعرف على مدى اهتمام المسئولين بأهمية تطبيق التجارة اإللكترونية وتحديد المقومات والمعوقات األساسية لتطبيق التجارة اإللكترونية في المصارف التجارية الليبية. وتكمن المشكلة الرئيسية للبحث في مجموعة من التساؤالت التي تدور حول التعرف على مجاالت تطبيق التجارة اإللكترونية في المصارف التجارية الليبية وعلى مدى إدراك المديرين لفرص تطبيق التجارة اإللكترونية والتعرف أيضا على أهم معوقات تطبيق التجارة اإللكترونية في المصارف التجارية الليبية وفى ضوء النتائج تؤكد الرسالة على ضرورة اإلسراع بتطبيق التجارة اإللكترونية لالستفادة من المزايا التي يمكن أن تتحقق حال تطبيقها.كما أكدت النتائج على ضرورة توافر العديد من المقومات )المتطلبات( الالزمة وزيادة االهتمام بتطبيق التجارة اإللكترونية بالمصارف التجارية الليبية وضرورة اهتمام اإلدارة العليا وإدراك المسئولين بتطبيق التجارة اإللكترونية واالعتماد على أكثر من أسلوب لتأمين مواقع التجارة اإللكترونية على شبكة المعلومات الدولية.وأخيرا تشير الدراسة إلى مجموعة من التوصيات التي تستدعى ضرورة تطبيق التجارة اإللكترونية بالمصارف قيد الدراسة واالستفادة من تطبيقاتها وآلياتها في أسرع وقت ممكن لتعزيز قدرتها التنافسية. المقدمة : تساهم التكنولوجيا بشكل عام والتجارة اإللكترونية بشكل خاص في تحسين جودة المنتجات وابتكار منتجات جديدة وتعزيز القدرات التنافسية لمواجهة التحديات التي تواجه منظمات األعمال من اتفاقيات تجارية ودولية وتكتالت إقليمية والشركات المتعددة الجنسية والدور المتنامي للتحالفات اإلستراتيجية الدولية)ياسين وآخرون : 13( التجارة اإللكترونية تشهد مجموعة من التعبيرات الجديدة التي دخلت حياتنا بقوة وأصبحت تتداول في االستخدام العادي لتعبر عن العديد من األنشطة 172

174 اإلنسانية المرتبطة بثورة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت.وعلى الرغم من المزايا الواضحة التي تحققها التجارة اإللكترونية في الوقت الحالي وخاصة في الدول المتقدمة إال أنها مازالت تعاني قصورا في مجاالت سرية تأمين المعلومات فان المنطقة العربية تشهد في الفترة األخيرة صحوة في التعريف بأهمية التجارة اإللكترونية من خالل المؤتمرات والندوات والدراسات في محاولة لجدب انتباه مجتمع األعمال)رضوان: 39( ونظرا ألن المصارف التجارية من أكثر منظمات األعمال تأثيرا على اقتصاديات الدول لما لها من دور مؤثر في عمليات التمويل واالستثمار للقطاعات االقتصادية والمالية المختلفة ولذلك فإن هذه المؤسسات المصرفية تحتاج إلى االستفادة من مجتمع المعرفة والتكنولوجيا بشكل كبير وخاصة اإلدارة والتجارة اإللكترونية وتطبيقاتها في العمليات المصرفية واألنشطة التجارية والتمويلية لهذه المؤسسات لتواكب أداء المؤسسات المالية اإللكترونية.وعلى هذا األساس تأتي فكرة هذه الدراسة لتسليط الضوء على أهمية تطبيق التجارة اإللكترونية بالمصارف التجارية الليبية وذلك من خالل االستفادة من فرص تطبيق التجارة اإللكترونية ومزاياها المتعددة والتي على رأسها تحسين مستوى أداء الخدمات المصرفية وزيادة فاعليتها وضمان حصولها على ميزة تنافسية عالية تضمن لها مكانا في السوق المحلي والدولي )طه: (. من خالل هذه الدراسة سيتم معرفة اتجاهات المديرين حول أهمية تطبيق التجارة اإللكترونية في المصارف التجارية الليبية ومحاولة التعرف على مدى مساهمة العوامل البيئية الداخلية والخارجية في نشر الوعي وثقافة التجارة اإللكترونية في المؤسسات المصرفية الليبية وعلى رأسها المصارف التجارية الليبية.وسيتم التعرض ألهم المعوقات التي تواجه تطبيق التجارة اإللكترونية في المصارف التجارية الليبية. الدراسات االستطالعية : لقد تم إجراء دراسة استطالعية كان الهدف منها: 0. تحديد مشكلة الدراسة بوضوح. 4. صياغة فروض الدراسة. 3. تحديد متغيرات الدراسة. 0- وتم االعتماد في إجراء الدراسات االستطالعية على اآلتي: 4- أ - إجراء دراسة نظرية وتم فيها اإلطالع على الكتب والدراسات واألبحاث والدوريات المتعلقة بموضوع الدراسة بهدف جمع البيانات الثانوية. 3- ب - إجراء دراسة ميدانية 173

175 تم فيها زيارة ميدانية إلى عدد من المصارف التجارية وإجراء بعض المقابالت مع بعض المسئولين داخل المصارف وذلك بهدف توضيح أبعاد الموضوع. مشكلة الدراسة : من خالل الدراسة االستطالعية النظرية والميدانية تبين وجود مجموعة من الظواهر السلبية ومن أهمها :- نقص الوعي والمعرفة بأهمية اإلنترنت والتجارة اإللكترونية. مقاومة التغيير من قبل الموارد البشرية بالمصارف. القصور في كل من : التدريب على اإلنترنت و تطبيقات التجارة اإللكترونية وأمن وسرية المعلومات عبر شبكة اإلنترنت والتشريعات والقوانين المنظمة للتجارة اإللكترونية. عدم االستفادة من نظم وسائل الدفع والسداد االلكتروني. مشكلة البحث تتمثل في محاولة اإلجابة عن ألتساؤالت التالية : س 0 (- ما هي مجاالت تطبيق التجارة اإللكترونية في المصارف التجارية الليبية س 4 (- ما مدى إدراك المديرين لفرص تطبيق التجارة اإللكترونية س 3 (- ما هي معوقات تطبيق التجارة اإللكترونية في المصارف التجارية الليبية أهداف الدراسة : تحاول هذه الدراسة الوصول إلى األهداف التالية :- 0. إبراز دور التجارة اإللكترونية في زيادة فاعلية الخدمات المصرفية بالمصارف التجارية الليبية. 4. دراسة العالقة بين التجارة اإللكترونية وتحسين فاعلية الخدمات المصرفية بالمصارف التجارية الليبية. 3. التعرف على واقع تطبيق التجارة اإللكترونية بالمصارف التجارية الليبية والطرق المستخدمة في تأمينها على شبكة المعلومات الدولية. 2. محاولة التعرف على مدى اهتمام المسئولين بأهمية تطبيق التجارة اإللكترونية في المصارف التجارية الليبية. 5. تحديد المقومات األساسية لتطبيق التجارة اإللكترونية بالمصارف التجارية الليبية 6. التعرف على معوقات تطبيق التجارة اإللكترونية بالمصارف التجارية الليبية. أسئلة الدراسة : التساؤل األول: هل الموقع على شبكة المعلومات العالمية "اإلنترنت" مؤمن إلجراء الصفقات اإللكترونية وما هي الطرق المستخدمة في تأمينه. التساؤل الثاني: ما هي درجة الموافقة على مقومات تطبيق التجارة اإللكترونية 174

176 التساااؤل الثالااث: هل هناك معوقات على تطبيق التجارة اإللكترونية بالمصارف التجارية الليبية وما هي هذه المعوقات. التساؤل الرابع: ما هي أهم المزايا التي يمكن تحقيقها عند تطبيق التجارة اإللكترونية في المصارف التجارية منهج الدراسة تم االعتماد على المنهج الوصفي التحليلي وذلك من خالل اإلطالع على الكتب والمج الت وال د ور ي ات ذات العالق ة بم وض و ع الدراس ة م ع إج راء دراس ة م يدا ن ي ة للمصارف التجارية قيد الدراسة وتوزيع استمارات االستبيان على أفراد العينة وتحليلها للوصول إلى نتائج تفيد البحث العملي. مجتمع الدراسة ب ن اء عل ي أ ه داف الدراس ة ف ق د ت م تحد ي د مج تم ع الدراس ة و ه ى المص ارف التجارية الليبية العاملة داخل ليبيا وعددها )14( مصرفا. عينة الدراسة تتمثل عينة الدراسة في أربعة مصارف تجارية ليبية )مصرف الجمهورية مصرف اآلمان مصرف الوحدة المصرف التجاري الوطني( وهى في عينة عمد يه قصد يه م ن ال ق ادة ا إلدار ي ي ن والمس ئ ول ي ن ب ا إلدارات وا ألقس ا م و ع دد ه م )560( فردا أنظر الجدول رقم )1(. الجدول رقم )1( يبين توصيف لمجتمع وعينة الدراسة البيان عدد أفراد المجتمع العينة النسبة المئوية % % 32 41% % مصرف الجمهورية مصرف أالمان مصرف الوحدة مصرف التجاري المجموع حدود الدراسة أ- الحدود الموضوعية / اقتصرت هذه الدراسة على معرفة دور التجارة اإللكترونية في زيادة فاعلية الخدمات المصرفية بالمصارف التجارية الليبية والمعوقات التي تواجهها. ب - الحدود المكانية / المصارف التجارية الليبية. 175

177 ج- الحدود الزمانية / اقتصرت هذه الدراسة على معرفة دور التجارة اإللكترونية في تحسين فاعلية الخدمات المصرفية بالمصارف التجارية الليبية فى الفترة من 2012 مإلى 2013 م. نبده مختصرة عن المصارف في ليبيا: أوال:- نشأة المصارف في ليبيا )نبده تاريخية( كان القطاع المصرفي في ليبيا قبل 1969 م يتكون من :- المصارف التجارية. 0 - البنك التجاري - مصرف الصحارى بنك شمال إفريقيا - - بنك النهضة العربية - بنك باركليز - الشركة المصرفية اإلفريقية - البنك العربي - بنك روما - بنك نابولي 4 المصارف المتخصصة. - البنك الصناعي العقاري الليبي - البنك الزراعي الوطني الليبي 1969/11/13 م أصدر مجلس قيادة الثورة قرارا بتلييب جميع وبتاريخ المصارف األجنبية العاملة في البالد وبموجب هذا القرار تم تحويل فروع )بنك باركليز وبنك روما والبنك العربي المصارف األجنبية األربعة ) إلى مصارف ليبية تملك الدولة نسبة %51 من رأسمالها و بنك نابلي واستبدلت أسمائها على النحو األتي :- - مصرف الجمهورية بذال من بنك باركليز. - مصرف اآلمة بذال من بنك روما. - مصرف العروبة بذال من البنك العربي. - مصرف االستقالل بذال من بنك نابولي. وبتاريخ 1910/12/22 م صدر القانون رقم )153( بتأميم الحصص األجنبية في المصارف التجارية وإعادة تنظيمها حيث آلت إلى الدولة الليبية متمثلة في مصرف ليبيا المركزي وتم دمج المصارف التجارية السابقة والعاملة في خمس مصارف رئيسية فقط على النحو األتي:- 0 المصرف التجاري الوطني وتكون بدمج كل من :- - أدارة العمليات المصرفية بمصرف ليبيا المركزي. - مصرف العروبة. - مصرف االستقالل. 4 مصرف الوحدة وتكون بدمج كل من :- - مصرف شمال إفريقيا. - مصرف النهضة العربية. 176

178 - البنك التجاري. - مصرف القافلة األهلي. - الشركة المصرفية اإلفريقية. 3 مصرف الجمهورية ومصرف األمة واحتفظ هذان المصرفان باسميهما إلى حين صدور قرار بدمجهما في مصرف واحد وسمى بمصرف الجمهورية عام ) 2001 م(. 4 مصرف الصحارى أحتفظ أيضا باسمه ولم يدمج به أي مصرف أخر. وبناء على القانون )1( لسنة 1993 م بشان المصارف والنقد واالئتمان وأجاز في مادته )53( تأسيس مصارف تجارية مملوكة ليفراد الطبيعيين واالعتباريين الليبيين فقط وبذلك تكونت المصارف التالية :- - مصرف التجارة والتنمية تأسس في 1996/6/9 م. - المؤسسة المصرفية األهلية تأسست أيضا في 1996/6/9 م. - مصرف اآلمان للتجارة واالستثمار أفتتح في 2003/1/12 م. - مصرف اإلجماع العربي افتتح في 2003/8/2 م. - مصرف الوفاء 2004 م. معوقات تطبيق التجارة اإللكترونية في المصارف التجارية الليبية برغم من أن هناك دول عربية كثيرة بادرت في استخدام اإلنترنت منذ بداية التسعينات ومنها ليبيا إال أن هناك العديد من التحديات التي تواجه سوق االتصاالت في هذه الدول ومازلت المواقع العربية تفتقر للخصائص الفنية التي تجعلها أكثر جاذبية وسهولة في االستخدام وهناك أيضا العديد من المشكالت المتصلة بالنظم المصرفية والبطاقات االئتمانية التي تستخدم عن طريق اإلنترنت بأسلوب آمن ويمكن تعدادها في النقاط االتية )البرعى 2003: 129 و( )غنيم 2009: )368 -: 1. المعوقاات المالياة :-ال تزال ليبيا تفتقر لثقافة البطاقات االئتمانية ال ت ي تعد أحد الع ن اصر ا ألس اس ية ف ي ا ن تش ار ال تج ارة ا إللك تر و ن ي ة و يرج ع ذل ك إل ى عدة أسباب من أهمها: - القواعد المتشددة والجو الملئ بعدم الثقة المحيط باستخراج البطاقات االئتمانية. 2. المعوقات االجتماعية :-تتمثل هذه المعوقات بصفة أساسية في غياب الوعي لدى معظم العمالء المستهلكين بفوائد ومزايا استخدام شبكات االتصاالت اإللكترونية باإلضافة إلى العامل النفسي لهم حيث مازال هؤالء يفضلون التعامل النقدي المباشر وقد يك و ن ذل ك راج ع إل ى غ ي اب ال و ع ي ب ال ق وا ع د األمنية على اإلنترنت فضال عن تفشي األمية بين هؤالء العمالء 3. المعوقات التقنية:- ال ت زال ال ب ن ي ة ال تح ت ي ة ف ي ل ي ب ي ا ت واج ه العد ي د م ن المشاكل الثمن المرتفع لموجات التردد بشكل يمثل مشكلة رئيسية ألن معظم 177

179 الشركات ال تملك اإلمكانيات المادية لشراء مساحة كبيرة من هذه الموجات مما يزيد من بطء اإلنترنت ويجعله غير عملي. 2. المعوقات اللغوية:-تظهر هذه التحديات بصفة أساسية في وجود العديد من اللغات العالمية التي يمكن كتابتها على المواقع اإللكترونية األمر الذي يؤدي علي الحيرة عند استخدام اللغة التي سوف يتم من خاللها إنجاز أعمال ومعامالت التجارة اإللكترونية. 5. المعوقات الثقافية:-تتمثل هذه المعوقات على القصور في التفافة المصرفية عن واقع مصرفي موجود في دول معينة تختلف عن دول أخرى. 6. المعوقات الحكومية:-ال تزال الدول تسيطر على نسبة كبيرة من االقتصاد وعواقب هذه الحالة خطيرة وتهدد إمكانات التجارة اإللكترونية الجديدة وحرمان القطاع الخاص من التقدير على نطاق واسع وأصحاب رؤوس األموال الذين يدخلون في المشاريع قلة نادرة حيث يمكن القول إن غياب إستراتيجية قومية ال تتعامل تكنولوجيا االتصاالت يعد عقبة رئيسية أمام التقدم في هذا المجال باإلضافة إلى اعتماد الحكومة على العمل اليدوي والبيروقراطية وغياب التنسيق بين الجهات الحكومية المختلفة وعدم وجود قوانين تجارية واضحة. 1.المعوقات القانونية :- هناك حاجة ماسة إلصدار التشريعات المناسبة والمتخصصة لتنظيم عمل التجارة اإللكترونية إضافة إلى الحاجة الماسة لتدريب عدد من القضاء والمحاميين للتعامل مع الكثير من القضايا التي تتعلق بالتجارة اإللكترونية 8.المعوقات األمنية :-حيث إنه من الصعب تحقيق الحماية التامة والكاملة لبيانات والمعلومات المتداولة والمستخدمة في التجارة اإللكترونية وذلك لقيام بعض األشخاص المحترفين باختراق نظم األمن للشبكات وخاصة شبكة اإلنترنت وذلك بهدف الحصول على بيانات تساعدهم في سرقة األموال على الرغم من تطور وسائل األمن الخاصة بالبيانات إال أن هؤالء دائما ينجحون في اختراق هذه األنظمة والوسائل األمنية. أيضا عدم وجود أدلة مادية تثبت المعامالت التجارية والمالية التي حدثت من خالل شبكة اإلنترنت مما يؤدي إلى عدم اطمئنان العمالء حيث قد يتردد البعض منهم في إعطاء رقم بطاقة االئتمان الخاص به. 9.المعوقات اإلدارية:-تتخذ بعض الدول والمنظمات وخاصة في الدول النامية بعض األساليب اإلدارية التقليدية كاألسلوب البيروقراطي نموذجا للعمل به وإدارة أعمالها ومعاملتها ومما الشك فيه أن هذه األساليب التقليدية العقيمة تعتبر غير متفاعلة مع مقتضيات ومتطلبات أعمال التجارة اإللكترونية والتي تعتمد أساسا على ردود األفعال وسرعة االستجابة الحقيقية وذلك دون وجود أي قيود بيروقراطية. 178

180 المنهجية التطبيقية للدراسة: أوال : بناء االستبيان : إن طبيعة موضوع البحث واهتمامه في التعرف على معوقات تطبيق التجارة اإللكترونية في المصارف التجارية الليبية فرض نوعا محددا من أدوات جمع البيانات وتحليلها وهى أداة البحث حيث إن دقة ومصداقية البيانات التي يتم جمعها يعتمد على حسن اختيار الباحث لألداة التي تستخدم لذلك. 0. تصميم استمارة االستبيان : مرت تصميم قائمة االستبيان بالمراحل التالية: أ مرحلة الصياغة المبدئية ب مرحلة أعادة الصياغة 4. محاور االستبيان : أوال: معلومات عامة تضمنتعلى )سؤالين(. ثانيا:مدى مساهمة التجارة اإللكترونية بزيادة أداء وجودة الخدمات تضمنت على) 9 ) أسئلة. ثالثا:األساليب المتبعة في تقييم الخدمات المصرفية وتضمنت ( 13( سؤاال. رابعا : مدى إدراك اإلدارة بأهمية التجارة اإللكترونية وتضمنت )10( أسئلة. خامسا : مدى توفر المتطلبات المادية والبشرية وتضمنت )10( أسئلة. سادسا :الطرق المستخدمة في تامين اإلنترنت وتضمنت )5( أسئلة. سابعا :مقومات تطبيق التجارة اإللكترونية وتضمن )12( سؤاال. ثامنا :معوقات تطبيق التجارة اإللكترونية تضمنت )23( سؤاال. تاسعا :مزايا تطبيق التجارة اإللكترونية تضمنت )14( سؤاال. 3.أختبارات الصدق " الصالحية يقصد باختبار صدق أداة جمع المعلومات والبيانات "مدى قدرتها على أن تقيس ما تسعى الدراسة إلى قياسه فعال بحيث تطابق المعلومات التي يتم جمعها مع الحقائق الموضوعة وللتأكد من صدق وصالحية صحيفة االستبيان قام الباحث باالختبارات اآلتية : أ- مراعاة الصدق الظاهري : validity Face وهو القيام بتقي يم األداة باستخدام مجموعة من المحكمين والمختصين عادة يكونون خبراء في القياس أو باحثين لديهم خبرة طويلة بالموضوع يراجعون العبارات واألسئلة ويقررون ما إذا كانا يعتقدون أنها سوف تقيس الظاهرة أو المتغير محل الدراسة )ألوفائي : (. 179

181 تم صياغة وبناء استمارة االستبيان و قدم إلى مجموعة من األساتذة المتخصصين كما هو مبين في الجدول الموجود بالمالحق واعتبر الباحث ذلك تحقيقا لصدق االستبيان وتناسبه مع أهداف الدراسة. ب- مراعاة صدق المحتوى )أو صدق المضمون( Con tent validity وهو ما يسمي الصدق المنطقي أحيانا Logical ويستهدف التأكد من أن أداة جمع المعلومات والبيانات تتضمن كافة الجوانب و المتغيرات و األبعاد الخاصة بالمشكلة ومدى شمولها وتحديدها لموضوع الدراسة وقد راعى الباحث جانب صدق المحتوى في االستمارة من خالل التأكد من أن جميع األسئلة التي تحتويها االستمارة تغطي جميع أبعاد المشكلة قيد الدراسة. ج. اختبار الثبات: Reliability يعتبر مفهوم الثبات من المفاهيم األساسية في مجال االختبارات ويعرف على أنه درجة الركون إلى نتائج المقياس ودرجة الثقة فيها فضال عن ثباتها وعدم تغيرها لنفس الفرد واألفراد إذا تكررت مليه القياس) دويدر: (. وللتأكد من ثبات أداة الدراسة قام الباحث باستخدام اختبار ألفا للصدق والثبات لألسئلة الخاصة بفرضية الدراسة. إن القيمة المقبولة إحصائيا لمعامل آلفا هي من % 60 أو أكثر (2003 Sekaran (.ويتضح من خالل تحليل البيانات إن قيمة ألفا لجميع المتغيرات المستقلة لالستبيان كانت جيدة كما تعني توفر درجة مقبولة من ثبات وصحة إجابات المبحوثين وبالتالي تحقق ثبات واتساق مقبول لغرض البحث العلمي وكما في الجدول األتي: الجدول )2( نتائج اختبار ألفا للصدق والثبات لمحاور الدراسة محاور الدراسة مساهمة التجارة االلكترونية بتحسين وجودة الخدمات األساليب المتبعة في تقييم الخدمات المصرفية مدى إدراك اإلدارة بأهمية التجارة االلكترونية مدى توفر المتطلبات المادية والبشرية الطرق المستخدمة في تامين االنترنت مقومات تطبيق التجارة االلكترونية معوقات تطبيق التجارة االلكترونية Cronbach's Alpha if Item Deleted مؤشر الثبات Corrected Item-Total Correlation مؤشر الصدق Scale Variance if Item Deleted تباين المقياس Scale Mean if Item Deleted متوسط درجات المقياس

182 مزايا تطبيق التجارة االلكترونية قيمة ألفا للمقياس م التساؤل األول: هل الموقع على شبكة المعلومات العالمية "االنترنت" مؤمن إلجراء الصفقات االلكترونية وما هي الطرق المستخدمة في تأمينه. تم استخدام النسب المئوية ليجابات واستخدام كآي تربيع )χ2( لمقارنة إجابات المستجيبين لتحديد ما إذا كانت إلجابات تختلف فيما بينها أم ال ( أي اختبار مدى استقاللية اإلجابات ) من حيث درجة التأثير عند مستوى داللة معنوية )0.05(. الجدول )3( المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري والنسبة المئوية لمحور الطرق المستخدمة في تامين اإلنترنت العبارات المتوسط انحرافمعياري النسبة المئوية نظام أسم المستخدم وكلمة المرور للتحكم في عمليات الدخول والخروج نظام الصفقات اإللكترونية اآلمنة نظام الشهادة االلكترونية لتحقيق الشخصية نظام طبقة الفتحات اآلمنة نظام حوائط المنع أو حوائط النار الطرق المستخدمة في تامين االنترنت المجموع الجدول )3( يبين المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري والنسبة المئوية إلجابات عينة الدراسة حول المحور مرتبة تنازليا ويالحظ من خالل النسب المئوية و المتوسط الحسابي أن إجابات المبحوثين كانت ولكل العبارات تشير إلى "عدم الموافق " ما عدا الفقرة "1 ".الموافقة التامة على الفقرة )1( هى أن كل المديرين والمسئولين بهدة المصارف يرا أن هدا النظام هو األفضل لديهم واألسهل النهم ليس لديهم دراية بشكل كامل باألنظمة األخرى ويرجع ذلك إلى عدم اهتمام اإلدارة العليا بالتدريب ومواكبة التكنولوجيا وآخر التطورات فى هدا المجال. ويشير المتوسط العام إلجمالي المحور )الطرق المستخدمة في تامين االنترنت( والذي يساوي "2.88" والذي يعني عدم الموافقة التامة لعينة الدراسة على العبارات وبدرجة "متوسطة" كتقيي م عام. 181

183 الجدول )4( النسب المئوية لتكرارات واختبار كآي تربيع )χ2( للمحور Chi- Square ت الفقرات أوافق تماما أوفق محايد ال أوافق ال أوافق إطالقا مستوى الداللة نظام طبقة الفتحات اآلمنة. م نظام الشهادة اإللكترونية لتحقيق الشخصية. نظام حوائط المنع أو حوائط النار. نظام أسم المستخدم وكلمة المرور للتحكم في عمليات الدخول والخروج. نظام الصفقات اإللكترونية اآلمنة يبين الجدول قيم كآي تربيع )2χ( لمحاور االستبيان لمقارنة إجابات المبحوثين فيما بينهم الختيار مدى استقاللية إجاباتهم حيث تتم مقارنه بين التكرارات لمشاهدة و التكرارات المتوقعة حيث كانت قيمة كآي تربيع )2χ( ولكافة األسئلة ذات داللة معنوية اقل من وبذلك تكون اإلجابة على التساؤل : هل الموقع على شبكة المعلومات العالمية "االنترنت" مؤمن إلجراء الصفقات االلكترونية اإلجابة هي "نعم" وبطريقة واحدة فقط هي " نظام اسم المستخدم وكلمة المرور للتحكم في عمليات الدخول والخروج". التسااااؤل الثااااني: ما هي درجة الموافقة على مقومات تطبيق التجارة االلكترونية تم استخدام النسب المئوية ليجابات واستخدام كآي تربيع )χ2( لمقارنة إجابات المستجيبين لتحديد ما إذا كانت إلجابات تختلف فيما بينها أم ال )أي اختبار مدى استقاللية اإلجابات ) من حيث درجة التأثير عند مستوى داللة معنوية )05 0(. الجدول )5( المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري والنسبة المئوية لمحور مقومات تطبيق التجارة اإللكترونية العبارات المتوسط انحراف معياري النسبة المئوية توافر بنية أساسية معلوماتية بالمصارف دعم اإلدارة العليا لبرنامج التجارة اإللكترونية توافر قوانين وتشريعات منظمة للتجارة اإللكترونية تدريب العاملين على أساليب التجارة اإللكترونية. توافر التجهيزات المادية. توافر الوعي بأهمية التجارة اإللكترونية لدي العمالء بالمصارف. دعم الدولة لنشر ثقافة التجارة اإللكترونية

184 8 إنشاء مواقع للمصرف على اإلنترنت توافر خبراء في مجال التجارة اإللكترونية بالمصارف تقوم اإلدارة العليا بتوفير شروط ومتطلبات العوامل المادية التوجه بالعميل عند تصميم نظم أداء الخدمة المصرفية المجموع مشاركة جميع العاملين. مقومات تطبيق التجارة االلكترونية الجدول )5( يبين المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري والنسبة المئوية إلجابات عينة الدراسة مرتبة تنازليا ويالحظ من خالل النسب المئوية و المتوسط الحسابي أن إجابات المبحوثين كانت ولكل العبارات تشير إلى " الموافقة التامة ". ويشير المتوسط العام إلجمالي المحور )مقومات تطبيق التجارة االلكترونية( والذي يساوي "4.04" والذ ي يع ن ي الم واف ق ة ال ت ام ة لع ي ن ة الدراس ة عل ى الع ب ارات و بدرج ة "عالية جدا " كتقيي م عام لهم. الجدول )6( يبين النسب المئوية لتكرارات واختبار كآي تربيع )χ4( إلجابات عينة الدراسة للمحور Chi- Square ت الفقرات أوافق تماما أوفق محايد ال أوافق ال أوافق إطالقا مستوى الداللة دعم اإلدارة العليا لبرنامج التجارة اإللكترونية. توافر بنية أساسية معلوماتية بالمصارف. توافر التجهيزات المادية. مشاركة جميع العاملين. تقوم اإلدارة العليا بتوفير شروط ومتطلبات العوامل المادية إنشاء مواقع للمصرف علي اإلنترنت توافر الوعي بأهمية التجارة اإللكترونية لدي العمالء بالمصارف. توافر خبراء في مجال التجارة اإللكترونية بالمصارف. تدريب العاملين على أساليب التجارة اإللكترونية دعم الدولة لنشر ثقافة التجارة اإللكترونية توافر قوانين وتشريعات منظمة للتجارة اإللكترونية. التوجه بالعميل عند تصميم نظم أداء الخدمة المصرفية

185 م يبين الجدول رقم )6( قيم كآي تربيع )2χ( لمحاور االستبيان لمقارنة إجابات المبحوثين فيما بينهم الختيار مدى استقاللية إجاباتهم حيث تتم مقارنه بين التكرارات لمشاهدة و التكرارات المتوقعة حيث كانت قيمة كآي تربيع )2χ( ولكافة األسئلة ذات داللة معنوية ويؤكد ذلك مستوى الداللة عن ثقة %95 وعند درجات الحرية 4 والذي هو ولكل العبارات اقل من 0.05 مما يؤدي إلى رفض الفرض ألعدمي والذي ينص على أنه ال توجد فروق معنوية ذات داللة إحصائية بين التكرارات الخاص بإجابات هذا المحور والتكرارات المتوقعة أي هناك فروق دالة وقوية لصالح اإلجابة األكثر تكرارا وهي " أوافق" ما عدا الفقرات " " والتي كانت الموافقة عليها تامة. ليجابة على التساؤل: ما هي درجة الموافقة على مقومات تطبيق التجارة االلكترونية اإلجابة هي "الموافقة" و "الموافقة التامة" على توافر هذه المقومات والتي تساعد على انتشار تطبيق مفهوم التجارة االلكترونية. التساؤل الثالث: هل هناك معوقات على تطبيق التجارة االلكترونية بالمصارف الليبية وما هي هذه المعوقات. تم استخدام النسب المئوية ليجابات واستخدام كآي تربيع )χ2( لمقارنة إجابات المستجيبين لتحديد ما إذا كانت إلجابات تختلف فيما بينها أم ال ( أي اختبار مدى استقاللية اإلجابات ) من حيث درجة التأثير عند مستوى داللة معنوية )0.05(. الجدول )1( المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري والنسبة المئوية لمحور معوقات تطبيق التجارة اإللكترونية ضعف البنية األساسية للمعلومات في ليبيا العبارات عدم تطوير القوانين والتشريعات المنظمة التجارة اإللكترونية قصور نظم االتصاالت بين المصارف تعطل وبطء شبكة اإلنترنت عدم اعتياد العمالء على هذا النوع من التبادل التجاري. قلة استخدام وسائل الدفع األخرى. انخفاض حدة المنافسة بين المصارف الليبية عدم وجود بدائل أخري للدفع غير بطاقات اآلئتمان. قصور ثقافة اإلنترنت لدي معظم العمالء ندرة المواقع العربية على شبكة االنترنت انخفاض الوعي بإمكانية القيام بالصفقات الكترونيا. نقص التدريب على برامج االنترنت تقادم أجهزة الحاسبات بالمصارف قلة عدد الخدمات المصرفية المقدمة المتوسط 4.29 انحرافمعياري 0.90 النسبة المئوية

186 قلة أجهزة الحاسبات بالمصارف عدم توافر االستثمارات المالية الالزمة لتطبيق التجارة اإللكترونية عدم تبني المصارف الليبية دعم التجارة اإللكترونية. قصور دعم الدولة لنشر ثقافة التجارة اإللكترونية. انخفاض مستوي اللغة اإلنجليزية للمتعاملين مع اإلنترنت غياب نظم أمن وسرية المعلومات علي شبكة المعلومات " اإلنترنت " تحتاج التجارة اإللكترونية إلى وقت طويل لتطبيقها ندره الموارد البشرية الالزمة للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة فشل تجربة تطبيق التجارة اإللكترونية في بعض المصارف الليبية المجموع معوقات تطبيق التجارة اإللكترونية الجدول )1( يبين المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري والنسبة المئوية إلجابات عينة الدراسة حول المحور مرتبة تنازليا ويالحظ من خالل النسب المئوية و المتوسط الحسابي أن إجابات المبحوثين كانت ولكل العبارات تشير إلى " الموافقة ". ويشير المتوسط العام إلجمالي المحور )معوقات تطبيق التجارة االلكترونية( والذي يساوي "3.11" والذي يعني الموافقة التامة لعينة الدراسة على العبارات وبدرجة "عالية جدا " كتقيي م عام لهم. الجدول )8( النسب المئوية لتكرارات واختبار كآي تربيع )χ4( للمحور Chi- Square ت الفقرات أوافق تماما أوفق محايد ال أوافق ال أوافق إطالقا مستوى الداللة قلة أجهزة الحاسبات بالمصارف تقادم أجهزة الحاسبات بالمصارف ندره الموارد البشرية الالزمة للتعامل مع التكنولوجيا نقص التدريب على برامج اإلنترنت انخفاض مستوى اللغة اإلنجليزية للمتعاملين مع اإلنترنت عدم توافر استثمارات مالية لالزمة لتطبيق تجارة إلكترونية تحتاج التجارة اإللكترونية إلى وقت طويل لتطبيقها قلة عدد الخدمات المصرفية المقدمة قصور نظم االتصاالت بين المصارف قصور ثقافة اإلنترنت لدى معظم العمالء

187 انخفاض حدة المنافسة بين المصارف الليبية عدم تطوير قوانين والتشريعات المنظمة التجارة اإللكترونية ضعف البنية األساسية للمعلومات في ليبيا تعطل وبطء شبكة اإلنترنت فشل تجربة تطبيق التجارة اإللكترونية في بعض المصارف ندرة المواقع العربية على شبكة اإلنترنت غياب نظم أمن وسرية المعلومات لشبكة المعلومات العالمية عدم تبني المصارف الليبية دعم التجارة اإللكترونية. قصور دعم الدولة لنشر ثقافة التجارة اإللكترونية. انخفاض الوعي بإمكانية القيام بالصفقات الكترونيا. قلة استخدام وسائل الدفع األخرى. عدم وجود بدائل أخري للدفع غير بطاقات اآلئتمان. عدم اعتياد العمالء على هذا النوع من التبادل التجاري يبين الجدول رقم )8( قيم كآي تربيع )2χ( لمحاور االستبيان لمقارنة إجابات المبحوثين فيما بينهم الختيار مدى استقاللية إجاباتهم حيث تتم مقارنه بين التكرارات المشاهدة و التكرارات المتوقعة حيث كانت قيمة كآي تربيع )2χ( ولكافة األسئلة ذات داللة معنوية ويؤكد ذلك مستوى الداللة عن ثقة %95 وعند درجات الحرية 4 والذي هو لكل العبارات أقل من 0.05 مما يؤدي إلى رفض الفرض العدمي والذي ينص على أنه ال توجد فروق معنوية ذات داللة إحصائية بين التكرارات الخاصة بإجابات هذا المحور والتكرارات المتوقعة أي هناك فروق دالة قوية لصالح اإلجابة األكثر تكرارا وهي " أوافق" ما عدا الفقرات " " التي كانت الموافقة عليها تامة. ليجابة على التساؤل : هل هناك معوقات فى تطبيق التجارة اإللكترونية بالمصارف الليبية وما هي هذه المعوقات نعم هناك بعض المعوقات قسم منها كانت موافقة عينة الدراسة عليها "بالموافقة" وقسم آخر تمت الموافقة عليها بشكل تام. التساؤل الرابع: ما هي أهم المزايا التي يمكن تحقيقها عند تطبيق التجارة اإللكترونية في المصارف التجارية

188 م تم استخدام النسب المئوية ليجابات واستخدام كآي تربيع )χ2( لمقارنة إجابات المستجيبين لتحديد ما إذا كانت إلجابات تختلف فيما بينها أم ال ( أي اختبار مدى استقاللية اإلجابات ) من حيث درجة التأثير عند مستوى داللة معنوية )05 0(. الجدول )9( المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري والنسبة المئوية لمحور مزايا تطبيق التجارة اإللكترونية تحسين درجة جودة الخدمة المصرفية. العبارات المتوسط 4.40 انحرافمعياري 0.71 النسبة المئوية اختصار الدورة التجارية والدورة المستندية السرعة الفائقة في االتصال بالعمالء زيادة سرعة اإلنجاز وعقد وإنهاء صفقات المساهمة في تنمية الصادرات الليبية الحفاظ على العمالء الحاليين للمصارف جذب شرائح جديدة للمصارف زيادة سرعة االستجابة لمتطلبات العمالء تحسين القدرة التنافسية للمصرف تحسين نتائج أعمال المصرف توسيع قاعدة الخدمات المالية تعتبر أداة لزيادة الشفافية المنافسة مع المصارف العالمية توفير فرص عمل إضافية مزايا تطبيق التجارة اإللكترونية المجموع الجدول )9( يبين المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري والنسبة المئوية إلجابات عينة الدراسة حول المحور مرتبة تنازليا ويالحظ من خالل النسب المئوية و المتوسط الحسابي أن إجابات المبحوثين كانت ولكل العبارات تشير إلى " الموافقة التامة ". ويشيرا لمتوسط العام إلجمالي المحور )مزايا تطبيق التجارة االلكترونية( والذي يساوي "4.09" والذي يعني الموافقة التامة لعينة الدراسة على العبارات وبدرجة "عالية جدا " كتقيي م عام لهم. الجدول )01( النسب المئوية لتكرارات واختبار كآي تربيع )χ4( إلجابات عينة الدراسة للمحور 187

189 Chi- Square ت الفقرات أوافق تماما أوفق محايد ال أوافق ال أوافق إطالقا مستوى الداللة تحسين درجة جودة الخدمة المصرفية تحسين القدرة التنافسية للمصرف. تحسين نتائج أعمال المصرف توفير فرص عمل إضافية المنافسة مع المصارف العالمية الحفاظ على العمالء الحاليين للمصارف جذب شرائح جديدة للمصارف زيادة سرعة االستجابة لمتطلبات العمالء تعتبر أداة لزيادة الشفافية زيادة سرعة اإلنجاز وعقد وإنهاء صفقات توسيع قاعدة الخدمات المالية اختصار الدورة التجارية والدورة المستندية يبين جدول قيم كآي تربيع )2χ( لمحاور االستبيان لمقارنة إجابات المبحوثين فيما بينهم الختيار مدى استقاللية إجاباتهم حيث تتم مقارنه بين التكرارات المشاهدة و التكرارات المتوقعة حيث كانت قيمة كآي تربيع )2χ( ولكافة األسئلة ذات داللة معنوية ويؤكد ذلك مستوى الداللة عن ثقة %95 وعند درجات الحرية 4 والذي هو لكل العبارات أقل من ومن خالل التحليل يالحظ أن الفقرتين )10 1( من أهم المزايا تحققها التجارة اإللكترونية في المصارف التجارية الليبية.ليجابة على التساؤل: ما هي أهم المزايا التي يمكن تحقيقها عند تطبيق التجارة االلكترونية في المصارف التجارية اإلجابة هي "الموافقة" و "الموافقة التامة" على توافر هذه المزايا والتي تساعد على انتشار تطبيق مفهوم التجارة االلكترونية. النتائج: توصلت هذه الدراسة إلى العديد منالنتائج التي اتضحت من خالل تحليل وتفسير البيانات والتي تم الحصول عليها من عينة الدراسة والنتائج هي :

190 1 يعتبر تطبيق أساليب التجارة اإللكترونية أحد األدوات الهامة التي تعمل على زيادة أداء المصارف التجارية الليبية. 2 وجود عالقة وثيقة بين تطبيق أساليب التجارة اإللكترونية و الخدمات المصرفية. 3 ت وجد عالقة طرد ي ة ب ي ن إدراك المس ئ ول ي ن أل هم ي ة ال تج ارة ا إللك تر و ن ي ة و وج وده الخدمات المصرفية. 4- تؤثر المتطلبات المادية والبشرية لتطبيق التجارة اإللكترونية على جودة الخدمات المصرفية. 5 يعد نظام اسم المستخدم وكلمة المرور للتحكم في عمليات الدخول والخروج هو األسلوب المستخدم لتأمين مواقع التجارة اإللكترونية على شبكة المعلومات الدولية )) اإلنترنت ((. 6 ه ن اك م تطل ب ات وم ق وم ات تس ا عد عل ى ا ن تش ار و تط ب ي ق ال تج ارة ا إللك تر و ن ي ة بالمصارف الليبية هي:- توافر بنية أساسية معلوماتية بالمصارف ودعم اإلدارة العليا لبرنامج التجارة اإللكترونية. توافر القوانين والتشريعات المنظمة للتجارة اإللكترونية. توافر لتجهيزات المادية وتدريب العاملين على أساليب التجارة اإللكترونية. دعم الدولة لنشر ثقافة التجارة اإللكترونية وإنشاء مواقع للمصارف على شبكة المعلومات. 1 هناك العديد من المعوقات التي تعوق تطبيق التجارة اإللكترونية بالمصارف التجارية الليبية وهي : ضعف البنية األس اس ية للمعل وم ات ف ي ل ي ب ي ا وقص ور نظ م ا ال تص ال ب ي ن المصارف وتعطل وبطء شبكة المعلومات الدولية وقلة وتقادم أجهزة الحاسوب بالمصارف. ع د م ا ع ت ي اد العم الء عل ى ه ذا ال ن و ع م ن ال ت ب ادل ال تج ار ي وقص ور ث ق اف ة ا إل ن تر ن ت لمعظ م العم الء وا نخ ف اض ال و ع ي ب إمك ا ن ي ة ال ق ي ا م ب الص ف ق ات إلكترونيا. انخفاض مستوى اللغة اإلنجليزية للمتعاملين مع شبكة المعلومات الدولية. عدم تطور القوانين والتشريعات المنظمة للتجارة اإللكترونية وغياب نظم آمن وسرية المعلومات لشبكة المعلومات الدولية. قصور دعم الدولة لنشر ثقافة التجارة اإللكترونية وعدم توافر اإلسثتمارات المالية الالزمة لتطبيق التجارة اإللكترونية. وندرة الموارد البشرية الالزمة 189

191 للتعامل مع التجارة اإللكترونية ونقص التدريب على برامج شبكة المعلومات الدولية. 8 -هناك مزايا يمكن تحقيقها عند تطبيق التجارة اإللكترونية في المصارف التجارية الليبيةمنها: اختصار الدورة التجارية والمستندية وتحسين جودة الخدمة المصرفية والسرعة الفائقة في إنجاز وعقد وإنهاء الصفقات واالتصال بالعمالء. زيادة المساهمة في تنمية الصادرات الليبية. والحفاظ على العمالء الحاليين للمصارف وجذب شرائح جديدة و تحسين القدرة التنافسية بين المصارف الداخلية والعالمية و توسيع قاعدة الخدمات المالية. التوصيات: ف ي ض وء ال ن ت ا ئ ج ال ت ي ت م ال ت وص ل إل يه ا س ي ت م ع رض مجم و ع ة م ن ال ت وص ي ات التي تعد بمثابة توجيهات مستقبلية للنهوض بتطبيق التجارة اإللكترونية بالمصارف التجارية الليبية المبحوثة وفيما يلي هذه التوصيات :- 1 زيادة االهتمام بتطبيق التجارة اإللكترونية لدورها الكبير في زيادة أداء المصارف التجارية. 2 تطبيق التجارة اإللكترونية بأسلوب كامل لما لها من عالقة وثيقة بجودة الخدمات المصرفية وضرورة التحول من الدورة المستندية الورقية إلى أسلوب الكتروني كامل ومشاركة جميع العاملين بالتعامل مع أساليب التجارة اإللكترونية المختلفة. وضرورة إدراك المسئولين بأهمية التجارة اإللكترونية لتفعيل دورها في زيادة جودة الخدمات المصرفية. 4 توفير كافة المتطلبات المادية والبشرية الالزمة لتطبيق التجارة اإللكترونية. واالعتماد على أكثر من أسلوب لتأمين مواقع التجارة اإللكترونية وعلى شبكة المعلومات الدولية "اإلنترنت". و توفير كافة مقومات تطبيق التجارة اإللكترونية لزيادة فاعليتها. قائمة المصادر والمراجع: بالتطبيق على القطاع الصناعي - البرعى سلوى زغلول دور االنترنت في التسويق المباشر بين منشآت اإلعمال جمهورية مصر كلية التجارة رسالة ماجستير غير منشورة جامعة المنصورة بجمهورية مصر العربية العربية 2003 م. - ألوفائي محمد مناهج البحث في الدراسات االجتماعية واإلعالمية مكتبة االنجلو المصرية القاهرة ط األولي 1989 م. - دويدر عبد الفتاح أسس علم النفس التجريبي بيروت دار النهضة العربية 1995 م. - رضوان رأفت عالم التجارة االلكترونية المنظمة العربية للتنمية اإلدارية "بحوت ودراسات" القاهرة الطبعة األولى 1999 م. غنيم احمد التسويق والتجارة االلكترونية المكتبة العصرية المنصورة مصر 2009 م - 190

192 - طه ألسيد أحمد طه التجارة االلكترونية والعولمة منشورات المنظمة العربية للتنمية أإلدارية ألقاهرة الطبعة الثانية سنة 2008 م. - ياسين سعد غالب وبشير عباس العالقي التجارة االلكترونية دار المناهج للنشر والتوزيع عمان األردن الطبعة األولى 2004 م. th 4 U. (2003) Research Methods for Business: A Skill Building Approach - Sekaran John Wiley & Sons U.S.A Edition 191

193 فلسفة الضبط االجتماعي ( دراسة في المفاهيم واأل طر ) د / صالح علي زرقون عضو هيئة التدريس بقسم الفلسفة جامعة الزيتونة كلية اآلداب / بني وليد مقدمة : ما مفهوم الضبط االجتماعي وما هي أ طره وهل للضبط ضرورة اجتماعية وبأية أساليب يتحقق من خاللها وكيف استطاعت المجتمعات ضبط أفراد ها قديما وحديثا بأية معنى يتشكل ثم أين موقع التربية ثقافيا من كل ذلك وما موقف الدين من الضبط اال ج تم ا ع ي عل ى س ب يل الم ث ال ك ي ف اس تط ا ع ا إلس ال م ض بط مجتمعاته الضبط االجتماعي social control عملية ترتبط بالقيم والتقاليد لجأ إليها اإلنسان كنظام للتحكم في سلوك األفراد والجماعات. عرف منذ القدم. وهو في جوهره التمسك بالمباح ونبذ غير المباح في الحياة االجتماعية وتنظيم العالقات الناشئة مع التفاعل االجتماعي. وهو الذي تح جكمه جملة أخالق وأعراف يتبناها المجتمع انسجاما مع غرائز أفراده وأفعالهم.لهذا اهتم به المشرعون ورجال القانون وفالسفة األخالق وفالسفة االجتماع والسياسة وعلماء النفس بوصفه ر كنا حاكما لوجود الفرد داخل كيان اجتماعي أكبر. بحكم أن الضبط االجتماعي تشكل مع أساليب الفعل وطرائق التفكير والنظم االجتماعية. لقد تأصل كقانون عرفي بالتربية وفق نماذج اجتماعية ومعرفية وجد ت قب وال من األفراد و معبرا عن قدرة المجتمعات على وضع أسس لتفاعل أفرادها وكياناتها حتى في غياب السلطة وأجهزتها الضبطية. فقد وضعت المجتمعات المفاهيم وحددت أساليب وآليات الضبط باختالف مرجعيتها من حيث النظم األخالقية السائدة لكنها تبقى على تباينها أساليب مبتكرة لتنظيم العالقات بين األفراد. وذلك من أجل إشباع حاجاتهم وضمان استقرارهم. من هنا جاءت الرؤى الدينية واألعراف االجتماعية التي تحدد أنماط السلوك وطبيعة الممارسات. فاإلنسان قد يجنح عن الطريق السوي إذا لم يجد وسيلة ضابطة لسلوكه لذا فإن عملية الضبط االجتماعي عملية قيمية لها دورها القوي والفعال في توفير الرقابة على الفرد والمجتمع ووضعه ضمن مسارات محددة أخالقي ا و ع رف ي ا تس ت ند إل ي ق ي م ي ؤم ن به ا الجم ي ع ف ال ق ي م ا ألخالق ي ة ال ت ي ي ؤم ن به ا ا ألف راد تع د أهدافا يسعون إلى تحقيقها ومن ثم تتأصل كأنظمة وقوانين تلتزم بها الجماعة في نشاطها وسلوكها. ف ف ي ك ل جم ا ع ة م ن ال ن اس ت نش أ حزم ة م ن األفعال والممارسات وأنماط السلوك المعبرة عن أفكارهم وما يجول بخواطرهم. وعندما تستقر القيم في شع ور الجم ا ع ة و ت ت أص ل ف ي ث ق اف ته م تص ب ح ق وا ع د ملزم ة للجم ي ع ي ن بغ ي مرا ع ا جته ا والتمس ك بها ضمانا الستقرار المجتمع. غير أن هذا االلتزام العرفي قد يرفضه 192

194 البعض مما يمثل حالة خروج عن القانون االجتماعي األمر الذي يعرض الخارجين للعقاب بمختلف صوره وهو عقاب رادع لمن يحاول خرق مجموعة الضوابط الدينية أو االجتماعية كإقامة الحدود الشرعية بدرجاتها أو خرق المنظومة األخالقية والعرفية بالنبذ والتعزير االجتماعيين كما أنه زاجر لمن يحاول الخروج عن الثوابت السياسية بالمالحقة القضائية. هكذا يبقى العقاب في أساليبه سيفا مسلطا تلجأ إليه مؤسسات المجتمع من األسرة إلي األجهزة الضبطية على اختالف وظائفها ومهامها إزاء غير المنضبطين. مشكلة الدراسة: تطرح الدراسة قضية الضبط االجتماعي أ طره وطبيعته ومفاهيمه وأدواته وغايته. ح ي ث ت ؤك د عل ى إ ع ادة ال ت فك ي ر ف ي ب ن ا ئ ه وجعل ه م تم اش ي ا م ع ال تغ ي رات ال ت ي تحدث داخل أبنية المجتمع بحكم التطور المادي والتجدد الثقافي. وستحدد الدراسة بهذا ح ق ي قة ال فعل ا الج تم ا ع ي وك يف ي تم ث ل ف ي ع ق ول أف راده م ا ه ي أ بع اده الفكرية. بهذا س ي تض ح م ن ي ق و م ب الض بط ا الج تم ا ع ي لل ف رد س واء أك ا ن مجم و ع أف راد ا ألس رة المنتمي إليها أم مؤسسات المجتمع مثل المؤسسات األمنية والقانونية والسياسية حين تضطلع بضبط المنتميين إليها في سياق مصالحها وبما يحقق أهدافها في المساهمة بفاعلية في معترك الواقع والتاريخ. عل ى س ب يل ال ت وض ي ح ط ف ت عل ى س ط ح الح ي اة االجتماعية بالعقدين اآلخرين في المجتمع الليبي-كغيره من مجتمعات -الكثير من المشكالت ذات العالقة ب ال قص ور ف ي اخ ت ي ار ا ألس ال يب الم ن اس بة لل ق ي ا م بعمل ي ة الض بط االجتماعي. لعل ذلك من نتائج التمد ن ورفاهية الحياة التي أسهمت في أحداث تغيرات متسارعة داخل أنماط األسرة. ل ق د ش هد المج تم ع تص ا عدا لم ؤش ر تش كل نم ط ا ألس رة النووية في مقابل تراجع مؤشر األسرة الممتدة. مما أسهم في تحميل مؤسسات الد ولة الرسم ية الض بط ية ع بء إض اف ي ل م تك ن ق د أ ع دت لل ق ي ا م به. ونتيجة النفتاح المجتمع ع ل ى م تغ ي رات ع دة م نه ا الع ولم ي والمحل ي ب ا ت ت مش كلة الض بط م ن الصعوبة بمكان وباتت معرفته االجتماعية قرينة االختالف كحال أغلب المعارف في العلوم اإلنسانية فموضوعاتها وهم الناس مختلفون كما أن التصورات متباينة وأحيانا متعارضة تمام التعارض بذات القدر تتغير أ طره. وهذا يذكرنا - كما يقول سمير أمين- بك و ن ا إل نس ا ن يص ن ع ت ار يخ ه م ع ك ل مرحل ة يم ر به ا مج تمع ه بم نح ن ي ات )1( جذرية ويجسد بالتاريخ قيما هي في مبناها أساليب للحياة والتعامل مع غيره من - سمير أمين م ناخ العصر رؤية نقدية في: نخبة من األساتذة العولمة والتحوالت المجتمعية في الوطن العربي)ندوة مهداة إلى سمير أمين بإشراف مركز البحوث العربية- الجمعية العربية لعلم 193 1

195 األفراد.فقضية الضبط االجتماعي تطرحها الدراسة تتداخل في مستوياتها العضوية والنفسية واالجتماعية والقيمية وتتوزع على مساحتها عملية الضبط ما بين الفعل ورد الفعل وما بين السلوكيات وأنماط التفكير والممارسة. لكن الضبط يأخذ وجود ه بالتداخل المتجسد في اإلطار االجتماعي والسياسي واألخالقي. فالضبط االجتماعي ينهض على هذه المستويات جميعا ألنه مرتبط بحركة المج تم ع ع بر أفراده وجم ا ع ا ته ال خ ارجه م وا إل نس ا ن ل ه ه ذه ا أل بع اد الم ت ن و ع ة وس ط اختالفها في نفس الوقت كما أن المجتمع محصلة لهؤالء األفراد وال يتشكل جوهريا بدون الضبط كأداء ومفاهيم وأسس كما سنوضحها. واعتبرت الدراسة الضبط عملية operation ألنه يتكون من شقين الفعل ورد الفعل.فالمجتمع يحكم أف ق األفراد وسلوكهم خالل الممارسات منتظرا منهم ردود األفعال وفقا لغاياته. إذن عملية الضبط تحدث ب واسطة الم ف ا ه ي م ب قدر م ا ت ر ت بط ب د ي ن ام ي ات ن فس ية واج تم ا ع ي ة كم ا أ نه ا إج راء وعمل ناشطين في تفاصيل الحياة الفردية وذوبانها داخل حدود المجتمع. حدود الضبط االجتماعي: يرتبط موضوع الضبط االجتماعي بمجموعة من المفاهيم التي تالزمه وترسم حدوده أيضا. وإذا كان المجتمع اإلنساني يتميز بمرجعية موروثاته فإن فكرة الض بط وح ق ا ئ ق ه ت تغ ا ير م ن مج تم ع آلخ ر الض بط ي تس ق م ع مح ددات اجتماعية وال يتسق مع سواها بالنسبة لألفراد. فليس معقوال أن يمتثلوا لمظاهر اجتماعية دون أن تحركهم قيم حاكمة في السلوك مع غيرهم والمفاهيم ترتبط بإمكانية االلتزام االجتماعي وأسباب وجوده في مجال الفعل العام. من المنطقي اجتماعيا أن الجماعة ال تسير خطوات زمنية من غ ي ر م ا ت ت وفر له ا الحم ا ي ة الذا ت ي ة وال ق يم ي ة ل تج ا وز مسيرتها. التاريخ يثبت كما يرى ألفريد وايتهد أنه في كل حقبة تاريخية هناك مسائل وقضايا تشغل األفق االجتماعي والفكري لألفراد وتجعلهم شاعرين بوجودهم وح ق ا ئ قه م و ه و م ا ي دفعه م إل ى ت ق د ي م إج ا ب ات عل ى أ ي ة أس ئلة تخ ص تلك القضايا من )1( واقع نظامهم الخاضعين له. من ثم يؤكد جون ستيوارت مل على كون هذا االلتزام)أي رد فعل الضبط( أكبر من مجرد عقد اجتماعي فأي فرد مد ين لمجتمعه ب ال تزام ات ت ق تض يه ا الح ي اة المش تركة فه ي تح ت م عل ى ك ل ف رد أ ن يرا ع ي ف ي س ل وكه خطا معينا نحو بقية األعضاء ويعتمد السلوك السابق على ما يلي: االجتماع( دار الكتاب الجديد المتحدة بيروت لبنان دار أويا للطباعة والنشر والتوزيع طرابلس ليبيا الطبعة األولى 200. ص ألفرد وايتهد دراسات في الحضارة والتاريخ ترجمة أحمد خاكي دار النهضة العربية القاهرة.1918 ص

196 يرا ع ي كل ف رد ع د م ا إلض رار بمص ال ح ا آلخ ر ي ن أ و عل ى ا ألق ل حم ا ي ة تل ك المصالح التي تعتبر حقوقا إما بنص قانون صريح أو بفهم ضمني. يتحمل األفراد نصيبهم من األعباء التي يفرضها الدفاع عن المجتمع )1( والتضحيات التي تتطلبها حماية أعضائه من األذى. ومن حق المجتمع فرض هذين الشرطين على أعضائه مهما بلغت محاوالتهم لل تملص م نهم ا و ي فهم ا ن ب المع ا يش ة خ الل نس ق ال ق ي م والمص ال ح المش تركة ب ي نه م أل ن الفرد ما لم يراع مصالح غيره سيكون هو نفسه هدفا لالنتهاك من اآلخرين والفرد حين يضيع حقوق المجتمع إنما يضيع حقوقه بالمثل فمن سيعترف بحقوقه بعد اآلن. وأ يض ا ح ي ن ي داف ع ع ن وج ود غ ي ره ي داف ع ب ذات ال ق وة ع ن وجوده. وهذان الشرطان مهمان بقدر تطور الحياة االجتماعية وتاريخيا مهما تغيرت الظروف إال أن األفراد ي تك ي ف و ن م ع الش رط ي ن و عل ى ال د وا م يح دد هم ا المج تم ع ف ي ص ور جديدة. الشرطان يرتبطان مباشرة بآلية التحكم فال يوجد مجتمع بدونهما ويتأسس عليهما نظام القيم التي يشعر الفرد بانتمائه إليها. نالحظ كون فكرة المجتمع تقتضي الدفاع عن كيانه ومهما جاءت التحوالت التاريخية يبقى هناك شيء ي عاد صياغته وفق مرجعية عليا توضع موضع إلزام والتزام وهو ما يبدو ليس ممكنا للمجتمع العربي بتباين بيئاته م ا ل م يه يك ل تص ورات أف راده م ع الم ور و ث ات وال ت ق ال ي د الم ق ب ول ة اج تم ا ع ي ا م ن ن اح ي ة ويطور أساليبه في التعامل معهم ضمن مناخ العصر الراهن من ناحية أخرى.وهذا قاله أفالطون في جمهوريته فقد وضع مبدئيا فكرة العدالة والخضوع للقانون في سلم أولوياته. وا ع ت ب ر ال ق ا ن و ن ام ت دادا لش ي ئ ي ن ال ق ا ن و ن الط ب يع ي ا إلله ي وال ق ا ن و ن )2( السياسي الذي يحافظ على الحياة المأمولة. وذهب أرسطو إلى اعتبار مفهوم الدولة فوق أي اعتبار ال لشيء إال ألن الدولة هي الغاية إذ يسعى إليها المجتمع حتى أنه حمل من ينتحر على سبيل المثال مسؤولية اإلضرار بالدولة وحرص على رسم )3( المجال السياسي بوصفه تجسيدا ليرادة العامة لألفراد. - جون ستيوارت مل أسس الليبرالية السياسية ترجمة وتقديم وتعليق إمام عبد الفتاح إمام ميشيل متياس مكتبة مدبولي القاهرة ص أفالطون الجمهورية ترجمة ودراسة فؤاد زكريا الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة.1981 ص أرسطو كتاب السياسة ترجمة أحمد لطفي السيد دار الكتاب المصري القاهرة ص

197 -0 مفهوم الضبط االجتماعي. الضبط مهم كمفهوم عالوة على ما تقدم. المفهوم يعنى الفكرة والصورة أو الداللة 1 ثم المنطق الذي يسير به وبذلك تتضح فلسفته أي القواعد التي يتأسس عليها. الضبط من ثم آلية يقوم بواسطتها المجتمع أو جزء منه )جماعة منظمة سلطة( ب ت أم ي ن مرا ع اة المع ا ي ير وال ق ي م والش ر وط ال ت ي م ن ش أ ن ا إلخ الل به ا أ ن يض ر بعم ل النسق االجتماعي ويتم عادة بفرض الجزاءات االجتماعية على المخالفين وتتواله الدولة )عن طريق القوانين( و يحتضنه المجتمع) ع ب ر ال رأ ي الع ا م م ا ي تص ل ب ه م ن )2( معايير أخالقية(. من هذا التعريف هناك عدة صياغات لمفهوم الضبط االجتماعي لعل أبرز ما يقترب مع مفهوم الدراسة هو ما ذكرته سامية محمد عن ادوارد وكولي و وليام سمر: من إمكانية تصنيفه من خالل ثالثة موجهات : األول: وضعي يشير إلى الضبط بوصفه عملية سيطرة اجتماعية مقصودة تستخدم وس ا ئل ك ث ي رة ك الرأ ي الع ا م وال ق ا ن و ن والمع ت ق د والع رف وال د ي ن والش ع ا ئر وال ق ي م االجتماعية. والثاني: غائي أو مثالي يعدج الضبط فيه جهدا ذاتيا يبذله المجتمع من أجل تحقيق قيم معينة وم ثل اجتماعية مرغوبة لذلك هو يتمتع بقدرة مستمرة على الخلق الذاتي للضوابط التي تحول دون وقوع االنحراف. أما الثالث فهو محافظ ينظر إلي العادات الشعبية واألعراف القوانين كوسائل )3( مسيطرة للضبط االجتماعي. هناك ت عر يف ي ت فق م ع م ا أش ارت إل ي ه س ام ية ج ا بر و ي ت ف ق ك ذلك م ع م فه و م الض بط على أهميته في هذه الدراسة تعريف صاغه لندبرج: الضبط االجتماعي هو عبارة - من المعروف أن الفلسفة تتعامل مع الموضوعات على أساس المفاهيم فهي أي الفلسفة تضع األشياء في حيز المفهوم من أجل كشف حقيقته ونفس األمر يسري على الضبط فلو أردنا معرفة طبيعته فيمكن طرح مفهومه على نطاق التحليل ألن المفهوم في تلك الحالة سيعنى داللة الضبط فضال عن حيز المعنى الذي يمكن استعماله كمقابل له. و فلسفة الضبط تعنى محاولة تأصيله بالمفاهيم إذ تعين حدوده وداللته ضمن قضاياه اإلشكالية. والمفهوم يدل على تاريخ من االستعمال ناهيك عن الصورة التي يقدمها للشيء الم عرف ويصبح معادال له. جيل دولوز فيليكس غتاري ما هي الفلسفة ترجمة مطاع الصفدي دار اآلداب بيروت لبنان.2001 ص ناتاليايفريموفا توفيق سلوم معجم العلوم االجتماعية)مصطلحات وأعالم( دار التقدم موسكو الطبعة األولى ص سامية محمد جابر االنحراف االجتماعي بين نظرية علم االجتماع و الواقع االجتماعي دار المعرفة الجامعية اإلسكندرية ص

198 نستخدمها لتشير إلى المسلك االجتماعي الذي يقود األفراد والجماعات نحو االمتثال )1( للمعايير المقررة. ويتصور الباحث بالضبط االجتماعي -على سبيل المثال- ما تقوم به األسرة من عمليات سيطرة وتوجيه ألفرادها نحو االلتزام بما يقره المجتمع من سلوك وعادات ومعتقدات ومعايير وأساليب حياة تجعلهم في حالة انسجام وتوافق بالقدر الذي ال يجعلهم في حالة انحراف اجتماعي. يلتحم الضبط بالحوافز الفردية عن طريق وجوده الجمعي وليس الضبط معبرا عن التحكم فقط لكنه يربط اإلكراه بالحافز. فلو كان الفرد ملزما بإتباع القواعد المر ع ي ة ف ي ال ت واص ل م ع ا آلخ ر ي ن ف ذلك س يك و ن م ع ي ن ا عل ى إش ا عة ر وح ال ق ب ول االجتماعي بين األفراد والتواصل يدل على امتالء المجتمع من خالل المظاهر الحركية واللغوية بالمعاني القابلة للتداول كما يقول هابرماس هناك عالم الحياة )2( الفعلي وليس مجرد اختزال المجتمع إلى نظام أيا كانت هويته فال يعد الضبط إذن إرغاما في جميع أحواله لكنه معنى يسري بحجم الفعل االجتماعي العام من جهة آثاره ونتائجه. ونتيجة غايات يرجوها المجتمع تغلف عمليات الضبط بمعاني االنتماء واالستقرار والحب والمنافع والمصالح. ال يوجد ضبط خالصا في جوهره غير أن يكون حاميا لغاية معينة. غاية قد ال يراها األفراد قريبة غير أنها في سياق اجتماعي تجعل الظواهر والعادات أمرا ممكنا. فالزواج مقنن بحسب الدين والشرائع االجتماعية غير أنه من جهة أخرى تدعيم الستقرار المجتمع وتلبية الحتياجات الجماعات من المصاهرة وتشكيل رغبات أفرادها عبر الوسائط المشروعة بدال من االنحراف الال أخالقي. جاء بالقرآن الكريم" هو الذي جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ". المودة قوة العالقة بين األفراد أي على صعيد األشخاص الجزء الذي ي ك ون الجماعة بينما الرحمة أعم من ذلك تطال الجماعة في أفراد ه ا الم ت ن و ع ي ن والرحمة ص فة تطل ق عل ى الس ل وك ال ذ ي يك ت ن ف ا آلخ ر ب الر ع ا ي ة واالهتمام وترتبط باألرحام فبين الناس صالت من النسب والمصاهرة وصلة الرحم في اإلسالم من مغذيات البنية االجتماعية. الزواج إذن عملية ضبط وفي نفس الوقت مغل ف بمظاهر السعادة والفرح وليس بعيدا عن القارئ أن يرى فيه كل - محمد عاطف غيث علم االجتماع دار المعرفة الجامعية اإلسكندرية ص 251. Translated by The theory of Communicative action - 2 JurgenHabermas Boston( ): volume 2 :Life Beacon Press Thomas McCarthy Translated by A Critique of functionalist reason world and System 1987.P331. Boston Beacon Press Thomas McCarthy 197 1

199 السعادة واالنغمار بها. ه ن اك ا ب ن ج ز م ال ف ق ي ه ا أل ندلس ي الش ه ير أل ف كتابا في الحب أسماه" طوق الحمامة في اإللف اآلالف وهو يصف العالقات الزواجية واإلنسانية )1( في إطار المجتمع والتفت إليها كما لو كانت قانونا إنسانيا وقانونا اجتماعيا. بدليل )2( ما يترتب على الزواج من حقوق وواجبات في إطار المجتمع ونطلق على الزواج "مؤسسة اجتماعية" على الرغم من كونه حاالت فردية. هذا المصطلح يعبر أدق التعبير عن اعتماد الضبط على مؤسساته المعنوية كي يمارس وجوده غير المرئي لكنه يستند إلى دوافع األفراد وأبنية اجتماعية قائمة على العالقات القرابية أو الروابط اإلنسانية. ولرؤية فاعلية تلك المؤسسة الضبطية هناك تقسيم في المجتمعات لألدوار فاألبوة واألمومة نمطان ألدوار ت ؤد ى في إطار التربية والقيم. وهما يمارسان وظيفة الحفاظ على النمط السائد من األفكار ويحكمان السلوك الجزئي لألبناء. حين نطلق على الزواج ع ر سا إنما نقصد به ترسيخا للقانون االجتماعي األخالقي عن طريق ما يحمله من بهجة فردية وجماعية... أليست مظاهره عامة الع رس سعادة ومصير وقيد أيضا وال يتم دون إشراف المجتمع والدين واألخالق والثقافة.ليس ثمة ما يدل على مضمونه من القول الشائع إنه "القفص الذهبي" فالجذر ع ر س يحمل الشدة والعالقة الزواجية )ع ر س( أي االبتهاج ودوام األمر من القوة والشدة. فع ر س الظرف الطارئ اشتد وع ر س الرجل 3 تزوج وبني بأهله. المقصود تمرير الضبط في أشكال مقبولة وليست مرفوضة في أغلب األحوال. وفي الدين يقطع القرآن الكريم معانيه بأسلوبي"الترغيب والترهيب" الترغيب ف ي آ ي ات المغ ف رة وا إل يم ا ن آ ي ات ال ت بش ير ب ال نع ي م الم ق ي م ألص ح اب ا أل عم ال الصالحة بينما يأتي الترهيب لزلزلة األفئدة من هول العذاب. نفس القضية في الواقع االجتماعي فالنعيم يعنى استقرارا ونماء ورخاء لكن الجحيم هو الفوضى والتخلف في قطاعات المجتمع. 4- التغي ر االجتماعي. يأتي التغي ر كضرورة حياتية واجتماعية.إنه قرين التاريخ السياسي واالقتصادي للمجتمعات. واألفراد إذا ما واجهوا تغيرا بسيطا أو حادا يتساءلون ماذا عسانا أن - ابن حزم طوق الحمامة تحقيق الطاهر أحمد مكي دار المعارف القاهرة ص عبد السالم الترمانيني الزواج عند العرب في الجاهلية واإلسالم سلسلة عالم المعرفة العدد) 80 ( سلسلة شهرية تصدر عن المجلس الوطني للعلوم والفنون واآلداب الكويت أغسطس.1984 ص ابن منظور لسان العرب الجزء الرابع تحقيق نخبة من األساتذة دار المعارف القاهرة د.ت. ص ص

200 نفعل هل سنسير في أداء أدوارنا االجتماعية كما كنا أم ست الحقنا التغيرات أينما نذهب األسئلة تلقائية وتتداعى بحكم التوج ه لمالمسة اآلثار الناجمة عن الموقف إزاء الض بط ا الج تم ا ع ي إ ن فكر ت ه ت ث ار بش كل ر ئ يس ف ي الح وارات الع ام ة والح راك السياسي والطقوس االجتماعية. قد ال تكون تلك األشياء مقصودة لكن األفراد حين يقفون لدى مفترق طرق تصبح م ساءلة القواعد الحياتية أمرا محتوما. الواضح هو تغير الظرف التاريخي واالجتماعي فكان دافعا لمعرفة أية مبادئ وأية أ سس ستكون محط عنايتهم. علم اء ا الج تم ا ع يرج ح و ن نش أة الم ب اد ئ م ع العم را ن م ن جه ة تح ول القوة االجتماعية والسياسية ثم استقرارها وزوالها كما حلل ابن خلدون في مقدمته. "ديوان المبتدأ والخبر"- كعنوان لكتابه- عبارة عن تلخيص لفعل التغير االجتماعي في البيئات العربية. ال يحدث تغير دون مبتدأ أي منشأ وتحول وآثار ثم خبر أي نهايات تؤول إليها األحوال. ال تغ ي ر إذ ن فع ل ال زم ن الح ي ال ذ ي ي تجس د ف ي المجتمع ومكوناته وقواه. أحسن ابن خلدون صنعا حين تتبع مراحل الظواهر السياسية االجتماعية محاوال أن يصل إلى قانونها التاريخي. في هذا رأى حقيقة التاريخ رصدا لوقائع التغير يقول " إ ن ه خ ب ر ع ن ا الج تم ا ع ا إل نس ا ن ي ال ذ ي ه و عم را ن الع ال م وم ا يعرض لطبيعة ذلك العمران من األحوال مثل التوح ش والتأن س والعصبيات وأصناف التغلجبات للبشر بعضهم على بعض وما ينشأ عن ذلك من الم لك والدول ومراتبها وما ي ن تحل ه ال بشر ب أ عم اله م ومس ا ع يه م م ن الكس ب والمع اش والعل و م والص ن ا ئ ع وس ا ئر م ا )1( يحدث من ذلك العمران بطبيعته من األحوال". يضع ابن خلدون التغي ر االجتماعي في إطار الحقائق السياسية والفكرية التغير المقصود يشمل أركان المجتمع قاطبة ونظريته التي صاغها حول التعاقب الدوري للحضارات لهي نظرية تقوم على التحول راصدا محصلته في أشكال مادية ورمزية خالل العمران البشري ورابطا بين حلقات متتابعة إذا ما تحققت فقد جاءت مؤشر ا لمراحل زمنية بعينها. هذا إ ن دل عل ى ش يء ف ي دل عل ى مظ ا هر ال ت ب ا ي ن خ الل عمل ي ة الضبط فإذا تخيلنا أن ابن خلون يتحدث صراحة عن الضبط فإن تحليالته التاريخية تكشف بنيته وحركته ما بين القوة والضعف وأسبابهما. إن رصده لبناء العمران وبداية تسرب الوهن في جسد السلطة وتداعي وجودها هكذا يشير مفهوم التغير االجتماعي إلي ما يحدث من تحول أو تبدل في أحوال الناس سواء أكان على مستوى الحياة االجتماعية وتفاعالتها وطبيعة عالقاتها أم على مستوى البناءات والنظم التي - عبد الرحمن بن خلدون المقدمة)الجزء األول من ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكبر( تحقيق خليل شحاده مراجعة سهيل ذكار دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع بيروت لبنان ص

201 تقوم عليها أنساق المجتمع كما يشير أيضا إلي التباين المتتالي الذي تشهده المجتمعات البشرية عبر الزمن حتى أن ما أ سس لظهور الفكر االجتماعي هو مالحظ ة ا إل نس ا ن م ن ذ ال ق د م لم ا ي تع رض ل ه م ن ت ب دل ف ي أح وال ه مع يش ي ا و ث ق اف ي ا واقتصاديا. التغير كعمليات تباين عما كان قائما سنة من سنن الحياة االجتماعية أي أن ه أمر ال محالة واقع وإن كان بطيئا.وغالبا ما يكون المجتمع اإلنساني مسئوال عما يحدث م ن تغ ي ر ف ي أح وال ه ب ا ع ت ب اره ك ا ئ ن ا ع اقال م تم تع ا بخ اص ية تح ق ي ق إراد ت ه ورس م مسارات حياته االجتماعية. قال تعالى"إن اهلل ال يغير ما بقوم حتى يغيروا ما 1 بأنفسهم".لعل المفهوم األقرب لمعنى التغير االجتماعي لدى الباحث ما جاء في كتاب السيد حنفي عوض علم االجتماع التربوي والذي مفاد ه أن التغير االجتماعي: هو ما يطرأ م ن تغ ي ر عل ى ا ألد وار ا الج تم ا ع ي ة ال ت ي يم ارس ه ا ا ألف راد وم ا يط رأ م ن تغ ي ر )2( على التنظيم والضوابط االجتماعية وتربية األسرة ألطفالها. وعلى اعتبار التغي ر شامال في أحايين كثيرة فإن آثاره تتركز في مؤسسات المجتمع النوعية مثل األسرة و مصادر المعرفة)العلوم والتعليم ) ونظم اإلدارة والمؤسسات الدينية. بمع ن ى أ ن ه كم فه و م ع ا م ي تع ي ن ف ي أش ك ال جز ئ ي ة تح رك ال واق ع وتمثل بالنسبة للمجتمع عالمات على حلوله في تفاصيل الحياة اليومية. إن التغير الحادث في تاريخ المجتمعات قد يبدأ مثال بإرهاصات فكرية أو اجتماعية ثم سرعان ما يؤشر بالمزيد فيصبح واضحا في جوانبه. لعل ما سبق يوضح كون ه عملية تاريخية فإن كان لكل مجتمع أطره الموروثة إذ ال تتحول بين يوم وليلة لكنها تستغرق عقودا من الوصول إلى نقطة ارتكاز في شكلها الجديد. المجتمعات األوربية بعد نظر ي ات الع ق د ا الج تم ا ع ي اس تغرقت أر بعم ا ئ ة ع ام ا م ن ال تغ ي رات الجز ئ ي ة ح ت ى استوعبت معنى العقد االجتماعي ولم يكن ذلك إال بفضل محاوالت من النقد والتنوير المتواصل وإعادة ص ي ا غة ا ألفك ار م ع ظه ور ا تج ا ه ات فلس ف ية ق و ي ة إزاء ن ق د ال ت راث )3( القديم سورة الرعد اآلية السيد حنفي عوض علم االجتماع التربوي)األسس النظرية والمجاالت التطبيقية(مكتب آية القاهرة ص ظهر هذا واضحا في فلسفات المعرفة والدين حيث تمنقد فلسفتي أرسطو وأفالطون في أشكالهما الدينية كان النقد في أساسه موجه أيضا إلى األبنية االجتماعية التي تكونت فكريا وطبقيا على األبعاد الدينية والسياسية. The Rise of Modern Philosophy(New History of Western Anthony Kenny 2006.PP New York Philosophy Volume 3) Oxford University

202 إذن لم ترسخ الديمقراطية بمفهومها الغربي في ثقافاتها إال بعد تحل ل الضوابط االجتماعية التي كانت تهيمن على المجتمعات الغربية وفق االستبداد الديني والسياسي القائم آنذاك. تحلل الضوابط يأخذ مساحته الزمنية حيث ي ذيب النماذج واألنماط التي عينتها في الواقع وتم بناء عليها ممارسة الحياة واألخالقيات. إن تطور النظام االجتماعي ال يتم دون إيجاد صيغة لهذا التغير وفقا لمدى عمق الضوابط وتغلغلها في ممارسة األعمال و تفاعل العالقات. وتلك مسألة مهمة أن الضبط االجتماعي عملية ال تنتهي ألنها ذات ب عد ثقافي مهيمن فلو تصورنا حركته فهو بدون شكل ألن القيم والقوانين معايير ت بلور من خالل الممارسة االجتماعية.للقيم التي تدعو أفراد المجتمع إلى االلتزام يقينا. الحد يث الذ ي ر و ت ه الس يدة ع ا ئش ة ح ي ن س ئلت ع ن أخ الق الرسول قالت" كان خلقه القرآن" النصوص الدينية ال تطرح داللتها بالمقارنات فقط مع ما يجري في الواقع ولكن المهم جعلها عمال يصدق االعتقاد ويوثقه كما سنوضح تباعا. جوانب التغير االجتماعي : أ- جانب زمني يستوجب انتقاال من مرحلة إلى أخرى يبدو ايقاع الزمن واضحا في العالقات واألبنية والنظم المعمول بها. إن الزمن االجتماعي مهم كالزمن النفسي والزمن األنثروبولوجي. فجأة ينكشف المجتمع أمام معاييره وأطره ال ت ي تج ا وز ه ا العص ر و ي تجل ى الض بط كعمل ي ات م ن الحك م وال تص ور ألفع ال بمقاييس حقب سالفة. لذلك تجديد معايير الضبط أمر مهم حتى ال يتجاوزها الزمن فإن وقعت في قبضة الزمن ستكون عرضة للتحجلل مثلما تتحلل الجيفة تماما. المجتمع يهرم ويصبح عرضة لعواصف اجتماعية وسياسية ال يستطيع الضبط إيقافها ولعل مجتمعاتنا العربية نظرا لكونها تعيش بآفاق تراثية تحتاج باستمرار إلى تجديد التراث على األقل جعله قضية حياة تتطلب حلو ال 1 حداثية. ب- جانب بنائي يدفعنا إلعادة النظر في الوظائف االجتماعية لمكونات المجتمع فالعالقة بين الفرد واألسرة مثال يمسسها التحول نظرا لتعقد األدوار وتشعبها. عندئذ يصبح الفرد منفلتا من دائرة األسرة بالمعنى التقليدي وتصبح مركزية قيمها أقل هيمنة.العمل خارج نطاقها يقلل فرص العودة إلى السلوك االجتماعي 1 -محمد عابد الجابري التراث والحداثة )دراسات ومناقشات( مركز دراسات الوحدة العربية بيروت لبنان الطبعة الثالثة ص ص كذلك: حسن حنفي التراث والتجديد المركز العربي للبحث والنشر القاهرة الفصل األول. 201

203 من جهة التقليد األبوي والعائلي ناهيك عن القبلي والعشائري إن وجدا. ال يعنى هذا خلال بقدر ما يمثل طبيعة مرحلة مختلفة. البناء االجتماعي ليس صامدا في حقيقته دون تآكل قواعد األدوار المؤداة من قبل وحينما تتغير القواعد تتغير األدوار أو يعاد صياغتها ولو ضمنيا. ت- ج ا نب معرف ي المعرف ة أك ث ر المج ا الت وض وح ا م ن جه ة التطور. إن قضايا المعرفة ليست مجردة لكنها تسير هي األخرى وفق نماذج معيارية. تسيطر ردحا من الزمن ثم سرعان ما تضعف لتحتل مكانها نماذج أخرى يطلق توماس كون على تلك النماذج) بارادايم( Paradigms كما حدث مع فيزياء ن ي و ت ن ل تس قط م ع ف يز ي اء ال نس ب ية أل ي نش ت ي ن ح ي ث تظه ر أزم ات ال نم وذج ال ق د ي م )1( وانفتاحه بالضرورة أمام التغيرات المتالحقة. المعارف لها دور كوسائط اجتماعية تسرع وتيرة التحول فظهور تقنيات في اإلدارة كفيل بتحويل ا ألس ال يب ال قد يمة إل ى ر ك ا م وف ي ح ال ة إص رار المس ئ ول ي ن عل ى إ ت ب ا ع الط رق التقليدية سيكون وضع المؤسسات ضعيفا إذ سيدرك األفراد كم هي خاضعة لنموذج هيكلي أكل عليه الدهر وشرب.نفس الدور الذي تلعبه المعرفة في المجتمع ككل إن إطالع األفراد على علوم معاصرة حول األشكال الحداثية في االقتصاد والتربية والتعليم يقوض تصورات نا عن األنظمة المتبعة. ث- جانب سلوكي هذا الوجه فردى في الغالب لكنه ينقل التغي ر الحاصل في مجموع ه. هناك عبارة تقال للتعجب من سلوك األبناء: " أوالد أخر زمن". لم يكن القول دال على شيء قدر داللته على تالعب األوالد بهيمنة الضبط االجتماعي. و تشف الع ب ارة المس افة ب ي ن ال ق ا ئ ل و ه و ف ي الع ادة ا ب ن الم ور وث ال قد ي م أ و م ن يم ثل و نه و ب ي ن أ ب ن اء يرم ز و ن إل ى تحلل ه وض ر ورة ال بح ث ع ن بدائل له. 3- الفعل االجتماعي. ليس الفعل االجتماعي عمال عشوائيا بيد أنه مقنن بحسب حركة المجتمع فالنظام االجتماعي يعد نظاما من خالل رسم الطرق العامة لألفعال. وعلى الرغم من كونه فعال بصيغة المفرد وبداللة العمل اإلنساني فال يخلو من المعنى االجتماعي. وإال ل م كان الفرد حريصا على القيام به وعلى تتبع نتائجه بالنسبة لمحيطه. الحقيقة التي يعبر عنها الفعل هي معنى الضبط فلو لرأينا عمال أخالقيا عاديا كأن يساعد - توماس كون بنية الثورات العلمية ترجمة شوقي جالل سلسلة عالم المعرفة)العدد 168 ( سلسلة كتب يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب الكويت ديسمبر ص ص

204 إنسان رجال مريضا لكان النموذج المقدم للمعنى مرهونا بالحقائق الدينية واالجتماعية التي يؤمن بها الفرد. دليل ذلك قوله تعالى" وقل اعملوا فسيرى اهلل عملكم ورسوله والمؤمنون". تتضمن اآلية ربطا بين أربعة دوائر. األولى: اهلل هذا الجانب اإللهي الذي ي عاين باإليمان وحرصت اآلية على ذكره شاهدا ورائيا لنوايا العمل وموجباته وتجلياته ويتم االلتزام به من خالل المنظور )1( الكوني أو كما ي طلق عليه في لهلمدلتاي رؤى العالم.اإليمان في اإلسالم ما وقر في القلب وصدقه العمل. والربط بين اإللهي واإلنساني يتم بتك الخطوة التي تحدد أفق الفعل نحو األعلى إذن الخالق مطلع على عباده في تفاصيل حياتهم. الثانية:الرسول أي الوحي الذي يربط األرض بالسماء والدين يتمم مكارم األخالق والقوانين االجتماعية في نهاية األمر تطبيق أمين لتلك القاعدة ويطلق عليها المفكرون مثل مالك بن نبي المبدأ اإللهي الذي يدخل في تشكيل الحضارة اإلنسانية ففي تحليله لضمور الحضارة ي رجعه إلى خفوت صوت الوازع الديني )2( وضعف التمسك بالمبادئ التي يطرحها للحياة. ويبرزها محمد إقبال حيث تتحول تجربة الوحي إلى تجربة حية خالقة بواسطة العمل اإلنساني أي ينفذ الوحي إلى )3( الواقع ويتجسد عبره في التاريخ. إذن اقتران العلم بالعمل طريق لضبط السلوك على صعيد الدين والمجتمع ويؤكد اإلمام على بن ابي طالب" العلم مقرون بالعمل )4( فمن علم عمل والعلم يهتف بالعمل إن أجابه وإال ارتحل عنه". الثالثة: المؤمنون أي اآلخر في المجتمع فهم الطرف الفاعل في عملية الضبط وإشارة القرآن إلى وجودهم إشارة إلى االختالف والقبول. ومن هنا ال يتم الضبط إال تجاه آخر. فالسلوك عمل موجه إليه يتم مع وجوده. والمؤمنون مذكورون خاصة نظرا لتأكيد العالقة بين اإليمان قيمة وم ثال وبين العمل. وتلك العالقة ال تعنى أكثر من تحديد الفعل بما يتفق مع هدفه اإليماني محمود سيد أحمد دلتاي وفلسفة الحياة دار الثقافة للنشر والتوزيع القاهرة 1990 ص مالك بن نبي مشكالت الحضارة شروط النهضة ترجمة عمر كامل مسقاوي وعبد الصبور شاهين تقديم محمد همام دار الكتاب المصري)القاهرة( دار الكتاب اللبناني)بيروت( الطبعة األولى ص محمد إقبال تجديد الفكر الديني في اإلسالم ترجمة محمد يوسف عدس تقديم الشيماء الدمرداش العقالي دار الكتاب المصري)القاهرة( دار الكتاب اللبناني)بيروت( ص علي بن أبي طالب نهج البالغة األجزاء 1-4 جمع وتنسيق الشريف الرضي شرح اإلمام محمد عبده دار المعارف للطباعة والنشر بيروت لبنان الطبعة األولى ص 162.

205 الرابعة:المجتمع واإلشارة إليه ضمنية فالخطاب موجه للمؤمنين بضمير الجمع "ق ل اعملوا" هذا معناه التفاعل بين مكونات الحياة المشتركة تحت نظر الخالق والجمع يتم عبر حركة الناس على امتداد الهدف. لهذا اهتم بارسونز كأبرز من حلل الفعل االجتماعي بالمعطى الكلي والفردي للسلوك فاألفعال الناتجة عن عالقات األفراد لهي األولى بالتحليل ورأي ضرورة النظر إليها بحسبانها مجموعات من الوسائل لتحقيق الغايات سواء أكانت تلك الغايات تسعى إلى تحقيق بعض القيم العليا أو إلى مزيج منها. بهذا المجال تجري األفعال وفق معايير مقبولة من اآلخرين ويتبادلون قبولها في تقرير المعاني بما يتفق مع صورهم عن أنفسهم من ناحية وصورة المجتمع المأمول لديهم من ناحية أخرى.تلك المؤشرات تقع بواسطة ما يعتقده البشر عما يجب أن يكون عليه سلوكهم )1( مستقبال بقدر ما يكون لها تأثيرها في األفعال. وتمثل األفعال من وجهة نظر بارسونز قيمة طالما كانت هناك معان يخلعها األفراد عليها. المعنى يجعل الفرد مقبال على فعل ومتجنبا لغيره نظرا ألن المعاني تربط بزاوية اآلخرين وقدرتهم على التقييم والفهم وطالما وجد هؤالء يوجد التعديل من الفعل أو الحث عليه. الحقيقة االجتماعية في التفاعل تنشأ دوما من النظر إلى آراء وأفعال اآلخرين. حتى أن المعاني تشكل ما يسمى بالضمير الجمعي وهو مزيج من التحديدات التي تجعل االلتزام بها أثرا عاما ويتم اللجوء إليه إلقرار المبادئ والقواعد يعتبر بارسونز عملية توصيل المعاني من أهم العمليات االجتماعية فالحياة مع اآلخرين تتم عبر توصيل الرموز والمعلومات والحقائق بنفس قدر انتظام األفعال. وذلك نتيجة لتماسك المجتمع في عالقته المميزة بين الفردي والكلي فتلك الوظيفة تكون شخصية اإلنسان )2( من خالل البنية االجتماعية. والمعنى في الحوار اليومي طاقة من طاقات التواصل وفي نفس الوقت يحمل قوانين المجتمع إنه اتفاق مسبق على أن ما سيقوله األفراد يتفق مع ما قالوه اآلخرون ليس بشكل حرفي ولكن بصورة متفق عليها إجماال. نإ األفعال تحتاج إلى معايير من أجل إنجازها بالتالي حين نكون بصدد فعل معين نقرر بالضروري تلك المعايير. لو اتفق فرد مع غيره من المهنيين مثال إلجراء عمل ما سيكون وفق ما يتطلبه المعيار المتوفر في تلك المهنة وسيكون المعاني المتحققة - إيان كريب النظرية االجتماعية من بارسونز إلى هابرماس ترجمة محمد حسن غلوم مراجعة محمد عصفور عالم المعرفة)العد 244 ( المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب الكويت إبريل.1999 ص.63 New Glencoe Social structure and Personality 2 Talcott Parsons P.29. Jersey 204 1

206 معبرة عن أهمية العمل والمجهود المبذول فيه. وسينظر إليه المجتمع بعين الرضا على الرغم من وجود العمل لشخص بعينه في تلك الحالة لبى المهني نداء االلتزام بالمعايير التي تحافظ على أهمية العمل وتخصصه. وفي الحياة االجتماعية األمر أكثر اتساعا ألن المعنى هو ما يرجوه الفرد من المجتمع فالوظائف والطقوس الدينية واألخالقيات وسائط لتوصيله بالقدر الذي يحتاجه األفراد وبالقدر الذي يراه المجتمع ضامنا لوجوده وتأدية ضوابطه. وإذا قلنا إن معيارا عاما ينطبق على شخص ما على سلوكياته وأفكاره حتى ولم لم يكن هذا الشخص يعترف بأنه ينطبق عليه فإن ذلك يعنى أن المعيار العام ينطبق على سلوكه المعتبر صالحا أو سيئا تبعا للمعيار وذلك بصرف النظر عن اعتراف الشخص بالمعيار من عدمه. وهذا صحيح بمقدار ما تعد الموافقة على سلوكه أو عدم الموافقة عليه ممكنة من قبل أفراد الجماعة اآلخرين )1( استنادا إلى االعتراف بالمعيار العام. أ طر الضبط االجتماعي. السؤال المهم: ما سبب قوة الضبط االجتماعي ومن أين يستمدها يكشف الضبط عن أهمية المعايير الم شار إليها ويمنحها سلطة الممارسة الحياتية لألفعال. لعل القارئ يأخذ بطرف الفكرة المبدئية للمجتمع أنه كل مترابط داخله أنماط ال تنتهي من التفاعل الصراع الشد والجذب الرفض والقبول والتباين في المكانة واألعمال. لكن ال ي نسينا ذلك كون الضبط يهدف إلى التذكير بأن التفاعل ال يهدم المجتمع ألنه كائن عضوي أفعاله تحرك بعضها البعض وأنسجته تغذي أطرافها مادامت مترابطة وغير قابلة لالنفصال من خالل الفاعلين. فطالما كان ثمة التزام بمعايير فال يوجد دون إلزام أيضا بشكل واع أو غيره إلزام مفروض بقوة اإلرادة العامة إن ط رق الفعل وبلوغها إلى النتائج المرجوة تحمل ضمنها درجة اإللزام خوفا من العقاب أو طلبا للرضا. ونظام المجتمع هو الجانب الواعي من تلك العملية إنه أحد تجليات الضبط.يمثل الضبط االجتماعي كيفية التمكن من اإلطار الذي يجري فيه وهو بإشارة مبدئية إطار تاريخي وثقافي وسياسي. أساس ذلك - كما يرىإميل دوركايم- فكرة المماثلة العضوية حيث نظر إلى المجتمع أوأي نسق من أنساقه بمثابة الكائن العضوي الذي يقوم بوظيفته من خالل التكامل والتساند.يقول سمير نعيم: إن النظرية الوظيفية تعتمد على فكرة النسق العضوي وهي فكرة مفادها: أن كل شيء يمكن النظر إليه باعتباره نسقا أوكال متكامال من أجزاء مثل الكائن - مصطفى صفوان الكالم أو الموت اللغة بما هي نظام اجتماعي: دراسة تحليلية نفسية ترجمة مصطفى حجازي منشورات المنظمة العربية للترجمة بيروت لبنان الطبعة األولي ص

207 )1( الحي.عندما يؤكد الضبط على اإلطار بتنوع مرجعياته تقوى الرابطة بين طرفيه )اإللزام وااللتزام( لهذا نجد استقرارا في بنية المجتمع ونرى كذلك سيولة في العالقات طالما تتحدد األمور فاألفراد يدركون تأدية واجباتهم كأشخاص واقعيين وفي نفس الوقت يقتربون شيئا فشيئا من نماذج م عدة لهم. إن اإلنتاج االجتماعي للعادات والتقاليد يسير في هذا االتجاه وهو في مظهره وضع سلبي لكنة مهم إلحداث التوازن بين الدوافع والواجبات واآلمال. جوهر الضبط هذا المرور بتلك النقاط لبلوغ النتائج.من ثم فالتصور العضوي لدوركايم يؤكد إلى جانب هربرت سبنسر على درجات من التكامل بالنسبة للبناء االجتماعي الواحد مع رفضه لحالة التكامل المطلق.)2( واالنهيار التام وسبب نفيه حتمية التكامل المطلق أو االنهيار التام من وجهة نظر الباحث أن المجتمع يتكون من انساق تعمل دائما للعودة إلى حالة التواز وكذلك األسرة فهي كلما ظهرت فيها أعراض الخلل الذي قد يؤدي إلى انهيارها متى زادت وتيرة العمل للعودة إلى التوازن. من هنا سيحدد الباحث أطر الضبط التي تحافظ على وجوده وتعطيه زخما على مستوياته لألفراد والجماعات. ونطلق عليها أطر ألن الضبط يعمل بناء عليها وق تسمى انساقا غير أن عملية الضبط تترجمها إلى خلفية تسير ضمنها. 0- اإلطار الثقافي. ال يوجد ضبط اجتماعي من غير خلفية ثقافية خلفية تحدد له األنماط السائدة في التفكير وتقاليد السلوك ومعاني األفعال.على الرغم من أن دوركايم استعار تصورا عضويا للمجتمع ويقوم أساسا على التكامل إال أن ه جرده من مضمونه البيولوجي و نظر إل ي ه م ن مض م و نه ا إل نس ا ن ي مم ا أ وص له إل ى تص ور المج تم ع بمع ن اه الثقافي. ف ال ث ق افة إط ار لل تح ول م ن ال وج ه الط ب يع ي إل ى الج وا ن ب اإلنسانية.لذلك جاءت لديه أشكال اجتماعية لكل منها نمطه الكلي المحدد. وعليه فاألسرة نسق كلي يتكون من أجزاء وانساق مترابطة في القيام بوظائفها المتمثلة في التنشئة والضبط االجتماعي بواسطة عملية التساند والتكامل ومع هذا ال يتحقق في صورته الكاملة.ذلك ألن أجزاء النسق يط ولها باستمرار تغير متفاوت. المجتمع كنسق كلي يشهد تكيفا متواصال لما يحدث من تغير في أنساقه الفرعية بفضل تكامله آليا مع إطاره التاريخي الثقافي حيث يتحقق التكامل عند دوركايم عن طريق خضوع األفراد بدرج ة ت ام ة لمجم و ع ة ال ق ي م والع واط ف والمع ا ي ير ال ت ي ت نظ م ال ت ف ا ع ل ا الج تم ا ع ي سمير نعيم أحمد النظرية في علم االجتماع دار الهانئ للنشر القاهرة ص علي ليلة البنائية الوظيفية في علم االجتماع المكتبة المصرية للنشر والتوزيع اإلسكندرية د. ت. ص 220.

208 )1( وتضبطه. إذا كان المجتمع نسقا متضامنا ي خض ع إفراد ه للقيم والمعايير فأن األسرة أكثر وض وح ا ف ي ار ت ب اط أفراد ه ا آل ي ا وأ عم ق ت أ ثرا ب ال تغ ير ف ي أ نس اقه ا بم ا ف ي ذل ك نسق الثقافة و ال حقا سنوضح تلك القضية بصدد اإلطار التربوي. لكن يبقى معروفا أن من ابرز عناصر النسق الثقافي الدين والقيم والمعايير والعرف والعادات و المعتقدات واألسرة تعتبر أحد المقومات األساسية للضبط االجتماعي. األسرة شكل حقيقي للجماعة المتضامنة عندما تمثل واقعا اجتماعيا السيما في المجتمعات لها ظواهر ذات صلة بالضبط االجتماعي وليس باألفراد. وذلك لتعلق ظواهر كهذه بالمشاعر والتصورات الجمعية استنادا إلى ما تشكله الجماعة من واقع اجتماعي كما )2( عند دوركايم. الثقافة تنتقل بالضبط االجتماعي من مجرد القواعد المعمول بها إلى معان مرغوبة وتختلف من مجال إلى مجال آخر سوى أن ما توفره الثقافة من أ نم اط ليلزا م وص ور مم ارس ته ال تس تط ي ع أ ط ر أخ ر ى ت وف يره فه ي ا إلط ار ا أل ع م الذي يضفى المبرر على األطر األخرى وال يتسنى اكتساب مضمون األفعال دون االهتمام بأثرها الثقافي. وهي عملية تاريخية من التراكم النوعي لألفكار والمعتقدات وال تص ورات داخل المج تم ع وال ث ق اف ة ترس م ا أل ه داف ث م تعط ي ا ألف راد رص يدا ك اف ي ا لتكرار األفعال. ونحن نعرف أن ترديد نفي األفعال تأكيد للفكرة المرتبط بها ورغبة األفراد في تحصيل نفس ردود األفعال. وبهذا يتم االهتمام بالثقافة كإطار للضبط ب المع ن ى غ ي ر الم اد ي وكمجم و ع م ا يحمل ه أ و ي ن قل ه ا إل نس ا ن م ن نش اط ذ ه ن ي و ن فس ي واتجاهات ومعتقدات من شأنها تنظيم العالقات بين األفراد وما يرتبط بها من محموالت اجتماعية وما قد ينشأ عنها من سلوك يشترك فيه أعضاء المجتمع. يتعلم الفرد عناصر الثقافة اجتماعيا خالل المواقف الحياتية والحوارية كما أن الثقافة تؤثر في إعادة تشكيل شخصية الفرد والجماعة عن طريق المواقف المتنوعة ومن خالل التفاعل االجتماعي المستمر. من ثم تمثل الثقافة كل ما ينتمي إلى اإلنسان في عال مه التي تضبط ما يفكر فيه ويهدف إليه عالم يختلف عن كل الكائنات األخرى هناك حياته التي يقننها ويعطيها داللة وهناك الحقائق التي يعبر عنها وهناك األنظمة المعرفية واألخالقية والسياسية والدينية التي يعتنقها. ال يخلو مجتمع من أنماط التحديدات التي تغذي مجراه العام بالحياة. المجتمع في حد ذاته تجسيد لتفاعالت الثقافة ونتاج لممارسات تاريخية بفضل - المرجع السابق ص السيد علي شتا نظرية علم االجتماع المكتبة المصرية اإلسكندرية د.ت. ص 214 أنظر : على ليلة البنائية الوظيفية صص انظر أيضا : سمير نعيم احمد النظرية في علم االجتماع ص

209 القيام المقنن باألدوار وما تؤكده من مبادئ. لهذا إذا كان اإلنسان يتبادل مع مجتمعه التأثير والتأثر فال يكون ذلك مثمرا بمعزل عن الثقافة السائدة وال يجري بالمثل دون )1( أسس يستند إليها بل يعكس االنحراف عنها أزمة في بنية المجتمع ككل. وجزء من أزمة المجتمعات العربية ضياع المعايير تجاه الممارسات فغياب المرجعية الواضحة للضبط االجتماعي يدفع بعض األفراد والجماعات لالنحراف عن القيم العامة هناك عناصر الجريمة وهناك السلوك الالأخالقي بمجمل مستوياته وهناك تأرجح المكانة وضعف األدوار كل ذلك نتيجة لع مواصلة بناء المجتمع تاريخيا. هذا وضع عام إلى حد كبير ويرجع إلى قدرة اإلنسان على إثراء عالمه وتنميته. وفي التصور الحديث لدور اإلطار الثقافي ظهرت استعماالت تعبر عن مصطلحها المستقل الذي يصف عملية التطور اإلنساني والروحي والجمالي والمعرفي. ومن ثم يرتبط اإلطار بطريقة حياة معينة سواء لشعب أو لحقبة أو لمجموعة من الناس. من هنا إذا كانت الثقافة تستوعب نشاط اإلنسان الفكري فقد كانت ت طلق على أنشطة ك ا ألدب وال ف ن و ن و ت ار ي خ ا ألفك ار والج ا ن ب ا ن لهم ا ن ف س ا أل هم ي ة و ن ف س الغ ا ي ة )2( تقريبا.أما على المستوى الفردي فاإلنسان يحكم نفسه عن طريق القيم التي يتمثجلها أي أنه يمارس ضبطا على نفسه بوصفه إرادة حرة تأمر نفسها وتلتزم تجاه اإلرادات الحرة األخرى. ولكن فردا ال يصل إل ى تل ك المرحل ة د و ن اللج وء إل ى ال ق ي م المه يم ن ة كوسيط حيث يجد بينه وبين اآلخر تلك المساحة لاللتقاء قبوال أو رفضا عندئذ تدخل القيم بما لها من إلزام. إ ن ال ق ي م تعط ي الس لطة ب أص ن افه ا وج ود ه ا ال فعل ي عل ى مس احة أكبر من المجتمع الناس يتمسكون بقيمهم على اعتقاد بأنها وثيقة الصلة بحياتهم بينما وهم كذلك مع قيمهم تظل السلطة مترقبة لنتائج هذا االرتباط. ال فرد ف ي سل وكه الخ اص يظ ن ك و ن ه بع ي دا ع ن ك ل س لطة بمع ن ا ه ا الع ا م غ ي ر أ ن ه يخضع في الواقع لنظام اجتماعي يجعله قريبا منها إلى درجة بعيدة. حتى أننا ال نقول نظاما له ذات المواصفات من التماسك والترابط دون اعتبار الفرد جزءا من تكوينه الحي. بذلك يعبر الفرد عما يحمله المجتمع من توجهات وصور تخص كيفية وجوده حتى يكاد يشعر الفرد بذوبانه عبر مجموع األفراد المنتمي إليهم. وتتولى الجماعات - محمد حافظ دياب الثقافة سلسلة قضايا ومشكالت سلسلة تصدر عن هيئة قصور الثقافة الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة ص ص ريموند وليامز الكلمات المفاتيح)معجم ثقافي ومجتمعي(ترجمة نعيمان عثمان مراجعة محمد بريري تقديم طالل أسد المشروع القومي للترجمة المجلس األعلى للثقافة القاهرة الطبعة األولى ص ص

210 )1( والهيئات دفع الفرد تجاه ما يتوافق والواقع االجتماعي. لنالحظ الثقافة تغلف كل ضوابط قد يراها الفرد ثقيلة اجتماعيا وتدفعه إلى أن يألف ما ي عجد م ل ز ما حتى أنه مع أكثر الظواهر مشقة يمارسها كما لو كانت اعتيادية. هناك من يظن أن تغيرا سيحدث عاجال في بنية المجتمعات العربية وتلك مسألة تاريخية فاإلطار الذي نتحدث بصدده عميق الجذور ورسخ ضوابط على صعيد األسس. صحيح أننا نحتاج إلى مؤسسات تضبط إيقاع المجتمع يستحيل العيش بدونها غير أننا في أمس الحاجة إلى تط و ير عمل ي ات الض بط ع ن طر ي ق ق ي م وأفك ار جد ي دة ت تمش ى ور وح العصر. ويعنى التطوير استثمار قدرات الضبط على قبول تقليص مساحة االنحراف وغرس قيم العمل واإلنتاج واالنفتاح الثقافي. 4- اإلطار التربوي. ي قصد به تلك العملية المطروحة لترجمة األفكار والمعايير إلى واقع من خالل تربية النشء وقولبة األجيال وتدور في فلكها المؤسسات واألبنية والعالقات الفرعية المشتقة منها. الضبط نتاج لهذه الترجمة االجتماعية. وإذا ركزنا النظر على أنه إطار للح ي اة بشكل م ا فس ي ب ق ى الض بط م ت دخال ف ي جم ي ع ش ئ و ن المج تم ع ال ف رد ح ي ن ي نش أ على قواعد معينة إنما ي وضع داخله المستقبل وما ذا ينتظر المجتمع منه. والترجمة )2( المشار إليها تتم في حدود اإلطار الثقافي والمعرفي وتحت عين النظام االجتماعي. التربية تمثل الخيط الذي يصل بين القديم والحديث ليس أدل من قول الشاعر العربي: "ينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عود ه أبوه".وغدا القول من فرط انطباقه على مسألة الضبط عبارة مأثورة بمضمون المثل السائر: "من شابه أباه فما ظلم".المثل األخير ينقل حقيقة التربية وفق منظومة التربية الموروثة ليس إال ويطلق حكما بضرورة االعتراف بالعادات كمصدر من مصادر الضبط. بل االعتياد أبلغ أثرا من األفكار المحدثة وال تجرى األخيرة إال في حدود ما تسمح به العادة. في هذا اإلطار نأخذ األسرة ودورها خالل العملية السابقة مثاال لمعرفة أبعاد الضبط وأثره. أشرنا إل ى تلك ال فك رة عرض ا لك ن ن ا نالح ظ ح د وث تغ ي ر ف ي أش ك ال ا ألس رة ح ي ث ت ب دلت ا ألد وار و ت فر عت ا أل نم اط ا ألسر ية ف ي المج تم ع العر ب ي وم ا ر اف ق ذل ك م ن ت ب جدل ف ي العناصر الثقافية والموجهات واألساليب االجتماعية ذات الصلة بالضبط االجتماعي. - بيار بورديو أسباب عملية إعادة النظر في الفلسفة ترجمة أنور مغيث دار األزمنة الحديثة بيروت لبنان ص فليب إسكاروس الجديد في التربية في األدبيات األجنبية حتى 2001 تقديم مصطفى عبد السميع مركز الكتاب للنشر القاهرة الطبعة األولى ص

211 هناك تعريفات كثيرة لألسرة تتفق أغلبها أن األسرة هي اللبنة األساسية للمجتمع وتتكون من رجل وامرأة ارتبطا بموجب عقد اجتماعي أو اتفاق مصلحي إلشباع حاجاتهم االجتماعية والمادية والجنسية والنفسية. بجانب ذلك ال تختلف تعريفات منظري علم االجتماع في هذا الشأن. أغلبهم يعرف األسرة على أساس الوظيفة وإشباع الحاجة الجنسية. ه ذا م ا نالحظ ه ف ي تعر ي ف اج ب ر ن و ت يمك وف و ف وج ل و ل ند برج بحسب م ا ذكره محمد ع اطف غ ي ث فه م يعرف و ن ا ألس رة عل ى أ نه ا ال نظ ا م )1( اإلنساني األولي الذي يقوم بإنجاب األطفال للمحافظة على النوع اإلنساني. ويشير كل من يروم وسليزليك في تعريفهما لألسرة إلي وظيفة توس طها بين الفرد والمجتمع أى أنهما يعرفانها من خالل القيام بتنشئة اجتماعية وضبط قيمي لألفراد ألخذ مكانتهم.)2( في العالم الواسع من هنا يظه ر أ ث ر تغ ي ر م فه و م ا ألس رة عل ى أس ال يب ال ق ي ا م ب أ ه م وظائفها وهي الضبط والتنشئة االجتماعيين. ويتصور الباحث أن وضعا كهذا يتضمن معاني أكثر عمقا من مجرد اإلنجاب واإلشباع الجنسي فالوظيفة البيولوجية ترتبط بوظائف نفسية وثقافية. أي أن األسرة تتمثل في قيام كل طرف من طرفيها األساسيين)الزوج والزوجة( بإضفاء جو من السكينة على حياتهما وإخالص كل منهم لآلخر. ولألس رة ع دة أ نم اط م نه ا ا ألس ر ال ن و و ي ة وا ألس رة المم ت دة وا ألس رة المتعددة.قد يأخذ كل نمط من هذه األنماط مكانه في المجتمع من خالل عالقات وتفاعل بين األدوار والوظائف عند االستناد إلي نفس المكونات الثقافية إال أنه ولطبيعة التغير والتطور اللذين يحدثان في الحياة االجتماعية فقد تتفاوت هذه األنماط من حيث مالءمتها أو نجاح أساليبها في عملية الضبط االجتماعي. وعليه تشكل التحوالت في أنماط األسرة م تغيرا أساسيا في هيكل اإلطار التربوي بينما سيترتب عليه بالتبعية تغير أساليب الضبط االجتماعي حيث قلت مكانة ورمزية العائلة وما يوجد فيها من مصادر للتوجيه كاألب واألم. لعلنا نالحظ أيضا تحوال في بناء األسرة إذ ضم رت مكونات ها بل انكفأت على نفسها جريا وراء االحتياجات المادية.مما أسفر عن ترك األبناء فريسة ألطر أخرى خاصة على سبيل المثال بوسائل اإلعالم وتأثيراتها القوية. بل بحث األبناء عن موجهات خارج النطاق األسري كجماعات األصدقاء أو جماعات دينية و ال يغيب عنا كون تلك االتجاهات غير واضحة المعالم ولها أهدافها الخاصة. النتيجة أن تغيرا في أنماط األسرة يع ود إلى التغير في منظومة القيم االجتماعية. بالتحديد اختلف سلم القيم نظرا الختالف سلم األولويات سواء المعيشية أو االجتماعية وبرأي محمد عاطف غيث أثر هذا محمد عاطف غيث علم االجتماع ص ص السيد رشاد غنيم وآخرون دراسات أسرية مطبعة البحيرة مصر ص 19.

212 بطريقة مباشرة في مضمون األدوار األسرية والتفاعل االجتماعي. كما أن تغيرات ها أي القيم تخلخل أركان تلك األدوار وت ضع ف تفاعل ها بل تعكس تغيرات مهمة داخل البناء االجتماعي بأسره بما في ذلك تغير مراكز األشخاص وهو ما قد يقترن بدفع )1( مجريات األحداث في المجتمع نحو أوضاع غير مرغوبة.ورجوعا إلى اإلطار الثقافي نجد أن أسباب تغ ي ر ا أل نم اط ا ألس ر ية ت ق ع ف ي دا ئ رة ال ث ق اف ة ا آلخ ذة ف ي )2( االختالف أ ي ه ن اك ع وام ل ث ق اف ي ة أس همت ف ي ه ذا ال تح ول وك ا ن ت ه ي ذا ته ا موضوعا له. مما الشك فيه أن التغير الثقافي يشمل كل فرع من فروع المجتمع. ونظرا لضرورة وجود القابلية للنمو وفق مرجعية القيم فيجب عليه غرس معتقدات ب ي ن أ عض ا ئه ت تم اش ى و تل ك ال ق ا بل ي ة و ال ي تركه ا لر ي اح ال زم ن اله وج اء وك ذلك يج ب عل ى المج تم ع إذا م ا أراد ا الس تمرار مط ال ب ته م بغل ق م داركه م أم ا م ا ألخط ار المحدق ة )3( بهم والعمل على التنبه لها. م ن ه ن ا ت أ ت ي أ هم ي ة دراس ة ال تغ ي ر ال ث ق اف ي ف ي معرف ة الموقف الجمعي ح ول قض ا ي ا ا ألخ الق والس ل وك الم تعل ق ة ب أس ال يب ال ت نش ئة والض بط االجتماعي. أق رب ال قض ا ي ا ف ي ه ذا الس ي اق قض ية ا ال نح راف والض بط االجتماعي. هناك عالقة بينهما في عصور التحول كما نوهنا في فقرة التغير االجتماعي ثم ربطناه بالقيم منذ قليل هناك أيضا عالقة بين االنحراف والتنشئة االجتماعية بوصف 4 التنشئة متممة لعملة الضبط. وانطالقا من طرح مشكلة الضبط االجتماعي وحدودها التي سبق اإلشارة إليها يمكن االتفاق مع رأي سامية جابر بتصنيف الضبط االجتماعي وفقا لثالثة موجهات: الوضع القائم حين اإلشارة إلى الضبط بوصفه عملية سيطرة اجتماعية: والغاية أو المثال ويعد الضبط فيه جهدا ذاتيا يبذله المجتمع من أجل تحقيق قيم معينة وم ثل اجتماعية مرغوبة لذلك يتمتع بقدرة مستمرة - محمد عاطف غيث علم االجتماع ص ص المرجع السابق صص مجموعة من المؤلفين نظرية الثقافة ترجمة على سيد الصاوي الفاروق زكي يونس سلسلة عالم المعرفة)العد 223( تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب يوليو ص االنحراف السلوكي قضية شغلت المفكرين منذ القدم حتى اآلن فسقراط مثال اعتبره نتيجة الزمة عن االنحراف الفكري.. غموض.. سوء فهم.. زيف وعي إلى غير هذا وذاك من مظاهر المرض الفكري بدءا من أبسطها إلى أعقدها. بالتالي يجب تصحيح المفاهيم لنصل إلى الركائز الفكرية المكونة للحق والحقيقة المتفق عليهما فكان هذا بالنسبة إليه طريقا لالستقامة الخلقية وهو نفس األمر الذي يشغل الفلسفات المعاصرة. سعيد إسماعيل على فلسفات تربوية معاصرة سلسلة عالم المعرفة العدد) 198 ( تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب الكويت. يونيو 1995.ص

213 علي الخلق الذاتي لضوابط تحول دون وقوع االنحراف: وصيغة المحافظة حيث ي نظر إلي العادات الشعبية واألعراف والقوانين كوسائل مسيطرة للضبط )1( االجتماعي. وضمن هذا اإلطار تظهر أساليب الضبط االجتماعي ووسائله التربوية من األسرة إل ى ال تعل ي م إل ى ا ألخالق ي ات و ت تض ح العالق ة ب ي ن تح ق ي ق الض بط ومس ت و ي ا إلل زا م وأدواته و في المقابل تنكشف أية أساليب ومستويات تؤدي إلي االنحراف أو تخل بفاعلية الضبط ذلك أن استخدامات موجهات من الضبط أو وسائله أو أساليبه قد تأتي بنتائج سلبية إذا ما أسيء استعمالها في المجال التربوي. في هذا الصدد تري سامية محمد جابر أن االنحراف قد يأتي كرد فعل تجاه الضوابط االجتماعية القائمة وهذا ما )2( يسمي بالضبط االجتماعي السلبي. وقد يأتي االنحراف نتجه خلل في التنشئة االجتماعية فهي أحدي العمليات الكبرى كما يقول بردمييرو ريتشارد ستيفنسون التي تجعل الناس يمتثلون للقواعد النظامية في المجتمع والتي تمكنهم في نفس الوقت من )3( التنبؤ بسلوك بعضهم. يقع على عائق األسرة تربية أبنائها وتهيئتهم لخوض معترك الحياة االجتماعية المتغيرة بطبيعة تطورها من خالل ما تمدهم به وما يكتسبوه من أص ن اف السل وك وال ت ق ال يد وأس ال يب ال تع امل بم ا يك ف ل تج ا نس ه م م ع المج تم ع حس ب م ا يحتاجه من رياح التغيير. و بخ اص ة أ ن ا ألس رة وح دة ث ق اف ي ة تح ول ا إل نس ا ن ال ن اش ئ م ن ك ا ئ ن ب ي ول وج ي إل ى ك ا ئ ن اج تم ا ع ي وف ق ا لم تطل ب ات الح ي اة ا الج تم ا ع ي ة للجماعة. وهو ما اصطلح عليه بالتنشئة االجتماعية وهي التي يعدها بارسونز مرجعية ت حلل.)4( من خاللها عملية الضبط االجتماعي وإن كان معروفا أن المجتمعات على تنوعها تشهد تبدال من حين آلخر في أنماط األسرة فمن المعروف أيضا أن الضبط االجتماعي والتنشئة االجتماعية يتوقف نجاحهما على نوع األسرة وأساليبها وعلى عدد إفرادها. ففي أسرة ممتدة تتكون من أب وأم وجد وجدة وأخوة أكبر سنا وأعمام وزوجاتهم يكتسب الفرد تنشئة أكثر تنوعا واغرز معارف بحكم اتساع دائرة مؤسسة التنشئة وتنوعها مما يجعل الفرد يكتسب سلوكه وعاداته ومعارفه بشكل أوفر ويكون أكثر انضباطا بمعايير وأنماط السلوك السائدة في المجتمع. فمن المسل م به - سامية محمد جابر االنحراف االجتماعي بين نظرية علم االجتماع والواقع االجتماعي ص المرجع السابق ص محمد عاطف غيث علم االجتماع ص سامية محمد جابر االنحراف االجتماعي بين نظرية علم االجتماع والواقع االجتماعي ص

214 كما يقول السيد حنفي أن ضبط السلوك االجتماعي للناشئة يعد امرأ ضروريا لبقاء.)1( قيم المجتمع وعاداته ونظمه وهو ما يستلزم معيارا للسلوك الذي يقره لقد أشار دوركايم إلى هذا المفهوم في تناوله لوظيفة التربية حيت اعتبر التربية بمثابة التنشئة االجتماعية وهي تحويل الكائن البيولوجي إلى كائن اجتماعي وهذا التحول يجعله منضبطا بما ي تعار ف عليه اجتماعيا فهو ممن يرون ارتباط التنشئة بالضبط.)2( االجتماعي األمر الذي قد ال يتحقق من وجهة نظر الباحث في أسر نووية باتت هي السائدة في المجتمعات المعاصرة والتي أفرزتها جملة من التحوالت االجتماعية )3( واالقتصادية والثقافية التي شهدتها تلك المجتمعات. ومنها المجتمع الليبي السيما م ن ذ الع ق د ا ألخ ي ر م ن ال ق ر ن الم اض ي ف ا ألس رة ال ن و و ي ة وط ب يع ة عالق ات إفراد ه ا وانشغالهم بمتطلبات الحياة المعاصرة قد ال تمكنها من اختيار األساليب المناسبة وميكانزمات تنشئته وضبطه اجتماعيا وجعله منسجما مع ما يقره المجتمع من أنماط السلوك ومن معايير وأعراف وتقاليد وعادات اجتماعية والتي يشكل اكتسابها ضمان لالنضباط االجتماعي في مواجهة سلوكيات الجنوح وخاصة في ظل ما تجتاح المجتمعات من ثقافة العولمة وما تطرحه من قيم وأنماط السلوك ومفاهيم مغايرة لما هو مألوف غزت كل بيت عبر الفضائيات ووسائل االتصال الرقمية التي جعلت اإلفراد وسط بحر متالطم األمواج ليس سهال الصمود أمام عنفوانه. 3- اإلطار السياسي. ير ت بط ا إلط ار الس ي اس ي ب ف رض ه ي ب ة الد ول ة تل ك الم ؤسس ة الع ام ة ا ألك ث ر ن ف اذا وفاعلية. الد ولة م ن تلك الجه ة ك ي ا ن م اد ي ي تخل ل الم ؤسس ات ا ألخ ر ى وك ي ا ن رم ز ي يوجد بقوة القوانين وسلطة الحكم. إذن تلك فكرة منطقية إزاء أسئلة من قبيل:هل تعجد آل ي ات الض بط جزءا م ن نظ ا م الد ول ة وس لط ته ا الس ي اس ية وم ا ه ي أ بع اد ال تحك م ف ي المؤسسات الفرعية مثل منظمات المجتمع المدني األخرى وقبل هذا وذاك ماذا عن أثر آليات الهيمنة بناء على ما سبق ال تقف السلطة السياسية لدى خط الحكم - السيد حنفي عوض علم االجتماع التربوي ص المرجع السابق ص تتجلى هذه الظاهرة بوضوح في مجتمع المدينة حيث الحياة السريعة واالنشغال باألعمال والتعرض لمؤثرات عديدة منها المتعلق بنمط الحياة ذاته من عالقات العمل و ضعف العادات وتنوع األفراد المنحرين من مناطق متفرقة. أنظر السيد حنفي عوض علم االجتماع الحضري)سكان المدينة بين الزمان والمكان ) المكتب العلمي للكومبيوتر للنشر اإلسكندرية

215 بم فه وم ه ا إلدار ي لك نه ا ترم ي أ بع د م ن ذل ك ه ي إدارة لم وارد الض بط ا الج تم ا ع ي واستثمارها في خدمة نفوذها. ل يس ت ح د ود الس لطة الس ي اس ية واض حة ي تع ام ل معه ا ال ن اس ع ب ر وس ا ئل الس ي اس ة وا الق تص اد والم ؤسس ات الرس م ية ف ق ط إ نم ا ت تح د بح د ود الثقافة تاريخا وتراثا ومعنى وآليات. في تاريخ المجتمع العربي تخللت السلطة كافة األنشطة بل احتكرت العالقات واألبنية العامة والظواهر االجتماعية. دائما للسلطة السياسية ظالل وممثلون وتواريخ كما أخبرنا التاريخ العربي. ونحن نقول اتفاقا " لكل عصر رجاله" وتلك مقولة تحصر العصر الزمن في سلطة واحدة ومتفردة وتعبر أدق تعبير عن نفوذ عميق لتصور حتى الوجود والعدم اللذين يرتبطان بها. وحين ي طرح الضبط في كنف السلطة تتلقفه لتشكيل وإعادة تشكيل الموارد السابقة في عصور وأنظمة الضبط في النهاية بالنسبة إليها مطيتها السحرية لترسيخ قواعد السيطرة. وتشرف السلطة السياسية على عمليات الضبط من باب خلفي أي من خالل أنظمة المجتمع ومكوناته وعبر الجوانب االقتصادية وبواسطة أساليب التنمية والمشاركة في الحكم. فالمجتمع مكون من عالقات قرابة وهيئات أهلية وأشكال ثقافية ودينية. إذ ذاك تعتبر السلطة هذه المعطيات ذخيرتها الحية في تحريك الواقع ونشر قيمها الخاصة. عند تلك المرحلة تذهب السلطة إلى االستحواذ على نتائج اإلطارين السابقين الثقافي والتربوي لتأكيد نمط المعرفة االجتماعية السائدة تركيزا على وجودها المهيمن في المجتمع أي تحاول باستمرار اإلشارة إلى الوعي بالسلطة في شكل التاريخ االجتماعي وإشارة أيضا إلى ضرورة التمسك بها أيا كانت التحوالت الراهنة. وهنا نلمس أزمة المجتمع العربي في بنيته األبوية أال نطلق على الحاكم أبا لكل شعبه! بنية تكرس منطق السلطوية في أشكالها المختلفة بدءا بالسياسة ونظام الحكم مرورا بالنظام األسري والنظام التربوي والتعليمي وانتهاء بسيادة منطق القبيلة )1( والعشيرة على صعيد الواقع االجتماعي. هكذا ترتدي السلطة رداء األبوة لتستولي على منطق الحق االجتماعي الحق في األمر وفي النهي وفي التهذيب واإلخضاع فهي ت لزم اآلخرين أمرا وفعال وي سمى الواقع عليه األمر مأمورا بينما الصادر عنه يكون آمرا. غير أنها تدفع الحق األبوي عبر مؤسسات فرعية خوفا من عصيان المواطنين وتلك مشكلة الحكم كيف يكتسب هذا الحق المعبر عنه خالل النظام االجتماعي والسياسي. أنها إذن في التاريخ العربي عالقة بين طرفين متربصين - عبد العالي معزوز هشام شرابي ونقد النظام األبوي في المجتمع العربي )سير وأعالم 14( سلسلة أوراق عربية 36 مركز دراسات الوحدة العربية بيروت لبنان الطبعة األولى ص ص

216 ببعضهما يعترف األول منهما بأن ما يصدره من أمر إلى الطرف الثاني ليس واجبا عليه إال ألنه صادر عن حق سلطوي ويرضخ الثاني منهما إلى تنفيذه األمر بناء على وجوب الطاعة بوهم الطاعة االجتماعية. وتصبح النتيجة اعترافا بقدرة الطرف األول)الحاكم(في إصدار األمر إليه. وجرت في هذا االتجاه مفاهيم القيادة والسلطة واإلدارة والمسؤولية وحتى النظام أي الدولة الشخصية كدولة تنسب أي الشخص الحاكم على طريقة دولة معاوية ودولة المماليك منفصلة بذلك عن كيانها الكلي الذي )1( يشترك فيه كافة المواطنين والفئات. من ثم تمثل السلطة نمطا من عالقات القوة وإن كانت تأخذ مجراها في الحياة بشكل عام مع األنساق البديلة. وربما تكون السلطة في اإلطار السياسي هي األكثر تأثيرا من جهة قدرتها الضبطية على الظهور في مؤسسات وقوانين ومظاهر ملموسة. غير أنها في مجاالت أخرى لها نفس الزخم السلطة عنف مقنن يمارس تحت مبادئ عامة على اعتقاد كونها جزءا من إرادة عامة. والمؤسسات ترمز إلى مركزية السلطة في الحياة االجتماعية بحيث يتم العامل معها كجزء من كل والموضوعات الثقافية الضبطية مثل قضايا الفكر الديني والسياسي واالجتماعي تعمل على ذات األرضية. هي بهذا الوضع تشكل تصورات األفراد عن الوجود االجتماعي وعن حقائق الحياة اليومية. ظل هذا الخلط ساريا بين سلطة سياسية وسلطة اجتماعية وتطورت آليات الضبط االجتماعي والسياسي تبعا لتطور الدولة وهيمنتها السياسية وطبيعة تناقضات تشكيلتها االجتماعية.لكن بقى هناك انفصال وازدواج على مستوى الوعي العام فبقدر ما تختلف أساليب الضبط في التكوينات االجتماعية )األسرة( عن أساليب ووسائل الضبط في المؤسسات األهلية ومنظمات المجتمع المدني فإنها تأخذ منحى أكثر تباينا من حيث األساليب والوسائل الضبطية المعمول بها في الدولة وسلطتها السياسية وبذلك يظهر االستبداد والقمع باسم السياسة. نظرا لكون عملية الضبط االجتماعي في إطارها األسري واألهلي ذات سمة طوعية تنبثق من سيادة األعراف والتقاليد بالنسبة للعشيرة والطائفة بينما هي أي عملية الضبط من جانب الدولة واألجهزة السيادية تقوم على االلتزام باأليديولوجيا والتوجه السياسي للسلطة الحاكمة. ل ق د أ عط ت الد ول ة الل ي ب ي ة م ن ذ ت أس يس ه ا ف ي م ن تص ف ال ق ر ن العش ر ي ن ا ه تم ام ا كبيرا للبنية االجتماعية القبلية التي كانت منقسمة إلي قبائل شرقية وغربية وجنوبية تزعم كل منها تميزها وتباينها االجتماعي التاريخي نتيجة لموقف كل منها وتفاعله - عزيز العظمة السياسة والال سياسة في الفكر العربي اإلسالمي مجلة الفكر العربي معهد اإلنماء العربي بيروت لبنان ص 281. انظر كذلك : خليل أحمد خليل العرب والقيادة بحث اجتماعي في معنى السلطة دار الحداثة بيروت لبنان ص ص

217 مع المستعمر االيطالي ثم نتيجة لتفاعل كل منها مع أطراف الوصاية االستعمارية فيما بعد الحرب العالمية الثانية. وقد نتج عن ذلك تشكل الدولة الليبية في إطار فدرالي يس ت ند إل ي ط ب يع ة ال تك و ي ن ات ا الج تم ا ع ي ة ال ق بل ي ة و ت م إق رار ذل ك في الدستور الليبي. و ه ن ا تع امل ت الس لطة الس ي اس ية ف ي إط ار جه ود ه ا ل ب ن اء الد ول ة عل ى أس اس ق بل ي باعتباره الموجه والمتحكم الفاعل في تحديد األهداف والغايات واكتساب السلطة والثروة والسبب أن ثقافة األفراد والجماعات ووعيهم باالنتماء والهوية كان مرتبطا بالتمحور القبلي باعتبار القبيلة تكوينا كانوا يستمدون من خالل االنتماء إليه المكانة االجتماعية والسياسية واألصل التاريخي لوجودهم و باعتبارها المؤسسة االجتماعية الطبيعية والسياسية التي تم في ضوء مفاهيمها وقيمها الضبطية تشكل الوعي بالوطن والمساهمة في بنائه. من ثم تمت مراعاة ذلك عند تأسيس أجهزة الدولة األساسية التنفيذية / التشريعية / القضائية حتى ال تكون الدولة في حالة اغتراب عن مكوناتها االجتماعية. وسرعان ما نجحت الدولة في فرض تكوينها وفق مفهوم وطني مؤسساتي قانوني تستمد من خالله مشروعيتها في الهيمنة وبسط السلطة بعيدا عن مراعاة التكوين القبلي من خالل تشكيل المؤسسة العسكرية واألجهزة األمنية وأيضا المؤسسات الثقافية واإلعالمية التي جرى استخدامها في تطويع وضبطهم وفق ضوابط وطنية غرست في الناس ثوابت تتضمن وعيا أكثر أتساعا من محيط القبيلة وأكثر أتساعا من حيث األخذ بالضوابط االجتماعية. أهم النتائج هناك عدة نتائج تبلور فكرة الضبط وأسسه وتوظيفاته. - يرتبط الضبط االجتماعي تاريخيا بكيان المجتمع ألنه المضاد الحيوي لمظ ا هر ال ت فس خ وا ال نه ي ار و ب ه ت نش ط م ن ا ع ة المج تمع ات إزاء ا ال نح راف والخلل. المجتمع نفسه فكرة وليدة عن وجود قواعد مشتركة تسهل العالقات بين األفراد وتوفر لهم نظاما عاما. - هناك مستويات متداخلة في عملية الضبط منها الثقافة كغطاء مبرر لدى األفراد في مواقف الحياة ومنها التربية التي تترجم القيم إلى سلوك في وعي وإحساس المجتمع ومنها السياسة إذ تعطي مشروعية للحقوق واألفعال. - يتوقف الضبط على نمط الحياة السائد فإذا كان نمطا تقليديا أي يتمسك إلى درج ة الص نم ية ب الم ور و ث ات ف إ ن ق بض ة الض بط تظ ل ق و ي ة لك ن ه يخض ع لعوامل اجتماعية تتحكم فيه. أما إن كانت الحياة مفتوحة فاألمر ال يخلو من رياح التغير التي تعصف بالواقع وفي مجمل األحوال لم يترك العصر 216

218 الراهن مجتمعا دون أن يهزه من أركانه بفضل العولمة والجوانب االقتصادية. كثيرا ما كان الضبط االجتماعي- مع ذلك- عرضة للنهب األيديولوجي الس ي اس ي الد ي ن ي ال ف ئ و ي ب فض ل الس لطة والص را ع الس ي اس ي ح ول اله يم ن ة االجتماعية. نظرا لغياب الوعي بمفاهيم الدولة الحديثة في الثقافة العربية يتحول الضبط م ع ال تال عب به إل ى أداة قم ع عل ى ال ر غ م م ن ك و ن ه م وج ودا إلش ب ا ع الح اج ة اإلنسانية لألمان واالستقرار. يتطلب الضبط فهما لدوره ووظائفه لخدمة اإلنسان وبناء المجتمع فالدول المتقدمة لم تتطور من تلقاء نفسها وعشوائيا لكنها تبث الحقوق والواجبات في الحياة العامة بوسائط وآليات الضبط. يحتاج الضبط رغم أهميته إلى تجديد مفاهيمه و ممارساته وتعريضها للنقد االجتماعي فاألطر التي عرضتها الدراسة تختلف من عصر آخر آلخر. والم ن ا ع ة ت ق تض ي وج ود جه از ق يم ي ومع ي ار ي الق ط ق ا ب ل لل تط ور و قادر على فك شفرات العصر الراهن المراجع ابن حزم طوق الحمامة تحقيق الطاهر أحمد مكي دار المعارف القاهرة ابن منظور لسان العرب الجزء الرابع تحقيق نخبة من األساتذة دار المعارف القاهرة د.ت. أرسطو كتاب السياسة ترجمة أحمد لطفي السيد دار الكتاب المصري القاهرة أفالطون الجمهورية ترجمة ودراسة فؤاد زكريا الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة ألفرد وايتهد دراسات في الحضارة والتاريخ ترجمة أحمد خاكي دار النهضة العربية القاهرة إيان كريب النظرية االجتماعية من بارسونز إلى هابرماس ترجمة محمد حسن غلوم مراجعة محمد عصفور عالم المعرفة)العد 244 ( المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب الكويت إبريل بيار بورديو أسباب عملية إعادة النظر في الفلسفة ترجمة أنور مغيث دار األزمنة الحديثة بيروت لبنان توماس كون بنية الثورات العلمية ترجمة شوقي جالل سلسلة عالم المعرفة)العدد 168 ( سلسلة كتب يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب الكويت ديسمبر جون ستيوارت مل أسس الليبرالية السياسية ترجمة وتقديم وتعليق إمام عبد الفتاح إمام ميشيل متياس مكتبة مدبولي القاهرة 1996.

219 جيل دولوز فيليكسغتاري ما هي الفلسفة ترجمة مطاع الصفدي دار اآلداب بيروت لبنان حسن حنفي التراث والتجديد المركز العربي للبحث والنشر القاهرة خليل أحمد خليل العرب والقيادة بحث اجتماعي في معنى السلطة دار الحداثة بيروت لبنان ريموند وليامز الكلمات المفاتيح)معجم ثقافي ومجتمعي(ترجمة نعيمان عثمان مراجعة محمد بريري تقديم طالل أسد المشروع القومي للترجمة المجلس األعلى للثقافة القاهرة الطبعة األولى سامية محمد جابر االنحراف االجتماعي بين نظرية علم االجتماع و الواقع االجتماعي دار المعرفة الجامعية اإلسكندرية سعيد اسماعيل على فلسفات تربوية معاصرة سلسلة عالم المعرفة العدد) 198 ( تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب الكويت. يونيو سمير أمين م ناخ العصر رؤية نقدية في: نخبة من األساتذة العولمة والتحوالت المجتمعية في الوطن العربي)ندوة مهداة إلى سمير أمين بإشراف مركز البحوث العربية- الجمعية العربية لعلم االجتماع( دار الكتاب الجديد المتحدة بيروت لبنان دار أويا للطباعة والنشر والتوزيع طرابلس ليبيا الطبعة األولى 200. سمير نعيم أحمد النظرية في علم االجتماع دار الهانئ للنشر القاهرة السيد حنفي عوض علم االجتماع التربوي)األسس النظرية والمجاالت التطبيقية(مكتب آية القاهرة السيد حنفي عوض علم االجتماع الحضري)سكان المدينة بين الزمان والمكان ) المكتب العلمي للكومبيوتر للنشر اإلسكندرية 1991 السيد رشاد غنيم وآخرون دراسات أسرية مطبعة البحيرة مصر السيد علي شتا نظرية علم االجتماع المكتبة المصرية اإلسكندرية د.ت. عبد الرحمن بن خلدون المقدمة)الجزء األول من ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكبر( تحقيق خليل شحاده مراجعة سهيل ذكار دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع بيروت لبنان عبد السالم الترمانيني الزواج عند العرب في الجاهلية واالسالم سلسلة عالم المعرفة العدد) 80 ( سلسلة شهرية تصدر عن المجلس الوطني للعلوم والفنون واآلداب الكويت أغسطس عبد العالي معزوز هشام شرابي ونقد النظام األبوي في المجتمع العربي )سير وأعالم 14( سلسلة أوراق عربية 36 مركز راسات الوحدة العربية بيروت لبنان الطبعة األولى عزير العظمة السياسة والال سياسة في الفكر العربي اإلسالمي مجلة الفكر العربي معهد اإلنماء العربي بيروت لبنان علي بن أبي طالب نهج البالغة األجزاء 1-4 جمع وتنسيق الشريف الرضي شرح اإلمام محمد عبده دار المعارف للطباعة والنشر بيروت لبنان الطبعة األولى

220 27. علي ليلة البنائية الوظيفية في علم االجتماع المكتبة المصرية للنشر والتوزيع اإلسكندرية د. ت. 28. فليب إسكاروس الجديد في التربية في األدبيات األجنبية حتى 2001 تقديم مصطفى عبد السميع مركز الكتاب للنشر القاهرة الطبعة األولى مالك بن نبي مشكالت الحضارة شروط النهضة ترجمة عمر كامل مسقاوي وعبد الصبور شاهين تقديم محمد همام دار الكتاب المصري)القاهرة( دار الكتاب اللبناني)بيروت( الطبعة األولى مجموعة من المؤلفين نظرية الثقافة ترجمة على سيد الصاوي الفاروق زكي يونس سلسلة عالم المعرفة)العد 223( تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب يوليو محمد إقبال تجديد الفكر الديني في اإلسالم ترجمة محمد يوسف عدس تقديم الشيماء الدمرداش العقالي دار الكتاب المصري)القاهرة( دار الكتاب اللبناني)بيروت( محمد حافظ دياب الثقافة سلسلة قضايا ومشكالت سلسلة تصدر عن هيئة قصور الثقافة الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة محمد عابد الجابري التراث والحداثة)دراسات ومناقشات( مركز دراسات الوحدة العربية بيروت لبنان الطبعة الثالثة محمد عاطف غيث علم االجتماع دار المعرفة الجامعية اإلسكندرية محمود سيد أحمد دلتاي وفلسفة الحياة دار الثقافة للنشر والتوزيع القاهرة مصطفى صفوان الكالم أو الموت اللغة بما هي نظام اجتماعي: دراسة تحليلية نفسية ترجمة مصطفى حجازي منشورات المنظمة العربية للترجمة بيروت لبنان الطبعة األولي ناتاليايفريموفا توفيق سلوم معجم العلوم االجتماعية)مصطلحات وأعالم( دار التقدم موسكو الطبعة األولى The Rise of Modern Philosophy(New History 38-Anthony Kenny New York of Western Philosophy Volume 3) Oxford University Translated by The theory of Communicative action 39-JurgenHabermas Boston( ): volume 2 :Life Beacon Press Thomas McCarthy Translated by A Critique of functionalist reason world and System Boston Beacon Press Thomas McCarthy New Glencoe Social structure and Personality 40-Talcott Parsons Jersey 219

221 رحلة علماء األندلس إلى المشرق في عهد إمارة بني أمية ) 038 ه 499 ه( األسباب والنتائج د / محمد فرج مادي جامعة الزيتونة / كلية اآلداب المقدمة: لسبق المشرق اإلسالمي لمغربه بتقدمه عليه في العلوم والمعرفة والثقافة وتطور الحضارة العربية اإلسالمية فقد شد الرحال الكثير من الطالب والعلماء بدولة األندلس إلى المشرق لتلقي العلوم على أيدي العلماء المشارقة والنهل من ثقافتهم ومعرفتهم حيث كانوا على درجة عالية من الثقافة والعلم وازدهرت في بالدهم العلوم في مختلف ضروب العلم وبخاصة العلوم الدينية كعلم الحديث والفقه وعلوم القرآن وعلم اللغة كالنحو باإلضافة إلى الشعر واألدب ومن هؤالء العلماء المشارقة اللذين نشروا العلم في ربوع المشرق نذكر منهم: األمام مالك بن أنس وأحمد بن حنبل وعلي نافع بن أبي نعيم قارئ أهل المدينة المنورة وسفيان بن عيينة والليث بن سعد وأبو ثور صاحب األمام الشافعي) 1 (. وغيرهم من علماء الدين باإلضافة إلى علماء اللغة واألدب والشعراء مثل: عمرو بن بحر الجاحظ األديب المشهور وأبي نواس وأبي العتاهية) 2 (. وغيرهم وهؤالء العلماء كانوا على حظ كبير من العلم والثقافة وقدر عظيم من المعرفة مما جعلوا من المشرق مركز إشعاع علمي وحضاري وثقافي كبير يشد إليه الرحال الكثير من طالب العلم والمعرفة. وسنتحدث في هذه الورقة البحثية عن أسباب رحلة علماء األندلس إلى المشرق وعن بعض العلماء الذين كانت لهم شهرة علمية بين أهل األندلس بعد رجوعهم من رحلتهم العلمية حاملين معهم علما وثقافة مشرقية لنشرها بين أهلهم وأثر رحلة علماء األندلس للمشرق باإلضافة إلى المقدمة وسبب اختيار الموضوع وأهميته والخاتمة. اختار الباحث هذا العنوان لبحثه ليبين للباحثين في التاريخ اإلسالمي األندلسي مدى رغبة علماء األندلس وتسابقهم في الرحيل إلى المشرق وأخذهم وسماعهم من علماء على درجة عالية من الثقافة والعلم ورجوعهم بعد عناء ومشقة إلى األندلس حاملين معهم تراثا وعلما وثقافة المشرق اإلسالمي ونشرها بين طالب العلم والمعرفة مما جعلوا من بالدهم دولة يضرب بها المثل في الثقافة والعلوم والحضارة وأصبحت في مصاف الدول اإلسالمية التي لها استقالليتها واعتمادها على أبنائها. 220

222 وتهدف هذه الدراسة إلى معرفة الدور الكبير الذي لعبه علماء األندلس بعد رحلتهم العلمية للمشرق ونقلهم العلوم والثقافة إلى بالدهم ومدى إسهامهم في نشر هذه العلوم والثقافة والحضارة العربية اإلسالمية بين أهل األندلس. 0 أسباب الرحلة : هناك أسباب متعددة جعلت الكثير من علماء أهل األندلس يشدون الرحال إلى دول المشرق اإلسالمي أهمها: أ ازدهار الثقافة والحضارة العربية اإلسالمية والعلوم بالمشرق اإلسالمي في مختلف ضروب العلم والمعرفة حيث ازدهرت عندهم العلوم الدينية كعلم الحديث والفقه وعلوم القرآن وعلوم اللغة العربية من نحو وشعر وأدب إلى جانب التاريخ والجغرافية وغيرها) 3 (.ب الفراغ الثقافي والعلمي والحضاري في األندلس في بداية حكم األمير عبد الرحمن الداخل) 4 ( حيث إن البالد استمرت في حروب وقالقل سياسية وعدم استقرار) 5 (. ج الحاجة الماسة ألهل األندلس في وجود من يقوم بتعليمهم وتثقيفهم وخاصة حديثي العهد باإلسالم في أمور دينهم حيث إن الكثير من األمور الدينية ال يعرفونها وليس لهم دراية بها كعلم القرآن والحديث والفقه وكذلك عدم إتقانهم وفهمهم للغة العربية ألن معظم الذين دخلوا األندلس كانوا محاربين مجاهدين في سبيل اهلل وليس لهم عالقة بالعلم والثقافة ) 6 (.د على الرغم من بعد المسافة بين حواضر المشرق اإلسالمي واألندلس إال أنها سهلة التنقل والترحال حيث ال توجد حدود سياسية بينهما وفي نفس الوقت فإن كل سكان هذه المناطق دينهم اإلسالم وبذلك يجد المسافر شرعة واحدة وعادات وتقاليد متقاربة وتكاد تكون واحدة وفي خالل هذه الرحلة يستطيع المسافر أن يفيد ويستفيد ويعلم ويتعلم وخاصة أنه في رحلته هذه يمر بعدة حواضر إسالمية تحتوي على علماء متقدمين في معظم الجوانب الثقافية والعلمية )1(. ه أغلب أمراء بني أمية من أهل العلم ولهم أدب وشعر ومحبين للعلوم ويشجعون على الدراسة والعلم وكانوا يحبون العلماء وخاصة علماء الحديث والفقه ويشجعونهم على نشر علمهم ال سيما العلماء اللذين يرحلون إلى المشرق اإلسالمي ثم يعودون حاملين معهم الكثير من الكتب العلمية في مختلف ضروب العلم ولهذا تشجع الكثير من العلماء ورحلوا إلى المشرق اإلسالمي لتلقي العلوم المختلفة) 8 (. ز كان لعلماء األندلس رغبة في الذهاب الى المشرق اإلسالمي لتلقي العلوم حتى يستطيعوا أن يتحصلوا على قدر وفير من العلم وخاصة في العلوم الدينية كالحديث والفقه وفينفس الوقت عند رجوعهم إلى بالدهم يستطيعون أن يتحصلوا على وظائف كبيرة ووجاهة بين أهل األندلس فمنهم من يتحصل على 221

223 قاضي ومنهم من يتحصل على كبير المشاورين أو عضو فيهم أو منصب الفتيا أو مؤدب ألمراء )9(. 4 بداية رحلة علماء أهل األندلس إلى المشرق: لتلك األسباب شد الرحال الكثير من علماء األندلس إلى المشرق لتلقي العلوم والسماع من علمائها في مختلف ضروب العلم وكان هؤالء العلماء يتسمون الجد ية في تلقي العلوم والحصول على أكبر قدر منها ولذلك تجولوا في العديد من الحواضر اإلسالمية وذهبوا إلى أي عالم سمعوا عنه ال سيما اللذين لديهم شهرة علمية وسمع الكثير من هؤالء العلماء حتى تشبعوا بالعلم وأصبحوا من علماء الحديث والفقه ورجعوا إلى بالدهم حاملين معهم هذه العلوم التي تحصلوا عليها وقد أحدث رجوعهم إلى بالدهم تطورا كبيرا على أهلهم ونشروا العلوم والثقافة المشرقية بينهم ومن هؤالء العلماء الذين رجعوا إلى األندلس: 0 الغازي بن قيس: من أهل قرطبة يكن ى أبا محمد رحل إلى المشرق في بداية حكم األمير عبد الرحمن الداخل وبقي في المدينة المنورة فترة طويلة حيث سمع من مالك بن أنس كتاب " الموطأ " وسمع عن الكثير من العلماء وقرأ القرآن الكريم على نافع بن أبي نعيم قاري أهل المدينة ورجع إلى األندلس حامال معه كتاب " الموطأ "وهو أول من أدخله إلى األندلس إلى جانب إدخاله قراءة نافع وبهذا العلم الكثير الذي أدخله معه نفع اهلل به أهل البالد وبعد رجوعه روى عنه بعض طالب العلم في قرطبة منهم: عبد الملك بن حبيب وأصبغ بن خليل وغيرهم من أهل قرطبة ونظرا لما يتمتع به من علم عرض عليه القضاء فأبى أن يتحمل هذه المسؤولية) 10 (. وكان األمير عبد الرحمن الداخل مجال ومعظما للغازي بن قيس وكان يأتيه ويصله في منزله وأدب أبناء األمير عبد الرحمن الداخل وخاصة األمير هشام بن عبد الرحمن واألمير الحكم بن هشام وتوفى الغازي بن قيس عام 199 ه )11(. 4 يحي بن يحي الليثي: هو يحي بن يحي بن كثير بن وسالس من أهل قرطبة أصله من البربر من قبيلة مصمودة سمع بقرطبة من زياد بن عبد الرحمن "موطأ " مالك بن أنس وكذلك سمع من يحي بن مضر )12(. رحل إلى المشرق فسمع من مالك بن أنس وأصحابه بالمدينة المنورة واستفاد كثيرا من مالك بن أنس بعد مالزمته له فترة طويلة وكان مالك يسميه عاقل األندلس وكان سبب ذلك فيما روى أنه كان في مجلس مالك مع جماعة من أصحابه فقال قائل : الفيل فخرجوا ولم يخرج فقال له مالك : لم ال تخرج لتنظر الفيل وهو 222

224 ال يكون في بالدك فقال له : لم أرحل ألبصر الفيل وإنما رحلت ألشاهدك وأتعلم من علمك وهديك فأعجبه ذلك منه وسماه عاقل األندلس )13(. قال محمد بن عمر بن لبابة : ( فقيه األندلس عيسى بن دينار وعالمها عبد الملك بن حبين وعاقلها يحي بن يحي الليثي( ) 14 (.وكذلك سمع في المدينة من نافع بن أبي القاري ودخل مكة وسمع فيها من سفيان بن عيينة ودخل مصر وسمع فيها من الليث بن سعد وعبد اهلل بن وهب وعبد الرحمن بن القاسم وأنس بن عياض وبعد رحلته الطويلة التي قضاها في مدن المشرق رجع إلى األندلس محمال بعلم وفقه كثير أفاد به أهلها ونظرا لما تحصل عليه من علم تقلد منصب الفتيا باألندلس وكان يفتي برأي مالك بن أنس ال يدعو في ذلك إال في القنوت في الصبح فتركه لرأي الليث بن سعد )15(. وقد نشر يحي بن يحي الليثي مذهب مالك باألندلس وتفقه به جماعة من أهلها وروي عنه كثير من أهل األندلس منهم : أبناه عبيد اللهبن يحي وإسحاق بن يحي وأبو عبد اهلل محمد بن وضاح وزياد بن محمد بن زياد شبطون وغيرهم )16(. وكان يحي بن يحي الليثي في عهد األمير عبد الرحمن األوسط )11( كبير المشاورين ال يحيد عن مشورته شديد الت مكن من حسن رأيه وكان قد آثره على جميع الفقهاء فصار يلتزم بتقديره وتكريمه وتنفيد أموره حتى أصبح بمثابة االبن ألبيه فال يستقضي قاضيا وال يعقد عقدا وال يمضي في الديانة أمرا إال عن رأيه وبعد مشورته وإلى جانب ذلك يعترف يحي بن يحي الليثي لألمير بجميل ذلك فال يتوانى في ذكر إحماد سيرته ووصف عدالته وحسن تصرفه لدى رعيته وحثهم على طاعته وتنفيذ أوامره وبذلك نرى أن لرجال الدين مكانة مرموقة لدى رجال الدولة وخير دليل على ذلك الفقيه يحي بن يحي الليثي حيث إنه كان مقدما في الشورى وخاصة في ما يعرض عليه من المشاكل التي تواجه األمير وكان القضاة يستشيرونه أيضا إذا رأوا ذلك وكان له نفوذ كبير في والية األمير عبد الرحمن األوسط )18(. وعلى الرغم مما يمتاز به يحي بن يحي الليثي من فقه وورع ودراية بالدين وعفة في النفس ومكانة عند األمراء إال أنه زهد في القضاء ولم يتواله وال أجاب إليه وعلت درجته عنه وتوفى الفقيه يحي بن يحي الليثي سنة 234 ه في مدينة قرطبة بعد فترة طويلة من الزمن قضاها في الترحال من أجل العلم والمعرفة.)19( 3 عبد الملك بن حبيب:هو مروان عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون السلمي األلبيري القرطبي عالم األندلس وفقيها في عصره أصله من بني سليم ولد في البيرة وقيل في حصن والي بالقرب من غرناطة وكانت بداية تعليمه في البيرة ثم قرطبة وكان يتدرج في صفوف العلم وخاصة العلوم الدينية من أحاديث نبوية وفقه 223

225 وعلوم قرآن ووجد في قرطبة علماء وفقهاء أجالء من أصحاب مالك بن أنس ومنهم: زياد بن شبطون ويحي بن يحي الليثي وغيرهم وعلى أيديهم تعلم الكثير من العلوم ) 20 (.رحل عبد الملك بن حبيب إلى المشرق لالطالع على العلوم فيها وقد سمع من الكثير من العلماء في العديد من فنون العلم والمعرفة وأصبح فيما بعد من العلماء الذين لهم شهرة علمية في األندلس حيث سمع من عبد الملك بن الماجشون ومطرف بن عبد اهلل وأصبغ بن الفرج وغيرهم ويقال إنه أدرك مالك بن أنس في آخر عمره وقد جمع علما كثيرا نفع به أهل األندلس) 21 (. يعد عبد الملك بن حبيب من الطبقة الثانية من جيل العلماء في قرطبة في المذهب المالكي وكان مالكي المذهب حيث إن أهل األندلس اتخذوا المذهب المالكي بصفة رسمية وكانت مالزمته ألساتذته من أصحاب مالك جعلته من أكبر الملتزمين بهذا المذهب وبذلك كان له شرف نشر مذهب مالك بين أهل األندلس )22(. كان عبد الملك بن حبيب محبا للعلم وله دراسات كثيرة وتصانيف قد جمعها إلى علم الفقه والحديث حيث خاض كثيرا في علم األدب واللغة والتصرف في فنون عدة وخاصة في إعراب القرآن وفي شرح الحديث وقرض الشعر حيث يوجد لديه عدد كبير من األبيات الشعرية تدل على تمكنه من هذا الفن إلى غير ذلك من دواوين الفقه واألخبار )23(. ونظرا لما تمتع به من حسن نظر وتفنن في العطاء للعلم وأهل العلم فإن الكثير من نظرائه العلماء أشادوا بعلمه حيث قال ابن وضاح وغيره: )لم يقدم إلى األندلس أحد أفقه من سحنون إال أنه قدم علينا من هو أطول لسانا منه يعني ابن حبيب() 24 (. وروي عن سحنون بن سعيد أنه قيل له: )مات عبد الملك بن حبيب األندلسي فقال : مات عالم األندلس بل واهلل عالم الدنيا ) )25(. وقال الفتح بن خاقان يشيد ويمدح في محاسن عبد الملك بن حبيب : ( أي شرف ألهل األندلس ومفخر وأي محتد شيد اإلسالم وسحر خلدت منه األندلس فقيها عالما أعاد مجاهل جهلها معالما وأقام فيها للمعالم سوقا نافقة ونشر منها ألوية خافقة وجال عن األلباب صدأ الكسل وتصرف في فنون العلوم وعرف كل معلوم( )26(. ونظرا للرحالت التي قام بها إلى المشرق وبقائه فترة طويلة يتجول في حواضره فإنه تأثر كثيرا بعلمائها الذين سمع منهم ودرس على أيديهم وأخد منهم العلم حيث تردد كثيرا على حلقات الدروس ولهذا أخد عنهم طريقتهم في الكتابة والتأليف وهو أول العلماء في األندلس ممن قاموا بكتابة كتابا تاريخيا تعرض فيه إلى كتابة تاريخ بالده على طريقة المشارقة إلى جانب الكتب األخرى المتعلقة بالسير واألخبار والمغازي وبذلك سلك نهجهم في طريقة الكتابة )21(. واطلق على كتابه التاريخي أسم تاريخ األندلس والقيمة العلمية لهذا الكتاب أنه يحتوي على عدة 224

226 مواضيع تاريخية مختلفة بدأها قبل تناوله لتاريخ األندلس فبدأ بالحديث عن قصة العالم وتاريخ األنبياء والرسل وسيرة النبي محمد "صلى اهلل عليه وسلم" والخلفاء الراشدين "رضي اهلل عنهم" مركزا اهتمامه على مسائل الفقه واألحاديث النبوية ثم بدأ بالحديث عن تاريخ األندلس حيث تحدث فيه عن فتحها ودور الفاتحين وقيادتهم الموفقة مثل: طارق بن زياد وموسى بن نصير) 28 (.ولبقائه فترة طويلة في مدن المشرق وخاصة في المدينة المنورة ومكة ومصر فإنه إلى جانب تلقيه للعلم لم يركن للراحة وإنما عمل أيضا في تأليف الكتب وبعد دخوله قرطبة بعد رحلته المشرقية قام بتأليف عدد من الكتب ومن بين هذه الكتب التي قام بتأليفها: ( كتاب )الواضحة( وكتاب )الجوامع( وكتاب )فضل الصحابة( وكتاب )غريب الحديث( وكتاب )تفسير الموطأ( وكتاب )سيرة األمام في الملحدين( وكتاب )حروب اإلسالم( وكتاب )طبقات الفقهاء والتابعين( وكتاب )مصابيح الهدى( وكتاب )إعراب القرآن( وكتاب ( في األنساب( وكتاب ( في النجوم ( وغير ذلك من كتبه المشهورة ()29(. وللمكانة العلمية والثقافة العالية التي تحصل عليها الفقيه عبد الملك بن حبيب في مختلف ضروب العلم وخاصة في فقه مالك بن أنس فأنه خلف الفقيه عيسى بن دينار في الفتيا وفي العلم والمكانة وأصبح أثير اإلثراء لألمير مصاحبا له في معظم أوقاته ال يقدم عليه أحدا وال يعدل بمشورته أحدا ولقد اعتلت منزلته أكثر عند األمير عبد الرحمن األوسط )30 ) بعد وفاة يحي بن يحي الليثي حيث حل منزلته وأصبح ال يفارقه إال قليال.) 31 (. وبعد المنزلة العلمية التي أصبح عليها في قرطبة ولتقدمه على شيوخ عصره بعلوم لم يكونوا يعلمونها وال يشرعون فيها إذ كان مع تقدمه في العلوم الدينية وحصوله على الترحيب والقبول من طرف األمراء بدأ الحسد والغيرة تدب في نفوس الفقهاء والمشاورين وكان على رأسهم الشيخ يحي بن يحي الليثي وكبار الفقهاء ولهذا قاموا بالوشاية عليه عند الحاكم ومحاولتهم النيل منه وإزاحته عن طريقهم وخاصة أنه كان متفننا في العلوم القديمة وله دراية بعلم النجوم حيث كان من بين الكتب التي قام بتأليفها كتاب في )علم النجوم( )32(. إلى جانب قيامه بنشر العلم في األندلس عن طريق الكتب التي قام بتأليفها في مختلف ضروب المعرفة وخاصة في الفقه وشروح الحديث والتفسير وغيرها فإنه قام بمهنة التعليم حيث سمع منه الكثير من أهل األندلس وتعلموا على يديه وأصبحوا في ما بعد من علماء األندلس منهم: مطرف بن قيس وبقي بن مخلد ومحمد بن وضاح ويوسف بن يحي المغامي وغيرهم ومات الفقيه عبد الملك بن حبيب في مدينة قرطبة عام 238 ه بعد رحلة قضاها في التجوال بين شيوخ المشرق للبحث عن العلم والمعرفة) 33 (. نالحظ أن الفقيه عبد الملك بن حبيب 225

227 يعد من علماء األندلس الذين رحلوا إلى المشرق وتعلموا علما جما ورجعوا إلى بالدهم حاملين معهم ثرات المشرق من علوم قديمة وحديثة أفادوا بها أهل األندلس واستطاع أن يجعل لنفسه مكانة بين علماء األندلس مكنته من التفوق عليهم في بعض فنون العلم حتى لم يستطيعوا مجاراته فيها. 2 عباس بن ناصح الجزيري: وهو عباس بن ناصح الثقفي الشاعر من أهل الجزيرة يكن ى أبا العال في بداية عمره كان من سكان مصر حيث رحل به أبوه إليها صغيرا وبقى في مصر فترة طويلة وكانت بداية تعليمه األولى في مصر حيث أخد فيها مبادئ العلوم كالكتابة والقراءة والعلوم القرآنية وغيرها من العلوم التي يتحصل عليها الصبيان في بداية عمرهم ثم بدأ في الترحال طالبا للغة العرب وكانت محطته األولى منطقة الحجاز وأخذ عنهم علوم العربية ثم رحل إلى العراق وتتلمذ على أيدي علماء بصريين وكوفيين لتقدمهم في علم اللغة ) 34 (.بعد رحلته للمشرق أصبح من أهل العلم باللغة العربية ومن ذوي الفصاحة في لسانه وشعره وأنتهج في شعره مذاهب العرب األوائل في أشعارهم ورجع إلى بالده األندلس وبدأ ينشد أشعاره فيها ولقي قبوال حسنا من أهلها وأصبح في األندلس يترقب القادمين من المشرق ويسأل عن من نجم وأشتهر في الشعر بعد الشعراء القدماء من العرب الذين يعرفهم وقد أخبره أحد التجار القادمين من المشرق بظهور الشاعر حسن بن هاني وارتحاله من البصرة إلى بغداد وسمع بعض أبيات من شعره فعجب بها وقال: هذا أشعر الجن واإلنس وتجهز للذهاب إليه للمشرق والسماع منه وبحث عنه في بغداد وثم اللقاء بينهم في منزل الشاعر حسن بن هاني وتبادال الشعر فيما بينهما وصارت بينهما مؤده وأنس وبقى في ضيافته عاما كامال وبعد ذلك رجع عباس إلى األندلس وأصبح من كبار الشعراء وصار ممن يمدحون األمير الحكم بن هشام واستطاع أن يكسب محبته ووده فأجزل عليه العطاء ووالة قضاء الجزيرة الخضراء )35(. وإلى جانب درايته باللغة العربية كان له حظ من الفقه والرواية ولم يشتهر بذلك لغلبة الشعر عليه )36(. 5 الشريف دحون بن الوليد: وهو حبيب بن الوليد بن عبد الملك بن عمر بن الوليد بن مروان الداخل إلى األندلس ودحون لقب غلب عليه ويكن ى أبا سليمان وكان من سراة بني مروان باألندلس وعلمائهم وكان فقيها فاضال عالما أديبا شاعرا محسنا وكانت له رحلة إلى المشرق في أيام األمير عبد الرحمن بن الحكم وأدى مناسك الحج في هذه الرحلة وبقى فترة من الزمن بعد الحج في المدينة ومكة لقي فيها أهل الحديث فكتب عنهم الكثير من األحاديث النبوية الشريفة ثم رجع بعد ذلك إلى بالده حامال معه علما 226

228 كثيرا وقام بنشر علمه بين أهل األندلس لالستفادة منه وكانت له حلقة في المسجد الجامع بقرطبة حيث يتجمع حوله عدد كبير من طلبة العلم وعند ما يجلس في حلقته يرتدي مالبس بها زخارف ونقوش شامية ولكن األمير عبد الرحمن األوسط لم يكن راضيا عن هذا وأوصىاه بترك التدريس بالجامع وإلتحلق به وقال له: إنك من سراة القوم بقريش ومنا بحيث تعلمه وال يصلح هذا بك فدعه فترك ذلك )31( 6 يحي بن إبراهيم بن مزين:. مولى رملة بنت عثمان بن عفان "رضي اهلل عنه" من أهل قرطبة فقيه مشهور كانت بداية تعليمه بقرطبة حيث روى بها عن بعض العلماء منهم: عيسى بن دينار ويحي بن يحي الليثي وغازي بن قيس ونظرائهم ثم رحل إلى المشرق في فترة والية األمير عبد الرحمن بن الحكم لقي في المدينة أصحاب مالك بن أنس منهم: مطرف بن عبد اهلل وروي عنه " الموطأ "ورواه أيضا عن حبيب كاتب مالك ورحل بعد ذلك إلى العراق ومصر وسمع عن الكثير من العلماء وكان حافظا " للموطأ "فقيها فيه وبعد رجوعه من المشرق حامال معه علما كثيرا استفاد منه أهل قرطبة وسمعوا منه وخاصة أنه إلى جانب تفقهه ودرايته " بالموطأ " كان له حظ وفير من اللغة العربية )38(. وقام بتأليف عدد من الكتب أفاد بها أهل األندلس وخاصة طلبة العلم ومنها: كتاب ( تفسير" الموطأ"( وكتاب ( تسمية المذكورين فيه( وكتاب استقصى فيه علل " الموطأ " سماه كتاب )المستقصية( وكتاب في ( فضائل العلم( وكتاب في )فضائل القرآن( وغيرها من الكتب )39(. ونظرا لعلمه وتفقهه في علوم الدين ودرايته " بموطأ " مالك بن أنس خاصة أصبح من المشاورين في قرطبة مع العتبي وابن خالد ونظرائهم كذلك إلى جانب نشره لعلمه عن طريق تأليف الكتب فأنه قام بالتدريس في المسجد الجامع وتحلق عليه عدد كبير من الطلبة حيث روى عنه سعيد بن خمير وأبان بن محمد بن دينار ويحي بن زكريا ابن الشامة وسعيد بن عثمان األعناقي وغيرهم ومات عام 259 ه )40(. 1 بقيبن مخلد: من أهل قرطبة يكن ى أبا عبد الرحمن وكان ورعا فاضال زاهدا وقيل: إنه مجاب الدعوة أخد العلم في قرطبة حيث سمع من يحي بن يحي الليثي ومحمد بن عيسى ورحل إلى المشرق فلقي جماعة من أئمة المحدثين وكبار المسندين منهم: إبراهيم بن المنذر الخزاعي ويحي بن عبد اهلل بن بكير صاحب مالك بن أنس ومحمد بن بشار بندار وعبد اهلل بن أبي شيبة وأحمد بن حنبل وأبو ثور صاحب الشافعي وغيرهم )41(. وبعد رحلته العلمية إلى المشرق رجع إلى األندلس حيث أدخل معه الكثير من الكتب التي تحتوي على علوم مختلفة ومتنوعة في معلوماتها وهي: كتاب ( االختالف وغرائب الحديث ( وكتاب ( مصنف أبي 227

229 شيبة ) وكتاب ( الفقه ( لمحمد بن إدريس الشافعي الكبير بكماله وكتاب ( التاريخ ) لخليفة بن خياط وكتاب ( سيرة عمر بن عبد العزيز( وتعد بعض هذه الكتب حديثة العهد باألندلس ولهذا أدخل علما جديدا على أهل األندلس سيمنحهم ثقافة ومعرفة )42(. ونجد أن الفترة التي بقاها في المشرق طويلة أهلته أن يكون من كبار المحدثين وعلماء الحديث فإلى جانب سماعه كتاب "الموطأ " والمسانيد الكبرى على أعالم حامليها فأنه تفقه بالمذهب الشافعي الذي يعد من المذاهب الجديدة في األندلس والمذهب الحنبلي الذي لم يألفه أهل بالده من قبل ولهذا جمع بين هذه المذاهب جميعها وكون منها علما جما في علم الحديث والفقه وبدأ بالعمل لنشر أفكاره في األندلس بين أهلها وبذلك نظم علما كثيرا وصارت أفكاره وتأليفه قواعد ليسالم ال نظير لها وأصبح متخيرا ال يقلد أحدا في علمه وإنما اعتمد على ما حمله من علوم المشرق وصياغته لها من أفكاره بعد المقارنة والبحث في هذه المذاهب) 43 (. ونظرا لما تحصل عليه بقي بن مخلد من علوم مشرقية فإنه بدأ بتأليف عدد من مصنفات الكتب ذات قيمة علمية عالية لم يسبقه أحد بالقيام بهذا العمل ومن بين هذه الكتب التي قام بتأليفها هي: كتاب في ( تفسير القرآن( وهو الكتاب الذي لم يؤلف مثله في عهده ومنها في الحديث ( مصنفه( الكبير الذي رتبه على أسماء الصحابة " رضي اهلل عنهم " حيث روى فيه عن ألف وثالثمائة صاحب ثمرتب حديث كل صاحب على أسماء الفقه وأبواب األحكام فهو مصنف ومسند وال يوجد ألحد قبله في هذه الرتبة العلمية مع ما يتمتع به من ثقه وضبط وإتقان واحتفاله في الحديث وجودة شيوخه ومنها )مصنفه( في فتاوي الصحابة والتابعين انتهج فيه نهج أبي بكر بن أبي شيبة )44(.. وإلى جانب نشره لعلمه في األندلس عن طريق الكتب الي أحضرها معه من المشرق والكتب التي قام بتأليفها فإنه قام بالتدريس وروى عنه الكثير من الطلبة والعلماء نذكر منهم: أسلم بن عبد العزيز بن هاشم القاضي وأحمد بن خالد بن يزيد ومحمد بن قاسم بن محمد وعلي ابن عبد القادر بن أبي شيبة وعبد اهلل بن يونس المرادي ومحمد بن عمر بن لبابة وغيرهم )45(. ونظرا لما توصل إليه بقي بن مخلد من علم وفقه وبما جمع من العلوم الواسعة واالختالفات الفقهية ولم يكتف بتقليد رأي مالك بن أنس وإنما أخد يقرأ على الناس مسند ابن شيبة ويشرحه إثباتا لرأيه وقرأ عليهم كتب الشافعي وأقبل الناس على دروسه وتبين للطالب والدارسين أنهم أمام مستوى متقدم من العلم لم يألفوه من قبل وأغاظ بذلك فقهاء قرطبة أصحاب الرأي والتقليد الزاهدين في الحديث الرافضين لعلوم التحقيق والمقصرين عن التوسع في المعرفة وبدأت لهم 228

230 الدعوة الجديدة خطرا يهدد مراكزهم وأرزاقهم فحسدوه ووضعوا فيه القول القبيح لدى العامة والخاصة من الناس واتهامه بالبدعة واإللحاد والزندقة ودعوا إلى سفك دمه ) 46 (.وبذلك قام فقهاء قرطبة بالوشاية عليه لدى األمير محمد بن عبد الرحمن) 41 (وخوفوه من نشر بقي بن مخلد أفكاره الجديدة بين الناس وبث الخالف بينهم وحرضوا العامة عليه باعتباره مارقا عن الدين وبذلك أشتد خوفه على نفسه واستتر خوفا على دمه وعمل على الفرار من األندلس إن استطاع إلى ذلك سبيال ولكنه تعلق بأحد المقربين من األمير محمد وسؤاله له باألخذ بيده وكتب إلى األمير يشرح له حاله وينشده اهلل في دمه ويسأله التثبت في أمره والجمع بينه وبين خصومه وسماع حجته فألقى اهلل في نفسه اإلصغاء إلى شكواه واالعتناء بأمره فأوصل كتابه إلى األمير فعطف عليه وأمر بتأمين بقي بن مخلد وإحضاره مع خصومه فتناظروا بين يديه وأدلى بقي بحجته وظهر على خصومه واستبان األمير محمد حسدهم إياه لتقصيرهم عن مداه فدفعهم عنه وأمر بقي بنشر علمه وقربه إليه مع مجموعة من الفقهاء وارتفعت منزلته لديه واعتلت ذروة العلم توفى بقي بن مخلد عام 216 ه) 48 (. ونظرا لما يمتاز به بقي بن مخلد من علم وفقه فقد عرض عليه القضاء فأباه حيث كانت بينه وبين األمير المنذر بن محمد) 49 (صداقة ومحبة قبل توليه األمارة وبعد توليه األمارة ضاعف له البر والكرامة واإلعظام والتبجيل وأحضره وأراده لوالية لقضاء فأبى عليه وأراد المنذر أن يفرض عليه ذلك باإلكراه ولكنه لم يفلح في ذلك) 50 (. مما اتضح يعد بقي بن مخلد من كبار العلماء الذين أنجبتهم األندلس وأعطى كل ما لديه من إمكانيات علمية وثقافية واستطاع أن ينشر ثقافات ومذاهب جديدة غير موجودة من قبل وأن يدخل لألندلس تصانيف من الكتب لكبار علماء المشرق في عدة فروع من العلم وكون لنفسه منهجا لم ينتهجه أهل األندلس من قبل حيث ابتعد عن التقليد والجمود وأتبع صياغة األفكار وتحليلها والوصول إلى األصلح منها. 8 محمد بن وضاح: من أهل قرطبة يكن ى أبا عبد اهلل مولى اإلمام عبد الرحمن بن معاوية كانت بداية تعليمه باألندلس حيث روى عن محمد بن عيسى األعشى ومحمد بن خالد األشجع ويحي بن يحي الليثي وعبد الملك بن حبيب وغيرهم رحل إلى األندلس رحلتين التقى فيهما بالكثير من العلماء المكيين والبغداديين والشاميين المصريين والقرويين منهم: يحي بن معين وأبا بكر بن أبي شيبة وعبد الرحمن بن إبراهيم قاضي دمشق وسحنون بن سعيد التنوخي وأحمد بن حنبل وغيرهم من العلماء وجمع في رحلتيه الكثير من علم الحديث حتى أصبح من علماء الحديث باألندلس بصيرا بطرقه متكلما على علله كثير الحكاية عن العباد ورعا زاهدا فقيرا متعففا 229

231 صابرا على االستماع محتسبا في نشر علمه )51(. وبعد رجوعه من المشرق إلى األندلس بدأ الناس يسمعون منه الكثير من علمه حيث حدث بها فترة طويلة وانتشر عنه بها علم كثير ونفع اهلل به أهلها وروى عنه الكثير من أهل األندلس منهم: وهب بن مسرة وابن أبي دليم وقاسم بن أصبغ وأحمد بن خالد ومحمد بن المسور وأحمد بن زياد بن محمد بن زياد بن شبطون وغيرهم وتوفى محمد بن وضاح عام 286 ه بمدينة قرطبة )52(. 9 محمد بن عبد السالم الخشني : هو محمد بن عبد السالم بن ثعلبة بن زيد بن الحسن بن كلب بن أبي ثعلبة الخشني صاحب رسول اهلل " صلى اهلل عليه وسلم " من أهل كورة جيان وانتقل إلى قرطبة فسكنها إلى أن توفى بها ويكن ى أبا عبد اهلل وكان من العلماء األجالء في قرطبة كانت له رحلة إلى المشرق حيث أدى فريضة الحج وسمع من العلماء بالمدينة المنورة ومكة المكرمة ثم رحل إلى البصرة والتقى بالعلماء وسمع منهم وخاصة أصحاب الحديث باإلضافة إلى ذلك سماعه من علماء اللغة بالبصرة ومنهم: أبا حاثم سهل بن محمد السجستاني والعباس بن الفرج الرياشي وأبي إسحاق الزيادي وأخذ عنهم الكثير من كتب اللغة وبعد ذلك رحل إلى بغداد فسمع بها من عدد من العلماء وكتب بها كتب أبي عبيد القاسم بن سالم ورحل إلى مصر وسمع بها من بعض علمائها ورجع إلى األندلس وأدخل معه الكثير من حديث األئمة واللغة والشعر الجاهلي )53(. وفترة بقائه في المشرق تقدر بحوالي 25 سنة قضاها في التجوال بين حواضره استطاع أن يجمع فيها الكثير من العلوم وخاصة علم الحديث وبعد رجوعه إلى األندلس بدأ في نشر علمه بين أهل األندلس وروى عنه الكثير من أهلها منهم: ابنه محمد بن محمد بن عبد السالم وقاسم بن أصبغ البياني وكان من المكثرين بالسماع عنه وأسلم بن عبد العزيز بن هاشم القاضي وأحمد بن خالد وغيرهم )54(. وبعد رجوعه من المشرق أدخل معه بعض الكتب العلمية من بينها كتاب ( الناسخ والمنسوخ (ألبي عبيد ولم يكن أدخلها أحد قبله ولم يكن ألهل األندلس دراية به مما تعجبوا منه لعدم قدرتهم على فهمه وخاصة فقهاء قرطبة وعلمائها وتوفى عام 286 ه )55(. 3 أثر رحلة علماء األندلس إلى المشرق: كانت لرحلة علماء األندلس أثر كبير حيث التقوا بعلمائه الذين سبقوهم في مختلف العلوم وخاصة العلوم الدينية واللغوية واألدبية وأخذوا عنهم الكثير من الثقافة والمعرفة المشرقية مما أهلهم ليكونوا من كبار العلماء في المستقبل وأصبح الكثير منهم من أصحاب المؤلفات والمصنفات العلمية وقد تأثر هؤالء العلماء برحلتهم إلى المشرق باالتي: 230

232 1 تأثر علماء األندلس في رحلتهم إلى حواضر األندلس باألخذ عن العلماء أخذا مباشرة حيث تأثر الكثير منهم بإمام دار الهجرة مالك بن أنس واتسموا بأخالقه وشمائله وبكتابه " الموطأ " إلى جانب تأثر بعضهم باألخذ عن تالميذه المباشرين حيث استطاعوا أن يتحصلوا على قدر كبير من األحاديث النبوية الشريفة وأصبحوا من حفاظ الحديث والسنة ورجال شرع ومرشدين للناس إلى الطريق القويم في الدين والمعامالت )56(. 2 تأثروا بلقائهم بعلماء اللغة العربية والنحو واستفادوا منهم وتعلموا على أيديهم حيث التقوا بالكسائي والفراء وجودي النحوي واالصمعي وأبا زيد واستطاع علماء األندلس الحصول على معلومات قيمة في اللغة والنحو وأصبحوا في ما بعد من علماء اللغة العربية والنحو )51(. 3 إلى جانب تأثرهم بمذهب مالك بن أنس في الفقه فإنهم تأثروا بمذهب الفقيه أحمد محمد بن حنبل ومذهب الفقيه محمد بن إدريس الشافعي وبذلك أضافوا معلومات جديدة زادت في أفكارهم ومداركهم العلمية وأخذوا يقارنون بين هذه المذاهب بعد دراستها جيدا ويقوموا بصياغتها لالستفادة العلمية )58(. 4 تأثروا في رحلتهم بأشعار العرب القديمة التي تعد حكمة العرب في جاهليتها وإسالمها وديوانها الذي أقامته لما تقدم من مآثرها وأيامها واقبلوا على حفظه وإتقانه )59(. 5 تأثر علماء األندلس باألخذ عنهم في طريقة التأليف والكتابة ونهجوا نهجهم حيث درس هؤالء العلماء الكثير من المصنفات الكبار والمنثور الكثير وبالغوا في الجمع والرواية وخاصة مصنفات علم الحديث والتاريخ وغيرها من العلوم )60(. 6 تأثروا بقراءة نافع أبي نعيم حيث قرأ عليه الكثير منهم وتعد قراءته من القراءات للقرآن الكريم التي انتشرت في المشرق وأخد بها الكثير من الناس وقاموا بنقلها إلى بقاع العالم اإلسالمي )61(. الخاتمة: وأخيرا أختم هذا البحث بذكر أهم النتائج التي توصلت إليها والتي كانت على النحو اآلتي: 1 بعد عودة علماء األندلس من رحلتهم العلمية إلى المشرق قاموا بنشر مذهب األمام مالك بن أنس بين أهل األندلس بعد ما كانوا يعملون بمذهب األوزاعي وأصبح القضاة يتعاملون بهذا المذهب في أحكامهم وفي أمورهم الدينية. 2 استطاع طالب األمام مالك بن أنس من األندلسيين الذين أخدوا عنه مباشرا أو عن تالميذه المباشرين أن يقيموا ألنفسهم سلطانا روحيا ومعنويا وسياسيا وأصبحوا 231

233 من المقربين من األمراء والسيطرة عليهم في بعض األحيان خاصة في ما يخص تعيين وعزل قاضي القضاة والقضاة في المدن األخرى. 3 أصبح طالب األمام مالك بن أنس الذين درسوا كتاب " الموطأ " أمراء في العلم لهم في قلوب الناس مكانة كبيرة وثقل كبير في المجتمع ومن حفاظ الحديث والسنة ورجال شرع وأرشدوا الناس إلى الطريق القويم في الدين والمعامالت 4 أدخل علماء األندلس معهم بعد رجوعهم عدد كبير من المصنفات العلمية لعلماء مشارقة لهم مكانتهم العلمية لم يكن لها السبق في األندلس مما كان مكسبا علميا كبيرا ألهلها أضفى عليهم علما وثقافة جديدة وجعلتهم يتدرجون في سلم المعرفة وجعلوا من بالدهم مركزا علميا ذو شهرة علمية بين الحواضر اإلسالمية. 5 بعد رجوع طالب العلم من المشرق تنوعت مداركهم العلمية ولم تقتصر على العلوم الدينية فقط وإنما أصبح لهم علماء في اللغة العربية بمختلف فروعها والتاريخ والمغازي والجغرافيا وغيرها. 6 بدأ العلماء في التأليف وأصبحت لديهم مؤلفات كثيرة وخاصة في علم الحديث وتفسير القرآن والفقه والتاريخ وفاقوا أساتذتهم المشارقة في بعض العلوم مما جنب الكثير من أهل األندلس للرحلة وأصبحوا يعتمدون على علمائهم ويأخذون ويسمعون عنهم. 1 من ضمن الكتب التي أدخلها علماء األندلس معهم كتب تتعلق بالمذاهب التي انتشرت في المشرق ولم يكن لها وجود مثل: المذهب الحنبلي والمذهب الشافعي وبذلك بدأت هذه المذاهب في االنتشار في األندلس إلى جانب المذهب المالكي. 8 برجوع هؤالء العلماء إلى األندلس أصبحت لهم استقالليتهم واعتمادهم على أنفسهم عن غيرهم من علماء المشرق الذين كان لهم صيت وذكر في األندلس. هوامش البحث: 0 ابن الفرضي. تاريخ علماء األندلس. تح صالح الدين الهواري. المكتبة العصرية صيدا وبيروت 2006 م ص ص والزبيدي. طبقات اللغويين والنحويين. تح أبو الفضل إبراهيم. ط 2. دار المعارف القاهرة 1913 م ص ص ابن حيان. المقتبس في أخبار أهل األندلس. تح محمود على مكي. دار النهضة بيروت 1913 م ص الزبيدي. مصدر سابق ص ص و أبو جعفر أحمد بن يحي بن عمر الضبي. بغية الملتمس في تاريخ رجال األندلس. تح صالح الهواري. المكتبة العصرية صيدا وبيروت 2005 م ص 224.والحميدي. جذوة المقتبس في ذكر والة األندلس. الدار المصرية للتأليف والترجمة القاهرة 1966 م ص عبد الرحمن بن معاوية مؤسس الدولة األموية باألندلس تولى األمارة في الفترة ما بين ه ( ابن الفرضي. ج 1 مصدر سابق ص 26 (. 232

234 5 لسان الدين ابن الخطيب السلماني. تاريخ إسبانيا اإلسالمية. تح ليفي بروفنسال. مكتبة الثقافة الدينية القاهرة 2006 م ص ص الحميدي. مصدر سابق ص 4. وعبد الواحد المراكشي. المعجب في تلخيص أخبار المغرب. تح محمد سعيد العريان. القاهرة 1963 م ص ابن الفرضي. ج 1. مصدر سابق ص ص الحميدي مصدر سابق ص ص الزبيدي. مصدر سابق ص ص ابن حيان. المقتبس في أخبار أهل األندلس. تح محمود علي مكي.القاهرة 1994 م ص الزبيدي. مصدر سابق ص 254. وابن الفرضي. ج 1. مصدر سابق ص 203. وابن القوطية. تاريخ افتتاح األندلس. تح إبراهيم األبياري. ط 2. دار الكتاب المصري واللبناني القاهرةوبيروت 1989 م ص الزبيدي. مصدر سابق ابن الفرضي. ج 2. مصدر سابق ص ص الحميدي. مصدر سابق ص ص الزبيدي. مصدر سابق ص ابن الفرضي. ج 2. مصدر سابق ص الحميدي. مصدر سابق ص عبد الرحمن األوسط تولى األمارة في الفترة ما بين ه ( الضبي. مصدر سبق ص ابن القوطية. مصدر سابق ص 15. وابن حيان. المقتبس من أنباء أهل األندلس. تح محمود على مكي.القاهرة 1994 م ص ص الضبي. مصدر سابق ص أبي العباس أحمد بن حسن بن علي المشهور بأبن قنفد القسطنطيني. معجم زمني للصحابة وأعالم المحدثين والفقهاء والمؤلفين من سنة ه. تح عادل نويهض. ط 2. دار األفاق الجديدة بيروت 1918 م ص ص وأبي فالح عبد الحي بن العماد الحنبلي. شذرات الذهب في أخبار من ذهب. ج 1. المكتب التجاري للطباعة والنشر والتوزيع بيروت 1938 م ص الزبيدي. مصدر سابق ص 260. وابن الفرضي. ج 1. مصدر سابق ص 246.آنجلجنثالثبالنثيا. تاريخ الفكر األندلسي. ترجمة حسين مؤنس. مكتبة الثقافة الدينية القاهرة د ت ص الضبي. مصدر سابق ص 35. وحسين مؤنس. شيوخ العصر. ط 4. دار الرشاد القاهرة 1991 م ص الزبيدي. مصدر سابق ص ابن عذاري المراكشي. البيان المغرب في أخبار األندلس والمغرب. تح ج س كوالن ليفي بروفنسال. ط 3. الدار العربية للكتاب طرابلس وتونس 1983 م ص ص الزبيدي. مصدر سابق ص

235 26 أبي نصر الفتح بن خاقان. تاريخ الوزراء والكتاب والشعراء في األندلس. تح مديحة الشرقاوي. مكتبة الثقافة الدينية القاهرة 2001 م ص ص عبد الواحد دنون طه. نشأة تدوين التاريخ العربي في األندلس. دار الشؤن الثقافية العامة بغداد 1988 م ص ص عبد الواحد دنون طه. دراسات في التاريخ األندلسي. جامعة الموصل 1981 م ص ص ابن الفرضي. ج 1. مصدر سابق ص ص وابن حيان. طبعة القاهرة. مصدر سابق ص 185. محمد عبد المنعم خفاجي. األدب األندلسي. دار الجيل بيروت 1992 م ص عبد الرحمن األوسط تولى األمارة في ما بين ( ابن الفرضي. ج 1. مصدر سابق ص 11.( 31 ابن حيان. طبعة القاهرة مصدر سابق ص ض المصدر نفسه ص ابن الفرضي. ج 1. مصدر سابق ص المصر نفسه ص الزبيدي. مصدر سابق ص ص ابن الفرضي. ج 1. مصدر سابق ص ابن حيان. طبعة القاهرة مصدر سابق ص ابن الفرضي. ج 2. مصدر سابق ص 159. والحميدي. مصدر سابق ص ابن الفرضي. ج 2. المصدر السابق ص المصدر نفسه الصفحة نفسها. 41 المصدر نفسه ج 1. ص ص المصدر نفسه ص ابن بشكوال. كتاب الصلة. تح شريف أبو العال العدوي.ج 1. مكتبة الثقافة الدينية القاهرة 2008 م ص الحميدي. مصدر سابق. ص ابن الفرضي. ج 1. مصدر سابق ص 96. والحميدي. مصدر سابق ص ابن الفرضي.ج 1. مصدر سابق.ص 96. وابن عذاري المراكشي. مصدر سابق ص ص وحسين مؤنس. مرجع سابق ص محمد بن الرحمن تولى األمارة في الفترة ما بين ه ( الحميدي مصدر سابق ص 11(. 48 ابن عذاري المراكشي. المصدر السابق ص المنذر بن محمد تولى الحكم في الفترة ما بين ه ( الضبي. مصدر سابق ص 25 (. 50 ابن الحسن النباهي. تاريخ قضاة األندلس. تح مريم قاسم طويل. دار الكتب العلمية بيروت 1995 ص ابن الفرضي. ج 2. مصدر سابق ص الحميدي. مصدر سابق ص ص الزبيدي. مصدر سابق ص 268. وابن الفرضي. ج 2. مصدر سابق ص ص

236 54 الحميدي. مصدر سابق ص ص ابن حيان. بيروت مصدر سابق ص الزبيدي. مصدر سابق المصدر نفسه. ص ص ابن الفرضي. ج 1. مصدر سابق ص 94. وابن بشكوال. مصدر سابق ص الزبيدي. مصدر سابق الحميدي. مصدر سابق ص ابن الفرضي.ج 1. مصدر سابق ص 302. المصادر والمراجع: 0 المصادر: 1 ابن الحسن النباهي األندلسي. تاريخ قضاة األندلس. تح مريم قاسم طويل. دار الكتب العلمية بيروت 1995 م. 2 ابن حيان بن خلف بن احسين بن حيان. المقتبس من أنباء أهل األندلس. تح محمود علي مكي. القاهرة ابن حيان بن خلف بن احسين بن حيان. المقتبس من أنباء أهل األندلس. تح محمود علي مكي. دار النهضة بيروت 1913 م. 4 ابن عذاري المراكشي. البيان المغرب في أخبار األندلس والمغرب. تح خ س كوالن و ليفي بروفنسال. ط 3. الدار العربية للكتاب طرابلس تونس 1983 م. 5 أبو العباس أحمد بن حسن بن علي المشهور بأبن قنفد القسطنطيني. معجم زمني للصحابة وأعالم المحدثين والفقهاء والمؤلفين من سنة ه. تح عادل نويهض. ط 2. دار األفاق الجديدة بيروت 1918 م. 6 أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال. كتاب الصلة في تاريخ علماء األندلس. تح شريف أبو العال العدوي. مكتبة الثقافة الدينية القاهرة 2000 م. 1 أبو الوليد عبد اهلل بن محمد األزدي المعروف بأبن الفرضي. تاريخ علماء األندلس. تح صالح الدين الهواري. المكتبة العصرية بيروت 2006 م. 8 أبو بكر محمد بن الحسن بن عبد اهلل بن مدحج بن محمد بن عبد اهلل بن بشير الزبيدي. طبقات النحويين واللغويين. تح إبراهيم األبياري. دار المعارف القاهرة 1913 م. 9 أبو عبد اهلل محمد نصر فتوح بن عبد اهلل األزدي المعروف بالحميدي. جذوة المقتبس في ذكر والة األندلس. الدار المصرية للتأليف والترجمة القاهرة 1966 م. 10 أبو فالح عبد الحي بن العماد الحنبلي. شذرات الذهب في أخبار من ذهب. المكتب التجاري للطباعة والنشر والتوزيع بيروت د ت. 11 أبو نصر الفتح بن خاقان. تاريخ الوزراء والكتاب والشعراء باألندلس. تح مديحة الشرقاوي. مكتبة الثقافة الدينية. القاهرة 2001 م. 12 عبد الواحد المراكشي. المعجب في تلخيص أخبار المغرب. تح محمد سعيد العريان. القاهرة 1963 م. 13 لسان الدين ابن الخطيب السلماني. كتاب تاريخ إسبانيا اإلسالمية. تح ليفي بروفنسال. مكتبة الثقافة الدينية القاهرة 2006 م 235

237 14 محمد بن عمر بن عبد العزيز المعروف بابن القوطية. تاريخ افتتاح األندلس. تح إبراهيم األبياري. ط 2. دار الكتاب المصر واللبناني القاهرة 1989 م. 4 المراجع: 0 آنجلجنثالثبالنثيا.تاريخ الفكر األندلسي. ترجمة حسين مؤنس. مكتبة الثقافة الدينية القاهرة د ت. 2 حسين مؤنس. شيوخ العصر في األندلس. ط 4. دار الرشاد القاهرة 1991 م 3 عبد الرحمن دنون طه. دراسات في التاريخ األندلسي. جامعة الموصل 1981 م. 4 عبد الرحمن دنون طه. نشأة تدوين التاريخ العربي في األندلس. دار الشؤون الثقافية العامة بغداد 1988 م. 5 محمد عبد المنعم خفاجي. األدب األندلسي. دار الجيل بيروت 1992 م. 236

238 دور اإلرشاد النفسي في حماية الهوية اإلسالمية للشباب د. وجدان ميالد الشتيوي أستاذ مساعد بقسم علم النفس كلية اآلداب والتربية جامعة الزيتونة المقدمة : لقد كان للتقدم السريع في كل مناحي الحياة أواخر القرن الماضي والقرن الحالي أثر كبير في سلوكيات شبابنا المسلم الذي يمر بفترة مهمة من حياته وهي المراهقة وهو يواجه العديد من التحديات والتي منها العولمة التي اجتاحت مجتمعاتنا اإلسالمية محاولة من الدول الغربية مسح الهوية واستبدالها بما يصدروه إلينا من مجتمعاتهم التي ال تمت لنا بصلة والهدف من ذلك خلق جيل ضعيف اإليمان مهزوز الشخصية سهل االنتقاد وقد سعت المجتمعات الغربية لنقل ثقافة األخر إلينا مستخدمة في ذلك عدد من االستراتيجيات واآلليات لتحقيق إغراضها باختراق ثوابتنا وطمس هويتنا. من هنا وجب علينا ان نطلق على هذا العصر(عصر الضغوط النفسية)فنتيجة العولمة بمفاهيمها وأبعادها المختلفة (االقتصادية واإلعالمية و االجتماعية و الثقافية ( والمصدرة إلينا من مجتمعات بعيدة كل البعد عم قيمنا االجتماعية أدى هذا إلى تغير أدوارنا االجتماعية ستغير نمط الحياة التي كنا نعيش. هذه المتغيرات ال تتوافق في اغلب األحيان مع ما تربينا عليه وكبرنا ونحن مزودين به وبالتالي نريد نقله ألبنائنا فهذه التغيرات وظهور عادات جديدة ال تنسجم مع عاداتنا وتقاليدنا واتجاهاتنا لم نألفها من قبل يؤدي ذلك بطبيعة الحال إلى انعدام التوازن بين الشباب حيث تكون هناك ازدواجية فكرية بين االقتناع بما يصدر إليه من الغرب وبين ما يريد والديه أن يلقنانه من عادات وتقاليد وأعراف تربيا عليها كل هذه التغيرات المتصارعة تؤثر وبشكل مخيف على البناء االجتماعي وعلى قيم األفراد داخل المجتمع حيث يؤدي هذا الصراع إلى ظهور وتفاقم عدد من المشكالت االجتماعية منها : اضمحالل الروابط األسرية بشكل خاص والروابط االجتماعية بشكل عام وما يترتب عن ذلك من أثار نفسية تؤثر تأثيرا مباشرا في تشكيل شخصية الشباب مستقبال. وكذلك التفكك األسري وما يصاحبه من دفع الشباب إلى الولوج إلى عالم االنحراف و الجريمة حيث مهدت لهم هذه الطريق للمضي فيها وما يصاحب كل ذلك من ضغوط نفسية حادة. فالخروج عن السلطة األبوية والقانونية واإلفراط في العداوات يؤدي كل ذلك بالشباب إلي الشعور بالوحدة والتهميش وما يترتب عن ذلك من صراع نفسي يؤدي األمراض نفسية قد تتفاقم مع مرور الوقت ومن هنا تظهر أهمية اإلرشاد النفسي للمراهق لحمايته والتخفيف من حده تلك الصعوبات والمشكالت التي أوجدتها طبيعة المرحلة فكما يقول (أريكسون 1963 ) إن(المراهقة هي أزمة البحث عن الهوية )علينا 237

239 إذن أن ننتبه إلى هذه المرحلة من حياة األبناء بان نقدم لهم افصل الرعاية واالهتمام ويأتي ذلك عن طريق وضع برامج علمية ليرشاد النفسي في صورة خدمة متطورة تتضمن مجموعة من المناشط التي يقدمها المرشد النفسي للشباب ليساعده فيها على فهم نفسه وإدراك قدراته واستثمارها في حل المشكالت الحياتية التي قد يواجهها في مختلف جوانب حياته الشخصية واالجتماعية. اإلشكالية: مما ال شك فيه إن الضغوط النفسية هي احدي المظاهر المهمة في حياتنا المعاصرة هذه الحياة التي تتسم بسرعة التغير غير المتكافئ في جميع مناحيها أدى إلي أن يشعر الشباب داخل هذه المجتمعات بالضغوط النفسية مما يؤدي في نهاية المطاف إلى عدم التوافق مع البيئة والمحيط حيث كثيرا ما تترك الضغوط النفسية أثار سلبية مدمرة في أحيان كثيرة في حياة المراهق وهذا بطبيعة الحال مهدد لتوافقه النفسي وسعادته. وهكذا فان مقاربة موضوع دور اإلرشاد النفسي في حماية الهوية اإلسالمية للشباب من خالل مفهوم العولمة وتأثيراتها على الهوية اإلسالمية سيشكل المسعى الذي سيمكننا من الوقوف على مجموعة من القضايا وبالتالي نتمكن من الخروج بعدة نتائج وخالصات لهذا الموضوع. األهداف: تهدف الدراسة إلى تحقيق اآلتي : 1- التعرف على الدور الذي يلعبه اإلرشاد النفسي في الحفاظ على الهوية العربية واإلسالمية للشباب. 2- تأثيرات العولمة على الهوية اإلسالمية وما يتركه الغزو الثقافي من أثار على شخصية الشباب. 3- التعرف على المشكالت السلوكية الشائعة خالل مرحلة المراهقة ومنها الضغط النفسي. 4- التعريف بالضغط النفسي وأسبابه ومصادره. تساؤالت الدراسة: تتمحور تساؤالت الدراسة حول النقاط التالية 1- ما هو الضغط النفسي وكيف يمكن أن يكون له أثر سلبي على شخصية الشباب وما يترتب عن ذلك. 2- ما اآلثار المترتبة على العولمة والغزو الفكري والثقافي وتأثيرها على المجتمع. 238

240 3- كيف نساهم نحن الباحثين في مجال علم النفس في الحفاظ على هويتنا اإلسالمية. 4- هل يستطيع اإلرشاد المستخدمة:قيام بدوره من أجل حماية الشباب من االنخراط في المفاهيم الغربية وبالتالي تتالشى الهوية اإلسالمية. المنهج واألدوات المستخدمة: اعتمدنا في إعداد هذه الورقة البحثية على المنهج الوصفي الذي يهدف للحصول على المعلومات ومعارف وجمعها وتحليلها وتفسيرها وبالتالي مقارنتها يبعضها الغاية من ذلك الحصول على نتائج منها دور اإلرشاد النفسي في حماية الهوية اإلسالمية للشباب. واعتمدت الباحثة على األسلوب المكتبي كأداة لجمع المعلومات والذي من خالله تمت مراجعة األدبيات والمعارف من الكتب الذي لها عالقة بموضوع البحث. حيث تم تقسيم هذه الدراسة إلى ثالث مباحث: خصص أولها: للمراهقة وتعريفاتها والمشكالت السلوكية الشائعة خالل هذه الفترة العمرية والتي أهمها الضغط النفسي. والنفسي.ي ثانيها : الهوية العربية وتأثير العولمة والغزو الثقافي عليها متناولين تعريفاتها وأهدافها. أفردنا في ثالثها: مناقشة فرع اإلرشاد النفسي(تعريفاته وأهدافه وأسسه) معددين المهارات الالزم توافرها في المرشد النفسي. ووصلنا في آخرها إلى نتائج وتوصيات وخاتمة لهذه الورقة البحثية المبحث األول:- المراهقة و الضغط النفسي أوال : المراهقة وتعريفاتها و مشكالتها : المراهقة من المصطلحات التي تستخدم في علم النفس والتي تعني مرحلة االنتقال من الطفولة إلى مرحلة الرشد والنضج بكل مشموالته )االنفعالي الوجداني االجتماعي الجسمي(. فهذه المرحلة هي مرحلة االستعداد لمرحلة الرشد. حيث يقسمها حامد زهران إلى ثالث أقسام هي : - المراهقة المبكرة ( ( سنة - المراهقة المتوسطة ) ( سنة - المراهقة المتأخرة ( ) سنة وتمتاز هذه الفترة فترة المراهقة عن فترة الطفولة قبله أبعدها الرشد بكبر حجمها واتساع مساحتها السيكولوجية وثقل أعبائها االجتماعية فهي إذن انتقال 239

241 من الطفولة إلى الرشد حيث يكافح فيها المراهق وسط متغيرات ومتناقضات ثقافية واجتماعية مما يسبب له كثيرا من اإلحباط والقلق والصراع فهو في هذه المرحلة من حياته يجاهد على إثبات وجوده واعتراف الكبار به اجتماعيا في هذه الحالة يكون في صراع بين الجيل السابق له وبينه ويتمثل هذا الصراع في أشكال التناقض الفكري فينشأ عن ذلك عدوانية لديه وتمرده على جيل اآلباء رغبة منه ومحاولة ليثبت تلك الصورة التي تتمثل في تلك المرحلة.)مرسي )2002):20( ويقول زهران في هذا الصدد إننا نستطيع أن نتصور أن المراهقة احدي الحلقات في دورة النمو النفسي وهذه الحلقة تتأثر بالحلقة السابقة وتؤثر في الحلقات التالية لها فالمراهقة هي الميالد النفسي وهي الميالد الوجودي للعالم وهي الميالد الحقيقي للفرد كذات فردية وان نظرنا إلى األجيال في تعاقبها لرأيناها تتواصل بقطعها بين الجيل والجيل مفصل المراهقة وهو مفصل واصل فاصل معا فالمراهق في مرحلته االنتقالية هذه يتحدى طفولته وهو في ثقة مطلقة بالذات ويثور على عالم الكبار محاوال تجريد الراشدين أرائهم فيرفع االستقاللية المسرفة في وجه التبعية والتسلطية. ( زهران )1980) 292: ( المراهقة لدى ( فرويد / )freued : (( يقول frued أن المراهقة فترة قلق نتيجة عودة الليبيدية للظهور مما يهدد التوازن بين الهو واألنا األعلى الذي كان سائدا في مرحلة الكمون ومن ناحية أخرى تتميز المراهقة بمراحل ارتقائية هامة منها التحول إلى عشق الذات واحترام الواقع ونمو الميول الجنسي (( (مرسي ) 2002 ) :14( أما ستانلي هول : Sanley holl يعرفها بأنها مرحلة أزمة حقيقية بالنسبة للفرد ففيها تولد الشخصية من جديد وخاللها يعاني المراهق صراعا وقلقا وضغوطات نفسية يصاحبها كثير من المشاكل التوافقية.) مرسي 2002) ) : (14 وترى مرجريت ميد :Margaret mead إن األمر يختلف حيث أنها تعتبر إن المراهقة مرحلة انتقالية يمكن ان تتسم بالهدوء النسبي مقابل العاصفة الشديدة وكل ذلك يتحكم فيه ويحدده المحيط االجتماعي الذي يعيش فيه المراهق وما يحتويه هذا المحيط من قيم ومعتقدات وأعراف. أما " ليفين " فيؤكد النظرة االنترولوجية مشيرا إلى أن المجال وما يتضمنه من أفكار ومعتقدات يلعب دورا مهما في نشئ صراعات عند المراهق و خصوصا انه يدخل لعالم مجهول ال يسبق له أن عرفه وهذا المجال أيضا يمكن أن يجعل المراهق اقل توثرا أو صراعا. )مرسي (2002( : 14 )أتي رولف موس :Relf muuss ( ليقول إن المراهقة هي فترة من حياة شخص والتي تقع في نهاية فترة الطفولة وبداية 240

242 الرشد وقد تطول هذه الفترة أو تقصر ويتفاوت مداها الزمني من مستوى اجتماعي او اقتصادي وثقافي ألخر(. )مرسي (2002(: 22 ( ويعرفها حامد زهران أنها مصطلح يعني االنتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج فهي مرحلة تأهب لمرحلة الرشد وتمتد من سن الثالثة عشر إلى التاسعة عشر تقريبا أو تزيد بعام أو عامين أو تقل بعام أو عامين )21/11 سنة( ويضيف :انه من السهل تحديد بداية المراهقة ولكن من الصعب تحديد نهايتها ويرجع ذلك إلى أن المراهقة تتحدد بالبلوغ الجنسي بينما نهايتها بالوصول إلى النضج في مظاهر النمو المختلفة. )زهران ( 289 :)1980) وتخلص بالقول بان المراهقة وما يصاحبها من تغيرات ارتقائية متمثلة في مظاهر النمو المختلفة وانفعالية وجدانية تتمثل في الحيرة واالرتباك وما يصاحب ذلك من ضغوط نفسية ربما تكون حادة في اغلب األحيان هذه الصعوبات التي ال يمكن للمراهق أن يتحكم فيها فهو في هذه الحالة يواجه هزة في كيانه ويتساءل من أنا ومن أكون وبذلك تعتبر المراهقة عند علماء النفس من أهم مراحل النمو النفسي االجتماعي لدى الفرد. ( مرسي 17 ) 2002 : ومن وجهة نظر أخرى فهناك من يقول أن المراهقة مرحلة نمو عادية وان المراهق ال يتعرض ألزمة من أزمات النمو مادام هذا النحو يسير طبيعيا أي أن هؤالء يرون المراهقة مرحلة البحث عن الذات وتحقيقها مرحلة الحب مرحلة نمو الشخصية وصقلها مرحلة اكتشاف القيم والمثل كل ذلك يؤيد ان مرحلة المراهقة هي مرحلة فيها الكثير من النمو وفي الوقت نفسه فيها الكثير من االضطراب والمحاولة و الخطأ ( زهران 292 ) 1980 : ثانيا:المشكالت السلوكية والنفسية الشائعة خالل المراهقة ( الضغط النفسي ) عادة ينشأ الضغط النفسي نتيجة للتفاعل بين الفرد والبيئة والمحيط الذي يعيش فيه والمتمثلة في مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية هذا إلى جانب العوامل الجسمية واالنفعالية والعقلية ويؤكد العلماء أن تلف احد أعضاء الجسم والقلق والخوف ( عوامل عقلية انفعالية( له عالقة مباشرة بالضغط النفسي سواء كان ايجابيا أو سلبيا.وهنا يمكننا القول ان الضغوط سواء كانت داخلية أو خارجية المنشأ هي تعتبر استجابات لمجازيات البيئة التي يعيش فيها الفرد وهنا يستوجب علينا أن نعرف الضغط من وجهة نطر عدد من العلماء. - تعريف الضغط : بيولوجيا : حيث )يؤكد سيلي أن كلمة الضغط في العلوم البيولوجية تشير إلى حالة اإلثارة التي يتحكم فيها إفراز هرمون) A.C.T.H ( إلثارة قشرة الغدة االدرينالية في الكائن الحي وهي حالة تتوقف على قدرة الكائن الحي على إبقاء توازن دائم لبيئته الداخلية 241

243 بعدما تعرض لما يشكل خطرا على هذا التوازن ). ( عبد المقصود ) 2007( : ( 12 أما نفسيا فيقول ( الزوريس Lazarus (: انه مرحلة من مراحل القلق الذي ينتج عنها عجز الفرد على مواجهة المسئوليات واألحداث وإخفاقه في إيجاد التالؤم والتكيف مع الظروف واألوضاع الصعبة المحيطة به أي مدى المالئمة بين متطلبات الفرد الداخلية والبيئة الخارجية.) الشتيوي (2007( :125( ويأتي سيلي 1983 :Selye ويعرفه )بأنه االستجابة غير المحددة للجسم تجاه وظيفة تتطلب منه ذلك سواء كان سببا او نتيجة لظروف مؤلمة وغير سارة( ( الغريز ( 23 )2007) أسباب ومصادر الضغوط : عدد البحاث في كثير من األسباب المؤدية للضغوط النفسية ومصادرها وكال منهم يرى أن األسباب تتعدد ورأت الباحثة أن تعدد األسباب والمصادر في النقاط التالية : 1- أسباب اجتماعية 2- أسباب اقتصادية 3- أسباب نفسية حيث ترى أن هذه األسباب الثالثة وما يتفرع منها هي المسئولة وبشكل مباشر في أحداث الضغوط النفسية حيث يمكننا أن نلخص هذه األسباب في اآلتي : أوال : األسباب االجتماعية : 1/ البيئة األسرية والمحيط االجتماعي :وما يلعبه من دورا بارزا في مظاهر وحاالت الضغط النفسي واألسرة كجماعة من األفراد يتفاعلون مع بعضهم تعتبر البنيان األساسي التي يساعد في الحد من الضغوطات النفسية وعدم تفاقم هذه المشكلة بين األبناء فاألبناء يتأثرون باألجواء التي تحكم العالقة داخل األسرة سواء كانت سوية أو مضطربة 2/ السكن : وحدة اجتماعية ذات فعالية قوية في العالقات اإلنسانية التي تشكل إطاره فالبيئة المزدحمة والمساكن غير الصحية والفقيرة عادة ما يتربى فيها الشباب على جو مشحون بالتوتر واالنفعال فالمسكن مؤثر بيئي داخلي قد يؤدي إلي نتائج سلبية 3/ اإلعالم والغزو الثقافي : لوسائل اإلعالم بكل أنواعها سواء كانت المقروءة أو المسموعة لها دورا واضح في إحداث ضغوط نفسية لدى الشباب أما الغزو الثقافي والفكري يعرف بأنه ( اختراق عقلية اإلنسان والتأثير على أفكاره ومعتقداته واتجاهاته وقيمه بحيث ينسلخ الفرد عن أصالته التي تربى عليها ووجد عليها أسرته ليسير وراء أفكار وثقافات الغرب المتناقضة مع عروبتنا(. )الدويبي )1991) ( 242

244 ثانيا / األسباب االقتصادية : وتتمثل ف اآلتي :- 1/ الفقر و العوز وما يترتب عليه من اضطرابات نفسية متعددة. / 2 البطالة ووقت الفراغ فعندما تنقطع الوسائل المشروعة للمراهق يؤدي ذلك إلى الشعور بالضغط النفسي نتيجة عدم رضاؤه على حياته. 3/ كذلك هناك أسباب اقتصادية أخرى تسهم في ظهور حاالت القلق والتوتر نتيجة ما يعانيه المراهق من ضغط نفسي ومنها حجم األسرة وكثرة أفرادها فاألسرة الكبيرة الحجم هي أقل نجاحا في تربية أبنائها وغالبا ما تؤدي ا كثرة أفراد األسرة إلى شح في المواد ونقص التعليم كما أن هذه الكثافة تنعكس على معيشة أفراد األسرة داخل البيت هذا إلى جانب أن االبن األكبر ما يزال يتمتع في األسرة كبيرة الحجم بالرعاية إلى جانب االبن األصغر على حين أن العناية باألوالد الذين يأتون وسطا أقل في األغلب ( الشتيوي )2007) 66-67: ( 4/ اإلعالم والغزو الثقافي ودوره في التأثير على الهوية اإلسالمية وما يلعبه هذا اإلعالم من دور مدمر للهوية. ثالثا :- األسباب النفسية : يؤكد العلماء في كثير من األبحاث و الدراسات النفسية أن األسرة السوية المتماسكة في بنائها عادة ما يعيش أفرادها في جو من الود والتفاهم القائم على الثقة واالحترام والتقدير المتبادل وهذا بدوره يساهم وبشكل مباشر في خلق جيل سوي ال يعاني أي من الضغوط النفسية أما األسرة المتصدعة البناء ذات المسلك السيئ والمناخ الملوث كثيرا ما ينمو أفرادها وفي داخلهم مشاعر الحرمان والغيرة والتمرد وعدم المباالة حيث غالبا ما يواجهون في المستقبل مشاكل في الشخصية وفي صيرورة التكيف مع المحيط االجتماعي الخارجي األمر الذي يدفع بهم إلى التمرد على نظم ومعايير وقيم وقوانين المحيط المتواجدون فيه وبالتالي يخلق جيل متذبذب أخالقيا وال يشعر باالنتماء بالمجتمع الذي يعيش فيه. )الشتيوي (2007( :77 (وتأكيد على ما سبق يمكننا القول أن الضغط النفسي هو نتيجة أو حصيلة صراعات ال شعورية خفية يعاني فيها المراهق فترات طويلة و هذا أمر يؤكد عليه أغلب الباحثين حيث ينصون على أثر البيئة على تكوين بعض الصراعات. ( سالمة (1989(:47) يقول الزروس 1966 Lazarus في النموذج النفسي أن الفرد يعمل دائما على مواجهة الضغوط في البداية عن طريق تقييم المواقف التي تتسم بالتهديد تم يقيم بما يمتلك من مصادر يستطيع من خاللها التعامل مع هذه المواقف المهددة وقد ميز الزروس بين التقييم المعرفي للحدث والتعامل معه بالتقييم األولي والتقييم الثانوي ففي التقييم األولي يعي الفرد بالموقف أو بالحديث وطريقة إدراكه وتقييمه باعتباره خطيرا أو مهددا أما في التقييم الثانوي هنا يقوم الفرد بتقييم ما يمتلكه من مصادر اجتماعية وشخصية يمكن أن تساعده على التأقلم مع ما يدركه من 243

245 تهديد وإذا فشل الفرد في أي من تلك العمليتين يحدث الضغط ( عبد المقصود 17: 16 (15 )2007) مصادر الضغط : ويأتي ميلر 1979 miller ليقول أن هناك مصدرين للضغط هي :- 1/ الضغوط الداخلية : والمتمثلة في المعتقدات واألفكار الخاطئة كأن يريد اإلنسان أن يكون على معرفة ودراية بكل شيء. 2/ الضغوط الخارجية : ومنها ضغوط القيم والمعتقدات والمبادئ والصراع بين العادات والتقاليد التي يتمسك بها الفرد وتتحدد الضغوط بالموقف الذي يسبب الصراع بين القيم والواقع.) الغرير (2010( : 33 ) أثار الضغوط النفسية : الضغوط تترك أثارها على شخصية اإلنسان وال سيما فئة الشباب الذي يتأثرون بكل شيء يحيط بهم ويحددها احمد الغريز في كتابة برنامج إرشاد نفسي ( نموذج في التربية الخاصة ) في خمس نقاط مهمة وهي : 1/ اآلثار الجسمية : تتمثل في ارتفاع ضغط الدم وفقدان الشهية وتقرحات الجهاز الهضمي واإلنهاك الجسمي والربو والصداع والحساسية الجلدية. 2/ اآلثار النفسية : تشمل الملل وفقدان الرغبة في العمل االكتئاب األرق القلق انخفاض تقدير الذات. 3/ اآلثار االجتماعية : االنسحاب والعزلة وانعدام القدرة على قبول وتحمل المسئولية والفشل في أداء الواجبات اليومية المعتادة وإنهاء العالقات. 4/ اآلثار السلوكية))الحركية(( :وكما يحددها الزاروس 1966LAZARUS زيادة التقلصات العضلية واللعثمة في الكالم واالرتجاف والتغيرات في تعابير الوجه باإلضافة إلى اضطراب عادات النوم ونقص الميول والحماس والشك في الزمالء. 5/ اآلثار المعرفية :تتمثل في تدهور االنتباه وقلة التركيز وضعف الذاكرة وصعوبة التنبؤ وسوء التنظيم والتخطيط الذي يؤدي بدوره إلى زيادة األخطاء. ( الغرير ( :)2010) كما يؤدي التعرض المتكرر والمستمر للضغط النفسي إلى أثار سلبية تجعل الفرد عاجزا على اتخاذ القرارات والتفاعل مع اآلخرين وظهور اضطرابات سيكوسوماتية واختالل وظيفي مما يؤدي الى اعتالل الصحة والذي يتمثل في حاالت الالمباالة وقلة الدافعية والتشاؤم وفقدان القدرة على االبتكار والقيام بالواجبات بصورة آلية تفتقر الى االندماج والتفاعل الوحداني.) الغريز (2010( :40( 244

246 المبحث الثاني :- الهوية العربية وتأثير العولمة عليها لدى الشباب أوال : العولمة والغزو الثقافي : وفي هذا السياق البد لنا في هذه الدراسة ان نعرج قليال على تعريف العولمة الذي اجتهد كثير من البحاث في الوصول إلى تعريفات لها ففي هذا اإلطار يعرفها البعض بأنها ترجمة لكلمة Globalization االنجليزية التي ظهرت في امريكا وتعني تعميم الشيء وتوسيع دائرته او مصطلح يعني جعل العالم واحد موجها توجيها واحدا في إطار حضارة وثقافة كونية واحدة. ( الشريف (2006(:60 ( أما عمر حمزاوي فيقول:ان العولمة تكثيف للتبادل التجاري والثقافي والمعلوماتي بين دول العالم اجمع. )حمزاوي (1999( :102( ويأتي محمد األطرش ليعرفها ( نأ العولمة هي اندماج أسواق العالم في التجارة واالستخبارات المباشرة وانتقال األموال واأليدي العاملة والثقافات ضمن إطار رأسمالية األسواق الحرة(. )األطرش (1998 (:95) وهي إذن تقيم الشيء وتوسع دائرته ليشمل الكل دون مراقبة وهي أيضا تعمل على تحجيم اختصاصات الدولة في سلطتها في المجال االقتصادي واإلعالمي والثقافي والسياسي والتربوي. من خالل السابق نجد ان العولمة ضمن استراتيجياتها السيطرة على ثقافة األمم اجمع ومحو هويتها فهي تطرح نفسها كنظام األيدلوجيات أي أنها ال تخص وتحدد في مصالح طبقة أو دين أو امة أو جنس وحتى تصل إلى غايتها فقد ربط مؤيدي العولمة ومناصريها بينها وبين التطور التكنولوجي وجعلوا منها سمة لهذا التطور ال تنفصل عنه لذلك ال نستطيع صياغة تعريف دقيق للعولمة نظرا لتعدد وجهات النظر حول نشأتها و مبادئها وأصولها التي بدون شك تتأثر تأثيرا مباشرا بمدى انحياز الباحثين ووالءهم األيدلوجي واتجاهاتهم السياسية واالقتصادية واالجتماعية إزاء هذه العولمة سواء بالرفض أو بالقبول. ( الشتيوي (2013( :265 ) ومما ال شك فيه ان الثقافة العربية واإلسالمية وعبر تاريخها تعرضت إلى الغزو الثقافي الذي يسعى الغرب وبكل الوسائل لطمسها ومحو مقومات الشخصية العربية اإلسالمية من خالل تصدير العولمة على شريحة األطفال أوال وصوال إلى فئة الشباب ومن خاللها تحول الشباب المسلم الى إنسان ال يملك إرادة وليس له هدف وهذا أدى بطبيعة الحال إلى تولد صراع لديه بين ما وجده من موروث ثقافي داخل أسرته المسلمة من جهة وبين الثقافة الدخيلة التي اقتحمت عليه حياته وفرضت نفسها عليه دون خيار له من جهة أخرى وكان كل ذلك من خالل وسائل اإلعالم واالتصاالت الحديثة والتي منها شبكة المعلومات الدولية والحاسوب فروجت عن طريقها أفكارا وأنماطا سلوكية دخيلة على المجتمعات المسلمة المحافظة. 245

247 العولمة الثقافية : اجتهد العلماء والبحاث في إيجاد تعريف للعولمة الثقافية اتفقوا على أنها تغير ألنماط التفكير بين الشعوب وتسويق قالب جاهز يطبق على الجميع في كل دول العلم لطمس أي خصوصية يتميز بها أي مجتمع فنجد الجمال يعرفها على أنها )إعالء ثقافة ما وإهمال الثقافات األخرى(. )الجمال (2000( :25) أما عبد اإلله بالقزير يقول إن العولمة الثقافية هي ( سيطرت الثقافة الغربية على سائر الثقافات بواسطة استثمار مكتبات العلوم الثقافية الحديثة في ميدان االتصال وأيضا االنتقال في المجال الوطني أو القومي إلى المجال الكوني.)بالقزير ( 19:)1999 (ويأتي محمد ابوزيد فيعرف العولمة الثقافية على أنها )توحيد األفكار والقيم وأنماط السلوك وأساليب التفكير بين مختلف شعوب العالم كوسيلة لتوفير مساحة واسعة بين الفهم المتبادل والتقريب بين البشر و إقرار السالم العالمي (.) أبو زيد 1998)40 )العولمة إذن ضرورة في اتجاه أن تعبر نظاما ثابتا متكامال شموليا تعتمده كل الدول وتخضع لمنطقة ذي األبعاد المتعددة سياسيا واقتصاديا وثقافيا وإعالميا فهي تسعى إلى تحطيم ثوابت ومقومات وقيم المجتمع بهدف إحالل محلها أفكارا موقولبة عامة للجميع وهذا ليس نهاية الطريق بل هي صيرورة مازالت نتوقع منها الجديد هدفها إعادة تركيب السياسة واالقتصاد والثقافة للمجتمعات الضعيفة في بوثقه واحدة. الخالصة: لما سبق نستطيع أن نقول إن الغرب أدركوا انه ال سبيل لالنتصار على المسلمين إال من خالل القضاء على اإلسالم كأسلوب حياة وهذا ال يتم إال من خالل الدعوة للتحديث والتي هي في الحقيقة دعوة للتغريب وتأخذ هذه الدعوة على عاتقها اقتالع المسلمين من قيمهم واتجاهاتهم وآرائهم ومظاهرهم اإلسالمية وهذه اإلستراتيجية تتم بالدرجة األولى من خالل التكنولوجيا ووسائل االتصال المختلفة أما عن الشريحة المستهدفة وبالدرجة األولى هي شرحيه الشباب ذلك ألن هذه الفئة هي األقوى واألقدر عن الدفاع عن المجتمع.)عرابي (2006( :176( ثانيا : أزمة الهوية الثقافية في العالم اإلسالمي : جميعنا يعرف إن ثقافة أي مجتمع هي أساس تكوين الهوية وهي منظومة القيم االجتماعية و ثوابت ال يمكن ان نحيد عليها مهما أغرتنا الثقافات الغربية وأبهرتنا من خالل التطور الذي يشهده العالم في كل المجاالت والتقنية الحديثة التي تساهم وبشكل كبير تعميم ونشر أفكار هي بعيدة جدا عما ورثناه من ثقافة ونحن المجتمعات اإلسالمية علينا أن نحرص على حماية وصيانة هويتنا والحفاظ على ثوابتنا وهذا ال يكون بأي حال بدون االعتدال واحترام أفكار وآراء األخر وعدم التعصب والتطرف ولعل األسرة كجماعة من األفراد يتفاعلون مع بعضهم البعض تعتبر الهيئة األساسية التي تقوم بعملية التطبيع االجتماعي ونقل ثقافة المجتمع للجيل 246

248 الجديد أي إنها تنقل خالل مراحل النمو المختلفة جوهر ثقافة المجتمع الذي ينتمي إليه الشباب إذ يقوم الوالدان بغرس العادات والتقاليد والمهارات والقيم حتى يتمكنوا من القيام بدورهم االجتماعي والمساهمة في بناء المجتمع.)جليل (1998( 239 :240( وال ننسى التربية والتعليم في مراحلها المختلفة ومن خالل مناهجها هي أدوات مهمة لنقل الثقافة والحفاظ على الهوية. وفي هذا الجانب يؤكد اريكسون Eriksonأن 1963 المراهقة فترة حاسمة في تحديد الهوية تكون بدايتها في صورة تساؤل ملح : من أنا ذلك التساؤل الذي يعد نقطة تحول وعالمة انتقال من الطفولة إلى المراهقة عندها يعيش المراهق صراعا وقلقا من اجل أن يحدد إجابة على سؤاله هذا من خالل تحقيقه لحزمة من المطالب والتحديات ابززها تحقيق االستقاللية والتفرد. ( مرسي (2002( : 15( أزمة الهوية العربية : إن أزمة الهوية تحدث عندما يفشل الفرد في تحديد هوية معينة وبالتالي يكون غير قادر على اختيار مستقبله او متابعة حياته بصورة طبيعية وهذا بدوره يؤدي إلى اإلحساس باالغتراب وانعدام الهدف وعدم القدرة على اختيار المستقبل المهني واضطراب الشخصية كل هذا يؤدي الى البحث عن هوية سلبية. وقد بين اريكسون كيف إن زيادة التوحد بالوالدين تعتبر " برعمه الهوية " وهذا يؤدي إلى ضيق األنا وتقيد ظهور الهوية وقد ينتج عن زيادة التوحد هوية انأ ضعيفة والتوحد المبالغ فيه مع بعض األبطال القدوة والميل الشديد إلى جماعات الشباب واالنصياع لها ما هو إال سلوك دفاعي لدى الشباب إلحساسهم بغموض الهوية والتي تظهر في صورة العجز التام على عمل أي شيء نتيجة لغموض الدور ومشاعر الحيرة واالرتباك التي تصاحب ذلك الغموض وإذا كان من الطبيعي أن يشعر الشباب ببعض الغموض بالنسبة لهويته على ان يتجاوز هذا دون إبطاء وإال اخفق في احتواء األزمة وهذا يحدث فعال كلما تعقدت الحياة االجتماعية.)مرسي 2002( : 56 ويأتي بول جودمان Boul gudiman يربط بين أزمة الهوية وبين نقدان المراهق للقيمة االجتماعية من خالل دور اجتماعي اذ يقول في هذا الجانب : إن أزمة الهوية ما هي إال إحساس بالضياع في مجتمع ال يساعد المراهق على فهم ذاته وال يوفر له فرصا يساعده على اإلحساس بقيمته االجتماعية. )مرسي (2002(:57 (والهوية العربية تواجه صراعا عنيفا وتدخل في أزمات اجتماعية وسياسية ودينية وثقافية وهذا بطبيعة الحال يساهم في تراجعها وانحصارها ويتضح بجالء في محاوالت القهر الثقافي الذي تمارسه المجتمعات الغربية المتقدمة بحجة التواصل بين الحضارات واالنصهار العالمي وبذلك تصبح ظاهرة عولمة الثقافة عملية تغريب مقصودة وواضحة أو ما يعرف بالغزو الثقافي وعن طريق العولمة يمكن للدول هذه أن تقهر مجتمعات بكاملها 247

249 وترقى بأخرى وتغزو ثالثة الفقيرة منها محاولة تعبئتها بأيديولوجيات الوعي الزائف لتعيد تشكيلها من جديد في وعاء ثقافي يعرض هيمنته. ( فاطمة 2008( : 29 الهوية الثقافية: حتى تتضح المفاهيم يمكننا في هذا الجانب ان نتعرض لمفهوم الهوية الثقافية بشيء من التوضيح فالهوية الثقافية هي مجموعة الخبرات االجتماعية واألخالقية والدينية واالتفاقات األيديولوجية النظرية التي يصوغها مجتمع ما بحيث تصبح قوانين ملزمة وثوابت أساسية ليس من السهل اختراقها أو العبث بها أو حتى محاولة تغييرها إال إذا تطلب تطويرها واالرتقاء بها و اإلضافة إليها وليس طمسها أو محوها أو إزالتها ( فاطمة (2008( :31( هذه الهوية الثقافية وبكل ما تحمله من قيم تتعرض لخطر يداهمها ويحاول محوها إال هو خطر العولمة فهذه العولمة إنما هي مقدمة لمخاطر أعظم على الدولة واإلرادة الوطنية فهي تعني مزيدا من تبعية األطراف للمركز حيث بدأت بمفاهيمها الجديدة في غزو العالم النامي ومن هذه المفاهيم )حقوق اإلنسان حقوق األقليات حقوق المرأة( حيث دعم الغرب مراكز حقوق اإلنسان واهتموا بإعداد الدراسات والبحوث المعمقة عن األقليات العرقية والطائفية غايتهم في ذلك القضاء على وحدة الثقافة ووحدة التاريخ والمصير. ( فاطمة ) 92: )2008) ونخلص بالقول أنه يمكننا ان نواكب الحداثة بكل مالها وان ال نكون بمعزل يدور حولنا في العلم الخارجي من تطورات مذهلة وسريعة وهنا يكون دورنا كبحاث ومربيين في ان ننقل ما يتناسب مع هويتنا وثقافتنا وان نوضح للنشء المضار الجسيمة الذي قد تلحق بمجتمعاتنا لو أخذنا بقشورها التي ال تتناسب مع قيمنا. فدفاع الثقافة العربية ضد مخاطر العولمة ال يكون باالنكفاء واالنزواء على الذات بل من خالل دراسة اآلخر وجعله موضوعا للمعرفة والعلم عن طريق ما يسمى "عالم االستغراب" أي تحويل الغرب من كونه مصدرا للعلم ليصبح موضوعا للدراسة وبذلك تستطيع القضاء على وهم الثقافة العالمية بكل نقائضها وهيمنتها على العالم وهذا ما يقوم به الغرب مع ثقافة األطراف عن طريق عالم االستشراف الذي يجعل الغرب فيه الشرق موضوعا خصبا للدراسة. ( فاطمة (2008( :93 ) المبحث الثالث : اإلرشاد النفسي ودوره في حماية الهوية اإلسالمية تعريف اإلرشاد النفسي : ليرشاد النفسي العديد من التعريفات وقد اجتهد العلماء في الوصول إلى تعريف جامع مانع منذ أوائل القرن العشرين. والعملية اإلرشادية ارتبطت دائما بالنمو النفسي وبالصحة النفسية وبالعملية التربوية فيعرف رمضان القذافي اإلرشاد النفسي هو )عملية متخصصة مبنية على عالقة مهنية خاصة بين المرشد والعميل 248

250 ويعمل المرشد من خالل العالقة اإلرشادية على فهم العميل و مساعدته على تفهم نفسه واختيار أفضل البدائل المتوفرة بناء على وعيه بمتطلبات البيئة االجتماعية وتقييمه لذاته وقدراته وإمكانياته بواقعية(. ( القذافي (2001( :38 (أما رياض نايل العاسمي فيقول ان اإلرشاد النفسي )هو عملية مساعدة الفرد ليستخدم إمكانياته وقدراته استخداما سليما للتكيف مع الحياة(. )العاسمي (2012( :14( ويأتي محمد جاسم العبيدي ليقول إن اإلرشاد النفسي )عالقة إنسانية تفاعلية بين مسترشد ومرشد يطلب المسترشد المساعدة والحاجة إليها ويتمكن من خاللها اختيار الحل لما يواجهه من مشكالت وصعوبات وتنمي لديه نزعة االستقالل والقدرة على تحمل المسئوليات المتاحة له اجتماعيا.) ( العبيدي )2010) 36: ) ونخلص بالقول إن اإلرشاد والتوجيه النفسي هي عملية ترتكز على ثالث قواعد أساسية تكمل أحداها األخرى هذه القواعد هي المرشد النفسي والمسترشد والعملية اإلرشادية حيث يساعد المرشد في تقديم الحلول للمشكالت التي يواجهها المسترشد بتقديم برامج محددة عن طريقها يستطيع المسترشد أن يتكيف مع بيئته ويواجه مشاكله وإيجاد الحلول لها. أهداف اإلرشاد النفسي : ليرشاد النفسي وكأي علم العديد من األهداف التي يسعى لتحقيقها ومجمل هذه األهداف تعمل على تحقق التكيف والتوافق للمسترشد بشتى الطرق في ظل بيئة مناسبة وأيضا تعمل على تنمية قدرات الفرد لمساعدته على اتخاذ قراراته بعد عرض البدائل المتاحة ودراستها واختيار أفضلها ذلك ألن اإلرشاد النفسي هو العملية العلمية المنظمة بين المرشد والمسترشد عن طريقها ينمي الفرد شخصيته وقد قسم العلماء أهداف اإلرشاد النفسي إلى قسمين هي األهداف العامة التي تهم الجميع والجميع ليسعى إلى تحقيقها وأهداف خاصة تتعلق بكل فرد بحسب حاجاته وحالته وهناك من يرى أنها واحدة. وفي هذا اإلطار يقول رياض نايل العاسمي أن هناك أهدافا عامة يسعى إلى تحقيقها كل المرشدون النفسيون وهي : 1/ تحقيق الذات:إن الهدف األساسي للعملية اإلرشادية هو العمل مع الفرد لتحقيق ذاته ومساعدته إن يصل إلى درجة يستطيع فيها أن ينظر إلى نفسه فيرضى عليها سواء كان هذا الفرد عاديا أو متفوقا أو معاقا كما أن ليرشاد النفسي هدفا بعيد المدى يتمثل في توجيه الذات بمعنى تحقيق قدرة الفرد على توجيه حياته بنفسه بذكاء وبصيرة وكفاية في حدود المعايير اجتماعية. 2/ تحقيق التوافق: من األهداف المهمة في اإلرشاد والتوجيه النفسي تحقيق التكيف حتى يحدث توازن بين الفرد وبيئته وهذا التوازن ال يكون إال بإشباع 249

251 حاجات الفرد ومقابلة متطلبات البيئة والفرد أثناء عملية التكيف يستجيب لنوعين من المتطلبات األولى خارجية والثانية داخلية أما الخارجية تتعلق بمتطلبات البيئة ومتطلبات األشخاص اآلخرين في هذه البيئة والداخلية تتعلق بالحاجات الجسمية والحاجات االجتماعية مثل الحاجة إلى رفقة اآلخرين والقبول االجتماعي واإلحساس بتقدير الذات والتقدير االجتماعي والحاجة إلى الحب. 3/ تحقيق الصحة النفسية : الصحة النفسية هي أن يكون الفرد متوافقا نفسيا ويشعر بالسعادة مع نفسه ومع اآلخرين وهي هدف مهما في العملية اإلرشادية فالصحة وسالمة العقل أساسيات لكل فرد في المجتمع وهنا يعمل اإلرشاد النفسي على تحرير الفرد من كل أشكال القلق والتوتر النفسي واالكتئاب بحيث يصبح الفرد قادرا على معرفة ذاته معرفة جيدة وقادرا على اتخاذ قراراته الصائبة في حياته ويستطيع مواجهة المشكالت التي قد يتعرض لها في حياته اليومية. 4/ تحسين العملية التربوية : التوجيه واإلرشاد النفسي ال يمكن فصله عن العملية التربوية ذلك أن العملية التربوية في أمس الحاجة إلى خدمات التوجيه واإلرشاد النفسي وذلك بسبب الفروق الفردية بين طالب المدارس واختالف المناهج وازدياد أعداد الطالب وازدياد المشاكل االجتماعية في المدارس.) العاسمي ) 49: 46 )2012) أسس اإلرشاد النفسي : تتحدد أسس التوجيه واإلرشاد النفسي في الخمس األسس التالية: أوال: األسس العامة: خالل نمو الفرد وفي مراحل النمو المتعارضة وما يصاحبها من مظاهر إنمائية في جميع الجوانب ( النفسية والجسدية واالنفعالية واالجتماعية( وقد يتعرض أثناء ذلك إلى مجموعة من العوائق تسبب له مشكالت في حياته وهنا يجب أن يطلب المساعدة للتخلص من هذه المشكالت من خالل شخص متخصص مؤهل علميا حتى يستطيع أن يتكيف مع نفسه. ثانيا: األسس الفلسفية:إن خدمات اإلرشاد النفسي تسير ضمن قانون أخالقي مهني وجد من قبل مؤهلون وهي تحمي حق المرشد وتضمن له أن يسير في مجال تخصصه كما أنها تضمن حق المسترشد في تلقي الخدمات النفسية دون ملل أو خوف ألن المرشد مهني ال يفشي األسرار وعليه أن يلتزم بالمعايير األخالقية والمهنية (. المصري )2010) )17: ثالثا: األسس التربوية: التربية واإلرشاد ركنان متكامالن في خدمة الفرد والمجتمع داخل المدرسة وخارجها وعملية التعليم تعتمد كثيرا على أسس اإلرشاد والتوجيه النفسي عندما ترسم مناهجها وتختار طرق التدريس فيها كما 250

252 أن المرشد التربوي يحتاج إلى االستعانة بالمناهج إلنجاح عملية التوجيه.) المصري (2010(:18( رابعا: األسس االجتماعية : تظهر في خدمات اإلرشاد النفسي عندما يستفاد من المعلومات التي لها عالقة بالواقع االجتماعي للمسترشد سواء األمر متعلق باألسرة أو األقارب أو المدرسة أو األصدقاء وغيرها من المؤسسات المهنية التي يرتبط بها المسترشد بأي شكل من األشكال.) المصري (2010( : 18( خامسا : األسس النفسية:إن اإلرشاد والتوجيه النفسي يسير ضمن عدد من النظريات من اجل التعامل معها ومن ضمن األسس النفسية الفروق الفردية : هي مبدأ وقانون أساسي في علم النفس. 1/ اختالف األفراد كما وكيفا : لكل فرد عالمه الخاص الفريد وشخصيته المميزة وله حاجاته وقدراته وهو يختلف عن غيره بسبب سماته وخصائصه المكتسبة. 2 /إدراك الفرد لذاته: يختلف عن إدراك اآلخرين له كما إن إدراك الفرد لبيئته يتأثر بعوامل كثيرة منها مستويات نموه وتعليمه وطبقته االجتماعية والمجتمع الذي يعيش فيه. 3/ ثبات السلوك اإلنساني : في حدود ما يمكن أن يكون عليه السلوك في المستقبل ما لم تحدث ظروف تؤدي إلى تغير سلوك المسترشد مثل النضج. 4 /مرونة السلوك اإلنساني وقبوله للتعديل : السلوك القابل للتعديل في اإلرشاد النفسي هو السلوك المكتسب وليس هناك تعارض بين ثبات السلوك نسبيا ومرونته وهذا السلوك المكتسب يمكن تعديله من خالل برامج وإرشادية ولفترة محدودة.) المصري ( 18:) ( المهارات والسمات والصفات التي يجب توافرها في المرشد النفسي الناجح:- لكل مهنة لها نظامها األخالقي و ثوابت ال تحيد عنها وعن كل األشخاص المنخرطين في أي من هذه المهن أن يلتزموا بكل هذه الشروط وهذا ينطبق بطبيعة الحالة على مهنة المرشد النفسي حيث ال بد للمرشد النفسي أن يتحلى بعدد من السمات التي من الضروري توافرها حتى يستطيع أن ينجز عمله بالشكل المطلوب منه. وقد أجريت العديد من الدراسات لتحديد الصفات التي يجب أن يتحلى بها المرشد النفسي وكان من أهمها دراسة بايلي 1942 Bailey حيث وصل إلى أن المرشدين يجب ان يتحلوا بعدد من الصفات والتي تتمثل في اإلخالص والعدالة والثقافة االجتماعية والصحة الجسمية والنفسية هذا باإلضافة إلى قدرتهم على فهم الشباب والعطف عليهم والثبات االنفعالي والقدرة على التعامل مع الناس واتساع معلوماتهم واتخاذ القرار. )أبو عطية ( 1988( 71( 251

253 وفي عام 1941 حددت الجمعية القومية للتوجيه المهني صفات المتقدمين لدراسة التوجيه واإلرشاد النفسي بما يلي : - الشخصية الثابتة السوية. - الحب األصيل لآلخرين. - القدرة على إقامة عالقات فعالة مع اآلخرين وبسهولة. - القدرة على إثارة الطلبة والزمالء. - القدرة العقلية. - فهم الناس فهما موضوعيا يتميز بالعطف عليهم.) ابو عطية ( 71:)1988 ( ويقول رمضان القذافي في هذا الجانب أن هناك سمات ضرورية لها أهمية خاصة يجب أن يتحلى بها المرشد النفسي تتمثل في األتي :- 1/ الثقة بالمسترشد:على المرشد أن يؤمن بقيمة المسترشد وقدرته على التعبير وعلى مواجهة ضغوطات الحياة كما يجب ان يثق في قدرة الفرد على تبني القيم واألهداف المناسبة له. 2/ التمسك بالقيم اإلنسانية:أن يهتم بالفرد كانسان بمشاعره وقيمه وأهدافه ونجاحاته مع احترامه للسمات الفردية. 3/ التفتح على العالم الخارجي:أن يهتم المرشد بالعالم المحيط به وبأن يعمل على تفهم اإلنسان والعوامل المؤثرة على أهدافه ومدى تقدمه في تحقيق تلك األهداف. 4/ سعة األفق: يجب ان يحترم المرشد مختلف الميول واالتجاهات والمعتقدات وان يكون مستعدا إلعادة النظر في القديم منها وعدم التردد في مناقشة الجديد. 5/ تفهم الذات: يجب أن يفهم المرشد نفسه وطريقة تأثير قيمه الشخصية وحاجاته ومشاعره على عمله وان يتحلى بالقدرة على التعامل مع مختلف أمور الحياة بشكل ال يؤثر بطريقة سلبية على نشاطاته المهنية. 6/ االلتزام المهني: أن يلتزم المرشد بمبادئ التوجيه واإلرشاد النفسي كمهنة وكوسيلة لمساعدة اآلخرين على تطوير وتنمية قدراتهم واستعداداتهم. 7/ نظرة المرشد إلى المسترشد : يجب أن ينظر المرشد إلى كل مسترشد على انه شخص مميز وان سلوكه هادف. 8/ تقبل المسترشد: أن يؤمن المرشد بأن لكل حالة الحق في ان ننظر اليها ونتقبلها كانسان مهما كانت طبيعة سلوكه ونتائجها ومهما كانت معتقداته يعني أن يتجرد المرشد من النظرة المتحيزة وأال يجعل من نفسه حكما 252

254 وقاضيا وإال يترك لمعتقداته او ميوله الشخصية التدخل في مجال عمله المهني. 9/ حق المسترشد في النمو و التوجيه الذاتي: على المرشد أن يعرف أن لكل حالة )مسترشد( الحق في النمو الذاتي ومقابلة أهدافه وفق قدراته وفي حدود حرياته وبأن لكل مسترشد الحق في أن يتولى توجيه نفسه وصنع قراراته بنفسه وتحمل مسئوليته وفي ضوء تلك القرارات. 10/ االستعداد المهني: يجب على المرشد أن يكون قادرا على الربط بين حياة المسترشد الداخلية وبين عالقاته باآلخرين والمشاكل التي يعاني منها وبان يكون ملما أيضا بالعالقة القائمة بين الضغوط الحياتية وما ينتج عنها من تأثير على عالقات المسترشد باآلخرين. حيث يرى كثير من العلماء والباحثين في علم النفس بان االضطرابات النفسية ما هي إال نوع من اضطراب التوافق الناشئ بسبب الضغوط الحياتية والمصاعب التي يواجهها الفرد في حياته.) القذافي )2001( : 74 )70 صفات المرشد النفسي في المجتمع اإلسالمي: في دراسة أجراها )ماهر محمود عمر( 1984 حول صفات المرشد النفسي في المجتمع اإلسالمي مستشهدا باآليات القرآنية الكريمة واألحاديث النبوية الشريفة حيث حدد هذه الصفات على النحو اآلتي :- 1/ مساعدة اآلخرين وإيثارهم على النفس مؤيدا ذلك لقوله تعالى )و ي ؤ ث ر ون ع ل ى أ ن ف س ه م و ل و ك ان ب ه م خ ص اص ة ). ( سورة الحشر اآلية: 9 ( 2/ حب االختالط بالناس حسن المعاملة الذي يتمثل ذلك في فريضة الحج وصالة الجماعة واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 3/ الصبر مستشهدا بقوله تعالى و إ ن ت ص ب ر وا و ت ت ق وا ف إ ن ذ ل ك م ن ع ز م األ م ور ) سورة آل عمران اآلية :086 ( 4/ اإلخالص مستشهدا بقوله تعالى: إ ن ا ل ا ن ض يع أ ج ر م ن أ ح س ن ع م ل ا ) )سورة الكهف اآلية: 30( 5/ بالصدق مستشهدا بقوله تعالى:)ل ي ج ز ي الل ه الص اد ق ين ب ص د ق ه م ( سورة األحزاب اآلية: 24( 6/ التعاطف والرفق والرحمة مستشهدا بقوله تعالى: )و ج ع ل ن ا ف ي ق ل وب ال ذ ين ات ب ع وه ر أ ف ة و ر ح م ة ( ( سورة الحديد اآلية 21( وقوله صلى اهلل عليه وسلم )مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى له عضو تداعى له سائر الجسم بالسهر والحمى ). 253

255 7/ الثبات االنفعالي: مستشهدا بقوله: )ادع إلى ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن( )النحل: 125 (وقوله)صلعم( )ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب(. رواه بخاري 8/ التسامح والتماس العذر مستشهدا لقوله تعالى)و ل ي ع ف وا و ل ي ص ف ح وا أ ل ا ت ح ب ون أ ن ي غ ف ر الل ه ل ك م و الل ه غ ف ور ر ح يم (. ( سورة النور اآلية: 22( 9/ حسن الخلق مستشهدا بقوله صلعم )البر حسن الخلق واالثم ماحاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس( رواه مسلم.)أبوعطية )1988(: 76 )77 النتائج : تتحدد أهم النتائج والخالصات لهذه الدراسة في العناصر التالية : 1/ االهتمام بالجوانب المادية وإهمال الجوانب الوجدانية العاطفية والمعوية المتعلقة بنمو شخصية المراهق نموا سليما وإتاحة الفرصة ليعبر عن رأيه بحرية يترتب عن ذلك عدم إشباع جوانب نموه النفسي والعاطفي 2/ المراهقة هي مرحلة من عمر اإلنسان حرجة جدا إن لم نقل أنها أزمة يعاني المراهق أثنائها قلقا واضطرابا وضغوطا نفسية مختلفة حيث تتفرع فيها اتجاهات وتتعدد الرغبات 3/ يعتبر القلق أساس كل االضطرابات النفسية و الجسدية وأيضا االجتماعية. 4/ إن فترة المراهقة وما يمر خاللها من تغيرات بيولوجية ونفسية وما يترتب على ذلك من ضغوط نفسية حادة يمر بها المراهق تعتبر فيصل او مفترق في حياته 5 /إن غياب الدعم النفسي واالجتماعي واالنفعالي للمراهق وعدم فهم حساسية هذه المرحلة واإلخفاق في تحقيق مطالبها يظل هنا المراهق في ثورته غير المقبولة وتأكيد كيانه )) كنقيض (( في وجه جيل اآلباء و المجتمع ( مرسي 111 )2002 : 6/ إن المحيط االجتماعي الذي يعيش فيه المراهق وما يحتويه من قيم ومعتقدات وأعراف وتقاليد يلعب دورا أساسيا في نشء صراعات المراهق ضمن شأن هذا المحيط أن يجعل المراهق اقل توترا أو أكثر صراعا. 254

256 التوصيات: من خالل سردنا السابق وخالل هذه الورقة البحثية فقد توصلنا إلى العديد من التوصيالت التي نراها ذات أهمية بالغة في مواجهة الغزو الثقافي و المحافظة على الهوية اإلسالمية والغربية من خطر العولمة. 1- االهتمام بالجانب النفسي للمراهق نظرا لما لهذا الجانب من دور فعال ومهم في تكوين الشخصية القوية والقادرة على التكيف مع ظروف الحياة وعلى التفاعل واالنسجام مع قيم المجتمع وتقاليده وأعرافه. 2- من الضروري مراقبة األبناء وتتمثل هذه المراقبة في معرفة األصدقاء وإرشادهم لكيفية اختيار األصدقاء دون أن نحسسهم بفرض أرائنا عليهم. 3- العمل على توجيه الشباب ودعمهم لكل ما يساهم في تأصيل هويته اإلسالمية حتى نخلق جيل سوي متوازن نفسيا قادر على اإلبداع في عملية التواصل مع 255 اآلخرين. -4 االهتمام بالجوانب الدينية المعتدلة في المناهج الدراسية خالل مراحل التعليم المختلفة وغرس التعاليم الدينية واإلسالمية في عقول وسلوك النشء حتى نساهم في خلق جيل محصن ومحمي ضد االستالب الفكري واأليديولوجي لمجمعاتنا. هذا إلى جانب تعريف الشباب ومنذ الطفولة بأمجاد أوطانهم حتى يتأصل لديهم الشعور باالنتماء والوطنية 5- العمل على استعادة مكانة الهوية اإلسالمية وذلك من خالل تحصين الشباب ضد الغزو الفكري ومواجهة الخطط الموجهة للشباب المسلم لغرض تدمير قيمه وعقائده الدينية والفكرية وحثه على الحفاظ على مورثه الثقافي والديني 6- ألن فترة المراهقة غالبا ما يصاحبها كثيرا من المشكالت النفسية واالجتماعية التي تفرضها هذه المرحلة العمرية على المرشد النفسي هنا تنمية ثقة المراهق في نفسه والعمل على مساعدته إليجاد حلول ألي من هذه المشاكل ومواجهتها 1- ضرورة التنبيه على إنشاء مكاتب للتوجيه واإلرشاد النفسي في المدارس في مراحلها المختلفة والجامعات الن هذه المكاتب لها دور كبير وواضح في زرع الثقة في نفوس الطالب و بالتالي يمكنهم من النمو المتحرر من العقد النفسية 8- على بالد المسلمين جمعاء القيام بحملة إسالمية شاكلة من خالل رسم إستراتيجية حضارية معاصرة تشترك فيها كافة مؤسسات الدولة الرسمية واألهلية وكذلك كل من له عالقة بتربية األطفال والشباب الن غزو العولمة للمجتمعات المسلمة من الخطورة بحيث يحتم على المجتمع أن يتعامل معها

257 وبقوة وهذه القوة تتجلى في اإليمان العميق بضرورة حماية األصالة والثقافة اإلسالمية. الخاتمة: ال أحد يجادل أن االنتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة عادة ما يصاحبها الكثير من التغيرات والتحويالت التي تشمل الجوانب البيولوجية النفسية واالجتماعية للفرد.فهنا يتأكد أن المشاكل النفسية واالجتماعية المرتبطة بالصعوبات التي تواكب هذا االنتقال أصبحت عميقة جدا على األقل بالنسبة لعلوم اإلنسان منذ القرن الماضي ذلك أن اغلب المجتمعات أصبحت وبفضل مقومات تطورها الذاتي أو ذاك الذي صدر إليها من الخارج وفرض فرضا أكثر تشبثا بمنطق الحداثة وبالتالي اقل ارتباطا بأشكال المراقبة االجتماعية القائمة على األفكار الغيبية وغيرها. وهكذا يمكن اإلقرار بان تطور الظروف االجتماعية وتحضرهم قد صعب من هذه المراقبة وبالتالي صار من المستبعد التحكم في المراهقين وضبطهم وهنا يبرر الدور الفاعل للتوجيه واإلرشاد النفسي داخل هذه المجتمعات وعلى األخص المجتمعات المسلمة التي تسعى وبكل جهد للحفاظ على الهوية اإلسالمية والمتمثلة في كل ما جاءت به الدعوة اإلسالمية من سنة الرسول عليه السالم من وصى حيث نستمد قيمنا اإلسالمية من كتاب اهلل وسنة رسوله. المراجع: 1/ إبراهيم سليمان المصري )2010( اإلرشاد النفسي أسسه وتطبيقاته األردن علم الكتب الحديث. 2/ أبو بكر مرسي محمد مرسي )2002( أزمة الهوية في المراهقة والحاجة ليرشاد النفسي القاهرة مكتبة النهضة المصرية. 3/ احمد أبو زيد )1998( الثقافة الوطنية بين العولمة والتعددية والثقافية مجلة الهالل القاهرة. 4/ احمد نايل عبد العزيز )2010( برنامج إرشاد نفسي )نموذج في التربية الخاصة ) األردن دار الشروق للنشر التوزيع 5/ أماني عبد المقصود وآخرون )2007( الضغوط األسرية والنفسية األسباب والعالج القاهرة مكتبة االنجلو المصرية 6/ خيري خليل الجميلي )1998( السلوك أالنحرافي في إطار التخلف والتقدم اإلسكندرية المكتب الجامعي الحديث. 7/ سهام درويش أبو عطية )1998( مبادئ اإلرشاد النفسي الكويت دار القلم للنشر و التوزيع. 8/ رمضان محمد القذافي )2001( التوجيه واإلرشاد النفسي اإلسكندرية المكتب الجامعي الحديث. 9/ رياض نايل العاسمي )2012( المبادئ العامة لعلم النفس اإلرشادي األردن دار الشروق للنشر والتوزيع. 256

258 10/ عابدين الشريف )2006( اإلعالم والعولمة والهوية المؤثر والمتأثر طرابلس المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب األخضر. 11/ عبد اإلله بالقزيز العولمة والهوية الثقافية مجلة المستقبل العربي مركز دراسات الوحدة العربية 12/ عبد السالم الدويبي )2000( الشباب والغزو الفكري والثقافي بنغازي منشورات اللجنة الشعبية العامة للشباب والرياضة الجماهيرية 13 /عمر حمزاوي )1999( حول العولمة ونقائضها مجلة دراسات عربية 14/ محمد األطرش )1998( العرب والعولمة مجلة فكر ونقد 15/ محمد حافظ جمال ) 2000 م( تعريب العولمة أين نحن من العولمة األردن وزارة الشباب والرياضة 16/ محمد سالمة غبازي )1990( مدخل عالجي جديد النحراف األحداث اإلسكندرية المكتب الجامعي الحديث. 17/ محمد جاسم العبيدي وآخرون )2010( اإلرشاد والتوجيه النفسي األردن ديبونو للطباعة والنشر والتوزيع. 18/ محمود عرابي )2006( تأثير العولمة على ثقافة الشباب القاهرة الدار الثقافية للنشر 19/ مصطفى حجازي وآخرون )1990( ثقافة الطفل العربي بين التغريب واألصالة 20/ فاطمة الزهراء سالم )2008( نحو هوية ثقافية عربية إسالمية التداعيات والتحوالت والتصورات القاهرة دار العالم العربي. 21/ وجدان ميالد الشتيوي )2007( استراتيجيات مواجهة االنحراف عند المرأة طرابلس مطبعة صندوق الرعاية االجتماعية. 22/ وجدان ميالد الشتيوي مؤسسات المجتمع المدني ودورها في تأصيل ثقافة الطفل وهويته اإلسالمية. العدد الخامس لسنة الثانية (2013) 257

259 جودة معايير اختيار أعضاء هيئة التدريس في كليات و معاهد التعليم التقني د. راضي محمد عبد الحميد الكبيسي أ. فوزية مهدي فياض جامعة األنبار- العراق مديرية تربية األنبار- العراق المقدمة : التعليم التقني العالي هو احد الوسائل الرئيسية إلعداد وتأهيل رأس المال البشري من الكوادر التقنية والهندسية كأداة مساعدة وداعمة لمحاولة الدول النامية وسعيها للحاق بركب التطور الفني المتسارع خصوصا وان سعيها هذا أصبح ليس مجرد خيار بل ضرورة ملحة فرضتها كثير من معطيات اليوم. إن ذلك بال شك يلقي الكثير من األعباء والضغوط على التعليم الهندسي والتقني مؤسسات وإدارات من اجل لعب دورها المهم ومواجهة هذا التحدي كما أن مشاكل التعليم تتفاقم بازدياد حاجات الناس وكثرة مطالبهم في عصر يتسم بتفجر المعرفة وتطور الصناعة وبسرعة االتصال والتوسع في االكتشافات العلمية وهذه وغيرها من حقائق تشكل ضغوطا متنامية على دور التعليم في التنمية البشرية يحفزها التسابق الحميم للمجتمعات على اخذ الصدارة في شتى الميادين العلمية والتكنولوجية واالقتصادية وغيرها فال غرابة أن توجه كل األنظار إلى التعليم وان يوصف بأنه المسئول األول عن إعداد الفرد لمواجهة تحديات المستقبل والتكيف مع هذه التحديات وتوظيفها بالشكل الذي يخدم المجتمع ككل. لذا نجد أن التعليم قد وضع على سلم األوليات انطالقا من ان المستقبل بيد التربية وإذا ما نظرنا إلى التنمية فان التعليم باتفاق المخططين والمختصين يعتبر المحور األساسي ألية خطة تنموية وان التدهور في أوضاع التعليم يؤدي إلى تخلف التنمية وتعثرها على كل الجهات لذالك فقد تركزت الجهود على نوع التعليم وخصائص التربية بعد أن كثرت الصيحات وعلى األخص الصيحات الشعبية التي تنادي بضرورة مواجهة األخطاء وسرعة إيجاد الحلول والحذر من الوقوع في المزيد منها والسعي الدائم التخاذ تحسينات على النظام التعليمي نتيجة التشخيص الموضوعي والتقصي العلمي. أما أصحاب االختصاص والعاملون في الميدان التعليمي فقد كثرت مطالبتهم بضرورة المراجعة الدورية للمشاريع التربوية وتقويم العملية التعليمية وتوافر اإلرادة السياسية إلدخال إصالحات جذرية بدل الترفيعات أو الترقيعات أو الترميمات على التعليم والتي ال تتفق مع مستقبل التنمية ( يعقوب احمد الشراح 2002 ص (.التحدي األهم في مجال التعليم يمكن مشكلة تردي نوعية التعليم المتاح بحيث يفقد التعليم هدفه التنموي من اجل تحسين نوعية الحياة وتنمية قدرات اإلنسان الخالقة )سعيد عبداهلل محارب 2005 ص 39 (. ففي ظل التغيرات التي تطرأ على المؤسسات التعليمية 258

260 ص المختلفة بداية من التعليم قبل االبتدائي وحتى الجامعي تعرضت بيئة التعليم لبعض التحديات التي دعت بالضرورة إلى التأكيد على جودة العملية التعليمية داخل هذه المؤسسات وذالك من خالل إشباع حاجات العمالء والتركيز على عملية التحسين المستمر فقد اتضح أن هنالك قصور في بعض مدخالت التعليم وانخفاض مستوى مخرجاته مما جعل التعليم في حاجة إلى التطور النوعي من اجل رفع مستوى جودة العملية التعليمية وتحسين مخرجات التعليم. فالتعليم مرتفع الجودة هو النوع الذي يتميز باالتي : - 1- قدرة الطالب على اكتشاف المعرفة بنفسه ذالك أن الطالب البد أن يمتلك مهارات البحث والقدرة على التحليل والتركيب والتقويم من خالل أساليب التعلم المناسبة. 2- قدرة الطالب على االحتفاظ بالمعرفة لمدى طويل إذ تشير البراهين العلمية إلى أن التعليم الذي يركز على الفهم يمكن الطالب من االحتفاظ بأكبر قدر ممكن من المعلومات عوضا عن التعليم الذي يركز على مدخل الحفظ واالستظهار. 3- تنمية قدرة الطالب على رؤية العالقات بين المعرفة القديمة والمعرفة الجدية حيث أن الخبرات الماضية أساسية للحصول على الخبرات الجديدة. 4- قدرة الطالب على صناعة معرفة جديدة إذا يتعين أن يساعد التعليم مرتفع الجودة الطالب على االكتشاف المستقل ورؤية العالقات بين المعارف المختلفة وتكوين استبصارات جديدة. 5- قدرة الطالب من خالله على تطبيق ما لديه من معرفة علي حل المشكالت فالتعليم الجيد هو الذي يساعد الطالب على مجابهة المواقف المختلفة التي يتعرض لها 6- قدرة الطالب على توصيل ما لديه من معرفة لآلخرين. 7- رغبة الطالب في معرفة المزيد ويعني ذالك إن علي الطالب أن يتهيأ لالستمرار في التعليم مدى الحياة وان يمارس ذالك فعليا فالحياة برمتها باب التعليم الذي ال ينتهي. وكثيرا ما يكون التعليم غير النظامي مهما جدا لدعم التعليم النظامي ( سعيد عبداهلل محارب 2005.)43 ولكي ترتفع مستوى الجودة في التعليم سعت بعض المؤسسات التعليمية إلى إعادة الهيكلة سواء على مستوى النظم أو العمليات أو األنشطة كما تطلب ذلك تحدد هذه المؤسسات موقعها من الجودة والى أين تتجه ومدى إمكانية تغيير ممارستها اإلدارية التي ستمكنها من الوصول لمستوى عال من التعليم.تشير الجودة إلى مجموعة من المفاهيم واالستراتيجيات واألدوات والمعتقدات والمعلومات التي تهدف إلى تحسين جودة المنتجات والمخرجات وتقبل الخسائر والتكلفة وترتبط الجودة بالطريقة التي يعمل بها األفراد العاملون ويساهمون في تحقق معايير الجودة التي 259

261 يراها العمالء ( سالمة عبد العظيم 2005 م ص 13 (.بعد وضوح الجودة الشاملة من الموضوعات التي اهتمت بها الدول المختلفة وخصوصا الصناعية والتجارية من خالل التعرف على رغبات المستهلك الحالية والمستقبلية.ثم وضع البرامج اإلنتاجية التي تتالءم مع تلك الرغبات. ولم يقتصر تطبيق إدارة الجودة الشاملة في المنظمات الصناعية وإنما أيضا في المنظمات الخدمية كالبلدية والصحة والتعليم في مختلف مستوياته. من اجل تقديم مخرجات على شكل خدمات تتالءم مع أذواق ورغبات المستهلك أو المستعمل.إن تنوع واختالف التحديات التي تواجه المنظمة في المرحلة الحالية عالميا أو إقليميا ومحليا دفع المؤسسات المختلفة إلى ضرورة التعرف على مبادئ ومتطلبات إدارة الجودة الشاملة فيها سواء كان من خالل الحصول على دعم اإلدارة العليا التمهيد قبل التطبيق المشاركة الجماعية باعتبار إن الجودة الشاملة هي مسؤولية جميع العاملين في المؤسسة.من هنا يأتي توجيه كيان المؤسسة التعليمية نحو ضمان الجودة واالعتماد أن مفهوم الجودة وفقا لما تم االتفاق عليه في مؤتمر اليونسكو للتعليم والذي أقيم في باريس في أكتوبر )1998( ينص على أن الجودة في التعليم العالي مفهوم متعدد اإلبعاد ينبغي أن يشمل جميع وظائف التعليم و أنشطته مثل:- 1- المناهج الدراسية. 2- البرامج التعليمية. 3- البحوث العلمية. 4- الطالب. 5- المباني والمرافق واألدوات. 6 - توفير الخدمات للمجتمع المحلي 7- التعليم الذاتي الداخلي. 8- تحديد معايير مقارنة للجودة معترف بها دوليا. وتعتبر الجودة احد أهم الوسائل واألساليب لتحسين نوعية التعليم واالرتقاء بمستوى أدائه في العصر الحالي الذي يطلق عليه بعض المفكرين بأنه عصر الجودة ترفا ترنو إليه المؤسسات التعليمية أو بديال تأخذ به أو تتركه األنظمة التعليمية بل أصبح ضرورة ملحة تمليها حركة الحياة المعاصرة وهي دليل على بقاء الروح وروح البقاء لدى المؤسسة التعليمية. مشكلة الدراسة : يحتاج التعليم التقني كغيره من أنماط التعليم لتوفير كل متطلبات نجاحه وهذه المتطلبات ال ترتكز على المنهج الجيد أو التجهيزات المعملية أو األستاذ الجيد بل ترتكز على مرتكزات أخرى فرضتها متطلبات التنمية وضرورة ربط السياسات التعليمية بالمجتمع بالخطط واالستراتيجيات والسياسات واالقتصادية واالجتماعية في الدولة وعديد األسباب التي تتداخل مع مختلف القطاعات وتأخذ بعين االعتبار لدى إعداد النظم التعليمية وكمثال هناك التقنيات الحديثة والتطور التقني وهناك سوق العمل ونوع األيدي العاملة التي يحتاجه كل هذه األمور اليوم لها عالقة بالتعليم 260

262 ويجب أخذها بعين االعتبار عند التخطيط لبرامج التعليم التقني.المتابع لمسيرة التعليم التقني في بالدنا يالحظ ما يعانيه قطاع التعليم بشكل عام والتعليم التقني بشكل خاص من مشاكل وتردي في المستوى وهذا يرجع إلى العديد من األسباب والتي تحاول هذه الدراسة مناقشتها والبحث في مسبباتها ومحاولة التركيز على وضع المناهج وأعضاء هيئة التدريس والمعامل والمختبرات وورش التدريب من خالل استطالع أراء مسئولي هذه المؤسسات وأعضاء هيئة التدريس إضافة إلى األسباب األخرى المتعلقة بالتخطيط الجيد ووضع السياسات المناسبة لضمان جودة المخرجات ومدى تماشيها مع متطلبات العصر واقتراح بعض الحلول التي قد تساهم في تحسين وتفعيل دوره التعليم التقني في المجتمع كأحد ركائز التنمية. فرضية الدراسة :انطلقت هذه الدراسة من فرضية أساسية مفادها : توجد فجوة بين جودة المعايير المدركة الختيار عضو الهيئة التدريسية والجودة المتوقعة لمعايير اختياره في الكلية موضوع الدراسة. أسئلة الدراسة: - ما هي جودة معايير اختيار أعضاء هيئة التدريس في المعاهد التقنية - ما هي المؤشرات على تدني مستوى التعليم التقني - كيف يمكن التغلب على المشاكل والعقبات بحيث يصبح التعليم التقني عنصرا فاعال أهداف الدراسة: - انطالقا من مشكلة البحث يمكن صياغة األهداف اآلتية : - 1- الكشف عن طبيعة ونوع المعايير المعتمدة لتحديد جودة معايير اختيار عضو الهيئة التدريسية. 2- تحديد حجم الفجوة بين الجودة المدركة والمتوقعة لمعايير اختيار عضو الهيئة التدريسية. 3- تقديم مقترحات لتطوير وتحسين جودة معايير اختيار عضو الهيئة التدريسية 4- اإلسهام في تطوير األداء التقني بشكل عام. 5- اإلسهام في تكوين اتجاهات ايجابية نحو االعتماد المهني لعضو هيئة التدريس كركيزة أساسية في تطوير العملية التعليمية. أهمية الدراسة : تكمن أهمية البحث في تصديه لواحدة من المشاكل المهمة التي تواجه األدوات في المعاهد العليا التقنية والتي تتمثل في تحديد المعايير المالئمة والتي على أساسها يتم اختيار أعضاء الهيئة التدريسية والمؤهلين لتحقيق األهداف العلمية والتربوية والمجتمعية التي تسعى المعاهد لتحقيقها من خالل ما تضعه من برامج وخطط تنسجم مع التغيرات االقتصادية واالجتماعية والتربوية والتكنولوجية التي تتعرض لها مؤسسات عموما والتعليمية خصوصا. 261

263 ص 4102 حدود الدراسة : يقتصر إطار هذه الدراسة على استقصاء الجوانب التالية المهمة في مؤسسة التعليم التقني الصقالوية األنبار من خالل : 1- تعريف التعليم التقني ومكوناته الرئيسية. 2- يعتمد في تحليل ودراسة واقع التعليم التقني على مؤسسة التعليم التقني في المعهد التقني العالي الصقالوية 3- االعتماد على بعض الدراسات السابقة التي تناولت بعضا من قضايا التعليم التقني 4- عرض استبانه خاصة بآراء أعضاء هيئة التدريس ورؤساء األقسام العلمية في المعهد التقني المذكور. مصطلحات الدراسة: مفهوم الجودة Quality: هي تكامل المالمح والخصائص لمنتج أو خدمة ما بصورة تمكن من تلبية احتياجات ومتطلبات محددة او معروفة ضمنا أو هي مجموعة من الخصائص والمميزات لكيان ما تعبر عن قدرتها على تحقيق المتطلبات المحددة أو المتوقعة من قبل المستفيد ". ويهتم نظام الجودة بالتحديد الشامل للهيكل التنظيمي وتوزيع المسئوليات والصالحيات على األفراد وإيضاح األعمال واإلجراءات الكفيلة بمراقبة العمل ومتابعته كذلك مراقبة وفحص كل ما يرد إلى المؤسسة التعليمية والتأكد على أن الخدمة قد تم فحصها وإنها تحقق مستلزمات الجودة المطلوبة. *مستويات الجودة : 1 -نظام الجودة االيزو 9000 : ايزو 9000 هو مصطلح عام لسلسلة من المعايير التي تم وضعها من قبل الهيئة الدولية للمواصفات القياسية ISO(International standardization Organization) لتحديد أنظمة الجودة التي ينبغي أن تطبقها على القطاعات الصناعية والخدمية وكلمة ايزو مشتقة من كلمة يونانية تعني التساوي والرقم 9000 هو رقم اإلصدار الذي صدرت تحته المواصفة وقد نالت مواصفة االيزو 9000 منذ صدورها عام 1987 اهتماما بالغا لم تنله مواصفة قياسية دولية من قبل. وعرف ابن منظور في معجم لسان العرب كلمة الجودة بان أصلها "جود" والجيد نقيض الرديء وجاء النسب جودة وجوده أي صار جيدا )ابن منظور (. اصطالحا الجودة تعني المطابقة لالحتياجات وانخفاض معدل الفشل كما تعني الزيادة واالمتياز في عمل األشياء كما تعني تحقيق أهداف المستفيدين باستمرار ورغباتهم )بدر سعيد 262

264 االغبري 2005 ص 234 (.إن الخدمة أو المنتج يمكن أن ينتج مطابقا للمواصفات الموضوعة له والمتفق عليها سابقا وفي نفس الوقت ال يحقق احتياجات ورغبات العمالء ولذلك فان تطبيق المواصفات ال يعني الجودة على اإلطالق والوسيلة الوحيدة للتعرف على احتياجات العمالء وتوقعاتهم هي إيجاد قنوات اتصال فعالة ودائمة معهم مفاهيم ومصطلحات متعلقة بالجودة: أدى تطور مفهوم الجودة إلى ظهور الكثير من المصطلحات المتعلقة بالجودة منها - ضمان الجودة :Quality assurance تحقيق النوعية الجيدة في المنتجات والخدمات يتطلب ان تقوم المؤسسة التي تقدم المنتجات والخدمات باتخاذ إجراءات متعددة تضمن اتصاف المنتج او الخدمة بالنوعية الجيدة وهذه اإلجراءات الهادفة لتحقيق النوعية الجيدة تسمى " ضمان الجودة " ان النوعية عبارة عن خاصية characteristic يمتلكها المنتج أو الخدمة بكمية تقل أو تكثر. أما ضمان الجودة فهي عملية process موجهة نحو الحصول على هذه الخاصية. وهذه العملية تشمل كل اإلجراءات المخططة والمنظمة التي من شانها جعل االحتمال كبيرا في أن المنتج أو الخدمة سيمتلك متطلبات محددة ومواصفات موضوعة مسبقا )عبد الحكيم بنود 2005 ص 219(. - ضبط الجودة :Quality control ضمان الجودة عملية قبلية تتخذ قبل اإلنتاج وقبل تقديم الخدمة أما ضبط الجودة فهي عملية بعدية بالنسبة للمنتج أو الخدمة )أي تأتي بعدها( وتشمل مجموعة من اإلجراءات التي تقيس مدى مطابقة المنتج لمجموعة من المعايير المحددة مسبقا )عبد الحكيم بنود 2005 ص 220 (.لذالك فان عملية ضبط الجودة ال تمنع الفشل وإنما تشير إليه والذي يمنعه هو عملية ضمان الجودة. - الجودة الشاملة :Total Quality يقوم نظام الجودة الشاملة على مشاركة جميع أعضاء المنظمة ويستهدف النجاح طويل المدى وتحقيق منافع للعاملين في المنظمة وللمجتمع وسميت ب)الشاملة(الن المسؤولية تشمل جميع فريق العمل كل فرد في حدود مجال عمله وصالحياته باإلضافة إلى أن الجودة تشمل جميع مجاالت العمل وعناصره صغيرها وكبيرها )خديجة عبداهلل الصبان 2005 ص 270(. - إدارة الجودة الشاملة :Total Quality Management إدارة الجودة الشاملة هي نظام إداري يهدف إلى زيادة فاعلية األداء واإلنتاج من خالل تطوير وتحسين العمليات والنظام القائم والمكون من مدخالت وسلسلة عمليات ومخرجات مستخدما أسلوبا عمليا متميزا بحيث يتم ذالك بمشاركة جميع العاملين في المؤسسة بهدف تحقيق رغبات ومتطلبات مستعملي المنتجات أو المستفيدين من 263

265 الخدمات. ويرى البعض أن إدارة الجودة الشاملة هي أن إي عضو في المؤسسة وعلي أي مستوى مسئول بصورة فردية عن إدارة الجودة ما يخصه من العمليات التي تساهم في تقديم المنتج أو الخدمة )خديجة عبداهلل الصبان 2005 ص 20(. الجودة في التعليم :- تشير الجودة إلى قدرة المنتج أو الخدمة على الوفاء بتوقعات المستهلك أو الزيادة على توقعات المستهلك فالجودة تعني حصول المستهلك على المنافع في مقابل ما تم دفعه فالمنتج المتصف بالجودة هو الذي يقابل او يفوق احتياجات العميل وتوقعاته اذا فالجودة يحددها العمالء وليس المصنعون أو المنتجون ولذالك فان الجودة هي تحقيق احتياجات وتوقعات العمالء أو تجاوزهما من خالل االتصال المباشر بهم للتعرف على رغباتهم وتوقعاتهم وهناك عمالء داخل المؤسسات التعليمية هم الطالب وعمالء خارج المؤسسات التعليمية هم أولياء األمور والمجتمع )سالمة عبد العظيم حسن 2005 ص 118(. ولقد تعددت تعريفات مفهوم الجودة في التعليم فيرى البعض أنها ما يجعل التعليم متعة وبهجة حيث لن المدرسة التي تقدم تعليما يتسم بالجودة هي المدرسة التي تجعل طالبها متشوقين لعملية التعليم والتعلم مشاركين فيه بشكل ايجابي نشط محققين من خالله اكتشافاتهم وإبداعاتهم النابعة من استعداداتهم وقدراتهم السلبية لحاجاتهم ومطالب نموهم وبمعنى آخر أن الجودة في التعليم هي مجمل السمات والخصائص التي تتعلق بالخدمة التعليمية وهي التي تفي باحتياجات الطالب. ويرى آخرون أن مفهوم الجودة في التعليم تعني ترجمة احتياجات وتوقعات الطالب إلى خصائص محددة تكون أساسا لتعميم الخدمة التربوية وتقديمها لطالب بما يوافق تطلعاتهم. فالجودة في التعليم هي عملية توثيق للبرامج واإلجراءات وتطبيق لألنظمة واللوائح والتوجيهات تهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في عملية التربية والتعليم واالرتقاء بمستوى الطالب في جميع الجوانب العقلية وال جسمية والنفسية والروحية واالجتماعية وال يتحقق ذالك إال بإتقان األعمال وحسن إدارتها )خديجة عبداهلل الصبان 2005 ص (. كما إن تحقيق جودة التعليم يتطلب توجيه كل الموارد البشرية والسياسات والنظم والمناهج والعمليات والبنية التحتية من اجل خلق ظروف مواتية لالبتكار واإلبداع في ضمان تلبية المنتج التعليمي لمتطلبات التي تهيئ الطالب لبلوغ المستوى الذي يسعى الجميع لبلوغه. فوائد الجودة في التعليم : يرى محمد يوسف أبو ملوح )2005 ص 2-1 ) إن فوائد الجودة في التعليم يمكن تلخيصها فيما يلي: 1- ضبط وتطوير النظام اإلداري في المدرسة نتيجة وضوح األدوار و تحديد المسئوليات. 264

266 2- االرتقاء بمستوى الطالب في جميع الجوانب الجسمية والعقلية واالجتماعية والنفسية والروحية. 3- ضبط شكاوى ومشكالت الطالب وأولياء أمورهم واإلقالل منها ووضع الحلول المناسبة لها. 4- زيادة الكفاءة التعليمية ورفع مستوى األداء لجميع اإلداريين والمعلمين العاملين في المدرسة. 5- الوفاء بمتطلبات الطالب وأولياء أمورهم والمجتمع. 6- توفير جو من التفاهم والتعاون والعالقات اإلنسانية السليمة بين العاملين. 7- تمكين إدارة المدرسة من تحليل المشكالت بالطرق العلمية الصحيحة والتعامل معها من خالل اإلجراءات التصحيحية والوقائية لمنع حدوثها مستقبال. 8- رفع مستوى الوعي لدى الطالب وأولياء أمورهم تجاه المدرسة من خالل إبراز االلتزام بنظام الجودة. 9- الترابط والتكامل بين جميع اإلداريين والمعلمين في المدرسة و العمل عن طريق الفريق وبروح الفريق. 10- تطبيق نظام الجودة يمنح المدرسة االحترام والتقدير المحلي واالعتراف العالمي 11- مراجعة المنتج التعليمي المباشر وهو الطالب. 12- مراجعة المنتج التعليمي غير المباشر. 13- اكتشاف حلقات الهدر وأنواع المختلفة. 14- تطوير التعليم من خالل تقويم النظام التعليمي وتشخيص القصور في المدخالت والعمليات والمخرجات حتى يتحول التقويم إلى تطوير حقيقي و ضبط فعلي لجودة الخدمة التعليمية. أما فيما يختص بمدخل إدارة الجودة الشاملة فهو من المداخل اإلدارية الحديثة ورغم حداثته إال انه ليس هناك اتفاق نمطي هلل في المفهوم فالواقع أن إدارة الجودة الشاملة تمثل مظلة تحتها عددا كبير من مبادرات الجودة التي يمكن إداراتها أن تشمل المكونات التالية : -1 الضبط االجتماعي للعملية control( ) statistical process -2 دوائر الجودة ( circles ) quality -3 خدمة المستفيد) ) customer service -4 تامين ومراقبة الجودة : منهج تاجوشى. ( methodology ) tayuchi -5 الوقت المحدد) time just in 6- في مجال التربية : تحسين جودة النظام التعليمي. ( system educational )quality improvement 265

267 متطلبات إدارة الجودة في التربية والتعليم : تتطلب إدارة الجودة في التعليم : 1- رسم سياسة الجودة وتشمل من هو المسئول عن إقامة الجودة وإدارتها كيف تتم مراقبة ومراجعة النظام من جانب اإلدارة المهام التي يجب أن تتم اإلجراءات المحددة لها وكيفية مراقبة تلك اإلجراءات كيفية تصحيح اإلخفاق في االلتزام باإلجراءات. 2- اإلجراءات: وتشمل مهام التسجيل وتقديم المشورة تخطيط المنهج والتقويم مواد التعليم واختيار العاملين وتطوير العاملين. 3- تعليمات العمل : والتي يجب أن تكون واضحة ومفهومة وقابلة للتطبيق. 4- المراجعة :وهي الوسيلة التي يمكن للمؤسسة أن تتأكد بها من تنفيذ اإلجراءات. 5- اإلجراء التصحيحي: وهو تصحيح ما تم إغفاله أو ما تم عمله بطريقة غير صحيحة. 6 -الخطوات اإلجرائية لتطبيق معايير إدارة الجودة الشاملة في المجال التربوي وهي حوالي 19 بندا تمثل مجموعة متكاملة من المتطلبات الواجب توافرها في نظام الجودة المطبقة في المؤسسات التعليمية للوصول إلى خدمة تعليمية وهي بنود ما يسمى بااليزو 9002)9002 )ISO و التي ظهرت نتيجة تطوير نظام االيزو 9000 ليتوافق مع الميدان التربوي نظام االيزو )9002 )ISO في الميدان التربوي: كلمة ايزو مشتقة من كلمة يونانية تعني التساوي أو التماثل أو التطابق وااليزو مصطلح يعني أن هذا المنتج تم اعتماده من قبل الهيئة الدولية للمواصفات القياسية وهي إحدى المنظمات العالمية التي تهدف إلى وضع أنماط ومقاييس عالمية للعمل على تحسين كفاءة العملية اإلنتاجية وتخفيض التكاليف ولقد تم تطوير نظام االيزو 9000 ليتوافق مع الميدان التربوي فظهر ما يسمى بااليزو 9002 ويتضمن تسعة عشر بندا تمثل مجموعة متكاملة من المتطلبات الواجب توافرها في نظام الجودة المطبقة في المؤسسات التعليمية للوصول إلى خدمة تعليمية عالية وبنود نظام االيزو 9002 هي ما يلي:) محمد أبو ملوح 2005 ص 2-1 ( 1- مسئولية اإلدارة العليا. 2- نظام الجودة 3- مراجعة العقود. 4- ضبط الوثائق والبيانات. 5 -الشراء. 6- التحقق من الخدمات أو المعلومات المقدمة للمدرسة من قبل الطالب أو ولي أمره. 7 - تمييز وتتبع العملية التعليمية للطالب. 8- ضبط ومراقبة العملية التعليمية. 9- التفتيش واالختيار ضبط وتقويم الطالب. 11- حالة التفتيش واالختبار. 12- حاالت عدم المطابقة. 13- اإلجراءات التصحيحية والوقائية. 14- التناول والتخزين والحفظ والنقل. 15- ضبط السجالت. 16- المراجعة الداخلية 266

268 للجودة. 17- التدريب الخدمة. 19 -األساليب اإلحصائية. وتنقسم مطالب أنظمة الجودة ايزو 9000 إلى ثالث مستويات هي :- أ- نظام ايزو 9001: ويختص بالمؤسسات التي تقوم بالتصميم والتطوير واإلنتاج والخدمات. ب- نظام ايزو 9003: ويختص بالمؤسسات التي تقوم باإلنتاج والخدمات وحيث إن المدارس ال تقوم بتصميم المناهج فهي ال تخضع لنظام المواصفة ايزو ج- نظام ايزو 9003: ويختص بالورش الصغيرة فهي ال تصمم منتجاتها وتقوم بعملية التجميع. إدارة المؤسسات التعليمية :- تحتاج الجودة إلى إدارة بالقيادة واإلقناع تحتاج قائدا يقود وال يوجه قائدا يستند على التعاون ال السلطة قائدا يقول نحن وال يقول أنا قائدا يشع جوا من الثقة وال يشع جوا من الخوف يبين الطريق يحدد األخطاء وال يحدد الشخص المخطئ يشع جوا من الحماس وال يشع جوا من التزمر قائدا يجعل العمل ممتعا وال يجعل العمل شاقا ولذالك تتسم إدارة تحسين الجودة باالتي:- )) سالمة عبد العظيم حسين 2005 ص :) أن تكون حركية تؤمن بالتغيير وتسعى إلى التجديد واالبتكار. إدارة هجومية تتوقع المشكالت وتسعى لمالقاتها قبل حدوثها. تستهدف األمثل وتحاول الوصول إلى الحد األقصى من االنجاز. إدارة تستند إلى جماعة الخبرة والعلم اإلداري ونستعين بالمستشارين اإلداريين في مختلف المجاالت. صعوبات ومعوقات تطبيق إدارة الجودة الشاملة في التعليم : يعترض تطبيق إدارة الجودة الشاملة كثير من المعوقات والصعوبات منها : 1 -المركزية في اتخاذ القرار التربوي حيث تطلب إدارة الجودة الشاملة الالمركزية في القرار التربوي. 2 -اعتماد نظام المعلومات في المجال التربوي على األساليب الصحيحة. 3 -عد توفر الكوادر المؤهلة والمدربة في مجال إدارة الجودة الشاملة في العمل التربوي. 4 -التمويل حيث يحتاج تطبيق نظام الجودة الشاملة في العمل التربوي إلى ميزانية كافية. 5 -اإلرث الثقافي واالجتماعي وهو الموروث التربوي التقليدي وعدم تقبل أساليب التطوير والتحسين.))محمد يوسف ابو ملوح 2005 ص 3 ( **أهمية الجودة : 267

269 1 -ضبط وتطوير النظام اإلداري في المؤسسة التعليمية. 2 -االرتقاء بمستوى الطالب في جميع المجاالت. 3 -ضبط شكاوى الطالب وأولياء أمورهم واإلقالل منها ووضع الحلول. 4 -زيادة الكفاءة التعليمية ورفع مستوى األداء للعاملين بالمؤسسة. 5 -الوفاء بمتطلبات الطالب وأولياء أمورهم والمجتمع والوصول إلى رضاهم وفق النظام العام للمؤسسة التعليمية. 6 -تمكين المؤسسة التعليمية من تحليل المشكالت بالطرق العلمية. 7 -رفع مستوى الطالب وأولياء األمور تجاه المؤسسة التعليمية من خالل إبراز االلتزام بنظام الجودة. 8- الترابط والتكامل بين جميع القائمين بالتدريس واإلداريين في المؤسسة والعمل عن طريق الفريق وبروح الفريق 9 -تطبيق نظام الجودة يمنح المؤسسة التعليمية االحترام والتقدير المحلى واالعتراف المحلي. إن تحقيق ثقافة الجودة في التعليم والمعرفة ال يمكن أن تقارن ابدأ مع مبدأ الجودة في اإلنتاج الصناعي أو التجاري أو الزراعي الن األسس التي تتحكم بالقياسات والمواصفات لكل منها تختلف كثيرا بعضها عن البعض اآلخر. إن التعليم والمعرفة قيمتان وركيزتان تعتمدان على العقل والفكر بشكل أساسي ولذلك فاهما يرتبطان بالجانب الفكري والروحي عند اإلنسان أكثر من ارتباطيهما بالجانب المادي. إن مفهوم الجودة في التعليم له معنيان مترابطان احديهما واقعي واألخر حسي فجودة التعليم بمعناها الواقعي تعني التزام المؤسسة التعليمية بانجاز مؤشرات ومعايير حقيقية متعارف عليها مثل معدالت تكلفة التعليم الجامعي أما المعنى الحسي لجودة التعليم فيرتكز على مشاعر وأحاسيس متلقي الخدمة التعليمية كالطالب وأولياء أمورهم. جودة التعليم التقني : بالرغم من الجهود التي تبذل في مجال تطوير التعليم التقني في الدول النامية إال انه مازال دون المستوى المطلوب ألن" اإلصالحات التعليمية تطبق دون نظرة شاملة للتطوير ويغلب الجانب النظري علي المقررات والمناهج إضافة إلى قصور النظام التعليمي عند االهتمام بالطالب من حيث ميوله ومواهبه وقدراته وعدم فاعلية وسائل تقويم الطلبة ")سناء إبراهيم أبو دقة 2005 م ص 1 (. فجودة التعليم التقني تعني مقدرة مجموع خصائص ومميزات المنتج التعليمي على تلبية متطلبات الطالب وسوق العمل والمجتمع وكافة الجهات الداخلية والخارجية المنتفعة إذن الجودة في التعليم التقني تعني التحسين المستمر في عملية تقديم الخدمة للطالب في مؤسسات التعليم التقني بما يؤدي إلى تلبية احتياجاتهم وتوقعاتهم وصو ال 268

270 إلى تحقيق أهدافها التعليمية في تزويد المجتمع بخريجين ذوي جودة عالية. فالجودة في التعليم التقني هي المالئمة للغرض fitness for the purpose.لذالك فان ثقافة الجودة وبرامجها تؤدي إلى اشتراك كل فرد وإدارة ووحدة علمية وطالب وعضو هيئة تدريس ليصبح جزءا من هذا البرنامج وبالتالي فان الجودة هي القوة الدافعة المطلوبة لدفع نظام التعليم التقني بشكل فعال ليحقق أهدافه ورسالته المنوطه به من قبل المجتمع واألطراف العديدة ذات االهتمام بالتعليم التقني ( عليان عبداهلل الحولي 2005 ص.)6 التقويم واالعتماد في التعليم التقني: يعتبر التقويم جزء أساسي من عملية إدارة الجودة الشاملة للتعليم والتقويم عملية شاملة تضمن كافة أبعاد العملية التعليمية وهي المناهج والطالب وأعضاء هيئة التدريس والمرافق التعليمية من معامل ومكتبات وغيره أخذه في االعتبار االفتراضات والمحددات والعوامل والشروط التي تلعب دورا مباشرا أو غير مباشر في تحديد طبيعة ومستوى الممارسة.أما االعتماد في التعليم التقني كما يرى عبد الحكيم بنود )2005( هو االعتراف بان برنامج تعليمي Program أو مؤسسة تعليمية Institution يصل إلى مستوى معيار معين Certain Standard نإ. معايير االعتماد قد تختلف من بلد إلى بلد أو مؤسسة لمؤسسة لكن جميعها متفق على أهداف االعتماد وهي : 1- المساهمة إلى جانب آليات أخرى في تعزيز النوعية في التعليم التقني. 2- التأكد من أن الطلبة وأرباب العمل واألهل لديهم وصول الى المعلومات التي تبين كيفية حصول الطلبة على شهاداتهم بموجب معايير أكاديمية نوعية. 3- خلق معايير للتقييم الداخلي في المؤسسات. 5- التأكد من انه لدى وجود أي نقص في االلتزام بمعايير الجودة تتخذ إجراءات لتحسين الوضع. االعتماد ال يهتم فقط بالمنتج النهائي للعملية التعليمية ولكن يهتم بنفس القدر بكل جوانب ومقومات المؤسسة التعليمية. ويساهم االعتماد في تأكيد و تشجيع المؤسسة التعليمية على اكتساب شخصية وهوية مميزة بناء على منظومة معايير أساسية Basic Standard تتضمن قدرا متفق عليه من الجودة. والمعيار في االعتماد Accreditation Standard هو بيان بالمستوى الذي وضعته هيئة مسئولة أو معترف بها بشان درجة أو هدف معين يراد الوصول إليه ويحقق قدرا منشودا من الجودة Quality أو التمييز Excellence )عبد الحكيم بنود 2005 ص 221(. لذا نجد كثير من الدول عمدت إلى آلية للحفاظ على جودة التعليم ولذلك أنشئت هيئات 269

271 سمي بعضها هيئة اعتماد Accreditations وبعضها سمي هيئة تقويم Evaluation والبعض سمي هيئة التقويم واالعتماد. أهمية الجودة في التعليم التقني: إن أهمية الجودة بصفة عامة والجودة في التعليم التقني بصفة خاصة تظهر من خالل التعرف على ما يمكن أن يحققه التعليم التقني من فوائد بتطبيقه لمعايير الجودة الشاملة. ويرى سعيد عبداهلل حارب ) 2005 ص 42 (أم من ابرز فوائد تطبيق معايير الجودة الشاملة في التعليم التقني : 1- التطوير المستمر لرسالة المعهد التقني وأهدافها إذ أن تطبيق معايير الجودة سيدفع مؤسسات التعليم إلى مراجعة دائمة لرسالة المؤسسة وأهدافها مما يجعلها تواكب المتغيرات السريعة والمتالحقة حولها كما يجعلها تلبي متطلبات التنمية. 2- االستثمار األمثل للموارد المالية والبشرية إذ أن غالبية المؤسسات التقنية تعاني من الهدر في الطاقات البشرية كما أن مواردها المالية أم إن تكون عاجزة عن تحقيق متطلباتها وتنفيذ برامجها ا وان األموال تهدر في مجالت ال تخدم العملية التعليمية بصفة مباشرة. 3- رفع كفاءة العاملين في مجال التعليم التقني إذ إن معايير الجودة الشاملة تشترط على العاملين في أوساط المؤسسة مستويات عالية من الكفاءة المهنية سواء كانوا في مجال التدريس أو المجال اإلداري واإلسناد العلمي 4- تحقيق الدور المجتمعي لمؤسسات التعليم التقني حيث إن جودة التعليم التقني ستؤثر بصفة مباشرة في المجتمع من خالل مخرجاتها من الطلبة والطالبات ومن حالل أدوارهم األخرى مثل البحث العلمي وتقديم االستشارات العلمية ودعم القرار واقتراح حلول المشكالت االجتماعية واالقتصادية والسياسية وغيرها. 5- تحقيق جودة المستفيدين من جودة التعليم التقني او ما يصطلح عليه ب)جودة المنتج ) وهو الطالب وتدعيم وضعه واالرتقاء به عن طريق تنمية ملكاته الفكرية والعقلية ذات المرتبة العليا بما يسمح له بالنضرة النقدية لخبرته ولنفسه. عليه فان التعليم الجيد يوفر للطالب مهارات وإمكانات ال تتيسر له كثير مما يتلقاه حاليا )سعيد عبداهلل محارب 2005 ص 42(. كما أن االتجاهات الحديثة في قياس وإدارة الجودة تعمل على تفادي ضيق النضرة والعمل على قياس مخرجات التعليم التقني المتمثلة في توافر خصائص اتجاهية ومعرفية ومهارية وسلوكية في الخريجين فحسب بل يمتد قياس جودة الخدمة إلى جودة عنصر تقديم الخدمة التعليمية وكمثال نجد انه في اجتماع مشترك بين ممثلي اللجنة الدائمة لتقييم عناصر على مستوى الدرجة الجامعية األولى في المعاهد البريطانية والمجلس األعلى لتقييم جودة الدراسة في مؤسسة 270

272 المعاهد العليا األمريكية عقد في أكتوبر 1995 م في معهد ستانفورد اتفق على المعايير الواجب إتباعها لتقييم وجود الخدمة والتي جاءت في جدول )1( كاألتي: جدول )1( معايير تقييم جودة الخدمة التعليمية على مستوى المعاهد العليا ص نواحي الجودة العنصر - التناسب مع قدرة استيعاب الطالب في هذه المرحلة. - درجة تغطية الموضوعات األساسية. 1 -المنهج التعليمي - اإللمام بالمعارف األساسية. - االرتباط بالواقع العملي. - إعداد الطالب لعصر العولمة من خالل تعلم لغة أجنبية. - شكل وأسلوب إخراج المرجع العلمي. - درجة المستوى العلمي و الموثوقية. 2 -المرجع العلمي - امتداد االستفادة من المرجع العلمي. - سعر المرجع العلمي. - نوع االتجاهات التي ينميها المرجع العلمي. - أصالة المادة العلمية. - إدراك احتياجات الطالب. - المستوى العلمي والخلفية المعرفية. هيئة 3 -أعضاء - االلتزام بالمنهج العلمي. - االنتظام في العملية التعليمية. التدريس - العمل على تنمية المهارات الفكرية التنافسية. - تقبل التغذية الراجعة. - الهدف من أسلوب التدريس المستخدم. - تنمية الحس الوطني والوازع األخالقي. - تنمية النضرة المتعمقة. - تنمية االتجاه التحليلي. - الوعي بدور القدرة العلمية والخلقية. - درجة التفاعل الشخصي. - درجة الموثوقية والشمول. - درجة الموضوعية واالتساق. 4 -أسلوب التقييم - القدرة على القدرة التحليلية. - عدم التركيز على التلقين. - التركيز على التفكير أالنتقادي. - التوجه نحو سوق العمل. - توافر المعلومات الالزمة لتشغيل وإدارة النظام. 5 -النظام اإلداري - كفاءة وفعالية النظام اإلداري. - المناخ الجيد لممارسة النشاطات الرياضية والفنية. - تلقى الشكاوى والتعامل معها. -تنمية وإشباع الناحية الجمالية. -تناسبها مع طبيعة العملية والتعليمية. 6 -التسهيالت المالية المصدر :)عليان عبداهلل الحولي ( المدخل الذاتي لضمان الجودة في التعليم التقني : من المفاهيم المفضلة للجودة عندما ادخل مفهوم ضمان الجودة في التعليم التقني إنها شيء ما يناسب غرضا منتجا أو خدمة مطلوب تقديمها أو تحقيقها خاصة عندما يتحدد هذا الغرض او المنتج وبالتالي اذا كان التعليم التقني المقدم يفي بالغرض حينئذ يقال انه جيد بشرط أن يتوافق مع المستويات المقبولة للجودة والتكامل هذا المدخل أألداتي يتحاشى تحديد جوهرة الجودة ويركز على متطلبات تحقيق غرض ومهمة المؤسسة ويجعل برنامج ضمان الجودة إجرائيا. ويبدأ المدخل أألداتي بتوضيح هدف أو أهداف مؤسسة التعليم التقني والتأكد من الهدف أو األهداف تتفق أو تتماشى مع أهداف األمة أو الدولة وبعد التحقق من هذا التوافق يتم الوقوف على 271

273 مدى فاعلية نظام إدارة الجودة في مقدرته على تحقيق هذا الهدف أو تلك األهداف واستخدام نظام إدارة الجودة يتطلب عدة خطوات متتابعة متسلسلة كاآلتي :- أوال: تحديد مهمة أو غرض المعهد التقني ورسالته. ثانيا: تحديد الوظائف.التي تؤديها المعاهد التقنية وأهميتها النسبية لتحقيق هذه المهمة ثالثا:تحقيق أهداف كل وظيفة من وظائف المعهد التقني ووضع مؤشرات أداء كمية وكيفية. رابعا: إقامة وتأسيس نظام الجودة الشاملة بمعنى توضيح عمليات اإلدارة التي تستخدمها المعاهد العليا التقنية للوقوف على مدى تحقيق األهداف. خامسا: وضع نظام لفحص الجودة واختبارها من اجل تقويم أداء المعاهد التقنية في إدارتها واضطالعها بهذه الوظائف وتحديد المجاالت أو المناطق التي تحتاج إلى تحسين أو إصالحات )د.ل 2005 ص 33(. متطلبات ضمان الجودة : يرى د.ل) 2005 ( أن تجربة الدول المتقدمة تدل على استخدام مدخل أداتي لضمان الجودة بالتعليم التقني العالي يمكن أن يكون فاعال إذا ما توافرت بعض المتطلبات لها وكثير من المتطلبات مسلم بها في المعاهد التقنية في الدول المتقدمة ولكن عدم وجود هذه المتطلبات يجعل من الصعب وضع الخطوات المتبع في المدخل األتي موضع التطبيق العملي وتنفيذ بنجاح في الدول النامية)د.ل 2005 ص 71(. أول المتطلبات أن يكون أعضاء هيئة التدريس مؤهلين كالبحث والتدريس عند مستوى مقبول يمكن أن يتحقق في حالة المعرفة األساسية في المادة وطرق البحث والتدريس واستخدام التكنولوجيا الحديثة. ثانيا المتطلبات إن يتفرغ أعضاء هيئة التدريس للعمل طوال الوقت في مؤسسة تقنية واحدة إذ يمكنهم اكتساب دخل إضافي من تقديم استشارة ألحدى المنظومات الحكومية أو الدولية أو الصناعية كجزء من وظيفتهم في خدمة المجتمع كذالك يمكنهم إلقاء محاضرات في مؤسسات أخرى أثناء اإلجازات والعطالت الرسمية أو بناء على اتفاق مسبق بين إدارة المعهد التقني والمؤسسة التي ستلقى فيها المحاضرة. ثالث المتطلبات يتمثل في ضرورة وجود أو توفير خدمات إدارية والكترونية وطبيعية معاون وهذا يعني : 1- إن أعضاء هيئة التدريس سوف يجدون معامل جيد التجهيز والمكتبات المملوءة او المتوافر فيها الكتب والمراجع الحديثة والدراسات والمجالت. 2- توفير مكاتب فردية أو جماعية تمكنهم من أعداد المواد التدريسية وتقديم االستشارة الخاصة للطالب وإجراء مناقشات علمية مع الزمالء وإجراء البحوث. 272

274 3- توافر التسهيالت مثل الكمبيوتر )خدمات( خاصة الشخصية منها واالنترنيت والبريد االلكتروني. 4- وجود خدمات إدارية فاعلة وذات كفاءة في عملها ونظم بيانات صادقة عن مؤشرات األداء المستخدمة في خطط اإلدارة. إن التأهيل والتفرغ )الوقت( والخدمات المعاونة ليست كافية في حد ذاتها إلحداث تحسينات في جودة التدريس والبحث إذ يجب أن يستخدم بفاعلية للوصول إلى النتائج المرغوبة فهي ضرورية ولكنها ليست متطلبات كافية لضمان الجودة في العمل وإذ ال تزال هناك متطلبات أخرى والتي من بينها إن قادة المعاهد التقنية البد أن يدركوا األسباب وراء ضرورة ضمان الجودة وان يلتزموا بها وهذا يقتضي منهم قبول إن ضمان الجودة عملية أو تدريب exercise مستهلك للوقت وأعضاء هيئة التدريس ليس ضد التحسين المستمر للجودة لكنهم مثل بقية البشر يخشون المجهول واإلقناع أو اإلغراء يكون اسه الذا سمح ألعضاء هيئة التدريس للمشاركة والتأثير في نتائج عملية التغيير على سبيل المثال تحديد رسالة المعهد التقني يجب تطويرها بالمشاركة المستديمة من جانب مجتمع المعاهد التقنية فإذا اقتصرت الشراكة على قادة المعاهد التقنية واإلداريين فان رسالة المعاهد العليا ال تكون مملوكة لمجتمع المعاهد كلها وبالتالي لن تؤخذ مأخذ الجد. ودون الدعم الواقع من جانب أعضاء هيئة التدريس ذوي الخبرة والمتمرسين في المجال فان الخطط اإلستراتيجية واإلدارية ستظل مجرد خطط ووثائق عمل )حبر على ورق(. ومن المتطلبات أن يكون نظام التعيين والترقية معتمدا على السمعة األكاديمية وليس على اعتبارات سياسية أو اجتماعية فقد ثبت إن الدرجة العلمية ال تخلق وال تصنع شخصية قيادية...وثبت أيضا إن الدرجة الجامعية تأتي بأشخاص ليس أهال ليدارة بدليل أن عددا من هؤالء األشخاص يفشلون باإلدارة وسرعان ما يتم تنحيتهم من منصبهم اإلداري وهذا يتطلب توضيح وبيان)بوضوح( المعايير الخاصة باألداء في التدريس والبحث وخدمة المجتمع كذالك يجب توضيح اإلجراءات المستخدمة بوضوح وتنشر بصورة واضحة وتنفذ وتطبق بشفافية وبطريقة ال لبس فيها وال غموض والدعوات للتطبيق البد من إصدارها في وقت معلوم. وفي حالة عدم توافر ذالك باإلضافة إلى وجود عالقة حميمة بين األساتذة حينئذ فان القدرة على التدريس والبحث سوف تكون قليلة الجدوى فأعضاء هيئة التدريس يجب أن يخصصوا جزءا كبيرا من وقتهم وموهبتهم وطاقتهم إلثراء العالقات السياسية واالجتماعية بدال من االقتصار على تحسين األداء التدريسي والبحثي فالسعي لضمان الجودة في هذه الحال )عند االقتصار( لن تكون جدوى كبيرة في تحسين جودة األنشطة األكاديمية. ومن المتطلبات لضمان الجودة كذالك ضرورة توافر قدر من الحرية األكاديمية لعضو هيئة التدريس بحيث يتم 273

275 تشجيع أو على األقل التسامح عند توجيه النقد البناء للجامعة أو الحكومة ويجب أن ال يقابل هذا النقد باإلقصاء بالوظيفة أو الرسوب في الترقية أو إنهاء الخدمة أو إحالته إلى التحقيق )د.ل 2005 م ص (. المطلوب لضمان الجودة في الدول النامية : العنصر على الحاصلون التدريس هيئة أعضاء الدكتوراه المكافآت المادية )المرتبات( الخدمات فهم قادة الجامعات لضمان الجودة ترقية األساتذة الحرية السياسية واألكاديمية المصدر:)د.ل 2005 م ص 85 ( المأمول لضمان الجودة ضرورة حصول كل أعضاء هيئة التدريس على درجة الدكتوراه حصول أعضاء هيئة التدريس على مرتبات مجزية تسمح لهم بالتفرغ للتدريس والبحث. ضرورة توافر الخدمات )مكتب لكل أستاذ(مكتبة مزودة بأحدث الكتب أجهزة الحاسوب خدمات االنترنيت والبريد االلكتروني. ضرورة توافر قادة المعاهد الذين يفهمون ضمان الجودة ويبذلون قصارى جهدهم لتطبيقها البد أن تكون السمعة األكاديمية هي المعيار األول. البد من توافرها حتى يبدع األساتذة. بعض معوقات تطبيق إدارة الجودة الشاملة في التعليم التقني: ويرجع سالمة عبد العظيم )2005( عدم نجاح بعض المؤسسات في تطبيق برامج إدارة الجودة الشاملة في التعليم التقني إلى : - عدم توافر إحساس األفراد العاملين باألهداف أو الرؤى المشتركة حيث أن كل فرد منهم يؤدي دوره الوظيفي بصورة غير مترابطة وأحيانا يكون بصورة متناقضة وأحيانا يشعر بعض األفراد باالندماج في العمل ولكن ال يتوافر لديهم اإلحساس التام واإلدراك الواعي ألهداف مهمة المؤسسة. - تطبيق تلك المؤسسات أهداف بسيطة جدا ومتواضعة ومعتمدة على تطورات وتحسينات تمت ببطء في األداء الوظيفي في أخر سنة قبل التقييم حيث إن معظم تلك األهداف قد تم وضعاه بصورة منفردة وكل هدف على حده وان معظم تلك األهداف متصلة اتصاال وثيقا بالنتائج و بالعائد الذي تحققه المؤسسات وليست متصلة بالعملية الوظيفية. - في تلك المؤسسات ال يكافئ العاملين على فاعلية عملهم بصورة جيدة أو يكافئون على الطريقة التي تناسب وتوائم بها عملهم مع اإلستراتيجية الكاملة للمؤسسات بالرغم من انه هناك تقيميا إال انه يعتمد على التنافس بين اإلفراد بدال من االعتماد على البيانات الواضحة أو على مؤشرات األداء الخاصة بعملية التحسين في العملية الوظيفية.كما انه توجد بعض الصعوبات التي تعوق إدارة المؤسسة التعليمية عن تحقيق إدارة الجودة والتي من أبرزها : 1- تركيز اإلدارة على األهداف قصيرة المدى. 2 -عدم االهتمام بالتوازن بين األهداف قصيرة وطوية األجل. 274

276 3 -ندرة توفر البيانات الدقيقة وبالسرعة المطلوبة عن النظام التعليمي وإدارته وذالك لضعف النظام ألمعلوماتي وعدم توفر أنظمة المعلومات الفعالة واالعتماد على األساليب التقليدية في جمع البيانات والمعلومات. 4 -عدم استقرار اإلدارة وتغييرها الدائم حيث أن تعاقب المديرين في المؤسسة التعليمية الواحدة ال يتيح الفرص أمامهم لفهم وتطبيق اهتماماتهم التي تختلف عم اهتمامات المدير السابق أو الالحق. 5 -عدم اتساق سلوكيات القادة مع أفعالهم. 6- تسيب العاملين مما يؤدي إلى عدم انتظام العمل والى تدني مستويات الكفاءة والكفاية التنظيمية نتيجة تخلي العاملين وانصرافهم عن القيام بأداء واجباتهم كليا أو جزئيا وعد بذل المفترض والمتوقع منهم من مجهود 7- تعدد المستفيدين من المؤسسات التعليمية و ما يترتب عليه من صعوبة في تحديد األولويات بين الخدمات الواجب توفرها مع صعوبة تحديد معايير قياس مدى جودة الخدمات. الدراسات السابقة : - هناك العديد من الدراسات العربية واألجنبية التي تناولت جودة الخدمة التعليمية منها : 1- دراسة )أبو نبعه ومسعد 1998( : بعنوان إدارة الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم العالي بهدف عرض مفهوم إدارة الجودة الشاملة وتطبيقها في الجامعات األجنبية وطرحت إمكانية نقل التجربة وتطبيقها في البيئة األردنية من خالل توضيحها إلستراتيجية إدارة الجودة الشاملة في الجامعات األردنية األهلية. 2- دراسة ( ألبطي ) 2000 بعنوان إدارة الجودة الكلية الشاملة وإمكانية تطبيقها في الميدان التربوي السعودي وتوصلت إلى مجموعة من النتائج منها إن تعريفات الجودة بمعظمها تأخذ منحى اقتصاديا ومنها : أن الجودة تعني رضي المستفيدين من السلعة أو الخدمة واعتبر المستفيدون هم الطالب أولياء األمور والمجتمع بكامله. 3- دراسة ( شحاذة ) 2003 بعنوان نحو إستراتيجية جامعية عربية موحدة بهدف محاولة لتقديم الخطوط العريضة إلستراتيجية متكاملة للجامعات العربية تمكنها من مواجهة التحديات التي تجابهها في القرن الحالي ومن تخريج طلبة يتمتعون بمهارات التفكير الناقد والتعليم المستمر وبالمهارات األخرى المطلوبة لسوق العمل ويستطيعون العيش والمنافسة في عصر العولمة 275

277 وثورة التقنيات ويعتبرون تراثهم وحضارتهم العربية اإلسالمية ويستطيعون في نفسه التعايش مع الحضارات العالمية األخرى. 4- دراسة )الموسوي 2003( بعنوان تطوير أداة لقياس إدارة الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم العالي هدفت الدراسة إلى بناء أداة لقياس إدارة الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم العالي وذلك من خالل التحقق من صدقها وثباتها وقابليتها للتطبيق في المؤسسات التربوي وتوصلت الدراسة إلى بناء مقياس تضمن 48 فقرة موزعة على أربعة مجاالت إلدارة الجودة في مؤسسات التعليم العالي وهي متطلبات الجودة والمتابعة وتطوير القوى البشرية واتخاذ القرار وخدمة المجتمع وأوصت الدراسة بتطبيق هذا المقياس في مؤسسات التعليم العالي بالمنطقة العربية. -5 دراسة 1995( ) Brown & Jacqueline دراسة أجريت حول اتجاهات الموظفين نحو تطبيق إدارة الجودة الشاملة في وزارة التربية والتعليم في والية اورغن هدفت إلى استقصاء العالقة بين اتجاهات الموظفين في تلك المديرية واثر هذه االتجاهات على تطبيق إدارة الجودة الشاملة. تكونت عينة الدراسة من )400( موظف يهملون في وزارة التربية والتعليم في المديرية العامة في والية اورغن وقد خلصت الدراسة إلى عدم وجود فروقات تتعلق بأثر مدة الخدمة الجنس على تطبيق إدارة الجودة الشاملة كما وجدت الدراسة اختالفات مرتبطة بالمتغيرات الباقية )المستوى التعليمي العمر الخلفية العرقية مكان العمل( على تطبيق إدارة الجودة الشاملة حيث كانت أكثر الفروق في متغيرات مستوى التعليم والخلفية العرقية كما توصلت الدراسة إلى أن هناك فروقات تعزى إلى بعض الصفات الشخصية والى اتجاهات الموافقين والمعارضين قد أمكن تحديدها. من خالل العرض للدراسات السابقة يتضح: - أكدت جميع الدراسات العربية واألجنبية على ضرورة تطبيق إدارة الجودة الشاملة في العملية التعليمية - سعت معظم الدراسات السابقة إلى الكشف عن واقع إدارة الجودة الشاملة في المؤسسات التعليمية. - استفاد الباحث من الدراسات السابقة في التعرف على الجوانب المهمة في البحث العلمي منها المنهجية والعلمية واألساليب العلمية واإلحصائية المستخدمة في البحث الحالي والتحليل واستخالص النتائج. 276

278 - يختلف البحث الحالي عن األبحاث السابقة في كونه اهتم بدراسة جودة معايير اختيار عضو الهيئة التدريسية في المعهد التقني العالي في الصقالوية باعتباره من العناصر أو األركان األساسية للعلمية التعليمية. - الجانب العملي للدراسة تم توزيع استمارة االستبيان على اغلب أعضاء هيئة التدريس من حملة شهادة الدكتوراه ولمختلف األلقاب العلمية ومن اجل التوصل إلى صحة الفرضية الرئيسية لهذه الدراسة والتي تقوم على أساس وجود فجوة بين جودة المعايير المدركة الختيار عضو الهيئة التدريسية والجودة المتوقعة لمعايير اختياره في موضوع الدراسة من عدم صحتها فسنعمل على استخراج المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري والوزن المئوي لكل فقرة من فقرات االستبانة المخصصة لهذه الدراسة وكما يعرضها الجدول رقم )1( جدول )4( المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري والوزن المئوي لكل فقرة من فقرات استبانه الدراسة المتوسط الفقرة الحسابي توجد خطة واضحة لحاجة المعهد من أعضاء هيئة التدريس مستندة إلى رؤيتها ورسالتها وأهدافها. توفر عمادة المعهد العدد الكافي من أعضاء هيئة التدريس المؤهلين لتنفيذ البرامج والخدمات التربوية تعتمد عمادة المعهد معايير واضحة وشفافة الختيار عضو هيئة التدريس توجد لجان معاينة مختصة الختيار أعضاء هيئة التدريس المرشحين للعمل في المعهد توفر عمادة المعهد برامج التطوير المهني والتعليم المستمر ألعضاء هيئة التدريس فيها يتم اإلعالن عن تعليمات وشروط اختيار أعضاء هيئة التدريس ومتطلبات الوظائف األخرى من قبل عمادة المعهد تستخدم لجان النظيف في عمادة المعهد لتكنولوجيا االنترنيت لملئ البيانات الخاصة بالتوظيف يحرص معهدنا على تنظيم إحصاءات وبيانات ألعضاء هيئة التدريس والهيئة المساعدة موزعة حسب المؤهالت األكاديمية الدرجات العلمية الخبرة...الخ تضع عمادة المعهد لجان متخصصة في تدقيق مدى كفاية أعضاء هيئ التدريس ومواصفاتهم من اجل تحقيق رسالتها واألهداف التي تسعى إليها. تعتمد إدارة المعهد سياسة واليات محددة لتنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس. هناك تعليمات المعهد محددة لتحديد ساعات التدريس ألعضاء هيئة التدريس وفق الدرجات العلمية. تخصص عمادة المعهد المكافآت التشجيعية والشهادات التقديرية للمبدعين والمتميزين من أعضاء هيئة التدريس في مجاالت التدريس البحث العلمي وخدمة المجتمع. تشجع عمادة المعهد أعضاء هيئة التدريس على النشر في المجالت العلمية المحكمة. تشجع عمادة المعهد على تنمية المقدرة التحليلية ألعضاء هيئة التدريس. تمنح عمادة المعهد إجازات التفرغ العلمي ألعضاء هيئة التدريس تتيح عمادة المعهد الفرصة لمشاركة أعضاء هيئة التدريس في اللجان العلمية الدائمة والمؤقتة داخل المؤسسة. تشجع عمادة المعهد أعضاء هيئة التدريس للمشاركة في المؤتمرات والندوات الحلقات االنحراف المعياري 0.4 الوزن المئوي %74 %93 %73 %72 %76 %70 %74 %88 %76 %75 %95 %75 %90 %82 %97 %99 % ت

279 الدراسية داخل وخارج البلد. تشجع عمادة المعهد أعضاء هيئة التدريس للحصول على المنح الدراسية داخل وخارج البلد. 18 تحفز عمادة المعهد أعضاء هيئة التدريس للمساهمة في البحث العلمي التدريس وخدمة المجتمع. 19 تؤكد عمادة المعهد باستمرار على االلتزام بأخالقيات العمل األكاديمي 20 تتعاقد عمادة المعهد مع أعضاء هيئة التدريس المتقاعدين للعمل معها. 21 تعتمد عمادة المعهد أسسا لتنمية القدرات المهنية ألعضاء هيئة التدريس 22 تحدد عمادة المعهد لكل عضو هيئة تدريس مجموعة من الطلبة إلرشادهم علميا خالل سنوات دراستهم 23 المتوسط العام % % % % % % % نالحظ من خالل الجدول أعاله أن عمادة المعهد تتيح الفرصة لمشاركة أعضاء هيئة التدريس في اللجان العلمية الدائمة والمؤقتة وبمتوسط حسابي سجل )5( وانحراف معياري منخفض جدا قدره )0.1( داال بذالك على تقارب استجابات العينة المدروسة بهذا الخصوص وبوزن مئوي )%99) وكذلك فإنها تمنح إجازات التفرغ العلمي ألعضاء هيئة التدريس بمتوسط حسابي )4.9( وانحراف معياري منخفض جدا سجل )0.1( وبوزن مئوي مرتفع )%97( كما أكدت استجابات العينة على إن هنالك تعليمات محددة لتحديد ساعات التدريس ألعضاء هيئة التدريس وفق الدرجات العلمية فضال عن تأكيد عمادة المعهد باالستمرار على االلتزام بأخالقيات العمل األكاديمي وذلك بمتوسط حسابي قدره )4.8( وانحراف معياري منخفض جدا سجل على التوالي ) ( مشيرا إلى تقارب استجابات العينة بهذا الخصوص وبوزن مئوي )%95 %96) يضاف إلى ذلك أن عمادة المعهد تحفز أعضاء هيئة التدريس للمساهمة في البحث العلمي والتدريس وخدمة المجتمع وبمتوسط حسابي بلغ )4.7( وانحراف معياري متوسط قدره )0.6( ووزن مئوي )%95( كما توفر عمادة المعهد العدد الكافي من أعضاء هيئة التدريس المؤهلين لتنفيذ البرامج والخدمات التربوية وبمتوسط حسابي قدره )4.6( وانحراف معياري منخفض جدا )0.2( مشيرا إلى تقارب االستجابات بهذا الصدد وبوزن مئوي )%93( ونجد أيضا إن عمادة المعهد تشجع أعضاء هيئة التدريس على النشر في المجالت العلمية المحكمة وبمتوسط حسابي قدره )4.4( وانحراف معياري مرتفع بعض الشيء سجل )0.8( وبوزن مئوي )%90) كما يحرص المعهد على تنظيم إحصاءات وبيانات ألعضاء هيئة التدريس والهيئة المساعدة موزعة حسب المؤهالت األكاديمية الدرجات العلمية والخبرة... الخ وتشجعهم على المشاركة في المؤتمرات والندوات والحلقات الدراسية داخل وخارج البلد وبمتوسط حسابي قدره )4.1( وانحراف معياري سجل على التوالي ) ( ووزن مئوي متساوي بلغ )%88). إال عن ذلك كان على حساب عملية تحديد مجموعة من الطلبة لكل عضو هيئة 278

280 تدريس إلرشادهم علميا خالل سنوات الدراسة من قبل عمادة الكلية إذا سجلت متوسط حسابي منخفض جدا قدر ب) 1.3 ( وبانحراف معياري )0.1( مؤكدا تقارب استجابات العينة بخصوص هذه الفقرة ووزن مئوي )%71) كما سجل اإلعالن عن تعليمات وشروط اختيار أعضاء هيئة التدريس ومتطلبات الوظائف األخرى من قبل عمادة المعهد متوسط حسابي قدره )2( وانحراف معياري بلغ )0.6( وبوزن مئوي )%70) باإلضافة إلى أن تخصيص عمادة المعهد المكافآت التشجيعية والشهادات التقديرية للمبدعين والمتميزين من أعضاء هيئة التدريس في مجال البحث العلمي وخدمة المجتمع واعتمادها للمعايير الواضحة والشفافة في عملية اختبار عضو هيئة التدريس سجلت متوسط حسابي متساوي قدر ب) 2.1 ( وبانحراف معياري كان على التوالي ( ) مشيرا بذلك إلى تقارب استجابات العينة المدروسة بهذا الصدد وبوزن مئوي سجل على التوالي )%74 73 %( أما فيما يتعلق بتعاون عمادة المعهد مع أعضاء هيئة التدريس المتعاونين للعمل معها فقد سجل متوسط حسابي منخفض أيضا )2.2( وبانحراف معياري )0.2( ووزن مئوي )%72) كما أشارت الفقرة المتعلقة بوجود لجان معاينة مختصة الختيار أعضاء هيئة التدريس المرشحين للعمل في المعهد ومتوسط حسابي قدره )2.4( وبانحراف معياري مرتفع بعض الشيء )0.9( ووزن مئوي )%72) وفيما يتعلق بوضع عمادة المعهد لجان متخصصة في تدقيق مدى كفاية أعضاء هيئة التدريس ومواصفاتهم من اجل تحقيق رسالتها واألهداف التي تسعى إليها باإلضافة إلى وجود خطة واضحة لحاجة المعهد من أعضاء هيئة التدريس مستندة إلى رؤيتها وراسلتها وأهدافها فقد سجلت متوسط حسابي متساوي قدره )2.5( بانحراف معياري كان على التوالي ( ) وبوزن مئوي ( %76 %74 ) فضال عن ذلك فان الفقرة المتعلقة باستخدام لجان التوظيف سجلت هي األخرى متوسط حسابي منخفض قدر ب )2.7( وبانحراف معياري منخفض )0.3( داال على تقارب استجابات العينة بهذا الخصوص وبوزن مئوي )%74) إما المتوسط الحسابي لجميع الفقرات التي تضمنت المعايير المعتمدة في الدراسة والخاصة باختيار أعضاء الهيئة التدريسية )المستوى العلمي والخلفية المعرفية اإلدراكية الحتياجات الطلبة درجة االلتزام بالمنهج العلمي درجة التزامه بالعملية التعليمية وأخالقيات العمل األكاديمي المشاركة بالمؤتمرات والندوات درجة تنمية االتجاه التحليلي نشر البحوث في المجالت العربية والعالمية فقد سجل )3.43( وبانحراف معياري قدره )0.53( ووزن مئوي )%79). 279

281 إجراءات الدراسة : مجتمع الدراسة وعينتها تمثل مجتمع الدراسة بالمعهد التقني العالي الصقالوية أما عينة الدراسة فتمثلت ببعض أعضاء الهيئة التدريسية في المعهد المذكور وبمختلف األلقاب العلمية والبالغ عددهم )12( تدريسي. أداة الدراسة : - قام الباحث بتطوير استمارة استبيان بعد االطالع على األدوات والمقاييس ذات العالقة والدراسات واألدبيات التي تناولت الموضوع في المعهد التقني العالي الصقالوية بحيث تناول معظم المعايير الخاصة بأعضاء الهيئة التدريسية المذكورة وهي )المستوى العلمي والخلفية المعرفية إدراك احتياجات الطلبة درجة االلتزام بالمنهج العلمي درجة تنمية االتجاه التحليلي باإلضافة إلى نشر البحوث في المجالت العربية والعالمية ) وبما يتفق مع مقياس ليكارات الخماسي. تكونت هذه االستمارة من جزئيين تناول الجزء األول مقدمة عامة توضح الدراسة أما الجزء الثاني فأهتم بتحديد استجابات عينة الدراسة حول جودة معايير اختيار عضو الهيئة التدريسية وبناءا على ذلك وزعت )55( استمارة استبيان على عينة الدراسة استرجاع منها )50( استمارة وأهمل )5( بسبب عدم استكمال اإلجابات أي أن نسبة االستجابة كانت ( %91( تقريبا. األساليب اإلحصائية المستخدمة في الدراسة : - تم استخدام البرنامج الجاهز SPSS وذلك للحصول على المتوسط الحسابي من اجل التعبير عن مستوى اإلجابات المتعلقة بكل فقرة من فقرات االستبانة والبالغ عددها ( 32 ) فقرة باإلضافة إلى االنحراف المعياري Standard Deviation لتمثل درجة تشتت القيم لفقرات االستبانة عن متوسطاتها الحسابية كذلك تم استخدام الوزن المئوي لتحديد األهمية النسبية لكل فقرة من الفقرات المراد قياسها. أهم النتائج : 1- تطبيق مواصفات المنتج في التعليم التقني ال يعني الجودة. 2- تطبيق معاير الجودة في التعليم التقني يؤدي إلى التطوير المستمر لرسالة المعاهد التقنية وأهدافها. 3- تطبيق نظم الجودة يؤدي إلى االستغالل األمثل للموارد المالية والبشرية المتاحة. 4- تطبيق نظام الجودة في التعليم التقني يؤدي إلى جودة المنتج )الطالب ) واالرتقاء به عن طريق تنمية ملكاته الفكرية والعقلية. 5- تطبيق نظام الجودة في التعليم التقني يؤدي إلى تحقيق الدور المجتمعي لمؤسسة التعليم العالي التقني. 280

282 6- ضمان الجودة في التعليم العالي التقني له متطلبات تحدد درجة فاعليتها. 7- مقاييس وإدارة الجودة امتدت لتشمل بجانب قياس جودة الخدمة إلى جودة عناصر تقديم الخدمة التعليمية 8- تطبيق نظام الجودة يؤدي إلى رفع كفاءة العاملين في المؤسسة التعليمية. 9- من الصعوبات التي تواجه إدارة المؤسسات التعليمية في تحقيق مفاهيم الجودة تعدد المستفيدين )العمالء( من المؤسسات التقنية التعليمية. 10- تطبيق معايير الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم أصبح ضرورة ال غنى عنها ألي مؤسسة تعليمية إذا أرادت إن تحسن من أدائها وترفع من كفاءة مخرجاتها وتخدم مجتمعها. االستنتاجات: ما سبق ويمكننا أن نستنتج مدى تدنى مستوى أداء قطاع التعليم التقني العالي ومؤسساته وحجم ما يعانيه من معوقات تفسر هذا التدني ويمكن تلخيص مسبباته في النقاط التالية : - توفير العدد الكافي من أعضاء هيئة التدريس المؤهلين لتنفيذ البرامج والخدمات التقنية والتربوية من قبل عمادة المعهد وتشجيعهم على النشر في المجالت العلمية المحكمة والمشاركة في المؤتمرات والندوات والحلقات الدراسية. - عدم وجود استراتيجيات واضحة نحو التعليم التقني. - غياب واضح آلليات تطوير وتقييم مؤسسات التعليم التقني ومخرجاتها. - النقص الواضح في متطلبات العملية التعليمية بمؤسسات التعليم التقني. - التداخل الواضح بين مفاهيم التعليم التقني من جهة والتعليم األكاديمي والفني من جهة أخرى. - غياب الصلة بين خطط التعليم التقني والمتغيرات االقتصادية واالجتماعية. - االفتقار الواضح ألعضاء هيئة التدريس المؤهلين لهذا النمط من التعليم. - عدم وجود وعي اجتماعي ألهمية التعليم التقني في التنمية. - عدم وجود استقرار إداري لمؤسسات التعليم التقني. -غياب التكامل والتنسيق بين مؤسسات التعليم التقني المختلفة. التوصيات: 1- وضع استراتيجيات واضحة تحدد معالم وأهداف التعليم التقني. 2- إعادة هيكلية مؤسسات التعليم التقني لتتماشى مع تطورات ومستجدات العصر. 3- زيادة اإلنفاق على التعليم التقني. 281

283 4- تشجيع االستثمار في مجال التعليم التقني وتنويع مصادر التمويل وتفعيل دور ومساهمة المؤسسات والشركات الصناعية والتقنية في تحديث وتطوير أهداف المؤسسة وتحديد المخرجات كما ونوعا. 5- استقرارية التبعية اإلدارية للتعليم التقني ومؤسساته. 6- نشر الوعي بين أفراد المجتمع بأهمية التعليم التقني ودوره في نهضة المجتمع. 7- إعادة النظر في المناهج التعليمية وتوفير المعامل وورش التدريب. 8- اعتماد أساليب التعليم والتدريب التقنية الحديثة والمغيبة حاليا في التعليم التقني. 9- التوسع في نشر ثقافة جودة التعليم وسط العاملين في حقل التعليم التقني بمختلف الطرق والوسائل. 10- تفعيل وتشجيع وتحفيز وحدات التقويم الذاتي في مؤسسات التعليم التقني ونشرها على مستوى الكليات واألقسام. 11- التأكد من وعي مجتمع المؤسسة التعليمية برسالة المعاهد العليا النفسية وأهدافها ومشاركتهم المستديمة في تطويرها بالصورة التي تضمن دعمهم لهم وتأثيرها في نتائج عملية التغير. 12- العمل على توفير الحد األدنى من متطلبات الجودة بالمؤسسات التعليمية التقنية. 13- العمل على تقليل اآلثار السالبة للصعوبات التي تواجه المؤسسة التعليمية التقنية في تحقيق اإلدارة لمفاهيم الجودة إن لم يكن إزالتها أو معالجتها. 14- العمل على تكوين اتجاهات ايجابية نحو استخدام إدارة الجودة الشاملة كمنهج وكأسلوب لالدارة وكإستراتيجية تنافسية وأداة لتحقيق األهداف. 15- تشجيع إجراء الدراسات والبحوث في مجال اقتصاديات الجودة في التعليم التقني المراجع: - ابن منظور لسان العرب الجزء الثالث القاهرة دار المعارف بدر سعيد االغبري الجودة في التعليم العالي منشورة في دراسات وأبحاث الملتقى العربي الثاني للتربية والتعليم بيروت مؤسسة الفكر العربي 2005 م. - جانيس أر كارو إصالح التعليم الجودة الشاملة في حجلة الدراسة ترجمة سهير بسيوني القاهرة دار األحمدي للنشر د.ل ضمان الجودة في التعليم العالي ترجمة السيد عبد العزيز البهواشي وآخر القاهرة عالم الكتب سالمة عبد العظيم حسين االعتماد وضمان الجودة في التعليم القاهرة دار النهضة العربية للنشر والتوزيع 2005 م. - سعيد عبد اهلل حارب الجودة في التعليم العالي منشورة في دراسات وأبحاث الملتقى العربي الثاني للتربية والتعليم بيروت مؤسسة الفكر العربي 2005 م. - سناء إبراهيم أبو دقه التقويم وعالقته بتحسين نوعية التعليم في برامج التعليم العالي محمد الحاج طارق بوليفة ندوة التعليم العلي خمسون عاما من العطاء واقع ومعوقات التعليم التقني العالي بنغازي ليبيا )2005(. 282

284 - عبدالعزيز أبو نبعة وفوزية مسعد : إدارة الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم العالي بحث مقدم إلى مؤتمر التعليم العالي في الوطن العربي في ضوء متغيرات العصر جامعة اإلمارات العربية المتحدة العين ديسمبر نعمان شحادة : نحو إستراتيجية جامعية عربية جديدة بحث مقدم للمؤتمر العلمي دور الجامعات العربية في تقريري الهوية العربية والمقدم لالجتماع 36 لمجلس اتحاد الجامعات العربية جامعة قطر /10/4 - عبداهلل محمد ألبطي إدارة الجودة وإمكانية تطبيقها في الميدان التربوي السعودي مجلة التوثيق التربوي ع 42 وزارة المعارف المملكة العربية السعودية نعمان الموسوي )2003( تطوير أداة لقياس إدارة الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم العالي المجلة التربوية العدد )67(. - ألشمري أسيل علي مزهر :دور إدارة الجودة الشاملة في عملية تقويم األداء الجامعي دراسة تحليلية ألراء عينة من القيادات اإلدارية في جامعة القادسية مجلة القادسية للعلوم اإلدارية واالقتصادية المجل )11( العدد )2( الفتالوي ماجد : اثر تطبيق إدارة الجودة الشاملة في العملية التعليمية رسالة ماجستير غير منشورة مقدمة إلى كلية اإلدارة واالقتصاد جامعة الكوفة )2006(. - األنصاري محمد مصيلحي ومصطفى احمد سيد :برنامج إدارة الجودة الشاملة وتطبيقها في المجال التربوي المركز العربي للتدريب التربوي لدول الخليج العربي الدوحة قطر ) - ا.د.نبيل توفيق " التعليم الجامعي بين األداء والتقويم " كلية الهندسة بشبين الكوم جامعة المنوفية. - د.داود الحدابي & د.خالد عمر خان " تقويم الطالب ألداء أعضاء هيئة التدريس بجامعة العلوم والتكنولوجيا اليمنية في ضوء بعض الكفايات التدريسية " المجلة العربية لضمان جودة التعليم العالي العدد ا.د.محمد ألنعيمي " نظام تقييم أداء أعضاء هيئة التدريس " جامعة قطر اتحاد الجامعات العربية " دليل التقويم الذاتي والخارجي واالعتماد العام للجامعات العربية أعضاء االتحاد " اتحاد الجامعات العربية عمان "A study in organizational change: the Attitude of L. F.& Jacqueline Brown personal toward TQM implementation in state department of education (On NO.7 VOL.A55 dissertation Abstract international line)available from: Page/Arabic/quality department -/qualityconference/session7/sana.htm(accesseddec.2005) عبد الحكيم بنود االعتماد والجودة في التعليم العالي منشورة في دراسات وأبحاث الملتقى العربي الثاني للتربية والتعليم بيروت مؤسسة الفكر العربي عليان عبد اهلل الحولي تصور مقترح لتحسين جودة التعليم الجامعي الفلسطيني 2005 (On line)available from: department/quality Conference/papers/session2/haawali.htm(AccessedDec.2005) - محمود عباس عابدين علم اقتصاديات التعليم الحديث القاهرة الدار المصرية اللبنانية. - وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدليل التدريسي للتقويم المؤسسي في التعليم العالي الهيئة العليا للتقويم واالعتماد 2005 م. -يعقوب احمد الشراح التربية وأزمة التنمية البشرية الرياض مكتب التربية العربي لدول الخليج 2002 م. المالحق 283

285 ملحق رقم )1( يوضح :- بعض نماذج تقييم معايير جودة اختيار أعضاء هيئة التدريس السنوي في مؤسسات المعاهد التقنية العليا اسم المعهد... القسم... االسم الثالثي واللقب... الشهادة الحاصل عليها... االختصاص العام... العنوان الوظيفي... تاريخ أول تعيين... المنصب اإلداري... أوال : جودة العمل : امتياز جيد ضعي مقبول جيد جدا ف الفقرات ت امتالك الخبرة والمعرفة التي تتطلبها لوظيفة 1 االلتزام باألنظمة والقوانين النافذة 2 االلتزام بساعات الدوام الرسمي 3 القدرة على تطوير عمله واإلبداع فيه )اإلبداع الذاتي( 4 القدرة على انجاز العمل دون الرجوع إلى رئيسه لمرات متعددة 5 القدرة على التأثير وظيفيا في اآلخرين 6 أسباب درجة التقييم فقط في احد ( االمتياز والضعيف( الرغبة بانجاز العمل حتى بعد ساعات الدوام الرسمي القدرة على سرعة التعلم الحرص واالندفاع في العمل الرغبة للمشاركة في الدورات التدريبية والتطويرية الكفاءة في استخدام الحاسوب واالنترنيت لتطوير عمله االستعداد لالتصال باآلخرين لتطوير عمله المسؤولية في القدرة على تحمل العمل القيادي 13 عدد البحوث المنشورة أو المقولة للنشر 14 الشخصية المعتدلة والمظهر الالئق 15 المجموع ثانيا : السلوك الشخصي : ضعيف الفقرات ت رقما... مقبول جيد جيد جدا كتابة... امتياز أسباب درجة التقييم فقط في احد ( االمتياز والضعيف( االلتزام بخصوصية العمل وأسراره 1 284

286 الحرص على ممتلكات الدولة االستعداد لتصحيح األخطاء الميل للتمتع باإلجازات االعتيادية والمرضية التوازن النفسي والثقة بالنفس 5 تقبل النصح واإلرشاد من رئيسه 6 المباشر امتالك روح التعاون والمساعدة في 1 العمل السلوك األخالقي مع الزمالء 8... رقما المرؤوسين المجموع ثالثا : النشاط العلمي : عدد البحوث المنشورة أو المقبولة للنشر خالل سنة التقويم. 1- المشاركة في المؤتمرات أو الندوات المحلية. 2- تقديم ترقيته ضمن المدى المحدد للترقية العلمية. 3- المساهمات العلمية في خدمة المجتمع. 4- المشاركة في التعليم المستمر. 5- رابعا : الجانب التربوي والتقييم الشخصي. قدرته في اإلرشاد و التوجيه مساهمته في النشاط الالصفي. 3- الشخصية المعتدلة والمظهر الالئق. 4 -تعاونه مع القسم النجاز مهمات علمية وإدارية. تفاعله مع الطلبة والهيئة التدريسية والمؤسسة التعليمية. 6- عدد كتب الشكر والتقدير خالل عام التقويم. 1- خامسا : العقوبات : عقوبة لفت نظر. 1- عقوبة اإلنذار. 2- عقوبة قطع الراتب. 3- عقوبة التوبيخ. 4- عقوبة تنزيل الدرجة. 5- سادسا : النشاطات اإلضافية : المشاركة في المؤتمرات العالمية أو العربية. 1- عدد البحوث المشورة عالميا أو عربيا. 2- عدد اللجان الدائمة المشارك فيها. 3- سابعا : التشكرات : 1- تشكرات رئيس المؤسسة التعليمية. 2- تشكرات عميد المعهد التقني. 3- تشكرات المسئول المباشر. كتابة

287 داللة ألفاظ )األرض( في القرآن الكريم د/ بشير مازن محاضر بكلية اللغات بجامعة الزيتونة بسم اهلل الرحمن الرحيم المقدمة الحمد هلل الذي نصب الكائنات على وحدانيته دليال رب المشرق والمغرب ال إله إال هو فاتخذه وكيال. وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له حث على التفكر في آياته المسموعة وعلى التفكر في آياته المشهودة. وأشهد أن محمد ا عبده ورسوله إمام المتفكرين وقدوة العاملين وعلى آله وأصحابه صالة دائمة إلى يوم الدين. وبعد... يعتبر القرآن الكريم كتاب هداية في أمر الدين من عقيدة وعبادة وأخالق ومعامالت ولكن اهلل بعلمه المحيط يعلم أن اإلنسان سوف يصل إلى زمن ي ه ي أ له من أسباب العلم والمعرفة بالكون الكثير لذلك أنزل اهلل في كتابه الكريم آيات كونية تحوي من الحقائق واإلشارات ما لم يكن معروفا ألحد من قبل فهي في مقام االستدالل على وحدانية الخالق وعلى عظمته وقدرته فوق جميع خلقه وعلى اإلفناء والبعث.وتبقى هذه اآليات خطابا للناس والعلماء خاصة في عصر العلم والتقنية وحجة بأن القرآن الكريم هو كالم اهلل الخالق المبدع الذي أنزله على رسوله وتعهد بحفظه إذ قال: إ ن ا ن ح ن ن ز ل ن ا الذ ك ر و إ ن ال ه ل ح اف ظ ون الحجر: 9 فاللفظ القرآني من كلمات وحروف وآيات وسور ثابتة ال تتغير بينما المعارف والعلوم المكتسبة خاصة الكونية منها دائمة التغير والتطور إال ما ثبت منها فألفاظ القرآن الكريم صيغت بطريقة تمكنها من استيعاب المعرفة اإلنسانية والهيمنة عليها مهما اتسعت دوائرها ولكل جيل وزمن أن يدرك من المعاني والحقائق ما يتناسب ومستويات إدراكه والخلفيات العلمية لكل منهبحيث تبقى المعاني والحقائق ي كم ل بعضها بعضا في اتساق ال يعرف التضاد وهو من صور اإلعجاز في كتاب اهلل.وصدق القائل: و ل و ك ان م ن ع ند غ ي ر الل ه ل و ج د وا ف يه اخ ت ل اف ا ك ث ير ا النساء:. 82 من هنا كانت ضرورة االهتمام باآليات الكونية وبداللة ألفاظها الواردة في كتاب اهلل ألنه ال يمكن أن تفهم فهما صحيحا في أطار اللغة وحدها بل البد من توظيف كل الحقائق العلمية المتاحة من أجل تحقيق ذلك. وفي فهم داللة األلفاظ من كتاب اهلل تعالى ترسيخ إليمان المؤمنين وإثبات لغيرهم بأن هذا السبق العلمي الذي جاء منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة ال يمكن أن يكون له من مصدر غير خالق هذا الكون اهلل العالم بكل شيء وال يمكن أن يكون من صنع البشر قال تعالى: إ ن ه و إ ل ا ذ ك ر ل ل ع ال م ين و ل ت ع ل م ن ن ب أ ه ب ع د ح ين ص: وقال: و ق ل ال ح م د ل ل ه س ي ر يك م آي ات ه 286

288 ف ت ع ر ف ون ه ا و م ا ر بجك ب غ اف ل ع م ا ت ع م ل ون النمل: 93 وقال س ن ر يه م آي ات ن ا ف ي ال آف اق و ف ي أ نف س ه م ح ت ى ي ت ب ي ن ل ه م أ ن ه ال ح قج أ و ل م ي ك ف ب ر ب ك أ ن ه ع ل ى ك ل ش ي ء ش ه يد فصلت: 53. لذلك يوج هنا ربنا إلى تدبر آيات القرآن الكريم وفهم داللته فيقول: أ ف ل ا ي ت د ب ر ون ال ق ر آن و ل و ك ان م ن ع ند غ ي ر الل ه ل و ج د وا ف يه اخ ت ل اف ا ك ث ير ا النساء: 82 وقال: ك ت اب أ نز ل ن اه إ ل ي ك م ب ار ك ل ي د ب ر وا آي ات ه و ل ي ت ذ ك ر أ ول و ال أ ل ب اب ص: 29 وقال: ق د ج آء ك م ب ص آئ ر م ن ر ب ك م ف م ن أ ب ص ر ف ل ن ف س ه و م ن ع م ي ف ع ل ي ه ا و م ا أ ن ا ع ل ي ك م ب ح ف يظ األنعام: 104. وقد بدأ البحث في داللة األلفاظ مبكرا عند العرب وذلك منذ أن بدأ البحث في مشكل اآليات القرآنية وإعجازها وتفسير غريبها واستخراج األحكام الشرعية منها فقد كان موضوع العالقة بين اللفظ والمعنى حاضرا في المدونات األولى في 1 الحضارة اإلسالمية فمصنفات )الوجوه والنظائر( في القرآن كانت الحاضن األول للبحث الداللي المتعدد المعنى في األلفاظ. ولعل أول كتاب وصل إلينا في هذا العلم 2 كتاب )األشباه والنظائر( لمقاتل بن سليمان )ت 150 ه( وفيه حاول حصر وجوه كثير من األلفاظ والعبارات والحروف الواردة في القرآن الكريم مستشهدا على ك ل وجه ب ع د د من آيات القرآن الكريم. وشهد القرن الثالث الهجري حركة علمية في المجال اللغوي كان من المحفزات لها علم الوجوه والنظائر وعلم )غريب القرآن( الذي ع ن ي بشرح الكلمات الغريبة وتفسير المعاني الخفي ة فيجلو معناها ويكشف عن مراميها وم ن 3 يرجع إلى كتاب )غريب القرآن( البن قتيبة )ت 216 ه( يجد سعة العلم وغزارة المادة من خالل تفسير المفردات الغريبة تفسيرا لغويا مؤي دا بالشواهد الشعرية الكثيرة واألحاديث النبوية الشريفة كما يجد أن ه مز ج بين منهج المفسرين وعلماء اللغة. وهذا يعني أن علماء غريب القرآن أسهموا في تفسير المفردات الغربية في القرآن الكريم وتوضيح دالالتها وبيان مراميها وأساليبها وعملهم هذا ي عدج خطوة من خطوات الدراسة اللغوية عند العرب ي دخل تحت الد راسة الد اللية لأللفاظ عر ف العلماء الوجوه بأنها " األلفاظ المشتركة التي تستعمل في معان متعددة كلفظ ( الخال ) الذي يطلق على شقيق األم وعلى الشامة في الوجه. أما النظائر فهي األلفاظ المتواطئة التي تستعمل بمعنى واحد مثل )كريم وجواد(. وقال الزركشي:" الوجوه: اللفظ المشترك الذي يستعمل في عدة معان كلفظ )األمة( والنظائر: كاأللفاظ المتواطئة ". البرهان في علوم القرآن 102/1.وانظر ص من كتاب علم الداللة ألحمد مختار عمر عالم الكتب القاهرة الطبعة السابعة 2009 م. 2 حققه الدكتور عبد اهلل شحاته طبع سنة 1915 م بالقاهرة. 3 حققه السيد أحمد صقر طبع سنة 1918 م عن دار الكتب العلمية بيروت.

289 باإلضافة إلى علم )المشترك اللفظي( أو )ما اتفق لفظه واختلف معناه في القرآن 1 المجيد( كما هو عنوان كتاب المبرد )ت 286 ه( وقد احتفى جماعة من العلماء بظاهرة المشترك في اللغة العربية وعد وها خصيصة لها وعامال من عوامل تنميتها كما أنها مفخرة من مفاخر العربية وكان على رأسهم األصمعي وأبو زيد األنصاري 2 والثعالبي والسيوطي. ومن جهة أخرى خصت كتب األصوليين قسما خاصا بمباحث الدالالت إذ كان علماء الفقه واألصوليون من أوائل من احتضنوا الدراسات التي تدور حول األلفاظ ومعانيها أما اهتمام اللغويين بدراسة الداللة كما يرى إبراهيم أنيس- فكان مقتصرا على الناحية التاريخية االشتقاقية لأللفاظ كأن 3 تقارن الكلمة بنظائرها في الصورة والمعنى حتى يتسنى إرجاعها إلى أصل معين. ويعتبر علم التفسير من أهم العلوم التي انصرفت إلى الن ظر في معاني ألفاظ القرآن الكريم ودالالتها وشرحها إلى جانب عنايته بمعاني اآليات وما يتعلق بها ويهم نا من هؤالء المفس رين م ن سلك المنهج اللغوي منهم في التفسير ليظهر لنا ما قد موه في ميدان تفسير معاني المفردات وتوضيح دالالتها من أمثال الطبري في تفسيره. وهذا القدر من الدراسات التي دارت حول شرح مفردات القرآن الكريم وإيضاح دالالتها مم ا قام بها القر اء والمفس رون وعلماء الغريب والباحثون في لغات القرآن والوجوه والنظائر والمشترك اللفظي وما اتفقت ألفاظه واختلفت معانيه وغيرها من الدراسات تنهض دليال ال ي ج حد على ما بذله السلف في هذا الميدان على الر غم من تفاوت مناهجهم وأساليبهم في البحث كل حسب رأيه وعلمه - كاف إلعطائنا صورة مبس طة عن هذا النوع من الد راسة اللغوية التي ت ع د من بذور الد راسة الد اللية في نظر علم اللغة الحديث ألن دراسة المفردات رب ما كانت األصل الذي بدأ به علماء اللغة خطواتهم األولى نحو علم الد اللة الحالي منذ أن عرضت لينسان القديم ألفا ظ من لغته أو من لغات أخرى لم يفهمها. وهذا ما فعله علماء العربية من المفس رين والمعجميين والش راح في هذا الميدان. وفي كتاب اهلل الكثير من األلفاظ ذوات البدائع النفيسة واألسرار اللطيفة العالية التي ال يدركها القارئ بيسر ولكني اجتزأت من هذا المعين الحي ألفاظ )األرض( في القرآن الكريم وما يتعلق بها من حاالت وصفات وخصائص وجعلتها ميدانا للبحث عن داللتها قرآنيا قال تعالى: و ف ي ال أ ر ض آي ات ل ل م وق ن ين الذاريات:. 20 وتقتضي حققه عبد العزيز الميمني وطبع بالمطبعة السلفية سنة 1350 ه بالقاهرة. ص 216 علم الداللة النظرية والتطبيق فوزي عيسى الطبعة األولى 2008 الجامعية اإلسكندرية. 3 داللة األلفاظ ص 1 مكتبة األنجلو المصرية الطبعة الرابعة 1980 م. م دار المعرفة

290 األمانة العلمية التنويه إلى أن الدكتور زغلول النجار له كتاب عنوانه )من آيات 1 اإلعجاز العلمي األرض في القرآن الكريم( تناول فيه بعض اآليات القرآنية التي تتحدث عن األرض من الناحية العلمية والتكوينية مزود بالصور والخرائط باعتباره أستاذا لعلوم األرض بعدد من الجامعات العربية واألجنبية والكتاب لم يتطرق إلى ما نحن بصدد تناوله في هذا البحث. وقسمت البحث إلى أربعة محاور تناولت في المحور األول الحديث عن معنى كلمة)األرض( لغويا ومالحقة ما استقر من داللتها في لغة العرب وفي القرآن الكريم ورصدت المحور الثاني للظواهر األرضية الواردة في القرآن الكريم وقسمته إلى قسمين ما يتعلق باألرض في الدنيا وما يتعلق باألرض في اآلخرة وتناولت في المحور الثالث حاالت األرض الجغرافية في القرآن الكريم وقسمته إلى قسمين ما دل على المرتفع من األرض وما دل على المنخفض منها. أوال: معنى كلمة األرض في المعاجم يقول ابن منظور: األ ر ض التي عليها الناس أ نثى وهي اسم جنس والجمع آراض وأ ر وض وأ ر ض ون الواو عوض من الهاء المحذوفة المقدرة.قال الجوهري والجمع أ ر ضات أل نهم قد يجمعون الم ؤنث الذي ليست فيه هاء التأ نيث باأل لف والتاء.واأل ر ض س ف لة البعير والدابة وما و ل ي األ رض منه يقال: ب ع ير شديد األ ر ض إ ذا كان شديد القوائم. واأل ر ض أ سفل قوائم الدابة وأ نشد لحميد يصف فرسا : ولم ي ق ل ب أ ر ض ها الب ي طار *** وال ل ح ب ل ي ه بها ح بار يعني لم يقلب قوائمها لعلمه بها ويقال: أ ر ض ت الكالم إ ذا ه ي أ ت ه وس و ي ت ه وتأ ر ض الن ب ت إ ذا أ مكن أ ن ي ج ز واأل ر ض ة بالتحريك: دودة بيضاء شبه النملة تظهر في أ يام الربيع قال أ بو ح ن يف ة : األ ر ض ة ض ر بان : ض ر ب ص غ ار مث ل ك ب ار الذ ر وهي آف ة الخ ش ب خاص ة وض ر ب مث ل ك ب ار الن م ل ذ وات أ ج نح ة وهي آف ة ك ل ش ي ء من خ ش ب ون ب ات.واإل ر اض الب س اط أل نه ي لي األ ر ض. األ صمعي: اإل ر اض بالكسر ب س اط 2 ضخ م من و ب ر أ و صوف. وأضاف الرازي في مختار الصحاح: واألرض: النجف ض ة 3 والرعدة. قال ابن عباس وقد زلزلت األرض: "أزلزلت األرض أم بي أ ر ض ". 4 واأل ر ض : الز كام. وال أرض لك كال أم لك.والمأ ر وض : المزكوم. وقال الزبيدي طبع سنة 2005 م عن دار المعرفة بيروت. لسان العرب 111/1 وما يليها.البن منظور دار إحياء التراث العربي ومؤسسة التاريخ العربي بيروت 1991 م. 3 ص 14.لمحمد بن أبي بكر الرازي دار المعارف مصر 1913 م. 4 القاموس المحيط 335/2.للفيروز آبادي دار الجيل المؤسسة العربية للطباعة والنشر بيروت.

291 في تاج العروس: " وأرض الر ج ل إ ير اضا : أ ق ام ع ل ى اإل ر اض. وبه ف س ر ابن ع ب اس ح ديث أ م م ع ب د: " فش ر ب وا ح ت ى أرضوا " وقال غي ر ه أ ي ش ر بوا ع ل ال بعد ن ه ل ح ت ى ر و وا من: أ راض الو اد ي إ ذا اس ت ن ق ع فيه الماء. وقال ابن األ ع ر اب ي : ح ت ى أ ر اض وا أ ي: 1 نام وا على اإل ر اض وهو الب س اط. وقيل: ح ت ى ص بجوا الل ب ن على األ ر ض ". وقال أبو البقاء في الكليات: " األرض: كل ما استقر عليه قدماك وكل ما سفل فهو أرض. ورب مفرد لم يقع في القرآن جمعه لثقله وخفة المفرد كاألرض. ورب 2 جمع لم يقع في القرآن مفرده لثقله وخفة الجمع كألباب ". وقال في موضع آخر: " األرض اسم جنس لم يقولوا بواحدها والجمع أرضات ألنهم قد يجمعون المؤنث التي ليست فيها تاء التأنيث بالتاء ك)فرسات( ثم قالوا: )أر ضون( بالواو والنون عوضا عما حذفوه وتركوا فتحة الراء على حالها. وأرض أريضة: أي زكية.وأر ضت األرض: بالضم زكت". جاء ذكر األرض في أربعمائة وواحد وستين موضعا من كتاب اهلل منها ما يشير إلى األرض بمعنى الكوكب األرضي وتكون في األغلب مرتبطة بذكر السموات وقد تشير إلى إعجاز علمي عن خلق السموات واألرض.فنظرية االنفجار الكبير ذكرها القرآن الكريم في قوله تعالى: أ و ل م ي ر ال ذ ين ك ف ر وا أ ن الس م و ات و ال أ ر ض ك ان ت ا ر ت ق ا ف ف ت ق ن اه م ا األنبياء: 30. وجاءت اإلشارة إلى كروية األرض في قوله تعالى: خ ل ق الس م و ات و ال أ ر ض ب ال ح ق ي ك و ر الل ي ل ع ل ى الن ه ار و ي ك و ر الن ه ار ع ل ى الل ي ل الزمر: 5. كما وردت)األرض( منفردة بمعنى الكوكب أيضا في قوله تعالى عن الساعة: إ ذ ا ز ل ز ل ت ال أ ر ض ز ل ز ال ه او أ خ ر ج ت ال أ ر ض أ ث ق ال ه ا الزلزلة:. 2 1 ومنها ما يشير إلى التربة التي تغطي الغالف الصخري لألرض قال تعالى: و ف ي ال أ ر ض ق ط ع مجت ج او ر ات الرعد: 4 قال ابن كثير: أي أرض يجاور بعضها بعضا مع أن هذه طيبة تنبت ما ينفع الناس وهذه سبخة مالحة ال تنبت شيئا وهذه تربة حمراء وهذه بيضاء وهذه صفراء وهذه سوداء وهذه محجرة وهذه سهلة وهذه مرملة وهذه 3 سميكة وهذه رقيقة والكل متجاورات. ومن ذلك قوله تعالى: و آي ة ل ه م ال أ ر ض 4 ال م ي ت ة أ ح ي ي ن اه ا سي : 33. قال الطبري: التي ال نبت فيها وال زرع. وقال تعالى: ق ال إ ن ه ي ق ول إ ن ه ا ب ق ر ة ل ا ذ ل ول ت ث ير ال أ ر ض البقرة:. 11 أي: تحرك التربة وتقلبها تاج العروس )أ ر ض(. تاج العروس في جواهر القاموس دار مكتبة الحياة بيروت. ص 13 الكليات معجم في المصطلحات والفروق اللغوية ألبي البقاء الكفوي ( ت 1094 ه ) طبعة 1993 م مؤسسة الرسالة بيروت. 3 تفسير ابن كثير 500/2.تفسير القرآن العظيم ليمام الجليل أبي الفداء إسماعيل بن كثير طبعة دار إحياء الكتب العربية مصر 4 تفسير الطبري 4/23.جامع البيان في تفسير القرآن دار الجيل بيروت.

292 1 بالحرث والزراعة. ومنها ما يشير إلى اليابسة التي نحيا عليها أو إلى البحر وما تحتوي عليه من ثروات ظاهرة أو مدفونة كقوله تعالى: ي ا أ جيه ا ال ذ ين آم ن وا أ نف ق وا م ن ط ي ب ات م ا ك س ب ت م و م م ا أ خ ر ج ن ا ل ك م م ن ال أ ر ض البقرة: 261 وقوله: و ل و أ ن أ ه ل ال ق ر ى آم ن وا و ات ق و ا ل ف ت ح ن ا ع ل ي ه م ب ر ك ات م ن الس م اء و ال أ ر ض األعراف: 96 وقوله: و م ا م ن د اب ة ف ي ال أ ر ض إ ل ا ع ل ى الل ه ر ز ق ه ا هود: 6 وقوله: و أ م ا م ا ي نف ع الن اس ف ي م ك ث ف ي ال أ ر ض الرعد: 11 وقوله: و ل و أ ن م ا ف ي ال أ ر ض م ن ش ج ر ة أ ق ل ام لقمان:.21 فقد تطلق كلمة أرض ويراد بها مكانا محددا نفهمه من السياق كما في قصة يوسف قال تعالى: و ك ذ ل ك م ك ن ا ل ي وس ف ف ي ال أ ر ض يوسف: 21 و قوله: ق ال اج ع ل ن ي ع ل ى خ ز ائ ن ال أ ر ض يوسف: 55 وقوله: ف ل ن أ ب ر ح ال أ ر ض يوسف: 80 فالمراد باألرض هنا هي أرض مصر قال ابن كثير: أي أرض مصر. وقال في 2 موضع آخر: أي لن أفارق هذه البلدة.وفي قصة موسى قال تعالى: إ ن ف ر ع و ن ع ل ا ف ي ال أ ر ض القصص: 4 وقال: و اس ت ك ب ر ه و و ج ن ود ه ف ي 3 ال أ ر ض القصص:. 39 قال البغوي: أرض مصر. ويشير تعالى في قوله: ي ا ق و م اد خ ل وا ال أ ر ض ال م ق د س ة ال ت ي ك ت ب الل ه ل ك م المائدة: 21 إلى أرض الشام قال البغوي: اختلفوا في األرض المقدسة قال مجاهد:هي الطور وما حوله وقال الضحاك: إيليا وبيت المقدس وقال عكرمة و السدي: هي أريحاء وقال الكلبي: هي دمشق و فلسطين وبعض األردن وقال قتادة هي الشام 4 كلها. وتأتي كلمة )األرض( لتدل على أماكن محددة في الجزيرة العربية كقوله تعالى: إ ن ال ذ ين ت و ف اه م ال م ل ائ ك ة ظ ال م ي أ نف س ه م ق ال وا ف يم ك نت م ق ال وا ك ن ا م س ت ض ع ف ين ف ي ال أ ر ض ق ال وا أ ل م ت ك ن أ ر ض الل ه و اس ع ة ف ت ه اج ر وا ف يه ا النساء: 91 قال البغوي: )مستضعفين في األرض( يعني: عاجزين في أرض مكة )ألم تكن 5 أرض اهلل واسعة فتهاجروا فيها( يعني:إلى المدينة وتخرجوا من مكة. واختلف العلماء في األرض من قوله تعالى: و إ ن ك اد وا ل ي س ت ف زجون ك م ن ال أ ر ض ل ي خ ر ج وك م ن ه ا اإلسراء: 16 فقيل هي أرض المدينة وقيل هي أرض مكة قال التفسير الوسيط 216/1.لمحمد سيد طنطاوي دار الرسالة الطبعة الثالثة 1981 م. تفسير ابن كثير /2 تفسير البغوي. 189/6 )معالم التنزيل( ألبي محمد الحسين بن مسعود البغوي تحقيق: محمد عبد اهلل النمر عثمان جمعة ضيميرية سليمان مسلم الحرش دار طيبة الرياض الطبعة األولى 1989 م 4 السابق. 35/3 5 السابق. 231/2

293 مجاهد و قتادة: )األرض(أرض مكة. واآلية مكية ه م المشركون أن يخرجوه منها فكف هم اهلل عنه حتى أمره بالهجرة فخرج بنفسه. وهذا أليق باآلية ألن ما قبلها خبر 1 عن أهل مكة والسورة مكية. وتطلق كلمة )األرض( ويراد بها األرض القادمة التي لم تأت بعد المليئة بالجنان قال تعالى: و ل ق د ك ت ب ن ا ف ي الز ب ور م ن ب ع د الذ ك ر أ ن 2 ال أ ر ض ي ر ث ه ا ع ب اد ي الص ال ح ون األنبياء: 105 قال ابن كثير: أرض الجنة. وقال تعالى: ي و م ت ب د ل ال أ ر ض غ ي ر ال أ ر ض إبراهيم: 48 عن ابن مسعود في هذه اآلية قال: تبدل األرض بأرض كفضة بيضاء نقية لم يسفك فيها دم ولم تعمل عليها خطيئة. وقال علي بن أبي طالب : تبدل األرض من فضة والسماء من ذهب وقيل: معنى التبديل جعل السموات جنانا وجعل األرض نيرانا. وقيل: تبديل األرض 3 تغييرها من هيئة إلى هيئة. وقال تعالى: خ ال د ين ف يه ا م ا د ام ت الس م او ات و ال أ ر ض هود: قال ابن كثير: يحتمل أن المراد ب)ما دامت السموات واألرض( الجنس ألنه ال بد في عالم اآلخرة من سموات وأرض كما قال تعالى: )يوم تبدل األرض غير واألرض والسموات( ولهذا قال الحسن البصري في قوله: )ما دامت السموات واألرض( قال: يقول سماء غير هذه السماء وأرض غير هذه فما 4 دامت تلك السماء وتلك األرض. وقال تعالى: الم غ ل ب ت الرجوم ف ي أ د ن ى ال أ ر ض الروم: قال البغوي: أي: أقرب أرض الشام إلى أرض الفرس قال عكرمة: هي أذرعات وكسك ر وقال 5 مجاهد: أرض الجزيرة. وقال مقاتل: األردن وفلسطين. وقال تعالى: و أ و ر ث ك م أ ر ض ه م و د ي ار ه م و أ م و ال ه م و أ ر ض ا ل م ت ط ئ وه ا األحزاب. 21 أي: أرض هؤالء اليهود وقوله: )أرضا لم تطئوها( قيل: هي أرض خيبر وقيل: مكة وقيل: أرض 6 فارس والروم وقيل: هي كل أرض تفتح إلى يوم القيامة. واختلف العلماء في كيفية تعدد األرض قال تعالى: الل ه ال ذ ي خ ل ق س ب ع س م و ات و م ن ال أ ر ض م ث ل ه ن الطالق: 12 أي: اهلل - تعالى - وحده هو الذى خلق سبع سماوات طباقا وخلق من األرض مثلهن أي: فى العدد فهى سبع كالسموات والتعدد قد يكون باعتبار أصول الطبقات الطينية والصخرية والمائية والمعدنية وغير ذلك من انظر تفسير ابن كثير 53/3 والبغوي 113/5 والوسيط 113/8 تفسير ابن كثير 201/3 وانظر البغوي. 358/5 تفسير البغوي. 362/4 تفسير ابن كثير. 460/2 تفسير البغوي. 261/6 انظر تفسير ابن كثير /4 وتفسير البغوي 345/6 والوسيط. 53/

294 1 االعتبارات التى ال يعلمها إال اهلل تعالى. قال اإلمام ابن كثير: ومن حمل ذلك على 2 سبعة أقاليم فقد أبعد النجعة وأغرق في النزع وخالف القرآن والحديث بال مستند. ثانيا : الظواهر األرضية الواردة في القرآن الكريم أوال : ما يتعلق باألرض في الدنيا قال تعالى: و الل ه ج ع ل ل ك م ال أ ر ض ب س اط ا نوح: الب سط: والب ساط : بالكسر ما ب س ط وبالفتح الم نب س طة المستو ية من األرض كالب سيط ة واألرض 3 الواسعة وقال الزبيدي:البس اط ي روى بالف ت ح والض م والك س ر أ م ا بالك س ر فهو جمع ب س ط بالك س ر أ ي ضا وبالض م: جمع ب س ط بالض م أ ي ضا كش ه د وش هاد. وأ م ا بالف ت ح فإ ن 4 ص ح ت الرواي ة فإ ن ها األ ر ض الواس ع ة وقال ابن كثير: أ ي ب س ط ه ا و م ه د ه ا و ق ر ر ه ا و ث ب ت ه ا ب ال ج ب ال الر اس ي ات الش م الش ام خ ات. 5 6 الش ام خ ات. 5 وقال الطبري: ت س ت ق رجون ع ل ي ه ا و ت م ت ه د ون ه ا. قال تعالى: " أ و ل م ي ر و ا أ ن ا ن س وق ال م اء إ ل ى ال أ ر ض ال ج ر ز السجدة: الج رز: وفيها أربع لغات: ج ر ز وج ر ز وج ر ز أرض ج ر ز : هي التي لم يصبها المطر 8. قال الطبري: األرض وج ر ز وهي: أرض ال ت ن بت أو أ ك ل ن بات ها أو لم ي صبها م طر اليابسة الغليظة التي ال نبات فيها وأصله من قولهم: ناقة جرز: إذا كانت تأكل كل 9 شيء وكذلك األرض الجروز: التي ال يبقى على ظهرها شيء إال أفسدته. قال تعالى: أ ف أ م ن ال ذ ين م ك ر وا الس ي ئ ات أ ن ي خ س ف الل ه ب ه م الخ س ف: 3- ال أ ر ض النحل: 45 ف خ س ف ن ا ب ه و ب د ار ه ال أ ر ض القصص: 81 م ن ه م م ن خ س ف ن ا ب ه ال أ ر ض العنكبوت: 40.خ س ف ت األرض خ س فا وخ سوفا : غارت بما عليها. ويقال: التفسير الوسيط. 595/14 تفسير ابن كثير. 385/4 القاموس المحيط. 363/2 تاج العروس )ب س ط(. تفسير ابن كثير. 426/4 تفسير الطبري. 61/29 فقه اللغة ص 294. ليمام أبي منصور الثعالبي الدار العربية للكتاب ليبيا تونس 1981 م القاموس المحيط. 114/2 تفسير الطبري. 12/21

295 1 خ س ف اهلل بهم األرض : غ ي ب ه م فيها. وجاء في تاج العروس: " واأل خ اس يف : األ ر ض 2 الل ي ن ة ي ق ال: وق ع وا في أ خ اس يف م ن األ ر ض. 4- الخ شع: قال تعالى: و م ن آي ات ه أ ن ك ت ر ى ال أ ر ض خ اش ع ة ف إ ذ ا أ نز ل ن ا ع ل ي ه ا ال م اء اه ت ز ت و ر ب ت فصلت: 39. جاء في الل س ان: الخاش ع من األ ر ض : ال ذ ي ت ث ير ه الر ي اح ل س ه ول ت ه ف ت م ح و آث ار ه. وق ال الز ج اج: أ ي م ت غ ب ر ة م تهش م ة أ راد م تهش م ة الن ب ات. وإ ذا ي ب س ت األ ر ض ول م ت م ط ر ق يل : قد خ ش ع ت. وذ ك ر اآلي ة. قال: والع ر ب ت ق ول : ر أ ي نا 3 أر ض ب ن ي ف الن خ اشع ة ه ام د ة ما ف يه ا خ ض ر اء. واهت ز ت األ رض : أ ي تحركت عند 4 وقوع النبات بها ور ب ت أ ي انتفخت وع ل ت. قال ابن كثير: أي هامدة ال نبات فيها بل بل هي ميتة )فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت( أي أخرجت من جميع ألوان 5 الزروع والثمار. 5- الد ح و: قال تعالى: و ال أ ر ض ب ع د ذ ل ك د ح اه ا النازعات: 30. جاء في المعجم 6 الوسيط:دحا الشيء : بس طهوو سعه. 7 وفي القاموس المحيط:د ح ا اهلل األرض ي د ح وه ا و ي د ح اه ا د ح وا : ب س ط ها.وجاء في تفسير الطبري: أن اهلل خلق السموات واألرض فلما فرغ من السموات قبل أن يخلق أقوات األرض فيها بعد خلق السماء وأرسى الجبال يعني بذلك دح و ها األقوات ولم تكن تصلح أقوات األرض ونباتها إال بالليل والنهار فذلك قوله: )و األر ض ب ع د ذ ل ك 8 د ح اه ا( ألم تسمع أنه قال: )أ خ ر ج م ن ه ا م اء ه ا و م ر ع اه ا(. 6- الذ ل: قال تعالى: ه و ال ذ ي ج ع ل ل ك م ال أ ر ض ذ ل ول ا الملك: 15. ال جذلج بالض م وي ك س ر: ض دج ال جصعوب ة ذ ل ي ذ لج ذ ال فهو ذ ل ول يكون في اإل ن سان والد اب ة وذ لج الط ر يق 9 بالكسر : م ح ج ت ه وهو ما و ط ء منه وس ه ل.قال السعدي: أي: هو الذي سخر لكم المعجم الوسيط ص م. 2 تاج العروس )خ س ف( 3 لسان العرب. 100/4 4 السابق. 81/15 5 تفسير ابن كثير. 102/4 6 المعجم الوسيط ص القاموس المحيط. 329/4 8 تفسير الطبري. 29/30 9 تاج العروس )ذ ل ل(. مجمع اللغة العربية الشروق الدولية مصر الطبعة الرابعة

296 األرض وذللها لتدركوا منها كل ما تعلقت به حاجتكم من غرس وبناء وحرث 1 وطرق يتوصل بها إلى األقطار النائية والبلدان الشاسعة الر تق والف تق: قال تعالى: أن الس م و ات و ال أ ر ض ك ان ت ا ر ت ق ا ف ف ت ق ن ه م ا األنبياء: 30. الر ت ق ضد الف ت ق الر ت ق إ لحام الف ت ق وإ صالح ه ر ت ق ه ي ر ت ق ه 2 وي ر ت ق ه ر ت قا فار ت ت ق أ ي التأ م. وقال أبو البقاء: الر تق: اتحاد الشيء واجتماعه 3 والفتق: افتراقه. قيل أن المعنى: كانت السموات واألرض متالصقتين كالشيء الواحد ففتقهما اهلل - تعالى - بأن فصل بينهما فرفع السماء إلى مكانها وأبقى األرض فى مقرها وفصل بينهما بالهواء وقيل: أن السموات السبع كانت متالصقة بعضها ببعض ففتقها اهلل - تعالى - بأن جعلها سبع سموات منفصلة واألرضون 4 كانت كذلك رتقا ففصل اهلل - تعالى - بينها وجعلها سبعا. 8- الر حب: قال تعالى: و ض اق ت ع ل ي ك م ال أ ر ض ب م ا ر ح ب ت التوبة: 25. الرحب 5 بالفتح والرحيب: الشيء الواسع تقول منه: بلد ر حبو أرض ر حبة وقال الطبري: و ض اق ت ال أ ر ض ب س ع ت ه ا ع ل ي ك م. و ال ب اء ه ه ن ا ف ي م ع ن ى ( ف ي ) و م ع ن اه : و ض اق ت ع ل ي ك م ال أ ر ض ف ي ر ح به ا و ب ر ح ب ه ا ي ق ال م ن ه : م ك ان ر ح يب: أ ي و اس ع. و إ ن م ا س م ي ت الر ح اب 6 ر ح اب ا ل س ع ت ه ا. 9- الر غم: قال تعالى: ي ج د ف ي ال أ ر ض م ر اغ م ا ك ث ير ا و س ع ة النساء: 100. جاء في 7 القاموس المحيط: الم راغ م : الم ذ ه ب والم ه رب والح صن والم ضط ر ب : قال الطبري: ي ج د ه ذ ا ال م ه اج ر ف ي س ب يل الل ه م ر اغ م ا ك ث ير ا و ه و ال م ض ط ر ب ف ي ال ب ل اد و ال م ذ ه ب 8 ي ق ال م ن ه : ر اغ م ف ل ان ق و مه م ر اغ م ا و م ر اغ م ة م ص د ر ان. قال القرطبي: ا ختلف في تأويل المراغم فقال مجاهد: الم راغ م المتزح زح.وقال ابن عباس والضحاك والربيع وغيرهم: المراغم المتحول والمذهب وقال ابن زيد: والمراغ م المهاج ر وقاله أبو عبيدة قال النحاس: فهذه األقوال متفقة المعاني.فالمراغ م الم ذ هب والمتحول في حال هجرة وهو اسم الموضع الذي ي ر اغم فيه. وهو مشتق من تفسير السعدي ص 811.تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان تحقيق عبد الرحمن اللويحق مؤسسة الرسالة الطبعة األولى 2000 م. لسان العرب. 132/5 2 الكليات ص /9 التفسير الوسيط 4 5 تاج العروس )ر ح ب(. 6 تفسير الطبري. 10/ /4 7 8 تفسير الطبري. 151/5

297 الر غام.ور غ م أنف فالن أي لصق بالتراب.وراغمت فالنا هجرته وعاديته ولم أبال إن ر غ م أنفه وقيل: إنما سمي مهاجرا ومراغما ألن الرجل كان إذا أسلم عادى قومه وهجرهم فس م ي خروجه مراغما وس مي مصيره إلى النبي هجرة وقال السجدي: المراغ م المبتغى للمعيشة.وقال ابن القاسم: سمعت مالكا يقول: المراغ م الذهاب في األرض.وهذا كله تفسير بالمعنى وكله قريب بعضه من بعض فأما الخاص باللفظة فإن المراغ م موضع المراغمة كما ذكرنا وهو أن يرغم كل واحد من المتنازعين أنف صاحبه بأن يغلبه على مراده فكأن كفار قريش أرغموا أنوف المحبوسين بمكة فلو هاجر منهم مهاجر ألرغم أنوف قريش لحصوله في م نعة منهم فتلك المنعة هي 1 موضع المراغمة. 10- الس طح: قال تعالى: و إ ل ى ال أ ر ض ك ي ف س ط ح ت الغاشية: 20. قال الر ازي:س ط ح كل شيء أعل اه. وس ط ح اهلل األرض : ب س ط ها. وت س ط يح القب ر : ضد 2 ت س ن يم ه. قال السعدي: أي: مدت مد ا واسع ا وسهلت غاية التسهيل ليستقر الخالئق على ظهرها ويتمكنوا من حرثها وغراسها والبنيان فيها وسلوك الطرق الموصلة إلى أنواع المقاصد فيها. واعلم أن تسطيحها ال ينافي أنها كرة مستديرة قد أحاطت األفالك فيها من جميع جوانبها كما دل على ذلك النقل والعقل والحس والمشاهدة كما هو مذكور معروف عند أكثر الناس خصوص ا في هذه األزمنة التي وقف الناس على أكثر أرجائها بما أعطاهم اهلل من األسباب المقربة للبعيد فإن التسطيح إنما ينافي كروية الجسم الصغير جد ا الذي لو سطح لم يبق له استدارة تذكر وأما جسم األرض الذي هو في غاية الكبر والسعة فيكون كروي ا مسطح ا وال يتنافى األمران كما 3 يعرف ذلك أرباب الخبرة. 11- الص دع: قال تعالى: و ال أ ر ض ذ ات الص د ع الطارق: 12.جاء في المعجم الوسيط:صدع النبات األرض ص د عا : ش ق ها وظهر منها. والزججاج ونحوه: كس ره. 4 والمسافر الفالة : قطعها. والقوم : ف ر ق ه م. واألمر وبه: بي نه وجهر به.قال القرطبي:والص دع: بمعنى الشق ألنه يصد ع األرض فتنصدع به. وكأنه قال: واألرض ذات النبات ألن النبات صادع لألرض. وقال مجاهد: واألرض ذات تفسير القرطبي /3 دار الريان للتراث مصر. مختار الصحاح ص 298. تفسير السعدي ص 922. المعجم الوسيط ص

298 الطرق التي ت ص د عها الم شاة. وقيل: ذات الحرث ألنه يصدعها. وقيل: ذات األموات 1 النصداعها عنهم للنشور. ويشير الدكتور زغلول أن لصدوع األرض أبعادا ثالثة: بعدا ال يتعدى بضعة ملليمترات أو سنتيمترات في انصداع التربة عن النبات وهذا ما أشار إليه علماء التفسير وبعدين آخرين لم يصل العلم الكوني إلى كشف حقيقتهما إال في أواخر الستينات وأوائل السبعينات من القرن العشرين وذلك في صدوع اليابسة التي تمتد الحركات األرضية عبر مستوياتها من عشرات السنتيمترات إلى مئات األمتار وبعدا ثالثا في الصدوع العمالقة التي تنتشر أساسا في قيعان المحيطات كما توجد في بعض أجزاء اليابسة على هيئة أغوار سحيقة تتراوح أعماقها بين 100 كيلو مترا و 150 كيلو مترا وتمتد لعشرات اآلالف من الكيلومترات لتحيط باألرض إحاطة كاملة على هيئة صدع واحد. من هنا كانت ومضة اإلعجاز العلمي في القسم القرآني 2 باألرض ذات الصدع من قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة. 12- الط ح و: قال تعالى: و ال أ ر ض و م ا ط ح اه ا الشمس: 6. قال الجوهري طحاه 3 بس طه مثل د حاه. قال القرطبي: أي بسطها كذا قال عامة المفسرين مثل دحاها. قال الحسن ومجاهد وغيرهما: طحاها ودحاها: واحد أي بسطها من كل جانب. والط ح و: البسط طحا يطحو طحوا وط ح ىي ط ح يطحيا وط ح يت: اضطجعت عن أبي عمرو. وعن ابن عباس: طحاها: قسمها. وقيل: خلقها ويحتمل أنه ما خرج منها من نبات وعيون 4 وكنوز ألنه حياة لما خلق عليها. 13- الط رف: قال تعالى: أ و ل م ي ر و ا أ ن ا ن أ ت ي ال أ ر ض ن نق ص ه ا م ن أ ط ر اف ه ا الرعد: 41.قال الزبيدي:ومن المجاز : أ ط راف األ ر ض : أ ش راف ها وع ل ماؤ ها وبه ف س ر قول ه ت عال ى:)أ ن ا ن أ ت ي األ ر ض ن ن ق ص ها من أ ط راف ه ا( م ع ناه موت ع ل مائ ها وق يل : موت أ ه ل ها ون ق ص ث مار ها وقال ابن ع ر ف ة : من أ ط راف ها:أ ي ن ف ت ح ما حول مك ة ع ل ى الن ب ي وقال األ ز ه ر ي : أ ط راف األ ر ض : ن واح يها ون ق ص ها من أ ط راف ها: م و ت ع ل مائ ها فهو 5 من غ ي ر هذا قال: والتف س ير على الق و ل األ و ل. قال السعدي: قيل بإهالك المكذبين واستئصال الظالمين وقيل: بفتح بلدان المشركين ونقصهم في أموالهم وأبدانهم 297 تفسير القرطبي. 1101/10 األرض في القرآن الكريم ص 181. مختار الصحاح ص 388. تفسير القرطبي. 1165/10 تاج العروس )ط ر ف(

299 وقيل غير ذلك من األقوال. والظاهر -واهلل أعلم- أن المراد بذلك أن أراضي هؤالء المكذبين جعل اهلل يفتحها ويجتاحها ويحل القوارع بأطرافها تنبيها لهم قبل أن يجتاحهم النقص ويوقع اهلل بهم من القوارع ما ال يرده أحد ولهذا قال: )و الل ه ي ح ك م ل ا 1 م ع ق ب ل ح ك م ه (. يضيف الدكتور زغلول النجار لمعنى إنقاص األرض من أطرافها معان ستة منها: انكماشها على ذاتها وتناقص حجمها باستمرار وتفلطحها قليال عند القطبين وانبعاجها قليال عند خط االستواء وأخذ عوامل التعرية المختلفة من المرتفعات وإلقاء نواتج التعرية في المنخفضات حتى تتم تسوية سطح األرض وغيرها. ويقول: إن هذه المعاني تعطي بعدا علميا رائعا لمعنى إنقاص األرض من أطرافها وال يتعارض ذلك مع الداللة المعنوية للتعبير بمعنى خراب األرض الذي 2 استنتجه المفسرون بل يكمله ويجليه. 14- الف رش: قال تعالى: ال ذ ي ج ع ل ل ك م ال أ ر ض ف ر اش ا البقرة: 22 وقال: و ال أ ر ض ف ر ش ن اه ا ف ن ع م ال م اه د ون الذاريات: 48.قال ابن منظور:أ ي و طاء لم 3 ي ج علها ح ز نة غ ليظة ال يمكن االستقرار عليها. وقال الطنطاوي: يأ : اجعلوا عبادتكم هلل الذي صير األرض ألجلكم مهادا كالبساط المفروش فذللها لكم ولم يجعلها صعبة غليظة لكي يتهيأ لكم االستقرار عليها. والتقلب في مناكبها واالنتفاع بما أودع اهلل في باطنها من خيرات. وتصوير األرض بصورة الفراش ال ينافي كونها كروية ألن.4 الكرة إذا عظمت جدا كانت القطعة منها كالسطح في إمكان االنتفاع بها 14- الق ر ار: قال تعالى: أ م ن ج ع ل ال أ ر ض ق ر ار ا النمل: 61 وقال: الل ه ال ذ ي ج ع ل ل ك م ال أ ر ض ق ر ار ا غافر: 64. الق ر ار والق ر ار ة : الم ط م ئ نج من األ ر ض والم س ت ق رج منها. وقال أ بو ح ن يف ة : الق ر ار ة : ك لج م ط م ئن ان د ف ع إ ليه الم اء فاس ت ق ر فيه. قال: وه ي من م ك ار م 5 األ ر ض.قال ابن كثير:أي قارة ساكنة ثابتة ال تميد وال تتحرك بأهلها وال ترجف بهم فإنها لو كانت كذلك لما طاب عليها العيش والحياة بل جعلها من فضله ورحمته مهادا 6 بساطا ثابتة ال تتزلزل وال تتحرك. وقال القرطبي: أي جعل لكم األرض مستق را لكم 7 لكم في حياتكم وبعد الموت. تفسير السعدي ص 420. انظر األرض في القرآن الكريم ص 153 وما يليها. لسان العرب. 224/10 التفسير الوسيط. 91/1 تاج العروس )ق ر ر(. تفسير ابن كثير. 310/3 تفسير القرطبي. 5112/

300 وواضح من داللة اللغة ومن شروح المفسرين أن تعبير )جعل األرض قرارا ( يعني: مستقرة في ذاتها وقرارا لسكانها بجعل الظروف العامة لألرض مناسبة للحياة على سطحها. 14- الك ف ت: قال تعالى: أ ل م ن ج ع ل ال أ ر ض ك ف ات ا المرسالت: 25. جاء في تاج العروس:الك فات بالك س ر : الم و ض ع " الذي " ي ك ف ت فيه الش ي ء أ ي ي ض مج " وي ق ب ض " وي ج م ع واأل ر ض ك ف ات ل ن ا)األ ح ي اء واأل م وات (وذكر )اآلية( قال ابن س يد ه: هذا ق ول أ ه ل الجلغ ة قال: وع ن دي أ ن الك ف ات هنا م ص د ر م ن ك ف ت إ ذا ض م و ق ب ض وأ ن أ ح ي اء وأ م و اتا م ن ت ص ب به أ ي ذات ك فات لأل ح ي اء واأل م و ات وك ف ات األ ر ض : ظ ه ر ها لأل ح ي اء وب ط ن ه ا لأل م و ات ومنه قولهم للم ن از ل: ك ف ات األ ح ي اء وللم ق ابر : ك ف ات 1 األ م و ات. وجاء في الكليات: الك فات: اسم لما يكفت كالضمام والجماع لما يضم ويجمع. أو مصدر كالكتاب والحساب. أو جمع )كافت( كصي ام جمع صائم أو جمع اسم غير 2 مشتق وهو كفت بمعنى الوعاء فالكفات بمعنى األوعية. قال القرطبي:أي ضامة تضم األحياء على ظهورها واألموات في بطنها وهذا يدل على وجوب مواراة الميت ودفنه ودفن شعره وسائر ما يزيله عنه. 15- الم د : قال تعالى: و ه و ال ذ ي م د ال أ ر ض الرعد: 3 وقال: و ال أ ر ض م د د ن اه ا الحجر: 19 ق: 1 وقال: و إ ذ ا ال أ ر ض م د ت االنشقاق: 3. جاء في اللسان: مد اهلل األ رض ي م دجها م د ا بسطها وس و اها ويقال: م د د ت األ رض م د ا إ ذا ز دت فيها ترابا أ و س مادا من غيرها ليكون أ عمر لها وأ كثر ر ي عا لزرعها وكذلك الرمال والس ماد 4 3 م داد لها. قال ابن كثير: أي جعلها متسعة ممتدة في الطول والعرض وقال القرطبي في تفسير آية االنشقاق:أي بسطت ودكت جبالها قال النبي :"ت مد مد األديم"ألن األديم إذا مد زال كل انثناء فيه وامتد واستوى.وقال ابن عباس وابن مسعود: ويزاد في سعتها كذا وكذا لوقوف الخالئق عليها للحساب حتى ال يكون ألحد 5 من البشر إال موضع قدمه لكثرة الخالئق فيها. 16- الم هد: قال تعالى: ال ذ ي ج ع ل ل ك م ال أ ر ض م ه د ا طه: 53 الزخرف: 10 وقال: أ ل م ن ج ع ل ال أ ر ض م ه اد ا النبأ: 6. قال الزبيدي: أ ي ب س اطا م م ك نا س ه ال لل جسل وك تاج العروس )ك ف ت(. الكليات ص 113. لسان العرب. 51/13 ابن كثير. 500/2 تفسير القرطبي. 1061/10

301 .1 في ط ر قها قال القرطبي: الم هاد: الوطاء والفراش ومعناه أنها لهم كالمهد للصبي 2 وهو ما يمهد له فينو م عليه.والمهاد: مصدر بمعنى الفراش الموطأ الممهد وهو اسم لما يوضع للصبى لكى ينام عليه ووصفت األرض به على سبيل المبالغة فى جعلها مكان استقرار الناس وانتفاعهم وراحتهم والكالم على سبيل التشبيه البليغ أو على حذف مضاف. و)جعل( بمعنى صير أى: لقد صيرنا األرض بقدرتنا كفراش الصبى 3 بالنسبة لكم حيث تتقلبون عليها كما يتقلب الصبى فى فراشه أو صيرناها ذات مهاد 18- الم ي د: قال تعالى: و أ ل ق ى ف ي ال أ ر ض ر و اس ي أ ن ت م يد ب ك م النحل: 15 لقمان: 10.م اد الشيء ي م يد م ي دا وم ي د انا محر ك ة : ت ح ر ك ب ش د ة ومنه قوله تعالى:)أ ن ت م يد ب ك م( 4 أ ي ت ض ط ر ب بكم وت د ور بكم وت ح رككم ح ر ك ة شديدة. قال البغوي: أي: لئال تميد بكم أي: تتحرك وتميل. والميد: هو االضطراب والتكفؤ ومنه قيل للدوار الذي يعتري 5 راكب البحر: م ي د. 11- الن كب : قال تعالى: ف ام ش وا ف ي م ن اك ب ه ا الملك: 13. قال الزبيدي: وم ناك ب األ ر ض: ج بال ها وقيل : ط ر ق ها وقيل : ج وان ب ها قال الف ر اء : ي ر يد في ج وان ب ها وقال الز ج اج معناه : في ج بال ها وقيل: في ط ر قها. قال األ زهريج: وأ ش ب ه الت ف سير واهلل أ علم تفسير م ن قال : في ج بال ه ا أل ن قوله:)هو ال ذي ج ع ل ل ك م األ ر ض ذ ل وال ( معناها س ه ل 6 ل ك م ال جسلوك فيها فأ مك ن كم ال جسلوك في جبالها فهو أ بلغ في الت ذل يل. قال البغوي: قال ابن ابن عباس وقتادة: في جبالها وقال الضحاك: في آكامها. وقال مجاهد: في طرقها وفجاجها. قال الحسن: في سبلها. وقال الكلبي: في أطرافها. وقال مقاتل: في نواحيها. قال الفراء: في جوانبها واألصل في الكلمة الجانب ومنه منكب الرجل والريح النكباء 7 وتنكب فالن أي جانب. 18- اله مود : قال تعالى: و ت ر ى ال أ ر ض ه ام د ة ف إ ذ ا أ نز ل ن ا ع ل ي ه ا ال م اء اه ت ز ت و ر ب ت الحج: 5. الهمود: الموت وطفوء النار وفي األرض: أن ال يكون بها حياة وال 8 ع ود وال نبت وال م ط ر.قال ابن كثير: هذا دليل آخر على قدرته تعالى على إحياء 300 تاج العروس )م ه د(. تفسير القرطبي. 6962/10 التفسير الوسيط. 250/15 تاج العروس )م ي د(. تفسير البغوي. 13/5 تاج العروس )ن ك ب(. تفسير البغوي. 118/8 القاموس المحيط. 361/

302 الموتى كما يحي األرض الميتة الهامدة وهي المقحلة التي ال ينبت فيها شيء.وقال 1 قتادة: غبراء متهشمة. ثانيا: ما يتعلق باألرض في اآلخرة: 0 -الب روز:قال تعالى: ي و م ت ب د ل ال أ ر ض غ ي ر ال أ ر ض و الس م و ات و ب ر ز وا ل ل ه ال و اح د ال ق ه ار إبراهيم: 48 وقال: و ت ر ى ال أ ر ض ب ار ز ة الكهف: 41. قال القرطبي: ومعنى )بارزة( ظاهرة وليس عليها ما يسترها من جبل وال شجر وال بنيان أي قد اجتثت ثمارها وقلعت جبالها وهدم بنيانها فهي بارزة ظاهرة. وقيل: أي برز ما فيها من الكنوز واألموات كما قال: )و أ ل ق ت م ا ف يه ا 2 و ت خ ل ت (االنشقاق: 4 وقال: )و أ خ ر ج ت ال أ ر ض أ ث ق ال ه ا(الزلزلة: اإللق اء والت خلي: قال تعالى: و أ ل ق ت م ا ف يه ا و ت خ ل ت االنشقاق: 4. قال القرطبي:أي أخرجت أمواتها وتخلت عنهم.وقال ابن جبير: ألقت ما في بطنها من الموتى وتخلت ممن على ظهرها من األحياء.وقيل: ألقت ما في بطنها من كنوزها 3 ومعادنها وتخلت منها.أي خال جوفها فليس في بطنها شيء وذلك يؤذن بعظم األمر. 3 األمر. 3- الد ك : قال تعالى: و ح م ل ت ال أ ر ض و ال ج ب ال ف د ك ت ا د ك ة و اح د ة الحاقة: 14 وقال: ك ل ا إ ذ ا د ك ت ال أ ر ض د ك ا د ك ا الفجر: 21. قال القرطبي: أي رفعت من أماكنها أي ف تتا وكس رتا. وقيل: )د ك تا( أي:بسطتا بسطة واحدة ومنه اندك سنام البعير 4 إذا انفرش في ظهره. وقال في تفسير آية الفجر: )دكا دكا( أي:مر ة بعد مرة ز لزلت ز لزلت فك س ر بعض ها بعضا فتكسر كل شيء على ظهرها. وقيل: د ك ت جبالها وأنشازها حتى استوت. وقيل: د ك ت أي استوت في االنفراش فذهب دورها وقصورها وجبالها وسائر أبنيتها. ومنه س م ي الد كان الستوائه في االنفراش. والدك: حط المرت ف ع 5 من األرض بالب س ط. 4- الر ج : قال تعالى: إ ذ ا ر ج ت ال أ ر ض ر ج ا الواقعة: 4. أي حركت تحريكا 7 6 فاهتزت واضطربت بطولها وعرضها يقال ر ج ه ر ج ا : أي حر ك ه وزلزله. 301 تفسير ابن كثير. 208/3 تفسير القرطبي /6 السابق. 1061/10 السابق /10 السابق. 1144/10 تفسير ابن كثير. 282/4 مختار الصحاح ص

303 5- الر جف : قال تعالى: ي و م ت ر ج ف ال أ ر ض المزمل: 14 وقال: ي و م ت ر ج ف الر اج ف ة النازعات: 6 لراجفة: من الر جف وهو االضطراب الشديد والحركة القوية ألن بسببها تضطرب األمور وتختل الشئون. يقال: رجفت األرض والجبال إذا اهتزت اهتزازا شديدا والمراد بها: ما يحدث فى هذا الكون عند النفخة األولى التى 1 يموت بعدها جميع الخالئق. 6- الز لزلة: قال تعالى: إذ ا ز ل ز ل ت ال أ ر ض ز ل ز ال ه ا الزلزلة: 1.ز ل ز ل ت أى: حركت تحريكا شديدا ال يعلم مقداره إال اهلل تعالى إذ الزلزال: الحركة الشديدة مع االضطراب وهو بفتح الزاى اسم لذلك وبكسرها مصدر بمعنى التحرك 2 واالضطراب. 1- الشق : قال تعالى: ي و م ت ش ق ق ال أ ر ض ع ن ه م س ر اع ا ق: 44 يأ. : تصد ع األرض 3 عنهم والمعنى: يوم تشق ق األرض عنهم فيخرجون منها سراعا الق اع و الص فصف: قال تعالى: ف ي ذ ر ه ا ق اع ا ص ف ص ف ا طه: 106.الضميريعود إلى الجبال باعتبار أجزائها السفلى الباقية بعد النسف ويصح أن يعود إلى األرض المدلول عليها بقرينة الحال ألنها هي الباقية بعد قلع الجبال. والقاع: هو المنكشف من األرض دون أن يكون عليه نبات أو بناء.والصفصف: األرض المستوية الملساء حتى لكأن أجزاءها صف واحد من كل جهة. أي: فيتركها 4 بعد النسف أرضا منكشفة متساوية ملساء ال نبات فيها وال بناء. ثالثا : األرض وحاالتها الجغرافية أوال: ألفاظ دالة على األرض العلوية 1- الج بل: قال تعالى: و إ ذ ن ت ق ن ا ال ج ب ل ف و ق ه م ك أ ن ه ظ ل ة األعراف: 111 وقال: ق ال س آو ي إ ل ى ج ب ل ي ع ص م ن ي م ن ال م اء هود: 43 وقال: ل و أ نز ل ن ا ه ذ ا ال ق ر آن ع ل ى 5 ج ب ل الحشر: 21 وقال: و ك ان وا ي ن ح ت ون م ن ال ج ب ال ب ي وت ا آم ن ين الحجر: 82.الج ب ل اسم لكل و ت د من أ وتاد األ رض إ ذا ع ظ م وطال من األ عالم واأل طواد والش ناخ يب والجمع أ ج ب ل وأجيال وج بال. وأ ج ب ل القوم : صاروا إ لى الج ب ل. وت ج ب لوا 6 د خ لوا في الج ب ل التفسير الوسيط. 265/15 2 السابق. 416/15 3 تفسير الطبري. 114/26 4 التفسير الوسيط. 191/9 5 ذكرت )الجبال( بصيغة جمع التكسير في القرآن الكريم ثالثا وثالثين مرة وذكرت مفردة )جبل( ست مرات وجاءت الجبال بتعبير )الرواسي( تسع مرات. 6 لسان العرب. 169/2

304 2- الح د ب: قال تعالى: و ه م من ك ل ح د ب ي نس ل ون األنبياء: 96.قال الفر اء : م ن ك ل ح د ب ي ن س ل ون م ن ك ل أ ك م ة ومن كل م و ض ع م ر ت ف ع والج م ع أ ح د اب وح داب. والح د ب : الغ ل ظ من األ رض في ار ت فاع والجمع الح داب. والح د بة : ما أ ش ر ف م ن 1 األ رض وغ ل ظ وار ت ف ع وال تكون الح د بة إ ال في ق ف أ و غ ل ظ أ رض. 3- الر بو: قال تعالى: ك م ث ل ج ن ة ب ر ب و ة البقرة: 265 وقال: و آو ي ن اه م ا إ ل ى ر ب و ة ذ ات ق ر ار و م ع ين المؤمنون: 50. ر با الشيء ي ر بو: زاد. والراب ي ة : ما ارتفع من 2 األرض. وكذلك الر ب و ة بضم الراء وفتحها وكسرها. والر ب او ة أيضا بفتح الراء. الربوة: المكان المرتفع ارتفاعا يسيرا معه في األغلب كثافة تراب وما كان كذلك 3 فنباته أحسن ولذلك خص الربوة بالذكر. 4- الر ي ع: قال تعالى: أ ت ب ن ون ب ك ل ر يع آي ة ت ع ب ث ون الشعراء: 128.الر ي ع بالفتح: الن ماء والزيادة. وأرض م ر يعة بالفتح بوزن م ب يعة أي: م خ ص بة ور ي عان كل شيء 4 أو له والر ي ع بالكسر: الم رتف ع من األرض وقيل الج ب ل. 5- الس هل: قال تعالى: ت ت خ ذ ون م ن س ه ول ه ا ق ص ور ا األعراف: 14. الس ه ل :ضد الجب ل وأرض س ه ل ة والنسبة إليه س ه ل يج بالضم على غير قياس. وأ س ه ل القوم : 5 صاروا إلى الس ه ل. ورجل س ه ل الخ ل ق. والس هول ة : ضدج الح ز ونة. 5- الص ع يد: قال تعالى: ف ت ي م م وا ص ع يد ا ط ي ب ا النساء: 43 المائدة: 6 وقال: و إ ن ا ل ج اع ل ون م ا ع ل ي ه ا ص ع يد ا ج ر ز ا الكهف: 8. الص ع يد : األ رض ب ع ي ن ه ا قاله ابن األ عرابي أ و األ رض الط ي ب ة. وقال الفراء : الص ع يد: التجراب وقيل هو كلج ت ر اب ط ي ب وقال غيره: هي األ ر ض الم س ت و ي ة وقيل: هو الم ر ت ف ع من األ رض وقيل: األرض الم ر ت ف ع ة من األ رض المنخفضة وقيل: ما لم ي خال طه ر مل وال س ب خ ة. أ و و ج ه 6 األ رض. ثانيا: ألفاظ دالة على األرض السفلية 1- الح ف ر: قال تعالى: و ك نت م ع ل ى ش ف ا ح ف ر ة م ن الن ار آل عمران: 103. والح ف ر ة : واحدة الح ف ر.والح ف ر ة : ما ي ح ف ر في األ رض.والح ف ر : اسم المكان الذي ح ف ر ك خ ن د ق أ و 7 بئر. السابق. 13/3 مختار الصحاح ص 231. تفسير القرطبي. 1123/2 مختار الصحاح ص 266. وانظر فقه اللغة للثعالبي ص 294. مختار الصحاح ص 319. تاج العروس )ص ع د(. لسان العرب. 238/

305 2- الخ د ة: قال تعالى: ق ت ل أ ص ح اب ال أ خ د ود البروج: 4. والخ د والخ د ة واأل خ دود: 1 الحفرة تحفرها في األ رض مستطيلة. والخ د ة بالضم الحفرة.قال القرطبي: واألخدود: الشق العظيم المستطيل في األرض كالخندق وجمعه أخاديد ومنه الخد لمجاري الدموع. والم خد ة ألن الخد يوضع عليها ويقال: تخد د وجه الرجل: إذا صارت فيه 2 أخاديد من جراح. 3- الغ و ط: قال تعالى: أ و ج اء أ ح د منك م م ن ال غ ائ ط النساء: 43 المائدة: 6.الغ و ط 3 ع م ق األ رض األ ب عد ومنه قيل للمط م ئن من ا أل رض غائط ولموضع ق ضاء الحاجة الحاجة غائط أل ن العادة أ ن ي ق ض ي في الم ن خ ف ض من األ رض حيث هو أ ستر له ثم اتجس ع فيه حتى يصار يطلق على النج و نف س ه قال أ بو حنيفة: من بواطن األ رض الم ن ب تة 4 الغ يطان الواحد منها غائط وك جل ما ان ح د ر في األ رض فقد غاط. وقال القرطبي: الغائط أصله ما انخفض من األرض والجمع الغ يطان أو األغواط وبه س مي غ وطة د مشق. وكانت العرب تقص د هذا الصنف من المواضع لقضاء حاجتها ت ستجرا عن أعين الناس ثم س مي الحدث الخارج من اإلنسان غائطا 5 للمقارنة. وغاط في األرض يغوط إذا غاب. 4- الن فق: قال تعالى: أ ن ت ب ت غ ي ن ف ق ا ف ي ال أ ر ض األنعام: 35. الن ف ق: س ر ب في األرض أو الجب ل له م د خل وم خ رج. ومنه الن اف ق اء: إحدى ج ح ر ة الي ر بوع يكت م ها 6 وي ظ ه ر غير ها. النتائج: 1( إن فكرة المجاالت الداللية مهمة ونافعة وهي تسهم في البحث الداللي واألسلوبي على السواء. 2( إن فكرة الدراسات الداللية لم تكن بعيدة عن مجهودات اللغويين العرب أصحاب الرسائل اللغوية والمعاجم فضال عن ورودها في الكتب المرشدة إلى مواضع القرآن الكريم إال أنه لم يطلق عليها اسم الدراسات الداللية. 3( إن اختبار الكلمة في القرآن الكريم لها بالغ األثر ووقعها المميز المقصود منه لفت االنتباه ألهميتها وقوة مدلولها وهي موضوعه في سياقها القرآني العظيم قصدا لمطابقتها المعنى وتمكنها منه وإرشادنا كي نحرص عليها ونعتني بها 304 لسان العرب. 33/4 تفسير القرطبي /10 فقه اللغة للثعالبي ص 293. لسان العرب. 145/10 تفسير القرطبي. 1190/3 المعجم الوسيط ص

306 ونستخدمها في موقعها األنسب بعد فهمها عن طريق االستقراء لكتب اللغة وأقوال المفسرين إدراكا لجماليات المفردة القرآنية وما تحويه من فرائد. 4( هذه اآليات القرآنية الكريمة وما تحتويه من آيات كونية هي في مقام االستدالل على وحدانية اهلل وقدرته على اإلفناء والبعث. 5( تعتبر هذه اآليات الكونية خطابا للناس وأهل العلم في عصر التقنية وحجة عليهم بأن القرآن كالم اهلل تعالى. 6( المعاني التي صيغت بها اآليات الكونية في القرآن الكريم تتسع باتساع دائرة المعرفة االنسانية في تكامل ال يعرف التضاد فقد صيغت صياغة مجملة معجزة يفهم منها أهل كل عصر ما يتناسب مع ما توفر لهم من علم بالكون ومكوناته خالل عصرهم. 1( تعتبر)األرض( سجال حافال باآليات والحقائق وهي أكثر من أن تحصى قال تعالى: و ف ي ال أ ر ض آي ات ل ل م وق ن ين الذاريات:. 20 8( جاء ذكر األرض في أربعمائة وواحد وستين موضعا من كتاب اهلل منها ما يشير إلى كوكب األرض في مقابل السماء ومنها ما بشير إلى اليابسة ومنها ما يشير إلى التربة ومنها من يشير إلى أجزاء محددة من األرض. وجاء ذكر خلق )األرض( وذكر عدد من صفاتها وظواهرها وأحداثها في أكثر من مائة وسبعين آية. )9 المصادر والمراجع أوال : القرآن الكريم. براوية حفص بن سليمان الكوفي لقراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي. ثانيا : المصادر : - البغوي ( أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي 516 ه ) 1. تفسير البغوي )معالم التنزيل( تحقيق: محمد عبد اهلل النمر عثمان جمعة ضيميرية سليمان مسلم الحرش دار طيبة الرياض الطبعة األولى 1989 م - الرازي ( محمد بن أبوبكر بن عبد القادر الرازي ) 2. مختار الصحاح دار المعارف مصر 1913 م. - الثعالبي ( أبو منصور عبد الملك الثعالبي 429 ه ) 3. فقه اللغة الدار العربية للكتاب ليبيا تونس 1981 م. - الزبيدي ( محمد مرتضى الزبيدي 1205 ه ) 4. تاج العروس في جواهر القاموس دار مكتبة الحياة بيروت. - الزركشي )بدر الدين محمد بن عبد اهلل الزركشي 194 ه ) 5. البرهان في علوم القرآن تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم دار التراث القاهرة. 305

307 - الطبري ( أبو جعفر محمد بن جرير الطبري 310 ه ) 6. جامع البيان في تفسير القرآن دار الجيل بيروت. - الفيروزآبادي ( مجد الدين محمد بن يعقوب 811 ه ) 1. القاموس المحيط دار الجيل المؤسسة العربية للطباعة والنشر بيروت 1952 م. - القرطبي ( أبو عبد اهلل محمد بن أحمد القرطبي 611 ه ) 8. تفسير القرطبي ( الجامع ألحكام القرآن ( دار الريان للتراث مصر. - ابن كثير ( أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي 114 ه ) 9. تفسير القرآن العظيم طبعة دار إحياء الكتب العربية مصر. عدنان درويش محمد - الكفوي ( أبو البقاء أيوب بن موسى الحسيني الكفوي 1094 ه ) 10. الكليات معجم في المصطلحات والفروق اللغوية تحقيق : المصري مؤسسة الرسالة بيروت ط الثانية 1993 م. -ابن منظور ( أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن علي األفريقي 111 ه ) 11. لسان العرب دار صادر بيروت ط الثالثة 1994 م. ثالثا : المراجع : - أنيس إبراهيم. 12. داللة األلفاظ مكتبة األنجلو المصرية ط الرابعة 1980 م. - السعدي عبد الرحمن بن ناصر السعدي. 13. تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان تحقيق عبد الرحمن اللويحق مؤسسة الرسالة الطبعة األولى 2000 م. - طنطاوي محمد سيد. 14. التفسير الوسيط للقرآن الكريم دار الرسالة ط الثالثة 1981 م. - عمر أحمد مختار. 15. علم الداللة عالم الكتب القاهرة ط السابعة 2009 م. - عيسى فوزي ورانيا فوزي. 16. علم الداللة النظرية والتطبيق دار المعرفة الجامعية اإلسكندرية ط األولى 2008 م. -مجمع اللغة العربية. 11. المعجم الوسيط مكتبة الشروق الدولية القاهرة ط الرابعة 2004 م. -النجار زغلول محمد 18. من آيات اإلعجاز العلمي )األرض في القرآن الكريم( دار المعرفة بيروت ط األولى 2005 م. 306

308 الرجعة د. عبد العظيم محمد األجطل جامعة مصراته كلية التربية قسم الدراسات اإلسالمية مقدمة: الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على أشرف األنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين... وبعد. يتناول هذا البحث رجعة الزوجة إلى زوجها بعد طالقها الرجعي واستمرارية عقد النكاح المقدس الذي بدآه بحياة زوجية استطعما آثارها ولمسا نتائجها وبتجدد هذه الحياة ينعم الجميع بعشرة حسنة وعالقة جديدة من خاللها يفهم كل منها صاحبه في الغالب. وسبب اختيار الموضوع يعود إلى أهميته وتخصص الباحث. وأهميته تكمن في تبصير القارئ الكريم بالخطوات العملية التي يجب عليه فعلها إذا وقع منه طالق لزوجته فيردها لعصمته دون رضاها وبال تجديد عقد وال ولي وال صداق وال إيجاب وقبول إذا كانت رجعته لزوجته في عدتها وما يلزمه فعله في حال خروجها من عدتها فيحرص على مراجعتها قبله. وما يترتب على تعدد طالقه وزيادته عن مرتين من حرمانه منها وتحريمها عليه حتى تنكح زوجا غيره األمر الذي تنفر منه الطباع السليمة وتكرهه فينزجر عن الطالق ويحرص على تجنبه فتستقر حياته الزوجية. تناولت هذا الموضوع المهم في خمسة مذاهب فقهية األربعة األكثر شهرة وانتشارا والمذهب الظاهري يقف القارئ من خاللها على ما أجمعوا وما اتفقوا عليه وما اختلفوا فيه.األمر الذي من شأنه طمأنة قطب القارئ وراحة نقسه واستقرارها ذلك أن في اتفاقهم وإجماعهم ضرورة االلتزام والتطبيق العتماد جميع أقوالهم وآرائهم على أدلة شرعية نقلية وعقلية وفي اختالفهم رحمة بالعباد. بعد هذه المقدمة التي اشتملت على سبب اختيار الموضوع وأهميته وأهم عناصره وطريقة البحث فيه مهدت له بما يوضح المقصد الشرعي من الرجعة ثم جعلته في ثالثة مباحث: المبحث األول: يتناول تعريف الرجعة وحكمها ودليلها. المبحث الثاني: أركانها - أنواعها- شروطها- وتحققها. المبحث الثالث: حقها واختالف الزوجين فيها. ثم ختمته بأهم نتائج البحث. 307

309 أما طريقة البحث فكانت حسب الطريقة العلمية مع نسبة اآليات القرآنية لسورها بأرقامها في المصحف الشريف وتخريج األحاديث النبوية وشرح الكلمات التي قد يصعب فهمها كل ذلك في هامش البحث ولم أترجم لألعالم الذين وردت أسماؤهم في البحث ألنهم إما صحابة مشهورين أو أئمة مذاهب معروفين واهلل أسأل التوفيق وحسن الختام. تمهيد: المقصد الشرعي من الرجعة: إذا اختل المقصد الشرعي من النكاح بسبب من األسباب المانعة من استمرار وبقاء العشرة الزوجية كسوء عشرة الزوجة أو قلة دينها ونحو ذلك... جاز للزوج أن يطلق زوجته بعد وعظها وإرشادها واتخاذ كافة التدابير الالزمة لعالجها. على أن سبب الفرقة بين الزوجين قد يكون ناجما عن رغبة وإصرار الزوج أو الزوجة وقد يكون بسبب تافه من أحدهما وقد يكون بسبب مهم يمكن عالجه مع بقاء النكاح ودون اللجوء إلى الطالق وقد يكون نتيجة غضب وحمق من أحدهما أو كليهما فيقع الطالق من الزوج وتمر األيام فيلحق الندم أحدهما أو كليهما وفي هذه الحالة شرع اهلل - تعالى الرجعة التي بها يستأنف الزوجان نكاحهما الذي رغب فيه الشارع ويقبالن على بناء عالقة جديدة بمقتضى هذه الرجعة التي مكنتهما من العودة إلى تجديد تاريخهما الحافل بالذكريات والمعاشرة الزوجية الهادئة الهانئة ويتحاش كل منهما ما يثير ويغضب صاحبه ويتحقق المقصد الشرعي من النكاح بإعفاف النفوس وتكثير النسل وحسن العشرة بين الزوجين اللذين مرت بهما عاصفة هوجاء أدت إلى الفراق الذي لمسا مرارته وحرمانه من المتعة الزوجية وبالرجعة يلتئم شمل األسرة من جديد وال يلحق الضرر أحد الزوجين أو كليهما وال يلحق الضياع والتشرد أطفالهما- إن كان لهما أطفال- فيهنأ الجميع بالرجعة ويستمر النكاح بين الزوجين. على أن الطالق الذي اقتضت حكمة اهلل - تعالى - أن يكون لمن أخذ بالساق واآلخذ بالساق هو الزوج فالطالق له والرجعة له أيضا دون المرأة فله أن يراجع زوجته متى شاء ما لم تخرج من عدتها إذ بخروجها من عدتها تملك نفسها وتنحل عقدة النكاح التي بينها وبين زوجها فال تستمر له حرية اإلرجاع لمطلقته التي منحها الشارع له زمن العدة ألنها بانت منه بينونة صغرى. والبينونة الصغرى تتحقق في أحوال متعددة منها: التطليقة الواحدة أو االثنتين بالنسبة للزوجة المدخول بها و خروجها من العدة.ومنها: طالق غير المدخول بها. ومنها: طالق المختلعة.فهذه األحول وأمثالها مما يكون الطالق فيها بائنا بينونة صغرى ال يحق للزوج أن يراجع زوجته إال بإذنها ورضاها وبعقد ومهر جديدين عقوبة له على تهاونه وتسرعه بإيقاع الطالق دون تعقل وترو. وإذا تكرر الطالق 308

310 بين الزوجين بحيث زاد عن اثنتين فقد بانت الزوجة من زوجها بينونة كبرى وال رجعة للزوج وال عودة للنكاح بين الزوجين في الطالق البائن بينونة كبرى وهو التطليقة الثالثة بينهما فال تحل الزوجة لزوجها إال بعد أن تنكح زوجا غيره بعقد ودخول صحيحين. وهذه عقوبة أشد على الزوج من الصداق والعقد الجديدين ألنه يغار على زوجته التي تزوجت من غيره وال سبيل إليها إال بعد موته أو طالقه وبخاصة إذا كان طالقه لها نتيجة غضب أو سبب يمكن تفاديه وعالجه. فالحمد هلل الذي أباح النكاح وشرع له الطرق الكفيلة والمحققة لدوامه واستمراره وحرم البغي والسفاح اللذين حرمتهما جميع الشرائع والشكر والمنة له جل وعال - أن جعل لنا من كل شدة فرجا ومن كل ضيق مخرج ا. المبحث األول: تعريف الرجعة وحكمها ودليلها: تعريفها: الرجعة في اللغة: المرة من الرجوع."وارتجع المرآة وراجعها مراجعة ور جاعا : رجعها إلى نفسه بعد الطالق يقال :طلق فالن فالنة طالقا يملك فيه الر جعة )1( والر جعة والفتح أفصح". واصطالحا عند جمهور الفقهاء: إعادة المطلقة طالقا رجعيا إلى الزواج في العدة بغير عقد. فالطالق الرجعي ينهي العالقة بين الزوجين كالبائن إال أن الرجعي ينتهي )2( ويسقط بالرجعة دون البائن. وهي عند الحنفية: " استدامة الملك القائم بال عوض )3( " ما دامت في العدة. وهذا التعريف يعني أيضا قطع الطالق وإلغاءه واستمرار العصمة الزوجية في حال عدة الزوجة. )4( حكم الرجعة: الرجعة مشروعة في الطالق الرجعي قبل مضي وانتهاء زمن العدة برضا الزوجة وبدونه بالقول أو الفعل على جهة الجواز والندب. وهي في الطالق البائن بينونة صغرى برضا الزوجة وبعقد وصداق جديدين وتكون بالقول ال الفعل. - لسان العرب البن منظور مادة رجع : - انظر نهاية المحتاج للرملي )1/ 51(. وأقرب المسالك للدردير )1/ 412(. رد المحتار على الدر المختار البن عابدين )3/ 436( ز وانظر بدائع الصنائع للكاساني.)2/ 181( 3/ والفقه اإلسالمي وأدلته وهبة الزحيلي ( ( / ط 4. وأحكام األسرة في اإلسالم محمد شلبي ) (. )4( - ينظر بدائع الصنائع 181 3/2/ وبداية المجتهد البن رشد 105 2/ وتكملة المجموع للمطيعي / والمغني البن قدامة /411 8 والشرح الكبير للمقدسي 8:/ )1( )2( )3(

311 )5( دليلها: من الكتاب العزيز: قال اهلل تعالى: )و ب ع ول ت ه ن أ ح ق ب ر د ه ن ( والمراد بالرد: الرجعة فردهن أي : رجعتهن إلى أزواجهن. وقال تعالى: ( و إ ذ ا ط ل ق ت م )6( الن س اء ف ب ل غ ن أ ج ل ه ن ف أ م س ك وه ن ب م ع ر وف أ و س ر ح وه ن ب م ع ر وف ( وقوله تعالى: ( )1( الط ل اق م ر ت ان ف إ م س اك ب م ع ر وف أ و ت س ر يح ب إ ح س ان ( واإلمساك بمعروف الرجعة. ومن السنة: عن ابن عباس عن عمر- - أن رسول اهلل - - )طلق حفصة ثم )9( )8( راجعها ). وقوله - - لعمر لما طلق ابنه زوجته: ( مره فليراجعها(. ومن اإلجماع : أجمع العلماء على أن من طلق امرأته أقل من ثالث تطليقات )10( له حق مراجعتها ما دامت في العدة. ومن المعقول : فألن الحاجة تمس إلى الرجعة ألن اإلنسان قد يطلق امرأته ثم يندم على ذلك على ما أشار الرب - جل )11( جالله- بقوله: )ل ا ت د ر ي ل ع ل الل ه ي ح د ث ب ع د ذ ل ك أ م ر ا(. فيحتاج إلى التدارك فلو لم تثبت الرجعة ال يمكنه التدارك لما عسى ال توافقه المرأة في تجديد النكاح وال )12( يمكنه الصبر عنها فيقع في الزنا". المبحث الثاني: أركان الرجعة وأنواعها وشروطها: )1( أركان الرجعة : ذهب الحنفية إلى أن أركان الرجعة: الصيغة أو الفعل. وهي عند الجمهور ثالثة: مرتجع وزوجة وصيغة أو فعل ونية عند المالكية وأضاف الحنابلة الوطء. - البقرة: البقرة: البقرة:.229 المستدرك للحاكم كتاب الطالق )2/ 191(. وسنن أبي داوود كتاب الطالق باب المراجعة حديث رقم )2283(. )294/2/1(. وسنن ابن ماجة 10 كتاب الطالق 1 باب حدثنا سويد بن سعيد حديث رقم )2016(. )650/1(. )9( صحيح مسلم 18 كتاب الطالق 1 باب تحريم طالق الحائض حديث رقم ) (.) 211/3 (.وسنن الترمذي 11 كتاب الطالق واللعان 1 باب ما جاء في طالق السنة حديث رقم )1116 ( ) 410/3 (.وسنن ابن ماجة 10 كتاب الطالق 3 باب الحامل كيف تطلق حديث رقم.)650/1 )2023( )10( - انظر نهاية المحتاج )51/1(. وبدائع الصنائع )181/3/2(. وبداية المجتهد )101/2(. والمغني )411/8(. )11( - الطالق: 1. )12( - بدائع الصنائع )181/3/2(. )1( - انظر بدائع )181/3/2( وشرح الخرشي على مختصر خليل )19/4/2( والقوانين الفقهية البن جزي) 239 ( ونهاية المحتاج )51/1(. والفقه اإلسالمي وأدلته ) /9 ط( )5( )6( )1( )8(

312 أنواعها: وأنواع الرجعة اثنان: أولها : رجعة من طالق رجعي. ثانيها : ورجعة من طالق بائن. فالرجعة من الطالق الرجعي ال توجب عقدا وال صداقا جديدين وتكون بالقول أو بالفعل اتفاقا وتكون بإذن المرأة وبدونه وال يلزم لها ولي ولكن يشترط لها بقاء الزوجة فى زمن العدة. والرجعة من الطالق البائن وإن لم تخرج المطلقة من عدتها كطالق غير المدخول بها والمطلقة طالقا رجعيا بما دون ثالث تطليقات وخرجت من عدتها ال بد لها من إنشاء عقد وصداق جديدين وإذن المرأة ورضاها وتولي وليها العقد. )4( شروط الرجعة : أوال : المرتجع: اشترط جمهور الفقهاء في المرتجع أهلية الزواج بنفسه التي تكون بالتكليف الذي يعني : البلوغ والعقل كما اشترطوا عدم اإلكراه واالرتداد. ولم يشترط الحنفية هذه الشروط فأجازوا رجعة الصبي والمجنون والمعتوه والمكره. ثانيا : المرأة: أن تكون مدخوال بها وأن يكون طالقها من نكاح صحيح ألن غير الصحيح يفسخ قبل الدخول وبعده وال تحقق فيه الرجعة. وأال يكون طالقها بعوض ألن الطالق بعوض يملك الزوجة أمر نفسها فيكون طالقها بائنا. وأال يكون طالقها ثالثا أو طلقتها الثالثة ألن هذه تجعلها بائنة ال رجعة لزوجها عليها. وأال تخرج المرتجعة من عدتها فإن خرجت فقد بانت. وأن تكون قابلة لحل الزوجية )3( ثالثا الصيغة : ذهب الجمهور إلى تحقق الرجعة بالقول أو بالفعل ومن الفعل الخلوة.أما القول الصريح فال يحتاج إلى نية عند الحنفية كقوله: راجعتك وارتجعتك ورددتك إلي أو إلى عصمتي ونحو ذلك..... ومن ألفاظ الكناية المحتملة للرجعة وعدمها: أنت عندي وأنت امرأتي ونحو ذلك... فهذه تحتاج إلى نية. - انظر نهاية المحتاج )60 61/1( وتكملة المجموع )410/18( وشرح الخرشي على مختصر خليل )19/4/2-81 ) وانظر بدائع الصنائع )181/3/ ( ورد المحتار 449/3 وما بعدها. والمغني ) /8( والشرح الكبير )8/ ( والفقه اإلسالمي وأدلته ) /9 ط( 4. )3( - انظر نهاية المحتاج )58 59/1( وتكملة المجموع )18/ ( وأقرب المسالك ) /1( و بدائع الصنائع )183/3/2( ورد المحتار 441/3 والمغني )483/8( والشرح الكبير )8/ ( والفقه اإلسالمي وأدلته ) /9 ط( )2(

313 ط( 4102 تحقق الرجعة: والرجعة بالفعل تتحقق بكل ما يوجب حرمة المصاهرة كالوطء ومقدمات الجماع عند جمهور الفقهاء غير الشافعية والظاهرية وأضاف الحنفية أن اللمس واالختالس للفعل وفي حال النوم واإلكراه يعد إرجاعا للزوجة وكذلك فعل المرأة يقع به اإلرجاع أيضا. وخالفهم في ذلك الحنابلة ألن فعل المرأة صادر عن رغبتها ال رغبة الزوج والذي يملك الرجعة الزوج. وزاد المالكية تحقق الرجعة بالنية. واقتصر الشافعية على القول دون غيره وهو قول الظاهرية. ومن شروط الرجعة: أن تكون منجزة فال يصح فيها التعليق بزمن أو )1( بشرط شيء أو مشيئة. )2( اإلشهاد على الرجعة : ذهب جمهور الفقهاء إلى أن اإلشهاد على الرجعة ال يجب فهو ليس من شروطها لكنه مستحب فقط. وهو قول اإلمام الشافعي في الجديد وأصح الروايتين عن اإلمام أحمد قطعا للشك وبعدا عن التهمة في العودة إلى الزوجة وألنها ال تحتاج إلى قبول وال ولي وال صداق فلم يجب فيها اإلشهاد. وخالف في ذلك الظاهرية لقولهم بوجوب اإلشهاد على الرجعة تمسكا بظاهر قوله تعالى:) ف إ ذ ا ب ل غ ن أ ج ل ه ن ف أ م س ك وه ن ب م ع ر وف أ و ف ار ق وه ن ب م ع ر وف و أ ش ه د وا )3( ذ و ي ع د ل م ن ك م ) ألنه أمر واألمر يقتضي الوجوب زد على ذلك أنه استباحة بضع مقصود تجب الشهادة فيه كالنكاح." وسبب الخالف معارضة القياس للظاهر وذلك أن ظاهر قوله تعالى:) و أ ش ه د وا ذ و ي ع د ل م ن ك م ) يقتضي الوجوب. وتشبيه هذا الحق بسائر الحقوق التي يقبضها اإلنسان يقتضي أن ال يجب اإلشهاد فكان )4( الجمع بين القياس واآلية حمل اآلية على الندب. )5( والرجعية زوجة حكما تلحقها أحكام المطلقة طالقا رجعيا في زمن العدة كوجوب النفقة والكسوة والسكنى وصحة إيقاع الطالق عليها واإليالء منها - انظر نهاية المحتاج )59/1( وتكملة المجموع )18/ ( وأقرب المسالك )413/1( و بدائع الصنائع )185/3/2( ورد المحتار )431/3 ). والمغني ) /8( والشرح الكبير )8/ ( والمحلى البن حزم )251/10(. )2( - انظر بداية المجتهد )105/2( وشرح الخرشي على مختصر خليل )81/4/2( وبدائع الصنائع )181/3/2(. ورد المحتار )440/3( ونهاية المحتاج )58/1( وتكملة المجموع )413/18( والشرح الكبير ) /8( والمغني ) /8( والمحلى )253/10( والفقه اإلسالمي وأدلته /9(.4 )3( - الطالق: 2. )4( - بداية المجتهد.105 :2 )5( - انظر بداية المجتهد ) /2( وشرح الخرشي على مختصر خليل )19/4/2( وبدائع الصنائع )180/3/2(. ورد المحتار ) /3(. ونهاية المحتاج )63/1( وتكملة المجموع 312 )1(

314 ط( ط( 4102 والظهار ولعانها وصحة التوارث بينها وبين زوجها وصحة الرجعة في زمن اإلحرام بالحج أو العمرة وفي زمن المرض. )6( االستمتاع بالرجعية :جوز االستمتاع بالرجعية الحنفية والحنابلة والظاهرية.وجوز الحنفية القسم لها لصحة إيقاع الطالق ونحوه عليها. ومنع االستمتاع بها المالكية والشافعية قبل اإلرجاع أو نية اإلرجاع لوقوع التفريق بينهما فهي كالبائن والنكاح يبيح االستمتاع وهذا المباح قد حرمه الطالق ألنه ضده. والرأي: أن إباحة االستمتاع بالرجعية فيه انتهاك لحرمة الطالق فالمنع منه أولى من إباحته واهلل أعلم. المبحث الثالث: حق الرجعة واختالف الزوجين فيها: حق الرجعة : ليس لغير الزوج المطلق حق ارتجاع زوجته. ويكون بإذنها )1( وبدونه وال يقبل السقوط أو اإلسقاط منه. )4( اختالف الزوجين في الرجعة : ال يخلو اختالف الزوجين في الرجعة عن وقوعها أو صحتها. فإن كان اختالفهما في وقوعها بأن قال الزوج راجعتك وأنكرت الزوجة وكان ذلك في زمن العدة فالقول قول الزوج ألنه يملك الرجعة بدون علمها ورضاها.وإن كان بعد خروج الزوجة من العدة فال تقبل دعواه إال ببينة أو تصديقها له وعليه يكون القول قول الزوجة في عدم بينته أو تصديقها له بيمين وقيل: ال تلزمها اليمين ألنها تدعي األصل وهو عدم الرجعة والبينونة وهو قول أبي حنيفة. وكذلك إن كان االختالف في حصول الوطء. فالقول قولها بيمين ألن األصل عدمه وهي منكرة فتلزمها اليمين. وإذا كان اختالف الزوجين في صحة الرجعة فادعى صحتها )408/18( والشرح الكبير ) /8( والمغني ) /8( والمحلى )251/10( والفقه اإلسالمي وأدلته ) /9 4. )6( - انظر بداية المجتهد )106/2( وبدائع الصنائع )180/3/2( ورد المحتار ) /3( وتكملة المجموع )408/18( والشرح الكبير ) /8( والمغني ) /8( والمحلى.)251/10( )1( - انظر بداية المجتهد )105/2( وبدائع الصنائع )186/3/2( ورد المحتار )436/3( ونهاية المحتاج )51/1( وتكملة المجموع )408/18( والشرح الكبير )412/8( والمغني )411/8( والمحلى )153/10(. )2( انظر بدائع الصنائع ) /3/2(..وشرح الخرشي على مختصر خليل )86-82/2(. ورد المحتار ) /3(. والقوانين الفقهية )239(.ونهاية المحتاج )60 63/1( وتكملة المجموع ) /18( والشرح الكبير ) /8( والمغني ) /8( والفقه اإلسالمي وأدلته ) /

315 الزوج وقالت الزوجة ببطالنها لوقوعها بعد انقضاء العدة: فالقول للزوجة إن كان ما ادعته ممكنا بأن كانت المدة يمكن أن تتحقق فيها ثالثة قروء. وال يقبل قولها إن كان ذلك بعيد االحتمال وغير ممكن لكذب دعواها بانتهاء المدة. وأقل المدة التي تنقضي فيها العدة عند الحنفية ثالثة قروء - حيضات - وتكون ستون يوما لكل حيضة عشرة أيام يتخللها طهران مدتهما ثالثون يوما ألن أقل طهر مدته خمسة عشر يوما فيكون مجموع المدة ستين يوما. وبعيد من هذا القول ما قرره الحنابلة الذين ذهبوا إلى أن أقل مدة النقضاء العدة هي : تسعة وعشرون يوما ولحظة تتحقق بثالثة أقراء - حيض- وأقله يوم وليلة يتخللها طهران مدتهما ستة وعشرون يوما لكل طهر ثالثة عشر يوما. وبتطليقها في آخر يوم من طهرها تستقبل قرءأ بيوم وليلة ثم ثالثة عشر يوما ثم يوم وليلة قرء ثان ثم ثالثة عشر يوما طهر ثان ثم يوم وليلة قرء ثالث فيكون مجموع ذلك تسعة وعشرون يوما ولحظة واللحظة هي: بداية اليوم الجديد في الطهر الثالث الذي يخرجها من عدتها. وذهب المالكية إلى أن القرء هو: الطهر والمدة التي تنتهي بها العدة ثالثون يوما ومدة الحيض يوم أو بعض يوم فتطليق الزوجة في آخر طهرها واستقبالها حيض يوم ثم خمسة عشر يوما طهر ثم حيض يوم ثم طهر بقية الشهر وبانقضائه تخرج من عدتها لتمام ثالثة أطهار الطهر الذي طلقها فيه والطهران اآلخران. وقال الشافعية: إن أقل مدة تنتهي فيها العدة اثنان وثالثون يوما ولحظتان وال يتصور أقل من ذلك عندهم والقرء هو: الطهر ومدته خمسة عشر يوما وأقل الحيض يوم وليلة فمن طلقت للحظة من طهرها واستقبلت حيض يوم وليلة ثم خمسة عشر يوما قرء ثان ثم حيض يوم وليلة ثم خمسة عشر يوما قرء ثالث ثم حاضت للحظة انتهت عدتها بمجموع اثنين وثالثين يوما ولحظتين. وفي دعوى المرأة انقضاء عدتها بوضع حملها يقبل قولها إذا كان الحمل ألكثر من ستة أشهر من إمكان الوطء بعد العقد وال يقبل ألقل من ذلك ألن أقل مدة الحمل ستة أشهر.وفي دعوى انقضاء عدتها باألشهر ليأسها من الحيض بصغرها ال يقبل قولها ألن المعول عليه في هذه المسألة قول الزوج وأنه مرتبط بإيقاعه للطالق في الزمن الذي يعرفه هو دونها لكنه إن ادعى خروجها من العدة بغرض تخلصه من نفقتها فالقول قولها للتهمة في دعواه. الخاتمة: أهم نتائج البحث: * حكمة الشارع الحكيم ورأفته بعباده فمن يرتكب منهم حماقة بالفراق نتيجة ضعفه وعدم سيطرته على نفسه يجد الرجعة توقف التفريق الذي أحدته وترد العالقة الزوجية إلى سابق عهدها. 314

316 * تنوع الرجعة بتنوع التفريق الذي يحدثه الزوج فالطالق الرجعي عند إرادة الرجعة - ال يحتاج إلى رضى الزوجة وموافقتها أو وليها ما دامت في عدتها ولم تخرج منها فضال عن حاجتها إلى صداق وولي وشاهدين عدلين. * اختالف البينونة بالطالق فالزوجة المطلقة قد تبين من زوجها بينونة صغرى وهذه تفيد فيها الرجعة لكن برضى الزوجة وتحديد صداق وولي جديدين ويدخل في هذا النوع طالق غير المدخول بها والطالق لمرة أو مرتين وخرجت من عدتها. أما البينونة الكبرى فال تفيد فيها الرجعة وذلك كالطالق للمرة الثالثة أي: التي سبقتها تطليقتين وكذلك التطليق بالثالثة وما في حكمه كالخلع. *الرجعية كالزوجة لها نفس الحقوق كالنفقة والسكنى وعليها نفس الواجبات فتلحقها كافة أحكام الزوجة يقع عليها الطالق واإليالء والظهار واللعان فهي زوجة حكما ال حقيقة. *الرجعة حق خالص للزوج وحده ال يشاركه فيها أحد. وإن خالفته الزوجة فيها فالبينة على من ادعى واليمين على من أنكر فيحكم له القاضي أو يحكم عليه. مصادر البحث ومراجعه * القرآن الكريم مصحف المدينة المنورة. * أحكام األسرة في اإلسالم د. محمد شلبي الدار الجامعية للطباعة والنشر بيروت لبنان ط م. * أقرب المسالك )الشرح الصغير( أحمد الدردير شركة مصطفى الحلبي القاهرة مصرط م. * بداية المجتهد ونهاية المقتصد ابن رشد )الحفيد( مراجعة وتصحيح عبد الحليم محمود وعبد الرحمن حسن دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان م. ط. 1 * بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع عالء الدين الكا سائي دار الكتاب العربي بيروت لبنان ط م. * تكملة وتعليق وتحقيق المطيعي على مجموع النووي شرح المهذب مكتبة اإلرشاد جده السعودية ط 1. * رد المحتار على الدر المختار البن عابدين ومعه تكملة نجل المؤلف دار الفكر بيروت ط م. * سنن أبي داوود دار الحديث القاهرة مصر ط 1. *سنن ابن ماجة تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي دار الحديث القاهرة مصر ط *سنن الترمذي )الجامع الصغير( تحقيق أحمد شاكر وآخرون دار الحديث القاهرة مصرط 1. * شرح الخرشي على مختصر خليل بهامش حاشية العدوي دار صادر بيروت لبنان ط 1. * الشرح الكبير على متن المقنع عبد الرحمن بن قدامة المقدسي دار الفكر بيروت لبنان ط م. * صحيح مسلم تحقيق د.موسى شاهين الشين ود.عمر هاشم مؤسسة عز الدين للطباعة والنشر بيروت لبنان ط م. * لسان العرب البن منظور دار صادر بيروت لبنان ط م. * الفقه اإلسالمي وأدلته د. وهبة الزحيلي دار الفكر المعاصر دمشق سوريا ط م. * القوانين الفقهية محمد بن جزي الدار العربية للكتاب ليبيا تونس ط م. * المحلى البن حزم تحقيق لجنة التراث العربي دار الجيل واآلفاق الجديدة بيروت لبنان ط ه. * المستدرك للحاكم النيسبوري إشراف د.يوسف المرعشلي دار المعرفة بيروت لبنان ط م. * المغني على متن المقنع البن قدامة دار الفكر بيروت لبنان ط م. 315

317 * نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج أحمد الرملي دار الكتب العلمية بيروت ط م. التوجهات الحديثة إلدارة الجودة في التعليم ضياء الدين هدية المزوغي - هند هدية المزوغي - أشرف أبو األسعاد خشخوشة الملخص: نعيش في هذه اآلونة وتيرة متسارعة من التطور والتغيير للنظم والمنظمات حتى صار التطور سمة من سمات العصر ونظرا للنجاح الذي تحقق للمنظمات والد ول ال ت ي ط ب قت نظ م الج ودة فل ق د ا ن تش رت ث ق اف ة الج ودة ف ي الع ق ود ا ألخ ي رة بشكل كبير وزاد تطبيقها في دول ومنظمات أ خ ر وإن كان انتشار الثقافة ملفتا للنظر بحيث بالكاد تخلو أية منشورات أو برامج إدارية من عبارة إدارة الجودة أو ضمان الجودة أو الج ودة الش املة ول قد ا ن تشر هذا الم فه و م ف ي بالد ن ا ود رس ت أ نظم ة الج ودة ف ي ع دد من جامعاتنا وأصبح للج ودة جمع ية ومه تم و ن ك ث ر وأص ب ح ه ذا الم فه و م ي ت ردد ك ث ي ر ا على مسامع العديدين طارقا أبواب إداراتنا بإلحاح مرده تدني المستوى الخدمي واإلنتاجي والذي يرجع أساسا إلى تدني المستوى اإلداري. إدارة الجودة وإن ظهرت بداية كمصطلح اقتصادي إنتاجي فرضته ظروف التقدم التقني الصناعي فإنها لم تلبث أن تعدت ذلك إلى أن تكون مصطلح يدخل جميع مناحي الحياة إنتاجية كانت أو خدمية ص ن ا ع ية و تج ار ية وزرا ع ية وس ي اح ية ب ل وح ت ى م ا يم س ح ي اة ا إل نس ا ن ال ي وم ي ة م ن صحة وتعليم وأمن. ت م ف ي هذه ال ورق ة ت ب ي ا ن العالق ة ب ي ن إدارة الج ودة وال تعل ي م م ن خ الل تسليط الضوء على مفهوم إدارة الجودة في التعليم وذلك من خالل عدة زوايا وأوجه و آراء الكثير من العاملين والمهتمين بهذا المجال. ثم تبع ذلك محاولة الباحثين لتجميع وجهات النظر وهذه الوجوه والزوايا في محاولة الستخالص ماهية الجودة في التعليم من خالل عدة نقاط وصل استنتاج الباحث إلى كونها مبادئ وأسس ومرتكزات لضمان الجودة في أي نشاط تعليمي وأكاديمي. وتم ترتيب هذه المرتكزات واألسس بشكل يراه الباحثان مبادئ توجيهية لتأسيس برنامج ناجح وفعال إلدارة وضمان الجودة. تسلسلت هذه األسس والمرتكزات على الشكل التالي: 1. االقتناع والدعم من اإلدارة العليا وتم التوسع في هذه الركيزة ألنها تعد األساس ألي نظام إلدارة وضمان الجودة بغيره ال وجود إلدارة الجودة وال تعدو إن وجدت إال عبئا على المنظمة أو صورة تجميلية زائفة. 2. التطوير المنظومي الشامل للمؤسسات. 316

318 3. متطلبات الزبون. 4. التحسين المستمر ومشاركة الجميع في عملية التحسين. 5. اعتماد المواصفات. 6. اعتماد التطوير والتدريب. 1. قياس األداء وجمع البيانات والتحليل. تضمنت هذه الورقة كذلك آراء الكثيرين من أعمدة الجودة ورؤاهم وخلصت بالنهاية إلى أن إدارة الجودة عملية تمر بعدة مراحل قد يكون من أولها اتخاذ القرار والتخطيط والتنظيم لمسيرة طويلة ال نهاية لها من التحسينات المستمرة والتطوير المستمر لألداء والعملية ككل في تزامن مع التقويم الذاتي ألداء األفراد والتقدير التنظيمي للمنظمة والمسح الشامل لرضا العمالء كما أن العملية التعليمية شأنها شأن أي عملية أخرى عملية قابلة للتطوير والتحسين ومما ال شك فيه أنه عن طريق اتخاذ قرار ت ب ن ي نظ م إدارة الج ودة م ن ق ب ل ال ق ا ئم ي ن عل ى العمل ي ة ال تعل يم ي ة والعم ل الح ث ي ث الج اد ل نش ر ث ق اف ة الج ودة ب ي ن جم ي ع الع امل ي ن ب ال تعل ي م والمه تم ي ن ب ه عل ى جم ي ع مستوياتهم وتحديد معايير ومواصفات معينة يعد التطابق معها هدفا ينشده ويعمل الجميع للوصول إليه كل ذلك بال شك سيؤدي إلى التطور والتقدم في المسيرة التعليمية التي هي أساس التنمية االقتصادية واالجتماعية والفكرية للمجتمعات. تمهيد: نتيجة التطور الرهيب الذي أصبح سمة العصر وتسارع وتيرة التقدم والتغير والطابع التنافسي لهذا التطور الذي شمل جميع مجاالت الحياة أصبح لزاما على كل مجتمع يرغب بمواكبة الحياة في هذا العالم األخذ بسبل التطور والتعامل معها. ونظرا للنجاح الذي تحقق للمنظمات والدول التي طبقت نظم الجودة فلقد انتشرت ثقافة الجودة في العقود األخيرة بشكل كبير وزاد تطبيقها في دول ومنظمات أ خ ر وإن كان انتشار الثقافة ملفتا للنظر بحيث بالكاد تخلو أية منشورات أو برامج إدارية من عبارة إدارة الجودة أو ضمان الجودة أو الجودة الشاملة. ولقد انتشر هذا المفهوم في بالدنا ود رست أ نظمة الج ودة ف ي ع دد م ن ج امع ا ت ن ا وأص ب ح للج ودة جمع ي ة ومه تم ون كثر وأصبح هذا المفهوم يتردد كثيرا على مسامع العديدين طارقا أبواب إداراتنا بإلحاح م رده ت د ن ي المس ت و ى الخ دم ي وا إل ن ت اج ي وال ذ ي يرج ع أس اس ا إل ى ت د ن ي المس ت و ى اإلداري. وإدارة الجودة وإن ظهرت بداية كمصطلح اقتصادي إنتاجي فرضته ظروف التقدم التقني الصناعي فإنها لم تلبث أن تعدت ذلك إلى أن تكون مصطلح يدخل جميع مناحي الحياة إنتاجية كانت أو خدمية صناعية وتجارية وزراعية وسياحية بل وحتى ما يمس حياة اإلنسان اليومية من صحة وتعليم وأمن. إدارة الجودة والتعليم 317

319 مفهوم إدارة الجودة في التعليم يتعلق بكافة السمات والخواص التي تتعلق بالمجال التعليمي والتي تظهر جودة النتائج المراد تحقيقها. بما يفي بحاجات الزبون 10 5 حاليا ومستقبال (Deming) وبما يتالءم مع استخداماته -(Juran) 5 وبالشكل الذي يكون أكثر اقتصادية وأكثر فائدة - (Ishicawa) و"بما يعتمد إرضاء الزبون والتحسين المستمر اليوم وكل يوم ومعرفة متطلبات الزبون اآلنية والمستقبلية وتحقيقها إلرضاء جميع الزبائن الداخليين )طلبة ومعلمين ومشرفين إداريين( والخارجيين )كالمؤسسات التي سيعمل فيها الخريجين( وبما يهدف إلى احتواء العملية التعليمية ومخرجاتها وتأكيد تطابق المعايير والمواصفات التي 5 حددتها متطلبات الزبائن - Hill( )Tailor & والتركيز على خدمة الطلبة كزبائن وذلك من خالل تدريب وتطوير المعلمين والحصول على مواصفات معينة بناء على مقاييس معينة عند أي نقطة من العملية التعليمية مع اعتبار المؤسسة بما 5 تحتويه من أفراد وحدة واحدة - )Harris(. كم ا أ نه ا أسل وب م تك ام ل يط ب ق ف ي جم ي ع ف ر و ع ومس ت و ي ات الم نظم ة ال تعل يم ي ة ليوفر للعاملين وفرق العمل الفرصة إلشباع حاجات الطالب والمستفيدين من عمل ية ال تعل م أ و ه ي فع ال ي ة تح ق ي ق أفض ل خ دم ات تعل يم ي ة بح ث ي ة واس تش ار ية ب أك ف أ 3 أساليب وأقل تكاليف وأعلي جودة ممكنة )النجار( وهي عملية إستراتيجية إدار ية تر تكز عل ي مجم و ع ة م ن ال ق ي م و تس تمد ط اق ة حرك ته ا م ن المعل وم ات ال ت ي تتمكن في إطارها من توظيف مواهب العاملين واستثمار قدراتهم الفكرية في مختلف مستويات التنظيم علي نحو إبداعي لتحقيق التحسن المستمر لمنظمة - 1 )Hixon(. وهي "ترجمة احتياجات توقعات الطالب إلي خصائص محددة تكون أساسا في تعليمهم وتدريبهم لتعميم الخدمة التعليمية صياغتها في أهداف بما يوافق 2 تطلعات الطلبة المتوقع" )الرشيد( كما أنها "عملية إعداد إنسان بمواصفات 1 معينة الستيعاب كل ما هو جديد ومتسارع والتعامل معه بفعالية ")أبوملوح( كما أنها "مجموعة البنود من المدخالت للعمليات والمخرجات لنظام التعليم والتي تلبي 6 التطلعات االستراتيجية للجمهور الداخلي والخارجي- )Cheng( وهي عملية إدار ية تر تك ز عل ى مجم و ع ة م ن ال ق ي م تس تمد ط اق ة حرك ته ا م ن المعل وم ات ال ت ي نتمكن في إطارها من توظيف مواهب العاملين واستثمار قدراتهم الفكرية في مختلف مستويات التنظيم على نحو إبداعي لتحقيق التحسن المستمر للمنظمة - 11 )Rhodes( وهي "جملة الجهود المبذولة من قبل العاملين في المجال التربوي لرفع مستوى المنتج التربوي )الطالب( بما يتناسب مع متطلبات المجتمع وبما تستلزمه هذه الجهود من تطبيق مجموعة من المعايير والمواصفات التعليمية وال تر ب و ية الالزمة لرف ع مس ت و ى الم ن ت ج ال تر ب و ي م ن خ الل ك ل الع امل ي ن ف ي مج ال 318

320 8 التربية- )عبد الملك سكتاوي( إن كل هذه المفاهيم ما هي إال تعبير عن شيء واحد يراه كل من زاويته وما إدارة الجودة في التعليم وفقا للرؤى السابقة إال نظام إداري يرتكز على : 0. االقتناع والدعم من اإلدارة العليا يجب أن تنتشر القناعات باإلصالح والتغيير باتجاه عمودي من أعلى ألسفل عبر مستويات اإلدارة وحتى أدنى المستويات التنفيذية.وإذا كان االقتناع أهم مراحل الجودة إال أنه يعتبر مرحلة أساسية أولية ال بد من أن تسايرها وتتبعها مراحل عديدة لتحقيق أهداف الجودة أهمها : نشر ث ق افة الج ودة ع ب ر جم ي ع مس ت و ي ات الم ؤسس ة ع ن طر ي ق ال ن د وات وال د ورات التدريبية للعاملين بالقطاع التعليمي بجميع مستوياتهم. الندوات والدورات التي تتناول التعريف الدقيق للجودة كي ف ت دار ك ي ف ت ن ف ذ ك ي ف ت تح ق ق وك ي ف ي ت م الحفاظ عليها أن يشترك الجميع نفس القيم المنبثقة من رؤى اإلدارة العليا لمستقبل المؤسسات التعليمية. الرؤى النابعة من وضع تعليمي راهن ال يلبي متطلبات المجتمع وال الطالب وال سوق العمل ومن حاجة المجتمع لنظام تعليمي ناجح يواجه به التحديات والتغيرات. أ ن يك و ن اله دف ه و أ ن الج ودة ل يس ت واج ب ا ق ا بال لل تكل يف بل أمرا يجب أ ن يجذر و ي ؤس س ف ي ك ل عمل ي ة وأ ن تك و ن مس ؤ ول ية ك ل فرد في المؤسسة وكل من له عالقة مباشرة أو غير مباشرة بها. ترجمة الجودة كسلوك نابع من القيم والفلسفة المشتركة لجميع المعنيين والمهتمين إلى برنامج عمل يتضمن سياسة للجودة ودليال لها وإجراءات لتحقيقها الرغبة األكيدة ليدارة في التغيير الواقعي. لقد درس - A Sodano عالم متخصص في علم النفس والعديد من 12 زمالئه - إشارات االستعداد للتغيير ومقاومته وبحثوا عن سمات مشتركة للمؤسسات التي طبقت التغيير بنجاح وعرفوا سبعة عشر عام ال ضروريا للتغبير الناجح:. توفر ضمانات التغيير.. 2 قيادة عالية المستوى. 3. إحساس قوي بتعجيل التغيير من اإلدارة العليا.. 4 تعبئة كل األطراف المعنيين. 5. قياسات األداء.. 6 بيئة تنظيمية مناسبة. 1. منفذين وظيفيين مرنين.. 8 عمل عالمات مميزة. 9. التركيز على العميل.. 10 المكافآت.. 11 إعدادات تنظيمية فعالة.. 12 اتصال فعال. 13. تنظيم أفقي مع قلة المستويات الهرمية. 14.خبرة سابقة بالتغيير. 15.روح ومعنويات مرتفعة للفريق.. 16 ابتكار. 1. عملية اتخاذ قرارات فعالة. 319

321 320 التعريف الواضح للزبائن الداخليين والخارجيين لكل أفراد المؤسسة والتركيز على إرضاءهم والعمل على تعديه. من هم زبائننا الحاليين ما هي مطالبهم الفعلية وكيف باإلمكان تحقيقها هل ال قدرة الالزم ة لل وف اء به ا م ت وفرة وف ي ح ال ة ع د م ت وافر ه ا م ا ه ي التغييرات الالزمة لتحسين هذه القدرات في حال توافر القدرات هل نحن نواف دوما متطلبات الزبون وفي حال تعذر ذلك فما المانع وما هي آلية مراقبة التغير في متطلبات الزبائن إيجاد بيئة للعمل الجماعي ونشر روح العمل كفريق بأدبياته وآلياته. توفير الجو المالئم ليبداع واالبتكار بما يكفل االستثمار األمثل للطاقات والقدرات. حيث الخوف من آثار اإلبداع و االبتكار - واللذان يعتبران ببساطة تدميرا لألس ال يب ال قد يم ة ال ت ي ت درب معظ م الم د ير ي ن و تع ود وال ت ز م تط ب ي قه ا - لن يقود حتى إلى التفكير في مشاركة اآلخرين آراءهم وبقدر ما كان التغيير غر ي ب ا وص ع ب ا عل ى ا إلدارة ب ق در م ا ق ل إ ب دا ع الع امل ي ن وابتكارهم. كما أن تقييم واحترام األفكار المخالفة مبدأ يجب أن يعمقه المديرون والقادة ال لك و نه أس اس ا إ نس ا ن ي ا ولك ن لك و ن ه ع ال وة عل ى ذل ك أس اس م ن أس س ال نج اح لمؤسسة ذات رؤية شاملة في شتى المجاالت خالفا لمؤسسة الشخص الواحد ذات الرؤية الواحدة في الخط الواحد. العمل على مشاركة الزبائن الخارجيين المعنيين بنشاط المؤسسة في جهود الجودة. وأخيرا تطوير النظام اإلداري كلما لزم بما يتماشى مع معطيات العصر ومتطلباته. حيث التطور في النظم اإلدارية يتم بوتيرة سريعة وإن المؤسسات الناجحة ال تجد حرجا أبدا في االنتقال نحو النظم األصلح في التنظيم والقيادة والعمل واألهداف و مراكز االهتمام. 4 وفي مقارنة بين نموذج اإلدارة القديم ونموذج اإلدارة الجديد مقتبسة من مجلة بيزنس ويك ))إعادة اكتشاف أميركا(( 1992 جدول رقم )1( يتبين الفرق الكبير بين النموذجين الحديث والقديم. حيث التنظيم يتجه أفقيا ويسود التعاون النظام اإلداري ويتحول مركز االهتمام من الربح إلى الزبون وتنتقل األسواق من المحلية إلى أفاق أكثر رحابة ال تحدها حدود مصادرها السبق إلى المعلومة واألفضلية فيها للزمن الذي ال يمكن تعويضه خالفا للكلفة تنتقل من مراحل متقدمة كانت توفر األمان الشخصي المادي والنفسي للعامل إلى مراحل أكثر تقدما يسعى فيها العامل إلى تنمية ذاته في منافسة شريفة ال يعوقها العمل

322 في فريق وال تحدها حدود. كل ذلك يضعنا أمام حقيقة أن النظم اإلدارية الجامدة البالية لن تستطيع أن تحافظ على مستوياتها ولن يبقى لها مكان في ظل عالم ال بقاء فيه إال لألصلح في تنظيمه وقيادته وعمله. نموذج اإلدارة القديم عمودي أوتوقراطي الربح الخدمة الذاتية مكتف ذاتيا محلية رأسمالي الكلفة متجانس األمان عن طريق األفراد مفروض جدول رقم )0( التنظيم القيادة مركز االهتمام الدوافع الهيكل األسواق المصادر األفضلية القوى العاملة توقعات العامل العمل النوعية 4. التطوير المنظومي الشامل للمؤسسات اعتماد التطوير المنظومي الشامل للمؤسسات كوحدة واحدة متكاملة تتبنى المشاركة والتطور على كل المستويات. حيث أن على التنظيمات في مواجهة التغيرات السريعة والخطيرة أن تعدل من طريقة تفكيرها وعملها بصورة معينة كم ا أ ن أ ه م أس ب اب ص ع و بة تط ب ي ق إدارة الج ودة ه و ع د م ت وفر ال ث ق اف ة ال ت نظ يم ي ة المالئمة لتطبيق الجودة في المنظمات Sepic( McNabb and 1995 م Bowen and LawLer 1992 م( 3. متطلبات الزبون إن نموذج إدارة األعمال الجديد موجه نحو الزبائن بل هم مركز االهتمام في نموذج اإلدارة الجد يد ح يث يح قق ال ترك ي ز عل ى م تطل ب ات الز ب و ن ج وا م ن ال ت فه م وال تع ا و ن والعالق ات ا إل نس ا ن ية ب ي ن جم ي ع الع امل ي ن ف ي ال نظ ا م ال تعل يم ي ب ال تعرف على احتياجات المعلمين والمشرفين واإلداريين "الزبون الداخلي" وبما يكفي حاجتهم المادية والمعنوية ويحقق لهم األمان. حيث إن إشباع حاجات الزبون الداخلي يعد أحد أهم األمور األساسية التي تكفل تركيزا واهتماما كاملين بالعمل وتجويده كما أن الشعور باألمان يعد من أولى المسلمات التي يجب أن تعمل ا إلدارة العل ي ا عل ى تعد يه ا بم ا يك ف ل ا تج اه الع ام ل إل ى ت نم ي ة ذا ت ه عمل ي ا وفكر ي ا األمر الذي سيتبعه التطور األكيد في المؤسسة. وبما يشبع حاجة المجتمع والطلبة 321 نموذج اإلدارة الجديد أفقي تعاوني الزبائن اإليثار الواقعي معتمد تبادليا عالمية المعلومات الوقت متمايزة النمو الشخصي عن طريق الفريق شخصي

323 ب أ 4102 للمعرفة والعلم والتقنية ويسد الفجوة بين ما يتلقاه الطلبة في مؤسساتهم العلمية وما سيجدونه في الواقع العملي "الزبائن الخارجيين". والتأكد التام من أن توقعات الزبون تجاه المنتج الذي تحصل عليه قد تم تحقيقها أو تجاوزها ليس في سياق كمي كما جرت العادة ولكن في سياق نوعي التحسين المستمر ومشاركة الجميع في عملية التحسين حيث أن عملية الجودة عملية تحسين تتصف باالستمرارية في مراحل العمل كافة وعلى نحو متواصل وال شك أن تحقيق الجودة لن يتأتى إال من خالل العمل على نحو فعال على التحسين المستمر للمنتج أو الخدمة ولطرق األداء واخ ت ب ار ال ن ت ا ئ ج ال تحس ي ن المس تمر ال ن ا ت ج ع ن ا إل يم ا ن ب أ ن ه ن اك طر ي ق ة أفض ل ألداء العمل دائما وأن ما هو مناسب اليوم ليس مناسبا غدا وأنه ال مستوى أعلى لينجاز يمكن أن يكون غاية دائمة. وأن المعايير الثابتة غير المتغيرة تمثل انهيارا للمؤسسات. 2. اعتماد المواصفات. حيث تعد المواصفات أساسا لثقة متبادلة بين المؤسسات والزبائن يعد التطابق معه ا أ ه م المع ا ي ير المح ددة لج ودة المخرج ات و ه ن اك العد ي د م ن الم واص ف ات المحل ي ة والعالمية المنظمة لعملية التعليم كما يجعل الدليل التعليمي IWA من المواصفة ISO 9001:2000 أحد أهم المواصفات لتضمنها عددا من البنود شملت جميع مراحل العملية التعليمية. 5. اعتماد التطوير والتدريب وذلك بما يضمن امتالك العاملين ألكبر قدر من الكفاءة والمهارة والقدرة على االبتكار واإلبداع وتطوير األداء للوفاء بالمطالب والتطلعات وتحقيق األهداف ففي 9 دراسة لتطوير المشرفين بالتعليم العالي لجميل نشوان 2004 تم تصنيف الكفايات "المهارات" أو الخصائص الفنية الواجب توافرها في العاملين بالمجال التعليمي إلى:. خصائص شخصية : وهي سمات أساسية تساعده علي سهولة تحقيق أهدافه وأهداف المؤسسة التعليمية والمجتمع بسهولة مثل : االتزان النفسي والعاطفي و تحمل المسئولية و القدوة الحسنة و القدرة علي االبتكار والتجديد وتقبل األفكار وسعة االطالع بالمعرفة والتقنية المادية ومزا ولة ال بحث العلم ي ب ا إلض افة للعد ي د م ن الص ف ات ال ت ي ت تعل ق ب المظهر وغيره.. خصائص فنية )مهنية( : وتشمل القدرة علي التخطيط والتحليل والقدرة عل ي ا تخ اذ ال ق رارات ب أس ل وب علم ي و تش خ يص الخل ل وم واق ع الض عف وإيجاد طرق العالج والقدرة علي التفسير واإلعداد الجيد للمادة العلمية 322

324 ه ج د 4102 وتحديد األهداف بصورة سليمة والقدرة علي عرض المادة بتسلسل منطقي والقدرة علي إدارة الحوار والمناقشة واإلقناع واستخدام أساليب غير تقليدية في الشرح والقدرة علي استخدام وسائط التعلم وتنظيم األفكار والحقائق والمفاهيم بدقة وإثارة الطالب نحو التعلم الذاتي والبحث وتوليد اتجاهات إيجابية لدي الطالب نحو التعلم والقدرة علي توجيه التعلم نحو خدمة المجتمع والقدرة علي استخدام شبكة المعلومات للحصول علي األبحاث والمعلومات الجديدة باإلضافة إلي امتالك مهارات التدريس مثل : إدارة الحلقات واللقاءات والقدرة علي تدريس المقررات الجامعية بفعالية مع تحليل جوانب القوة والضعف في هذه المقررات بعد تطويرها وتقويمها بشكل سليم والقدرة علي تزويد الدارس ي ن ب تغذ ي ة راجع ة ع ن أدا ئه م و ع ن ا الم تح ا ن ات ال فص ل ية وال ق درة علي تصميم وإعداد اختبارات ذات مواصفات علمية سليمة. خصائص أكاديمية وتشمل : التمكن من المادة العلمية واإلطالع علي المصادر الحديثة المختلفة و علي كل ما هو جديد في المعرفة وسعة االطالع في مجال التخصص والخبرة الواسعة وإدراك العالقات بين المواد التعليمية المختلفة واالطالع علي األبحاث والدراسات العديدة المتعلقة بمادته و المشاركة في البرامج العلمية ومؤتمرات البحث العلمي والقدرة علي عمل أبحاث علمية تطبيقية لخدمة المؤسسة التعليمية والمجتمع. خصائص ثقافية : وتشمل سعة االطالع علي المواد المختلفة المتعلقة بتخصصه واالطالع علي مشاكل البيئة والمشاركة في الندوات الثقافية ومتابعة المنشورات الصحفية والمجالت المختلفة واالهتمام باألحداث المحلية والعالمية والعلم بالعقيدة والتراث اإلسالمي وأن يكون لديه اطالع علي الثقافات والحضارات المختلفة. خصائص إدارية وتتضمن : القدرة علي ممارسة العمليات اإلدارية كالتخطيط والتنظيم والرقابة واإلشراف واالتصال والتواصل بطريق سليمة تراعي الحداثة في األسلوب القيادي كالديمقراطية وما يتبعها من عمليات التفويض واستخدام نماذج حديثة في القيادة كاإلدارة باألهداف واإلدارة بالنتائج واستخدام العصف الذهني وغيرها من األساليب التي ثبت نجاحها محليا وعالميا وما يترتب على ذلك من إقامة عالقات إنسانية أساسها االحترام والتقدير والتشجيع علي حرية الرأي والتعاون وإقامة عالقات حسنة مع الطالب والعاملين واالهتمام بمشاكل الطالب

325 و 4102 وأح واله م والمر و ن ة و ع د م الح دة ف ي المع امل ة وإش ا عة ج و م ن ال ث ق ة واالحترام بين الطالب وكسب ثقة اإلدارة العليا واإلداريين والزمالء.. خصائص إدارة الجودة: المشرفون األكاديميون هم جزء من نظام إداري جامعي ال يمكن أن يندرج سلوكهم بشكل منفرد عن باقي أجزاء النظام التعليمي فإدارة الجودة تتطلب تعاون ومشاركة اإلدارة العليا في المؤسسة التعليمية مع فريق تطوير إدارة الجودة لتحسين فعاليتهم من خالل المزيد من التدريب المستمر والفعال.كما تتطلب هذه الخاصية توفر صفات قيادية لدي المشرف األكاديمي تمكنه من االبتكار والتغيير من أجل الحصول علي مخرجات تعليمية مناسبة وبالتالي فهو قائد تربوي واجتماعي وديمقراطي وموجه ومنشط للعملية التعليمية ويدير الوقت بشكل سليم دون إهدار تربوي. كما ترتبط مهارات الجودة بقدرة المشرف األكاديمي علي االتصال والتواصل والتقويم المستمر والرقابة الذاتية والقدرة علي اتخاذ القرارات بشكل م وض و ع ي و علم ي وال ق ن ا ع ة ب العم ل وال تص م ي م عل ي ال نج اح وأ ن ه ال ي وجد ح د أقص ي ل ألداء والعم ل ب ا إلض افة الم تالك مه ارات ت ر ت بط ب ال ق درة علي تحديد المشكلة واألهداف والتحليل والتفسير والتقويم المستمر. 6. قياس األداء وجمع البيانات والتحليل األمر الذي يمكن من خالله : تحديد الموقف الحالي للمؤسسة. ترجمة متطلبات الزبون إلى مؤشرات للعملية. تحديد المشكالت. تحليل االتجاه. تحديد تأثير التحسينات. إبهاج الزبائن. توفير تغذية رجعية. كما أن نتائج قياس األداء وجمع البيانات و التحليل على الرغم من أهميتها البالغة فأنها لن تحقق نتائجها إال إذا تمت على أسس سليمة تحدد: كيفية معرفة ما هي البيانات والمعلومات التي يجب جمعها. كيفية معرفة أنها دقيقة وموثوقة ومفيدة. كيفية جمع وتحليل البيانات لتحسين رضا الزبون والجودة واألداء التشغيلي. كيفية تقييم وتحسين جمع وتحليل البيانات. كيفية انعكاس ذلك عمليا على األداء. 324

326 1. و ق ب اا ل ك اا ل ذل ااك اإل ي م ااان الكا م اا ل بج ااد وى ال تط ب ي اا ق و تحق ي اا ق ال تكا م اا ل ب اا ين كا ف اا ة المستويات التنظيمية ورفع مستوى األداء. ولقد وضع العديد من البحاث والخبراء ثوابت وأسسا لتطبيق الجودة والتي سيتم سرد بعض منها ومن أهمها نقاط ) )Deming لتحسين وتطبيق الجودة وثوابت )Crosby( األربعة وثالثية )Juran( يمكن أن تكون أدلة عمل للم نظم ات ا إلدار ية إ ال أ ن العد يد م ن ال ب اح ث ي ن ال ذ ي ن عمل وا ف ي م ي دا ن الج ودة أجمعوا على أن أفكار) Deming ( البد أن تدخل في تصميم أي منهج للجودة 9 بما فيها إدارة الجودة في النظام التعليمي. ويتكون برنامج ( Deming ) من ( )14 نقطة وهي : 1. خلق حاجة مستمرة للتعليم والبحث 2. تبني فلسفة جديدة للتطوير 3. منع الحاجة إلي التفتيش 4. عدم بناء القرارات علي أساس التكاليف فقط. 5. التحسين والتخطيط المستمر 6. االهتمام بالتدريب المستمر. 1. توفير قيادة ديمقراطية واعية. 8. القضاء علي الخوف لدي القيادات. 9. إلغاء الحواجز في االتصاالت. 10. منع الشعارات التي تركز علي اإلنجازات والحقائق. 11. منع استخدام الحدود القصوى لألداء "األهداف والحصص العددية". 12. تشجيع التعبير عن الشعور باالعتزاز والثقة 13. تطبيق برنامج التحسينات المستمرة. 14. التعرف علي جوانب العمل وإيجاد التنظيم الالزم لمتابعة التغيرات ولقد أدرك )Deming( أن ثقافة الجودة شأنها شأن أي جديد سوف تقابل بمواجهة ثقافية وتنظيمية كبيرة وعدد سبع من عوامل الفشل التي يمكن أن تواجه إدارة الجودة: الفشل في توفير الموارد البشرية والمالية المناسبة. التأكيد على األرباح قصيرة األجل. اعتماد تقييم اإلدارة السنوي على المالحظات واألحكام. عجز اإلدارة نتيجة التنقل المستمر ببين الوظائف. استخدام المعلومات المتاحة بسهولة دون االهتمام بما هو مطلوب للتحسين. التكاليف الزائدة. األعباء القانونية الزائدة. 325

327 مما سبق يتبين أن إدارة الجودة عملية تمر بعدة مراحل قد يكون من أولها اتخاذ ال ق رار وال تخط يط وال ت نظ ي م لمس يرة ط و يل ة ال نه ا ي ة له ا م ن ال تحس ي ن ات المس تمرة والتطوير المستمر لألداء والعملية ككل في تزامن مع التقويم الذاتي ألداء األفراد والتقدير التنظيمي للمنظمة والمسح الشامل لرضا العمالء. كما أن العملية التعليمية شأنها شأن أي عملية أخرى عملية قابلة للتطوير والتحسين ومما ال شك فيه أنه عن طريق اتخاذ قرار تبني نظم إدارة الجودة من قبل القائمين على العملية التعليمية والعمل الحثيث الجاد لنشر ثقافة الجودة بين جميع العاملين ب ال تعل ي م والمه تم ي ن ب ه عل ى جم ي ع مس ت و ي ا ته م و تحد ي د مع ا ي ير وم واص ف ات مع ي ن ة يع د التطابق معها هدفا ينشده ويعمل الجميع للوصول إليه كل ذلك بال شك سيؤدي إلى التطور والتقدم في المسيرة التعليمية التي هي أساس التنمية االقتصادية واالجتماعية والفكرية للمجتمعات. التوصيات 1. العمل على نشر ثقافة الجودة بين مديري اإلدارات التعليمية العليا. 2. العمل على إعادة التطوير المنظومي الشامل للمؤسسات بحيث يسمح هذا التطوير بما يتماشى مع نظم الجودة ويسمح باستيعاب التغييرات المطلوبة. 3. تعريف زبائن العملية التعليمية التعريف الدقيق وتحديد متطلباتهم بشكل واضح ودقيق ورسم الخطط واعتماد اآلليات التي يتم بها تحقيق هذه المتطلبات. 4. نشر ثقافة التحسين المستمر والعمل على إشراك الجميع في عملية التحسين. 5. اعتماد مواصفات محددة بحيث تسهل معها عملية القياس. 6. اعتماد التدريب والتطوير في كافة المجاالت والتخصصات العلمية. 1. قياس األداء وجمع البيانات وتحليلها في أزمنة دورية لتحديد أي انحراف عن الخطط التعليمية المراجع أبو ملوح محمد الجودة الشاملة في التعلم الصفي مركز القطان للبحث والتطوير غزة ص 4. الرشيد محمد الجودة الشاملة في التعليم المعلم مجلة تربوية ثقافية جامعية جامعة 4. الملك سعود 1995 النجار فريد راغب إدارة الجامعات بالجودة الشاملة ن أميرال للنشر والتوزيع القاهرة م ص 13. ستيفن جورج و أرنولد ويمرزكيرتش )1998( إدارة الجودة الشاملة. 2. فاطمة رمضان ابو دية وآخرون إدارة الجودة بالمؤسسات التعليمية " Multi-models of Quality in W(1997). Y. and Tam Cheng.6 Quality Assurance in Education Education" 326

328 J.and K.lovelace (1992). Total Quality Management Hixon 50(3) P.6-24 Leadership Challenge to Urban School " Education 8. سكتاوي عبد الملك الجودة الشاملة تردم الفجوة في أدائنا التربوي نشوان جميل تطوير كفايات المشرفين في التعليم الجامعي ورقة بحثية مقدمة لمؤتمر الجودة بالتعليم الفلسطيني غزة raw: By: N.Y. MCG J.M. (1985)" Management of Quality" Juran.01 4th Ed Inc. Hill- Book Company Usa Congress Rhodes.L.A (1997) On The Road To Quality Control.00 Library F (1994) "rate your Readiness to Change " Thomas A. Stewan.04 J. (1997): Managing Quality in fortune West-Burnham Schools. London: pitman publishing

329 سياسات صندوق التضامن االجتماعي في طريقة حصر األسر الفقيرة والمحتاجة في المجتمع الليبي لتوزيع ثروة النفط على المحرومين منها دراسة تحليلية. مقدمة: د. مصطفي خليفة إبراهيم محمد ترتب عن السياسات االجتماعية غير العادلة وجود شرائح من المجتمع تعاني من الفقر واالحتياج وأصبحت تعاني من تدني سوء الخدمات والرعاية االجتماعية واألمن االجتماعي لها وهذا يؤكد أن المنهجية المتبعة في عالج هذه الظاهرة من خالل بعض المنح والمساعدات االجتماعية التي تقدمها بعض مؤسسات الدولة لتلك الشرائح في بعض المناسبات واألزمات واألوقات التي تمر بها تلك األسر الفقيرة والمحتاجة غير كافية وغير مجدية ولم تعطينا نسقا واضحا في عالج أبعاد هذه الظاهرة وفي هذا السياق دعت الحاجة لمحاولة البحث عن بدائل أخرى أكثر جدوى وفاعلية بإنشاء مؤسسة صندوق اإلنماء االقتصادي واالجتماعي الذي يقوم باستثمار محافظ األسر الفقيرة والمحتاجة في المجتمع ومحاولة تحسين دخولها وهي تمثل محاولة لبناء سياج اجتماعي عادل وآمن للجميع يقوم على تبني سياسات اجتماعية بعيدة المدى تكون أكثر واقعية على مستوى نسق المجتمع وفي هذا المجال تحاول الدراسة الراهنة الوقوف على واقع المجتمع الليبي حيث تحظى الفئات الفقيرة والمحتاجة بحسن الرعاية واالهتمام من الدولة انطالقا من إرساء مبدأ العدالة االجتماعية في الوصول إلى مجتمع آمن ينعم فيه الجميع بالسعادة والرخاء حيث تبنى صندوق التضامن االجتماعي حصر األسر الفقيرة والمحتاجة معتبرا أن أي سياسة اجتماعية يراد لها النجاح ينبغي أن تقوم على توزيع ثروة المجتمع لمستحقيها في إطار العدالة االجتماعية بين أفراد المجتمع والحد من الفجوة بين شرائحه والعمل على أن يكون المجتمع سفينة نجاة ألفراده وذلك بوضع كل الترتيبات والسياسات التنموية الخاصة باألسر الفقيرة والمحتاجة وذلك من خالل إجراء المسوح االجتماعية واالقتصادية عليها ومن ثم إصدار محافظ استثمارية لها واستثمارها في صندوق اإلنماء االقتصادي واالجتماعي بما يعود على تلك األسر بالرخاء والعيش الكريم. 328

330 إن الفقر يعد عقبة رئيسية أمام االستثمار في البشر ورفع معدالت النمو االقتصادي فضال عن كونه تهديد ا لالستقرار السياسي االجتماعي ومعوق ا لعمليات التنمية االقتصادية إضافة إلى ذلك فقد يكون الفقر كامن ا في الفقر السياسي لخلق سياسات تنموية فاعلة تغرس العدالة االجتماعية وتحقق الرخاء االجتماعي لشعوبها وإذا تفحصنا الواقع االجتماعي للمجتمع الليبي في القرون السابقة فقد أدى اكتشاف البترول في ليبيا إلى ارتفاع مستوى المعيشة وتشغيل األيدي العاملة وأصبح الميزان التجاري في صالح المجتمع الليبي ألول مرة عام 1963 كما صدر قانون رقم 5 لسنة 1963 ينص بضرورة تخصيص )%10( من دخل البترول لتمويل برامج التنمية في ليبيا كما أن البترول الليبي هو الذي أذاب روح اإلقليمية الضيقة )1( بين برقة وطرابلس وأعاد لليبيا وحدتها وتماسكها ثم زاد مستوى التحسن لمستوى المعيشة ألفراد المجتمع الليبي في بداية السبعينيات وحتى بداية التسعينيات إال أن هذا التحسن لم يدم لفترات طويلة وسرعان ما ظهرت الفئات الفقيرة والمحتاجة في العقدين اآلخرين مما أستوجب االهتمام بها ودراسة احتياجاتها وإيجاد مؤسسة تنطوي تحتها لتقوم بدراسة أحوالها وتعمل على تحسين دخولها وبالتالي تنطلق هذه الدراسة من أهمية تأكيد المواثيق الدولية لحقوق اإلنسان في إشباع كل احتياجاته وتحقيق التكافل االجتماعي وغالب ا ما تقوم الثورات في العالم بأسباب تدني األحوال المعيشية ومظاهر الحرمان والفساد التي تعيشها تلك المجتمعات ومنها المجتمع الليبي الذي يتطلع إلى دولة دستورية ومجتمع مدني منظم يسوده األمن والطمأنينة والسلم السياسي واالجتماعي واالقتصادي فقد نادى الميثاق الوطني االنتقالي في ليبيا الجديدة في المادة )8( من الحقوق والحريات أن لكل مواطن حق العمل والتعليم وحق الرعاية الصحية والضمان االجتماعي كما تضمن الدولة عدالة توزيع الثروة الوطنية بين المواطنين وبين مختلف مدن ومناطق الدولة. فقد بينت نتائج دراسة أجرتها "الزقوزي" حول أنماط معيشة األسرة الفقيرة بمدنية طرابلس بليبيا أن األوضاع األسرية هي أسوأ مما كانت عليه بسبب زيادة العيش وقلة الدخل وعدم وجود عمل إضافي وكثرة الديون وإرتفاع األسعار وكثرة الصرف )2( على العالج وكبر حجم األسرة لذلك فالفقر يراه البعض بأنه يرتبط في أغلب )3( الحاالت بعدم عدالة توزيع الدخل في الدولة. إن من نتيجة السياسات االجتماعية الغير عادلة في المجتمع الليبي على مدى أكثر من أربعة قرون عدم رجوعها إلى الخبرات العلمية في رسم السياسات الوطنية نتج عنه العديد من المشكالت التي واجهت الفرد واألسرة والمجتمع مثل إلغاء المساعدات االجتماعية ومحاولة إلغاء الدعم للسلع وخصخصة بعض القطاعات لبعض شرائح من المجتمع قد زاد من معاناة المجتمع فقرا وغابت العدالة 329

331 االجتماعية فيه وأصبح البحث عن بدائل أكثر جدوى في تحقيق السلم واألمن االجتماعي. حيث بينت نتائج دراسة أجراها "المختار عمر" أن غالبية أفراد الدراسة من الشرائح االجتماعية المختلفة ترى بأن هناك العديد من المشكالت واآلثار السلبية التي تنتج عن تطبيق الخصخصة وقد تعددت تلك المشكالت واآلثار السلبية فقد تمثلت في ارتفاع معدالت التضخم وغالء المعيشة وزيادة الضرائب وظهور الفوارق الطبقية في المجتمع إذ يتوقع أن تزداد الفجوة بين األغنياء والفقراء ومحدودي الدخل نتيجة الستفادة أصحاب بعض الشرائح أو الفئات من الخصخصة ومعاناة الشرائح الفقيرة ومحدودة الدخل نتيجة إللغاء الدعم للسلع األساسية وتخفيض اإلنفاق على الخدمات االجتماعية العامة وكل ذلك يؤدي إلى حدة التفاوت في توزيع الدخل وبالتالي ظهور الفوارق بين الفئات أو الشرائح االجتماعية في المجتمع كما ينتج عن تطبيق تلك السياسة تغير ا في بعض القيم االجتماعية وزيادة البطالة وفقدان )4( األمان الوظيفي واالستغناء عن جزء من العمالة. وبقدر ما حظي به الشعب الليبي من دخل وافر من ثروة النفط إال أنه لم يسخر بصورة تنموية فاعلة في تحقيق الرخاء االجتماعي والعدالة االجتماعية لليبيين والليبيات فقد بينت النتائج التي انتهت إليها أعمال المسح االجتماعي واالقتصادي الميداني الشامل الذي كلف به صندوق التضامن من خالل فرق البحث الميداني التي بلغ عددها )112( فريق ا ضم )693( باحث ا اجتماعي ا قاموا بأعمالهم في مختلف ما يسمى بالشعبيات - )محافظات( بليبيا حيث باشرت فرق العمل مسحها الميداني في )2006( بناء على االستمارات التي أحيلت إليهم من الهيئة العامة للمعلومات والتي بلغت )231306( أسرة من أصحاب المعاشات األساسية والضمانية وشاغلوا الدرجات الوظيفية الدنيا في الجهاز اإلداري العام للدولة الذين تقل دخولهم الشهرية عن )200( دينار ليبي وكذلك األسر التي لم )5( تتقدم بالحصول على دخل حيث صنفت تلك األسر بأنها المحرومة من ثروة النفط. وبالرغم من تلك الجهود في هذا المضمار إال أن تلك الدراسات والمسح االجتماعي التي أجريت على تتبع الواقع المعيشي لألسرة الليبية لم تعطنا نسق ا واضح ا في فهم ومعرفة تلك الشرائح الفقيرة والمحتاجة التي حرمت من ثورة النفط فتارة تركز على الدخل كمقياس لتلك الشرائح وتارة أخرى تتجه نحو الفرص العشوائية التي تمنح في صور قروض ومنح اجتماعية وآخرها ثم اعتماد دخل األسرة الذي يقل عن )200( دينار ليبي اعتباره المحدد الرئيسي لمعرفة األسر المحرومة من ثروة النفط ويبدو أن هذا األمر لم يلق قبوال وتفسير ا سوسيو اقتصاديا لهذا المقياس فكل أسرة على سبيل المثال يزيد مرتبها عن المائتين دينار ليبي بدينار واحد أو ثالثة أو حتى ثالثين دينار ا ال تعد من ضمن تصنيف األسر المحرومة من ثروة النفط وبالتالي قد يعتبر هذا أمر ا غير عادل ومنصف فالعدالة االجتماعية في توزيع الثروة ينبغي أن تقوم 330

332 على آليات محددة ومدروسة بدقة بحيث تتماشى مع زيادة أو نقصان دخول تلك الشرائح المحرومة وال يقف عند نقطة محددة من قيمة دخل تلك األسر المحرومة من ثروة النفط. لذلك ينبغي أن تكون برامج وسياسات صندوق التضامن االجتماعي في عدالة توزيع الدخل أو الثروة فيما بين أفراد المجتمع منصفة في فرز وتقصي أحوال األسر المحرومة من ثروة النفط وأن تكون دراساته مستمدة من دوره في أهمية تحسين األوضاع االجتماعية واالقتصادية لكافة المواطنين ولألسر ذات الدخل المحدود والكبيرة الحجم والمتدنية السكن في ظل تزايد األسعار والغالء المعيشي والعمل على توفير األمن االجتماعي وتدعيم معوقاته في المجتمع كما أن فحص الواقع االجتماعي واالقتصادي لألسرة الليبية بالدراسات المستمرة تعد غاية ضرورية وهدفا استراتيجيا لحماية كيان األسرة والمجتمع من الفقر واالنهيار والجريمة وتحقيق السلم االجتماعي. وعليه نحاول في هذه الدراسة معرفة دور صندوق التضامن االجتماعي في مدى نجاحه أو فشله في حصراألسر الفقيرة والمحتاجة في المجتمع الليبي وهل استطاع هذا الصندوق أن يساعد تلك الشرائح المنطوية تحت مظلته االجتماعية وأن يصل بها إلى التنمية وتحقيق العدالة االجتماعية الجزء األول: اإلطار التصوري والمنهجي للدراسة: مشكلة الدراسة: ترجع أهمية اختيار الباحث لصندوق التضامن االجتماعي باعتباره مؤسسة خدمية تنموية غايتها خدمة المجتمع وخاصة الشرائح المنطوية تحت مظلته ولعل الكثير من خطط إجراء الدراسات والبحوث تم إسنادها إلى هذا الصندوق في فحص الواقع المعيشي لألسرة الليبية األمر الذي دعى الباحث إلى معرفة أساسيات هذه المؤسسة في طرق حصر تلك األسر واألهمية األخرى أن صندوق التضامن االجتماعي لم يحظ بالقدر الكافي من الدراسات والبحوث السوسيولوجية األمر الذي أدى إلى محاولة التعرف على طبيعة الدور الذي يمكن أن يؤديه في أحداث التنمية والعدالة االجتماعية في رصد وتحديد األسر الفقيرة والمحتاجة في المجتمع وتبنى له رؤية مستقبلية في تحقيق الرخاء والعيش الكريم لألسر المنطوية تحت مظلته واألسر التي ينبغي أن تنال االهتمام في المستقبل بعد أن استبعدت في السابق إيمان ا بدوره االجتماعي وتصحيح توجهاته في ظل النظام السياسي الجديد للمجتمع الليبي. لقد زاد عدد األسر المستفيدة من برامج توزيع الثروة التي حصرها صندوق التضامن االجتماعي حيث بلغ عدد األسر التي تم حصرها عام 2001 نحو )100000( مائة ألف أسرة ثم ارتفع عدد األسر التي حصرها الصندوق عام

333 إلى )185038( مائة وخمسة وثمانين ألف وثمانية وثالثين أسرة ثم ارتفع عدد )6( األسر التي حصرها الصندوق عام 2009 إلى )300000( ثالثمائة ألف أسرة. إن تدخل مؤسسات الدولة في رصد األسر الفقيرة والمحتاجة والحد من التفاوت في توزيع الدخول من أهم المرتكزات األساسية في تحقيق األمن والسلم االجتماعي في المجتمع فتأسيس صندوق اإلنماء االقتصادي واالجتماعي كمؤسسة تنموية تعمل ضمن منظومة خطط التنمية القصيرة والبعيدة المدى لرعاية شرائح المجتمع من الفقراء والمحتاجين يعد غاية في األهمية لمعرفة دوره في التنمية وتحقيق العدالة االجتماعية بدراسة تحليلية لصندوق التضامن االجتماعي في طريقة حصر األسر الفقيرة والمحتاجة في المجتمع الليبي. أهمية الدراسة: أصبحت قضية رصد األسر الفقيرة والمحتاجة من القضايا التي تحتل مكان ا بارز ا في التراث السوسيولوجي المعاصر وكذلك في سياسات بلدان العالم الثالث وبالتالي من األهمية بمكان معرفة دور صندوق التضامن االجتماعي ومدى قدرته على حصر الفقراء المحتاجين في المجتمع الليبي ومن األهمية في الوقت الحاضر توجيه الدولة الجديدة نحو تحقيق العدالة والحد من التفاوت في توزيع الدخول وتصحيح مسار توزيع الثروة على الليبيين التي تم انتهاجها في السابق ومحاولة الدراسة تبني األخذ بمنهجية التنمية المستدامة في تحقيق التنمية والعدالة االجتماعية في المجتمع بمعنى محاولة الدراسة اإلسهام في الجهود العلمية التي تستهدف تحقيق رصد كافة الشرائح الفقيرة والمحتاجة وكذلك االستفادة من نتائج الدراسة في معالجة المعوقات التي ترتبط بسياسات الصندوق لالستفادة منها في تطوير وتحسين خدمات الصندوق ووضع الخطط الكفيلة للنهوض باألسر الفقيرة والمحتاجة وتحقيق العدالة االجتماعية المستقبلية. أما عن انتماءات الدراسة فإن الدراسة الراهنة تدخل في نطاق اهتمامات علم اجتماع التنظيم وعلم اجتماع التنمية والتنمية االقتصادية باإلضافة إلى أنها تهتم أيضا بدراسة التخطيط االجتماعي. أهداف الدراسة: تهدف هذه الدراسة إلى تحليل سياسات صندوق التضامن االجتماعي في رصده للشرائح ذات الدخول المحدودة من األسر الليبية وإلى أي مدى تتوافق تلك المعايير التي استند عليها مع الفئات ذات الحد األدنى واألعلى لدخول األسر الفقيرة والمحتاجة ثم محاولة وضع بعض التصورات والتوصيات المستقبلية لدور صندوق التضامن االجتماعي لتفعيل دور شبكات األمان االجتماعي في المجتمع في نظام الدولة الجديدة. 332

334 تساؤالت الدراسة: 1- هل حقق صندوق التضامن االجتماعي رصد الشرائح الفقيرة والمحتاجة من األسر الليبية 2- هل تتوافق المعايير التي استند إليها صندوق التضامن االجتماعي في حصر األسر الفقيرة والمحتاجة مع دخول األسر األخرى 3- ما هي التصورات والتوصيات التي تقترحها هذه الدراسة لمعالجة سياسات صندوق التضامن االجتماعي في تحقيق أهدافه ورصده للشرائح الفقيرة والمحتاجة في ظل النظام السياسي الجديد مفاهيم الدراسة: صندوق التضامن االجتماعي: إن لفظة "ضمان" تشير إلى الحماية والتحرر من الخوف أو القلق "والضمان االجتماعي في معناه العام هو حماية المجتمع وتحريره من الخوف أو القلق ولهذا يرى البعض أن الضمان االجتماعي "ضمان للدخل أي مجموعة من التدابير التي تتخذها الدول لتضمن دخال مستمر ا لبعض ضيفي ذات اليد وليكون مطابق ا "للتأمين االجتماعي" أو يستخدم بمعنى أوسع يشمل ضمان الدخل والخدمات الصحية والخدمات الخيرية التي تقوم في حاالت الكوارث والحوادث وأكثر من هذا ذهب البعض إلى أن هناك نوعين من الضمان: الضمان بمعناه الضيق وهو الضمان ضد الحرمان والفقر الشديد وهذا الضمان يكفل حد ا أدنى من المساعدة للمجتمع والمعنى اآلخر بالمعنى المطلق وهو ضمان مستوى معين من الحياة أي ضمان حد أدنى من )1( الدخل مع ضمان الدخل الخاص الذي يرى الفرد أنه يستحقه. ويمكن تعريف صندوق التضامن االجتماعي بأنه صندوق يتمتع بالشخصية االعتبارية والذمة المالية المستقلة يهدف إلى إجراء مسح اجتماعي على األسر الفقيرة والمحتاجة التي يقل الدخل الشهري لها عن )200( دينار وكذلك األسر التي ليس لها دخل بغرض النهوض بها من خالل انطباق استحقاق المحافظ االستثمارية عليها واستثمارها في صندوق اإلنماء االقتصادي واالجتماعي حتى يحقق االستثمار عوائد مالية تسهم في تحسين مستوى معيشية تلك األسر. الثروة: يشير االستخدام الشائع لمصطلح الثروة إلى الممتلكات الفردية بينما يشير استخدامه إلى الممتلكات التي لها قيمة تبادلية في االقتصاد. فالثروة من وجهة نظر )8( المجتمع تشمل كافة السلع بما في ذلك السلع المملوكة جماعيا. ويمكن تعريف الثروة في هذه الدراسة بأنها عبارة عن عوائد ثروات النفط من النقد األجنبي التي يراد توزيعها على الشرائح الفقيرة والمحتاجة من األسر الليبية. 333

335 الفقراء والمحتاجون: لقد حدد خط الفقر المدقع )خط العوز( بأنه اإلنفاق الشهري المطلوب لسد االحتياجات المتمثلة في الغذاء والملبس والمسكن ألسرة معيشية ليبية مكونة من ستة افراد لوقوعها في خط الفقر المدقع ب) 336 ( دينارا ليبيا بينما خط الفقر المطلق )خط االحتياج( بأنه اإلنفاق الشهري على االحتياجات األساسية وهي الغذاء والملبس والمسكن والعناية الصحية والتعليم والنقل والمواصالت وغيرها من السلع والخدمات ألسرة ليبية مكونة من ستة أفراد لوقوعها في خط الفقر المطلق )9( ب) 416 ( دينارا ليبيا.. ويمكن تعريف الفقراء والمحتاجين في هذه الدراسة: بأنهم هؤالء األفراد الذين يعولون أسرا تزيد عدد أفرادها عن ثالثة أفراد فأكثر ممن تقل مرتباتهم الشهرية عن )200( دينار ليبي يحصلون عليها من صندوق التضامن االجتماعي في شكل المعاشات األساسية أو المعاشات التقاعدية وكذلك الفقراء والمحتاجين من العاطلين عن العمل والمسرحين من األعمال والعاملين لحسابهم ويعولون أسرا يزيد عدد أفرادها عن ثالثة أفراد فأكثر سواء األسر الفقيرة التي عجزت عن سد احتياجاتها األساسية من الغذاء والملبس والمسكن أو تلك األسر المحتاجة التي عجزت عن سد احتياجاتها األساسية من الغذاء والملبس والمسكن والعناية الصحية والتعليم والنقل والمواصالت وغيرها. منهج الدراسة: تم االعتماد على منهج دراسة الحالة وهو منهج يركز على جميع البيانات العلمية بأية وحدة سواء كانت فرد ا أو مؤسسة أو نظام ا اجتماعي ا. دراسة الحالة هي بحث استقصائي شديد التفصيل على حالة مفردة )من العمليات االجتماعية أو التنظيمات والجماعات( التي ينظر إليها كوحدة اجتماعية في حد ذاتها وكيان كامل )10( وشامل في الوقت ذاته.حيث تمثل دراسة الحالة أسلوب ا معين ا في التحليل أكثر من كونها مجموعة من اإلجراءات المستخدمة في البحث فهي اتجاه في الدراسة ينظر إلى أي وحدة اجتماعية نظرة كلية. ويستخدم اصطالح خدمة الفرد أو بحث الحالة في مجال الخدمة االجتماعية ليشارة إلى أساليب التحليل والعالج المستخدمة مع األفراد )11( أو األسر الذين يطلبون المساعدة من هيئات متخصصة لحل مشكالتهم الشخصية. وبالتالي دراسة سياسات طريقة حصر صندوق التضامن االجتماعي لألسر الفقيرة والمحتاجة من األمور البديهية في معرفة المعايير التي اعتمدها في حصر تلك األسر والتي أغفلها في حصر أسر أخرى كان يفترض أن تكون تحت مظلته في الحصر. الجزء الثاني: اإلطار النظري للدراسة. أوال الدراسات الوطنية: 334

336 لقد قام فريق من الباحثين بإجراء دراسة مسح اقتصادي واجتماعي على كافة )12( ما يسمى بالشعبيات )محافظات( ليبيا خالل سنتي ) ( باستخدام العينة العشوائية يتعلق باإلنفاق والدخل لتوفير بيانات توضح خصائص الدخل واإلنفاق بغرض الحصول على أكبر قدر ممكن من البيانات لدراسة الظروف المعيشية وميزانية األسرة الليبية حيث بلغ حجم العينة النهائي )11520( أسرة منها )9840( أسرة حضرية و )1680( اسرة ريفية وقد قسمت الدراسة إلى اآلتي: 1- استمارة مسح خصائص األفراد الديموغرافية والصحية والتعليمية. 2- استمارة مسح ظروف السكن واالتصاالت. 3- استمارة مسح ملكية األسرة للسلع المعمرة استمارة مسح اإلنفاق العائلي. 5- استمارة الدخل العائلي )لمدة سنة( فالدخل الذي يتمثل في مجموع اإليرادات النقدية والعينية من مختلف المصادر التي يحصل عليها أفراد األسرة خالل السنة السابقة للمسح والتي يستخدمها في اإلنفاق على شراء السلع والخدمات أو االدخار حيث بينت نتائج عينة المسح االقتصادي واالجتماعي عن الخاص بالدخل اآلتي: 1- بلغ متوسط دخل األسرة السنوي ) ( دينارا بزيادة قدرها )%1.1( عن متوسط إنفاق األسرة السنوي البالغ ) ( دينارا وأن متوسط دخل الفرد الشهري يبلغ )11.110( دينارا. 2- وعلى مستوى التجمع السكاني فقد بلغ دخل األسرة الشهري لسكان الحضر حوالي )31.138( دينارا ولسكان الريف )91.660( دينارا بانخفاض نسبته )%5.10( عن متوسط دخل األسرة الشهري للحضر. وفي دراسة قام بها "علي عيسى عبيد" حول قياس مستوى تفاوت الدخل )13( في ليبيا "دراسة إحصائية أولية. هدفت هذه الدراسة اإلحصائية األولية إلى التعرف على مستوى التفاوت في دخول األفراد في المجتمع الليبي والوقوف على طبيعة هذا التفاوت واتجاهاته وللوصول إلى ذلك استخدم الباحث بيانات إنفاق الفرد أو األسرة وليست دخولهم النقدية وذلك ألن السؤال عن دخول أو إيرادات الفرد أو األسرة قد ال تكون واقعية لحساسية هذه البيانات عادة ولهذا يلجأ اإلحصائيون في الغالب إلى دراسة بيانات

337 اإلنفاق بدال من الدخل ألن اإلنفاق الذي يمثل المشتريات اليومية والشهرية من السلع والخدمات يسجل بشكل مفصل يومي ا ويجري تدقيقه بذكاء أعلى من تدقيق الموارد الذي عادة ما يمثل رقم ا شهري ا أو سنوي ا يصعب التحقق منه بالدقة المطلوبة إضافة إلى أنه ثمة دخول غير مرئية خاصة لدى الشرائح الفقيرة. ال يمكن أن تظهر في أرقام الدخل ولكنها تنعكس بشكل أفضل في جانب مفردات اإلنفاق. وقد توصلت الدراسة إلى أن طبيعة التفاوت في توزيع الدخل بين األفراد تعكس حالة معتدلة والذي يرجع تطبيق الدولة سياسات اجتماعية واقتصادية وسياسات الضمان االجتماعي للعائالت التي تعاني من تدني دخلها وسياسات توفير وتغطية السلع الغذائية األساسية وتخفيض األسعار كما أشارت نتائج الدراسة إلى أن الشريحة اإلنفاقية العليا )عالية الدخل( والذي يعكس مرة أخرى نجاعة البرامج االجتماعية التي تتوالها الدولة بمساعدة الفقراء والمحتاجين )محدودي الدخل(. تعقيب على الدراسات:لم توضح تلك الدراسات السابقة صورة واقعية وحقيقية وتفصيلية عن واقع الحياة االجتماعية واالقتصادية لألسرة الليبية وإنما أظهرت مؤشرات كمية وكيفية بصورة غامضة لم تبين بالتحديد األسرة الفقيرة والمحتاجة واألسرة ذات الدخل المرتفع أما الدراسة الراهنة سوف تركز على السياسات والمعايير التي اعتمدها صندوق التضامن االجتماعي في حصره لألسر الفقيرة والمحتاجة والتي قد تحتاج إلى الكثير من المعالجات األساسية لتصنيف األسرة الفقيرة والمحتاجة تنطلق من تجاوز معايير السقف المحدد بقيمة الدخل بأرقام معينة وكذلك تبني واعتماد حجم األسرة وطبيعة السكن وهذه من االعتبارات التي ينبغي أن يعتمدها صندوق التضامن االجتماعي في طرق حصر األسرة الفقيرة والمحتاجة والتي يجب أن تكون تحت مظلته في الحصر. ثاني ا: بعض االتجاهات النظرية المفسرة لظاهرة الفقر: لقد كانت اهتمامات االقتصاديين الكالسيك حول مفهوم نظرية توزيع الدخل مثل آدم سميث وريكاردو ثم ماركس تتجه إلى تحديد أسباب التفاوت في توزيع الدخل القومي بين الطبقات االجتماعية الكبرى وهي العمال والرأسماليون وأصحاب األراضي وقد اعتقد سميث وريكاردو أن إعادة توزيع الدخل المصاحبة لعملية النمو سوف تكون في صالح طبقة المالك يليهم الرأسماليون ولكن كان رأي ماركس مخالف ا لذلك حيث اعتقد أن عملية النمو االقتصادي سوف يصاحبها زيادة ثراء الطبقة الرأسمالية كما أن توزيع الدخل لن يكون في صالح طبقة العمال أي أن آراء هؤالء االقتصاديين أنصبت فقط على ما يسمى بالتوزيع الطبقي للدخل أي تحديد حجم المدفوع لكل طبقة وفي بداية القرن الحالي حاول بارتيو تحويل االهتمام إلى ما 336

338 يسمى بالتوزيع الحجمي للدخل وذلك الذي يهتم بتحديد أسباب التفاوت في توزيع الدخل بين أفراد المجتمع دون النظر أو اإلشارة إلى انتمائهم إلى طائفة معينة من أصحاب خدمات عوامل اإلنتاج ولكن طبق ا النتمائهم لمستوى دخل معين ثم جاءت المدرسة النيوكالسيكية على يد مارشال وكالرك ومع ظهور التحليل الحدي إلنتاجية عوامل اإلنتاج تحول األمر إلى ما يعرف بالتوزيع الوظيفي للدخل أي تحديد أسعار خدمات عوامل اإلنتاج طبق ا إلنتاجيتها الحدية مع تحديد نصيب كل عامل من عوامل )14( اإلنتاج من الدخل اإلجمالي نظير مساهمته في العملية اإلنتاجية. فقد تدفع الحاجة االقتصادية والفقر بعض األفراد إلى ارتكاب الجرائم ضد المجتمع والسيما جرائم القتل والسرقة واالختالس واالحتيال والتزوير بحيث تكتشف لنا أن هذه الجرائم تعبير )15( ضمني عن اختالل في األوضاع االجتماعية واالقتصادية في المجتمع. كما بينت نتائج دراسة أجرها "وائل فوزي" بأنه على الرغم من وجود نظام للمساعدة االجتماعية ألشد الناس فقر ا إال أنه لألسف ال يكفي للمحافظة على الحد األدنى من مستوى المعيشة. فنظام دعم المواد الغذائية الذي كان الفقراء هم المستهدفون منه أصبح الكثير منه يتسرب إلى الفئات غير الفقيرة. ومع أن المساعدات االجتماعية موجهة على نحو سليم إال أنها قاصرة حتى عن تلبية االحتياجات األساسية للمعدمين.كما أن الكثير من المحتاجين ال يستطيعون الوصول إلى هذه البرامج )16( الحكومية وبالتالي ينبغي العمل على إيجاد سياسة اجتماعية تنموية عادلة تقوم على تفعيل دور صندوق التضامن االجتماعي في مقابلة احتياجات األسر الفقيرة والمحتاجة من خالل رصد تلك الشرائح الفقيرة والمحتاجة. ثالث ا: مفهوم الفقر وطرق قياسه: إن الفئات الفقيرة في كثير من المجتمعات هي التي تثير مشكلة األمن االجتماعي بالدرجة األولى ومشكلة الوصول إلى تحقيق ذلك األمن ومن المعروف أن الفئة الفقيرة ال تستطيع أن تدخر من مواردها ومداخلها الضئيلة واالدخار بالنسبة لهذه الفئات ذات الدخل المحدود ال يخرج عن كونه قيد ا على إشباع الضروريات المتعلقة بالغذاء والسكن وحتى تحقق هذا االدخار فإنه لن يشكل سوى ضمان هزيل )11( بالنسبة لتعدد جهات المخاطر التي تتعرض لها هذه الفئات. فالتعريف السوسيولوجي للفقراء أنهم الذين يحصلون من المجتمع على مساعدة اجتماعية وهناك تعريف آخر يقع داخل هذه الفئة وهو اعتبار الحد الفاصل للفقر هو الحد األدنى الرسمي للدخل وهو الدخل الذي يحصل عليه الفرد عندما يعتمد في معاشه على المعونة االجتماعية وفق ا لهذا التعريف يكون الشخص فقير ا عند االعتراف به )18( "رسمي ا" من قبل الدولة على اعتبار أنه فقير. 337

339 )09( فالفقر في الدول النامية يقاس على النحو اآلتي: 1- خط الفقر المدقع: وهو الحالة التي ال يستطيع فيها اإلنسان عبر التصرف بدخله إلى إشباع حاجاته الغذائية لتأمين عدد معين من السعرات الحرارية التي تمكنه من مواصلة حياته عند حدود معينة. 2- خط الفقر المطلق: وهو الحالة التي ال يستطيع فيها اإلنسان عبر التصرف بدخله الوصول إلى إشباع حاجاته األساسية المتمثلة بالغذاء والمسكن والملبس والتعليم والصحة والنقل. 3- خط الفقر النسبي: وهو يحدد بنسبة معنية من الدخل ويتغير بتغير الدخل. ولدرء شبح الفقر في المجتمع الليبي تشير "مفيدة الزقوزي" بأنه ال يمكن نسيان دور سياسات اإلصالح االقتصادي وبرامج التكييف الهيكلي التي تستوجب خروج الدولة من بعض األنشطة والخدمات كتخفيف الدعم وتحرير األسعار وكذلك تخفيض اإلنفاق على الخدمات االجتماعية وهذا بدوره يزيد من إفقار فئات اجتماعية وتتجه بهم لدائرة الفقر وأنه ينبغي ضرورة التمسك بالمكاسب التنموية الوطنية وعلى المجتمع أن يعزز )20( هذه االستحقاقات ويعمل على استدامتها. لقد أوضحت "مفيدة الزقوزي" أن الفقراء المحتاجين في المجتمع الليبي بأنهم هم الذين يعانون نقص الدخل والذين ال يستطيعون تأمين الدخل الالزم إلشباع االحتياجات والذين ال يستطيعون توفير مستوى العيش الالئق والذين تتدنى بعض الخصائص المعيشية لديهم كالسكن أو )21( التعليم والصحة والعمل والذين يشعرون بالعدوانية واإلحباط. لقد بينت نتائج المسح االقتصادي واالجتماعي في اإلنفاق األسرى أن عدد األسر التي تقع تحت خط العوز هي )118( ألف أسرة تشكل ما نسبته )%14( وأن )22( عدد األسر التي تقع تحت خط االحتياج يبلغ )221( ألف أسرة. وحول تكاليف المعيشة بينت ما يسمى باللجنة الشعبية العامة للتخطيط العوامل المتوقع تأثيرها ابتداء من عام 2005 في زيادة اإلنفاق العام وزيادة الطلب على خدمات عوامل اإلنتاج وكذلك زيادة أسعار األراضي واإليجارات وكذلك االستباق واالستجابة لزيادة المرتبات واألجور بزيادة األسعار فقد زادت تكاليف المعيشة في السنوات األخيرة )23( من عام 2005 وحتى الربع الثاني من عام إن من نتيجة تدني األوضاع المعيشية لكثير من األسر ظهور الكثير من المشكالت وأنماط الجريمة. فقد بينت 338

340 نتائج دراسة أجراها "أسامة قدري" أن األسرة تواجه العديد من المشكالت التي يمكن أن تؤدي إلى اقتراف الشباب السلوك اإلجرامي مثل مشكلة العبء االقتصادي الثقيل على األسرة ومنها حالة الفقر وهذه المشكلة تؤدي إلى انتشار بعض الظواهر االجتماعية اإلجرامية مثل التسول والدعارة وانحراف األحداث واالنتحار )24( والعنف. وكما أنه في ظل التفاوت الكبير في مستوى الفرد من الخدمات العامة وفي البيئة المعيشية بين سكان الريف وسكان الحضر فتوضح التقديرات أن نصيب الفرد من الخدمات العامة في الحضر تبلغ )6-4( مرات أكثر من نصيب الفرد في )25( الريف. وهذا حال قد ال يمكن تجاهله في أي مجتمع نام ومنه المجتمع الليبي. لذلك فإن من مسئولية الدولة تقديم كافة اإلمكانيات الالزمة وفق ا لكل حالة فإذا كان في حاجة إلى مساعدة وعون فعلى الدولة أن تراعي هذا االستحقاق حتى ال تدفعه المعاناة )26( إلى ارتكاب ما يخالف القانون. نتائج الدراسة: 1- يتضح من الدراسة التحليلية لصندوق التضامن االجتماعي أن األفراد الذين استهدفهم لرفع مستوى حياتهم االجتماعية واالقتصادية تتمثل في األفراد رؤساء األسر ذكورا وإناثا العائلين ألسر تتكون من ثالثة أفراد فأكثر من أصحاب المعاشات األساسية والضمانية والعاملين بحسابهم الخاص والباحثين عن العمل والمسرحين من األعمال حيث مكنت تلك الشرائح من العيش الكريم واألمن االجتماعي وزاد من دخلها واستطاعت أن تحصل على األشياء التي تحتاجها بعدما كانت ال تستطيع الحصول عليها. 2- أظهرت نتائج الدراسة التحليلية أن صندوق التضامن االجتماعي بالرغم من شخصيته االستقاللية لم يقم بدوره المستقل في إجراء المسحوحات والبحوث االجتماعية واالقتصادية في الكشف عن الواقع المعيشي لألسرة الليبية وإنما يستمد توجهاته من النظام السياسي للدولة في تحديد الشرائح التي سوف تجري عليها الدراسة بالمسح االجتماعي واالقتصادي وهذا قد يحتاج إلى معالجة موضوعية في هذا المجال. 3- كشفت نتائج الدراسة التحليلية أن المعايير التي اعتمد عليها صندوق التضامن االجتماعي في حصر األسر الفقيرة والمحتاجة المحرومة من ثروة النفط غير موضوعية وغير عادلة ومنصفة ذلك أن كثير من األسر الليبية دخلها يتجاوز المقياس الذي صنف في حدوده األسر الفقيرة والمحتاجة المحرومة من ثروة النفط المقدرة ب) 200 ( دينار ليبي بعدة جنيهات مع كبر حجمها ولم تصنف من ضمن 339

341 األسر الفقيرة والمحرومة من ثروة النفط وهذا أمر يستلزم إعادة خطط وسياسات صندوق التضامن االجتماعي في معاييره لحصر األسر الفقيرة والمحتاجة المحرومة من ثروة النفط. 4- كشفت نتائج الدراسة التحليلية عن غياب الموضوعية في تقصي األحوال المعيشية ودخل األسرة الليبية وذلك بغياب االعتبارات الفنية من الخبراء العاملين في مجال التنمية االجتماعية والتخطيط االجتماعي والخدمة االجتماعية واالجتماع في رسم السياسات التنموية في المجتمع الليبي ويتضح ذلك من خالل اعتماد حصر لألسرة الفقيرة والمحرومة من ثروة النفط الذين دخولهم تقل عن )200( دينار ليبي وهذا يعد أمر ا غير منصف ودقيق في معرفة وحصر األسر الليبية الفقيرة والمحتاجة المحرومة من ثروة النفط. 5- بينت نتائج الدراسة التحليلية أن صندوق التضامن االجتماعي ركز على متغير الدخل في معرفة وحصر األسرة الفقيرة والمحتاجة المحرومة من ثروة النفط ولم يراع األبعاد األخرى كالسكن وفرص التعليم والعمل والصحة وباقي الخدمات األخرى وبالتالي الخدمات التي تقدم لألسر الليبية ينبغي أن تشمل كل الجوانب المتعلقة بحياة األسر في المجتمع الليبي وهذا يفسر أن بيت الخبرة في مجال التخطيط االجتماعي واإلستراتيجي للصندوق ال زالت دون المستوى المطلوب وقد يرجع إلى عدم احتكاكها بالخبرات العلمية العربية واألجنبية وغياب التواصل األكاديمي والمؤتمرات العلمية في هذا المجال. التوصيات: 1- ينبغي على صندوق التضامن االجتماعي إجراء الدراسات والمسوحات االجتماعية واالقتصادية السنوية ونصف السنوية في تتبع الواقع المعيشي لألسرة الليبية. 2- إعادة إدماج األسر الليبية التي دخلها يقل عن )300( دينار والكبيرة الحجم من ضمن األسر الفقيرة والمحرومة من ثروة النفط حيث إن هذه األسر قد ال تستطيع الوفاء باحتياجات أفرادها من تعليم وسكن جيد والخدمات األخرى في سياسات حصر صندوق التضامن االجتماعي األسر الفقيرة والمحتاجة المحرومة من ثروة النفط. 3- العمل على إيجاد مضلة اجتماعية أكثر عدالة وأمنا اجتماعيا بزيادة المرتبات ودخول األفراد وبما يتمشى مع الغالء المعيشي وزيادة األسعار والعمل على 340

342 توفير المساكن والشقق الحديثة بأقساط قليلة بحيث تتماشى مع دخول األفراد أو مساكن مجانية لألسرة الليبية في ظل ما كشفت عنه نتائج المسح االجتماعي واالقتصادي الذي أجرى على معدل إنفاق األسرة حيث انصب أكثر إنفاقها على المسكن ومستلزماته. 4- حث صندوق التضامن االجتماعي على عدم االنغالق على نفسه في إستراتيجيات كيفية إجراء الدراسات والمسوحات االجتماعية عن واقع األسر الليبية وذلك بالعمل على االنفتاح على مؤسسات التنمية االجتماعية العربية واألجنبية لالستفادة من الخبرات والكوادر العلمية في مجال التخطيط االجتماعي وطرق رسم سياسات التنمية القطرية وذلك من خالل إجراء العديد من المؤتمرات العلمية والدورات لتمكين العاملين فيه من اكتساب المزيد من الخبرات في كافة مجاالت اهتمامات الصندوق. 5- العمل على تبني إستراتيجية التنمية المستدامة وديمومتها في المجتمع وخاصة الشرائح الفقيرة والمحتاجة وتجنب اعتمادهم المستمر دائما على تدخل الدولة ومؤسساتها لخدمتهم. 6- البحث عن بدائل أخرى في مساعدة الفقراء والمحتاجين في ظل تذبذب أسعار النفط فقد ال تتوفر عوائد نقدية ميسرة من ثروة النفط تسمح بمساعدة تلك الشرائح في المجتمع الليبي. الهوامش: 1- محمد عبد الغني سعودي االقتصاد األفريقي والتجارة الدولية القاهرة مكتبة األنجلو المصرية ص مفيدة خالد مصطفى الزقوزي أنماط معيشة األسرة الفقيرة دراسة ميدانية بمدينة طرابلس ليبيا كلية اآلداب قسم علم االجتماع جامعة القاهرة 2008 رسالة دكتوراه غير منشورة ص إبراهيم طلعت الوسيط في علم االقتصاد البطالة والجريمة دراسات في االقتصاد االجتماعي دار الكتاب الحديث 2009 ص المختار عمر نصر برطشة اتجاهات بعض الشرائح االجتماعية نحو تطبيق سياسة الخصخصة في المجتمع الليبي دراسة ميدانية كلية اآلداب قسم االجتماع جامعة عين شمس 2008 رسالة دكتوراه غير منشورة ص موقع صندوق التضامن االجتماعي. 6- اإلدارة العامة للتخطيط والمتابعة تقرير عن المحافظ االستثمارية شهر مايو محمد أحمد بيومي علم االجتماع وقضايا السياسة االجتماعية وتشريعاتها اإلسكندرية دار المعرفة الجامعية 1992 ص 331 نقال عن علي الدين عبد البديع القصبي سياسات اإلصالح 341

343 االقتصادي وفقراء الحضر المصري دراسة سوسيولوجية في آليات المواجهة وميكانيزمات التكيف كلية اآلداب قسم االجتماع جامعة عين شمس 2001 رسالة دكتوراه غير منشورة ص محمد عاطف غيث قاموس علم االجتماع اإلسكندرية دار المعرفة الجامعية 2006 ص مفيدة خالد الزقوزي مرجع سابق ص مهدي محمد القصاص تصميم البحث االجتماعي مكتبة مشالي المنصورة 2010 ص محمد عاطف غيث مرجع سابق ص الهيئة الوطنية للمعلومات والتوثيق المسح االقتصادي واالجتماعي الجزء الثالث 2003/2002 ليبيا ص على عيسى عبيد قياس مستوى تفاوت الدخل في ليبيا "دراسة إحصائية أولية" المجلة الليبية للمعلومات واالتصاالت العدد 2 الهيئة الوطنية للمعلومات والتوثيق 2005 ص نعيمة اهلل نجيب إبراهيم أسس علم االقتصاد مؤسسة شباب الجامعة 1995 ص إحسان محمد الحسن علم اجتماع الجريمة عمان دار وائل للنشر ط ص وائل فوزي عبد الباسط محمد دراسة تحليلية لمشكلة الفقر في مصر نموذج قياس ودراسة مقارنة كلية التجارة قسم االقتصاد جامعة عين شمس 2008 رسالة دكتوراة غير منشورة ص على الحوات الضمان االجتماعي ودوره االقتصادي واالجتماعي الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع واإلعالن مصراتة الجماهيرية الليبية ص كريمة كريم الفقر وحقوق اإلنسان دراسة عن نطاق الفقر في مصر وتأثيره على األجيال القادمة المنظمة المصرية لحقوق اإلنسان حقوق ال تتجزأ أوراق الملتقى الفكري حول حق المشاركة والحقوق االجتماعية الضرورية للحياة القاهرة 1990 ص كمال الصيد سليمان استخدام بيانات ومقاييس الفقر والال مساواة المجلة الليبية للمعلومات واالتصاالت العدد 9 الهيئة العامة للمعلومات والتوثيق 2009 ص مفيدة خالد الزقوزي مرجع سابق ص نفس المرجع ص صالح محمد الزليطني وآخرون اإلنفاق األسري المسح االقتصادي االجتماعي 2002/ 2003 المجلة الليبية للمعلومات والتوثيق العدد 2 أي النار )يناير 2005( ص اللجنة العامة للتخطيط عرض لمشروع البرنامج التنموي أسامة قدري عبد الباري مرسي دور بعض المؤسسات التربوية في الحد من الجرائم التي يقترفها بعض الشباب المصري ووضع إستراتيجية لتفعيل هذا الدور كلية التربية بسوهاج قسم أصول التربية جامعة جنوب الوادي 2004 رسالة ماجستير غير منشورة ص إيهاب عز الدين نديم ظاهرة الفقر الريفي ودور منظمات الفقراء في القضاء عليها دراسة تجربة بنوك الفقراء ومدى إمكانية تطبيقها في مصر كلية التجارة قسم االقتصاد جامعة عين شمس 2006 رسالة ماجستير غير منشورة ص

344 أ" ف/ نبيل عبد الهادي مقدمة في علم االجتماع التربوي عمان األردن دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع 2009 ص 216. ))وسائل تدعيم اختصاص القضاء الوطني في نظام المحكمة الجنائية الدولية ))ICC الدكتور أشرف عمران محمد عضو هيئة تدريس بكلية القانون ترهونة جامعة الزيتونة مقدمة :- من المعلوم أن المحكمة الجنائية الدولية ال تتمتع بسمو على القضاء الجنائي الوطني فهي مختصة بنظر الجرائم الدولية في حالة ما إذا وجد فراغ في المحاكمة وهذا الفراغ محدد بعدم الرغبة أو عدم القدرة على مالحقة ومحاكمة ومعاقبة مرتكب الجريمة من قبل القضاء الجنائي الوطني وهذا ما يعني أن المحكمة الجنائية الدولية تقوم بدور إشرافي ورقابي على اإلجراءات التي تتخذها محاكم الدول صاحبة الوالية فالمحكمة الجنائية الدولية ليست كيانا فوق الدول بل هي كيان مماثل لغيره من الكيانات القائمة وهى ليست بديال عن القضاء الجنائي الوطني وإنما هي مكملة له فه ي ال ت ق و م ب أك ثر مم ا ت ق و م ب ه ك ل د ول ة م ن د ول المج تم ع ال د ول ي ف ي إط ار ال ق ا ن و ن الدولي القائم. ووفقا لهذا الطرح أهتم نظام روما األساسي بإفراد عددا من المواد لتدعيم اختصاص القضاء الجنائي الوطني بمحاكمة مرتكبي الجرائم الدولية الداخلة في اختصاص المحكمة الجنائية الدولية وذلك من خالل المادة) ) 18 منه المتعلقة باإلخطار الموجه من قبل المدعي العام للدول األطراف ذات الوالية على الجرائم الداخلة في اختصاص المحكمة الجنائية الدولية باإلضافة للمادة) " 2/19 (من نظام روما األساسي المتعلقة بالدفع بعدم المقبولية أمام المحكمة الجنائية الدولية و بعض المواد الم تعل ق ة ب ال تح قق م ن مس ألة الم ق ب ول ي ة و ه ي المواد) 53 ( 2 1 و) 2/89 ( و) 90 ف/ 2 (من نظام روما األساسي. إن أهمية هذه الدراسة تتجلى في ترسيخ وتفعيل دور االختصاص القضائي ال وط ن ي ب نظ ر الج را ئ م الد ول ي ة الم نص وص عل يه ا ف ي نظ ا م ر وم ا ا ألس اس ي وآل ية الح ف اظ عل ى أ ول و ي ت ه ب نظ ر م ث ل ه ذا ال ن و ع م ن الج را ئ م أم ا م رق ا ب ة وإش راف المحكمة الجنائية الدولية. 343

345 والواقع أن هذه الدراسة تثير بعض التساؤالت تتمثل في: هل ماتضمنه نظام روما األساسي من وسائل كافية لدعم أولوية االختصاص الجنائي الوطني أمام المحكمة الجنائية الدولية وماهي الغاية من تدعيم اختصاص القضاء الجنائي الوطني للنظر في الجرائم الدولية الداخلة في اختصاص المحكمة الجنائية الدولية وماهي مزايا تدعيم االختصاص القضائي الوطني وعليه سيتم مناقشة هذا الموضوع طبقا للمنهج التحليلي لدراسة األحكام القانونية الم تعل ق ة ب وس ا ئل ت د ع ي م اخ تص اص ال قض اء الج ن ا ئ ي ال وط ن ي ف ي ال نظ ا م ا ألس اس ي للمحكمة الج ن ا ئ ية الد ول ية الدا ئمة ط ب ق ا لخط ة بح ث ث ن ا ئ ي ة ت ن قس م إل ى مطل ب ي ن ي تض م ن المطلب األول : إلا خطار الموجه من المدعي العام بإجراء التحقيق أما المطلب الثاني يتناول وسائل تفعيل اختصاص القضاء الوطني المتصلة بالمقبولية وينتهي البحث بخاتمة تتضمن أهم النتائج التي تم التوصل إليها. المطلب األول :اإلخطار الموجه من المدعي العام بإجراء التحقيق بينت المادة) 18( م ن نظ ا م ر وم ا ا ألس اس ي مض م و ن ا إلخط ار الم وج ه م ن الم د ع ي العام للدول)الفرع األول( وتطرقت أيضا لآلثار المترتبة على طلب اإلحالة من قبل الدول)الفرع الثاني (. 1 الفرع األول :مضمون اإلخطار الموجه من المدعي العام إذا أحيلت الدعوى إلي المحكمة الجنائية الدولية من قبل دولة طرف أو من المدعي العام ورأى المدعي العام أن هناك أساسا مقبوال لبدء التحقيق فعليه إخطار جم ي ع الد ول ا ألطراف والد ول ال ت ي ي ر ى حس ب معل وم ا ت ه الم ت اح ة أ ن له ا و ال ي ة عل ى 2 الجرائم موضع النظر. ويجوز للمدعي العام أن يخطر هذه الدول على أساس سري وي ج وز له أ ن يحد م ن نط اق المعل وم ات ال ت ي ت ق د م لل د ول إذا رأ ى ذل ك الزم ا لحم ا ي ة األشخاص أو لمنع إتالف األدلة أو لمنع فرار األشخاص. - المدعي العام هو المسئول عن تلقي اإلحاالت والمعلومات الموثقة عن الجرائم التي تدخل في اختصاص المحكمة فيتم دراستها والتحقيق فيها والمقاضاة عليها أمام المحكمة الجنائية الدولية ويتكون مكتب المدعي العام من المدعي العام ونائب المدعي العام أو أكثر باإلضافة إلي المستشارين من ذوي الخبرة القانونية وموظفي المكتب ويعتبر من ضمن الموظفين المحققين الذين يتم تعيينهم حسب حاجة المحكمة. للمزيد راجع أحمد أمبارك أحمد الدعيكي المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية الدائمة))السلطات والواجبات(( رسالة ماجستير كلية القانون جامعة طرابلس ليبيا غير منشورة 2008 م ص د.يس عمر يوسف " دور المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية" ورقة مقدمة في الندوة العالمية أكاديمية الدراسات العليا طرابلس يناير 2001 م ص

346 ف/ 4102 إذن الغاية من هذا اإلخطار هو منح الفرصة للقضاء الجنائي الوطني من اإلنفراد لوحده بنظر الدعوى موضع التحقيق ومنعا من تنازع االختصاص القضائي ألن الدعوى قد تكون منظورة أمام القضاء الجنائي الوطني فهنا تتاح الفرصة لهذا األخير ليعلن اختصاصه بهذه الدعوى تطبيقا لمبدأ االختصاص التكميلي وتكون له 1 األولوية في االختصاص على المحكمة الجنائية الدولية. وتشير القاعدة) /1 52 (من القواعد اإلجرائية وقواعد اإلثبات الخاصة بالمحكمة الجنائية الدولية إلى أن هذا اإلخطار يتضمن معلومات عن األفعال التي تشكل جرائم منصوص عليها في المادة) 5 (من نظام روما األساسي. وف ي غض و ن شهر واحد م ن تل ق ي ا إلخط ار للد ول ة أ ن ت بل غ المحكم ة ب أ نه ا تج ر ي أ و أجرت تحقيقا في الدعوى موضوع اإلخطار مع رعاياها أو غيرهم في حدود واليتها القضائية فيما يتعلق بالجرائم المنصوص عليها في المادة) 5( من نظام روما 2 األساسي.ويجوز لهذه الدولة أن تطلب معلومات إضافية من المدعي العام لمساعدتها في الرد على هذا اإلخطار في غضون مهلة الشهر وذلك للتيقن جيد ا من األفعال موضوع الدعوى وما إذا كانت هي ذاتها األفعال التي أجرت فيها 3 تحقيقا أو ال زالت تنظر فيها.وإذا توصلت الدولة إلي أن الدعوى موضوع ا إلخط ار ه ي ذا ته ا ال ت ي تج ر ي بش أ نه ا تح ق ي ق أ و أجر ت ه ف إ نه ا تح رر طل ب ا إلح ال ة خطيا وتقدم فيها المعلومات المتاحة بالتحقيق الذي تجريه وذلك في غضون مهلة الشهر المنصوص عليها في المادة ( 18 2( من نظام روما األساسي ويجوز 4 للمدعي العام أن يطلب معلومات إضافية من تلك الدولة وبهذه اإلحالة تكون الدولة قد أشعرت المحكمة الجنائية الدولية بأحقيتها في أولوية نظر الدعوى ألنها تجري فيها تحقيقا أو أجرته وذلك لتفعيل اختصاص القضاء الجنائي الوطني. - محمد لطفي آليات المالحقة في نطاق القانون الجنائي الدولي اإلنساني دار الفكر والقانون المنصورة مصر دط 2006 م ص د.على عبد القادر القهوجي القانون الدولي الجنائي منشورات الحلبي الحقوقية بيروت 2001 م ط 1 ص زينب صالح قريرة مبدأ التكامل في القضاء الدولي الجنائي رسالة ماجستير كلية القانون جامعة طرابلس ليبيا غير منشورة 2009 م ص ميس فايز أحمد صبيح سلطات المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية ) دراسة مقارنة مع سلطات المدعي العام في القانون الجنائي الوطني( رسالة ماجستير جامعة الشرق األوسط للدراسات العليا كلية الحقوق عمان األردن 2009 م ص

347 ولكن ما هي اآلثار المترتبة على طلب اإلحالة من قبل الدولة التي أعلنت باإلخطار من قبل المدعي العام فهل يعني ذلك أنها قاب قوسين أو أدنى من التفرد بنظر الدعوى أم أن لنظام روما األساسي رأيا آخر في هذه المسألة الفرع الثاني :اآلثار المترتبة على اإلخطار الموجه من المدعي العام وتقديم طلب اإلحالة بناء على طلب اإلحالة من الدولة الذي بينت فيه أنها تجري أو أجرت تحقيقا في ذات الدعوى موضوع اإلخطار فإن المدعي العام يتنازل عن الدعوى ما لم تقرر 1 الدائرة التمهيدية اإلذن بالتحقيق بناء على طلب المدعي العام.حيث يحرر المدعي العام االلتماس إلي الدائرة التمهيدية خطيا ويقدم فيه المعلومات التي قدمتها الدولة ويخطر بهذا اإلجراء الدولة خطيا مبينا األسس التي استند إليها في هذا االلتماس وطبقا لهذا االلتماس تبت الدائرة التمهيدية وتبلغ المدعي العام والدولة التي طلبت إحالة التحقيق إليها بالحكم الذي أصدرته في االلتماس المقدم لها مع تبيان األساس 2 الذي استندت إليه بشأنه في أقرب وقت ممكن. هكذا فإن قرار تنازل المدعي العام عن الدعوى مرهون بموافقة الدائرة التمهيدية عل ى ذلك ح يث م ن الممك ن أ ن ت رفض إح ال ة ال د ع و ى إل ي الد ول ة ط ال ب ة ا إلح ال ة م ع بيان األسباب التي استندت إليها وذلك وفقا للمادة) 11 (من نظام روما األساسي. وإلي حين صدور هذا القرار من الدائرة التمهيدية وعلى أساس استثنائي يجوز للمد ع ي الع ا م أ ن يل تمس م ن ال دا ئرة ال تمه يد ي ة س لطة إج راء ال تح ق ي ق ات الالزم ة لح ف ظ األدلة إذا سنحت فرصة فريدة للحصول على أدلة هامة أو كان هناك احتمال كبير بع د م الحص ول عل ى ه ذه ا ألدل ة ف ي وق ت الح ق و ت نظر ال دا ئرة ال تمه يد ي ة ف ي ه ذا 3 االلتماس في جلسة مغلقة على سبيل االستعجال.المالحظ أن هذا االلتماس مهم للغاية في سبيل الحفاظ على أدلة الجريمة من الضياع وكذلك معاينة مكان الجريمة الحتمال اختفاء معالم الجريمة مستقبال ولهذا فإن الدائرة التمهيدية تنظر في هذا 4 االلتماس على وجه االستعجال ألنه ال يحتمل التأخير كثيرا. - د. علي عبد القادر القهوجي مرجع سابق ص زينب صالح قريرة مرجع سابق ص عالء باسم صبحي بني فضل ضمانات المتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية رسالة ماجستير جامعة النجاح الوطنية كلية الدراسات العليا نابلس فلسطين 2011 م ص بربارة بختي سلطات المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية رسالة ماجستير جامعة سعد دحلب بالبليدة كلية الحقوق الجزائر 2006 م ص

348 جدير بالذكر أنه عند تنازل المدعي العام عن التحقيق طبقا إلذن الدائرة التمهيدية أ ن يطلب م ن الد ول ة المع ن ي ة ت بل يغ ه بص فة د ور ي ة ب ال ت ق د م ف ي ال تح ق ي ق ال ذ ي تجر ي ه وبأية مقاضاة تالية لذلك وترد الدول األطراف على هذه الطلبات دون تأخير ال مبرر 1 له. فالغاية من ذلك هو تقدير مدى رغبة أو قدرة الدولة المحالة إليها الدعوى بناء على طلب ا إلح الة عل ى ال ق ي ا م ب إجراءات ال تح ق ي ق أ والمح اكم ة ف إذا ت ب ي ن عك س ذل ك ف إ ن ه يعيد النظر في تنازله على هذه الدعوى بعد ستة أشهر من تاريخ التنازل عنها. تجدر اإلشارة إلي أنه يجوز للدولة التي قدمت طلب اإلحالة أو للمدعي العام اس ت ئ ن اف ال ق رار الص ادر م ن ال دا ئرة ال تمه يد ي ة أم ا م دا ئ رة ا الس ت ئ ن اف وف ق ا للم دة )2/82( من نظام روما األساسي ويجوز أن ينظر االستئناف على سبيل 2 االستعجال ألن قرار الدائرة التمهيدية قد ال يكون في صالح الدولة المعنية بحيث قد ترفض الدائرة التمهيدية اإلذن بإحالة الدعوى إلي هذه الدولة بناء على االلتماس الم قد م م ن المد ع ي الع ا م ف ي ه ذا الش أ ن و ب ال ت ال ي يك و ن م ن ح ق ه ذه الد ول ة اس ت ئ ن اف هذا القرار طبقا للمادة) 82 ف 2 (من نظام روما األساسي. باإلضافة إلي هذا الطعن يجوز لهذه الدولة الدفع بعدم مقبولية الدعوى بموجب المادة) 19( من نظام 3 روما األساسي ب ن اء عل ى وق ا ئ ع إض اف ية ملم وس ة أ و تغ ي ر ف ي الظ ر وف وهو ما يز يد ت فع يل اخ تص اص ال قض اء الج ن ا ئ ي ال وط ن ي ب ا إلض افة إل ي م ا ق رره نظ ا م ر وم ا األساسي في بعض مواده فيما يخص التحقق من مسألة المقبولية وبالتالي ضمان فاعلية تطبيق هذا المبدأ وهذا ما سنوضحه في ثنايا )المطلب الثاني(. المطلب الثاني :وسائل تدعيم اختصاص القضاء الوطني المتصلة بالمقبولية دعما الختصاص القضاء الجنائي الوطني بينت المادة) 19 (من نظام روما األساسي أحقية الدول األطراف في الدفع بعدم مقبولية الدعوى أمام المحكمة الجنائية 4 الدولية )الفاارع األول( باإلضافة إلي أن هناك نصوصا متفرقة من نظام روما األساسي تتعلق بالتحقق من مقبولية الدعوى وبالتالي التأكيد على تطبيق مبدأ االختصاص التكميلي بما في ذلك أولوية القضاء الجنائي الوطني بنظر الدعوى وهو موضوع( الفرع الثاني(. - ميس فايز أحمد صبيح مرجع سابق ص د. علي عبد القادر القهوجي مرجع سابق ص راجع المادة) 18 ف 1 (من نظام روما األساسي. The International Criminal Court And The Principle 4 -Claudio Turncoso Journal Of The Faculty Of Juridical And Social Of Complementarity p.414. No Vol 6 Chile University Of Taka Sciences

349 1 الفرع األول:الدفع بعدم مقبولية الدعوى أمام المحكمة الجنائية الدولية تأكيدا لمبدأ االختصاص التكميلي للمحكمة الجنائية الدولية أجازت المادة )19( من نظام روما األساسي الدفع بعدم قبول الدعوى أمام المحكمة الجنائية الدولية وأوضحت هذه المادة كيفية الدفع بتحديد الجهة المخولة بالدفع بعدم المقبولية وإجراءات هذا الدفع وهو ما سنوضحه في الفقرتين التاليتين: أوال - الجهة المخولة بالدفع بعدم المقبولية :- حددت المادة) 19 (من نظام روما األساسي من له الحق في الدفع بعدم المقبولية حيث ذهبت إلي أن المحكمة تتحقق من أنها مختصة حقا بنظر الدعوى ومن تلقاء نفسها بحيث تبت في مقبولية الدعوى طبقا للمادة) 11( من نظام روما األساسي. إ ن م ن ح المحكم ة ص الح ية فح ص م د ى م ق ب ول ي ة ال د ع و ى م ن تل ق اء ن فس ه ا يشكل تطورا ملحوظا وحافزا كبيرا لضمان تطبيق مبدأ االختصاص التكميلي حيث تنظر المحكمة الجنائية الدولية ما إذا كانت الدعوى منظورة أمام القضاء الجنائي الوطني إلحدى الدول أو قد تم الحكم فيها بحيث ال يكون من حقها في هذه الح الة نظ ر ال د ع و ى إ ال إذا ك ا ن ت ه ذه الد ول ة غ ي ر را غ ب ة أ و غ ي ر قادرة على نظر الدعوى أو نظرتها على نحو غير نزيه أو مستقل أو لغرض حماية الشخص من المسؤولية. وم ن ن افلة ال ق ول ال تذك ير ب أ ن نظ ا م ر وم ا ا ألس اس ي ح دد م ن ل ه الح ق ف ي ال دف ع بع د م مقبولية الدعوى وهم ثالث جهات : األولاى :- المتهم أو الشخص الذي يكون قد صدر بحقه أمر بإلقاء القبض أو أمر 2 الحضور عمال بالمادة )58( من نظام روما األساسي. تكمن الغاية في منح المتهم الحق في الدفع بعدم مقبولية الدعوى في أنه قد يرى أن الدعوى غير مقبولة طبقا للمادة) 11 (من نظام روما األساسي ألنه يرغب في - نتحدث هنا عن الدفع بعدم القبول حيث هناك فرق شاسع بين هذا الدفع والدفع بعدم االختصاص فهنا المحكمة الجنائية الدولية مختصة بنظر الدعوى ولكن قد ال تكون مقبولة أمامها لألسباب المذكورة في المادة) 11 ( من نظام روما األساسي. An Introduction To The International Criminal 2 - William A. schabas SecoNd New York Press Cambridge University Court 2004.p.125. Edition 348 1

350 ب" 4102 أن يكون القضاء الجنائي الوطني هو المختص بنظر الدعوى وقد يكون هذا القضاء 1 هو الدولة التي ينتمي لها بالجنسية أو الدولة التي ارتكب فيها الفعل. أما الجهة الثانية: - فهي الدولة التي لها اختصاص النظر في الدعوى لكونها تحقق 2 أو تباشر المقاضاة في الدعوى أو لكونها حققت أو باشرت الدعوى. يجوز لهذه الدولة أن تدفع بعدم مقبولية الدعوى أمام المحكمة الجنائية الدولية وذلك طبقا للمادة) 11( من نظام روما األساسي ألنها تحقق أو تباشر المقاضاة أو لكونها باشرت الدعوى وذلك منعا لتنازع االختصاص القضائي بين القضاءين الدولي و الوطني فقد ال يكون للمحكمة الجنائية الدولية أدنى علم بنظر الدعوى أمام القضاء الجنائي الوطني على الرغم من اإلخطار الموجه من قبل المدعي العام ببدء التحقيق في الدعوى وبهذا الدفع نزيد من فرص تطبيق مبدأ االختصاص التكميلي ويكون 3 قضاء المحكمة الجنائية الدولية قضاء استثنائي ا وتكميلي ا للقضاء الجنائي الوطني. 4 أما الجهة الثالثة:- فهي الدولة التي يطلب قبولها باالختصاص عمال بالمادة فهذه الدولة غير طرف في النظام األساسي وتقبل باالختصاص وبالتالي يحق لها الطعن ف ي م ق ب ول ية المحكمة الج ن ا ئ ية الد ول ي ة ل ت ت ول ى ه ي ف رض و ال ي ته ا عل ى ال د ع و ى ع ن طريق جهازها القضائي تطبيقا لمبدأ االختصاص التكميلي. هكذا يجوز لكل من المتهم والدولة الطرف التي تنظر الدعوى والدولة غير الطرف المرهون اختصاصها بقبول المحكمة أن يدفعوا بعدم المقبولية وذلك لتأكيد تطبيق مبدأ االختصاص التكميلي وجعل اختصاص المحكمة الجنائية الدولية تكميلي ا للقضاء الجنائي الوطني. The International Criminal Court and International 1 -Jose Jibrardo Jurisdiction 2 - راجع المادة) " /2 19 (من نظام روما األساسي. 3 - د.حمدي رجب عطية "العالقة بين المحكمة الجنائية الدولية والمحاكم الوطنية" بحث مقدم للندوة العلمية أكاديمية الدراسات العليا طرابلس ليبيا في الفترة أي النار )يناير( 2001 م ص محمد كمال رزاق بارة المحكمة الجنائية الدولية عناصر للتحليل في االختصاص النوعي ومسألة السيادة ورقة عمل ألقيت في أعمال الندوة الفكرية حول المحكمة الجنائية الدوليةالطموح الوقائع وآفاق المستقبل أكاديمية الدراسات العليا ليبيا طرابلس الفترة 10 و 11 يناير 2001 م ص

351 كمااا يمكاان للمحكمااة الدوليااة تلقائيااا - بناااء علااى المااادة) 09( من نظام روما األساسي أن تتحقاااق ماااا إذا كانااات صااااحبة االختصااااص فاااي النظااار فاااي الااادعوى 1 المعروضة عليها أم أن األمر غير كذلك. بهذا حدد نظام روما األساسي من ل ه الح ق ف ي ال دف ع بع د م الم ق ب ول ي ة وح دد أ يض ا اإلجراءات الواجبة اإلتباع لهذا الدفع في نظام روما األساسي. ثانيا :- إجراءات الدفع بعدم المقبولية :- يقدم الدفع بعدم المقبولية خطيا ويتضمن األساس الذي تم االستناد إليه في تقديمه وعندما تتسلم الدائرة طعنا أ و مس ألة م تعل قة ب الم ق ب ول ي ة ف ي قض ية م ا ف إ نه ا ت ب ت ف ي ا إلج راء ال واج ب إ ت ب ا ع ه و يج وز له ا أ ن ت تخ ذ ال ت دا ب ير الم ن اس بة لس ير ا إلج راءات بصورة سليمة ويجوز لها أن تعقد جلسة وأن تلحق المسألة بتأييد أو بإجراءات قضائية مادام ال يسبب تأخيرا ال داعي له والمحكمة تنظر في الدفع أوال وفي حالة وجود دفعين األول يتعلق باختصاص المحكمة واآلخر يتعلق بالمقبولية فإن المحكمة 2 تنظر أوال في الدفع المتعلق باالختصاص ثم تنظر في الدفع المتعلق بالمقبولية ألن الدفع باالختصاص يسلب المحكمة واليتها على الدعوى تماما وبالتالي تنظره هو األول أما الدفع بعدم المقبولية فيختلف عن الدفع بعدم االختصاص ألن المحكمة في الدفع بعدم المقبولية تكون مختصة بنظر الدعوى ولكن الخالف واقع حول مدى م ق ب ول ي ة ه ذه ال د ع و ى ح ي ث ا أل ول و ي ة تك و ن لل قض اء الج ن ا ئ ي ال وط ن ي و ب ال ت ال ي فه ي مختصة بنظر الدعوى ولكن في حالة عجز القضاء الجنائي الوطني على القيام بمهامه في االضطالع بالتحقيق أو المحاكمة. ويجوز للجهة المحيلة للدعوى عمال بالمادة) 13 ( من نظام روما األساسي سواء كانت الدولة الطرف أو المدعي العام أو مجلس األمن باإلضافة إلي المجني عليهم 3 أن يقدموا مالحظات في هذا الشأن بخصوص المقبولية. - إن امتالك المحكمة الجنائية الدولية لهذه اآللية كان انسجاما مع مقتضيات المادة الرابعة من نظام روما األساسي التي اعتبرت أن المحكمة الجنائية الدولية تتمتع بشخصية قانونية دولية كما أن لها األهلية القانونية لتحقيق وظائفها سواء كان النزاع الذي أحيل إليها في مقرها في الهاي أو أقرت أن تكون جلساتها في أي دولة طرف.د. صالح الدين مدار الجرائم ضد اإلنسانية ونظام روما األساسي للمحكمة الجنائية الدولية :على الموقع اإللكتروني : 2 راجع القاعدة) ) 58 من القواعد اإلجرائية وقواعد اإلثبات الخاصة بالمحكمة الجنائية الدولية. 3 -راجع القاعدة) ) 3/58 من القواعد اإلجرائية وقواعد اإلثبات الخاصة بالمحكمة الجنائية الدولية

352 وجدير بالذكر أن هذه الجهات يتم تبليغها من قبل مسجل المحكمة بخصوص المسألة المتعلقة بالمقبولية حيث يقدم لهم المسجل ملخصا أو موجزا باألسباب التي يستند عليها الطعن في مقبولية الدعوى في إطار من السرية للحفاظ على األدلة وحماية جميع األشخاص وهذه الجهات يجوز لها أن تقدم مالحظاتها بصورة خطية 1 للدائرة المختصة في غضون األجل الذي تراه تلك الدائرة مناسبا. وقد حددت المادة) 19 ف 6 (من نظام روما األساسي الجهة التي تنظر في الدفع بعدم المقبولية وهي تختلف بحسب األحوال فإذا قدم هذا الدفع قبل اعتماد التهم فإنها تح ال إل ي الدا ئرة ال تمه يد ية أم ا إذا ق دمت بع د ا ع تم اد ال ته م ف يح ال ال دف ع إل ي ال دا ئرة االبتدائية أما إذا كانت الدائرة االبتدائية لم تتشكل بعد فإن الدفع بعدم المقبولية يحال 2 إلي دائرة الرئاسة التي تحيله بدورها إلي الدائرة االبتدائية بمجرد تشكيلها. وإلي حين أن تتخذ المحكمة قرارها بخصوص الدفع وفقا للمادة )17( من نظام روما األساسي فإن المدعي العام يرجئ التحقيق إلي حين اتخاذ هذا القرار ويجوز له أن يلتمس من المحكمة إذنا بإجراء تحقيقات معينة بصفة استثنائية للحفاظ على األدلة في حالة وجود فرصة فريدة أي: ف ي ح ال ة ال ت ق ب ل ال ت أخ ير أ و أخ د أق وال ش ه ادة شاهد وإتمام عملية فحص األدلة وجمعها التي تكون قد بدأت قبل تقديم الدفع والحيلولة دون فرار األشخاص وذلك بالتعاون مع الدول ذات الصلة الذين طلب منهم المدعي العام بالفعل إصدار أمر بإلقاء القبض ويقدم هذا االلتماس للدائرة 3 التمهيدية التي تنظر فيه في جلسة مغلقة على سبيل االستعجال. إن هذه اإلجراءات ضرورية لهذا كان لزاما أن يستمر فيها المدعي العام حتى قبل صدور قرار المحكمة الجنائية الدولية المتعلق بالدفع وذلك حفاظا على سير العدالة فيما يتعلق بالحفاظ على األدلة الالزمة للدعوى. وال يؤثر تقديم الدفع على صحة أي إجراء يقوم به المدعي العام أو أي أوامر تصدرها المحكمة قبل تقديم الدفع وإذا قررت المحكمة عدم قبول الدعوى عمال بالمادة) 11 (من نظام روما األساسي جاز للمدعي العام أن يقدم طلبا إلعادة النظر ف ي ال ق رار يك و ن عل ى اق ت ن ا ع ت ا م ب أ ن وق ا ئ ع جد ي دة ق د نش أت وم ن ش أ نه ا أ ن تلغ ي - راجع القاعدة) 59( من القواعد اإلجرائية وقواعد اإلثبات الخاصة بالمحكمة الجنائية الدولية. - سناء عودة محمد عيد إجراءات التحقيق والمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية )حسب نظام روما 1998( رسالة ماجستير جامعة النجاح الوطنية كلية الدراسات العليا نابلس فلسطين 2011 م ص د.محمود شريف بسيوني المحكمة الجنائية الدولية نادي القضاة مصر 2001 م ط 1 ص 56 ومابعدها

353 األساس الذي سبق أن اعتبرت الدعوى بناء عليه غير مقبولة عمال بالمادة) 11 (من 1 نظام روما األساسي أل ن الم د ع ي الع ا م ق د تك و ن لد ي ه معل وم ات جد ي ة بع د م ر غ ب ة الدولة أو عدم قدرتها على االضطالع بالتحقيق أو بالمحاكمة وبالتالي يدلي بها للمحكمة لتعيد النظر فيما أصدرته بعدم مقبولية الدعوى طبقا للمادة) 11( من نظام روما األساسي. يمكن القول أن الدفع بعدم المقبولية ال يقدم إال مرة واحدة قبل الشروع في التحقيق أو عند بدء المحاكمة ويجوز في الظروف االستثنائية أن تأذن المحكمة بالدفع أكثر من مرة و يجوز استئناف القرارات المتعلقة بالمقبولية أمام دائرة االستئناف 2 وفقا للمادة 82 من نظام روما األساسي ولك ن بع د ص د ور حك م ف ي ال د ع و ى أم ا م دائرة االستئناف مما يزيد من تدعيم مبدأ االختصاص التكميلي وذلك بمنح األولوية للقضاء الجنائي الوطني وجعل قضاء المحكمة الجنائية الدولية قضاء احتياطيا وتكميليا للقضاء الجنائي الوطني. إذن فهذه الم كنة التي منحها نظام روما األساسي بالدفع في مقبولية الدعوى لدى المحكمة الجنائية الدولية إنما العلة منها هو تدعيم مبدأ االختصاص التكميلي ومنح األولوية للقضاء الجنائي الوطني وهذه العلة ذاتها تنطبق على ما أفرده نظام روما ا ألس اس ي م ن نص وص م ت فرق ة لل تح ق ق م ن مس ألة الم ق ب ول ي ة و ه و م ا س ن وض حه ف ي الفرع الثاني. الفرع الثاني:التحقق من المقبولية كأحد طرق تدعيم اختصاص القضاء الجنائي الوطني أوضح نظام روما األساسي آلية التحقق من مسألة المقبولية لدى المحكمة الجنائية الدولية في بعض النصوص المتفرقة وذلك لغرض التيقن من قبول الدعوى أمام المحكمة الجنائية الدولية أما إذا تبين أن الدعوى غير مقبولة أمام المحكمة الجنائية الدولية فإنها تحال إلي القضاء الجنائي الوطني على اعتبار أن له األولوية في نظر الدعوى طبقا لمبدأ االختصاص التكميلي وبهذا يتم دعم اختصاص القضاء الجنائي الوطني. ولذلك قضت المادة) 1/53 (من نظام روما األساسي بأن على المدعي العام أن يأخذ في اعتباره عند اتخاذه قرار الشروع في التحقيق جملة من االعتبارات وهي: - أيسر يوسف العارف الحلمي المحكمة الجنائية الدولية الدائمة )االختصاص والتنظيم والمحاكمة( رسالة ماجستير جامعة القاهرة كلية الحقوق غير منشورة 2001 م ص د.عمر محمود المخزومي القانون الدولي اإلنساني في ضوء المحكمة الجنائية الدولية دار الثقافة للنشر والتوزيع عمان 2008 م ط 1 ص

354 ج) أ) ب) 4102 ) ما إذا كانت المعلومات المتاحة للمدعي العام توفر أساسا معقوال لالعتقاد بأن جريمة تدخل في اختصاص المحكمة الجنائية الدولية قد ارتكبت أو يجري ارتكابها. ) ما إذا كانت القضية مقبولة أو يمكن أن تكون مقبولة بموجب المادة 11 من نظام روما األساسي. ) ما إذا كان يرى آخذا في اعتباره خطورة الجريمة ومصالح المجني عليهم أن هناك مع ذلك أسبابا جوهرية تدعو لالعتقاد بأن إجراء تحقيق لن يخدم مصلح العدالة. نالحظ أن على المدعي العام قبل اتخاذ قرار الشروع في التحقيق أن يتأكد من تحقق جملة ضوابط من بينها :التأكد من مقبولية الدعوى أمام المحكمة الجنائية الدولية بموجب المادة) 11 (من نظام روما األساسي فإذا كانت الدعوى غير مقبولة أمام المحكمة الجنائية الدولية فإن المدعي العام لن يتخذ قرار الشروع في التحقيق ألن الدعوى قد تكون منظورة أمام القضاء الجنائي الوطني بموجب المادة )11( من نظام روما األساسي وبالتالي ال تختص المحكمة الجنائية الدولية بنظر هذه الدعوى إال 1 إذا فشل القضاء الجنائي الوطني في نظر الدعوى. 2 وقد أكدت المادة) 53 ف 2 ) من نظام روما األساسي على تدعيم اختصاص القضاء الجنائي الوطني فإذا تبين للمدعي العام - بناء على التحقيق - عدم وجود أساس كاف للمقاضاة ألنه ال يوجد أساس قانوني أو وقائعي كان لطلب إصدار أمر القبض أو أمر الحضور أو ألن القضية غير مقبولة بموجب المادة) 11 ( من نظام روما األساسي فهنا وجب على المدعي العام أن يبلغ الدائرة التمهيدية والدولة المقدمة ليحالة أو مجلس األمن بالنتيجة التي انتهى إليها واألسباب التي ترتبت عليها هذه النتيجة ويكون 3 إخطار المدعي العام خطيا مبينا فيه األسباب التي دعته لذلك. هكذا إذا استنتج المدعي العام أن هناك أساسا معقوال للشروع في إجراء التحقيق فإنه يقدم إلى الدائرة التمهيدية طلبا ليذن بإجراء التحقيق مشفوعا بأي مواد مؤيدة يجمعها 4 ويجوز للمجني عليهم إجراء مرافعات لدى الدائرة التمهيدية وإذا رأت الدائرة - دريدي وفاء المحكمة الجنائية الدولية ودورها في تنفيذ قواعد القانون الدولي اإلنساني رسالة ماجستير جامعة الحاج لخضر كلية الحقوق باتنة الجزائر 2009 م ص 106 ومابعدها. 2 - تمنح هذه المادة المدعي العام دور الجهاز المستقل و الحيادي المسؤول عن تغليب مصالح العدالة و سمو القانون. سفيان حمروش النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية رسالة ماجستير كلية الحقوق جامعة الجزائر ص سناء عودة محمد عيد مرجع سابق ص محمد بركات فارس الطراونه اختصاص القضاء الجنائي الدولي بنظر الجرائم ضد اإلنسانية رسالة ماجستير جامعة القاهرة كلية الحقوق غير منشورة 2008 ص 102 وما بعدها

355 التمهيدية- بعد دراستها للطلب وللمواد المؤيدة- أن هناك أساسا معقوال للشروع في إجراء تحقيق وأن الدعوى تقع علي ما يبدو في إطار اختصاص المحكمة كان عليها أن تأذن بالبدء في إجراء التحقيق وذلك دون المساس بما تقرره المحكمة فيما بعد بشأن 1 االختصاص ومقبولية الدعوى. فالغرض من هذه اإلجراءات هو تأكيد تطبيق مبدأ االختصاص التكميلي بإعطاء األولوية للقضاء الجنائي الوطني ألنه حتى في حالة اتخاذ المدعي العام قرارا بالشروع في التحقيق فإن ذلك يتطلب إذنا بالتحقيق من قبل الدائرة التمهيدية التي يمكن أن تأذن بالبدء في إجراء التحقيق ولكن دون المساس بما تقرره المحكمة فيما بعد بشأن االختصاص ومقبولية الدعوى بحيث إذا ما كانت الدعوى غير مقبولة أمام المحكمة الجنائية الدولية فإن الدائرة التمهيدية لن تأذن بالتحقيق ألن الدعوى ستكون مقبولة أمام القضاء الجنائي الوطني طبقا لمبدأ االختصاص التكميلي. كما أكدت المادة )2/89( من نظام روما األساسي على ضرورة التحقق من مقبولية الدعوى لدى المحكمة الجنائية الدولية بنصها على اآلتي:" إذا رفع الشخص المطلوب تقديمه طعنا أمام محكمة وطنية على أساس مبدأ عدم جواز المحاكمة عن ذات الجرم مرتين على النحو المنصوص عليه في المادة 20 تتشاور الدولة الموجه إليها الطلب على الفور مع المحكمة لتقرر ما إذا كان هناك قرارا ذا صلة بالمقبولية. وإذا قبلت الدعوى تقوم الدولة الموجه إليها الطلب بتنفيذ الطلب وإذا كان قرار المقبولية معلقا يجوز للدولة الموجه إليها الطلب تأجيل تنفيذ طلب تقديم الشخص إلى أن تتخذ المحكمة قرارا بشأن المقبولية". ففي هذه الحالة تتأكد الدولة الموجه إليها الطلب من مقبولية الدعوى فإذا قررت المحكمة الجنائية الدولية مقبولية الدعوى فإنها تقوم بتنفيذ طلب تقديم الشخص إلى المحكمة الجنائية الدولية أما إذا كان قرار المقبولية معلقا أي:أن المحكمة الجنائية الدولية لم تفصل فيه فإن الدولة الموجه إليها الطلب تؤجل تنفيذ طلب تقديم الشخص إل ى أ ن ت تخ ذ المحكم ة الج ن ا ئ ي ة الد ول ي ة ق رارا بش أ ن الم ق ب ول ي ة وذل ك ل ت فع ي ل م ب دأ ا الخ تص اص ال تكم يل ي و تد ع يم ه بح ي ث إذا ق ررت المحكم ة الج ن ا ئ ي ة الد ول ي ة ع د م مقبولية الدعوى فإن الدولة الموجه إليها الطلب ستقوم بتنفيذ طلب تقديم الشخص إلى الدولة الطالبة على أساس أن األولوية في االختصاص للقضاء الجنائي الوطني طبقا لم بدأ ا الخ تص اص ال تكم يل ي و ب ال ت ال ي يس ت أ نف الش خص المطل وب ت قد يم ه طع ن ه أم ا م بربارة بختي مرجع سابق ص

356 المحكمة الجنائية الوطنية على أساس مبدأ عدم جواز المحاكمة عن ذات الجرم 1 مرتين على النحو المنصوص عليه في المادة) 20(. وفي نفس اإلطار ذهبت المادة )2/90( من نظام روما األساسي إلى أنه : "إذا كانت الد ولة الط ال بة د ولة طرف ا ك ا ن عل ى الد ول ة الم وج ه إل يه ا الطل ب أ ن تعط ي ا أل ول و ي ة للطلب المقدم من قبل المحكمة وذلك :- أ إذا كانت المحكمة قد قررت عمال بالمادتين )18-19 ) من نظام روما األساسي األساسي مقبولية الدعوى التي يطلب بشأنها تقديم الشخص وروعيت في ذلك القرار أعمال التحقيق أو المقاضاة التي قامت بها الدولة الطالبة فيما يتعلق بطلب التسليم المقدم فيها أو ب إذا كانت المحكمة قد اتخذت القرار المبين في الفقرة الفرعية استنادا إلي اإلخطار المقدم من الدولة الموجه إليها الطلب بموجب الفقرة 1. فهذا النص الغرض منه هو التحقق من مسألة المقبولية لتعطي األولوية للطلب 2 المقدم للمحكمة الطالبة التسليم أما إذا كانت الدعوى غير مقبولة أمام المحكمة الجنائية الدولية فلن تحظى هذه المحكمة باألولوية في التسليم بل ستكون األولوية 3 للدولة الطرف وبالتالي األولوية في نظر الدعوى طبقا لمبدأ االختصاص التكميلي بالتالي يكون قضاء المحكمة الجنائية الدولية مكمال للقضاء الجنائي الوطني. خاتمة: بهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مطاف دراستنا لموضوع وسائل تدعيم اختصاص القضاء الوطني في نظام المحكمة الجنائية الدولية ICC وقد توصلنا من خالله إلى أن هذه الوسائل مجتمعة تم إقرارها لتحقيق غاية واحدة فحسب وهي تفعيل مبدأ االختصاص التكميلي للمحكمة الجنائية الدولية التي تقوم بالدور المكمل للقضاء األصيل المتمثل في القضاء الجنائي الوطني وبالتالي منح األخير م كنة مقاضاة الم تهم ي ن ب ار تك اب الج را ئ م الد ول ي ة الم نص وص عل يه ا ف ي نظ ا م ر وم ا األساسي فالمحكمة الجنائية الدولية ال تشكل - بأي حال من األحوال- قضاء دخيال أو أجنبيا بالنسبة للدول األطراف بل هي امتدادا لوالية القضاء الجنائي الوطني - محمد بركات فارس الطراونة مرجع سابق ص د.محمود شريف بسيوني مرجع سابق ص د.عبد الفتاح محمد سراج مبدأ التكامل في القضاء الدولي الجنائي"دراسة تحليلية تأصيلية دار النهضة العربية القاهرة 2001 م ط 1 ص 82 دريدي وفاء مرجع سابق ص

357 د- د و هذا ه و م ا أ وض ح ته ال ف ق رة الع اش رة م ن د ي ب اج ة ال نظ ا م ا ألس اس ي وكذلك ال م ادة) 1 (منه وهو ما يعني أن سيادة الدول محفوظة بموجب نظام روما األساسي فالمحكمة الجنائية الدولية ال تختص إال استثناء لتصحيح األوضاع أو األخطاء التي وقع فيها ال قض اء الج ن ا ئ ي ال وط ن ي ع ن د نظ ره لل د ع و ى س ع ي ا م نه ا ل تح ق ي ق العدال ة الج ن ا ئ ي ة الدولية وهذا في حد ذاته يعد بمثابة ترخيص من نظام روما األساسي للمحكمة الجنائية الدولية التي تراقب تصرف الدول بشأن القضايا المنظورة أمامها طبق ا للمع ا ي ير الم نص وص عل يه ا ف ي نظ ا م ر وم ا ا ألس اس ي و ه ذا ب الط ب ع ي دف ع ال قض اء الجنائي الوطني لمباشرة واليته بكل فعالية وموثوقية خوفا من اإلخفاق في وجود جهة رقابية فعالة وهي المحكمة الجنائية الدولية وبالتالي المساهمة في الوقاية من انهيار العدالة الجنائية الوطنية. عطفا على ما تقدم فأن الحاجة إلى تدعيم اختصاص القضاء الجنائي الوطني تبررها مزايا األنظمة القضائية الوطنية وهناك أمثلة عديدة لهذه المزايا منها: ما ي تعلق ب ال ق ا ن و ن المعم ول ب ه ح يث يك و ن أك ث ر م و ث وق ي ة وأك ث ر تط ورا وتكون إقامة الدعوى أقل تعقيدا ألنها تقوم على سوابق وقواعد مألوفة إضافة إلي أن إقامة ال د ع و ى والدف ا ع أق ل تكل ف ة وس ه ولة الحص ول عل ى ا ألدل ة وإحض ار الش ه ود باإلضافة إلي التخلص من مشاكل اللغة كما أن العقوبات محددة بوضوح. قائمة المراجع: أوال:المراجع العربية :- أ/الكتب:- 1- د.عبد الفتاح محمد سراج مبدأ التكامل في القضاء الدولي الجنائي"دراسة تحليلية تأصيلية دار النهضة العربية القاهرة 2001 م ط د.على عبد القادر القهوجي القانون الدولي الجنائي منشورات الحلبي الحقوقية بيروت 2001 م ط 1. 3.عمر محمود المخزومي القانون الدولي اإلنساني في ضوء المحكمة الجنائية الدولية دار الثقافة للنشر والتوزيع عمان 2008 م ط محمد لطفي آليات المالحقة في نطاق القانون الجنائي الدولي اإلنساني دار الفكر والقانون المنصورة مصر دط 2006 م. 5.محمود شريف بسيوني المحكمة الجنائية الدولية نادي القضاة مصر 2001 م ط 1. ب/الرسائل الجامعية :- 1- أحمد أمبارك أحمد الدعيكي المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية الدائمة))السلطات والواجبات(( رسالة ماجستير كلية القانون جامعة طرابلس ليبيا غير منشورة 2008 م. 2 -أيسر يوسف العارف الحلمي المحكمة الجنائية الدولية الدائمة )االختصاص والتنظيم والمحاكمة( رسالة ماجستير جامعة القاهرة كلية الحقوق غير منشورة 2001 م. 356

358 د بربارة بختي سلطات المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية رسالة ماجستير جامعة سعد دحلب بالبليدة كلية الحقوق الجزائر دريدي وفاء المحكمة الجنائية الدولية ودورها في تنفيذ قواعد القانون الدولي اإلنساني رسالة ماجستير جامعة الحاج لخضر كلية الحقوق باتنة الجزائر 2009 م. 5 -زينب صالح قريرة مبدأ التكامل في القضاء الدولي الجنائي رسالة ماجستير كلية القانون جامعة طرابلس ليبيا غير منشورة 2009 م. 6- سفيان حمروش النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية رسالة ماجستير كلية الحقوق جامعة الجزائر. 1- سناء عودة محمد عيد إجراءات التحقيق والمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية )حسب نظام روما 1998( رسالة ماجستير جامعة النجاح الوطنية كلية الدراسات العليا نابلس فلسطين 2011 م. 8 -عالء باسم صبحي بني فضل ضمانات المتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية رسالة ماجستير جامعة النجاح الوطنية كلية الدراسات العليا نابلس فلسطين 2011 م. 9 -محمد بركات فارس الطراونه اختصاص القضاء الجنائي الدولي بنظر الجرائم ضد اإلنسانية رسالة ماجستير جامعة القاهرة كلية الحقوق غير منشورة 2008 م. 10 -ميس فايز أحمد صبيح سلطات المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية (دراسة مقارنة مع سلطات المدعي العام في القانون الجنائي الوطني( رسالة ماجستير جامعة الشرق األوسط للدراسات العليا كلية الحقوق عمان األردن 2009 م. ج/ البحوث والمقاالت:- 1- د.حمدي رجب عطية "العالقة بين المحكمة الجنائية الدولية والمحاكم الوطنية" بحث مقدم للندوة العلمية أكاديمية الدراسات العليا طرابلس ليبيا في الفترة أي النار )يناير( 2001 م. 2 -محمد كمال رزاق بارة المحكمة الجنائية الدولية عناصر للتحليل في االختصاص النوعي ومسألة السيادة ورقة عمل ألقيت في أعمال الندوة الفكرية حول المحكمة الجنائية الدولية الطموح الوقائع وآفاق المستقبل أكاديمية الدراسات العليا ليبيا طرابلس الفترة 10 و 11 يناير 2001 م. 3.يس عمر يوسف " دور المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية" ورقة مقدمة في الندوة العالمية أكاديمية الدراسات العليا طرابلس يناير 2001 م. د/التقارير والوثائق:- 1 -وثيقة األمم المتحدة رقم )A/conf.183/9( تتضمن النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية الدائمة. 2- وثيقة األمم المتحدة رقم) ICC-ASP/1/3 (تتضمن القواعد اإلجرائية وقواعد اإلثبات الخاصة بالمحكمة الجنائية الدولية الدائمة. ه/شبكة المعلومات الدولية االنترنت:- د. صالح الدين مدار الجرائم ضد اإلنسانية ونظام روما األساسي للمحكمة الجنائية الدولية :على الموقع اإللكتروني ثانيا :المراجع األجنبية :- 357

359 The International Criminal Court And The Principle 1-Claudio Turncoso Journal Of The Faculty Of Juridical And Social Of Complementarily No Vol 6 Chile University Of Taka Sciences The International Criminal Court and International 2-Jose Jibrardo Jurisdiction An Introduction To The International Criminal 3- William A. schabas Second Edition New York Press Cambridge University Court " البيئة في اإلسالم " د.عبدا لرحيم محمد علي كلية اآلداب والتربية"سوق األحد " قسم الدراسات اإلسالمية مقدمة عنى الدين اإلسالمي بكل جوانب الحياة ومكوناتها الطبيعية حتى أن القرآن لم يترك صغيرة وال كبيرة إال وقد نو ه إليها في سياق الداللة على وجود اهلل تعالى أو في سياق الداللة على معالجة بعض المسائل الفقهية أو العلمية الدقيقة أو في إطار المعالجة النفسية واألخالقية لينسان حيث أن الحياة الدنيا في منظور اإلسالم متعددة الجوانب ولكنها مترابطة لدرجة ال يعقلها إال العالمون!!. وإذا ما أردنا التحدث عن عالقة اإلنسان بربه فإنه ال يكون بمقدورنا فصل هذه العالقة عن تلكم الجوانب المتعددة حتى أن مفهوم العبادة أضحى مفهوما شامال لكل مراحل حياة اإلنسان داخل دور العبادة وخارجها.ولعل من أهم الجوانب التي نو ه إليها القرآن وأرشدنا إلى أهميتها وضرورة المحافظة عليها واالستفادة من مكنوزاتها وخيراتها وأمرنا بشكره عليها هي نعمة السموات واألرض وهي بالمسميات المعاصرة " البيئة ". فالدين اإلسالمي دين صالح لكل زمان ومكان غير أن جمعا غفير ا من الدعاة والمفكرين اإلسالميين لم يحفظوا لهذا المبدأ اإلسالمي حقه من الفهم العميق فسرعان ما نراهم يحجمون رؤية اإلسالم للحياة ويضعونها في قوالب فكرية جامدة غير أن من األمة رجال صدقوا ما عاهدوا اهلل عليه فنهضوا بما أوتوا من العلم والحكمة ونفضوا الغبار عن حقيقة أراد لها اهلل أن تكون فكانت وهي أن الدين اإلسالمي دين حياة متكامل وأن اإلنسان مخلوق لعبادة اهلل وحده ومن مقتضيات العبادة تعمير األرض وعدم العبث فيها و إفسادها. واليوم نسمع ونرى كثيرا من الندوات والمؤتمرات التي تعقد بين الفينة واألخرى تحت عنوان المحافظة على البيئة حتى أن العالم يحيي يوما تاريخيا للبيئة 358

360 فهال قرأ المفكرون وأنصار البيئة القرآن الكريم والحديث النبوي حتى يجدوا ضالتهم وبغيتهم. وهل القرآن عالج هذه القضية أم أن الباحث يتحدث بنزعة حميمة وعاطفية. إن اإلجابة عن هذا التساؤل تتضمن مناقشة اآلتي : 1 تحديد مفهوم البيئة لغويا واصطالحيا. 2 أهم المخاطر التي تهدد البيئة. 3 المعالجات المقترحة للحد من تلك المخاطر. 4 الحل اإلسالمي للمحافظة على البيئة. أوال : تعريف البيئة البيئة والباءة والمباءة في اللغة العربية أسماء بمعنى المنزل الذي يأوي إليه اإلنسان أو الحيوان ويقيم فيه وهي مشتقة من الفعل "بو أ" بتشديد الواو فيقال : أباءه منزال وبو أه فيه بمعنى هيأه له وأنزله ومكن له فيه قال تعالى { والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها األنهار خالدين 1 فيها نعم أجر العاملين } وتوصف حالة التبيؤ وحاله بالحسن أو السوء فيقال : إنه 3 2 لحسن البيئة أو إنه باء بيئة سوء وفي الصحاح للجوهري :المباءة منزل القوم في كل موضع ويقال في كل منزل ينزله القوم قال طرفة ابن العبد : طيبوا سهل ولهم...سبل إن شيئت في وحش وعر. وتطلق البيئة اصطالحا على المكان الذي يقيم فيه اإلنسان وغيره فالباءة والبيئة هي بيت النحل في الجبل ومتبو أ الولد هو الر حم 4. والبيئة في المعجم الوسيط هي المنزل والحال ويقال بيئة طبيعية وبيئة 5 اجتماعية وبيئة سياسية. وفي المنجد : بو أه منزال هيأه له وأنزله فيه )مادة بو أ الرمح (. ويمكن تعريفه اصطالحا بأنه يعني المنزل وما يحيط بالفرد أو المجتمع 6 ويؤثر فيهما كما هو في المجمع الوجيز. ويتضح من هذه المعاني أن البيئة هي الوسط الذي يعيش فيه اإلنسان بما يضم من مظاهر طبيعية خلقها اهلل تعالى يتأثر بها ويؤثر فيها وقد أوجز سورة العنكبوت اآلية 58 2 لسان العرب ليمام العالمة ابن منظور طبعة جديدة بعناية أمين محمد عبدا لوهاب محمد 2 الصادق العبيدي ج 1 باب الباء مادة بو أ ص: الصحاح للجوهري مادة بو أ. المعجم الوسيط قام بإخراجه إبراهيم مصطفى وآخرون المكتبة اإلسالمية استنبول تركيا 4 ج 1 ص :15 "باء". 5 المنجد في اللغة واإلعالم دار المشرق بيروت ط 21 مادة بو أ. 6 المجمع الوجيز مجمع اللغة العربية القاهرة 1990 م

361 مؤتمر البيئة البشرية في استكلهم 1912 م يدلس 1918 م التعريف التالي :"أن البيئة هي مجموعة من النظم الطبيعية واالجتماعية والثقافية التي يعيش فيها اإلنسان 1 والكائنات األخرى التي يستمدون منها زادهم ويؤدون فيها نشاطهم " ويتضمن هذا التعريف الموارد والمنتجات الطبيعية واالصطناعية التي تؤمن إشباع حاجات اإلنسان. وتطلق البيئة في مفهومها الواسع على مجموعة من المؤثرات الثقافية والحضارية والنفسية إلى جانب البيئة من مفهوم النطاق المادي حيث أن البيئة بهذا المعنى ليست مرادفة للطبيعة ولذلك يرى محمد بن يحيى أن التعريف اإلجرائي الذي يعرف البيئة بأنها:"المحيط المادي الذي يعيش فيه اإلنسان بما يشمل من ماء وهواء وفضاء وتربة وكائنات حية ومنشآت أقامها إلشباع حاجاته " أن هذا 2 التعريف هو األنسب. ثانيا : األخطار البيئية وهي طبيعية وغير طبيعية ويقصد باألخطار الطبيعية أو كما يسميه البعض بالتلوث الطبيعي كل العوامل والظواهر والتفاعالت التي ليس لينسان أي دخل فيها حيث أن الطبيعة عرضة إلى التغير المستمر بسبب عدة عوامل ذاتية كالرياح والسيول واألمطار وحرائق الغابات بسبب زيادة درجات الحرارة وثورات البراكين والزالزل والمد والجزر في البحار وما تفرزه من ملو ثات حيث تشغل البحار والمحيطات أكثر من %10 من مساحة الكرة األرضية وتعد البحار والمحيطات من أهم المسطحات المؤثرة في المناخ حيث تمنع تطرف درجة الحرارة وتزود 3 الجو بالرطوبة الالزمة لجميع أشكال التكاتف والتساقط.والتلوث يشكل خطرا غير منظور بالنسبة للثروة البحرية خاصة السمكية منها التي أصبحت مصدرا مهما لتعويض غذاء اإلنسان فال يمكن النظر إلى البيئة على أنها محايدة بل هي تمثل المسرح المكاني لألنشطة البشرية وتوجد في الحقيقة طرائق من التفاعالت المعقدة بين المجتمعات البشرية والنظام البيئي الطبيعي والتي تتفاوت في الزمان والمكان. وحتى إذا سلمنا بأن األخطار الطبيعية ليس لينسان سيطرة عليها بشكل كامل إال أنه في كثير من األحيان يشكل السبب الرئيس في حدوثها ولو بشكل غير اإلسالم والبيئة لمحمد مرسي محمد الرياض أكادمية نايف العربية للعلوم األمنية 1420 ه م ص: 18 البيئة والحفاظ عليها من منظور إسالمي إعداد.أ.د.محمد بن يحي بن حسن ورقة بحثية مقدمة 2 للمشاركة في الدورة التاسعة عشر لمجمع الفقه اإلسالمي الدولي دولة اإلمارات الشارقة. التلوث البيئي لمحمد عياد مقيلي ط األولى 2002 م دار شموع الثقافة الزاوية ليبيا 3 ص:

362 مباشر ولعل تسمم الثروة البحرية خير شاهد على ما نقول فقد جاء في أحد التقارير البحثية التي سجلت بمنطقة ساحلية طولها 100 متر على شاطئ البحر األبيض المتوسط فكان رصيد الملوثات 55 حقيبة 36 كوبا وملعقة وشوكة 4 لعب أطفال 62 زجاجة بالستيك وزوج من القفازات و 3 كور من المطاط 31 أنبوبة مساحيق تجميل 195 غطاء زجاجة 14 صحيفة 65 غالف مجلة 21 قطعة قماش وشبكة صيد ممزقة ومصباح كهربائي 51 علبة معدنية لألسماك وإطار سيارة وأخشاب وزجاج وفي منطقة أخرى على أحد شواطئ البحار باحت إحصائية مزعجة بحصاد 2086 قطعة بالستيك في كيلو متر مربع من البحر والبالستيك قابل للتحلل الحيوي ويتراكم بصورة مخيفة وقد ثبت أن %30 من األسماك قد ابتلعت البالستيك وأكلناها نحن كما أثبتت األبحاث أن البحر المتوسط أصبح بركة ملوثة بالزئبق والكادميوم والهالجونات العضوية وزيوت التشحيم 1 إضافة لما تلقيه السفن وغيرها من النفايات.وإذا تعمقنا أكثر لوجدنا أن الكوارث الطبيعية مثل الزالزل والبراكين والفيضانات..إلخ تحدث بسبب تصرف اإلنسان فقد أخبرنا القرآن الكريم عن أقوام ظلموا أنفسهم وعاثوا في األرض فسادا فأرسل عليهم اهلل القم ل والضفادع وريح الصرصر والطوفان وغير ذلك من ألوان العذاب والعقوبات اإللهية وما إعصار اتسونامي وغيره من األعاصير المدمرة منا ببعيد!!. أما عن المخاطر غير الطبيعية فنقول : إن البيئة األرضية بكل ما فيها من مكونات ومقومات هي الوطن العام لبني اإلنسان يقول تعالى : }هو 2 الذي جعل لكم األرض ذلوال فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور } لكن إنسان العصر الحديث اندفع اندفاعا محموما نحو إشباع شهواته ونزواته منبهرا بوسائل التقنية المتاحة فحال اإلنسان اليوم إسراف وتبذير وظلم واعتداء وطمع وجشع األمر الذي أدى إلى إرباك النظام البيئي على المستوى المحلي والعالمي تمثل في استنزاف الموارد والثروات مما ينذر بأخطر العواقب وأوخمها وذلك كله بما فعلت وكسبت أيدي الناس قال تعالى :} ظهر الفساد في البر والبحر 3 بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون }. إن األنانية المفرطة وراء إشباع الشهوات والرغبات لدى اإلنسان الفرد والجماعة هو السبب وراء كل األخطار المحدقة بالبيئة سواء في مجال الصناعة أو اإلنسان وتلوث البيئة لمحمد السيد أرناءوط الدار المصرية اللبنانية ص: سورة الملك اآلية سورة الروم اآلية

363 التجارة أو في مجال التطور التقني فالبيئة خطرها يأتي من التلوث والتلوث يسببه اإلنسان تحت ذريعة التطور والتطور منه براء. فالبحر في أصله صاف ونقي ال تشوبه شائبة حيث قال عنه رسول اهلل صلى اهلل 1 عليه وسلم : "هو الطهور ماؤه و الحل ميتته " لكنه صار هو اآلخر ملوثا بفعل اإلنسان تحت ذريعة أن اهلل سخره لينسان واألرض تلوثت وعجزت عن قيامها بدورها جراء ما تعانيه من عبث اإلنسان وفساده وأنانيته وعدم التزامه بشرع اهلل 2 الذي كفل المحافظة على البيئة بتحقيق مقاصده الخمسة. إن األخطار الجسيمة التي تهدد البيئة هي ما دفع العلماء والباحثين والمفكرين والكتاب إلى دق أجراس الخطر عالية حتى ينتبه اإلنسان الهلوع إلى أن الخطر يداهمه وال وجهة له في أرض تغو لت بفعل التصحر وطبقة األوزون على وشك االنفتاق إال باتباع شرع اهلل متمثال في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة. ثالثا :الحلول المقترحة للحد من مخاطر البيئة. لقد اتخذت بعض اإلجراءات الوقائية التي يعتقد أنها تؤدي إلى منع خطر قادم أو مقاومته أو التقليل من حدوثه أو التحذير من اإلقدام عليه وقد كان على 3 رأس اإلجراءات الوقائية الدور اإلعالمي أو ما يعرف " بالثقافة البيئية " كذلك االهتمام بالمشاريع الزراعية والتوسع فيها وذلك من حيث حماية التربة الزراعية من التلوث من المبيدات وخطر اإلنجرافات في التربة جراء العبث في الغابات واألشجار التي تصد الرياح وأيضا تعمير الصحراء واعتماد نبات البردي في معالجة مياه الصرف الصحي كذلك حماية المحميات الطبيعية وصيانة التنوع البيولوجي والعمل على صياغة التشريعات وعقد المؤتمرات الخاصة بحماية البيئة من التلوث. وإذا ما حاولت عرض الحلول أو المعالجات التي قدمت سواء محليا أو دوليا فإن األمر بحاجة إلى مجلدات لكن ما ينبغي اإلشارة إليه هو أن المنظمات الدولية عملت جاهدة على صيانة البيئة بكل أطرها وقنواتها وسخرت العقول البشرية المؤهلة لتنفيذ هذا المشروع الضخم والدقيق والخطير. أال وهو حماية البيئة غير أن العوامل السياسية واألخالقية واالقتصادية حالت دون ذلك لذلك رأيت من خالل هذه الورقة البحثية أن أق د م الحل اإلسالمي لهذه القضية اإلنسانية الكونية. الموطأ ليمام مالك بن أنس دراسة وتحقيق عبد المجيد تركي ط األولى 1994 م دار 1 الغرب اإلسالمي بيروت ص: 55 رقم وهي المحافظة على الدين والعقل والنسل والنفس والمال. 3 ينظر : اإلنسان وتلوث البيئة ص :324 وما بعدها. 362

364 رابعا :الحل اإلسالمي للمحافظة على البيئة. عنى الدين اإلسالمي باإلنسان والحيوان وسائر المخلوقات البرية والبحرية فاإلسالم لم يهمل البيئة منذ اللحظة األولى فالمكان والزمان والطعام والشراب واللباس والعالقات االجتماعية والخدمات على اختالف أنواعها كل هذه األمور عالجها اإلسالم ليحفظ ألتباعه السالمة في الدنيا واآلخرة وهذا ما يؤكده حديث الرسول صلى اهلل عليه وسلم حين قال :" من بات آمنا في سربه معافى في بدنه 1 عنده قوت يومه وليلته فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ".إن التركيز الحقيقي الذي انتهجه الدين اإلسالمي في معالجة كل المشاكل هو التركيز على البناء الفكري والعقدي فصالح البيئة أو فسادها مرهون في اإلنسان نفسه فإن صلح صلحت معه البيئة وإن عاث ودمر وأفسد فسدت معه بيئته مع مالحظة أن أصل النشأة للبيئة األولى كان قد روعي فيه كل ما يحقق سعادة اإلنسان ورفاهيته قال تعالى: { 2 فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف } ولكي نعطي الموضوع قدرا من االهتمام نتوخى فيه الموضوعية رأيت أن أبدأ هذه الجزئية بشواهد من القرآن الكريم. 3 قال تعالى: }ولقد كتبنا في الزبور أن األرض يرثها عبادي الصالحون }. وفي سورة األعراف : }واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في األرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آالء اهلل وال تعثوا في 4 األرض مفسدين }. وفي سورة يونس بي ن اهلل تعالى أن من بين النعم التي من اهلل بها على بني إسرائيل أنه أنزلهم منزال صالحا مرضيا مباركا حيث أورثهم مشارق األرض ومغاربها يقول تعالى :} ولقد بؤنا لبني إسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم من 5 الطيبات فما اختلفوا حتى جاءهم العلم }. ويقول تعالى : { والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبو أنهم من الجنة غرفا تجري 6 من تحتها األنهار خالدين فيها نعم أجر العالمين } وفي سورة يوسف قوله تعالى : 1 { وكذلك مكن ا ليوسف في األرض يتبوأ منها حيث يشاء }. سنن الترمذي لمحمد بن عيسى الترمذي حمص مطابع الفجر الحديث ط 1961 م 1 ص : سورة قريش اآلية سورة األنبياء اآلية اآلية اآلية سورة العكنبوت اآلية

365 وفي قصة موسى عليه السالم وأخيه هارون تأكيد واضح على أن التمكن والتبو أ مشروط بعبادة اهلل تعالى { وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقوكما بمصر بيوتا 2 واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصالة وبشر المؤمنين }. إن المتفحص في معاني هذه اآليات القرآنية ليدرك إدراكا تاما أن البيئة مرتبطة ارتباطا وثيقا باألرض والمكان وذلك متعلق باألفعال التي من أجلها حسنت البيئة أو ساءت وأن التمكن فيها واالستفادة من خيراتها مرهون في جعلها مسجدا لعبادة اهلل تعالى سواء في حالة العبادة أو في حاالت البناء والتشييد أو في حاالت الحرب والقتال فالمسلم يتبو أ من األرض حيث يشاء ألنه معتقد بوجود اهلل تعالى وإرساله للرسل وإنزاله للكتب والشرائع وهو بذلك لم يخلق عبثا ولم يترك ليتصرف في البيئة كيفما يشاء وإنما هو مستخلف فيها بشروط الصالح والتقوى يقول تعالى : }وإذ قال ربك للمالئكة إني جاعل في األرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك فيها الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ماال 3 تعلمون{ ويقول تعالى :}وعد اهلل الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفن هم في األرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني ال يشركون بي شيئا ومن يكفر بعد ذلك 4 فأولئك هم الفاسقون{. من هنا حرص المسلمون األوائل على أن ينهضوا ببيئتهم على خير وجه يمكنهم من حمل األمانة الموكولة إليهم فقد ذكر ابن حزم أنه لم يزل األنصار كلهم وكل من قسم له النبي صلى اهلل عليه وسلم أرضا من فتح بني قريظة ومن أقطعه أرضا من المهاجرين يزرعون ويغرسون لحضرته صلى اهلل عليه وسلم وكذلك كل من أسلم من أهل البحرين وع مان واليمن والطائف فما حض عليه السالم قط على تركه وهذا الخبر عموم كما هو ظاهر لم يخص به غير أهل بالد العرب من 5 أهل بالد العرب وكالمه عليه السالم ال يتناقض. هذا وقد اهتم السابقون من العلماء والمسلمين باألرض اهتماما كبيرا لكون ذلك يتعلق بإصالح بيئتهم فلم يتركوا جانبا من جوانبها إال وأوسعوه بحثا ووصفا وعناية لم تقتصر على األرض فقط بل تعدتها لتربط بينها وبين أخالق الناس اآلية سورة يونس اآلية سورة البقرة اآلية سورة النور اآلية. 55 المحلى ابن حزم ج 2 ص: وينظر :البيئة والبعد اإلسالمي لفؤاد عبداللطيف 5 جامعة فيالدلفيا ط 1 دار الميسر عمان ص:

366 وصفاتهم وألوانهم وسجاياهم وعاداتهم وتقاليدهم وقد بين فؤاد عبدا للطيف في كتابه 1 البيئة والبعد اإلسالمي اهتمام السابقين من المسلمين باألرض بشكل مفصل حيث ذكر قوانينهم التي اعتمدوها في معرفة األرض الصالحة للزراعة واألرض الصالحة للبناء والصالحة للشجر فقط دون الزراعة كذلك تفننهم في األشكال الهندسية في البناء الذي تتوفر فيه كل الشروط الصحية.وقد ذكر اإلمام فخر الدين الرازي في التفسير الكبير منافع األرض وصفاتها في طرح علمي شيق ودقيق من خالل 2 تفسيره لقوله تعالى: }الذي جعل لكم األرض فراشا والسماء بناء { حيث قال 3 :"المسألة الخامسة" في سائر منافع األرض وصفاتها : األولى: األشياء المتولدة فيها من المعادن والنبات والحيوان واآلثار العلوية والسفلية ال يعلم تفاصيلها إال اهلل تعالى. الثانية: أن يتخمر الرطب بها فيحصل التماسك في أبدان المركبات. الثالثة: اختالف بقاع األرض فمنها أرض الرخوة وصلبة ورملية وسبخة وحرة وهي قوله تعالى: }وفي األرض قطع متجاورات{ وقال:} والبلد الطيب يخرج نباته بإذن اهلل والذي خبث ال يخرج إال نكدا }. الرابعة : اختالف ألوانها فأحمر وأبيض وأسود ورمادي اللون وأغبر على ما قال تعالى : { ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود {. الخامسة : انصداعها بالنبات قال تعالى : { واألرض ذات الصدع }. السادسة :كونها خازنة للماء المنزل من السماء وإليه اإلشارة بقوله تعالى { وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في األرض وإنا على ذهاب به لقادرون }. وقوله : { قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين {. السابعة : العيون واألنهار العظام التي فيها وإليها اإلشارة بقوله تعالى : { وجعل فيها رواسي وأنهارا }. الثامنة : ما فيها من المعادن والغازات وإليها اإلشارة بقوله تعالى :}واألرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون { ثم بين بعد ذلك تمام البيان فقال : { وإن من شيء إال عندنا خزائنه وما ننزل إال بقدر معلوم }. التاسعة: الخبء الذي تخرجه األرض من الحب والنوى قال تعالى : { إن اهلل فالق الحب والنوى{ وقال:} يخرج الخبء في السماوات واألرض {. ص : سورة البقرة اآلية 21. طبعة جديدة منقحة دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ج 1 ص :

367 العاشرة : حياتها بعد موتها قال تعالى :}أولم يروا أن ا نسوق الماء إلى األرض الجرز فنخرج به زرعا { وقال: }وآية لهم األرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حب ا فمنه يأكلون{. الحادية عشر : ما عليها من الدواب المختلفة األلوان والصور والخلق وإليه اإلشارة بقوله : { خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في األرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة{. الثانية عشر : ما فيها من النبات المختلف ألوانه وأنواعه ومنافعه وذلك في قوله: }وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج { ومنها قوت البهائم كما قال:} كلوا وارعوا أنعامكم }.... الثالثة عشر :ما فيها من األحجار المختلفة في أشكالها وألوانها وتعدد فوائدها. الرابعة عشر :ما أودع اهلل فيها من المعادن الشريفة كالذهب والفضة.... الخامسة عشر :كثرة ما يوجد على الجبال واألراضي من األشجار التي تصلح للبناء والسقف ثم الحطب وكذلك األنهار العظيمة والصغيرة وهي جميعها تحمل مياها 1 عذبة ذات فوائد متعددة. إذن من الواضح جدا أن األرض تؤثر في ساكنيها من حيث الفهم والدهاء والحكمة والغنى والذل والقناعة والصحة والمرض وأنها تؤثر في تكوينه الفكري واالجتماعي.وما من شك أن المبادئ اإلسالمية والشرائع الربانية قد عالجت قضية البيئة فلم يسمح اإلسالم بأي صورة من الصور أن تبقى األرض خربة أو أن تكون مصدر إزعاج فقد ثبت في الحديث الصحيح قول الرسول صلى اهلل عليه وسلم : " ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طائر أو إنسان أو بهيمة إال 2 كان له به صدقة " ويقول صلى اهلل عليه وسلم " من أحيا أرضا ميتة فهي له 3 ولعقبه " وبذلك يكون الغرس والزرع طريقا لرضا اهلل عز وجل ونيل ثوابه في الدنيا واآلخرة وعلى العكس من ذلك يكون الفساد والعصيان وفعل الشر سببا لغضب اهلل وعقابه في الدنيا واآلخرة. ويجب أن ال نتردد أبدا إذا قلنا : أن الدين اإلسالمي يمنع ويجرم كل االنتهاكات والتدمير الواضح للحياة البشرية من خالل دليل االستقراء التام ألصول الشريعة وفروعها كما جزم بذلك اإلمام الشاطبي في قوله :"على أن الشريعة 1 التفسير الكبير لفخر الدين الرازي ج 1 ص : صحيح البخاري كتاب الحرث والمزارعة باب فضل الزرع والغرس إذا أكل منه رقم 2 الحديث ج 3 ص : 208 رقم الحديث شرح السنة البغوي المكتب اإلسالمي بيروت لبنان ج 6 ص :

368 وضعت للمحافظة على الضروريات الخمس وهي : الدين والنفس والنسل والمال والعقل وعلمها عند األمة كالضروري ولم يثبت لنا ذلك بدليل معين وال شهد لنا أصل معين يمتاز برجوعها إليه بل علمت مالءمتها للشريعة بمجموعة أدلة ال 1 تنحصر في باب واحد " وقد سبق لذلك التقعيد العام اإلمام الغزالي عندما قال:" وتحريم تفويت هذه األصول الخمسة يستحيل أن ال تشتمل عليه ملة وال شريعة أريد بها إصالح الخلق. وقد علم بالضرورة كونها مقصودة للشرع ال بدليل واحد وأصل 2 معين بل بأدلة خارجة عن الحصر" فالمقصود الشرعي من الخطاب الديني كما يقول اإلمام الش اطبي: " تفهيم ما لهم وما عليهم. مما هو مصلحة لهم في دنياهم 3 وأخراهم " وبالتالي نخلص بأن المحافظة على البيئة من األخطار المهددة من ضمن مقاصد الشريعة الموائمة لحفظ الكليات الخمسة والمكملة لضرورة حفظ األنفس مما ينتهك وجودها بالتدمير والقتل البطيء والنصوص دالة بصريحها ومفهومها على هذا األصل. من ذلك قوله تعالى: }وال تفسدوا في األرض بعد 4 إصالحها{ فالمقصود في النهي عموم الفساد المانع من تعميرها وإصالحها وحفظ البيئة من المتغيرات المناخية داخل في هذا العموم يؤيده ما ذكره الطبري عن السدي في تفسير قوله تعالى:} وإذا تولى سعى في األرض ليهلك الحرث والنسل 5 واهلل ال يحب الفساد{ " بأن الذي نزلت فيه هذه اآلية إنما نزلت في قتلة ح م را لقوم من المسلمين وإحراقه زرعا لهم وذلك وإن كان جائزا أن يكون كذلك فغير فاسد أن تكون اآلية نزلت فيه والمراد بها كل من سلك سبيله في قتل كل ما قتل من الحيوان الذي ال يحل قتله بحال والذي يحل قتله في بعض األحوال إذا قتله بغير حق بل ذلك كذلك عندي ألن اهلل تبارك وتعالى لم يخصص من ذلك شيئا دون شيء بل 6 عم ه ويدخل في هذا التعميم بصفة أساسية اإلفساد البيئي. ولو تتبعنا أنواع الفساد وأساليبه التي ذمها اهلل في القرآن الكريم لوجدناها 7 موجودة في أمور منها : أوال :الشرك باهلل والتولي عم ا قررته الشرائع السماوية من المبادئ واألخالق والتصورات وتعتبر الشريعة اإلسالمية هذا العنصر من أخطر عناصر اإلفساد الموافقات ألبي إسحاق الشاطبي سنة الطبع 2006 م 1421 ه دار الحديث القاهرة المستصفى للغزالي "ط" 2 دارالكتب العلمية بيروت لبنان ج الموافقات للشاطبي سورة األعراف : من اآلية سورة البقرة : اآلية تفسير الطبري البيئة والبعد اإلسالمي ص :

369 البيئي لكون المشرك باهلل أو الكافر ال يقر وال يعترف بمهندس الكون الذي أوجد فيه كل أسباب السعادة لينسان إذا ما اتبع أوامره واجتنب نواهيه. فالكفر والشرك والتولي واد عاء الملك كل ذلك من المفسدات البيئية و يندرج ضمن أخطر الملو ثات التي يجب القضاء عليها ومحاربتها بال هوادة وال تقاعس ألنها 1 جميعا تجلب الظلم وقد أكد الرازي في تفسيره حقيقة ذلك. ثانيا : عدم دفع الناس بعضهم بعضا وترك األمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا ما يؤكده رب العزة في قوله تعالى : }ولولى دفع اهلل الناس بعضهم ببعض 2 لفسدت األرض ولكن اهلل ذو فضل على العالمين }. ثالثا : اللهو والهوى واألصل في هذين األمرين ماجاء في القرآن الكريم في أوائل سورة لقمان من قوله تعالى : { ومن يشري نفسه لهو الحديث ليضل عن سبيل اهلل 3 بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين } وفي سورة ص : { وال تتبع الهوى فيضلك عن سبيل اهلل إن الذين يضلون عن سبيل اهلل لهم عذاب شديد بما نسوا 4 يوم الحساب } وغيره كثير في القرآن الكريم وهو يدل على أن إتباع اللهو مدعاة للفشل في الحياة برمتها وهذا مفسدة للبيئة اإلنسانية فال استقرار خلقي ونفسي للمجتمعات تحت وطأة األفالم الخليعة التي ال تتورع عن اإلسفاف واالنحطاط وما يتبعه من مجون وخمور ومخدرات وما آلت إليه اليوم من مسميات وتركيبات عصرية جديدة فال نهضة وال حياة كريمة لينسان إال في االلتزام بشر ع اهلل ألن األمراض النفسية تعد من أخطر اآلفات البيئية التي تعصف باألسرة والمجتمع. 5 رابعا :المحافظة على الثروة المائية يقول تعالى:}وجعلنا من الماء كل شيء حي{ ولذلك نهانا الرسول صلى اهلل عليه وسلم على إفساد الماء العذب وعدم استعمال المياه الملوثة في إزالة النجاسة وذلك من منطلق حرص اإلسالم على اإلنسان في طعامه وشرابه ونفسه واطمئنانه فقال صلى اهلل عليه وسلم : " إذا شرب أحدكم فال يتنفس في اإلناء وإذا أتى الخالء فال يمس ذكره بيمينه وال يتمسح 6 بيمينه " وهناك أحكام كثيرة تتعلق بالمياه ال يتسع المجال لسردها. التفسير الكبير ج 13 ص :121 2 سورة البقرة اآلية : اآلية: 5 4 اآلية: 25 5 سورة األنبياء اآلية : 30 رواه البخاري كتاب األشربة باب النهي عن التنفس في اإلناء ج 3 ص :62 رقم الحديث :

370 خامسا :الهواء الجوي أو ما يعرف علميا باألكسجين قال تعالى:} وأرسلنا الرياح 1 لواقح{ وال شك في أن المحافظة على النسب الطبيعية المكونة للهواء أمر ضروري لصحة اإلنسان والحيوان والنبات وأن وجود أي من الملوثات التي تؤثر على السالمة العامة هو من أخطر األمور التي يمكن أن يواجهها اإلنسان وال يخفى على أحد ما تعانيه البيئة اليوم بسبب تلوث الجو وما يسببه من تأثيرات على حياة الكائنات الحية قاطبة. إن كل تلك المخاطر التي ذكرتها وغيرها كثير عالجها اإلسالم بمنهجه القويم ورؤيته الشاملة لكل جوانب الحياة اإلنسانية وما على المسلم إال الرجوع إلى القرآن الكريم وسنة معلم اإلنسانية القولية والفعلية والتقريرية وسيرة سلف األمة فال يصلح أمر هذه األمة ويستقيم إال بما صلح به أولها لذلك يجدر بالفقهاء المعاصرين توضيح معالم مقصد الشريعة اإلسالمية في المحافظة على البيئة اإلنسانية من االختالل وذلك باالستدالل والتأصيل الفقهي لحفظ البيئة من جهة الوجود ومن جهة العدم ومن خالل استقرائي وتتبعي لموضوع البيئة أرى أن جعل هذا المقصد من ضمن الكليات الكبرى بات من الضروريات المعاصرة نتيجة لحجم الهالك والدمار والفوات الديني المترتب على تضييع هذا المقصد البيئي الذي ال ينفك عن مصالحه أحد. وال يفلت من أضراره أحد فالعمل على منع الغازات السامة وإغالق المصانع المخالفة لكل المواصفات والمعايير المنصوص عليها في القوانين الداخلية والدولية صار من القضايا الرئيسة في هذا الحفظ كما يجب على الفقهاء التوعية والتوجيه الديني بضرورة حماية الماء والهواء والتربة من أي تلوث يهدد سالمة اإلنسان في الحياة وعلى الدعاة دور كبير في تشجيع المجتمع على بدائل الطاقة الصديقة للبيئة وإرشاد الناس إلى االعتدال في االستهالك ومنع السرف في الموارد البيئية وتجريم وتعزير المخالفين ومقاضاتهم. ولنا في سلف علماء اإلسالم القدوة الحسنة فقد تفضلوا علينا بالتقعيد األصولي لهذه البادرة الفقهية عندما قدروا المقاصد بالنوع الموضوعي دون التحديد العددي ومع وجود التداخل النسبي بينها إال أن تلك المبادرات المقاصدية أعطتها 2 أهمية وحضورا في الخطاب الديني على حد تعبير الدكتور مسفر بن علي القحطاني كما فعل ابن فرحون في المقاصد الضرورية بتقسيمها إلى أقسام :ما شرع من العبادات لتحقيق العبودية أو لبقاء اإلنسان أو لتحصيل المبادالت أو لمكارم سورة الحجرات اآلية رقم 22 أستاذ الدراسات اإلسالمية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ورقة بحثية في المؤتمر الدولي 2 الثاني حول الحق في بيئة سليمة استضافة جامعة أريس بيروت لبنان

371 األخالق وقد أضاف بعض المعاصرين )كابن عاشور وجمال الدين عطية وعز 1 الدين بن زغيبة وغيرهم( جملة من المقاصد مثل: العدل والمساواة والحرية والحقوق االجتماعية واالقتصادية والسياسية وأوصلها بعضهم إلى أربعة وعشرين ويبدو واضحا أن المقصد ليس الذكر وبيان األهمية فقط بل يكمن العمل الرائد من خالل التطبيقات العملية في ترتيل العمل بهذا المقصد على ميادين الحياة وربط العمل به مع تلك المستجدات والنوازل والمقصد البيئي يعج باألحكام التي تنتظر الفقهاء للحكم فيها والفصل في بيان العمل الراشد لحفظها وتوعية الناس بواجباتها وحقوقها. وبهذا نخلص إلى أن المخاطر البيئية ال تكمن أسبابها في العوامل الطبيعية فقط كالبراكين والزالزل والفيضانات واألعاصير المدمرة والريح العاتية واإلشعاعات المتسربة والتي كثيرا ما يكون سلوك سببا فيها وإنما هناك مخاطر غير طبيعية تحدث بسبب تصرفات اإلنسان بدء من البصق على األرض ومرورا بقطع الشجر إلى صناعة األسلحة الكيميائية المحرمة دوليا من حيث الجانب النظري أما العملي فالواقع أنه يحلونه عاما ويحرمونه عاما...!!.إن الرؤية التي حاولت أن أقدمها في هذه الورقات المتواضعة هي في واقع األمر دفاع مشروع عن الدين اإلسالمي وسماحته وعظمته وإنسانيته وجميع ما اشتملت عليه النظرة الصحيحة والسليمة لهذا الدين للحياة فالدين اإلسالمي بما يتضمنه من مبادئ سامية مؤهل وبقوة ألن يعالج كل األزمات التي تعاني منها اإلنسانية ولعل من أبرز تلك األزمات والمشكالت ما يعرف اليوم بالمخاطر البيئية التي تعصف بالحياة اإلنسانية برمتها فقد حاولت أن أبرز بعض النصوص القرآنية واألحاديث النبوية التي تحدد مسارات اإلنسان المسلم وطريقة تعامله مع المحيط الخارجي له حيث أن اآليات القرآنية واألحاديث النبوية التي ذكرت في الورقة البحثية يفهم من ظاهرها وتأويلها الحسن إضافة لما تتضمنه من أوامر أو نواه أن الدين اإلسالمي مهتم بالبيئة التي يعيش فيها اإلنسان سواء بيئته األولى وهي مرحلة الحمل في بطن األم أو بيئته بعد الوالدة وما ينبغي أن يحضا به من اهتمام من قبل الوالدين كالحرص على األكل الحالل وعدم اإلسراف والحرص على التربية السليمة ومساعدته على أن يحي حياة طيبة حتى ينشأ جيل طيب من نسل طيب فالشجرة الطيبة ال تثمر إل ا طيبا. إن كل ما يمكن أن نعدده ونسميه وفق تعريفاتنا اللغوية المختلفة حول مفهوم المخاطر البيئية سنجد أن اإلنسان يلعب دورا مباشرا أو غير مباشر فيه لذلك كان 1 نحو تفصيل مقاصد الشريعة د. جمال الدين عطية ص :

372 الخطاب القرآني وسنة الرسول صلى اهلل عليه وسلم موجهان لينسان الذي ميزه اهلل تعالى بالعقل ولذلك ركز الدين اإلسالمي بشكل كبير على قيمة السلوك اإلنساني وأهميته للحياة برمتها ولعل كثيرا من المفكرين والباحثين يتفقون معي في أن أزمة البيئة لها عالقة كبيرة بأزمة األخالق التي يعيشها العالم على مختلف تنوعاته وعلى مستوى مكو ناته الرسمية وغير الرسمية. إن اهتمام الدين اإلسالمي بقيمة التربية ووضعه لألسس المتينة لتلك القيمة هو ما يعرف اليوم عند علماء الطب والحكماء "الوقاية خير من العالج " فاإلنسان في منظور اإلسالم هو محور الحياة وعمودها الفقري فكان منهج اإلسالم الوسطي جامع مانع في معالجة أزمة ومشكلة البيئة حتى لو ذهبنا بعيدا وتحدثنا عن األعاصير المدمرة لوجدنا أن القرآن قد أخبرنا عن عقوبات إلهية في أزمان غابرة كالريح التي أرسلها اهلل تعالى إلى قوم عاد وثمود الذين أهلكوا بالطاغية وما حدث لفرعون الذي أفسد في األرض فرحمة اهلل قريب من المحسنين المتقين الذين يقفون عند حدود اهلل فال يتعدونها وال يقربونها وال يعرف الظلم طريقا إليهم فال ينتقمون إال هلل وال يكرهون إال هلل فحياتهم كلها هلل ال يظلمون وال يظلمون ال يفسدون في األرض ولو بمثقال ذرة }فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره 1 ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره }. اهلل الموفق قائمة المصادر والمرجع 1 القرآن الكريم مصحف ليبيا برواية قالون عن نافع المدني. 2 التفسير الكبير للرازي طبعة جديدة منقحة دار الفكر للنشر والتوزيع. 3 تفسير الطبري 4 الموطأ ليمام مالك دراسة وتحقيق عبدا لمجيد تركي )ط( األولى 1994 م دار الغرب اإلسالمي بيروت. 5 سنن الترمذي حمص مطابع الفجر الحديث )ط( األولى 1961 م. 6 شرح السنة ليمام البغوي المكتب اإلسالمي بيروت لبنان. 1 صحيح البخاري عناية محمد فؤاد عبدا لباقي )ط( األولى 1423 ه 2003 م مكتبة الصفا. 8 اإلسالم والبيئة لمحمد مرسي محمد الرياض أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية 1420 ه 1999 م. 9 اإلنسان وتلوث البيئة لمحمد السيد أرناءوط الدار المصرية اللبنانية. 10 البيئة والبعد اإلسالمي لفؤاد عبد اللطيف جامعة فيالدلفيا )ط( األولى دار الميسر عمان. 371 سورة الزلزلة اآلية

373 11 البيئة والحفاظ عليها من منظور إسالمي إعداد.أ.د.محمد بن يحي بن حسن النجيمي ورقة بحثية مقدمة للمشاركة في الدورة التاسعة عشر للمجمع الفقهي اإلسالمي الدولي دولة اإلمارات الشارقة. 12 التلوث البيئي لمحمد عياد مقيلي )ط( األولى 2002 م دار شموع الثقافة الزاوية ليبيا. 13 الصحاح للجوهري. 14 المجمع الوجيز مجمع اللغة العربية القاهرة 1990 م. 15 المحلى البن حزم. 16 المستصفى ليمام الغزالي )ط(الثانية دار الكتب العلمية بيروت لبنان. 11 المعجم الوسيط عناية إبراهيم مصطفى وآخرون المكتبة اإلسالمية استانبول تركيا. 18 المنجد في اللغة واإلعالم دار المشرق بيروت )ط( السبعة والعشرون. 19 الموافقات للش اطبي سنة الطبع 2006 م 1421 ه دار الحديث القاهرة. 20 لسان العرب البن منظور طبعة جديدة أمين محمد عبد الوهاب محمد الصادق العبيدي. 21 نحو تفصيل مقاصد الشريعة للدكتور جمال الدين عطية. 372

374 )0( قبس من حياة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور د. نجمة خليفة عطية جامعة الزيتونة/كلية اللغات عم ر ابن عاشور في هذه الحياة قرابة قرن من الزمان أنفق فيه أخصب سني عمره كوالده ابن عاشور "ال يفارق الدرس وال الجماعة وليس له في سوق المطامع )2( الدنيوية بضاعة". غير أنه ليس من أغراض هذا البحث أن أعرض فيه حياة اإلمام محمد الطاهر ابن عاشور بالدراسة والتحليل فقد سبقني إلى ذلك الدكتور بلقاسم الغالي في كتابة )شيخ الجامع األعظم( وغيره كثير من الباحثين الذين تعرضوا لمنهجه وإصالحاته وجهوده البالغية ومحققي مؤلفاته ولكنني سعيت في هذه الوريقة البحثية إلى أن أجمع المعلومات مما هو متناثر بين األسطر في ثنايا الكتب واستقصى الحقائق بغية تعميم الفائدة و تقديم الزيادة و االستفاضة عن حياة ابن عاشور و استكمال النقص و المبتور عن حياة مفتي الديار التونسية و قاض من قضاتها شهد له علماء عصره بالتفرد. 0- نسبه وأسرته: حسبي من القول أن عبد الملك ابن عاشور قد قال وهو يذكر نسب أخيه الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور: " موالنا اإلمام العال مة المقدس المبرور شيخ الجماعة مفخرة العصر صاحب التآليف القيمة الجليلة وفي مقدمتها تفسير القرآن الذي سم اه )التحرير والتنوير( تغمده اهلل بواسع رحمته صاحب الفضيلة الشيخ سيدي محمد الطاهر الثاني ابن الشيخ سيدي محمد ابن العالمة المفتي نقيب اإلشراف الشيخ سيدي محمد الطاهر األول ابن الشيخ سيدي محمد ابن الشيخ سيدي محمد الشاذلي ابن العالم الصالح الشيخ سيدي عبد القادر ا ب ن الع ال م الزا ه د ال ول ي الص ال ح الش ي خ س يد ي محمد )بفتح الميم( ا ب ن ع اش ور و ه و م ن أش راف ا أل ن دلس ق د م إل ى ت و نس س نة أل ف وستين هجرية ميالدية واستقر بها عند عودته من الحج وله من العمر أ نداك ثال ث و ن س نة ول د بمد ي ن ة س ال م ن المغ رب ا ألقص ى س نة أل ف و ثال ث ي ن هجرية )3( 1620 ميالدية. حيث استقر أهله عندما خرجوا من بالد األندلس فارين بدينهم بعد.)4( احتاللها من طرف اإلسبان" من النص السابق يتضح لنا أن اإلمام الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور ينحدر نسبه إلى الجد محمد ابن عاشور الذي ارتحل من بالد األندلس إلى تونس بعد احتالل 373

375 اإلسبان لها "وقد أنجبت هذه األسرة مشايخ أعالما كالشيخ أحمد ابن عاشور المتوفي سنة 1839 والشيخ محمد ابن عاشور المتوفى سنة 1849 وجد الفقيد وسميه الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور المتوفى سنة 1868 وابن الفقيد الشيخ محمد )5( الفاضل ابن عاشور المتوفى سنة 1910". وجده لألم الشيخ محمد العزيز بوعتور ) ه( "من بين أصيل في العروبة راسخ في التربية اإلسالمية هو بيت الشيخ عبد الكافي من ساللة الخليفة )6( الثالث عثمان بن عفان". حفظ القرآن والتحق بجامع الزيتونة فأخذ عن أعالم مشهورين أسرار السجنة وآداب الشريعة منهم الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور )1( األول وأخيه المشهور ب ح مدة وأحمد عاشور من األسرة العاشورية. أما جد ه ألبيه الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور من "بيت شرف وعلم )8( وصالح من األسرة األندلسية". واله محمد الصادق باشا خطة الفتيا فصدرت عنه فتاو كان لها األثر العظيم ف ي أرج اء المملك ة ث م أس ندت إل ي ه ن ق ا ب ة ا ألش راف والحس بة عل ى ا أل وق اف الخ ير ي ة )9( والنظارة على بيت المال وسمي عضوا بمجلس شورى الملك. وقد "اختصت أفراد األسرة العاشورية في األنشطة العلمية والدينية من تدريس وإشراف على زاوية جد هم سيدي محمد )المعروفة باسم صديقه علي الزواوي( وزاوية سيدي داود السالوي في ضاحية قرطاج وزاوية سيدي )10( المصطاري المكناسي". أما الشيخ الطاهر ابن عاشور فقد حظ ي بعناية فائقة منذ والدته بتونس سنة ) 1296 ه/ 1819 م( من والده محمد ت ) 1920 م( وجد ه لألم الوزير بوعتور ت ) 1901 م( فقد تعل م القرآن في سنة 1885 م ثم تلقى الدروس بمسجد مجاور لدار جده بنهج الباشا ثم التحق بجامع الزيتونة في سنة 1392 م لمواصلة تعليمه على أساتذة من كبار علماء الزيتونة إلى أن تحصل على شهادة التطويع بنظامها الجديد )مقال ودرس وأسئلة( في سنة 1899 فانخرط في سلك م درسي جامع الزيتونة من الطبقة الثانية في سنة ) 1903 م( ثم ارتقى إلى درجة مدرس من الطبقة العليا في سنة 1905 م. كما تولى التدريس بالمدرسة الصادقية من سنة عدا مدة قيامه بالقضاء )1913/ 1923( إل ى أ ن ن اب ع ن ه ا ب ن ه الش ي خ ال ف اض ل ا ب ن ع اش ور )11( بناء على طلب من المدرسة. وأسندت إلى الشيخ الطاهر ابن عاشور مناصب عدة وك لف بمهام كثيرة إلى جانب دعوته إلى اإلصالح االجتماعي والتعليمي وانشغاله بالتأليف وكتابه أبحاث ومقاالت وفتاو وتفاسير تنشر دوريا في المجالت والصحف إذ كان "لألستاذ فصاحة منطق وب را ع ة ب ي ا ن و يض يف إل ى غ زارة العل م وق وة ال نظ ر. )12( صفاء الذوق وسعة االط الع في آداب اللغة" 374

376 4- األلقاب التي فاز بها: تقلد ابن عاشور في مسيرة حياته العلمية عديد المناصب العلمية واإلدارية التي أسهم من خاللها بدور مهم من أجل الوفاء بدعوته اإلصالحية والنهوض بالتعليم في بالده وكانت على النحو اآلتي:- - س مي مدرسا بالمدرسة الصادقية مع بقائه مدرسا بالجامع األعظم وذلك في سنة 1321 ه. - وفي سنة 1325 ه س مي نائبا عن الدولة لدى نظارة جامع الزيتونة وحرصا منه على ضرورة إصالح التعليم وذلك بإدخال نظم جديدة وتعديل السابق منها حرر الئحة بهذا الشأن وعرضها على الحكومة فتمكن من تنفيذ شيء منها وت رك الباقي إلى فرص أخرى حسب الظروف لتكون أول أعماله. وأدرك ا ب ن ع اش ور أ ن نص ف العم ل ا إلص الح ي يكم ن ف ي الم واد الدراس ية فأكثر من دروس الصرف وأدب اللغة في مراتب التعليم الثالث بعد أن غ ل ب عليها )13( النحو والمعاني والبيان كما شرع في تدريس حماسه أبي تمام بنفسه. - نتيجة ألعماله السالف ذكرها س مي عضوا في لجنة تنقيح برامج التعليم في سنة 1908/1329 فكتب تقريره عن حالة التعليم اعتمادا على الئحته المشار إليها آنفا. وفي السنة نفسها س مي عضوا بالمجلس المختلط العقاري وذلك عندما ق د م الئحة في إيجاد تعليم ابتدائي منظم في خمس مدن من مدن المملكة آنذاك وهي : القيروان وسوسة وصفاقس وتوزر وقفصه. - س مي ابن عاشور قاضيا مالكيا للجماعة في سنة 1913/1331 حيث أ سندت إليه خطة القضاء المالكي بعاصمة تونس وبموجب ذلك دخل في هيئة ال نظ ارة العلم ي ة ال ت ي ت د ير ش ئ و ن ج ام ع الز ي ت و ن ة وق د ر و ي ع ن بع ض أ ع زة أصحابه يهنئه بخطة القضاء: )14( في الناس من ألقى قالدتها خلف فحر م ما ابتغى وأباحا. - أم ا في سنة 1923/1341 س مي مفتيا مالكيا بالديار التونسية )نائبا عن الشيخ باش مفتي( و و ك ل إل ي ه م ب اش رة ال ق ي ا م ب وظ ا ئ ف ه الش ر ع ية والعلم ي ة و ع اد إل ى )15( التدريس بالمدرسة الصادقية وجامع الزيتونة. - ومن نائب عن الشيخ باش مفتي ارتقى ابن عاشور "إلى رتبة باش مفتي باألصالة أي صار رئيسا للمجلس الشرعي المالكي وتلك الخطة تخوله أيضا أ ن يكون أحد رئيسي المعهد الزيتوني واستمر على إقراء دروسه في مواقيتها مع أن )16( خطته تخوله االنقطاع عن التدريس إذ لم يبق معها في صف المدرسين". 375

377 أ) وفي جمادي األولى من سنة 1932/1351 صدر األمر الملكي بتلقيب ابن عاشور )شيخ اإلسالم المالكي( أسوة بزميله )شيخ اإلسالم الحنفي(. - كذلك لقب ب ( شيخ الجامع األعظم( في السنة نفسها بناء على األمر الملكي الذي صدر بتعيين رئيس يتولى شئون التعليم في جامع الزيتونة وقد أسندت هذه )11( الرئاسة إلى ابن عاشور وتم االحتفال "بواليته شيخا للجامع يوم السبت 25 جمادي ا أل ول ى م ن هذه الس نة ف ي محمل علم ي جل يل وأل ق ى ف ي ه ا ألس ت اذ خط ب ة بس ط ف يه ا ال ق ول على أحوال الجامع وبين مبدأه في إصالحه ونقلت هذه الخطبة البليغة الصحف )18( التونسية". فرح ا وا ب ته اج ا بعد أ ن ص رح ل ه أم ي ر ال بالد ب ا ع تم اده عل ي ه ف ي إصالح التعليم بجامع الزيتونة والرقي به. - وفي سنة 1956 س مي عميدا للجامعة الزيتونية بعد )19( أن اعتزل هذا المنصب خالل سنة وال يفوتني أن أنوه إلى أن الشيخ محمد عبده إمام األزهر كان قد سماه "منذ ريعان شبابه في أوائل القرن العشرين )سفير الدعوة( يعني اإلصالحية في الجامعة )20( الزيتونة". وأن الشيخ الطاهر ابن عاشور أول من فاز بالجائزة التقديرية للرئيس الحبيب )21( بورقيبة في سنة ول م ت أت ك ل تل ك ال تس م ي ات وا ألل ق اب م ن ف را غ وإ نم ا كانت بعد كفاح طويل وسنوات من العمل الجاد والجهد المضنى. قال عن نفسه في الكلمة التي ألقاها يوم إسناده جائزة الرئيس بورقيبة: ( وال آنس برفقة وال حديث بمسامرة األساتيذ ومن اإلخوان في دقائق العلم ودقائق األدب والحبب إلي شيء م اح ب بت إل ي الخل وة إل ى ك ت اب وال قرط اس م ت نك ب ا ك ل م ا يج ر ي م ن مش ا غل تك ال يف الحياة الخاصة وال أعباء األمانات العامة التي ح ملتها فاح ت ملتها في القضاء وإدارة ال تعل ي م ح الت ب ي ن ي و ب ي ن أ نس ى ف ي در وس تض يء م نه ا ب ر وق ال بح ث ال ذك ي وال فه م الصائب بيني وبين أبنائي الذين ما كانوا إال قر ة عين وعدة فخر ومنهم اليوم علماء بارزون أو في مطالعة تحارير أخلص فيها نجيا إلى الماضي من العلماء واألدباء الذ ي ن خل ف وا ل ن ا آ ث ار ه م الجل يل ة م ي اد ي ن فس يحة ركض ن ا ف يه ا ا ألفه ا م وا ألق ال م ومرام ي بعيدة سددنا إليها صائب المهام. فالحمد هلل الذي بؤانا بين الماضي من أسالفنا واآلتين من أخالفنا منزلة من تلقى األمانة فأد اها وأوتي النعمة فشكرها و )22( وفاها. 3- مكانته العلمية: ) شهادات المقر بين والمؤرخين وأصحاب التراجم: - قال الشيخ محمد الخضر حسين وهو زميل دراسة ومن أصدقائه المقر بين: "انعقدت بيني وبينه سنة 1311 صداقة بلغ ت ف ي ص ف ا ئه ا وم ت ا ن ته ا الغ ا ي ة ال ت ي ل يس بعدها غاية وصداقة بهذه المنزلة تقتضي أن نلتقي كثيرا وأن يكون كل من ا يعرف 376

378 من سريرة صاحبه ما يعرف من سريرته فكنت أرى لسانا لهجته الصدق وسريرة ن ق ية م ن كل خ اطر س يء و هم ة طم اح ة إل ى المع ال ي وج دا ف ي العم ل ال يمس ه كل ل ومحافظة على واجبات الدين وآدابه وباإلجمال ليس إعجابي بوضاءة أخالقه )23( وسماحة آدابه بأقل من إعجابي بعبقريته في العلم. وفي فصاحة لسانه وبراعته قال: " لألستاذ فصاحة منطق وبراعة بيان ويضيف إلى غزارة العلم وقوة النظر صفاء الذوق وسعة االطالع في آداب )24( اللغة". - نعته تلميذه عبد الحميد بن باديس بأنه ثاني الرجلين اللذين يشار إليهما بالرسوخ في العلم والتحقيق في النظر والسمو في التفكير فقال:" عرفت هذا األستاذ )الطاهر ابن عاشور( ف ي ج ام ع الز ي ت و ن ة و ه و ث ا ن ي ال رجل ي ن الل ذ ي ن يش ار إليهما بالرسوخ في العلم وللتحقيق في النظر والسمو واالتساع في التفكير. أولهما العالمة األستاذ شيخنا محمد النخلي القيرواني - رحمه اهلل وثانيهما األستاذ )25( شيخنا الطاهر ابن عاشور". - كذلك نعته خير الدين الزركلي بأنه "نجيب أشراف تونس وكبير )26( علمائها". - وعر فه صاحب معجم المفسرين بأنه "رئيس المفتين المالكين وشيخ جامع )21( الزيتونة وفروعه". وجاء في كلمة أ لقيت بمناسبة احتفال حول الشيخ ابن عاشور أقيم بالكلية الزيتونية في ديسمبر 1985:"... إنه موهبة فذة له ذاكرة قوية نادرة تدل على سعة االطالع وتعمق في الدرس والبحث وله بديهة حاضرة عجيبة مع حدة ذهن وعمق )28( في التفكير وغزارة في العلم وذالقة في اللسان وحالوة في التعبير". - وعد ه محمود شمام خاتمة المفسرين في العصر الحديث إذ قال: " الشيخ اإلمام شيخ اإلسالم محمد الطاهر ابن عاشور خاتمة المفسرين وإمام العلماء )29( والمجتهدين في العصر الحديث". - والشيخ الطاهر ابن عاشور في ترجمة محمد محفوظ هو " اإلمام الضليع )30( في العلوم الشرعية واللغوية واألدبية والتاريخية". - وأبلغ األقوال وأدقها قول محمد الطاهر الميساوي في تقديمه لكتاب مقاصد الشريعة اإلسالمية البن عاشور إذ جمع شخصيته في قوله: "ومن ثم فال غرابة أن جاءت هذه السيرة وارفة األفنان متنوعة العطاء دانية القطوف وكأنما أنت في حضرة مجمع من العلماء ضم في صعيد واحد: اللغوي واألديب والمفسر والمحدث واألصول والفقيه والمقري والمؤرخ والفيلسوف والمنطقي بل وحتى )31( العالم بأمور الطب...". 377

379 ولم يقتصر األمر على النثر فحسب بل أ رسلت إليه التقاريظ والتهاني الشعرية ومدحه األصدقاء والتالميذ فقد أرسل إليه صديقه محمد الخضر حسين تهنئة بمناسبة واليته القضاء يذكر فيها بما عرفه عنه من حرصه على إصالح القضاء والتعليم قال فيها: أنسى و ال أنسى إخاءك إذ رمى أسلو وال أسلو عالك ولو أتت فلم نكن كالفرقدين تقارنا 378 صرف الليالي بالنوى أشباحا لبنان تهدي نرجسا وأقاحا )32( والصفو يمأل بيننا أقداحا. وقرضه تلميذه الشيخ علي النيفر عندما أهداه ابن عاشور نسخة من كتاب ( مقاصد الشريعة( بقصيدة بليغة منها: حكم الشرع شرع طه المنيف تتهادى كغادة ذات دل تسبتى كل من رآها بحسن كان جم منها إذا حاول المر اليرى نوره سوى ذو حصاة وسواه يلوح منتشر الشم لم يزاال كذلك شأنهما حت ضم شمليها بسفر عجيب ذلك الطاهر الهمام ابن عاش دام في غبطة ورفعة شأن ***** برزت من أكنة وسجوف غنيت عن أساور وشنوف عبقري ومنطق مرصوف ء دنوا منه غدا ذا صروف نافذ طرفها ورأى حصيف ل بشتى مناهج التأليف ى استتماجمعا بوضع شريف محكم النسج مبدع التفويف ور إمام التحرير والتصنيف حلف رعي من الخبيراللطيف ومثله في حاشية ابن عاشور على التنقيح التي سماها )بالتوضيح والتصحيح( فقال: وكم لك يا ابن عاشور أياد فيا متدارسي التنقيح هاكم فليل مشاكل التنقيح ولي أال هلل من صنع جميل ولكن النطيق لهن حصرا كؤوس تهانئ صفوا وبشرا وأولى بينها التوضيح فخرا تركت به عدوك مكفهرا ولما تولى الشيخ ابن عاشور مشيخة الجامع وفروعه أنشده علي النيفر قصيدة ببستانه بالمرسى مهنئا له وذكر الشيخ النيفر أن شيخه ابن عاشور اهتز لها وقال: " إني افتخر بها وبقائلها" ولضيق المقام لسردها كاملة اخترت منها هذه األبيات: ياخطة شرفت وعز ت مظهرا حظيت بنسبتها له من بعد ما سيزينها بخالله ويصونها ويسوس أمر العلم منه بحكمة ويحقق اآلمال فيها وأنني فلذا قد ابتهجت به األخباروال قدموا زرافات ووحدانا سرا يتأهبون إلى الخطابة بالثناء زفت إلى كفء بزي عروب حنت له دهرا حنين النيب بفعالة عن شائنات عيوب فيها رضاء الرب والمربوب ألعيذ آمله من التخييب أخيار من ناء وكل قريب عا يهرعون لحفلة التنصيب )33( عليك أو لسماع قول خطيب.

380 ب) 4102 ومما قيل في اإلمام ابن عاشور أيضا : وقنعت األكمام فيه أزاهره تدفق بالعرفان فاخض ر عوده يرتل آي الحمد في الدوح طائره تجلت به الزهر المالئك وانبرى فأوقده الشهم ابن عاشور طاهره لقد كان نور العلم فيها لينطفئ )34( ) ابن عاشور وجامع الزيتونة : عرفت الز ي ت و ن ة ا ب ن ع اش ور تلم ي ذا ذك ي ا ن ا به ا ف ي س نة )1892( ثم مدرسا مصلحا من الطبقة الثانية في سنة )1903( فمدرسا من الطبقة العليا في سنة )1905( حيث قام بتدريس دالئل اإلعجاز للجرجاني والشرح المطول للتفتزاني وشرح المحلى لجمع الجوامع ومقدمة ابن خلدون جميعها من الكتب العالية في جامع الزيتونة وأخيرا شرع في تدريس تفسير القرآن الكريم وموطأ اإلمام مالك 379 )35( )39( وديوان الحماسة وتعدج من مصادره في )التحرير والتنوير(. ثم شيخا للجامع األعظم لمرتين األولى كانت في سنة 1932 والثانية في )36( سنة 1945 وهذه السنة أتاحت له فرصة أخرى لتطبيق وتنفيذ منهجه ا إلصالح ي الذ ي د ع ا إل يه ش يخه إم ا م ا ألز ه ر محم د ع ب ده ف اس ت أ نف عمل ه ف ي م ا ي و 1945 بجولة تفقدية في فروع الجامع )صفاقس وسوسة والقيروان( ليقف بنفسه على سير التعليم بها وما يمكن أن تحتاجه من رعاية الزمة إلنجاح أعماله )31( اإلصالحية والتي تحدث عنها في خطبه التي ألقاها في مناسبات مختلفة. وأدرك ابن عاشور كاإلمام محمد عبده أن إصالح التعليم هو العامل األساسي )38( في كل دعوة جادة و الجسر الوحيد لكل أمة تسعى إلى المدنية والنهوض. فعزم عل ى ال نه وض ب أ ع ب اء هذه ال د ع وة عل ى ال ر غ م م ن معرف ت ه المس ب قة بم ا س ت واجهه م ن معارضة المحافظين وأصحاب السلطات السياسية واالستعمار آنذاك. وكان توليه تدريس كتب كانت مهجورة أول أعماله اإلصالحية ثم بدأ بتأليف كتب أخرى لتحقيق أغراضه منها : كتابه ( أليس الصبح بقريب( في سنة ) ( الذي صور فيه مرحلة تفكيره في اإلصالح قائال : "لطالما كنت أقد م رجال وأ ؤخر أخ ر ى وأ عل م أ ن ن ور ع قل ي ه و د و ن إض اءة ه ا ت ه المج ا ه ل ال ت ي صفدت عليها منافذ األنوار األهوية الخالصة فامتألت بالحوامض الرديئة منذ أزمان". و ب ي ن م نهجه ا إلصالح ي م ؤك دا عز يم ت ه عل ى إ ن ارة ه ذه ا ألم ة والخ ر وج به ا من أطوار التخلف إلى المدنية والحضارة قائال : "أن ندخل تلك المجاهل نرفع بإحدى يدينا مشاعل النور ونقطع باألخرى ما يمانع من حجرات العثور فإن لم نصل بعد إلى غاياتها فعسى أن ال نبعد وإن س ل منا في أن نشقى باللئام فما ض ر نا أن ال نسعد )40( ولنا في ذلك كله معذرة العارفين وشهادة أو تزكية المنصفين".

381 وإلحكام اتصال الفروع باإلدارة العليا بالعاصمة بعد أن كانت إدارتها محلية مستقلة تماما عن مشيخة الجامع األعظم وفروعه بنظامها وأساتذتها ومناهجها. قام بز ي ارة تلك ال فر و ع فل فت نظره م ا آل ت إل ي ه أ وض ا ع ج ام ع الز ي ت و ن ة إذ ص ار معه دا يضم آالف الطالب من تونس وخارجها من الدول العربية واألفريقية المختلفة وساءه من أحوال تالميذ الزيتونة ما ساء الشيخ محمد عبده في األزهر من الحرمان والفقر وانتشار األمراض إذ يأوي األغلبية منهم في منزل حقير الظاهر سخيف الباطن يملوه االختالط وتجافيه اآلداب ومكارم األخالق كما يفتقر الجامع إلى نظام تعليمي سليم لتسيير إدارته وبرامجه التعليمية إلنجاح الدراسة مع ضخامة عدد الطالب. إذ كان نظام التعليم آنذاك عشوائي بعيد عن الدقة المطلوبة من التقويم والقياس عند إجراء االمتحانات وطرق تدريسية تقليدية ال تراعي فيها قدرات التالمذة وإمكاناتهم ومواهبهم. وغيرها أمور كثيرة مما لها عظيم األثر في مستوى تحصيل التالمذة )41( بالزيتونة. كذلك اتضح البن عاشور أن الطالب يدرس مسائل النحو كاملة ثم ال يكون ق ادرا عل ى تحر ير رس الة أ و ق ول م عرب كم ا ه و ح ال ك ث ي ر م ن ا ألس ا تذة الم ن تص ب ي ن )42( للتدريس والموافقين لمثل المولدين القائل )النحو صنعتنا واللحن عادتنا( فحرص على وضع نظام ي عنى بتنسيب وتوزيع التالمذة المنخرطين في الدراسة الزيتونية بما يتناسب وأعمارهم وحالتهم العلمية لئال تمضي أعمارهم س دى دون فائدة وتخريج أكبر عدد من الزيتونيين وتمكينهم من االنخراط في سلك التدريس وال يتأتى ذلك إال بإجراء االمتحانات الدقيقة التي تميز بين الطالب من حيث تفاوت األعمار والقدرات )43( العقلية. وهو منهج ابنه الشيخ محمد الفاضل إذ قال:" إن أهم االقتراحات التي أنوي التقدم بها إلى المجتمع ترجع إلى البحث عن وسائل تعليم النحو بطريقة تضمن )44( تطهير العربية من اللحن". لذلك عمل ابن عاشور كاإلمام محمد عبده على إحياء كتب من العلم والفكر وجعلها من الكتب التي تدرس بالزيتونة بعد أن كانت مهجورة بل قام بتدريسها بنفسه- كما سلف- ثم رأى ضرورة إضافة تدريس العلوم التطبيقية على برامج التعليم الزيتوني فخصصت للمرحلة المتوسطة منذ سنة مناصب تدريسية خاصة بالرياضيات والطبيعة والتاريخ والجغرافيا والفلسفة وانتخب لها أساتذة من )45( خريجي الخلدونية عن طريق المناظرة تحقق ذلك بمساعدة ابنه الشيخ )46( الفاضل. ويهدف ابن عاشور من إصالح التعليم الزيتوني لتحقيق أغراض عدة ذكرها )41( في خطبته التي تمت اإلشارة إليها ويمكن إيجازها فيما يلي: 380

382 1- رفع الروح المعنوية لدى المتعلم لتقوية عزيمته وإصراره على ال تحص يل بز ي ادة ث ق ت ه بج د و ى م ا ي تل ق اه ع ن معلم ي ه ف ي تح ق ق لد ي ه الرض ا ع ن ن فس ه وعن تحصيله فقد الحظ ابن عاشور أن األعمار تنفق في التعليم الزيتوني دون فائدة وقد صور لنا ذلك متحدثا عن تجربته الشخصية فقال: " إني على يقين أنني لو أ تيح ل ي ف ي فج ر الش ب اب ال تش جب ع م ن ق وا ع د نظ ا م ال تعل ي م وال ت وج ي ه الق تص دت ك ث ي را م ن مواهبي و الكتسبت جم ا من المعرفة و لسلمت من التطوح في طرائق تبي ن لي حين ا الر تداد ع نه ا م ع أ ن ي أش كر م ا م نح ت ب ه م ن إرش اد ق ي م م ن الوالد و الجد ومن )48( نصحاء األساتذة و ال غنى عن االستزادة من الخير". 2- تزويد المتعلمين بعلوم ومعارف مختلفة وإمداد العون لهم ليلمام بأغلب العلوم الدينية واللغوية والبحثة والتطبيقية لكي ينخرط في معترك الحياة بأكبر قدر من المعارف والخبرات. 3 -إعداد ج ي ل م ن العلم اء وز عم اء ا إلص الح ال ق ادر ي ن عل ى ق ي ادة أم ته م والحفاظ على بقائها بعلوم دينها ولغتها سر بقائها ووجودها ومظهر مفاخرها وعزتها انطالقا من إيمانهم برسالتهم في هذه الحياة وضرورة الخروج بها إلى )49( االستقالل والمدنية والتحضر. 2- ابن عاشور حلقات التدريس: أ-كتب تولى وتدريسها: لقد سبقت اإلشارة إلى الكتب التي انتصب لتدريسها بالجامع األعظم بعد أن كانت مهجورة لتكون أول أعماله اإلصالحية وتمثل هذه المؤلفات باإلضافة إلى ما تلقاه عن شيوخه نواة مؤلفاته العلمية خصوصا تفسيره )التحرير والتنوير( حيث أكثر من ذكرها ونقوله عنها في متن الكتاب. ب- حلقات الدرس: م ن أر و ع ص ور حل ق ات الدراس ة ب الج ام ع ا أل عظ م ال در وس ال ت ي ك ا ن يل ق يه ا شيخ الجامع اإلمام محمد الطاهر ابن عاشور وإن كان يحضر حينا ويتخلف أحيانا. جاء في كلمة القيت بمناسبة احتفال حول الشيخ ابن عاشور أقيم بالكلية الزيتونية في ربيع اآلخر 1406 ديسمبر 1985: "كان الشيخ ابن عاشور يحضر حينا ويتخلف أحيانا إال أنه إذا حضر وألقى درسه أو بعبارة أدق محاضراته على جمهرة الشيوخ من طلبته استمر في اإللقاء والشرح حتى نزول الشمس أو تكاد وفي ساعة االنتظار كنا نفزع إلى حلقة دروسه نستمع إليه رغم قلة البضاعة مع مشايخنا وأساتذتنا فعرفت م ن ذلك م الح ي ن إ نه م و ه بة ف ذة ل ه ذاك رة ق و ي ة ن ادرة ت دل عل ى س عة ا الط ال ع وتعمق في الدرس والبحث وله بديهة حاضرة عجيبة مع حدة ذهن وعمق في التفكير وغزارة في العلم وذالقة في اللسان وحالوة في التعبير. 381

383 وكنا نتصنت من وراء الصفوف وكلنا آذان صاغية مبهوتين بمتانة لغته وسالمة ألفاظه مع حسن اختيارها وانتقائها وسعة مادته في الموضوع الذي يتحدث عنه وكان طرازا جديدا علينا يشدنا إليه ويهزنا بجدية إلقائه واستناده في استشهاداته إلى البليغ الفصيح من الشعر خاصة ما هو مثبت بديوان الحماسة وأحسب أن ه كان يحفظه كله عن ظهر قلب. كان يستمر بر د اهلل ثراه في إلقاء درسه بدون انقطاع مدة تربو على الساعتين ال يرجع إلى ورقة وال إلى كتاب في أسلوب عميق من الدرس. والتحقيق يناقش المؤلفين والمفسرين والشر اح وأصحاب اآلراء ويقترح حججهم بحجته ويرد تخريجاتهم بأدلة يلقيها وينسج برودها ويصقلها صقال وينسبها إلى مراجعها وأصولها ومظانها وكأنه قد طالعها منذ لحظة منك كتاب بين يديه. وهو في كل ذلك ال يتحدث إال بما ينفع ال يعمد إلى اإلعادة والتكرار فكان حديثه متسلسال في حلقات متصلة ببعضها وكأنه يقرأ من صحيفه أمامه إال أن ه يترجل ارتجاال. وكان ببديهته العجيبة وسرعة خاطره وتمكنه من النص والمراجع تمكنه من الج واب الح اضر الذ ي ه و نع م ال ن اصر عل ى م ا يط رح عل ي ه م ن ا ألس ئلة وم ا يل ق ى من توقفات. وسائله كلهم من جلة الشيوخ العلماء الفقهاء المبرزين الذي يقضون ليلهم ف ي المراجع ة والمط الع ة وإ ع داد الع دة للس م ا ع ث م ا الس ت فس ار عم ا اس تعص ى م ن )50( التوقفات والمشاكل". ومن أكثر شيوخ الزيتونة حرصا على حضور دروس ابن عاشور وال يتخلف عنها الشيخ أحمد بن زين العابدين النيفر وبعد أن يفرغ منها يشرع في )51( تدريس النحو لتالميذه. 6- وفاته: توفي اإلمام الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور ببستانه بالمرسى يوم األحد 13 )53( رجب 1393 ه- 12 أوت 1913 م ودفن بمقبرة الزال ج بعد أن أمضى قرابة قرن من الزمان بين حلقات الدرس واإلفتاء والقضاء ومشيخة الجامع األعظم أنجز كثيرا من التآليف في الحديث والفقه واإلصالح ومقاصد الشريعة والتحقيقات...الخ بين مطبوع منها ومخطوط. وبعد أن حقق انتصارا عظيما مم ا تمناه من إصالح التعليم اإلسالمي إذ قال:" وجه الصبح الذي رجوت له قربا ولم أفتأ كلما وجدت فجوة أن أرتقى بالتعليم مرتقى وإن كان صعبا حتى قلت إن الصبح أعقب بضحاه ورأيت كثيرا من الناصحين )54( توخي سبيلنا وانتحاه". ورثاه الشيخ علي النيفر بقصيدة اخترت منها: 382

384 ثل م أصاب الدين في بنيانه علم تقوص وانطفت أنواره العيون ويهتدي شيخ المعارف قطبهن أكن في أودى فأظلمت البالد لفقده زان البالد بعلمه وبفضله ودروسه في المعهدين قد ارتوت بالجامع السامي الذري والصادقية وله مآثر جمة في الجامع األسمى لما إدارته غدا تسييرها فغدا يحج بطالبي عرفانه وكذا بحكمه الشريعة كم له ما إن ي سد إلى انقضاء زمانه من ما بعد ما سامي السهى بمكانه كانت له تعشو بهداه مختار إلى إيقانه بطن الثرى البل مضى لجنانه ولطالما ضاءت به في آنه ****** وأنارها دهرا سنا إيمانه منها أفاريق بفيض لسانه علمه أبداه طهر جنانه غداة سعى لرفعة شأنه بكفاءة منه وحيد زمانه وتفجر العرفان من أركانه )55( آثار تحقيق بحسن بيانه. بذلك يمكننا أن نختم قولنا بأن الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور إمام زمانه تفرد عن أقرانه و علماء عصره حتى صار يعرف ب )شيخ اإلسالم و شيخ الجامع األعظم( تبنى فكرة اإلصالح التي دعا إليها اإلمام محمد عبده إمام األزهر الشريف و سعى إلى تطبيقها بالجامع األعظم جامع الزيتونة. إيمانا منه بحاجة التعليم إلى اإلصالح كحاجة البناء إلى الترميم فهو الجسر و المعبر الذي تعوزه كل أمة تسعى إلى المدنية و الحضارة. فشرع في مسيرته اإلصالحية بتدريس العديد من الكتب المهجورة إلى جانب تأليف كتب أخرى على رأسها كتابه )أليس الصبح بقريب( الذي تحدث فيه عن فكرة اإلصالح مبينا منهجه اإلصالحي وعزمه على النهوض بهذه األمة والخروج بها من أطوار التخلف إلى الرقي و الحضارة. وهذه دعوة منا إلى البحث في نظرية ابن عاشور اإلصالحية التي نهض بها من أجل إصالح التعليم في بالده االستفادة مما طرحه و أبداه في كتابه المشار إليه للرقي بأمتنا واألخذ بأسباب النهوض بها والمحافظة على لغتنا العربية فاللغة ترتقي وتنحط بارتقاء )56( األمة الناطقة بها و انحطاطها و تتسع بمقدار سعة عقول الناطقين بها. 383 الهوامش: )1( كتب لفظ )ابن ) بهمزة الوصل للداللة على أن )الطاهر( لقب وليس اسما. )2( األندلسي: الحلل السندسية في األخبار التونسية دار الغرب اإلسالمي 1984 م 626/2. )3( انظر: نفسه 622/2 الخضر: تونس وجامع الزيتونة تح علي الرضا 1911 ص 108. )4( الفاضل: ومضات فكر الدار العربية للكتاب ليبيا تونس ص 22 وانظر ترجمته في : الفاضل: الحركة األدبية والفكرية في تونس الدار التونسية 1983 م 16 تونس وجامع الزيتونة ص 123 مخلوف: شجرة النور الزكية في طبقات المالكية المطبعة السلفية 1349 ه 392/1 عبد الحليم: مناهج المفسرين مكتبة اإليمان ط م ص 263 الغالي: شيخ الجامع األعظم دار ابن حزم- بيروت 1996 م ص 25 وما بعدها النيفر الشيخ علي النيقر) حياته وآثاره( الشركة

385 التونسية للنشر ط م ص 121 نويهض: معجم المفسرين من صدر اإلسالم حتى العصر الحاضر مؤسسة نويهض الثقافية ط م 341/2 الجندي : أعالم القرن الرابع عشر الهجري 18-11/1 محفوظ: تراجم المؤلفين التونسيين دار الغرب اإلسالمي بيروت ط م ص 304 الحلل السندسية: 304/3 شمام: أعالم من الزيتونة تونس 1996 م ص كحالة: معجم المؤلفين مكتبة المثنى و دار إحياء التراث العربي- بيروت 101/ الميساوي: مقدمة مقاصد الشريعة اإلسالمية البن عاشور دار النفائس-عمان ص 11 جبران: منهج الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور في إصالح التعليم اإلسالمي مجلة الدعوة اإلسالمية ليبيا ع م ص 200 جبران: اإلمام محمد الطاهر ابن عاشور مجلة جوهر اإلسالم ع 4 السنة م ص 33 ومابعدها الشنوفي: الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور حوليات الجامعة التونسية ع م ص 5 ومابعدها. )5( الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور: ص 6. )6( انظر: الفاضل: تراجم األعالم الدار التونسية للنشر 1910 م ص 141. )1( انظر: نفسه: ص تراجم المؤلفين التونسيين: 355/3. )8( تونس وجامع الزيتونة: ص 108. )9( انظر: نفسه: ص الخطة بمعنى الوظيفة في اصطالح أهل تونس. )10( ابن عاشور: محمد الطاهر ابن عاشور دائرة المعارف التونسية الكراس م ص 40. )11( انظر: محمد الطاهر ابن عاشور: ص 41. )12( تراجم المؤلفين التونسيين: 306/3. )13( انظر: نفسه ص )14( ح.ن) التحرير و التنوير(: 260/1. )15( انظر: نفسه: ص 124 تراجم المؤلفين التونسيين: 305/3 الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور: ص 8 )16( تونس وجامع الزيتونة: ص 124. )11( انظر: نفس المصدر والصفحة تراجم المؤلفين التونسيين: 305/3. )18( تونس وجامع الزيتونة: ص 125. وانظر:الفاضل: الحركة األدبية والفكرية في تونس: ص )19( انظر تراجم المؤلفين التونسيين: 305/3 )20( الحركة األدبية والفكرية في تونس: ص 19. وانظر شيخ الجامع األعظم: ص 31. )21( انظر تراجم المؤلفين التونسيين: 306/3. ضيف اهلل الحركة الطالبية الزيتونية في الخمسينات المجلة التاريخية المغربية ع سنة 18 ص )22( تراجم المؤلفين التونسيين: 306/ )23( تونس وجامع الزيتونة: ص وانظر تراجم المؤلفين التونسيين: 304/3. )24( تراجم المؤلفين التونسيين: 304/3. )25( رابح: الشيخ عبد الحميد بن باديس فلسفته وجهوده في التربية والتعليم الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ص 163. الشابي: أي تأثير لتونس في شخصية المصلح الجزائري الكبير اإلمام عبد الحميد بن باديس مجلة الهداية ع 154 سنة 28 ص 52. )26( الزركلي: األعالم ط 3 43/1.

386 )21( )28( )29( )30( )31( )32( )33( )34( )35( )36( معجم المفسرين: 541/2. أعالم من الزيتونة : ص 128. نفسه: ص 245. تراجم المؤلفين التونسيين: 304/3. ص 19. تونس وجامع الزيتونة: ص 126. انظر: الشيخ علي النيفر: ص اإلمام محمد الطاهر بن عاشور: ص 43. انظر: تونس وجامع الزيتونة: ص 125. استقبل الرأي العام التونسي والمدرسون والطلبة والخريجون هذه التسمية بأعظم االبتهاج فتغنوا به في أشعارهم وأناشيدهم- كما رأينا- كما تلقى الشيخ الطاهر التهاتي من كافة الهيئات واختالف الطبقات وأعظم ما يسجل من هذه الظاهرة العطف الملكي الذي ال يساميه عطف إذ تكرم الملك محمد األمين باشا بأي بتقديم التهاني بنفسه البن عاشور بزيارته في قصره بالمرسى. انظر الحركة األدبية والفكرية في تونس: ص العياشي: البيئة الزيتونية دار التركي للنشر 1990 م ص 116 واألستاذ األكبر يتقبل التهاني بواليته شيخا للجماع األعظم وفروعه المجلة الزيتونية مج ص 261. )31( انظر: خطابه بمناسبة اختتام السنة الدراسية بالجامع المعمور بالمجلة الزيتونية مج 6 ج ص 2. األستاذ اإلمام يتفقد فروع جامع الزيتونة المصدر نفسه: ص البيئة الزيتونية : ص 15 الحركة األدبية والفكرية في تونس : ص 219 الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور شيخ الجامع وفروعه في موكب التنصيب بجامع الزيتونة نشر بالمجلة الزيتونية مج 6 ج ه سنة )38( انظر: الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور ص 42. )39( ابن عاشور: أليس الصبح بقريب دار سحنون للنشر و التوزيع- تونس دار السالم للنشر و التوزيع والترجمة - مصر ط م ص 13. )40( نفسه: ص 14. )41( انظر: خطاب األستاذ اإلمام في الجلسة العامة للجنة الحي الزيتوني نشر بالمجلة الزيتونية مج 6 ج 2-1 سنة 1945 م ص )42( انظر: بلخوجة: شيخ اإلسالم وشيخ الجامع األعظم: ص 213. )43( انظر : منهج الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور في إصالح التعليم اإلسالمي: ص 211. )44( تراجم األعالم: ص 11. )45( انظر: الزيدي: حركة إصالح التعليم بجامع الزيتونة منذ نشأتها حتى لجنة صوت الطالب الزيتوني المجلة التاريخية المغربية ع م ص 21. )46( انظر: عمار: الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور الدار التونسية للنشر 1985 م ص 62. )41( انظر: منهج الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في إصالح التعليم اإلسالمي: ص )48( أليس الصبح بقريب: ص 11 )49( انظر: منهج الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في إصالح التعليم الزيتوني: ص 212 الشيخ الطاهر ابن عاشور شيخ الجامع وفروعه في موكب التنصيب بجامع الزيتونة: ص

387 386 )50( )51( )53( )54( )55( )56( أعالم من الزيتونة : ص انظر نفس المصدر والصفحة. انظر تراجم المؤلفين التونسيين : 301/3 الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور: ص 1. أليس الصبح بقريب: ص 18. الشيخ علي النيفر حياته وآثاره: ص 114. انظر: أليس الصبح بقريب ص 181. تحوالت علم السياسة في عصر العولمة د. عبد المجيد خليفة الكوت كلية االقتصاد / جامعة الزيتونة مقدمة تدور فكرة الدراسة حول انعكاسات العولمة على العلوم السياسية واالجتماعية وذلك من خالل ظهور المستجدات والمتغيرات السياسية المتسارعة التي شهدها العالم. في ظل مناخ العولمة الذي ساد العالم منذ بداية تسعينات القرن الماضي شهد حقل العلوم السياسية جملة من التحوالت المهمة التي طالت المفاهيم السياسية والقضايا وامتدت إلى منهجيات التحليل في علم السياسة وحيث أن العولمة في حد ذاتها مصدر جدل واسع النطاق يتعين اإللمام بأبعاده وجوانبه المختلفة ومن تم فإن طرحها منطوي على فائدة علمية للجميع ومدى مالئمة المناهج والمفاهيم السياسية وقدرتها على فهم وتفسير الظواهر والتحوالت السياسية المعاصرة. تسعى هذه الدراسة إلى تحديد أهم اآلثار الناتجة عن العولمة ومدى تأثيرها على علم السياسة "العلوم السياسية " من حيث بنائها ووظائفها وأساليب أدائها وطرقها. وانعكاسات العولمة عليها وذلك من خالل ظهور المستجدات والمتغيرات السياسية المتسارعة التي شهدها العالم. وتحاول هذه الورقة وصف وتحليل هذه التحوالت وأهميتها بالنسبة للباحثين بحقل العلوم السياسية. مشكلة الدراسة: تتمثل مشكلة الدراسة في أن اإلشكاليات والمستجدات الناتجة عن انعكاسات عصر العولمة هي إشكاليات ومستجدات ومتغيرات جديدة ذات طبيعة معقدة ال تتوافر بصددها خبرات سابقة بالنسبة للعلوم السياسية في بلدان العالم المختلفة. كما أن العلوم السياسية في إدراكها لهذه اإلشكاليات والمستجدات وفي تحديدها للغرض والمخاطر الناتجة عنها وكيفية التعامل معها األمر الذي يؤدي إلى تحوال في المفاهيم السياسية والقضايا السياسية وعلى مستوى منهاجيه العلوم السياسية. منهج الدراسة: تتعامل هذه الدراسة مع العولمة كمتغير مستقل له نتائجه وانعكاساته على حقل علم السياسة وقضاياه ومفاهيمه ومنهاجيه الدراسة بوصفها متغير تابع. ويستخدم الباحث المنهج الوصف التحليلي للوقوف على حالة علم السياسة في ظل

388 مناخ العولمة وما أفرز ذلك من تحوالت جوهرية على قضايا حقل السياسة ومفاهيمه ومناهج البحث السياسي كما وكيفا. تساؤالت الدراسة: وتطرح الدراسة مجموعة من التساؤالت المهمة ذات الصلة بالموضوع البحثي والتي يمكن تلخيصها في التالي :- ما هو مفهوم العولمة والتجاذبات التي تتنازع في هذا المفهوم ما هي انعكاسات العولمة على المفاهيم السياسية ما هي انعكاسات العولمة على قضايا علم السياسة ما تأثير العولمة على مناهج البحث العلمي في حقل السياسة خطة الدراسة: وهي وصف وتحليل التحوالت وأهميتها بالنسبة للباحثين والمهتمين بحقل العلوم السياسة. وذلك وفق المحاور التالية. 1( العولمة المفهوم والتجليات. 2( قضايا العلوم السياسية في ظل العولمة. 3( المفاهيم السياسية في عصر العولمة. 4( انعكاسات العولمة على منهاجية دراسة العلوم السياسية. 5( خالصة وخاتمة. المحور األول : العولمة المفهوم والتجليات. تعددت المحاوالت التي قدمها الفكر السياسي المعاصر للتعريف بالعولمة ))صادق جالل العظيم ص 42((. إال أننا نأخذ في هذه الدراسة بتعريف إجرائي استقيناه من خالل تحليل ما توافر من نتاج فكري. ويتمثيل هذا التعريف في إن. "العولمة ظاهرة من ظواهر الواقع المعاصر تقدم على أساس النمو المستمر لالعتماد المتبادل بين البشر على كوكب األرض من خالل تحديد األسواق والمعلومات واالتصال ونقل التكنولوجيا )) عبد الخالق عبدهلل ص ص (( وهذه الظاهرة أتت نتيجة للتطور الهائل في مجال العلم والمعرفة خاصة في مجال تكنولوجيا االتصال والمعلومات ومن تم فالتفاعالت العلمية والتكنولوجية واآلثار الناتجة عنها على الصعيد االقتصادي والسياسي واالجتماعي والثقافي قد أفرزت ظاهرة العولمة والتي تجلت في زوال الحدود أمام السلع والخدمات واألحوال والبشر واألفكار والمعلومات على مستوى العالم وهو ما أدى إلى بروز قوي اجتماعية واقتصادية وسياسية جديدة ذات خصائص وأهداف وطموحات ورؤى ومطالب جديدة. كما ظهرت أنساق فكرية وثقافية جديدة تعبر عن رؤى جديدة للعالم 387

389 ولقد تعددت اآلثار الناجمة عن هذه العوامل المتفاعلة والمتشاركة على البيئة المحيطة بالنظم السياسية المعاصرة في نطاق مجموعتين أساسيتين. أوال : ظواهر التكتل والتجمع االندماجي: فعلى المستوى السياسي: حدث نوع جديد من التكتل وتركيز القوة في العالم في نطاق دائرة محدودة من الدول تضم الواليات المتحدة كقوة عظمى وحيدة وعدد قليل من القوى الكبرى ويتم تفعيل عناصر هذه القوة إما من خالل األسلوب المباشر واإلدارة المنفردة لهذه القوى قيادة الواليات المتحدة األمريكية أو من خالل المنظمات الدولية التي أصبحت تؤثر بصورة واضحة على توجيه التفاعالت السياسية وعملية صنع القرار السياسي في معظم دول العالم وقد أدى هذه الوضع إلى تدخل هذه القوى الكبرى سواء باألسلوب المباشر أو من خالل المنظمات الدولية في العديد من األمور التي من صميم االختصاص األصيل للنظم السياسية في نطاق الدولة القومية وظهر مفهوم جديد في هذا المجال وهو مفهوم التدخل الخارجي العتبارات إنسانية ))اوليفية كروتين ص ((. على المستوى االجتماعي : حدث نوع من التكتل بين قوى اجتماعية جديدة ذات طابع كوني لها مطالب وأفكار خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على الحياة على المستوى الكوني وفيما يتعلق بحماية الحقوق والحريات اإلنسانية وقد عبرت هذه القوى عن نفسها مؤسسيا من خالل الجمعيات األهلية غير الحكومية التي ازداد نشاطها داخل كل دولة وعلى مستوى العالم بدليل أن المؤتمرات الهامة التي نظمتها األمم المتحدة في العقد األخيرة من القرن العشرين لمناقشة القضايا الكونية كتلوث البيئة واالنفجار السكاني والمرأة والفقر كانت تنعقد في ذات الوقت على مستويين المستوى الحكومي الرسمي والمستوى األهلي غير الحكومي وهو األمر الذي أعطى هذه الجمعيات قوة معنوية هامة ))عبدالخالق عبدهلل ص.ص 51-49((. على المستوى الثقافي: برزت الدعوة إلى الثقافة الكونية التي تركز على القيم والمفاهيم المشتركة التي تجمع البشر في شتى أنحاء العالم وتدعو إلى نموذج ثقافي وحضاري جديد ترى إنه يجب أن يسود العالم وبالرغم من اإلقرار بوجود التمايزات الثقافية بين األمم والشعوب إال أن الثقافة الكونية ترى أن ما يجمع بين أبناء البشرية يفوق ما يعرف بينهم ومن ثم يجب إعطاء األولوية للمشترك اإلنساني على ما عداه من قيم ومفاهيم ورموز ويدعم هذا االتجاه أداة اإلعالم الضخمة في عالم اليوم التي تؤدي إلى خلق صور ذهنية واحدة ومتماثلة لدى الناس في كل مكان. وهذا الوضع الثقافي الجديد يفرض على النظم السياسية ضرورة صياغة نموذج ثقافي جديد يحدد المشترك اإلنساني ومداه وما هو متعلق بالهوية الوطنية وال يجوز التفريط فيه))برهان غلبون سمير امين ص 23 ((. 388

390 ثانيا : ظواهر التفتت واالنقسام واالنشطار. يقابل ظواهر التكتل واالندماج والتجمع في البيئة المحيطة بالنظم السياسية المعاصرة ظواهر أخرى وهي ظواهر التفتت واالنقسام واالنشطار. فعلى المستوى االجتماعي : حدث انقسام بين شرائح الطبقة العاملة وكذلك في نطاق الطبقة المالكة لوسائل اإلنتاج. وعلى المستوى الثقافي : عبرت ظاهرة التفتت عن نفسها في ظهور التعددية الثقافية داخل الدولة. فكل فئة من فئات المجتمع بدأت في إحياء رموزها وقيمها وتقاليدها وتحاول خلق حلقة اتصال بأصولها األولى األمر الذي يثير إشكاليات جديدة بالنسبة للنظم السياسية المعاصرة والتي نشأت في نطاق الدولة القومية التي تقوم على أساس التكامل الثقافي والتجانس االجتماعي بين مواطنيها ))الحبيب الجنحاني ص 30-14((. وبعيدا عن التعريف السابق وما نتج عنه. يذهب البعض إلى القول إن العولمة مفهوم ملتبس مختلف عليه وحوله عصى على التحديد صعب التدقيق فهو مفهوم جدلي ليس من السهل اإلمساك به أو القبض عليه بدقة. فالعولمة مصطلح متنازع عليه يرتبط بتحول العالقات المكانية التي تشمل تتغيرا في العالقة بين المكان واالقتصاد والمجتمع.)) مواري ص 21 ((. فأغلب المحاوالت الرامية إلى االقتراب من مفهوم العولمة والساعية إلى تعريفه وضبطه وذلك بسبب السيولة الكمية والنظرة االختزالية والنزعة األيديولوجية والخلط ألمفاهيمي. وعلى رأي البعض " العولمة مفهوم سلس مرن جدا هو في الواقع زبون زلق جدا يصعب التعامل معه" )) مواري 2013 ص 22 مصدر سابق((. ويرى جيمس رزيناو "انه من المبكر وضع تعريف كامل وجاهز للعولمة يالئم التنوع الضخم لظواهر العولمة المتعددة فمثال إن مفهوم العولمة يقيم عالقة بين مستويات متعددة للتحليل االقتصاد السياسة الثقافة األيديولوجية ونتائج الصراعات بين المجموعات المهاجرة والمجموعة المقيمة في ذلك كله فإن مهمة إيجاد صيغة منفردة تصف كل هذه النشاطات تبدو عملية صعبة حتى لو ط ور هذا المفهوم" ))المنصور عبد العزيز ص ((. وبهذا نخلص إلى أن مفهوم العولمة مفهوم رحال ال يمكن تحديده بدقة وهو مفهوم متعدد األبعاد والتفسيرات التي حاولت االقتراب منه لم تصب إال جانبا من جوانبه الكثيرة والمتعددة. 389

391 المحور الثاني : قضايا العلوم السياسية في ظل العولمة. من منطلق إن العولمة تمس كل مناحي الحياة وتؤثر فيها وهي تعمل على عولمة الثقافة واالقتصاد والوعي والفكر والسياسة والتقنية والمعرفة والوسيلة والمناهج. وبالتالي فهي تعولم الوعي بما يستتبع عولمة اإلنسان )) برغوت عبدالعزيز ص 121((. كما أن العولمة شاملة فهناك عولمات كثيرة عولمة في مجال المعلومات والمخدرات والبيئة والمال وحتى الجريمة وأي مجال آخر من مجاالت الحياة )) غالي بطرس 1998 ((.ففي هذا الشأن ركزت بعض الدراسات على البعد السياسي للعولمة حيث أنها أدت إلى أحداث تحوالت عميقة في شكل الدولة ومركزها ووظائفها وأحقيته السيادية " إذا إن السياسة غادرت مرحلة المحلية والعالمية ودخلت عصر التفكير في العالم وتخيله كوحدة سياسية ببروز المجال السياسي العالمي الذي يعني التفكير في العالم وتخيله كوحدة سياسية واحدة إن أكثر ما يشار إليه في المجال السياسي العالمي هو أن تقسيم العالم إلى دول وحكومات ووحدات سياسية منعزلة ومجزأة ومنفصلة هو في طريقة للتراجع السريع وربما النهائي ))عبدهلل عبدالخالق ص 261((. وفي ظل مناخ العولمة شهدت قضايا علم السياسة تحوالت جوهرية ومهمة على صعيد األولويات وعلى صعيد أجندة علم السياسة فمن ناحية أولى تراجعت اإليديولوجيات واالنقسام األيدلوجيين الرأسمالية والماركسية إلى دائرة االهتمام باأليديولوجية الليبرالية بوصفها األيديولوجية المنتصرة في عالم النظام العالمي الجديد وهو ما عبر عنه المفكر )فرنسيس فوكوياما( في كتابه "نهاية التاريخ أو الرجل الليبرالي األخير ". كما شهد العالم تحوال في نظام القطبية الثنائية إلى عالم آحادي القطب يتجمد في اللحظة األمريكية " الواليات المتحدة األمريكية" بوصفها القوة السياسية واالقتصادية والعسكرية األولى في العالم وفي مقابل ذلك ظهرت قوى دولية أخرى صاعدة يشار إليها بالقوة الصينية واليابانية وألمانيا الموحدة. وفي مجال القضايا تراجعت قضايا نزع التسلح والتهديد النووي والرعب النووي التي طغت على اهتمامات العلوم السياسية في مناخ الحرب الباردة وبرزت قضايا حقوق اإلنسان كما جسدها المؤتمر العالمي لحقوق اإلنسان في فيينا 1993 بوصفها حقوقا عالمية قائمة للعولمة والتنمية وبرز في ظل ذلك قضايا التدخل الدولي اإلنساني لحماية حقوق اإلنسان والدور الكبير المنوط بمنظمات حقوق اإلنسان غير الحكومية واحتاللها أهمية خاصة في هذا اإلطار. 390

392 كما أصبحت قضايا البيئة ذات أهمية قصوى على رأس األجندة العالمية وأجندة علم السياسة وكان لمؤتمر البيئة والتنمية الذي انعقد في " ريو دي جنيرو بالبرازيل " 1992 أهمية خاصة في بروز قضايا البيئة واإلعالم على أجندة القرن الحادي والعشرين )أجندة 21( الخاصة بموضوعات البيئة والتنمية المستدامة وقد تبلورت هذه القضايا بشكل واضح في مؤتمر جوهانسبرج بجنوب أفريقيا في العالم 2001 م. وإعالن دوربان الماضي بالبيئة والتنمية المستدامة في العالم. وعلى رأس األجندة العالمية جاءت قضية اإلرهاب منذ العام 2001 بعد أحداث "سبتمبر لتحتل أولوية خاصة على مستوى العالم ومن خالل منظمة األمم المتحدة وبصفة خاصة في إطار مجلس األمن الذي اعتبرت قراراته اإلرهاب هي قضية عالمية تدخل في سياق تهديد األمن والسلم والدوليين. والمالحظ أن بعد أحداث سبتمبر فرضت اإلدارة األمريكية قضية اإلرهاب كقضية عالمية لما لها من تهديد خطير مس في الصميم الهيمنة األمريكية العالمية أو على حد تعبير البعض " لم تعد السياسة معولمة فحسب بل إنهاء أصبحت مؤمركة )) عبداهلل ص 215 مصدر سابق ((. حيث ربطت اإلدارة األمريكية مصالحها بقضايا مكافحة اإلرهاب وتجفيف منابعه. المحور الثالث : المفاهيم السياسية في عصر العولمة. لقد تعددت وتنوعت انعكاسات ظاهرة العولمة على المجال السياسي داخليا وخارجيا على حد سواء لعل من أبرز هذه االنعكاسات صعوبة الفصل وعلى نحو متزايد بين ما هو داخلي وبين ما هو خارجي. فلقد ارتكزت أ سس التنظيم الدولي على النظر إلى جماعة الدول باعتباره إن كل دولة تمثل وحدة سياسية متميزة عما عداها من الدول. كما اقتصرت العالقات الدولية. في بداياتها األولى على صورتين من صور التعامل الدولي الرسمي إال وهما " الدبلوماسية أإلستراتيجية" الحرب وفي ظل النظر إلى الدول كوحدات مستقلة منعزلة عن بعضها البعض واقتصاد التفاعل فيما بينهما على أضيق نطاق كما من الميسور الفصل بين ما يعد من الشؤون الداخلية للدول _ والتي ال يصلح للغير التدخل فيها عمال بمبدأ عدم التدخل في لشؤون الداخلية لدول األخرى. وبين ما هو دولي أو خارجي. غير أنه بمرور الوقت أخذت هذه الفكرة تتراجع تدريجيا تحت ضغط التفاعل المتزايد فيما بين الدول سواء على المستوى الرسمي أو غير الرسمي. ونتيجة لتنامي ظاهرة االعتماد الدولي المتبادل Interdependence بحيث لم يعد ينظر إلى الحدود 391

393 اإلقليمية كحاجز أو كعائق يحول دون التفاعالت الدولية وقد أدى ذلك إلى ظهور الفكرة التي عرفت بسياسات الترابط Neack& Haney 230.p -231))linkage Politicبمعنى الترابط بين األوضاع الدولية العالمية وبين األوضاع المحلية الداخلية والعكس كما تجدر اإلشارة كذلك إلى أن النظر إلى ظاهرة العولمة قد تواكبت مع التحول الذي طرأ على صورة النسق العالمي. من صورة النسق ثنائي القطبية إلى صورة جديدة راحت تعرف بالنسق أ حادي القطبية Unipolar System الذي تتزعمه الواليات المتحدة ويدور في فلكها مجموعة الدول الصناعية الكبرى )) دول الشمال الفني (( بينما تمثل دول الجنوب مجموعة الدول التابعة نظرا لفقرها االقتصادي وضعفها االستراتيجي ومن ثم اقتصادها إلى أهم أداتين من أدوات التأثير الدولي في عالمنا المعاصر. وتتمثل أبرز اإلبعاد أو االنعكاسات السياسية لمفاهيم العولمة فيما يلي :- 0( تراجع مبدأ السيادة الوطنية للدول لقد ظل مبدأ السيادة Sovereignty منذ أن نبه إليه Jeanعام Bodin 1516 م))في مؤلفه الشهير Les Six Livres de la rapublique أو الكتب الستة للجمهورية ((حيث أنه يمثل حجر الزاوية للتنظيم الدولي الحديث إذا نصت عليه وأقرته كافة القوانين والمعاهدات و النظم واألعراف الدولية. التطبيق من معوقات فرضتها حقائق البيئة الدولية مما استلزم الفصل بين السيادة كمفهوم قانوني بمعنى االعتراف للدول قانونا بحقها جميعا على قدم المساواة في أن تتخذ ما تراه مناسبا من قرارات أو من سياسات تكفل لها حماية مصالحها الوطنية وبين السيادة كواقع سياسي. بمعنى القدرة الفعلية للدولة على إنقاذ أردتها في المجال الدولي. وعلى الرغم من ذلك كله فقد ظل مفهوم السيادة كفكرة قانونية مجردة لفترة طويلة محاطا بهالة من القدسية ومنزها عن أن يطاله أي انتقاص أو تشكيك غير أن مفهوم السيادة قد لحقه التغير بشكل ملموس منذ منتصف القرن العشرين وقد كان مرد ذلك إلى أمور عدة منها)أحمد الرشيدي ص 8 (. Int. Regimes التوسع المتزايد في إبرام االتفاقيات الدولية والنظم الدولية o.التي تتضمن قواعد وأحكاما ملزمة لعموم الدول. حيث تتمثل الحقيقة الهامة فيما يلي : o أن ثمة قواعد قانونية دولية أمرة حاليا تختص بتنظيم مجاالت عديدة وقد أصبحت لهذه القواعد حجية في مواجهة كافة الدول فال يجوز بحال االتفاق على مايخالفها حتى ولو كان ذلك تذرعا بفكرة السيادة. 392

394 393 o o o o o o o o o أنه قد أضحت في نطاق الجماعة الدولية نظم للرقابة واإلشراف الدولي تقوم بمهام التحقق والتفتيش وهو ما نالحظه في مجاالت اتفاقيات حقوق اإلنسان والتسلح النووي واتفاقيات العمل الدولية على سبيل المثال. استقرار الفقه والقضاء الدولي على عدم إمكانية احتجاج الدول بدساتيرها وبتشريعاتها الداخلية وهي من مظاهر السيادة الوطنية. االتجاه المتنامي نحو احترام حقوق اإلنسان وحرياته األساسية ونحو كفالة الضمانات الدولية التي تمكن الحترام هذه الحقوق وتكفل عدم انتهاكها من جانب الحكومات الوطنية. االتجاهات الحديثة في مجال تقنين قواعد المسئولية الدولية والتي تجيز للشخص الدولي المضرور إمكانية تحريك دعوى المسئولية حال وقوع الضرر بصرف النظر عن مدى مشروعية أو عدم مشروعية الفعل الذي تسبب في وقوعه. كتابات بعض فقهاء القانون الدولي. من أمثالAlverez في نظريته االعتماد االجتماعي الدولي المتبادل. والتي تدعو إلى ضرورة تحقيق نوع من المواءمة بين اعتبارات الصالح الدولي العام وبين مقتضيات السيادة الوطنية للدول. االتجاه المتزايد نحو إقامة الكيانات الدولية عابرة القومية Transnational او فوق القومية.Supranational بروز نوعية من المشكالت الدولية التي تستلزم تكاتف الجهود الدولية وتضافر اإلرادات السياسية للدول من أجل الوصول إلى حلول ناجحة وفعالة لها مثل مشكالت البيئة والتلوث مشكالت الطاقة مشكالت ندرة المياه والجفاف والتصحر مشكالت التضخم والبطالة والفقر ونقص الغذاء مشكالت اإلرهاب والعنف السياسي مشكالت انتشار األمراض والمخدرات و الجريمة... الخ. وبصفة عامة يمكن القول أن ظاهرة العولمة قد نأت بالعالقات الدولية عن صورة النسق الدولي التقليدية القائمة على مجتمع من دول ذات سيادة. ومن نتائج تراجع مبدأ السيادة الوطنية للدول إن تزايدت إمكانية التدخل في الشؤون الداخلية للدول األ خرى ))عماد جاد ص 56((. فقد تعددت وتنوعت مبررات التدخل األجنبي مثل التدخل العتبارات إنسانية والتدخل لحماية حقوق اإلنسان وحقوق األقليات العرقية والتدخل بدعوى مقاومة اإلرهاب الدولي... الخ.

395 ثانيا :تراجع قوة الدولة القومية وتضاؤل دورها. لقد ضربت العولمة في مجال إضعاف دور الدولة القومية فقد أدت التطورات الجذرية والمتالحقة التي شهدها العالم منذ مطلع عقد التسعينيات من القرن الماضي وحتى اآلن إلى إزاحة الدولة عن عرشها الذي تربعت عليه زمنا طويال فلم تعد الدولة هي الفاعل أو الالعب الوحيد أو الرئيسي في النسق الدولي كسابق عهدها وإنما راحت تتوارى شيئا فشيئا مفسحة المجال أمام العبين جدد تعاظمت أدوارهم إلى الحد الذي بات يطغى أحيانا كثيرة على دور الدولة القومية )) :S Strange< "The Erosion of the State " in Current History (November 1997).) P )). والالعبين الجدد تتمثل في الشركات متعددة الجنسية أو عابرة القومية Corporations. Multinational OR Transnational أو ما يرمز إليها باختصار " "MNCs وكذلك المنظمات الغير الحكومية Non Governmental Organizations والتي تعرف باختصار "NGO" إلى جانب المنظمات الدولية التي تعاظم دورها واتسعت مجاالت أنشطتها وتزايدت صالحياتها واختصاصاتها وال سيما تلك المنظمات الدولية فوق القومية national Supra Originationsكاالتحاد األوروبي مثال. ومن أبرز األسباب أو العوامل التي هيأت إلى أضعاف دور الدولة القومية وتراجع دورها هي كالتالي : 1. سقوط االتحاد السوفيتي كقوة قطبية وتفكك إمبراطوريته األمر الذي أدى إلى التشكيك في مدى صالحية اإليديولوجية الماركسية اللينينية كركيزة للتنظيم االجتماعي. 2. االتجاه نحو التحول الديمقراطي واألخذ بالتعددية السياسية لقد كان من الطبيعي في ظل صعود نجم الليبرالية أن تتجه الدول نحو األخذ بنظم الحكم الديمقراطي. وقد كان من شأن موجه التحول الديمقراطي Presss Democratizatio. ).1991) إن بدأت الحكومات في االلتزام بالدستورية في ممارستها لمظاهر سلطاتها وفي رعاية وصون حقوق وحريات المحكومين وذلك عن الحد من نطاق تدخل الدولة في إدارة وتوجيه العالقات االجتماعية بهدف إتاحة قدر أكبر من الحريات للجماهير وللقوى غير الرسمية كاألحزاب السياسية وجماعات الضغط السياسي. وكذلك كفالة مساحة اكبر من حرية التعبير عن الرأي ومن ناحية أخرى فقد تواكب ذلك مع دعوة أنصار العولمة إلى تفعيل دور ما يسمى بالمجتمع المدني. 394

396 وتشير عبارة المجتمع المدني Civilإلى Society ذلك النوع من األنشطة التي تقوم بها جمعيات العمل التطوعي بهدف التأثير في السياسات واألنماط أو الهياكل االجتماعية (( voluntary Civil Society refers to activities by norms and / or deeper social associations to shpe policies.)) p.227 structures"scholte; Op. cit. وهكذا أصبح من المتاح لمنظمات المجتمع المدني أن تلعب دورا مؤثرا في توجيه السياسات االجتماعية على نحو متزايد. ولم يقف األمر عند حد تفعيل دور منظمات المجتمع المدني الوطنية فحسب وإنما تعدي ذلك إلى الحديث. مع مطلع التسعينات من القرن الماضي أيضا عما سمي بالمجتمع المدني العالمي Civil Society Global وتتسم منظمات المجتمع المدني العالمي بعدة سمات )) المصدر السابق.)) أنها تعني بالشؤون عبر القومية )أي عابرة الحدود اإلقليمية للدول(. 2. أنها تدير أنشطتها من خالل شبكات اتصال عبر قومية كالبريد االلكتروني ووسائل االتصال الدولي الحديثة. 3. أن بنيانها التنظيمي يتعدى الحدود اإلقليمية للدولة وأن كيانها العضوي يمتد ليشمل مواطنين من عدة دول. 4. أن نشاطها يقوم على أساس التضامن عبر القوى بين فئات معينة تجمعها مصالح مشتركة او انتماءات واحدة. وفي مثل هذه المنظمات ذات الطبيعة عبر القومية قد تتخذ كأداة للتأثير والضغط على صانعي السياسات العامة في الدول األخرى على مقتضي مصالح وأهداف الدول الكبرى وقوى العولمة وهو ما نلمسه بوضوح في مجاالت حقوق اإلنسان مثال. ويستند دعاة العولمة في دفاعهم عن هذه المنظمات إلى القول بأن فكرة المواطنة بما تنطوي عليه من حقوق سياسية واقتصادية واجتماعية للمواطن يمارسها في مواجهة دولية باعتباره إنسانا )حقوق اإلنسان( لم تعد تتوفر لها الضمانات الكفيلة بصياغتها واحترامها على المستوى القومي أو الوطني مما يستلزم وجود آليات للرقابة العالمية وأدوات للضغط والتأثير الدولي يحمل الحكومات على احترام حقوق اإلنسان)) Globalizationp.102 Waters ((. ;M كما تزايد دور المنظمات غير الحكومية على المستوى العالمي وذلك من خالل.))))Scholte; O. cit

397 1. تزايد دور القطاع غير الرسمي في مجال تنفيذ السياسات الحكومية وال سيما في مجاالت التعليم والرعاية الصحية واالجتماعية والثقافة واإلعالم والمجاالت االقتصادية والتجارية. 2. زيادة حجم المعونات التي تقدمها الدول الكبرى للمنظمات غير الحكومية العاملة في مجاالت التنمية االجتماعية مقابل تراجع والمعونات التي تقدمها تلك الدول لحكومات دول الجنوب. 3. تنامي دور القطاع غير الرسمي في مجال صنع السياسات العامة في بعض الدول. ويتمثل ذلك في زيادة دور النقابات واتحادات المنتجين ومنظمات رجال األعمال في الضغط على صانعي القرار السياسي. 4. تزايد دور القطاع غير الرسمي في مجال إرساء قواعد تنظيمية وآليات للتعامل الدولي في المجاالت االقتصادية وغيرها. مثل المنتدى االقتصادي العالمي World Economic الذي ينعقد سنويا في دافوس بسويسرا منذ إنشائه Forum عام 1911 م. 5. االتجاه نحو األخذ بالحرية االقتصادية. فلقد تواكب التحول الديمقراطي من الناحية السياسية مع التحول إلى األخذ بنظام اقتصاديات السوق وتخفيف قبضة الحكومات على النشاط االقتصادي والهدف من وراء هذا التحول هو الحد من دور الدولة في مجال التشريع االقتصادي المالي والنقدي والتجاري بهدف إضعاف قدرة الدول والحكومات على إدارة االقتصاديات الوطنية. وقد كان من أبرز مظاهر العولمة في هذا الصدد دعوة الدول الكبرى والمنظمات االقتصادية العالمية إلى تصفية القطاع االقتصادي المملوك للدولة من خالل بيعه إلى األفراد والشركات بحجة توسيع قاعدة الملكية وزيادة كفاءة التشغيل واإلدارة. وذلك من خالل ما يعرف بسياسة الخصخصة.Privatization وقد كان الهدف الحقيقي من وراء تبني هذه السياسة هو: إضعاف القدرة االقتصادية للحكومات الوطنية بعد تصفية القطاع العام. إضعاف السيطرة الحكومية على األفراد إذا لم تعد الحكومة هي أكبر صاحب عمل. إتاحة المجال أمام رأس المال الخاص المحلى واألجنبي للسيطرة على االقتصاديات الوطنية من خالل تملك حقوق الملكية في المشروعات االقتصادية وهي ما هيأ للسيطرة األجنبية على المقدرات االقتصادية للعديد من الدول. 396

398 وهكذا يتضح أن العولمة قد هيأت إلضعاف الدولة سياسيا واقتصاديا بحيث باتت عاجزة عن تلبية المتطلبات واالحتياجات المتزايدة للشعوب.وتعليقا على ما تقدم يرى محمد عابد الجابري "أن العولمة نظام يتخطى الدولة واألمة والوطن. فهي نظام ينشد رفع الحواجز والحدود إمام الشركات والمؤسسات متعددة الجنسية وبالتالي إذابة الدول القومية وجعل دورها يقتصر على القيام بدور الشرطي تأمينا لمصالح الرأسمالية العالمية. وغياب الدولة سوف يهيئ إلى تشجيع قيام أطر جماعية أخرى لالنتماء سابقة على األمة والدولة كالقبيلة أو الطائفة. مما سيذكي نار الصراعات القبلية والطائفية. وهي كلها أمور تهيئ إلى تمزيق الهوية الوطنية وإلى إشعال الحروب األهلية وتفكيك الوحدات السياسية خدمة لمصالح القوى الكبرى ومخططاتها ))الحبيب الجناحي ص 19((. ثالثا : بروز مفهوم الحكم الرشيد Governanceبديل للحكومة Government الواقع السياسي الوطني والدولي في الوقت الراهن إذا لم تعد الحكومات وحدها هي التي تحتكر الوظائف جهات عديدة أخرى داخلة )على المستوى الوطني( وخارجية )على المستوى العالمي(. ومن ثم يمكن القول بأن الحكم كنشاط لم يعد مقصورا على " الحكومات ككيانات رسمية تستند في ممارستها لمهام الحكم إلى سلطة رسمية إنما باتت ممارسة متاحة أمام العديد من القوى غير الرسمية. سواء كانت وطنية أم خارجية". ))محمد عابدي الجابري ص ((. 19 يمكن القول بأن تراجع قوة الدول القومية وتضاؤل دورها قد هيأ إلى نشر أو توزيع مهام الحكم التي كانت تضطلع بها الحكومات وحدها على عديد من جهات أو مستويات أدنى من الدولة أو أعلى منها. من خالل تمثيل ذلك فيما يلي. تزايد دور المنظمات الدولية العالمية أو اإلقليمية أو المتخصصة كمنظمة األمم المتحدة واالتحاد األوروبي ومنظمات بريتون وودز )صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لينشاء والتعمير( فقد أصبحت هذه المنظمات بمثابة كيانات فوق قومية لها كيان عضوي ووظيفي يتمتع بدرجة كبيرة من الذاتية واالستقاللية ))نفس المرجع السابق(( ص 2. رابعا :بروز مفهوم المواطنة العالمية: حيث فرضت العولمة نمطا جديدا من المواطنة يمتد إلى مفهوم المواطنة العالمية في ظل تراجع بروز الدولة وأهمية الحدود السياسية وتراجع مفهوم السيادة القومية لصالح مفهوم السيادة الناقصة ذات البعد العالمي. وفرض مناخ العولمة ما سمي ب" األمة الكوزموبوليتانية " العالمية التي تحتوي كل األفراد تحت مظلة مفهوم " المواطنة العالمية ". 397

399 وفكرة المجتمع المدني العالمي الذي يضم في عضويته أشخاص عابر للمكان وعابر للحدود يتجاوز نطاق الدول إلى النطاق العالمي. وقد عبر عن هذا المفهوم "مفهوم المواطنة العالمية" بصيغ عديدة تحت تأثير العولمة حيث " هناك صيغ وأشكال كبرى للعولمة تأتي من أسفل على المثال جماعات السالم األخضر وجماعة العفو الدولية التي تعمل على تعميق فكرة الموافقة العالمية " ))انطوني جيدنز :191(. حيث يعمل الفرد خارج الحدود التقليدية وخارج إطار المفهوم التقليدي للمواطنة التي يحصرها في " مواطن دولة إلى مواطن عالمي جديد". والمعنى أن العولمة نقلت مفهوم المواطنة بعيدا إلى فضاء عالمي غير مسيس ))نفس المرجع السابق ص. 192(( فالفرد يمكن أن يكون مواطنا موضعا خارج حدود المكان وفضاء الدولة التقليدي ويتحول إلى مواطن عالمي جديد في ظل بروز فكرة المجتمع المدني العالمي. المحور الثالث انعكاسات العولمة على منهاجيه دراسة العلوم السياسية. األبعاد المعرفية للعولمة :- لم تقتصر أثار ظاهرة العولمة وأبعادها على مجرد التأثير في لواقع وإنما جاوزت ذلك أيضا إلى التأثير في عملية المعرفة بصفة عامة من حيث أدوات اكتساب المعرفة ومن حيث غاياتها وكذا من حيث مناهجها. ويمكن القول بأن علم العالقات الدولية وعلم السياسة كانا أكثر فروع المعرفة تأثرا بظاهرة العولمة وبانعكاساتها سواء من حيث المادة أو من حيث المنهج.وفيما يلي نستعرض األبعاد المعرفية لظاهرة العولمة. فيما يتصل باآلثار المعرفية للعولمة بوجه عام: أ- لم يعد هدف العملية التعليمية هو مجرد اإلحاطة بمجموعة من الحقائق أو المعلومات الجاهزة إذا حدث انفجار معلوماتي هائل. ب- أدت غلبت النزعة المادية والنفعية " التي تمثل سمة من سمات عصر العولمة" على مجاالت البحث إلي توجيه المزيد من االهتمام نحو فروع العلوم التطبيقية ومجاالت البحوث التطبيقية التي تستهدف الكشف عن الحقائق بهدف االنتفاع بها في إيجاد حلول للمشكالت العملية التي تواجهها المجتمعات. وذلك على حساب تراجع االهتمام بمجاالت البحث األساسي وفروع العلوم البحثية التي تستهدف الكشف عن الحقائق العلمية لذاتها. ت- أدى التحول إلى التركيز على مجاالت البحوث التطبيقية إلى زيادة االهتمام بفروع المعرفة البيئية Interdisciplinary التي تمثل نقاط تقاطع أو التقاء فروع معرفية 398

400 مختلفة وهو ما أدى إلى استحداث العديد من الفروع المعرفية والتخصصات العلمية الجديدة التي تتسم باتساع مناظير التحليل وشمولية التناول. ث-ألقت سياسات العولمة : وال سيما عمليات الخصخصة. بظاللها على المؤسسات التعليمية ومؤسسات البحث العلمي إذ تزايد االتجاه نحو خصخصة مؤسسات على امتداد جميع مراحله المختلفة سواء الجامعية أو ما قبلها. ج- أدت الثورة التكنولوجية إلى ابتكار العديد من األساليب التعليمية المستحدثة كالتعليم عن بعد " عن طريق اإلنترنت أو عن طريق الوسائط التعليمية المختلفة " أو التعليم المستمر أو التعليم المفتوح ))باسكال بيتي ولوك سويت ص. 52 ((. ح- أدت العولمة بما تنطوي عليه من هيمنة ثقافية أمريكية إلى غلبة اللغة اإلنجليزية على العملية التعليمية في العديد من الدول. حيث استحدث نظم وبرامج دراسية باللغة اإلنجليزية موازية للدراسة باللغات الوطنية. فيما يتصل بآثار العولمة على مجاالت المعرفة السياسية. إن مجاالت المعرفة السياسية كعلم السياسة وعلم العالقات الدولية إنما تأتي في المرتبة األولى من حيث درجة تأثيرها بالتطورات والتغيرات التي خلقتها ظاهرة العولمة. فإذا كانت العولمة قد أثرت في مادة هذه المعارف بما مارسته من ظواهر سياسية دولية مستجدة. فإنها قد أثرت من ناحية وربما بدرجة أعمق من التأثير في مناهج التحليل والمفاهيم المستخدمة في هذه المعارف.وتتمثل أبرز االنعكاسات التي خلفتها العولمة على مجاالت المعرفة السياسية وعلى دراسة العالقات الدولية على وجه الخصوص في :-. 0( تراجع االهتمام بالدولة كالعب رئيسي أو كطرف فاعل أساسي في التفاعالت السياسية العالمية إذ برز العبون جدد من غير الدول أو ما يعرف ب Nonstate Actors أكثر قدرة وتأثير في المجال الدولي كالشركات متعددة الجنسيات والمنظمات غير الحكومية. 4( لقد كان من شأن تراجع أهمية الدولة القومية مما دعا بعض محللي ومنظري التفاعالت السياسية على المستوى العالمي إلى التحول عن المنظور الذي يركز على الدولة Stateإلى Centric World منظور آخر يقوم على أساس التعددية في طبيعة أعضاء النسق العالمي في ظل منظور ما بعد العالقات الدولية. وهو يؤكد االتجاه نحو تجاوز أو تجاهل دور الدولة بشكل شبه كامل إلى حدا مستبعد صفة الدولة من العالقات الدولية وإحالل صفة العالمية محلها.: Rosenau.)) p.37-44)) J 3( عدم االقتصار على منظور السياسة التفاعلية.Interactive Politics الذي يقوم على أساس تبادل األفعال وردود األفعال بين أطراف محددة. مع إدخال منظور 399

401 السياسة االنعكاسية " الترددية Repercussiveفي Politics االعتبار في معنى أن األفعال الصادرة عن الدول ترتب ما يشبه الموجات الترددية Rosenau((.))JP{.42 2( تراجع حدة الفصل بين االعتبارات أو المؤثرات السياسية الداخلية Domestic وبين المؤثرات الخارجية وهو ما ينبئ بتزايد أهمية دراسة سياسات الترابط.Linkage Politics 5 (التحول في تحليل السياسات العالمية عن المحور األفقي " منظور الصراع بين الشرق والغرب "وهو منظور غلب عليه طابع الصراع األيديولوجي إلى المحور الرأسي"منظور الصراع بين الشمال والجنوب وهو منظور يغلب عليه طابع الصراع االقتصادي". 6 (تزايد االهتمام بموضوعات التنظيم القانوني الدولي والنظم الدولية ودور المؤسسات والمنظمات الدولية. 7 )زيادة االهتمام ببعض الموضوعات المستجدة كحقوق اإلنسان ودراسات السالم واألمن واالتجاهات النسائية Feminism وموضوعات نزع السالح و الجريمة المنظمة واإلرهاب والتجارة غير المشروعة والموضوعات االقتصادية والبيئية. ويمكننا على سبيل المثال إعادة قراءة نموذج)كارل دويتش( باعتباره من أوائل من نظروا للعملية السياسية كعملية اتصالية ومعلوماتية.أي تدفق معلوماتي بين وحدات النظام السياسي ويعتبر هذا الطرح من انسب األطر العلمية للتعامل مع النظم وتحليل العملية السياسية على كافة مستوياتها في عصر العولمة. وذلك مقارنة ببعض وتحليل والنظريات البنائية والهيكلية التي تأثر بها غالبية الباحتين فالمحوالت الراهنة التي أفرزتها ظاهرة العولمة طرحت تغيرات في 0 (منهج الدراسة:فقد أصبحت باألساس المسوح مع وجود أدوات مساعدة تحليل الخطاب_المضمون_لألحداث. 4 (أسلوب الدراسة :تطورت فكرة البحوث البالغة الضبط اآلن ثمة قليل من البيانات وكثير من المعلومات- كما خفت حدة الصرامة المنهجية في تعيين صفات مجتمع الدراسة. 3 (موضوعات الدراسة:حدوث تطورات كانت النظرية وراءها في حقل العلوم السياسية ففي الفترة التي سادت نظريات التحديث ثم االنتقال من ابحث في خصائص النظم السياسية والجوانب التي يمكن إصالحها فيه إلى التركيز على اآلليات والعوامل النشطة. 400

402 2 (لم ترق العولمة في حقل العلوم السياسية والسياسات المقارنة لكي تصبح اقترابا علميا متكامال يشكل ندا القتراب أخرى معلوم في مجال المنهجية "تحليل النظم البنائي الوظيفي". وفي اإلطار المنهجي ذاته تعاملت بعض األدبيات مع العولمة كمتغير مستقل فهي سبب وليست نتيجة باعتبار العولمة تعبر عن زيارة معدل انتقال األشخاص أو معدل انتقال السلع أو رؤوس األموال او المعلومات واألفكار بينما أدبيات أخرى تعاملت مع العولمة كمتغير تابع فهي نتيجة وليست سبب باعتبارها وليدة التطور أو التقدم التكنولوجي فهي ثمرة تلقائية لدرجة تطور القوى المنتجة والتكنولوجيا في هذا اإلطار فإن االعتقاد الشائع بأن العولمة ظاهرة حتمية ال يمكن صدها أو الوقوف في وجهها سببها االعتقاد بأن التطور أو التقدم التكنولوجي هو كذلك ظاهرة حتمية ))فرج محمد المة سالم العجيل ص 34(. وفيما يتعلق بوحدات التحليل في على السياسة لم تعد الدولة هي الوحدة المركزية في التحليل السياسي حيث برزت وحدات تحليل أخرى تمثلت في الفواعل الجديدة التي منح مناخ العولمة لها فرصة للظهور والتأثير في األحداث الدولية منها على سبيل المثال الشركات المتعددة للجنسيات أو العابرة للقوميات كما حازت المنظمات غير الحكومية أهمية خاصة فالتحليل السياسي إضافة إلى ظاهرة "التشبيك" التي تضم شبكات المجتمع المدني العالمي كإفراز مهم من إفرازات العولمة والشركات المتعددة الجنسيات وكذلك المنظمات الغير الحكومية وشبكات المجتمع المدني أصبحت محل تأثير ووحدات تحليل في واقع الحياة السياسية وبخاصة في علم العالقات الدولية. الخاتمة : أوضحت الدراسة طبيعة التغيرات التي لحقت بالبيئة المحيطة بالنظم السياسية بمستوياتها المختلفة بصفة خاصة. وقد تبين أن هذه التغيرات كانت لها واضحة على النظم السياسية حيث إن دائرة الحكومة التي محددة باإلطار اإلقليمي للدولة قد تغيرت أفقيا لتظهر دائرة قومية ورأسيا لتظهر دائرة المحلية. وقد نتج عن ذلك أن علم السياسة " النظم السياسية المعاصرة " صارت تواجه بمطالب جديدة من قبل السياسية واالجتماعية واالقتصادية الجديدة في المجتمع كما أنها صارت تواجه بموضوعات وقضايا جديدة ال تتوافر لديها خبرات سابقة في التعامل معها وقد تباينت النظم السياسية من حيث درجة قدرتها على القيام بعملية التكيف الهيكلي والوظيفي والفكري والمنهجي إال أن المالحظ أن النظم التي نجحت في تحقيق القدر المالئم من هذه العملية هي النظم السياسية التي حققت درجة أفضل 401

403 من االستقرار واالجتماعي ومكاسب أكثر على المستوى االقتصادي إال أن عملية التكيف المطلوبة واجهت مقاومة في معظم النظم السياسية نابعة من النظم السياسية ذاتها ونابعة كذلك من الصراع بين المصالح القديمة والمصالح الجديدة إال أن تحليل أنماط استجابات النظم السياسية يوضح قمة اعتماد متبادل بين مستويات عملية التكيف الهيكلي والوظيفي والفكري حيث أن معظم النظم التي أنجزت قدرا مالئما من عملية التكيف الهيكلي هي التي حققت قدرا في ذات المستوى وظيفيا وفكريا. وقد توصل الباحث إلى النتائج التالية : 1 أثر العولمة على عملية المعرفة بوجه عام من حيث غاياتها وأساليبها وأدواتها ومؤسساتها. 2 أثر العولمة على مجاالت المعرفة السياسية بوجه خاص والسيما مجال دراسة العالقات الدولية سواء من حيث المادة أو النهج أو مناظير التحليل أو مجاالت االهتمام قائمة المراجع: 1( ))صادق جالل العظيم ما هي العولمة : مجلة الطريق بيروت العدد الرابع يوليو / أغسطس 1991 ص:ص : السيد ياسين الزمن العربي والمستقبل العربي القاهرة دار المستقبل العربي الطبعة 1998 م ص أسامة أمين الخولي )تحرير( العربي والعولمة بيروت مركز دراسات الوحدة العربية 1998 م((. 2( ))عبدالخالق عبدهلل العولمة جذوره وفروعها وكيفية التعامل معها مجلة عالم الفكر الكويت الوطن للثقافة والفنون واآلداب المجلد الثامن والعشرون العدد الثاني أكتوبر ديسمبر ( ))الحبيب الجنحاني ظاهرة العولمة الواقع واآلفاق مجلة عالم الفكر الكويت المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب المجلد الثامن والعشرون العدد الثاني أكتوبر ( ))عبد الخالق عبد اهلل جذورها وفروعها وكيفية التعامل معها مجلة عالم الفكر الكويت والمجلس الوطني للثقافة والفنون واألدب المجلد الثامن والعشرون العدد الثاني أكتوبر ديسمبر ( ))برهان غلبون سمير أمين ثقافة العولمة وعولمة الثقافة دمشق دار الفكر 2000 رونالد روبوتسون العولمة : النظرية االجتماعية والثقافية الكونية ترجمة د. احمد محمود ونادر أمين القاهرة المجلس األعلى للثقافة 1998 م ((. 6( ))الحبيب الجنحاني ظاهرة العولمة الواقع واآلفاق مجلة عالم الفكر الكويت المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب المجلد الثامن والعشرون العدد الثاني أكتوبر ( )) مواري ورويك جغرافيات العولمة.قراءة في تحديات العولمة االقتصادية والسياسية والثقافية ترجمة : د.سعيد منتاق الكويت المجلس الوطني للثقافة والفنون اآلداب سلسلة عالم المعرفة 3918 فبراير ( ))المنصور عبد العزيز العولمة والخيارات العربية المستقبلية مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية المجلد 25 العدد الثاني

404 9( ))غالي بطرس فيهانس بيترمارتن هارالدشومان فخ العولمة.االعتداء على الديمقراطية والرفاهية ترجمة.عدنان عباس على سلسلة عالم المعرفة رقم 228 الكويت. المجلس الوطني للثقافة والفنون واالداب (( ())عبدهلل عبدالخالق حكاية سياسة بيروت. المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر ط Neack& Haney (eds.) Foreign Policy Analysis)) Prentices Hall)11.)) N. J. 1995) Englewood Cliffs 12()) أنظر في تفاصيل ذلك : أحمد الرشيدي التطورات الدولية الراهنة ومفهوم السيادة الوطنية ( سلسلة بحوث سياسية.85 ) مركز البحوث والدراسات السياسية كلية االقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة ( ))عماد جاد حق التدخل الدولي بين االنساني والسياسي )سلسلة كراسات استراتيجية مركز الدراسات السياسية واإلستراتيجية االهرام القاهرة العدد 93.))2000 Strange< S: "The Erosion of the State " in Current History (()14.))(November 1997) 15 ())وهو ماأشار اليهHuntingtonبالموجة الثالثة في كتابه Huntington.S : Te.)) 1991 Third Wave (University of Oklahoma Presss Civil Society refers to activities by voluntary associations to (( )16 norms and / or deeper social structures" Scholte; Op. shpe policies.))cit 1995) London M; Globalization (Routledge Waters(( )11.))p ())محمد عابد الجابري العولمة والهوية الثقافية ورد في المستقبل العربي ( مركز دراسات الوحدة العربية بيروت عدد 228 فبراير((. 19( ))انطوني جيدنز الطريق الثالث : تجديد الديمقراطية االجتماعية ترجمة د.مالك أبوشهيوة محمود خلف طرابلس : دار الرواد ط )11( 1999 م :(. 20 ())باسكالبيتيولوكسويت العولمةتبحثعنالمستقبل وردفالمجلةالدوليةللعلوماالجتماعية )عدد 160( يونيو 1999 اليونسكو باريس((. 21 ())يمكن الرجوع بصدد هذه التحوالت المنهجية إلى : Rosenau ;J Turbulence.)) 1990) 44 N. J in World Politic (Princeton University Press.)) Op. cit J; Turbulence in World Politics Rosenau(()22 23 ())فرج محمد المة سالم العجيل جدل العولمة مراجعة لألدبيات النظرية كلية االقتصاد والتجارة جامعة طرابلس العدد )3( يونيو 2013((. 403

405 السم الفطري األوكرواتوكين )أ( في حبوب القهوة العربية د.محمود شعبان أ.حنان الوحيشي أ.المهدي ساسي أ.ربيعة الترهوني المقدمة : تعتبر حبوب القهوة إحدى أهم السلع الغذائية األكثر أهمية في االقتصاد العالمي وتأتي في المرتبة الثانية بعد النفط الخام حيث تنتج علي نطاق واسع في البلدان االستوائية وشبه االستوائية وتعتبر البرازيل من أشهر وأكبر الدول المنتجة للبن في العالم Naidu( 2012; Taniwaki et al. Murthy and.) 2013 تنتج حبوب القهوة من النباتات الزهرية التي تتبع جنس Coffea والذي يتكون من عدة أنواع أهمهم اقتصاديا Coffee Arabica و Coffea robusta و Coffea 2013).(Vanesa and Ana liberica حيث تحتوي حبوب القهوة المحمصة على ما نسبته %42-38 كربوهيدرات %17-11 دهون %10 بروتين 4.5- %4.7 وكذلك أمالح معدنية ومضادات األكسدة والتي تشمل الكافين بنسبة تتراوح ما بين % وكذلك مركبات فينولية acid( )Chlorogenic بنسبة ما بين 2012) (Esquivel and Jiménez % قد تحتوي القهوة إلى جانب ذلك على مركبات أخرى ضارة لصحة اإلنسان وأهم هذه المركبات هو السم الفطري األوكراتوكسين-أ (A )Ochratoxin والذي ينتج من تلوث حبوب القهوة بالفطريات أثناء مراحل مختلفة مثل عمليات الحصاد أو التصنيع أو كذلك أثناء النقل والتخزين al..(marin et (2013 األوكراتوكسين-أ يعرف بأنه أحد مركبات األيض الثانوية Metabolites) (Secondary ذات وزن جزئيي منخفض ثابت حراريا نسبيا al.( 2014; Beltran et al. Vidal et ) 2013 تنتجه أجناس مختلفة من الفطريات مثل Pencillum وAspergillus وأهمها.A ochraceus و.A P. verrucosum و P. viridictum P. nordicum و A. niger steyniiو و.A carbonarius وwesterdijkiae.A عند نموها على بعض أنواع األغذية. al Pitt et (2013 (. هذا السم له تأثيرات ضارة على صحة اإلنسان والحيوان بقدرته على إحداث تشوهات في األجنة )Teratogenic) والتسمم الكبدي )Hepatotoxic( وكذلك تأثيرات على الكلي )Nephrotoxic( وإضعاف لجهاز 404

406 المناعة )Immunosuppressive( 2014 Bezerra da Roche et al.(.) كما ذكر بأنه مسرطن للحيوان ويحتمل أن يكون كذلك لينسان حيث صنف هذا السم ضمن المجموعة (B2) حسب الوكالة العالمية ألبحاث السرطان 2002) (IARC. السم الفطري األوكراتوكسين -أ واسع االنتشار في األغذية مثل حبوب القمح والشعير والقهوة والكاكاو والتوابل والثمار المجففة (2012 et al.. (Ozden أكدت العديد من الدراسات على إمكانية تلوث حبوب القهوة العربية الخضراء (Coffea arabica) بالفطريات وبالتالي تواجد سم أوكراتوكسين-أ بها. في أحد الدراسات للباحثPfohl-Leszkowicz (Tozlovanu and (2010. من أجل تقدير تركيز السم الفطري األوكراتوكسين-أ لعدد 30 عينة من القهوة المحمصة والمطحونة والمتداولة في األسواق الفرنسية والتي أكد فيها على أن 30 عينة )%100( كانت موجبة لألوكراتوكسين -أ و بتركيز يتراوح ما بين نانوجرام/جرام. كذلك أوضحت الدراسة التي أجريت من قبل الباحث ( Lee al et ) في ماليزيا لعدد 11 عينة من القهوة المطحونة باستخدام جهاز كروماتوغرافيا السائل العالي األداء بأن 4 عينات كانت ملوثة باألوكراتوكسين -أ وبتركيز يتراوح ما بين نانوجرام/جرام. تهدف هذه الدراسة إلى تقدير تركيز السم الفطري األوكراتوكسين-أ في حبوب القهوة العربية المحمصة (Coffea arabica) في مطاحن البن المختلفة في ليبيا والمستخدمة في تحضير شراب القهوة العربية. المواد وطرق العمل تجميع العينات العينات المستخدمة في هذه الدراسة تشتمل على عدد (42) عينة من حبوب القهوة العربية المحمصة arabica) (Coffea مختلفة المنشأ وهي من الدول التالية: البرازيل اندونيسيا الهند فيتنام كينيا الصين كولومبيا واليمن. جمعت العينات عشوائيا حسب توفرها وحمصت في مطاحن البن المختلفة في صرمان الزاوية زليتن وبنغازي وبوزن 750 جرام لكل عينة. حفظت العينات في أكياس بالستيكية مصنوعة من (Polyethylene) علي درجة حرارة أقل من - 10 م إلى حين إستعمالها في الدراسة. استخالص اللسم الفطري األوكراتوكسين -أ استخلص السم مباشرة من حبوب القهوة العربية المحمصة حسب طريقة al. 2005; Ferraz et al. (Vargas et 2010) باستخدام عمود التجاذب المناعي test) (Immunoaffinity Column Ochra لتنظيف العينات.حيث وزن 25 جرام من العينة و وضعت في خالط زجاجي حجم 500 مل وأضيف إليها 50 مل ميثانول و %1 بيكربونات الصوديوم (30:70) وأجري 405

407 المزج عند سرعة عالية لمدة دقيقة ورشح المستخلص باستخدام ورق ترشيح والحصول على الراشح في أناء نظيف ثم خفف المستخلص وذلك بنقل 10 مل إلى أناء نظيف آخر وإضافة 40 مل PBS وتم خلطه جيدا ثم رشح المستخلص المخفف خالل ورق ترشيح إلى أناء نقي بعد ذلك مرر 10 مل (10 مل =1 جرام مكافئ العينة) من المستخلص المرشح المخفف خالل عمود التجاذب المناعي بمعدل نقطة/ثانية ثم مرر 10 مل من PBS خالل العمود لغسله بمعدل 1 2 نقطة/الثانية وبعدها مرر 10 مل من الماء النقي خالل العمود بمعدل 2-1 نقطة / الثانية تم تظهير السم من خالل عمود التجاذب المناعي بإضافة 1.5 مل من ميثانول grade) (HPLC إلى الحقنة األسطوانية الزجاجية ترك لمالمسة العمود لثواني تم نزل بمعدل نقطة /الثانية لضمان انفصال السم عن األجسام المضادة بالعمود وجمعت كل العينة المزالة 1.5 مل ثم أضيف إليه 1.5 مل من الماء النقي لغرض تقدير تركيز السم الفطري األوكراتوكسين -أ. تاكيد وجود السم الفطري في العينات الموجبة Ochratoxin( )confirmation تم باشتقاق األوكراتوكسين -أ إلي األوكراتوكسين ميثايل استر ester( )Ochratoxin methyl حسب الطريقة المستخدمة من al.( 2011; Ferraz et al. Coronel et.) 2010 تقدير تركيز السم الفطري األوكراتوكسين -أ تم تقدير تركيز السم الفطري األوكراتوكسين -أ وذلك بحقن 100 ميكرولتر من المستخلص إلي جهاز الكروماتوجرافي السائل العالي األداء (High Pressure Chromotography) Liquid والمزود بكاشف فلؤرسنتي من صنع شركة SCL اليابانية حيث أ جريت جميع التحليالت باستعمال منظومة Shimadzu SIL 10A DVP مجهزة بوحدة تطاير خطية وحاقن أوتوماتيكي 10A VP LC ومضخة رباعية LC 10 A DVP وفرن من نوع CTO 10 A VP عند درجة حرارة 40 م وكاشف إضاءة طراز RF 10 AXL العمود التحليلي كان عمود (15 ₓ 0.46) Kromasil 100 C18 ملم 5 ميكرون صنع شركة methanol : acetronitrile األلمانية الطور المتحرك تألف من Teknokroma (v/v/v/v)[35:35:29:1] :water : acetic acid وبسرعة تدفق 0.8 مل/دقيقة وبطول موجي ليثارة (excitation) عند 333 نانومتر وانبعاث (emission) عند 477 نانومتر al. 2005: Ferraz et al. (Vargas et 2010) تم أنشي منحنى المعايرة باستخدام السم القياسي ااألوكراتوكسين -أ( Sigma-USA ) الذي يضم مستويات األ وكراتوكسين المتوقعة بالعينات في ستة نقاط من نانوجرام/مل وأ جري الحقن ثالث مرات لكل تخفيف حيث كان معامل االرتباط الخطي وكان زمن االضمحالل time( )Retention 4.8 دقيقة.ولقياس 406

408 مساحات القمم وارتفاعاتها استعملت وحدة حاسوب كروموتوجرامية مدمجة SP1) (CIASS -VP ملحقة بجهاز الكروماتوغرافي. وتم احتساب تركيز السم في العينات باستخدام المعادلة التالية al.( 2009 Senyuva et ) : حيث أن: Conta = V = sample material taken for analysis (ml). Solvent = solvent taken for extraction (ml). Aliquot "ex" = aliquot taken from extract (ml). Dilution factor = total volume of diluted sample obtained by adding PBS (ml). Aliquot "ds" = aliquot taken from diluted sample (ml). Elution = final volume obtained after elution from (ml). Csmp = concentration of ochratoxin A calculated from linear regression (ng/ml). Conta. = contamination of sample material with ochratoxin A (ng/gram). عينة من حبوب القهوة العربية 42 النتائج والمناقشة أوضحت نتائج هذه الدراسة لعدد مختلفة المصادر لوجود وتقدير تركيز arabica( )Coffea المحمصة األوكراتوكسين -أ باستخدام عمود التجاذب المناعي وجهاز الكروماتوغرافي السائل العالي األداء أن 28 عينة (%66.66) كانت ملوثة باألوكراتوكسين -أ حيث كان أقل تركيز للسم 0.20 نانوجرام/جرام وأعلى تركيز كان 2.49 نانوجرام/جرام وأن (%33.33) كانت خالية من األوكراتوكسين -أ عند حد الكشف للجهاز 0 14 عينة 20. نانوجرام/جرام جدول رقم ) 1 (.تتفق نتائج هذه الدراسة مع بعض الدراسات األخرى التي أجريت حول العالم والتي كان من ضمن أهدافها األساسية تقدير تركيز السم الفطري األوكراتوكسين -أ بها حيث أوضحت دراسة للباحث ( et (Nehad لعدد 45 عينة جمعت عشوائيا من األسواق العامة بالقاهرة إن % al. وبأعلى من عينات القهوة العربية المحمصة كانت موجبة لألوكراتوكسين -أ تركيز 8.35 نانوجرام/جرام في دراسة لتقدير تركيز السم الفطري األوكراتوكسين - أ لعدد 24 عينة من عينات حبوب القهوة العربية المحمصة في األرجنتين أوضحت إن 13 عينة )%54.16( كانت موجبة لألوكراتوكسين -أ و بتركيز يتراوح ما بين نانوجرام/جرام وبمتوسط تركيز 1.00 نانوجرام/جرام (Vanesa في دراسته 2013) and Ana. كذلك أكد الباحث al.( 2011 (Coronel et 407

409 لتقدير تركيز السم الفطري األوكراتوكسين -أ لعدد 72 عينة من عينات حبوب القهوة العربية المحمصة جمعت من 12 مدينة في مقاطعة Catalonia بأسبانيا إن 35 عينة )%48.6( كانت موجبة لألوكراتوكسين -أ وبتركيز يتراوح ما بين نانوجرام/جرام وبمتوسط تركيز 2.17 نانوجرام/جرام. جدول رقم )1( تركيز األوكراتوكسين- أ )نانوجرام/جرام( في عينات حبوب القهوة العربية المحمصة ( Coffee )Arabica تركيز األوكراتوكسين- أ )نانوجرام/جرام( المصدر رقم العينة تركيز األوكراتوكسين- أ )نانو جرام/جرام( المصدر رقم العينة 0.20 البرازيل 22 *0.2> الهند الهند 23 *0.2> اندونيسيا البرازيل 24 *0.2> البرازيل البرازيل 25 *0.2> البرازيل البرازيل البرازيل الهند البرازيل البرازيل فيتنام الهند 29 *0.2> البرازيل الهند 30 *0.2> البرازيل البرازيل الهند كينيا 32 *0.2> البرازيل 11 *0.2> الهند 33 *0.2> الهند 12 *0.2> البرازيل الهند البرازيل البرازيل الهند الهند ` الهند الهند الهند البرازيل 17 *0.2> فيتنام الهند 18 *0.2> كولومبيا 40 *0.2> الهند الصين فيتنام 20 *0.2> اليمن الهند 21 اقل من حد الكشف <0.2* نانوجرام/جرام وجود السم الفطري األوكراتوكسين-أ في عينات القهوة العربية المحمصة المستخدمة في هذه الدراسة دليل علي تلوث حبوب القهوة العربية الخضراء بالفطريات وبالتالي تكون السم الفطري األوكراتوكسين-أ قبل أجرا عملية التحميص وهذا يرجع إلى عدم إتباع الشروط الصحية لحفظ وتداول األغذية خالل عملية الحصاد والتجفيف والنقل والتخزين. أوضح الباحث al. 2008) (Noonim et في دراسة للفطريات المصاحبة لحبوب القهوة العربية الخضراء arabica) (Coffea وتقدير تركيز السم الفطري األوكراتوكسين -أ لعدد 32 عينة في تايالند إن %78 من العينات ملوثة بفطريات من نوع.A melleus و.A circumdat و.A 408

410 westerdijkiae و A. scleroit و A. sulphureus و A. ochraceus وكان تركيز السم الفطري األوكراتوكسين -أ يتراوح ما بين نانوجرام/جرام. وذكر إن فطريات A. carbonarious و A. niger و A. A. scleroit sulphureus و.A ochraceus التي عزلت من حبوب القهوة العربية الخضراء arabica) Coffea )من الفطريات المنتجة لألوكراتوكسين -أ كذلك أوضح الباحث 2010) (Alvendia and Acda في دراسته على الفطريات المصاحبة لحبوب القهوة العربية الخضراء في الفلبين لعدد 85 عينة جمعت بعد الحصاد والتجفيف في الفترة عزل 26 نوع يتبع 14 جنس أهمهم فطريات جنس Pencillium و Aspergllus و أن فطر.A niger هو الفطر السائد وبنسبة %52.31 وأستنتج الباحثان Ahmad( 2010 Salem and ) في دراستهما األولية لعدد 11 عينة من حبوب القهوة العربية الخضراء أن 7 عينات تحتوي على األوكراتوكسين- أ وبتركيز ما بين نانوجرام/جرام وبمتوسط تركيز 4.09 نانوجرام/جرام. كذلك وجود السم الفطري األوكراتوكسين-أ في عينات القهوة العربية المحمصة المستخدمة في هذه الدراسة قد يرجع أيضا إلي عدم استخدام درجة حرارة و زمن كافي خالل عملية التحميص حيث أشار. al (Ferraz et (2010 في دراسته عن تأثير التحميص علي السم الفطري األوكراتوكسين-أ لعدد 16 عينة من حبوب القهوة العربية عند درجات حرارة مختلفة تشمل م لمدة 12 دقيقة تودي إلي تكسير % من السم الفطري األوكراتوكسين-أ علي التوالي. كذلك أوضح الباحث al. 2013) Oliveira et ) في دراسته عن عينات من حبوب القهوة العربية أن التحميص لمدة 14 دقيقة على درجة O م تؤدي إلى تكسير ما بين %95.41 و %97.17 من السم حرارة 217 م و O 224 الفطري األوكراتوكسين-أ علي التوالي. وأشارت المواصفة القياسية الليبية للحدود القصوى للسموم الفطرية )األوكراتوكسين -أ( في األغذية واألعالف رقم ) (683 ومواصفة دول اإلتحاد األوربي رقم ) ( بأن تركيز السم الفطري األوكراتوكسين -أ في حبوب القهوة المحمصة والمطحونة ال يزيد على 5 نانوجرام/جرام في حين أوضحت نتائج هذه الدراسة بأن عدد 28 عينة (%66.66) كانت ملوثة بالسم الفطري األوكراتوكسين -أ حيث كان أقل تركيز للسم بالعينات 0.20 نانوجرام/جرام و أعلى تركيز كان 2.4 نانوجرام/جرام وهذا يعتبر ضمن الحدود المسموح بها في المواصفات القياسية المذكورة ولكن إستخدام هذه القهوة العربية المحمصة ملوثة بتركيزات مختلفة من األوكراتوكسين-أ ولعدة مرات بدون إجراء عملية التحميص الجيد لها قد يؤثر على صحة اإلنسان نظرا الن فترة 409

411 نصف العمر لهذا السم في اإلنسان حوالي 35 يوم كما أشار إلى ذلك ( et (Ringot 2006 al. أيضا يعتبر هذا السم حسب تصنيف الوكالة العالمية ألبحاث السرطان من السموم المسرطنة للحيوان ويحتمل أن يكون مسرطن كذلك لينسان.2002) (IARC من خالل هذه الدراسة والنتائج المتحصل عليه نقترح ونوصي بضرورة إجراء عملية التجفيف الجيد لحبوب القهوة العربية الخضراء بعد عملية الحصاد والتخزين الجيد وإجراء عملية التحميص الكافية التي تكفل التخلص من السم الفطري األوكراتوكسين -أ بالكامل دون التأثير علي الفائدة ألغذائية للقهوة. المراجع: المواصفة القياسية الليبية للحدود القصوى للسموم الفطرية )األوكراتوكسين -أ( في األغذية واألعالف رقم ( ). المركز الوطني للمواصفات و المعايير القياسية - ليبيا. A (2010). Mycoflora of coffee beans in the Philippine. IssAAs. 16 M G and Acda D Alvindia Yusàb V. J Sanchoa C. Ripollésa T. Portolésa M. Ibáneza E. Beltrán F (2013). Development of sensitive and S and Hernándeza Marínb V. rapid analytical methodology for food analysis of 18 mycotoxins included in a total diet study. Analytica Chemica Acta. 783 F and I M Guedes F. E Maia. F O. F Freireb E. M Bezerra da Rochaa D (2014). Mycotoxins and their effects on human and animal Rondina health. Food Control. 36 A. J and Ramos G. Cano-Sancho Tarrago. M. S. Marin B. M Coronel V (2011). Ochratoxin A and its metabolite ochratoxin alpha in Sancchis Spain. Food urine and assessment of the exposure of inhabitants of Lleida and Chemical Toxicology. 49 EC-Commission Regulation. Setting maximum levels for certain contaminants in foodstuffs. Official Journal of the European Commission. No. 1881/2006 of 19 December M (2012). Functional properties of coffee and V P and Jiménez Esquivel coffee by-products. Food Research International

412 V Marques V. M Copetti D. Perrone T. B Lamanaka M. B M Ferraz H (2010). Kineticcs of ochratoxin A M A and Taniwaki A Vitali X destruction during coffee roasting. Food Control.21 IARC- International Agency for Research on Cancer (2002).Some traditional naphthalene and styrene. In some mycotoxins herbal medicines Monographs on the evaluation of carcinogenic risk to humans. Lyon (France). IARC Press. B (2012). Zeolite linde type L P and Sallehba E Nga B. Saada P. T Lee as micro-solid phase extraction sorbent for the high performance liquid chromatography determination of ochratoxin A in coffee and cereal Journal of Chromatography.1237 V (2013). Mycotoxins: G and Sanchis Cano-Sancho J. A Ramos S. Marin and exposure assessment. Food and Chemical toxicology Occurrence Toxicology. 60 M (2012). Sustainable management of coffee M S and Naidu P Murthy industry by-products and value addition - A review. Resources Conservation and Recycling. 66 A. M and Naguib Abd-Samed S. M Kawther M. M Farag A. Nehad. E K (2007).An exposure and intake assessment of ochratoxin a from imported coffee beans in Egypt. World Journal of Agriculture Science Frisvad. J. C and Samson Nielson. K. F. Mahakarnchanakul. W. Noonim. P. identification and toxigenic potential of ochratoxin A- R (2008). Isolation producing Aspergillus species from coffee beans grown in two regions of Thailand. Int Food Microbiol. 128 G Prado C L Paiva A. F G R Pereira D. Maria da Silva G. Oliveira R (20!3). Effect of different roasting levels and particle L and Batista sizes on ochratoxin A concentration in coffee beans. Food Control

413 B (2012). Occurrence of ochratoxin S and Alpertunga A Akdeniz S. Ozden A in cereal-derived food products commonly consumed in Turkey. Food Control. 25 B (2013). Mycotoxin production in M H and Cole M Taniwaki I. J Pitt storage and harvesting major crops as influenced by growing with emphasis on the achievement of food safety objectives. processing Food Control. 32 Y (2006). Y-J and Larondelle Schneider A. Chango D. Ringot an update. Chemico- Toxicokinetics and toxicodynamics of ochratoxin A Biological Interactions.158 R (2010).Mycotoxins in food from Jordan: M and Ahmad N Salem Preliminary survey. Food Control. 21 J (2009). Determination of aflatoxins D and Gilbert Cimen Z. H Senyuva and ochratoxin A in high-sugar content traditional Turkish food by affinity column clean and lc fluorescence detection. Journal of AOAC International. 92 V M R M.V. Copetti R A Teixeira A. A Teixeira H. M Taniwaki T(2013). Ochratoxigenic fungi and ochratoxin A in B and Ia- manaka defective coffee beans. Food Research International. Accepted Manuscript. A(2010). Ochratoxin A in roasted coffee M and Pfohl-Leszkowicz Tozlovanu from French supermarkets and transfer in coffee beverages: Comparison of analysis methods. Toxin. 2 P (2013). Occurrence of ochratoxin A in coffee beans D and Ana Vanesa ground roasted and soluble coffee and method validation. Food Control A (2005). Determination of ochratoxin E. A. and Pittet Santos E. A. Vargas A in green coffee by immunoaffinity column cleanup and liquid chromatography. collaborative study. J.A.O.A.C

414 S (2014). J and Marína A Ramos V. Sanchis H. Morales A. Vidal Stability of DON and OTA during the bread making process and 234- determination of process and performance criteria. Food Control االضطرابات النفسية واالنحرافات السيكوباتية األكثر شيوعا لدى عينة من مدمني استخدام االنترنت في ليبيا د. صالح المهدي الحويج قسم علم النفس - كلية األداب / سوق األحد جامعة الزيتونة - ليبيا أوال : مقدمة البحث: يعتبر عالم االنترنت عالم قائم بذاته يتفاعل فيه الفرد دون قيود اجتماعية أو عرفية بل إن ه ينسج عالقات متعددة بعضها بدافع الفضول والبحث عن المعرفة وبعضها الكتشاف الذات واآلخر وبعضها كموضة يساير فيه األقران والزمالء وينجح الكثيرون في تقنين استخدامهم للنت في المدة والمضمون إال أن آخرون ال يتسلل لهم الزمن ويصبح النت موجها لهم في الوقت وفي المواضيع أيضا.واالهتمام باإلنسان يعتبر مؤشرا حضاريا لتقدم المجتمع وتطوره واالعتماد على األسس العلمية في فهم وتفهم خصائص هذا اإلنسان وتمكينه من التطور والعطاء واإلبداع في شتى مجاالت الحياة بما في ذلك الفضاء االلكتروني الذي أصبح يأخذ مساحات واسعة من حياة الناس وإذا ما استطاع الفرد واألسرة والمجتمع استثمار هذا الفضاء فإن ذلك سيكون رافدا للتقدم والتطور أم ا إذا ما شاعت األخطاء المقصورة في التعامل مع هذا الفضاء فإن ذلك سيمهد إلى ظهور المشكالت واالضطرابات النفسية 1 واالجتماعية التي تعيق حياة األفراد والمجتمع ككل.) ) ثانيا : إشكالية البحث: تتحدد إشكالية البحث في اإلجابة عن التساؤالت اآلتية: س 1 / ما هي أكثر االضطرابات النفسية شيوعا لدى مدمني النت س 2 / ما هي أكثر االنحرافات السيكوباتية شيوعا لدى مدمني النت س 3 / هل تختلف هاته االضطرابات واالنحرافات لدى الذكور عنها لدى اإلناث س 4 / ما هي أكثر المشكالت النفسية شيوعا لدى مدمني االنترنت www.elssafa.com ) ( الصفاء للصحة النفسية

415 س 5 / ما هي أكثر األمراض النفسية شيوعا لدى مدمني النت وال شك أن إشكالية البحث تعتبر العمود الفقري للبحث وهو ما يستوجب صياغتها في تساؤالت إجرائية تستهدف خطوات البحث اإلجابة عنها.ويبقى اإلنسان هو الغاية وهو الوسيلة في كل ذلك وهو الرأسمال األساسي في مرحلة التفتح على المستقبل والسعي إلى اللحاق بمركب المجتمعات المتطورة والمتقدمة من خالل دراسة اإلشكاليات والمناهج والوسائل المؤدية لذلك التطور ومن هذا أتت محورية أهمية دراسة كافة جوانب اإلنسان من حيث التفاعل مع الوسط المحيط بمختلف مكوناته وخاص ة منها ما يتعلق بالفضاء االلكتروني وبخاصة في المجتمع الليبي الذي يشهد مرحلة تحول كبرى تمس كافة مكوناته وقد بدأت تتضح معالم اشكالية هذا البحث بعد معايشة وتواصل الكتروني مع موقع ومنتدى الصفاء للصحة النفسية ومخاض فكري لمسناه من خالل تقييم هؤالء األفراد والذي ما لبث أن تطور ونمى وتجس د في إشكالية أساسية بحثنا هذا وهي التي ترجمناها إلى أهداف إجرائية لعلنا نجد الجواب الشافي والمقنع معتمدين في الوصول إلى ذلك على اختيارنا لمجال معين وأدوات محددة نستقي من خاللها البيانات المستمدة من المعطيات التطبيقية لمجتمع البحث.وهو ما يستوجب معه تضافر الجهود للتوعية النفسية والتربوية واالجتماعية لتبصير األبناء واآلباء باالستخدام اإليجابي لالنترنت وتعديل االتجاهات السلبية الشائعة لدى الكثيرين من خالل بلورة بعض األفكار الصحيحة والسليمة نفسيا وتربويا والقابلة للتطبيق على مستوى التخطيط التنموي العام أو على مستوى ما تقوم به المؤسسات المختصة في هذا المجال بالتعاون مع اآلباء والمربين 1 واألخصائيين بالخصوص.) ) ثالثا : أهداف البحث: يهدف البحث إلى التعرف على ما يلي: 1- االضطرابات النفسية األكثر شيوعا لدى عينة البحث. 2- االنحرافات النفسية األكثر شيوعا لدى عينة البحث. 3- المشكالت النفسية األكثر شيوعا لدى عينة البحث. 4- األمراض النفسية األكثر شيوعا لدى عينة البحث. رابعا : أهمية البحث: تنبثق أهمية البحث مما يلي: 1- من كونه مجاال بكرا في التمتع بالمعرفة. 1 ( ) -1www.elssafa.com الصفاء للصحة النفسية 414

416 2- من اإلثراء المعرفي في هذا المجال. 4- من تبصير آلباء والمربين بواقع االنترنت. خامسا : محددات البحث:يتحدد البحث بالعينة وبالمنهج المتبع وباألدوات المطبقة واألساليب اإلحصائية المستخدمة في الفترة من 2014/1/1 إلى 2014/6/3 سادسا : المفاهيم اإلجرائية للبحث: 1- المشكالت السلوكية: هي الصعوبات والعوائق النفسية التي تمس السلوك النفسي 1 للفرد دون خلل عقلي أو أخالقي.) ) 2- االضطرابات النفسية: هي درجة مستمرة نسبيا من االضطرابات في المكونات 2 النفسية والقيم األخالقية دون اضطراب عقلي.) ) 3- االنحرافات النفسية: هي درجة مؤقتة أو مستمرة نسبيا من االنحراف في 3 المكونات النفسية واألخالقية والصحية لينسان دون وضوح اضطراب عقلي.) ) 4- األمراض النفسية: هي درجة مستمرة من عدم االستقرار وقلة التوازن النفسي في 4 المكونات النفسية لينسان دون خلل عقلي أو أخالقي.) ) 5- مدمن االنترنت: كل من يستخدم االنترنت ألكثر من ساعتين دون دواعي العمل والمهنة. - وتشتمل المشكالت النفسية على المشكالت اآلتية:قظم األظافر الخجل نقص الثقة بالنفس التبول الالإرادي اإلحباط اضطرابات النطق المجاملة النسيان الثرثرة السرحان أحالم اليقظة التردد نتف الشعر.وهي تعني تغير في الحالة النفسية مع المحافظة على تماسك الجانب القيمي واألخالقي والعقلي. - أما االضطرابات النفسية فتشمل:األنانية السلوك العدواني الغيرة إدمان االنترنت التدخين النرجسية القسوة األلفاظ النابية الغرور التشاؤم النكدية العادة السرية العناد السلبية.وهي تعني تغير في الجانب النفسي واألخالقي والقيمي دون وضوح خلل في الجانب العقلي. 1 ) ( 2 دراسات مركز الصفاء للصحة النفسية والتربوية- طرابلس ص 15. ( ) نفس المرجع ص ( (نفس المرجع ص ( ) دراسات مركز الصفاء للصحة النفسية والتربوية- طرابلس ص

417 - أما االنحرافات النفسية فتشمل:التعاطي اإلدمان السرقة الكذب الخيانة عدم الوفاء نكران المعروف الجريمة اإلشاعات المعاكسة الشماتة االستهزاء االنحرافات الجنسية النميمة النصب واالحتيال السخرية التهكم. وهي تعني تغيرا في الجانب النفسي واألخالقي والقيمي ودون وضوح الضطراب عقلي. - أما األمراض النفسية فتشمل:القلق النفسي االكتئاب النفسي القلق االكتئابي الهستيريا الوهن النفسي الخواف الوسواس القهري. وهي تعني تغيرا في المكونات النفسية للشخصية دون تغير في المكونات األخالقية والقيمية للشخصية. سابعا : منهج البحث: استخدم الباحث المنهج الوصفي الذي يتطلب وصف وتحديد الظاهرة موضوع البحث. ثامنا : أدوات البحث: تم استخدام مقياس المشكالت واالضطرابات واالنحرافات النفسية يجيب عليه المبحوثين الكترونيا متضمنا البيانات األساسية والفقرات التي تقيس كل بند من بنود المقياس والذي يتكون من البنود اآلتية: 1- المشكالت السلوكية. 2- االضطرابات النفسية. 3- األمراض النفسية. 6- االنحرافات السيكوباتية. تاسعا : مجتمع وعينة البحث:يتكون مجتمع البحث من 100 مبحوث في الفترة من 2014/1/1 إلى 2014/3/16 من مستخدمي النت أكثر من ساعتين في اليوم دون دواعي العمل والمهنة ومن الذكور واإلناث ولقد اختيرت العينة المتاحة وهي كما يوضحها الجدول اآلتي: جدول رقم) 1 ( : يوضح عينة البحث: المجموع إناث ذكور الجنس العدد جدول رقم) 2 ( : يبين المستوى التعليمي للعينة: عالي جامعي ثانوي إعدادي ابتدائي المستوى التعليمي ت % 10 % 35 % 40 % 10 % 5 ن.م جدول رقم )3( : يبين عمر العينة: العمر ت % 11 % 14 % 60 % 15 ن.م جدول رقم )4( : يبين الحالة االجتماعية للعينة: 416

418 أرمل مطل ق متزوج أعزب الحالة االجتماعية ت % 1 % 2 % 60 % 31 ن.م عاشرا : نتائج البحث: بعد تفريغ البيانات وتحليلها واستخدام األساليب اإلحصائية وتفسيرها في ضوء النظريات المنفذة المعاصرة تم التوصل إلى النتائج اآلتية: جدول رقم )5( يبين المشكالت السلوكية لمدمني االنترنت عينة البحث: أحالم اليقظة السرحان اإلحباط الثقة قظم األظافر نقص بالنفس المشكالت النفسية ت % 30 % 30 % 10 % 10 % 20 ن.م ويتضح من الجدول السابق أن أكثر المشكالت السلوكية تكرارا كانت أحالم اليقظة السرحان ونقص الثقة بالنفس ثم قظم األظافر والغحباط وهو ما يبين اآلثار السلبية الستخدام االنترنت بشكل خاطئ وإدمان الجلوس أمامه. جدول رقم )6( يبين االضطرابات النفسية لعينة البحث من مدمني االنترنت: الغيرة األنانية العناد السلبية العادة السرية التشاؤم التدخين االضطراب النفسي ت 5 % 5 % 10 % 20 % 30 % 15 % % 15 ن.م يتضح من الجدول السابق أن أكثر االضطرابات النفسية تكرارا كانت العادة السرية السلبية التشاؤم التدخين والعناد ثم األنانية والغيرة. جدول رقم )1( يبين األمراض النفسية لعينة البحث من مدمني استخدام االنترنت: الوهن النفسي الوسواس القهري القلق االكتئابي الخوف االكتئاب النفسي القلق النفسي المرض النفسي ت 10 % 3 % 35 % 2 % 20 % % 30 ن.م يتضح من الجدول السابق أن أكثر األمراض النفسية شيوعا هو االقلق االكتئابي ثم القلق النفسي وبعده القلق االكتئابي ثم الوهن النفسي الوسواس القهري والخواف. جدول رقم )8( يبين االنحرافات النفسية لعينة البحث من مدمني استخدام االنترنت: السخرية اإلشاعات اضطرابات المعاكسة الخيانة الكذب اإلدمان التعاطي االنحراف النفسي ت ن.م % 20 5 % 20 % 5 % 25 % 10 % 10 % 5 % 417

419 يتضح من الجدول السابق أن أكثر االنحرافات النفسية شيوعا هو المعاكسة ثم التعاطي والكذب ثم االنحرافات الجنسية واإلشاعات ثم اإلدمان واإلشاعات والسخرية. يتضح من استعراض النتائج السالفة الذكر أن إدمان استخدام االنترنت يمهد لمشكالت واضطرابات وانحرافات وأمراض تمس الفرد وتهدد هويته واستقراره النفسي وتمثل شرخا مباشرا وغير مباشر لصحته النفسية.. فالصحة النفسية ال تقل أهمية عن الصحة الجسمية بل أن كالهما رافد لآلخر وأساس له.. فإذا ما كانت الصحة الجسمية ال تتقرر إال باألداء اإليجابي للجسم وبالقدرة على توظيف هذا الجسم لخدمة الفرد وتحقيق أهدافه فإن أية أعراض ظاهرة أو كامنة تضعف كفاءة الجسم ووظيفته الحيوية وتنحدر به نحو المرض الجسمي كما هو الحال في الصحة النفسية والتي تندرج بصورة متوالية مابين الصحة والمرض والتي يترتب عليها عند البعد عن السواء الكثير من المشكالت واالضطرابات النفسية التي تمس الفرد واألسرة والمجتمع ويؤكد أبوالنيل على أن األساليب التي يتلقاها الفرد من األسرة خاصة الوالدين تستهدف بناء الشخصية العامة 1 المتوافقة. ( ) ويرى حامد زهران أن التربية والتعليم تقوم على التفاعل االجتماعي وتهدف إلى إكساب الفرد سلوكا ومعايير واتجاهات مناسبة ألدوار اجتماعية معينة تمكنه من مسايرة جماعته والتوافق معها وتكسبه الطابع االجتماعي وتيسر له 2 االندماج في الحياة.) ) ونؤكد على أن استعراضنا للنتائج السالفة الذكر يدعونا إلى استحضار بعض المعالم الخاصة بالمجتمع الليبي فهو من الناحية الحضارية الثقافية مجتمع عربي إسالمي يتمسك بهويته الحضارية هذه وما يرتبط بها من قيم وهو إلى ذلك بلد نام يسعى إلى التطور والتجدد كما أن ه من ناحية أخرى يحظى بثروة طبيعية هائلة من شأنها أن تيسير له النهوض بالمشارع الطموحة والعميقة التأثير في تنمية اإلنسان والطبيعة على حد سواء وألن بحثنا يهدف بالخصوص إلى فهم اإلنسان وتنمية طاقاته الالمحدودة وتشخيص الصعوبات والمشكالت التي تعيقه فإن كثيرا من المواصفات السالفة الذكر تجعل من الممكن االستفادة العلمية من اإلجراءات المباشرة لنتائج هذا البحث وأمثاله من البحوث في الميادين اإلنسانية المتعددة وأن طموحنا ال يقف عند حد نتائج البحث بل يتعد اه إلى أن تحفز هذه 1 ) ( محمود السيد أبو النيل : علم النفس االجتماعي/ دراسات عربية وعالمية- بيروت النهضة العربية 1985 ص ( ) حامد عبد السالم زهران: علم النفس االجتماعي/ عالم الكتب القاهرة ص

420 النتائج باحثين آخرين لتناول موضوعات فرعية أو رئيسية يحيل إليها أو يلهم بها هذا البحث مع استكمال جوانب أخرى واستكشاف أبعاد أخرى ما تزال خفية عن هذا الموضوع وهذا ما يدعونا أيضا إلى توعية اآلباء والمربين واألبناء والمختصين والمسئولين بدورهم حتى ال يكون التعامل مع فضاء االنترنت عرضة للتقليد والصدفة والنزوات الشخصية واالجتهاد القائم على األهواء الشخصية والنفعية بعيدا عن المرجعية العلمية وهذه التوعية وهذا التبصير يحتاج إلى برنامج وخطة مدروسة تتضافر فيها جهود الجميع ألن التنشئة االلكترونية ال تخص فردا بعينه أو أسرة بعينها وإن ما هي عامل إيجابي لمشروع أي مجتمع وتحسين صورة مستقبله وغده وحاضره ومنبع للعطاء والتميز واإلبداع لألفراد واألسر والمجتمع ككل. الحادية عشر: التوصيات : من خالل نتائج البحث يمكن تقديم التوصيات اآلتية: 1- تبصير الجميع بهاته المشكالت واالضطرابات. 2- تبصير الجميع بمهارات التعامل اإليجابي مع فضاء االنترنت. 3- تفعيل دور اإلعالم االلكتروني التوعوي. 4- إقامة ندوات ومؤتمرات علمية في هذا المجال. الثانية عشر : المقترحات : من خالل نتائج البحث يمكن تقديم المقترحات اآلتية: 1- إجراء دراسة موسعة لعينات أكبر. 2- دراسة تأثير إدمان استخدام االنترنت على التحصيل لدى الطلبة. 3 -دراسة تأثير إدمان استخدام االنترنت على الطالق العاطفي بين الزوجين. 4 -دراسة تأثير إدمان استخدام االنترنت على التفكك األسري. 5- دراسة تأثير إدمان استخدام االنترنت على شيوع الخيانة الزوجية. المراجع: 1- حامد عبد السالم زهران: علم النفس االجتماعي- عالم الكتب القاهرة الصفاء للصحة النفسية 3- منشورات مركز الصفاء للخدمات النفسية والتربوية طرابلس ليبيا محمود السيد أبو النيل: علم النفس االجتماعي - دراسات عربية وعالمية بيروت النهضة العربية

421 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year Azzaytouna University Journal - Libya

422 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year Azzaytouna University Journal Dr. Abdulnabi Mohammed Al buzedi General Advisor Dr Farag ElMousogi General Advisor Dr. Abdin A. Sharif Head of the Editorial Committee Members of the Editorial Committee Dr.EL Arabi Ahmed Aghela Dr. Mohamed Ali AL-Asfar Dr. Mohamed Abdulla Saied Dr Mohameed Hameed Ali Dr. Kalil Abulqasem.M Dr.Saleh Salem Ganaim Dr. Emtear Saad Geet Mr. Mostafa Mohamed Jhededr. Mr. Amaar Farag Basher 2

423 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year Azzaytouna University Journal Principles and Regulation A brief about the Journal It is an evaluated-based, quarterly journal issued by Azzaitouna University Libya - in Arabic and English. It is interested in publishing research papers and scientific studies, as well as, presenting books and periodicals summaries, Doctorate or Master Theses, conferences and workshops reporters inside and outside Libya. Journal Objectives - activating and enriching scientific research in all scientific fields related to the University majors paying attention to the comprehensive development issues in the light of the local, regional and international changes - offering a chance for researchers to publish their studies and to convey their ideas in order to expand the circle of knowledge among researchers, decision makers and practitioners inside and outside Libya - creating a scientific dialogue among researchers and those who are interested in updated issues in all scientific fields related to the University majors Publishing principles, regulations and criteria Studies and research papers presented to publication in the journal should accordance with the following principles and regulations: 1. Research and studies: These should be - original in terms of the research ideas and them; they should neither be published nor part of a Doctorate or a Master thesis - written in a correct methodology - written in a clear and correct language; they should be coherent and cohesive 2. Referencing: Sources should be cited and documented chronologically accordance with the following: Reference to a book Elements to cite: Full name of the author, title of the book, place of publication, publisher, year and page/s 3

424 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year Reference to an article in a journal Elements to cite: Full name of the author, name of the journal, volume number, date publication, research or article pages Reference to indirect quotation (a contribution in a book): cite the original source 3. Footnotes: Footnotes are restricted to explaining or clarifying ambiguous points which cannot be included in text and in order to be highlighted. Each page should be numbered independently. Footnotes should appear at the bottom of the page. 4. References and bibliography: Arabic references should be cited first. References should include only what have been actually cited in text by the researcher. They should be ordered alphabetically as follows: First: Arabic references - المهدي غنية مبادئ التسويق ( طرابلس: الجامعة المفتوحة )2002(. - عبد السالم ابوقحف مقدمة في إدارة األعمال الدولية )اإلسكندرية: مطبعة اإلشعاع الفنية )8991( - محمد المكي "أهمية المراقبة الداخلية للمراجع الخارجي" )طرابلس: مجلة دراسات في اإلدارة واألعمال المصرفية( العدد )8911( 6 ص ص: Second: foreign references Drury, Colin (2000), Management and Cost Accounting, 5 th edition, (London: Thomson Learning). Kaplan, Robert (2000), Balance without profit, Financial Management, (January), Third: Material from the Web For citing material from the Web, two additional pieces of information are usually needed: 1. the electronic address or URL of the site (e.g. http ://...) 2. the date you accessed the site or database 4

425 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year General and technical principles: Researchers should write their names, degrees, occupations, place of work in the first page of their research. It is also important to mention the correspondent address, fax and phone number, and e- mail. Research papers and studies should be written in Arabic and in English provided that a summary in Arabic, of not more than 150 words, is enclosed. the number of pages, including tables, references, and graphs should not exceed 20 pages Research papers and studies should be printed in Microsoft Word on one side paper of (A4) single-spaced. A (CD) of the work and a Curriculum Vita (CV) of the researcher should be enclosed. Works presented in Arabic should be in (Simplified Arabic).Works presented in English should be in (Times New Roman). Font size should be as follows: o Size 18 for the main headlines o Size 16 for the subtitles o Size 14 for the text o Size 12 for the abstract in italic o Size 10 for the footnotes Margins should be as follows: o Up and bottom 2.5 cm o Right 3 cm o Left 2.5 cm The research papers and the studies presented to the journal are subject to the evaluation by specialized professors assigned confidentially by the editorial committee. The journal has the right to ask the researcher to make the necessary corrections required by the evaluators. The journal has the right to make minor correction, when necessary, without an advanced permission from the researcher. The editorial committee has the right to seek assistance from more than one referee if necessary and the researchers will be informed whether their work has been accepted or not according to the referees reports. Unaccepted works for publication will not be returned to the researchers. The researcher vow never to publish the research or the study by any other means for a period of two years from the date of publishing. 5

426 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year All points of view published in the journal represent the writers and do not necessarily represent the view of the journal. The journal assures to inform the researcher with receiving and forwarding his work to the editorial committee in two weeks time. The journal assures to inform the researcher of the acceptance of his work in two weeks time from receiving the referrers reply. The journal informs the researcher in which issue the work will be published. Publication rights will be transferred to the journal when the researcher is informed of the acceptance of his work. Publishing of research or studies in the journal is ordered according to the technical considerations, and to the submission date, not to the importance of the work or status of the researcher. The researcher obtains three copies of the issue when his research or study is published. 6. Correspondence addresses: All studies, research and correspondences should be sent to the Head of the Editorial Committee of Azzaitouna University Journal on the following address: Azzaitouna University Journal Suq-Al ahad Tarhuna - Libya Or post-box: Tripoli Libya Or info@azu.edu.ly Phone: Fax: The University web site: 6

427 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year Content Issue No Subject The Author Page No. 1 Dynamic Simulation of Yousef S Ettomi Ali 8 the Speed-Torque controlled DC Motor Drive by software MATLAB Hagag M Lamin Gabasa 2 Economic Policies for ALShadli Edwick 22 Sustainable Development and Growth 3 Estimation of Petro Khulud Rahuma, Ayman 35 Physical Properties For.Gmaty, Faisal Milad, and Two Different Formations Abd Alrrahman Shabany in The Same Reservoir 4 Numerical Simulation of High Pressure Hydrogen Emerges to Air 5 Open Problems on Zeros of Analytic Functions in Finite Quantum Systems Mohamed. H. Elhsnawi, Mesbah. M. Salem, Saleh B. Mohamed 42 M. Tubani 51 7

428 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year Dynamic Simulation of the Speed-Torque controlled DC Motor Drive by software MATLAB Yousef S Ettomi Ali Hagag M Lamin Gabasa Higher polytechnic Institute for Vocational Engineering ZAWIA Abstract This paper deals with the design of speed and torque control of DC motor drive. The PI control scheme is proposed for the system and it is usually used in DC motor drives. The proposed control schemes guarantee the asymptotic stability of the closed loop system. The converter that is used in the system is 4-quadratic switch mode DC-DC converter. The design based on the small signal model and verified using a large signal model. To illustrate the developed control schemes, the performance of the closed loop system is simulated using MATLAB. The simulation, analysis and discussion are introduced to present the efficiency of the scheme. Introduction The performance of DC drives depends on the type of speed controlled as well as torque controlled converters used in system. In DC drives, controlling of amount of the voltage that is applied to armature of DC motor is important to establish the system. Moreover, The controlling of current inessential to prevent large damaging armature current during start-up. Thus, a good current loop is very important when setting up a DC drive. When the control of the current loop as well as speed loop are good, the steady state motor should response exactly with the reference and should be fast and well damped. This can be achieved by appropriate tuning the parameters of the PI controller. During the design of speed and current-controlled converter in modeling the DC drives, the non-linear characteristic of the converter in practical application is a major limitation in the designing of such systems. The PI controller is designed through the linear analysis in MATLAB using the average or linearized model. As the intention of the design is to get zero or very small steady error as well as fast response, the DC gain of the open loop plot of the average model must be so large bandwidth. Vdc; DC Voltage across the load or armature Vc; Voltage from control signal Vtri; Voltage from triangular signal Va; Average Voltage Ra; armature resistance La; internal inductance 8

429 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year Four Quadrant Converter The model developed for the two-quadrant converter can be used as a building block in developing the model for the four-quadrant converter. As illustrated in the Figure.1, the four quadrant converter is collected of two legs, A and B, with each leg related to each other and consists of the two quadrant converter. Figure.1. Model developed for four-quadrant converter. The instantaneous voltage va can be made either equals For negative current Va = Vdc when D1 and D2 are ON Va =-Vdc when Q3 and Q4 are ON Va = 0 when current freewheels through Q & D. For positive current Va = Vdc when Q1 and Q2 are ON Va =-Vdc when D3 and D4 are ON Va = 0 when current freewheels through Q & D. In four quadrant converter, two switching schemes normally employed: (1) Bipolar switching scheme, (2) Unipolar switching scheme. In this work,we will deals with unipolar switching scheme. UNIPOLAR SWITCHING SCHEME In unipolar switching scheme, the switching signal for Leg B is obtained from the inverse of control signal for Leg A. Figure 2 illustrated the unipolar switching scheme and Fig. 3 show the resultant waveform, 9

430 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year q and q. Figure 2: The control signal,v c and triangular waveform, V tri in unipolar switching scheme. Figure 3: The resultant waveform in unipolar switching scheme. The waveform q and q were obtained from the following rules: 0; Vc 2V q 1; Vc 2V And 0; V c 2V tri q 1; V c 2V tri tri tri 10

431 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year q 0; V c 2V 1; V c 2V tri tri (1) Iv. DESIGN PI CONTROLLER FOR the system In most of the applications, normally cascade con troll is used control the current (torque) and the speed (voltage) of the DC motor drives. Cascade control consists of different control loops with the innermost is current (torque) loop then followed by speed (voltage) loop. In this paper, both of current and speed will be discussed and controlled by using PI controller. Design for PI controller is done in open loop condition with the supposition that the close loop system would alternate gradually at the crossover frequency for open loop system, or basically in essential response. The transfer function of PI controller is Figure 4.block diagram of PI controller Before the controller of the switch-mode converter can be verified using large signal mode, both current and speed must be first been evaluated using small signal model. Then simulation of large signal for controllers verification. In figure 5(a).the DC motor-small signal model is presented. (2) 11

432 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year Figure 5(a).DC motor-small signal model LINEAR SMALL SIGNAL ANALYSIS For the switch mode converter with the frequency at 33 KHz, the close loop bandwidth for torque is designed to decade at 3.3KHz.as well as the close loop bandwidth for speed is designed to be lower. It is decade at 330Hz.This is to ensure good response and performance of the controller. The open loop linearization strategy is carried out in MATLAB/Simulink using linear analysis function. The table (1): Show the values of parameters of system. Component Value V dc 200 v V tri 5 v f tri 3.3KHz R a 2 L a 5.2 mh K T 0.1 vs/rad J 130e-6 Kg.m 2 B 0.01 N.m.s The table 1: parameters of the system To design a suitable PI controller, verification of the PI parameter is carried out until desired frequency is achieved. In MATLAB/Simulink, the response of the open loop gain of current and speed can be plotted using Bode plot. The transfer function of open loop current and as well as open 12

433 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year loop speed are given by Eq. (1 and 2) respectively. The reason of using open-loop transfer function is to estimate the close loop response. 1) TORQUE-LOOP The reference current is evaluated with the actual current and the error is fed to the PI controller. The output of the PI controller is compared with the triangular waveform to find out the duty ratio of the switches either to increase or reduce the current. However, the bandwidth of the current loop is limited by the triangular waveform as showing in preview section. In the figure5(b), the open loop of the small signal for current is introduced. Figure 5(b).Open loop current The zero of the PI controller is set such that it will cancel out the pole of open loop gain. In figure 6(a) and 6 (b), the uncompensated and compensated current loop gains as well as pole of the open loop gain of switch-mode converter with K p =1 and K i =0 are presented. 13

434 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year Figure 6(a): Bode diagram current loop gain. Figure 6(b): pole and zero of open loop current. From Figure 6(b), the system have poles at 325 (rad/sec) and 137(rad/sec) as well as zero at 76.9 (rad/sec).if the zero of PI is set at 220 (rad/sec), then K i /K p = 220 (rad/sec). If the DC gain is set to unity (by setting K i =1), then K p must be set to (1/220). The Bode plot for this situation is shown in Figure below. Figure7: Open loop gain with K i =1 and K p =1/220 14

435 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year From Figure (7), it can be seen that the cross over frequency or the bandwidth is too low. To increase the bandwidth with keeping the zero at 220(rad/sec), the value of K i need to be increased. At the same time, K i need to be changed consequently so that the zero at 220(rad/sec) is maintained. Since the bandwidth is 3.3 KHz = rad/sec, we need to increase the gain by 75.6 db. 20 log K i = 75.6 K i = 10 (75.6/20) = , K p = 79.7 Figure8: Bode plot for K i = & K p = 79.7 From Figure 8, the magnitude is nearly (0) db and the phase margin is greater than 65, and then we take the calculated values of K i and K p to be implemented in to large signal simulation. 2) SPEED-LOOP Similar method is applied to design of the speed controller. The parameters of PI speed controller are mainly determined by the viscous friction B and moment of inertia J in Eq (3).The bandwidth of speed loop is set at least an order lower than the torque bandwidth, i.e. about 330 Hz. By assuming that the closed-loop current gain is unity, which will simplify the design of the speed controller. In figure 9(a), shows the simulink block of open loop gain. 15

436 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year Figure 9(a): open loop speed The zero of PI controller was set such that it will cancel the pole of open loop gain. From figure below it can be seen that there is a pole at 76.9 (rad/sec). The zero of the controller can be set at this frequency. The Bode plots of the speed loop as well as pole location are shown in figure 9(b) and 9(c). Figure 9(b): Bode plot for Ki=0 and Kp=1 Figure 9(c): pole and zero of open loop speed. 16

437 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year To cancelled out the pole, the zero must be set as Ki/Kp=76.9(rad/s).Therefore, the PI controller parameter for proportional gain, Kp is set to 1/76.9 and the integral gain, Ki is kept constant at one. In figure10 (a), the open loop gain with Ki =1 and Kp =1/76.9 is presented. This process will lead to cancel the pole of open loop gain. figure10 (a) From Figure above, it can be seen that the cross over frequency or the bandwidth is low. To enlarge the bandwidth with keeping the zero at 76.9(rad/sec), the magnitude of Ki need to be increased. At the same time, Ki need to be changed consequently so that the zero at 76.9(rad/sec) is maintained. Since the bandwidth is 330Hz = (rad/sec), we need to increase the gain by 26.4db.Then, the corresponding PI controller s parameters for speed-control gain will set as Kp = and Ki =

438 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year Figure10 (b): Bode plot for Ki = & Kp = From Figure 10(b), the magnitude is nearly (0) db and the phase margin is greater than 65, and then we take the determined values of Ki and Kp to be employ in to large signal simulation. LARGE SIGNAL ANALYSIS The final values of parameters for the PI controllers will be used in large signal simulation that is shown in Figure11.The unipolar switching scheme for the converter is used. 18

439 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year Figure 11: large signal simulation vi. Simulation results In this section, the results of the simulation presented and discussed in details. Discuss will be on the speed and torque responses obtained from simulation. The parameters of PI controller as described in previous section are used in this simulation. The response of the system in term of speed and torque is verified by input signal (speed) and the disturbance acting the system. In the figures below the output speed and output torque from large signal are introduced. 19

440 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year Figure 12: output speed of the large signal simulation Figure 13: output torque of the large signal simulation The simulation of the output speed response of large signal (blue color) and the reference input speed (red color) is shown in figure 12. From the figure, it can be seen that the output speed exhibit almost no ripple and the robustness of the controlled system to disturbance acting on the system and velocity of speed response signal to follow reference signal was good. In figure 13.the output torque response (blue color) with torque reference (red color) is shown. It can be seen clear that the torque follow the reference in most time. These results had been getting with acting disturbance signal. Figure 14: the step disturbance signal in the system 20

441 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year Conclusion The speed-torque control of DC machine is addressed in this work. The PI controller scheme is proposed for the system. The performance of the controlled system is studied under the system parameters and in the presence of step disturbance acting the system. The simulation results indicate that the proposed control scheme work very well and is robust to the disturbances acting on the system. References [1] Dr. Nik Rumzi Nik Idris, DC Drives, MEP 1422 Lecture Notes, Malaysia: Universiti Teknologi Malaysia, [2] N. Mohan, Electric Drives: An Integrative Approach, University of Minnesota Printing services, 2000, pp [3] Krishnan, R. ELECTRIC MOTOR DRIVES Modeling, Analysis, and Control. 2001: Prenlicc Hall. Inc. 21

442 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year Economic Policies for Sustainable Development and Growth ALSHADLI EDWICK* *Member of lecturer staff faculty of economics and political science, Tripoli University ABSTRACT; There is growing concern that continued expansion of the world economy will cause irreparable damage to the earth s environment and a reduced quality of life for future generations. This fear rests on two intuitive notions: first, that more output requires more inputs and so the earth s sources inevitably will, earth s and so the depleted by continued growth of production and consumption, and second that more output means more emissions and waste, and so the earth s sinks inevitably will become overburdened by continued economic growth. Sustainable development is often defining as development that meets their needs of present generation without compromising the ability of future generations to meet their needs. The paper conclude that a transition to a sustainable way of life means taking steps now to reduce the risk of serious environmental damage and related socio-economic problems. The paper found that basic research on many of the critical thresholds beyond which damage to individual species in an ecosystem will occur is poorly understand. The paper note that more research will be needed to provide greater precision to the relationships between economic policies and sustainable development. In highlighting a number of the crucial linkage indicates the breadth and significance of the economy-wide dimension to environmental management. The paper finding, that the researcher has seen that sustainable development has come to the top of the international and domestic policy agendas. However, while the notion of sustainability is widely accepted, its precise content has remained elusive. Keywords: economy, environment, generation, growth, outcome, humankind 1. INTRODUCTION Sustainable development is often as development that meets the needs of the present without compromising the ability of future generations to meet their own needs. The conveniently flexible world need renders this definition inoperable. To many economists sustainability suggests a steady state and this is the interpretation that will be used here. One of many issues 22

443 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year surrounding sustainability is the growth controversy. Some analysts argue that the world has already reached it limits of growth and that further growth will take the plant further away from sustainability. Indeed (Daly, 2002) argues that sustainable growth is a contradiction in terms. The line of reasoning advanced by this school is often eclectic. For instance, (Goodland and Daly, 2003) argue that the North should stabilize its rate of resource consumption to free resources for the South and to free up ecological space as well. It is not exactly clear which resources and space are being referred to, but the authors go on to state that the North can continue to develop but must cease increasing throughput growth. If the expanding global economy is bounded by a finite inexpandible the traditional view is characterized as one in which Northern growth is essential to alleviate Southern poverty. Other researchers, such as (MacNeil, 1989), argue that growth is greatly needed to further development and prevent environmental degradation. The (World Resources Institute, 2008) argues that alleviating absolute poverty also has important practical consequences for sustainable development degradation, and rapid population growth. This paper attempts to make a simple, empirically-based argument for the growth-is-necessary school of though. Although the conclusion is far from, novel analytic and empirical approaches adopted hopefully are useful. To put it bluntly, people make pollution and poverty makes people. The simple fact is that current population growth rates, if they we maintained would lead to an unsustainable world population. Getting the demographic right, therefore, must be part of any planetary environmental strategy. Higher average output and income in the developing world, however, are not without environmental costs. There is now evidence that per capita emission rate rise at low levels of income, but fall at higher levels (Grossman and Kreuger, 1993). Also, this paper argues that the world find itself in an awkward position. While most Less-Developed Countries (LDCs) are near the end of the explosive phase of their demographic transitions, they appear to be right at the n of the rapid-emission-growth phase of their ecologic transitions. As consequences, global environment damage is likely to increase before it declines. Despite this inevitable deterioration of the environment, stopping economic growth would be exactly the wrong prescription. Such medicine would simply replace industrial pollution with more Malthusian 23

444 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year deteriorations of the environment, especially in the poorest countries, (Goodland, 1992). 2. IS GROWTH SUSTAINABLE? Sustainable development has come to the top of the international and domestic policy agendas. However, while the notion of sustainability is widely accepted, its precise content has remained elusive. Sustainable Development is often defined as development that meets the needs of present generations without compromising the ability of future generation to meet their needs. This and similar definition of sustainable development underline the intergenerational responsibilities placed on the earth s inhabitants. However, the concept of needs is one of the most complexes in economics, and to imbed it in the definition. Accordingly, it is necessary in which future growth is not compromised by that of the present. This paper examines the economics of sustainable development. It is concerned with the interaction of economic policies, and the environment; in particular with the question is growth sustainable? The paper draws on economic theory to provide fresh perspectives on this issue. It provides an indication of the state of the art in the economic analysis of sustainability issues, and then extends the economic literature by stretching the theory to incorporate sustainability issues. In line with our comparative advantage and to keep the paper manageable, however, we confine ourselves to the interface of economic theory and sustainability, and thereby neglect a range of elements which are integral of sustainable development. These include considerations of equity, gender, education, civil rights, culture and other aspects of human development. Development cannot and should not simply be associated with economic growth alone and sustainability cannot be confined to maintaining growth. However, the link between sustainable resource use and growth is, perhaps, the key economic question. The literature on sustainable development has necessarily focused on resource use. However, it is ironic that, while economics is often defined as the science of the allocation of scare resource, economists have been marginal to the sustainability debate. A review of the growing literature on sustainable development reveals the dearth of formal economic analysis, this stems mainly from environmentalists general skepticism towards economists and the resulting limited extent of the latter s participation in the debate. Among those economists who have contributed, two groupings may be identified. One is the individuals who have distanced themselves from 24

445 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year the mainstream and rejected neoclassical economics on the grounds that it is part of problem not the solution. In this vein, (Daly, 2002) and others argue that development cannot be premised on comparative with sustainable development. The other set of contributors has sprung to the defence of orthodox economic principles. They comprise a growing group of micro-economists who, under the rubric of environment of resource economics, have sought to adapt the neoclassical framework to place greater emphasis on environmental degradation. Other has sought (Dasgupta and Heal, 1979), (Pearce and Turner, 1990), to demonstrate how the development of appropriated incentives and regulatory structures is not only compatible with sustainable development, but contributes towards it. 3. THE ECONOMY-WIDE DIMENSION: FROM MESS TO MACRO Until recently the economic analysis of environmental impacts was principally associated with adaptations of traditional cost-benefit analysis captures the direct effects of investment on a defined population. It may be extended to account for environmental externalities by the imaginative integration of non-market impacts. However, the usefulness of this approach is confined to assessing the direct effects of specific microeconomic actions or projects. Economists have become increasingly aware that the assessment of the impact of direct investments needs to be complemented by the analysis of the overall and systemic effects of economy-wide policies. The influence of the economy-wide dimension on policy making has been highlighted in recent years by the introduction of supply-side and structural adjustment policies which include exchange rate, trade and fiscal reforms, which seek to correct relative prices and incentives. The establishment of an appropriate economy-wide incentive framework, together with a facilitating regulatory and institutional structure is now widely accepted as a central pillar of economic policy in both rich and poor countries. The effects of economywide policies on production and consumption have been explored mainly with respect to agriculture and food. Unfortunately, economists have neither the theoretical tools nor the empirical data predict how economy-wide policy reforms impact on the environment. Indeed, the necessary theoretical and empirical analysis is only now being initiated. This paper aims to stimulate such analysis. It is a first step and as benefits a new subject area, improvements may be expected 25

446 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year as the dismal science of economics evolves through its usual complex and lengthy process of debate and investigation. It is to these theoretical debates and empirical investigations that we now turn. 4. THE EFFECTS OF GROWTH To the extent that economic growth is linked to environmental degradation (Grossman and Krueger, 1993) show that incomes are also important. For most pollutants, an inverted or bell-shaped relationship between economics issues and the environment is defined; environmental quality deteriorates in the early stages of economic growth but higher levels of per capita income improvements are evident. The Turning points are estimated for the different pollutants, and vary considerably. The environment issues plays a main goal to limit the income. Other pollutants continue to rise, before declining at the approach to high income levels. For carbon dioxide and nitrous oxide, the turning points appear to be well beyond the level on income currently attained by the richest countries. Whereas the link between per capita income and environmental quality is made, the transmission mechanism is not simply related to composition of output by which higher growth automatically increases the share of cleaner technologies through their substitution for older, dirtier processes. Rather, the link between income and pollution appears to be driven by the demands of the economic growth. This policy dimension is a cause for some optimism as it indicates that the articulation of greater pressure can yield a cleaner environment. The development of cleaner technologies in the richer countries and their transfer to the poorer countries is also, potentially a key element; such transfer should be seen as part of a strategy to shift the turning point downwards as later generations of economies achieve development. Current population growth rate unsustainable environmentally, so that reducing fertility should be a key element in sustainable development policies. In linking pollution to economic growth, Baldwin, 1998 notes that while many developing countries are near the end of the explosive stages of their demographic transitions, they appear to be at the beginning of their rapid-emission-growth phases. Consequently, global environmental damage is likely to increase before it declines. However, slowing economic growth would exacerbate the problem, because it would accelerate population growth and slow adoption of cleaner technologies, with severely negative consequences, particularly in the poorer countries. 26

447 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year Adding the demographic dimension highlights the fact that raising average income and output levels will not be an unmitigated blessing for the environment. The extent to which developing country growth will be associated with a worsening environment depends critically on policy. Policies which reduce demographic pressures are a vital element in sustainable growth. Higher incomes are important, but so too are policies which reduce personal risk and the need for large families. Improvements in the security of employment, education and training, pension policies, social security and the employment of women are especially important in this regard, for in (Baldwin s, 1998) view they entail significant and hitherto largely unaccounted positive externalities for the environment. Population growth has been shown to be inversely related to levels of income, hence economic policies which promote growth and equity will reduce the longterm population-pollution threat to sustainable development. 5. DEFINITION AND MEASUREMENT The meaning of economic development has been a subject of continual debate within the economics profession, but in terms of the widely accepted, (Dasgupta, 2003) definition, economic growth requires that income and consumption be expanded. Maintenance costs, defined very broadly, are incurred in producing income, and if all required maintenance is undertaken, income will not fall through time. Population growth, however, necessitates investment expenditures sufficient to generate at least enough new income to keep per capita income constant. The demographic explosion means that the rate of investment be necessary to maintain constant per capita incomes is high and rising. This, together with increased trans-national interdependence and risk, is placing greater responsibilities on government. Others note that the use of natural resources is part of economics development. It poses a problem from the perspective of economic development only if the required investments derived from these resources or the maintenance required to overcome environmental degradation are not accounted for. The concern is that the costs of environmental maintenance are greater than have been experienced historically, and that future growth of per capita income may have to be abandoned. The more serious threats arise from the unknown. These are either in the hands of governments or are largely beyond human control. As in the case of droughts, floods and earthquakes. 27

448 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year The role of is government policies which facilitate growth are vital to ensure sustainable development. Increasingly, governments have to respond to the pressures of higher levels of environmental degradation and to overcome the national and trans-border externalities which are associated with private economic behavior. From the point of view of sustainable development, governments have an even greater responsibility. (Scott, 1999) reminds us that wars and civil unrest pose at least as severe a threat to economic development as do current environmental preoccupations. In addition to their devastating short-run impact, wars have severe long-run environmental consequences, as may be witnessed in their continued toxic and radioactive fallout. Nuclear, chemical, bio-chemical and other power-generating, industrial and military facilities continue to pose a severe threat. While this has been recognized for many years, so that its articulation no longer appears intellectually exciting or innovative, it is important to remember that these older concerns remain the major cause of instability and risk and, as such, the major threat to sustainable development. Also, government action and intergovernmental coordination will be necessary to meet these challenges but, have remained elusive. Indeed the failure to measure and define the global maintenance requirements stands in marked contrast to the various threats be environmental degradation. According to (Dasgupta, 2003), defines the valuation of environmental accounting prices in terms of the sum of their use value and their option value. The use value captures the value of environmental resources as inputs into the production of traceable goods and household production. 6. DOMESTIC POLICIES FOR SUSTAINABLE GROWTH The paper address the conceptual and broad analytic issues associated with the economics of sustainable development, to provide two concrete example of how sustainability concerns may be addressed at the country level. In some countries particular in African countries and Middle East countries have seen a fixed constrain which affected the development process such as water shortage sharply attenuating their development process. For these countries, sustainable development requires the putting in place of alternative policies for water production and allocation. The differential effects of direct and indirect policies to influence water use patterns, including changes in water prices and international trade reforms. The results indicate that there is considerable scope for substitution between the two sets of policies and that a combination of economy-wide and direct 28

449 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year economic may ensure that water use is compatible with sustainable economic growth. 7. INTERNATIONAL POLICIES FOR SUSTAINABLE GROWTH AND COORDINATION In a world transitional or global pollution, the optimal protection of the environment requires an international, and sometimes a global, coordination requires an international, and sometimes a global, coordination of emission control policies. Hence the analysis of sustainable growth, and of the related optimal environment, must take into account the international dimension of the environment. Define as sustainable a growth path which accounts for the various functions of environmental resources (in production and consumption). Even if all countries solve the intertemporal optimization problem, and define a domestic emission path which can ensure the environmental sustainability of economy growth, the existence of transitional and global externalities leads to a suboptimal outcome through various forms of free-riding behavior. On the one hand, the global effects of some forms of pollution jeopardize the unilateral attempts at reducing emissions; on the other, the appropriatability of a cleaner global environment by all countries provides an incentive not to join global environmental agreements, undermining the attempts at cooperation through free-riding. Hence the need for international coordination, (Barret, 1992). In principle, the required coordination of emission could be obtained through a set of global regulations, implementing an optimal management of emissions. However, in the existing institutional setting, there is no authority which can impose supranational environmental policies, and emission coordination has to be obtained through voluntary agreements among sovereign countries, (Heal, 2005). In the real world, a large number of international environmental agreements are currently in force. The recent ones, in particular, seem to share some feature: they usually involve only a subgroup of the countries as signatories, partial cooperation, and they tend to use other policy instruments, such as development aid or technologies cooperation, as a key instrument for increasing the number of signatories. The literature on the protection of the international environment is still trying to grasp the characteristics of the international agreements, in order to analyze their 29

450 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year inner structure new agreements implementing a suitable coordination of environmental policies. 8. SUSTAINABILITY AND POLICY IMPLICATION if we take sustainability to mean achievement of steady state in the environment, we can conclude that the ever-rising flow of pollution is not sustainable since the flow of pollution that the world is able to break down must be fine. By definition, total world pollution is the product of the world s average per capita pollution and world population. Consequently, sustainability require that the sum of population growth of the average per capita pollution coefficient be zero (or at least approach zero at the sufficiently rapid rate). The demographic and ecologic transitions help us to focus more closely on how the non-rising flow of pollution can be achieved. In terms of the demographic transition, sustainability requires that the entire world s population get past the second stage of the demographic transition into the few-births-few-deaths stage. In terms of the ecologic transition, sustainability requires that all countries get to the point where abatement offsets incipient pollution. There is little doubt that government policy can curtail per capita pollution. Many policies-such as the introduction of unleaded petrol- curb per capita pollution quite directly. Others, such as taxes on fuels and automobiles, do so less directly, but just as effectively. For most countries and most industries, stricter environment standard imply an increase in costs. Thus, each government is faced with a tradeoff between stimulate economic activity and curbing pollution. Historically, richer countries tend to opt for higher environment standards. This has forced firms based in rich countries to develop abatement technologies such as catalytic converters and smoke scrubbers. The fact that such technologies are subject to the usual increasing returns of information intensive industries large fixed costs of Research and Development with low marginal costs of production- suggests that international transmission of abatement technology should play a role decreasing global pollution. 9. ECONOMIC INDICATORS For many economists, working from within the neo-classic paradigm, sustainable development offers the opportunity to extent their methods to address serious environmental issues. Several methods have devised to alter national accounts to ensure that environmental concerns are included in any calculation of sustainable development. For some economists simple 30

451 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year alteration of the Gross National Product are seen as administratively efficient, but such a view does not necessarily imply that marginal adjustments to Gross National Product would actually result in the implication of conservation methods to the real world. More sophisticated analyses are obviously required and these include alternation of the national accounts or new measures of sustainable development being devised. The alteration of national accounts can take one of two forms. First, the actual quantities of material resources are placed into a statically appendix of the national accounts, as in Norway. Alternatively, monetary measures are used to estimate the use of resources, including environmental conservation measures, to alter Gross National Product onto a sustainable path. It should be noted that the use of money to combine the world of ecology to that of economics is not without its critics or methodological problems. Many critics of using money as a measure feel that it is an inappropriate way of measuring the value of the environment. Unfortunately, to date, the critics have been unable to provide a better measure at least in the eyes of economists. If money is used as a measure of sustainable development then some very difficult methodology problem has to be overcome. These include the correct evaluation for non-market goods as well as the delicate task of deciding when the use of money is inappropriate for conserving natural capital. Within the field of environmental economics, it is widely recognized that the goal of sustainable development is principally equity, rather than efficiency, issue (Howarth and Norgaad, 1992). That is, achieving sustainable development involves achieving equity both within generations (interrogational equity) and across generations (intra-generational equity). As Asheim (1991) put is; Sustainable development is a requirement to our generation to manage the resource base such that the average quality of life we ensure ourselves can potentially be shared by all future generations. 10. RECOMMENDATIONS 1-Many of the world s poor, condemned to eking out a living in already degraded ecosystems and environments, find their own lives and landscapes subject to further strains. The ethical problems confronting people faced with a stark choice of survival or further damage to the environment, often results in the latter being further eroded. Hence, a vicious cycle of environmental degradation established which is extremely difficult to break 31

452 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year and later into a sustainable from of development. The resolution to this problem brings is several ethical and political issues. These issues include questions over population control, resource allocation between and within generations as well as major political issues on the re-negotiation of world trade and international debt. 2-basic research on many of the critical thresholds beyond which damage to individual species in an ecosystem will occur is poorly understood. It is known that the duration of exposure to specific pollutants can adversely affect plant and animal growth and reproduction. 3-This ethical dilemma is even more acute in the case of promoting sustainable development, many politicians, scientists, business organizations and members of the community feel that we should attempt to move our environmentally destructive market-based systems onto a sustainable trajectory, rather than continue to damage the life-support features of the planet. A transition to a sustainable way of life means taking steps now to reduce the risk of serious environmental damage and related socio-economic problems. 4-Many environmental problems raise ethical issues. In the case of enhanced Greenhouse Effect, for example, environmental scientists and mangers are placed in a difficult dilemma of acting now, on the basis of some theory, to prevent the environmental problem from becoming worse and possibly unmanageable, or waiting to see if the theory is confirmed empirically and then perhaps finding that the environmental system has further deteriorated and is locked into an unmanageable trajectory. 5-Clearly, these environmentally damaging activities in both the developed and developing world are increasingly straining the poorest members of societies, the resources-base and assimilative capacities of the ecosphere. Many nations now acknowledge that it is imperative to alter these problems raise trajectories of development concerning the appropriate scale of intervention, the best methods to be used, and the political will carry out any proposed alterations to essentially unsustainable activities. 6-Many of the environmental problems that confront us are global in scale and require international co-operation for their solution. The international agreement, such as the Montreal protocol to eliminate the production of Chlorofluorocarbon, CFC is a welcome reminder that occasionally the international community can agree to act in a concerted way. 32

453 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year At national and sub-national levels some environmental problems can be resolved by the policy levers. For example, the normal use of legislation concerning environmental equity indicators; economic incentives to make production, distribution and consumption more efficient and therefore less wasteful of resources; land-use zoning, and other forms of planning which can help to protect some aspects of the environment. 11. CONCLUSION A number of themes have emerged. First, while it is important to assess and provide for maintenance costs in the world economy, these do not appear to be unduly high. In most cases minor changes in technique of production or life-style seen likely to be sufficient to preserve options for future generations, and the total cost should be equivalent to a reduction in GDP of no more than a few percent. There is no reason to believe that long run economic growth could even be enhanced as new technologies are explored. Overall economic growth and development are perfectly consistent with environmental protection, as is trade liberalization. The importance of prices and incentives in pursing environmental objectives, They stress, however, that is will be up to governments to initiate policy changes and that there will be increasing pressure for them to do so. Both in channeling that pressure constructively and in intergovernmental al relations political economy and institutional design will be important factors. by understanding the ways in which players interact we should be able to avoid creating the poor institutions that generate poor policy. More research will be needed to provide greater precision to the relationship between economic policies and sustainable development. In highlighting a number of the crucial linkages this paper indicates the breath and significance of the economy-wide dimension to environmental management. Public demand has placed sustainability at the top of the political agenda, but the economics profession has generally been slow to respond. Reveals the frontier and provides a point of departure for future analysis. It is hoped that it will provide the basis for a lively debate and stimulate further research in order to advance our understanding of the economics of sustainable development. 12. REFERENCES Asheim, G.B. (1991) Defining Sustainability When Resource Management Does not Have Deterministic Consequences. Department of Economics, University of Oslo 33

454 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year Baldwin, R. (1998 the Economics of Sustainable Development, Centre for Economic Policy Cambridge University Press Barrett, S. (1992) The Paradox of International environmental Agreement London Business school, London mimeo Daly, H. (2002) Toward Some Operational Principle of Sustainable Development Ecological Economics, Cambridge University Press Heal, G. (1993) International Negotiations on Emission Control in C. Carraro, Dordrecht; Kluwer Academic Dasgupta, P. and Heal, G.M. (1979) Economic Theory and Exhaustible Resources, Cambridge: Cambridge University Dasgupta, P. (2003) Optimal Development and the idea of Net national product Cambridge University press Goodland, R. (1992) population, technology and lifestyle, Washington, D. C. Island Press Goodland, R. and Daly, H.E. (2003 ) Why Northern Growth is not the Solution population technology and lifestyle Washington, D.C. Island press Grossman, G.M. and Krueger, A.B. (1993) Economic growth and the environment, Princeton University, Forthcoming Howarth, R., and Norgaad, R, (1992) Environment Valuation under Sustainable Development IUCN Press, London Heal, G.M. (2005) The Theory of Economic Planning, Amsterdam, North-Holland MacNeill. J. (1989) Strategies for Sustainable Economic Development Scientific American New York Norgaad, R, and Howarth, R. (1991) Sustainability and Discounting the Future in R, Costanza Ecological economics, New York Columbia university Press Pearce, D. W, and Turner,G. (1990) The Secondary Benefits of Greenhouse Gas control, Working Paper London, GSERGE Scott, M. (1999) What Sustain Economic Development, Centre for Economic Policy, Cambridge University Press World Resources Institute (1990) World Resources New York and London; oxford University Press 34

455 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year Estimation of Petro Physical Properties For Two Different Formations in The Same Reservoir Khulud Rahuma *, Ayman.Gmaty **, Faisal Milad ***, and Abd Alrrahman Shabany **** 1 University of Tripoli, Tripoli-Libya Abstract Petro physical interpretation is primary concerned with quantifying volume and mobility of hydrocarbons in the subsurface. It is very important to determine accurately certain petrophysical properties such as porosity, and fluid saturation of the reservoir rocks, which are affected by the relevant mechanical properties to compute reservoir reserve. In this work some of petrophysical properties were estimated for two different formations that produce the same hydrocarbon fluid in one of Libyan oil fields. This work included log interpretation procedures to estimate petrophysical properties for four oil wells, and some parameters were determined in order to estimate the original oil in place. Key Word: Petro physical properties, reservoir, log, oil initial in place. Introduction There are three main approaches to determine the petro physical properties of reservoir rocks: well logging, core analysis, and well testing. Masrcel and Conrad Schlumberger introduced the first type of resistivity log in a small oil field in Alsaace, France. (1) Well logging approach involves direct measurement of drilled formation physical properties versus depth using sensors within a logging tool. The well logs are then interpreted and translated into useful petro physical parameters, such as porosity, permeability and fluid saturation. More additional parameters are needed to evaluate the reserves such as: geometry of the reservoir, formation temperature, pressure, and litho logy. The objective of this work is to understand the structural configuration, and general stratigraphy in order to investigate the petro physical properties, which concerned with measuring reservoir porosity, net pay thickness, water saturation, hydrocarbon pore volume, original oil in place, recoverable oil, and evaluation of shale content for some oil wells. Moreover the specific focus of this work is aimed in defining the most 35

456 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year important petro physical properties and the effect of varying properties on two different formations which contain the same hydrocarbons. Results And Discussion Complete package of porosity and resistivity logs, including neutron, sonic and induction logs, have been recorded for Libyan oil field. Interval of each log were read every 0.5 feet and analyzed in detail for shale content, reservoir porosity (2), net pay thickness, water saturation (3), oil water contact, hydrocarbon pore volume, original oil in place and recoverable oil for a number of wells. Shale content can be determined using gamma ray, and spontaneous potential logs relative to their depositional age "geological age", whereas quartzite is of Pre-Cretaceous age "old age" and dolomite of Cretaceous age "middle age". (4) The overall average shale content values can be determined to both formations table 1. Table 1 average of shale volume (%) Well Dolomite shale volume (%) Quartzite shale volume (%) B B B B Neutron porosity is directly read from the neutron logs and corrected for shaleness table 2 Table 2 average porosity (%) w Dolomite average Quartzite ell porosity (%) average porosity (%) B B B B The average water saturation, net pay thickness, and all values of HPV of the this reservoir were calculated 36

457 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year Table 3 water saturation average (%) Well Dolomite average Sw Quartzite average Sw (%) (%) B B B B Table 4 average net pay thickness (ft) Well Dolomite average net pay (ft) Quartzite average net pay (ft) B B B B Well Table 5 average hydrocarbon pore volume Dolomite average HPV Quartzite average HPV (ft) (ft) B B B B Oil water contact is the contact line between the oil and water in the reservoir. The reason for the different OWC between the wells studied is expected to be the result of faults or instability in vertical permeability of the reservoir rock. It is calculated by plotting water saturation values versus depths figure 1. This plot indicates that the oil water contact of the Quartizte formation is located at KB depth of 6640'. 37

458 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year Figure 1 water saturation versus depth in all wells for Quartizte formation The original oil in place and recoverable reserves are the main objectives of the oil exploration activity, therefore, the accuracy of estimating the reservoir unknowns parameters such as (Ǿ, S w, net pay etc.) are highly required to generate close to reality OOIP and the recoverable reserves which completely depends on the recovery factor percentage which can be honored from a similar reservoirs producing in the close vicinity. For these reasons, the average porosity, water saturation, area and net pay thicknesses for Libyan field have been determined to estimate OOIP. Table 6 reservoir parameters and oil initial in place Parameters Dolomite Quartzite Productive area (acres) 15,666 32,437 Average Net Pay Thickness (ft) Average water saturation (%) Average Porosity (%) Formation volume factor (rbbl/stb) OOIP (MMSTB) In general, there are four main methods to estimate the recovery. In this study the concentration will be on reviewing and applying the empirical 38

459 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year correlations to estimate the recovery factor. The recovery factor was calculated using Zekri & Nasr correlation for water drive reservoir Table 7 parameters and recovery factor Average permeability (md) 500 oil viscosity (Cp) 1.6 initial water saturation (fraction) average reservoir porosity (fraction) 9.38 average reservoir net pay thickness (feet) RF (%) 31.4 The application of Zkri and Nasr correlation gave a recovery factor of 31.4%. We believe that applying this correlation, which were developed for strong water drive and carbonate reservoirs, is mostly suitable for the carbonate and dolomite reservoirs, that produced under active water drive. The recovery factor was calculated by Guthric & Greenberger correlation (1) Table 8 Quartzite formation parameters and recovery factor Average permeability (md) 500 oil viscosity (Cp) 1.6 initial water saturation (fraction) average reservoir porosity (fraction) 7.53 average reservoir net pay thickness (feet) 49.6 RF (%) 77.3 The application of Guthrie and Greenberger correlation gave a recovery factor of 79.7% which is very large (may be causes of high water drive and high permeability). Applying this correlation was developed for strong water drive and sand stone reservoirs, that mostly suitable for the condition of quartzite formation produced under active water drive. (2) 39

460 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year Table 9 oil recoverable reserve of the field Parameters Dolomite formation Quartzite formation OOIP (MMSTB) RF (%) Oil Recoverable (MMSTB) From results obtained the petro physical properties are very important factor for reservoir engineering and they vary depending on formation litho logy, formation depth and geological age. So these properties can be considered as a very effective factors to evaluate the reservoir. Conclusions This work included log interpretation procedures to estimate petro physical properties for four oil wells B1, B2, B3, and B4. For dolomite formation the average effective porosity ranges %, the average water saturation ranges %, and average net pay thickness ranges ft. Finally from these data the original Oil in place was 167 MMSTD,recovery factor was 31.4% and the recoverable oil was estimated to be MMSTD While for Quartzite formation the calculation shows the average effective porosity ranges %, the average water saturation ranges %, average net pay thickness ranges ft, the original oil in place was 571 MMSTD, recovery factor was 77.3% and the recoverable oil was estimated to be MMSTD. Recommendations o According to study results of petrophysical properties estimation, it is recommended to drill more development wells in order to increase the recoverable oil. o Also it is recommended to include special core analysis method in addition to log interpretation method to get more accurate values then getting more accurate results as well. o It is recommended too, using both core and log analysis to make confidence of petro physical properties measurement. Acknowledgement The authors would like to express their deep appreciation to the Libyan Oil Company for their help and providing with the required data References 40

461 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year Hunt, E, Aly, A. & Pursel, D, 1996, "Fundamentals of Log Analysis, part 8: Determining Porosity from Density, Neutron & Acoustic Log,( ). World Oil, Vol. 128, No 7,Gulf Publishing Co. Publication. 2. Best,D.L., Gardner, J.S. and Dumanoir,J.L.,1978,A Computer-Processed Wellsite Log Computation, SPWLA 19 th Annual Symposium Transactions, Paper Z. 3. Asquith, G. and Krygwski, D. (2004): Basic well log analysis The American Association of Petroleum Geologists, Tulsa, Oklahoma. 4. Bertozzi,w.,Ellis,D.V., and Wahl,j.s.,1985. The Physical Foundations of formation Lithology Logging With Gamma Rays Submitted to Geophysics. 5. Archie,GE: 1924."The Electrical Resistivity log as aid in determine some Reservoir characteristics "J.pet. 6. Calhoum,J.R.,1976. Fundamentals of Reservoir engineering. university of Oklahoma press,. 41

462 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year Numerical Simulation of High Pressure Hydrogen Emerges to Air Mohamed. H. Elhsnawi, Mesbah. M. Salem, Saleh B. Mohamed Faculty of Engineering, Department of Mechanical Engineering, Azzaytouna University Abstract Numerical simulation performed to investigate the behaviour of the high pressure hydrogen jetting of air. High pressure hydrogen (30 40 bars) was injected to air at atmospheric pressure through 2 mm orifice. Numerical simulations were performed with Kiva3V code with 2D axisymmetric geometry. The auto ignition of high pressure hydrogen release was previously observed in laboratory tests [1-2] and suspected as possible cause of some accidents. Numerical simulations showed that auto ignition of high pressure hydrogen to air are possible due to molecular diffusion. Auto ignition was predicted at hydrogen-air contact surface due to mass and energy exchange between high temperature hydrogen and air heated by shock wave. Keywords: Spontaneous Ignition, Diffusion Ignition, Hydrogen ignition, Hydrogen Jet. Introduction The risk of high pressure hydrogen release to auto-ignite is of great safety concern. Historically, there were incidents where sudden releases of high pressure hydrogen were ignited with no clearly identifiable ignition source [3]. Several ignition mechanisms have been examined in literature [2, 3]. Among them there are reverse Joule-Thomson effect, static electricity, diffusion ignition, sudden adiabatic compression, hot surface ignition, mechanical friction and impact ignition. The principal concern in this paper is diffusion ignition. The mechanism of diffusion ignition was first proposed by Wloanski and Wojciki [3]. They found that the ignition was caused by a temperature increase of combustible mixture due to the mass and heat diffusion between hydrogen and shock heated oxygen, and they referred to this phenomenon as diffusion ignition. Dryer et al. [1] demonstrated diffusion ignition of compressed releases of hydrogen into air by experiments. Auto ignition occurred for release pressures above 20 bars. Golub et al. [4] numerically and experimentally investigated the shockinduced ignition of high pressure hydrogen releases. Their numerical results revealed that the auto ignition of the jet release was related to the hole size and no combustion occurred for hole diameter less than 2.6 mm. Liu et al 42

463 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year [5] conducted two dimensional numerical simulation of high pressure hydrogen release into an oxidizer. Three tank pressures were considered, i.e. 10, 40 and 70 MPa. The predictions showed that the auto ignition occurred at the tip region of the contact surface separating hydrogen and air after 10 us for 40 MPa and 70 MPa cases. However, the local combustion was quenched quickly due to the cooling effect of under expansion of hydrogen jets. In the present study, we conducted numerical simulation to investigate the diffusion ignition mechanism when high pressure hydrogen is released directly into an open ambient environment. Numerical simulations were performed with Kiva3V. The code was developed in Las Alamos National Laboratory for internal combustion engine modelling. The solver is based on ALE method (Arbitrary Lagrangian-Euler) used for the models with moving meshes and unsteady flows. More information about the solver is described in reference reports [6], [7]. The detailed chemical-kinetics mechanism developed by Peterson and Hanson [8] for hydrogen combustion is implemented. It involves 8 reactive species and 21 elementary reactions. The pressure of hydrogen at jet exit was 30and 40 MPa with stagnation temperature of 300 K. A rectangular computational domain is selected, where the left boundary condition is solid wall and the other three boundary conditions are free stream conditions. Small orifice of 2mm is located at the centre of the left wall. The initial conditions of the air is 1 atm and 300K and at rest. The computational grids were uniform at jet exit with dx = dy = 20µm is accepted because grid size resolution study before the simulation shows that the coarse grid size gives lower temperature prediction. Results and Discussions As the high pressure hydrogen is suddenly released into air, due to the strong under expansion of hydrogen a semi spherical shock is generated as shown in Fig.1 for a release pressure of 300 bars. Due to flow divergence, as the shock wave propagates away from the jet exit, its strength becomes weaker. At the same time another spherical shock wave generated inside the expanding hydrogen jet. As the shock wave propagates downstream, it intensifies due to strong under expansion of hydrogen and finally Mach disk is formed. The pressure decreased to about 15 Bars after 12 µs from starting of injection. Fig. 2 shows the pressure distributions for 40 MPa hydrogen jet. The flow pattern is similar to 30 MPa jet only the the pressure decreased to 17 Bars as a result of stronger shock wave generated. 43

464 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year µs 5 µs 8 µs 12 µs Figure 1: Pressure contours for 30 MPa hydrogen jet, 2mm orifice 2 µs 5 µs 44

465 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year µs 12 µs Figure 2: Pressure contours for 40 MPa hydrogen jet, 2mm orifice The temperature contours for 30 MPa jet at 5 µs and 12 µs are plotted in Fig.3. It can be seen that the maximum temperature at the contact surface is up to 2500 K. The high temperature region appears at the contact surface region not the shock wave front as a result of mixing of hydrogen with air and combustion take place there. As the jet propagates and expands further away from the jet exit, the temperature at the contact surface decreases and the flame temperature drops to 1880 K. Figure 4 shows the temperature contour as the jet pressure increased to 40 MPa. The maximum temperature after 5 µs is almost similar to the case of 30 MPa case, but after 12 µs from starting of injection the maximum temperature increased from 1880 K to 2220 K as a result of stronger shock created. Also Fig.1 and 2 shows that the shock wave generated by the hydrogen jet in front of the contact surface heated the hydrogen-oxygen mixture, chemical reaction initiated and combustion take place behind the shock wave. 5 µs 12 µs Figure 3: Temperature contours for 30 MPa hydrogen jet, 2mm orifice 45

466 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year µs 12 µs Figure 4: Temperature contours for 40 MPa hydrogen jet, 2mm orifice Fig.5 shows the OH mass fraction for 30 MPa jet. At 5 µs large number of OH molecules are found at the contact surface region, which means the local combustion of hydrogen-air mixture occurs there. It is seen that although the reaction rate decrease with time, still there is a high OH mass fraction of at 12 µs. The main reasons are the temperature drop due to flow divergence and dilution of the mixture by combustion products. For 40 MPa jet as shown in Figure 6 large numbers of OH molecules are also found after 5 µs from starting of injection at the contact surface region which indicates existence of a flame and higher OH mass fraction of at 12 µs. 5 µs 12 µs Figure 5: OH mass fraction for 30 MPa hydrogen jet, 2mm orifice 46

467 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year µs 12 µs Figure 6: OH mass fraction for 40 MPa hydrogen jet, 2mm orifice Fig. 7 and 8 shows the H 2 O distribution for 30 and 40 MPa hydrogen jet. H 2 O is produced by local combustion and its amount increases at the contact surface. High concentration of H 2 O stays between hydrogen and air and propagates together with the jet which dilutes the mixture of hydrogen and oxygen in the contact surface and results of decreasing the maximum temperature of the combustion. 5 µs 12 µs Figure 7: H 2 O mass fraction for 30 MPa hydrogen jet, 2mm orifice 47

468 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year µs 12 µs Figure 8: H 2 O mass fraction for 40 MPa hydrogen jet, 2mm orifice Resolution study Resolution study is conducted before the direct simulation of high hydrogen emerges to air. Two grid sizes of 20 and 40 are studied and presented in Figs. 9 and 10. The study shows that the larger grid size influences the results too much. For 40 µm grid size no local combustion occurs and it's too coarse to simulate the hydrogen combustion, but for 20 µm grids size is fine enough. Figure 9: Temperature contours at 8 µs using 40 µm grid sizes in 40 MPa and 2 mm jet. 48

469 Azzayouna University Journal Eleventh Issue Third year Figure 10: Temperature contours at 8 µs using 20 µm grid sizes in 40 MPa and 2 mm jet. Conclusions Numerical simulations of high pressure hydrogen jetting into air are described. Auto ignition takes place at the tip region of the contact surface as a result of mass and energy exchange between low temperature hydrogen and air heated by shock wave in front of the contact surfaces induced by high pressure hydrogen jet. The combustion region extends downward along with the contact surface and the flame temperature drops with expansion. The main reason is that H 2 O produced by the local combustion stays between hydrogen and air and prevents them from well mixing. Resolution study shows that the larger grid size than 20 µm influence the temperature at the jet front very much. References [1] Dryer, F.L., Chaos, M, Zhao Z. Stein, J.N., Alpert, J.Y. and Homer. C.J., Spontaneous Ignition of Pressurized Releases of Hydrogen and Natural Gas into Air, Combust. Sci. and Tech., 179: , [2] Wolanski, P. and Wojcicki, S., Investigation into the Mechanism of the Diffusion Ignition of a Combustible Gas Flowing into Oxidizing Atmosphere. Proc. Combust. Instit., , [3] Astbury, G.R. and hawksworth, S.J., Spontaneous Ignition of Hydrogen leaks: a review of postulated mechanisms. International Conference on Hydrogen Safety, Pisa, Italy, [4] Golub, V.V., Baklanov, D.I., Bazhenova, T.V., Bragin, M.V., Golovastov, S.V., Ivanov, M.F., Volodin, V.V. (2007), Shock-Induced Ignition of Hydrogen Gas During Accidental or Technical Opening of 49