واقع الا ي مة في فرنسا.ϪΒΤλϭϪϟϭଲϝϮγέϰϠϋϡϼδϟϭΓϼμϟϭˬΪϤΤϟ ا يها الضيوف والا ي مة الكرام! فضيلة الضيف الكبير الشيخ الدكتور فريد الا نصاري. السلام عليكم جميعا ورحمة االله. وا سا ل االله تعالى ا ن يتوج ا عمالنا بالا خلاص ويجملها بالصواب ويتقبلها بقبول حسن! وا شكر الا خوة في "تجمع مسلمي فرنسا" و"رابطة الجمعيات الا سلامية بالشمال" الذين ا تاحوا لنا فرصة المشاركة والتواصل معكم في هذه المناسبة الغالية وا تمنى لهم التوفيق والسداد في مسير م! "ولو سافر رجل من اليمن ا لى الشام من ا جل كلمة تدله على هدى ا و ترده عن ردى ما كان سفره ضاي عا" كما قال الا مام الشعبي رحمه االله! فما بالك ا ذا كان سفره هذا سيضمه با خوانه في الرسالة والغاية والعلم والا يمان في مجلس يفوح عطره في الا رض وينتشر ذكره في السماء! فا نعم وا عظم به من مجلس ينتهي ا لى رب العالمين! اللهم اجعلنا ا هلا لهذا الشرف! وا جب فينا دعوة نبيك محمد صلى االله عليه وسلم القاي ل : "الا مام ضامن والمو ذن مو تمن اللهم ا رشد الا ي مة واغفر للمو ذنين!!" ياربنا ويارب كل شيء ومليكه ا رشد الا ي مة ولا تكلهم ا لى ا نفسهم طرفة عين! ويرحم االله عبدا قال ا مين! وهكذا ينبغي ا يها الحضور الكريم ا ن نتجاوب داي ما مع كل الخطوات والمبادرات الطيبة المخلصة للنهوض بواقع الا مام والدفع به ا لى الا مام. فليس طبيعيا ولا شرعيا- واالله - ا ن يتطور العالم كله من حولنا وتبقى الا مامة في الغرب على ما هي عليه راكدة راقدة لا يحكمها نظام ولا يربطها زمام. ليس معقولا ا بدا ا ن يجتمع غيرنا من القساوسة والا حبار اجتماعات دورية منتظمة لتدارس قضاياهم وتطوير مهارا م وتنمية ذوا م ويبقى الا ي مة المسلمون على ما هم عليه من ارتجال وعفوية وانطواء وسلبية وقعود وجمود لا بد ياا خواننا من تحريك الماء الراكد -كما يقال- وا حداث قفزة نوعية في هذا ا ال. الا مامة ياسادة! شا ا عظيم ومقامها خطير! المنبر والمحراب موضعا قدم ي النبي العظيم سيدنا محمد صلى االله عليه وسلم! ومقام كهذا ينبغي ا ن يو خذ ما خذ الجد وا ن يحسب له ا لف ا لف حساب! لقد رشحوك لا مر لو فطنت له فاربا بنفسك ا ن ترعى مع الهمل وبداية البدايات في هذه السبيل -كما يبدو -هو تحقيق المناط بلغة الا صوليين ا ي دراسة واقع هذا الا مام بكل تعقيداته وتفصيلاته وفحصه فحصا دقيقا لا يقل دقة عن الفحوصات الطبية والمخبرية. الخطوة الا ولى في الا صلاح والعلاج ا ن يتعرف الا مام على ذاته ا ولا ويو من برسالته ثانيا ثم يحيط بواقعه زمانا ومكانا وحالا وما لا. وحيني ذ تبرز الحلول وتزول العواي ق ويتضح المسار. وهذا بالطبع يحتاج ا لى 1
كفاءات عالية وندوات متتالية وجهود غير عادية. ولا يتا تى على ا ي حال من كلام عام وتحضير سريع من شخص مثلي لا يملك الا وقات ولا الا ليات لتحقيق ذلك. ومع ذلك فا نه لابد من ا ثارة الموضوع على الا قل ومشاركة ا خواننا في هذه الندوة بالميسور. والميسور لا يسقط بالمعسور كما يقول الفقهاء. وسا قدم في هذه العجالة ا شارات وملامح عامة عن واقع الا ي مة بفرنسا بحكم الممارسة والمعاينة. والكل قابل للنقد والمناقشة وا سا ل االله تعالى ا ن يعيذنا من حظوظ النفس وزلات اللسان. ا مين! وندخل الا ن ا لى المعمعة ونصف هذا الواقع من خلال المحاور التالية: 1_ عدد الا ي مة وا صنافهم في فرنسا _ 2 المستوى العلمي والتربوي للا ي مة في فرنسا 3_ الوضع الاجتماعي للا ي مة في فرنسا 4 _الوضع المادي للا ي مة في فرنسا ا ما عن عدد الا ي مة في فرنسا: فيقدر بحوالي 1500 ا مام ما بين راتب وخطيب ومعلم للعربية ومحفظ للقرا ن وواعظ ومفت. و... وعموما فا ن كل من ا م المصلين ا و خطب فيهم ا و در س في مساجدهم ا و اعتنى بشو ون مرضاهم وموتاهم ومساجينهم يعتبر في الع ر ف الفرنسي ا ماما. وفي تقرير منشور لوزارة الداخلية الفرنسية فا ن الا ي مة في فرنسا تتنوع جنسيا م وا صولهم حسب الشكل التالي: 40 المغاربة: الماي ة. في ويمثلون 24 الجزاي ريون: ويمثلون في الماي ة. 06 التونسيون: ويمثلون في الماي ة. 15 الا تراك : ويمثلون في الماي ة. 0 9 الفرنسيون... ويمثلون في الماي ة. الا فارقة السود والمشارقة 06 في الماي ة.... وحسب المصدر ذاته فا ن معرفة الواقع الفرنسي. ثلث هذا العدد لا يتكلم لغة البلد (الفرنسية) ويحتاج ا لى تا طير خاص يساعده على 2
لا. وا ما عن ا صناف الا ي مة: فهم خليط ا و- ا ن شي ت- فسيفساء من الطلبة المثقفين والدكاترة المهاجرين والعمال المتقاعدين والقراء الوافدين والا ي مة المبعوثين والدعاة المتفرغين والشباب المتخرجين ا و الخارجين من المعاهد الدينية والجامعات المختلفة. ومنهم الموظف والمتفرغ الا جير والمتفرغ المتطوع ومنهم الا مام الذي قدمته الجماعة واختارته لدينها وصلا ا ومنهم من يو م القوم وهم له كارهون! ومنهم الا مام العابد ومنهم الا مام العابث -ا ن صح التعبير- الذي يعدد ا ياما ليقبض راتبا ولا يعنيه ا مر الناس في شيء تقدموا ا و تا خروا ربحوا ا م خسروا تعلموا ا و جهلوا اجتمعوا ا و تفرقوا. ومنهم - والحمد الله- الفقيه بحق والعالم بامتياز والمقري ا از ومنهم -لا مو اخذة-من ا خفق في الحياة فاحتمى بجناب الا مامة وقفز ا لى المنبر والمحراب قاي لا: استووا عباد االله! فهتف به هاتف الحال: ومتى استويت ا نت يا هذا مع االله. -وما ا بري نفسي!- نسا ل االله السلامة والعافية! والله در الا مام القاضي ابن العربي المعافري ا ذ يقول: ولو لم يتقدم اليوم للا مامة ا لا عدل لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم االله كثيرا) ورحم االله القاي ل ا يضا: مدونة الفقه المالكي ج /423 1 ولو لم يعظ في الناس من هو مذنب فمن يعظ العاصين بعد محمد ا ما عن الوضع القانوني والا داري للا ي مة في فرنسا: فرغم تحسن ا حوال بعضهم في الا عوام الا خيرة - وهذا ا مر ملحوظ لا يمكن ا نكاره- فا م بشكل عام يعيشون فراغا قانونيا وحالة قلق وترقب من ا جل الحصول على ا وراق الا قامة والتجنس والتجمع العاي لي والضمان الاجتماعي وذلك في غياب هيي ة رسمية حقيقية تمثلهم وتعنى بشو و م ا لا ا ن هذا لم يمنع من تجمع الا ي مة تحت ا طار ما يسمى : با لس الفرنسي للا ي مة وهو مجلس قديم تم تجديده في مسجد "لوميرو" بباريس بحضور وزير الداخلية ورجال الثقافة والا علام وجمع كبير من الا ي مة ومسي ولي المساجد. ولا ندري ماذا فعل االله ذا ا لس بعد ذلك! -رغم عضويتنا وانتسابنا ا ليه!-. وهناك مجلس ا خر للا ي مة يرا سه ا مام بوردو الا ستاذ نشرات اتحاد المنظمات الا سلامية بفرنسا. طارق ا وبرو. ولم يعلم به هذا العبد ا لا من خلال بعض ا ما الا تراك فلا تسل عن مساجدهم ومو سسا م من الناحية الجمالية والتنظيمية. ا ما البرامج والمناهج التربوية والعلمية فلا علم لي بشيء منها. ولا ي متهم مجلس وطني وا خر جهوي ذو بناء محكم ونظام مدهش كما هي عاد م -رحمهم االله - وربما قد تكون هناك مجالس وتجمعات ا خرى للا ي مة هنا وهناك.. علم لي ا. ومع ذلك فا ن جميع هذه ا الس على تعددها وتنوعها وتفاو ا في القوة والضعف والحجم والتنظيم تظل في جملتها - مع الا سف الشديد- بعيدة عن تحقيق الهدف المطلوب والرقي بالا مام ا لى المستوى المرغوب. 3
وبا نشاء ا لس الرسمي للديانة الا سلامية في فرنسا ا صبح موضوع تا طير الا ي مة مطلبا ا وليا وهما شعبيا وحكوميا. ولعل هذا المشروع قيد الدراسة وسيرى النور عاجلا ا و ا جلا -ا ن شاء االله- بدعم مباشر ا و غير مباشر من الا دارة الفرنسية. وستتم تسوية كل الملفات الا دارية للا ي مة حسب الوعود الرسمية وتصريحات وزارة الداخلية وهذا خبر مشهور متداول. وا خواننا في ا لس الوطني للديانة الا سلامية هم خير من يفيدنا في هذا الباب -لا شك-. ا ما عن الوضع الاجتماعي للا ي مة: ثم با تمع الفرنسي. فيتمثل في علاقتهم بالجمعيات المديرة للمساجد وعلاقتهم بالمسلمين عامة ا ما عن علاقتهم بالجمعيات المديرة للمساجد: فا ن جل ا و كل الجمعيات في فرنسا كما تعلمون نشا ت تبعا للانتماءات العرقية ا و السياسية ا و الفكرية ( مغاربة جزاي ريون تونسيون ا تراك ا فارقة سلفيون صوفيون تبليغيون ا حباش... ).وهذا يو ثر بلا شك على استقلالية الا مام. فا ذا لم يكن الا مام من جنسية ا و قبيلة ا و تيار ا عضاء الجمعية فا نه مرفوض ا و لربما يقبل من باب الضرورة ا و الحاجة التي تنزل منزلة الضرورة كما يقول الفقهاء ثم يطوق بسلسلة من القيود تكبله عن الحركة والمبادرة وتجعله ا شبه بالمملوك والا سير - بلا مبالغة- ورحم االله العلامة المغربي الدكتور الهلالي الذي خاطب المصلين في بلجيكا قاي لا: لقد قدمتم الا مام في المحراب وا خرتموه في كل شيء!. ولعلكم سمعتم بما يسمى بنظرية الحصان والعربة وا يهما يجر الا خر وهي تنطبق تماما على هذا المثال. وفي المو تمر الا خير للا ي مة في باريس لوحظ غياب كثير من الا ي مة بسب قانون (حظر التجول!) المفروض عليهم من طرف بعض الجمعيات في حين كان الرا ي العام الفرنسي يتوقع حضورا مكثفا ونجاحا قويا لهذا المو تمر وفي خضم المناقشات فوجي رجال الثقافة والا علام والسياسة والحكم با ن السادة الا ي مة غارقون ا لى الا ذقان في همومهم الا دارية والاجتماعية وا ن عقولهم لا تتسع لحل مشكلا م فضلا عن حل مشكلات الناس! وفي الختام خرج المو تمرون بفاي دة واحدة هي: ا ن الا مام الذي لا استقرار له ولا استقلال لا تنتظر منه فاي دة! وزاد المشكلة تعقيدا والطين بلة ا ن بعض الرجال الخيرين المخلصين في الجمعيات الا سلامية -رغم سلامة نيتهم وطهارة نفوسهم- ذوو ثقافة متواضعة وا فاق محدودة -وربما مسدودة!- لا تسمح لهم بتسيير ا نفسهم وذويهم ب ل ه قيادة الا مة وتوجيه الا ي مة! وهذا ا مر مقلق بلا شك يعيق الا مام عن ا داء مهمته العلمية والتربوية ويجعله في وضع غير مريح وكثيرا ما صاح بعضهم : ا ينك ياناظر الا حباس ويامندوب الا وقاف! بل ا ينك يا عمر وا ين الدرة المباركة! - عفوا على هذه العفوية في التعبير!- فالمناسبة شرط - كما يقال- ونحن كما قد منا- في مناسبة المراجعة ونقد الذات. والنقد البناء يا ا حبابنا! لا يا تي ا لا بخير ولا يكون مرادفا 4
للسباب با ي حال من الا حوال! -كما يتوهم فريق من االله القاي ل: ورحم الناس- لا يستقيم الثوب ا لا بوخز الا بر ولا تزول الا وساخ ا لا بالفرك والتخشين. وحتى لا نعمم الا حكام ا و نرسم صورة قاتمة للوضع فا ننا نشهد شهادة حق وصدق و- "ستكتب شهاد م ويسا لون"- با ن كثيرا من رجال الجمعيات والمساجد في فرنسا وا وروبا عموما- يتمتعون بثقافة عالية ووعي كبير وذوق رفيع في التعامل مع الا ي مة والدعاة -ماديا ومعنويا- الا ساس في قيادة الجمعيات والمساجد هو الوعي العميق مع الا خلاص الله وا ما الثقافة بمفهومها العام فا ن اليسير منها يكفي! -ا ن شاء االله- 5 وحسب را ينا المتواضع فا ن الشرط والا خلاص الله ثم الا خلاص الله. وا ستحضر الا ن هنا قصصا وا مثلة راي عة في حسن العلاقة بين الا مام والما موم را يتها بعيني في مسجدي ومحل ا قامتي من ا خوتي وا حبتي- بلا مجاملة- وحكاها لي شهود من الا ي مة في ا وروبا -حبذا لو اتسع ا ال لذكرها!- وقديما قال سادتنا وا ساتذتنا المربون: لا يحفظ المراتب ا لا ا هل الا دب ولا يعرف حق الرجال ا لا الرجال!. فطوبى لمن ا كرمه االله ببطانة صالحة وكان للمتقين ا ماما! (ربنا هب لنا من ا زواجنا وذرياتنا قرة ا عين واجعلنا للمتقين ا ماما) ا مين. ا ما عن علاقة الا مام بالما مومين : فهي علاقة متا رجحة لا تستقر على حال والناس هنا مادح وقادح وناصح وخيرهم الا خير. (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة ا تصبرون) سورة الفرقان. كالعادة ما بين والعوام-كما علمتنا السنون وكما قال غوستاف لوبون- "يغيرون ا فكارهم كما يغيرون قمصا م " والحق ا ن من درس نفسية الجماهير( يصدم بشيء. فالشيء من معدنه العامة) وبيي ته وكان صادقا مع االله لا يستغرب واعيا بالرسالة والهدف لا يفاجا بشيء ولا "والمغرور من ا غررتموه" كما قال عمر رضي االله عنه. وا هل االله وخاصته - وا نتم منهم -ا ن شاء االله- قد قطعوا الا ياس من الناس وا نسوا برب الناس ملك الناس! ا هل االله وا ولياو ه حقا- يا ا خواننا- لا يلتفتون ا لبته ا لى مدح الناس وذمهم وا قبالهم وا دبارهم لا م يعلمون من يعاملون ولمن يعملون وا لى ا ين غدا سيصيرون. جعلنا االله منهم!.وحشرنا في زمر م! ا مين! وعلى العموم فا ن الا مام في فرنسا وا وروبا عموما يظل طيبا وحبيبا ما دام ساكتا ساكنا يطلب (الخبزة) لا ولاده فا ذا خرج عن العرف وا دى ما عليه من واجب النصح والبيان بالتي هي ا حسن ا و ا خشن- قال الناس فيه ما قال ا مامنا مالك في الخمر وتلك هي سنة االله ) يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا ا تنهانا ( سورة هود. ومهما كان فضل الا مام ووزنه العلمي فا ن النظرة التقليدية النمطية للفقيه ) الفقي) تبقى هي هي! الدقة والصراحة فهي نظرة ا رباب العمل للا جراء.! قولا واحدا -بلغة ا هل الفقه- وا ن شي نا ولن تعدم في مساجد ا وروبا من يقول لك ا يها الا مام المحترم "ا لم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين...) ا ي واالله! هذا واقع ماله من دافع! وزاد الداء علة والطنبور نغمة ا ن المسلمين في فرنسا وا وروبا - ا لا قليلا منهم- لا
يميزون بين ا مام وا مام وعالم ومتعالم. فالعالم عندهم من كور العمامة وفسر المنامة وا ضحك العامة! وا ما ا هل العلم حقا فهم غرباء غرباء موسومون بالعجز متهمون ا حيانا بالنفاق لا م ينظرون ا لى عواقب الا مور وما لات الا فعال ويلجمون العواطف بنظرات العقل وقواعد الشرع وهذه دندنة لا يعرفها العوام ولكن العاقبة للعلم وا هله قريبا -ا ن شاء االله- مهما حاول من حاول تشييخ الصحيفة وقلب الموازين ولا يصح في النهاية ا لا الصحيح. ويتوب االله على من تاب. ومما يعانيه الا ي مة - ا و بعضهم على الا قل - في فرنسا ظهور تيارات ومذاهب فكرية جديدة في ا وساط الشباب تثير شغبا في المساجد وتفسد ذات البين بين الا مام والما موم وبالا خص ا ذا كان هو لاء الشباب من قادة الرا ي في الجمعية ا و المسجد نعم هذه معادلة صعبة وفتنة لا ندري -واالله- ما المخرج منها في عصر الثورة المعلوماتية والا فكار العابرة للقارات! وا يا كان الا مر فا ن الخير كله في الصبر والمصابرة ومحاورة المخالفين بالحسنى وتجنب ا ثار م واستفزازهم في الخطب والدروس قدر الا مكان فالتشهير لا يزيدهم في الواقع ا لا شهرة وعنادا وا صرارا وثباتا و"ما كان الرفق في شيء ا لا زانه وما كان العنف في شيء ا لا شانه". كما قال المعلم الوالد المصطفى صلى االله عليه وسلم. وقد ج ابن عباس رضي االله عنهما مع الخوارج ج المصابرة والمحاورة - كما تعلمون- فرد الكثير منهم ا لى الصواب. والموفق من وفقه االله (ومن يو ت الحكمة فقد ا وتي خيرا كثيرا) سورة البقرة. ومما يقاسيه الا ي مة في هذا السياق ا يضا: ازدحام المشاكل والمشاغل والمشاعر ( نعم هكذا ازدحام! بكل ما تحمل الكلمة من معنى) واضطلاعهم با عباء تنوء بالعصبة ا ولي القوة دون تا هيل وا عداد فيكون هذا على حساب صحتهم وا ولادهم دون نتاي ج تلمس في الواقع لا ن الطلبات ا كثر من الا وقات ا و الواجبات ا كثر من الطاقات وا نك لا تستطيع ا ن تضع البحر في قارورة كما يقول المثل. وعلى سبيل المثال فالا مام يقوم ا و بالا حرى يطلب منه ا ن يقوم بالا مامة والخطابة والترجمة والعيادة والجنازة والتزويج والصلح والتحكيم والا قراء والتحفيظ والا فتاء والدعاء والرقية والوعظ ومراقبة اللحم الحلال وتمثيل المسجد في التظاهرات والمناسبة الرسمية. كل هذا مع المحافظة على المظهر والمخبر ومراعاة الا ذواق والا عراف المختلفة والمتناقضة ا حيانا والويل للا مام ا ن زل ا و ا خطا ا و توسع في المباح ا و ظهرت عليه نعمة من نعم االله على عباده لماذا لا ن كثيرا من الناس ينظرون ا لى الا مام في الغرب -مع الا سف- نظرة مثالية طوباوية ( خيالية) ولربما يتصورونه نبيا معصوما ا و ملكا كريما ا و على الا قل صحابيا جليلا تخلف عن الركب فا ظهره االله في ا خر الزمان! فهل ا نت كذلك ا يها الا مام كان االله في عونك و"ا ن الفرج مع الكرب والنصر مع الصبر وا ن مع العسر يسرا" 6
ا ما عن علاقة الا ي مة با تمع الفرنسي: فا ن ذلك يختلف من ا مام ا لى ا مام ومن منطقة ا لى منطقة فهناك الا مام المقرب المرحب به في الدواي ر الرسمية والمحافل العلمية تقديرا للهيي ة التابع لها ا و لربما بفضل حنكته وحكمته وسعة علمه وثمة من الا ي مة الجدد من ينظر ا ليه بشيء من الريبة ويتعامل معه بنوع من التحفظ ريثما يعرف ا مره ويسبر غوره. وهناك من هو منبوذ ا و مغضوب عليه بسبب المسجد الذي يعمل فيه ا و التيار الذي ينتمي ا ليه ا و بسبب مواقفه المتشددة ا و تصريحاته المتهورة. ا و فقط بسبب الا حكام المسبقة عليه نتيجة التعبي ة الا علامية والظروف الدولية وتنامي الا سلاموفوفيا والعنصرية! وبالجملة فا ن ا كثر الا ي مة نجاحا في التواصل مع ا تمع الفرنسي هم الا ي مة الناطقون بالفرنسية المثقفون ثقافة غربية. وهنا تكمن ا همية تعلم اللسان اللاتيني بالنسبة للا مام المقيم في الغرب. وما واجهني موقف مثل هذا ا لا وذكرت معاناة ودعاء موسى عليه السلام: (...واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.) فنسا ل االله تعالى ا ن يحل عقدة من ا لسنتنا حتى يفقهوا قولنا ا و ا ن يردنا ا لى ا وطاننا سالمين غانمين! ا ما عن المستوى العلمي للا ي مة: فاسمحوا لي هنا ا ن ا ستا نس بكلمة قالها ا ستاذ باحث كبير في مو تمر الا ي مة في باريس: نا ( نسبة عالية من ا ي مة فرنسا يفتقدون ا لى الثقافة الشرعية والاجتماعية والقانونية التي تمكنهم من القيام بدور الا مام على ا كمل وجه) اه ولعل الواقع يو كد شهادة الا ستاذ فجل الا ي مة ا ن لم نقل الكل لم يو هلوا التا هيل الحقيقي للا مامة في الواقع الفرنسي وذلك لا سباب متعددة منها: غياب مراكز تكوين الا ي مة في الفترات الا ولى لظهور المساجد في فرنسا وحاجة الناس يوم ذاك ا لى من يصلي م ويرعى شو ون دينهم ا لى ا ن ظهر المعهد الا وروبي لتكوين الا ي مة بشاتو شينو فقدم المستطاع في هذا الشا ن وخرج ا فواجا من ا ازين وا ازات في القرا ن وتجويده والفقه وا صوله كما تخرجت ا فواج ا خرى من معاهد في المشرق والمغرب ولسنا هنا بصدد الحكم على هذه التجربة ا و تلك فذاك له مقامه ورجاله ولكن الدراسة شيء والممارسة شيء ا خر (وجعلناهم ا ي مة يهدون با مرنا لما صبروا وكانوا با ياتنا يوقنون) فالمعلومات النظرية مهما كانت مهمة وضرورية لا تصنع ا ماما ولا مربيا وا ن الا مامة في فرنسا بل في العالم كله يرشح لها بحق الفقيه بحق لا من يحمل فقها ا و يستظهر نظما. وبين الفقيه وحامل الفقه بعد ما بين السماء ذات الرجع والا رض ذات الصدع! وا ن المساجد في جملتها تفتقر ا لى الا مام المربي لا ا لى ا ستاذ التربية الدينية والفرق بينهما كالفرق بين الناي حة والثكلى! والملاحظ ا ن تكوين الا ي مة في فرنسا غير متناسق ولا متكامل فالحافظ ا ود عاجز عن الخطابة والوعظ والخطيب الواعظ غير فقيه بالواقع والفقيه بالواقع جاهل بالشرع والكمال عزيز والتكامل مطلوب وفي الا ي مة بفرنسا العصامي الموسوعي ولكنه -ا عزكم االله- قليل الدين والنية ا وتي ذكاء ولم يو ت زكاء. كما عبر ا حد الفقهاء 7
ا ما عن الوضع المادي للا ي مة في فرنسا: فليسوا سواء فمنهم العامل الا جير المتطوع بالا مامة والخطابة ومنهم من يتقاضى راتبا محترما من بلده الا صلي كبعض الا ي مة المغاربة الموظفين مع الحكومة والا ي مة الجزاي ريين التابعين لمسجد باريس (وعددهم ثمانون ا ماما) والا ي مة الا تراك التابعين لا دارة الشو ون الدينية التركية ويقدر عددهم بسبعين ا ماما ويتمتعون بحقوق مادية واجتماعية ومعنوية قد لا تتوفر لغيرهم. وبعض الا ي مة في فرنسا يتقاضى ا جرته من الجمعية المكلفة با دارة المسجد ويعيش ا خرون ببعض الصدقات والهبات التي تمنح لهم في المناسبات بينما يعيش عدد ا خر من الا ي مة بما يسمى في فرنسا بالريمي ا ي: الدخل الا دنى للعيش الذي بدونه يستحيل العيش! والحاصل ا نه باستثناء الا ي مة الموظفين لا نعلم ا ن ا ماما في فرنسا يتساوى كليا ا و نسبيا مع ما مومه في باب الرواتب والحقوق المادية ولعل هذا ا حد ا سباب انصراف عشرات من الا ي مة الا كفاء عن الا مامة والتحاقهم با وراش البناء والحفر ا و بمهنة الوظيفة با جر ا و بالعمل مع وكالات الا سفار ونقل الحجيج ا لى المطار ا و ببيع اللحم الحلال في ا ازر تاركين وراءهم المحابر والمنابر لمن يشاء كيف يشاء متى شاء! وهذه ظاهرة خطيرة لها ما بعده من عواقب ا قلها تزهيد الجيل الصاعد في العلم والا مامة.(واالله غالب على ا مره) (وا لى االله تصير الا مور). ختاما ا يها السادة الكرام ا ن ما ذكرناه ههنا لم يكن ا كثر من محاولة متواضعة لرصد واقع عام يشهده الا ي مة في فرنسا ولا يعني هذا ا لبتة ا ننا ياي سون من ا صلاح الوضع ا و ا ننا ننحي باللاي مة فقط على الما مومين وا هل الجمعيات والمساجد فالا مر ا عقد وا عمق مما قد نتصور وا سباب السقوط والنهوض في هذه الا مة كثيرة ومتنوعة لا تخفى على النبهاء ا مثالكم. وا ذا كنا قد التمسنا بعض الا عذار للا ي مة من باب العدل والا نصاف وا لمحنا با ن فريقا منهم دخل الميدان مضطرا فا ن الشيء نفسه ينبغي ا ن يقال فيما يخص رجال الجمعيات الدينية - سواء بسواء- ومن العدل والوفاء ا يضا ا ن نعترف لهم بالفضل والجميل ونتجاوز عن هفوا م فلقد قدموا - جزاهم االله- ما استطاعوا رغم ظروف الغربة وشح الموارد وقلة المساعد والمعين وا تهد ما جور على كل حال ونسا ل االله سبحانه وتعالى ا ن يصلح الحال والما ل وا ن لا يجعل في قلوبنا غلا للذين ا منوا. وسبحانك اللهم وبحمدك ا شهد ا ن لاا له ا لا ا نت. ا ستغفرك وا توب ا ليك. والحمد الله رب العالمين. 2007/05/18 م. 8
9