مجلة علمية محكمة و مفهرسة

Transcript

1 مجلة علمية محكمة و مفهرسة

2 عنابة التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية مجلة محك مة و مفهرسة تصدر عن جامعة باجي مختار مدير المجلة أ.د. عبدالكريم قاضي رئيس جامعة باجي مختار- عنابة مديرة النشر أ.د. زهية حجوب دغمان رئ سي هيئة التحرير أ.د. عبدالرزاقجاللي أعضاء هيئة التحرير أ.د. نصيرةحسين أ.د. الشريف بو شحدان أ.د. شريفحمزاوي أ.د. عبدالرحمن لحرش األمانة اآلنسة سامية سايح السيد ناصر شاوي الجزائر مديرية النشر جامعة باجي مختار عنابة ص.ب عنابة الهاتف: )0( الفاكس: )0( الموقع اإللكتروني: /dpubma/ البريد اإللكتروني: tawassol_journal@univ-annaba.org

3 الهيئة العلمية أ/د. أمحد عمران جامعة صفاقس تونس أ/د. أمحد يعقوب جامعة وهران اجلزائر أ/د. احلواس مسعودي جامعة السلطان قبوس سلطنة عمان أ/د. الشريف باشا جامعة القاهرة مصر أ/د. اهلامشي لوكيا جامعة منتوري قسنطينة اجلزائر أ/د. مجال عبد الناصر مانع جامعة باجي خمتار عنابة اجلزائر أ/د. مسري مصطفى جامعة القاهرة مصر أ/د. عبد اهلل بوجالل جامعة األمري عبد القادر قسنطينة اجلزائر أ.د. عبد اجمليد حنون جامعة باجي خمتار عنابة اجلزائر أ/د. عبد القادر سيد أمحد جامعة باريس فرنسا أ/د. علي املري جامعة تونس تونس أ/د. عبد الرزاق بوبندير جامعة منتوري قسنطينة اجلزائر أ/د. عبد املالك مرتاض جامعة وهران اجلزائر أ/د. عمر الكتاين جامعة حممد اخلامس املغرب أ/د. حمفوظ بن عصمان جامعة باجي خمتار اجلزائر أ/د. خمتار نويوات جامعة باجي خمتار عنابة اجلزائر أ/د. مسعود منرتي جامعة باجي خمتار عنابة اجلزائر أ/د. حممد غاليم جامعة حممد اخلامس املغرب أ/د.مايكل ماك ماهون جامعة قالسقو بريطانيا أ/د. حممد مانع جامعة باجي خمتار عنابة اجلزائر أ/د. حممد يسري أبو العال جامعة الزقازيق مصر أ.د ميلود بركاوي جامعة باجي خمتار عنابة أ/د. فضيلة سحري جامعة باجي خمتار عنابة أ/د. أمري السعد جامعة باجي خمتار عنابة أ/د. بشري إبرير جامعة باجي خمتار عنابة أ/د. سيف اإلسالم شوية جامعة باجي خمتار عنابة أ/د. حممد صاري جامعة باجي خمتار عنابة أ/د. صمود محادي جامعة منوبة تونس د. الشريف محزاوي جامعة باجي خمتار اجلزائر 2

4 قواعد النشر بالمجلة التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية مجلة أكاديمية دورية محك مة ومفهرسة ت عنى بالد ارسات واألبحاث المبتكرة واألصيلة في مجاالت العلوم االجتماعية والقانونية واالقتصادية. تنشر المجلة األبحاث والد ارسات المكتوبة باللغات العربية واإلنجليزية والفرنسية على أن يلتزم أصحابها بالقواعد التالية: 1. أن تكون المادة المرسلة للنشر أصلية و محترمة لكل القواعد اللغوية لم يسبق نشرها ولم ترسل إلى جهات أخرى وعلى صاحب (أصحاب( المقال أن يقدم)موا( إق ار ار خطيا بعدم تقديم مقاله)هم( للنشر في مجلة أخرى. 2. أال يتجاوز حجم البحث عشرين )30( صفحة بما في ذلك قائمة الم ارجع والهوامش والجداول واألشكال والصور وأال يقل عن 13 صفحة. 3. أن يذكر في الورقة األولى من المقال: العنوان الكامل اسم)أسماء( الباحث)ون( ورتبته)هم( العلمية المؤسسة التي ينتمي إليها )قسم- كلية-جامعة( رقم الهاتف والفاكس والبريد اإللكتروني. 4. أن يزو د المؤلف)ون( المقال بثالث ملخصات متساوية باللغات العربية والفرنسية واألنجليزية حوالي تقد م الكلمات المفتاحية بعد كل ملخص بلغته وتت اروح بين ثالث) 02 ( وسبع) 00 ( كلمات. كلمة لكل ملخص. 6. أن يت بع المؤلف)ون( األصول العلمية المتعارف عليها في إعداد األبحاث وكتابتها وخاصة فيما يتعلق بإثبات المصادر وتوثيق االقتباسات على نحو دقيق وواضح. المنهجية العلمية المتعارف عليها: يشار إلى الم ارجع المذكورة في النص برقم يوضع بين معقوفتين إذا كان المرجع كتابا: يذكر اسم المؤلف و لقبه عنوان الكتاب الناشر مكان النشر السنة... و يثب ت في إذا كان المرجع مقاال: يذكر اسم المؤلف ولقبه ثم عنوان المقال اسم المجلة عددها الناشر مكان النشر وتاريخه. الهامش وفق يرقم التهميش بطريقة متواصلة و تعرض القائمة الببليوغ ارفية في نهاية المقال بالترتيب اآلتي: المؤل ف عنوان الكتاب أوالمقال الناشر البلد السنة الطبعة. 7. أن ترسل المواد العلمية في ثالث )02( نسخ مكتوبة على وجه واحد من الورق العادي )A4( باإلضافة إلى قرص مضغوط وفق المواصفات اآلتية: إعداد الصفحة: 3440 سم 16 سم x بنط الخط: ( Arabic 13) Simplified نقطة بين السطور: 043 نقطة هوامش الصفحات: اليسار: 2,5 سم اليمين: 2,5 سم األعلى: 3 سم األسفل: 3 سم ترقم الصفحات في الوسط/ أسفل الصفحة. 8. إذا كانت المادة المقدمة للنشر مداخلة في ملتقى علمي فإنه يتعين على المؤل ف أن يذكر تاريخ انعقاد الملتقى للمداخلة. والعنوان األصلي 9. المواد التي ترسل إلى المجلة ال ترد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر. ويحق للمجلة أن تتصرف في المادة المنشورة تدعيما للتظاهر ات العلمية والثقافية. 11. يتم إيداع المادة المقترحة للنشر لدى أمانة المجل ة بمقر التحرير و يفضل إرسالها في البريد اإللكتروني للمجل ة. ال تعب ر المقاالت المنشورة إال عن آ ارء أصحابها 3

5 الفهرس كلمة العدد أثر التوجه نحو السوق على االبتكار في المؤسسات االقتصادية الج ازئرية: د ارسة ميدانية التجاهات المديرين بومدين بلكبير تحسين جودة خدمات الموانئ البحرية: د ارسة تجربة ميناء عنابة 18 هشام بوريش بورصة الج ازئر - رهانات و تحد يات التنمية االقتصادية 41 الشريف ريحان و الطاوس حمداوي تقييم المؤش ارت اإلقتصادية واالجتماعية للتنمية في الج ازئر مطلع األلفية الثالثة 63 علي لزعر و عبد الحليم جدي المقاربة البيئية في تحليل التنمية الز ارعية المستدامة في الج ازئر 76 مانع خنفر التدابير الوقائية في الشريعة اإلسالمية و دورها في وقاية األحداث بعد التمييز 94 محمد العروسي صوالح شرط اعتماد المتنازل له عند التنازل عن األسهم 107 الزه ارء نواصرية الحامض النووي ودوره في اإلثبات الجنائي 124 ارضية خليفة الحماية الج ازئية للمصنفات الرقمية في ظل قانون حق المؤلف 135 ارضية مشري إشكالية تعريف اإلرهاب في القانون الدولي نادية ش اريرية حق اإلتحاد اإلفريقي في التدخل زهرة بوس ارج است ارتيجيات التصنيع والتجديد التكنولوجي في المؤسسة الصناعية العمومية سهى حم ازوي د ارسة سوسيو- نفسية لظاهرة انح ارف البنات في الج ازئر 202 أنيسة بريغت عسوس مدى فعالية اإلرشاد النفسي في تنمية بعض جوانب العالقات البينشخصية لدى تالميذ السنة الثالثة ثانوي 218 عزيزة عنو دور اإلتصال الداخلي في تحسين إنتاجية الموارد البشرية 230 باية بووزة اإلعالم اآللي التوثيقي وتطبيقاته في مواقع واب نظم المعلومات: د ارسة تقييمية مقارنة بين موقعي واب المكتبة الوطنية ومركز: CERIST 247 زهير عين أحجر 4

6 العدد يضم واالجتماعية ال اربع والثالثون ويبدأ بالمحور )43( االقتصادي من كلمة العدد مجلة التواصل الذي يض م سبع مقاالت في العلوم االقتصادية والقانونية موضوعات منها اثنين كتبا بالل غة األجنبية. يتناول أولها المكتوب باللغة االنجليزية نظرية الخيا ارت الحقيقية وأهميتها في تقويم ألنها تمنح الق ارر االستثماري اإلدارة المرونة الكافية للتكي ف مع المتغي ارت التي يمكن أن يشهدها محيط األعمال. الموضوع الذي تاله المحر ر بالل غة الفرنسية.8002 أما فيعالج موضوع حركية رؤوس األموال واألزمة المالية لسنة أم ا المقاالت الهتمام الس وق باالبتكار وناقش مختلفة. العربية وعددها خمسة فتبحث في مواضيع الثاني األول منها آنية تطر ق إلى األثر اإليجابي من خالل استطالع مع عينة من مديري المؤسسات االقتصادية في قطاعات موضوع تحسين الجودة لعملية نقل الحبوب عبر البحر تتميز بخدمة مالئمة متجانسة منها لخدمات الميناء البحري في مدينة انخفاض في مع عنابة من خالل د ارسة التكاليف. ق ارءة نقدية لبورصة الج ازئر التي لم تتمك ن من تعبئة رؤوس األموال وتنويع المخاطر تضم ن الثالث وفرض التمويل المباشر لالقتصاد بدل االستدانة رغم مرور فترة طويلة على دخولها حيز النشاط وهذا ما جعل تصنيفها ضمن الم ارتب األخيرة. ال اربع المقال ويبحث في مدى توافق األداء االقتصادي مع األهداف اإلنمائية في النموذج التنموي الج ازئري ويتساءل صاحبه عن مدى رفاهية الفرد الج ازئري. االقتصادي بمقال يتناول ويختتم المحور الجوانب البيئية في الز ارعة الج ازئرية من خالل خصوصية هذا القطاع وعالقته بالتنمية المستدامة والوقوف على أهم الكوابح لتحقيق األهداف المنشودة. أم ا المح ور القانوني فيضم الش ريعة يبحث مقاالت ستة اإلسالمية في مكافحة اإلج ارم ونزعة الشر الذي يعطي الوسائل العالجية كالعقوبات والج ازءات أولها في أفضلية مساهمة الت شريعات الس ماوية وبخاصة ألنها األساسي الذي حصل في قانون شركات المساهمة حيث في السابق ترك ز على الوقاية عكس الت شريع الدور األول. الوضعي ويوض ح المقال الموالي له الت غير أدخل االعتبار الشخصي عكس ما كان سائدا والغاية من ذلك هو حماية أرس المال االجتماعي لشركات المساهمة من دخول أشخاص غير مرغوب فيهم في هذا المجال. يجد القارئ و لهذا المحور أيضا تحليلين يعالج األول منهما دور الحامض القوية في إثبات الج ارئم رغم ما النووي في مجال اإلثبات الجنائي نظ ار لخصائصه الممي زة وحج يته يطرحه من إشكاالت تمس بالحرية الفردية. و يتناول ثانيهما الحماية الج ازئية التي أقر ها المشر ع الج ازئري الخاصة للمؤل ف بالمصن فات الر قمية التي ظهرت مع الثورة التكنولوجية وما شابهها إذ نص القانون على 5

7 تجريم كل تقليد أو ما شابهه بعقوبات صارمة. ورغم التطور التكنولوجي الهائل مما يتطلب إعادة النظر فيها. وقبل نهاية هذا المحور قانونه األساسي يعثر القارئ على واج ارءات تنفيذه والصعوبات ذلك تبقى كل الن صوص القانونية قاصرة أمام ق ارءة نقدية لمبر ارت تدخل االتحاد اإلفريقي التي منحه التي تعترضه ثم إي اه منافسة المنظمات دون اإلقليمية له ومنها األمم المتحدة بصفتها صاحبة االختصاص العالمي في مجال حفظ األمن والس لم في العالم. المحور بمحاولة تبي ن مطاطية مفهوم اإلرهاب وتباين المصالح بين الدول. وتعد د تعريفاته ا نظر لالختالفات ويختتم اإليديولوجية واالست ارتيجية ويعرض المقال األو ل من محور العلوم اإلنسانية واالجتماعية وعدد مقاالته خمسة است ارتيجيات التصنيع والتجديد التكنولوجي في المؤسسات الصناعية العمومية متسائال عن موقع الج ازئر ضمن الخارطة التكنولوجية العالمية ألنها تسمح بفهم ما تحقق في المشروع التنموي المسط ر و مدى ات باع األساليب الحديثة في الت سيير. أم ا المقال الذي يتبع فيفس ر ظاهرة انح ارف البنات بضعف الرقابة األسرية بعد تخل ي اآلباء عن دورهم التربوي اآلمر الذي وكل لألمهات هذه المسؤولية وهن يعانين جملة من الصعوبات تعود باألساس إلى كثرة أشغالهن. بعد ذلك يجد القارئ د ارسة عن فعالية اإلرشاد النفسي في تنمية العالقات البيشخصية من تجريبية األبعاد. خالل د ارسة على عينة من تالميذ المرحلة الثانوية وقد توص لت إلى وجود اختالفات هام ة بين مختلف ثم يطالع مكتوبا حول دور االتصال الداخلي في تحسين إنتاجية الموارد البشرية ألن ه العنصر األساسي الذي تعتمد عليه كل مؤسسة تنشد البقاء و التطو ر في ظل تنافس عالمي شديد. المحور هذا ويختتم بمقارنة بين المكتبة الوطنية ومركز البحث في اإلعالم العلمي والتقني في مجال تطبيق تقنيات اإلعالم اآللي الت وثيقي. رئيس هيئة التحرير أ.د جاللي عبد الرزاق 6

8 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية أثر التوجه نحو السوق على االبتكار في المؤسسات االقتصادية الج ازئرية: بومدين بلكبير كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير جامعة باجي مختار- عنابة د ارسة ميدانية التجاهات المديرين ملخص تهدف هذه الد ارسة إلى التع رف على أثر الت وجه نحو الس وق على اإلبتكار في المؤسسات اإلقتصادية الج ازئرية. و لتحقيق هذه الغاية قام الباحث باستطالع آ ارء المديرين في 211 مؤسسة اقتصادية تنشط في قطاعات مختلفة بناء على استمارة )استبان( مهيكلة شملت جوانب مختلفة من التوجه نحو السوق و اإلبتكار. بي نت نتائج الد ارسة الميدانية أن التوجه نحو الس وق له تأثير إيجابي على اإلبتكار في المؤسسات محل الد ارسة. اختتمت الد ارسة باقت ارح بعض مسا ارت البحث في المستقبل و تقديم توصيات للمديرين في هذه. المؤسسات الكلمات المفات ح:ي التوجه نحو الس وق اإلبداع االبتكار أثر التوجه نحو السوق. Résumé Cette étude a pour but de connaître l'effet des dimensions de l orientation du marché sur l'innovation dans les entreprises économiques algériennes. La recherche a été basée sur un questionnaire pour étudier un échantillon de (380) entreprises, et auquel n avaient répondu que (122) avec un taux de réponse de (32,10%). La présente étude a abouti à plusieurs conclusions ; parmi lesquelles l impact de l orientation du marché sur l'innovation. En se basant sur ces résultats, on a proposé quelques éventuelles recommandations pour les managers et les décideurs. Mots clés: Orientation Marché, Création, Innovation, l impact de l orientation sur le marché. Abstract The purpose of this study is to investigate the effect of market orientation on innovation in the Algerian setting. Data for this study was gathered through a mail survey of key middle managers of 122 companies from a wide range of industries. A structured questionnaire covering various dimensions of both market orientation and innovation constructs was developed for this purpose. Research results show that there is a significant positive relationship between market orientation and innovation. The paper draws on these findings to articulate implications for future research and managerial practices. Keywords: Market orientation, creativity, innovation, the impact of orientation on the market. 7

9 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية المقدمة التوجه بالسوق" )أو"التوجه نحو السوق"( فلسفة في إدارة األعمال تقوم على فكرة االهتمام بالزبائن والعمل على إشباع حاجاتهم ورغباتهم بدرجة متميزة أفضل من المنافسين. في السنوات األخيرة شد ت ثقافة التوجه بالسوق اهتمام عديد األكاديميين والممارسين على حد سواء لما لها من تأثير إيجابي على أداء المنظمات ونجاحها وقد بي نت د ارسات ميدانية عديدة أن الرفع من مستوى توجه مؤسسة ما بالسوق يؤدي إلى ارتفاع كبير في أدائها. لكن باحثين آخرين في د ارستهم للعوامل والقد ارت التنظيمية الداخلية الداعمة للتوجه نحو السوق اكتشفوا أن العالقة بين التوجه نحو السوق واألداء التنظيمي قد تكون غير مباشرة أي تمر عبر متغي ارت وسيطة أخرى لعل أبرزها االبتكار التنظيمي. واليوم هناك إجماع بين الكتاب والمختصين على أن االبتكار متغير وسيط أساسي يزيد بحضوره من قوة العالقة بين التوجه بالسوق واألداء التنظيمي. ولذلك سنحاول في هذه الد ارسة تناول موضوع التوجه نحو السوق وتأثيره على االبتكار. انطالقا من كل ما سبق تتركز أهم األهداف التي جاءت الد ارسة لتحقيقها فيما يلي: أوال - تحليل واقع التوجه نحو السوق في المؤسسات االقتصادية الج ازئرية. ثانيا - إب ارز أثر بعد التوجه نحو السوق على مدى تحقيق االبتكا ارت في المؤسسات االقتصادية الج ازئرية. ثالثا المساهمة في تقديم بعض التوصيات المالئمة بناء على السياق الميداني الذي أجريت فيه الد ارسة. مشكلة الد ارسة نظ ار للتفتح الذي تعيشه المؤسسات االقتصادية الج ازئرية بعد انتقالها من مرحلة االحتكار واالقتصاد الموجه إلى مرحلة اقتصاد السوق حيث تخل ت الدولة تدريجيا عن التسيير المباشر للمؤسسات العمومية وفتحت المجال للمنافسة المحلية والدولية ما يجعل المؤسسات االقتصادية الج ازئرية تواجه تحدي ات عديدة نابعة من اشتداد درجة المنافسة وسرعة دورة حياة المنتج مما يتطلب تقديم منتجات تتالءم مع حاجات ورغبات الزبائن المتغيرة باستم ارر. مؤسساتنا نحو السوق وهذا ما يبرز بإلحاح أهمية توجه الد ارسة اإلجابة عن التساؤلين اآلتين: لذلك سنحاول من خالل هذه أوال ما مستوى التوجه نحو السوق السائد في المؤسسات االقتصادية الج ازئرية ثانيا هل يوجد تأثير لبعد التوجه نحو السوق على االبتكا ارت في المؤسسات االقتصادية الج ازئرية فرضية الد ارسة انطالقا من كل ما سبق قمنا في هذه الد ارسة بصياغة فرضية أساسية مؤداها: داللة إحصائية ال يوجد تأثير ذو للتوجه نحو السوق على قدرة المؤسسات االقتصادية الج ازئرية على االبتكار. حاولنا اختبارها وتحليلها إحصائيا. م ارجعة الد ارسات السابقة: ثم يربط ),1954 Drucker (Peter بين التوجه بالسوق واالبتكار حيث يرى أن في منظمات األعمال وظيفتان أساسي تان ال غير هما التسويق )2( واالبتكار. فالتوجه نحو السوق ينطوي على عمل شيء جديد أو مختلف استجابة لظروف السوق وبالتالي يمكن النظر إليه كشكل من أشكال السلوك االبتكاري. إن المنشحت بحاجة إلى التركيز على الزبائن واحتياجاتهم ألنهم سبب وجودها وهم من 8

10 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية يضمنون بقاءها في النهاية ولكنها بحاجة أيضا لالبتكار ألن المنتجات تتقادم و تت ارجع مردوديتها تحت تأثير المنافسة والتطور التكنولوجي والتحول في أذواق المستهلكين وعاداتهم الش ارئية. وفي هذا السياق يمكن الجزم بأن التوجه نحو السوق مرتبط بروح االبتكار والتجديد وهو ما أكدته النتائج التي توصل إليها الباحثون والمختصون. حيث تناولت العديد من الد ارسات الميدانية واألبحاث العلمية التوجه بالسوق ) Orientation (Market واالبتكار )Innovation) في المؤسسة إذ توصل كل من ) Webster,2113 )Farley & )1( في تقريرهم المقدم عن د ارستهم إلى أن الشركات اليابانية المتوجهة نحو الزبون هي شركات ابتكارية وهي في نفس الوقت األفضل في ما يخص األداء وعلى صعيد آخر درس دشبندي وآخرون( 2113, )0( )Deshpande et al. العالقة بين التوجه نحو السوق والقدرة على االبتكار ووجدوا أن المنشحت األكثر توجها نحو السوق هي مؤسسات تحقق مستويات أداء أفضل من غيرها كما توصل الباحثان 2111(, Slater ) renran & )1( )5( )6( إلى أن التوجه بالسوق هو فلسفة تدفع المؤسسة إلى البحث عن االبتكار ورضا المستهلكين. وفي د ارسة ميدانية أخرى وجد أتواهيني جيما ) Atuahene-,2116 )Gima ما يدعم فرضية وجود عالقة ارتباط موجبة بين التوجه نحو السوق وقدرة المؤسسة على تطوير منتجات جديدة. أما ( Hult Hurley & )1998 فيقدمان نظرة ذات أهمية و قيمة كبيرة انطالقا من د ارسة العالقة بين التوجه بالسوق واالبتكار في الواليات المتحدة األمريكية حيث أكدا على أهمية الثقافة التنظيمية في األفكار الجديدة واالبتكار وتوصال إلى نتيجة أن الثقافة التنظيمية التي تحث على التوجه بالسوق والتعلم والتطور والمشاركة في اتخاذ الق ار ارت تحقق مستويات عليا من االبتكارية في المؤسسات ومن ثم دعم الميزة التنافسية واألداء. وبالنسبة لكل من ) 2118, )7( )Han Kim &Srivastava فقد تعرضا إلى االبتكار التنظيمي والتوجه بالسوق في د ارستهما في البنوك األمريكية الصناعية من خالل تحليل العالقة بين التوجه بالسوق واألداء التنظيمي واالبتكار ويتكون االبتكار التنظيمي في نموذج هذه الد ارسة من االبتكار التكنولوجي واالبتكار اإلداري أما التوجه بالسوق يتكون حسبهم من التوجه بالزبون والتوجه بالمنافسين والتنسيق الداخلي فيما بين الوظائف اإلدارية. )Maria L S & Louis I A أما ) V,2119 Rodolfo )8( فقاموا بد ارسة التوجه بالسوق واالبتكار والتنافس االست ارتيجي في مجموعة من المؤسسات الصناعية االسبانية مختلفة النشاط وأكدوا أن هناك عالقة ايجابية بين التوجه بالسوق و االبتكار. أيضا ) Sinkula,2119 & )Baker يبينان التأثير غير المباشر للمنظمات المتوجهة نحو التعلم على تحسين جودة سلوكيات توجهها بالسوق كما يؤكدان على أن تعميم التعلم في المنظمات يطال بصفة مباشرة االبتكا ارت في المنتجات واإلج ارءات واألنظمة. وتوصلت د ارسة 2000( )Lukas & Ferrell حول عينة من الشركات الصناعية األمريكية إلى أن اإلبداع )1( واالبتكار في المنتج يتغير مع التوجه بالسوق. وهو ما أكدته كذلك النتائج التي توصلت إليها د ارسة ماتسونو ومجموعة من الباحثين (2113, Matsuno )10(. )et al. الخلفية النظرية للد ارسة سنتعرض في هذه الخلفية النظرية إلى مفهوم التوجه نحو السوق ثم نتناول مفهوم االبتكار. 9

11 أوال- مفهوم التوجه نحو السوق: هناك العديد من التعاريف الزدياد اهتمام "للتوجه بالسوق" نظ ار الباحثين والمختصين في السنوات األخيرة بتحليل ود ارسة هذا المفهوم ولما له من دور وأثر مهمين فيما يتعلق بتطوير وابتكار المنتجات وفق احتياجات الزبائن الحالية والمستقبلية. لكن بالرغم من تعدد وجهات النظر هناك إجماع بين العديد من األكاديميين جاوورسكي وكوهلي ونارفر وسالتر ( على أهمية د ارسة كل من )jaworski &Kohli,1990( )11( )renran & Slater, 2112 )12( واعتبارها من الد ارسات األساسية والتي لها السبق في تقديم تعريفين مختلفين وفي نفس الوقت متكاملين )13( كمايلي : -1 كل تعريف ينطلق من منظور خاص المنظور السلوكي: الد ارسات الميدانية التي أج ارها كل من استنادا إلى العديد من Kohli ( & jaworski ) في الواليات المتحدة األمريكية على مئات اإلطا ارت المسيرة للشركات بالسوق )14( عرفا التوجه على أساس أنه مجموعة من السلوكيات التنظيمية المتخصصة والمتعلقة (information-processing) "بسيرورة المعلومات من طرف المنظمة حول المعلومات بمعنى توليد وجمع احتياجات الزبائن الحالية والمستقبلية ثم توزيعها على مختلف أقسام المنظمة )15( المعلومات. -2 المنظور الثقافي: ثم استجابة ورد المنظمة على هذه أما بالنسبة ) renran & Slater, 2112( لكل من فقد قدما تعريفا مختلفا عن سابقيهما على أساس أن التوجه بالسوق " هو سمة ثقافية للمنظمة بمعنى أن التوجه بالسوق هو الثقافة التنظيمية التي تعظم خلق الكفاءة والفعالية في السلوكيات الضرورية لغرض خلق قيمة عليا للمستهلكين وبالتالي استم اررية األداء )16( المرتفع في أعمال المنظمة". كما بينا أن مفهوم التوجه بالسوق يتكون من ثالثة أبعاد هي: التوجه نحو الزبون التوجه نحو المنافسين التنسيق والربط بين الوظائف ثانيا: مفهوم االبتكار )17( أو األقسام اإلدارية في المؤسسة. إن ظهور مصطلح ابتكار ودخول استعماله في قاموس االقتصاديين كان بفضل جوزيف شومبيتر (Schumpeter,1939) )18( الذي أبرز وبي ن أن االبتكار ظاهرة لها مسؤولية كبيرة في المشاريع االقتصادية حيث يتم التكلم عن المقاول باإلشارة على أنه شخص مبتكر. أكثر بفهم معنى كلمة ولغرض محاولة اإلحاطة "ابتكار" فانه من الضروري الرجوع إلى بجوانبها المتنوعة تتبع تطور مسارها المفاهيمي خاصة وأن المصطلح لقي اهتماما كبي ار من قبل الباحثين والمختصين من خالل اجتهادهم في تقديم تعريفات تواكب تطور معاني الكلمة. وفي هذا الصدد نبدأ بالتعريف الذي قدمه الباحث سعيد أوكيل االبتكار (Oukil,1995) " الذي يبين أن مفهوم يمكن حصره بصورة دقيقة في تلك العملية التي تشمل كل التجديدات المرتبطة بأنواع المنتجات المختلفة )Product Innovation) والمتعلقة أيضا بأساليب وطرق اإلنتاج Process )Innovation) )19( " إذ من خالل هذا التعريف ميز الكاتب بين االبتكار المرتبط بالمنتجات الذي الغرض منه فقط تلبية بعض الرغبات أو إشباع بعض الحاجيات بكيفيات أفضل. إضافة إلى أنه تكلم عن االبتكار المتعلق باألساليب الفنية للتصنيع الذي يهدف إلى زيادة األداء اإلنتاجي من جانبين في وقت واحد الجانب األول تقني والثاني اقتصادي وذلك لغرض تحقيق نتائج ايجابية في المردودية أو في كمية المخرجات وتخفيض التكاليف ومن ثمة المساهمة في تنامي مستويات 10

12 األرباح. لكن الباحث لم يتكل م إال عن التجديدات في خصائص ومواصفات المنتجات وطرق وأساليب التصنيع. ولم يتعرض في تعريفه إلى تقديم منتجات جديدة لم تكن موجودة أصال أي منتجات مبتكرة مائة في المائة وكذلك لم يذكر أي شيء عن الجانب التنظيمي في المؤسسة. وبالرغم من أن هذا التعريف يتفق إلى حد ما مع ما ذهب إليه الباحث بيرت ارند بيلون لفظة االبتكار تعني (Bellon,2002) " أن حيث يرى وضع منتج جديد في السوق أو تقديم منتج حالي بإضافة م ازيا واستخدامات جديدة وكذلك يمكن أن تعني إدخال طريقة أو أسلوب جديد في التصنيع أو وضع بناء تنظيمي )20( جديد في المؤسسة". لكن من خالل تحليل هذا التعريف لمفهوم االبتكار يبرز الفرق بين التعريفين إذ يتضح بدرجة مهمة أن الباحث Bellon تعرض إلى جوانب أخرى لها حساسية وأهمية كبيرة أغفلها التعريف الذي سبقه والتي تتمثل أساسا في االبتكار الجذري للمنتجات وكذلك االبتكار في الجوانب التنظيمية في المؤسسة. ومن خالل التعرض للكثير من األدبيات المتعلقة باالبتكار نالحظ أن نسبة كبيرة منها في تحديدها لمفهوم االبتكار رك زت على جانب واحد فقط من جوانب االبتكار وأهملت الجوانب األخرى وذلك ارجع لشمول االبتكار مداخل مختلفة. ما نتج عنه في المحصلة العديد من التعريفات المتنوعة التي أعطاها الباحثون والمختصون لمفهوم فهناك من عرفه على أساس" االبتكار أنه شيء جديد يتمثل في سلعة أو خدمة تقدمها أو تتبناها المنظمة ألول وقد عرفه مرة. )النفعي )1220 على أنه عملية ينتج عنها عمل جديد يرضي الجماعة وتقبله على )21( أنه مفيد لها. منهج الد ارسة: لقد اعتمدنا في د ارستنا على المنهج الوصفي التحليلي من خالل جمع معلومات مفصلة عن موضوع الد ارسة حيث تم استع ارض مجموعة مهمة من الد ارسات السابقة ذات العالقة بهذه الد ارسة باإلضافة إلى االطالع على الخلفية النظرية للموضوع. كما تم االعتماد على أسلوب الد ارسة الميدانية من خالل إج ارء العديد من الزيا ارت الميدانية للمؤسسات االقتصادية الج ازئرية. وفي هذا الصدد تم اعتماد مصدرين أساسين لجمع البيانات الالزمة للد ارسة هما: أوال- المصادر الثانوية: من خالل اعتماد الكتب واألبحاث والد ارسات السابقة التي تتعلق بموضوع الد ارسة. ثانيا- المصادر األولية: وتتمثل في البيانات التي تم جمعها بواسطة استمارة تم إعدادها وتوزيعها على مختلف المديرين كما تم اللجوء إلى مقابلة بعض المديرين لشرح وتوضيح االستمارة شفويا ومناقشة محتوى االستمارة قصد توضيح بعض األسئلة. وقد تناولت االستمارة متغي ارت الد ارسة وفق ثالث مجموعات على الشكل اآلتي: المجموعة األولى: وتتعلق بالخصائص العامة للمديرين والمؤسسات. المجموعة الثانية: و تشمل العبا ارت من )7-2( والتي تكشف عن التوجه نحو السوق في المؤسسات االقتصادية الج ازئرية. المجموعة الثالثة: و تحتوي العبا ارت من )8-30( والتي تكشف عن االبتكار في المؤسسات االقتصادية الج ازئرية. وقد تم تحديد أو ازن فق ارت االستمارة من خالل تصميم إجابات محتملة عن عبا ارت كل األج ازء 11

13 طبقا لمقياس ليكرت (Likert) الخماسي الذي (2009. وقد تم اختيار عينة مناسبة كي تالئم يتضمن خمس مستويات على النحو األتي: موضوع الد ارسة وتساهم في تحقيق تمثيل للمجتمع إعطاء خمس نقاط لإلجابة )ينطبق بدرجة كبيرة حتى نتمكن من تعميم النتائج على المجتمع. جدا(. واستنادا على ما سبق قمنا بتوزيع االستبيانات على واعطاء اإلجابة )ينطبق بدرجة كبيرة( أربع 082 مؤسسة ذات أحجام مختلفة وبطبيعة ملكية نقاط. متنوعة وفي قطاعات أعمال عديدة. وهي عي نة واإلجابة )ينطبق بدرجة متوسطة( ثالث نقاط. كافية إلنجاز هذه الد ارسة في نظرنا. حيث أن 522 واإلجابة )ال ينطبق( نقطتين. أحجام العي نات األكثر من 02 واألقل من 202 واإلجابة )ال ينطبق إطالقا( نقطة واحدة. مناسبة لمعظم البحوث. وقد تم استرجاع مجتمع وعي نة الد ارسة: استبيان أي بنسبة استرجاع بلغت 01,21 بالمائة يتكون مجتمع الد ارسة من جميع الشركات مع استبعاد ثماني استبيانات غير صالحة للتحليل )1( الج ازئرية المدرجة في دليل المؤسسات الج ازئرية وهي نسبة تعتبر مقبولة إحصائيا. والجدول رقم (Annuaire des entreprises لسنة 1221 يوضح أهم التفاصيل. الجدول رقم )1(. عينة الد ارسة واالستبانات الموزعة والمستلمة 082 عدد االستبانات الموزعة 202 عدد االستبانات المستلمة نسبة االستبانات المستلمة إلى الموزعة 34, ,84 32,10 عدد االستبانات الصالحة للتحليل نسبة االستبانات الصالحة إلى المستلمة نسبة االستبانات الصالحة إلى الموزعة المصدر: نتائج توزيع االستبيان على عينة الد ارسة أساليب التحليل اإلحصائي النسب المئوية التك ار ارت والمتوسطات الحسابية لغرض معالجة إشكالية الد ارسة واإلجابة عن واالنح ارفات المعيارية. واستخدمنا كذلك اختبار تساؤالتها والتحقق من فرضياتها تم استخدام االنحدار البسيط Regression) (Simple لد ارسة مجموعة من األساليب اإلحصائية التي تناسب واختبار مدى وجود تأثير معنوي بين المتغير تحليل بيانات ومعلومات هذه الد ارسة. حيث المستقل على متغير االبتكار في المؤسسات. إضافة استخدمنا مقاييس اإلحصاء الوصفي إلى أننا قمنا في هذه الد ارسة باستخدام معامل كرونباخ ألفا Alpha) (Cronbach لقياس ثبات Measures) (Descriptive Statistic وذلك لنتمكن من وصف خصائص العي نة باستخدام فق ارت االستبانة. 12

14 قياس صدق أداة الد ارسة ودرجة ثباتها لمتغي ارت وأبعاد الد ارسة في االستبانة جاءت قيمته للتأكد من صدق شكل ومحتوى األداة تم عرضها تعادل وهذه النتيجة تدل على ارتفاع على مجموعة أعضاء هيئة التدريس ذوي معامالت الثبات لجميع فق ارت وأبعاد الد ارسة وهي تخصصات متنوعة. ومن ثم قمنا بإج ارء العديد من قيم ممتازة ألنها أعلى بكثير من القيمة المقبولة.0,60 التصحيحات والتعديالت خاصة تلك المتعلقة بتغيير وتوضيح بعض العبا ارت لكي تصبح سهلة على فهم مناقشة نتائج الد ارسة: غير المتخصص مع إلغاء بعض العبا ارت غير بعد أن تناولنا فيما سبق أهم األسس النظرية الضرورية التي وردت بخصوصها تعليقات كثيرة تبين عدم صلتها المباشرة بالمتغي ارت واضافة بعض لموضوع البحث وتعريفا عاما بمنهجيته وميدانه سنتطرق لتحليل ومناقشة محاور االستبيان وتسجيل العبا ارت ألبعاد متغي ارت االستبانة إضافة إلى نتائج البحث من تحليل كل محور على حدة وبعدها تدقيق االستمارة باللغتين العربية اقت ارحات المحكمين. والفرنسية بناء على سنقدم مجموعة من التوصيات التي ن ارها ضرورية على ضوء النتائج المتوصل إليها. أما بالنسبة لثبات أداة القياس فقد قمنا أوال- تحليل واقع التوجه نحو السوق في باختبارها من خالل استخ ارج معامل )كرونباخ ألفا( المؤسسات االقتصادية الج ازئرية: وذلك حتى يتم التأكد من االتساق الداخلي للفق ارت وفي هذا الصدد فان معامل الثبات للمجموع الكلي الجدول رقم )2(: المتوسطات الحسابية واالنح ارفات المعيارية ودرجة األهمية لتصو ارت المستجوبين عن التوجه نحو السوق في المؤسسات الج ازئرية رقم محتوى عبا ارت وفق ارت بعد المتوسط االنح ارف نسبة درجة الترتيب العبارة التوجه نحو السوق الحسابي المعياري التوافر االنطباق حسب ضعيفة األهمية 26 %51, تهتم المؤسسة بالقيام بأبحاث السوق بصفة دورية. 1 - يتم مقابلة الزبائن لمعرفة مدى 2 22 %61, رضاهم على منتجات وخدمات 0.11 المؤسسة الحالية ومناقشة متوسطة احتياجاتهم المستقبلية. - يجتمع مسؤولي مختلف 3 25 المصالح واألقسام داخل المؤسسة لمناقشة اتجاهات وتطو ارت %62,2 متوسطة السوق. 13

15 - هناك سرعة في نشر وتبادل 4 21 %62, المعلومات المتعلقة بالزبائن والمنافسين بين مختلف مصالح متوسطة وأقسام المؤسسة. - هناك االستجابة المناسبة 5 20 %62, للتغي ارت في األسعار أو في الجودة التي تحدثها المؤسسات متوسطة المنافسة. - تقوم المؤسسة بالرد الفوري على 6 27 %56, الحمالت الدعائية التي تقوم بها 1.82 ضعيفة المؤسسات المنافسة. 21 متوسطة %60, تستجيب األقسام والمصالح المختلفة في المؤسسة لرغبة الزبائن بتعديل أو تطوير سلع وخدمات المؤسسة. 7 المتوسط العام %62,8 متوسطة يتضح لنا من خالل النتائج في الجدول رقم )2( أن مؤشر مقابلة الزبائن لمعرفة مدى رضاهم عن منتجات وخدمات المؤسسة الحالية ومناقشة احتياجاتهم المستقبلية جاء في المرتبة األولى بمتوسط حسابي قدره )0.11( وبنسبة توافر بلغت )%61,8( وبدرجة انطباق متوسطة. يليها مباشرة في الترتيب مؤشر استجابة مختلف األقسام والمصالح في المؤسسة لرغبة الزبائن بتعديل أو تطوير سلع وخدمات المؤسسة بمتوسط حسابي قدره )0.21( وبنسبة توافر بلغت )%60,8( وبدرجة انطباق متوسطة. وقد جاء في المرتبة الثالثة مؤشر االستجابة المناسبة للتغي ارت في األسعار أو في الجودة التي تحدثها المؤسسات المنافسة بمتوسط حسابي قدره )0.26( وبنسبة توافر بلغت )%62,1( وبدرجة انطباق متوسطة. كما نالحظ أن مؤشري اهتمام المؤسسة بالقيام بأبحاث السوق بصفة دورية ومؤشر قيام المؤسسة بالرد الفوري على الحمالت الدعائية التي تقوم بها المؤسسات المنافسة احتال المرتبة السادسة والسابعة على التوالي بمتوسط حسابي قدره )1.15( )1.82( وبنسبة توافر بلغت )%51,2( )%56,1( وبدرجة انطباق ضعيفة. وفي األخير يتضح لنا أن قيمة المتوسط العام لفق ارت بعد التوجه نحو السوق كان متوسطا حيث بلغ المتوسط الحسابي )0.21( وبنسبة توافر قدرها )%62,8( مما يدل على أن درجة انطباق بعد التوجه نحو التعلم في المؤسسات الج ازئرية جاءت متوسطة ما يعني نقص وعيها بأهمية التوجه نحو السوق في ثقافتها بسبب قلة انفتاحها على السوق واالكتفاء برد الفعل وهو ما يمكن اعتباره عامال كابحا لالبتكا ارت. ثانيا- اختبار ومناقشة فرضية الد ارسة إحصائيا سنحاول في هذا العنصر التعرض إلى نتائج التحليل اإلحصائي المستخدم الختبار فرضية 14

16 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية الد ارسة وفيما يلي عرضا لنتائج االختبار اإلحصائي. 1 االختبار اإلحصائي للفرضية األساسية تنص الفرضية األساسية على أنه: ال يوجد تأثير ذو داللة إحصائية للتوجه نحو السوق على قدرة المؤسسات الج ازئرية على االبتكار. تم استخدام نتائج تحليل االنحدار البسيط Regression) (Simple للتأكد من صالحية النموذج الختبار الفرضية األساسية للد ارسة. حيث ترفض الفرضية إذا كان مستوى الداللة أقل أو يساوي البعد معامل الجدول رقم )3(: نتائج اختبار االنحدار البسيط لتأثير بعد التوجه نحو السوق على مدى قدرة المؤسسات الج ازئرية على االرتباط R االبتكار معامل التحديد R 2 درجة t التأثير المحسوبة B مستوى الداللة t * التوجه نحو السوق 2.67 * ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة )0.05 α( ** غير دالة ت بي ن معطيات الجدول رقم )3( ثبات صالحية النموذج الختبار الفرضية األساسية للد ارسة أي أن نتائج التحليل اإلحصائي تؤيد وجود تأثير معنوي لبعد التوجه نحو السوق على قدرة المؤسسات الج ازئرية على االبتكار وذلك )عند مستوى 0.05 α(. وتعتبر العالقة قوية ألن قيمة االرتباط )R( بلغت )%67( وهي مرتفعة كما أن التغيير في بعد التوجه نحو السوق يفسر ما قيمته )%15( من قدرة المؤسسات الج ازئرية على االبتكار وهي نسبة جيدة ومهمة. وقد يرجع سبب ذلك إلى بدء اهتمام المؤسسات الج ازئرية بالتركيز على التوجه نحو السوق بسبب المنافسة خاصة مع الشركات األجنبية. كما أكدت قيمة )t( معنوية هذا التأثير والتي بلغت قيمتها وبمستوى داللة وتشير نتيجة اختبار هذه الفرضية إلى عدم قبول فرضية العدم التي اعتمدت عليها هذه الد ارسة وقبول الفرضية البديلة ما يعني أنه يوجد تأثير ذو داللة إحصائية لبعد التوجه نحو السوق على قدرة المؤسسات الج ازئرية على االبتكار. الخالصة: بي نت نتائج الد ارسة فيما يخص واقع التوجه نحو السوق في عينة المؤسسات االقتصادية الج ازئرية أنه على الرغم من أن متوسطه العام كان متوسطا إال أنه يعتبر ما ازل غير كاف بدرجة مهمة لزيادة قدرة المؤسسات على تحقيق االبتكا ارت حيث أن المديرين والقادة الذين تم استجوابهم يؤكدون بأن مؤش ارت قيام مؤسساتهم بالرد الفوري على الحمالت الدعائية التي تقوم بها المؤسسات المنافسة ومؤشر مدى اهتمام مؤسساتهم بالقيام بأبحاث السوق بصفة دورية ومستمرة وكذلك مؤشر اجتماع مسئولي مختلف المصالح واألقسام داخل المؤسسة لمناقشة اتجاهات وتطو ارت السوق في الم ارتب األخيرة من اهتماماتهم. وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على 15

17 التنظيمية المختلفة والعمل على تنمية وعي الموظفين بأهمية التوجه نحو السوق. الم ارجع: 1- Rohit Deshpande a, John U. Farley (2004): Organizational Culture, Market orientation, Innovativeness, and Firm Performance: an International Research Odyssey, Intern. J. of Research in Marketing 21, Hans kasper (2005): the Culture of Market Oriented Organizations, Maastricht University, dec 6, P Rohit Deshpande a, John U. Farley and Webster Jr.F.E (1993): Corporate Culture, Customer orientation and Innovativeness in Japanese Firms: A Quadrate Analysis, Intern. J. of Management 57, jean-emile Denis, Sandor Czellar & Stéphane Graber (2000) : Orientation marche et performance : intégration des évidences empiriques, Communication au XVIe congrès de l.association Française du Marketing a Montréal, mai, P Athuahene-Gima,K. (1996) : Market Orientation and Innovation, Journal of Business Research 35, Sep, Hurley Robert F. & Hult G.Tomas M (1998) : Innovation, Market Orientation, and Organizational Learning: An Integration Examination, Journal of Marketing,American Marketing Association,Vol/62,No/3, Jul,P P Jin K. Han, Namwoon Kim & Rajendra K.Srivastava (1998) : Market Orientation and Organizational Performance: Is Innovation Missing Link, Journal of Marketing,American Marketing Association,Vol/62,No/4, Oct, P Rodolfo V, Maria L S & Louis I A (2001): Market Orientation, Innovation and Competitive Strategies, Journal of Strategic Marketing, Sep, P P Hans kasper: Opcit, P P Matsuno, K., Mentzer, J.T.and Azsomer, A (2002): Eth effects of entrepreneurial proclivity and Market التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية اهتمام المديرين والقادة في المؤسسات بالتوجه نحو السوق بدرجة غير كافية وهو ما قد يتسبب في ضياع الكثير من الفرص من المؤسسة من جهة كما قد يؤدي إلى ضعف المؤسسة أمام مواجهة التهديدات المت ازيدة من جهة أخرى. وقد كشفت النتائج كذلك على أن هناك تأثير معنوي لبعد التوجه نحو السوق على قدرة المؤسسات الج ازئرية على االبتكار في حين بينت نتائج الد ارسة أن التغيير في بعد التوجه نحو السوق يفسر ما قيمته )%15( من قدرة المؤسسات الج ازئرية على االبتكار وهي نسبة جيدة ومهمة. وعلى ضوء النتائج المتوصل إليها سنحاول تقديم مجموعة من التوصيات التي ن ارها مهمة في دعم ثقافة التوجه نحو السوق وتشجيع االبتكا ارت في المؤسسات االقتصادية الج ازئرية كما يلي: 1- ضرورة سعي اإلدارة العليا في المؤسسة إلى الحصول على المعلومات المتعلقة بالمستهلكين واستخدامها في اتخاذ الق ار ارت واعداد االست ارتيجيات المناسبة لضمان سرعة االستجابة لرغبات واحتياجات الزبائن. 2- التأكيد على أهمية الدور الذي يلعبه مديرو اإلدا ارت المختلفة في عملية جمع المعلومات من البيئة المحيطة وتفسيرها واستخدامها كأساس الختيار األهداف اإلست ارتيجية لتلك اإلدا ارت. 3- إد ارك المديرين والقادة ألهمية أن يتدعم التوجه نحو السوق بنظم معلومات إست ارتيجية وأن يكون محوره األساسي هو المستهلك كما ذكرنا سابقا وأن يستمد قوته الفعلية من كل العاملين بالمؤسسة وليس من مسؤولي التسويق فقط. 4- أهمية وضرورة دعم اإلدارة العليا في المؤسسة وتأكيدها على التكامل الوظيفي بين اإلدا ارت 16

18 18- Schumpeter Joseph (1939) : Business Cycles-a Theoretical, Historical, and Statistical Analysis of the Capitalistic Process, éd MacGraw-Hill, New York. 19- Oukil Said (1995) : Economie et Gestion de L innovation Technologique, éd OPU, Alger, Bellon Bertrand (2002) : L innovation Créatrice, éd Economica, Paris. 21- النفعي ضيف اهلل )1220( " اإلبداع من أجل التطوير اإلداري في األجهزة الحكومية بمدينة الرياض " مجلة جامعة الملك عبد العزيز لالقتصاد واإلدارة 27 العدد 2 السعودية ص ص: 1-8. المجلد Orientation on business performance, Journal of Marketing, July, Qu Riliang & Ennew ChristineT (2004) : Developing a Market Orientation in a Transitional Economy The Role of Government Regulation & Ownership Structure, UK, sp, P Hans kasper: Opcit, P jean-emile Denis, Sandor Czellar & Stéphane Graber: Opcit, P Qu Riliang & Ennew ChristineT: Opcit, P Ibid, P Ibid, PP jean-emile Denis, Sandor Czellar & Stéphane Graber: Opcit, P

19 تحسين جودة خدمات الموانئ البحرية: د ارسة تجربة ميناء عنابة د. هشام بوريش قسم العلوم االقتصادية جامعة باجي مختار-عنابة ملخص يهدف هذا المقال إلى إب ارز الوظائف التي يقوم بها الميناء البحري خاصة تلك التي تقع في نطاق عمليات شحن ناقالت الحبوب وتفريغها. اهتمت الد ارسة في البداية بتحديد المرجعية النظرية للمواصفات القياسية الدولية ثم البحث في دورها وأهميتها في النشاطات االستغاللية للميناء وفي األخير تحديد نتائج االستخدام السيئ لها. كما تهدف الد ارسة إلى تحسين فعالية ميناء عنابة و ترشيد سلسلة نقل الحبوب الواردة عبر البحر وذلك عن طريق توزيع مختلف المهام على وحدات االستغالل المينائية بالشكل الذي يمكن ناقالت الحبوب من الحصول على خدمة مالئمة ومتجانسة تؤدي في النهاية إلى خفض التكاليف إلى أدنى المستويات الممكنة مقارنة بمستوى الخدمة المقدمة. الكلمات المفاتيح: النقل البحري الموانئ البحرية الخدمات المرفئية الجودة المنظمة الدولية للمواصفات القياسية. Résumé Cet article a pour but de faire une synthèse des fonctions assurées par les ports maritimes, plus spécifiquement dans la zone commerciale, liées aux opérations de chargement et déchargement des céréaliers. Après avoir défini le référentiel ISO 9001, nous examinerons son rôle et son importance dans l exploitation portuaire, pour ensuite, décrire ce qui se passe lorsqu il est mal géré. L approche méthodologique adoptée, vise à améliorer l efficacité de l infrastructure du port de Annaba, et à rationaliser la chaine de transport des céréales à l importation, en répartissant les différents taches entre ses unités d exploitation; de façon que les céréaliers reçoivent le traitement le mieux approprié avec un rapport cout/ service, aussi bas que possible. Mots clés : Transport maritime, ports maritimes, prestations portuaires, qualité, ISO. Abstract This article highlights the functions performed by seaports, especially those functions related to the scope of operations of loading and unloading grain carriers. The study begins with a brief review of the international standards ISO9001. Then the paper shows the importance of ISO quality system to seaport operations, and unravels its adverse implications when the system is misused. By applying the ISO9000 standards methodology to the port of Annaba, the study seeks to improve the effectiveness of this facility through a rationalization of its grain transportation chain. Keywords: Maritime transport, sea ports, port services, the quality, the International Organization for Standards (ISO). 18

20 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية 1. المقدمة: يعتبر النقل البحري وسيلة هامة لنقل مختلف البضائع عبر العالم كما يعتبر أرخص وسائل النقل حيث يقوم بضمان انسياب كميات كبيرة من البضاعة مهما اختلفت أحجامها كما تمثل تكلفة تداول البضاعة في الموانئ جزءا كبي ار من تكلفة النقل البحري حيث أصبحت جودة الخدمات المرفئية ضرورية من الناحية التجارية سواء أكان ذلك بالنسبة للموانئ التي تبحث على استقطاب عدد أكبر من السفن والعمل على الوصول إلى االستخدام الكامل إلمكانياتها المتوفرة من م اركز الرسو أو بالنسبة ألصحاب البضاعة الذين يبحثون عن توصيل البضاعة إلى المستهلك النهائي في أسرع األوقات وأقل التكاليف دون أن يكون ذلك على حساب وقوع عطب أو تلف في البضاعة المنقولة عبر الموانئ. باإلضافة إلى األهداف التجارية فإن جودة الخدمات المرفئية يمكن أن تترجم كذلك على مستوى األرباح التشغيلية للميناء ولن يكون ذلك إال بتناسق أعمال جميع األط ارف حيث يؤدي إتباع الجودة إلى ترشيد وتحسين مختلف التطبيقات ووضع إج ارءات جديدة مساعدة على تخفيض نسبة التلف في البضاعة نتيجة المناولة السيئة. وتعمل الموانئ الج ازئرية حاليا على تحسين جودة خدماتها فيما يخص استقبال مختلف أنواع السفن ومناولة البضاعة واألدوات المستخدمة والعمل على الحصول إحدى شهادات المطابقة ISO.9000 وفي هذا اإلطار جاء هذا المقال لإلجابة على التساؤل األتي: ما هي أهم اإلج ارءات المتبعة في ميناء عنابة من أجل تحسين الخدمات المقدمة إلى ناقالت الحبوب والى أي سبب يعزى وجود الفجوة بين معايير المواصفات القياسية الدولية وما هو مطبق فعال في واقع ميناء عنابة أهمية الد ارسة: تنبع أهمية الد ارسة من أهمية النقل البحري على المستوى الوطني ومساهمته الفعالة في نقل معظم احتياجات الج ازئر من المواد الغذائية والمحاوالت الجادة من طرف الموانئ البحرية الج ازئرية لتخفيض فاتورة انتظار السفن بمرسى الميناء قبل تلقي الخدمة مما يسهم في تخفيض أعباء االستي ارد على االقتصاد الوطني ككل كما تستمد الد ارسة أهميتها كذلك من ضرورة الت ازم الموانئ الج ازئرية بالمواصفات القياسية الدولية وتعزيز تطبيق هذه المعايير بالشكل الذي يضفي عالقة تكاملية بين إدارة الميناء وزبائنه أهداف الد ارسة: بناءا على ما تقدم تهدف هذه الد ارسة إلى بيان مدى تطبيق ميناء عنابة لمتطلبات المعايير الدولية في ما يخص استقبال ناقالت الحبوب وخدمتها طيلة فترة توقفها بأرصفة الميناء كما تهدف كذلك إلى قياس األهمية النسبية للخدمات المقدمة وتقويمها من وجه نظر كل من زبائن الميناء و السلطة المينائية الد ارسات السابقة: تعددت الد ارسات التي تناولت بالتحليل الجوانب االقتصادية لنشاط الموانئ البحرية حيث ركزت العديد منها على نظم تسعير الخدمات المالحية والمرفئية وعرض للمشاكل المطروحة دون تقديم أي حلول بينما استهدفت د ارسات أخرى تبسيط التسهيالت في الموانئ من أجل كسب موقع تنافسي في السوق المالحي العالمي غير أن االقت ارحات المعلنة لم توضع موضع التجريب في الميدان للوقوف على مدى إمكانية العمل بها في حين اقتصرت د ارسات أخرى على د ارسة جانب معين من 19

21 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية نشاط الموانئ البحرية وهو تجارة الت ارنزيت باعتباره أهم عنصر يميز الموانئ الحديثة غير أن أهم د ارسة اهتمت بتقويم الجودة في الموانئ البحرية هي تلك المنشورة من طرف مؤتمر األمم المتحدة للتجارة والتنمية سنة 8992 غير أنها جاءت في شكل وصف عام لنشاط الميناء دون التعمق في تحليل التفاصيل الدقيقة التي تميز خدمة السفن من رصيف إلى آخر في حين جاءت د ارسات الحقة تهتم بجانب معين من نشاط الميناء دون اإلشارة إلى منطقة الحبوب وهو ما قام به "رفاند ار جالينا "Ravindra GALHENA بنشره سنة 8004 لد ارسة حول كيفية إنشاء وادارة محطة الحاويات أما على المستوى المحلي فقد تمكن الباحث "بوعنان نور الدين" من تسليط الضوء على جودة الخدمات بصفة عامة بميناء سكيكدة في رسالة ماجستير تمت مناقشتها خالل السنة الجامعية غير أن د ارسته جاءت مبتورة من أي سرد للخصائص التي تميز الموانئ البحرية عن غيرها من المؤسسات االقتصادية فرضيات الد ارسة: لإلجابة على مختلف التساؤالت التي تم إثارتها فقد تم صياغة العديد من الفرضيات ومنها باألساس: أ. إن العالقة الموجودة بين خاصية كل منطقة من مناطق الميناء ومستوى الخدمة المقدمة تعتبر عنص ار جوهريا في أي مخطط يستهدف تحسين أداء الميناء. ب.ال يوجد اختالف واضح في مدى تطبيق ميناء عنابة لمتطلبات المعايير الدولية وانما تعود تفاصيل اختالف الخدمة من سفينة إلى أخرى إلى االختالف الواضح في طريقة بناء ناقالت الحبوب التقليدية والحديثة التي تدخل الميناء من اجل تفريغ حمولتها. ج. ال يمكن ربط تطور حركة ناقالت الحبوب بالجودة المقدمة من طرف ميناء عنابة وانما يعزى ذلك إلى مجموعة من العوامل المتعلقة بالجو االقتصادي العام التي يجب التعمق فيها منهجية الد ارسة: تعتمد هذه الد ارسة على المنهج الوصفي التحليلي لإلجابة على إشكالية الموضوع ولتحقيق ذلك تم االعتماد على ما يلي: أ. أداة الد ارسة: إضافة إلى اإلحصائيات المتوفرة على مستوى مصالح ميناء عنابة فقد تم االعتماد كذلك على المقابالت الشخصية لمختلف األط ارف الفاعلة في سلسلة النقل البحري للحبوب كما تم تسجيل المالحظات الشخصية للباحث والتأكد من ثباتها ومصداقيتها عن طريق عرضها على مجموعة من المختصين في مجال النقل البحري. ب. مجتمع الد ارسة وعينتها: يتكون مجتمع الد ارسة من مجموعة المتعاملين االقتصاديين و إدارة الميناء وعمال الميناء سواء كانوا دائمين أو موسميين إضافة إلى مجموع ناقالت الحبوب الوافدة على الميناء أثناء فترة الد ارسة هيكل الد ارسة: تطلب معالجة هذا الموضوع تقسيم الد ارسة إلى مقدمة وأربعة محاور رئيسية وخاتمة: مقدمة. أساسيات في إدارة الجودة. مسعى الجودة بالموانئ البحرية. 20

22 - عنابة. - خطوات تحقيق الجودة في منطقة الحبوب بميناء تشخيص الفجوة في متطلبات الجودة بمنطقة الحبوب. خاتمة أساسيات في إدارة الجودة: يعد االهتمام بإدارة الجودة في أي مؤسسة تبحث عن تحقيق رضا زبائنها مدخال هاما في تطوير إمكانياتها التنافسية بعد أن أصبح الحصول على إحدى شهادات المطابقة الدولية شرطا أساسيا في إب ارم العقود التجارية الدولية وغزو األسواق العالمية المواصفات القياسية الدولية: يمكن تعريف الجودة حسب المواصفة القياسية ISO 9000 إصدار سنة "مجموعة الصفات المميزة للمنتج 1222 على أنها: )أو النشاط أو العملية أو المؤسسة أو الشخص( والتي تجعله ملبيا للحاجات المعلنة والمتوقعة أو قاد ار على تلبيتها" من هذا التعريف يمكن استنتاج التطور التاريخي لمفهوم الجودة والذي أصبح مرتبطا أكثر من أي وقت مضى بمدى رضا الزبون والمستهلك النهائي لمنتجات المؤسسة حيث أصبحت مسالة السعر وتكلفة المنتج مرتبطة باهتمام المؤسسة بتحسين جودة منتجاتها بالشكل الذي سيؤدي فعال إلى تخفيض التكلفة عبر تحسين اإلنتاجية وخفض معدالت العيوب وهدر الطاقة في م ارحل اإلنتاج المختلفة )2(. أبعاد للمواصفات القياسية :ISO ISO تقوم المنظمة الدولية بوضع معايير محددة وموحدة لتحقيق مستوى عال من األداء في العمل وجودة في اإلنتاج بحيث يتحصل كل من يقوم بااللت ازم بها بالحصول على شهادة تمنحها هذه المنظمة ويسمح لحاملها بولوج السوق العالمي بكل )1( حرية وأهم هذه الشهادات : شهادة إيزو :9001 يتم الحصول على هذه لشهادة بالنسبة للمؤسسات التي تضمن جميع م ارحل اإلنتاج أو الخدمة بداية مع مرحلة التصميم والى غاية مرحلة الخدمة ما بعد البيع. شهادة إيزو :9002 تشمل المؤسسات التي يقتصر أدائها على إنتاج السلعة وتحسينها وبيعها دون االهتمام بمرحلة التصميم والمرحلة التي تأتي بعد بيع المنتوج. شهادة إيزو :9001 تختص بالمؤسسات الصغيرة التي ال تقوم بتصميم منتجاتها ويقتصر نشاطها على عملية التجميع وبالتالي يمكن البحث عن جودتها في المرحلة األخيرة من اإلنتاج واختيار جودة المنتج النهائي شهادة إيزو :9002 المؤسسات لتطبيق نظام إدارة الجودة تعتبر مرشد حيث تحتوي على التعليمات اإلرشادية الكافية للحصول على إحدى شهادات اإليزو فوائد الحصول على الشهادة: معايير المواصفات الدولية إن لتطبيق ISO 9000 وفروعها فوائد تعود على المؤسسات الحاصلة عليها وعلى )0( زبائنها يمكن إجمالها في النقاط التالية : - زيادة القدرة التنافسية للمؤسسة لسهولة دخولها إلى األسواق العالمية وتفوقها على جميع المنافسين الذين لم يحصلوا على الشهادة بعد. - بناء عالقات ثقة مع العمالء نتيجة اقتناعهم بمستوى الجودة التي وصلت إليه منتجات المؤسسة وبالتالي تخفيض شكاويهم. - رفع الروح المعنوية للعاملين بالمؤسسات الحاصلة على إحدى شهادات الجودة العالمية وبالتالي 21

23 الشعور بالثقة لتحقيق المزيد من االنجا ازت الجماعية التي تخدم مصلحة المؤسسة ككل. - تحقيق الرقابة المستمرة والذاتية على جميع أنشطة المؤسسة الداخلية ومحاولة تصحيح االنح ارفات في أقرب اآلجال الممكنة..2.2 نماذج تقييم جودة الخدمة: توصل الباحثون في ميدان جودة الخدمة إلى تحديد نموذجين أساسين يمكن االستناد إليهما في تقييم مستوى الخدمة المقدمة وسنستعرضهما من خالل ما (4) يلي : نموذج الفجوة :"servqual يعتمد هذا " النموذج على قياس الفارق الموجود بين إد ارك العميل لمستوى األداء الفعلي للخدمة وبين توقعاته السابقة وتنجم هذه الفجوة بسبب عدم قدرة إدارة المؤسسة على إد ارك المواصفات الحقيقية للخدمة أو عدم قدرتها على ترجمة تلك المواصفات رغم علمها بما يحتاجه للعميل وفي أحيان أخرى يتطلب تقليص الفجوة االستعانة بب ارمج تكوينية وتدريبية خاصة الهدف منها تفكيك شفرة المواصفات المعقدة وصعبة التعقيد نموذج االتجاه: :"servperf" يرتكز هذا النموذج في تعريفه للجودة على اإلد ارك الخاص بالعميل حيث تعتبر الجودة دالة إلد ارك العميل باألداء الفعلي للخدمة المقدمة من طرف المؤسسة خالل فت ارت ت اركمية سابقة إضافة إلى مستوى الرضا عن األداء الحالي للخدمة أما في حالة وجود تجارب سابقة للتعامل مع المؤسسة فإن توقعات العميل المسبقة تلعب دو ار هاما في تحديد مستوى جودة الخدمة. متطلبات جودة 1.2. ISO : طبعة تحاول المؤسسات المينائية الج ازئرية الوصول إلى جودة في خدماتها المقدمة عبر تطبيق متطلبات ISO 9001 حيث يمكن إيجاز أهم ما جاءت به )5( من توصيات عامة من خالل العناصر التالية : مسؤولية اإلدارة: تتعهد اإلدارة العليا بتنفيذ نظام الجودة عن طريق توعية العمال بتنظيم دو ارت تكوينية لهم حول نظام الجودة وأهدافها والطريقة المثلى التي يمكن بها خدمة الزبون وتحقيق مستوى عال من رضاه كما يقع على كاهل اإلدارة وضع خطط نظام الجودة والتأكد من صالحية السياسات الموضوعة وتكاملها وتناسبها مع نشاط المؤسسة االعتيادي. كما يجب على إدارة المؤسسة وضع جدول للم ارجعة الدورية تبين فيه المدخالت الواجب توافرها كردود الفعل المقدمة من الزبائن ودرجة مطابقة المنتج للمواصفات المطروحة ومدى تطبيق اإلج ارءات الوقائية والتصحيحية في حين تتمثل مخرجات الم ارجعة في توفير ق ار ارت ترتبط بتحسين فعالية نظام الجودة وتحسين جودة المنتجات والخدمات اعتمادا على ما يطلبه الزبون باإلضافة إلى البحث عن الموارد الالزمة لتحقيق أفضل النتائج إدارة الموارد: من خالل هذا البند تبحث المؤسسة في تنفيذ نظام إدارة الجودة عبر توفير الموارد البشرية ذات الكفاءات العالية والتدريب الجيد كما تسهر على تقويم عام لإلج ارءات المتخذة في هذا الشأن. تتوفر المؤسسات كذلك على بنية تحتية الزمة للقيام بأي نشاط إنتاجي أو خدمي حيث يجب التأكد دوما من مطابقة ما هو متوفر في الميدان مع متطلبات الوصول إلى مستوى معين من المعايير الدولية. كما أن بيئة العمل والظروف المحيطة بتحقيق الهدف من نظام المطابقة تعتبر عنص ار هاما يجب 22

24 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية التأكد منه عند تقييم الفجوة بين الموارد المتاحة والموارد الواجب توافرها تحقيق المنتج: إن أي تخطيط يستلزم نجاح عملية تحقيق المنتج ال بد وأن يكون موثقا في سجالت نموذجية توضح م ارحل اإلنتاج والمعايير المتبعة للوصول إلى منتج يطابق ما هو موجود في المؤسسات من نفس النوع. ولمتابعة مدى وصول المؤسسة إلى تحقيق منتج يرضى عنه الزبائن كان من الالزم االهتمام بمتطلبات التسليم والنشاطات ما بعد التسليم واالتصال بالزبون ومحاولة الحصول على المعلومات المرتدة منه والشكاوى وذلك عبر تقديم أسلوب استفسا ارت واضح وبسيط. أما فيما يخص عمليات التصميم والتخطيط فتعمل المؤسسة على تحديد المدخالت المتصلة بالمتطلبات الوظيفية والقانونية ومتطلبات األداء والحفاظ عليها في سجالت خاصة وم ارجعتها من حين آلخر أما فيما يخص المخرجات فتصف كيفيات استعمال المنتج والطريقة التي نحافظ بها على سالمته. المتطلبة القياس التحليل والتحسين: ترتكز هذه على قياس رضا الزبون واختبار ب ارمج التدقيق الداخلي من خالل وضع إج ارءات موثقة يتم االستناد إليها وتصحيح االنح ارفات قبل أن يتم إطالق المنتج أو الخدمة من طرف أشخاص مخولين لذلك. أما بالنسبة للمنتجات غير المطابقة للمواصفات المطلوبة فيجب الحرص على عدم االستخدام أو التسليم المقصود لها كما تعمل المؤسسة على تصحيح العيوب والتحقق من المطابقة قبل طرحها مجددا للزبائن وفي كل الحاالت يجب وضع سجالت خاصة تدون فيها جميع المالحظات واإلج ارءات المتخذة حيث يساعد ذلك على القيام باإلج ارءات الوقائية لمنع حصول حاالت عدم المطابقة في المستقبل. 1. مسعى الجودة بالموانئ البحرية: لنجاح تطوير الخدمات المرفئية عبر تحسين جودتها تعتبر من و ارءها حلقة مؤسسة الميناء القاطرة التي تجرها النقل البحري ويوضح الشكل طويلة من المتدخلين في سلسلة )2( )6( الخطوات الرئيسية لتحقيق الجودة بالموانئ : اآلتي أهم الشكل) 1 (: وصف م ارحل مسعى الجودة في الموانئ البحرية انتقاء الخيارات مبادرة اللجنة التجارية للميناء دور رائد للسلطة المينائية تحسيس جميع المتدخلين في حلقة النقل البحري الجودة هي مهمة الجميع اتخاذ قرارات اللجنة بعد استشارة جميع الشركاء االستماع للزبائن وحل المشاكل عمل ثنائي: اجتماعات المجموعة مع الزبائن خطوة نحو الحصول على شهادة المطابقة القبول المصدر: DUPIN.F, La démarche qualité, l expérience du port de Nantes/St-Nazaire, Monographies de la cnuced sur la gestion portuaire, nation unies, New York, 1998,p4. 23

25 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية من خالل الشكل )2( يتضح لنا أهمية دور اللجنة التجارية للميناء في وضع السياسات العامة المحددة لكيفية سير مختلف نشاطات الميناء وينبغي أن تكون هذه السياسات على شكل خطوط عريضة تضمن نوعا من المرونة في األداء ومادامت عملية نقل البضاعة في المسالك البحرية تعنى بها العديد من األط ارف وجب على سلطة الميناء تحسيس المتدخلين في سلسلة النقل البحري بضرورة المسعى الذي تريد تطبيقه حيث يتم تبادل األفكار والحلول الناجعة قبل إعداد تقرير شامل يضم جميع االقت ارحات المطروحة واتخاذ ق ارر يساهم الجميع في تحقيقه وإلنجاح المهمة ال بد من عقد اجتماعات تشاورية مع أهم زبائن الميناء والعمل على تحسين الوضع عبر االستماع إلى أهم المشاكل المطروحة وتقليص الفجوة بين ما ينتظره الزبون وما يقدمه الميناء من خدمات وامكانيات. ليست لميناء عنابة مقاربة خاصة بالجودة حيث أن اتخاذ خطوات سريعة ومباد ارت حماسية قد يؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها تتمثل في وقوع خالفات بين العديد من األط ارف المتدخلين في الميناء حيث أن موضوع الجودة غير مطروح بصفة واضحة في مختلف مناطق الميناء وبالتالي فإن حل المشاكل يتطلب اإلجابة عن كل سؤال على حده قبل التنسيق مع الحلول الموجودة في مناطق أخرى من الميناء. وبالتالي يمكن القول أن مسألة الجودة ما هي إال موضع حديث ال يعلمه العديد من المتعاملين االقتصاديين ونجاحه بالميناء واألف ارد على مستوى الميناء مرتبط بمقاربة متصاعدة تتطلب دعم ومشاركة جميع األط ارف بحيث يؤدي ذلك إلى الوصول إلى نتائج مقبولة دون تهميش أي طرف وباستخدام جميع الوسائل المتاحة..2 خطوات تحقيق الجودة في منطقة الحبوب بميناء عنابة: تعتبر منطقة الحبوب من المناطق المختصة في تفريغ وشحن نوع واحد من السفن هي ناقالت الحبوب وقد تم تخصيص مركز رصيف رقم الستقبال ناقالت الحبوب 21 حيث جهز هذا المركز بمنشحت ومعدات خصيصا لهذا الغرض. ونظ ار للضغط المفروض على هذا المركز أصبح من الالزم التفكير في حلول جدية تساعد في فك الخناق عليه بعدما تعقدت المهام المتعلقة بتوقع وصول السفن وترشيد العمليات المرتبطة بخدمة السفينة. وفيما يلي أهم ما يميز منطقة الحبوب بميناء عنابة: بطول يقدر ب 111 م يوجد مركز رصيف 12 في المنطقة الشمالية من ميناء عنابة حيث يستقبل سفن ذات حمولة طن بمتوسط غاطس مياه يقدر ب 11 م. يضم هذا المركز مستودعات حبوب بها 15 خلية بطاقة تخزين طن.وأهم التجهي ازت المتوفرة نجد: قبان متحرك على سكك الحديد للشحن والتفريغ بطاقة 411 طن/سا. قبان متحرك بعجالت طاقته 111 طن / سا يستخدم في نهاية عملية تفريغ السفينة. سيور متحركة تربط القبان المتحركة بمخازن الحبوب. تجهي ازت للتسليم المباشر للحبوب عن )7( طريق الشاحنات. 24

26 شكل) 2 (: خريطة ميناء عنابة المصدر: Annaba.com. وكما هو موضح في الشكل )1( فإن مركز السكانية في وسط المدينة وهو ما يجعل موقع رصيف 21 يتواجد في حوض مقدمة الميناء وهي منطقة الحبوب يستجيب وبامتياز للمتطلبات البيئية. مسطحات من الماء تتميز بعمق يسمح باستقبال السفن الضخمة نتيجة لتواجده في مناطق مفتوحة بالقرب من مدخل الميناء باإلضافة إلى بعده عن وقد تميزت حركة الحبوب بميناء عنابة خالل السنوات األخيرة بنشاط متصاعد تارة ومنخفض تارة أخرى ويوضح الجدول التالي أهم هذه التطو ارت: التجمعات البشرية التي يتميز بها الحوض الصغير الذي يستقبل سفن المسافرين والقريب من التجمعات جدول رقم) 1 (: تطور الحركة برصيف الحبوب بميناء عنابة خالل الفترة % البيان عدد السفن وزن القمح المفرغ )طن( %72.16 %82.7 %81 نسبة القمح المفرغ مقارنة بالمواد الغذائية األخرى مدة االنتظار)يوم( متوسط فترة المكوث على الرصيف)يوم( المصدر: إعداد الباحث باالعتماد على الدليل اإلحصائي للموانئ الجزائرية من خالل الجدول السابق يتبين لنا أهمية مركز في استقبال ناقالت الحبوب المتخصصة حيث عنابة ومن المالحظ أن مدة انتظار السفن وفترة عمليات التفريغ آخذة في االرتفاع رغم أن عدد 21 يتصدر القمح قائمة المواد الغذائية العابرة لميناء السفن عرف انخفاضا خالل سنة 1220 مما يطرح 25

27 العديد من األسئلة فيما يخص جودة الخدمات المقدمة للسفن بالميناء. ولتحديد نقاط الضعف ال بد في بادئ األمر أن تقوم إدارة الميناء بإج ارء مقابالت على انف ارد مع مختلف المتعاملين االقتصاديين وذلك لإلجابة على جملة من األسئلة تدور في مجملها حول المحاور الرئيسية التالية: ما هي أهم العيوب التي ترونها بالنسبة لمنطقة الحبوب. كيف يمكن التقليص من هذه العيوب. ماذا تعني الجودة بالنسبة لكم. ومن خالل اإلجابات المجمعة يمكن الحصول على نقاط مشتركة تسمح بتحديد أهم االختالالت المتعلقة باستقبال السفينة مما يسمح بإعداد برنامج في موضوع الجودة يشارك فيه جميع األط ارف. وفيما يلي أهم النشاطات المتعلقة بخدمة ناقالت الحبوب حيث قسمناها إلى ثالثة م ارحل أساسية )8( هي : استقبال السفينة. مكوث السفينة على الرصيف. مغادرة السفينة استقبال السفينة: تتم عملية استقبال السفينة عبر عدة مهام متناسقة يؤدي عدم القيام بإحداها بشكل جيد إلى التأثير على مجموع حلقة الخدمات األخرى وصول السفينة إلى المرسى: تتم عمليات خروج السفن من الميناء أو الدخول )1( إليه على مستوى اجتماع يومي قيادة الميناء ويسمى بمؤتمر ينعقد في مديرية تحديد وضعية السفنnavires conférence de placement des وغالبا ما يحضر هذا االجتماع: مدير قيادة الميناء. رئيس دائرة األمن والح ارسة. ضابط الميناء. ممثل عن مديرية الشحن والتفريغ. ممثل عن وكيل السفينة على مستوى ميناء عنابة. مستقبل البضاعة. ويحضر هؤالء األعضاء لألسباب التالية: يعتبر مدير مديرية قيادة الميناء المسؤول األول عن جميع التحركات التي تتم على مستوى الحوض المائي للميناء. أما بالنسبة لرئيس دائرة األمن والح ارسة العارف بخصائص األرصفة من طول وعمق وبالتالي فهو قادر على تعين أنسب مكان لرسو السفن. أي نوع من بالنسبة لضابط الميناء فهو مكلف بمتابعة المناورة الخاصة برسو السفينة كما يهتم باألماكن التي يتم فيها ربط السفينة. إن حضور ممثل عن مديرية الشحن والتفريغ مفيد للغاية خاصة بالنسبة للسفن ال ارسية على أرصفة الميناء حيث يقدم المعلومات المتعلقة بسير عمليات الشحن والتفريغ على سطح السفينة واعطاء تقدي ارت حول المدة الباقية النتهاء العمليات. عادة ما يسلم وكيل السفينة على مستوى الميناء بطاقة التنبؤ الخاصة بسفينته وذلك قبل وصولها 18 للميناء ب ساعة حيث تحمل هذه البطاقة المواصفات الخاصة بالسفينة ونوع الحمولة والوقت )22( المقدر لوصولها. بينما يقوم مستقبل البضاعة باإلجابة عن )22( االستفسا ارت المتعلقة ببضاعته. عند وصول السفينة أرس الحم ارء يقوم ربانها بعملية االتصال الالسلكية مع برج الم ارقبة وذلك عن طريق القناة 26 غير أن جهاز ال ارديو المستقبل لهذه القناة هو معطل وبعد محاوالت عديدة سيغير 26

28 اإلرشاد والقطر: التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية الربان القناة حيث يتم استقبال االتصاالت الالسلكية للسفن عن طريق القناة 21. بعد االتصال يقوم ضابط ال ارديو بإعطاء التعليمات الالزمة للسفينة وهي على بعد أميال أو 1 )21( أكثر وذلك بعد اإلطالع على وثيقة أعمال مؤتمر تحديد ووضعية السفن وتكون تعليمات ضابط ال ارديو كاآلتي: إذا كان اسم السفينة موجودا في قائمة السفن التي تدخل الميناء في ذلك اليوم يقوم ضابط ال ارديو بإعطاء تعليمات الدخول إلى ربان السفينة بقوله)تدخلون مباشرة( وذلك بعد أخذ مواصفات السفينة. أما إذا لم يرد اسم السفينة في قائمة الدخول يعطي ضابط ال ارديو تعليمات لرمي المخطاف حيث يحدد لربان السفينة الجهة والمسافة المناسبة و يعتبر شمال غرب مدخل الميناء هو المكان المناسب النتظار السفن حيث تكون في مأمن من )20( الرياح باإلضافة إلى وجود عمق مناسب للسفن. وبسبب صعوبة تقدير وقت وصول سفن الحبوب بدزممزغيث قة ينتظر وكيل السفينة إلى حين اقت ارب السفينة من سواحل الميناء ليتم فيما بعد إدخال اسم السفينة في قائمة الدخول لذلك اليوم. من خالل ما تقدم يمكن القول أن ميناء عنابة يعاني من قدم الشبكة الالسلكية التي تنظم عمليات الحركة داخل الميناء كما أن جهاز ال ارديو المستقبل إلشا ارت السفن على القناة 26 معطل وبالتالي فمن األفضل إصالحه والعمل على تدعيم وتجديد الشبكة الالسلكية وفي انتظار ذلك فإن المهم إخبار جميع وكالء السفن بميناء عنابة حول النقائص الموجودة حتى يأخذوا احتياطاتهم عند توقفهم بالميناء. تتم هاتين الخدمتين في وقت واحد حيث يقوم ضابط ال ارديو بإصدار التعليمات للمرشد الذي يقوم بركوب زورق اإلرشاد البحري إضافة إلى وجود سائق يتولى عملية نقل المرشد إلى غاية مكان تواجد السفينة وبعد رمي السلم المعلق بسطح السفينة )21( يقوم المرشد فيما بعد بعملية توجيه السفينة بصفته على معرفة جيدة بخصائص المياه الداخلية للميناء والمم ارت المالحية الداخلية إضافة إلى م اركز الرسو. بعد انطالق زورق اإلرشاد تقوم بتتبعه سفينة قطر أو سفينتين وذلك حسب حجم السفينة فعندما يتم استخدام سفينة قطر واحدة تقوم هذه األخيرة بتتبع السفينة التي يقوم المرشد البحري بقيادتها وهي على مستوى منخفض من تشغيل محركاتها أما إذا تم استخدام سفينتي قطر وهي الحالة الغالبة على سفن الحبوب فتقوم األولى بقطر السفينة بعد ربطها بناقلة الحبوب بينما تقوم سفينة القطر األخرى بتتبع السفينة من الخلف أو أن يتم ربطها هي كذلك بمقدمة ناقلة الحبوب. عند االقت ارب من مركز الرسو يقوم كل من ضابط الميناء الموجود على الرصيف المرشد على متن الناقلة قائد سفينة القطر باتصاالت السلكية وذلك من أجل تأمين توقف السفينة بمركز الرسو بالدقة الكافية حيث تقوم سفينة القطر بدفع الناقلة نحو الرصيف اعتمادا على توجيهات المرشد البحري. ومن المالحظ على هذه الخدمة في ميناء عنابة كانت تتم بسفينتي قطر فقط رغم امتالك الميناء لثالثة سفن وهذا ارجع إلى تعطل سفينة القطر " رمال" حيث يتم اعتماد سفينة قطر واحدة بالنسبة للسفن ذات حجم أقل من سفينة القطر "مازف ارن" tjb1222 بينما تستخدم وسفينة القطر 0" "شلف 27

29 لقطر السفن ذات حجم أكبر من tjb1222 وبعد المشاو ارت العديدة مع مختلف زبائن والمؤسسة أتضح لمؤسسة عنابة عدم القدرة على تلبية احتياجات الزبائن دون توفير سفينة قطر جديدة أكثر حداثة ومستجيبة لقواعد األمن والسالمة في الموانئ البحرية وبالتالي اتخذ ق ارر بش ارء سفينة قطر جديدة تم تسليمها من طرف الشركة الهولندية) DAMAN ( في )25( وسميت: "سيدي ب ارهيم". نوفمبر ربط السفن: تقوم زوارق ربط السفن) d amarrage )canots بتوصيل الحبال التي يرميها بحارة الناقلة إلى عمال الرصيف حيث يقومون بربط الناقلة في األماكن التي يحددها ضابط الميناء. وقد تبين أن هذه الخدمة رغم المجهودات المبذولة تحتاج إلى بعض التصحيح للوصول إلى درجة أعلى من الجودة حيث أن تحضير العملية ينقصها في بعض األحيان الص ارمة الكافية وتظهر مقدمي الخدمات النقائص بالخصوص عند حاالت المد والجزر حيث تبتعد السفينة عن الرصيف مما يزيد في خطر قص الحبل وفي هذه الظروف الصعبة يصبح من الصعب حينئذ العمل على سطح السفينة مما يتطلب تحسين هذه الخدمة. شكل) 3 (: حلقة الجودة في الموانئ البحرية وبالتالي يجب عقد اجتماعات على مستوى ضيق مع عمال الرصيف المكلفين بالربط والخروج بتوصيات دقيقة يقوم بإعدادها ضابط الميناء وتوزعها على وكالء السفن عمال الربط مرشد السفينة حيث تساعد هذه الوثيقة على تطبيق الحد األدنى من شروط الربط وعند اإلخالل بذلك يمكن لضابط الميناء طلب إعادة الربط من جديد مكوث السفينة على الرصيف: تتميز هذه المرحلة بتدخل العديد من المتعاملين االقتصاديين ومن ثمة وجب تناسق هذه العمليات بشكل دقيق حتى نستطيع تقليص فترة المكوث على الرصيف وذلك بتحديد جودة الخدمات انطالقا من قياس الفرق بين ما يطلبه الزبائن وما يتحقق فعال. زبائن درجة الجودة خيار استراتيجي جودة منتظرة قياس درجة الكفاية جودة محققة جودة مدركة المصدر: 16 : DUPIN.F, op.cit,p من خالل الشكل) 0 ( السابق يمكن القول أن زبائن الميناء يبحثون عن تحقيق مستوى معين من الجودة في حين أنهم في الواقع ال يدركون إال مستوى معين وبالتالي يمكن قياس درجة كفاية زبون ما عبر قياس الفرق بين الجودة التي ينتظرها والجودة التي يدركها في الحقيقة. أ. ال بد على إدارة الميناء تشكيل عقد يسمح لها باالقت ارب من زبائنها وقياس الفوارق مقارنة بالطلب والبحث في أسباب ذلك واقترح تحسين الخدمات )26( ويرتكز هذا اإلج ارء على مرحلتين : إعداد عقد بين إدارة الميناء والمناولين ومديرية االستغالل وذلك عن طريق إعداد استمارة نمطية 28

30 لطلب معدات الشحن والتفريغ ومنشحت التخزين حيث تقوم المصلحة المكلفة بالمعدات باإلجابة عن ذلك سواء بالقبول أو الرفض حيث يتم تحديد مسؤولية كل طرف في حالة عدم توفر المعدات أو التأخر في االستجابة للطلبية كما يتم استخدام هذه الوثيقة كذلك في معالجة إحصائية للتحقق من كيفية إشباع طلبات الزبائن وهل يوجد تميز بين الزبائن. ب. تنظيم االجتماع التحضيري لتوقف السفينة حيث يضم هذا اللقاء العديد من األط ارف شركات المناولة وكالء السفن عمال الرصيف مسؤول المخزن بالميناء ولإلجابة عن النتائج المرجوة يتم إعداد استمارة تضم المعلومات التالية: مدة التفريغ المقدرة عدد الفرق المردودية اليومية وقت انطالق األعمال.تقارن األهداف المقدرة فيما بعد مع النتائج المتحصل عليها حيث تقاس الفوارق وتحلل النتائج وتقترح الحلول وبعقد العديد من اجتماعات نهاية العمل يتم التفكير في التصحيحات الممكنة بحيث أن الجودة ال يمكن الحصول عليها بين عشية وضحاها وانما هي نتاج عمل دءوب يتطلب الكثير من الوقت وضع سلم الهبوط: تساعد هذه الخدمة على الصعود إلى متن السفينة لكل من ضابط الميناء طبيب الميناء الجمارك شرطة الحدود وكيل السفينة وهذا كمرحلة أولى ليتبعها فيما بعد صعود العناصر األخرى المهتمة بخدمة الناقلة صعود الجمارك للمعاينة: يلتزم ربان السفينة بتقديم الوثائق المطلوبة من مكتب الجمارك وذلك خالل 11 ساعة األولى من الوصول إلى الميناء وتتمثل هذه الوثائق بيان الحمولة المعدة للتفريغ مرفق عند االقتضاء بترجمته مصادق عليها. بيان الحمولة الخاصة بمؤونة السفينة وأمتعة البحارة. كما يلتزم ربان السفينة كذلك بتقديم التصريح الموجز حتى ولو كانت السفينة فارغة. وبمجرد وضع سلم الهبوط يمكن للفرقة )28( الجمركية المكونة من ثالثة أو أربعة أعوان من صعود السفينة للحصول على هذه الوثائق ومعاينة الحمولة ماديا ومصادرة ما يزيد عن المسموح كبعض ما يحمله البحارة من خمور مثال التزود بالوقود: به يعتبر التزود بالوقود خدمة تقدم للسفينة حسب الطلب وتتولى شركة - "نفطال" عائمة) Barge ( تبلغ حمولتها 2522 طن. ذلك بمساعدة طوافة إن جودة هذه الخدمة مرتبطة باالعتبا ارت التالية: مكان تواجد الطوافة مقارنة مع مركز رصيف 21 وغالبا ما تأخذ الطوافة مركز رصيف 27 كمكان لرسوها في انتظار مناداتها لخدمة إحدى السفن حيث تقوم باالنتقال من مكان آلخر داخل أحوض الميناء. - نسبة امتالء خ ازنات الوقود بالطوافة حيث يتطلب في بعض األحيان انتظار خ ازنات بتزويد الطوافة بالوقود الالزم التزود بالمياه: "نفطال" يمكن أن تتزود السفينة بالماء بإحدى الطريقتين التاليتين: - عندما تكون السفينة ارسية على الرصيف حيث تتكفل مصالح البلدية بهذه المهمة حيث ال يمكن أن نبدأ بهذه الخدمة قبل ربط السفينة. )27( فيما يلي : 29

31 )19( العنابر : التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية - كما يمكن أن تتلقى السفينة هذه الخدمة وهي بعيدة عن الرصيف سواء كان ذلك بأحواض الميناء المحمية أو في منطقة رمي المخطاف تقديم المؤونة لطاقم السفينة: يقوم وكيل السفينة على مستوى الميناء بتحضير ما يحتاجه طاقم السفينة من مؤونة حيث يتولى مهمة ش ارئها من األسواق المتواجدة بمدينة عنابة ويتم ذلك فور تلقي الوكيل للتعليمات التي يصدرها ربان السفينة عندما يكون في حالة انتظار دخول الميناء صعود فرقة قمع الغش: تتكفل بهذه المهمة المفتشية الجهوية للتحقيقات االقتصادية وقمع الغش حيث تقوم بإرسال فرقة ألخذ عينات من الحبوب الم ارد تفريغها قصد اختبار مدى صالحيتها لالستهالك وذلك بمخابر المفتشية وتعتبر موافقة هذه الهيئة من الشروط اإلل ازمية لتفريغ الحمولة إذ أن عدم الموافقة على صالحية الحمولة سيعرض صاحبها إلى وجوب إعادتها من حيث أتت أو تصريفها في موانئ أخرى صعود مسؤول األه ارء للحصول على بيان الحمولة: عند وصول الناقلة إلى الرصيف يصعد إحدى مسؤولي األه ارء لسحب بيان الحمولة Le( )manifeste وفي نفس الوقت يقوم باإلطالع على الحبوب الموجودة في العنابر) cales )Les ثم يقوم بإعداد وثيقة يطلق عليها اسم محضر على متن السفينة) bord )Constat a التي يتم اإلمضاء عليها من طرف مسؤول األه ارء قائد السفينة ممثل الجمارك. تحضير المهام على سطح السفينة وفتح ال يمكن البدء في هذه التحضي ارت قبل ظهور نتائج صالحية الحبوب لالستهالك والحصول على "المانفست" من طرف مسؤول األه ارء باإلضافة إلى المعاينة المادية للحبوب داخل العنابر وتقديم الشكل المفصل للوثائق وموافقة مصلحة الجمارك إحضار وكيل السفينة للوثائق اإلدارية: عند التأكد من وصول السفينة إلى المرسى يقوم وكيل الناقلة بإحضار الوثائق الالزمة لمصلحة الشحن التفريغ وتتضمن هذه الوثائق: - مخطط محتوى الحمولة داخل الناقلة. - بيان الحمولة والذي يعتبر من أهم الوثائق توزيع المهام على العمال ومعدات العمل: بعد اإلطالع على الوثيقتين السالف اإلشارة إليهم يقوم رئيس مصلحة الشحن والتفريغ بإرسال بيان إلى مركز التشغيل) d embauche )Centre الذي يباشر في توزيع المهام على العمال بعد تحديد العدد الالزم لتفريغ السفينة األه ارء: تفريغ الحبوب على الشاحنات أو في يتم تفريغ ناقالت الحبوب إما عن طريق نظام )12( الشفط أو عن طريق القحافة فتعتمد الطريقة األولى على وضع أنبوب للشفط وذلك باالعتماد على أسلوب اآلالت الهوائية المتصاص الحبوب من داخل العنابر عن طريق توليد الف ارغ واالمتصاص وتبلغ الطاقة القصوى للتجهي ازت التابعة لميناء عنابة 122 طن/سا كما يمتلك ديوان الحبوب الجافة نظام شفط قادر على امتصاص 152 طن/سا كما يوجد بالميناء كذلك بعض المعدات التي تعمل بأنظمة الشحن ذات طاقة الخواص. 82 طن/سا وهي تابعة ألحد 30

32 بينما تعتمد الطريقة الثانية على قيام ارفعات دوارة األسفل بفتحة تساعد على تركيز تفريغ الحبوب على بحمل القحافة وهي عبارة عن صندوق يقوم بجرف السيور المتحركة والتي تقوم بنقله إلى صوامع الحبوب إلى داخله ثم يتم إغالقه وبعدها تصب الحبوب أو أن تصب مباشرة من الفتحة في الحبوب في أحواض عريضة) Trémie ( تنتهي من شاحنات النقل البري. شكل) 2 (: تحسين عمليات الشحن والتفريغ سالمة األفراد سالمة البضاعة سالمة السفينة رفع إنتاجية السفينة معدالت انتظار مقبولة استخدام أمثل لألرصفة مبدأ السالمة الرفع من معدل دوران السفينة المبادئ العامة لعمليات الشحن التسريع من وتيرة تدفق البضائع -مالئمة مساحات التخزين -اإلجراءات الجمركية -الوسائل المستخدمة المصدر: إعداد الباحث تقليص هذه النسبة خاصة إذا علمنا أن جودة الخدمات المقدمة مرتبط بذلك ويمكن الوصول إلى النتائج المرجوة انطالق من تشكيل خلية عمل تضم مسؤول مصلحة وزن البضاعة وأعوان تقنيين يسهرون على الصيانة الدورية ألجهزة الوزن كما يقومون بم ارقبة ديناميكية ترتكز على قياس وزن العينة من البضاعة المفرغة في شروط مثالية بحيث يتم االبتعاد قدر اإلمكان عن فرضية وجود عيب في أجهزة الوزن والتركيز على األسباب الحقيقية التي تؤدي إلى وجود فارق بين البضاعة عند شحنها وعند تفريغها تحضير األه ارء أو حضور الشاحنات: ال يمكن البدء في هذه المهمة ما دامت نتائج التحليل المخبري لم تظهر وفور إعطاء رخصة التفريغ من طرف المفتشية الجهوية للتحقيقات االقتصادية وقمع الغش تبدأ التحضي ارت الفعلية يشمل مبدأ السالمة توفير األمن والظروف المناسبة لعمل األف ارد والحفاظ على هيكل الناقلة والعمل على بقاء كمية الحبوب على حالتها دون ضياع وتعمل إدارة الميناء على تقليص معدالت انتظار السفن والوصول إلى استخدام أمثل لألرصفة المتاحة والمعدات الموجودة عليها ويوثر مبدأ التسريع في وتيرة تدفق البضائع في المبدأ السابق إذ أنه عادة ما يتسبب تكدس الحبوب في األكياس على أرصفة الميناء ومخازن االنتظار المخصصة لها إلى انتظار ناقلة الحبوب إلى حين إخالء هذه المساحات لتبدأ عمليات الشحن والتفريغ. )12( من بين المشاكل المألوفة فيما يخص عمليات مناولة الحبوب هو الكمية الضائعة من الحبوب نتيجة عمليات الشحن والتفريغ وفي الموانئ العالمية تبلغ هذه النسبة بين %2.5 وبطلب من و %2.0 المستوردين فإن على ميناء عنابة أن يعمل على 31

33 كنس األرصفة من الحبوب: التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية الستقبال الحبوب داخل صوامع األه ارء أو يقوم صاحب الحمولة بإدخال الشاحنات التي تتولى عملية إخ ارج الحبوب من الميناء بعد أن يتم وزنها قبل وبعد شحنها. وتولي الموانئ الج ازئرية ومن بينها ميناء عنابة أهمية كبيرة في مجال تكوين السائقين لمختلف األجهزة والروافع أما فيما يخص ضياع البضاعة نتيجة لعملية المناولة فيجب التأكد من الوضعية الصحيحة للشاحنات أو عربات الشحن ووضعها في مكان قريب من روافع الرصيف أوروافع السفينة تطهير المطبخ ودو ارت المياه: يقوم بهذه المهمة طاقم السفينة عند تواجد السفينة بعرض البحار غير أن هذا التطهير يكون جزئيا وال يمس إال األماكن الضرورية وفور حصول السفينة على المياه عند حلولها على أرصفة الميناء تتم عملية التطهير الشامل حيث يمكن لطاقم السفينة أن يستعين بعمال النظافة التابعين للميناء كنس العنابر: تقوم عربات الكنس) Chouleurs ( بهذه المهمة وذلك بعد االنتهاء من عملية التفريغ بواسطة القحافة حيث تقوم ارفعات الرصيف برفع هذه العربات إلى داخل عنابر الناقلة. وحتى تتم هذه الخدمة في الوقت المحدد ال بد على وكالء السفينة تقديم المعلومات الكفيلة بتقدير دقيق النتهاء العمليات حتى تتمكن فرق التنظيف من الحضور في الوقت المناسب إذ أن أي تأخير قد يؤدي إلى تأخر في موعد مغادرة السفينة أرصفة الميناء. قبل صعود الفريق المكلف بكنس العنابر يقوم بكنس األرصفة من الحبوب المتسربة نتيجة لعمليات التفريغ السفينة: معاينة مدير األه ارء للحبوب على متن يعتبر مدير األه ارء المسؤول األول عن تخزين الحبوب داخل صوامع األه ارء وبالتالي فمن الضروري معاينة حالة الحبوب قبل التفريغ وبعد التفريغ كما يجب الوقوف على نوعية الحبوب المنقولة من أجل تحديد أماكن التخزين المناسبة إنجاز وثيقة خاصة بالتحفظات) réserve :)Bordereau de يقوم مدير األه ارء بإنجاز هذه الوثيقة حيث يسجل فيها التغي ارت التي يمكن أن تط أر على شكل الحبوب نظافتها وذلك بعد عملية التفريغ وتمضى هذه الوثيقة من طرف رئيس المخزن وربان السفينة مغادرة السفينة: تعتبر هذه المرحلة آخر مرحلة وأبسطها ومع ذلك وجب التدقيق في مسؤوليات كل طرف حيث يؤدي إلى التهاون فى إحداها إلى تأخر مغادرة السفينة للميناء رفع السلم: تعتبر من المهام األخيرة التي تهيئ لخروج السفينة من الميناء وتضم هذه المهمة م ارقبة عامة لشرطة الحدود لكافة عنابر السفينة بحثا عن )11( المسافرين خلسة تحضير المرشد يقوم ضابط ال ارديو بتنبيه المرشد للتوجه نحو مركز رصيف 21 إلخ ارج ناقلة الحبوب ال ارسية هناك وعلى الفور ينطلق زورق اإلرشاد من رصيف 32

34 حاجز اللقلق بمركز رصيف 5 إلى مركز رصيف إلى غاية خروجها من ممر عند مغادرة "بابيوض" المتواجد على بعد يقدر بحوالي 122 م. الميناء. 21 تحضير سفينة القطر: إرشاد السفينة أثناء مغادرة الميناء: بعد تسخين المحركات تنطلق سفينة القطر يستمر زورق اإلرشاد المزود بجهاز لقياس كذلك إلى مركز رصيف 21 وعلى متنها قائد العمق باصطحاب الناقلة جنبا إلى جنب حتى السفينة ورئيس ميكانيكي ومجموعة من البحارة موزعين بين المحركات وربط سفينة القطر بناقلة الحبوب. تخرج بصفة كاملة من مدخل الميناء حيث تنتهي مهمة اإلرشاد بمجرد نزول المرشد المالحي إلى زورق اإلرشاد. فك رباط السفينة: تشخيص 5. الفجوة في متطلبات الجودة بمنطقة يقوم بحارة الرصيف بفك حبال السفينة وبمساعدة زورق الربط يتم ربط سفينة القطر بالناقلة كما يجب االنتباه إلى رفع بحارة السفينة للمخطاف إذ أن نسيان ذلك قد يعرض السفينة إلى الدو ارن حول حبالها حيث يصعب على سفن القطر فيما بعد حل هذا اإلشكال ويزداد األمر صعوبة كلما الحبوب: لمعرفة الفوارق بين النشاط المثالي في خدمات الميناء وما هو محقق في الميدان تم التعرض سابقا إلى وصف عام لمختلف المهام الموجودة في منطقة الميناء وسنقوم فيما سيأتي بتصنيف متطلبات بنود الجودة إلى أربعة محاور رئيسية تتمثل تعرض الميناء إلى هبوب رياح تعيق عملية اإلنقاذ. في: مسؤولية اإلدارة إدارة الموارد تحقيق المنتج قطر السفينة للخروج: القياس التحليل والتحسين وذلك من أجل اكتشاف تختلف مهمة قطر السفينة أثناء الدخول عنها أثناء الخروج ومن أهم هذه االختالفات نجد ذلك التفاوت بين مدة القطر أثناء الدخول والتي تتطلب الفروقات الموجودة ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة واقت ارح التعديالت الالزمة للم ارحل الثالثة المكونة لخدمة السفن بمنطقة الحبوب حيث يبن الجدول خروج سفينة القطر إلى مرسى الميناء الستقبال )1( المقسم إلى ثالثة جداول جزئية التعبير الكمي الناقلة بينما تكتفي سفينة القطر باصطحاب الناقلة )10( لدرجة جودة الخدمات في منطقة الحبوب. جدول )1.2(: تشخيص الفجوة في مرحلة استقبال ناقالت الحبوب استقبال السفينة مسؤولية اإلدارة إدارة الموارد تحقيق المنتج القياس والتحليل درجات التقييم * * * * وصول السفينة إلى المرسى * * * * اإلرشاد والقطر * 3 75% ربط السفن المعدل النسبة المئوية النسبة المئوية للمرحلة األولى من خدمة ناقالت الحبوب * 2 50% 60.41% * % * 2 50% المصدر: إعداد الباحث اعتمادا على المقابالت الفردية والمالحظات الشخصية أثناء فترة الد ارسة 33

35 جدول )2.2(: تشخيص الفجوة في مرحلة مكوث ناقالت الحبوب على الرصيف القياس والتحليل * * * * * * * * * * * * * 2.29 * * * * 57.35% 1 * * * * مكوث السفينة على الرصيف درجات التقييم وضع سلم الهبوط صعود الجمارك للمعاينة التزود بالوقود التزود بالمياه تقديم المؤونة لطاقم السفينة صعود فرقة قمع الغش صعود مسؤول االه ارء للحصول على بيان الحمولة تحضير المهام على سطح السفينة وفتح العنابر إحضار وكيل السفينة للوثائق اإلدارية توزيع المهام على العمال ومعدات العمل توزيع الحبوب على الشاحنات أو في االه ارء تحضير االه ارء أو حضور الشاحنات تطهير المطبخ ودو ارت المياه كنس العنابر كنس األرصفة من الحبوب معاينة مدير االه ارء للحبوب على متن السفينة انجاز وثيقة خاصة المعدل النسبة المئوية بالتحفظات النسبة المئوية للمرحلة الثانية من خدمة ناقالت الحبوب مسؤولية اإلدارة إدارة الموارد * * تحقيق المنتج * * * * * * * * * 2.64 * * * * 66.17% 59.92% * * * * * * * * * * * * * * * 2.58 * 64.70% * * * * * * * * * * * * 2.05 * * * * 51.47% المصدر: إعداد الباحث اعتمادا على المقابالت الفردية والمالحظات الشخصية أثناء فترة الد ارسة جدول )1.2(: تشخيص الفجوة في مرحلة مغادرة ناقالت الحبوب للميناء 1 تحقيق المنتج إدارة الموارد مسؤولية اإلدارة مغادرة السفينة درجات التقييم * * * رفع السلم * * * تحضير المرشد * * * تحضير سفينة القطر * * * فك رباط السفينة * * * قطر السفينة للخروج * * * إرشاد السفينة أثناء مغادرة الميناء المعدل 50% 66.66% 62.5% النسبة المئوية 62.49% النسبة المئوية للمرحلة الثالثة من خدمة ناقالت الحبوب المصدر: إعداد الباحث اعتمادا على المقابالت الفردية والمالحظات الشخصية أثناء فترة الد ارسة القياس والتحليل * * * * * * % 34

36 الموجودة للوصول إلى الحلول المثلى مقارنة بالمرحلتين األولى والثالثة وتركز المالحظات التالية على المهام التي تختص بها ناقلة الحبوب عند رسوها على الرصيف مثل: البد من توفير الموارد الالزمة للعمل اليومي قطع الغيار. - الوقود ومصادر الطاقة المختلفة العجالت أما فيما يخص الموارد البشرية فيوجد العديد من العمال بعقود توظيف مؤقتة تؤثر على حقيقة الوالء للمؤسسة وتقديم المزيد من الجهود واألفكار التي تخدم األهداف السامية للميناء باإلضافة إلى عدم التوثيق الجيد لمردودية العمال حسب الفرق وحسب األف ارد كل باسمه. - أما بالنسبة للبنية التحتية فال توجد خطط واضحة لتخصيص أماكن العمل والتخزين ورغم تخصيص مكان لرص الحاويات باعتباره محطة للحاويات إال أن الحاويات غزت تلك المناطق القريبة من محطة الحبوب مما قد يؤثر على مرونة حركة شاحنات تفريغ ناقالت الحبوب إضافة إلى اعتماد مسؤولي الميناء على ال ارفعات وأجهزة الشفط ذات أساليب العمل التقليدية كما أن مخازن األه ارء ال تتوفر على األجهزة اإللكترونية الالزمة لمعرفة طاقة التخزين الحقيقية من مختلف الحبوب وكيفية تسهيل انسيابها خارج الميناء ومواعيد تفريغ السفن ووصول الشاحنات واالستخدام الجيد للمي ازن االلكتروني. - أما فيما يخص بيئة العمل فتتضمن توفر الظروف المالئمة لسالمة العمال السفينة وكذلك البضائع وفي الحقيقة يوجد نقص واضح في توثيق االحصاءيات الخاصة بمعدالت الحوادث أثناء أداء العمل على ظهر السفينة وعلى أرصفة الميناء ونقص الوعي لدى الجهات المسؤولة بضرورة إقامة التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية من خالل الجداول الثالثة السابقة والمعبرة عن أهم الم ارحل التي تقضيها ناقالت الحبوب في الموانئ البحرية نلخص فيما سيأتي أهم المالحظات المرتبطة بمستويات الجودة: 1.5 مسؤولية اإلدارة: تبقى الفجوة بين متطلبات مسؤولية اإلدارة وما هو موجود فعال في منطقة الحبوب بميناء عنابة كبيرة في الم ارحل الثالثة لخدمة السفينة حيث تت اروح بين 50% و 37% حيث يمكن إرجاع ذلك بصفة عامة إلى: - إعطاء األولوية للتعليمات الشفهية ذات المفعول اآلني دون االهتمام بوضع برنامج عمل مكتوب يلقى فهم جميع المستويات في المؤسسة. - على الرغم من اهتمام أعلى هرم اإلدارة بعقد صفقات اقتناء قاط ارت جديدة تسهم في المرحلة األولى واألخيرة إال أن ذلك غالبا ما يتطلب فترة طويلة ومكلفة. - عدم االهتمام بالزبائن وأصحاب السفن بشكل جدي بسبب بقاء ما يطلبه الزبون حبيس اللقاءات غير الرسمية على أرصفة الميناء ومحاولة إيجاد الحلول السطحية دونما الخوض في السباب الجوهرية. - عدم إش ارك جميع الفاعلين في إعداد خطة استقبال جيدة لناقالت الحبوب وعدم التنسيق بين مديرية االستغالل خاصة دائرة الشحن والتفريغ مع مديرية قيادة الميناء ممثلة في دائرة األمن والح ارسة. 2.5 إدارة الموارد: تكتسي متطلبات إدارة الموارد أهمية كبيرة في المؤسسات اإلنتاجية ويظهر دورها في الموانئ البحرية خاصة في المرحلة التي تقضيها السفينة على رصيف الميناء حيث يتبين بوضوح الفجوة 35

37 استكشاف للمق ارت األصلية لشركات التصنيع من أجل إعداد الطلبيات كما ال يتم التحقق من الطلبيات إال عند وصول األج ازء الواردة إلى الميناء حيث يؤدي تركيب اآلالت في بعض الحاالت إلى غياب بعض األج ازء الهامة. 2.5 القياس التحليل والتحسين: تبدو متطلبات هذا البند مقبولة في المرحلتين األولى والثالثة وهذا نظ ار لقلة المهام المقدمة والفصل بينها في حين تتسم المرحلة الثانية بتداخل المهام المكونة لها - وتميزها بالتعقيد في كثير من األحيان مما يعرقل عملية القياس الصحيح والتحليل الجيد لألهداف المرغوب في تحقيقها. يبقى استخدام التقنيات والمعارف اإلحصائية بشكل جزئي ووصفي وتبقى المعلومات الواردة بشكلها الخام مقتصرة على حركة دخول وخروج السفن والفترة التي تقضيها في الرصيف الخوض في تحليل تلك البيانات. 21 دون - عدم وضع عالمات واضحة تبين نوعية الحبوب وأماكن التخزين. - ال يوجد فصل واضح بين تلك المهام الموكلة للشركات التي تعمل في المقاولة من الباطن مع ما هو منجز حقيقة من طرف المعدات واألدوات التابعة لمديرية االستغالل. - عدم وجود إمكانيات فعالة إلعادة الشحنات التي تم تسليمها لغير أصحابها. - وجود فجوة كبيرة فيما يخص تحليل البيانات ناجم عن االعتماد على التقارير الشفوية لمختلف األط ارف والعاملين على أرصفة الميناء دون حصر هذه المشاكل في وثائق منظمة ومفهرسة لتكون قاعدة بيانات يمكن تقابل مشاكل مشابهة. االعتماد عليها مستقبال عندما التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية م اركز إسعاف قريبة من أماكن خدمة السفن وتوفير جميع الظروف لعمل السفينة والحفاظ على نوعية الحبوب المنقولة دون تعرضها للتلف والتلوث. 1.5 تحقيق المنتج: عكس متطلبات البند السابق فالفجوة هنا تبدو أكثر في المهام المتعلقة باستقبال وخروج السفينة حيث تعتبر الدقة في أداء هذا العمل المحدد الرئيسي لتفوق ميناء على آخر في مجال المالحة الداخلية وفي ما يلي أهم النقائص الواجب تفاديها من أجل تقليص الفجوات المسجلة. - ما ازل التخطيط المدرج لتحقيق أهداف الميناء مشتتا بين مصالح العديد من األط ارف وخاصة تلك المتعلقة بالزبائن حيث لم يتم تجميع الشكاوى واالحتجاجات اليومية ومحاولة مطابقة ذلك مع اإلمكانيات الفعلية الموجودة على مستوى الرصيف.21 - من بين المتطلبات الهامة لتحقيق المنتج هو مدى مالئمة التصميم والتطوير للقواعد المعمول بها فيما يخص الهندسة المدنية الهندسة الميكانيكية الهندسة الكهربائية والتي تضطلع بها جميعا مديرية األشغال والصيانة غير أن الفصل في النشاطات يتطلب توثيقا أكثر سالمة وعدم الخلط بين المهام التي تستوجب تدخال خارجيا النجاز ب ارمج اإلنشاءات الهندسية وتلك الواجبات التي تساهم في فعالية وسالمة التسهيالت التي يقوم بها الميناء كب ارمج الصيانة الدورية حيث يلعب كبير المهندسين دو ار كبي ار في ذلك مقارنة بب ارمج اإلنشاءات الهندسية التي يبدي بها ال أري والمشورة أكثر من المشاركة الفعلية في إنجاز تلك األعمال. - االعتماد في اقتناء المعدات والتجهي ازت المتنقلة عن طريق مجالت متخصصة عادة ما ال تقدم سلبيات تلك التجهي ازت دون أن يتم بعث فرق 36

38 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية - أما فيما يخص التحسين فال توجد خطط واضحة لتحسين إج ارءات استقبال ناقالت الحبوب وتقليص الفجوة بين ما يطلبه الزبون والمقدم فعال على الرصيف واتباع التعليمات الشفوية لمختلف المسؤولين في مختلف م ارحل خدمة السفينة دون االستناد إلى قواعد عامة تحترم فيها المبادئ األساسية لألمن والسالمة ورفع المردودية باإلضافة إلى عدم وجود خطط وقائية للحد من المشاكل المتوقعة. 4. خاتمة: يزداد االهتمام بالنقل البحري نتيجة لتحرير التجارة ولما كانت الموانئ البحرية إحدى المحددات الرئيسية في سلسة النقل البحري فإن دورها يبقى ارئدا في تفعيل التجارة الخارجية للبالد إذا ما تم تحسين خدماتها والسهر على الوصول إلى االستخدام األمثل لإلمكانيات المتاحة. وقد أوضح المقال أن إدارة الخدمات في الموانئ البحرية يخضع لمفاهيم النقل البحري التي تختلف عن جميع خدمات النقل األخرى فدخول السفينة إلى الميناء يخضع لمجموعة من الشروط حيث يجب أن تتالءم معطياتها الفيزيائية مع اإلمكانيات المتوفرة بالميناء كطول السفينة وعرضها إلى جانب غاطس السفينة الذي يقيد حرية التنقل في أرجاء أحواض الميناء. وقد أدت د ارسة منطقة الحبوب بميناء عنابة إلى الوصول إلى عدة مالحظات ترتكز بالخصوص حول طول مدة بقاء السفن بالميناء مقارنة مع أنواع السفن األخرى كما تعتبر خدمة معاينة جودة الحبوب من طرف مصالح قمع الغش من المهام الحرجة والطويلة نسبيا إذ أن البدء في مهمة التفريغ مرتبط بظهور نتائج هذه المصالح كما أن استخدام مركز رصيف 21 كمركز وحيد الستقبال ناقالت الحبوب سيؤدي إلى فترة انتظار طويلة نسبيا بمرسى الميناء. وقد تم التأكد من الفرضيات الموضوعة حيث أن لمنطقة الحبوب خصائص تختلف عن بقية المناطق وال بد من أخذها بنظر االعتبار من أجل بناء أفكار مساعدة على تحسين الخدمات الحالية كما تم التأكيد على أن خدمة ناقالت الحبوب تعتمد على مؤهالت الميناء الذاتية أما االختالف في مستويات الخدمة من ناقلة إلى أخرى فهو ارجع باألساس إلى وزن الحمولة وأسلوب المناولة بعنابر السفينة وقد تم تأكيد الفرضية الثالثة بنفي العالقة الموجودة بين حركة ناقالت الحبوب و جودة الخدمات بميناء عنابة حيث أن تذبذب الحركة يرجع بدرجة كبيرة إلى الطلب المحلي واالستهالك في مناطق ظهير الميناء إضافة إلى اإلنتاج الوطني من مختلف الحبوب وبالتالي يمكن التعمق في د ارسة درجة الجودة والتنافس بين الموانئ الج ازئرية من خالل الحصص التناسبية والكلية لحركة ناقالت الحبوب في السواحل الج ازئرية على مدى عدة سنوات. وككل د ارسة فقد توصلنا إلى جملة من نوجزها فيما يلي: - - النتائج ضعف التوثيق خاصة لمتطلبات التركيز على رضا مالك السفن ووكالء العبور. تقلص الب ارمج التدريبية والبعثات التكوينية نحو الخارج. - االعتماد وبدرجة كبيرة على مكاتب الخب ارت الدولية في إعداد السياسات والخطط المستقبلية مما يؤدي إلى تكلفة في الوقت والمال. - ستلزم خدمة أية ناقلة للحبوب تصل إلى الميناء تضافر جهود عدة أط ارف حيث يؤدي تخلف أي 37

39 د- استخدام م اركز أخرى خاصة مركز رصيف رقم 22 كما أن أسلوب التفريغ بواسطة القحافة ممكن في العديد من الم اركز. الم ارجع والحواشي: -1 أ.د سيالن جب ارن العبيدي "ضمان جودة مخرجات التعليم العالي في إطار حاجات المجتمع" ورقة عمل مقدمة للمؤتمر الثاني عشر للوز ارء المسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي مخرجات العربي" التعليم المنظمة العالي العربية وحاجات للتربية 80-2 ديسمبر 8009 ص 4. أنظر أيضا: 2 المجتمع والثقافة أ.د محمد عبد الوهاب الع ازوي "المواءمة في بين الوطن والعلوم بيروت إدارة الجودة الشاملة جامعة اإلس ارء الخاصة عمان 1221 ص 8. أ-.د عمر وصفي الجودة الشاملة عقيلي المنهجية المتكاملة إلدارة )وجهة نظر( دار وائل للنشر عمان األردن الطبعة األولى 1222 ص) (. أنظر أيضا: قاموس الجودة واالعتماد مركز ضمان الجودة جامعة القاهرة ص )11-12( qac.alexeng.edu.eg تاريخ االطالع:.1221/1/8. اللوزي موسى 1 إدارة الجودة الشاملة المؤتمر العربي السنوي الخامس في اإلدارة واإلبداع والتميز شرم الشيخ مصر نوفمبر 1221 ص -012(.)012 Manuel qualité, édité par le port autonome de Rouen, imprimerie Golbel, mars 2008, pp(1-6). 4 -بوعنان نور الدين جودة الخدمات وأثرها على رضا العمالء د ارسة ميدانية في المؤسسة المينائية لسكيكدة مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في علوم التسيير تحت إش ارف: السنة الجامعية د. 5- أ.د بقة الشريف جامعة المسيلة إيثار عبد الهادي آل فيحان المعموري عبد نايف حسين القرغولي تشخيص الفجوة بين متطلبات المواصفة القياسية )2000: )ISO 9001 وواقع نظام الجودة في شركة سنحاريب لتقنيات الري الحديثة العامة مجلة التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية مهمة إلى تعطيل المهام األخرى التي تليها لذلك كان من الالزم تحديد المهام التي تقع على المسار الحرج في تحديد فترة مكوث السفينة في الميناء. - تعتبر مهمة تفريغ ناقالت الحبوب من أطول المهام بينما تعتبر مهمة معاينة نوعية الحبوب من طرف مصالح قمع الغش من المهام الحرجة والطويلة نسبيا إذ أن البدء في مهمة التفريغ مرتبط بظهور نتائج هذه المصالح. - إن استخدام مركز رصيف رقم 21 كمركز وحيد الستقبال ناقالت الحبوب سيؤدي إلى فترة انتظار طويلة نسبيا بمرسى ميناء عنابة. ومن خالل ما سبق يمكن إد ارج التوصيات التالية: - توثيق المعلومات والبيانات الالزمة تساهم في إعداد دليل شامل يوضح العناصر األساسية لتوجهات التطوير في الميناء. - توصيف العالقات التشابكية التي تربط بين مختلف المهام المشكلة لخدمة ناقالت الحبوب واألط ارف المساهمة في تخزين ونقل الحبوب خارج حدود الميناء. - بالنسبة لخدمة اختبار صالحية الحبوب ومدى موافقتها لمقاييس الجودة فإننا نوصي بأن يتم أخذ العينات بمجرد وصول الناقلة إلى مرسى الميناء وعدم االنتظار لحين رسوها بالرصيف حيث يمكن أن يساعد هذا اإلج ارء على تخفيض مدة المكوث بأرصفة الميناء. - حث أصحاب السفن على العمل خارج أوقات العمل العادية حيث يؤدي ذلك إلى الزيادة في سرعة دو ارن السفينة. - إن استخدام مركز وحيد الستقبال ناقالت الحبوب سيؤدي إلى طول فترة انتظار هذا النوع من السفن بمرسى ميناء عنابة وبالتالي فمن األفضل 38

40 القادسية للعلوم اإلدارية واالقتصادية كلية اإلدارة واالقتصاد جامعة القادسية المجلد 8 العدد 2 السنة 1226 ص ص) (. 6-DUPIN.F, La démarche qualité, l expérience du port de Nantes/St-Nazaire, Monographies de la cnuced sur la gestion portuaire, nation unies, New York, 1998, p أنظر في تفصيل تقسيم فترة مكوث السفينة في الميناء: De Monie.G, Mesure et évaluation du rendement et de la productivité des ports, Monographies de la cnuced sur la gestion portuaire, nation unies, New York, 1988,p3. 9- ينعقد هذا االجتماع على مدار السنة حتى أيام العطل األسبوعية والمناسبات الدينية والوطنية وذلك على الساعة العاشرة صباحا. 10 -أنظر في أسباب تأخر السفن عن مواعيد وصولها: د.سمية بدوي اقتصاديات إنشاء وتطوير وتشغيل الموانئ في ظل المنافسة العالمية مركز اإلسكندرية للكتاب اإلسكندرية 1220 ص) (. -11 لمزيد من التفصيل حول األعمال التي يقوم بها متعهدو البضائع أنظر: عبد القادر فتحي الشين وآخرون االتفاقية العامة للتجارة في الخدمات وعالقتها بقطاع النقل البحري المنظمة العربية للتنمية اإلدارية القاهرة 1226 ص) (. 12 -وهي المسافة التي تفصل أرس الحم ارء عن الميناء. -11 قد نجد مثل هذه العوامل في األنواع األخرى من السفن غير أن درجة أهميتها تختلف. -12 تلتزم جميع موانئ العالم بتقديم هذه الخدمة لجميع السفن التي تقصدها DUPIN.F, op cit, p)16-17(. 14 -وذلك حسب المادة 57 من قانون الجمارك أنظر القانون رقم المؤرخ في والمتمم بموجب القانون رقم 2171 يوليو والمتعلق بقانون الجمارك. المعدل المؤرخ في غشت 14 -تسمى بالفرقة البحرية وللوقوف أكثر حول المهام التي تقوم بها أنظر المنشور رقم المتضمن 21 تنظيم المصالح الخارجية اإلقليمية إلدارة الجمارك والمؤرخ في 1 مارس عادة ما يتم التفريق بين تلك األعمال التي تقع على سطح السفينة وتلك التي تقع على أرصفة الميناء أنظر: PLOMTEUX.P, Evolution de la manutention portuaire, cours académique APEC, HESSENATIE N.V, antwerp, 1996, p تختلف التجهي ازت المعدة لتفريغ ناقالت الحبوب عن تلك الخاصة بشحنها أنظر في تفصيل ذلك: CNUCED, L aménagement des ports, nations unies, new York, 1985, p MOHAMED-CHERIF.F.Z, L activité portuaire et maritime de l Algérie (problèmes et perspectives), office des publications universitaires, Alger, 2004, p يعتبر التسرب خلسة إلى السفينة بنية القيام برحلة جنحة يعاقب عليها المشرع الج ازئري أنظر المادة من القانون البحري: أكتوبر األمر رقم المؤرخ في المعدل والمتمم بموجب القانون المؤرخ في 18 جوان 2118 والمتضمن القانون البحري. 21 -تم اعتماد طريقة تقسيم درجات التقييم الموجودة في النموذج األوربي للتمييز أنظر في ذلك: شعبان إدارة الجودة الشاملة ( إياد عبد اهلل مدخل نظري وعملي نحو ترسيخ ثقافة الجودة وتطبيق معايير التميز( دار زه ارن للنشر والتوزيع عمان الطبعة األولى ص) (. المصطلحات والمختصرات: 1221 Servqual :service qualité نموذج الفجوة Servperf : service perf نموذج االتجاه Agent de transit ou transitaire Forwarding agent وسيط عبور Connaissement Bill of lading وثيقة الشحن Darse Dock حوض Organisme international de normalisation International standardisation organisation (ISO) هيئة المقاييس الدولية 39

41 )أكثر من طن بالمتر Transporteur de vrac (vraquier) Bulk carrier سفن تستخدم لنقل البضائع الوازنة المكعب(:المعادن الحبوب الفحم... Jauge (tjb) Gross registered tonnage (grt) الطاقة الحجمية للسفينة Chargement Load شحن Tonne de port en lourd (tpl) Dedweight tonnage (dwt) طاقة الشحن بوزن السفينة 40

42 بورصة الج ازئر - رهانات و تحد يات التنمية االقتصادية أ.د الشريف ريحان و د. الطاوس حمداوي كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير جامعة باجي مختار- عنابة ملخص إن فكرة إنشاء بورصة الج ازئر في تسعينيات القرن الماضي جاءت لمسايرة اقتصاد الس وق و إرساء معالمه في الج ازئر ذلك أن تمويل اإل التنمية قتصادية يتوقف على مدى تطور أسواق األو ارق المالية. غير أن البورصة في الج ازئر بعد مضي ما يقارب عقد من الزمن على دخولها حيز النشاط لم تتمكن من فرض التمويل المباشر لالقتصاد باعتباره بديال للتمويل باإلستدانة. و هنا تكمن بذور األزمة التي تستشف مالمحها عند د ارسة المعايير المختلفة التي تستخدم في قياس درجة نمو نشاط بورصة الج ازئر و موقعها في ذيل الترتيب مقارنة مع البوصات العربية. فالمعايير الخاصة بحجم السوق و سيولة السوق و درجة التركز ت ظهر بوضوح ضعف قدرة بورصة الج ازئر على تعبئة رؤوس األموال و تنويع المخاطر. و عليه فإن المقال الحالي يتناول بالتحليل هذه اإلشكالية و يقترح التعجيل بالخصخصة كحلية لتفعيل نشاط بورصة الج ازئر. الكلمات المفاتيح: معدل رسملة السوق مؤشر عدد الشركات المقيدة في البورصة مؤشر معدل التداول مؤشر معدل الدو ارن الخصخصة. Résumé L idée de constitution de la bourse d Alger est apparue afin de permettre l ancrage de l économie de marché en Algérie; mais la bourse d Alger n a pas pu imposer le financement direct, et l économie algérienne demeure une économie d endettement. C est là ou réside la crise dont les caractéristiques sont identifiées à travers l étude des différents critères utilisés dans la détermination de l activité de la bourse d Alger et dans sa position par rapport aux bourses Arabes. D ailleurs les critères de taille, de liquidité, et de concentration montrent la faible capacité de la bourse d Alger à collecter les fonds, et à diversifier les risques. Pour remédier à la situation, il est utile, entre autres solutions, d accélérer la privatisation considérée comme processus pouvant créer un dynamisme au niveau de la bourse d Alger. Mots clés : Capitalisation boursière, indice de nombre d entreprises cotées en bourse, taux de rotation, taux de transactions, privatisation. Abstract The idea behind the establishment of Algiers Stock Exchange (ASE) in the 90s was to introduce market economy principals into the Algerian economy. The intention was to reorient the financing of economic development in Algeria towards the financial markets. However, Algiers stock exchange, over a decade after its first opening, has been unable to impose direct financing as an alternative to indebtedness, and the Algerian economy is still predominantly an indebtedness-driven economy. This article employs various criteria commonly used in the literature to measure and evaluate the development of the ASE activities. Indeed, the criteria of market size, market liquidity and the degree of concentration clearly show that this institution has failed to mobilize funds and to diversify risks. The paper concludes with concrete recommendations to overcome this situation. Keywords: Stock exchange capitalization, stock exchange index, rotation rate, transactions rate privatization. 41

43 -2 المتابعة المستثمرة للمعلومات الفنية والمالية المفصح عنها الالزمة لمتابعة وتقييم أداء المنشحت للتأكد من قدرتها على تحقيق األرباح أو التخاذ ق ار ارت أخرى كالخروج منها في حالة توقع خسائر -5 االستفادة من نتائج الد ارسات التي تقوم بها المؤسسات المالية المختلفة كشركات الوساطة وتحليل المعلومات واالستشا ارت المالية والفنية. اإلشكالية تكمن إشكالية المقال في عدم وجود إهتمام فعلي و كافي من طرف الوصاية لبورصة الج ازئر بإيجاد الطرق والسبل المالئمة لتنشيطها و تنميتها فرغم صدور ق ارر إنشائها تحت رقم ماي بتاريخ 32 بتاريخ 10/ والمدعم بموجب القانون رقم 04/02 فيفري 10 والمحتشم بدأ سنة ب 3004 إال أن نشاطها الفعلي مليون دينار ج ازئري. بقيمة تداول قدرت تقريبا لذا فعند إسقاط ما سبق ذكره في مقدمة المقال على نشاط بورصة الج ازئر منذ نشأتها يتبين لنا أن هذا السوق يعاني من أزمة تتجلى مظاهرها من خالل تقصي بعض المعايير لقياس درجة نمو ونضج سوق األو ارق المالية و تتعمق األزمة عند مقارنة بورصة الج ازئر مع بعض البورصات العربية. وعليه فاإلشكالية تكمن في إظهار معالم هذه األزمة و تقديم بعض الحلول للتخفيف من وطأتها. أهمية المقال و أهدافه إن أهمية المقال تنبع أوال من مساهمة أسواق األو ارق المالية في تنمية إقتصاديات الكثير من الدول وبالخصوص النامية منها وثانيا من التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية مقدمة النظام االقتصادي المتقدم الذي يحقق الرفاهية ألف ارد مجتمعه يعتمد أساسا على نظام مالي فعال والذي بدوره ومع وجود عناصر أخرى يتطلب توفر مجموعة متنوعة من المؤسسات واألسواق المالية التي تسهل عملية تجميع المدخ ارت وتوجيهها بكفاءة إلى القنوات االستثمارية المختلفة. فهذه األسواق ستقدم لألف ارد األموال التي هم في حاجة ماسة إليها من خالل تشكيلة متنوعة من األصول المالية مع درجات مختلفة من األمان و السيولة والعائد. لذا نجد أن االستثمار في األو ارق المالية فن له أصوله ويقوم على أسس علمية وقد القى الكثير من التحديث والتطوير بفضل االبتكا ارت المالية المختلفة إضافة إلى ثورة االتصاالت والتطور التكنولوجي الذي يميز زمن العولمة المالية. و تجدر اإلشارة إلى أن االستثمار في األو ارق المالية من وجهة نظر الفكر الكالسيكي هو بطبيعته استثمار طويل األجل أي يلزمه مدة طويلة نوعا ما ليحقق المستثمر عوائد وم ازيا من هذا االستثمار أما واقع الحال و في الظروف ال ارهنة تتوسع كثي ار الطبيعة الجديدة كونه قصير األجل فظاهرة االستثمار "المضاربة" بالمشتقات بل واالشتقاق في المشتقات. فالمستثمر الرشيد في األو ارق المالية و في جميع الحاالت هو ذلك المستثمر الذي يلتزم ويحرص على المبادئ التالية: 1- االختيار المالئم للفرص االستثمارية المتاحة له أي يختار الفرص التي تدر عليه أكبر مستوى عائد ممكن عند مستوى معين من المخاطرة التي يمكنه تقبلها 2- تنويع االستثمار بين الفرص المختلفة 1- المزج بين األدوات المالية المختلفة 42

44 التطو ارت التي ط أرت على االقتصاد لج ازئري بصفة كالهما دافعا لآلخر حيث يصعب تطبيق عامة و البورصة بصفة خاصة. و لذا فاألهمية الخصخصة دون وجود بورصة لألو ارق المالية وال تنصب على الكيفية التي توفر بها المعلومات التي يمكن تنشيط البورصة دون وجود مؤسسات تطرح تفيد المستثمرين الحاليين والمستثمرين المرتقبين كما أسهمها في البورصة. تنصب تلك األهمية كذلك على هدف الوحدة االقتصادية من خالل تعظيم القيمة السوقية لها تأسيسا لما سبق ذكره من أهمية لبحثنا هذا فإننا نتطلع ألن نحقق بعض األهداف التي نذكرها فيما لتشجيع المستثمرين لش ارء أسهمها. على أساس ما يلي: - عرض حصيلة نشاط و أهم المؤش ارت الدالة على نمو بورصة الج ازئر و تطورها ومقارنتها ببورصات بعض الدول العربية. - تحديد العائد و الخطر الكلي لألسهم المتداولة على مستوى بورصة الج ازئر مع صياغة نموذج السوق لعوائد أسهم المؤسسات المدرجة على مستواها بداللة عائد السوق. - تحديد أهم المعلومات المحاسبية كمتغي ارت مفسرة التي يعتمد عليها المستثمر عند إتخاذه لق ارر اإلستثمار في البورصة كمتغير تابع و محاولة بناء نموذج االستثمار في األو ارق المالية بداللة المعلومات المحاسبية المقترحة و الخاصة بفندق األو ارسي إنتهاءا بإختبار معنوية هذا النموذج الخطي العام. - تحديد طبيعة المشاكل و المعوقات التي تواجه المستثمرين في البورصة و التي تؤثر على نشاط السوق و تحد من كفاءة أدائه. - محاولة إقت ارح أساليب و طرق للتغلب على المشاكل و المعوقات التي يواجهها كل من المستثمرين و الهيئات المشرفة على بورصة الج ازئر. - بناء على النتائج المتوصل إليها نحاول الخروج ببعض المقترحات لواضعي السياسات العامة لسوق سبق السوق المالي يتميز بدور هام في االقتصاد فأصبحت مسألة زيادة الرفاه االقتصادي من خالل تبني خيار التمويل عن طريق األسواق المالية تتوقف بشكل كبير على الكفاءة السوقية و دورها في تنمية االقتصاد و تخصيص الموارد المتاحة على االستثما ارت المختلفة. إذ ال يمكن أن تؤدي السوق المالية الدور المنوط بها من الناحية العملية إال إذا توفرت على مقومات الكفاءة التي ستسهم في التقييم الحقيقي للمؤسسات المدرجة و ألسهمها المتداولة فهي تعمل على تعبئة المدخ ارت و تنميتها وتوجيهها إلى مختلف قنوات االستثمار الكفء في االقتصاد وخلق السيولة و توفير وسائل تمويل االستثمار طويلة األجل. و لهذا تظهر أهمية د ارسة سبل تنمية هذه السوق باعتبارها فضاء جديد على االقتصاد الج ازئري والذي يستهدف إلى خلق روافد مستمرة من التدفقات النقدية الالزمة لتلبية االحتياجات المالية للمؤسسات المختلفة عبر أدوات تتنوع أشكالها وأنواعها. كما أن مثل هذه السوق تتميز بدور هام في إتمام عمليات الخصخصة وذلك باعتبار أسلوب الخصخصة بالبيع على مستوى سوق البورصة. وهنا تكمن العالقة التبادلية الوثيقة بينهما وبالتالي يعد 43

45 I- االتجاهات الحديثة في مجال االستثمار المالي يمثل االتجاه نحو االستثمار في األسواق المالية العالمية أحد االتجاهات الحديثة في مجال )2( االستثمار واذا كان بعض المستثمرين قد اتجه نحو بيع و ش ارء األو ارق المالية األجنبية منذ عدة سنوات إال أن االستثمار المالي الدولي انتشر بدرجة كبيرة مع نهاية القرن العشرين ولم يعد المستثمر محصو ار في السوق المحلي فقط. كما شهدت أسواق المال األجنبية نموا سريعا وفر للمستثمرين فرص زيادة العائد و تقليل الخطر من خالل االستثمار الدولي. وقد شملت أسواق المال العالمية أسواق الدول المتقدمة مثل اليابان و أسواق الدول األوروبية هذا باإلضافة إلى ما يعرف باألسواق الناشئة مثل أسواق سنغافورة و تايالندا و أسواق دول أمريكا الالتينية وهي األسواق التي تميزت بالعائد المرتفع والمخاطر المرتفعة أيضا. ويرجع تطور ونمو االستثمار في األسواق المالية العالمية إلى مجموعة من األسباب منها )1( : - اهتمام المستثمر األمريكي تحديدا باألسواق العالمية ألن العديد من الشركات األمريكية الكبرى التي يتكون منها مؤشر Standard and Poor تحقق نسبة كبيرة من أرباحها نتيجة االستثمار األجنبي. - شهدت أسواق المال األمريكية تدفق عكسي من رؤوس األموال األجنبية المتجهة لش ارء األو ارق المالية األمريكية إذ تبين خالل عام أن 2118 حوالي 02 من سندات الخزينة األمريكية في ذلك العام مملوكة لمستثمرين أجانب تؤثر ق ار ارتهم طبعا على البورصات األمريكية. التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية األو ارق المالية ليسترشدوا بها عند إتخاذ ق ار ارتهم المختلفة المتعلقة بتطوير و تنشيط بورصة الج ازئر. الفرضيات - ليس لبورصة الج ازئر دور مهم في تنشيط السوق المالي في الج ازئر. - ال توجد عالقة بين بورصة الج ازئر و مدخ ارت األف ارد و المؤسسات. - ال توجد عالقة بين بورصة الج ازئر و خصخصة المؤسسات. - ال توجد عالقة بين أسعار األو ارق المتداولة في بورصة الج ازئر و نشاطها. - ال توجد عالقة بين أسعار األو ارق المالية المتداولة في بورصة الج ازئر و أداء المؤسسات. المنهجية أستخدمنا في مقالنا المنهج الوصفي التحليلي واالستعانة بالكتب والم ارجع والدوريات واإلحصائيات باإلضافة إلى الد ارسة العملية الميدانية وذلك من خالل جمع المعلومات والبيانات عن واقع بورصة الج ازئر وتحليل هذه البيانات واستخدام األساليب اإلحصائية للوصول إلى نتائج علمية دقيقة وعليه جاء المقال منظم وشامل للمحاور التالية: I- االتجاهات الحديثة في مجال االستثمار المالي. -II بورصة الج ازئر: لمحة تاريخية. -III تطبيق المعايير المستخدمة لقياس نمو بورصة الج ازئر: تجلي األزمة. -VI بورصة الج ازئر: ق ارءة في الحلول لألزمة لمواجهة التحديات. 44

46 - حققت أسواق المال األجنبية معدل عائد أعلى من - - العائد المحقق في األسواق األمريكية مما مثل دفعا قويا التجاه المستثمرين نحو هذه األسواق. إن إضافة أو ارق مالية أجنبية إلى محفظة المستثمر يساعد على تقليل مخاطر المحفظة طالما أن هناك ارتباط ضعيف بين األسواق األجنبية والسوق المحلي وهو ما يعرف بم ازيا التنويع. كما غيرت االنترنت من بيئة االستثمار إذ تمكن المستثمر من الحصول على مقدار هائل من المعلومات عن األو ارق المالية المتداولة و متابعة المحافظ االستثمارية و التغي ارت في األسعار لحظة بلحظة. و على ذكر االنترنت ما هي مالمح مجتمع تكنولوجيا المعلومات و االتصال في الدول العربية والج ازئر تحديدا إن الدول العربية تسعى لمواكبة متطلبات اقتصاد المعرفة وتطو ارت التجارة العالمية وخصوصا التقنيات المستخدمة فيها من تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ودلك لغرض توفير بيئة جاذبة لالستثمار ومستقطبة لألموال فالبد من توفير لصالح مجمل المتعاملين محليون أو أجانب كافة المعطيات والتي ي ارعى أن تكون منسجمة مع التطو ارت العالمية من انفتاح األسواق وعولمة االقتصاد )2(. تعكس بيانات االتحاد الدولي لالتصاالت وضع تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في 300 دولة في العالم منها 31 دولة عربية والجدول رقم لنا تطور المجتمع الرقمي ومدى تجذره. خطوط بالمعدل الهاتف الثابت 1 خط لكل 9404 المعدل العالمي والذي هو يرصد فمن جهة في الدول العربية بلغت نسمة منخفضة عن خط لكل نسمة باستثناء خمس دول عربية فوق المعدل العالمي تشمل لبنان ب نسمة اإلما ارت ب البحرين ب خط لكل خط لكل خط لكل خط لكل خط لكل 100 نسمة و الكويت ب نسمة نسمة قطر ب دول عربية دون 7 نسمة و ينخفض المعدل في سبع خطوط لكل 100 نسمة و هي المغرب الع ارق اليمن السودان الصومال جيبوتي وموريتانيا. أما ب الهاتف النقال خط لكل فقد بلغ معدل الدول العربية 100 نسمة منخفضا عن المعدل العالمي وهو خط لكل 100 نسمة باستثناء تسع دول عربية فوق المعدل العالمي تشمل البحرين خط لكل 100 نسمة اإلما ارت ب خط لكل 100 نسمة قطر ب خط 100 لكل نسمة تونس ب السعودية ب عمان ب نسمة الكويت ب خط لكل خط لكل خط لكل خط لكل خط لكل دون وليبيا. أما خط لكل 100 نسمة و المغرب ب نسمة نسمة سلطنة نسمة الج ازئر ب خطوط لكل 7 نسمة و ينخفض المعدل في 100 دولتين نسمة و هما الصومال عدد مستخدمي االنترنت و انتشارها الدول العربية فقد بلغ يمثلون ما نسبته في مليون شخص عام 149 المستخدمين في العالم البالغ عددهم نحو مليون شخص و بنسبة إنتشار قدرها من إجمالي من

47 التسلسل التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية إجمالي السكان في الدول العربية. و تأتي مصر شخص و ما دون ذلك في أربع دول عربية وهي في مقدمة الدول العربية ب 249 مليون مستخدم الع ارق و الصومال و موريتانيا وجيبوتي. كما تتدنى وبنسبة انتشار 7470 من السكان تليها المغرب نسبة الدول العربية لجهة مستضيفي المواقع إلى ب 247 مليون مستخدم و بنسبة انتشار 043 من اإلجمالي العالمي. من السكان و السعودية ب 140 مليون مستخدم في حين تمثل أجهزة الحاسوب في الدول العربية وبنسبة انتشار 0420 من السكان و اإلما ارت ب ما نسبته من إجمالي أجهزة الحاسوب في 341 مليون مستخدم و بنسبة انتشار من العالم وتأتي السعودية في مقدمة الدول العربية السكان و السودان ب 141 مليون مستخدم و بنسبة بحوالي مليون جهاز حاسوب و تليها مصر 342 انتشار 2420 من السكان. و تشهد الدول األخرى بحوالي مليون جهاز حاسوب و تت اروح باقي تباينا في عدد مستخدمي االنترنت و نسبة االنتشار الدول العربية بين ألف جهاز حاسوب إلى إذ ينخفض عدد مستخدمي االنترنت حول 100 ألف ألف. الجدول 1: مالمح تكنولوجيا المعلومات و االتصال هاتف نقال لكل 111 نسمة هاتف ثابت لكل 111 نسمة الدولة عدد مستخدمي اإلنترنت باآلالف نسبة انتشار استخدام اإلنترنت عدد مزودي خدمة اإلنترنت عدد أجهزة الحاسوب باآلالف األردن االما ارت البحرين تونس الج ازئر جيبوتي السعودية السودان سوريا الصومال الع ارق س عمان فلسطين قطر الكويت لبنان ليبيا

48 مصر المغرب موريتانيا اليمن مجموع الدول العربية العالم المصدر: إحصائيات االتحاد الدولي لالتصاالت ماي وكذلك عند تعريف صانع الق ارر والمستثمرين - عشر دول عربية ضمن مجموعة درجة المخاطرة المحتملين بوضع الدول العربية في عدد من المرتفعة و هي مصر األردن الج ازئر جيبوتي المؤش ارت الدولية المختارة الصادرة عن جهات دولية لبنان سوريا اليمن موريتانيا السودان وليبيا. مشهود لها بالتميز نعرض منها المؤش ارت - دولتان عربيتان ضمن مجموعة درجة المرتفعة جدا و هما الصومال و الع ارق. المخاطرة )1( التالية : مؤشر اليوروموني للمخاطر القطرية: يقيس هذا مؤشر كوفاس للمخاطر القطرية: فهو يقيس * * المؤشر قدرة القطر على اإليفاء بالت ازماته المالية كخدمة الديون األجنبية وسداد قيمة الواردات أو مخاطر قدرة الدول على السداد و يبرز مدى تأثر االلت ازمات المالية للمنشحت باالقتصاد المحلي السماح بتحويل األرباح ويرتب المؤشر الدول وفق واألوضاع السياسية و االقتصادية. وتصنف الدول A النسبة المئوية التي تسجلها من الصفر إلى 222 إلى مجموعتين مجموعة الدرجة االستثمارية نقطة مئوية باالستناد إلى نسبة مؤش ارت فرعية ذات والتي بدورها تتفرع إلى أربعة فروع منA1 إلىA4 أو ازن مختلفة وكلما ارتفعت النسبة المئوية للمؤشر مجموعة درجة المضاربة ويشار إليها باألحرف دل ذلك على انخفاض مخاطر عدم السداد واإليفاء ويغطي المؤشر 260 دولة من ضمنها.B.C.D 285 بالت ازمات القطر. و يغطي المؤشر دولة من 12 دولة عربية و التي صنفت في المؤشر كالتالي: ضمنها 12 دولة عربية صنفت في مؤشر عام تسع دول عربية مصنفة في B وهي قطر - كالتالي: اإلما ارت الكويت البحرين السعودية عمان 1225 ثالث دول عربية ضمن مجموعة درجة المخاطرة تونس المغرب والج ازئر. - المنخفضة و هي قطر اإلما ارت و الكويت. ثماني دول عربية مصنفة في C وهي مصر - خمس دول عربية ضمن مجموعة درجة المخاطرة األردن ليبيا جيبوتي لبنان سوريا اليمن - المعتدلة وهي البحرين السعودية عمان تونس وموريتانيا. والمغرب. 47

49 ثالث دول عربية مصنفة ضمن درجة عالية من أن أداء البلدان في المستويات األعلى أفضل من - وهي السودان الصومال والع ارق مما أداء البلدان في المستويات األدنى في كل جانب من المضاربة D يعني أنه يتم التعامل مع هذه الدول كحاالت الجوانب الستة للتطور المالي. ولكن البلدان التي منفصلة بموجب ما يطلبه القطر من خدمات الضمان. جاءت في أعلى مستويات التطور المالي في المنطقة حصلت على عالمات عالية جدا في مجال مؤشر الرقم القياسي للتطور المالي: إن مؤشر التنظيم و الرقابة وفي مجال االنفتاح المالي. وفي * الرقم القياسي للتطور المالي لبلدان الشرق األوسط وشمال افريقيا لعام 3002/3003 كما هو مبين في الجدول رقم 3 الموالي يدل على أنه في المتوسط الوقت نفسه وفي معظم بلدان المنطقة كان أداء البلدان ضعيفا في مجال تطوير بيئة مؤسسية قوية )7( وقطاع مالي غير مصرفي. البلد البحرين الرقم القياسي للتطور المالي الجدول 2: عناصر الرقم القياسي للتطور المالي 2001/2002 )على أساس بيانات كمية و كيفية و ذات مجال (* القطاع المصرفي القطاع المالي غير المصرفي التنظيم- الرقابة القطاع النقدي و السياسة االنفتاح المالي 8.22 البيئة المؤسسية لبنان األردن الكويت االما ارت السعودية عمان قطر مصر تونس باكستان المغرب اليمن الج ازئر جيبوتي السودان موريتانيا اي ارن ليبيا سورية المتوسط )*(. المجال: منخفض جدا = أقل من 1.5 عال جدا = أعلى من 7.5 المصدر: حسابات صندوق النقد الدولي 2001/2002 منخفض = متوسط = مرتفع 6.2=

50 إن بورصات الدول العربية ما هي إال بورصات الجدول رقم 0 يظهر جليا أنها تحتل الموقع األخير ناشئة لذلك تعمل هذه الدول على تطوير وتحسين أسواقها الناشئة لاللتحاق بركب االقتصاد المتقدم في الترتيب من حيث القيمة السوقية وقيمة التداول على التوالي وخصوصا عدد الشركات المدرجة وهذا.1225 والمتطور. وعند مقارنة بيانات السوق المالية في خالل عام الج ازئر بأسواق المال في باقي الدول العربية حسب الجدول 6: بيانات أسواق المال في الدول العربية لعام 2114 الدولة القيمة السوقية قيمة التداول عدد األسهم المتداولة )مليون عدد الشركات المدرجة مليون دوالر مليون دوالر سهم( السعودية أبو ظبي الكويت دبي قطر مصر األردن المغرب البحرين س. عمان لبنان السودان فلسطين تونس الج ازئر االجمالي وعليه يعتبر الجدول المصدر: صندوق النقد العربي قاعدة بيانات أسواق المال العربية عارض ممتاز ألزمة )0( -II بورصة الج ازئر: لمحة تاريخية : إن فكرة إنشاء بورصة الج ازئر ظهرت سنة 2112 في إطار اإلصالحات االقتصادية المعلنة منذ أما القوانين التي ساهمت في تعزيز فكرة إنشاء البورصة فهي قانون المتعلق ب: " توجه المؤسسات العمومية االقتصادية " قانون المتعلق بتشكيل 28 صناديق مساهمة بورصة الج ازئر والتي يتوخى قبل د ارسة مظاهرها تبعا للمعايير المستخدمة لقياس درجة نضج و نمو األسواق المالية التوقف عند االطار القانوني لبورصة الج ازئر. 49

51 طرف الدولة األشخاص المعنوية األخرى في القطاع العام وشركات المساهمة - تعريف الهيئات المركبة للبورصة: * لجنة تنظيم وم ارقبة عمليات البورصة COSOB * وهي التي تشكل سلطة سوق القيم المنقولة شركة تسيير بورصة القيم SGBV وهي مؤسسة السوق وسطاء في عمليات * استثمار. أما القانون رقم البورصة IOB أوت 16 بتاريخ مؤسسات 2115 المرتبط بخوصصة المؤسسات العمومية معدل ومتمم باألمر رقم فقد 2117 مارس ل أدرج الرجوع إلى ميكانيزمات البورصة كأسلوب للخوصصة. سبتمبر كذلك القانون رقم 15 بتاريخ المرتبط بتسيير رؤوس األموال التجارية للدولة عرف القواعد الخاصة بتنظيم وتسيير وم ارقبة الصناديق العمومية المملوكة من طرف الدولة في شكل قيم منقولة ممثلة لل أرسمال. كما نجد أن األمر 22 بتاريخ المنقولة جانفي والمتعلق بهيئات التوظيف الجماعي للقيم OPCVM, SICAV( قواعد تشكيل وتشغيل تلك الهيئات. في حين األمر رقم وFCP ( بتاريخ قد عرف أوت المتعلق بتنظيم تسيير وخوصصة المؤسسات االقتصادية العمومية فهو يرمي إلى تسريع فتح أرسمال المؤسسات االقتصادية العمومية للخواص المحليين واألجانب تعيين وتوضيح األدوار تسهيل وتبسيط اإلج ارءات ومعايير الق ارر. إن القانون رقم بتاريخ 27 فيفري 1220 قد أتى بما يلي: * أضفى على لجنة تنظيم وم ارقبة عمليات البورصة COSOB الشخصية المعنوية واالستقاللية المالية التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية قانون المعدل والمكمل لألمر رقم بتاريخ 2175/21/16 والمتعلق بالقانون التجاري. علما أن هذه القوانين عملت على التفرقة بين دور الدولة كمساهم ودور الدولة كقوة عمومية. وفي سنة 2112 تم إنشاء مؤسسة القيم المنقولة )Société des valeurs mobilières( SVM وهي شركة مساهمة )SPA( أرسمالها مملوك من طرف ثمانية صناديق مساهمة وكان أرسمال هذه المؤسسة في حدود دج قبل أن يصل إلى 1.01 مليون دج سنة 2111 وتم تعديل المركز االجتماعي لها لتصبح بورصة القيم المنقولة BVM.)Bourse des valeurs mobilières( إال أن بورصة القيم المنقولة لم تتمكن من النشاط في ظل غياب القوانين الخاصة بها وتكييف القانون التجاري لقواعد اقتصاد السوق وكان النص التشريعي رقم بتاريخ 2110/21/15 متمم ومعدل لألمر رقم بتاريخ 16 سبتمبر 2175 المتعلق بالقانون التجاري و يحمل في طياته النص على إد ارج إمكانية تشكيل شركات المساهمة من خالل العرض العمومي لالدخار و أيضا تعريف القيم المنقولة التي تستطيع أن تصدرها مؤسسات المساهمة المدرجة في البورصة. في حين األمر بتاريخ 1 ديسمبر 2116 المعدل والمتمم لألمر رقم بتاريخ 16 سبتمبر 2175 والمتعلق بالقانون التجاري قد تطرق إلى تعريف قواعد تشغيل مختلف المؤسسات التجارية. كما يرجع الفضل للنص التشريعي رقم بتاريخ 10 ماي 2110 في: - إنشاء بورصة القيم المنقولة. - تعريف البورصة واعتبارها اإلطار التنظيمي وحيز إج ارء العمليات على األو ارق المالية المصدرة من 50

52 * دعم السلطات القانونية للم ارقبة والج ازء للجنة ال COSOB * وسع نطاق نشاط وسطاء البورصة IOB * ليشمل عدة مجاالت مثل ضمان السير الحسن للعمليات المالية وتقديم النصيحة للمستثمرين وسع تطبيق نشاط الوسطاء لدى البنوك والمؤسسات المالية أدخل المؤتمن المركزي * )الشركة الج ازئرية للحفظ المركزي لألو ارق المالية والتي تحمل تسمية تجارية: الج ازئر كليرينغ جديدة مركبة للبورصة ) Algérie clearing كهيئة )7(. حيث يفتح المؤتمن ويدير حسابات السندات الجارية لصالح ماسكي الحساب الحافظين المنخرطين فيه- ويمركز بذلك حفظ السندات ويسهل عملية توصيلها بين الوسطاء الماليين من خالل القيام بتحويالت من حساب إلى حساب كما ينفذ العمليات على السندات التي تقررها الشركات المصدرة )دفع أرباح األسهم رفع أرس المال...( ويقنن السندات المقبولة في عملياته حسب المقياس الدولي كما ينشر أيضا المعلومات المتعلقة بالسوق. وتشمل السندات المقبولة في عمليات المؤتمن القيم المنقولة )األسهم سندات الدين...( المسعرة أو غير المسعرة في البورصة سندات الخزينة العامة سندات الدين القابلة للتداول حصص أو أسهم هيئات التوظيف الجماعي في القيم المنقولة السندات ذات الطبيعة المصدرة على أساس القوانين األجنبية كل مجموعة السندات التي تخول لحائزها حقوقا مماثلة كما يجوز للمؤتمن المركزي أن يقبل في عملياته سندات مادية. ويقدم المؤتمن المركزي وظائف منها أنه يسمح بمسايرة المقاييس الدولية في مجال تسيير السندات ويسمح بالتعامل مع طرف واحد في مجال تسيير السندات عن طريق الوسطاء الماليين )السندات المسعرة أو غير المسعرة السندات القصيرة والطويلة األجل( كما يسمح بإ ازلة الطابع المادي عن سندات الشركات المسعرة في بورصة الج ازئر وسيسهل تعميم إ ازلة الطابع المادي عن السندات إذا ما قررت السلطات العمومية ذلك باإلضافة إلى أنه يسمح لمصدري السندات بأن يقلصوا بشكل محسوس تكاليف اللجوء العلني لالدخار السيما منها التكاليف المتصلة بطبع الشهادات المادية ويضمن ت ازمن عمليتي التسوية والتسليم: حيث يتم تسليم السندات والتسوية النقدية لتداول أنجز في سوق مقننة أو بالت ارضي في آن واحد. و بذلك تقيد السندات لدى المؤتمن وتقيد النقود لدى بنك الج ازئر في آن واحد كما يزيح خطر ضياع الشهادات المادية أو سرقتها أو إتالفها. إتمام الصفقات كما العمليات على السندات باإلضافة إلى أنه يسمح بتقليص آجال وممارسة الحقوق... الخ(. يحسن بشكل كبير معالجة )تحصيل األرباح والفوائد أما بخصوص التحفي ازت الجبائية لدفع االستثمار في البورصة نجد أنه بحسب قانون المالية لسنة 2111 فإن عوائد األسهم واألصول المشابهة والسندات وأصول القروض السندية المدرجة رسميا في بورصة القيم المنقولة هي معفاة من الضريبة على الدخل اإلجمالي IRG من دورة كذلك تبعا لقانون المالية لسنة لمدة خمس سنوات بدءا فان 1221 مداخيل القيم المنقولة المدرجة في البورصة أو المتداولة على مستوى سوق منظم فهي معفاة من IRG ضريبة من سنة وIBS خالل فترة خمس سنوات بدءا أما بخصوص االستثمار في المحفظة لفائدة الغير مقيمين نجد أن قاعدة بنك الج ازئر رقم 51

53 عرف شروط 1221 أفريل 21 بتاريخ دخول وخروج رؤوس األموال لالستثمار في محفظة األو ارق المالية لغير المقيمين ذلك أن يكون دخول العمالت وتحويلها ألجل ش ارء القيم المنقولة المدرجة في البورصة حر كما هو األمر بشأن تحويل العوائد المتأتية من التوزيعات والفوائد وتحويل ناتج التنازل عن القيم المنقولة ويتم التحويل عن طريق البنوك المؤسسات المالية والوسطاء المعتمدين لفائدة المستثمرين غير المقيمين. أما التداول على مستوى بورصة الج ازئر يتم فانه بعملية إلكترونية وطريقة التسعير المعتمدة لدى البورصة هي Fixing )4(. -III تطبيق المعايير المستخدمة لقياس نمو بورصة الج ازئر: تجلي األزمة -III 1 -المعايير المستخدمة لقياس نضج و نمو األسواق المالية: يتفق االقتصاديون على مجموعة من المعايير لتقدير درجة تقدم ونضج السوق نذكر منها حجم السوق درجة السيولة ودرجة التركيز )1(. أ- حجم السوق: يقاس حجم السوق بمؤشرين: المؤشر األول: هو معدل رسملة السوق وهو عبارة عن القيمة السوقية لألسهم المقيدة في البورصة مقسومة على الناتج المحلي اإلجمالي ويفترض المحللون االقتصاديون أن معدل رسملة السوق يرتبط مع القدرة على تعبئة رؤوس األموال وتنويع المخاطر. المؤشر الثاني: هو عدد الشركات المدرجة في البورصة فزيادة عدد الشركات المدرجة في البورصة له داللة هامة على التطور السريع للسوق المالية. ب- سيولة السوق: تعني سيولة السوق القدرة على ش ارء وبيع األو ارق المالية المتداولة في السوق الثانوية بسهولة ونميز مؤشرين لقياس السيولة: المؤشر األول: معدل قيمة التداول وهو مجموع األسهم المتداولة في بورصة األو ارق المالية مقسوما على الناتج المحلي اإلجمالي وهذا المؤشر يقيس التداول المنظم ألسهم الشركات المقيدة كنسبة من الناتج المحلي. إذن فهو يعكس ويعبر عن سيولة االقتصاد بصفة عامة وهذا المؤشر يكمل مؤشر رسملة السوق إذ أنه بالرغم من أن السوق قد تكون كبيرة إال أن حجم التداول قد يكون صغي ار وعليه يستدعي األمر استخدام المؤشرين معا لغاية الحصول على معلومات سليمة عن سوق األو ارق المالية المحلية. المؤشر الثاني: معدل الدو ارن هو إجمالي األسهم المتداولة مقسوما على رسملة السوق وهذا المؤشر يستخدم كمقياس النخفاض تكلفة المعامالت كما أنه يكمل مؤشر رسملة السوق لتوضيح درجة نشاط السوق إذ يمكن أن يكون هناك سوق كبيرة ولكنها غير نشطة إذا كانت رسملتها كبيرة ولكن معدل الدو ارن فيها منخفض. إن مؤش ارت السيولة تقيس درجة التداول "السيولة" بالنسبة لحجم االقتصاد ككل وبالنسبة لحجم سوق األو ارق المالية. ج- درجة التركز: و يقصد بها ما إذا كان حجم التداول للسوق مرك از في عدد محدود من الشركات المقيدة أو موزعا على عدد كبير منها ولقياس درجة التركيز نحسب نصيب أكبر عشر شركات من إجمالي أرس المال السوقي أو إجمالي قيمة التداول. 52

54 وبالتركيز على بورصة الج ازئر فإن ملخص نشاطها الجدول الموالي: 1226 خالل السنوات من 2111 إلى غاية نبينه في الجدول رقم : 2 ملخص نشاط بورصة الج ازئر من 1999 إلى 2004 السنوات األسهم المتداولة عدد األسهم 05, , ,115 82,262 01,610 11,280 20,187 60,562 المصدر: و قيمة التداول دج بتاريخ 2004/10/22 بتاريخ 2004/11/25 رسملة البورصة مليار دج 21,275 12,115 21,712 22,112 22,222 22,222 22,122 6, III - 2 -تطبيق المعايير على بورصة الج ازئر يترجمه مؤشر معدل أرس المال السوقي )معدل : أ- معيار حجم السوق يعتبر نشاط بورصة رسملة السوق( بحسب الجدول التالي. الج ازئر محدود كما يعتبر حجم السوق ضيق وهو ما الجدول 5: مؤشر معدل رسملة السوق معدل أرس المال السوقي ) 2 1( % البيان أرس المال السوقي* مليار دج 1 معدل النمو في أرس المال السوقي )%( الناتج المحلي االجمالي** مليار دج 2 %2,51 %2,51 %2,05 %2,15 %2,11 %2, ,1 1218,8 1112,8 1155,1 5211,2 6205,1-21,22-02,51-15,01 2,22-2,21 21,275 12,115 21,712 22,112 22,222 22, %2, ,2 1,17 22,122 %2, ,5-0,55 6,722 المصدر: * بيانات من الموقع بتاريخ 2004/10/22 ** بيانات من الموقع بتاريخ 2004/11/22 و الباقي أعد من طرف الباحثين. شهدت بورصة الج ازئر بخالف سنة )رسملة السوق(. فقد ارتفعت من 21,275 مليار دج ,115 انخفاض مستمر في قيمة أرس المال السوقي 2111 عام الى مليار دج عام 53

55 رسملة البورصة التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية كما هو موضح في الشكل 1 أي بمعدل نمو قدره %21,22. ثم سجلت انخفاض بمعدل %02,51 سنة 1222 و 15,01 %سنة 1221 على التوالي ووصلت الى 22,222 مليار دج سنة 1221 أن وصلت 6,722 مليار دج سنة الى الشكل 1: رأس المال السوقي السنوات المصدر: أعد من طرف الباحثين. أما معدل ال أرس المال السوقي الناتج المحلي االجمالي( 5 سنة إلى )أي نسبته فكما هو مبين بالجدول رقم يبدو هذا المعدل هامشي إذ وصل إلى %2, و بلغ أدنى حد له سنة 1226 %2,28 إذ كان و هذا يدل على أن مؤشر معدل أرس المال السوقي و الذي يعكس حجم السوق يعد منخفضا إذا ما قورن بأسواق ناشئة أخرى حيث بلغ هذا المعدل تونس عمان %00 في السعودية %22,1 %11,2 في المغرب %11,1 %71 في األردن و ذلك في عام في في سلطنة 2111 وهو ما يعكس ضيق حجم سوق بورصة الج ازئر. واذا ما نظرنا للسوق االقتصادي بالمقارنة مع الكثير من هذه البلدان فإن حجم السوق االقتصادي الج ازئري أكبر و السؤال كيف يمكن تفسير ال اربط العكسي بين حجم السوق كبورصة و حجم السوق االقتصادي لحالة الج ازئر ب- معيار سيولة السوق: إن قيمة التداول على مستوى بورصة الج ازئر بحسب معطيات الجدول رقم 6 أسفله يظهر الضعف المسجل في سيولة االقتصاد و يتجلى بوضوح صغر حجم التداول على مستوى البورصة. فمن خالل تقصي نشاط بورصة الج ازئر بالنظر الى قيمة التداول يتبين أن سنة 2111 و هي سنة دخول البورصة حيز النشاط سجلت 228 مليون دينار كما هو مبين في الجدول رقم 6 ثم ارتفعت قيمة التداول ب %566 لتصل إلى 712 مليون دج و ذلك بفضل حجم التعامل في سندات سونط ارك و أسهم الرياض سطيف و صيدال من جهة و أيضا دخول أسهم األو ارسي الى ساحة البورصة سنة ثم أصبحت قيمة التداول تسجل االنخفاض تلو اآلخر لتمر من 500 مليون دج سنة 1222 الى 221 مليون دج سنة ومع حلول تاريخ استحقاق سند سونط ارك في جانفي 1220 أصبح حجم التداول يعادل ما قيمته 27 مليون دج سنة 1220 ثم تنخفض قيمة التداول الى أدنى مستوياتها سنة 1225 لتصل إلى 1 مليون دج وذلك لضعف سوق األسهم عامة و عدم تسجيل أية 54

56 215 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية معاملة بخصوص سهم مؤسسة الرياض سطيف هذه المؤسسة التي أصبحت بفعل المنافسة على مستوى السوق تواجه مشاكل مالية كانت كافية على دفعها للخوض في عملية انسحاب من ساحة البورصة سنة كما شهدت بورصة الج ازئر خالل سنة 1226 اد ارج سندات اتصاالت الج ازئر وسندات سونلغاز ليجمعا معا قيمة تداول تجاوزت مليون دج و هو ما يزيد عن من %82 اجمالي قيمة التداول على مستوى البورصة و التي مليون دج منها 211 سجلت مليون أي 10 %25 محققة في سوق األسهم الذي لم يعد يضم سواء سهمين و هما سهم مؤسسة صيدال و سهم األو ارسي و ذلك بعد خروج رياض سطيف نهائيا من ساحة البورصة. الجدول : 6 قيمة التداول للفترة دج الوحدة: 1 10 األصل المالي األوراسي الرياض صيدال / / األسهم 9 سونط ارك اتصاالت الج ازئر سونلغاز الخطوط الجوية / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / السندات 0 مجموع المصدر: نظم من قبل الباحثين انطالقا من بيانات مؤسسة تسيير بورصة القيم على الموقع بتاريخ 0222/99/02 جاء مدعما لمساهمة سوق السندات في نشاط البورصة إذ كانت قيمة التداول بالنسبة للسندات الثالث تزيد عن 115 مليون دج أي ما يعادل %18.5 من قيمة التداول لمجمل نشاط البورصة التي سجلت أعلى مستوى سنة 1227 وهو يعادل 162 مليون دج منها فقط 21 مليون دج هي قيمة هذا و المسجل سنة 1227 أن سوق السندات عرفت منحى ايجابي والقت تجاوب من قبل الجمهور العريض و خصوصا المساهمين المؤسسين إذ تعاظم التعامل على مستوى سندات اتصاالت الج ازئر وسندات سونلغاز باالضافة الى ولوج الخطوط الجوية الج ازئرية الى البورصة بتاريخ 22 فيفري من نفس السنة عبر اصدارها قرضا سنديا 55

57 التداول على مستوى سوق األسهم أي ما يعادل %2.5 من قيمة التداول الكلية. إن دل هذا على شئ فهو يدل على ضعف تموين بورصة الج ازئر من األسهم )سندات أرس مال ملكية( إذ بعد خروج الرياض سطيف أصبح عدد المؤسسات المدرجة داخل البورصة هو اثنان. باالضافة إلى أن غياب أوامر الش ارء على سهم 162 مليون دج اال أن الصفة الغالبة على نشاط البورصة هو تعاظم التعامل في السندات و افتقارها لسبل تفعيل التعامل باألسهم. هذه النتيجة الجوهرية هي محل د ارسة من قبل مختلف المهتمين بنشاط البورصة و خصوصا لجنة م ارقبة وتنظيم البورصة وشركة تسيير القيم المنقولة وهو أمر يستدعي التعجيل بتطبيق مخطط عصرنة بورصة الج ازئر صيدال للمدة الممتدة من أكتوبر 1226 الى أكتوبر المعلن عنه منذ بداية سنة 1226 وال ارمي الى أثر سلبا على قيمة التداول لهذا السهم. كما تحديث وبعث نشاط البورصة أن تسجيل سهم األو ارسي لعائد مقبول جعل أما بالنظر إلى مؤشر معدل الدو ارن فان بورصة المتعاملين على مستوى البورصة يفضلون االحتفاظ به في محافظهم عوض تداوله مما أثر سلبا على الج ازئر تتميز بانخفاض هذا المعدل و هو ما يعني انخفاض درجة السيولة و أن القدرة على بيع األو ارق 7 قيمة التداول على مستوى سوق األسهم ككل. المالية وش ارئها ال تتم بسهولة. والجدول رقم التالي لكن بالرغم من تسجيل بورصة الج ازئر سنة يوضح ذلك ألعلى قيمة تداول مند بداية نشاطها وهي الجدول 4 معدل دو ارن ) 1 2 ( = البيان أرس المال السوقي مليون دج إجمالي األسهم المتداولة مليون دج 2 معدل الدو ارن 1 %0,22 21, %1,41 150, %1,41 251, %0,11 15, %0,14 14, %0,04 %0,02 4,212 2, %0,15 21, المصدر: أعد من طرف الباحثين. %2, %2,21 لقد بلغ معدل الدو ارن %2,72 سنة 1222 ثم أخذ في االنخفاض حتى بلغ و سنة سنة إن انخفاض هذا المعدل يعني بطء عملية تداول األسهم وقد يرجع ذلك إلى صغر عدد البائعين والمشترين في السوق حيث ال يمكنهم بيع األو ارق المالية وش ارءها بسهولة والى محدودية األو ارق 56

58 المالية المتداولة في السوق نتيجة وجود عدد ضئيل من المتداخلين. - ج معيار درجة التركز: يظهر أن عدد المؤسسات المدرجة ( إن نشاط بورصة الج ازئر و هو حاليا اثنان مند انسحاب الرياض سطيف مند ديسمبر )1226 هو عدد جد حرج مقارنة مع بورصات عربية أخرى كما يظهره الجدول رقم كانت بورصة الج ازئر سنة فإذا أعاله تضم ثالثة مؤسسات بخصوص سندات أرسمال فإن كل من بورصة تونس و المغرب كانت تضم على التوالي 15 و 51 مؤسسة مدرجة أسهمها في التداول. هذه الوضعية تبين أن فرصة المستثمر لتنويع األصول المالية داخل محفظته االستثمارية عمال بمبدأ ماركويتز القائل بأن التنويع من شأنه تخفيض المخاطر العامة )22( و تجنب المخاطر الخاصة )22( وأيضا اإللغاء الكلي للمخاطر الخاصة بالمنشأة في البيان عائد سهم األو ارسي% عائد سهم صيدال% عائد سهم الرياض% حالة التنويع األمثل تصبح محدودة جدا و هو ما ينعكس سلبا على سيولة السوق. كما أنه يؤدي الى زيادة احتمال حدوث خلل في التوازن بين العرض والطلب نتيجة وجود عدد محدود من األسهم. زيادة على ذلك تعد عوائد أسهم بورصة الج ازئر غير محفزة للمستثمرين على توظيف أموالهم كما هو مبين في الجدول رقم 8 فالمعطيات الميدانية الملموسة تقدم إجابة واضحة لسبب حالة التدني في بنية األسهم في نشاط البورصة. األو ارسي الذي سجل في الفترة متوسط عائد موجب قدره صيدال سجل في الفترة عائد سالب قدره فباستثناء سهم %7,81 نجد أن سهم % -1,11 سطيف سجل في الفترة متوسط كما أن سهم الرياض متوسط عائد سالب قدره 8,16- % و هو من ضمن أسباب انسحابه من التداول. الجدول : 4 عوائد أسهم بورصة الج ازئر , , , , , ,17 1,25 متوسط العائد 7,84-2,99-8,46 20,00 / 5,67 / - 13,87 3,02-16,62-20,19-14,71-24,22-8,28-11,05-2,52 10,13 المصدر: أحتسب من طرف الباحثين R X C 1 C C 0 0 D.100 )21( عائد السهم إن R x وفق معطيات تاريخية ماضية يعطى بالعالقة: حيث: :R X عائد السهم X. C: 1 تسعيرة السهم نهاية الفترة. C: 0 تسعيرة السهم بداية الفترة. (Les التوزيعات.( Dividendes :D - 57

59 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية -VI بورصة الج ازئر: ق ارءة في الحلول لألزمة لمواجهة التحديات إن تتبع تطبيق مختلف المعايير المستخدمة لقياس درجة نضج ونمو بورصة الج ازئر وما تجلى منها من وضوح مظاهر األزمة ملخصة في ضيق حجم السوق وانخفاض درجة السيولة وانخفاض عدد المتداخلين وضعف جاذبية عوائد األسهم كلها معالم تؤكد قصور بورصة الج ازئر في تجسيد التمويل المباشر لالقتصاد الج ازئري عوض التمويل باالستدانة. والتالي أهم آليات تفعيل وبعث نشاط البورصة في الج ازئر. -1-VI الخصخصة و دورها في تفعيل بورصة الج ازئر: ومن الحلول المقترحة هو تدارك التباطؤ في تطبيق سيرورة الخصخصة. حيث أن هذه األخيرة تعمل على توسيع قاعدة الملكية عن طريق نشر ملكية األسهم بين عدد كبير من المستثمرين فضال عن أنها تتيح للمستثمرين مزيدا من الفرص لتنويع المخاطر كما أنها تؤدي إلى توسيع وزيادة عمق ونشاط سوق األو ارق المالية وذلك من خالل زيادة عدد الشركات المدرجة والمتداول أسهمها في البورصة وزيادة رسملة السوق وبالنتيجة يساعد تعميق سوق األو ارق المالية المحلية على زيادة ارتباطها بأسواق المال الدولية. مما يعني أن الخصخصة لها دور في توسيع وتحفيز نشاط السوق المالي في الج ازئر الذي ال ي ازل يتصف بالضيق وذلك من خالل توفير العرض من األسهم لتعبئة المدخ ارت المحلية واألجنبية ومن ثم توفير التمويل المناسب لالستثما ارت. لكن ينبغي علينا التمييز بين منطق الخصخصة المنتجة و التي تحفز على الدوام على ارتباط السوق المالي بالسوق االقتصادي و بين منطق يكون فيه األهم للسوق المالي تحقيق يسمى ربحا بينما واقع الحال " ما تربحا" في الغالب يؤدي إلى تغيير بنية أرس المال و ليس خلق قيمة مضافة جديدة. وتشير تجارب الدول النامية إلى وجود عالقات إيجابية بين الخصخصة وتطور أسواق األو ارق المالية إذ يعزز كل من هذين النشاطين اآلخر لتحقيق األهداف االقتصادية فوجود سوق نشط لألو ارق المالية يستند على القواعد التشريعية الضرورية وتتوفر لديه الخدمات المالية المتطورة يساعد سيرورة الخصخصة ونقل الملكية إلى القطاع الخاص في إطار يتصف بالشفافية واإلفصاح لضمان تسيير هذه المؤسسات وفق أسس سليمة وتمكين جميع المستثمرين المتالك أسهمها ألجل توسيع قاعدة الملكية كما تشكل الخصخصة حاف از لتطوير واصالح أسواق األو ارق المالية من خالل تعزيزها للمعروض من األسهم وجذبها الستثما ارت محفظة األو ارق المالية إلى هذه األسواق ومن ضمنها استثما ارت المغتربين الموجودة حاليا في أسواق مالية أجنبية. إن األمرية األولى المنظمة لعملية الخوصصة في الج ازئر يعود تاريخها إلى وكانت مسبوقة بالمادتين التكميلي 2115 أوت 16 من قانون المالية و الذي سمح ألول مرة بالتنازل عن الشركات العمومية وفتح أرس مال الشركات التابعة للدولة للمتعاملين الخواص والى غاية أوت 1222 كانت الحصيلة مخيبة واذا أخذنا بد ارسة صادرة عن منتدى رؤساء المؤسسات فإن هذه الحصيلة تتلخص في : * ثالث عمليات للبورصة فتح أرس مال لشركات صيدال و فندق األو ارسي الرياض سطيف %12. %12 و رفع أرس مال 58

60 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية * التنازل عن بعض الصيدليات العمومية. * ثالث عمليات ش اركة مع متعاملين أجانب)سيدار فرفوس إناد(. * التنازل عن أصول بعض الشركات العمومية للعمال. كما صدرت يوم 12 أوت 1222 أمرية جديدة تنظم تخليا أكثر وضوحا من طرف الدولة لصالح المزيد من عمليات الخوصصة التي تشمل كل الشركات بإستثناء سوناط ارك. هذا التشريع الجديد بدى كأنه أعطى بعضا من الدينامكية لمسار الخوصصة واألرقام التي نشرت من طرف و ازرة المساهمة المكلفة بالعملية أشارت إلى بعض التقدم الذي يستحق التوقف عنده شركة كانت معنية بالخوصصة منها إقتصادية و 720 فرع. 151 مؤسسة عمومية ويتعلق األمر أساسا بمؤسسات متوسطة وأغلبها مؤسسات صغيرة وتشير و ازرة المساهمة وترقية اإلستثمار إلى أن 215 مؤسسة فقط هي عبارة عن شركات كبرى. وحسب حصيلة نشرها مجلس مساهمات الدولة يوم مارس 11 بين جوان مؤسسة و 1226 فإن عمليات الخوصصة المنجزة و ديسمبر مؤسسة من بين والجدول تتمثل في 108 عملية ش اركة مع األجانب أي أسفله يوضح برنامج الخصخصة في الج ازئر. معروضة للخصخصة التباطؤ الشديد في الجدول 9: عدد و قيمة أسهم الشركات التي تم خصخصتها عن طريق البورصة الج ازئرية خالل الفترة البورصة الج ازئرية)**( البيان قيمة األسهم التي طرحت )مليار دج( عدد الشركات 1,082 0 اجمالي ما تم خصخصته عن طريق البورصة 11,2 175 اجمالي برنامج الخصخصة %1,65 %2,21 نسبة ما تم خصخصته عن طريق البورصة الى اجمالي برنامج الخصخصة % المصدر: أعد من طرف الباحثين إنطالقا من بيانات واردة في مقالة لعبد المجيد بوزيدي بعنوان أية خوصصة على االنترنت. ترجمة: عبد الوهاب بوكروح الشركات 1,082 مليار دج و هي تمثل %1,65 من اجمالي حصيلة بيع الشركات في اطار برنامج الخصخصة. وهو ما ساهم في نقص السيولة وحالة الركود التي يعاني منها أداء بورصة الج ازئر. وتفكر و ازرة الصناعة وترقية االستثما ارت حاليا في وضع جهاز يمكن المؤسسات من "اللجوء إلى السوق المالية في إطار مسار الخوصصة" إال أن خوصصة المؤسسات من خالل سوق البورصة تتطلب عددا من الشروط منها تحقيق المؤسسة من الجدول السابق يتبين أن اجمالي عدد الشركات التي تم خصخصتها عن طريق البورصة قد بلغ 0 شركات ( فتح أرس مال شركات صيدال وفندق األو ارسي %12 و رفع أرس مال الرياض سطيف %12( في حين أن اجمالي الشركات التي تم خصخصتها بطرق الخصخصة المختلفة األخرى قد بلغ 175. وبذلك تمثل هذه الشركات ما نسبته %2 من اجمالي عدد الشركات التي تم خصخصتها كما بلغت حصيلة بيع أسهم هذه 59

61 لتمويل نشاطاتها من إنشاء توسع و تجديد. تجمع في تلك األسواق حوالي وهو مجموع رسملة البورصات العالمية سنة لقد مليار دوالر 1222 وهو ما دفع بالبنوك و مؤسسات اإلق ارض العالمية )20( إلى تنويع أنشطتها مستفيدة من ثورة االتصاالت. مما تقدم يستوجب على السلطات العمومية في الج ازئر وموا ازة مع خوض غمار االصالحات الشاملة الحرص على تطبيق اصالحات تمس القطاع المالي والتأكيد على نشر الثقافة المالية. ونؤكد على نشر مهن البورصة وتدريسها في الجامعات والمعاهد من دون أن ننسى ترسيخ مبدأ نشر المعلومات المالية والمحاسبية بكل شفافية بالنسبة للمتدخلين في البورصة لما لذلك من أثر ايجابي على كفاءة السوق وسرعة استجابته للمعلومات المنشورة. وتحت هذا اإلطار يمكن أيضا أن نركز على تنويع المنتوجات المتاحة في البورصة كأن يتم إعادة بعث سوق األسهم تدريجيا من خالل اصدار السندات القابلة للتحول الى أسهم خاصة في ظل رواج التعامل بالسندات على مستوى بورصة الج ازئر. خاتمة: من العرض السابق تبين أن تطبيق مختلف المعايير المستخدمة لقياس درجة نضج ونمو بورصة الج ازئر تجلى عنها وضوح مظاهر األزمة ملخصة في ضيق حجم السوق وانخفاض درجة السيولة وانخفاض عدد المتداخلين وضعف جاذبية عوائد األسهم من جهة وتعميق الوضع الحرج للبورصة المحلية مقارنة مع البورصات العربية من جهة أخرى. هذه النتائج تأتي مؤكدة على قصور بورصة الج ازئر في الوقت ال ارهن لتجسيد التمويل المباشر لالقتصاد عوض التمويل باالستدانة. فبالرغم من التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية لثالث سنوات مالية إيجابية على األقل ضمن حصيلتها واالمتثال إلل ازمية نشر معلوماتها المحاسبية والمالية بشكل مستمر وهو ما يشكل عائق أمام المؤسسات العمومية التي لم يتم خوصصتها بعد وهي تقارب 2222 مؤسسة تتميز وضعيتها المالية بالكارثية حيث تجاوزت القروض غير المضمونة 152 مليار دج ومديونية إجمالية بحوالي 182 مليار دج والذي يشكل عبء ثقيل جدا على االقتصاد الوطني. -2-VI تنويع منتجات البورصة جاء ق ارر و ازرة المالية القاضي بتداول السندات الملحقة للخزينة العمومية بقيمة 215 مليار دج موزعة على ثالث أجال محددة ب 7 و 22 و 25 سنة موا ازة مع عدم وجود مؤسسات عمومية ستتم خوصصتها عبر البورصة. و تعد السندات الملحقة للخزينة نوعا من مستحقات الدولة المطروحة للتداول في السوق األولي عن طريق المناقصات كما أن تداول هذا النوع من السندات سيضفي على البورصة أكثر مصداقية ويساعد في جلب المستثمرين الخواص. كما سيتم تداول السندات الملحقة للخزينة في المرحلة األولى بين الهيئات العمومية على أن يتم توسيع هذه العملية لألشخاص. هذا المنتوج الجديد سيسمح بإعادة تفعيل بورصة الج ازئر التي تتيح فضاءا مرجعيا للتدخل بالنسبة ألصحاب السندات وتمكن المكتتبين )األسر أو المؤسسات( من االستفادة من تشكيلة واسعة من األصول وبالتالي التمكن من تثمير مدخ ارتهم. إن تداول السندات الملحقة للخزينة سيرفع من حجم التداوالت في بورصة الج ازئر إلى 022 مليار دينار. -3-VI نشر الثقافة المالية إن المؤسسات في كافة أنحاء العالم أضحت تتجه الى األسواق المالية القتناء األموال الكافية 60

62 استكمال االطار القانوني لبورصة الج ازئر وفق المعايير الدولية و استكمال معظم مؤسسات وهيئات البورصة و توضيح مجمل نشاط و قواعد تعامل كل هيئة اال أن عوامل البعث الحقيقي لنشاط بورصة الج ازئر لم تتحقق بعد. فبالرغم من العالقة التبادلية الوثيقة بين الخصخصة و تفعيل البورصة وهذا حسب عدة د ارسات و تجارب إال أن تباطؤ سيرورة الخصخصة في الج ازئر يصبح حتما عامل كابح لبعث نشاط البورصة المحلية و تخلفها عن تعبئة االدخار المحلي و حتى األجنبي. ضف الى ذلك ضعف جذب المتعاملين نحو البورصة بفعل نقص الثقافة المالية واهمال الحساب االقتصادي في التحليل و قلة نشر المعلومات المالية و المحاسبية من طرف المتدخلين. وطبعا فإن معالجة هذه المعوقات في اطار برنامج اصالح شامل يمس االقتصاد الوطني عموما و القطاع المالي خصوصا من شأنه التأثير ايجابيا على عمل بورصة الج ازئر وتنشيطها. التهميش و اإلحاالت: 1- محمد صالح الحناوي نهال فريد مصطفى : مبادئ وأساسيات االستثمار المكتب الجامعي الحديث مصر 4- االستعالم عن المؤتمن المركزي. انظر الموقع: 8- SGBV, la Bourse d Alger, Document PDF sur internet. 9- أميرة حسب اهلل محمد: محددات االستثمار األجنبي 1226 ص المرجع السابق : ص المؤسسة العربية لضمان االستثمار : مناخ االستثمار في الدول العربية الكويت 1225 ص المرجع السابق : ص سو ازن كرين تطوير القطاع المالي في بلدان الشرق األوسط و شمال إفريقيا من أو ارق ندوة المالي والنمو االقتصادي" "تطور القطاع التي نظمها معهد السياسات االقتصادية في صندوق النقد العربي. ديسمبر أنظر وثائق بورصة الج ازئر على موقع لجنة التنظيم المباشر وغير المباشر في البيئة االقتصادية العربية الدار الجامعية مصر 1225 ص فالمخاطر المنتظمة أو السوقية أو العامة هي المخاطر الناتجة عن عوامل تؤثر في األو ارق المالية بوجه عام وال يقتصر تأثيرها على شركة معينة أو قطاع معين. وترتبط هذه العوامل بظروف عامة اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية... وتلك العوامل تؤثر على جميع أسعار األو ارق المالية بنفس االتجاه ولكن بدرجات متفاوتة وتكون درجة المخاطرة المنتظمة مرتفعة في الشركات التي تنتج سلعا صناعية أساسية مثل شركات إنتاج اآلالت والمعدات وصناعة الحديد والصلب وكذلك الشركات التي تتصف أعمالها بالموسمية مثل شركات الطي ارن وبصورة عامة أكثر الشركات تعرضا للمخاطر المنتظمة هي تلك التي تتأثر مبيعاتها وأرباحها ومنه أسعار أسهمها بمستوى النشاط االقتصادي. -11 أما المخاطر غير المنتظمة أو الخاصة )القسم الثاني من المخاطر الكلية( فهي تعزى لظروف المنشأة بحد ذاتها أو ظروف الصناعة أو القطاع الذي تنتمي إليه المنشاة وتكون مستقلة عن العوامل المؤثرة في النشاط االقتصادي ككل. ومن هذه العوامل إض ارب عمال منشاة ما سوء التسيير واألخطاء اإلدارية التغير في أذواق المستهلكين والحمالت اإلعالنية والشركات التي تتميز بدرجة كبيرة من المخاطر الخاصة هي تلك التي تنتج السلع االستهالكية وغير المعمرة. 12- Jean Barreau, Jacqueline Delahaye : Gestion financière, Dunod, Paris, 2002, p جبار محفوظ تحول نمط التمويل و إصالح المنظومة المالية الج ازئرية مجلة العلوم اإلنسانية جامعة منتوري قسنطينة 1226 ص

63 الم ارجع أوال: الكتب باللغتين -1 طارق عبد العال حماد الجامعية مصر إدارة المخاطر الدار 2- محمد صالح الحناوي نهال فريد مصطفى : مبادئ وأساسيلت االستثمار المكتب الجامعي الحديث مصر المباشر أميرة حسب اهلل محمد: محددات االستثمار األجنبي وغير المباشر في البيئة االقتصادية العربية الدار الجامعية مصر J/ Barreau, J/ Delahaye : Gestion financière, Dunod, Paris, ثانيا: البحوث و المقاالت 5- المؤسسة العربية لضمان االستثمار : مناخ االستثمار في الدول العربية الكويت سو ازن كرين تطوير القطاع المالي في بلدان الشرق األوسط و شمال افريقيا من أو ارق ندوة "تطور القطاع المالي والنمو االقتصادي" التي نظمها معهد السياسات االقتصادية في صندوق النقد العربي. ديسمبر عبد المجيد بوزيدي: أي خوصصة ترجمة عبد الوهاب بوكروح على األنترنت بتاريخ 1228/22/ جبار محفوظ: تحول نمط التمويل و اصالح المنظومة المالية الج ازئرية مجلة العلوم اإلنسانية جامعة منتوري قسنطينة ثالثا: المواقع على االنترنت 9- bourse d Alger, document PDF sur internet du 22/10/ du 25/11/ du 12 /11/ du 16/11/ du 24/11/

64 تقييم المؤش ارت اإلقتصادية واالجتماعية للتنمية في الج ازئر مطلع األلفية الثالثة )2( قالمة )2( )1( د. علي لزعر و عبد الحليم جدي كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير )1( المركز الجامعي سوق أه ارس - جامعة 08 ماي 1541 ملخص تهدف هذه الد ارسة إلى تحليل االقتصاد الج ازئري في مطلع األلفية الثالثة وتقييم مدى توافق األداء االقتصادي وسياسة الدولة مع األهداف اإلنمائية وذلك من خالل تحليل النموذج التنموي الج ازئري باالعتماد على أسسه النظرية للوقوف على مدى تحقق كل من األهداف المنشودة من اإلصالحات االقتصادية والمؤسسية المطبقة ومالءمة الوسائل المستخدمة في هذه اإلصالحات. وفي هذا الصدد تسمح اإلحصائيات المتوفرة بتجسيد عملية التنمية الشاملة بشقيها اإلقتصادي واالجتماعي من خالل السياسة االقتصادية المتبعة خالل الفترة األخيرة وأثر ذلك على المجتمع والفرد الج ازئري بغية الوصول إلى حياة اقتصادية مزدهرة في ظروف اجتماعية مناسبة. الكلمات المفاتيح: التنمية التنمية االقتصادية التنمية االجتماعية االقتصاد الج ازئري. Résumé La présente étude a pour objet l analyse de l économie algérienne, à l ère du nouveau millénaire, afin d estimer le degré de compatibilité entre la performance économique et la politique de l état, vis-à-vis des objectifs de développement; et ce, à travers l analyse du modèle de développement adopté par l Algérie, en s appuyant sur ses fondements théoriques. Le but essentiel de cette étude est de vérifier la réalisabilité des objectifs à atteindre via les politiques de réformes adoptées en Algérie d une part, et la conformité des moyens mis à la disposition pour la réussite de ces réformes d autre part. Dans ce contexte, il est à noter que tous les indices et statistiques disponibles indiquent qu il est possible de réussir un processus de développement socioéconomique grâce à la politique économique adoptée récemment par l état algérien, ce qui peut avoir des impacts positifs sur la société et l individu qui aspirent à une vie meilleure, prospère économiquement et favorable socialement. Mots clés: Développement, le développement économique, le development social,économie algérienne. Abstract This study aims to analyze the Algerian economy in the era of the new millennium to investigate the degree of congruence between economic performance and state policy in terms of development objectives through an analysis of the development model pursued by Algeria and its theoretical foundations. Using data from diverse sources, the paper shows that the economic policies implemented by the Algerian authorities in recent years can trigger a genuine process of socio-economic development. Keywords: Development, economic development, social development, Algerian economy. 63

65 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية مقدمة: لمصطلح التنمية سياقه التاريخي والذي أثار منذ الحرب العالمية األولى مناقشات كثيرة وفقا للمقاربات اإليديولوجيات والبعد الذي ي ارد التركيز عليه. وقد أفرزت هذه المناقشات الفرق بين التنمية والنمو, باإلضافة إلى العديد من أنواع التنمية: من مستقلة و شاملة تنمية مستدامة وصوال إلى التنمية البشرية الشيء الذي وضع مؤش ارت التنمية موضع تساؤل عن األصلح أو األنسب منها لكي يكون أداة تقييم ت مكن من معرفة الوضع من أجل رسم األهداف لتقويمه أو السير على نفس االتجاه. ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية شهد الفكر التنموي تطو ارت متالحقة بدأت مع انشغال أوربا بإعادة بناء وتعمير اقتصادياتها بما دعا إلى سيطرت مفاهيم تدور حول النمو االقتصادي وتركز سياستها على ضرورة تنظيم الموارد وزيادة الطاقات اإلنتاجية والناتج الوطني. وقد جاء تطور هذا الفكر في السبعينات ليؤكد على الجانب االجتماعي في التنمية وفكرة إعادة توزيع الدخول واست ارتجية إشباع الحاجات األساسية التي يجب أن تكون جنب إلى جنب مع أي نمو اقتصادي. ومن هنا تكمن أهمية الفكرة في تحليل الوضع الج ازئري بشقيه االقتصادي واالجتماعي في العشر سنوات األخيرة لما تعرفه هذه الفترة من وفرة مالية غير مسبوقة نتيجة ارتفاع أسعار النفط من جهة ووجود مشكالت اجتماعية أبرزها البطالة عدم الكفاية في الرعاية الصحية وتدهور التعليم. من جهة أخرى. وسياسات التخطيط االقتصادي المتبعة من طرف الدولة. ويستوجب هذا الوضع رسم سياسة تنموية جديدة يتواكب فيها النمو االقتصادي الحاصل مع تحسن الظروف االجتماعية حتى تصبح ظاهرة شاملة في ظل أداء اقتصادي متميز بعيدا عن قطاع النفط مع ضمان استدامة في معدالت النمو. وهو ما يذكي الفضول لمعرفة حد وصول االنجا ازت الج ازئرية في هذا المجال في مطلع األلفية الثالثة ومدى قدرة الج ازئر على بناء نموذج تنمويا متمي از معتمدة على الوفرة المالية الحالية وسياسات االنعاش االقتصادي. المنطلق تتحدد أهداف هذه الد ارسة بما يلي: ومن هذا - تحديد المفاهيم ذات الصلة بموضوع الد ارسة. - إب ارز التطو ارت االقتصادية واالجتماعية في الج ازئر خالل فترة الد ارسة. على التعرف - والواقع االجتماعي في الج ازئر. - نقاط قوة وضعف األداء االقتصادي تقييم وتقويم مؤش ارت األداء االقتصادي واالجتماعي للتنمية في الج ازئر للفترة حتى تقييم الجهود الحكومية تجاه الوضع االجتماعي واالقتصادي والمتمثلة في مخطط اإلنعاش االقتصادي والمخطط التكميلي وللوصول إلى هذه األهداف المسطرة تتم االستعانة بالمنهج التطوري الذي يتوقف استخدامه على توفر بيانات تغطي فترة زمنية مقبولة وتوافق الفترة الممتدة من والتي عرف 1228 إلى 1222 فيها االقتصاد الج ازئري وفرة مالية ناتجة عن ارتفاع أسعار النفط والذي يفترض أن يكون عامل داعم لتحسن األوضاع االجتماعية في الج ازئر. وتتمثل مصادر هذه البيانات والمعلومات في مختلف الم ارجع المتخصصة الد ارسات والمقتنيات المكتبية والمواقع المالئمة على شبكة االنترنت. كما يسهل تقسيم الموضوع إلى ثالث محاور متكاملة لبلوغ هذه الغاية حيث يتعرض المعتمدة في الد ارسة. األول منها لمفاهيم المؤش ارت وخصص المحور الثاني لتقديم األوضاع االقتصادية من خالل التعرض ألداء 64

66 الناتج المحلي اإلجمالي باعتباره أداة قياس لالقتصاد وكذا عرض لمسار التضخم والفقر في الج ازئر. المحور الثالث أما فقد شمل األوضاع االجتماعية المتمثلة في تطور السكان الوضع الصحي التعليم والعمالة والبطالة في الج ازئر. ومن الطبيعي أن يعين تكامل هذه المحاور على تكوين فكرة كافية تسمح بتحليل الوضع االقتصادي واالجتماعي الج ازئري في الفترة المدروسة. المحور األول- المؤش ارت المعتمدة: لما كانت مؤش ارت التنمية توضع وفق أهداف عملية التنمية نفسها فهي تختلف وتتعدد إلى مؤش ارت اقتصادية وأخرى اجتماعية ومن هنا يصبح من الضروري التطرق لها بشكل يسمح بتوضيحها ويسهل استخدامها. أوال- تعريف المؤشر: المؤشر عبارة عن إحدى المعطيات التي تم اختيارها من بين مجموعة من البيانات أو المعلومة اإلحصائية المهمة من اجل خصوصيتها وأهمية ما (1) تمثله قيمتها. كما يعرف أيضا على انه أداة تصف بصورة كمية موجزة وضعا أو حالة معينة وهو مقياس يلخص معلومة تعبر عن ظاهرة أو مشكلة معينة, وهو يجيب عن أسئلة محددة يستفسر عنها صانع الق ارر. وفي تعريف شامل للمؤشر فهو متغير كمي يتحدد بقيمة مطلقة أو معدل أو نسبة ويستخدم للتعبير عن ظاهرة أو قضية ما. (2) يكون المؤشر دقيقا وحساسا )غير متحيز( ويجب أن )يمكن التنبؤ به وتوقعه( مع سهولة في جمع بياناته أو من حيث تطبيقه في المجال العلمي. وبهذا يوفر المؤشر معلومة كمية تساعد في تحديد أولويات التنمية بمختلف أبعادها مما يجعله منه أساس لوضع السياسات واعداد الخطط الهادفة إلى تحسين حياة الفرد والمجتمع. ويمنح ما تقدم للمؤش ارت المختارة في هذه الد ارسة القدرة على إعطاء صورة واضحة عن مدى التقدم أو الت ارجع في انجا ازت التنمية في الج ازئر وبموجبها يتم تقييم الوضع وتقويمه وقد تم اعتماد عدة مؤش ارت اقتصادية واجتماعية تتمثل في مجموعة من المؤش ارت االقتصادية وأخرى اجتماعية. ثانيا- المؤش ارت االقتصادية: هي عبارة عن معطيات واحصائيات كمية تصف الحالة االقتصادية لدولة ما في فترة زمنية معينة وتتلخص هذه المؤش ارت في البنية االقتصادية التي يتم من خاللها قياس معدل النمو االقتصادي وكيفية توزيع الثروات بين أف ارد المجتمع وذلك من خالل معرفة الناتج المحلي أو الوطني للدولة وتوزيعه حسب القطاعات االقتصادية وبنود إنفاقه. وكما هو معلوم يعاب على هذا النوع من المؤش ارت عدم إمكانية إظهار البعد االجتماعي الناتج عن التطور االقتصادي الحادث في الدولة وهو ما يستوجب د ارسة تأثير التطور االقتصادي من جهة وانعكاساته (3) على الجانب االجتماعي من جهة أخرى. أ- حجم الناتج المحلي اإلجمالي: االقتصاد هو أحد الطرق لقياس ويحسب قيمة السلع والخدمات المنتجة من الموارد الموجودة محليا في منطقة ما (4) خالل فترة زمنية معينة ولقد أصبح إجمالي الناتج المحلي السمة المميزة لقياس أداء االقتصاديات الحديثة والمعبر عن حاالت االستق ارر والركود. ويمكن تقسيم الناتج المحلي اإلجمالي إلى ثالث قطاعات تتمثل في قطاع اإلنتاج السلعي قطاع الخدمات اإلنتاجية وقطاع الخدمات االجتماعية. وكل من هذه القطاعات يمكن تقسيمها إلى قطاعات جزئية أخرى فالقطاع األول يمكن تقسيمه إلى قطاع الز ارعة والصيد والغابات وقطاع التشييد وقطاع الصناعات االستخ ارجية وقطاع الصناعات التحويلية 65

67 إما القطاع الثاني فيقسم إلى قطاع التجارة والمطاعم والفنادق وقطاع النقل والمواصالت وقطاع التأمين والمصارف والقطاع الثالث يقسم إلى قطاع اإلسكان وقطاع الخدمات الحكومية وقطاع الخدمات األخرى. ومن جهة أخرى يمكن د ارسة الناتج المحلي اإلجمالي حسب بنود اإلنفاق والتي تعني إنفاق القطاعات المكونة لالقتصاد ويتمثل في االستهالك العائلي واالستهالك الحكومي واالستثمار اإلجمالي وصافي الصاد ارت. ثالثا- المؤش ارت االجتماعية: يمكن إجمال هذه المؤش ارت في العناصر التي تضمن تطبيق العدالة عند توزيع الموارد والحصول على الفرص لكل فرد من الصحة والتعليم والعمل ومحاربة الفقر: أ- الصحة العامة: تهدف التنمية االجتماعية إلى تطوير القطاع الصحي الذي يهتم بالجوانب الوقائية والعالجية للموطنين مع التركيز بوجه خاص على تحصين األطفال نتيجة وجود عالقة سببية تبادلية بين الصحة والنمو. ويعتبر األجل المتوقع للحياة معب ار عنه بمتوسط عدد السنوات التي يعيشها الفرد (5) في الجيل الصحي. أهم معيار لقياس مستوى التقدم والمالحظ أن هناك عالقة ارتباط تبادلي بين مستوى الدخل والصحة إذ انه كلما ارتفع مستوى الدخل يتحسن مستوى الصحة وكلما تحسن مستوى الصحة لألف ارد تزداد إنتاجيتهم ويرتفع الدخل الوطني. كما أثبتت الد ارسات بان العمر المتوقع يرتبط ارتباطا وثيقا بدخل الفرد الن الزيادة في الدخل ستوجه إلى ش ارء الضروريات األساسية بما يعود (6) على الصحة بمنافع كثيرة. التعليم: ب- التعليم وعاء القيم السوية المثل العليا والسلوك الرشيد وهو أساس المعارف وركيزة المها ارت والتحول إلى مجتمع معرفي بعمق قد ارت أبناءه على االبتكار ويزيد من مختلفة. رغبتهم في اكتساب خب ارت مهنية والتعليم هو حجر ال ازوية في عملية االرتقاء الحضاري ذلك أن العالقة وثيقة بين التعليم والنمو االقتصادي فكل منهما يدعم األخر إذ يستطيع االقتصاد النامي أن يخصص موارد أكثر للتوسع في التعليم أما التعليم فيجعل التنمية أعظم قوة لكونه استثمار في اإلنسان فالعملية التعليمية في جوهرها (7) هي عملية اقتصادية. وكما أن أرس المال يزداد عن طريق االستثمار فان كفاءة الموارد البشرية تزداد عن طريق االستثمار اإلنساني من خالل التغذية خاص. االستثمار وكما الصحة والتعليم بشكل هو الحال بالنسبة ألي نوع من أنواع فان تخصيص الموارد بالمعدل الهامشي لمردوده (8) االستثمار األخرى. له يتحدد الالزمة مقارنة مع أشكال ويتم قياس التعليم بالمؤشر صافي نسبة القيد في مختلف أطوار التعليم معدل اإللمام بالق ارءة والكتابة لدى مختلف فئات السكان وعدد المدارس والجامعات والمدرسين. السكن: ج- يتمثل في ضرورة توفير السكن الالئق للمواطنين واستيعاب الحاجات المت ازيدة للسكن ويقاس هذا المؤشر بحصة الفرد من األمتار المربعة المبنية. د- النمو السكاني: يكون ذلك من خالل إيجاد حالة من التوازن بين مؤش ارت النمو السكاني ومعدالت التنمية ويتمثل المؤشر المستخدم للقياس في النسب المؤوية لنمو السكان. ويمكن التعرف على مالمح الظاهرة السكانية من خالل د ارسة معدالت الكثافة السكانية والتوزيع الجغ ارفي للسكان والتركيب العمري (9) ومعدل النمو الطبيعي خالل فترة زمنية معينة. المحور الثاني- التطو ارت االقتصادية في الج ازئر: سعت الج ازئر في العقود األخيرة من أجل تحقيق التنمية االقتصادية ورغم ذلك ال ت ازل هناك حالة من 66

68 1228 التخلف والتبعية لالقتصاد رغم معدالت النمو الفرد منه في الفترة من سنة 1222 حتى المرتفعة التي سجلتها في السنوات األخيرة والتي ولتتبع التطور (10) تم حساب معدل التغير السنوي يمكن التعرف عليها من خالل التطرق لكل من: بالدوالر األمريكي الذي يعد األكثر استق ار ار وداللة أوال- أداء الناتج المحلي اإلجمالي: واعتبرت سنة هي سنة األساس. و قد سجل 1222 هناك العديد من المؤش ارت التي تقيس األداء االتجاه إلى الزيادة على طول فترة الد ارسة إذا ما االقتصادي ويبقى الناتج المحلي اإلجمالي هو أحد 1222 استثنينا سنة التي عرفت انخفاضا في معدل,)2,221-( أهم هذه الطرق والسمة المميزة لقياس أداء النمو للناتج المحلي اإلجمالي وكذا االقتصاديات الحديثة فعندما يرتفع نبتهج رغم ما نصيب الفرد)- 2,226 ( حيث تضاعف معدل نمو ينطوي عليه ذلك من مخاطر جديدة ولكن عندما الناتج المحلي اإلجمالي بعد ذلك ليصل إلى أكثر 1228 وتضاعف )0,228 ينخفض مستوى الناتج حتى ولو بمستويات ضئيلة ( من ثالث م ارت سنة 1,7 تنتابنا حالة خوف من الركود والكساد ونعمد إلى نصيب الفرد مرة في نفس السنة ومن الطبيعي اتخاذ إج ارءات تصحيحية. وفي موضوع األداء يوضح الجدول رقم )2( تطور الناتج المحلي اإلجمالي وكذا متوسط نصيب مالحظة نمو في نصيب الفرد تتبع تغي ارت معدل النمو للناتج المحلي اإلجمالي نظ ار لطبيعة العالقة (11) بين المؤشرين. -الجدول رقم 1- الناتج المحلي اإلجمالي ونصيب الفرد منه في الج ازئر لسنوات من 2000 حتى ,002-0, السنة الناتج المحلي اإلجمالي م نصيب الفرد من الناتج المصدر: تم حساب التغيرية باستخدام إحصائيات التقرير العربي الموحد لسنوات 1995 و 2000 حتى وما يمكن قوله أن هذا النمو جاء مدفوعا بالنمو شهد قفزة نوعية مقارنة بباقي القطاعات حيث مثل المرتفع لقطاعات اإلنتاج السلعي خاصة الصناعات في المتوسط نسبة %من 15 الناتج المحلي اإلستخ ارجية حيث ساهم ارتفاع سعر النفط خالل اإلجمالي وذلك نتيجة لنمو القيمة المضافة لهذا النصف األول من 1228 إلى أعلى مستوى له في القطاع. وقد أدى ارتفاع األهمية النسبية لقطاع زيادة إجمالي القيمة المضافة لهذا القطاع. وبذلك الصناعات االستخ ارجية إلى ت ارجع حصص بقية ارتفع معدل النمو للناتج المحلي اإلجمالي على القطاعات رغم تسجيلها ارتفاعات في معدالت الفترة األخيرة طول وذلك رغم زيادة ضغوط األزمة نموها ويأتي قطاع الخدمات الحكومية في المرتبة العالمية ابتداء من النصف الثاني من العام 2008 (12). وقد سجلت حصة األسد في الناتج المحلي الثانية من حيث األهمية النسبية في الناتج المحلي اإلجمالي ثم قطاع التجارة والمطاعم والفنادق يليه قطاع الصناعات التحويلية ثم قطاع الز ارعة والصيد اإلجمالي في قطاع الصناعات االستخ ارجية الذي والغابات. 67

69 بلغت حصة االستهالك العائلي والحكومي اإلجمالي في الناتج المحلي اإلجمالي بالج ازئر مليون دوالر أمريكي عام 1228,% 11 السنة ب %07 أي بنسبة وبلغت حصة االستثمار اإلجمالي لنفس وصافي الصاد ارت بمبلغ يقدر % م دوالر وهي نفسها تقريبا النسب المسجلة في السنوات األخيرة بتفاوتات طفيفة ويبقى االختالف في قيمة المبالغ سنة (13) االستهالك: التي عرفت زيادات كبيرة خاصة يمثل الجزء األكبر من الناتج المحلي اإلجمالي حيث تت اروح نسبته إلى العائلي والحكومي وذلك رغم الزيادات % بشقيه 12 التي عرفتها قيمة هذين المكونين إذا ما تكلمنا بالقيم وليس بالنسب. في حين ننوه انه ت اروح نصيب الفرد من االستهالك اإلجمالي في اليوم الواحد في حدود العشرة دوال ارت أمريكية. اإلنفاق االستثماري واالدخار: االستثماري نسبة 1228 سنة %07 سجل اإلنفاق من الناتج المحلي اإلجمالي هذا على الرغم من زيادة االستثمار كقيمة عن باقي السنوات السابقة و يعزى هذا االرتفاع إلى زيادة عوائد النفط وتسجيلها فوائض باإلضافة إلى تسجيل معدالت ادخار محلي مرتفعة قدرت سنة 1228 اإلجمالي. صافي الصاد ارت %57.7 ب : : الناتج المحلي من ارتفعت قيمة الصاد ارت في الج ازئر من حوالي م دوالر سنة 1227 إلى دوالر سنة 1228 كما صاحب ذلك ارتفاع في قيمة الواردات من إلى م دوالر سنة م دوالر وعلى الرغم من ارتفاع قيمة الواردات التي صاحبة ارتفاع قيمة الصاد ارت, إال أن الج ازئر حققت فائضا في المي ازن التجاري كما تحسنت تغطية الصاد ارت للواردات حيث سجلنا نسبة صافي الصاد ارت ب % 12 : (14) المحلي اإلجمالي. من الناتج ثانيا- استهداف التضخم في االقتصاد الج ازئري: عرف ضبط التضخم في الج ازئر نجاحا نسبيا من خالل السعي لتحقيق أهداف نقدية تجسدت في ت ارجع معدله بصفة واضحة من حوالي % سنة إلى معدل تضخم من رقم واحد أقل من %0 في المتوسط خالل (15) تحرير األسعار المديونية الداخلية. الفترة األخيرة وذلك رغم استكمال ومواصلة تخلص الخزينة من وهنا يمكن القول أن تخفيض نسبة التضخم إلى مستويات دنيا كانت تكلفته بطالة مرتفعة بلغت في المتوسط الفترة. %18 من القوة العاملة النشطة لنفس ومن جهة أخرى فإن مصادر الضغوط التضخمية ال ازلت متوفرة والمتمثلة في المطالبة برفع األجور من طرف مختلف القطاعات حركات اإلض اربات العمالية إعادة هيكلة القطاع العام وما ينتج عنه اإلبقاء على ضغط قوي على التوسع في القرض زيادة الض ارئب على العديد من المنتجات تغي ارت أسعار الصرف, يدفع نحو ارتفاع وهو ما أسعار االستهالك وبالتالي من الصعب القول أن معدل التضخم سيبقى في حدود دنيا خاصة مع التوسع في اإلنفاق العام من خالل ب ارمج اإلنعاش االقتصادي بمبلغ يفوق 62 مليار دوالر أمريكي. وتجري عملية استهداف التضخم بأن يوجه البنك المركزي جميع أدوات سياسته مباشرة نحو التضخم وعندما يبدأ التضخم في االنح ارف بعيدا عن الهدف المعلن يستخدم البنك المركزي أدوات سياسية النقدية لكي يجعل المستوى الذي يتوقعه من التضخم متماشيا مع الهدف )سواء معدل مستهدف أو نقطة 68

70 وسطى أو حد أعلى(. ولكن يجب أن ال يتم إخضاع التضخم للسيطرة بسرعة أكثر ألن ذلك سيكون بتكلفة أعلى من حيث النمو االقتصادي والعمالة اللذان سوف يتم افتقادهما. أو أن تنحو الحكومة الج ازئرية منحى بعض البلدان كالواليات المتحدة األمريكية بأن ال تستهدف التضخم بالرغم من الت ازم البنك المركزي بتحقيق مستوى منخفض من التضخم في حين تكون لديها أهداف أخرى مثل التشجيع على أقصى حد من العمالة أو تحقيق أسعار فائدة معتدلة طويلة األجل إضافة إلى أسعار (16) مستقرة. ثالثا-األنعاش االقتصادي والفقر في الج ازئر: إن األداء االقتصادي في الج ازئر والذي يعزى بالدرجة األولى إلى تحسن السعر في سوق النفط كان له بالغ األثر في تنشيط الجهود الج ازئرية من اجل تحقيق تنمية شاملة وعادلة ومحاولة التخفيض من حدة الفقر من أجل تحقيق األهداف اإلنمائية لأللفية التي تم تضمينها في إطار توصيات مؤتمر قمة األلفية الذي نظمته األمم المتحدة سنة 1222 وتم تضمين التقليل من الفقر في الهدف األول من أهداف األلفية والمتمثل في تخفيض نسبة السكان الذين ال يتجاوز دخلهم اليومي دوال ار واحدا. ففي مخطط اإلنعاش االقتصادي في هذه الفترة فإن دور الدولة في مكافحة الفقر البشري كان له وزن كبير. إذ تصل نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر المقدر بدوالر واحد للفرد في اليوم في الج ازئر إلى أكثر من % 5.7 خالل العشرية األخيرة وقد لوحظ تناقص هذه النسبة في السنوات األخيرة كنتيجة لسياسة اإلنعاش وعلى الرغم من أنها ال ت ازل غير مرضية إال أن ذلك يعتبر مؤشر ايجابي نحو السعي لتحقيق الهدف األول من أهداف األلفية حيث تشير - اإلحصائيات الخاصة باتجاهات الفقر في الج ازئر بناءا على خطوط الفقر الوطنية- (17) من بداية عقد التسعينات. إلى وجود تحسن كما تجدر اإلشارة أن الفقر في الج ازئر ينتشر في األوساط الريفية حيث أن معدالت الفقر أعلى من مثيلتها في األوساط الحضرية فالريف هو من يحتضن غالبية الفق ارء حيث وصلت النسبة في الريف إلى ما قارب 22.1 %بينما ال تتعدى %0.1 (18) في الحضر. المحور الثالث- التطو ارت االجتماعية في الج ازئر: تصبو الج ازئر لتحقيق تنمية اجتماعية ترقى باإلنسان وقد بدأت منذ سنة 1222 حتى اآلن بالسعي و ارء تحقيق األهداف اإلنمائية لأللفية الثالثة وما تنص عليه من محاربة الفقر وتعميم التعليم والرعاية الصحية وتعزيز المساواة بين الجنسين والنهوض بالقيمة البشرية وهو ما دل عليه سياسة اإلنعاش االقتصادي هذا إال انه ال يمكن القول أن الج ازئر قد وصلت إلى مبتغاها في ما يخص التحديات التي ترغبها من اجل تحسين األوضاع االجتماعية خاصة فيما يخص رفع كفاءة الموارد البشرية. أوال- حجم السكان: منذ سنة يوضح الجدول تطور حجم السكان في الج ازئر 1222 التغير السنوي من سنة 1228 وحتى 1222 وقد تم حساب معدل الذي عرف تجاهه العام زيادة ابتداء قدرت إلى 2,226 2,201 سنة ليتضاعف إلى و قد بلغ عدد سكان الج ازئر سنة 1228 حوالي مليون نسمة أي بزيادة بلغت حوالي نسمة مقارنة بسنة 622 ويرجع 1227 معدالت الخصوبة والذي وصل إلى ألف ذلك إلى تحسن سنة باإلضافة إلى التأثير االيجابي لتحسن (19) الخدمات الصحية واألوضاع االجتماعية. 69

71 السنة جدول رقم )2(: تطور حجم السكان في الج ازئر في السنوات السكا 1 ن المصدر: تم حساب التغيرية باستخدام معطيات التقرير العربي الموحد لسنوات 2000 حتى 2004 ويتوزع سكان الج ازئر على كامل الت ارب الوطني بكثافة سكانية تقدر في المتوسط بحوالي فردا 25 لكل كيلومتر مربع حيث بلغ سكان المناطق الحضرية حوالي % 65 مقارنة بمثيلتها على المستوى العربي على المستوى العالمي النامية 11 متى وهي نسبة مرتفعة %55.6 % 11.% (20) أو وحتى في الدول وبالمقابل يتكون سكان الج ازئر من حيث التوزيع العمري سنة 1228 سنة و تمثل نسبة سنة و من ثالث فئات اقل من 25 % 18 والفئة الثانية بين ال 25 سنة وتمثل نسبة % 66.6 و األخيرة هي فئة اكبر من 65 سنة و تمثل نسبة % 5.0 أي أن أكثر من والعطاء. %62 ثانيا- األوضاع الصحية: تعتبر فئة سكانية قادرة عل العمل يالحظ أن الج ازئر حققت تقدما معتب ار في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين حيث بلغ سنة 1228 عدد السكان الذين يحصلون على الرعاية الصحية % إلى 18 %222 للحضر و من إجمالي السكان يتوزعون بين % 15 لألرياف كما تشير اإلحصائيات المتاحة لنفس الفترة إلى نقص في التأطير الطبي من أطباء و ممرضين بالمقارنة مع عدد سكان الج ازئر حيث يت اروح عدد األطباء والممرضين لكل 222 ألف نسمة ب طبيب 228 و 111 ممرض خالل الفترة من 1222 حتى وقدر عدد األسرة ب 615 شخص للسرير الواحد وتعتبر هذه النسبة تعتبر ضعيفة بالمستوى العالمي والتي تقدر بحوالي إذا ما قورنت شخص 172 لكل سرير. و على العموم عرفت األوضاع الصحية تطو ار ملحوظا في عدة مؤش ارت خالل العشرية (21) األخيرة والتي يمكن إجمالها في النقاط التالية : -1 ارتفع العمر المتوقع عند الوالدة من إلى 75.7 سنة عند الجنسين ثم بلغ معدل الوفيات الرضع 51 سنة لكل ألف مولود سنة 2112 وانخفض إلى 06.1 باأللف سنة باأللف سنة.1227 وهي نسب جد ايجابية إذا ما قورنت على الصعيد العالمي والتي تساوي في المتوسط 52 باأللف. -1 بلغ معدل الوفيات العام 6.5 باأللف سنة 2112 وانخفض إلى 1.5 باأللف سنة 1222 و 1.1 باأللف سنة معدل وفيات األمهات يساوي مولود حي سنة لكل معدل وفيات األطفال دون الخامسة بلغ سنة 61 معدل ب 07 باأللف في باأللف وصل إلى نسبة اقل تقدر ويمكن تفسير هذا التطور في المؤش ارت الصحبة إلى األهمية التي توليها الدولة إلى هذا القطاع من خالل اإلنفاق عليه حيث بلغ معدل اإلنفاق على الصحة نسبة % 0.6 من الناتج المحلي اإلجمالي و 1.5 %من اإلنفاق العام حيث يتولى القطاع العام المسؤولية الرئيسية في تمويل قطاع الصحة حيث 70

72 يقدر نسبة بنسبة اإلنفاق على الصحة في هذا القطاع % 77.0 من النسبة الكلية لإلنفاق على الصحة مقابل 11.7 للقطاع الخاص سنة كما يجب التنويه بان الج ازئر حققت تقدما ملحوظا في ما يخص المياه والصرف الصحي ففي هذا المجال يقدر عدد السكان الذين يحصلون على مياه صالحة للشرب خالل فترة الد ارسة ب موزعة بين % 85 لسكان الحضر و %87 لسكان %82 األرياف وفي المقابل يقدر نسبة السكان الذين تتوفر لديهم خدمات الصرف الصحي لنفس الفترة ب %موزعة 11 بين % 18 للحضر و % 87 لسكان األرياف. ثالثا- (22) التعليم : سجلت الج ازئر تطو ار معتب ار في مجال التعليم ببلوغ معدالت القيد في التعليم االبتدائي في الفترة من 2112 حتى 1226 إلى % 15.1 إجماال موزعة %16.0 بين للذكور و %11 المرحلة الثانوية فسجلت نسبة موزعة بين الفترة لإلناث أما في %66.1 %61.5 ذكور و % 68 إجماال إناث لنفس كما وصل التسجيل في الجامعات ومرحلة التكوين العالي عموما إلى نسبة اإلجمالي موزعة إلى %12.8 %21.1 ذكور 11.1 في %إناث و بالتالي قدر دليل المساواة بالنسبة للقيد في م ارحل التعليم المختلفة ب 2.10 في المرحة األولى و 2.27 في المرحل الثانية و 2.16 في المرحلة العليا. وبالمقابل سجلت نسبة األمية في الج ازئر للفئة العمرية أكبر من موزعة إلى سنة ب سنة % 12.1 %21.1 نفسها التي كانت ذكور و %18.1 %سنة % 05.7 ذكور و إناث. %58.7 إناث وهي موزعة إلى حيث أسهمت ب ارمج محو األمية وخطط التوسع في نشر التعليم في خفض ملحوظ لهذه النسبة وهو الشيء المالحظ إذا ما أخذنا الفئة العمرية من فتقدر نسبة األمية بها سنة بين 15 سنة إلى 25 %8 ب 1226 % ذكور و 6 % 22 سنة %11.7 و %02.1 إناث موزعة إلى سنة موزعة إناث بعد أن كانت ذكور %20.1 ويقدر متوسط عدد سنوات الد ارسة المتوقع في الجز ائر ب للذكور و سنة موزعة إلى 21.1 سنة بالنسبة سنة لإلناث يقابله معدل تسرب مدرسي والذي يعبر عن مدى كفاءة المدرسة باالحتضان يساوي %1.2 %22.0 للذكور و %7.8 لإلناث. في اإلجمالي بنسبة وتجدر اإلشارة إلى أن معدالت اإلنفاق على التعليم بالج ازئر تعتبر في الفترة حتى 1226 %5.2 معدالت مقبولة حيث وصلت في المتوسط إلى ما يساوي من الناتج المحلي اإلجمالي و %11 من إجمالي اإلنفاق العام حيث يمثل التمويل الحكومي المصدر الوحيد للتعليم واعتماد الخدمة التعليمة على هذا التمويل يجعل منه مرتبطا أساسا مع تحسن المؤش ارت االقتصادية في الدولة و بذلك تعطي نسبة اإلنفاق على التعليم إلجمالي الناتج المحلي (23) كمؤشر قياس كفاءة التمويل الحكومي للتعليم. اربعا- العمالة: تشكل د ارسة الخصائص االجتماعية لقوى العمل بمثابة تحليل لطبيعة المتغي ارت االجتماعية التي تكون قوة السكان النشطة, والتي تكون على استعداد للقيام بدور حيوي في جهود التنمية داخل البلد. وتمثل على وجه الخصوص في التركيب النوعي والعمري لقوى العاملة أ- حجم القوى العاملة ومعدل النمو: تشكل القوى العاملة من األشخاص المصنفين كعاملين أو كبطالين أي كل األشخاص الذين يرغبون في العامل (24) وهم قادرين عليه. وقد بلغت نسبتها في الج ازئر 71

73 في السنوات األخيرة حوالي % 08 من مجموع السكان وتعتبر منخفضة إذا ما قورنت مع مثيلتها على المستوى العالمي والتي تلغ.% 72 و يمكن إرجاع ذلك إلى ارتفاع نسبة السكان دون ال 25 سنة وقد سجل معد نمو في القوى العاملة يفوق لفترة من % 0.1 وهو 1228 حتى 2115 معدل معقول ويعزى ذلك إلى الزيادة الحاصلة في العدد اإلجمالي للسكان وارتفاع معدالت المساواة في سوق العمل بين الجنسين ومن المتوقع أن يستمر ارتفاع كل من معدل نمو العمالة ومعدل نمو فئة السكان النشطين اقتصاديا لعدة عقود قادمة نتيجة تأثير النمو (25) السكاني السريع في العقود الثالث الماضية. وتوزع القوى العاملة في الج ازئر عام 1227 %20.6 ز ارعة و خدمات حيث يالحظ %21 الز ارعة والتي كانت تقدر ب 15.1 صناعة و 71.1 إلى % انخفاض نسبة العاملين في 2115 سنة % وذلك يرجع لعدة عوامل منها الظروف المصاحبة للنزوح الريفي وكذلك بالنسبة للصناعة حيث كانت % تقدر 2115 سنة 10 في حين نزحت اليد العاملة إلى قطاع الخدمات لما يوفره هذا األخير من فرص عمل أحسن بعد أن كان هذا القطاع يمثل % 52.6 نسبة سنة (26) من مجموع اليد العاملة في الج ازئر وتقدر مساهمة الم أرة في أسواق العمل بنسبة بعدما كانت 1227 سنة % ب % و 2172 سنة 21 %سنة وهو الشيء الذي ساهم في ارتفاع حجم القوى العاملة عموما واليد العاملة بصفة خاصة. وتجدر اإلشارة انه تم تسجيل نسب عمل لألطفال من 5 سنوات إلى 21 سنة تقدر موزعة إلى % 5 الفترة من 2112 ذكور و % 6 حتى إناث في % 1 البطالة: ب- يمثل معدل البطالة عدد األشخاص غير العاملين كنسبة من القوى العاملة. وكما هو معروف أن األداء االقتصادي الجيد يرتبط دائما بتقليص معدالت البطالة حيث ت ارجعت هذه المعدالت في الج ازئر لتصل سنة 1228 %22.0 إلى و ال تزل هذه النسبة مرتفعة إذا ما قارناها بمثيالتها على المستوى العالمي و التي تقدر ب.%5.7 ويمكن إرجاع تحسن هذه النسبة إذا ما مقارنة بمثيالتها في السنوات الماضية إلى عدة عوامل منها المساهمة االيجابية للقطاع الخاص في التشغيل وزيادة نسبة السماح بمشاركة الم أرة في سوق العمل والتي كانت سابقا عامال مهما في رفع نسبة البطالة إضافة إلى تحسن الوضع االقتصادي عموما. ومن ناحية أخرى تواجه الج ازئر تحديات كبيرة في مواجهة معدالت نمو القوى العاملة مما سيزيد الضغوط لتوفير فرص اكبر لالستيعاب القادمين الجدد خاصة من بين المتعلمين هذا مع العلم أن نسبة البطالين الحاليين من الفئة الشابة تساوي أكثر من 52 % من عدد البطالين اإلجمالي وهي نسبة (27) اكبر من ضعف المتوسط العالمي. وهذا التحدي الذي يتعقد عندما نعلم أن األداء االقتصادي الجيد الذي حققته الج ازئر في السنوات األخيرة ارتبط أساسا بسوق النفط الذي عرف ارتفاعا كبي ار في األسعار مما يجعل من الصعب التنبؤ باستثمار هذا االتجاه االيجابي على المدى الطويل مما يتعين مضاعفة الجهود من اجل إصالحات اقتصادية جدية, تعزز المكانة الحالية واإلصالحات الماضية لتنويع مصادر الدخل وضمان استدامة النمو. كما انه تجدر اإلشارة إلى ضرورة تحسين مناخ االستثمار أمام القطاع الخاص الذي مكنه استيعاب العدد الكبير من الوافدين الجد إلى سوق 72

74 العمل وكذا النهوض بالتعليم و التدريب و تحسين الربط بين مخرجا التعليم واحتياجات سوق العمل. المناقشة: كان من الصعب متابعة التطور المسجل في كل عناصر أداء االقتصاد الوطني على المستوى الكلي لكن ذلك لم يمنع من اختيار مؤش ارت أساسية تعتبر كأهداف كبرى للسياسة االقتصادية واالجتماعية. ومحاولة تفسير التغي ارت التي ط أرت خالل فترة األخيرة حيث لوحظ المحلي اإلجمالي بالنسبة لهدف أداء الناتج أنه وبفعل الوفرة المالية الناتجة عن قطاع المحروقات عرف معدالت نمو كبيرة خالل هذه العشرية انعكست بصيغة مباشرة على باقي المؤش ارت االقتصادية واالجتماعية مثل التضخم والفقر والصحة والتعليم والبطالة. لكن عند معرفة أسباب هذا النمو يمكن وصفه بالظرفي ذلك ألن المحافظة على نفس الوفرة المالية الحالية وبنفس وتيرة النمو بالنفط كمصدر وحيد يبقى الهاجس األكبر الذي يؤرق أصحاب االختصاص في الج ازئر لذلك وجب العمل الجدي على تنويع مصادر الدخل خارج المحروقات وبسط يد العون لكل استثمار من شأنه إعطاء دفعة قوية لالقتصاد الج ازئري في هذا المجال خاصة في القطاعين الصناعي والز ارعي الذين عرفا تدهو ار مقارنة 56 بالسنوات الماضية. الجانب االجتماعي أما أهمية كبرى فهو يشكل في االستق ارر االقتصادي واالجتماعي والسياسي وديناميكية التنمية االقتصادية وبالتالي فإن دور الدولة يرتكز على التخطيط والمزج بين قوى السوق وقوى التخطيط مع ترسيخ التضامن الوطني والتجانس االجتماعي من خالل سياسة إعادة توزيع الدخول في المجتمع االستثمار في العنصر البشري واتاحة الفرص المكافئة للجميع تمويل إج ارءات الشبكة االجتماعية واسناد المسؤوليات اإلدارية واالقتصادية والسياسية المحلية والمركزية على أساس الكفاءة وروح المبادرة والسلوك الحسن. كما ينبغي أن يوجه االهتمام اليوم حول التناقض الموجود بين وفرة مالية وبطالة ونمو متوسط يقوده قطاع واحد اقتصادي وتدهور مستوى المعيشة للمواطنين ج ارء ارتفاع أسعار السلع األساسية وجمود األجور أو بتعبير آخر كيف يتم نقل التحسن على المستوى الكلي إلى المستوى الجزئي من خالل تحسن أداء المؤسسة كمنتجة للثروة وزيادة نصيب الفرد من الدخل وتحسن مستوى معيشته وزيادة إنتاجيته. ويستدعي ذلك كله دعم االقتصاد الوطني وتعزيز قد ارته على االعتماد على الذات وتغيير الهيكل اإلنتاجي مما يحقق رفاهية المجتمع التي يجب وضعها الهدف األساسي للتنمية وذلك باستم ارر تطوير مستويات المعيشة سواء في نواحي االستهالك أو نواحي الخدمات على أساس من العدالة االجتماعية. ولتدارك الوضعية االجتماعية واخ ارجها من الوضعية التي تشهدها فإننا نوصي بالتوجيهات التالية: - تفعيل ب ارمج اإلنعاش االقتصادي لخدمة التنمية البشرية والفئات المحرومة بفرض الرقابة عند صرف األموال العمومية وهذا لضمان مردودية أكبر. - تنسيق العمل بين الهيئات االجتماعية والمحلية لحصر الفئات المحرومة وهذا لضمان استفادتها من السياسة االجتماعية للدولة. - تشجيع وترقية االستثما ارت خاصة في القطاعات الواعدة باستيعاب العمالة وهذا بخلق جديدة مناصب شغل والتشجيع على خلقها لدى القطاع الخاص 73

75 -5 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية والعام مع الحفاظ على مناصب الشغل الموجودة والسعي لرفع إنتاجية العمل. وأخي ار ونظ ار ألهمية التخطيط في تسهيل انجاز المشاريع التنموية اعتمدت الدولة على برنامج خماسي للتحضير لكل المشاريع المقترحة ابتداء من اختيار األ ارضي المناسبة لوضع هذه المشاريع في أماكن مناسبة واست ارتيجية. وهو المخطط الذي تسعى من خالله الج ازئر إلى دعم ركائز التنمية بشقيها االقتصادي و االجتماعي. واستد ارك النقائص التي تم تسجيلها خالل فترة ب ارمج اإلنعاش االقتصادي والب ارمج التكميلي حيث جاء البرنامج لدعم النمو في الج ازئر في إطار مواصلة وتيرة الب ارمج والمشاريع التي سبق إق اررها و تنفيذها وذلك بعد تحسن الوضعية المالية للج ازئر بعد االرتفاع الذي سجله سعر النفط الج ازئري حيث أقرت الدولة هذا البرنامج الذي من شأنه تحريك عجلة االقتصاد وخلق ديناميكية اقتصادية تسمح بازدهار االقتصاد الج ازئري. الهوامش و المراجع المستعملة: 1- ماجدة احمد ابوزنط عثمان محمد غنيم التنمية لمستدامة و أساليب تخطيطها وأدوات قياسها دار الصفاء للنشر والتوزيع األردن 1226 ص حرفوش سهام وآخرون اإلطار النظري للتنمية الشاملة المستدامة ومؤش ارت قياسها مداخلة في الملقى الدولي,التنمية المستدامة والكفاءة االستخدامية للموارد المتاحة أيام 7 و 8 افريل 1228 كلية العلوم االقتصادية جامعة فرحات عباس سطيف. 1- فالح حسن شفيع التنمية المستدامة الموسوعة العربية للتنمية المستدامة المجلد األول بيروت 1228 ص سامي خليل نظرية االقتصاد الكلي دار الكتب القاهرة الطبعة األولى 2111 ص: 11. محمد عبد العزيز عجمية التنمية االقتصادية واالجتماعية ومشكالتها جامعة اإلسكندرية اإلسكندرية ص طلعت الدمرداش االقتصاد االجتماعي القدس الطبعة األولى 1226 القاهرة ص: عبد الفتاح عبد الرحمن عبد المجيد االجتماعي رؤية تحليلية مكتبة االقتصاد كتبة الجالء الجديدة الطبعة الثانية 1220 المنصورة ص U.N - united nation - Politics and priorities in human resources development For Asia and the pacific- Escape Human resources Development in Asia and the pacific it's social dimension P.73 حمدي 9- عبد العظيم قضية السكان و أري الدين في تنظيم النسل دار النهضة العربة القاهرة 2118 ص معدل التغير السنوي األساس(/سنة األساس. = )سنة المقارنة سنة 11- حيث أن نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي هو عبارة عن قيمة الناتج المحلي اإلجمالي على مجموع السكان. 12 -صندوق النقد الموحد ص 167. للعام 2004 العربي التقرير االقتصادي العربي اإلما ارت العربية المتحدة 11 -المرجع السابق ذكره ص برنامج األمم 1221 المتحدة اإلنمائي مع جامعة الدول العربية تقرير التنمية اإلنسانية العربية لعام نيويورك ص حامد عمار التنمية البشرية في الوطن المفاهيم ولمؤش ارت مصر 1221 ص, واألوضاع دار ابن سيناء عبد اهلل بلوناس الخطة إلى السوق جامعة الج ازئر العربي للنشر االقتصاد الج ازئري االنتقال من رسالة دكتو اره دولة غير منشورة 1225 ص كما جاء في التقارير المنشورة عن البنك العالمي وكذا صندوق النقد العربي. 14- صندوق النقد العربي مرجع سبق ذكره ص UNDP, rapport mondial sur le développement humain 2005, new Yourk. 74

76 25- صندوق النقد العربي مرجع سبق ذكره ص World Debt, Tables World Bank 1994, 1995, Washington. 27- STEFAN de voler sustainable humain développements and macroéconomiques, UNPD, new York P 16. التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية 20- صندوق النقد العربي مرجع سبق ذكره ص المرجع السابق ذكره ص: المرجع السابق ذكره ص: طلعت الدمرداش مرجع سبق ذكره ص المرجع السابق ذكره ص:

77 المقاربة البيئية في تحليل التنمية الز ارعية المستدامة في الج ازئر مانع خنفر كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير جامعة باجي مختار- عنابة ملخص من البدائل اإلست ارتيجية المتاحة أمام االقتصاد الج ازئري تفعيل أداء القطاع الز ارعي. و تنبع أهمية هذا القطاع الحيوي ليس فقط من توافر اإلمكانيات و الموارد الطبيعية في الج ازئر و إنما أيضا لما يوفره للبالد من اكتفاء ذاتي في المجال الغذائي و التقليل من تبعيته لألسواق العالمية. أضف إلى ذلك اإلرتباط الوثيق- و التشابك- بين الز ارعة و البيئة حيث أن تطوير هذا القطاع وفق مبادئ التنمية المستدامة ( األخذ باألبعاد االقتصادية االجتماعية والبيئية للتنمية المستدامة( من شأنه أن يقل ل من األض ارر التي يمكن أن تحلق بالبيئية. من هذا المنطلق تسعى هذه الورقة البحثية إلى تحليل الجوانب البيئية في الز ارعة الج ازئرية من خالل سرد بعض خصوصيات القطاع الز ارعي وعالقته بالتنمية المستدامة و تثمين الموارد الطبيعية من خالل د ارسة مختلف الكوابح التي تحول دون العطاء البيئي والمؤش ارت الد الة على التشخيص الميداني لألداء الز ارعي الج ازئري ومن ثم الوقوف على مستوى استيفاء هذا القطاع لشروط التنمية المستدامة. الكلمات المفاتيح : الز ارعة و البيئة االستغالل األمثل التنمية الز ارعية المستدامة مؤش ارت االستدامة. Résumé Il est essentiel de promouvoir le secteur agricole en Algérie avec les ressources disponibles dans le cadre du développement durable, afin d'atteindre l'autosuffisance alimentaire et la diminution du niveau de dépendance du marché mondial. Dans ce contexte, il est utile de citer les caractéristiques qui définissent le secteur agricole, tout en étudiant le niveau de corrélation et d'interdépendance entre l'agriculture et l'environnement, les différents freins qui ralentissent sa croissance et les indicateurs de développement agricole durable en Algérie. Mots clés: Agriculture et environnement, exploitation optimale, le développement agricole durable, Indicateurs de durabilité. Abstract It is essential to promote the agricultural sector in Algeria within the framework of sustainable development with available resources, to achieve food self-sufficiency and decreased the level of dependence on world market. In this context, it is useful to quote the characteristics which specify the agricultural sector, while studying the level of correlation and interdependence enters agriculture and environment; the various factors which slow down develop their durable and the different Indicators of durable agricultural development in Algeria. Keywords: Agriculture and environment, optimal exploitation, sustainable agricultural development, indicators of durability. 76

78 -8 التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية مقدمة: إن فاتورة استي ارد الغذاء في الج ازئر تستدعي الوقوف والنظر في المشاكل الحقيقية التي يعاني منها القطاع الز ارعي. فباإلضافة إلى مساهمته الرمزية في النشاط االقتصادي يشهد تعدد المشاكل السيما البيئية منها كالتصحر التملح واالنج ارف وفقدان التنوع الحيوي النباتي والحيواني. من هذا المنطلق تأتي أهمية د ارستنا كفضاء لالهتمام بالز ارعة والتنمية الز ارعية ووقف نزيف التدهور البيئي بالمحافظة على الموارد الطبيعية لضمان بلوغ األمن الغذائي. بمثل هكذا تصور يمكن تحقيق التنمية الز ارعية المستدامة بحيث تتناغم األهداف االقتصادية االجتماعية والبيئية خاصة في ضل امتالك الج ازئر لكل المقومات الداعمة. للولوج في تحليل هذا الموضوع ارتأينا ان نستدرج العناصر التالية : أ- بالتنمية المستدامة ب- ج- خصوصيات القطاع الز ارعي وعالقته محدودية العطاء البيئي وأفاق االستدامة المؤش ارت الدالة على التشخيص لألداء الز ارعي الج ازئري د- المستدامة أ الميداني مدى استيفاء الز ارعة الج ازئرية ألبعاد التنمية - المستدامة: أساسيتين: خصوصيات القطاع الز ارعي وعالقته بالتنمية يتضمن تحليل هذا العنصر نقطتين السمات المميزة للقطاع الز ارعي ومفهوم التنمية الز ارعية المستدامة خصوصيات الز ارعات اإلست ارتيجية في الج ازئر ومكانتها من االستدامة بالنسبة للممي ازت العامة للقطاع الز ارعي فهو : قطاع شديد الحساسية للظروف الطبيعية وتقلباتها خاصة في الز ارعة التقليدية التي تعتمد على الهطوالت المطرية وان قدرة اإلنسان على التحكم في هذه الظروف ال ازلت محدودة ومتباينة من بلد آلخر تبعا لمستوى التحكم التكنولوجي والتقني. -8 عدم ثبات العالقة بين مدخالت اإلنتاج والمنتج النهائي نتيجة لتأثر المحاصيل الز ارعية من حيث النوعية والحجم للظروف المناخية. التكاليف الناجمة عن استخدام هذه فضال عن قبل المدخالت أثناء وبعد جني المحصول ابتداء من تكاليف الحرث البذر التسميد ومصاريف الجني وغيرها. عكس ما هو عليه الحال في األنشطة االقتصادية األخرى كالصناعة التي تتميز بالثبات النسبي بين مدخالت اإلنتاج والمحصلة النهائية خاصة وان وفو ارت الحجم تعمل على تقليص التكاليف. -1 المنتج الز ارعي أكثر عرضة للمخاطر البيئية كالفيضانات الجفاف و الج ارد. -3 يعتبر ضروري بالدرجة األولى في التغذية وبالتالي فان أي تذبذب في اإلنتاج يؤدي إلى نقص في العرض ومع ثبات الطلب يحدث اختالل في التوازن. من حدة هذا مما يستدعي تدخل الحكومات للتخفيف االختالل لصالح المنتجين المستهلكين أو كالهما حسب نوعية السياسة االقتصادية المتبعة. وابرز مثال على ذلك : - سياسات دعم أسعار المواد الغذائية األساسية لصالح المستهلكين - اشت ارء الفائض من اإلنتاج وخزنه بهدف الحفاظ على استق ارر األسعار. -2 الطبيعة الموسمية والبيولوجية للمنتج الز ارعي ألن الزمن الالزم الكتمال عملية اإلنتاج لكل منتج محدد بفترة معينة ( أي موسم معين(. 77

79 - التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية وتعد فترة اإلنتاج )المدة المحصورة بين بدئ عملية اإلنتاج والحصول على المنتج النهائي( طويلة قياسا إلى الدورة اإلنتاجية في األنشطة االقتصادية األخرى. و بالرغم من التطور التكنولوجي وعلى األخص في الهندسة الو ارثية التي أسفرت على نتائج ذات اثر فعال في ابتكار سالالت وأصناف جديدة ذات كمية ونوعية عالية قياسا إلى األصناف التقليدية إال أن تقليص الدورة اإلنتاجية الز ارعية ال ازلت بعيدة المنال في معظم النشاطات الز ارعية. و أن ما تحقق في هذا المجال في الدول المتقدمة ال يسهل انتقاله إلى الدول النامية )8(. -4 الز ارعي: تجاذب األبعاد الكمية والنوعية للمنتج ويقصد بذلك الخيا ارت اإلست ارتيجية المتبعة في االستغالل الز ارعي من تعظيم اإلنتاجية بهدف تحقيق غايات اقتصادية إلى تقديم منتجات نظيفة مع المحافظة على استم اررية عطاء الموارد الطبيعية بتجنب قدر اإلمكان اآلثار واإلهدار للموارد الطبيعية. السلبية للتلوث وفي هذا السياق ظهرت وتطورت أنماط ز ارعية جديدة نذكر منها : النمط األول: الز ارعة البيولوجية و هي نظام إنتاج ز ارعي يتميز بتحاشي استعمال األسمدة والمبيدات الكيماوية وكذا االستنساخ ألفالحي OGM( ). فهو نظام يهدف إلى حماية التنوع البيولوجي لألرض. ويسمح باستخدام األسمدة الخض ارء أي تلك التي ليست لها انعكاسات سلبية ال على نوعية المنتج وال على مستوى خصوبة األرض وتلوث المياه. هذا النظام الز ارعي سنة منتجات غذائية آمنة البيولوجي على : 8990 ظهر يستهدف تحقيق مع الحفاظ على التوازن للموارد الطبيعية وذلك من خالل التحفيز استعمال األسمدة ذات األصل الطبيعي )العضوي( - التحديد قدر اإلمكان من استخدام األسمدة والمبيدات الكيماوية - األخذ في االعتبار القدرة الطبيعية لألرض لتمكينها من استعادة خصوبتها. - تتميز المنتجات البيولوجية بالتوسيم التالي) AB )LABEL ومن أهداف هذا النظام الز ارعي تعظيم اإلنتاجية مع الحفاظ على التنوع البيولوجي والحيوي. - تستهلك بنسبة %40 اقل من المياه حسب د ارسة لاليكولوجي David pimentel من Cornell University نيويورك. - تحتاج إلى مساحة ز ارعية من 4 إلى 8 المساحات الحالية لتغطية الطلب العالمي. أضعاف بالنسبة الستهالك الطاقة فالد ارسة التي قام بها Martin entez اإلنتاج النظيف من جامعة Manitoba )bio( أما تبين أن يستهلك كميات اقل من نصف تلك التي تستعمل في اإلنتاج الكالسيكي وان هذا األخير يتسبب في إف ارز من 8 اكبر من غاز ثاني أكسيد الكربون 8.9 إلى )8(. م ارت وعليه فان األخذ في االعتبار للظروف البيئية ومستوى التلوث الناجم عن الممارسات الز ارعية مع تفعيل أداء عوامل اإلنتاج بالشكل الذي يضمن تعظيم النتائج االقتصادية يفسر بالعقالنية.)l agriculture raisonnée( النمط الثاني: الز ارعة المستدامة : الز ارعية استدرج هذا المفهوم ألول مرة في التقرير ال ارئد حول التنمية المستدامة المعروف "بتقرير ب ارندالند لسنة 8922". حيث ينص على أن التنمية المستدامة هي تنمية اقتصادية تستجيب لمتطلبات وحاجيات األجيال 78

80 الحالية بدون إقصاء األجيال المستقبلية من حقها في إشباع حاجياتها. من هذا األساس يمكن القول أن التنمية الز ارعية المستدامة هي تلك التي تطبق مبادئ التنمية المستدامة المتعارف والمصادق عليها من طرف المجموعة الدولية في اتفاقية ريودي جانير)الب ارزيل( في جوان 8998 فيما يخص حماية كوكب األرض من كل التأثي ارت السلبية الناجمة عن الممارسات اإلنسانية السيما الز ارعية منها. فاألمر يتعلق بنظام إنتاج ز ارعي يحترم الحدود االيكولوجية االقتصادية واالجتماعية التي تضمن تواصله عبر األجيال. فهي نظام في االستغالل الز ارعي يبحث في كيفية جلب وترسيخ التنوع البيولوجي ألفالحي ( l agro écosystème( من خالل تخفيض إنتاج الفضالت غير القابلة للرسكلة التحديد البيولوجي لالزوت وكل الغا ازت الدفيئة المنبعثة والمتسببة بصفة مباشرة في التغي ارت المناخية وارتفاع درجة ح اررة األرض التحفيز على استعمال المنتجات الفرعية والفضالت المحمية من التلوث لتخصيب األ ارضي الز ارعية ومنع التعرية وتأكل التربة بهدف تحقيق األمن الصحي للغذاء من خالل تطابق المنتج ألفالحي مع المعيار ( ISO )4( 22000( المتضمن حماية المواد الغذائية. أما بالنسبة لمسعى القطاع الز ارعي في الج ازئر نحو االستدامة فهو ينطلق من واقع يغلب عليه الطابع التقليدي و البدوي. فإذا ما أخذنا بالد ارسة ألهم ما يميز ز ارعة الحبوب على اعتبار أنها من الز ارعات اإلست ارتيجية وبحكم األهمية النسبية لهذه المادة في التغذية نسجل : - - انخفاض اإلنتاجية بصورة عامة من عام إلى أخر تبعا للظروف المناخية. وتذبذب اإلنتاج عجز اإلنتاج على تغطية حاجيات االستهالك المحلي بحيث ال يتجاوز نسبة االحتياجات الوطنية في أحسن األحوال. %90 - من الثبات النسبي للمساحة المخصصة لز ارعة الحبوب بالرغم من تعاقب ب ارمج عديدة لالستصالح الز ارعي وفي هذا اإلطار نسجل تناقص حصة الفرد من المساحة الز ارعية النافعة ألسباب بيئية وأخرى ديمغ ارفية خاصة وان الج ازئر شهدت زيادات سكانية معتبرة منذ االستقالل بحيث تجاوزت في بعض الفت ارت معدل % 4 سنويا كما أن حصة الفرد من المساحة الز ارعية النافعة كانت قد قدرت غداة االستقالل بحوالي في الت ارجع إلى أن بلغت 0.20 هكتار إال أنها بدأت سنة 0.48 ثم هكتار للفرد سنة هكتار/ 8922 فرد سنة لتصل علما أن هذه. هكتار للفرد 0.82 إلى 8003 الحصة تقدر ب 0.9 هكتار للفرد في تونس وهكتار )1( واحد للفرد في المغرب عالوة على. ت ازيد الفجوة بين المساحة المزروعة والمحصودة ألسباب نعزي بعضها إلى االعتماد على الظروف المناخية من جهة وكذا اهتالك األ ارضي الخصبة ألسباب بيئية سنأتي في تفصيلها. توضيحا. ولعل الشكل الموالي أكثر 79

81 100% 90% 80% 70% الشكل رقم )1( تطور الفرق بين المساحة المزروعة والمحصودة قمحا في الج ازئر 60% 50% 40% م/مزرزعة م/محصودة 30% 20% 10% 0% المصدر : تم تصميم هذا الشكل اعتمادا على إحصائيات فوزية غربي " الز ارعة العربية وتحديات األمن الغذائي حالة الج ازئر ص 113 من خالل هذا الشكل تتضح مساحة وقيمة األ ارضي الز ارعية المستغلة وغير المنتجة بحيث بلغت سنة 8990 مستوى هكتار لترتفع سنة 8992 إلى هكتار لتبلغ سنة 8000 إلى مستوى هكتار. األمر الذي يستدعي أهمية األخذ في االعتبار لألبعاد االقتصادية المتضمنة عالقة الربط بين تكلفة االستغالل والقيمة المضافة و كذا األبعاد البيئية بفعل الت ارجع التدريجي لخصوبة األ ارضي الز ارعية من جهة و اهتالك الموارد المائية و فقدان التوازن االيكولوجي من جهة أخرى. بما يوحي بأهمية األخذ بمفهوم التنمية المستدامة لتقليص الفجوة بين المساحة المزرعة والمحصودة ولضمان إنتاجية مت ازيدة. ب - محدودية العطاء البيئي وأفاق االستدامة : التحليل األكاديمي للتنمية المستدامة يوحي بوجود عقبتين أساسيتين تحوالن دون ذلك خاصة بالنسبة للقطاع الز ارعي بحكم طبيعته بأنه أكثر اعتمادا على الموارد الطبيعية كاأل ارضي والمياه.وبالتالي فاإلشكال األول يكمن في : 1( محدودية الموارد الطبيعية : بالرغم من طبيعة الوفرة النسبية للموارد الطبيعية بمختلف أنواعها إال أنها تعتبر محدودة إذا ما قورنت بمستوى الحاجيات اإلنسانية التي تتسم بالتجدد التعدد والتغير حسب متطلبات كل عصر. هذه المحدودية للموارد تستدعي العقالنية في تسييرها واستغاللها للتقليل قدر اإلمكان من مستويي التبذير و االهتالك أخذا باالعتبار مستوى تجددها الطبيعي كالموارد المائية الثروة الحيوانية والنباتية وغيرها بهدف إشباع الحاجات و المحافظة على التوازن الحيوي الضروري للنظام البيئي. و المقصود بالعقالنية هنا هو أن يكون مستوى االستخدام للموارد المتجددة اقل أو على األكثر 80

82 مرحلة التسارع - :)accélération( - يؤول مستوى االستغالل إلى التساوي مع القانون الطبيعي للتجدد. مرحلة الكبح) décélération (: عند هذه المرحلة يكون مستوى االستغالل للمورد اكبر من مستوى التجدد - مرحلة الهبوط :)descente( الحتمية للمورد بسبب االستغالل المكثف. تعبر عن النهاية وبالتالي فان المرحلة المثلى هي تلك التي تعبر عن االستخدام األقصى المستدام بحيث يكون مستوى االستغالل متساوي مع مستوى التجدد الطبيعي للمورد وان ال يتجاوزه وعليه يستلزم تقييم قدرته اإلجمالية وحساب الفترة الضرورية والكافية لتجدده )9(. التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية مساوي لمستوى تجددها الطبيعي بحيث يحافظ المورد على استم ارريته في العطاء حسب قانون نموه. وفي هذا السياق يجدر بنا ان نحدد : المستوى األمثل لالستغالل: تتبع الموارد الطبيعية في نموها وتجددها عبر الزمن منحنى من النوع logistique( )courbe de type هذا المنحنى يفسر تطور الظاهرة عبر الزمن بحيث يعبر عن الم ارحل التي يمر بها المورد من بداية االستغالل إلى نهايته حسب الم ارحل التالية : - مرحلة االنطالق ) :)démarrage في البداية يكون مستوى االستغالل أقل من مستوى التجدد الطبيعي للمورد. الشكل رقم )2( : منحنى تجدد واستغالل الموارد الطبيعية المخزون من المورد معدل النمو والتجدد الطبيعي للمورد استخدام المورد مستوى االستغالل أكبر من مستوى التجدد مستوى االستغالل أقل من مستوى التجدد Source : Beat Burgenmeier: Économie du développement durable,2e édition, de Boeck, Paris 2005, pp

83 8004 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية 2- التلوث البيئي: يعرف التلوث البيئي على انه إحداث خلل في نظام التوازن البيئي. قد يكون ذو صفة كيميائية بسبب تأثير األسمدة و المبيدات أو التسرب النفطي و الغا ازت السامة ذو صفة فيزيائية بسبب تأثير النفايات الصلبة أو ذو صفة بيولوجية بسبب تأثير الميكروبات وتداخل األنظمة البيئية. هذا الخلل في التوازن البيئي له اثر سلبي على األداء الطبيعي للموارد مما يؤدي إلى التوقف التدريجي للنشاط االقتصادي السيما اإلنتاج واالستهالك وكذلك النشاط االجتماعي بفقدان اليد العاملة بسبب األم ارض الناجمة عن التلوث وما يتبعها من تكاليف اجتماعية ومالية. ومن أهم مظاهر التلوث نذكر : - تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي بسبب االستعمال المفرط للبيوت الزجاجية مما يزيد في درجة ح اررة األرض وبالتالي التغير في المناخ. - المطر الحمضي الذي ينتج عن احت ارق الوقود االحفوري مما يؤدي إلى إف ارز العديد من الغا ازت مثل أكسيد الكربون النتروجين والكبريت التي بدورها تذوب في قط ارت من المطر مسببة ما يسمى بالمطر الحمضي الذي يعمل على تأكل الغابات ويؤثر سلبا على الكائنات البحرية وخاصة المرجان. بالنسبة للج ازئر تقدر النفايات الخطرة التي يتم فرزها كل سنة حسب تقرير الوضع البيئي لسنة 489 حوالي ألف طن من مواد وبقايا الزنك والبالستيك وما يقدر بحوالي الزئبق 8420 طن من النفايات المتقادمة ذات األصل النباتي يتم تسيير هذه النفايات في والية مما يكلف ما يزيد عن ما يعادل. 38 موقع عبر %0.89 )2( اإلجمالي. مليون دوالر أي من الناتج الوطني الخام وعليه فان المستوى المتعاظم للتلوث في ظل غياب المعالجة الدورية للنظام البيئي بهدف استرجاع التوازن يؤدي بالفقدان التدريجي للموارد الطبيعية والبشرية وبالتالي التوقف الحتمي للنشاط. االقتصادي المستوى األمثل األمر الذي يستدعي تحديد وتعريف )المستوى من التلوث الذي ال يؤثر بشكل نهائي على اختالل التوازن البيئي( والقابل للمعالجة لتمكين التنمية االقتصادية من التواصل. المستوى األمثل للتلوث : لتحديد هذا المستوى يجب إب ارز العالقة المفسرة للتناسب الطردي التغير في التكلفة الكلية للتلوث الحدية( و االستم ارر في النشاط االقتصادي بين )تصاعد التكلفة وبما. أن االستم ارر في التلوث يقود إلى توقف النشاط االقتصادي فان جهود مكافحته )التكلفة العالجية( تتناسب عكسيا مع مستوى التلوث بمعنى انه كلما ازدت التكلفة العالجية انخفض مستوى التلوث. 82

84 الشكل رقم )3( المستوى األمثل للتلوث التكلفة العالجية CMdep CMP Q* كمية التلوث (Q) Source : David Maradan, université de fribourg, suisse 2008 يتحدد المستوى األمثل من التلوث الذي تتحمله الموارد الطبيعية كما هو مبين في الشكل أعاله من خالل نقطة التقاء الخط الصاعد CMP )التكلفة الحدية للتلوث( مع الخط النازل CMdep )التكلفة الحدية لمكافحة التلوث أو التكلفة الحدية للمعالجة(. وعليه فان الكمية المثلى من التلوث )الكمية المقبولة اجتماعيا( هي تلك التي تمحى أثارها السلبية بمجرد الزيادة في التكلفة العالجية إلى حد التساوي بين (. CMdep.)CMP = كل نقطة بعد *Q تعبر على وجود آثار سلبية للتلوث بدون معالجة كما تعبر كل نقطة قبل *Q على احتواء التغير في التكلفة العالجية لكل المظاهر السلبية للتلوث. - ج المؤش ارت الدالة على التشخيص الميداني لألداء الز ارعي في الج ازئر تتمحور هذه العملية في استد ارج بعض المؤش ارت التي ن ارها ضرورية ومعبرة عن واقع القطاع الز ارعي الج ازئري التي تسمح بتحديد مكانته والدور الذي يلعبه في مسار التنمية االقتصادية ومدى تحقيق االستدامة الز ارعية. صيرورة اإلصالحات الز ارعية وعليه فان تتبع المتعاقبة منذ االستقالل يوحي بالتركيز على المؤش ارت التالية : -1 المؤش ارت االقتصادية و ما يمكن أخذه في االعتبار : أهمية 1-1 الداخلي الخام : التقنية: من أهم الناتج الز ارعي بالنسبة للناتج يتلخص هذا المؤشر في معرفة المساهمة الحقيقية للقطاع الز ارعي في تكوين الناتج الداخلي الخام. 83

85 % (PIB) تطور األهمية النسبية للناتج الز ارعي الجدول رقم 11 قيمة الناتج الز ارعي الناتج الداخلي الخام القيمة : مليون دوالر السنة المصدر : المنظمة العربية للتنمية الز ارعية : إست ارتيجية التنمية الز ارعية المستدامة 2117 النسبة من ص 34 نالحظ ت ارجع نسبة مساهمة القطاع الز ارعي في تكوين الناتج الداخلي الخام كما يوضحه الجدول الموالي: تكوين الناتج الداخلي الخام من سنة ألخرى. 2-1 نصيب الفرد من الناتج الز ارعي : يعبر هذا المؤشر على مستوى مساهمة القطاع الز ارعي في الجدول رقم 12 تطور نصيب الفرد من الناتج الز ارعي وما يمثله من الناتج الداخلي الخام نصيب الفرد من الناتج الز ارعي )بالدوالر( نصيب الفرد من الناتج الداخلي الخام) بالدوالر( السنة المصدر : تقرير المنظمة العربية للزراعة لألمن الغذائي 2117 لسنة ص 13 بالرغم من الت ازيد الواضح لنصيب الفرد من الناتج الداخلي الخام إال أن نصيب الفرد من الناتج الز ارعي السنوي يبقى منخفض إذا ما قورن بالمستوى العالمي الذي هو في حدود 823 دوالر حسب تقرير المنظمة العالمية للتغذية والز ارعة لسنة.8009 يعكس مؤشر الز ارعي: العامل إنتاجية 3-1 الز ارعي مستوى الكفاءة في متوسط إنتاجية العامل األداء الذي ينعكس بدوره على مستوى قيمة الناتج فإنتاجية العامل الز ارعي نجدها في ارتفاع الز ارعي. متواصل منذ سنة 8004 من 4889 دوالر للفرد في دوالر/فرد/سنة في سنة 9292 السنة إلى حدود.8009 هذا يدل على انه كلما تطور أسلوب الممارسة باستخدام تقنيات أكثر تكنولوجيا كلما ازدت اإلنتاجية بصفة عامة أال أن مستوى أداء العامل الز ارعي يبقى ضعيفا إذا ما قورن بنظيره في سوريا الذي هو في حدود 2082 دوالر/فرد/ سنة والذي يتجاوز. )2( دوالر/ فرد/ سنة في السعودية 4-1 معدل استخدام المعدات و اآلالت الز ارعية : يعكس هذا المؤشر مستوى الكفاءة التقنية معب ار عنها بعدد الج ار ارت المستخدمة لكل ألف هكتار. تحليل الواقع الز ارعي الج ازئري يعطي معدل ج ارر لكل 8000 هكتار حسب إحصائيات سنة ويبقى هذا المعدل منخفض إذا ما قورن بالمعدل العالمي الستخدام الج ار ارت في 84

86 - التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية الفالحة و الذي هو في حدود هكتار حسب الفاو : الكيماوية ج ارر لكل ألف معدل استهالك األسمدة و المبيدات ارتفاع أسعار هذه المواد يبقى هو المكبح الرئيسي أمام توسيع استخدامها بحيث يقدر متوسط الكمية المستهلكة من األسمدة كلغ/للهكتار في سنة ليت ارجع سنة إلى حدود معدل كلغ / هكتار وعليه يبقى مستوى استخدام المخصبات الز ارعية من اجل تكثيف اإلنتاج دون المعدل العالمي والمقدر بحوالي 98 كلغ /هكتار 2 -المؤش ارت الموردية العاملة الز ارعية : )9(. : استنادا إلى التقرير البيئي لسنة استخالص ما يلي : األ ارضي المياه و اليد : األ ارضي يمكن تنقسم األ ارضي الج ازئرية عموما إلى قسمين شريط ساحلي يمثل % 80 المساحة اإلجمالية بكثافة سكانية في حدود ومعدل تساقط مطري أكثر من % من ملم في السنة وقسم يغلب عليه الطابع الصح اروي بنسبة % 20 من نفس المساحة و يستحوذ على فقط من السكان بمعدل تساقط سنوي %80 ال يتجاوز 800 ملم. و تقدر المساحة الز ارعية اإلجمالية بنحو 30.2 الكلية. مليون هكتار بما يمثل من المساحة %82 تتوزع كما يلي : 48.2 مليون هكتار م ارعي و سهوب لم تستغل منذ أكثر من األقل أ ارضي غير منتجة مهلكة ألسباب بيئية 9 بمساحة ) سنوات على )أ ارضي صخرية وأخرى أما المساحة الز ارعية النافعة فهي في حدود هكتار 2.8 مليون هكتار التي تنقسم بدورها حسب نوعية المحصول إلى : بمساحة الز ارعات الموسمية ( مليون 4.2 من المساحة الز ارعية النافعة. حبوب خضر...( هكتار أي ما يعادل % أ ارضي التعطيل الخصوبة( بمساحة ( 4.2 بدون استغالل بهدف تجديد %39.3 من المساحة الز ارعية النافعة. - الز ارعات الدائمة ( البيئة هكتار. مليون هكتار بما يمثل أشجار مثمرة وكروم( حسب تقرير سنة بمساحة لو ازرة من خالل تتبع تطور المساحات الز ارعية نلمس االنعكاس االيجابي للمخططات التنموية في إطار توسيع وحماية األ ارضي الز ارعية إال انه يبقى غير كافي بحيث نجدها تت ازيد بنسب ضئيلة من سنة ألخرى بحيث قدرت سنة ثم في سنة %4.99 بنسبة 8004 بنسبة 8003 % بنسبة %4.98. ثم في سنة علما أن النسبة العالمية لت ازيد المساحات الز ارعية تقدر -.%88.9 العربية للتنمية الز ارعية لسنة حسب تقرير المنظمة نصيب الفرد من األ ارضي الز ارعية : يعتبر مؤشر حصة الفرد من المساحة الز ارعية النافعة على الرغم من طابعه العام إال انه يكشف احد أهم أوجه اإلشكال الز ارعي في الج ازئر بحيث نجد أن نصيب الفرد يتناقص من سنة ألخرى ورد سابقا(. )كما كما أن نسبة المساحات الز ارعية المروية تبقى ضئيلة بحيث لم تتجاوز سنة % )80( إلنتاجيتها بالرغم من األهمية النسبية نسبة مساحات المحاصيل الموسمية والدائمة إلى المساحة الز ارعية إن أسلوب : استغالل األرض يتوقف على مدى موائمة الظروف المناخية وتوافر العوامل المساعدة بالشكل الكافي. 85

87 فبالرغم من المحف ازت البيئية ( المناخ والتربة مع دون المستوى المطلوب لتفي بتغطية االحتياجات إمكانية الري( إال أن المساحات المزروعة المحلية من الغالل وامكانية تصديرها. بالمحاصيل المستديمة ( األشجار المثمرة ) تبقى الجدول رقم 13 تطور نسبة )%(مساحات الز ارعات الدائمة والموسمية الدائمة % نسبة نسبة مساحة المحاصيل إلى المساحة الز ارعية مساحة المحاصيل الموسمية إلى المساحة الزراعية % مكانة إنتاج الحبوب إلى المساحة المزروعة: المصدر : تقرير المنظمة ع ت ز 2117 مرجع سابق ص 42 يعبر هذا المؤشر على مدى إمكانية تحقيق االكتفاء الذاتي من المحاصيل األساسية كالحبوب بحيث تقدر نسبة المساحة المزروعة من الحبوب إلى المساحة اإلحصائيات السنوية رقم متوسط الز ارعية 48 حسب كتاب للمنظمة العربية للتنمية الز ارعية - في حدود %29.88 سنة 8004 ثم ت ارجعت هذه النسبة إلى مستوى % أما بالنسبة لتطور إنتاج القمح الموالي: الجدول رقم 14 تطور مساحة إنتاج وانتاجية القمح في الج ازئر المساحة )الف هكتار( اإلنتاجية )قنطار/هكتار( سنة نستدرج الجدول اإلنتاج )الف طن( المصدر : مستخرج من الجدول رقم 32 من كتاب اإلحصائيات السنوية منظمة ع ت ز ص 183. نالحظ التطور النسبي للمساحات المزروعة ( بمنتج القمح الصلب اللين و الشعير( من سنة 8004 إلى سنة 002 كما أن اإلنتاج الكلي ارتفع ألف طن إلى 8292 من 8222 ألف طن سنة 8002 إال أن إنتاجية الهكتار تبقى متذبذبة من سنة ألخرى وهذا يرجع إلى اعتماد هذه الز ارعة على )88( كميات التساقط المطري. 1-2 أدناه ان تشير الد ارسة : المياه الواردة في المرجع الج ازئر تستحوذ على موارد مائية جوفية تقدر بحوالي و مليار م 4 يستخدم منها إال 9 مليار م 4. مليار متر مكعب في الشمال في الجنوب هذه األخيرة لم أما بالنسبة للمجمعات المائية السطحية نحصرها في مجمل السدود البالغ سدا 90 عددها محل استغالل والتي تتميز بوضعية بيئية تحتاج إلى أكثر تأهيل حسب ما يوضحه الجدول الموالي : 86

88 الجدول رقم 11 الوضعية البيئية للسدود الج ازئرية نسبة )مليون كمية األوحال السنوية مليون قدرة االستيعاب المنطقة السنوي م 3 ( م 3 ( % الجهة الغربية % الجهة الوسطى % الجهة الشرقية % المجموع التوحل Source D/Djimili Lakhdar :critère de choix de projet des barrages en terre, année 2006,p92 الق ارءة األولية للجدول أعاله توحي بمستوى انج ارف تربة األ ارضي الز ارعية المحاذية للسدود والمتسببة في ت ازيد مستوى األوحال خاصة في الجهتين الغربية والوسطى. أما فيما يخص التدفقات المائية تستفيد الج ازئر بنسبة ال تتعدى %4.2 فقط من المياه اآلتية من خارج حدودها اإلقليمية مما يستوجب االعتماد على اإلمكانيات المحلية و الطاقات الكامنة الداخلية وذلك بتكثيف انجاز المجمعات المائية لما لها من دور في حصاد المياه وتوفير الموارد المائية الداخلية فهي تشجع على توسيع المساحات الز ارعية المروية. علما ان السحب السنوي للمياه المتاحة يقدر- حسب نفس الد ارسة مكعب 2.8 بحوالي - %93 مليار متر منها من المصادر الداخلية وعليه فان نسبة استغالل الموارد المائية الداخلية تعتبر مرتفعة إذا ما قورنت بالمعدل اآلمن للسحب الذي لم يتجاوز حدود %80 من المياه المتاحة على أن يتم استغالل نسبة %29 منها في القطاع الز ارعي )88( اليد العاملة الز ارعية تحليل الواقع : الز ارعي الج ازئري من ناحية العمالة الز ارعية يعطي األرقام المبينة في الجدول أدناه : الجدول رقم 16 تطور مكانة اليد العاملة في القطاع الز ارعي نسبة سكان الريف إلى إجمالي السكان % نصيب الفر د الريفي من األ ارضي الز ارعية ( هكتار / فرد ) نسبة اليد العاملة الز ارعية الى إجمالي العمالة )% ( نصيب العامل الز ارعي من المساحة المزروعة )هكتار /فرد( المصدر : تم تصميم الجدول اعتمادا على تقرير المنظمة لسنة 2117 مرجع سابق- وتقرير الفاو 2118 في العالم )2116(

89 نالحظ النزوح التدريجي من الريف الج ازئري من سنة ألخرى بحيث انخفضت نسبة سكان الريف إلى إجمالي السكان إلى حدود % في سنة أما بالنسبة لليد العاملة الز ارعية فهي في تدهور مستمر بحيث انتقلت من إلى مستوى 8004 سنة %40.82 وهذا ما يبتعد سنة %83.99 عن المعدل العالمي للعمالة في القطاع الز ارعي الذي يقدر بنسبة %38.2 حسب تقرير الفاو لسنة من إجمالي اليد العاملة أما فيما يخص نصيب الفرد الريفي من األ ارضي الز ارعية يوضح هذا المؤشر مدى كثافة السكان في الريف ومدى الزيادة في الطلب على األ ارضي الز ارعية بحيث نالحظه في ت ازيد مستمر متجاو از المعدل العالمي الذي هو في حدود هكتار/ 0.32 فرد وهذا يعتبر مؤشر ايجابي في حاجة إلى دعم وتوجيه. 2- المؤش ارت البيئية : تشير التقارير الواردة سالفا السيما التقرير البيئيي الصادر عن و ازرة تهيئة اإلقليم لسنة 8004 وكذا الصادر عن المنظمة العربية للتنمية الز ارعية لسنة الى 8002 : - ان المؤش ارت البيئية في الج ازئر تنقسم ما هو معطى جغ ارفيا كوقوع مساحات شاسعة تفوق نسبة %20 - من األ ارضي في ح ازم المناطق الجافة بحيث ينخفض معدل الهطول المطري إلى اقل من 400 ملم سنويا األمر الذي يزيد من تهديد التصحر الذي هو في مستوى %22.2. ما هو ناتج عن النشاطات االقتصادية غير المدروسة كاالستخدام غير الرشيد للمبيدات واألسمدة الكيماوية التي تؤدي بدورها إلى تلوث المياه والتربة و حتى المنتجات الز ارعية بما ينعكس سلبا على الصحة العمومية. فمن خالل د ارسة أجريت على تحليل مياه الجهة الشمالية الشرقية للج ازئر ( مدينتي عنابة و الطارف( تبين أن هذه المياه تحتوي على كميات من النت ارت الى تت اروح من ميكروغ ارم في اللتر وهذا ما يتجاوز الحد األقصى المحدد من طرف المنظمة العالمية للصحة الذي هو في حدود 89 )84( / لتر. ميكروغ ارم ويبين التقرير البيئي لسنة 8004 سبق ذكره- بان نسبة من أصل )أكثر منها %88 من السدود الج ازئرية 88 ( 90 من سد( تعتبر األكثر تلوثا و أن سدا %39 ملوثة نسبيا ناهيك عن سد( 88 استفحال ظاهرة انج ارف تربة األ ارضي الز ارعية المحاذية للسدود مما يتسبب في ت اركم األوحال وبالتالي تنخفض قدرتها االستيعابية كما يوضحه الجدول رقم 09 )سابق الذكر( بحيث نالحظ أن نسبة األوحال داخل السدود تفوق يعادل فقدان ما يقارب %0.92 مليون م 4 40 بما من المياه الكمية التي تكفي لري حوالي 2000 هكتار سنويا حسب نفس الد ارسة -. النتائج المستخلصة من خالل تحليل الواقع الز ارعي الج ازئري نستشف المالحظات التالية : - المساهمة الرمزية للقطاع الز ارعي في تكوين الناتج الداخلي الخام - تدهور نصيب الفرد من الناتج الز ارعي - النقص الواضح في استخدام األسمدة والمبيدات بسبب ارتفاع أسعارها بالرغم من أهميتها النسبية في الرفع من اإلنتاجية إذا ما استعملت بطريقة علمية. 88

90 الز ارعة في - الج ازئر يغلب عليها الطابع التقليدي مع اعتمادها بشكل أساسي على كمية التساقط السنوية. إال أن الز ارعة المطرية تجدي نفعا عندما تتجاوز كمية األمطار 390 ملم في السنة و هذه الكمية ال تستفيد منها إال مساحات ز ارعية قليلة في الشمال. - توافر العوامل األساسية للنهوض بالز ارعة المروية خاصة في ضل توافر الموارد المائية الضخمة بما فيها السطحية والجوفية والتي تقدر بحوالي مليار م المستغلة حاليا في حدود ضيقة مع إمكانية زيادة استغاللها دون المساس بالتوازن البيئي الضروري. - التمكن من رفع اإلضافة السنوية إلى المساحات المروية من الموالي : 8002 في سنة هكتار في التسعينات إلى حسب ما يوضحه الشكل التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية امتالك مساحة ز ارعية نافعة شاسعة تفوق 2 - مليون هكتار المخصصة للمحاصيل انخفاض نسبة المساحة - الدائمة ( األشجار المثمرة( ضعف إنتاجية الهكتار بالنسبة لمحصول - الحبوب بحيث لم يتجاوز معدل 88 قنطار للهكتار بسبب االعتماد على الظروف المناخية. - امتالك موارد مائية سطحية معتبرة مع إمكانية توسيعها خاصة إذا ما تمت عملية صيانة وتطهير السدود بصفة دورية. ضعف في كفاءة نقل المياه بحيث تت اروح - معدالت المفقود منها من 40 إلى % 30 قلة األ ارضي الز ارعية المروية بالرغم من توافر - األ ارضي الخصبة و المياه. توافر اليد العاملة الز ارعية المؤهلة. - إمكانية تطوير الز ارعة المروية في الج ازئر الشكل رقم 14 تطور المساحات الز ارعية المروية المضافة سنويا 8000 هكتار/سنة Source : institut national de recherche agronomique

91 - توفير مختلف المدخالت الز ارعية واتباع األساليب العلمية والتقنيات الحديثة في الممارسات بحيث تتناغم األهداف االقتصادية االجتماعية والبيئية. - أن تتجاوز ثقافة اإلنتاج لتغطية االستهالك إلى توفير المنتجات الز ارعية كمادة أولية للصناعات الغذائية وذلك من خالل التوسع الز ارعي وتشجيع االستثما ارت على أن تلعب م اركز البحوث الز ارعية دورها في نقل التكنولوجيا و تطوير تقنيات األداء األمر الذي يؤدي إلى تخفيض التكاليف وبالتالي تعظيم القيمة المضافة. - أما فيما يخص التمويل فانه ينوط باألجهزة المتخصصة توفير الموارد المالية الكافية لقيام االستثما ارت ألفالحيه كما يستلزم المتابعة والم ارقبة لضمان توفير اإلنتاج كرهان لتسديد القروض. وعليه فان األسلوب األنجع للنهوض باإلنتاج الز ارعي هو الذي يتمحور في ضمان استق ارر مدا خيل الفالحين بتعويضهم عن الخسائر الناجمة عن تذبذب أسعار منتجاتهم بحيث تتم هذه التعويضات على أساس إنتاجية الهكتار كما هو معمول به في البرنامج ألفالحي المشترك لالتحاد األوربي )PAC( - مما يحفز على توسيع االستثمار وزيادة اإلنتاجية. أن االستدامة الز ارعية تستدعي أيضا األخذ باالعتبار االرتفاع المت ازيد لتكاليف اإلنتاج لما له من اثر على تناقص القيمة المضافة بحيث تقدر المنظمة العربية للتنمية الز ارعية في تقريرها حول األمن الغذائي لسنة 8002 بان نسب الزيادة في تكاليف إنتاج السلع الغذائية على المستوى العام ت اروحت بين الجدول التالي: %92 و %2 حسب ما يوضحه التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية د- مدى استيفاء الز ارعة الج ازئرية ألبعاد التنمية المستدامة إن استهداف االستدامة الز ارعية بالمفهوم الواسع يستدعي النظر في أساليب االستغالل الز ارعي وتثمين الموارد المتاحة بهدف تعظيم القيمة المضافة كما يجب أن يأخذ في االعتبار نوعية المنتج الز ارعي من ناحية توازن مكوناته الغذائية وسالمته من بقايا المواد الكيميائية واألسمدة المستعملة في االستغالل لما لها من أثار جانبية غير مرغوبة على صحة المستهلك بالدرجة األولى وبنظام إعادة اإلنتاج بالدرجة الثانية. األمر الذي يدفع إلى توسيع استعمال المخصبات العضوية من جهة والعمل بتوصيات الد ارسات المسبقة لتحليل األثر البيئي بفعل استخدام األسمدة الكيميائية بما يضمن تحاشي االنعكاسات غير المرغوبة على الموارد البشرية والطبيعية. في هذا االتجاه تتحدد المعالم األساسية لالستدامة الز ارعية في الج ازئر إذا ما استوفينا العناصر التالية : - رفع الكفاءة االقتصادية في استخدام الموارد السيما البشرية منها. بحيث يشغل القطاع الز ارعي بما فيه العام والخاص حوالي فرد في حين أن مستوى التكوين والتأهيل لتفعيل األداء لكل المستويات ال يتجاوز فرد للفترة الممتدة من سنة 8000 إلى وبالتالي يبقى مستوى التأهيل التقني لليد العاملة الز ارعية ضعيفا مما يبتعد عن شروط االستدامة. 90

92 المنتج القمح الشعير الطماطم الذرة البطاطس متوسط تكلفة استغالل الهكتار الجدول رقم 17 التكلفة بالدينار) 1 دوالر= 71 دج( التكلفة بالدوالر المصدر : تقرير المنظمة العربية للزراعة لسنة 2117 )مرجع سابق( ص 61 من خالل هذه األرقام يتضح جليا وخاصة بالنسبة للمواد األساسية كالقمح فان اإلنتاجية الدنيا للهكتار والتي تعد كافية لتغطية تكاليف اإلنتاج يجب أن تتجاوز 88 قنطار/ للهكتار في ظل السعر الحالي لمادة القمح و المقدر ب للقنطار. دج 3900 وبالتالي فان الز ارعة المطرية ال يمكنها بأي حال من األحوال- تحقيق عتبة المرودية. إال في حدود ضيقة جدا - مما يستوجب النهوض باإلنتاجية عن طريق توسيع و تطوير الز ارعة المروية. وعليه فمن معوقات االستدامة الز ارعية في هذا المجال نلخص ما يلي : - رهان توسيع و تطوير استغالل المساحات الز ارعية المروية. - مدى إمكانية توفير األسمدة و المخصبات الز ارعية و العمل على توسيع استخدامها بالشكل الذي يسمح باالستغالل الدوري لأل ارضي الز ارعية النافعة بدون إلحاق أض ارر بيئية وذلك بتأهيل الم ازرعين واج ارء المزيد من البحوث لفهم التداخل الديناميكي الستخدام - (14) األسمدة و البيئة. األخذ في االعتبار الطبيعة الجغ ارفية لأل ارضي الز ارعية الج ازئرية السيما مستوى انحدارها لما له من اثر على تعريتها و اهتالكها خاصة وأن %90 منها تتميز بمنحد ارت تفوق و نسبة %88 منها تفوق منحد ارتها %89. األمر الذي يؤدي إلى انج ارف التربة وفقدانها لخصوبتها إذا لم تؤخذ التدابير الالزمة عند االستغالل وعليه فان. األ ارضي الز ارعية المنحدرة تفقد سنويا ما يقارب 880 مليون طن من األتربة التي ترمى في السدود مما يسبب مشكال مضاعفا بحيث تفقد األ ارضي خصوبتها وتوازنها االيكولوجي و تفقد السدود جزءا معتب ار من قدرتها االستيعابية. ناهيك عن اآلثار السلبية للممارسات الز ارعية غير المدروسة و التي تتدعم بالظروف المناخية شبه الجافة مما انعكس على تصحر ما يتجاوز إحصائيات سنة واهتالك األ ارضي كان في حدود هكتار. مليون هكتار علما أن تبين بان مستوى التصحر مليون 4.9 فضال عن ما ينجر عن هذه الظاهرة من هجرة داخلية بسبب فقدان األ ارضي الز ارعية لخصوبتها وتدني إلى مستوى االنعدام في إنتاجيتها وهذا ما يفسر هجرة ماليين نسمة من األرياف 9 إلى المدن وبالتالي خروج أكثر من هكتار من االستغالل البيئي لسنة حسب التقرير أما فيما يخص دور البذور و التقنيات الحديثة في تحقيق التنمية الز ارعية المستدامة فانه في هذا اإلطار عرف "بالغلة الكامنة" (Evans) بأنها 8928 عام " ما يسمى تلك الناتجة عن نمو % 89 91

93 الز ارعة في البيئات المتبناة مع توافر العناصر الغذائية و الماء الكافي و الم ارقبة الفعالة لكل من اآلفات واإلم ارض والحش ارت ومعالجة البذور وجميع النشاطات المؤثرة على النمو" )89(. وعليه فان تحقيق الغلة الكامنة يتم بفضل تربية النبات بتوفير جميع الشروط الضرورية مع التحسينات الو ارثية للمحاصيل بالشكل الذي يؤدي إلى تحسين اإلنتاجية. وبالتالي فان إمكانية تطوير اإلنتاجية في ميدان الحبوب- خاصة - واردة في ضل توافر الموارد األرضية والمائية الكافية علما أن ز ارعة هذه المنتجات في الشمال الج ازئري تحتاج فقط إلى ري تكميلي في مواسم معينة لتفادي االنعكاسات السلبية للتذبذب المطري. - حماية األ ارضي الز ارعية من التعرية والتصحر ووقف التوسع العم ارني على حساب األ ارضي الخصبة وعليه فانه من شروط االستدامة الز ارعية األخذ في االعتبار حجم التكلفة البيئية واالجتماعية الناجمة عن كل الممارسات االقتصادية مع تفعيل أداء كل العوامل المساعدة من مادية بشرية وتقنية. خاتمة إن اإلشكالية في االستغالل الز ارعي تكمن في كيفية التسوية بين األهداف االقتصادية المنشودة على غ ارر تحقيق قيمة مضافة واعدة الرفع من أهمية الناتج الز ارعي بالنسبة للناتج الداخلي الخام وتحقيق األمن الغذائي واألهداف البيئية خاصة وان تقييم االنعكاسات السلبية للنشاطات االقتصادية غير المدروسة يوحي بامتصاص األثر السلبي لألثر االيجابي األمر الذي يستوجب تثمين الموارد الطبيعية لضمان استم اررية االستغالل. في هذا اإلطار حاولنا من خالل هذه الد ارسة التي تبين في مجمل محاورها عالقة الربط الوطيدة بين مختلف األبعاد االقتصادية االجتماعية والبيئية لبلوغ االستدامة الز ارعية. هذا المسعى ال يمكن بلوغه باالعتماد على الخصائص والممي ازت الطبيعية فحسب بل كذلك بالسياسات و الب ارمج الحكومية الداعمة إلضفاء منهجية معينة في االستغالل الز ارعي بهدف منحه االستق ارر الضروري لتطوره وبالتالي تحقيق الغايات المرجوة. الهوامش 1- د/ سو ازن وفيق العاني : علم االقتصاد الز ارعي دار أسامة للنشر عمان 8009 ص Olivier beaumais : économie de l environnement, Rome 2001, p د/عثمان محمد غنيم وآخر:التنمية المستدامة دار صفاء للنشر والتوزيع عمان 8002 ص 89. : فوزية غربي د/ 4- الز ارعة العربية وتحديات االمن الغذائي حالة الج ازئر مركز د ارسات الوحدة العربية الطبعة االولى بيروت Katheline S et paul Z : l environnement, une nouvelle dimension de l analyse économique, Paris 1998, vuibert, p Beat Burgenmeier:économie dudéveloppement durable, 2e edition, de boeck, Paris 2005, pp Rapport sur l état et l avenir de l environnement, année 2003, ministère [de l aménagement de territoire et de l environnement, p تقرير المنظمة العالمية للتغذية والز ارعة )FAO( لسنة يشير نفس التقرير )الفاو 8009 ( الى ان نسبة مساهمة الناتج الز ارعي في تكوين الناتج الداخلي الخام لم تتجاوز حدود %3 عالميا كما ان متوسط إنتاجية العامل الز ارعي لم تتجاوز حدود 8409 دوالر/فرد/سنة. 92

94 تقرير المنظمة العربية للتنمية الز ارعية إست ارتيجية 14- Driss ben ali, Antonio G et autres : urbanisation et agriculture en méditerranée, conflits et complémentarités, édition l harmattan, Paris د/ محمد االشرم : التنمية الز ارعية المستدامة العوامل 8002 : -11 التنمية الز ارعية المستدامة الخرطوم سنة تقرير اوضاع االمن الغذائي العربي المنظمة العربية للتنمية الز ارعية الخرطوم سنة D/Djimili lakhdar : critère dechoix de projet des barrages en terre, thèse, université Annaba, 2006, p Bouneb Samia : état actuel des ressources en eau dans les wilayas Annaba et Taref, université Annaba, thèse 2006, p170. الفاعلة ص 494. مركز د ارسات الوحدة العربية بيروت 93

95 ملخص التدابير الوقائية في الشريعة اإلسالمية و دورها في وقاية األحداث بعد التمييز محمد العروسي صوالح كلية الحقوق جامعة باجي مختار-عنابة من الطبيعي أن تتغذى نزعة الشر على موائد التخلف الخلقي واالجتماعي والتضامني واالقتصادي وتنشط بين آونة وأخرى لتبرز مظاهرها اإلج ارمية في مجتمع مصاب بواحد من أم ارض التخلف. وكانت وال ت ازل هزيمة قوى الش ر في هذه المعركة تتم تحت تأثير عوامل وقائية وعالجية. وتبدو أهمية التشريعات من ازوية وسائل مكافحة الش ر و اإلج ارم فالتشريع الجنائي الوضعي ال ازل يعطي الدور األول للوسائل العالجية كالعقوبات خالفا لما عليه الحال في التشريعات السماوية التي تهتم دوما بالوسائل الوقائية على أساس أن الوقاية خير من العالج وقد ساهمت الشريعة اإلسالمية في تقديم العون للبشرية )2( لتنتصر نزعة الخير على الشر. كلمات المفاتيح: الظاهرة اإلج ارمية إج ارم األحداث الوقاية من الجريمة مكافحة اإلج ارم. Résumé Il est évident que l instinct d agressivité s alimente de la détérioration morale et sociale, s activant quelques fois, pour montrer ses aspects criminels au sein d une société atteinte d une des maladies du sous développement. Et de part les moyens de combattre le mal et la criminalité, on peut remarquer l importance des législations, tout en constatant que le droit criminel positif tend à mettre, en premier plan les mesures de traitement contrairement aux législations célestes qui favorisent les mesures de prévention selon le principe «il vaut mieux prévenir que guérir». Mots clés : Phénomène criminel; délinquance juvénile ; prévention de la criminalité, lutte contre la criminel. Abstract It is obvious that the instinct of evil has repercussion on moral and social deterioration and operates from time to time to show some aspects of criminality; in a society stricken by underdevelopment. In order to fight these evil forces some preventive measures as well as treatment are to be taken. The ways to fight evil and crime are multiple but the most important way is legislation. The Substantive Criminal Law tends to adopt treatment measures such as sanctions unlike celestial laws that promote preventive measures based on the fact that prevention is better than cure. Islamic Sharia is more beneficial to mankind than the positive law. Keywords: Criminal phenomenon; juvenile crime; prevention of crime; combating crime. 94

96 مقدمة ''الحدث" يطلق القانون على ناقص اإلد ارك اصطالحا بينما يطلق عليه في الشريعة اإلسالمية )1( "الصبي". وعرفت الشريعة اإلسالمية أيضا الجناح" " ورد لفظ لفظ الجنوح فقد في عدة آيات قرآنية من القرآن الكريم حيث جاء في قوله تعالى: " إن الصفا والمروة من شعائر اهلل فمن حج البيت أو اعتمر فال جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خي ار فأن )0( اهلل شاك ار عليم. : " وقوله تعالى وليس عليكم جناح فيما أخطأتم و لكن ما تعمدت قلوبكم وكان اهلل غفو ار رحيما" )1(. ورد في كتاب اهلل العزيز كثير من اآليات جاء فيها لفظ الجناح وقد جاء في التفسير أن لفظ الجناح معناه اإلثم و الشريعة اإلسالمية تعرف " الج ارئم بأنها محظو ارت شرعية زجر اهلل عنها بحد أو تعزيز فهي إتيان عمل محرم معاقب على فعله أو ترك فعل محرم الترك معاقب على تركه )5(. " " و تنظر الشريعة اإلسالمية إلى تكامل إد ارك اإلنسان كم ارحل ثالث تبدأ من مرحلة انعدام اإلد ارك الصبي غير المميز" الصبي المميز" بلوغ سن الرشد" إلى مرحلة اإلد ارك الضعيف إلى مرحلة اإلد ارك التام وهو " تبدأ المرحلة األولى من الوالدة حتى سن السابعة وال يعاقب الصغير خاللها ال جنائيا وال تأديبيا وتبدأ المرحلة الثانية من الثامنة وتنتهي بالبلوغ وهو سن الثمانية عشرة و تكون المسؤولية في هذه المرحلة تأديبية ال جنائية أي أن ج ارئمه وأن كانت تستوجب العقاب فأنه يقتصر على التأديب وال يعتبر عائدا مهما تكرر تأديبه توقع عليه من عقوبات التعزيز إال التأديب )6(. أي ال من الطبيعي أن تتغذى نزعة الشر على موائد التخلف الخلقي واالجتماعي والتضامني واالقتصادي...وتنشط بين آونة وأخرى لتبرز مظاهرها اإلج ارمية في مجتمع مصاب بواحد من أم ارض التخلف. كانت وهزيمة قوى الشرفي هذه المعركة و ال ت ازل تتم تحت تأثير عوامل منها وقائية ومنها عالجية. ومن ازوية و سائل مكافحة الشر و اإلج ارم تبدو أهمية التشريعات. "Droit Criminel Positif" األول للوسائل العالجية " فالتشريع الجنائي الوضعي ال ي ازل يعطي الدور Mesures De "Traitement التشريعات السماوية كالعقوبات خالفا لما عليه "Législation de Céleste" من إنها تهتم دوما بالوسائل الوقائية" Mesures " De Prévention من العالج. على أساس أن الوقاية خير دور الشريعة اإلسالمية في الوقاية من الجنوح: وقد فاقت الشريعة اإلسالمية في تقديم العون للبشرية لتنتصر نزعة الخير )7( على الشر. إن الشريعة في محاربتها للجريمة تعطي الدور األول و األهمية الكبرى للوسائل الوقائية و تترك الدور الثاني للعالج و يرجع ذلك إلى أسباب عديدة أهمها: -1 إن الوقاية عن الجريمة تعني محاولة منع تكون الشخصية اإلج ارمية و السلوك اإلج ارمي منذ الطفولة. أما العالج الذي يتمثل في العقاب الذي يستهدف تحقق الردع. على أساس أن في عقاب المجرم ردعا لآلخرين إال أن المجرم و درجة إقدامه على الجريمة واحجامه عنها يتوقف على مدى تشديد و تخفيف العقوبة. لذا فأن الردع ال يلعب دو ار أساسيا في منع الجريمة مثلما هو الوقائية. -2 عليه في الوسائل الوقاية تهيء الفرد أن يتخذ سلوكا مستقيما بمقتضى فطرته وطبعه وذاته واندفاعه الشخصي 95

97 وبذلك يكتسب سلطة فعلية على سلوكه في الجهر والخفاء فال ينحى سمحت له فرصة ذلك في الخفاء. إلى الجنوح واالنح ارف مهما -3 إن الردع المتمثل في العقاب ليس له دور فعال بالنسبة للمحترفين للجريمة هذا بخالف الوقاية ألنها تعني مكافحة العوامل الذاتية و الخارجية التي من شأنها أن تؤدي إلى جنوح و انح ارف اإلنسان. -4 إن السياسة الوقائية تستند إلى أسس علمية سواء في الشريعة اإلسالمية أم في القانون الوضعي وبذلك يكون نجاحها في تحقيق الغاية أمر مؤكد. في حين من الصعوبة تقدير مدى أثر وقوة الردع الناشئ عن خوف العقاب على منع الجنوح واالنح ارف و اتخاذ السلوك اإلج ارمي. وكما يقول المثل الشائع قنطار عالج". "درهم وقاية خير من وانطالقا من هذه الحقيقة أخذت الشريعة اإلسالمية منذ ميالدها تعطي األولوية للوقاية وتلقي مسؤولية هذه الوقاية على المؤسسات التي يمر بها اإلنسان منذ أن خلق كنطفة إلى أن يبلغ سن الرشد وأهمها مؤسسة األسرة وتتمثل في األبوين و التعليم وتتمثل في المعلم و المدرسة و مؤسسات العبادة )8( وتتمثل في المساجد. وال خالف في الوقت الحاضر بين الشريعة اإلسالمية والقوانين الوضعية الجنائية الحديثة في أن األحداث ال يعاملون معاملة كاملي اإلد ارك غير أنهم عانوا في ظل القوانين الماضية ما عاناه الكبار من سوء معاملة القضاة وشدة العقاب سواء بسواء كاإلعدام و العقوبات البدنية األخرى. ولم يكن هناك مكان لفكرة العقوبة المخففة Peine " أو التأديبية والتقويمية "Peine atténuée" "correctionnelle اإلد ارك كاألحداث. بالنسبة لمن يكون ناقص وان هذه القسوة مردها إلى األهمية التي كانت تعطي للفعل "الجريمة" دون الفاعل "الجاني". ولم يعط أي اعتبار لشخصية الفاعل إال بعد الثورة الفرنسية و تطور القانون الجنائي تجاه الجاني بصورة عامة و األحداث الجانحين بوجه )1( خاص. - إن الشريعة اإلسالمية سبقت جميع التشريعات الجنائية في الرفق باألحداث الجانحين و تخفيف مساءلتهم وعقابهم وذلك أمر بديهي بالنسبة إلى شريعة تكون قواعدها مشبعة باإلنسانية و األخالقية و روح اإلصالحية البشرية. فمنذ ميالد هذه الشريعة تقرر لإلنسان نوعان من األهلية: أ- أهلية الوجوب و أهلية األداء و كل من هاتين األهليتين قد تكون ناقصة و قد تكون كاملة: أهلية الوجوب الناقصة: تثبت لإلنسان قبل والدته و بمقتضاها يصلح ألن يكون له الحقوق كالرث و الوصية.. أن يكون محال ألية مسؤولية. ب- أهلية الوجوب الكاملة: إلى بلوغه سن التمييز و بموجبها فهو في هذه المرحلة ال يتصور تبدأ من والدة اإلنسان تثبت له الذمة المالية فتكون له الحقوق و عليه اإللت ازمات ويصبح أهال ألن يكون محال للمسؤولية المدنية فقط و لكن ال يسأل جنائيا مهما تكن طبيعة الجريمة التي يرتكبها. - ج أهلية األداء الناقصة: و هي تبدأ من سن التمييز إلى سن البلوغ و تثبت بقدرة قاصرة و إد ارك ناقص وهذا النوع من األهلية هو المتعلق بموضوع األحداث. د- أهلية األداء الكاملة: و هي تثبت لإلنسان إذا تم إد اركه و تمت قدرته البدنية التي يتوقف عليها )22( القيام بفعل المكلف به. 96

98 ويعتبر الصبي غير مميز ما دام لم يبلغ سنه سبع سنوات ولو كان أكثر تميي از ممن بلغ هذه السن ألن الحكم للغالب و ليس لألف ارد وحكم الغالب أن التمييز يعتبر منعدما قبل بلوغ سن السابعة فإذا ارتكب الصغير أية جريمة قبل بلوغه السابعة فال يعاقب عليها جنائيا و ال تأديبيا فهو ال يحد إذا ارتكب جريمة توجب الحد وال يقتص منه إذا قتل غيره أو جرحه و ال يعزر. ولكن إعفاءه من المسؤولية الجنائية ال يعفيه من المسؤولية المدنية عن كل جريمة يرتكبها فهو مسؤول في ماله الخاص عن تعويض أي ضرر )22( يصيب به غيره في ماله أو نفسه. وال يرفع عنه انعدام التمييز المسؤولية المدنية كما يرفع المسؤولية الجنائية ألن القاعدة األصلية في الشريعة اإلسالمية إن الدماء " و األموال معصومة أي غير مباحة وأن األعذار الشرعية ال تنافي هذه العصمة أي أن األعذار ال تهدر الضمان وال تسقطه و لو أسقطت العقوبة. والمرحلة الثانية تبدأ ببلوغ الصبي السابعة من عمره وتنتهي بالبلوغ و في هذه المرحلة يعتبر مميز. الصبي فهو ال يسأل عن ج ارئمه مسؤولية جنائية فال يحد إذا سرق أو زنا مثال و ال يقتص منه إذا قتل أو جرح و إنما يسأل مسؤولية تأديبية قيؤدب على ما يأتيه من الج ارئم و التأديب و أن كان في ذاته عقوبة على الجريمة إال أنه عقوية تأديبية ال جنائية ويترتب على اعتبار العقوبة تأديبا أن ال يعتبر الصبي عائدا مهما تكرر تأديبه وأن ال يوقع عليه من عقوبات التعزيز إال ما يعتبر تأديبا كالتوبيخ والضرب. ويسأل الصبي المميز مدنيا عن أفعاله و لو أنه )21( ال يعاقب عليها بعقوبة جنائية فأن الصبي المميز يؤدب تعزي از وال يعد ذلك من قبيل العقاب بل يعد من قبيل التهذيب و الصيانة و التوجيه نحو )20( الخير بتعويده اجتناب األذى. وتأكيدا لما سبق الكالم فأنه ال قصاص فيما بين الصبيان لقوله صلى اهلل عليه و سلم: " رفع القلم عن ثالثة: عن النائم حتى يستيقظ وعن المبتلى )21( حتى يب أر و عن الصبي حتى يكبر". قال: " عن ابن عمر أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم من لم يرحم صغيرنا و يعرف حق كبيرنا )25( فليس منا" فجعل الصغر سببا للعفو عن عهدة تحتمل العفو أي جعل سببا إلسقاط كل تبعة وضمان يحتمل السقوط عن البالغ بوجه عام. إن هؤالء األحداث المشردين من الصغار سواء أكانوا مميزين أم كانوا غير مميزين أطفاال ليس لهم أولياء على النفس يقومون بحمايتهم و تهذيبهم وتربيتهم أولهم أولياء تخلوا عن واجبهم فكانوا بحكم الشرع في حكم المعزولين عن الوالية وبذلك تكون الوالية عليهم لولي األمر ألن القاعدة الفقهية: أن السلطان ولي من ال ولي له فإذا كانت الدولة قد تولت تنظيم أحوال األطفال المشردين فقد تولت أم ار )26( هو لها و هو من قبيل تنظيم واليتها.. كان لتربية الطفل و تقويمه و إرشاده و بناء الشخصية القوية السوية فيه مكان رفيع و موقع متميز في النظام اإلسالمي و نظام التربية في اإلسالم له أسس يجب السير على هديها و طرق مختلفة البد من سلوكها و أهداف محددة يرمي إلى )27( الوصول إليها. أرشد اإلسالم إلى قواعد عامة لتربية الطفل واعداده روحيا و خلقيا و عقليا و جسميا.و باستق ارء نصوص الشريعة السمحاء نجد أن جميع األحكام التي جاءت بها هذه الشريعة من أحكام بنيت على األخالق ال فرق في ذلك بين األحكام المنظمة لشؤون األسرة أو المنظمة لمعامالت الناس 97

99 وعالقتهم. كما أن الصفة الدينية لهذه األحكام وشعور الفرد أن هذه األحكام صادرة من عند اهلل تعالى وما يترتب على ذلك من احت ارم لهذه األحكام وطاعة لها مع شعور بوجود رقابة عليا على فعله كل ذلك أمر ال يمكن إغفال أهميته أو إنكار أثره على سلوكية الفرد إذ أن فعل اإلنسان يوصف بالحل أو الحرمة بناء على حقيقته الباطنة ونية صاحبه و قصده وم ارعاة ذلك يجعل اإلنسان ال يقدم على أي تصرف إال إذا كان حالال في حقيقة األمر )28( و نفس الواقع. فإذا أضفنا هذه المعاني إلى بقية األحكام التي جاءت بها الشريعة اإلسالمية كاألحكام اإلعتقادية: من وجوب اإليمان باهلل و مالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر واألحكام األخالقية: واإلخالص والكرم وألا حكام الخاصة بالعبادة: كالصدق واألمانة والشجاعة والوفاء بالعهد والصبر كالصوم والصالة والحج والزكاة بما تحمله هذه األحكام من تربية روحية عالية ووشائج إيمانية سامية وسلوكية أخالقية كريمة و رباط بين العبد وخالقه متين أمكننا القول بعد ذلك أن نظام التربية الروحية والخلقية الذي جاء به اإلسالم هو بحق أسمى وأرقى نظام طبق على هذه األرض. وقد عني كثير من فقهاء المسلمين وفالسفتهم بمسألة تربية األطفال وتوجيههم و ارشادهم لما للتربية في الصغر من أثر فعال على سلوكية )21( اإلنسان في كبره. أوال - دور األبوين في البيت: قد أعطت الشريعة اإلسالمية أهمية كبيرة لألسرة والمتمثلة في األبوين بدورها الوقائي عن جنوح األحداث ألنها تستقبل الطفل وهو بعد عجينة مرنة يتقبل كل حجم تمليه عليه األسرة وفيها يتم نسيج العالقة الوجدانية التي تربط الفرد بالحياة الخارجية ويأخذ طبعه النهائي في السنين األولى )12( الحياة. من وبما أن األبوين هما القائمان على إدارة شؤون هذه األسرة لذا تقع عليهما مهمة و مسؤولية التربية والتوجيه والتهذيب وذلك ألن عالقة األبوين تؤثر بصورة مباشرة على سلوك و شخصية الطفل و على مدى تكيفه وتوافقه مع محيطه عندما يكبر. وبوجود البيئة الصالحة والبيت واألسرة الملتزمة بتعاليم اإلسالم ينشأ الطفل و يشب على األخالق الفاضلة والخصال الحميدة و األدب الرفيع. فالطفل بعد والدته يفتح عينيه على الدنيا و أول شيء يقع بصره عليه هم أسرته من حوله فينطبع بطباعهم و يتأثر بسلوكهم و يقتدي بأفعالهم وأول من يتأثر الطفل بهم أبويه ألنهما أكثر التصاقا به وعناية بشؤونه ورعاية ألمره و توجيها لسلوكه لذا كان لسلوكهما أثره البالغ فمتى ما كانا قدوة حسنة له كان سلوكه حسنا و إذا كان عكس ذلك كان سلوك الطفل معوجا بعيدا عن معاني الخير والهدى )12( و الصالح. و يؤدي به بعد ذلك إلى االنزالق في عالم الجريمة و اإلج ارم. و قد أمر اإلسالم األبوين على عدم التقصير في تربية و تهذيب أوالدهم ألن في هذه التربية وقاية من االنح ارف و الجنوح في الجريمة. و قد وضعت الشريعة اإلسالمية أسس التربية اإلسالمية ليربى األحداث عليها تربية صالحة فأوصت بهم أمهاتهم و آباءهم أن يعملوا ما في وسعهم لتهذيبهم و تعليمهم و أكد على ذلك الرسول صلى اهلل عليه وسلم فقال: " كل مولود يولد على الفطرة و إنما أبواه يهو دانه أو ينص ارنه أو )11( يمج سامه". وقال: أكرموا أوالدكم و أحسنوا أدبهم". فجعل الرسول صلى اهلل الطفل تعليمه األدب و حسن الخلق. عليه و سلم من إك ارم 98

100 و قال: " اتقوا اهلل و أعدلوا في أوالدكم" )10(. وهذه إنتباهة رحيمة حتى ال ينشأ الطفل و في قلبه حقد وحسد على أخوته إذا أعطوا أكثر أو خي ار منه. وقال: ألن يؤدب أحدكم-ولده خير له من أن )11( يتصدق كل يوم بنصف صاع على المساكين". وقال علي رضي اهلل عنه:"ال تقسروا أوالدكم على تربيتكم فأنهم مخلوقون لزمن غير زمنكم". وقال: " علموهم و أدبوهم". ويقول الغ ازلي: " والصبي أمانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية من كل نقش وصورة وهو قابل لكل ما نقش فيه ومائل إلى كل ما يمال به إليه فأن عود الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا و اآلخرة... )15( البهائم شقى و هلك". وأن عود الشر وأهمل اهمال إن هذه النصوص التي جاءت في القرآن الكريم وفي سنة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وفي أقوال الصحابة وآ ارء فقهاء وفالسفة المسلمين تعتبر أروع شاهد على مدى أهمية دور األبوين في تربية األوالد وماله ذلك من تأثير على سلوكهم واذا كانت تربية األبوين سليمة وحكيمة شب الطفل على مكارم األخالق والسلوك السوي أما إذا أهمل الطفل فأنه يكون بذلك مبعث شر في المجتمع. ولكن التربية ال تقتصر على هذه الخطوط بل يجب على األبوين أن يحرما الطفل من لذة تدفعه إلى الجنوح و أن يجعاله يتحمل من تلك الفترة حتى يصبح سلوكه متفقا مع األصول األخالقية والقيم االجتماعية. كما أنه يجب أن يكون كل من األبوين قدوة حسنة لألطفال فالقدوة الحسنة الصالحة لها أثرها الكبير على سلوك الطفل وشخصيته إذ ال قيمة للتوجيه النظري و النصح المجرد والقول العابر بدون القدوة الحسنة. ألن الطفل يقلد أبويه ال شعوريا من كل تصرف يصدر عنهما سواء كان التصرف مصدر خير أم مصدر شر. ولم يقتصر اإلسالم إلى هذا الحد بل ذهب إلى أبعد من ذلك حيث ن اره قد إهتم باألطفال األيتام وخصهم بالرعاية و الحماية و اإلصالح. فقد نظمت الشريعة شؤون الطفل اليتيم الذي فقد أباه فأمرت بإصالح اليتيم وبتربيته تربية صالحة قائمة على تكريمه واالعتداد بشخصيته و تعليمه كل ما يكون به مواطنا صالحا وعضوا نافعا و في مقام الحث على اإلصالح لليتامى جاء في قوله تعالى: "ويسألونك عن اليتامى قل إصالح لهم خير و أن تخالطوهم فإخوانكم و الله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء )16( الله العنتكم أن الله عزيز حكيم". وفي مقام األمر بتربية األيتام تربية صالحة حسنة كريمة حتى يكتسبوا شخصية قوية قادرة على مواجهة أعباء الحياة ومتطلباتها جاء في الحديث عن الرسول صلى اهلل عليه و سلم فقال: " خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه و شرب بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه". واهتمت الشريعة اإلسالمية باليتيم حتى ال ينشأ مشردا منبوذا في المجتمع مما يؤثر في شخصيته ويشعر بالنقص وبالتالي يسلك طريق الجريمة ويشذ في سلوكه وينجرف إلى الجنوح. ثانيا- دور المعلم في المدرسة: إن الجهل مصدر أكثر األم ارض االجتماعية كالتخلف والفقر واإلج ارم والجنوح وان العلم هو أساس كل تقدم في ميدان الحضارة وتأمين الحياة الكريمة ومكافحة الجريمة أولت الشريعة اإلسالمية 99

101 اهتماما كبي ار بالمؤسسات التعليمية و القائمين عليها كالمدرسة والمعلم مثالن و أن أقوى سالح يمكن أن يشهر بوجه الشر هو العلم بكافة ألوانه بغض النظر )17( عن المنبع الذي يستقى منه. وفي مواطن كثيرة نوه القرآن الكريم بشأن العلم والعلماء مما يمكن القول معه أن التعلم فرض على اإلنسان والتعليم واجب لألبناء على اآلباء )18( والمجتمع. " وما يؤكد على أهمية العلم نرى اإلسالم قد حث على العلم والتعلم في أكثر من مناسبة بحيث أن أول نص نزل من المشرع األول على سيدنا محمد صلى اهلل عليه و سلم هو األمر بالق ارءة فقال سبحانه و تعالى: علق. اق أر باسم ربك الذي خلق. خلق اإلنسان من اق أر و ربك األكرم الذي علم بالقلم علم )11( اإلنسان ما لم يعلم". و قال: " هل يستوي الذين يعلمون و الذين ال يعلمون إنما يتذكر أولوا األلباب و قال: " و قل ربي زدني علما )02(. "... )02(. " كذلك حث الرسول صلى اهلل عليه و سلم البشرية على العلم و التعلم وجاء ذلك في كثير من أحاديثه. يبدي فيها أهمية التعلم للقضاء على األمية و الجهل والفقر وبالتالي القضاء على اإلج ارم واالنح ارف والجنوح. فقال: " مائة غزوة". غدوة في طلب العلم أحب إلى اهلل من و قال:" من يرد اهلل به خي ار يفقه في الدين". و قال: " و ال متعلم". و قال ال خير فيمن كان من أمتي ليس بعالم الرسول صلى اهلل عليه وسلم مخاطبا الناس بأن يطلبوا العلم في أي مكان و بقعة في األرض ومن أي مستقى فقال: "اطلبوا العلم و لو )01( بالصين". ولم يكتف اإلسالم بهذا القدر بل ذهب إلى أكثر من ذلك فرفع التمييز الجنسي في ميدان التعليم والتعلم وعمم ذلك ليشمل كل ذكر و كل أنثى فقال الرسول صلى اهلل عليه و سلم: " على كل مسلم ومسلمة". بل ذهب اإلسالم إلى أبعد من طلب العلم فريضة هذا فأمر بتطبيق نظام البعثات وشد الرحال للتسلح بالعلم في األقطار األخرى و ذلك قبل أن يعرف القانون هذا النظام بمئات السنين. فجاء في قوله تعالى: " و ما كان المؤمنون لينفروا كافة فلوال نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم )00( لعلهم يحذرون. وانذار القوم يعني منعهم من السلوك اإلج ارمي ومن عمل كل شر و ذلك عن طريق التعلم و هذا قليل من الكثير بالنسبة لألهمية التي أعطاها اإلسالم للعلم كسالح لمقاومة الشر و توفير النفع )01( والخير للمجتمع البشري. و القدوة الحسنة التي أمرت بها الشريعة اإلسالمية في موضوع التربية و التعليم ال تقتصر على األبوين فقط و أف ارد األسرة بل تتعدى هؤالء إلى المعلم والمربي في المدرسة حيث يقضي الطفل شط ار عظيما من حياته مع معلميه يستمع لتوجيهاتهم ويتأثر بهم و يتبع خطواتهم. لذا كان للمعلم- القدوة- أكبر األثر و أعظم الخطر على حياة الطفل سلوكا و فك ار ومشاع ار ورؤية للحياة. ولقد وجه اهلل سبحانه و تعالى أنظار المسلمين إلى وجوب التأسيس بالنبي الكريم و اإلقتداء به باعتباره المعلم األول و األمثل لهم لما كان عليه 100

102 صلوات اهلل و سالمه عليه من خلق عظيم و أدب رفيع حيث وصفه اهلل تعالى في كتابه العزيز بقوله: )05( " و أنك لعلى خلق عظيم". و قوله تعالى: " أتأمرون الناس بالبر و تنسون )06( أنفسكم و أنتم تتلون الكتاب أفال تعقلون". وقال عمر بن عتبة لمعلم ولده:" ليكن أول إصالحك لولدي إصالحك لنفسك فأن عيونهم معقودة بعينيك فالحسن ما صنعت و القبيح عندهم ما تركت كما يشترط اإلسالم في المعلم من الصفات )07( العقلية العقل وثقافة الذهن وحدة الفهم. ويشترط من الصفات الخلقية العدل والعفة وسعة البال ونجد كثي ار من فقهاء وفالسفة المسلمين مثل الغ ازلي والعبدري يهتمون اهتماما كبي ار بأخالق المعلمين والمدرسين و واجبتهم و قد ذكر الغ ازلي في رسالة " األدب في الدين" آدابا خاصة لمعلم الصبيان إذ أنهم لم يكو نوا في هذه السن استقاللهم فهم ينظرون إلى مدرسهم على أنه نموذج صالح يقلدونه فعليه أن يدرك ذلك فأعين التالميذ إليه ناظرة وآذانهم إليه مصغية فما استحسن فهو عندهم الحسن وما استقبح فهو عندهم القبيح". ثم على المعلم أن يشفق على التالميذ وأن يجريهم مجرى بنيه وأال يدع من نصح المتعلم شيئا ثم ينبهه أن الغرض من طلب العلم الثقافة والقرب من اهلل دون الرياسة و المباهاة و المنافسة )08( وأن يهتم بأخالق التالميذ اهتمامه بعقولهم. لذا نجد أن اإلسالم قد حرص على الطفولة وأمر بأن يسلك المعلم و المربي في تربيته للنشئ في كل شيء وأنه إذ يمتنع عن القسوة والعنف ودون اإلس ارف في اللوم إذا اقترف الطفل ذنبا. تعالى: " فقال و ليخشى الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا اهلل و ليقولوا قوال والمعلم يجب أن يتحلى باألخالق الفاضلة والمثل العليا والسلوك المهذب ألنه قدوة لتالميذه األحداث وألن رسالته ال تقف عند التعليم فحسب بل هو يمارس مهمة التربية أيضا فهو معلم ومرب في وقت واحد لذا يقع على عاتقه نصيب كبير من مسؤولية الوقاية عن جنوح األحداث. ومرد هذا االهتمام إلى أن اإلنسان بالعلم فقط يستطيع أن يميز الصالح من الطالح و النفع من الضرر والخير من الشر و الطيب من الخبيث والسلوك الصحيح من السلوك األعوج و بذلك أعتبر اإلسالم المؤسسة التعليمية كالمدرسة أقوى وسيلة من وسائل مكافحة اإلج ارم كما أعتبر المعلم هو المسؤول الثاني بعد األبوين عن سلوك الت الميذ األحداث و عن وقايتهم من الجنوح. وهناك عدة عوامل في نظر علماء النفس واالجتماع تؤدي إلى الجنوح إال أن هناك عامل مهم أال وهو إهمال الجانب الروحي في المدرسة ومن أجل أن تؤدي هذه المدرسة رسالتها من وقاية األحداث عن الجنوح من الضروري أن تهتم بالجانب )12( الديني و األخالقي. بهذا السلوك أمر اإلسالم تربية الطفل الحدث مع عدم إهمال تعليمه ما استطاع من العلوم المختلفة ليكون قويا عقال و جسدا حازما في أمره قويا في إد اركه رفيعا في أخالقه قويما في سلوكه و تصرفه حتى يصير اللبنة القوية لبناء المجتمع ألن الحكم العام في اإلسالم هو رعاية الفرد لصالح المجتمع. وفي األخير أرينا كيف رعى اإلسالم األحداث رعاية كبيرة حيث خص من الرعاية و التربية ما يجعل األحداث يعيشون عيشة ارضية وسعيدة بحيث يكونون بعيدين عن كل سلوك سيء أو جنوحهم و انح ارفهم أو فساد أخالقهم و تشردهم الذي يؤدي بهم فيما بعد إلى اتخاذ السلوك )01( سديدا". 101

103 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية اإلج ارمي. فنرى إن الشريعة اإلسالمية الغ ارء اهتمت بالحدث و أعدت له العدة وهو لم يخلق بعد فنبهت باختيار المنبت الصالح والحسن في حالة اإلقدام على الزواج فحثت الرجل على اختيار الزوجة الخلوقة و ذات الدين كما حثت الم أرة على اختيار الزوج الصالح حسن السيرة و السلوك كل هذا حتى يتم الوفاق وتستمر العشرة بين الزوجين و عدم تعرض هذه األسرة للتفكك الذي يحصل عن طريق الطالق وذلك كله لكي يأتي النشىء عن طريق اإلخصاب ذرية صالحة و قويمة و قوية عفيفة النفس خالية من كل األم ارض االجتماعية كالجريمة و الجنوح و االنح ارف و غير ذلك سالمة من األم ارض النفسية و العصبية و العقلية التي لها تأثيرها الكبير و القوي في سلوك الحدث و أمرت الشريعة بكل هذه االحتياطات و الضمانات قبل أن يتكون الطفل كجنين في بطن أمه. كما أرينا أيضا كيف فرض اإلسالم على األم الرضاعة و الحضانة وذلك لضمان حياة الطفل و حتى ينشأ نشأة سليمة البنية غير محروم من الحنان العاطفي كما بي ن اإلسالم دور المدرسة و المعلم وواجباته في تلقين العلوم الدينية و االجتماعية و األخالق الحسنة ثم أوجب على المعلم بأن يتحلى باألخالق الحميدة وأن يكون أمينا و صادقا و مخلصا و أن يكون القدوة الحسنة لتالمذته األحداث و ذلك لما له من تأثير على سلوكهم في تقليده. وما لشخصيته المعلم من تأثير عظيم على عقول التالميذ و نفوسهم إذ يتأثرون و هم في تلك السن الصغيرة بمظهر و شكله و حركاته و ألفاظه التي تصدر عنه و سلوكه الذي يبدو منه. والتلميذ الحدث يتصل بالمعلم أكثر من الصلة بحبائه وأهله ومن الطبيعي أن يكون تأثير المعلم في نفوس التالميذ أقوى و أشد و أعمق من تأثير أهله فهو الذي يقدم إليهم العقلي و الديني و األخالقي وهو الذي يطبعهم على العادات و يثبت فيهم آداب السلوك و انطالقا من هذه األسباب وجب على المعلم أن يتحلى بالخلق و أن يكون قدوة حسنة )12( لتالميذه األحداث. ولما كانت تربية األحداث واجبا اجتماعيا لذا يجب أن يتعاون على النهوض بهم كل بيت و كل مدرسة فأن هم عودوا الخير شبوا عليه و في ذلك وقاية لهم عن الجنوح و أن هم عودوا الشر و أهملوا شقوا و تشردوا و جنحوا و شقى بشقائهم األسرة والمجتمع بأسره. لذا نرى أن غاية اإلسالم هي: تقديم إنسان متكامل في كل النواحي إلى الحياة بحيث ال يكبت فيه أمر فطري فيحدث من ذلك الكبت و القلق واالضط ارب في السلوك و ال يترك أمر أدائه دون ضوابط. فجعل للتنشئة األسرية دو ار و للمدرسة دو ار و للمجتمع دو ار و هي كلها تشكل البيئة والمحيط الذي يؤثر في حياة الحدث. هدف اإلسالم من و ارء كل ذلك هو حماية ووقاية األحداث عن الجنوح و اإلنح ارف ألنهم يمثلون جيل المستقبل الذي يقع على تأدية متطلبات حياة المجتمع الذي يعيشون فيه. ثالثا- دور مؤسسات العبادة: وذلك عاتقهم العبادات هي أحكام شرعية تنظم عالقة اإلنسان مع ربه لتهذيب أخالقه و سلوكه و جعله أهال لتحمل وأداء رسالته بصورة صحيحة. فالعبادات بكافة أنواعها سواء كانت بدنية محضة كالصالة والصيام أم مالية محضة كالزكاة أو بدنية و مالية كالحج وسائل و طرق وقائية لمكافحة الجريمة ألنها منبع األخالق الفاضلة تهذب سلوك اإلنسان وتنور قلبه و تعدل اتجاهه و تمنعه منذ الصغر من الجنوح واالنح ارف واتخاذ السلوك اإلج ارمي إذا أديت وأقيمت 102

104 بصورة صحيحة بروحها و جوهرها ال بشكلها وقشورها وفلسفة هذه العبادات و حكمتها والغاية المتوخاة منها تقويم سلوك اإلنسان و منعه من إلى الجنوح و االنح ارف ذلك ألن الخالق الذي خلق كونا عظيما مستغن عن عبادة عبده و ليس بحاجة إلى صالتنا و صيامنا و حجنا و إنما نحن المحتاجون إليها لوقاية نفوسنا األمارة بالسوء و تهذيب أخالقنا وتقويم سلوكنا. وتكمن أهمية اإليمان باهلل في الوقاية في أن المنطلق األول لإلنسان نحو النموو التقدم و التطور في المجالين الروحي و المادي فالجسم بال إيمان كالهيكل بال روح فاإليمان بمثاية العمود الفقري لمستلزمات الحياة. وتتجلى أهمية الصالة في الوقاية بكونها تنظم عالقة اإلنسان منذ صغره مع ربه و تمنعه من األقدام على كل سلوك أعوج إذا أديت بروحها وجوهرها ال بشكلها الفارغ و حركاتها الخالية من )11( معاني الخشوع و الخضوع أمام الرب. ولهذا قال الله تعالى: "أتلو ما أوحي إليك من الكتب أقم الصلوات إن الصلوات تنهي عن الفحشاء والمنكر ويتذكر )10( اهلل أكبر واهلل يعلم ما تصنعون". وتتمثل أهمية الصيام بعد أن يبلغ اإلنسان مرحلة يستطيع أن يصوم يؤمر بالصيام من قبل أبويه لكي يتعود عليه من جهته و حتى يكتسب الوقاية من الجنوح من جهة أخرى. لذا جاء في قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم و أهليكم نا ار وقودها الناس الحجارة عليها مالئكة غالظ شداد ال يعصون اهلل ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون )11(. أي أحفظوا أنفسكم و أوالدكم من ممارسة أعمال تستوجب المساءلة و العقاب في الدنيا و اآلخرة. والصيام أهمية كبيرة في خلق هذه الوقاية ألن له ثالث م ارتب في دور الوقاية األولى عن الطعام والش ارب والثانية - هي اإلمساك هي صيام األعضاء والجوارح عن ارتكاب اآلثام واإلج ارم والثالثة- هي صوم القلوب وتطهيرها على كل رذيلة فصوم القلب هو االمتناع عن التفكير في إلحاق األذى بالغير واالمتناع عن تعميم الشرور والج ارئم وتطهير النفس من الحقد و الحسد و األنانية و المعاشرة مع أبناء المجتمع. روح العداء وسوء وتظهر أهمية الزكاة في أنها تعتبر أروع نموذج للتعاون والتضامن بين أف ارد المجتمع كما أنها أهم وسيلة وقائية لمكافحة الج ارئم االقتصادية سواء كانت بالنسبة لألحداث أم بالنسبة إلى الكبار ألنها وسيلة وحيدة ألن تنتزع من قلوب الفق ارء المساكين الحقد الذي يكنونه تجاه األغنياء. فالزكاة هي نسبة معينة تؤخذ من أموال األغنياء سنويا و تسلم إلى المحتاجين وبذلك يتم التضامن والتودد و التحابب بين الفقير والمقتدر في المجتمع من جهة ويتالشى التفاوت الطبقي بين أبناء المجتمع من جهة ثانية وتسدد حاجة الفقير من جهة ثالثة وبذلك تعتبر الزكاة من أروع المؤسسات الدينية االقتصادية تضع على عاتقها مكافحة الج ارئم االقتصادية عن طريق الوقاية كما أنها تزكي نفوس الفق ارء من نية اإلعتداء على أموال األغنياء وتزكي نفوس األغنياء من الغرور والبذخ والترف بأموالهم دون التعاون والتضامن مع أبناء مجتمعهم وتمنعهم من سيطرة الشح على أنفسهم إذن للزكاة هدف )15( روحي وتعبدي كما لها هدف اقتصادي و نفعي. نستنتج من هذه النصوص من القرآن الكريم وسنة الرسول صلى اهلل عليه وسلم أن المجتمع مسؤول عن الجريمة التي تصدر من أحد أف ارده وأن الجريمة ظاهرة اجتماعية يسأل المجتمع كلهم عنها 103

105 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية وأن المجرم مريض يجب أن يعالج وأن الجريمة مرض يجب أن يكافح بالطرق الوقائية والعالجية. خاتمة إن الطفل كبذرة إذا اعتني بها تترعرع و تصلح وتعطي ثمارها و إذا أهملت أو تركت فسدت ويكون فسادها خسارة للمجتمع. ومن هنا فإن الطفل إذا أعتني به إعتناءا تاما ووجه التوجيه الصحيح و الصائب صلح و استقام سلوكه و إذا أهمل و ترك شذ و انحرف سلوكه وانعكس ذلك سلبا أو إيجابا على المجتمع وبصالحه يصلح المجتمع و يسعد وبفساده يفسد المجتمع بأسره و هذا ما أكدته الش ارئع السماوية والوضعية على حد سواء. ومن هنا نستنتج بأن إصالح األحداث الجانحين ال يتوقف على النصوص المشرعة لهم سواء في قوانين األحداث أو القوانين األخرى فحسب و إنما على األسرة و المدرسة و البيئة و المجتمع كله بصورة أساسية فالحدث الجانح هو ضحية وسط اجتماعي غير مالئم. و من هنا فأن األسرة هي الخلية األساسية التي يتكون منها المجتمع وعليها تتعلق تربية األحداث و ال شك فأن حياة القاصر ومستقبله مرهونين بمستوى األسرة ومن هنا تأتي أهميتها األخالقية و الثقافية والتربوية في توجيه الطفل وتربيته التربية الحسنة. إذا يجب التركيز على رفع مستوى األسرة الثقافي و تحسين مستواها المادي ألنها هي النواة األساسية للمجتمع و هذا ما نصت عليه أغلب الش ارئع ألن الحدث يعيش في مستويات مختلفة في مجتمعه وأسرته ومكان عمله أو د ارسته فال بد من م ارعاته في كل مستوى من هذه المستويات ومما ال شك فيه أن األسرة يقوم على عاتقها العبء األكبر باعتبارها المحيط األول الذي ينمو فيه الحدث و ترعرع. فتربية الطفل ورعايته من األمور التي مارسها اإلنسان منذ أن شعر غريزيا بمسؤولياته نحو أوالده وضرورة حمايتهم و تربيتهم. إال أن ممارسة هذه المسؤولية والقيام بهذا الواجب الطبيعي كان يتأثر دوما بظروف البيئة االجتماعية التي يعيش فيها الفرد و بالمبادئ السلوكية التي يخطتها المجتمع كله إذا رعاية الفرد والعمل على تحسين مستواه يعني رعاية تلك األسرة وفي نفس الوقت رعاية المجتمع بأسره. واإلسالم في دعوته إلى تحمل المسؤوليات حمل اآلباء واألمهات أعباء الحياة و تهددهم بالعذاب األكبر إذا هم فرطوا و قصروا و خانوا. ونادت الشريعة اإلسالمية بالعمل على تطوير المفاهيم التعليمية و التربوية في دور الحضانة والمدارس والمعاهد التربوية و رفع مستواها الفني والتقني لكي تؤدي دورها في عملية اإلعداد والتكوين. تطوير وتحسين المؤسسات اإلصالحية الخاصة باألحداث وجعل المشرفين عليها من ذوي االختصاص والخبرة في كل ما يتعلق باألحداث حتى تحقق هذه المؤسسات دورها في عملية التقويم واإلصالح لتلعب الوسائل الوقائية في الشريعة اإلسالمية دورها المؤثر في الحد من ظاهرة جنوح األطفال. وفي الختام البد لنا من إبداء بعض المقترحات والتوصيات و أملنا أن تساهم في إنارة الطريق أمام الباحثين وذوي االختصاص و المهتمين و هي: -2 العمل على سن تشريعات خاصة تعطي األمومة والطفولة حق األولوية في مساعدة و رعاية خاصتين وأن يكون المجتمع مدينا لألمومة 104

106 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية والطفولة بكل ما يملك في االلت ازم و التنفيذ بتلك التشريعات. 1- العمل بجدية على منح الرعاية و الوقاية والمساعدة لألم قبل الوالدة و بعدها كما يجب أن تشمل الحماية الشرعية الالزمة للطفل قبل والدته وبعدها. وصدق القول إن األم التي تهز السرير بيمينها إنما تهز العالم بيسارها إذا توفرت لها المستلزمات عن طريق الرعاية بها إذ أن التهيئة الصحيحة التي تمنحها لطفلها هي التي تضمن مستقبل العالم بأسره. 0- يجب العمل على رفع المستوى الثقافي و المادي لألسرة و توفير ظروف السكن المالئمة لها لكي ينشأ الطفل مستق ار سعيدا. 1- العمل على تطوير المناهج التعليمية و التربوية في دور الحضانة و المدارس و المعاهد التربوية ورفع مستواها الفني و التقني لكي تؤدي دورها في عملية اإلعداد و التكوين. 5- تطوير و تحسين المؤسسات اإلصالحية الخاصة باألحداث الجانحين و جعل المشرفين عليها من ذوي االختصاص و الخبرة في كل ما يتعلق باألحداث حتى تحقق هذه المؤسسات دورها في عملية التقويم و اإلصالح و تكون أقدر على تحقيق األهداف المحددة لها. تلك هي المقترحات والتوصيات فيما يخص متطلبات الحماية و التهذيب وطرق تحسينها وتنسيقها كي تصبح بالمستوى المطلوب فيها والذي يخولها خدمة اجتماعية فعالة و متكافئة في الميادين التي تشملها حاليا و التي يجب أن تشملها في المستقبل بعد وضع مخطط علمي يتناول جميع تدابير الحماية والتهذيب بما يتالئم ومصلحة األحداث الجانحين وظروفهم الخاصة لتلعب الوسائل الوقائية والعالجية دورها المؤثر في الحد من ظاهرة جنوح األحداث ص- ولم يتأت ذلك إال إذا جاءت قوانين األحداث مستقبال- - متضمنة تغي ارت تأخذ بنظر االعتبار بما يدور في خلجات نفس الحدث. الم ارجع و الهوامش -1 الدكتور مصطفى إب ارهيم الزلمي المسؤولية الجنائية في الشريعة اإلسالمية طبع مكتب الجامعة بغداد جالل الدين عبد الرحمان السيوطي األشباه والنظائر في قواعد و فروع فقه الشافعية مطبعة مصطفى البابلي مصر 2056 ه م-ص سورة البقرة / اآليات سورة األح ازب / اآلية عبد القادر عودة التشريع الجنائي اإلسالمي مقارنا بالقانون الوضعي دار 2177 ص-.66 الت ارث للطبع و النشر القاهرة 4- عبد القادر عودة المرجع نفسه- ص ص الدكتور مصطفى إب ارهيم الزلمي المرجع السابق- الدكتور مصطفى إب ارهيم الزلمي بحث عن دور.2 المؤسسات الدينية في الوقاية من جنوح األحداث بغداد 2180 ص- -9 الدكتور مصطفى إب ارهيم الزلمي المرجع السابق- ص ص. 72 الدكتور مصطفى إب ارهيم الزلمي المرجع السابق- 11- عبد القادر عودة المرجع السابق- ص عبد القادر عودة المرجع السابق- ص محمد أبو زهرة الجريمة والعقوبة في الفقه اإلسالمي القسم العام مطبعة مخيمر القاهرة ص عبد الرؤوف المناوي فيض القدير شرح الجامع الصغير دار المعرفة بيروت 2012 ه- 05/ فيض القدير المرجع السابق- 111/ محمد أبو زهرة المرجع السابق- ص

107 10- سورة الزمر/ اآلية سورة طه/ اآلية إحياء علوم الدين المرجع السابق سورة التوبة / اآلية ص 6. الدكتور مصطفى إب ارهيم الزلمي المرجع السابق- 15- سورة القلم/ اآلية سورة البقرة/ اآلية أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه األندلسي العقد الفريد الجزء الثاني مطبعة لجنة التأليف و الترجمة والنشر القاهرة 2075 ه م- ص الدكتور أحمد شلبي تاريخ التربية اإلسالمية الطبعة الثانية مكتبة األنجلو المصرية ص- 19- سورة النساء/ اآلية ص 6. الدكتور مصطفى إب ارهيم الزلمي المرجع السابق- 21- الدكتور أحمد فؤاد األهواني التربية في اإلسالم دار إحياء الكتب العربية القاهرة ص -22 ص.1 8 الدكتور مصطفى إب ارهيم الزلمي المرجع السابق- 21- سورة العنكبوت/ اآلية سورة التحريم- اآلية الدكتور مصطفى إب ارهيم الزلمي فلسفة الشريعة اإلسالمية بغداد ص التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية 14- الدكتور محمد عبيد عبد اهلل بحث عن مسلك اإلسالم في بناء الشخصية اإلنسانية من خالل العناية بالطفل جامعة بغداد 2182 ص الدكتور محمد عبيد عبد اهلل المرجع السابق- ص الدكتور محمد عبيد عبد اهلل المرجع السابق- ص الدكتور مصطفى إب ارهيم الزلمي المرجع السابق- ص الدكتور محمد عبيد عبد اهلل المرجع السابق- ص أبو حامد محمد بن محمد الغ ازلي إحياء علوم الدين دار المعرفة للطباعة و النشر بيروت- 71/ أبو زكريا يحي بن شرف النووي رياض الصالحين من كالم سيد المرسلين دار الكتاب العربي بيروت- ص شمس الدين محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزية تحفة المودود بأحكام المولود المطبعة الهندية العربية 2082 ه م ص أحياء علوم الدين المرجع السابق- 71/ سورة البقرة/ األية الدكتور مصطفى إب ارهيم الزلمي المرجع السابق- ص محمد عطية اإلب ارشي التربية اإلسالمية القاهرة 2161 ص سورة العلق/ اآليات

108 شرط اعتماد المتنازل له عند التنازل عن األسهم الزه ارء نواصرية كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة باجي مختار عنابة ملخص تصن ف شركات المساهمة كشركات أموال حيث ال يعتد فيها بشخصية الشريك بل بمساهمته فيها. وتطبيقا لهذا االعتبار المالي فاألسهم الممثلة ل أرسمالها تتداول بحرية مطلقة من يد ليد. غير أن هذه الصورة التقليدية تالشت في السنوات األخيرة بحيث أصبح يظهر االعتبار الشخصي في هذه الشركات بقو ة من خالل الشروط المختلفة التي تدرج في قوانينها األساسية والتي ي ارد بموجبها إحداث رقابة على الوافدين للشركة من خالل عملية التنازل عن األسهم. ويتم ذلك عن طريق آلية شرط اعتماد المتنازل له عند التنازل من قبل هيئات الشركة الموك ل لها سلطة االعتماد. الكلمات المفاتيح: شركات المساهمة األسهم المساهمين التنازل عن األسهم االعتبار المالي شروط االعتماد. Résumé En principe, la société par actions est dominée par l intuitu pecuniae, ou la personnalité de l associé n est pas prise en considération; les actionnaires disposant d un libre droit de cession de leurs actions, on assiste néanmoins depuis un certain nombre d années à la restriction de la liberté de cession dont l actionnaire jouissait. En effet le législateur, à fin de protéger les intérêts de la société du risque de l intrusion de personne non désirée dans le capital social, a mis en place une procédure juridique pour préserver le droit de cession accordé a l actionnaire et les intérêts de la société, tel est l objet de cet l article. Mots clé : Les sociétés par actions, les actions, les actionnaires, la cession d action, les clauses d agréments, les restrictions de cession. Abstract Classified as company money, the corporation is dominated by the intuitu pecuniae, and the personality of the associates is not taken into consideration. The shareholders have a right to free transfer of shares. However, in the last years; the freedom of disposition enjoyed by the shareholders has been restricted. Therefore various conditions aim at bringing under control the arrivals of the company in order to protect the interests of the company? Is the subject of the article. Keywords: Company money, shareholders, transfer of shares, the intuitu pecuniae. 107

109 المقدمة: إن حق المساهم في التنازل عن أسهمه بحرية لمن يشاء ومتى شاء يعد في شركات المساهمة مبدءا وأحد الركائز التي تقوم عليها شركات األموال إال أن الواقع يؤكد أن هذا المبدأ إذا مورس على إطالقه فإنه يصبح خط ار على مصلحة الشركة واألغلبية المساهمة فيها كونه يسمح بدخول أشخاص أجانب عن الشركة قد يهددون مصالحها. وأمام هذا التعارض في المصالح بين مصلحة المساهم الفردية التي تتجسد في حقه المطلق في التنازل عن أسهمه وهي الميزة التي تتمتع بها الشركة التي اختار أن يكون مساهما فيها ومصلحة الشركة والمساهمين اآلخرين أو باألحرى المسيرين الذين يتكلمون بإسم هذه الشركة ويجدون في هذه القيود النظامية على تداول األسهم الوسيلة المثلى للحفاظ على تلك المصالح من خالل فرض رقابة على الوافدين للشركة ومنعهم من الدخول إليها وذلك عن طريق أليه شرط الحصول على الموافقة من طرف الشركة مالكة األسهم على المتنازل له الجديد عن هذه األسهم. وأمام هذا الوضع الذي يتطلب الموازنة بين تلك المصالح المتعارضة من جهة و حق المساهم ومصلحته من جهة ثانية يأتي دور القانون لوضع الضوابط المطلوبة لتقييد حق التنازل عن األسهم مما يتطلب منا التساؤل عن النظام القانوني لهذه الشروط في التشريع الج ازئري بالمقارنة مع المشرع الفرنسي من جهة وهل وفق المشرع في الموازنة بين تلك المصالح المتعارضة وهل حمى المساهم وحقه في التنازل عن أسهم بحرية وذلك من خالل مطلبين نتطرق في األول إلى مفهوم هذه الشروط وشروط تطبيقها وفي الثاني إلى إج ارءات طلب االعتماد واآلثار المترتبة في حال رفضه. المطلب األول: تطبيقها مفهوم شروط االعتماد وشروط إذا كانت القاعدة في شركات األشخاص هي تقييد حق الشريك في التنازل عن حصصه إال بموافقة الشركاء اآلخرين كونها تقوم على االعتبار الشخصي فإن األمر يختلف في شركات األموال حيث المبدأ هو حرية التداول لألسهم دون قيد أو شرط تنفيذا لالعتبار المالي الذي تقوم عليه ولكن وباعت ارف القانون لهذه الشركات بحق تبني شرط الموافقة على المتنازل له عن هذه األسهم يكون بذلك قد ادخل بعض من االعتبار الشخصي في شركة أموال وهو ما يقودنا للبحث في مفهوم هذه الشروط )الفرع 8 (وشروط تطبيقها)الفرع 8(. الفرع األول: مفهومها تعرف شروط الموافقة أو االعتماد بأنها تقنية يتم إد ارجها من قبل المؤسسون في القانون األساسي للشركة بموجبها يتعين على المساهم الذي يريد التخلي عن أسهمه أن يعرض مشروع التنازل والمتنازل له المقترح على هيئات الشركة المعنية وفق إج ارءات محددة للموافقة على هذا المساهم الجديد فيتم إعتماده أو رفضه ومن ثمة العمل على استرجاع هذه األسهم بالكيفية التي حددها القانون. وظهرت هذه الشروط في فرنسا ألول مرة بقانون 83 جويلية 8222 وكان مجالها يقتصر على الشركات ذات ارس المال المتغير حيث منح هذا القانون للشركة حق االعت ارض على تحويل األسهم للغير وبالمقابل حافظ على حق المساهم في االنسحاب من الشركة عن طريق مساهمته فيها. استرجاعه لقيمة أما بالنسبة للشركات ذات ارس المال الثابت فلم يكن هناك أي نص قانوني في هذا المجال حيث 108

110 لعب القضاء دو ار هاما للموازنة بين المصالح فتردد بين اإلق ارر بشرعيتها من عدمها كونها تجعل من المساهم حبيسا لسنداته ولتفادي ذلك فقد قام المسيرون باق ارن شروط االعتماد بشروط الشفعة واسترجاع تلك األسهم في حال رفض الشركة إعتماد المتنازل له المعروض وبالرغم من إق ارر القضاء لها بهذه الحال إال انه كان مترددا حول الثمن الذي يتم استرجاع به تلك األسهم وفي النهاية استقر إلى أن الشفعة ال يمكن أن تمارس إال على أساس ثمن عادل )8( بمعنى على أساس القيمة الحقيقية للسهم ثم جاء قانون 83 جويلية 8922 ليعترف بهذه الشروط ويضع لممارستها قواعد واج ارءات. أما بالنسبة للمشرع الج ازئري فقد تكلم عن هذه الشروط ألول مرة بالمرسوم التشريعي 02/94 المعدل والمتمم للقانون التجاري في المواد 289 مكرر وفي كل األحوال فهناك مبر ارت عديدة لهذه الشروط فغالبا ما يتم استعمالها في شركات المساهمة المغلقة أي ذات العدد المحدود من المساهمين كأن تكون عائلية وي ارد الحفاظ على طابعها العائلي أو أن تكون ذات طابع مهني مثل شركات المهن الحرة كالصحافة أو محافظو )8( الحسابات أو اإلبقاء على الطابع الوطني للشركة بمنع المساهمة األجنبية. فمهمة هذه الشروط اذا هي منع األشخاص غير المرغوب فيهم من الدخول إلى الشركة من أجل الحفاظ على طابعها العائلي أو المغلق أو الحفاظ على توازن في الكتل المشكلة ل أرس المال وضمان بقاء أغلبية معينة فيها فمثل هذه الشروط إذن تمكن الشركة من ممارسة رقابة على عمليات التنازل عن األسهم ومن ثمة حق المساهم في التنازل عن أسهمه بحرية وهذا ما جعل اآل ارء تنقسم حولها حيث أرى البعض أنها تتعارض مع طبيعة شركات المساهمة المفتوحة وخاصية األسهم القابلة للتداول بحرية كونها تدخل االعتبار الشخصي في شركات تقوم على االعتبار المالي أساسا فيما يرى البعض األخر أن هذه الشروط هي الوسيلة المثلى لغربلة األشخاص الداخلين إلى الشركة فالمهم أن ال تؤدى )4( إلى جعل المساهم حبيسا لسنداته. أما عن شرعيتها فقد كان القضاء في فرنسا يعتبر أن ازدواجية إد ارج شروط االعتماد واإلسترداد اوالشفعة في القانون األساسي للشركة يعد من قبيل زيادة الت ازمات المساهمين إال أنه ت ارجع فيما بعد واعتبر أن هذه الشروط تجعل من األسهم صعبة )3( البيع. في كل األحوال تستقر األغلبية أن شرعيتها مرتبطة بشروط كما أن لهذه الشروط مجال للتطبيق وهذا ما سنحاول التطرق إليه في فرعين. الفرع الثاني:شروط تطبيق شرط االعتماد: تنص المادة 289 مكرر 99 )يجوز عرض إحالة األسهم للغير بأي وجه كان على الشركة للموافقة بموجب شرط من شروط القانون األساسي مهما تكن طريقة النقل ماعدا حالة اإلرث أو اإلحالة سواء لزوج أو أصل أو فرع. وال يمكن النص على هذا الشرط إال إذا اكتسبت )9( هذه األسهم بصفة استثنائية بموجب القانون األساسي(. الشكل االسمي ومن خالل النص السابق فشرعية شروط الموافقة أو االعتماد مرتبطة بشروط موضوعية)أوال( شكلية)ثانيا(. وأخرى 109

111 أوال :الشروط الموضوعية: ويشترط في هذه الشروط أن ال تؤدي إلى إحداث ال مساواة فيما بين المساهمين) 8 ( وان ال تؤدي إلى بقاء المساهم حبيسا لسنداته أي ضرورة وجود الت ازم على عاتق الشركة باالسترجاع) 8 ( كما يلي: 8 -احت ارم مبدأ المساواة فيما بين المساهمين: يجب على شروط االعتماد التي تدرجها الشركات في قانونها األساسي أن ال تؤدي إلى إحداث ال مساواة فيما بين المساهمين ويحدث ذلك عندما يقصد منها محاباة أغلبية معينة من المساهمين على )2( حساب البقية. ومع ذلك تبقى ممكنة دون أن تمس بمبدأ المساواة فيما بين المساهمين حاالت اإلخضاع لشروط االعتماد عند التنازل عن بعض األسهم دون غيرها بحيث يتم تقسيم األسهم في الشركة إلى فئتين: - - فئة تكون إسمية وجوبا وأين التنازل عنها يخضع لرقابة شرط الموافقة من قبل الشركة. وفئة ثانية تكون إسمية أو لحاملها حسب اختيار )2( المساهم ويكون التنازل عنها ح ار بدون قيود. هذا ويمكن أن تتخذ هذه الشروط شكل مختلف بأن تمنح لكل مساهم عدد من األسهم خاضعة لهذه الشروط وعدد أخر ال يخضع لها وبالمقابل لذلك فعندما تكون األسهم الخاضعة لهذه الشروط عائدة لبعض المساهمين المحددين دون غيرهم فمثل هذا الوضع يؤدى إلى استفادة بعض المساهمين دون غيرهم من حق الرقابة على تكوين ارس المال في الشركة ومن هنا يرى البعض أن هذا الوضع يتطلب احت ارم اإلج ارءات الضرورية إلحداث الم ازيا الخاصة مما يتطلب تدخل مندوب للحصص وفقدان أصحاب هذه الم ازيا حق المشاركة في التصويت على منح هذه ق ت )2( ج. الم ازيا وفق أحكام المادة ضرورة وجود الت ازم على عاتق الشركة باالسترجاع: حتى تكون هذه الشروط مشروعة يجب أن ال تأتي مخالفة لمقومات شركة المساهمة باعتبارها شركة مفتوحة تقوم على ما يقدمه المساهم من مساهمة مالية ال على شخصه. من أجل ذلك وان كان المشرع قد أجاز ممارسة الشركة لحق الرقابة على عملية التنازل على أسهمها عن طريق آلية شرط اعتمادها للمتنازل له قصد منع األشخاص غير المرغوب فيهم من الدخول للشركة حماية لمصالحها ومصالح األغلبية فيها فإنه مع ذلك ارعى مصلحة المساهم المتنازل وحقه في التنازل عن أسهمه متى شاء بحيث ال يبقى حبيسا لسنداته. ومن هنا يقع الت ازم على الشركة أنه في حال رفضها اعتماد المتنازل له المقترح فعليها العمل على عرض مشتري أخر لهذه األسهم أو أن تقوم الشركة بنفسها باسترجاع هذه األسهم عن طريق تخفيض ارس مالها غير المبرر بخسائر 289 مكرر 92. قانون وتجدر اإلشارة أن القضاء في فرنسا قبل صدور 8922 كان غالبا ما يشكك في شرعية شروط الموافقة )االعتماد( ولم يستقر على قبولها إال بعد أن قام المسيرون بإد ارج شرط اإلسترداد أو الشفعة لهذه األسهم كمقابل لحالة رفض اعتماد )9( المتنازل له المعروض. ثانيا: الشروط الشكلية: حيث يجب أن تكون األسهم محل هذه الشروط اسمية) 8 ( وأن يتم النص على هذه الشروط في القانون األساسي للشركة) 8 ( كما يلي: 110

112 1 -أن تكون األسهم محل شروط االعتماد إسمية: يجب أن تكون األسهم التي تخضعها الشركة عند التنازل عنها لشرط الموافقة في شكل إسمي سواء اكتسبت هذا الشكل بموجب القانون أو القانون األساسي م 289 مكرر 99 ويعتبر هذا الشرط منطقي ألنه ال يمكن للشركة ممارسة الرقابة عند التنازل عن األسهم إال إذا كانت اسمية بالضرورة أما األسهم لحاملها فمن خصوصيتها أنها تنتقل من يد إلى يد بحيث يتعذر معرفة صاحبها ومن ثمة فال يمكن تصور إخضاعها لمثل هذه )80( الشروط. وفرض القانون الشكل اإلسمي وجوبا على بعض األسهم التي يمكننا إجمالها فيما يلي: -األسهم النقدية الغير مسددة بكاملها م 289 مكرر 98. -أسهم الضمان العائدة لمسيري الشركة م مكرر 33 ق ت ويستوي أن يكون االمتياز في شكل ازدوج الحق في التصويت أو األولوية في الجديدة عند زيادة ارس المال... االكتتاب باألسهم هذا ويبقى للقانون األساسي للشركة الحرية في فرض الشكل اإلسمي على نوع أو أكثر من األسهم أو حتى على كل أسهم الشركة م 289 مكرر 43 / ت. ق 8 وبالرغم من نص المادة 289 مكرر 99 التي تحدد مجال تطبيق شرط الموافقة على األسهم إال أن الفقه في فرنسا يرى أنها تنطبق على كل سندات ارس المال بما فيها تلك التي تعطي الحق في )88( الدخول إلى أرس مال الشركة في المستقبل ويمكن تحديدها إضافة إلى األسهم في : الحق في التصويت وشهادات االستثمار ألن اندماجها يشكل سهما بقوة القانون 289 مكرر ق ت. - األسهم الملحقة بحق األولوية في االكتتاب. - سندات الدين القابلة للتحويل إلى أسهم. - أسهم. سندات الدين التي يتم تسديد قيمتها في شكل فهذه القيم المنقولة لديها اإلمكانية لتتحول إلى أسهم وبالتالي القابلية إلى تغيير المساهمة في )88( الشركة ومن ثمة يتعين م ارقبة في أي يد هي. ومن هذا المنطلق اخذ المشرع الفرنسي بهذا ال أري واقر أنه يمكن للشركة ممارسة رقابة االعتماد ليس فقط على األسهم وانما على كل سندات ارس المال وذلك بموجب األمر رقم - -األسهم الممتازة وفقا لنص المادة -شهادات ل 83 جوان 8003 المعدل للمادة من القانون التجاري الفرنسي بقولها: «Dans une société dont les titres de capital ne sont pas admis aux négociations sur un marche réglementé ; la cession de titres de capital ou de valeurs mobilières donnant accès au capital a quelque titre que ce soit peut être soumise a l agrément de la société par un clause des statuts» (13). هذا ويثير إخضاع حق األولوية باالكتتاب لشروط االعتماد إشكالية إمكانية استنفاذ األجل المخصص لممارسة هذه الحقوق خالل األجل المحدد لمنح االعتماد فيفقد المساهم حقه في االكتتاب وهو ينتظر منحه االعتماد للمتنازل له من )83( طرف الشركة. نأ- 2 ينص على هذه الشروط في القانون األساسي للشركة: حتى تكون شروط االعتماد حجة على كل المساهمين والغير الذي يريد ش ارء أسهم هذه الشركة يجب إد ارجها في القانون األساسي للشركة م 289 مكر 99 وليس في تنظيم داخلي 111

113 )89( خاص بالشركة وتبعا لذلك يجب أن تكون هذه الشروط محل إشهار واسع. واذا تم إد ارج هذه الشروط أثناء حياة الشركة فال يمكن أن يتم ذلك إال وفقا للقواعد القانونية المقررة لتعديل القانون األساسي أي عن طريق الجمعية العامة غير العادية التي تنعقد وتتخذ الق ارر وفقا لألغلبية المطلوبة لذلك م 674 ق ت. هذا وبالكيفية ذاتها المطلوبة عند التأسيس يخضع تعديل القانون األساسي المتضمن إد ارج شروط االعتماد إلى ضرورة الكتابة والتسجيل في السجل التجاري إضافة إلى اإلشهار في جريدة لإلعالنات القانونية ويودع نسخة منه لدى كتابة ضبط المحكمة بحيث يجب أن يكون هذا اإلشهار كامال ألنه ال إلت ازم على المساهم المستقبلي في أن )82( يبذل جهدا إلكتشاف وجود إج ارءات االعتماد. من أجل ذلك فقد حكم القضاء في فرنسا بعدم علم المتنازل له بهذه الشروط بالرغم من أنه في تلك القضية ال يمكنه أن يكون جاهال بها على األقل لكونها كانت مدرجة من قبل في القانون األساسي القديم للشركة قبل التعديل ومع ذلك فالقضاء أ ارد أن يؤكد أن المبدأ في شركات المساهمة هو حرية التداول لألسهم أما شروط االعتماد التي تحد من هذا المبدأ نظاميا فتعتبر كأن لم تكن إن لم يتم )82( إشهارها بشكل واسع. وقد ثارت إشكالية إمكانية أن يكون إد ارج مثل هذه الشروط أثناء حياة الشركة يشكل زيادة في الت ازمات المساهمين كونه يعدل من كيفية ممارسة حق جوهري للمساهم وهو حق التداول فالقانون أعطى للجمعية العامة غير العادية سلطة تعديل القانون األساسي بشرط انه ال يجوز لها زيادة الت ازمات المساهمين م 223 ق ت إال أن القضاء في فرنسا حل هذه اإلشكالية بحيث لم يعتبر هذا اإلد ارج زيادة في الت ازمات المساهمين ولكن إنقاص )82( من الحق وبالتالي يكون مشروعا. وتجدر اإلشارة أن شروط االعتماد للمتنازل له عند التنازل عن المساهمة في الشركة ليست خاصة بشركات المساهمة فقط بل هي موجودة في شركات األشخاص والمسؤولية المحدودة ولكن الفرق يكمن بين هذه وتلك في أنها في الشركات األخيرة فهي شروطا قانونية نص عليها القانون أما في شركات المساهمة فهي شروطا نظامية يتم الت ارضي )89( حولها وتدرج وجوبا في القانون األساسي للشركة حتى تكون سارية. الفرع الثالث: مجال تطبيق شروط االعتماد. لم يترك المشرع فرض هذه القيود بدون ضوابط بل قيدها سواء من حيث التنازل المعني بها)أوال( واألشخاص الذين تسري عليهم)ثانيا( أو حتى الشركات التي يمكنها إد ارجها في قوانينها األساسية)ثالثا( كما يلي: أوال:التنازل الخاضع لشروط االعتماد نصت المادة األسهم للغير بأي 289 مكرر 99 " يجوز عرض إحالة وجه كان على الشركة للموافقة بموجب شرط من شروط القانون األساسي مهما تكن طريقة النقل..." انطالقا من هذا النص يرى الفقه أن شروط االعتماد يمكن أن تمس كل تحويل لملكية األسهم مهما كانت الطريقة ولو كان ذلك عن طريق البيع )80( الجبري بما فيها التنفيذ الجبري من قبل الشركة )88( بالنسبة لألسهم الغير محررة بكاملها كما يدخل في هذا المفهوم التنازل بعوض أو التبرع كما يستوي في إطار هذا النص الواسع تحويل االنتفاع أو ملكية )88( الرقبة وأن يكون البيع قضائي أو ودي. ومن هنا يخضع لشرط الموافقة من قبل الشركة تقديم هذه األسهم كمساهمة في شركة أخرى ولكن 112

114 و التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية في كل األحوال فال تخضع لهذه الشروط إال أسهم الشركة نفسها وليس التنازل الذي يتم حول األسهم المكونة ل أرس مال فروعها واستثنى القضاء في فرنسا من تطبيق هذه القاعدة في حالة الغش أو التدليس عندما يكون التنازل المباشر غير ممكنا بسبب احتمال رفض االعتماد ففي قضية شركة Barillaضد الشركة الهولدينغ Carret-lustrucruقامت شركة Rivoire Cartier millonالمساهمة في شركة الهولدينغ السابقة بالتنازل عن 40% شركة الهولدينغ إلى شركة من المساهمة التي تملكها في Embranchement de capuche المساهمة كذلك في نفس الشركة فهذا التنازل فيما بين المساهمين يفلت بطبيعة الحال من تطبيق شروط االعتماد المنصوص عليها في القانون األساسي لشركة الهولدينغ ولكن وبالمقابل وفي نفس الوقت قامت شركة الهولدينغ بش ارء شركة المال المشكل لشركة Barillaالمنافسة لشركة Cartierوكل millon ارس Embranchement de capuche فهذا التنازل يفلت كذلك من شروط االعتماد ألنه يتعلق بتنازل عن الرقابة فيما بين المساهمين الذي ال يخضع لنص المادة 823 التي تقابلها م 289 مكرر 99 من القانون التجاري الج ازئري. فهذان التنازالن المتتابعان يفلتان من تطبيق شروط االعتماد ويمنحان للشركة المنافسة للهولدينغ ملكية نسبة من األسهم بما يشكل أقلية إعاقة Minorité de blocage وهو ما اعتبره القضاء )84( تدليسا أدى إلى إبطال هذان التنازالن حيث يبدو التدليس هنا ثابتا ألان الطرفان المتعاقدان كانا يعلمان بوجود شروط االعتماد ولكنهما استعمال )83( وسيلة غير مباشرة لإلفالت من تطبيقها. كما يسري الحكم السابق على حالة قيام المساهم بش ارء أسهم من شريك أخر لفائدة الغير بحيث يكتسب هذا الغير بكيفية غير مباشرة األسهم من )89( أجل ممارسة الرقابة على هذه الشركة ويتم ذلك عادة بموجب وكالة مستترة بينهما القانون باالسم المستعار. أو ما يعرف في إذا فالقاعدة أن التنازل الذي يخضع لالعتماد يمس أسهم الشركة ذاتها وليس األسهم المشكلة ل أرس مال مساهميها ومع ذلك فقد يمتد تطبيق شروط االعتماد استثناءا لهؤالء عندما يكون هذا التنازل قد تم على أساس االحتيال والتدليس قصد التملص من تطبيق هذه الشروط التي يفرضها القانون األساسي للشركة كما في الحاالت السابقة ومن هنا يمكننا القول أن هناك صورتان لتطبيق شروط االعتماد أو الموافقة عند التنازل عن األسهم فقد تكون مباشرة تتم على أسهم الشركة ذاتها المتنازل عن أسهمها أو غير مباشرة تطبق عند التنازل على أسهم الشركات المساهمة في هذه الشركة على النحو )82( السابق. كما تثور اإلشكالية حول حالة محل أرس مال شركة مساهمة في شركة أخرى كما في حاالت االندماج أو االنفصال وكان القانون األساسي لتلك الشركة يفرض شرط الموافقة على الغير المتنازل له على النحو السابق. فاإلجابة على تلك اإلشكالية تكمن في تكييف عملية االندماج أو االنفصال في حد ذاتها فهل يمكن اعتبارها من قبيل التنازل عن األسهم. بالرغم من أن تلك العملية تؤدي إلى انتقال إجمالي للذمة المالية للشركة المندمجة والتي تنقضي هي لتستمر الشركة الدامجة بدال عنها إال أن القضاء في فرنسا استقر على أن هذه العملية ال يمكن اعتبارها من قبيل التنازل عن األسهم وعليه فال يمكن إخضاعها لشروط الموافقة التي يتعطل نشاطها 113

115 )82( في هذه الحالة وهذا ما أكده المشرع في نص المادة 289 مكرر 99 بقولها"في حال إندماج شركات أو في حال تقديم الشركة لجزء من عناصر أصولها المالية لشركة أخرى تصبح األسهم قابلة للتداول قصد تحقيق هذا االندماج...". ومع ذلك يمكننا التساؤل عن الجدوى من إد ارج هذه الشروط إذا كانت سيتم استبعادها في مثل هذه الحالة. وأخي ار أقر القضاء في فرنسا أنه يجب إحت ارم تطبيق شروط االعتماد حتى في حال خضوع الشركة إلج ارءات التسوية أو التصفية القضائية عندما تكون هذه الشركة مالكة ألسهم في شركة أخرى تشترط في قانونها األساسي الموافقة على المتنازل له بحيث يتعين على المدير القضائي عند قيامه بالتنازل على أصول الشركة )82( مثل هذه الشروط. )األسهم(احت ارم أما في حال إد ارج هذه الشروط في القانون األساسي للشركة محل اإلفالس أو التصفية القضائية فإنه وتطبيقا ألحكام اإلفالس وليس للقواعد العامة لشروط االعتماد وتنفيذا إلج ارءات إعادة تكوين أرس المال تصبح شروط االعتماد كأن )89( لم تكن. ثانيا :األشخاص المعنيون بتطبيق شروط االعتماد: جاء في نص المادة "مهما تكن 289 مكرر 99 طريقة النقل ماعدا حالة اإلرث أو اإلحالة سواء لزوج أو أصل أو فرع...". فالقانون التجاري يقصي ص ارحة من تطبيق شروط االعتماد حالة انتقال األسهم بسبب اإلرث أو لفائدة األزواج أو األصول والفروع فالمشرع أ ارد من و ارء هذا النص إعفاء العالقات العائلية من )40( تطبيق هذه الشروط فالتنازل عن األسهم فيما بين هؤالء يتم بحرية تامة دون قيود الشركة. أو رقابة من وبالرغم من أن النص جاء واضحا إال أن الوضع في الواقع يبقى غامضا بالنسبة لبعض األشخاص مثل الموصى لهم بجزء من التركة فهل يمكن اعتباره في حكم الوارث ومن ثمة إعفاءه من تطبيق هذه الشروط خاصة وأن المشرع الج ازئري اعتبر أن الموصى له بجزء غير معين من التركة في حكم الخلف العام الذي تؤول له الحقوق وااللت ازمات التي )48( كانت للسلف فهل يمكن اعتباره في حال انتقال األسهم إليه عن طريق الوصية وارثا. يرى البعض أن المشرع هنا تكلم عن حالة اإلرث أي انتقال األسهم بسبب الوفاة أي كانت صفة ذوي الحقوق الذين ألت إليهم تلك األسهم من المساهم )48( المتوفى ولكن هذا الحكم غير صحيح في الواقع ألن الموصى له ليس وارثا فهدف المشرع من و ارء هذا اإلعفاء كان تسهيل انتقال األسهم فيما بين أف ارد العائلة ومن ثمة فهو يشترط بالضرورة وجود عالقة ق اربة مع المورث وعلية فإذا لم يكن الموصى له وارثا في نفس الوقت فال يمكن إعفاءه من تطبيق )44( هذه الشروط. وتطبيقا لذلك فإن الحما وزوج البنت والكنه وكذلك أوالد الزوج من غير الزوج المساهم هم أصهار وليسو من األصول أو الفروع المحددين في المادة 289 مكرر 99 )43(. فالقائمة محددة وفقا للقانون في الورثة األزواج األصول والفروع بدون تحديد لدرجتهم مما يعني )49( مهما صعدوا أو نزلوا أما غير هؤالء فيعتبرون من الغير والذين تسري عليهم شرط اعتمادهم من الشركة ليكتسبوا صفة المساهم. والتساؤل المطروح هنا كذلك هو ماذا نعني بالغير وهل يمكن اعتبار المساهم في نفس الشركة 114

116 المتنازل عن أسهمها من الغير خاصة وأن المشرع لم يذكره ضمن قائمة األشخاص المعفيين من تطبيق تلك الشروط. على خالف شركة المسؤولية المحدودة أين اعتبر المشرع أن الغير هو الشخص األجنبي عن الشركة المادة 928 ليس بهذا الوضوح ق ت ففي شركات المساهمة فاألمر مما جعل الفقه والقضاء في فرنسا يتردد في اعتبار المساهم من الغير أو ال حيث اقر القضاء في ق ارر له صادر بتاريخ 88 اكتوبر 8992 شرعية تطبيق شروط االعتماد عند التنازل عن األسهم فيما بين المساهمين وهو ما يسمح للشركة ممثلة في الهيئة المكلفة بمنح االعتماد بممارسة الرقابة على توزيع األسهم فيما بين مساهميها ومن ثمة الحفاظ على سيطرة أغلبية معينة فيها وبالمقابل منع تشكيل أقلية معيقة أي بمعنى الحفاظ على توازن القوى في )42( الشركة وأكثر من ذلك فقد جاء في إجابتان متتابعتان للو ازرة في فرنسا (JOAN16 oct1968) ( JOAN30dec1972 )واللتان استندتا على األعمال البرلمانية التحضيرية حيث تم التأكيد فيها على ضرورة فهم لفظ الغير الوارد بنص المادة 823 من قانون الشركات الفرنسي والتي تقابلها المادة 289 مكرر 99 من القانون التجاري الج ازئري بشكل واسع ومن ثمة فإن شروط االعتماد تسري على كل التنازالت عن األسهم للغير سواء كان المتنازل له )42( مساهما أو ال إال أن هذا التفسير تم رفضه من )42( قبل الفقه وهو ما يمكن اعتباره كذلك مرفوضا من قبلنا ألن المشرع في نص المادة 289 مكرر 92 فرق ص ارحة بين المساهم والغير بقولها"إذا لم تقبل الشركة المحال إليه المقترح...إما العمل على أن يشتري األسهم احد المساهمين أن يشتريها من الغير ".. أو وهو ما يعني ضمنيا بعدم اعتبار المساهم من الغير وهذا ما أكده القضاء في فرنسا فيما بعد في حكم شهير صدر بتاريخ 80 مارس 8922 حيث قرر أنه ال يمكن تطبيق شروط االعتماد على التنازل فيما بين المساهمين ألن المساهم ليس من الغير بمفهوم المادة )49( 823 وهو المبدأ الذي أصبح ساريا وثابتا منذ ذلك الحين. وبالرغم من االستثناءات السابقة فإن الحصول على شرط إعتماد الشركة يمكن أن يطبق حتى على األشخاص المعفيين منها وفق ما سبق ذكره) يأ الورثة الشركة قد األصول الفروع-األزواج(عندما ال تكون لجأت إلى االدخار العلني وتكون أسهمها مخصصة لعمالها فيمكنها رفض اعتماد المتنازل له الذي ليس له صفة العامل فيها وهذا في )30( التشريع الفرنسي. ثالثا:الشركات المسعرة ألسهمها في البورصة: وفقا لنص الماد 289 مكرر 99 يمكن إد ارج شروط االعتماد في القانون األساسي للشركة... إذا بغض النظر عن كون أسهمها مسعرة للتداول في البورصة أو ال فالنص جاء عاما وهو ما يعني أن المشرع التجاري أجاز إد ارج مثل هذه الشروط في هذا النوع من الشركات بالرغم من أن طبيعة عملية التداول في البورصة واج ارءاتها تتنافى مع مثل هذه الشروط والتي تقضي باعتبار المشتري لهذه األسهم مالكا في اليوم الذي يتم فيه تنفيذ أمر البيع حيث )38( يفقد البائع ملكيته عليها في تلك اللحظة. وقد سبق وأن طرح هذا اإلشكال من قبل في فرنسا على اعتبار أن هذه الشروط تعيق عملية التداول وبالرغم من ذلك فالكيفية المطروحة في مثل هذه الحالة لما يتم تداول األسهم عن طريق الوسطاء سواء بالنسبة لألسهم التي يتم تداولها في تسعيرة رسمية أو في سوق خارج التسعيرة حيث تنطبق أحكام التداول في البورصة واج ارءاته 115

117 فالعملية تتم عن طريق تحويل األمر لفائدة الوسيط المشتري في سجالت الشركة وفي نفس الوقت يودع الثمن تحت يد الوسيط البائع في أجل قصير جدا وعندما يقوم الوسيط المشتري بإيداع طلب التحويل النهائي بإسم زبونه يكون هذا الطلب موضوعا إلج ارءات االعتماد والموافقة من قبل الشركة كما حدد ذلك القانون األساسي وعليه فإذا حصل المتنازل له الجديد على االعتماد تم تحويل الملكية باسمه أما في حال الرفض فهذا الوضع )38( يؤدي إلى انسحاب حقيقي موجه ضد المتنازل وهذا ما جعل لجنة تنظيم عمليات البورصة في فرنسا COB تقر بأن وجود مثل هذه الشروط في القانون األساسي للشركات المسعرة في البورصة يتعارض مع خصوصيات سوق البورصة ونظامها رقم ل 80 جانفي 8922 االمر الذي أدى إلى إدانة هذه الشروط بالنسبة للشركات المسعرة في )34( البورصة وبالرغم من إلغاء هذا التنظيم سنة 8922 إال أن حظر هذه الشروط في البورصة استمر العمل به نص المادة بموجب األمر رقم إلى غاية 8003 حيث تم تعديل من القانون التجاري الفرنسي ل 83 جوان 8003 والتي أ ازحت كل غموض بقولها : Dans une société dont les titres de capital ne sont pas admis aux négociations sur un marché réglementé, la cession de titres de capital ou de valeurs mobilières donnant accès au capital, à quelque titre que ce soit, peut être soumise à l'agrément de la société par une clause des statuts. Cette clause est écartée en cas de succession, de liquidation du régime matrimonial ou de cession, soit à un conjoint, soit à un ascendant ou à un ومن هنا فشروط االعتماد ال تكون مشروعة إال بالنسبة للشركات التي سندات أرسمالها غير مسعرة للتداول في السوق المنظمة )39( )البورصة(. أما بالنسبة للمشرع الج ازئري فقد نصت المادة 89 من نظام لجنة تنظيم عمليات البورصة وم ارقبتها COSOBرقم والمتعلق بالنظام العام لبورصة القيم المنقولة على أنه يمكن للجنة رفض طلب قبول تداول سند إذا أرت أن الطلب مخالف لمصلحة السوق والمدخرين. وعليه فبالرغم من عدم وجود نص صريح يشترط عدم وجود شروط االعتماد لقبول تداول األسهم في البورصة فان نص المادة 89 السابقة الفضفاض يمنح للجنة سلطة رفض مثل هذه الشركات تحت غطاء مخالفة شروط االعتماد لمصلحة السوق والمدخرين التي تتطلب السرعة والديناميكية لعمليات التداول. المطلب الثاني:إج ارءات طلب االعتماد وأثار رفضه على خالف شركات المسؤولية المحدودة أين اعتبر المشرع إج ارءات طلب االعتماد من النظام العام بحيث يترتب على مخالفتها البطالن فإنه في شركات المساهمة لم يتطرق لذلك وبالرغم من هذا السكوت فإنه يمكننا اعتبارها كذلك من النظام العام ألن األمر يتعلق بحق أساسي للمساهم وهو حق التنازل عن أسهمه ومن ثمة يتعين علينا معرفة ما هي هذه اإلج ارءات )الفرع 8 ( وماذا يترتب عن رفض طلب االعتماد )الفرع 8 (. -الفرع األول:إج ارءات طلب االعتماد: تفتتح إج ارءات طلب االعتماد عن طريق طلب يتقدم به المساهم المتنازل أو المتنازل له ألن المشرع لم )32( يحدد صفة الطالب يوجهه إلى الشركة صاحبة األسهم محل التنازل عن طريق إج ارء غير قضائي أو برسالة مضمونة الوصول مع وصل االستالم descendant )33(. 116

118 م 289 مكرر 92 ويذكر في هذا الطلب إسم ولقب وعنوان المتنازل له وعدد األسهم أو سندات أرس المال المتنازل عنها والثمن المعروض وعندما يكون المتنازل له شخصا معنويا فيجب أن يتضمن الطلب شكل الشركة وعنوان مقرها االجتماعي ولكن من هي الهيئة المكلفة للفصل في طلب االعتماد. بالرجوع إلى نص المادة 289 مكرر 92 نجد أن المشرع يتكلم عن الشركة بشكل عام دون تحديد وبالتالي يكون بذلك قد منح الحرية للقانون األساسي لتحديد تلك الهيئة المختصة والتي يمكن أن تكون الجمعية العامة للمساهمين عندما يكون عدد المساهمين محدود مما يسهل اجتماعها في مثل هذه الحاالت وعليه يتم اتخاذ الق ارر وفقا للقواعد التي حددها القانون النعقادها واألغلبية المطلوبة التخاذ الق ار ارت حيث تعتبر هذه األحكام من النظام العام م 223 ق ت. في كل األحوال ال يمكن منح هذا االختصاص للجمعية العامة غير العادية ألن ذلك ليس من اختصاصها المحدد حص ار وفقا للمادة 202 ق ت وتبقى الهيئة العادية التي غالبا ما يسند لها اختصاص منح االعتماد عادة هي مجلس اإلدارة أو مجلس الم ارقبة أو المديرية أي المسيرون الذين يصدرون الق ارر بإسم الشركة والتساؤل المطروح هو هل يمكن أن ينظر في طلب االعتماد لجنة خاصة تعين لهذا السبب من طرف القانون األساسي للشركة. فاإلجابة هي ال يمكن ألن المشرع في المادة 289 مكرر 92 يتكلم عن الهيئات الممثلة للشركة والتي تتصرف وتصدر الق ارر بالقبول أو الرفض بإسم الشركة واللجنة السابقة ال تمثل الشركة ومن ثمة ال يمكنها أن تختص بالنظر في مثل هذه ويجب أن يكون هذا المجلس أو المديرية( بحيث للقانون مكونا )اإلدارة أو الم ارقبة تكوينا صحيحا ومنعقدا وفقا أقر القضاء في فرنسا أن انخفاض عدد أعضاء مجلس اإلدارة إلى اثنين )8( يؤدي إلى اختالل الشروط ومن ثمة يعتبر االعتماد الممنوح )32( من طرفهم باطال. واإلشكال األخر المطروح هنا هو ماذا لو كان احد أعضاء المجلس الناظر في طلب االعتماد معني مباشرة بذلك فهل يمكنه المشاركة في التصويت على منح االعتماد لفائدة األسهم المملوكة له خاصة وأن القانون ال يتضمن أية نصوص تفقده الحق في التصويت في هذه الحالة بالنظر لوجود تعارض في المصالح. اإلجابة هنا كذلك هي الوضع ال االعتماد. أنه يمكنه المشاركة فهذا )39( يفقده حقه في التصويت عند منح في كل األحوال فالهيئة الناظرة في منح االعتماد أو رفضه هي نفسها الهيئة المعنية باختيار مشتري جديد لألسهم في حال رفض اعتماد المتنازل له المقترح من قبل المساهم المتنازل وحتى في حال وضع الشركة في إطار التسوية أو التصفية القضائية فإن هذا االختصاص الممنوح لها بموجب القانون األساسي يجب احت ارمه بحيث ال يمكن للمدير القضائي أن يحل محلها كما أنه في حال وضع الشركة في إطار التصفية فإن اختصاص منح االعتماد إذا كان موكل إلى الجمعية العامة العادية للمساهمين ينتقل إلى مجلس اإلدارة ألنه ال توجد أية نصوص قانونية تمنح هذه السلطة )90( للمصفي. وتجدر اإلشارة أن تغيير كيفية تسيير الشركة من النظام الكالسيكي إلى النظام الحديث يؤدي إلى تغيير في الهيئة المختصة بمنح االعتماد أو رفضه )32( الطلبات. 117

119 أ- التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية بالضرورة وعليه يتعين أن يكون ذلك محل إشهار )98( كذلك. هذا وفي كل األحوال ومهما كانت الهيئة المختصة فإنه يكون لها أجل شهرين إلصدار الق ارر سواء بمنح االعتماد أو رفضه ابتدءا من تاريخ تقديم الطلب على خالف المشرع الفرنسي الذي حددها بثالثة اشهر. ويمكن للهيئة المعنية بالنظر في الطلب طلب أية معلومات تكميلية من المتنازل دون أن يؤدي ذلك )98( إلى إيقاف األجل السابق هذا وفي حال كان الق ارر بالموافقة فإنه يبلغ إلى الطالب بنفس طريقة تقديمه. ويمنح االعتماد بالنسبة لكل األسهم المقدم حولها الطلب دون أن يكون هناك محل للتجزئة إال إذا )94( تعلق األمر بعدة أشخاص متنازل لهم مختلفين هذا وال يكون للقضاء سلطة منح االعتماد أو رفضه ومع ذلك ينعقد له االختصاص للنظر في مدى صحة الق ارر المتخذ بكيفية صحيحة أو ال وأن ال يكون مشوبا بعيب الغش أو التعسف في استعمال )93( الحق. وكما يكون منح االعتماد صريحا يمكن أن يكون ضمنيا في األحوال التالية: - اعتبر القضاء في فرنسا أنه تعتبر الموافقة على المتنازل له قد تمت بمجرد اإلمضاء على محضر التحويل وكان المتنازل له قد تم تعيينه في نفس اليوم كرئيس مدير عام )99( للشركة. - أنه وعند انقضاء الشركة يعتبر أجل الشهرين دون رد من إعتماد المتنازل له قد تم ضمنيا لنص المادة 289 مكرر 92 ولو تم وفقا إستدعاء الجمعية العامة الغير عادية للشركة قصد تخفيض ارس المال )92( واسترجاع الشركة لتلك األسهم أحكام المادة 283 وما بعدها. وفق ما تقرره نه يعتبر اعتمادا ضمنيا في حال رفض الشركة قبول المتنازل له إال أنها لم األسهم خالل تقم بإج ارءات ش ارء أجل الشهرين التاليين لتبليغ ق ارر الرفض م 289 مكرر 92 وليس من تاريخ إنعقاد الهيئة المعنية للنظر في اإلعتماد ولو كان المساهم )92( المتنازل له حاض ار فيها. وال يبقى إذا أمام الشركة إال طلب تمديد هذا األجل من المحكمة المختصة والتي تنظر في )92( الطلب وتصدر بذلك ق ار ار وما يالحظ هنا أن المشرع تكلم عن تمديد أجل الشهرين بطلب من الشركة ولكنة لم يحدد المدة التي ال يمكن أن يتجاوزها هذا التمديد وهو ما يفتح المجال للتعسف من قبل الشركة خاصة وأن األمر يصدر بدون حضور األط ارف ومع ذلك فال يبقى أمام الطرف الذي يرى أن طلب التمديد يتضمن تعسفا إال الرجوع للقاضي للت ارجع عنه أو تعديله وهذا ما يعد من قبل إحدى الضمانات الممنوحة للمساهم المتنازل أو المتنازل له إضافة إلى شرط أن يكون الطلب مسببا )99( من طرف الشركة. هذا بغض النظر عن أحكام القواعد العامة الخاصة بالتعسف في استعمال الحق والتي يمكن )20( التأسيس عليها ولكن أمام محاكم الموضوع. الفرع الثاني:أثار رفض االعتماد - عندما ترفض الشركة إعتماد المتنازل له كمساهم جديد في الشركة فإنه يتعين عليها وفي أجل شهرين من تاريخ إبالغها الرفض لمقدم الطلب أن تقوم إما: بش ارء األسهم من طرف الشركة. - الشركة. - أحد المساهمين في ش ارء األسهم من طرف الغير الذي تختاره ش ارء األسهم من طرف الشركة ذاتها قصد تخفيض ارس مالها وقبل التطرق إلى هذه الحلول 118

120 الثالثة المقترحة على الشركة فإن التساؤل المطروح هو هل يمكن الطعن في ق ارر الشركة برفض االعتماد. القاضي في البداية إذا تم رفض االعتماد فإنه يبقى دائما للمساهم المتنازل الحق في سحب عرضه ومن ثمة الت ارجع عن تنازله واحتفاظه بأسهمه وال يمكن )28( للشركة أن تلزمه بالتخلي عنها. ويجب تبليغ ق ارر الرفض إلى الطالب بنفس شكل )28( تقديم طلب االعتماد أي برسالة مضمونة الوصول مع وصل باالستالم م 289 مكرر 99 ق ت. الشكل ويشترط أن يكون ق ارر الرفض صحيحا من حيث ويتعلق األمر باحت ارم اإلج ارءات الشكلية الالزمة إلتخاذ مثل هذه الق ار ارت إبتدءا باالختصاص إلى النصاب المطلوب لذلك- كما يجب أن يكون مسببا تسبيبا كافيا أي أن يبرر بحماية المصلحة اإلجتماعية للشركة وعلى هذا األساس فمثله مثل أي ق ارر من ق ار ارت الشركة للطعن القضائي. يمكنه أن يخضع وما هو صعب على المدعي يكمن في إثبات التعسف من طرف الشركة ألن تسبيب الق ارر بمصلحة الشركة يبقى مفهوما واسع وغالبا ما يكون )24( السبب الحقيقي خفي يصعب إثباته. في كل األحوال فالهيئة الناظرة في طلب االعتماد والتي أصدرت ق ارر الرفض يتعين عليها في أجل الشهرين المحددين إلصدار الق ارر أن تقوم بتحديد مشتري بديل للمتنازل له المرفوض وذلك وفق الحلول الثالثة السابقة. هذا ويبقى الخيار للشركة في تحديد شخص المتنازل له حيث يمكنها أن تعرض هذه األسهم على بقية المساهمين في الشركة نفسها قصدا تدعيم أغلبية معينة فيها ومن ثمة الحفاظ على توازن في الق ارر داخل الشركة ومع ذلك فاإلشكالية التي يمكن أن تثور هنا هو إمكانية استعمال الشركة ألسلوب االنتقاء حيث يتم عرض ش ارء هذه األسهم على بعض المساهمين دون غيرهم. ومع ذلك فالحماية المقررة لهؤالء المساهمين هي حقهم في الطعن في الق ارر على أساس الغش ألن ذلك يشكل مساسا بمبدأ المساواة في ما بينهم وتفاديا لكل ذلك فاألجدر أن يتدخل القانون األساسي للشركة ويقوم بتنظيم خيار الش ارء باألولوية وحسب )23( ترتيب معين لفائدة المساهمين. كما يمكنها وكخيار ثاني أن تعمل على ش ارء هذه األسهم من قبل الغير ولم يحدد المشرع كيف يتم إختيار هذا الغير وعلى أي أساس. فبالنظر لنص المادة على الشركة في ذلك أي بمعنى 289 مكرر 99 فال قيد أنه يمكنها اختياره بكل حرية ولكن فكل من المتنازل له المرفوض إعتماده والغير المقترح من قبل الشركة ليحل محله لش ارء هذه األسهم أجانب عن الشركة فلماذا يرفض أحدهما ويقبل األخر فاإلجابة تكمن في السلطة التقديرية التي منحها المشرع للشركة في حماية مصلحتها االجتماعية ومن هنا فتسبيب ق ارر الرفض لإلعتماد يصبح أكثر من ضرورة في مثل هذه الحاالت. وفي كل األحوال فالقيد القانوني الوارد على الشركة في هذه الحالة هو أنه يحضر عليها تقديم أموال أو منح قروض أو الموافقة على تقديم ضمان قصد ش ارء هذه األسهم م 289 مكرر 20 )29( ق ت. وقد حكم القضاء في فرنسا بشرعية الشرط المدرج في القانون األساسي الذي مفاده تقييد حرية الشركة في إختيار المتنازل له في حالة رفض االعتماد وذلك عن طريق تحديد قائمة بأسماء األشخاص الذين لهم الحق في ش ارء هذه األسهم )22( باألولوية مسبقا. 119

121 أما الحل الثالث الممنوح للشركة هو أن تعمل بنفسها على ش ارء تلك األسهم وهو الحل الذي يفرض عليه تخفيض أرسمالها ويترتب على ذلك نتيجتان: - - فمن جهة فبالنسبة للمساهم المتنازل الذي تم استرجاع أسهمه من قبل الشركة فيعتبر من الناحية الجبائية قد تحصل على فائض قيمة فيخضع بذلك للضريبة على الدخل ولهذا السبب اشترط المشرع أن يتم استرجاع األسهم بموافقته م 289 مكرر 92. ومن جهة ثانية فالهيئة المختصة هنا بإتمام العملية تصبح الجمعية العامة غير العادية ألن )22( األمر يتعلق بتخفيض أرس مال الشركة. هذا وتعتبر عملية إسترجاع األسهم قد تمت بمجرد ما يتم االتفاق بين الشركة و المساهم المتنازل حول المحل والثمن في األجل المحدد ولو كان ق ارر الجمعية العامة غير العادية القاضي بتخفيض أرس )22( المال قد تم الحقا لهذا األجل. ونصت المادة من القانون التجاري الج ازئري على سير هذه العملية بحيث أوردت القاعدة وهي المنع واالستثناء عليها بحيث يجوز للشركة ش ارء أسهمها الخاصة وذلك في حالتين: حالة تخفيض أرس المال غير المبرر بخسائر وتقوم الشركة هنا بش ارء أسهمها والتي يمكن تطبيقها على حالتنا السابقة م 289 مكرر 92 من اجل إبطال تلك األسهم. - حالة الشركة المسعرة ألسهمها في البورصة حيث تقوم بش ارء هذه األسهم قصد تنظيم سعرها في السوق ويكون ذلك بموجب رخصة من الجمعية العامة العادية والتي ال يمكن أن تكون ألكثر من سنة وتتم هذه العملية بعلم لجنة تنظيم عمليات البورصة وتحت رقابتها المواد من 289 الى 289 مكرر 4. والتساؤل المطروح هنا هو هل يمكن للمتنازل الت ارجع عن تنازله أي هل يمكنه رفض استرجاع الشركة ألسهمه بالكيفية السابقة. - المؤكد هو أنه وعندما تقرر الشركة استرجاع أسهما على النحو السابق فإنها ال تحل محل المتنازل له بكيفية مطلقة بحيث يختلف عقد االسترجاع عن عقد التنازل ويظهر هذا االختالف من خالل اشت ارط المشرع أن يتم االسترجاع بموافقة المساهم المتنازل وجوبا م 289 مكرر 92 بحيث ال )29( يمكن للشركة أن تفرض عليه االسترجاع فرضا. في كل األحوال فللمتنازل الخيار بين 4 حلول : إما أن يقبل االسترجاع من قبل الشركة ومن هنا يصبح التنازل نهائي. - أو أن يرفضه ومن ثمة يقرر االحتفاظ بأسهمه والبقاء شريكا. - واما أن يقبل االسترجاع ويرفض الثمن المعروض كمقابل وفي هذه الحالة ال يكون أمام الشركة إال اللجوء إلى خبير لتحديده يتم االتفاق عليه فيما بين األط ارف وفي حال الخالف يعين من طرف رئيس )20( المحكمة المختصة استعجاال وال يمكن بأي حال من األحوال للشركة أن تحدد في قانونها األساسي )28( ثمن ج ازفيا السترجاع أسهمها كما ال يمكن ألي جمعية عامة أن تفرض تقدي ار لقيمة األسهم على قاعدة القيمة التصفوية واقر )24( للشركة. )28( القضاء في هذه الحالة أنه وبمجرد اإلتفاق بين األط ارف حول المحل والثمن فإن البيع يعتبر قد )23( تم وال يمكن لألط ارف سحب العرض وإلن المشرع لم يشترط في الثمن أن يكون محددا باألرقام بل يكفي أن يكون قابال للتحديد م من 492 و 492 القانون المدني فإنه وفي غياب ت ارجع صريح من المتنازل يكون البيع مكتمال بمجرد تعيين الخبير ومع ذلك يرى جانب أخر من الفقه أنه يبقى دائما 120

122 للمتنازل الحق في الت ارجع عن التنازل ويسري نفس الحكم بالنسبة للمتنازل له المقترح لش ارء هذه األسهم-عندما يالحظ أن الثمن المحدد من قبل )29( الخبير مجحف. بعد هذا وكحالة أخرى إلسترجاع الشركة ألسهمها رفضها إلعتماد من ألت إليه تلك األسهم حالة التنفيذ الجبري عليها كونها كانت قيد رهن حيازي م 289 مكرر 92 ق ت فالقانون لم يرد جعل التملك القانوني للحقوق االجتماعية )األسهم( بموجب التنفيذ الجبري سببا يسمح بالتحايل على ميكانزمات شروط االعتماد وعلية يكون للشركة كذلك في هذه الحالة الحق في استرجاع تلك األسهم قصد تخفيض أرس مالها على النحو السابق كما يمكنها أن تمكن احد المساهمين من الحلول محل الغير الذي ألت إليه تلك األسهم في البيع الجبري م 928 ق م والمواد و 228 من قانون اإلج ارءات المدنية واإلدارية ولم يحدد المشرع لذلك أجال لالسترجاع بل اكتفى بالقول بدون تأخير 289 مكرر 92. وكنتيجة لكل ما سبق قولة فتجاهل المساهم لشروط االعتماد السابقة واإلج ارءات المقررة لها يجعل من تنازله عن أسهمه كأن لم يكن أي باطال ال يحتج به في مواجهة الشركة. الخاتمة من خالل كل ما قيل سابقا حول شروط االعتماد يبدو جليا أن المشرع وان أقر حرية التنازل على األسهم كمبدأ في شركات المساهمة وخاصية جوهرية في األسهم ومن ناحية أخرى كحق أساسي للمساهم ال يجوز المساس به فإنه بالمقابل ارعى مصلحة الشركة التي تقتضي ممارستها لرقابة على األشخاص ال ارغبين في الدخول إليها ولكي يحفظ حق المساهم في الخروج من الشركة متى شاء فقد اوجد كمقابل لشروط االعتماد شروط االسترداد من طرف الشركة في حالة رفضها لشخص المتنازل له بحيث أعطى مرونة للقانون تسمح بالتخفيف من حدة المبدأ وحافظ على مصلحة الشركة وحق المساهم من جهة ثانية وكذلك ميز بين شركات المساهمة المفتوحة التي تقوم على االعتبار المالي بشكل مطلق وشركات المساهمة المغلقة والتي يمكنها أن تحافظ على خصوصياتها بأن تدخل نوع من االعتبار الشخصي في قانونها األساسي األمر الذي يؤدي تقييد المبادئ منها حرية التداول. ومع ذلك يبقى مبرر الحفاظ على المصلحة االجتماعية للشركة ذلك المفهوم الواسع والفكرة المعنوية مثله مثل فكرة حسن النية في القانون الذي يمكن التأسيس عليه ولكن يصعب إثباته أو إثبات عكسه األمر الذي يصعب على المساهم الطعن في ق ار ارت الشركة القائمة على التعسف كما يتعذر عليه إثبات أن األمر متعلق بمصلحة األغلبية أو بمصلحة الشركة لتداخلهما وهو ما يعيق كذلك القضاء عند ممارسته للرقابة على ق ار ارت الشركة. الهوامش: 1- Cass. Civil 9 fev1937 note René ROBLOT-l agrément de nouveaux actionnaires Mélange Daniel Bastian 1974 p284. ففي فرنسا فشروط االعتماد في هذا النوع من الشركات مفروضة بنص القانون وليست اختيارية للقانون االساسى للشركة. 2-HUBERT POULET-GOFFARD- sociétés anonymes cessions et promesses de cessions d actions fasc. -k 65 juris classeur forum 11; 1997n Jean François ARTZ- Cession de droit sociaux- Ency Dalloz répertoire 2008 n ibidem. 121

123 وقع هنا خطأ في الترجمة حيث وردت عبارة بصفة 25- Jean François ARTZ- Cession de droit sociaux (op-cit) n idem(op-cit) n Cass. Com. 19avril1972note ROBLOT- l agrément de nouveaux actionnaires (op-cit) p Cass. com31janv1995n91, 20,735BRDA1995n3p5note J-MASTIC (opcit)n Yves CHARTIRE -droit des affaires Tom 2 sociétés commerciales- presse universitaire1992p 404 n René ROBLOT-. l agrément de nouveaux actionnaires (op-cit)n انظر المادة 802 و 809 من القانون المدني الج ازئري. 32- Jean François ARTZ - La cession de droit sociaux- (op-cit) n CA COLMAR 30-janv1970 ; REV- SOC 1970 ;299 note ROBLOT(op-cit)n J-MESTRE Dominique VELRDOCCHIO)op-cit) n Thibaut MASSART cession d actions- Joly sociétés 2005/12N 304BJS 01dec2005 n René ROBLOT- l agrément de nouveaux actionnaires (op-cit) n Jean François ARTZ (op-cit) n G-RIPERT+R-ROBLOT- Traite élémentaire de droit commerciales- T1 éd LGDJ paris 1980 n CASS-COM 10 mars1976, REV SOC 1976, 332 note J-HEMARD. 40- ANNE CHARVERIAT et ALAIN COURET (op-cit) n المادة 840 من نظام لجنة تنظيم عمليات البورصة -1 استثنائية كمقابل للفظة Exclusivement في النص الفرنسي والصحيح حتى من الناحية اللغوية هي بصفة خاصة. 6- Thibaut MASSART -cession d actions Joly sociétés2008 -n Jacques MESTRE - Dominique VELRDOCCHIO Lamy sociétés commerciales éd 2007 n J-F ARTZ- Cession de droit sociaux- (opcit) n René ROBLOT-l agrément de nouveaux actionnaires (op-cit) p انظر النظام القانوني لألسهم لحاملها نواصرية الزه ارء- أنواع األسهم التي تصدرها شركات المساهمة وموقف المشرع الج ازئري منها-مقال ) منشور بمجلة العلوم اإلنسانية وم ارقبتها René ROBLOT- l agrément de nouveaux actionnaires (op-cit) n COB Règlement n art 17 note J- MASTIE- Dominique VELRDOCCHIO (opcit) n Art C-Commerce issue de l ordonnance n du 24juin 2004 JORF B- SAINTOURENS-le nouveau droit des clauses d agrément (op-cit) n J- MESTRE - Dominique VELRDOCCHIO (op-cit) n Jean François ARTZ - (op-cit) n Cass com. 18nouv1974 rev soc note Y-Chartier. 49- Cass com. 24fev1975 revu soc note B-OPPETIT. بجامعة سكيكدة عدد 3 سنة Daniel OHL-les valeurs mobilières Ency Dalloz répertoire sociétés sep2005 n Bernard SAINTOURENS-le nouveau droit des clauses d agrément revue sociétés 2004p J- MESTRE - Dominique VELRDOCCHIO (op-cit) n René ROBLOT-L agrément nouveaux actionnaires (op-cit) p291n J- MESTRE - Dominique VELRDOCCHIO ( op-cit) n A-COURET et C- Perrier «les effets d une clause d agrément érigée en condition suspensive» Bull.-Joly sociétés 1999p523, Thibaut MASSART- cession d actions Joly sociétés 2005/12N 304BJS 01dec2005n12 P René ROBLOT-L agrément de nouveaux actionnaires (op-cit) n Renaud MORTIER-le Rachat par la société de ses droits sociaux - Thèse de doctorat-uni Renne 1 éd dalloz2003 n HEMART-TERRE-MABILAT «les sociétés commerciales» T 3 éd Dalloz 1974 p67 n J- MESTRE - Dominique VELRDOCCHIO (op-cit) n René ROBLOT-L agrément de nouveaux actionnaires -p292n CA Grenoble,30juin1988, jcp1989, note J-ARTZ cession de droit sociaux (op-cit) n شروط التدليس وفقا للقانون المدني م 22 وما بعدها. 122

124 64-Jean François ARTZ - Cession de droit sociaux (op-cit) n وتنص المادة 288 على العقوبات المترتبة على مخالفة 50- A-CHARVERIAT et A-COURRET (opcit)n Thibaut MASSART-Joly societies n 304 bjs01dec2005n 12p J- MESTRE - Dominique VELRDOCCHIO (op-cit) n Jean François ARTZ - (op-cit) n A-CHARVERIAT et A-COURRET (opcit) n Cass com30juin1975n bull joly1976p16 note J- MASTIC et D- VELRDOCCHIO (op-cit)n J- MESTRE - Dominique VELRDOCCHIO (op-cit) n Thibaut MASSART -cession d actions (op-cit)n وذلك عن طريق أمر على ذيل عريضة دون حضور األط ارف ما لم ينص القانون خالف ذلك المادة 404 اإلج ارءات المدنية واإلدارية قانون 15- انظر المادة 488 من قانون اإلج ارءات المدنية واإلدارية. المادة 883 مكرر من القانون المدني والتي حددت حاالت للتأسيس عليها: -إذا وقع بقصد اإلض ارر بالغير إذا كان يرمي للحصول فائدة على قليلة بالنسبة إلى الضرر الناشئ للغير - إذا كان الغرض منه الحصول على فائدة غير مشروعة. 61- Thibaut MASSART -cession d actions (opcit) n A-CHARVERIAT et A-COURRET (opcit) n Cass com. 21janv1970 bull civil iv n 28 note T- MASSART (op-cit) n 129. هذا الحضر بتقريرها عقوبة السجن من سنة وبغ ارمة من إلى 9 سنوات إلى دج أو بإحدى هاتين العقوبتين. 66- Cass. Com. 26 avril1994 JCP éd E ; 1994 IV n 837bul Joly 1994 p813et 218 notes Paul LE CANNU. 67- HEMARD TERRE MABILAT- (op-cit) n Cass com 17 oct1989 REV SOC1990 P270 note Y-CHARTIER op cit. 69- Renaud MORTIER- (op-cit) n Thibaut MASSART -cession d actions (opcit) n C-A paris 25 e ch. A ; 10 mars1985 BRDA ; 1985/14 p وهي قيمة التصفية التي تتحدد عن طريق خصم الخصوم من األصول في الذمة المالية للشركة. 73- Thibaut MASSART -cession d actions (opcit) n De sorte que l accord sur la chose et sur le prix était réalise, la vente était parfait et que les partie ne pouvaient retirer leur offre ) Cass. Com. 13oct 1992 JCP, éd E1992, pan n Thibaut MASSART -cession d actions (opcit) n

125 الحامض النووي ودوره في اإلثبات الجنائي ارضية خليفة قسم الحقوق - كلية الحقوق جامعة باجي مختار- عنابة ملخص ي عد الحامض الن ووي أو ما يسميه البعض "البصمة الو ارثية" أكثر االكتشافات العلمية إثارة في اآلونة األخيرة. لقد توصل العلماء إلى أن جزيء الحامض النووي ADN يحتوي على نوعين من االختالفات التي تعد الس بب الرئيسي في امتالك كل شخص حامضا نوويا يختلف عن أي شخص آخر باستثناء التوائم المتشابهة. ومن بين المجاالت التي يمكن فيها لهذا االكتشاف أن يؤدي دو ار فعاال وحيويا مجال اإلثبات الجنائي وذلك لما ينفرد به من خصائص تمي زه عن األدلة األخرى وحجيته القوية في إثبات الج ارئم وخصوصا الج ارئم المسرحية. لكن ورغم هذه األهمية فإن موضوع االثبات بالحامض النووي يثير عد ة إشكاالت تمس على تقديم دليل ضد نفسه. بالح ريات الفردية كالمساس بالسالمة الجسدية أو الحق في الخصوصية أو إجبار شخص الكلمات المفاتيح : حامض نووي دليل حجي ة الحريات الفردية. Résumé L ADN (Acide Désoxyribonucléique), appelé communément «l empreinte génétique», est considéré actuellement comme l une des découvertes les plus passionnantes. Effectivement, les scientifiques ont découvert que la molécule d ADN comprenait deux sortes de particularités qui distinguent chaque personne de toute autre (à l exception des vrais jumeaux homozygotes-). Parmi les champs d application ou cette découverte joue un rôle efficace et vital, ce serait bien la preuve en matière pénale. Effectivement, en comparaison avec les autres preuves, l ADN possède des caractéristiques bien singulières. En plus, elle a le mérite d avoir une forte fiabilité en tant qu indice criminel, principalement dans le cas de crimes de scènes. Cependant, en dépit de son importance, le recours à l ADN en tant que preuve suscite divers problèmes touchant aux libertés individuelles, tels que l atteinte à l intégrité physique ou bien le droit à la vie privée, ou alors le fait de contraindre une personne à fournir une preuve contre elle-même. Mots clés : ADN (Acide Désoxyribonucléique), preuve, fiabilité, libertés individuelles. Abstract DNA (Deoxyribonucleic Acid), or what is commonly referred to as the "genetic fingerprint" is now considered as one of the most exciting discoveries. Indeed, scientists have concluded that the DNA molecule consists of two kinds of features that distinguish each person from another (except identical twins-homozygous-). The evidence in criminal matters is regarded as one of the fields in which this discovery may play a vital and effective role, particularly in scenes crime. However, the use of DNA as evidence raises issues which have impact on individual freedoms, such as the physical integrity, the right to privacy, or forcing a person to give evidence against himself. Keywords : DNA (Deoxyribonucleic Acid), evidence, reliability, privacy. 124

126 البالستيك عند تعرضها للهواء فتمنع ظهور البصمات عند مالمسة اليد أي جسم من األجسام كما يلجأ إلى لبس قفا ازت أو يمسح بصماته بمنديل في حين أن الحامض النووي يمكن التقاطه من أي بقايا خلية وجدت على مسرح الجريمة كالشعر الدم المني األظافر األسنان اللعاب... وبالتالي فمجال استخالص الحامض النووي أوسع نطاقا من مجال رفع البصمات من مسرح الجريمة وهنا تبرز أهمية هذا الموضوع. تطرح في هذه الد ارسة: ومن أبرز اإلشكاليات التي ما مفهوم الحامض النووي وما هي الخصائص التي يتمتع بها والتي تميزه كوسيلة إثبات للكشف عن الج ارئم ومرتكبيها وما مدى حجيته أمام القاضي الجنائي وما هي أبرز تطبيقاته في مجال الكشف عن الجريمة وهل هناك مشكالت يثيرها اإلثبات عن طريق الحامض النووي سنحاول اإلجابة عن هذه اإلشكاليات من خالل مبحثين نتناول في األول ماهية الحامض النووي ونتناول في الثاني قيمة الحامض النووي في اإلثبات الجنائي. المبحث األول: ماهية الحامض النووي البصمة الو ارثية هي عبارة عن بيان بالخصائص والصفات الو ارثية التي تسمح بتحديد هوية شخص ما والتعرف عليه على غ ارر بصمات األصابع ويشبه الحامض النووي ببطاقة الهوية الشخصية من حيث كون كل منهما تحدد العناصر األساسية الشخصية التي تسهم في تحديدها وتمييزها عن غيرها فالهوية الشخصية تحدد عناصر الحالة المدنية للشخص كاالسم والموطن وتاريخ الوالدة ومكانها في حين أن البصمات الو ارثية تحدد خصائص الشخص الو ارثية كلون العينين وبشرته ودرجة ذكائه ونوع هرموناته وبروتيناته... وسنحاول في هذا المبحث بيان مفهوم الحامض التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية مقدمة: إن المتتبع للجريمة يرى أنها تتطور مع تطور العصور فبعد أن عرف هذا العصر اكتشافات تقنية وظهور الحاسبات اإللكترونية حتى عرف بعصر المعلوماتية فإنه مؤخ ار شهد ما يعرف بالهندسة الو ارثية أوالبيولوجية والتي كانت من أهم نتائجها بصمة الحامض النووي التي أطلق عليها تسمية البصمة الو ارثية فسمي هذا العصر بالعصر الجينومي فبعد أن كانت العصور الماضية يعتمد في إثباتها للج ارئم على االعت ارف الذي كان في الغالب ما يحصل عليه عن طريق التعذيب كالشد في العجالت والصلب على حامل من الخشب والضرب أو شهادة الشهود التي يمكن أن يعتريها الشك في حالة نسيانهم لتفاصيل الجريمة أو تزييفها ظهرت وسائل علمية حديثة للكشف عن الج ارئم ومن بينها الحامض النووي )ADN( الذي تم اكتشافه من قبل العالمين "جيمس واطسون" و"ف ارنس كريك" سنة 2150 وتوصال إلى أن الحامض النووي يتكون من شريطين متوازيين يشكالن معا حلزونا مزدوجا وأنه مثل باقي الخاليا في جسم اإلنسان ال يختلف من شخص إلى آخر لكن في سنة 2185 تغيرت الموازين حيث اكتشف عالم الو ارثة األنجليزي "إليك جيفريز" أن لكل شخص بصمة و ارثية "ADN" تميزه عن غيره من البشر وال تتطابق إال في حالة التوائم المتماثلة الناتجة عن بويضة واحدة وأطلق عليها مصطلح البصمة تشبيها لها ببصمة اإلصبع التي يتميز بها كل شخص وان كانت بصمات األصابع من أبرز الوسائل العلمية في إثبات الج ارئم إال أن هذه األهمية تضاءلت فالمجرم اليوم كثي ار ما يلجأ إلى وضع مادة كيميائية في مكان وجود البصمات على أيديهم ومن خصائص هذه المادة أنها تكون طبقة تشبه 125

127 النووي وخصائصه واالختيا ارت الخاصة بالحامض النووي وكيفية التعرف على صاحبها. المطلب األول: تعريف الحامض النووي لقد تعددت تعريفات الحامض النووي ومن أبرزها تعريف الدكتور رمسيس بهنام "المادة الحاملة )2( للعوامل الو ارثية والجينات في الكائنات الحية". وهناك من عرفه بأنه المادة المسؤولة عن نقل الصفات )1( الو ارثية من األصول إلى الفرع. وقد عرفته ندوة الو ارثة والهندسة الو ارثية والجينوم البشري للمنظمة اإلسالمية للعلوم الطبية على أنه : "البنية الجينية نسبة إلى الجينات المورثات التفصيلية التي تدل على هوية كل فرد بعينه وهي وسيلة ال تكاد تخطئ في التحقق من الوالدية البيولوجية والتحقق من الشخصية". - والحامض النووي األولى لمصطلح )ADN( هي الحروف (Acide Désoxyribonucléique) أي الحامض النووي الديوكسي منزوع األكسجين وهو عبارة عن مركب كيميائي معقد ذو وزن جزئي عالي ال يمكن للكائن الحي االستغناء عنه يتكون من خيطين دائريين من النيوكليوتيدات على شكل حلزون ويوجد هذا الحمض في أنوية الخاليا )0( للكائنات الحية. أما بالرجوع إلى تعريفه من الناحية القانونية فقانون اإلج ارءات الج ازئية لم يعرف الحامض النووي وبالتالي نرجع إلى تعريف الفقه وهنا نجد أن الفقه الفرنسي قد وضع تعريفا له بأنه : "الهوية الو ارثية األصلية الثابتة لكل إنسان التي تتعين بطريق التحليل الو ارثي وتسمح بالتعرف على األف ارد )1( بيقين شبه تام". وعليه نخلص إلى أن الحامض النووي أو البصمة الو ارثية كما يسميها البعض هي التي تبين عالمات االنسان المميزة وصفاته الو ارثية منذ بداية تكوينه في بطن أمه وهي التي تحدد نوع فصيلة دمه وانزيماته وبروتيناته وشكل بصمات أصابعه ولون شعره وبشرته وجنسه وغير ذلك من الصفات الو ارثية فهي بمثابة بطاقة تعريف بيولوجية لإلنسان. المطلب الثاني: خصائص الحامض النووي ينفرد الحامض النووي بعدة خصائص تميزه عن غيره من أدلة اإلثبات العلمية تتلخص فيما يلي: االنف اردية: 1- حيث لكل شخص حامض نووي يميزه وال يمكن أن يتشابه شخصان في ذلك ماعدا حالة وحيدة وهي التوائم المتطابقة تماما الناتجة عن بويضة واحدة وهذا ما اكتشفه العالم إليك جيفريز. -2 يتميز الحامض النووي بأنه يمكن الحصول عليه من مصادر مختلفة يخلفها جسم اإلنسان مثل الدم المني اللعاب الجلد الشعر األظافر العظم اللحم يعد الحامض النووي أدق وسيلة لتحديد الهوية أو إثبات النسب أونفيه. -2 يتمتع الحامض النووي بقدرة كبيرة على مقاومة عوامل التعفن والتحلل والتغي ارت الجوية من برودة وح اررة لفترة طويلة حيث يمكن التعرف على الجثث القديمة التي يرجع أصلها إلى آالف السنين وذلك من خالل تحليل العظام واألسنان وبالتالي الكشف )5( عن المفقودين. -5 يتميز الحامض النووي بمقدرته على االستنساخ ألنه ينقل الصفات الو ارثية من جيل إلى جيل. 4- ما يميز الحامض النووي بأنه يتكون من خطوط عريضة وبالتالي يسهل ق ارءته والمقارنة بين بصمتين و ارثيتين سهل جدا. -4 سهولة حفظ وتخزين الحامض النووي في أجهزة الكمبيوتر وانشاء ملفات خاصة بالمجرمين 126

128 المسبوقين قضائيا والمشتبه فيهم مما يسهل ذلك عملية اإلثبات. -4 يمكن عن طريق الحامض النووي اكتشاف مرتكبي الج ارئم التي قيدت ضد مجهول وقد فتحت المحاكم األمريكية والبريطانية ملفات عدد كبير من تلك الج ارئم وفتحت تحقيقات فيها من جديد وقد ب أرت البصمة الو ارثية مئات األشخاص من ج ارئم القتل واالغتصاب كما أدانت آخرين ومن أشهر هذه الج ارئم قضية الدكتور "سام شبرد" بقتل زوجته ضربا حتى الموت سنة الذي أدين أمام 2155 محكمة والية أوهايو بالواليات المتحدة األمريكية ثم ثبتت بعد ذلك ب ارءته عن طريق بصمة الحامض النووي بعد أن قضى الدكتور )سام( عشر سنوات ثم أعيدت محاكمته عام في السجن 2165 وحصل على ب ارءته التي لم يقتنع بها الكثيرون حتى كان أغسطس عام 2110 حينما طلب اإلبن األوحد للدكتور )سام( فتح القضية من جديد وتطبيق اختبار البصمة الو ارثية أمرت المحكمة في مارس بأخذ عينة من جثة )شبرد( الشرعي أن الدماء التي وجدت على عليها ليست دماء الدكتور 2118 ألنه توفي وأثبت الطب سرير المجني )سام شبرد( بل دماء صديق العائلة وأدانته البصمة الو ارثية وأسدل الستار على واحدة من أطول محاكمات التاريخ في 1222 جانفي )6( في هذا الخصوص. -9 بعدما حددت البصمة الو ارثية كلمتها يمكننا الحامض النووي من معرفة جنس العينة هل تعود ألنثى أوذكر وهذا يساعد في الكشف عن مرتكبي الج ارئم. المطلب الثالث: التعرف على صاحبه اختبا ارت الحامض النووي وكيفية إن الحامض النووي يوجد في أي خلية من جسم اإلنسان ومصادره متعددة )دم شعر لعاب عرق...( أسنان ومكان وجود هذه الخاليا هو مسرح الجريمة ألن اإلثبات عن طريق الحامض النووي مرتبط بالج ارئم المسرحية ولمعرفة صاحب العينة البد من إج ارء اختبا ارت من طرف أهل االختصاص ويتبع في ذلك الخطوات التالية: - يتم رفع العينة الم ارد استخالص مسرح الجريمة. ADN - من بعد ذلك يتم التخلص من المواد ال ازئدة المصاحبة للعينة مثل كريات الدم الحم ارء والمواد الصلبة بواسطة أجهزة كهربائية المركزي( )جهاز الطرد في المعمل الجنائي حيث يتم كسر نواة الخلية والوصول إلى الشريط الحلزوني المزدوج في صورة ارسب أبيض هالمي بعد ذلك يتم نقل ADN وتصويره باألشعة السينية. واذا ما رجعنا إلى التاريخ فأول طريقة لتحليل الحامض النووي اكتشفت من طرف العالم إليك جيفريز سنة 2185 وتعد هذه الطريقة من أنجح الطرق في الوصول إلى نتائج صحيحة ويمكن أن تلخص خطواتها فيما يلي: -1 استخالص كمية من الحمض النووي من المصادر البيولوجية المختلفة واختبار جزء منه لمعرفة إذا كانت الكمية كافية إلج ارء التحليل. تقطيع جزيء 2- ADN إلى عدة ماليين من الجزيئات. -1 أخذ المحلول على أج ازء بواسطة إنزيمات خاصة ووضعه داخل ADN ثقوب يتم عملها على جيل سطحي بحيث يتم إرسال التيار الكهربائي من خالله. -2 الكهرباء. -5 فصل الجزيئات حسب طولها عن طريق وضع غالف رقيق على الجيل والضغط عليه بحيث يتم نقل الجزيئات على سطح هذا الغالف من الوسط الجيالتيني غير الثابت إلى وسط أكثر ثبوتا. 127

129 -4 فصل خيوط الحمض النووي الحلزونية المزدوجة إلى خيوط فردية بواسطة تغيير طبيعتها الح اررية ومن ثم تثبت هذه الجزيئات على الخيوط بواسطة الكواشف. نقل جزيئات 4- ADN غير المرئية إلى ألواح من األقالم لق ارءتها من خالل أجهزة الحاسوب المبرمج على ذلك بعد تعرضها إلى بعض )7( اإلشعاعات كأشعة إكس. بعد إج ارء هذه التحاليل يتم مقارنة الكواشف أو بهذه ADN العينة بالحامض النووي للمشتبه فيهم ففي حالة التطابق يكون دليل إثبات وفي حالة االختالف يكون دليل نفي مع اإلشارة إلى أنه يجب توفير األجهزة التقنية المناسبة إلج ارء مثل هذه التحاليل واألشخاص المتخصصين الذين لهم مؤهالت علمية عالية ألن ذلك ينتج عنه أثر خطير وهو إثبات أو نفي الجريمة عن المتهم. المبحث الثاني: الجنائي قيمة الحامض النووي في اإلثبات يعد الحامض النووي من أهم األدلة العلمية المستخدمة في الكشف عن الجريمة رغبة في الوصول إلى الحقيقة القضائية والتقليل من الخطأ القضائي و سنحاول في هذا المبحث معرفة ما مدى حجية الحامض النووي أمام القاضي الجنائي وأهم تطبيقاته في مجال الكشف عن الجريمة ومرتكبها وهل هناك مشاكل تواجه اإلثبات عن طريق الحامض النووي المطلب األول: أمام القاضي الجنائي حجية الحامض النووي في اإلثبات إن حكم القاضي الجنائي البد أن يبنى على دليل يقتنع به واألدلة من حيث مصدرها تنقسم إلى نوعين أدلة قولية أو غير مادية وهي تنبعث من عناصر شخصية كاعت ارف المتهم وشهادة الشهود وأدلة مادية تنبعث من عناصر مادية ناطقة بنفسها تؤثر في اقتناع القاضي بطريق مباشر مثل األدوات التي استخدمت في ارتكاب الجريمة كبصمات األصابع أو الحامض النووي ويتم التوصل إليها عن طريق المعاينة والخبرة وما يحكم نظرية اإلثبات الجنائي هو مبدأ حرية اإلثبات الذي نصت عليه 121 المادة ق.إ.ج فالقاضي يقتنع بالب ارءة أو اإلدانة بناءا على األدلة المطروحة أمامه وله الحرية في تقدير الدليل باستثناء بعض الج ارئم مثل الزنا. فبصمة الحامض النووي مثلها مثل باقي أدلة اإلثبات بل وقد تفوقها قوة كدليل علمي في إثبات الجريمة أو نفيها فالشاهد على سبيل المثال قد يكذب أحيانا ولذلك على القاضي الجنائي التثبت من شهادته وغالبا ما ال يوجد شاهد رؤية يرى الجريمة بتفاصيلها ألن المجرم يكون حريص عند ارتكابه الجريمة أن ال يوجد في مسرح الجريمة أحد وبالتالي تكون معلومات الشهود المتصلة بالجريمة غير مباشرة عن كيفية نقل الحدث إضافة إلى النسيان الذي هو من سمات اإلنسان وتحريف المعلومات في بعض األحيان كشهادة الزور وبالتالي هناك تحفظات بشأن الشهادة وكذلك الحال بالنسبة لالعت ارف فالمتهم عادة ما ينكر الجريمة المنسوبة إليه وكثي ار من األحيان قد يعترف تحت الضغط ثم بعد ذلك يت ارجع وينفي اعت ارفه إضافة إلى أن المشرع قد أحاط االعت ارف بجملة من الشروط كي يكون صحيحا ففي حالة مخالفته أحد الشروط يكون الدليل المستمد منه باطال وهنا تبرز أهمية الدليل العلمي ومنه الحامض النووي لصقل العملية اإلثباتية بشيء من القوة ففي مجال الشهادة سوف ي ارجع ويصحح أقوال الشهود فيؤكد أو يكذب أقوال الشاهد ألن المنطق السليم يؤكد تساند األدلة وأن عناصر الحقيقة ال يمكن أن تتعارض مع 128

130 بعضها البعض أما فيما يخص االعت ارف فإن مواجهة المجرم بالدليل العلمي )ADN( المستمد من مسرح الجريمة يكون أقوى من قدرة المتهم على اإلنكار فغالبا ما يؤثر على أعصاب المجرم ويؤدي إلى انهياره فيضطر أمام قوة الدليل إلى )ADN( االعت ارف وهنا يكون أمام عملية إثباتية قائمة على الدليل العلمي الذي يرجع له الفضل في هذا )8( االعت ارف. فالحامض النووي له دور كبير في كشف الج ارئم فهو إما أن يكون دليل إدانة أو ب ارءة المتهم وله دور مهم في الكشف عن الج ارئم الغامضة والج ارئم المتكررة المرتكبة من شخص واحد ومن أبرز الج ارئم التي تم حسمها عن طريق الحامض النووي ما حدث في قرية الرعب االنجليزية )ناريرة( وقاس في فقد اغتصبت فيها فتاتان بشكل مرعب تشرين الثاني عثر على جثة مغتصبة ومخنوقة وال أثر للجاني الذي كان حريصا على حبك الجريمة بطريقة متقنة إال سائله المنوي والثانية الصبية )دون أسوبرت( خمسة عشر عاما والتي اغتصبت بنفس الطريقة في 02 تموز 2186 ولكن اغتصابها تكرر بعد موتها على جثتها بمنتهى الوحشية وعندما ذاع خبر اكتشاف )جيفريز( للحامض النووي أرسلت له النيابة عينة من دم المتهم )ريتشارد لكالند( وعينة من السائل المنوي الذي وجد مختلطا بالجثتين والغريب أن المتهم )لكالند( كان قد اعترف بأنه اغتصب الثانية ولكنه لم يغتصب األولى ولكن يبدو أن اعت ارفه كان قد تم نتيجة الضرب والتعذيب وذلك ألن العالم )جيفريز( قرر بعد الفحص أن المتهم لم يغتصب أو يقتل أي فتاة منهما. وبدأت أعجب مطاردة في التاريخ حين أمرت النيابة بأخذ عينات من دم ولعاب كل شباب ورجال القرية والقرى المجاورة والتي تم نقل وقائعها على الهوا مباشرة حتى تم الوصول إلى القاتل المغتصب الخباز اإلنجليزي حكم عليه بالسجن مدى الحياة في عام )كولين بيتشفورك( الذي 10 )1( كانون الثاني كما أشرنا سابقا أن المجرم اليوم طور في أسلوب ارتكابه للج ارئم فلم تعد األساليب التقليدية في ارتكابه لها مجدية وذلك نظ ار للتقدم العلمي سواء من حيث التخطيط أو التنفيذ أو إخفاء معالمها مما يستلزم ذلك على القاضي الجنائي استخدام األدلة العلمية المستحدثة كالحامض النووي للكشف عن الحقيقة إذ أن وجود الدليل العلمي يجعل ضمير القاضي مستريحا في قضائه مؤسسا حكمه على أسباب منتجة ومؤثرة في النتيجة التي ينتهي إليها خاصة إذا كانت أدلة اإلثبات األخرى ال تسعف في إقامة الدليل الحاسم القاطع في الكشف عن الجريمة. لذلك فإن القول بأن القاضي الجنائي يملك حرية تقدير األدلة وفقا لمبدأ اإلثبات الحر واالقتناع الداتي ليس معناه أن يملك الحكم باإلدانة على غير أساس التثبت واليقين لكن هذا ال يمنع القاضي من أن يؤسس قضاءه على ترجيح دليل على آخر المهم القطع واليقين واليقين ال ينشأ إال عن تقدير الضمير. المطلب الثاني: مجال الكشف عن الجريمة تطبيقات الحامض النووي في إن أول دولة استخدمت بصمة الحامض النووي في اإلثبات هي الواليات المتحدة األمريكية سنة 2187 وأول دولة عربية استخدمته هي اإلما ارت العربية المتحدة ولقد اختلفت االتجاهات القضائية بشأن قبول الدليل المستمد من الحامض النووي فبينما تتجه غالبية األنظمة القضائية العربية على أن بصمة الحامض النووي تعد دليال مساعدا يساعد القاضي في تكوين عقيدته الشخصية كاألردن 129

131 م) م) التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية مصر تونس... في حين أن األنظمة القضائية الغربية كالقضاء األمريكي واألوربي يعتبر )22( دليل كامل مثله مثل االعت ارف والشهادة. ADN أما بخصوص القضاء في الج ازئر فقد اتجه القضاء مؤخ ار إلى اللجوء إلى الحامض النووي في مجال الكشف عن الجريمة كدليل إثبات خصوصا في ج ارئم القتل و اإلرهاب و االغتصاب إضافة إلى قضايا إثبات النسب وتحديد هوية المفقودين والجثث. وقد تم افتتاح دائرة تحاليل البصمة الو ارثية )ADN( بمقر الشرطة العلمية في "شاطوناف" بالج ازئر سنة 1221 وتتكون من 05 متخصص في هذا المجال وكان أول امتحان نجح فيه فريق مخبر تحليل البصمة الو ارثية هو تحديد هوية إرهابي ج ازئري من المشتركين في تفجي ارت مدريد اإلسبانية سنة والذي جاء بطلب من السلطات اإلسبانية قدمته للج ازئر في إطار التعاون األمني فيما يخص مكافحة اإلرهاب كذلك تم تحديد هوية االنتحاريين الذين نفذوا تفجي ارت أفريل 1227 وفي سنة 1225 كشف تحليل الحامض النووي قاتل طفلة عمرها سنوات 5 في والية تبسة حيث صدمها بسيارته وهرب وتركها بين الموت والحياة ومن خالل المقارنة بين بصمة الحامض النووي للطفلة من خالل عينة دم وعدة سيا ارت اشتبه في ارتكابها للحادث ومن خالل عينة دم بقيت في واقي الصدمات لسيارة الجاني تم اكتشاف التطابق بين العينتين بعد التحليل وبالتالي اكتشفت هوية الجاني. ومؤخ ار تم اغتصاب فتاة عمرها طرف شاب تم إثبات أنه هو الجاني سنة من 20 بعد إج ارء تحاليل عينة من السائل المنوي موجودة على مهبل الفتاة وأخرى على مني المجرم وتأكد التطابق وأنه هو المغتصب. كما ثم استخدامه من قبل مجلس قضاء الجلفة في قضية خطف تتلخص وقائعها في أنه بتاريخ 1221/22/21 تقدم المدعو )ع.ع( بشكوى لإلبالغ عن عثوره على ابنه المسمى)ص( المفقود منذ سنوات.م( زوجها 2111/20/12 أين كان عمره 0 وحدث ذلك عند ذهابه لتعزية صديقه شقيق السيدة م( )ب. حيث أرى الطفل )م.ح( التي اغتيلت على يد المتواجد بمؤسسة إعادة التربية البالغ من العمر "ب.ح" سنة 25 ف ارودته شكوك حول مالمحه المطابقة لمالمح أبنائه فأخبر صاحب الع ازء بذلك واصفا العالمة السوداء التي كان يحملها ابنه في الجهة اليسرى لبطنه و بعد أن تأكدا من وجود العالمة قدم األب الشكوى التي أكدت محتواها زوجته األم. أن األب الرسمي م( )ب. ابنه الرسمي و قد ولد سنة أكد أن الولد 2181 )ع.ع( في حين هو "ب.ح" بسطيف ألمه.ح( وباالطالع على سجالت الحالة المدنية ببلدية الجلفة تم التأكد أن الطفل "ب.ح" مسجل باسم والده )ب.م( و على إثرها تمت متابعة هذا األخير بارتكابه جناية اختطاف شخص طبقا للمادة من قانون العقوبات. وبتاريخ /25/28 أصدر قاضي التحقيق لدى محكمة الجلفة أم ار إلى مخبر الشرطة العلمية بشاطوناف إلج ارء خبرة جينية للحمض النووي على الطفل"ب.ح" و "ع.ع" و "ب. م" و " ش. ع" حسب العينات المرفقة باألمر مع تحديد نسب االبن "ب.ح" أو " ص ". وبتاريخ 1225/21/27 أنجز مخبر الشرطة العلمية بشاطوناف المهمة الموكلة اليه و حرر بذلك تقري ار جاء فيه أن الطفل "ش.ع" و ع" "ع. من "ب.ح" بنسبة "ص" هو ابن كل بالمائة وبالتالية فإن نسبه ثابت لهما و ليست له أية عالقة بالمتهم "ب محمد". 130

132 بذلك اتضح أن المتهم قد قام باختطاف "ب م" الطفل صدام ليقوم بتسجيله باسمه بسجالت الحالة المدنية لبلدية الجلفة على أساس أنه ابنه مما يجعله مرتكبا لجناية اختطاف شخص طبقا للمادة 110 من قانون العقوبات غير أنه تجدر االشارة إلى هذا المتهم توفي بالمؤسسة العقابية أثناء مباشرة إج ارءات التحقيق بتاريخ العمومية تنقضي بوفاته 1225/27/20 )22(. مما جعل الدعوى وهناك تطبيقات عملية عديدة كان الحامض النووي هو الدليل الحاسم في الكشف عن الجاني خصوصا في ج ارئم االغتصاب السرقة االختطاف القتل. 1( في ج ارئم االغتصاب: في مثل هدم القضايا نجد ان بعض االثار)السائل المنوي- اللعاب تكون موجودة على مالبس قد ) خاليا الجلد الضحية أو مفارش األسرة أوتحت حواف أظافر الضحية أو في منطقة الفرج وباعتبار أن متل هده القضايا قد يصطحبها عنف فيمكن االستفادة من اي اثر و لو كان ال يرى بالعين المجردة. ومثال ذلك ماحدث في إنجلت ار حيث كانت الفتاة جوليا بيانيس )Julie Bianes( مع أصدقائها عائدة للمنزل وكان ذلك يوم الجمعة 2110/22/11 لكنها لم تصل للمنزل ثم اكتشفت جثتها ملقاة على األرض بعد تعرضها لعملية اغتصاب وحشية وضرب مبرح أدى إلى وفاتها بعد ذلك تم أخذ عينات من دم المشتبه فيهم وفعال توصل إلى الجاني من خالل تطابق عينة أحدهم العينة )21( الموجودة على المهبل وأدين على هذا األساس. 2( في ج ارئم السرقة والتهديد واالختطاف: تلعب بصمة الحامض النووي دو ار كبي ار في التعرف على مرتكبي ج ارئم السرقة والتهديد واالختطاف فكثي ار ما يترك الجاني أثر يدل عليه كأن يقوم الجاني باألكل أو يدخن سيجارة حيث يستطيع الطب الشرعي رفع أثر األسنان على حوافي الطعام اين يتخلف عن ذلك لعاب الجاني واللعاب به خاليا من الجدار الخلفي للفم يعلق باللعاب مما يفيد في تحليل الحامض النووي لدى المشتبه فيه ومقارنته باألثر المتخلف على مسرح الجريمة )20( وبالتالي اكتشاف الجاني الحقيقي ومثال ذلك في إيطاليا أصيب أحد الجناة أثناء حادث سرقة أحد المتاجر ووجدت بقع لدماء مع زوج من الجوارب التي يستخدمها السيدات وبعض شع ارت أثناء معاينة السيارة المستخدمة في ارتكاب الحادث والتي عثر عليها البوليس اإليطالي في وقت الحق على وقوع الجريمة وقد تم تجميع عينات بقايا سجائر الثنين من المشتبه فيهم وأثبت تحليل ADN لكل هذه العينات أن بصمة اللعاب بأحد أعقاب السجائر تتفق مع بصمة عينة الشعر الموجود بالسيارة كما أن بصمة العينة الثانية كلعاب اتفقت مع بصمة عينة الدم المعثور عليه بمحل الحادث وتم محاكمة وادانة )21( اإلثنين. كما يمكن إثبات هوية المجرمين في ج ارئم االختطاف من خالل رفع اآلثار الموجودة على السيا ارت المستعملة في نقل المختطفين لعاب دم )... )عرق وذلك بتحليل عينة من المجني عليه وعينة من داخل السيارة وبالتالي يستطيع إثبات )25( الجاني بنقل المجني عليه في سيارته مثال ذلك أن ام أرة كانت الشرطة تشتبه في أنها تختطف أطفال وعندما قامت الشرطة بتفتيش منزلها عثر فيه على تسعة أطفال إدعت أنهم أبناؤها فطلبت الشرطة فحص وADN ADN هؤالء األطفال في المعامل الجنائية تلك الم أرة وأثبت أنها أم فقط لثالثة منهم )26( وأن البقية مختطفين. 131

133 1( في ج ارئم القتل: للحامض النووي دور كبير في إثبات العديد من ج ارئم القتل فقد يكون دليل إدانة أو دليل ب ارءة وذلك من خالل ما يتركه الجاني بمسرح الجريمة أظافر دم لعاب )... )الشعر وقد بينت سابقا أنه كان دليل ب ارءة في قضية الدكتور )سام شبرد( الذي أدين بقتل زوجته ومثال آخر حدث في سلوفاكيا حيث عثر على جثة سائق تاكسي بالقرب من أحد األنهار بمنطقة ب ارتسيالفا وقد تم القبض على الشاب واتهامه بارتكاب الجريمة حيث وجد على بنطلونه الجينز المعثور عليه بشقة والده أثر ضئيل لبقعة دم وباستخدام تقنية الحامض النووي ثم إثبات أن عينة الدم على البنطلون تخص الضحية وكان ذلك هو الدليل المادي الوحيد الذي قبلته المحكمة وأودع )27( المتهم بالسجن لمدة عشرين سنة. المطلب الثالث: النووي في اإلثبات الجنائي الصعوبات التي يثيرها الحامض هناك صعوبات يثيرها الحامض النووي في مسألة اإلثبات حيث يطرح العديد من االشكاليات ابرزها يدور حول مدى جواز أن يقدم االنسان دليال ضد نفسه وهل يعد ذلك مساسا بسالمته الجسدية وهل يجوز إجبار الشخص للحصول على عينة البد من اإلشارة إلى أنه لكي يكون الدليل المستمد من تحليل الحامض النووي مقبوال يجب أن تكون وسيلة الحصول عليه مشروعة بمعنى أنه يجب أن تكون اإلج ارءات التي اتبعت للحصول على الدليل مطابقة لإلج ارءات المنصوص عليها قانونا. واذا كانت القاعدة عدم جواز إجبار المتهم على أن يقدم دليال ضد نفسه فإن لها استثناءات في حالة القبض على المتهم وضرورة أخذ عينة من جسمه وهو إج ارء ضروري في بعض الج ارئم من أجل مقارنتها بما يماثلها مما عثر عليه من دم أو مخلفات آدمية على مسرح الجريمة أو إن كان هذا اإلج ارء يعتبر اعتداء على حق المتهم في سالمته )28( الجسدية - إال أن مثل هذا اإلج ارء ال يمكن مقارنته بالضرر الذي سببه الجاني بارتكابه للجريمة فإخضاع القانون المتهم إلج ارءات تمس بسالمته )21( الجسدية فيه تحقيق لألمن والعدالة. كذلك تثار إشكالية أخرى وهي حماية الحياة الخاصة للفرد ولقد نصت بعض التشريعات على جوانب مختلفة لحماية الحق في الخصوصية الجينية مثال ذلك التشريع األمريكي والتشريع الفرنسي الذي يجرم فعل تحديد شخصية صاحب البصمة الو ارثية دون رضاه ولو كان هذا التحديد بغرض طبي أما في التشريع الج ازئري فقد نصت المادة دستور على ما يلي من :"تضمن الدولة عدم انتهاك حرمة االنسان يحضر أي عنف بدني أو معنوي أو أي مساس بالك ارمة" ويرى البعض أن هناك مبالغة في القول بوجوب تخصيص حماية مستقلة للحق في الخصوصية الجينية وأن المعلومات الجينية ال تستحق مثل هذه الحماية بل قد ال يعترف البعض أصال بوجود هذا الحق في الخصوصية الجينية معتب ار أن ما تفصح عنه الجينات ال يعدو أن يكون معلومات عادية ال يتوافر لها صفة الخصوصية وأن المبالغة في الخصوصية قد تؤدي إلى تهديد االمن في المجتمع فحجب هذه المعلومات قد يؤدي إلى نتائج بالغة الخطورة فالمبالغة في السرية الجينية قد تؤدي إلى إفالت الجناة من العقاب وهو ما يعني تعارض الحق في )12( الخصوصية مع حقوق ومصالح قد تفوقه أهمية. واذا ما رجعنا إلى نصوص قانون اإلج ارءات الج ازئية الج ازئري نجده خال من وجود نصوص تبين كيفية اإلثبات عن طريق الحامض النووي ونرى أن المشرع البد أن يتدخل للموازنة بين الحقين: الحق 132

134 - التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية في الخصوصية والحق في حماية مصالح المجتمع وذلك عن طريق نصوص قانونية تبين السلطة المختصة في إصدار األمر بأخذ عينة من المشتبه فيه )كالدم مثال أو قطعة من األظافر...( ونرى أن الجهة األنسب هي جهة التحقيق عن طريق إذن مسبب يسن فيه نوع الجريمة تحديد صاحب العينة واحاطة هذا اإلج ارء بالسرية التامة وليس شرط الحصول على رضا المتهم وذلك حماية لمصالح المجتمع وهذا ما نص عليه المشرع الفرنسي في المادة 17 من القانون الفرنسي المنظم إلج ارءات التحقيق في المسائل المدنية والجنائية " يف المسائل الجنائية ليس مطلوبا الحصول على رضا ذوي الشأن والبد لألمر بهذا اإلج ارء أن يتعلق األمر بالج ارئم الخطيرة أو وجود دالئل قوية تدل على ارتكاب الشخص للجريمة وهذا حتى نوازن في الحقين السابق اإلشارة إليهما". الخاتمة: من خالل الد ارسة التي تعرضنا لها نصل إلى أن بصمة الحامض النووي لها أهمية كبيرة في اإلثبات الجنائي سواء من حيث نفي أو إثبات الجريمة وبالتالي الوصول إلى الحقيقة القضائية وتحقيق العدالة الجنائية فالحامض النووي له حجية ثبوتية وقوة استداللية بشرط أن يتم تحليله وفقا ألسس علمية وفنية وأن تزود المخابر والمعامل الجنائية بأحدث األجهزة ذات المواصفات العالمية ومتخصصين في هذا المجال ومن خالل التجارب القضائية أن الحامض النووي في بعض الج ارئم كان هو الدليل الوحيد إلقامة اإلدعاء خصوصا في الج ارئم المعقدة. وعليه نصل إلى جملة من االقت ارحات تتمثل فيما يلي: البد من سن تشريع خاص بشروط تحليل الحامض النووي والعمل على خلق نصوص تعمل على الموازنة بين الحق في الحماية الجسدية والحياة الخاصة وحماية مصالح المجتمع. - توفير جميع اإلمكانيات المادية والتقنيات العلمية المتطورة التي تسهل جمع األدلة المادية من مسرح الجريمة والمحافظة عليها. - - تزويد المخابر الجنائية بكافة التجهي ازت الحديثة وخب ارء متخصصين في مجال الهندسة الو ارثية حتى تكون نتائج تحليل الحامض النووي دقيقة وبالتالي يصح االعتماد عليه كدليل علمي وكذلك اإلكثار من عددها عبر كافة الت ارب الوطني. إنشاء بنك معلومات ADN في أجهزة الحاسوب يضم بطاقة بيولوجية تحتوي كافة بيانات البصمة الو ارثية لكل المشبوهين والمسبوقين قضائيا في الج ازئر مما يسهل في ظرف قياسي من مقارنة البصمة الو ارثية أو اآلثار كالمتخلفة عن الجريمة ب ADN للمشتبه فيهم وكشف المجرمين وهذا يمكن الج ازئر من االنضمام إلى بنك معلومات البصمة الو ارثية الموجود بمقر المنظمة الدولية للشرطة 286 وهناك أنتربول- - الجنائية دولة انضمت لهذا البنك ليسهل الكشف عن رؤوس اإلج ارم عبر العالم. الهوامش : د. 1- رمسيس بهنام البوليس العلمي أو فن التحقيق منشأة المعارف اإلسكندرية ص د. خالد محمد شعبان مسؤولية الطب الشرعي د ارسة مقارنة بين الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي دار الفكر الجامعي اإلسكندرية 1228 ص محمد أحمد غانم الجوانب القانونية والشرعية لإلثبات بالشفرة الو ارثية دار الجامعة الجديدة اإلسكندرية 1222 ص

135 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية 2- د. حسني محمود عبد الدايم البصمة الو ارثية ومدى حجيتها في اإلثبات د ارسة مقارنة بين الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي دار الفكر الجامعي اإلسكندرية الطبعة األولى 1228 ص المرجع نفسه ص صفر الجنوب البصمة الو ارثية تكشف المستور مقال مأخوذ من شبكة االنترنت بتاريخ 1220/22/ د. بدر خالد خليفة توظيف العلوم الجنائية لخدمة العدالة بدون دار نشر الكويت ص محمد أحمد غانم المرجع السابق ص د. حسني محمود عبد الدايم المرجع السابق ص د. محمد محمد محمد عنب استخدام التكنولوجيا الحديثة في اإلثبات الجنائي مطبعة السالم الحديثة اإلسكندرية الطبعة األولى 1228 ص أرشيف مجلس قضاء الجلفة. 12- د. عبد الفتاح رياض األدلة الجنائية المادية دار النهضة العربية القاهرة 1228 ص 171. ص د. خالد محمد شعبان المرجع السابق ص 012. المرجع نفسه ص 011. د. د. رمسيس بهنام المرجع السابق ص 252. حسني محمود عبد الدايم المرجع السابق رضا عبد الحليم عبد المجيد للجين البشري دار ص 205. النهضة العربية الحماية القانونية القاهرة تنص المادة 05 من دستور :" 1990 يعاقب القانون على المخالفات المرتكبة ضد الحقوق و الحريات و على كل ما يمس سالمة االنسان". د. 19- جميل عبد الباقي الصغير أدلة اإلثبات الجنائي والتكنولوجيا الحديثة دار النهضة العربية القاهرة 1221 ص المرجع نفسه ص

136 الحماية الج ازئية للمصنفات الرقمية في ظل قانون حق المؤلف ارضية مشري كلية الحقوق جامعة 18 ماي 41 قالمة ملخص إن المصن فات ال رقمية ظهرت بظهور الثورة التكنولوجية فأق ر لها المشرع الج ازئري كسائر التشريعات حماية ج ازئية بموجب قانون حق المؤلف وذلك عند توافر شروط ترتكز أساسا على عنصر االبتكار بمفهومه الحديث والذي يعني األصالة. نص القانون على تجريم كل تقليد للمصنفات الرقمية و ما يشبهها وسل ط على مرتكبيها عقوبات أصلية وأخرى تكميلية محاوال بذلك الحد من الجريمة ومع هذا تبقى النصوص القانونية قاصرة في حماية هذا النوع الجديد من المصن فات أمام التطور التكنولوجي الهائل مما يستوجب إعادة النظر في تلك النصوص بما يتماشى وهذا التطور. الكلمات المفاتيح : ب ارمج الحاسوب قواعد البيانات التقليد االبتكار الحق األدبي النسخ. Résumé La législation algérienne comme d autres législations comparées a établi pour les œuvres numériques une protection pénale en vertu du droit d auteur. Cette protection juridique exige, pour quelle soit mise en œuvre, des conditions fondées principalement sur l élément de l originalité, afin de limiter les infractions qui concernent les œuvres numériques, le législateur algérien sanctionne la contrefaçon des logiciels et ses similaires par des peines principales et d autres complémentaires. En revanche les textes qui régissent ce type d infractions restent déficients devant le développement technologique, ce qui nécessite de nouveau leur révision. Mots clés : Les logiciels, base de données, contrefaçon, innovation, le droit moral, le copiage. Abstract The Algerian legislation, like other legislations, acknowledges protection to digital works classified as being shown simultaneously with the industrial revolution, under the law of author right. This is basically conditioned with innovation in its new concept which means originality, whatever the program is. Trying to decrease crime, the legislatior considers any copying of digital works or something like this, a crime that must be punished. original and supplementary punishment. However, those laws are still weak in protecting such a new kind of classifications because of the huge technological developments that require modifying those laws which concord with these developments. Keywords: Computer programmes, data bases, counterfeiting, innovation, rights moral, Copyright. 135

137 مقدمة لقد صاحب الثورة الصناعية في منتصف القرن الماضي تطو ارت وتغي ارت أصابت كل جوانب الحياة في المجتمع منها القانون الذي تم تطوير نظرياته وأحكامه ليتالءم مع الظروف والمشاكل الجديدة التي خلقتها الثورة ومن أهم التطو ارت العصر الحديث التي عرفها ظهور مصنفات جديدة تدعى المصنفات الرقمية وقد حظيت هذه المصنفات باهتمام كبير كونها نوعا جديدا من اإلبداع لم يكن معروفا إلى عهد قريب ونظ ار لطبيعتها غير المرئية أو غير الملموسة فقد لقيت هذه األخيرة صعوبة عند تطبيق القواعد القانونية التقليدية آنذاك حيث تعرض القانونيون إلى مشاكل من أجل حماية هذا الوليد الجديد ومن أهم هذه الصعوبات هو مبدأ الحماية وخاصة الج ازئية منها إذ يرجع الفضل للمنظمة العالمية للملكية الفكرية واإلتحاد األوربي في حماية هذا النوع من المصنفات وبقي الجدل مطروحا حول حماية المصنفات الرقمية باعتبارها تخضع ألحكام قانون حق المؤلف أو قانون ب ارءة االخت ارع وقد كان ما ذهب إليه األغلبية إلى اعتبارها مصنفات تطبق عليها قانون حق المؤلف. والج ازئر لم تكن بعيدة عن هذا التطور إذ أصبحت الج ارئم الواقعة على المصنفات الرقمية من ب ارمج الحاسوب وقواعد البيانات مصدر خوف وتنديد ولذا تدخل المشرع الج ازئري ألول مرة لحماية كل من ب ارمج الحاسوب وقواعد البيانات وهذا بصدور األمر 80/ 92 المؤرخ في مارس المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة )8( مواكبا بذلك التطور ويليه األمر 09/04 والمعدل لألمر 8004 يوليو 89 في 80/92 المؤرخ )8( والذي نص ص ارحة بصفة ال تدع مجاال للشك على اعتبار ب ارمج الحاسوب من بين المصنفات المحمية واشكالية بحثنا تدور حول مدى توفيق المشرع الج ازئري بموجب قانون حقوق المؤلف والحقوق المجاورة في إرساء حماية ج ازئية متكاملة للمصنفات الرقمية وعليه سنحاول اإلجابة عن هذه اإلشكالية بإتباع المنهج الوصفي والمنهج التحليلي إذ فرضت علينا طبيعة الد ارسة اللجوء إلى أكثر من منهج إذ كان الهدف من استخدام المنهج التحليلي تقصي موقف المشرع الج ازئري من الحماية الج ازئية للمصنفات الرقمية في حين اعتمدنا على المنهج الوصفي بهدف د ارسة الظواهر في محيطها القانوني والخروج بنتائج حول كل جانب من جوانب البحث وعلى ضوء هذين المنهجين قسمنا د ارستنا إلى مبحثين فتناولنا في المبحث األول نطاق تطبيق : نصوص حق المؤلف على المصنفات الرقمية أما المبحث الثاني : فتناولنا فيه السياسية الجنائية لقانون حق المؤلف لحماية المصنفات الرقمية لنخلص في األخير إلى الخاتمة التي تضمنت النتائج واالقت ارحات. المبحث األول : نطاق تطبيق نصوص حق المؤلف على المصنفات الرقمية عندما ابتدأ التفكير في حماية المصنفات الرقمية كان نظام ب ارءة االخت ارع هو النظام المناسب التطور الحاصل الدول األوربية لكن في العالم الغربي دفع ببعض إلى م ارجعة تشريعاتها والعزوف عن اعتماد نظام ب ارءة االخت ارع لحماية المصنفات الرقمية والتوجه المؤلف نحو النظام الموازي وهو حق )4( وعليه هل يمكن تطبيق نصوص قانون حق المؤلف على المصنفات الرقمية ولذا سنحاول اإلجابة عن هذا التساؤل بالتعرض إلى المصنفات الرقمية المحمية ج ازئيا بنصوص حق المؤلف في )المطلب األول) المصنفات في )المطلب الثاني(. ثم الحقوق الممنوحة ألصحاب هذه 136

138 المطلب األول: بنصوص حق المؤلف المصنفات الرقمية المحمية ج ازئيا لم تعرف معظم التشريعات المصنف الرقمي وقد تركت هذه المهمة للفقه الذي القى صعوبة في تعريفه ومع المصنف الرقمي على أنه ذلك فقد اجتهد البعض ليعرف "مصنف إبداعي عقلي ينتمي إلى بيئة تقنية المعلومات إذ يضم ب ارمج الحاسوب وقواعد البيانات والدوائر المتكاملة وأسماء نطاقات ومواقع اإلنترنت...الخ" )3( والمشرع الج ازئري على عكس بعض التشريعات المقارنة لم يحم جميع المصنفات الرقمية إال ما تعلق منها بب ارمج الحاسوب وقواعد البيانات وان كانت المادة من األمر 03 09/04 عندما ذكرت المصنفات الرقمية المحمية وردت عبارة في آخر الفقرة من هذه " المادة وباقي المصنفات التي تماثلها" إذ قد يفهم من هذا بأنها تدخل في إطار ذلك الكتب الرقمية ورسائل البريد ومواقع االنترنت وغيرها من المصنفات الرقمية غير أن هناك من يرى بأن المشرع الج ازئري ذكر المصنفات المحمية بقانون حق المؤلف ص ارحة حتى يرفع اللبس وقد ذكرت على سبيل الحصر ألن األمر يتعلق بنصوص ج ازئية ومن ثم فال يجوز التوسع فيها نؤيده ألن المادة من األمر 03 و 09 )9( وهذا ما ال قد 09/04 أوردت المصنفات على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر ومع ذلك سوف نركز د ارستنا على المصنفين المذكورين بصفة صريحة بموجب األمر 09/04 وهما ب ارمج الحاسوب وقواعد البيانات بالتطرق إلى تعريف كل منهما في)الفرع األول( ثم الشروط الواجب توافرها إلضفاء الحماية الج ازئية على هذه المصنفات طبقا لقانون حق المؤلف في )الفرع الثاني(. األول: الفرع تعريف المصنفات ج ازئيا بموجب قانون حق المؤلف تعد ب ارمج الحاسوب وكذا الرقمية المحمية قواعد البيانات من المصنفات الرقمية الحيوية التي تساهم في تطوير البنية التحتية للمعلومات وأداة أساسية لتحقيق التقدم األمر الذي حدا بالمشرع في معظم دول العالم إلى حمايتها وذلك بإد ارجها ضمن المصنفات الفكرية المشمول بحماية حق المؤلف كسائر )2( والمشرع الج ازئري المشرعين لم يضع تعريفا للبرنامج أو قواعد البيانات ولذا سنحاول أن نتطرق إلى التعريفات التي اجتهد فيها الفقه. أوال تعريف ب ارمج الحاسوب : تعد ب ارمج الحاسوب أهم المصنفات الرقمية التي حظيت باهتمام كبير من حيث وجوب االعت ارف بها وتوفير الحماية القانونية لها وقد وجد اتجاهان يعرفان ب ارمج الحاسب اآللي اتجاه ضيق واتجاه واسع فاالتجاه الضيق يعرف ب ارمج الحاسب اآللي : "بأنها مجموعة التعليمات الموجهة من اإلنسان إلى اآللة والتي تسمح بتنفيذ مهمة محددة )2( " وهو نفس التعريف الذي أخذت به المنظمة العالمية للملكية الفكرية أما المفهوم الواسع فعرف. )2( ب ارمج الحاسوب بأنها: "كافة البيانات األخرى الملحقة بالبرنامج والتي تساعد على سهولة فهمه وتطبيقه وهي تعتبر بمثابة وصف تفصيلي له متضمنة م ارحل تطبيقية وهذه البيانات عبارة عن تعليمات موجهة من المبرمج الذي يتولى إعداد البرنامج إلى آلة مع )9( " العميل الذي تعامل مع العلم أن المشرع الج ازئري يحمي الب ارمج سواء في صورتها األصلية أو المشتقة طبقا ألحكام المادة من األمر 09 09/04 )80( البرنامج برنامج التطبيق أو التشغيل المصدر أو بلغة آلة )88(. سواء كان سواء بلغة 137

139 ثانيا: تعريف قاعدة البيانات : إن المشرع الج ازئري ذكر قاعدة البيانات من بين المصنفات المحمية وهذا بموجب أحكام المادة من األمر 09 09/04 ونظ ار لتطور هذا المصنف بشكل سريع فقد ترك المجال للفقه لتعريفه إذ عرفها : "بأنها مجموعة المعلومات التي تتكون من معطيات ووقائع وغيرها سواء كانت في كمبيوتر أو في شكل آخر" شكل مطبوع أو مجموعات ذاكرة )88( وعلى المستوى األوربي فإن الق ارر التوجيهي األوربي بشأن الحماية القانونية لقواعد البيانات فقد نصت المادة األولى على تعريف لقاعدة البيانات بقولها "بأنه تجميع أعمال وبيانات أو أية مادة أخرى منتجة بشكل مستقل متى كانت مرتبطة بطريقة نظامية ومنهجية ويمكن الوصول إليها بطريقة فردية أو بوسيلة الكترونية وبأية طريقة أخرى )84( " وهو نفس التعريف الذي أخذ به المشرع الفرنسي بموجب قانون الملكية الفكرية بتاريخ 08 الفرع رقم )83(. 942 /92 /92/02 في المادة 04/888 الصادر الثاني:الشروط الواجب توافرها إلضفاء الحماية الج ازئية على المصنفات الرقمية طبقا لقانون حق المؤلف. لقد عرف القانون الفرنسي عدة م ارحل ال تخلو من جدل فقهي وقضائي حول مدى إمكانية حماية المصنفات الرقمية وخاصة منها ب ارمج الحاسوب )89( بموجب قانون حق المؤلف وعلى هذا األساس سوف نتعرض إلى الشروط المنصوص عليها في قانون حق المؤلف لمنح الحماية للمصنفات ومدى انطباقها على المصنفات الرقمية. أوال /اإلبتكار : إن المشرع الج ازئري وبمقتضى األمر 80 /92 تبنى نفس موقف المشرع الفرنسي بحمايته المصنفات الرقمية إذ اكتشف أهمية التطور التكنولوجي ومن ثم ضرورة حماية صاحب المصنفات المتعلقة بالعقل االلكتروني وذلك بنصه على حماية المصنفات الرقمية حيث ذكرت المادة 03 كلمة " قواعد البيانات" وكان يقصد بها المشرع "ب ارمج الحاسوب" وبصدور األمر بموجب األمر طبقا للنص الفرنسي )82( 09/04 80/92 حماية ب ارمج الحاسوب في المادة تدارك الخطأ الذي إذ نص ص ارحة 03 مصنفات محمية كما نص على حماية البيانات بنص المادة اعتبر كال من قواعد وقع فيه على منه واعتبارها قواعد 09 وما دام المشرع الج ازئري البيانات وب ارمج الحاسوب مصنفات ومن ثم إنتاجا ذهنيا أي يشترط شرط االبتكار لحمايتهما. لكن السؤال المطروح هل يشترط في المصنفات الرقمية) ب ارمج الحاسوب- االبتكار بمفهومه التقليدي )82( نقصد باالبتكار)األصالة( أن قواعد البيانات(شرط يتميز المصنف بطابع أصيل سواء في اإلنشاء أو في التعبير أي أن اإلنتاج الذهني يتميز بطابع صاحبه في مضمون وجوهر الفكرة أو معين يبرز شخصية مجرد الطريقة )82( التي اتبعها لعرض الفكرة ولقد نص المشرع الج ازئري على هذا الشرط في أحكام المادة 04 من األمر /08 09/04 وبما أن المشرع الج ازئري اعتبر كال من ب ارمج الحاسوب وقواعد البيانات مصنفات فإنه يشترط لتمتعها بالحماية شرط االبتكار غير أن هذا الشرط تعرض إلى نقاش حاد في القضاء األوروبي وباألخص الفرنسي بالنسبة لهذا النوع من المصنفات إذ تبنى القضاء الفرنسي معيا ار موضوعيا لمفهوم االبتكار ألن المفهوم التقليدي أصبح ال يتالءم مع االبتكا ارت المعلوماتية وأقر توسيع األصالة إذ اعتبر أنه يكفي لتوافره أن يحمل البرنامج السمة التي تدل على المجهود )89( الذهني الشخصي لصاحبه إذ أصبح هذا الشرط 138

140 09/ التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية أقرب إلى المفاهيم الموضوعية المطلوبة في ب ارءة االخت ارع منه إلى التعبير عن شخصية المؤلف وقد تم تطبيق هذا المفهوم على قواعد البيانات إذ أن االبتكار يستمد من طبيعة البيانات نفسها إما من طريقة ترتيبها واخ ارجها أو تجميعها أو استرجاعها فاالبتكار ال يتحقق إال إذا عكست قاعدة البيانات سمات شخصية وعلى الرغم من )80(. اعت ارف المشرع الج ازئري لب ارمج الحاسوب وقواعد البيانات بصفتهما مصنفات محمية إال أنه أغفل نقاطا هامة نظ ار لوجود بعض المفاهيم التقليدية لحقوق المؤلف غير متطابقة تماما مع طبيعة المصنفات لتحديد االعتداء ألن خضوع البرنامج مثال لنفس المعايير التقليدية يعني أننا ال نحمي البرنامج - مثال - إال في صورة االعتداء المباشر الذي يتمثل في النسخ المجرد فيكفي للتحقق من االعتداء التأكد من مدى التشابه الظاهر بين العمل األصلي والعمل المنسوخ لكن برنامج الحاسب قد تكون بصورة تظهر متطابقة تماما غير أنه ال يأتي بنفس النتائج كما أن هناك ب ارمج تكتب بصورة قد تظهر مختلفة تماما لكن تأتي بنفس النتائج مما يؤدي إلى اإلفالت من العقاب وتجدر اإلشارة لألمر 09/04 إلى أن مدة حماية المصنفات طبقا 90 هي سنة وهي مدة طويلة بالنسبة لبرنامج الحاسوب وقواعد البيانات ال تخدم المجتمع إذ قد تؤدي إلى احتكار األف ارد للمعرفة التكنولوجية الحديثة إلى أمد طويل فكان على المشرع النص على مدة حماية أقل. األسلوب التعبيري 2- : يقصد بالتعبير هو خروج األفكار من كوامن النفس أو خبايا الفكر ويعرفه البعض بأنه:"التعبير المحسوس عن المصنف )21( " بالطريقة التي تسمح بإدارك أي مصنف حسي وبالرجوع إلى أحكام المادة من األمر 08/04 نجد أن المشرع اشترط لحماية المصنف باإلضافة إلى االبتكار أن يتم التعبير عنه أو وصفه وال يلزم أن تكون ب ارمج الحاسب في شكل معين بل يمكن التعبير عنها بأية وسيلة مثبتة على دعامة مادية وقد تكون في شكل ش ارئط مغناطيسية أو في شكل أق ارص مغناطيسية مرنة أو أق ارص صلبة... إلخ المهم أن تكون بلغة يفهمها )88( الحاسب اآللي. أما بالنسبة لقواعد البيانات فإن أسلوب التعبير بالمفهوم التقليدي ال يمكن من تمييز قاعدة بيانات عن غيرها األمر الذي يؤدي إلى صعوبة تحديد أصالة قاعدة البيانات ومن تم ضرورة التوسع في مدلول األسلوب التعبيري بهدف الوصول إلى إمكانية التحقق الفعلي من مدى وجود أو عدم وجود أصالة البيانات ومن هنا يفضل األخذ بمعيار الجهد الفكري الذي يبذله المؤلف في إعداد قاعدة البيانات والتي يظهر من خالل األداء الوظيفي لها بحيث يتمثل هذا األداء في أساليب إدخال البيانات واخ ارج المعلومات وتنظيمها وكفاءة هذه األساليب فإذا كان األداء متمي از ومختلفا عن قواعد أخرى فتكون قاعدة )84( البيانات مستحقة الحماية. المطلب الثاني: المؤلف للمصنفات الرقمية. الحقوق التي يخولها قانون حق لما كانت حقوق المؤلف على مصنفه تتكون من حقين:حق يرتبط بشخصية اإلنسان ال يجوز التصرف فيه وال يسقط بالتقادم وحمايته ال تتحدد بمدة زمنية وهذا ما يعرف بالحق األدبي وحق آخر حدد القانون مدة حمايته بفترة زمنية يمكن للمؤلف من استغالل مصنفه وهذا ما يعرف بالحق المالي وبما أن ب ارمج الحاسوب وقواعد البيانات هي مصنفات فإن مؤلفها يتمتع بهذه الحقوق وعليه فإننا

141 سنتناول الحقوق األدبية للمصنفات الرقمية في )الفرع األول( والحقوق المالية في) الفرع الثاني(. الفرع األول : الحقوق األدبية للمصنفات الرقمية يعتبر الحق المعنوي للمؤلف أحد الجوانب الهامة في الملكية الفكرية فهو ينصب على حماية شخصية المؤلف كمبدع للمصنف ويتضمن الحق األدبي للمؤلف عدة حقوق تمثل امتيا ازت أو سلطات تمكن المؤلف من حماية إنتاجه الذهني وهي كما يلي: 8 -الحق في نسبة المصنف الرقمي إلى المؤلف الحق في نسبة المصنف للمؤلف يعرف بإسم : "حق األبوة" ويقصد به الحق في أن يذكر اسم المؤلف )83( على كل نسخة عند وضعه للتداول وذلك بأن يصل المصنف للجمهور مقرونا باسم المؤلف وبالشكل الذي يريده والحق في نسبة المصنف إلى المؤلف له وجهان األول ايجابي والثاني سلبي وفيما يتعلق بالوجه االيجابي يجب أن يكون المصنف )89( منسوبا إلى اسم مؤلفه أما الوجه السلبي فيقصد به حرمان أي فرد غير المؤلف من نسبة المصنف إليه أو أن يقوم هذا الغير باالقتباس من المصنف أو ترجمته دون إذن من المؤلف )82(. 2 -الحق في سحب المصنف الرقمي قد يرى : المؤلف ألسباب شخصية أو موضوعية تفيد أن المصنف لم يعد مطابقا إل اردته وأن استم ارر تداوله فيه إساءة لسمعته األدبية فيعمد المؤلف إلى سحب مؤلفة من التداول وهذا ما أكدته المادة األمر من 83 09/04 غير أن القانون استوجب على المؤلف لممارسة هذا الحق أن يدفع تعويضا عادال عن األض ارر التي تلحق من عمله هذا بالمستفيدين من الحقوق المتنازل عنها وتجدر اإلشارة أن المشرع الج ازئري لم يتطرق في نصوصه لوضع المصنفات الرقمية ألن النصوص جاءت عامة بمعنى إمكانية تطبيقها على المصنف الرقمي غير أننا يمكن القول أن المشرع لم يحالفه التوفيق بعدم النص على استثناء من حق السحب المصنفات الرقمية ألن العمل في مجال التسويق الب ارمج قد أثبتت عدم إمكانية التمسك بالحق في السحب لضخامة المبلغ الواجب سداده للعميل لتعويضه عن حرمانه في االستم ارر في استخدام البرنامج ومن ناحية أخرى تكمن الصعوبة في الخشية من إساءة استخدام هذا الحق إذ قد يلجأ المنافسون في مجال برنامج الحاسب اآللي إلى الضغط على المؤلف لسحب برنامجه من منافسين آخرين أو تهديدهم بهذا الحق وحرمانهم االستفادة من التفوق التقني بفضل )82( برنامج الحاسب اآللي الذي يستخدمونه. -3 الحق في الحفاظ على المصنفات الرقمية : ونقصد به الحق في احت ارم سالمة المصنف وحمايته من كل تشويه أو تعديل أو تغيير وقد أكدت على من األمر 89 ذلك المادة وتجدر اإلشارة 09/04 بأن المشرع الج ازئري أوكل للورثة حق الحفاظ على ت ارث مؤلفهم كما منحهم حق نشر المصنف في حالة وفاة المؤلف قبل نشره إال إذا أوصى المؤلف بخالف ذلك. الفرع الثاني : الحقوق المالية للمصنفات الرقمية يتمتع مؤلفو المصنفات المبتكرة بعدد من الوسائل التي تمكنهم من استغالل مصنفاتهم من طرف الغير وذلك بقصد الحصول على عائد مالي ليتمتع المؤلف بحق استغالل مصنفه مستأث ار بهذا الحق وفقا للمادة طريق أصل من األمر 82 09/04 : وذلك عن استنساخ المصنف بأية وسيلة وضع المصنف أو نسخ منه رهن التداول بين الجمهور بواسطة التأجيرن إبالغ المصنف إلى الجمهور بأية منظومة معلوماتية الترجمة واالقتباس واعادة التوزيع وغير ذلك من التحوالت المدخلة على المصنف المؤلف والتي تتولد عنها مصنفات 140

142 مشتقة وكل عمل مشروع من شأنه الحصول على عائد مالي منه ونقتصر على هذه الصور ألنها ممكنة بالنسبة لب ارمج الحاسوب وقواعد البيانات أما صور االستغالل األخرى كإبالغ الجمهور عن طريق األداء العلني وكذا إذاعة المصنف بواسطة وسائل السلكية أو السلكية فال تتوافق وطبيعة هذه )82( المصنفات وتتميز الحقوق المالية مقارنة بالحقوق األدبية بإمكانية أو جواز التصرف فيها إذ للمؤلف التنازل جزئيا أو كليا عن حقوقه المالية )89( بمقابل أو بدونه. المبحث الثاني: المؤلف لحماية المصنفات الرقمية السياسة الجنائية لقانون حق يتمتع المؤلفون بصفة عامة بحماية جنائية لحقوقهم المالية وكذا األدبية تأتي مكملة للحماية المدنية المتمثلة في دعوى تعويض الضرر مع إمكانية اللجوء إلى اإلج ارءات التحفظية فالحماية الج ازئية تكفل ضمان عدم التعرض مرة أخرى لحقوق المؤلف ويعود ذلك لطبيعتها الردعية والزجرية والتي تجعلها أكثر تأثي ار من الج ازء المدني وفي سبيل تقرير حماية جنائية فعالة في مستوى الدور المنوط لها حدد المشرع الج ازئري مجموعة من األفعال الماسة بحقوق مؤلفي ب ارمج الحاسوب وقواعد البيانات وتتمثل هذه األفعال في مختلف السلوكيات المادية المشكلة لجنحة التقليد كما قرر عقوبات لمرتكبي هذه الج ارئم وعليه سنتعرض إلى صور االعتداء على حقوق مؤلفي المصنفات الرقمية في)المطلب األول( ثم إلى العقوبات المقررة لجريمة التقليد في ( المطلب الثاني (. المطلب األول: المصنفات الرقمية لقد حددت المادتان صور االعتداء على حقوق مؤلفي /04 من األمر مجموعة السلوكيات المادية التي تشكل اعتداءا على حق مؤلفي المصنفات الرقمية والمالحظ أن المشرع الج ازئري قد أدخل جميع ج ارئم االعتداء على حقوق المؤلف تحت وصف التقليد وان كان ال ينطبق عليها جميعا هذا الوصف ألن هناك من األفعال تعد جنح شبيهة لتقليد فقط كما هناك أفعال ال تعد اعتداءا على حق المؤلف وعلى هذا األساس سوف نتطرق إلى االعتداء المباشر والمتمثل في جنحة التقليد في صورتها وهذا في الحقيقية )الفرع األول( ثم االعتداء غير المباشر والمتمثل في جنح المشابهة للتقليد في )الفرع الثاني(. الفرع األول: جريمة التقليد )االعتداء المباشر( إن المشرع الج ازئري كسائر التشريعات لم يضع تعريفا لجريمة التقليد أما الفقهاء فقد تباينوا في تعريفها فمنهم من عرفها بأنها "عبارة عن عملية نقل مصنف أو أداء لم يسقط في الملك العام من غير )40( إذن مؤلفه" وتتكون جريمة التقليد في صورتها المباشرة مثل باقي الج ارئم من ركن مادي ومعنوي. أوال-الركن المادي: نقصد بالركن المادي هي تلك الماديات الملموسة التي تظهر في العالم )48( الخارجي ويتكون الركن المادي عادة من سلوك ونتيجة عالقة سببية تربط بينهما وستقتصر في د ارسة الركن المادي على النشاط اإلج ارمي فقط أما محل النشاط اإلج ارمي فقد تمت د ارسته في المبحث األول.)48( ومن ثم لتحقق النشاط اإلج ارمي يجب أن يرتكب الفعل المجرم وهو االعتداء على الحق المالي أو األدبي لمؤلف الب ارمج أو قواعد البيانات كما يجب أن يكون االعتداء قد وقع بدون إذن المؤلف. -1 االعتداء على الحق األدبي لمؤلف الب ارمج أو قواعد البيانات: لم ينص المشرع الج ازئري على جميع االعتداءات الواقعة على كل حقوق المؤلف 141

143 بل جرم بعضها فقط في أحكام المادة األمر /04 من وتتمثل في جرم الكشف غير المشروع للمصنف والمساس بسالمة المصنف ولذا سنقوم بد ارسة هذه الج ارئم كما يلي: أ/جريمة الكشف غير المشروع للمصنفات الرقمية:إن لمؤلف برنامج الحاسوب أو قواعد البيانات الحق في إختيار الوقت أو الطريقة التي يتم بها إذاعة أو نشر برنامجه ويتمثل االعتداء عليه عندما يذاع أو ينشر البرنامج في وقت غير الوقت الذي ي اره مالئما أو بطريقة غير تلك التي ي ارها )44( مناسبة له. ب/ جريمة المساس بسالمة المصنف الرقمي: يحمي المشرع كذلك حق المؤلف في تعديل أو تصوير أو تغيير أو إج ارء أي حذف أو إضافة ترد على البرنامج أو قاعدة البيانات من شخص آخر دون إذن المؤلف فمن يرتكب أحد األفعال السابقة يتوافر في حقه النشاط اإلج ارمي لجريمة التقليد أما بالنسبة للحق في األبوة فلم يرد نص صريح باالعتداء على حق المؤلف وال ندري لماذا أغفل عن ذكرها المشرع بالرغم من أهمية تجريم االعتداء على حق النسب ولذا فالبد من تدخل صريح من المشرع لتجريم هذا االعتداء منعا ألي تعرض أو أن يحدو حدو المشرع المصري في المادة 828 من قانون الملكية الفكرية الذي النص على تجريم كل اعتداء على حق أدبي أو مالي. 2 /ج ارئم االعتداء على الحقوق المالية لمؤلفي ب ارمج الحاسوب وقواعد البيانات:قد تقع أفعال االعتداء على الحق المالي للمؤلف باستغالل برنامجه أو قواعد البيانات أي كان صورة هذا االستغالل سواء اتخذ هذا االستغالل صورة النسخ أو االستعمال أو الترجمة سواء أكان النسخ قد وقع كليا وهو ما يطلق عليه النسخ الحرفي الكامل أو الجزئي ويسمى النسخ الجزئي وتتوافر الجريمة أيضا سواء تم نسخ البرنامج باسم مؤلفه الحقيقي أو باسم شخص آخر يخلق في الذهن لبسا حول مؤلفه )43( الحقيقي أو باسم الجاني نفسه أو باسم خيالي والعبرة في تقدير وجود التقليد تتجلى في أوجه الشبه ال بوجه االختالف ويدخل هذا التقدير في نطاق السلطة التقديرية لمحكمة الموضوع دون رقابة عليها من )49( محكمة النقض وقد استثنى المشرع الج ازئري من صور النسخ أو الترجمة المجرمة بعض الصور وذلك بموجب المادتين من األمر و /04 كاالستعمال الشخصي أو االستعمال العائلي وكذا النسخ لألغ ارض تعليمية وعليه يكون نسخ برنامج حاسوب أو قواعد البيانات مشروعا. -3 عدم موافقة المؤلف: ال يكفي لتوافر النشاط اإلج ارمي في جريمة التقليد االعتداء على حق من حقوق مؤلف الب ارمج أو قواعد البيانات وانما يشترط إلى جانب ذلك عدم موافقة المؤلف على ذلك أو من يقوم مقامه وتنتج هذه الموافقة إثرها وتحول دون قيام جريمة التقليد بالنسبة للحق أو الحقوق التي صدرت الموافقة عليها أما التصرف في حق آخر غير الحق الذي صدرت عنه الموافقة يعتبر مرتكبا لجريمة التقليد وال يجوز للجاني االحتجاج بالموافقة )42( السابقة. ثانيا- الركن المعنوي:إن جريمة التقليد جريمة عمدية يلزم لقيامها توافر القصد الجنائي بعنصرية العلم واإل اردة وهذا ما يعرف بالقصد الجنائي العام. والقصد الجنائي في جريمة التقليد عند الفقه والقضاء الفرنسيين مفترض فتحقق أيا من االعتداء السابقة يعد قرينة على توافر القصد الجنائي لكنها قرينة بسيطة يجوز إثبات عكسها من جانب الجاني أي إثبات حسن النية لكي يب أر من االتهام والقول بتوافر حسن النية من عدمه مسألة موضوعية تدخل 142

144 في السلطة التقديرية لقاضي الموضوع دون رقابة لمحكمة الفرع الثاني )42( العليا. : المشابهة للتقليد( و 09 بالرجوع إلى نص المادة من األمر 09/04 االعتداء غير المباشر)الجنح و الفقرة 898 نجد أن المشرع حدد الج ارئم الملحقة بجريمة التقليد وتتعلق بالج ارئم التالية التعامل في مصنفات رقمية مقلدة باالستي ارد أو : التصدير أو البيع أو التأجير أو التداول باإلضافة إلى جريمة الرفض العمدي لدفع المكافأة المستحقة للمؤلف. أوال/ جريمة التعامل في مصنفات رقمية مقلدة : لقيام جريمة التعامل في الب ارمج المقلدة يلزم توفر الركن المادي والركن المعنوي ولقد نص المشرع الج ازئري على صور التعامل المجرمة و : هي استي ارد وتصدير الب ارمج أو قاعدة البيانات المقلدة البيع أو العرض للبيع للب ارمج أو قاعدة البيانات المقلدة التداول أو التأجير للمصنفات الرقمية المقلدة ويكون البرنامج مقلدا إذا كان مشابها للبرنامج األصلي الذي يحميه القانون وبمعنى آخر يقوم التقليد على محاكاة للبرنامج تتأكد فيه المشابهة )42( بين المصنف األصلي والنسخة المقلدة. -1 استي ارد أو تصدير مصنفات رقمية مقلدة: لم يكتف المشرع الج ازئري بتجريم تداول الب ارمج المقلدة داخل اإلقليم الوطني وانما ذهب إلى تجريم أفعال إدخال المصنفات المقلدة إلى اإلقليم الج ازئري وهو ما يعبر عنه باالستي ارد وكذا أفعال إخ ارج المصنفات المقلدة من الت ارب الوطني وهو ما يعبر عنه بالتصدير وعلى خالف التشريع المصري الذي لم يجرم االستي ارد وانما عاقب على إدخال ب ارمج حقيقية منشورة في الخارج بقصد االستغالل كما جرم فقط تصدير الب ارمج المقلدة في مصر والمنشورة )49( في الخارج. وبالتالي فمتى كانت األفعال المتابع بشأنها تعد أعمال استي ارد أو تصدير لمصنفات مقلدة اعتبر ذلك جريمة تقليد كما يعتبر تقليدا مجرد عرض المصنفات المقلدة المستوردة أو إعدادها بغرض تصديرها سواء تعلق األمر بمصنفات وطنية أو أجنبية. -2 بيع المصنفات الرقمية المقلدة إن البيع : المجرم هنا هو الذي يتم بمقتضاه نقل حق استغالل البرنامج أو قاعدة بيانات إلى المشتري مقابل ثمن معين وسواء كان هذا االستغالل ينطوي على نشر أو استعمال أو ترجمة للمصنف الرقمي وال يشترط أن تتكرر عمليات البيع لتوافر الجريمة بل يكفي لقيامها عملية بيع واحدة مع العلم أن المشرع الج ازئري لم يجرم العرض بالبيع وان كان هناك اتجاه فقهي درج على تفسير البيع ليشمل العرض )30( بالبيع. - 3 التداول والتأجير للمصنفات الرقمية المقلدة : إن التداول هو سلوك مجرم أيضا في التشريع الج ازئري يعني قيام شخص بالتصرف في الب ارمج أو قاعدة البيانات المقلدة بمقابل أو بغير مقابل سواء كان التصرف نقل ملكية أو نقل حق االستغالل أم حق االنتفاع أو االستعمال التأجير. ثانيا/ رفض دفع المكافأة المستحقة للمؤلف أو صاحب الحقوق وكذا الي يحق للمؤلف أن يتصرف في حقوقه المالية باستغالل مصنفه بأوجه االستغالل كالنشر واألداء العلني إلى الغير قد يكون بمقابل مالي أو غير مالي األصل فيه أن يكون االستغالل بمقابل أي نظير نقود والتي تسمى المكافأة المستحقة لصاحب 143

145 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية المصنف يعتبر الشخص قد ارتكب جنحة التقليد عندما يرفض دفع هذه المكافأة. إن هذه الصورة من ج ارئم التقليد قد انفرد بها المشرع الج ازئري عن باقي التشريعات مع أنها ال تشكل جريمة بقدر ما لها طابع مدني وكذلك تبقى غامضة من حيث التعويض عن الضرر رغم الفائدة العملية التي يمكن أن ينتج عنها والغريب أن المشرع أخضعها لنفس عقوبة التقليد بالرغم من أنها ال تشكل اعتداءا يهدد حق المؤلف بصفة مباشرة. إذا كان المشرع الج ازئري قد نص على بعض صور اإلعتداء على حقوق مؤلفي المصنفات الرقمية فإنه أغفل تجريم أفعال تعد اعتداءا حقيقيا في ظل ثورة التكنولوجيا الهائلة نذكر منها : ج ارئم الحظر والتصنيع واالستي ارد بغرض البيع أو التأجير ألي جهاز أو وسيلة أو أداة مصممة للتحايل على حماية تقنية يستخدمها المؤلف أو صاحب الحق المجاور إ ازلة أو التعطيل أو التعتيب بسوء نية ألية حماية تقنية يستخدمها المؤلف للتشفير. المطلب الثاني: العقوبات المقررة لجريمة التقليد لقد حصر المشرع األفعال التي تشكل تعديا على حق المؤلف والحقوق المجاورة مهما كان نوع المصنف في المواد 898 إلى 899 من األمر 09/04 كما وضع عقوبة واحدة لهذه الج ارئم إذ نصت المادة 894 من األمر 09/04 على العقوبات األصلية لجنحة التقليد وهما الحبس من ستة أشهر إلى ثالث سنوات وبغ ارمة من خمسمائة ألف دينار إلى مليون سواء كان النشر قد حصل في الج ازئر أو الخارج أما العقوبات التكميلية فتتمثل في المصادرة نشر الحكم القضائي غلق المؤسسة وسنتعرض إلى العقوبات األصلية في )الفرع األول( ثم العقوبات التكميلية في )الفرع الثاني(. الفرع األول: العقوبات األصلية العقوبات األصلية هي كل عقوبة ال توقع إال إذا نطق بها القاضي وحدد نوعها ومقدارها وهي السجن )38( أو الحبس أو الغ ارمة المالية التي تكون كافية بذاتها لتحقيق معنى الج ازء وهي العقاب األساسي للجريمة وعليه فإن العقوبتين المقررتين لجنحة التقليد طبقا لنص المادة هما : الحبس والغ ارمة. عقوبة أوال/ 894 السالبة للحرية) من األمر الحبس(: 09/04 إن عقوبة الحبس المقررة لجريمة التقليد هي من ستة أشهر إلى ثالث سنوات والمشرع الج ازئري قد خصص عقوبة واحدة لكل الج ارئم المنصوص عليها في األمر 09/04 حيث أعطاها اسم جنحة التقليد و هذا على عكس المشرع المصري الذي اعتمد مبدأ تنوع العقوبات بحيث خصص لكل عمل غير مشروع ج ازءا خاصا به كما أن المشرع لم يعاقب على الشروع في جنحة التقليد رغم إمكانية تصوره. والمالحظ أن المشرع أجبر القاضي الفاصل في المنازعة بالحكم بكال العقوبتين الحبس والغ ارمة باستعمال حرف"و دون ترك "الربط بدال من االختيارية " وأ " المجال للسلطة التقديرية للقاضي في إمكانية الجمع من عدمه ويكون المشرع الج ازئري في ذلك قد جانب الصواب ألنه يمكن للقاضي الحكم بإحدى العقوبتين وبإمكان هذا األخير أن يحكم بجعل الحبس أو الغ ارمة أو كالهما معا موقوفة النفاذ طبقا لنص المادة 998 قانون إج ارءات ج ازئية فضال عن إمكانية تطبيق عقوبة العمل للنفع العام بدال من الحبس طبقا للمادة مكرر من قانون 09 العقوبات ويكون للقاضي سلطة تقديرية في الحكم بالعقوبات بين الحد األدنى والحد األقصى كما ال يوجد ما يمنع القاضي عند رغبته في منح أقصى 144

146 ظروف التخفيف بأن يجعل عقوبة الحبس يوم واحد طبقا للمادة 94 من قانون العقوبات. ثانيا / العقوبات المالية )الغ ارمة( : يقصد بالعقوبة المالية الحكم قضائيا على الجاني بدفع المبالغ المحكوم بها عليه تصيب ذمته المالية كج ازء له على االعتداء على مصالح قدر المشرع حمايتها )38( وحظر العدوان عليها. والمشرع الج ازئري قد خصص عقوبة مالية واحدة للشخص الطبيعي عن الج ارئم المنصوص عليها في األمر 09/04 و النطق بالغ ارمة إجبارية في التشريع الج ازئري وقد حددها المشرع في المادة 894 من األمر 09/04 بغ ارمة من دج إلى مليون دينار ج ازئري سواء كان النشر قد حصل في الج ازئر أو في الخارج واذا ما استعمل القاضي ظروف التخفيف يكفي أن ينزل بالعقوبة إلى العقوبات. ثالثا 80 دج طبقا للمادة 94 / عقوبة العمل للنفع العام الج ازئري وبموجب القانون : 08/ /08/89 المعدل والمتمم لقانون من قانون إن المشرع المؤرخ في العقوبات قد استحدث عقوبة العمل للنفع ووضع لها شروطا بموجب أحكام المادة 09 مكرر تنطبق على جريمة التقليد إذ يستطيع القاضي طبقا لهذه المادة أن يستبدل عقوبة الحبس بالعمل للنفع العام بدون أجر لمدة تت اروح بين 30 ساعة إلى 200 ساعة في أجل أقصاه 82 شه ار لدى شخص معنوي عام. الفرع الثاني: العقوبات التكميلية يقدر المشرع في العديد من الحاالت عدم كفاية العقوبة األصلية التي قررها كج ازء على اقت ارف الجريمة في ردع الجاني أو في حماية المصلحة التي قرر حمايتها فيأتي بالعديد من العقوبات )34( الفرعية لتدعيم الحماية المقررة للمصلحة المعنية فالعقوبات التكميلية هي عقوبات تضاف إلى العقوبات األصلية وقد حددها المشرع في نص 09 المادة المعدلة بموجب القانون رقم 84/02 المعدل والمتمم لقانون العقوبات وان كانت هذه العقوبات مرتبطة بالعقوبة األصلية إال أنها ال يحكم بها على المحكوم عليه بقوة القانون إذ ال توقع إال بالنطق بها وبالرجوع إلى أحكام المواد 892 و 892 من األمر و /04 نجد أن المشرع الج ازئري ذكر ثالثة أنواع من العقوبات التكميلية وهي: المصادرة نشر حكم اإلدانة الغلق بالنسبة للشخص الطبيعي وقد سكت عن عقوبات الشخص المعنوي مما يعني إحالة على قانون العقوبات السيما المادة 82 مكرر منه. المصادرة: / أوال نقصد بالمصادرة تجريد الشخص من ملكية مال أو من حيازة شيء معين له صلة بجريمة وقعت أو يخشى وقوعها ثم إضافتها إلى جانب الدولة بال مقابل بناء على حكم من )33( الجنائي. وقد عرفتها المادة الج ازئري بحسب تعديل القضاء من قانون العقوبات بقولها 8002 ديسمبر "المصادرة األيلولة النهائية للدولة أو مجموعة أموال معينة أو ما يعادل قيمتها عند االقتضاء" وباستق ارء نص المادة أنه يشترط من األمر 892 فإننا نستنتج 09/04 للحكم بالمصادرة كعقوبة تكميلية وجوبية االعتداء على حقوق المؤلف والحقوق المجاورة صدور حكم قضائي لها وذلك كأصل عام في إيقاع العقاب الجنائي الذي البد له من صدور حكم باإلدانة يقضي على المتهم في هذه المحاكمة بعقوبة أصلية ومن ثم فال يمكن الحكم بالمصادرة على من صدر في حقه حكم بالب ارءة أو لزوال أسباب المحاكمة بانقضاء الدعوى العمومية بوفاته أو بالتقادم أو العفو أو غيره من األسباب التي يقررها 145

147 القانون ويشترط لمصادرة األشياء السابقة في إحدى ج ارئم التقليد أن يكون هناك أموال وأشياء مضبوطة وما يالحظ في موضوع المصادرة نص المادة 892 عدة نقاط نذكرها : التي جاءت بها - أنها من العقوبات التي يلزم فيها القاضي بالحكم بها على أساس تعبير المادة :" إق ارر الجهة القضائية المختصة..." فهي غير جوازية فالمشرع في ذلك لم يجعل الخيار للقاضي في إمكانية األمر بها من عدمه وهذا يتعارض مع - مفهوم العقوبات التكميلية والتي ليس بالضرورة أن يأمر بها القاضي بصفة تبعية بل يكون فيها دائما السلطة التقديرية للقاضي. إن المصادرة تكون فيها األيلولة للمال إلى خزينة الدولة وفقا لقانون العقوبات إال أن المشرع في األمر أن" ينص في المادة 09/ القاضي يأمر وفي جميع الحاالت منه على تسليم األموال والعتاد المصادر إلى الطرف المدني" مما يجعله قد أصبغ عليها طابع التعويضات بدال من العقوبة وهذا يتنافى مع المبادئ العامة في القانون الجنائي إال أنه هناك من يرى أن للمصادرة طبيعة مختلفة في هذه الحالة فتكون )39( وطابع التعويض. لها طابع العقوبة وتقع المصادرة إما على المبالغ التي تساوي مبلغ اإلي اردات أو أقساط اإلي اردات الناتجة عن االستغالل غير الشرعي لمصنف أو أداء محمي كما تقع المصادرة على العتاد الذي أستعمل في النشاط غير الشرعي لمصنف أو أداء وكذا على النسخ المقلدة ويمكن تصور هذا العتاد الذي أنشئ خصيصا لذلك مثل الكتب القديمة أو األشرطة أو غير ذلك أما باقي المعدات مثل آلة الطباعة وآلة التصوير فال تعد من قبيل العتاد الذي أنشئ خصيصا لممارسة هذا النشاط غير الشرعي ألنها استعملت من قبل ألغ ارض أخرى كما ال ازلت تستعمل ألغ ارض ليس بالضرورة أن تكون من قبيل هذه التصرفات غير المشروعة ليبقى تعبير المشرع غامضا يحتاج إلى توضيح أكثر. ثانيا/ عليها المادة المشرع نشر حكم اإلدانة : من األمر 892 إن عقوبة النشر نصت 09 وغرض /04 منها هو تحقيق الردع الخاص للجاني باإلضافة إلى الردع العام ويأخذ من تم شكل العقوبة المعنوية ويحقق األثر في إصالح ما أصاب المؤلف من أض ارر معنوية ج ارء اإلساءة إليه من قبل المحكوم عليه وينصب النشر إما على الحكم ذاته أو جزء منه أو منطوقه أو أسبابه ويستمر النشر في حالة التعليق على الجد ارن لمدة ال تزيد على شهرين وتكون تكاليف النشر على عاتق المحكوم عليه بيد أن المبالغ التي يتم تحصيلها من هذا األخير لتغطية تكاليف النشر ال يجوز أن تزيد عن الحد األقصى المقرر للغ ارمة المستحقة عن الجريمة ومن تم فإن اتجاه المشرع سليم له آثار إيجابية كبيرة وبخاصة في ظل التطو ارت السريعة التي تالحق الحياة الحاضرة فلزم أن يتصل علم الناس بأسماء المعتدين سواء كان شخص طبيعي أو شخص معنوي على حقوق المؤلف فيحجمون على التعامل معهم. ثالثا/ عقوبة غلق المؤسسة : من األمر 08/892 09/04 كعقوبة تكميلية تطبق على لقد نصت المادة على عقوبة الغلق مرتكبي ج ارئم التعدي على حق مؤلفي المصنفات الرقمية وعليه فإن المشرع قد ربط عقوبة الغلق بجريمة التقليد أي أنه ال يتم الحكم بهذه العقوبة إال بعد إدانة المتهم سواء كان شخصا طبيعيا أو شخصا معنويا بجريمة التقليد وغالبا ما يرتبط ارتكابها بوجود منشأة معدة الرتكاب الجريمة تحتوي على األجهزة والمعدات واآلالت التي تستخدم في تقليد المصنف وما 146

148 يالحظ أن المشرع الج ازئري سار في عقوبة الغلق من الحالة البسيطة إلى الحالة المتشددة أي من حد أقصى ال يتجاوز 02 أشهر إلى الحد المتشدد وهو الغلق النهائي وهذا موقف يؤاخذ عليه المشرع الج ازئري فكان عليه أن يترك حرية للقاضي في تحديد المدة المناسبة للغلق ألن الغلق النهائي مبالغ فيه كما أن المشرع الج ازئري لم يحدد ما هي الحاالت أو نوع التقليد المطلوب الذي من خالله يأمر القاضي بالغلق بصفة مؤبدة مع العلم أن عقوبة الغلق اختيارية للقاضي الخاتمة ليست إجبارية )32(. نخلص في األخير أن قانون حقوق المؤلف والحقوق المجاورة 09/04 السيما األحكام الج ازئية منه ال ت ازل قاصرة في حماية المصنفات الرقمية أمام الصحوة التكنولوجية التي يشهدها العالم خاصة وأن تطور مجال اإلعالم أدى إلى زيادة وتنوع المصنفات الرقمية ومن ثمة كثرة االعتداء عليها وعليه فال بد من تطوير النصوص قانون حق المؤلف السيما الشق الج ازئي منه للبحث عن حماية أفضل و أأمن لهذه المصنفات الرقمية ولذا نقترح ما يلي: استبعاد ب ارمج الحاسوب من المصنفات التي يمكن للمؤلف سحبها بصفة صريحة ألنها تؤدي إلى أض ارر يصعب جبرها. تحديد وتدقيق بعض المفاهيم التي يتضمنها قانون حق المؤلف بشكل تتماشى مع ب ارمج الحاسوب وقواعد البيانات إذ أن المشرع الج ازئري بالرغم من إدماجها ضمن المصنفات المحمية بموجب قانون حق المؤلف غير أن خضوعها لمفاهيم التقليدية الموجودة بالقانون السيما مفهوم االبتكار وكذا األسلوب التعبيري تؤدي إلى إفالت العديد من الجناة من العقاب. تقصير مدة الحماية لب ارمج الحاسوب ألن 90 سنة هي مدة طويلة نظ ار للتطور السريع للمعلومات. إضافة بعض صور االعتداء على البرنامج والذي أغفلها المشرع في األمر 09/04 كالتداول المعنوي للب ارمج عن طريق شبكة االنترنت دون موافقة المؤلف واالعتداء على حق األبوة وكذا النص على جريمتي االستعمال غير المشروع للب ارمج والتحويل غير المشروع للمصنف بالترجمة ألنهما تشكالن اعتداءا على الحق المالي وكذا تجريم أفعال تعد اعتداء حقيقيا في ظل ثورة التكنولوجيا الهائلة نذكر منها على سبيل المثال ج ارئم الحظر والتصنيع واالستي ارد بغرض البيع أو التأجير ألي جهاز أو وسيلة أو أداة مصممة للتحايل على حماية تقنية يستخدمها المؤلف أو صاحب الحق المجاور وكذلك اإل ازلة أو التعطيل أو التعييب بسوء نية ألية حماية تقنية يستخدمها المؤلف كالتشفير أو غيره. تعديل النصوص المتضمنة عقوبات على جريمة التقليد بما يتالءم وطبيعة العقوبات وكذلك تشديد العقوبات األصلية المنصوص عليها بموجب هذا القانون حتى يرتدع الجناة وأخي ار يبقى من األحسن الوقاية من الج ارئم التي تقع على المصنفات الرقمية بتفعيل دور أجهزة األمن المختلفة بم ارقبتها للب ارمج وعمليات التقليد مع تشجيع وتدعيم البحث العلمي في مجال صناعة البرمجيات وذلك بأن تدعم الدولة المؤلفين ماديا وتساهم بقسط من أسعار الب ارمج وكذا قواعد البيانات لتصل إلى المستهلك النهائي بسعر يكون في متناول الجميع خاصة إذا علمنا أن السبب الرئيسي للتقليد السعر هو المرتفع المصنفات الرقمية. 147

149 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية الهوامش: 1- الجريدة الرسمية المؤرخة في 80 أفريل 8992 العدد 89 ص جويلية 2- الجريدة الرسمية المؤرخة في 84 العدد 33 ص. 04 على أن الفقه وان كان قد اتجه نحو قوانين حق 3- المؤلف لحماية ب ارمج الحاسب اآللي إال أنه انقسم إلى اتجاهين اتجاه يرى ضرورة تعديل قانون حق المؤلف بما يتالءم وطبيعة ب ارمج الحاسوب واتجاه يرى ال حاجة لتعديل أنظر: القاضي جالل محمد الزغبي النصوص التقليدية. ج ارئم تقنية نظم المعلومات أحمد مساهمة وأسامة دار الثقافة للنشر والتوزيع االلكتروني د ارسة مقارنة 8080 ص 822 ص. 890 عمان 4- ميلود العربي بن حجار "تشريعات الملكية في حقل journal cybraians حماية البرمجيات بالج ازئر 82 العدد /index سبتمبر 8088 تاريخ اإلطالع 8088/08/89. الحماية الج ازئية لحقوق المؤلف 1 -عبد الرحمان خلفي منشو ارت حلبي الحقوقية لبنان والحقوق المجاورة 8002 ص أحمد عبد الدائم و شواخ األحمد و منصور عبد السالم الص اريرة :" الحماية القانونية لقواعد البيانات على أساس ب ارمج التطبيق واالستفادة منها أما برنامج التطبيق :هو البرنامج الذي يتم ابتكاره لتنفيذ مهام معينة حسب احتياجات المستخدم". عبد الحميد المنشاوي لمزيد من المعلومات أنظر في ذلك: حماية الملكية الفكرية وأحكام الرقابة بدون مكان نشر بدون مكان نشر ص وان كان المشرع الج ازئري لم ينص ص ارحة على ذلك كما فعل المشرع األردني ويقصد بلغة المصدر حقوق الشخص الذي أنتج البرنامج أما لغة آللة فهو حماية جهاز الحاسب اآللي كاخت ارع. أنظر: يوسف أحمد النوافلة الحماية القانونية لحق المؤلف دار الثقافة للنشر والتوزيع األردن 8003 ص محمد على فارس الزعبي الحماية القانونية لقواعد البيانات وفقا لقانون حق المؤلف منشأة المعارف اإلسكندرية 2003 ص خالد ممدوح إب ارهيم حقوق الملكية الفكرية الدار 8088 ص 889. الجامعية مصر 14-BRUNOCINELLI, propriété intellectuelle top actuel, hachette, février 2010, p ظهر هناك اتجاهان اتجاه يرى أن برنامج الحاسوب ليس مصنفا مبتك ار ألنه من الصعب البحث عن الطابع اإلبتكاري الشخصي للمؤلف. واتجاه يرى برنامج الحاسب اآللي مصنف ويتميز بالطابع اإلبتكاري وان كان ال يمكن أخذ بطابع اإلبتكاري بصفة تقليدية. في هذا المضمار ارجع السابق ص :خالد مصطفي فهمي المرجع غير أنه بالرجوع إلى النص الفرنسي فإنه يستعمل كلمة لوجيسال والتي تعني ب ارمج الحاسوب. 17 -هناك من يفضل كلمة أصالة بدل من كلمة ابتكار ألن هذا المصطلح ينطبق على الملكية الصناعية.أنظر:كوثر مازوني بالملكية الفكرية 8000 ص فرحة ز اروي صالح الحقوق الفكرية الشبكة الرقمية وعالقاتها دار الجامعة الجديدة اإلسكندرية الكامل في القانون التجاري 8002 ص.382 إبن خلدون للنشر والتوزيع الج ازئر د ارسة : لقانون حق المؤلف اإلستثمار الجوهري وفقا العدد 03 مؤتة للبحوث والد ارسات األردن مقارنة" 8002 ص. 830 المجلد 84 خالد مصطفى فهمي الحماية القانونية لب ارمج 7- الحاسب اآللي في ضوء حماية الملكية الفكرية دار ص الجامعة الجديدة للنشر اإلسكندرية 8 -هذه االتفاقية موقعة بستوكهولم بتاريخ 89 يوليو 8922 / والتي انضمت إليها الج ازئر بموجب األمر 29/09/02. مكرر المؤرخ الحق األدبي لمؤلف ب ارمج -شحاتة غريب شلقامي الحاسب اآللي دار النهضة العربية القاهرة ص برنامج التشغيل هو الب ارمج التي تؤدي وظيفة تشغيل الجهاز و التحكيم بالقيام بعمليات داخلية تسهل تشغيل 148

150 -33 ص- التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية 15- دياال عيسى ونسة تقديم عبد السالم شعيب حماية حقوق التأليف على شبكة اإلنترنت المنشو ارت الحقوقية صادر لبنان 8008 ص محمد حسنين الوجيز في الملكية الفكرية المؤسسة الوطنية للكتاب الج ازئر 8929 ص ص محمد على فارس الزعبي سامر الداللعة المرجع السابق : "مشكالت الحماية الج ازئية لب ارمج الحاسب اآللي في القانون األردني" مجلة المنارة المجلد 88 العدد 03 المفرق األردن 8009 ص ص 849. محمد علي فارس الزعبي المرجع السابق 24- شحاتة غريب شلقامي الملكية الفكرية في القوانين العربية ص 822. دار الجامعة الجديدة اإلسكندرية 21 -حسين بن سعيد بن سيف 8009 السياسة الجنائية في مواجهة ج ارئم االنترنيت رسالة دكتو اره في القانون الجنائي غير منشورة جامعة عن شمس مصر ص محمد حسنين المرجع السابق ص أنظر في ذلك: شحاتة غريب شلقامي الحق األدبي لب ارمج الحاسب اآللي بدون سنة نشر ص علي عبد القادر القهوجي الحاسوب الدار الجامعية مصر دار الجامعة الجديدة اإلسكندرية الحماية الج ازئية لب ارمج 8999 ص للمؤلف حازم عبد السالم المجالي دار وائل للطباعة والنشر حماية الحق المالي األردن 8992 ص voir Claude Clombet, propriété littéraire et artistique et droits voisins précis,dalloz, paris,1999, p رمسيس بنهام منشأة المعارف اإلسكندرية النظرية العامة للقانون الجنائي 8992 ص أنظر: الصفحتين من المقال. أمين أع ازن الحماية الجنائية للتجارة اإللكترونية رسالة دكتو اره غير منشورة جامعة عين شمس مصر بدون تاريخ ص المرجع السابق ص حنان طلعت أبو العز المؤلف د ارسة مقارنة الطبعة األولى ص دار عفيفي كامل عفيفي الحماية الجنائية لحقوق النهضة العربية 8002 ج ارئم الكمبيوتر -د ارسة مقارنة- منشأة المعارف اإلسكندرية بدون تاريخ نشر ص André Bertand,Le droit d'auteur et droits- voisins,2 eme édition, Dalloz, Delta, paris, 2010, p فاروق الحفناوي قانون البرمجيات الكمبيوتر ونظم المعلومات القاهرة ص عفيفي كامل عفيفي المرجع السابق 41 أنظر أري: مختار القاضي الثاني مكتبة األنجلو مصرية ص عبد اهلل سليمان الجزء األول سنة طبع ص 389 ص دار الكتاب الحديث ص 28. حق المؤلف 8999 الطبعة الكتاب األولى شرح قانون العقوبات الج ازئري دار الهدى للنشر عين مليلة الج ازئر دون.340 -موسوعة 42- محمود نجيب حسني شرح قانون العقوبات -قسم عام- دار النهضة العربية مصر بند ص حنان طلعت أبو العز المرجع السابق ص أحسن بوسقيعة الوجيز في القانون الج ازئي العام دار هومة الج ازئر 8002 ص ص 802. أنظر: عبد الرحمان خلفي المرجع السابق 46- المرجع السابق ص 888. الم ارجع والمصادر أ- القوانين والم ارسيم:. 1- األمر 80/92 المؤرخة في 80 أفريل األمر 09/04 المؤرخ في 84 جويلية

151 15 -علي عبد القادر القهوجي الحاسوب الدار الجامعية مصر عبد اهلل سليمان الجزء األول دون سنة طبع. الحماية الج ازئية لب ارمج شرح قانون العقوبات الج ازئري دار الهدى للنشر عين مليلة الج ازئر 17- محمد على فارس الزعبي الحماية القانونية لقواعد البيانات وفقا لقانون حق المؤلف" منشأة المعارف اإلسكندرية محمد حسنين الوجيز في الملكية الفكرية المؤسسة الوطنية للكتاب الج ازئر محمود نجيب حسني شرح قانون العقوبات -قسم عام- دار النهضة العربية مصر مختار القاضي حق المؤلف الكتاب الثاني مكتبة األنجلو مصرية 8999 الطبعة األولى. 21- فرحة ز اروي صالح الكامل في القانون التجاري الحقوق الفكرية إبن خلدون للنشر والتوزيع الج ازئر فاروق الحفناوي الكمبيوتر ونظم المعلومات كوثر مازوني قانون البرمجيات موسوعة دار الكتاب الحديث القاهرة الشبكة الرقمية وعالقاتها بالملكية الفكرية دار الجامعة الجديدة اإلسكندرية يوسف أحمد النوافلة الحماية القانونية لحق المؤلف دار الثقافة للنشر والتوزيع األردن ج-الكتب باللغة األجنبية: 1- André Bertand, Le droit d'auteur et droits voisins,2 eme édition, Dalloz, Delta,paris, BRUNO CINELLI,propriété intellectuelle top actuel, hachette, février CLaude Clombet, propriété littéraire et artistique et droits voisins, paris, précis, Dalloz, د-المقاالت: 1 -أحمد عبد الدائم و شواخ األحمد ومنصور عبد السالم الص اريرة :" الحماية القانونية لقواعد البيانات على أساس اإلستثمار الجوهري وفقا لقانون حق المؤلف مؤتة التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية 3 -األمر 892/22 المؤرخ في 02 جويلية 8922 الذي يتضمن قانون العقوبات والمعدل والمتمم. ب- الكتب باللغة العربية : 1- أحسن بوسقيعة الوجيز في القانون الج ازئي العام دار هومة الج ازئر حماية الحق المالي حازم عبد السالم المجالي للمؤلف دار وائل للطباعة والنشر األردن الحماية الجنائية لحقوق حنان طلعت أبو العز دار النهضة العربية المؤلف د ارسة مقارنة الطبعة األولى. ج ارئم جالل محمد الزغبي وأسامة أحمد مساهمة 4- دار تقنية نظم المعلومات االلكتروني د ارسة مقارنة الثقافة للنشر والتوزيع عمان الدار حقوق الملكية الفكرية 1 -خالد ممدوح إب ارهيم الجامعية مصر خالد مصطفى فهمي الحماية القانونية لب ارمج 6- الحاسب اآللي في ضوء حماية الملكية الفكرية دار الجامعة الجديدة للنشر اإلسكندرية دياال عيسى ونسة تقديم عبد السالم شعيب حماية حقوق التأليف على شبكة اإلنترنت المنشو ارت الحقوقية صادر لبنان رمسيس بنهام النظريةالعامة للقانون الجنائي منشأة المعارف اإلسكندرية شحاتة غريب شلقامي الحق األدبي لمؤلف ب ارمج الحاسب اآللي دار النهضة العربية القاهرة شحاتة غريب شلقامي الملكية الفكرية في القوانين العربية دار الجامعة الجديدة اإلسكندرية شحاتة غريب شلقامي الحق األدبي لب ارمج الحاسب اآللي دار الجامعة الجديدة اإلسكندرية دون تاريخ نشر. 12 -عبد الرحمان خلفي الحماية الج ازئية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة منشو ارت حلبي الحقوقية لبنان عبد الحميد المنشاوي حماية الملكية الفكرية وأحكام الرقابة دار الجامعة الجديدة بدون سنة نشر. 14- عفيفي كامل عفيفي ج ارئم الكمبيوتر -د ارسة مقارنة- منشأة المعارف اإلسكندرية بدون تاريخ نشر. 150

152 و-الرسائل الجامعية: 1 -أمين أع ازن الحماية الجنائية للتجارة اإللكترونية رسالة دكتو اره غير منشورة جامعة عين شمس مصر بدون تاريخ نشر. 2 -حسين بن سعيد بن سيف السياسة الجنائية في مواجهة ج ارئم االنترنيت رسالة دكتو اره في القانون الجنائي غير منشورة جامعة عين شمس مصر.8002 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية المجلد للبحوث والد ارسات األردن العدد.8002 : "مشكالت الحماية الج ازئية لب ارمج 2 -سامر الداللعة الحاسب اآللي في القانون األردني " المنارة المجلد العدد 03 المفرق األردن 3 -ميلود العربي بن حجار:"تشريعات الملكية في حقل cybraians بالج ازئر البرمجيات حماية 82 العدد inf /index journal سبتمبر

153 ملخص إشكالية تعريف اإلرهاب في القانون الدولي نادية ش اريرية كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة باجي مختار-عنابة تثير مسألة تعريف اإلرهاب في القانون الدولي العديد من المشاكل كما تعترضها جملة من الصعوبات مرد ها عدم اإلتفاق على تحديد مضمونه واإلختالف بشأن بيان ماهيته وجوهره كون اإلرهاب مصطلحا فضفاضا يحتمل أكثر من معنى ألكثر من موقف ويصعب حصر أبعاده وأسبابه وصوره. وال ت ازل قضية وضع تعريف متفق عليه لإلرهاب الدولي واحدة من المشاكل المستعصية الحل واذا كان الخالف على المستوى الفقهي مرتبطا بالخلفية اإليديولوجية للفقهاء الذين اهتموا بظاهرة اإلرهاب وسبل مكافحتها وردع مرتكبيها فإن اإلختالف على مستوى الدول والتنظيمات الدولية وخاصة منظمة األمم المتحدة ليس إال انعكاسا لمظاهر الص ارع والعداء السياسي المستفحل بين الد ول بسبب الت باين في مصالحها اإلست ارتيجية وهو ما أدى إلى تحطم الجهود المبذولة للتوصل إلى ات فاق حول وضع إطار لتعريف االرهاب. الكلمات المفاتيح: اإلرهاب الدولي الخلفية اإليديولوجية الص ارع السياسي المصالح اإلست ارتيجية. Résumé La définition du terrorisme en droit international rencontre de véritables difficultés, en raison d'un désaccord sur la détermination de son contenu et sur les différences sur le compte de sa nature et de son essence. Terme vague pouvant revêtir, potentiellement, plus d un sens; en fonction des cas et des situations, la qualification de ses dimensions, des causes et de ses manifestations pose moult problèmes. Et si le différend sur le niveau idiosyncrasique est lié à son contexte idéologique, des chercheurs qui se sont intéressés au phénomène du terrorisme se sont heurtés à la perception et les moyens qu en font les États et les organisations internationales en particulier les Nations Unies. Les divergences d intérêts stratégiques entres les différents protagonistes entravent toute tentative de trouver un accord sur la définition du terrorisme. Mots clés : Définition de terrorisme, difficultés, désaccord, idéologique, intérêts stratégique. Abstract The definition of terrorism in international law raises a lot of problems, and encounters a number of difficulties, due to a disagreement over its content and divergencies on the statement of its nature and essence. Finding an agreed definition of international terrorism is one of the major problems. The controversy of scholars over the definition of terrorism is due to their ideological background. On the contrary, the difference at the level of states and international organizations and particularly the United Nations is due to the conflict of strategic interests. Keywords: International Terrorism, ideological background, political hostility, strategic interests. 152

154 المقدمة يحتل موضوع اإلرهاب حي از كبي ار من القانون الجنائي وفقهاء القانون الدولي على حد اهتمام فقهاء السواء بوصفه عمال يستهدف استق ارر المجتمعات بما تخلفه من ضياع لألمن وتدمير للممتلكات وانتهاك وتدنيس للمقدسات وقتل وخطف للمدنيين وتهديد لحياة اآلالف منهم. ولقد تكرست الجهود لمواجهة اإلرهاب من خالل عقد المؤتم ارت الدولية واب ارم االتفاقيات الخاصة لمكافحته كما دأبت الدول على إصدار القوانين التي تحرم هذا العمل وتضع سياسات واست ارتيجيات و الوخيمة للقضاء عليه. والجهد الدولي لمكافحة اإلرهاب والحد من أثاره الذي بذل من أوائل القرن الماضي لم يغفل األهمية المحورية التي تمثلها الوسائل القانونية على هذا الصعيد خاصة من جهة مسألة تقديم تعريف لإلرهاب يتمتع بقوة قانونية ملزمة ومسألة التعريف تبقى ضرورية وملحة ألنها تمكن الهيئات الدولية من اعتماد مرجعية قانونية موحدة من جهة الدول من كما تمكن االلت ازم بقانون موحد وغير خاضع لمصالح أية دولة من الدول من جهة أخرى )2(. غير أن هذه الجهود لم توفق حتى اليوم في وضع الت ازمات محددة ومتكاملة وشاملة تأخذها الدول على عاتقها بوحي من تعريف موضوعي في معاهدة دولية شارعة متعددة األط ارف واسعة االنتشار تعني بمكافحة اإلرهاب الدولي والقضاء على أسبابه نتساءل )1( : يجعلنا مما إذا كان هناك إجماع بين كل دول المعمورة على أن اإلرهاب عمل فظيع واألفظع منه الويالت التي يجرها على البشرية فما هي األسباب الكامنة و ارء غياب التعريف اإلطار لإلرهاب المبحث اإلرهاب: األول: الخالف حول أهمية وكيفية تعريف إن غياب االتفاق على تعريف اإلرهاب الذي يجب أن تتضمنه اتفاقية دولية شاملة تنظم كيفية مكافحة اإلرهاب قد زرع الشتات بين فقهاء القانون الدولي وقد ظهر ص ارع على مستويين: األول: ويتمثل في الجدل حول مدى الحاجة والضرورة للتعريف من عدمه. : الثاني ويتعلق بالجدل القائم حول كيفية التوصل إلى التعريف األمثل الواجب إتباعه للوصول إلى الغاية المنشودة أي القضاء على اإلرهاب. المطلب األول: الخالف حول أهمية تعريف اإلرهاب: بينما ذهبت التوصل إلى تعريف بعض اآل ارء إلى التأكيد على أهمية اإلرهاب عارضت طائفة أخرى وجهة النظر السابقة مؤكدة على عدم الحاجة إلى تعريف اإلرهاب بل وحذرت من اآلثار السلبية في حالة التوصل إلى مثل هذا التعريف الفرع األول : االتجاه المؤيد لوضع تعريف لإلرهاب: يرى أ صحاب هذا االتجاه ضرورة وضع تعريف عام للعمل اإلرهابي يمكن على أساسه استجالء الغموض الذي يشوب مفهوم اإلرهاب إذ من غير المجدي تجريم هذا العمل مع غموض مفهومه وفي هذا الشأن جاءت كلمة المندوب الليبي أمام الجمعية العامة لألمم المتحدة في الدورة السابعة والعشرين بتاريخ 02 سيبتمبر 8928 حيث يرى من غير المنطقي أن نبحث في إج ارءات وتدبير مسألة لم يوضع تعريفا واضحا لها وانه لمن العبث أن نجتمع نحن رجال القانون لتجريم لفض غامض )0( وأهمية إيجاد تعريف عام للعمل اإلرهابي تبدو ضرورة أمام ما يقتضيه مثل هذا العمل من مواجهة إج ارئية تختلف عن تلك المتخذة في باقي الج ارئم. كما يذهب البعض إلى ضرورة وضع تعريف تعدادي حصري يضم كل األعمال اإلرهابية دون أن يكتفى بالتعريف العام له ألنه من الصعب وضع ذلك التعريف العام الجامع المانع وسط تباين وجهات النظر في هذا الشأن لذلك فال مناص من حصر األفعال محل االتفاق أنها أفعال إرهابية و هذا 153

155 الموقف عبر عنه مندوب ايطاليا بالجمعية العامة لألمم المتحدة أثناء الدورة السالفة الذكر بقوله لقد " تبين للجميع انه من الصعب أن لم يكن من المستحيل إيجاد تعريف شامل لفكرة اإلرهاب يمكن أن يرضى عنه الجميع... و ذلك نظ ار لتباين واختالف وجهات النظر حولها ولهذا فانه ال بد والحال كذلك من تجريم األنشطة التي ال يختلف )1( ال أري بين الجميع على أنها أعمال إرهابية. الشك أن وجود تعريف لإلرهاب أمر ضروري استجابة لمبدأ الشرعية من جهة ومن جهة أخرى فان وضع تعريف له من شانه أن يمكن من مكافحة اإلرهاب و ردعه و معاقبة مرتكبيه بما يضمن منع ارتكابه. كما أن وضع مثل هذا التعريف الموحد للعمل اإلرهابي من شانه أن يحقق التعاون الدولي لمكافحة هذه الظاهرة وتحديد مفهوم العمل اإلرهابي بدقة من شانه أن يميزه عما يشتبه به من بقية صور العنف األخرى وأن يبعد أعمال الكفاح المسلح من اجل تقرير المصير في وجه االحتالل عن نطاق )5( دائرة األعمال اإلرهابية. واذا كانت مكافحة اإلرهاب تقتضي تدخال موض وعيا و إج ارئيا يتميز باستثنائية ال تعهد في الج ارئم األخرى على نحو قد يمس بمبدأ المشروعية اإلج ارئية تحت مبرر الضرورة التي تحتم اتخاذ إج ارءات خاصة لمكافحة العمل اإلرهابي فان ذلك يقتضي ضرورة تحديد مفهوم لإلرهاب. الفرع الثاني: لإلرهاب: يرى هذا أالتجاه االتجاه المعارض لوضع تعريف عدم الحاجة لوضع تعريف لإلرهاب بحجة أن العمل اإلرهابي يمكن تمييزه عن غيره دون الحاجة إلى تعريف مسبق وأن األعمال اإلرهابية ال يمكن الخطأ في كونها كذلك فهي.)6( بطبيعتها تعرض نفسها بهذه الصفة فوضع تعريف للعمل اإلرهابي قد يضيق من دائرة جهود مكافحته ويحصر هذه الجهود في إطار التعريف المحدد له لتبقى دائما ملزمة بالخضوع له واثبات مدى مطابقته للعمل الذي ترى انه عمل إرهابي وهو ما لخصه فريد الندر" " الفقيه تعريف قانوني مقبول... " في قوله رغم عدم وجود فال حاجة إلى ذلك إذا تعامل المرء مع اإلرهاب كعمل جنائي مهما كان نوع )7( الوسائل التي يستعملها و أيا كان مستعملها...".. ويذهب البعض- في االتجاه نفسه إلى أن اإلرهاب كمصطلح في حد ذاته غير قابل للتعريف ألن أي محاولة لتعريفه لن تكون قادرة على اإللمام بكافة صوره و مظاهره و أي تعريف لإلرهاب إما أن يكون عاما وهو بذلك يحتاج إلى تفسي ارت أخرى أو انه محدد وحصري فيكون بذلك جامدا غير قادر على مسايرة التطور المستمر في صور اإلرهاب وأساليبه المت ازيدة باستم ارر ت ازيد التطور شتى المجاالت وقد تبنى العلمي في مثل هذا االتجاه مندوبا الواليات المتحدة األمريكية و إس ارئيل أثناء الجمعية العامة لألمم المتحدة في الدورة التي سبق ذكرها حيث جاء في كلمة المندوب األمريكي تعريف " اإلرهاب ليس ضروريا و ليس صحيحا أن وضع تعريف لإلرهاب من شأنه أن يجعله واسعا حيث يشمل األعمال التي تمارسها الشعوب بهدف تقرير مصيرها واسترجاع حريتها و استقاللها... وهذا المشروع من شانه أن يشمل كثي ار من األعمال اإلرهابية دون الخوض في مسالة التعريف من جهة ودون المساس بحق تقرير المصير من جهة )8( ثانية.". وهكذا يخلص أنصار هذا ال أري إلى رفض تعريف اإلرهاب ذلك أن أي تعريف سيكون بالضرورة ناقصا ومليئا بالتغي ارت وان مثل هذا إن وجد التعريف سيكون على حد أري الرئيس 154

156 األمريكي بمثابة "ترومان" " )1( للمذنب". شرك للبريء ودعوة المطلب الثاني: الخالف حول كيفية التعريف: ثار خالف بين المؤيدين لضرورة تعريف اإلرهاب حول كيفية تعريفه وقبل الخوض في ذلك تجدر اإلشارة إلى أن مسالة كيفية التعريف تطرح من ازويتين: الجانب الشكلي: مؤيد للتعريف العام ومؤيد و مدافع عن التعريف الحصري و م ازوج بين التعريفين ضمن تعريف مختلط إرشادي. الموضوعي: للمعيار الغائي و الجانب بين معتمد للمعيار المادي ومعتمد أنه بخصوص تعريف اإلرهاب فإنه من يعتمد المعيار المادي بتعداد صور الركن المادي للفعل اإلرهابي سيطرح التعريف ضمن الشكل الحصري ال محالة ومن يعتمد المعيار الغائي ويركز على الهدف المنشود من العمل اإلرهابي سينهج النهج العام في تعريفه لإلرهاب بالصورة اآلتي بيانها. الفرع األول : االتجاه المادي: يركز أصحاب المعيار المادي في تعريفهم لإلرهاب على الفعل أو العمل فهو سلوك اإلرهابي أو فعل أو األداة المؤدية إلى تحقيق غاية معينة سواء كان الوازع )22( إلى ذلك إيديولوجيا أو عقائديا. وطبقا لذلك يعرف اإلرهاب على انه عمل أو " مجموعة من األعمال المعينة التي تهدف إلى تحقيق )22( هدف معين". ويعرفه " "SOTILLE" بأنه العمل اإلج ارمي المقترن بالرعب أو العنف أو الفزع بقصد تحقيق.)88( هدف معين" وعرفه "lemkin" " بأنه يقوم على تخويف الناس )20( بمساهمة أعمال العنف.". وقد قاد هذا المفهوم إلى تعريف اإلرهاب باالستناد إلى تعداد الج ارئم التي تعد إرهابية دون البحث في الغرض أو الهدف من العمل وفي هذا االتجاه يذهب بروس بالمر" " اإلرهاب قابل للتعريف فيما إذا كانت اإلرهابي. إلى أن األعمال التي يضمها معناه تجري تعدادها و تعريفها بصورة دقيقة وبطريفة موضوعية دون تمييز قيما يتعلق بالفاعل مثل األف ارد أو أعضاء الجماعات السياسية و عمالء )21( دولة من الدول. وقد دأب المعنيون بتعريف اإلرهاب و وفقا للمنهج المادي بمحاولة تحديد مظاهره فأوردوها على سبيل الحصر باعتبار أن األعمال اإلرهابية ال تخرج عن كونها عمليات الخطف االغتيال واالحتجاز التي تضمنتها غالبية المواثيق الدولية إال أن هذا التعداد الحصري لصور الركن المادي في الجريمة اإلرهابية قد انتقد على اعتبار أن التطور الذي لحق وسائل التدمير قد ابتدع صو ار أخرى لإلرهاب مقترنة أو غير مقترنة بالعنف مثل استعمال األسلحة البكترلولوجية أو سياسات التفقير.كما ال يخفى ما يكتنف هذا التحديد من قصور من حيث تجاوزه ألهم عنصر من عناصر الجريمة اإلرهابية و المتمثل في الغرض أو الهدف السياسي. الفرع الثاني: االتجاه الغائي: يتم التركيز وفقا واعتمادا على هذا المعيار على الهدف المنشود من العمل اإلرهابي وعلى طبيعته و مداه ويبقى غالبا االتفاق محققا حول اعتبار الباعث السياسي كهدف وفي بعض األحيان النهائي والوحيد في العمل اإلرهابي سياسية محرب أي توظيف الرعب والفزع الشديد لتحقيق وفي ذلك يعرف )25( أيا كان نوعها. "Eric David" اإلرهاب بأنه "كل عمل من أعمال العنف المسلح الذي يرتكب لتحقيق أهداف سياسية أو )26( دينية.". فلسفية إيديولوجية أو 155

157 وقد أخذ على المعيار الغائي انه يوصلنا إلى تعريف فيه نوع من التطابق بين الجريمة السياسية واألعمال اإلرهابية وهو أمر غير مقبول لما يقود إليه من تخفيف للعقوبة وعدم إمكان تسليم المجرمين فإذا كان الغرض السياسي عنص ار مهما في الجريمة اإلرهابية فهو ليس المعيار الوحيد لتمييزها عما يشتبه بها من ج ارئم. لذلك ذهب البعض إلى التركيز على عناصر أخرى في التعريف من ضمنها استخدام الوسائل القادرة على إحداث الرعب و الفزع بقصد تحقيق الهدف أي كانت طبيعته سياسيا أو دينيا أو عقائديا أو عنصريا وفي هذا إخ ارج للجريمة السياسية التي يمكن أن تحصل )27( دون اللجوء إلى العنف. الثاني: المبحث إلى تعريف اإلرهاب: الجهود الدولية المبذولة للتوصل إن التوازنات الدولية بطبيعتها المركبة والمعقدة والدقيقة والدائمة التغيير قد أفرزت تناقضات جذرية في فهم الدول لظاهرة اإلرهاب ولهذا فان التعريفات المقترحة له والتي تمت مناقشتها في المؤتم ارت الدولية وفي أروقة األمم المتحدة لم تكن معظمها تتجاوز كونها وسيلة دعائية وسط ص ارع مشتعل يبيح أفعاال و يحرم أخرى على خلفية عداء سياسي مستفحل بين الدول للتباين بين مصالحها اإلست ارتجية و ليس بغرض تجريم بعض التصرفات من منطلق وجود مصلحة إنسانية مشتركة هي )28( صون أرواح األبرياء و احت ارم الذات اإلنسانية. ففي فترة الحرب الباردة مثال كانت الدول الغربية ترفض حق تقرير المصير للشعوب المستعمرة لما تمثله من تهديد لها باعتبارها مناطق نفوذها حول العالم لذلك فان هذه الدول لم تتردد في إلصاق تهمة اإلرهاب بكل عمل تقوم به حركات التحرر الممثلة لهذه الشعوب في المقابل لم يدخر االتحاد السوفيتي جهدا في دعم هذه الحركات في مواجهة الدول الغربية لتقليص مواقع النفوذ الغربي ال أرسمالي في العالم. استنادا لما سبق فان التوصل أثناء الحرب الباردة إلى نقاط مشتركة تصلح الن تكون أساسا موضوعيا لمعاهدة دولية تعنى بمكافحة اإلرهاب كانت مهمة مستحيلة لتبدو هذه المهمة أكثر استحالة بعد انهيار االتحاد السوفياتي في ظل السيطرة األمريكية التي تفرض نفسها حكما لتميز الخير من الشر. إال أن هذه المعطيات المعقدة المتداخلة والمتشابكة لم تثن المجتمع الدولي عن بذل جهود متميزة في سبيل التوصل إلى معاهدة دولية تعنى بمكافحة اإلرهاب الدولي و القضاء على أسبابه. المطلب األول: التعريفات الفقهية لإلرهاب: نتطرق إلى تعريف اإلرهاب في الفقه الغربي ثم العربي. الفرع األول: الفقه الغربي: سنة جاءت أولى المحاوالت الفقهية لتعريف اإلرهاب 8940 أثناء المؤتمر األول لتوحيد الجنائي الذي انعقد في مدينة ".)21( بولندا فطبقا " "GIOVANOVICH" وارسو" القانون في لتعريف الفقيه تعتبر إرهابا تلك األعمال التي من طبيعتها أن تثير لدى الشخص اإلحساس بالتهديد أيا كان مما ينتج عنه اإلحساس بالخوف )12( بأية صورة. ويعرفه" )قسري( " "PORSET بأنه كل عمل إك ارهي يستخدم للتأثير على حرية األشخاص ويستعمل هذا العمل االستعمال المتعمد للعنف أو التهديد به ضد هدف )ضحية( بغرض إيصال التهديد بالعنف المستقبلي المقصود أصال لهذا العمل إلجباره على القيام بتصرف أو اتخاذ موقف تحت 156

158 ضغط الخوف أو القلق الشديد تحقيقا للمطالب )12( السياسية التي يبتغيها مرتكبو العمل اإلرهابي". أما " "LADOR" فيعرفه بأنه )11( ممارسة سياسية تتم بوسائل جرميه". الفرع الثاني: الفقه العربي: عرفه الدكتور محمد وليد عبد الرحيم اإلرهاب هو " عنف منظم أو التهديد به يقوم به فرد أو كل عمل جماعات أو حكومات أو دول لخلق حالة من الخوف أو الذعر أو اليأس بقصد تحقيق أهداف سياسية عامة أو اجتماعية أو اقتصادية و تعتبر أعماال إرهابية أعمال القمع والتوسع واالحتالل واالستغالل والهيمنة بكل أشكالها التي تمارسها األنظمة االستعمارية وأنظمة التمييز العنصري والهيمنة األجنبية وال تعتبر اعمال إرهابية نضال الشعوب وحركات التحرر الوطني ألجل تقرير المصير والتحرر )10( واالستقالل". يرى الدكتور جالل احمد عز الدين اإلرهاب " نأ هو عنف منظم و متصل بقصد خلق حالة من التهديد العام الموجه لدولة أو لجماعة سياسية والذي ترتكبه )11( سياسية". جماعة منظمة بقصد تحقيق أهداف أما الدكتور صالح الدين عامر فيعرف اإلرهاب بأنه " االستخدام المنظم للعنف لتحقيق هدف سياسي وخاصة جميع أعمال العنف التي تمارسها منظمة سياسية على المواطنين لخلق جو من عدم )15( األمن.". إن هذه االختالفات الفقهية تعبر عن المداخل المعتمدة في تعريف اإلرهاب والتي تتباين من فقيه إلى أخر ففي إحدى المؤلفات عن اإلرهاب سرد أحد المؤلفين حوالي مئة وتسعة تعريف لإلرهاب وضعها أبرز الدارسين لهذه الظاهرة في الفترة الممتدة من سنة 8942 إلى وألن اإلرهاب مصطلح فضفاض يحتمل أكثر من معنى ألكثر من موقف دعا البعض إلى القول بان )17( وصف ظاهرة اإلرهاب أكثر سهولة من تعريفها. المطلب الثاني: المنظمات الدولية: تعريف اإلرهاب من طرف مع بداية القرن العشرين انتشرت األعمال اإلرهابية في الكثير من دول العالم ونظ ار لخطورة هذه األعمال وما ينتج عنها من خسائر جسيمة في األرواح والممتلكات مكافحة وقمع هذه الظاهرة. تكاتفت الجهود الدولية من أجل وكانت الخطوة األولى في سبيل تحقيق ذلك تلك الجهود في محاولة وضع تعريف لإلرهاب من شانه تمييز اإلرهاب عن غيره من صور العنف األخرى. والمنظمات الدولية سواء العالمية منها أو اإلقليمية وحتى المنظمات غير الحكومية قد تباينت مواقفها حول تحديد ماهية اإلرهاب خاصة في إطار التمييز بين اإلرهاب والكفاح المسلح ضد المستعمر. الفرع األول: تعريف اإلرهاب في ظل عصبة األمم: األول( في أعقاب اغتيال ملك يوغسالفيا و وزير الخارجية الفرنسية في مدينة مرسيليا الفرنسية عام ( )الكسندر ) لويس بارتو وهروب 8943 الفاعلين إلى ايطاليا ورفض هذه األخيرة تسليم الجناة استنادا للطابع السياسي لجريمة القتل أخذت عصبة األمم على عاتقها مسؤولية مكافحة مثل تلك األعمال و قام مجلس العصبة بتشكيل لجنة من الخب ارء القانونيين ثم تكليفها باإلعداد لمشروع اتفاقية لمنع و قمع األعمال اإلرهابية بتاريخ نوفمبر 82 وهذا ما تم بالفعل حيث ناقش المؤتمر الدولي مشروع االتفاقية الذي تقدمت به اللجنة وأقر ما عرف باتفاقية " )18( اإلرهاب. جنيف" لقمع ومعاقبة )16(

159 وقد عرفت الفقرة الثانية من المادة األولى والمادة الثانية من هذه االتفاقية اإلرهاب عام وثانيهما حصري حيث نصت المادة اإلرهاب هو بأسلوبين أولهما 8 ف/ 8 " األفعال الجنائية الموجهة ضد دولة ويكون الغرض منها إثارة الفزع والرعب لدى شخصيات بعينها أو لدى جماعات من الناس أو لدى الجمهور بصفة عامة." المادة الثانية من أما اإلرهابية كالتالي: -1 االتفاقية فحددت األعمال أي عمل متعمد قد يسبب الموت أو الضرر الجسيم ألي من: أ- رؤساء الدول أو من ينوب عنهم أو حلفائهم بالو ارثة أو بالتبعية. - ج ب - أزواج و زوجات األشخاص السالف ذكرهم. من يتولى مهمة رسمية في الدولة و تمارس ضدهم أفعال بسبب ذلك أيضا رجال بما في ذلك الجيش والسلطتين القضائية والتشريعية وأعضاء السلكيين السياسي والدبلوماسي. 2 ا- ألعمال التخريبية التي تسبب أض ار ار للملكية العامة إلحدى الدول المتعاقدة. 3 -إي عمل من شانه إن يؤدي لتعريض سير الحياة اإلنسانية للخطر. 4 -صنع آو امتالك آو تقديم أسلحة أو معدات أو متفج ارت أو مواد من شأنها أن تساعد على ارتكاب األعمال التي حددتها هذه المادة. وبالنظر إلى تعريف اإلرهاب كما أوردته المادتان األولى والثانية من اتفاقية سنة أن يتبين 8942 التحديد المعياري الوارد في المادة األولى قد جاء قاص ار إذ انه حدد التجريم الدولي للفعل اإلرهابي بذلك الذي يوجه ضد دولة أخرى معتب ار أن ركن الدولية في الجريمة موجود لكون المتضرر أو )11( المجني عليه دولة. كما أن ما ورد في هذه االتفاقية كان مقتص ار على قمع اإلرهاب السياسي الموجه ضد رؤساء الدول أو من في حكمهم و المكلفين بوظائف عامة متغاضيا عن األعمال اإلرهابية الموجهة ضد )02( األف ارد. كما أن التعريف الوارد في المادة األولى حصر هدف اإلرهاب في بث الذعر في حين إن اإلرهاب يهدف إلى بث الرعب والذعر ليس كغاية بذاتها وانما كوسيلة لتحقيق مطالب سياسية أو اجتماعية أو )02( اقتصادية أو ثقافية أو دينية. كما يؤخذ على االتفاقية عامة أنها لم تكن معنية بأسباب )01( اإلرهاب. ورغم هذه االنتقادات وعدم دخول االتفاقية حيز النفاذ بسبب امتناع الدول عن التصديق عليها بسبب اندالع الحرب العالمية الثانية إال إنها خطوة هامة على طريق منع و مكافحة اإلرهاب. الفرع الثاني: المتحدة: اعتبرت تعريف اإلرهاب في ظل هيئة األمم إن اتفاقية منع ومعاقبة اإلرهاب لعام 8942 والتي بلورت في إطار عصبة األمم بالصورة السالفة الذكر لم يتم إحياؤها أو المناداة بها من قبل أية دولة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وتدشين األمم المتحدة سنة ورغم المئات من األعمال اإلرهابية وسقوط اآلالف من الضحايا األبرياء وتدمير المنشات الحيوية لم تطرح مسألة اإلرهاب على بساط البحث ثانية إال بعد خمسة وثالثين سنة أي في أواخر سنة 8928 في سنة إثر حادثة دورة األلعاب االولمبية في ميونيخ 8928 حيث كثفت األمم المتحدة على أثرها جهودها لمكافحة اإلرهاب وانتقلت من مرحلة اإلدانة والشجب إلى مرحلة أكثر عمقا و وعيا لمحاولة إيجاد تعريف لإلرهاب أوال و د ارسة أسبابه 158

160 ثانيا وضع التدابير الكفيلة لمكافحته أخي ار. في 2 دعا 8928 سبتمبر "كورت فالدهايم"األمين العام لألمم المتحدة الجمعية العامة إلى إد ارج مسالة اتخاذ تدابير بهدف منع اإلرهاب واألشكال األخرى من العنف في جدول أعمالها. وقد دارت مناقشات في الدورة بين ممثلي دولة عبروا فيها عن قلقهم الواسع من انتشار ظاهرة اإلرهاب ظهر تباين في أ ارئهم فيما يتعلق بمفهوم اإلرهاب وسبل مكافحته الختالف السياسات الوطنية لكل منهم. وبناءا على توصية 8928 ديسمبر 82 بتاريخ من اللجنة السادسة أصدرت الجمعية العامة ق اررها 4043 رقم الذي عبرت فيه عن ضرورة التعاون الدولي التخاذ تدابير فعالة لمكافحة اإلرهاب )00( وضرورة د ارسة األسباب الكامنة و ارءه. كما قررت الجمعية العامة إنشاء لجنة خاصة معنية باإلرهاب مكونة من خمسة و ثالثين عضوا يعينهم رئيس الجمعية العامة وي ارعي في ذلك مبدأ التمثيل الجغ ارفي العادل )01( الدول. والتي لد ارسة المالحظات المرفوعة من قد تم تقديمها إلى الجمعية العامة مرفوقة بتوصيات لتعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة اإلرهاب وقد تفرع عن هذه اللجنة الخاصة ثالث لجان فرعية اختصت إحداها بتعريف اإلرهاب. وفي مناقشات لجنة تعريف اإلرهاب حدثت خالفات بين الدول أودت إلى تعدد التعريفات المقترحة لإلرهاب وهو ما يعبر عن السياسات المتباينة للدول التي تسعى كل منها إلى تامين مصالحها وحماية أمنها القومي بغض النظر عن االعتبا ارت األخرى. وقد اجتمعت اللجنة الفرعية المعنية بتعريف اإلرهاب يومي 8 و 8 من شهر أوت سنة وطوال المناقشات التي دارت بين المجتمعين لم يتم التوصل إلى إجماع حول تعريف محدد لإلرهاب حيث ركزت الدول الغربية بزعامة الواليات المتحدة األمريكية على تعريف اإلرهاب الفردي متغاضية عن اإلرهاب الذي تمارسه الدولة واألنظمة االستعمارية وأنظمة التمييز العنصري بينما أصرت دول مجموعة عدم االنحياز والدول العربية واالفروأسياوية ودول الكتلة الشرقية على النظرة الشمولية لإلرهاب وهو ما تعارضه الدول الغربية بشدة متذرعة بان اإلعالن الخاص بالعالقات الودية بين الدول والتعاون فيما بينها يغطي هذا الموضوع ويعزز مبدأ خطر اللجوء إلى استخدام القوة في العالقات الدولية ومبدأ المساواة في الحقوق بين )05( الشعوب. في المقابل تشبثت دول عدم االنحياز بإدانتها لإلرهاب الرسمي الصادر عن الدولة والذي يضم كل سياسات االستغالل واالستيطان والتمييز العنصري كما اعتبرت هذا النوع من اإلرهاب نشاطا تنظيميا )06( مؤسساتيا رسميا. طبعا مع االعت ارف باإلرهاب الفردي الذي ال يتعدى كونه نشاطا منعزال واخف ضر ار من اإلرهاب الصادر عن الدولة. وبوجود هذه الفجوة في تعريف اإلرهاب بين الشمال والجنوب وقع سنة 8929 على شهادة وفاة )07( اللجنة الدولية المعنية بتعريف االرهاب الدولي. ورغم اإلخفاق أدركت لجنة القانون الدولي التابعة للجمعية العامة لألمم المتحدة سنة والتي انكبت منذ على محاولة تعريف اإلرهاب الدولي- ضرورة وضع تعريف في مشروعها الذي أعدته حول )08( الج ارئم ضد سلم وآمن اإلنسانية عام وحيث أن مشكلة عدم االتفاق على وضع تعريف محدد لإلرهاب من شانها أن تقوص كل الجهود ال ارمية إلى مكافحته وتخلق مشاكل عديدة حث

161 األمين العام في تقريره على ضرورة اعتماد تعريف لإلرهاب يماثل الوارد في تقرير الفريق الرفيع المستوى المعني بالتهديدات والتحديات الذي ينص على أنه والتعبير " ال يمكن تبرير استهداف المدنيين غير المحاربين وقتلهم عمدا أو اعتبارها أمو ار شرعية أي كان السبب وداعي التظلم و إن كل عمل يستهدف قتل المدنيين وغير المحاربين أو إلحاق إصابات بدنية جسيمة بهم إن كان الغرض منه بحكم طبيعته أو السياق الذي ينفذ فيه هو ترويع السكان أو إك اره حكومة أو منظمة دولية على التصرف أو اإلحجام عن التصرف بطريقة ما هو عمل ال يمكن تبريره أيا تكن أسبابه )01( إرهابي". حين أكد السيد في لجنة مكافحة جيريمي قرين ستوك " وهو عمل " رئيس اإلرهاب في مؤتمر صحفي بتاريخ بأنه ليس من مسؤولية اللجنة إق ارر تعريف لإلرهاب بل حشد أكبر جهد مشترك للعمل )12( ضد اإلرهاب في جميع دول المعمورة. ولقد اعترف السيد أن الطبيعة الواسعة " ستوك " لمفهوم اإلرهاب ستكون مفيدة ونافعة في تحديد مجاالت الحركة وخيا ارتها ولم يغفل عن انه ستكون هناك دول ستحاول التخلص من الت ازماتها أو من مواقفها وأفعالها والسيما أن الهيئة العامة لألمم المتحدة لم تستطع حتى اآلن أن تجمع على تعريف )12( محدد لإلرهاب. الفرع الثالث: تعريف اإلرهاب في االتفاقيات المبرمة في إطار المنظمات اإلقليمية: قامت المنظمات اإلقليمية بدور فعال في مجال مكافحة اإلرهاب و وضع الحلول المالئمة لمواجهته والحد من أثاره الوخيمة على المجتمع الدولي كما حاولت من جهتها إعطاء تعريف لإلرهاب الدولي عبر ما أبرم في كنفها من اتفاقيات دولية لمكافحته. وسوف نستعرض جملة من االتفاقيات التي أبرمت في نطاق كل من منظمة الدول األمريكية مجلس أوروبا جامعة الدول العربية واالتحاد اإلفريقي علما أن تعداد هذه االتفاقيات ليس حصريا إذ توجد العديد من االتفاقيات اإلقليمية األخرى لكنها لم تعنى بتعريف اإلرهاب بقدر ما دأبت على وسائل مكافحته. أ-تعريف اإلرهاب في االتفاقية األمريكية لمنع وقمع األعمال اإلرهابية لسنة 1571: خالل فترة التسعينيات ونظ ار لت ازيد األعمال اإلرهابية في أمريكا الالتينية وخاصة حاالت العنف السياسي الموجهة ضد أعضاء البعثات الدبلوماسية وافقت الجمعية العمومية لمنظمة الدول األمريكية في دورتها الثالثة غير خالل الفترة الممتدة من العادية المنعقدة في واشنطن 08 جانفي إلى التي " على اتفاقية فيفري منع وقمع األعمال اإلرهابية تأخذ شكل الج ارئم ضد األف ارد وأعمال االبت ازز المتعلقة بها )11(. " وقد اكتفت هذه االتفاقية بتجريم األفعال اإلرهابية بشكل عام ولم تعن إال بشكل واحد من أشكال اإلرهاب الدولي المتمثل في اإلرهاب الموجه ضد الدبلوماسيين حيث نصت المادة الثانية منها على اعتبار الج ارئم الخطيرة التي تلزم العقاب عليها هي األعمال اإلرهابية ضد األف ارد والتي تؤدي إلى آثار )10( ذات طبيعة دولية مهما كان الدافع إلى ارتكابها. ونظ ار إلى أن االتفاقية لم تتعرض مطلقا إلى تعريف اإلرهاب أعد المجلس الدائم لمنظمة الدول األمريكية د ارسة تفسيرية لالتفاقية تطرق فيها لتعريف اإلرهاب وقد خلصت الد ارسة إلى أن الفعل يعد إرهابيا إذا كان منصوصا عليه بهذه الصفة في تشريعات الدول التي يقع الفعل في إقليمها أو التي يكون المتهم بارتكاب الفعل اإلرهابي متواجدا فيها أو 160

162 الدولة التي تختص محاكمها بمالحقة و معاقبة مرتكبه وفي حالة خلو التشريع الداخلي ألي من الدول المتعاقدة من النصوص القانونية التي تتعلق باإلرهاب فانه و بغض النظر عن المصطلح القانوني الذي تستخدمه التشريعات الوطنية يعتبر من قبيل األفعال اإلرهابية: - كل فعل ينتج عنه رعب أو فزع بين سكان الدولة أو قطاع منهم و يخلق تهديدا عاما للحياة والصحة أو السالمة البدنية أو حريات األشخاص و ذلك باستخدام وسائل تتسبب بطبيعتها أو بإمكانها أن تسبب ضر ار جسيما أو مساسا خطير )11( أو كوارث عامة. ب- بالنظام العام تعريف اإلرهاب في االتفاقية األوروبية بمكافحة اإلرهاب لسنة 1577: اجتاحت أوروبا مع مطلع التسعينيات من القرن العشرين موجة عنيفة من األعمال مما اإلرهابية دعي الجمعية االستشارية لمجلس أوروبا إلى إصدار 204 الق ارر رقم الذي أدان األعمال اإلرهابية بكافة إشكالها وأيا كانت بواعثها و أسبابها )15(. وقد أدى ت ازيد موجات أعمال اإلرهاب إلى تكاثف جهود الدول األعضاء في مجلس أوروبا التخاذ التدابير الفعالة لمكافحة اإلرهاب حيث أسفرت تلك الجهود عن توقيع االتفاقية األوروبية لمكافحة اإلرهاب في "ست ارسبورج" 82 بتاريخ )16( جانفي وتتكون من ديباجة و ستة) 82 ( عشر مادة وقد تضمنت االتفاقية تعريفا حصريا لإلرهاب الدولي جاء في نص المادة األولى كالتالي " يعتبر من قبيل األعمال اإلرهابية: 1 -الج ارئم المنصوص عليها في اتفاقية الهاي لعام 8920 الطائ ارت. الخاصة بقمع االستيالء غير المشروع على 2 -الج ارئم المنصوص عليها في اتفاقية 8928 الخاصة بقمع والموجهة ضد الطي ارن المدني. لعام مونتلاير األعمال غير المشروعة 3 -الج ارئم الخطيرة التي تتضمن االعتداء على الحياة أو السالمة الجسدية أو حرية األشخاص المتمتعين بالحماية الدولية والج ارئم التي تشمل الخطف أحذ الرهائن أو احتجازهم التعسفي. 4 -ج ارئم استعمال المتفج ارت أو القنابل أو األسلحة النارية اآللية والمتفج ارت والوسائل الخداعية المتفجرة )17( التي من شانها تعريض حياة األشخاص للخطر. 1 -محاولة ارتكاب أي من هذه الج ارئم المذكورة سابقا واالشت ارك فيها." وقد أشارت هذه المادة ص ارحة إلى إخ ارج اإلرهاب من حظيرة اإلج ارم السياسي وضرورة تسليم )18( مرتكبيه دون منحهم الحق في اللجوء السياسي. ورغم كون االتفاقية انجا از هاما على صعيد التعاون اإلقليمي من أجل تعريف الج ارئم اإلرهابية ووضع حد لها امتنعت العديد من دول مجلس أوروبا عن التصديق عليها نظ ار للقيود التي وضعت على حق اللجوء السياسي حيث أهدرت هذا الحق معتبرة أن فيه مالذا لمرتكبي الفعل اإلج ارمي ولو )11( كان يرمي من و ارءه لتحقيق أهداف سياسية. ج-تعريف اإلرهاب في اتفاقية التعاون العربي لمكافحة اإلرهاب لعام 1558: بما أن اإلرهاب ال يقف عند حدود دولة من الدول أو دين من األديان أو قومية من القوميات عمل وز ارء عدل الداخلية العرب على إيجاد اتفاقية عربية في وجه اإلرهاب الذي بات يهدد الكيان العربي ويمس بحقوق وحريات مواطنيه األساسية ولقد ارعت االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب )52( الموقعة من طرف وز ارء الداخلية والعدل العرب نيابة عن حكوماتهم يوم األربعاء الموافق ل

163 -3 التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية افريل لإلرهاب )52( 8992 مبادئ الشريعة اإلسالمية النابذة ومبادئ القانون الدولي وأسسه وميثاق جامعة الدول العربية وميثاق هيئة األمم المتحدة مع التأكيد على حق الشعوب في الكفاح المسلح ضد االحتالل األجنبي من أجل تحرير أ ارضيها وفقا لمبادئ ومقاصد وق ار ارت األمم المتحدة )51(. ولقد عرفت االتفاقية اإلرهاب تعريفا وصفيا في مادتها األولى الفقرة الثانية على كل فعل من " أنه أفعال العنف أو التهديد به أي كانت بواعثه أو أغ ارضه يقع تنفيذا لمشروع إج ارمي فردي أو جماعي و يهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو أمنهم للخطر أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد الم ارفق أو األمالك العامة أو الخاصة أو احتاللهما أو االستيالء عليها أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر." وفي الفقرة الثالثة من نفس المادة اتجهت االتفاقية إلى تعريف اإلرهاب الدولي على أنه " أي جريمة أو الشروع فيها ترتكب تنفيذا لغرض إرهابي في أي من الدول المتعاقدة سواء على رعاياها أو ممتلكاتها أو مصالحها ويعاقب عليها قانونها الداخلي ويعد من الج ارئم اإلرهابية الج ارئم المنصوص عليها في االتفاقيات التالية عدا المتعاقدة أو التي لم تصادق عليها: -1 ما استثنه منها تشريعات الدول اتفاقية طوكيو الخاصة بالج ارئم واألفعال التي ترتكب على متن الطائ ارت الموقعة بتاريخ.8924/09/83-2 اتفاقية الهاي بشان مكافحة االستيالء غير المشروع على الطائ ارت والموقعة في اتفاقية مونتلاير الخاصة بقمع األعمال غير المشروعة الموجهة ضد سالمة الطي ارن المدني والموقعة في 8923/09/ اتفاقية نيويورك الخاصة بمنع ومعاقبة الج ارئم المرتكبة ضد األشخاص المشمولين بالحماية الدولية بمن فيهم الممثلون الدبلوماسيون الموقعة في.8924/88/83-1 اتفاقية اختطاف واحتجاز الرهائن الموقعة في.8929/88/82-6 اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار لسنة 8928 ما تعلق منها بالقرصنة البحرية." إن المتصفح لتعريف اإلرهاب في هذه االتفاقية يمكنه إن يبدي المالحظات التالية: /- إن االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب لم تعتمد معيار اللجوء تعريفها فحسب للقوة بل أو التهديد بها كأساس في ركزت كذلك على األثر الناتج عن الفعل اإلرهابي من أض ارر تلحق بسالمة وصحة األف ارد و ممتلكاتهم )50(. /- التعريف استثنى الجريمة اإلرهابية من صنف الجريمة السياسية. لم -/ يتطرق التعريف مطلقا إلى إرهاب بل الدولة حصر العمل اإلرهابي في إرهاب الفرد أو إرهاب الجماعات. /- تغاضت االتفاقية في تعريفها لإلرهاب عن عنصر الباعث السياسي في ارتكاب الجريمة تفاديا للعرقلة التي تلحق إج ارء التسليم بما تقدره كل دولة لنفسها فيما يمكن اعتباره جريمة سياسية من عدمه بمقتضى األحكام القانونية الداخلية لها )51(. -/إضافة إلى معيار الخطر أخذت االتفاقية بمعيار موضوعي أخر وهو معيار الباعث على إرتكاب أعمال العنف فاستثنت بذلك من صنف الج ارئم اإلرهابية حاالت الكفاح المسلح ضد االحتالل.8920/88/82 162

164 األجنبي من اجل تقرير المصير وبذلك تكون قد سايرت اتجاه األمم المتحدة الذي يعطي للشعوب المقهورة شرعية الكفاح المسلح إلنهاء االحتالل حيث يعتبر كل من يستخدم القوة سعيا و ارء حقه في ممارسة تقرير المصير وانهاء االحتالل مقاتال ال إرهابيا يستمد مركزه القانوني من ق ارر الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم 4804 الصادر بتاريخ 88 ديسمبر 8924 بشان المبادئ األساسية المتعلقة بالمركز القانوني للمقاتلين الذين يكافحون ضد السيطرة االستعمارية واألجنبية والنظم العنصرية وان أي محاولة قمع األعمال المتعلقة بالكفاح ضد هذه األنظمة أم ار يتعارض مع ميثاق األمم المتحدة واعالن مبادئ القانون الدولي المتعلقة بالعالقات الودية والتعاون بين الدول واإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان واعالن منح االستقالل للبلدان )55( المستعمرة. د- تعريف اإلرهاب في ظل االتفاقية اإلفريقية لمكافحة اإلرهاب لسنة 1555: قامت منظمة الوحدة اإلفريقية بإصدار العديد من الق ار ارت بشأن مكافحة اإلرهاب على المستوى اإلفريقي حيث أصدرت في جوان 8998 ق ار ار أثناء " داكار " اجتماعها في والتنسيق بين البلدان اإلفريقية من ظاهرة التطرف. في جويلية 8993 الوحدة األفريقية بتونس يحمل عنوان " انعقدت نص على دعم التعاون أجل القضاء على القمة الثالثية لمنظمة وأصدرت القمة إعالنا قانون السلوك حول العالقات اإلفريقية والتصدي لألعمال اإلرهابية وفي دورتها العادية الخامسة والثالثين المنعقدة في الج ازئر من 88 إلى 83 جويلية 8999 أبرم في إطار المنظمة االتفاقية اإلفريقية لمكافحة اإلرهاب وتعد من أهم االتفاقيات اإلفريقية التي تهدف إلى تعزيز الجهود المشتركة لمحاربة اإلرهاب. وقد عرفت االتفاقية اإلفريقية لمكافحة اإلرهاب في فقرتها الثالثة من المادة األولى األعمال اإلرهابية كالتالي: يعتبر عمال إرهابيا: أ-أي عمل أو تهديد به يعد خرقا للقوانين الجنائية لدولة طرف أو ألحكام هذه االتفاقية والذي من شانه أن يعرض للخطر حياة األف ارد أو السالمة البدنية أو الحرية أو إلحاق إصابة أو وفاة بأي شخص أو مجموعة من األشخاص أو يسبب أو قد يتسبب في إلحاق ضرر بالممتلكات العامة أو الخاصة أو الموارد الطبيعية أو البيئة أو الت ارث الثقافي أو أن يتم ارتكابه بقصد: -1 ترهيب أو إثارة حالة من الهلع أو إجبار أو إقناع أو حمل إي حكومة أو هيئة أو مؤسسة أو عامة الشعب أو جزء منه على المبادرة بعمل أو االمتناع عنه أو اعتماد موقف معين أو التخلي عنه أو العمل على أساس مبادئ معينة. -2 إعاقة السير العادي للم ارفق العمومية أو توفير الخدمات األساسية للجمهور أو خلق وضع عام متأزم. 3 -خلق حالة عارمة من التمرد في البالد. ب-أي ترويج أو تمويل أو إصدار أوامر مساعدة أو تحريض أو تشجيع أو محاولة أو تهديد أو تأمر أو تنظيم أو تجهيز أي شخص بقصد ارتكاب أي من األعمال المشار إليها في الفقرة الى 4 " "8 من "أ" وبخصوص هذا التعريف يمكن إبداء المالحظات التالية: /- السياسي. ربطت االتفاقية العمل اإلرهابي بالغرض 163

165 /- تطرقت االتفاقية لإلرهاب الذي تمارسه األف ارد والجماعات دون ادني إشارة إلى إرهاب الدولة. /- استثنت االتفاقية الجريمة اإلرهابية من نطاق الج ارئم السياسية وهو ما يفهم ضمنيا من نص الفقرة الثانية من المادة الثالثة الذي جاء كالتالي "ال تعتبر الدوافع السياسية أو الفلسفية أو اإليديولوجية أو العرقية أو الدينية أو غيرها دفاعا مقبوال ضد تهمة ارتكاب عمل إرهابي." /- على غ ارر االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب استثنت االتفاقية اإلفريقية حركات التحرر الوطني والمقاومة من نطاق األعمال اإلرهابية حيث نصت المادة الثالثة الفقرة األولى " مع م ارعاة أحكام المادة األولى من هذه االتفاقية ال تعتبر حاالت الكفاح المسلح الذي تخوضه الشعوب من اجل التحرر أو تقرير المصير طبقا لمبادئ القانون الدولي بما في ذلك الكفاح المسلح ضد االستعمار أو االحتالل والعدوان و السيطرة األجنبية أعماال إرهابية". كما ألزمت االتفاقية الدول األط ارف فيها بإعادة النظر في قوانينها الوطنية بما يتناسب ومضمونها بتجريم األعمال اإلرهابية وتشديد عقوباتها وتسليم مرتكبيها. خاتمة إن ال أري ال ارجح لدى الكثير من الباحثين السيما القانونيين منهم بأنه ليس هناك على المستوى الدولي أي تعريف قانوني لإلرهاب له صفة المرجعية وقوة اإلل ازم القانوني وهذا ال أري ارجع إلى الخلط بين حقيقة عدم وجود آلية قانونية واتفاقية شاملة تعنى باإلرهاب تعريفا وأسبابا وأساليبا للمكافحة وبين ماهية اإلرهاب كجريمة دولية لها عناصرها المحددة بمقتضى قواعد القانون الدولي العرفية منها واالتفاقية. واذا كان صحيحا انه على المستوى الدولي ال توجد اتفاقية شارعة تعرف اإلرهاب فإن ذلك ال يعني في مطلق األحوال إن اإلرهاب ليس معرفا. ومناط الصعوبة في التوافق حول تعريف محدد لإلرهاب بالرغم من اإلجماع على إدانته ومحاربته يعود إلى أسباب متعددة من بينها: -1 تعريف التباين في المداخل واالتجاهات المعتمدة في اإلرهاب من جهة وصعوبة حصر أبعاده وصوره من جهة ثانية كون اإلرهاب مصطلح فضفاض يحتمل أكثر من معنى ألكثر من موقف. 2 -إشكالية التعريف المرجعي لإلرهاب تتالزم مع إشكالية تمييزه عن العنف السياسي لتقرير المصير واالستقالل كحق يقره القانون الدولي. 3 -اختالط مفهوم اإلرهاب كظاهرة لها دور معين في الص ارع السياسي أو نمط من أنماط العنف السياسي مع ألكثير من أشكال العنف السياسية األخرى مثل حركات التمرد والعصيان واالنقالبات. 4 -اختالطه بصور العنف األخرى مثل الجريمة المنظمة ج ارئم الحرب القرصنة الج ارئم العادية في بعض األحيان. وحتى البحرية 1 -االختالفات السياسية واإليديولوجية التي تعتري مواقف الدول والمعيارية المعتمد في توصيفه وتحديد أسبابه حيث إن التعريفات المقترحة لإلرهاب أو التي تمت مناقشتها في المؤتم ارت واالتفاقيات الدولية وفي أروقة األمم المتحدة لم تكن في معظمها تتجاوز وسيلة دعائية وسط ص ارع مشتعل يبرر أفعاال ويدين أخرى على خلفية عداء سياسي كبير بين الدول بسبب التباين في مصالحها اإلست ارتيجية وليس أبدا بغرض تجريم األفعال اإلرهابية من منطلق وجود مصلحة إنسانية مشتركة األبرياء واحت ارم الذات البشر. متمثلة في صون أرواح 164

166 د- د- د- د- د- د- د- د- د- د- التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية الهوامش / سامي جاد عبد الرحمان واصل إرهاب الدولة في 16-1 احمد حسين سويدان اإلرهاب الدولي في ظل المتغي ارت الدولية الطبعة الثانية منشو ارت الحلبي الحقوقية لبنان 8009 ص نفس المرجع ص 89. أ/ 3- مصطفى مصباح دبارة اإلرهاب مفهومه وأهم ج ارئمه في القانون الدولي الجنائي طبعة أولى منشو ارت جامعة قار يونس 8990 ص نفس المرجع ص 882. أ/ 1- طارق الجميلي مفهوم الجريمة اإلرهابية ورقة عمل مقدمة للمؤتمر الدولي لإلرهاب في العالم الرقمي ما بين الفترة الممتدة من إلى 80 الحسين بن طالل عمان ص جامعة -6 عبد الهادي بن ظافر الشهري البيئة اإلست ارتيجية األولى لمكافحة اإلرهاب من على موقع االنترنت 7- د/ محمد عزيز شكري اإلرهاب الدولي د ارسة قانونية ناقدة الطبعة األولى دار العلم للماليين 8998 ص 32. أ/ مصطفى مصباح دبارة مرجع سبق ذكره ص إب ارهيم الد ارجي جريمة العدوان و مدى المسؤولية القانونية الدولية عنها الطبعة االولى منشو ارت الحلبي الحقوقية لبنان 8009 ص Steven Anzovin "Terrorism", The Reference shelf, Volume 58 N 3, 1986, P73. / 11 مازن ليلو ارضي اإلرهاب و المقاومة في القانون الدولي والداخلي ص 08 من موقعها على االنترنيت add 12 -اللواء/ حسين محمد بوادي اإلرهاب الدولي بين التجريم والمكافحة اإلسكندرية ص 84. بدون 13 -المرجع نفسه ص طبعة دار الفكر الجامعي / مازن ليلو ارضي علوان مرجع سابق ص 8. / 11 فكري عطا اهلل عبد المهدي بدون طبعة دار الكتاب الحديث 8000 ص اإلرهاب.84 الدولي إطار القانون الدولي اإلسكندرية 8004 ص العام.39 / 17 ص 04. المعارف منشاة طبعة بدون مازن ليلو ارضي علوان مرجع سابق ذكره 18 -أحمد حسن سويدان مرجع سبق ذكره ص سامي جاد واصل مرجع سبق ذكره ص 32. / مسعد عبد الرحمان زيدان قاسم اإلرهاب في ضوء / 21 القانون الدولي بدون طبعة دار الكتب القانونية دار شتات للنشر والبرمجيات ن مصر 8002 ن ص احمد حسين سويدان مرجع سبق ذكره ص المرجع نفسه ص ا- لمرجع نفسه ص 48. منتصر سعيد حمودة اإلرهاب الدولي الطبعة األولى دار الفكر الجامعي اإلسكندرية 8002 ص / صالح الدين عامر المقاومة الشعبية المسلحة في القانون الدولي العام بدون القاهرة 8992 ص 322. طبعة دار الفكر العربي 26 -جاد عبد الرحمان واصل مرجع سبق ذكره ص المرجع نفسه ص 42. / مسعد عبد الرحمان زيدان قاسم مرجع سبق ذكره 28 ص حماد كمال اإلرهاب في ضوء القانون الدولي واألمم المتحدة جريدة المستقبل اللبنانية العدد 80 و 88 كانون الثاني سامي جاد عبد الرحمان ص 99. مرجع سبق واصل 31 -احمد حسنين سويدان مرجع سبق ذكره ص 42. ذكره 32 -المرجع نفسه ص RESOLUTION 3034, (XXXII) as recommanded by sixthy comitee, A\ 8969 and as amended by 14 powers, A\L U.N GENERAL ASSEMBLY A\AC, 160\ I MAY 16, 1973 PP : /سامي جاد عبد الرحمان واصل مرجع سبق ذكره ص

167 د- د- د- د- -47 التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية 36 -الق ارر رقم / الصادر بتاريخ وقد نوقش الق ارر سنة 8929 سبق لهذه اللجنة أن قدمت محاولة تعريف للجمعية العامة سنة 8993 في إطار مشروع الج ارئم ضد السالم واإلنسانية إذ تضمنت ف المادة 2 " منه 8 اإلرهاب ينصرف إلى قيام سلطات دولة باتخاذ أو تشجيع أنشطة إرهابية في دولة أخرى أو سماحها بأنشطة منظمة هدفها ارتكاب أعمال إرهابية " صادق رمضان األبعاد القانونية لإلرهاب الدولي السياسة الدولية العدد جويلية ص ص عصام مجلة Jean Prevost, Les aspects nouveau du terrorisme international, A.F.D.I, VOL XIX, 1973, P Guillaume Gilbert " Terrorisme et droit international " Recueil des cours de laccademie du droit internatinal, TOM 215, 1989, P تقرير األمين العام الدورة التاسعة والخمسون البندان 39 و 99 من جدول األعمال:.report.larger freedom/2005/ A نقال عن مركز الشرق العربي للد ارسات الحضارية واإلست ارتيجية من على المرجع نفسه. 42 ص 29. موقع. سامي جاد عبد الرحمان واصل: مرجع سبق ذكره. 43 ص مسعد عبد الرحمان ازيد مصطفى مصباح دبارة ص ص قاسم: :. 41 ص 28. سامي عبد الرحمان واصل 46 -المرجع نفسه ص 28. مرجع : مرجع سبق ذكره سبق ذكره مرجع سبق ذكره بخصوص هذه الصورة من صور اإلرهاب يرى الدكتور منتصر سعيد حمودة إن صياغتها جاءت بصورة سيئة وكان يجب إضافة جملة " في وقت السلم " إلى هذه العبارة حيث أن استعمال القنابل والصواريخ أم ار مباحا ومسموحا به وقت الحرب السيما الحرب المشروعة ولذلك فأن ظهور هذا النص بهذه الصورة دون تقيد إلطالقه أو تخصيص لعموميته أمر منتقد في هذه االتفاقية ويخرج به عن مجا ارت المنطق السليم لحقائق األمور ووقائع األحوال د منتصر سعيد حمودة ذكره ص المرجع نفسه ص د سامي جاد عبد الرحمان ص 28. اإلرهاب الدولي واصل: مرجع سبق : مرجع سبق ذكره 11- الجريدة الرسمية للجمهورية الج ازئرية العدد 94 سنة 8994 ص 3 إلى ص دخلت االتفاقية حيز النفاذ اعتبا ار من تاريخ / / وصادقت عليها حتى مطلع عام 8003 ستة عشر دولة) 82 ( فلسطين األردن البحرين تونس هي حسب الترتيب الزمني اإلما ارت السودان سوريا المغرب جيبوتي. -12 منتصر سعيد حمودة ص 429_422. مصر ليبيا : اليمن السعودية عمان لإليداع: الج ازئر لبنان مرجع سبق ذكره 13 -أنظر الفقرة ب من المادة الثانية 8 من االتفاقية. 14- أنظر الفقرة أ من المادة الثالثة 04 من االتفاقية. -11 وغسيل أحمد محمود األموال 8002 ص ص خليل: الجريمة المنظمة اإلرهاب المكتب الجامعي الجديد اإلسكندرية 166

168 ملخص حق اإلتحاد اإلفريقي في التدخل زهرة بوس ارج كلية الحقوق جامعة باجي مختار عنابة لقد عانت القارة اإلفريقية من ويالت ج ارئم الحرب و ج ارئم ضد اإلنسانية و ج ارئم اإلبادة. كانت هذه الج ارئم في أغلب األحيان ترتكب على م أرى و مسمع من العالم بأسره دون أن تجد ردود فعل منددة من المجتمع الدولي لم ارجعة هذه األوضاع. جاءت المادة 1 )ه( من القانون التأسيسي لإلتحاد اإلفريقي لتمنح هذه المنظمة حق التدخل في أي دولة عضو في حاالت ارتكاب أي نوع من الج ارئم كما يحق لإلتحاد التدخل في أي دولة عضو بناء على طلبها. لقد ركز الباحث في د ارسته على مبر ارت تدخل االتحاد و إج ارءات تنفيذ هذا الحق وكذا الصعوبات اإلج ارئية التي قد تعترضه ومنافسة المنظمات دون اإلقليمية ومنظمة األمم المتحدة بصفتها صاحبة االختصاص العالمي في مجال حفظ السلم و األمن الدوليين. بغرض تفعيل دور االتحاد اإلفريقي في التدخل و حتى تكون عملياته ناجحة في هذا المجال يقترح الباحث إعادة صياغة نصوص قانونه التأسيسي بشكل يتم فيه تحديد الجهاز الذي تكون له الس لطة الكاملة للتدخل والتقليص قدر اإلمكان في اآلجال اإلج ارئية للتدخل وأخي ار تنظيم وتحديد بصفة دقيقة طبيعة العالقة بين االتحاد والمنظمات دون اإلقليمية فيما يتعلق بمسائل حفظ السلم واألمن اإلقليميين. الكلمات المفاتيح: حق التدخل اإلتحاد اإلفريقي القانون التأسيسي. Résumé L Article 4 (h) de l Acte constitutif de l Union africaine a octroyé à cet organisme africain, le droit d intervenir dans tout Etat membre dans les cas, ou des crimes de guerre, des crimes contre l humanité ou des crimes de génocide sont commis et avérés; comme il a permis à tout Etat membre de solliciter une telle intervention. L auteur est arrivé à la conclusion, que pour une meilleure efficacité de l Union africaine en matière d intervention, et pour qu elle réussisse les opérations entreprises, il est nécessaire que la rédaction du texte soit revue: -Pour déterminer l organe qui aura plénitude de compétence pour intervenir. -Réduire, autant que possible les délais de procédure relatitive à l intervention. -Organiser, et d une manière adéquate, la relation entre l Union africaine et les organisations souscontinentales en ce qui concerne le maintien de la paix et de la sécurité internationale. Mots clés: Droit d intervention, union africaine, act constitutif. Abstract The African continent has suffered from war crimes, crimes against humanity and genocide. These crimes were committed, in most cases, given the knowledge of the world, without any echo from the international community. To put an end to this situation, Article 4 (h) of the Constitutive Act of the African Union has granted to the African body, the right to intervene in any Member State in cases, where there is commission of war crimes, crimes against humanity or genocide, and in case where any Member State requests such an intervention. The article highlights the arguments for intervention of the African Union; the procedure for the application of this right, as well as the difficulties inherent in the process. In order to ensure effective and successful intervention of the African Union, it is necessary to review constitutive act so as to specify the organ that has full jurisdiction to intervene; reduce as much as possible the time of procedure relating to the intervention; And finally determine adequately, the relationship between the African Union and sub-continental organizations regarding the maintenance of international peace and security. Keywords: Right of intervention, African union, constitutive act. 167

169 ح) التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية المقدمة: منحت المادة من )ه( 1 القانون التأسيسي لإلتحاد اإلفريقي حق التدخل في أي دولة عضو في حالة ارتكاب ج ارئم حرب أو ج ارئم ضد اإلنسانية أو )2( ج ارئم إبادة. المنظمة إن اإلق ارر الصريح بهذا الحق لهذه الدولية اإلقليمية الجديدة يبقى مثي ار للجدل من حيث كونها من أولى المنظمات اإلقليمية التي تزعمت هذا الحق. التحول من تاريخ هذه المنظمة. الوحدة اإلفريقية محدوديتها يمكن أن نستشف أسباب هذا فقد أظهرت منظمة حول قدرتها في تسوية الن ازعات وكانت قليلة جدا هي الن ازعات التي وجدت لها حال داخل هذه المنظمة. ويكمن سبب ذلك في كون هذه األخيرة كانت منظمة تعاون و إطار للتشاور تحكمها مبادئ ثابتة على أرسها مبدأ عدم التدخل. وحيال هذه األوضاع انتقد الرئيس موسفيني هذا الموقف اإلفريقي في إحدى تصريحاته في قمة )1( منظمة الوحدة اإلفريقية قائال : "على مدى 12 سنة لقي ثالثة أرباع مليون أوغندي مصرعهم على يد الحكومة التي كان يجب أن تحمي حياتهم. شعرت بإحساس عميق بالخيانة ألن معظم إفريقيا التزمت الصمت و كان سبب عدم إدانة هذه الج ارئم الجماعية هو عدم الرغبة في التدخل في الشؤون الداخلية لدولة عضو وفقا لميثاق منظمة الوحدة اإلفريقية و األمم المتحدة و نحن ال نقبل هذا المنطق ألنه داخل هذه األجهزة نفسها هناك قانون واضح ينص على قدسية و حرمة الحياة البشرية". استنادا إلى الرغبة في التغلب على فشل المنظمة السابقة تم االتفاق على إنشاء اإلتحاد اإلفريقي خلفا لها بلومي (Lomé) في 1222 أين تم تبني قانونه التأسيسي الذي أعاد القادة األفارقة من خالله تأكيدهم على تصميمهم وعزمهم على رفع التحديات بمختلف أشكالها التي تواجه القارة و شعوبها وتحول دون مواكبتها للتغي ارت االقتصادية واالجتماعية. واالتفاق على أن أحد أهداف اإلتحاد الرئيسية هو ترقية السلم واألمن واالستق ارر في القارة. هذا الهدف أقروا األعضاء واستقاللها- ولتحقيق -إلى جانب احت ارم سيادة الدول حق اإلتحاد اإلفريقي في التدخل لحماية حقوق اإلنسان و استعادة السلم من خالل ما نصت عليه المادة التأسيسي. ) من قانونه و)ه( 1 إن الهدف من هذه الد ارسة ينبع من حقيقة أن الحق في التدخل الذي لم تج أر منظمة األمم المتحدة على تكريسه ص ارحة و إنما جاء ضمنيا في إطار الفصل السابع- منظمة إقليمية في تحولها نحو صار مكرسا من جانب تبني هذا الحق الذي كان مرفوضا رفضا قاطعا في ظل المنظمة التي. سبقته باإلضافة إلى ذلك فإن القانون التأسيسي لإلتحاد قد نص عليه بشكل واضح وصريح ومفصل وهو شيء مستحدث في القانون الدولي. إن اإلشكال المطروح هنا يتعلق بفاعلية هذا الحق واطاره القانوني والصعوبات التي تواجه تنفيذه لإلجابة عن هذه اإلشكالية يتم تقسيم هذا العمل إلى فصلين يتناول أولهما اإلطار القانوني لحق اإلتحاد اإلفريقي في التدخل و يبحث الثاني في الصعوبات التي تواجه عملية تنفيذ هذا الحق. الفصل األول: اإلفريقي في التدخل. اإلطار القانوني لحق اإلتحاد يستمد اإلتحاد اإلفريقي شرعيته في التدخل من نصوص قانونه التأسيسي و كذا البروتكول المنشيء لمجلسه للسلم واألمن. إن هذا اإلق ارر من جانب مؤسسي اإلتحاد لهذا الحق شكل تحوال جذريا في الموقف اإلفريقي الذي كان مبنيا في عهد منظمة 168

170 الوحدة اإلفريقية على مبدأ عدم التدخل فقد تعرض ميثاقها لواجب االمتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول األعضاء واعتبره أحد المبادئ األساسية للمنظمة اإلفريقية. إذ ال ترفض المنظمة أشكال التدخل المباشر فحسب وانما ترفض وتندد أيضا بكل أشكال التدخل غير المباشر عن طريق التخريب واالغتيال )0( السياسي وهذا ما أكدته الفقرتان الثانية والخامسة من المادة الثانية من ميثاقها. فالفقرة الثانية تنص على "واجب الدول باالمتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول" وأما الفقرة الخامسة فإنها "تندد بدون تحفظ االغتيال السياسي وكل النشاطات التخريبية الموجهة مجاورة أو أية دولة أخرى". من دولة كما شكل هذا اإلق ارر الصريح لحق التدخل من جانب اإلتحاد اإلفريقي سابقة دولية إذ لم يسبق ألي منظمة دولية أن أقرت هذا الحق. فالبرجوع إلى ميثاق األمم المتحدة نجد )1( أن المبدأ هو عدم التدخل. كما القى هذا المبدأ حق التدخل- رفضا كبي ار من طرف دول العالم الثالث التي ترى فيه لباسا غربيا من أجل محاولة فرض نموذج نظامها على مجموعة المعمورة. ما جاء في تصريح قمة بكوبا في أفريل من سنة 77 وهو التي عقدت في هافانا 1222: "نحن نرفض ما يسمى بحق التدخل اإلنساني الذي ليس له أساس قانوني في ميثاق األمم المتحدة وفي مبادئ القانون". إن إق ارر اإلتحاد اإلفريقي لهذا الحق لم يأت مطلقا و ذلك تحسبا لما قد يشكله من خطر على سيادة الدول األعضاء. لهذا السبب نجد قانونه األساسي تحكمه مجموعة من القواعد االحت ارزية وضعت للحد من التجاو ازت التي قد تحدث بسبب التفسير الواسع للنصوص. يمكن لإلتحاد استخدام حقه في التدخل في الشؤون الداخلية للدول األعضاء في بعض الحاالت المحددة )المبحث األول(. إضافة لذلك فإن تنفيذ هذا الحق يجب أن يتم وفق إج ارءات معينة )المبحث الثاني(. المبحث األول: اإلتحاد اإلفريقي. الحاالت التي تستدعي تدخل إذا كان من السهل التعرف على الحاالت التي تبرر تدخل اإلتحاد و التي جاء النص عليها ص ارحة في المادة األول(. 1 )ه( من قانونه التأسيسي )المطلب فإن ذلك غير كاف وال بد من الق ارءة الدقيقة لباقي النصوص من أجل استخالص حاالت أخرى لم يرد النص عليها ص ارحة )المطلب الثاني(. المطلب األول: عليها ص ارحة في مواثيقه. حاالت تدخل اإلتحاد المنصوص ينص القانون التأسيسي على حالتين تبر ارن تدخل اإلتحاد و هما: الدولي اإلنساني االنتهاكات الصارخة للقانون )الفرع األول( ومسألة حفظ السلم واألمن)الفرع الثاني( والتي أعاد مجلس السلم واألمن له. الفرع األول: اإلنساني. التأكيد عليهما من خالل البرتوكول المنشئ عددت المادة الحاالت التي تشكل عبرت عنها ب اإلتحاد والمتمثلة في االنتهاكات الصارخة للقانون الدولي 1 )ه( من القانون التأسيسي "انتهاكات صارخة "الظروف الخطرة" " : والج ارئم ضد اإلنسانية. ج ارئم أو كما التي تبرر تدخل الحرب ج ارئم اإلبادة ما تجدر اإلشارة إليه في هذا الصدد هو أن ال القانون التأسيسي و ال أي وثيقة أخرى من مواثيق االتحاد تصدت لمسألة تعريف هذه الج ارئم إنما ترك المجال مفتوحا العتماد ما جاءت به االتفاقيات والمواثيق الدولية في هذا السياق. االعتماد على هذه االتفاقيات و المواثيق. ومن ثم سيتم 169

171 أوال: ج ارئم الحرب. عرف ميثاق نيورنبرغ ج ارئم الحرب بأنها "الفضائع والج ارئم التي ترتكب ضد األشخاص والممتلكات وذلك انتهاكا لقوانين وأع ارف )5( الحرب". يوغسالفيا سابقا -2111/782 وذهبت لجنة خب ارء األمم المتحدة في )6( لقوانين و أع ارف الحرب. أنشأها مجلس األمن بق ارره إلى تعريفها بأنها أي انتهاك جسيم أما عن نظام روما األساسي فإنه لم يعن شأنه شأن اتفاقيات جنيف- بإي ارد تعريف عام لج ارئم الحرب و إنما عمد إلى إي ارد قائمة غير حصرية لألفعال أو األعمال التي )7( تعتبر بمثابة ج ارئم حرب. ثانيا: ج ارئم اإلبادة. ينسب ظهور مصطلح اإلبادة الجماعية إلى محامي يهودي بولندي يدعى ارفائيل ليمكين و ذلك سنة 2111 الذي سعى إلى وضع وصف للسياسات النازية للقتل المنظم بما في ذلك إبادة الشعب اليهودي األوربي. "اإلبادة جماعي الجماعية" )Geno( قبيلة مع كلمة اإلبادة القتل. و قام بتشكيل مصطلح عن طريق الجمع بين كلمة اليونانية التي تعني ساللة أو )Cide( الالتينية التي تعني وحينما كان يقوم بصياغة هذا المصطلح الجديد كان ليمكين يضع في اعتباره مفهوم "وضع خطة منظمة تتألف من إج ارءات مختلفة تهدف إلى تدمير األساسيات الضرورية لحياة مجموعة قومية باإلضافة إلى إبادة المجموعة نفسها". ونظ ار للجهود المتواصلة التي قام بها ليمكين بنفسه في أعقاب الهولوكوست على نطاق واسع أقرت منظمة األمم المتحدة اتفاقية تقضي بمنع ج ارئم اإلبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها في.2118/21/1 البشري بأنه وقد عرفت هذه االتفاقية إبادة الجنس "الفعل الذي يرتكب بقصد القضاء كال أو بعضا على جماعة بشرية بالنظر إلى صفتها الوطنية أو العنصرية أو الجنسية أو الدينية". وذكرت على سبيل الحصر الحاالت التي تعتبر فيها الجريمة )8( من ج ارئم اإلبادة. وتحضر االتفاقية أفعال اإلبادة كافة و لم تشترط أن يكون ارتكابها زمن الحرب فقط بل جرمتها حتى وقت السلم. أما عن نظام المحكمة الجنائية الدولية فقد عرفت الفقرة األولى من 6 المادة منه اإلبادة الجماعية بأنها أي فعل من " األفعال التالية يرتكب بقصد إهالك جماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية بصفتها هذه إهالكا كليا أو جزئيا:...". يشكل ارتكاب أحدها جريمة إبادة. وعددت ذات المادة خمس أفعال على الرغم من هذا االعت ارف بحق اإلتحاد في التدخل في حال ارتكاب ج ارئم إبادة و على الرغم من االتهامات الموجهة للحكومة السودانية بسبب عدم احتر ام حقوق اإلنسان في إقليم دارفور إذ حمل تقرير منظمة في Amnesty international 1221 جويلية 21 الصادر عدة اتهامات خطيرة منها خرق حقوق اإلنسان بصفة آلية وسجل التقرير أيضا وجود االعتداءات الجنسية والرق بالنسبة للنساء كما كيفت منظمة Human rights watch األمريكية أعمال الحكومة بأنها ال إنسانية وبأنها تصفية عرقية ضد السكان السود الموجودين بدارفور والتي استهدفت بالخصوص قبائل الزغاوة والمساليت والفور إال أن اإلتحاد اإلفريقي رفض تكييف ما يجري في دارفور باإلبادة العرقية موقفه هذا يتضح جليا من خالل ما أدلى به في مؤتمره المنعقد في 1221 يوليو 6 الى 8 الفترة من حيث صرح بأنه "حتى وان كان الوضع اإلنساني في دارفور خطي ار فإنه ال يمكن وصفه بأنه إبادة جماعية". و من ثم فقد جاء تدخله في هذه األزمة استجابة لطلب 170

172 د) التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية الحكومة السودانية في إطار حفظ السلم و األمن اإلقليميين. ثالثا: الج ارئم ضد اإلنسانية. كبي ار. لقد عرف مصطلح "الج ارئم ضد اإلنسانية" تطو ار كما أصبح مفهومه أكثر دقة مقارنة بظهوره ألول مرة في القانون الدولي. تعود بداية ظهوره إلى إعالن Petersburg( )la déclaration de saint- الذي نص على الحد من استخدام القذائف المتفجرة واعتبر استعمالها منافيا لقانون اإلنسانية. ثم عاد هذا المصطلح للظهور من خالل ديباجة اتفاقيتي الهاي لسنة وبعدها أدرج في العديد من االتفاقيات واإلعالنات الدولية المتعاقبة. عرفها ميثاق محكمة نيورنبرغ بأنها وقد "القتل أو اإلهالك أو االسترقاق و االستعباد وكل عمل غير إنساني ارتكب ضد أي شعب من الشعوب المتمدنة قبل الحرب أو خاللها أو االضطهاد القائم على أساس سياسي عنصري أو ديني تنفيذا ألي جريمة أو متعلق بأي جريمة تدخل في اختصاص المحكمة سواء كان ذلك الفعل مجرما أو غير مجرم في القانون الوطني للدولة المرتكب على أرضها هذا )1( الفعل". كما يمكن تعريفها بأنها تلك األفعال التي يرتكبها أف ارد من دولة ما ضد أف ارد آخرين من دولتهم أو من غير دولتهم بشكل منهجي وضمن خطة لالضطهاد والتمييز في المعاملة بقصد اإلض ارر المتعمد بالطرف اآلخر وذلك بالمشاركة مع آخرين القت ارف هذه الج ارئم ضد مدنيين يختلفون عنهم من حيث االنتماء الفكري أو الديني أو العرقي أو الوطني أو )22( االجتماعي أو أية أنواع أخرى من االختالف. وقد عددت المادة 7 من نظام روما األساسي إحدى عشرة فعال يشكل ارتكاب أحدها جريمة ضد اإلنسانية. إضافة إلى ج ارئم الحرب و اإلبادة و الجر ائم ضد اإلنسانية نص القانون التأسيسي ص ارحة على حق اإلتحاد اإلفريقي في التدخل لحفظ السلم و األمن في دولة عضو. الفرع الثاني: حفظ السلم و األمن في دولة عضو. لقد كانت مسألة حفظ السلم في بداية ظهورها قطاعا محتك ار من جانب األمم المتحدة تحديدا مجلس األمن. غير أن المنظمات اإلقليمية على غ ارر اإلتحاد اإلفريقي كرستها فيما بعد من خالل نصوصها وأعطت لنفسها حق اتخاذ مثل هذه اإلج ارءات و هو ما جاء في المواد القانون التأسيسي لإلتحاد و المادة 7 )ح ي( ) 6 من من البروتوكول المنشئ لمجلس السلم و األمن التي منحت لإلتحاد من خالل مجلسه للسلم و األمن صالحية تنظيم عمليات حفظ السالم بمختلف أنواعها. و حتى يكون تدخل اإلتحاد في دولة ما عضوة مشروعا ال بد أن يتم وفقا لضوابط ومعايير موضوعية تكفل تحقيق مصالح الدولة طالبة التدخل. أوال: الشرعية: أن يكون التدخل بناء على طلب الحكومة فقد يحدث التدخل بناء على طلبات مقدمة من داخل الدولة ولكن ليس من قبل النظام الشرعي القائم كأن تقوم جماعات معينة مثل جماعات الثوار وحركات التمرد واالنفصال بطلب مساعدات خارجية من دول حليفة لها تمدها بالدعم و المساندة العسكرية و غير العسكرية )مثلما فعلته الواليات المتحدة األمريكية في نيكا ارغوا في الثمانينات(. كما قد تعمد حكومات غير شرعية إلى استغالل هذا اإلج ارء للمحافظة على بقائها في السلطة و إضفاء صفة الشرعية عليها و ذلك عند فشلها في السيطرة على حالة التمرد و العصيان التي ثارت رفضا لها واحتجاجا على عدم شرعيتها. 171

173 ومن ثم فإن هذا النوع من طلبات التدخل الصادر عن جماعات ثائرة أو حكومات غير شرعية ال يمكن قبوله ألنه يؤدي إلى زعزعة كيان الدولة و يشجع العصابات و الجماعات المتمردة على الثورة واالنفصال كما قد يؤدي إلى بث شعور الفوضى وعدم الثقة في العالقات الدولية. و يكون التدخل مقبوال فقط إذا كان بناء على طلب الحكومة الشرعية التي تجد نفسها أمام أوضاع غير قادرة على التحكم فيها و ترقى إلى درجة ن ازع مسلح دولي أو غير دولي. )22( إن هذا الشرط شكل أساس تدخل اإلتحاد اإلفريقي في األزمة الصومالية حيث أعقب نجاح قوات إتحاد المحاكم اإلسالمية في السيطرة على العاصمة موقاديشو موافقة البرلمان الصومالي في يونيو 1225 على مشروع قانون األمن الوطني الذي قدمته الحكومة و الذي نص على استقدام قوات حفظ سالم إفريقية ال تشارك فيها دول الجوار الجغ ارفي المباشر للصومال. سارعت الحكومة كما االنتقالية إلى عرض األمر على اجتماع وز ارء اإليغاد خارجية الذي انعقد في منتصف الشهر نفسه وقدم خالله وز ارء خارجية الكامل لفكرة نشر قوات حفظ سالم )21( الصومال. اإليغاد و تلبية لهذا الطلب اتخذ دعمهم إفريقية في مؤتمر رؤساء الدول والحكومات اإلفريقية ق ارره المؤرخ في والقاضي بإرسال بعثة خاصة باإلتحاد اإلفريقي لتحل محل بعثة وبناء االيغاد على هذا الق ارر جاء ق ارر مجلس السلم واألمن اإلفريقي بتاريخ إفريقية إلى الصومال بإرسال قوات سالم بهدف مساندة الحكومة االنتقالية في الصومال و مساعدتها على بناء ثانيا:أن يكون هناك ن ازع دولي أو غير دولي: قد يكون الن ازع دولي أو غير دولي و يجب أن ترقى الحالة إلى هذا الوصف أي وصف الن ازع الدولي أو غير الدولي. داخلي أو أما إذا كانت الحالة مجرد اضط ارب حالة عدم استق ارر محدود فيغدو األمر أكثر صعوبة ودقة بالنسبة لشرعية التدخل. إن عملية التكييف والتصنيف لألوضاع تستند إلى الواقع والى معايير موضوعية هي التي تحدد طبيعة الن ازع. 1 -الن ازع المسلح الدولي: يكون بين دولتين أو أكثر المسلحة الدولية إلى أربع حاالت: -وقوع مواجهة مسلحة. -حالة الحرب المعلنة. -احتالل إقليم دون مواجهة مسلحة. -حروب التحرير الوطنية. هو ن ازع عابر للحدود )21(. و تصنف الن ازعات 2 -الن ازع المسلح غير الدولي: هو الن ازع الذي يثور داخل حدود إقليم الدولة بين السلطة القائمة من جانب وجماعة الثوار أو المتمردين من جانب )25( آخر. غير الدولي: ونميز هنا بين حالتين من الن ازع المسلح أ-الن ازع المسلح غير الدولي المحض: حتى نكون بصدد ن ازع مسلح يجب أن تتم األعمال العدائية باستخدام السالح إلى درجة أن تصبح الحكومة مضطرة الستخدام قوة مسلحة ضد المتمردين أو الثوار وليس مجرد استخدام قوات الشرطة أما بخصوص المتمردين فيجب أن يكون اللجوء إلى استخدام القوة في شكل جماعي ومنتظم وتحت قيادة مسؤولة وأن تكون هذه الجماعات المتمردة قادرة )26( على االلت ازم بقواعد القانون الدولي اإلنساني. )20( مؤسسات الدولة. 172

174 و) التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية ب-الن ازع المسلح غير الدولي المدول: هناك حاالت قد تشكل ن ازع مسلح غير دولي لكنه ليس محضا بل يتم تدويله وهي أربعة: *ن ازع مسلح غير دولي مع االعت ارف للثوار والمتمردين بوصف المحارب: هو اعت ارف من الدولة المعنية لهؤالء األف ارد باألهلية القانونية التي تفرض عليهم االلت ازم بقواعد قانون الن ازعات المسلحة والتمتع باالمتيا ازت التي منحت في األصل )27( للدولة. *ن ازع مسلح غير دولي ينتهي بانفصال ناجح: مثلما حدث في جنوب السودان حيث عرفت هذه الدولة ص ارعا بين الشمال والجنوب وصف بأنه أطول ص ارع في تاريخ إفريقيا قتل خالله أكثر من مليوني شخص وأجبر أكثر من 1.5 مليون شخص على ترك منازلهم. وقد انتهى بإعالن جمهورية السودان اعت ارفها رسميا في 8088 يوليو بدولة جنوب السودان دولة مستقلة ذات سيادة وفقا للحدود القائمة في )يناير( الشامل في من كانون الثاني األول والحدود القائمة عند توقيع اتفاق السالم انطالقا من اعت ارفها بحق تقرير المصير واعت ارفها بنتيجة االستفتاء الذي اجري في التاسع من كانون الثاني القانون الدولي. لمبادئ وانفاذا 8088 )يناير( *الن ازع غير الدولي الذي تتدخل فيه دولة أجنبية: مثل التدخل اإلثيوبي األمريكي في األزمة الصومالية. *الن ازع المسلح غير الدولي مع تدخل منظمة دولية: مثل تدخل اإلتحاد اإلفريقي في كل من دارفور والصومال. إضافة لحاالت التدخل السالفة الذكر التي نص عليها القانون التأسيسي لإلتحاد ص ارحة هناك حاالت أخرى للتدخل النصوص. مستوحاة ضمنيا من المطلب الثاني: من النصوص. حاالت التدخل المستوحاة ضمنيا تتمثل هذه الحاالت في المساعدة اإلنسانية والتدخل الوقائي. الفرع األول: المساعدة اإلنسانية. تأخذ المساعدة عدة معاني فيعتبرها الفقيه Guy Feuer أسلوبا لتقديم العون على المستوى الدولي من طرف حكومة دولة أو مجموعة من الحكومات إلى بلد أقل نموا لتعزيز التنمية فيه و هذا عن طريق وضع هذه األخيرة تحت تصرفه. و بالتالي فهي الت ازم دولي يتم بموجبه تقديم دعم مادي من طرف دولي إلى طرف آخر يوجد في وضعية اقتصادية )28( واجتماعية معينة مسلح. دون أن يكون هناك ن ازع كما تعرف بأنها كل عمل مستعجل لضمان بقاء أولئك المتأثرين مباشرة بن ازع مسلح دولي أو داخلي أو كارثة أيا كانت طبيعتها و تتضمن عادة المساعدة المقدمة خالل الكوارث الطبيعية في المواد الغذائية و المالبس و األدوية و )21( الالزمة للمستشفيات. الن ازعات المسلحة الدولية- المالجئ و األجهزة أما المساعدة الجائزة أثناء حسب مفهوم محكمة العدل فتتمثل في توفير المواد الغذائية و المالبس واألدوية وأي معونة أخرى. ويستثنى من المساعدة توريد األسلحة و غيرها من العتاد الحربي أو المركبات أو المعدات التي يمكن استخدامها إللحاق جروح خطيرة أو التسبب في الموت. ويضيف البعض أن المساعدة اآلن تغطي أيضا توفير الحماية أثناء حركات النزوح والتهجير و كذلك توفير الحماية للمعتقلين و المحتجزين من المعامالت المهينة أو الالإنسانية. )12( إن حق االتحاد اإلفريقي في التدخل في هته الحالة يمكن أن نستخلصه من نص المادة من القانون األساسي والمادة )ه( ) من البروتوكول 173

175 أ) التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية المنشئ لمجلس السلم و األمن اإلفريقي اللتان تتحدثان عن العمل اإلنساني الذي يقوم به االتحاد من خالل أجهزته بغية تقديم المساعدة. والمبدأ العام أن تقديم المساعدة اإلنسانية ال بد أن يتم بموافقة الدولة التي ستقدم فوق إقليمها لكنها قد تستدعي إذا لزم األمر- على الدول. تحريرها من هذا االلت ازم وفرضها ففي حالة رفض الدولة المعنية استقبال المساعدة اإلنسانية الدولية على الرغم من أنها ال تفعل شيئا لشعبها أو أنها غير قادرة على إعالة نفسها وحدها لتلبية احتياجات شعبها يمكن لالتحاد فرض تقديم المساعدة للسكان بهدف حماية حقوق اإلنسان باعتبار أن الدافع الوحيد لها هو تخفيف المعاناة البشرية. يتمثل ميدان المساعدة اإلنسانية في الكوارث طبيعية كانت مثل: الزالزل الب اركين الفيضانات األعاصير األوبئة والمجاعات الكبرى والتصحر أو صناعية مثل الحوادث النووية والطوارئ اإلشعاعية من جهة والص ارعات المسلحة من جهة أخرى مثل الحروب األهلية و حروب التحرير والثو ارت. إن المساعدة اإلنسانية كصورة من صور التدخل البعدي لها أهمية بالغة لما تلعبه من دور في التخفيف من معاناة البشرية لكن هناك حاالت تستوجب التدخل بمجرد توافر مؤش ارت األزمة قبل أن تنفجر و هنا ال يكون التدخل مجديا إال إذا كان وقائيا. الفرع الثاني: التدخل الوقائي. إذا كان التدخل البعدي يتميز بكونه اردعا يوجه ضد أولئك الذين سولت لهم أنفسهم ارتكاب أفعال مخالفة لنصوص االتحاد فإنه ال يكون بنفس القدر من الفعالية عندما يتعلق األمر بحماية حقوق اإلنسان بل األفضل أن يكون التدخل وقائيا في هته الحالة حتى ال ترتكب ج ارئم خطيرة ضد السكان وحتى يتم تجنب حاالت نشوب الص ارعات. ففي رواندا مثال توفرت فرصتان للمجتمع الدولي لممارسة التدخل الوقائي من أجل درء الكارثة التي حلت بها عام 2111 إذ سمحت الفرصة األولى خالل األشهر السابقة على عمليات القتل الجماعي بأن يعلم المجتمع بخطورة الن ازع. ومن ثم يستعمل التدخل الوقائي لدرء ذلك الن ازع حيث أنه بمجرد استئناف حكومة هابير باماتا التفاوض مع الجبهة الوطنية الرواندية بتن ازنيا بدأ كثيرون من صانعي الق ارر في العديد من العواصم اإلفريقية يحذرون بصفة متكررة من احتمال قيام متطرفي الهوتو ومليشياتها األنترهاموي بعمليات عنف تستهدف األقليات التوتسية لكن المجتمع الدولي لم يعر تلك التحذي ارت أي انتباه. أما الفرصة الثانية فكانت عند انتشار عمليات العنف الجماعي ولم يتحرك المجتمع الدولي من أجل الوقاية رغم جهود األمين العام لألمم المتحدة الذي دعا مجلس األمن إلى نشر قوات وقائية لوقف عمليات اإلبادة. و في هذا الصدد يقول روميو دالير قائد قوة حفظ السالم في رواندا أنه "كان يمكن تجنب كارثة المذابح الجماعية ضد التوتسي التي بدأت في أفريل 2116 لو تمكنت األمم المتحدة من نشر قوة قوامها خمسة آالف )12( جندي". و عليه فإن مسؤولية الوقاية العملية وفقا للحاالت المذكورة سابقا تقع على عاتق األقربين المتأثرين باألزمة المستفحلة و ذلك طالما أن أط ارف الن ازع ال يستطيعون الوصول إلى حلول من جانبهم للن ازع وهي المهمة الموكلة لإلتحاد من خالل واألمن حيث تنص المادة ) 7 مجلسه للسلم من البروتوكول: "يقوم مجلس السلم واألمن بالتعاون مع رئيس المفوضية بما يلي: 174

176 ح) أ( التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية ترقب الخالفات والن ازعات فضال عن السياسات التي قد تؤدي إلى اإلبادة الجماعية و الج ارئم ضد اإلنسانية". وبالتالي عندما يساور مجلس السلم و األمن شك حول احتمال وجود ص ارع كامن من خالل وجود مؤش ارت العنف األولية كظاهرة انتهاك حقوق اإلنسان والقمع السياسي المت ازيد واستخدام اإلعالم للتحريض والتوجه القتناء األسلحة وقد يصل األمر لحد التخطيط الرتكاب عنف جماعي ينتهي بارتكاب ج ارئم إبادة أو ج ارئم ضد اإلنسانية فإنه ينبغي عليه أن يتدخل لمنع مثل هذه الفضائع. تسهيال لمهمة المجلس في ترقب الن ازعات ومنعها أقر البروتوكول المنشئ له إنشاء نظام قاري لإلنذار المبكر مهمته تحسس مواطن الن ازعات ودرء العنف قبل أن يحدث ألن مثل هذا النظام يسمح بتوقيت كاف للتجهيز حتى يتم التدخل. واإلعداد وترتيب الرد المناسب كما يساعد على تحليل رد فعل األط ارف المتورطة وبذلك يكون بمثابة التحذير الرسمي لصانعي الق ارر من السياسيين والعسكريين بأن يسيطروا على الوضع ويحولوا دون انفجار األزمة واال يكون التدخل استجابة لألزمة )11(. حتى يكون تدخل االتحاد اإلفريقي في الحاالت التي تم د ارستها خالل المبحث األول فعاال ال بد من وضع إج ارءات تتناسب مع هذه المهمة. المبحث الثاني: لحق التدخل. إج ارءات ممارسة االتحاد اإلفريقي إن هته اإلج ارءات بسيطة جدا ذلك أن هناك جهاز يختص باتخاذ الق ارر هو مؤتمر رؤساء الدول والحكومات تنفيذ هذا الحق )المطلب األول( وآخرين مناط بهما هما مجلس السلم واألمن اإلفريقي والجهاز التنفيذي )المطلب الثاني(. المطلب األول: اتخاذ ق ارر التدخل. إن تنفيذ تدخل االتحاد اإلفريقي في أي دولة )10( عضو ال يكون إال بمقرر صادر عن المؤتمر. واذا كانت مواثيق االتحاد جعلت سلطة اتخاذ ق ارر التدخل حك ار على المؤتمر فقد أفسحت المجال ألجهزة أخرى إلبداء أريها بشأن الحاالت التي ترى ضرورة تدخل االتحاد فيها وذلك من خالل توصيات تقدمها للمؤتمر الذي يبقى له الق ارر النهائي بشأن الحاالت التي تستوجب التدخل وذلك وفقا لإلج ارءات التي يحددها القانون التأسيسي. الفرع األول: المبادرة بتقديم توصية إلى المؤتمر. هي مقررة أساسا لمجلس السلم واألمن اإلفريقي واستثناء للمجلس التنفيذي. أوال: اإلفريقي. التوصية الصادرة عن مجلس السلم و األمن لقد أنشئ هذا المجلس طبقا للمادة من 1/5 القانون التأسيسي كجهاز دائم لصنع القر ار بشأن منع الن ازعات وادارتها وتسويتها داخل اإلتحاد ويكون ترتيبا من ترتيبات األمن الجماعي واإلنذار المبكر لتسهيل االستجابة الفعالة وفي الوقت )11( المناسب ألوضاع الن ازعات واألزمات في إفريقيا. وعليه فإن مبر ارت التدخل التي تهدد السلم واألمن وحاالت وقوع انتهاكات خطيرة للقانون الدولي اإلنساني من جانب الدول األعضاء هي من اختصاص مجلس السلم واألمن اإلفريقي وهو يمتلك الخب ارت الالزمة في هذا المجال لصياغة توصيات يرفعها إلى المؤتمر. من البروتوكول )ه( 7 فالمادة المنشئ له تعترف له ص ارحة بهذا االمتياز حيث تنص: "توصية المؤتمر طبقا للمادة ) من 1 القانون األساسي بالتدخل نيابة عن اإلتحاد في أية دولة عضو في ظروف خطيرة مثل ج ارئم الحرب واإلبادة الجماعية و الج ارئم ضد اإلنسانية". 175

177 ثانيا: التوصية الصادرة عن المجلس التنفيذي. يتألف المجلس التنفيذي من وز ارء الخارجية أو أي وز ارء آخرين أو سلطات تعينها حكومات الدول )15( األعضاء في االتحاد. وهو مسؤول عن تنسيق وضمان تنفيذ السياسات في المجاالت ذات االهتمام المشترك بالنسبة للدول األعضاء وكذا تنفيذ توجهات المؤتمر حول إدارة الن ازعات والحروب )16( والحاالت الطارئة األخرى واستعادة السالم. يمكنه أيضا أن يقدم توصيات كما للمؤتمر حول إمكانية التدخل في حاالت العمل اإلنساني وحماية البيئة واالستجابة للكوارث الطبيعية و وذلك في إطار المادة 1 و المادة 20 الفرع الثاني: اعتماد ق ارر التدخل. )17( من القانون التأسيسي. قبل اتخاذ المؤتمر أي ق ارر بشأن التدخل ال بد من استكمال اإلج ارءات المفروضة وفقا للقانون األساسي والمتمثلة في استكمال النصاب القانوني النعقاد جلساته و كذا التصويت على هذا الق ارر من جانب الدول األعضاء الحاضرين في الجلسة. أوال: )24( النصاب القانوني النعقاد دو ارت المؤتمر. يتكون المؤتمر من رؤساء الدول و الحكومات أو ممثليهم المعتمدين حسب األصول )11( وله أن ينعقد في دورة عادية مرة واحدة في السنة على األقل كما ينعقد في دورة غير عادية بناء على طلب أي دولة عضو شرط موافقة أغلبية ثلثي الدول األعضاء. يشترط لصحة انعقاد دو ارت المؤتمر منها أو االستثنائية- العادية بلوغ عدد األعضاء الحاضرين في الدورة النصاب الذي يشترطه القانون األساسي والمقدر وفقا للمادة 1/7 بثلثي أعضاء المؤتمر. تجدر اإلشارة هنا أن القانون األساسي لإلتحاد اكتفى بأن يكتمل النصاب بحضور ثلثي األعضاء ألنه في حالة ما لو تطلب األمر حضور كل األعضاء من أجل اتخاذ الق ار ارت و اعتبار الدورة منعقدة فإن ذلك سيؤدي ال محالة إلى شلل في المؤتمر ألنه ليس من السهل دائما يستحيل- دو ارته. إن لم نقل جمع كل أعضاء اإلتحاد في كل دورة من ثانيا: التصويت على مقرر التدخل. يلعب التصويت دو ار هاما في المنظمة ذلك أنه لتكوين هذه اإل اردة ال تكوين إ اردة بد من التعبير عن موقف كل عضو وبمعرفة ذلك تتكون في النهاية إ اردة المنظمة. وال يمكن معرفة إ اردة كل عضو إال بالتعبير عنها والتصويت هو الوسيلة الفعالة إن لم تكن الوحيدة للتعبير عن تلك اإل اردة. وفيما يخص اإلتحاد اإلفريقي نجده نص في )02( قانونه األساسي على أن "يتخذ المؤتمر ق ار ارته باإلجماع وان تعذر ذلك فبموافقة أغلبية ثلثي الدول األعضاء في اإلتحاد غير أن البت في المسائل اإلج ارئية بما في ذلك معرفة ما إذا كانت مسألة ما إج ارئية أم ال يتم بأغلبية بسيطة". يجب اإلشارة هنا إلى أن ق ارر التدخل في دولة عضو ليس مسألة إج ارئية و من ثم فاألغلبية البسيطة مستبعدة كطريقة التخاذ هذا الق ارر. وبالتالي يبقى للمؤتمر طريقتين التخاذ الق ارر في المسائل المتعلقة بالتدخل. أوال وأساسا يكون اتخاذ الق ارر باإلجماع فإن تعذر ذلك يتخذ الق ارر ثلثي الدول األعضاء. بأغلبية يقتضي إتباع قاعدة اإلجماع عند التصويت على ق ارر ما موافقة كافة أعضاء المؤتمر لكي يصدر وبالرجوع للمادة الق ارر. من القانون األساسي 1/7 يكون العدد المطلوب لتشكيل النصاب القانوني هو ثلثا أعضاء اإلتحاد. ومن ثم يقصد باإلجماع هنا إجماع الدول المشاركة فعال في الجلسة والتي ال يصدر الق ارر إال بموافقتها جميعا. 176

178 إن اإلجماع كطريقة التخاذ الق ارر قد يدخل المؤتمر في حالة شلل لحظة اتخاذ الق ارر عندما يتعذر على األط ارف الوصول إلى إجماع بشأن ق ارر ما. عقب تفاديا لذلك سمح القانون األساسي باللجوء استحالة تحقق اإلجماع- إلى التصويت باألغلبية حيث يصدر الق ارر بأغلبية ثلثي األعضاء ويكون مع ذلك ملزما لجميع الدول األعضاء حتى تلك التي لم توافق عليه. ومن محاسن هذه القاعدة أنها تساعد على تسهيل األعمال واتخاذ الق ار ارت بسرعة السيما إذا تعلق األمر بق ارر التدخل في ظروف خطرة و طارئة. ما يستخلص من دور المؤتمر في اتخاذ ق ارر التدخل أنه يعتبر بمثابة هيئة رقابية إش ارفية على أعمال األجهزة األخرى. فاستالمه وبحثه للتقارير والتوصيات الصادرة عن األجهزة األخرى لإلتحاد واتخاذ الق ار ارت بشأنها هي مهمة أوكلت له بصفته مشرفا عليها و تكون له سلطة إصدار أي ق ارر ي اره مناسبا بشأن تلك التقارير والتوصيات إما بتدعيمها أو إلغائها أو سحبها. ومتى دعم المؤتمر توصيات تلك األجهزة فيما يخص التدخل واعتمدها وأقرها من خالل التصويت عليها. يكون االنتقال إلى المرحلة الالحقة و هي تنفيذ هذه ا القر ارت. المطلب الثاني: تنفيذ ق ارر التدخل. هناك جها ازن في اإلتحاد يضطلعان بمهمة تنفيذ ق ارر التدخل ولكل منهما دور خاص به في هذا المجال هما: التنفيذي. الفرع األول: اإلفريقي. مجلس السلم واألمن اإلفريقي والمجلس مجال تدخل مجلس السلم و األمن يتولى مجلس السلم واألمن اإلفريقي إعداد وتنفيذ سياسات التدخل في حالة الن ازعات المسلحة باسم اإلتحاد وكذا مباشرة العمل اإلنساني. أوال: التدخل في حالة الن ازعات المسلحة. 1 -التدخل لمنع وقوع الن ازع: ويكون ذلك باتخاذ جملة من اإلج ارءات و الترتيبات والنشاطات لمنع )02( تفجر بعض الص ارعات أو الحيلولة دون تصاعدها وتحولها إلى ص ارعات مسلحة أو حصرها واحتوائها والعمل على وقف انتشارها وانتقالها إلى أط ارف أخرى وذلك من خالل الدبلوماسية الوقائية. 2 -التدخل أثناء الن ازع: يكون التدخل في هذه الحالة من أجل إعادة السلم. ولتحقيق ذلك يستخدم مجلس السلم واألمن عدة وسائل تت اروح بين الوسائل السلمية وتصل إلى حد اإلج ارءات القمعية. فيبدأ المجلس بعمليات صنع السالم من خالل استخدام الطرق السلمية لحل الن ازع بما في ذلك: )01( الوساطة المصالحة والتحقيق. المساعي الحميدة وكذا تعزيز السالم في المناطق التي يسود فيها سالم نسبي حيث تمنح األولوية لتنفيذ سياسة ترمي إلى الحد من تدهور الظروف االجتماعية واالقتصادية نتيجة )00( للن ازعات. لقد استخدم مجلس السلم واألمن اإلفريقي الوسائل السلمية في محاوالته لتسوية العديد من الن ازعات في القارة فقد تحرك في وقت مبكر الحتواء أزمة دارفور على الحوار و ذلك من خالل حث األط ارف ورعايته لعدة مفاوضات نذكر منها مفاوضات أنجمينا بين 02 مارس و 1 أفريل 1221 مفاوضات اللجنة المصغرة في أديس أبابا في يوليو 1221 و كذا مفاوضات أبوجا في 10 أوت 1221 واستمرت إلى غاية أط ارف الن ازع على وقع خاللها 1221 نوفمبر 1 برتوكولين حول األوضاع األمنية واإلنسانية و إعالن المبادئ السياسية. كما قدم فريق الوساطة ألط ارف الن ازع مشروع اتفاق شامل بتاريخ 1226/21/15 يرمي إلى إعادة السالم واألمن لإلقليم وقد وافقت عليه الحكومة السودانية إلى 177

179 و) التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية جانب حركة تحرير السودان جناح ميناوي" مسلحتين هما: "ميني أركو بصورة كاملة بينما رفضته حركتين حركة تحرير السودان جناح "عبد الواحد الواحد محمد نور" وحركة العدل والمساواة فصيل رعاية )01( "خليل اب ارهيم". كما لعب المجلس دو ار في جهود التسوية والمصالحة الوطنية في الصومال وقدم الدعم إما إلى المنظمات اإلقليمية الفرعية التي رعت تلك المؤتم ارت مثل منظمة اإليغاد التي قامت برعاية مفاوضات المصالحة الوطنية الصومالية في عام 1221 أو إلى الدول التي بادرت إلى تنظيم مؤتم ارت المصالحة الوطنية مثل جيبوتي بمناسبة رعايتها لمفاوضات الصلح بين الحكومة اإلنتقالية و تحالف الفترة الممتدة بين جوان و أوت تحرير الصومال في )05( في حالة عدم نجاعة اإلج ارءات سالفة الذكر )06( يمكن للمجلس اللجوء إلى عمليات دعم السالم عن طريق تشكيل ونشر بعثات دعم السالم الدولة المعنية. هذه البعثات لالضطالع في وفي هذا اإلطار نجده قد شكل مثل بمهام دعم السالم والتدخل في كل من دارفور )AMIS( قبل تحويلها إلى قوات هجينة.)AMISOM( )UNAMID( وكذلك في الصومال 1 -التدخل بعد انتهاء األعمال العدائية: ويكون الهدف من التدخل في هته المرحلة هو مساعدة الدول األعضاء التي تأثرت على نحو سلبي من ج ارء الن ازعات المتسمة بالعنف من خالل عمليات )07( بناء السالم واعادة التعمير وذلك باتخاذ إج ارءات متكاملة ومنسقة تهدف إلى معالجة األسباب الكامنة و ارء العنف سواء كانت سياسية أو قانونية أو مؤسسية أو عسكرية أو إنسانية أو تتصل بحقوق اإلنسان أو بيئته أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو ديمغ ارفية كما تهدف إلى إرساء األساس لسالم دائم. ويمكن النظر إلى بناء السالم بعد انتهاء الص ارع على أنه إست ارتيجية طويلة األجل لمنع الص ارعات وألن أسباب الص ارع تتباين فإنه يمكن تصميم اإلج ارءات بما يتوافق مع الحاالت الخاصة لتعزيز عملية السالم وجعلها غير قابلة للنقض. ثانيا: العمل اإلنساني. إن األهمية البالغة لهته المهمة و كثرة في القارة اإلفريقية وما يترتب عنها من آثار على اإلنسانية من مجاعة وأم ارض و الن ازعات وخيمة تشرد السكان وهروبهم من األماكن التي يستفحل فيها الن ازع ولجوئهم إلى أماكن أكثر أمنا دفعت بالقادة األفارقة إلى استيعاب أهمية أن يضطلع مجلسهم للسلم واألمن بهذا الدور وهو ما ترجم من خالل المادة 6 ) 25 من البروتوكول المنشئ له وما أكدته المادة منه. حيث يقوم المجلس بدور نشط في تنسيق وادارة األعمال اإلنسانية و إعادة الحياة إلى طبيعتها في حالة حدوث الن ازعات أو الكوارث الطبيعية. ولتحقيق ذلك يقوم المجلس بتطوير قد ارته على )08( القيام باألعمال اإلنسانية بفاعلية من خالل إج ارء دو ارت تدريبية وتربصات لقواته في مجال تقديم المساعدات اإلنسانية. وأيضا تزويد القوة اإلفريقية الجاهزة بمعدات كافية للقيام باألنشطة اإلنسانية في مناطق مهامها تحت سلطة رئيس المفوضية. وفي ذات المجال يمكن للمجلس أن يتعاون مع الوكاالت اإلنسانية ومنظمات الغوث من خالل السماح لها بتقديم المساعدات للمتضررين من الن ازعات المسلحة أو الكوارث الطبيعية و تسهيل مهامها في مناطق نشاطها. وهو ما يقوم به في كل من دارفور والصومال من خالل حماية قوافل المساعدة اإلنسانية وكذا توفير الحماية ألف ارد المنظمات اإلنسانية العاملة في مناطق هذه الن ازعات 178

180 واجالئهم إلى مناطق آمنة في حالة مهاجمة خيامهم. كثي ار ما اضطلع مجلس السلم و األمن اإلفريقي بأدوار في مجال العمل اإلنساني وكانت مسألة توفير بيئة آمنة ومالئمة لتوصيل المساعدات اإلنسانية من أبرز المهام التي تفوض لبعثات اإلتحاد اإلفريقي فقد فوض البيان الصادر عن االجتماع السابع عشر لمجلس السلم واألمن اإلفريقي المنعقد في 12 أكتوبر 1221 لبعثة اإلتحاد اإلفريقي في دارفور هذه المهمة إلى جانب مهام أخرى. كما كانت مسألة تهيئة الظروف اآلمنة لضمان وصول عمال اإلغاثة والمساعدات اإلنسانية إلى مناطق الن ازع وحمايتها من عمليات السطو من أولى المهام الموكلة لبعثة دعم السالم في الصومال. إلى جانب الدور الكبير الذي يلعبه مجلس السلم واألمن اإلفريقي في مجال استتباب السلم واألمن في القارة من خالل ممارسته لحق التدخل بمختلف الوسائل المتاحة له قانونا في القانون التأسيسي وكذا البرتوكول المنشئ له هناك جهاز آخر أنيط به هو اآلخر التدخل في مجاالت معينة هو المجلس التنفيذي. الفرع الثاني: مجال تدخل المجلس التنفيذي. لقد نصت المادة 20 من القانون األساسي على مهام المجلس التنفيذي وحصرتها في مهمة 20 تتعلق بمجاالت مختلفة ذات االهتمام المشترك بالنسبة إلى الدول األعضاء أو إلفريقيا فعددت في الفقرة األولى 21 مهمة في حين نصت الفقرة الثانية على المهمة الثالثة عشر والتي يمكن أن نلمس في فحواها أو مضامينها مسائل تتعلق بحق التدخل ذلك أن السياسات التي يضعها المؤتمر يمكن أن تمس السياسات األمنية في القارة بما في ذلك التدخل. ومن ثم ووفقا للمادة إق ارر 1/20 فإن المجلس التنفيذي سيعمل على م ارقبة هذه السياسات التي يقررها المؤتمر ويشرف على تنفيذها و تحقيقها. كما يعتبر من مهام المجلس التنفيذي إدارة الن ازعات والحروب والحاالت الطارئة األخرى واستعادة السالم بإتباع توجيهات المؤتمر و تحت إش ارفه )01( وهته المهام يمارسها فقط من خالل التدخل في الدولة أو الدول التي تدور فوق إقليمها هته الن ازعات أو الحروب أو أي حاالت طارئة أخرى. وفيما يتعلق بتنسيق العمل اإلنساني و تنفيذ سياسات المساعدة يعمل المجلس التنفيذي على تنسيق المساعدات المقدمة لإلتحاد من األط ارف الخارجية )المنظمات الدولية األخرى الدول والمنظمات غير الحكومية الموجودة خارج القارة( وكذا تلك المقدمة من داخل القارة في اإلتحاد المنظمات دون اإلقليمية: )الدول األعضاء المجموعات االقتصادية اإلفريقية(. ولهذا الدور أهمية بالغة ذلك أن التعدد في العمليات اإلنسانية قد ال يصل إلى أي نتيجة وال يحقق الغاية المرجوة إن لم يكن هناك جهاز مختص يتم على مستواه تنسيق هته العمليات وتوجيهها وفقا للمنحى الصحيح من خالل وضع سياسات رشيدة لتنظيم العمل اإلنساني. تم التوصل من خالل هذا الفصل إلى أن اإلتحاد اإلفريقي نص في قانونه التأسيسي على حقه في التدخل في أي دولة عضو في حاالت ارتكاب ج ارئم حرب أو إبادة أو ضد اإلنسانية وجود تهديد للسلم واألمن في أي دولة عضو تقديم المساعدة اإلنسانية وكذا التدخل الوقائي. ولممارسة هذا الحق وضع اإلتحاد جملة من اإلج ارءات الالزمة لذلك. لكن رغم كل هذه الجهود التي بذلها اإلتحاد لتنظيم هذا الحق إال أن هناك صعوبات عديدة تواجهه في هذا المجال. 179

181 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية الفصل الثاني: الصعوبات التي تواجه ممارسة اإلتحاد اإلفريقي لحق التدخل. البد من تثمين ج أرة اإلتحاد اإلفريقي في اعتماد مبدأ التدخل تكريسا لحماية حقوق اإلنسان في بيئة إفريقية ال ت ازل تحت هيمنة الميوالت الدكتاتورية إضافة النتشار الص ارعات المسلحة التي ال ت ازل تنخر جسد القارة وما ينجر عنها من االنتهاكات المتعددة لحقوق اإلنسان. ومع ذلك يجب االعت ارف أيضا بأن هذا المبدأ الجديد الذي عرفه اإلتحاد ليس له القوة الالزمة التي تسمح له بتحقيق الهدف النبيل الذي وضع من أجله. فهناك العديد من الصعوبات التي تواجهه في هذا المجال منها الموجودة داخل القارة و داخل اإلتحاد ذاته وأخرى عالمية. و عليه وجب التطرق إلى القيود ذات الصلة بالقواعد المنظمة لحق التدخل وتعدد اآلليات دون اإلقليمية )البحث األول( و التنافس بين اإلتحاد اإلفريقي و األمم المتحدة في ممارسة حق التدخل )المبحث الثاني(. المبحث األول: القيود ذات الصلة بالقواعد المنظمة لحق التدخل و تعدد اآلليات دون اإلقليمية. إن مجموع القواعد التي تنظم حق اإلتحاد في التدخل ال تساهم بالفعل في فعاليته )المطلب األول( باإلضافة إلى أن اعت ارف ميثاق األمم المتحدة بدور المنظمات دون اإلقليمية في هذا المجال يطرح بعض المنافسة من جانب هذه األخيرة )المطلب الثاني(. المطلب األول: القيود التي تفرضها النصوص المنظمة لحق التدخل. يتعلق األمر بالتداخل بين نصوص القانون التأسيسي الذي خلق نوعا من التنافس بين مجلس السلم واألمن والمجلس التنفيذي في تنفيذ هذا الحق )الفرع األول( و أخرى تفرضها اإلج ارءات المتخذة لتطبيق هذا الحق )الفرع الثاني(. الفرع األول: والمجلس التنفيذي. التنافس بين مجلس السلم و األمن إن الد ارسة التي أجريت في الفصل األول تكشف على أن هناك عدة أجهزة تلعب دو ار في هذا المجال مما يوحي بأن التعددية في األجهزة يضع احتمال تنازع االختصاص فيما بينها. فإذا كان المؤتمر هو صاحب االختصاص فيما يتعلق باتخاذ ق ارر التدخل فإنه يعود لمجلس السلم و األمن بصفة رئيسية- و للمجلس التنفيذي اختصاص تنفيذ ق ارر التدخل. - بشكل ثانوي- و من هنا يالحظ أن هذا التعدد في األجهزة يشكل عائقا أمام فعالية التدخل ذلك أن إد ارج المؤتمر والمجلس التنفيذي في إج ارءات التدخل قد يؤدي إلى تسييس هذا الحق كونهما جهازين سياسيين في اإلتحاد و هذا قد يشكل خط ار كبي ار إذا ما استعمل هذا الحق من أجل تحقيق أهداف سياسية. لذا كان من األفضل تركيز سلطة اتخاذ الق ارر و تنفيذ هذه اإلج ارءات في يد جهاز واحد من أجهزة اإلتحاد كما هو الشأن في ميثاق األمم المتحدة الذي أفرد هذه المهمة لمجلس األمن و ذلك من أجل زيادة فعالية هذا الحق. كما أن هذا التركيز قد يمنع احتمال وقوع أي تنازع في االختصاص بين األجهزة و هو اإلشكال الذي يثور عند تنفيذ اإلتحاد للتدخل من أجل تقديم المساعدة اإلنسانية. فالقانون األساسي يمنح اختصاص )12( التدخل في هته الحالة للمجلس التنفيذي أما البروتوكول فيجعل من مجلس السلم و األمن هو )12( المختص بذلك. و هذا ما يثير إشكالية من من المجلسين هو صاحب االختصاص فيما يتعلق بهذا الحق 180

182 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية كما أن الغموض الذي يشوب صياغة المادتين 20 ف 2 من القانون األساسي و 6 ف و من البروتوكول المنشئ لمجلس السلم و األمن اإلفريقي جعل من الصعب تحديد أي الجهازين له سلطة التدخل في قضايا العمل اإلنساني. و في الواقع يمكن تفسير هذين النصين بطريقتين: أوال يمكن أن يفهم من هته الصياغة أن للمجلس التنفيذي أن يقرر سياسات العمل في مجال العمل اإلنساني ثم ينسقها ويترك لمجلس السلم و األمن مهمة تنفيذ هذه السياسات تحت رقابته. أما التفسير الثاني فيجعل لكل هيئة الحق في اتخاذ إج ارءات مستقلة على أرض الواقع. لكن إذا تم األخذ بالتفسير األول فهذا يسهل من مهمة اإلتحاد و يخفف االصطدام بين أجهزته المعنية بحق التدخل و من شأنه أن يفعل دوره في هذا المجال. الفرع الثاني: القيود التي يفرضها النظام اإلج ارئي. تكمن القيود األكثر خطورة في طول إج ارءات تنفيذ حق التدخل إلى جانب تعدد صور التصويت على ق ارر التدخل. ذلك أن القضايا المتعلقة بحماية حقوق اإلنسان و حفظ السلم و األمن هي من األمور االستعجالية التي تستوجب معالجتها على وجه السرعة ألنها تضع حياة الناس في خطر. هذا يعني أنه عندما يكون التدخل من أجل حماية البشرية وجب أن يتم على وجه السرعة للحد قدر اإلمكان من نطاق الضرر. ومع ذلك فإن المالحظ هو أن اإلج ارء الذي يهدف إلى تنفيذ حق التدخل من جانب اإلتحاد طويل ومعقد. فمن أجل الوصول إلى الغاية المنشودة يجب أن تدخل األفعال التي تستدعي التدخل لوقفها ضمن األسباب المحركة للتدخل. متى تأكدت هذه األسباب يكون للمؤتمر اتخاذ الق ارر. و يجب عدم إغفال أن المؤتمر يعقد دورته مرة واحدة في السنة ويمكن أن يعقد دورة استثنائية بناء على طلب دولة )11( عضو و بموافقة ثلثي األعضاء على األقل. إذا و احت ارما لهذه اإلج ارءات يالحظ أنه متى وقعت إبادة جماعية في دولة ما عضو ال بد من انتظار عقد المؤتمر لدورته العادية من أجل النظر في الحالة. و يمكن -كحل آخر- أن تقدم دولة عضو طلب عقد دورة استثنائية وفي هذه الحالة يجب موافقة ثلثي أعضاء المؤتمر حتى تنعقد الدورة و في هته األثناء يترك الناس تحت رحمة جالديهم. على فرض أن الق ارر اتخذ في فترة قصيرة من جانب المؤتمر فإنه ال ي ازل هناك مجلس السلم واألمن الذي سيستغرق وقتا لتنفيذه. وفيما يتعلق بأساليب التصويت نجد القانون األساسي نص فيما يخص اتخاذ ق ار ارت المؤتمر على أسلوبين هما: اإلجماع و أغلبية الثلثين )10( ويجب أن يمر التصويت أوال بالبحث عن تحقيق اإلجماع واالستثناء هو أغلبية الثلثين. لكن السؤال المطروح لما يجب على المؤتمر في كل مرة أن يلجأ إلى التصويت حتى عند وجود حالة طارئة على أي حال فإن مرحلة البحث عن التصويت باإلجماع على األقل عندما يتعلق األمر باتخاذ ق ارر التدخل هي عديمة الجدوى و دون فائدة في الوقت الذي يجب أن يدور االنشغال الرئيسي حول أن مثل هذا التدخل يجب أن ينفذ بسرعة و سيكون من األفضل أن يمر المؤتمر مباشرة فيما يتعلق بمسائل السلم و األمن و حماية حقوق اإلنسان التخاذ الق ارر بأغلبية الثلثين دون المرور باإلجماع. إذا كانت هذه القيود التي خلقتها النصوص تشكل عقبة أمام ممارسة اإلتحاد اإلفريقي لحقه في التدخل فهناك مشكل آخر ال يقل أهمية عنها يتمثل 181

183 في وجود منافس له على المستوى اإلقليمي ذاته هو المنظمات دون اإلقليمية. المطلب الثاني: التنافس بين اإلتحاد اإلفريقي والمنظمات دون اإلقليمية في مجال التدخل. لقد أقرت اتفاقية أبوجا المنشئة للجماعة )11( االقتصادية اإلفريقية بمسيرة التكامل اإلقليمي باعتباره دعما للتكامل القاري المنشود وفي هذا السياق اعترفت بست تجمعات اقتصادية إقليمية كانت موجودة حينها هي: ECOWAS, COMESA,CEEAC, IGAD, SADC. )11 مكرر( واتحاد المغرب العربي. وقد كان من المرغوب فيه أن تعمل هته التجمعات على تعزيز دور اإلتحاد اإلفريقي في مجال التدخل نظ ار لوجود آليات ضمنها تختص بفض الن ازعات التي قد تنشأ بين الدول األعضاء فيها. و أيضا ألنها تعتبر عناصر مهمة في البنية األمنية الشاملة لإلتحاد اإلفريقي. لكن ما يبدو عمليا هو ظهور هذه التنظيمات كمنافس لإلتحاد اإلفريقي بسبب عدم إد ارجه لنصوص تنظم العالقة بينه وبين هذه التجمعات في مجال حفظ السلم واألمن اإلقليميين في القارة في الوقت الذي عكفت فيه على تطوير آليات خاصة بها في هذا المجال. إضافة إلى مشكلة تعددها و عدم وجود رقابة من جانب اإلتحاد عليها. التنسيق )الفرع األول( و عليه وجب النظر في مسألة والتساؤل حول العالقة بين االتحاد اإلفريقي و التجمعات ا قتصادية الثاني(. الفرع األول: وجود تنسيق فيما بينها. )الفرع تعدد المنظمات دون اإلقليمية وعدم تعتبر هذه المنظمات جزء ال يتج أز من عملية البناء األمني لإلتحاد اإلفريقي الذي تكون له المسؤولية األولى في ترقية السالم واألمن واالستق ارر في )15( إفريقيا. لكن رغم أهميتها و دورها الفعال في مجال تسوية الن ازعات و كذا في مجال اإلنذار المبكر إال أن هناك عقبات تحول دون تحقيق التنسيق فيما بين هذه التجمعات إذ ثمة تعدد في عضوية معظم الدول اإلفريقية في أكثر من تجمع. وعليه فإنه رغم وجود عدد معتبر من المجموعات االقتصادية اإلفريقية وتغطيتها لجوانب عملية من الوظائف واألهداف. فإن هذه المنظومة غير متوائمة مع بعضها البعض تماما و هو األمر الذي يجعل معظم الدول ذات الموقع المتوسط تحتفظ بعضوية أكثر من تجمع في آن واحد. و ال يخفى أن عضوية الدول في أكثر من منظمة واحدة قد يؤدي إلى مشكالت ملحوظة مثل اختالف الهندسة التكاملية لكل تنظيم و األعباء المالية المترتبة عن العضوية. الفرع الثاني: إشكالية العالقة بين اإلتحاد اإلفريقي والتجمعات االقتصادية: تبعية أم تعاون عندما يكون هناك نظامين لهما نفس الهدف فإن احتمال وقوع ص ارع بينهما وارد. و بوجود نظامين يمكن أن نطبق أحد المعيارين لتحديد طبيعة العالقة بينها: التنسيق الذي يجمع بين عنصرين متعادلين أو التبعية التي تتمحور حول مفهوم التسلسل الهرمي. إن المادة 220 من ميثاق األمم المتحدة قد تناولت المشكلة بين الميثاق و بين النظام القانوني الدولي وسعت إلى تطبيق تسلسل هرمي لحل مسألة التوافق بين الميثاق و المعاهدات الدولية وتطبيقا لهذه المادة جاء ق ارر محكمة العدل الدولية الصادر في المتعلق باألعمال 2181 نوفمبر 15 العسكرية و شبه العسكرية التي قامت بها الواليات المتحدة األمريكية في نيكا ارغوا الذي نص على أن "كل االتفاقيات اإلقليمية الثنائية أو المتعددة األط ارف 182

184 ي) التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية التي توصل لها األط ارف لتسوية الن ازع القائم أو ق ار ارت محكمة العدل الدولية تكون خاضعة للترتيب الوارد في المادة أعاله. 220 يتضح من ق ارر المحكمة هنا أن نظام تسوية الن ازعات المنصوص عليه في ميثاق األمم المتحدة يعلو على أنظمة التسوية التي جاءت بها االتفاقيات اإلقليمية و التي اعتبرت في الق ارر السابق غير نافذة وعديمة )16( األثر. وهو األمر الذي لم يسع اإلتحاد إلى معالجته في نصوص صريحة. فهو لم يضع أي نصوص لتنظيم العالقة بينه و بين المنظمات دون اإلقليمية في مجال حفظ السلم و األمن في القارة واكتفى بالنص على تعزيز المواءمة و التنسيق والتعاون بصورة وثيقة بينه وبين هته اآلليات اإلقليمية لتعزيز و إحالل السالم واألمن واالستق ارر )17( في القارة. إن هذه الصياغة تدل على أن العالقة بين اإلتحاد اإلفريقي والمنظمات دون اإلقليمية في مجال حفظ السلم واألمن اإلقليميين هي مجرد عالقة تعاون أي عالقة أفقية تضع كال النظامين على قدم المساواة مما قد يؤدي إلى إضعاف حق اإلتحاد في التدخل خصوصا وأن معظم هذه المنظمات سعت إلى تطوير آليات خاصة بها في مجال حفظ السلم واألمن فقد أنشأت عام )Ecowas( كما دعمت بحلية 0991 الن ازعات للحفاظ على.0999 أما عن )SADC( فريق الرصد في الوقاية التسيير وحل السالم واألمن في عام فقد أنشأت في الجهاز المعني بالسياسة والدفاع و األمن. إفريقيا الوسطى عمدت 0991 )CEEAC( مجلس السلم واألمن في الوسطى) COPAX ( وذلك سنة.2111 وفي إلى إنشاء إفريقيا أما عن منظمة )IGAD( ورغم الدور الجبار الذي تلعبه في مجال حفظ السلم و األمن في إفريقيا الشرقية وصل لحد إرسال بعثات عسكرية إال أنه ال يوجد لديها جهاز لحفظ السلم و األمن ألنها قادتها- حسب توجه تميل إلى استعمال الوسائل الدبلوماسية لتسوية األزمات بين أعضائها. كما أن المادة ) 7 من البروتوكول المنشئ لمجلس السلم و األمن اإلفريقي لم تتحدث عن م ارقبة اآلليات اإلقليمية وانما اكتفت بالنص على وجود تنسيق و تعاون معها.و هذا يعني أن هذه اآلليات تحتفظ باستقالليتها عن اإلتحاد وتعتمد أكثر على عالقتها باألمم المتحدة. وهذا الوضع يسهم أيضا في الحد من فعالية حق اإلتحاد في التدخل فالتنسيق والرقابة ال يصبان في نفس المعنى. يمكن إثارة تساؤل هنا إذا كانت عملية تنسيق اإلتحاد مع اآلليات اإلقليمية يمكن أن تؤثر بأي شكل من األشكال على المباد ارت التي تقوم بها هذه األخيرة فهل بإمكانه تعديلها لتتوافق مع أهداف اإلتحاد إذا كان الواقع يفرض أن تتوافق أعمال اآلليات اإلقليمية مع أهداف و مبادئ اإلتحاد اإلفريقي شأنه في ذلك شأن األمم المتحدة فإنه يجب أن تتوافر لديه سلطة الرقابة عليها لضمان هذا التوافق. والمشكل هنا يكمن في عدم وجود أحكام إل ازمية في نصوص اإلتحاد تفرض على اآلليات اإلقليمية االنسجام مع سياسة اإلتحاد وحتى البروتوكول الموقع بين مجلس السلم واألمن اإلفريقي والمجموعات االقتصادية في كان 1228 جانفي 28 الهدف منه هو تدعيم التعاون فقط بين المجلس وهذه المجموعات. في اعتقادنا أنه و كما أن األمم المتحدة هي صاحبة االختصاص العالمي في مجال حفظ السلم واألمن الدوليين فإن اإلتحاد اإلفريقي هو صاحب 183

185 االختصاص األول في هذا المجال على المستوى القاري وهذا يفرض على اآلليات اإلقليمية التكيف مع سياسة اإلتحاد حتى و لو لم يكن هناك نص قانوني إلرغامهم على ذلك. وهكذا فإن سلطة اإلتحاد في فرض الرقابة عليهم تتلخص في ضمان عدم تعارض مباد ارت هذه اآلليات مع اإلج ارءات المتخذة من طرف اإلتحاد. إذا كان هناك تنافس بين اإلتحاد اإلفريقي والمنظمات دون اإلقليمية في مجال إضالعه بمبدأ التدخل فهي ليست المنافس الوحيد إذ أن هناك منافس آخر على المستوى الدولي هي األمم المتحدة صاحبة االختصاص الرئيسي في مجال حفظ السلم و األمن الدوليين. المبحث الثاني: التنافس بين اإلتحاد اإلفريقي واألمم المتحدة في ممارسة حق التدخل. إن االختصاص العالمي لألمم المتحدة في مجال حفظ السلم و األمن الدوليين يمنحها حق و أولوية التدخل في الشؤون الداخلية للدول األعضاء. هذه السلطة تستمدها من نصوص الميثاق الذي جعل مسألة حفظ السلم واألمن حك ار على مجلس األمن )المطلب األول(. إن هذا االحتكار يلقي بظالله على الدور الذي يمكن أن يقوم به اإلتحاد اإلفريقي في مجال التدخل )المطلب الثاني(. المطلب األول: السلم و األمن الدوليين. احتكار مجلس األمن لمهمة حفظ إن الوظيفة الرئيسية لمجلس األمن هي المحافظة )18( على السلم و األمن الدوليين. و بما أن حفظ السلم واألمن يعد من أسمى أهداف األمم المتحدة لذلك زوده الميثاق بسلطات و اختصاصات واسعة تمكنه من تحقيق و بلوغ هذا الهدف هي: -التدخل من خالل التسوية السلمية للن ازعات والتوصية بما ي اره مالئما و ذلك في أي مرحلة من الن ازع. -التدخل في حالة وقوع تهديد للسلم أو اإلخالل به أو أي عمل من أعمال العدوان من أجل اتخاذ اإلج ارءات اإلك ارهية واعادة السلم إلى نصابه و قد منحه الميثاق سلطة تقديرية واسعة في هذا المجال. أما فيما يخص المنظمات اإلقليمية المكرسة لتسوية المسائل التي تمس السلم و األمن اإلقليمي فيمكنه التي يتخذها استخدامها كجهاز تنفيذي لإلج ارءات القمعية )الفرع األول( الن ازع )الفرع الثاني(. الفرع األول: أو السماح لها بإدارة استعمال مجلس األمن للمنظمات اإلقليمية في تنفيذ األعمال القمعية. لقد حاول واضعو ميثاق األمم المتحدة االستفادة من كل اإلمكانات المتاحة في النظام الدولي والنظم اإلقليمية من أجل توفير أفضل مناخ ممكن لحفظ السلم و تحقيق األمن القومي )11( و هكذا تم. تخصيص الفصل الثامن من الميثاق لتنظيم العالقة بين األمم المتحدة و المنظمات اإلقليمية. و يؤكد الميثاق فيما يخص المسائل األمنية التبعية الحقيقية للهيئات اإلقليمية لمجلس األمن فيكون لهذا األخير حق استعمالها في تنفيذ األعمال القمعية كلما أرى )52( ذلك مالئما شرط أن يكون تحت رقابته و إش ارفه. وفي هذا الخصوص تنص المادة على أن 50 " من الميثاق يستخدم مجلس األمن تلك التنظيمات أو الوكاالت اإلقليمية في أعمال القمع كلما أرى ذلك مالئما ويكون عملها حينئذ تحت م ارقبته و إش ارفه". ومع ذلك فال شيء يمنع هته المنظمات من تبني أو تنفيذ هي وحدها و دون إذن مسبق- التدابير المؤقتة المنصوص عليها في المادة من 12 الميثاق و في هذا السياق تلتزم وفقا لنص المادة 184

186 51 بإعالم مجلس األمن إال إذا كان األمر يتعلق بالدفاع عن النفس أو األفعال ضد الدولة العدو فهتين الحالتين تشكالن استثناء على احتكار مجلس األمن. الفرع الثاني: االستثناءات الواردة على احتكار مجلس األمن لحفظ السلم و األمن. أدت الخالفات المستمرة بين الدول الكبرى ذات العضوية الدائمة في مجلس األمن إلى عجز نظام األمن الجماعي كما جاء في ميثاق األمم المتحدة عن تحقيق أهدافه لذا أخذت الدول تبحث عن وسائل أخرى من خالل نصوص الميثاق لتحقيق األمن الذي تنشده كما أخذت تبحث عن المبرر القانوني لما تتخذه من وسائل لتحقيق أمنها ووجدت في االستثناءات التي يتضمنها الميثاق ما يحقق غايتها من خالل حق الدفاع عن النفس ورد العدوان. و أصبحت النظم اإلقليمية هي الوريث عمليا لنظام األمن الجماعي. أوال- حق الدفاع عن النفس: وهو الحق الذي يقرره القانون الدولي لدولة أو مجموعة من الدول باستخدام القوة لصد عدوان مسلح حال يرتكب ضد سالمة إقليمها أو استقاللها السياسي شريطة أن يكون استخدام القوة هو الوسيلة الوحيدة لدرء ذلك العدوان ومتناسبا معه و يتوقف حين يتخذ مجلس األمن )52( التدابير الالزمة لحفظ السلم واألمن الدوليين. ثانيا- اإلج ارءات المتخذة ضد الدول األعضاء: تنص الجملة األخيرة من المادة من ميثاق األمم 50 المتحدة على حالتين تجعالن من شرط الحصول على رخصة مسبقة من مجلس األمن غير ضرورية لتطبيق أعمال القمع التي تقوم بها المنظمات اإلقليمية و يتعلق األمر بالتدابير الواردة في المادة 227 من الميثاق والتدابير المتخذة من جانب المنظمات اإلقليمية و الموجهة ضد أي محاولة للدول األعداء للرجوع إلى السياسة العدائية. تعرف الدول األعداء بأنها أية دولة كانت عدوة خالل الحرب العالمية الثانية ألية دولة من الدول الموقعة على ميثاق األمم المتحدة )51(. وفيما يخص إج ارءات تنفيذ هذا االستثناء هناك نوعان منها تلك المنصوص عليها في المادة 227 من الميثاق والمتعلقة باألعمال الواردة في الفصل السابع عشر من الميثاق الذي يتعلق بتدابير حفظ األمن في الفترة االنتقالية واإلج ارءات التي لمنع تجدد سياسة العدوان. تتخذ لكن هذه األحكام صارت من دون معنى ألن الدول األعداء المقصودة في هذه الحالة هي اآلن أعضاء في األمم المتحدة. هذه هي الحاالت الواردة في ميثاق األمم المتحدة التي تسمح لإلتحاد اإلفريقي بالتحرر و بصفة شرعية من شرط الحصول على رخصة مسبقة من مجلس األمن للتدخل في ميدان حفظ السلم و األمن. خارج هذه الحاالت يكون اإلتحاد ملزما بطلب رخصة مسبقة من مجلس األمن للتدخل وكذا تبليغه بأي عمل قام به أو يريد القيام به. المطلب الثاني: اإلتحاد اإلفريقي فاعل ثانوي في مجال حفظ السلم و األمن الدوليين. إذا كان اإلتحاد اإلفريقي كأي منظمة إقليمية يتمتع باستقالل تام في مجال التسوية السلمية للن ازعات فإن المادتين 50 و 51 من ميثاق األمم المتحدة تفرضان عليه واجب الحصول المسبق على إذن من مجلس األمن )الفرع األول( و كذا واجب تبليغه في كل وقت بأي عمل قام به أو يريد القيام به في مجال حفظ السلم و األمن الدوليين الثاني(. )الفرع 185

187 الفرع األول: من مجلس األمن. واجب الحصول على رخصة مسبقة تتمثل عقوبة مخالفة هذا الشرط في عدم إمكانية التمسك بذلك التصرف أو االتفاق أمام أي جهاز من أجهزة األمم المتحدة )50( كما أن إعفاء المنظمات. اإلقليمية من هذا الشرط يعني إنكار الدهاء السياسي لمحرري الميثاق وفتح المجال على مص ارعيه للدول المسيطرة على هذه المنظمات اإلقليمية وعدم ضمان أمن كثير من الدول و بالتالي تجزئة السلم واألمن الدوليين و تخلي مجلس األمن عن مهمته الرئيسية في حفظ السلم واألمن. الفرع الثاني: واجب إعالم مجلس األمن. 51 تلزم المادة من الميثاق المنظمات اإلقليمية بتبليغ مجلس األمن في كل وقت بأي عمل قامت به أو تريد القيام به في مجال حفظ السلم و األمن الدوليين. وقد أشار مجلس األمن لهذه المادة في الفقرة التاسعة من ق ارره رقم /22/27 والمنظمات اإلقليمية: للسالم و األخرى. والمعنون األمن الدوليين" ب الصادر في "مجلس األمن مواجهة التحديات الجديدة وفي العديد من الق ار ارت وتعتبر هذه المادة أداة قانونية لتأكيد خضوع كل عمل إقليمي في مجال حفظ السلم واألمن لرقابة مجلس األمن ومن ثم فهي تشكل ضمان آخر وتأمين اتخذه محررو الميثاق لتفادي المبالغات والتجاو ازت التي يمكن أن تقع فيها المنظمات اإلقليمية خالل ممارسة اختصاصاتها في هذا المجال. الخاتمة: إن القانون التأسيسي لإلتحاد اإلفريقي وكذا البروتوكول المنشئ لمجلسه للسلم واألمن قد أق ار ص ارحة حقه في التدخل عندما يتعلق األمر باالنتهاكات الخطرة للقانون الدولي اإلنساني واالعتداء على السلم واألمن. غير أن هذا التوجه الذي حذاه اإلتحاد ال يعطيه درجة كبيرة من الفعالية التي من شأنها أن تكبح جماح الن ازعات المنتشرة في القارة و التي جعلت منها أكثر القا ارت تضر ار و تخلفا. إن األسباب التي تنقص من فعالية دور اإلتحاد في مجال التدخل تتمثل في: -هيمنة مجلس األمن الدولي التي ألقت بضاللها على الدور الذي قد يلعبه اإلتحاد اإلفريقي في مجال التدخل. فهو صاحب االختصاص العالمي في مجال حفظ السلم و األمن الدوليين و يملك سلطة استعمال - أي منظمة إقليمية لغرض تطبيق األعمال القمعية تحت سلطته في حالة وجود عدوان أو إخالل بالسلم و األمن الدوليين وهذه األخيرة يقع عليها واجب تنفيذ األعمال القمعية إذا ما طلب منها مجلس األمن ذلك وهي ملزمة على التعاون معه. المعايير غير الدقيقة وعدم االنسجام بين النصوص قد يؤدي إلى خلق منافسة بين األجهزة المعنية بقضايا األمن داخل اإلتحاد والمقصود هنا هم مؤتمر رؤساء الدول والحكومات المجلس التنفيذي و مجلس السلم واألمن. -عالوة على ذلك فإن إج ارءات تنفيذ هذا الحق طويلة جدا مما قد يتسبب في عدم فعالية تدخل اإلتحاد الذي سيأتي في أغلب األحيان متأخ ار لهذا السبب. أخي ار فإن تطوير المنظمات دون اإلقليمية ألجهزتها الخاصة المعنية بحفظ السلم و األمن جعل منها منافسة لإلتحاد بدال من أن تكون خاضعة له. والسبب في ذلك هو عدم وضوح القواعد التي تنظم العالقات بينهما ألن القانون األساسي اإلفريقي لم يشر إلى ذلك. لإلتحاد 186

188 -6 التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية من أجل تفعيل دور اإلتحاد اإلفريقي في التدخل وتكون عملياته ناجحة في هذا المجال ال بد من إعادة صياغة نصوصه في المجاالت التالية: -تحديد الجهاز الذي تكون له السلطة الكاملة للتدخل. -التقليص قدر اإلمكان في اآلجال اإلج ارئية يتعلق بالتدخل. فيما -تنظيم وبصفة دقيقة العالقة بين اإلتحاد والمنظمات دون اإلقليمية فيما يتعلق بمسائل حفظ السلم واألمن اإلقليميين. بهذه الطريقة تتوافر لإلتحاد الكفاءة الالزمة ومن ثم يكون على استعداد للتدخل في أي وقت وفي أي ظرف من الظروف. الهوامش -1 )ه( 1 تنص المادة من القانون التأسيسي "يعمل االتحاد وفقا للمبادئ التالية:ح- حق االتحاد في التدخل في دولة عضو طبقا لمقرر المؤتمر في ظل ظروف خطيرة متمثلة في ج ارئم الحرب و اإلبادة الجماعية و الج ارئم ضد اإلنسانية". 2- Président MUSEVENI d'uganda, 22ième session ordinaire de l'oua, assemblée générale des chefs d'etats et de gouvernement, cité par Kioko ( B. ), dans «The right of intervention under the African Union's constitutive act», Addis Abeba, Ethiopie, مسعد عبد الرحمن زيدان قاسم تدخل األمم المتحدة في الن ازعات المسلحة غير ذات الطابع الدولي دار الجامعة الجديدة للنشر اإلسكندرية مصر ص تنص المادة 2/8 من ميثاق األمم المتحدة: " ال يوجد في هذا الميثاق ما يسوغ لهيئة األمم المتحدة أن تتدخل في الشؤون التي تعتبر من صميم السلطان الداخلي لدولة ما". مطر )ع(: "القانون الدولي اإلنساني" دار الجامعة الجديدة مصر 8002 ص ارجع المادة 8/2 من نظام روما األساسي. ارجع المادة 8 من اتفاقية منع جريمة اإلبادة الجماعية و المعاقبة عليها. 5- المادة 2/2 من ميثاق محكمة نيورنبرغ. 11- نظار )و(: "مفهوم الج ارئم ضد اإلنسانية في القانون الدولي" مركز د ارسات الوحدة العربية لبنان ص Mubiale) M ( : «L ingérence humanitaire», Revue Africaine de Droit International et comparé, Juin 1993, p أحمد إب ارهيم محمود حرب الصومال بين الص ارع الداخلي و االستقطاب الخارجي المستقبل العربي عدد 442 مركز د ارسات الوحدة العربية لبنان 8002 ص Abdou Yéro Ba, La contribution de l Union Africaine au maintien de la paix, Revue de droit International et droit comparé, 2006, p Bettati (Mario) : Droit humanitaire, «Textes introduits et commentés par M. Bettati», Essais, Inédit, P حازم محمد عتلم "قانون الن ازعات المسلحة الدولية "المدخل للنطاق الزمني" دار النهضة العربية مصر 1221 ص Robert (Kolb) : «Le droit international des conflits armés», Bruylant, Belgique, 2005, P Idem, P منقول من: بو ارس )ع(: "التدخل الدولي اإلنساني" دار الجامعة الجديدة مصر 8009 ص بوجالل )ص(: "الحق في المساعدة اإلنسانية" دار الفكر الجامعي مصر 8002 ص نفس المرجع نفس الصفحة. 21- عبد الغفار العربية )م(: "فض النز اعات في الفكر والممارسة مقدمة في علم الن ازعات ونظام اإلنذار ج 8 دار هومة الج ازئر ص 22- نفس المرجع نفس الصفحة. المبكر" 1- المادة 2 من ميثاق محكمة نيورنبرغ. 187

189 ه) و) ز) ز) أ 8 د) ج) ي) ي) و) -41 التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية ) ) من القانون التأسيسي و ارجع المواد 3 ) من البروتوكول المنشئ لمجلس السلم و األمن المادة 8/8 من البروتوكول المنشئ لمجلس السلم واألمن. 21- المادة 80 من القانون التأسيسي. 26- تنص المادة 9 المحددة لمهام المؤتمر فقرة ز على "إصدار توجيهات إلى المجلس التنفيذي حول إدارة الن ازعات والحروب و الحاالت الطارئة األخرى و استعادة السالم" و تنص المادة 84 المحددة لمهام المجلس التنفيذي على " 8 -يقوم المجلس التنفيذي بتنسيق واتخاذ الق ار ارت حول السياسات في المجاالت ذات االهتمام المشترك بالنسبة للدول األعضاء بما في ذلك ما يلي: ) حماية البيئة والعمل اإلنساني واالستجابة للكوارث الطبيعية والحد منها". ) من القانون التأسيسي. -27 المادة يقصد بالنصاب القانوني بلوغ عدد المشاركين القدر المطلوب النعقاد اجتماع و اعتماده بصورة صحيحة. 25- المادة 2 من القانون التأسيسي. 31- المادة 2 من القانون التأسيسي. 31- المادة 2/ من القانون التأسيسي. 32- المادة 2/2 من البروتوكول المنشئ لمجلس السلم ارجع المادة 2 ) من القانون التأسيسي ارجع المادة 4/2 من القانون التأسيسي. ارجع المادة 2 من القانون التأسيسي. تم التوقيع عليها عام المفعول عام إلفريقيا. مكرر و أصبحت سارية Ecowas :المجموعة االقتصادية لدول غرب COMESA :مجموعة دول شرق و جنوب إفريقيا CEEAC :المجموعة االقتصادية لدول وسط إفريقيا IGAD :المنظمة الحكومية حول الجفاف و التنمية SADC :منظمة تنمية الجنوب اإلفريقي. 82 المادة -41 من البروتوكول المنشئ لمجلس السلم واألمن. 46- Flory (Thiébaut): «Article 103» in «La charte des Nations Unies, commentaire article par article», s / direction de Alain Pellet et autre, 2 ème éd, Economica, France, 1991, p المادة ) 2 من البروتوكول المنشئ لمجلس السلم واألمن الجماعي" ارجع المادة 83 من ميثاق األمم المتحدة. بوزنادة )م(: "المنظمات اإلقليمية و نظام األمن ديوان المطبوعات الجامعية الج ازئر دون تاريخ نشر ص Quoc(N) Daillien (P) et pellet (A) : «Droit International Public», 5 ème éd, LGDJ, France, 1994, p بوزنادة )م( مرجع سابق ص المادة 8/94 من ميثاق األمم المتحدة. تنص المادة من ميثاق األمم المتحدة على: "إذا تعارضت االلت ازمات التي يرتبط بها أعضاء المتحدة" "األمم وفقا ألحكام هذا الميثاق مع أي الت ازم دولي آخر يرتبطون به فالعبرة بالت ازماتهم المترتبة على هذا الميثاق". قائمة الم ارجع: 1- ميثاق األمم المتحدة الموقع عليه في 82 حزي ارن/يونيه 8939 في سان ف ارنسيسكو في ختام مؤتمر األمم المتحدة واألمن. 33- المادة 8/84 من البروتوكول المنشئ لمجلس السلم و األمن. 34- ارجع زهرة بوس ارج "مجلس السلم و األمن اإلفريقي" مذكرة ماجستير جامعة عنابة الج ازئر ص ص نفس المذكرة ص ص ) من البروتوكول المنشئ لمجلس السلم -36 المادة 2 واألمن. 37- المادة 2 )ه( من البروتوكول المنشئ لمجلس السلم و األمن. 38- المادة 8/89 من البروتوكول المنشئ لمجلس السلم و األمن. ) من القانون التأسيسي. -35 المادة ارجع المادة 8/84 من القانون التأسيسي. 188

190 -14 التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية الخاص بنظام الهيئة الدولية. األول/أكتوبر وأصبح نافذا في تشرين القانون التأسيسي لالتحاد اإلفريقي الصادر في لومي توجو في اليوم السابع من نوفمبر و دخل حيز النفاذ في 82 ماي ميثاق محكمة نيورنبرغ. -4 نظام روما األساسي المعتمد في روما في و المنشي للمحكمة الجنائية الدولية. -1 يوليه اتفاقية منع جريمة اإلبادة الجماعية و المعاقبة عليها التي أقرتها األمم المتحدة في. 8932/88/ البروتكول المنشئ لمجلس السلم و األمن الموقع في 8008 أكتوبر و دخل حيز النفاذ في بوجالل 7- ديسمبر )ص( الحق في المساعدة اإلنسانية دار الفكر الجامعي مصر بو ارس 8- الجديدة مصر بوزنادة )ع( التدخل الدولي اإلنساني دار الجامعة )م( المنظمات اإلقليمية و نظام األمن الجماعي ديوان المطبوعات الجامعية الج ازئر دون تاريخ نشر. 11 -عبد الغفار العربية ص ج 8 )م( فض النز اعات في الفكر والممارسة مقدمة في علم الن ازعات ونظام اإلنذار 823 دار هومة الج ازئر المبكر 11- مسعد عبد الرحمن زيدان قاسم تدخل األمم المتحدة في الن ازعات المسلحة غير ذات الطابع الدولي دار الجامعة الجديدة للنشر اإلسكندرية مصر مطر )ع( القانون الدولي اإلنساني ص 842 دار الجامعة الجديدة مصر نظار )و( مفهوم الج ارئم ضد اإلنسانية في القانون الدولي ص مركز د ارسات الوحدة العربية لبنان أحمد إب ارهيم محمود حرب الصومال بين الص ارع الداخلي و االستقطاب الخارجي المستقبل العربي عدد 442 مركز د ارسات الوحدة العربية لبنان فهمي 11- )و( األمم المتحدة من التدخل اإلنساني إلى مسؤولية الحماية مجلة السياسة الدولية العدد أكتوبر زهرة بوس ارج "مجلس السلم و األمن اإلفريقي" مذكرة ماجستير جامعة عنابة الج ازئر Flory ( Thiébaut): «Article 103» in «La charte des Nations Unies, commentaire article par article», s / direction de Alain Pellet et autre, 2 ème éd, Economica, France, Bettati (Mario) : Droit humanitaire, «Textes introduits et commentés par M. Bettati», Essais, Inédit. 19- Quoc(N) Daillien (P) et pellet (A) : «Droit International Public», 5 ème éd, LGDJ, France, Robert (Kolb) : «Le droit international des conflits armés», Bruylant, Belgique, Abdou Yéro Ba, La contribution de l Union Africaine au maintien de la paix, Revue de droit International et droit comparé, Mubiale )M (: «L ingérence humanitaire», Revue Africaine de Droit International et comparé, Juin Président MUSEVENI d'uganda, 22ième session ordinaire de l'oua, assemblée générale des chefs d'etats et de gouvernement, cité par Kioko ( B. ), dans «The right of intervention under the African Union's constitutive act», Addis Abeba, Ethiopie,

191 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية است ارتيجيات التصنيع والتجديد التكنولوجي في المؤسسة د. سهى حم ازوي معهد العلوم االجتماعية واالنسانية المركز الجامعي خنشلة الصناعية العمومية ملخص تأتي هذه الد ارسة لتعالج التجربة الج ازئرية في التصنيع ونقل التكنولوجيا من خالل التركيز على نمط التصنيع واست ارتيجية التجديد التكنولوجي باإلضافة إلى عرض موقع الج ازئر ضمن المؤش ارت التكنولوجية العالمية باعتبارها إحدى األدوات الرئيسة في تحقيق التنمية الشاملة من جهة والتأقلم مع التحديات التي تفرضها التحوالت العالمية من جهة ثانية. كما يجب التخلي عن األساليب القديمة في تسيير اقتصادها والبحث عن األساليب والتقنيات العصرية للنهوض باالقتصاد الوطني وتطوير قد ارت المؤسسات الصناعية الج ازئرية وتأهيل مواردها البشرية. الكلمات المفاتيح: التصنيع التجديد التكنولوجي المؤش ارت التكنولوجية المخططات التنموية المؤسسة الصناعية العمومية. Résumé Cette étude traite de l'expérience algérienne dans la fabrication et le transfert des technologies en se concentrant sur le modèle de l'industrialisation, et la stratégie de l'innovation technologique. Elle vise aussi à présenter la position de l'algérie dans l indicateur technologique mondial ; vue comme un des principaux outils de la réalisation du développement global d'une part, et l adaptation aux défis imposés par les transformations globales d'autre part. Aussi il faut abandonner les vieux procédés économiques et l adoption de nouvelles méthodes et techniques modernes ; en vue de la promotion de l'économie nationale et le développement des entreprises algériennes industrielles et la réhabilitation des ressources humaines. Mots clés: L industrialisation, l'innovation technologique, les indicateurs technologiques, plan de développement, l'institution publique. Abstract The achievement of industrial development and building the needed productive base to achieve a real development depend on technical or technological progress as an effective element in any comprehensive industrial development. For this purpose the Algerian public Industrial company has attached special importance to the technological factor through industrialization policy pursued since independence, because manufacturing aims at establishing strong rules that lead in the long term to update the economic structure and social construction, thus freeing the country from dependence on outside. This study examines the Algerian experience in manufacturing and technology transfer by focusing on industrialization pattern and strategy of technological innovation, in addition to displaying the Algerian position within the international technological indicators as one of the principal instruments in achieving comprehensive development on the one hand and coping with the challenges posed by global transformations on the other hand. Keywords: Industrialisation, technological innovation, technology transfer, public industrial company. 190

192 -1 التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية مقدمة: تتواجد الج ازئر اليوم ضمن محيط وطني ودولي يتميز بتغير ات مواكبتها والتكيف معها. سريعة وآليات جديدة تحتم عليها لذلك وجب علينا الوقوف على هذه التغي ارت ومعرفة وفهم آليات تأثيرها. من هذا المنطلق قامت الج ازئر باقتناء التكنولوجيا عن طريق ش ارء المعدات مما جعلها في غضون وقت قصير مستوردا ضخما للتكنولوجيا من حيث حجم العقود وكمية المعدات التي تحتاجها. وال يمكننا الحديث عن المؤسسة الصناعية الج ازئرية العمومية اليوم بمعزل عما يجري في العالم ككل وهو ما يعزز القول: فيه هو فضاء دولي. بأن الفضاء الذي تعمل لذا يستلزم على هذه المؤسسات االستفادة من التفضيالت الممنوحة للبلدان النامية ومن المساعدات التقنية التي يمكنها الحصول عليها من الدول المتقدمة. كما أن العمل على اكتساب التكنولوجيا والتحكم في فنيات التسيير والتسويق عبر الش اركة مع األجانب من شأنه أن يضمن لها نقلة نوعية تسمح لها بمنافسة غيرها. وهذا ما سنخصه بالتحليل في هذا المقال المتضمن ثالثة محاور تناول األول منها: التجربة الج ازئرية في التصنيع ونقل التكنولوجيا من خالل التركيز على نمط التصنيع وتناول المحور الثاني إست ارتيجية التجديد التكنولوجي وأهم قنوات نقلها. أما المحور الثالث فتناول موقع الج ازئر ضمن المؤش ارت التكنولوجية العالمية من أجل دعم القد ارت الفنية للمؤسسات الصناعية بصورة مستمرة بغرض مواجهة مختلف التحوالت االجتماعية واالقتصادية التي تفرضها العولمة. إست ارتيجيات التصنيع في المؤسسة الصناعية العمومية: إن أية عملية هادفة البد أن تقوم على اختيار است ارتيجية واضحة المعالم تولي أهمية معتبرة لمختلف العوامل سواء التي تعيق أو تسهم بصفة فعالة في تحقيق التنمية المنشودة وبلوغ األهداف الموضوعة على أساس اإلمكانات المتاحة. لذا تتجه جهود التنمية في كثير من الدول النامية إلى تصنيع االقتصاد الوطني وانشاء صناعات متنوعة باالعتماد على التكنولوجيا. من هذا المنطلق نجد أن التجربة الج ازئرية في نقل التكنولوجيا في إطار االست ارتيجية التنموية تتطلب منها السعي إلى استي ارد الثقافة المادية المتطورة واتباع سياسة التصنيع التي تشكل قسما جوهريا ضمن است ارتيجية التنمية الشاملة. إذا فالتصنيع هو عملية للتطوير االقتصادي بمختلف فروعه وتدعيم هذه الفروع بتكنولوجيا حديثة ومتطورة ويحظى قطاع إنتاج وسائل اإلنتاج بأهمية كبيرة إلمكانية تحقيقه معدالت نمو مرتفعة لذا أولته الج ازئر أهمية بالغة وذلك من خالل تبنيها نموذجا للصناعات المصنعة والذي جاء به مجموعة من االقتصاديين وعلى أرسهم: بيرو " "F.Perroux. و فر انسوا "ديستان دويرنيس "G.Destan de Bernis هذا األخير الذي يوضح " بقوله: إن العامل األساسي في عملية التصنيع للدول غير النامية هو تكوين أرسمال يكون قاد ار على تغذية الصناعات والمنتوجات الصناعية األساسية ولذلك فإنه يجب البدء بالصناعات التي تنتج وسائل اإلنتاج وليس بالصناعات التي تنتج المواد االستهالكية " )2(. إن هذا النموذج أو ما يعرف بالصناعات المصنعة ينص على أن التنمية الصناعية ال 191

193 تتوقف عند مجرد إقامة مصانع فقط بل هي عملية تحويل المجتمع عن طريق نظام منسق من الصناعات وتحقيق تكامل بين مختلف األنشطة الصناعية وهذا إلقامة تصنيع حقيقي يتماشى ومتطلبات المجتمع. كما يقوم هذا النموذج على "وضع مجموعة من اآلالت الحديثة تحت تصرف االقتصاد لزيادة إنتاجية العمل وإلعادة الهيكلة االقتصادية واالجتماعية " )1(. إن الهدف من هذا النموذج هو رفع معدل اإلنتاج الصناعي والز ارعي وتوسيع األسواق واإلسهام في إيجاد التكامل االقتصادي وكذلك توقيف الضغط على سوق العمل. ونظ ار ألهمية هذه األهداف فقد تمت المصادقة عليها من طرف المواثيق الوطنية ابتداء من برنامج ط اربلس وحتى الميثاق الوطني ويؤكد 2161 De Bernis " على مدخل خاص بالقضايا األساسية المتعلقة باختيار الصناعات والقطاعات التي يلزم التوسع فيها بقوله: " ال يلزم أن ينظر إلى التصنيع باعتباره مجرد بناء لسلسلة من المصانع أو لكونه يتضمن خيا ار بسيطا بين الصناعات الثقيلة وبين الصناعات الخفيفة ولكن التصنيع يتطلب عالوة على هذا اختيا ار دقيقا لفئات الصناعات التي تعزز وتعجل كثي ار عملية التنمية الشاملة أي )صناعات التصنيع(. إن عرضنا للنموذج الج ازئري السابق في ميدان التصنيع يؤكد على أن الج ازئر كانت تهدف من خالله إلى إيجاد وسائل تعمل على إث ارء الصناعات األخرى خاصة فيما يتعلق بإنتاج وسائل اإلنتاج. وقد قامت الج ازئر بإرساء قواعد عدة في ميدان التصنيع عززتها ببرنامج تخطيطي منظم وبهذا يمكن تقسيم سياسة التصنيع في الج ازئر إلى: أ- المرحلة االنتقالية ) (: تميزت هذه المرحلة بالوضع االقتصادي والصناعي الصعب الذي عرفته الج ازئر غداة االستقالل ورغم هذا بدأت البالد تنميتها االقتصادية حيث قامت بتصدير المنتوجات الز ارعية والخمور والمعادن والبترول الخام كما تميزت سياسة التصنيع في هذه المرحلة بإتباع است ارتيجية عمالية مكثفة واهتمت أساسا بالصناعات الخفيفة والصناعات االستهالكية. ب- مرحلة المخططات التنموية ) (: تميزت السياسة االقتصادية في هذه المرحلة بانطالق خطط التنمية وتكثيف االستثمار بقطاع المحروقات والتوجه نحو إقامة صناعات شرعت ابتداء من سنة 2167 ثقيلة وقد في تنفيذ أول خطة ثالثية للتنمية ) ( ثم خطتين رباعيتين ) ( و ) ( تواصلت عملية تكثيف االستثما ارت الصناعية. حيث " فقد حظيت الصناعة بحصة هامة من مجموع االستثما ارت إذ قدرت بالنسبة للخطة الرباعية األولى ب: )%11,7( الرباعية الثانية و األولى " )%10,1( و )%52,6( )0(. بالنسبة للخطة بالنسبة للخطة الثالثية وتوضح النسب المرتفعة لالستثما ارت الصناعية نوعية اختيا ارت الج ازئر في ميدان التصنيع حيث أعطت أهمية خاصة للصناعات التصنيعية باعتبارها قادرة على خلق ديناميكية داخل االقتصاد الوطني. ويمكن تلخيص أهداف هذه السياسة في النقاط اآلتية: - - إنشاء ركيزة صناعية موجهة للتصدير. تمويل القطاع الصناعي باستخدام المصادر النفطية. 192

194 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية - التحول من صناعة ذات كثافة عمالية إلى صناعة تعتمد على االستثمار المكثف. ج- مرحلة التقويم واإلصالحات ) (: تعد هذه المرحلة مرحلة تقييمية للوضع االقتصادي السابق الذي شهد تأخ ار في عدة إنجا ازت وعدم تحقيق الطلب الكافي من اإلنتاج فبعد أن اعتمدت الج ازئر على الصناعات الثقيلة وتصدير المحروقات اكتشفت في بداية الثمانينيات أن نتائج هذه السياسة غير مرضية ولم تكن منتظرة بل ازدت في تدعيم التبعية الغذائية والتكنولوجية وأهملت خاللها الهياكل القاعدية كالصحة والتعليم كما ازدت حدة المديونية وتأزمت وضعيتها المالية. ونتيجة لهذا الوضع االقتصادي تم تقييم نتائج السياسة التنموية التي اتبعتها البالد في السبعينيات وتقرر وجوب االهتمام بالقطاعات األخرى وانطالقا من هذه االعتبا ارت تم وضع خطتين خماسيتين ) ( و) (. وهكذا ومنذ سنة 2182 دخلت الج ازئر مرحلة جديدة تتسم باإلصالحات ابتداء من إعادة الهيكلة للمؤسسات العمومية الكبرى " سوناط ارك - Sonatrach " و"سوناكوم- " Sonacome إلى استقاللية المؤسسات التي تعمل على تشجيع الصناعات الخفيفة العمومية والخاصة. وقد قامت التنمية الصناعية في هذه المرحلة على أسلوب الشركات الوطنية حيث تأسست أهم إن لم نقل جميع الشركات الصناعية الوطنية وتكاد تستأثر كل شركة بقطاع صناعي كامل تجمع تحتها جميع األنشطة الصناعية المتشابهة المتكاملة في شكل مؤسسات تعمل تحت اسم شركة واحدة مثل: الشركة الوطنية للصناعات الميكانيكية والشركة الوطنية للحديد والصلب والشركة الوطنية للصناعات الجلدية وغيرها من الشركات الكثيرة التي بلغ عددها 72 )1( شركة في مطلع الثمانينيات. وقد أدى توجيه االستثمار إلى الصناعات االستهالكية والخدمات وتوقيف االستثمار في النشاطات الصناعية إلى تحطيم النسيج الصناعي الوطني في فترة الثمانينيات مما جعل اقتصادنا يعتمد اعتمادا كليا على الواردات الخارجية في كل ما تحتاج إليه المؤسسات الصناعية باإلضافة إلى عدم التحكم في منظومة العمل الجديدة مما أدى إلى ظهور مشكالت في تنظيم العمل والتسيير. فقد ساعدت إج ارءات عملية التنظيم االقتصادي المتخذة من طرف السلطات العامة بعد على تعميق 2185 األزمة االقتصادية التي أصبحت معالمها واضحة. فالنمو االقتصادي الذي كانت نسبته تدور دائما )%7,0( حول السبعينات بلغت الفترة الممتدة من في المتوسط سنويا خالل عشرية )%25,1( إلى 2182 في المتوسط 2185 )%2,6( سنة.2186 أثناء لتنهار إلى كما تميزت فترة الثمانينيات باالستي ارد المكثف لسلع االستهالك النهائي في إطار برنامج واسع لالستي ارد سمي ببرنامج خصص له مبلغ " ضد الندرة " 22 مليا ارت دوالر في سنة )5( على حساب االستثمار والتشغيل. حيث 2181 والنتيجة التي يمكن استخالصها من هذه الوضعية الصعبة التي عانت منها المؤسسة الصناعية العامة في فترة الثمانينيات هي حالة الركود الذي أصاب معظم المؤسسات العمومية ومعدالت النمو التي ت ارجعت بشكل كبير واالستثما ارت التي انخفضت هي األخرى فبعد أن تضاعفت االستثما ارت ما بين 2161 و 2178 ب: 25 مرة انخفض معدل االستثمار إلى الناتج الخام إلى ثم إلى 2181 سنة )%05.2( )%11( سنة

195 كما عرف النمو االقتصادي معدالت سالبة كما هو موضح في الجدول اآلتي: Cons/tête جدول رقم )01(: يوضح معدالت النمو االقتصادي في الج ازئر PNB/tête الناتج المحلي الخامPIB الناتج الوطني الخامPNB المصدر:إسماعيل بوخاوة المؤسسات االقتصادية في مرحلة اقتصاد السوق ص 44 نقال عن: المجلس الوطني للتخطيط والبنك العالمي السنة معدالت النمو االقتصادي ,9 2,2 0-0,2-1,9-1,3-1, ,9-5,1-5 -7,4-17,2 PNB PIB إن استق ارء الجدول السابق يبين فعال الوضعية الحرجة التي عرفتها المؤسسات الصناعية في هذه الفترة والركود الذي عرفته معدالت النمو حيث انخفضت االستثما ارت ووصل الناتج الوطني الخام إلى معدالت سالبة وصلت إلى )-1( سنتي: 2188 و أما الناتج المحلي الخام والمبين بالخط األحمر في الشكل أعاله فقد بلغ نسبا سالبة معتبرة تباينت بين )-27( سنة 2186 و )-5( سنتي 2188 و د- المرحلة الممتدة من : نالحظ من خالل تقييمنا للم ارحل السابقة أنه كانت هناك است ارتيجيات معينة في التصنيع ونقل التكنولوجيا كان للدولة النصيب األوفر في تحريك آلياتها وتدعيمها إال أن الوضع الدولي بصفة عامة والوضع الداخلي للبالد بصفة خاصة جعل االقتصاد المخطط والموجه الذي اتبعته الج ازئر يثبت فشله ويتجلى األمر بوضوح في العجز المالي الذي عرفته المؤسسات االقتصادية وتفاقم مديونياتها. 194

196 وقد عرفت هذه العشرية بعض االستثما ارت في مجاالت مختلفة " بالصناعات الحديدية بعشرين ففي إطار المخطط التنموي قامت المؤسسات الخاصة عملية استثمار )12( موجهة لتلبية الحاجة الوطنية ودعم التكامل االقتصادي من جهة وتوفير وسائل التدعيم والصيانة من جهة ثانية وهي عمليات هامة للتحكم التكنولوجي الجيد الذي يجب أن ينفذ بمنافسة الشركاء األجانب. وقد تميزت المرحلة المحصورة بين سنتي: 2111 و 2118 بالتدني المستمر للمستوى المعيشي للسكان الشيء الذي أثر مباشرة على االستهالك المتوسط الفردي الذي عرف في الفترة نفسها ت ارجعا سنويا ب: )%2,1( وذلك باألسعار الثابتة إال أن سنة 2111 شهدت تحسنا من حيث االستهالك الفردي بالقيمة الحقيقية بنسبة االرتفاع في مداخيل العائالت. )%2,6( ويعود ذلك أساسا إلى وفي مجال النقل التكنولوجي تغيرت صيغ نقل التكنولوجيا من الصيغ القديمة - تسليم المفتاح أو " المنتوج في اليد- إلى االعتماد على صيغ جديدة تعتمد على استي ارد القطع التكنولوجية وقطع الغيار وتركيبها محليا وانتاجها في بعض األحيان دون االعتماد على األجانب. وهكذا نصل إلى أن الج ازئر تزخر بإمكانات اقتصادية طبيعية وبشرية معتبرة. كما أنها تملك هياكل قاعدية أصبح من الضروري استغاللها وذلك بتوفير أف ارد مكونين تكوينا جيدا حتى تتمكن المؤسسات الصناعية من الدخول إلى الساحة االقتصادية الدولية من خالل تأهيل وعصرنة المناطق الصناعية والتكفل بالمسائل المرتبطة بتأهيل المحيط الصناعي وعصرنة أدوات اإلنتاج " وقد تم التركيز على القطاع الصناعي العمومي ألنه يمثل في هذه الفترة الحصة الغالبة للقطاع الصناعي الوطني. كما سجلت قطاعات الكيمياء واألسمدة معدالت موجبة حيث وصل هذا المعدل )1.7 %( وسجلت كذلك قطاعات الكهرباء واإللكترونيك والصناعات الغذائية معدالت موجبة رغم بساطتها " ه- )7(. تطور حجم النشاط الصناعي في الج ازئر مع بداية األلفية الثالثة: إن انضمام الج ازئر إلى المنظمة العالمية للتجارة واتفاق الش اركة مع االتحاد األوروبي فرض عليها إيجاد جو مالءم للصناعة وذلك بتأهيل االقتصاد عامة والصناعة خاصة للوصول إلى درجة عالية من المنافسة من خالل إعادة الهيكلة وتعميق االصطالحات االقتصادية. وقد أدت الوضعية الصعبة التي عانى منها االقتصاد الج ازئري من التسعينيات إلى يومنا هذا إلى جعل الجهاز التنفيذي يضع آليات للنهوض باالقتصاديات الصناعية من جهة ويبحث من جهة ثانية عن آليات للتشغيل تكون مناسبة للتحوالت االقتصادية )اقتصاد السوق( تخفف بموجبها تبعات السياسة االقتصادية المنتهجة في الثمانينيات والتي لم تفلح في إيجاد قاعدة صناعية متينة تضمن النمو الصناعي من جهة وتفتح أبواب استثما ارت جديدة من جهة ثانية. ولعل أهم محاور اإلصالح الصناعي في القطاع العمومي هو أن التحول إلى اقتصاد السوق من جهة وت اركم االختالل في الجهاز الصناعي الموروث عن فترة التوجه االشت اركي من جهة ثانية جعل السلطات الوصية تضع برنامجا إلعادة إنعاش القطاع المنتج للتكيف مع واقع االقتصاد العالمي )6(. 195

197 الجديد في إطار العولمة التي تستدعي ضرورة وضع آلية خاصة لمتابعة المؤسسات. وتتمثل هذه المحاور في اإلج ارءات اآلتية: 1- عصرنة أدوات اإلنتاج. 2- جلب رؤوس األموال والتكنولوجيا. 1- التأهيل والتسيير. 2- دعم الخدمات التكنولوجية. -5 والنوعية. النظام المالي التوحيد السنة البيان مواد خام مواد نصف مصنعة سلع التجهيز الفالحي سلع التجهيز الصناعي السلع االستهالكية المجموع -4 normalisation )8( التكوين ونظام اإلعالم واالتصال. إن اآلليات السابقة تبين أن المؤسسة الصناعية العمومية الج ازئرية افتقدت لهذه العناصر المهمة التي من شأنها أن تضعها في وضعية مناسبة قادرة على اإلنتاج والمنافسة وتضمن استم اررية بقاء القطاع الصناعي العمومي على الرغم من االنفتاح على االستثما ارت الخاصة الوطنية منها واألجنبية. وتدعيما لما سبق يمكن إد ارج بعض واردات الج ازئر في هذه الفترة حسب الجدول اآلتي: جدول رقم )02(: يبين واردات الج ازئر لسنتي 2005/ القيمة: مليون $ أمريكي النسبة % النسبة % 5, التطور 05/02 3,81 15,01 18,75 34,75 10,59 //// ,11 22,07 16,75 12, المصدر: و ازرة التجارة واردات الجزائر لسنتي 2004/ ,92 18,75 15,01 4,65 7,77 3,81 0 1,37 1,33 51,32 46,75 34,75 20,43 18,4 0 س,استهالكية تجهيز فالحي م,خام /

198 وبالنسبة لآلفاق المحددة للفترة يبدوا أن الدولة قد انطلقت في البحث عن سياسة اقتصادية جديدة من واقع الصناعة في بالدنا تتميز بوجود إمكانات مادية وبشرية معتبرة إلنشاء العديد من المؤسسات مثل: المواد األولية والطاقة ووحدات صناعية متعددة وكبيرة الحجم وغيرها باإلضافة إلى التقليص من استخدام المؤسسات العمومية األمر الذي من شأنه أن يشكل مستقبال عامال إضافيا إلنعاش وتطوير النسيج الصناعي الوطني خاصة فيما يتعلق بالوحدات الصغيرة والمتوسطة المنشأة حديثا. " وقد حددت هذه اإلست ارتيجية التي تعتمد أسلوب إحالل الواردات لتهدف إلى الرفع من األهمية النسبية للقطاع الخاص واإلنتاج الصناعي حسب متطلبات الظروف ال ارهنة والتحول إلى اقتصاد السوق بحيث ترتفع نسبته من )%52( سنة سنة )%75( إلى خاصة من خالل تطوير األنشطة الصناعية المتوسطة والصغيرة كما تهدف إلى مضاعفة اإلنتاج الصناعي خالل الفترة: وذلك بالعمل على الرفع في معدالت الطاقة اإلنتاجية المعطلة في الوحدات فمثال شهد مركب سيدار نموا معتب ار في النسيج الصناعي بعد تشغيل الفرن العالي )1(. " 2- است ارتيجية التجديد التكنولوجي: تهدف است ارتيجية التجديد التكنولوجي إلى دعم القد ارت الفنية للمؤسسات الصناعية بصورة مستمرة بغرض مواجهة مختلف التحوالت االجتماعية واالقتصادية التي تفرضها العولمة. وتحتل است ارتيجية التجديد التكنولوجي مكان الصدارة ضمن است ارتيجيات المؤسسة الصناعية الج ازئرية فبدون اعتماد است ارتيجية تجديد فعالة تكون المؤسسة الصناعية معرضة للزوال كما أن است ارتيجية التجديد التكنولوجي تعد من أهم است ارتيجيات التجديد. ومن هنا فإن التجديد التكنولوجي أضحى خيا ار است ارتيجيا ال مناص منه وهو السبيل إلى رفع القدرة التنافسية للمؤسسة الصناعية العامة خاصة واالقتصاد الوطني ككل. وينبغي أن يكون التجديد التكنولوجي شامال لمختلف الجوانب المرتبطة بالمؤسسات مثل: التجديد في المنتجات التجديد في العمليات التجديد التنظيمي باإلضافة إلى التجديد في الموارد البشرية بمعنى أن يكون هناك تحديث ديناميكي للمؤسسة يساير التحول المتسارع في محيطها. وتتسم الموارد المالية المتطلبة للتجديد بأنها كبيرة لذلك تجد المؤسسات الصناعية مصاعب في الحصول عليها بالقدر المطلوب فضال عما يكتنف هذه العملية من مخاطر بسبب تعقيد المحيط التكنولوجي وعدم التأكد من بلوغ النتائج المرغوب فيها. " فمن حيث مخاطر التجديد التكنولوجي تشير بعض الد ارسات إلى أن هناك حوالي عشر )22/2( مشاريع البحث والتطوير فقط تحظى بالنشاط التجاري وحوالي نصف المؤسسات الصناعية التي باشرت التجديد التكنولوجي لم تصل بعد إلى تحقيق النشاط المربح المنتظر أ- حاضنات األعمال: )22(. " حاضنات األعمال هي مؤسسات تعمل على دعم المبادرين الذين تتوافر لهم األفكار الطموحة والد ارية االقتصادية السليمة وبعض الموارد الالزمة لتحقيق طموحاتهم بحيث توفر لهم بيئة عمل مناسبة خالل السنوات األولى من عمر المشروع ومن أنواعها: الحاضنات التكنولوجية التي تقام داخل الجامعات وم اركز األبحاث التي تهدف إلى االستفادة من 197

199 األبحاث العلمية واالبتكا ارت التكنولوجية وتحويلها إلى مشاريع ناجحة. وتعد الحاضنات التكنولوجية أداة هامة لدعم ونمو المشاريع الصغيرة في تطوير وتنمية وتسويق منتجاتها خاصة تلك القائمة على المباد ارت التكنولوجية الفردية التي تحقق معدالت نمو عالية وسريعة إضافة إلى المشاريع التي أصبحت تشكل غاية ومحور عمليات التجديد التكنولوجي. إن التكنولوجيا الحديثة التي يمكن لمؤسسات األعمال استيعابها ذات آثار عامة على أساليب تنظيم مؤسسات األعمال وآليات عملها وتفاعلها مع مكونات البيئة المحيطة لهذا يمكن أن يؤدي التجديد التكنولوجي على صعيد مؤسسات األعمال السماح بإدخال آليات حديثة في إدارة العملية اإلنتاجية في حين يتركز الدور األساسي للحاضنات حول منشحت األعمال الصغيرة حيث أن طبيعة المنشحت الصغيرة تكون أكثر فاعلية للتغيير والتطوير وتقبل األفكار المستحدثة وبالتالي يمكن أن تتطور بصورة )22( أسرع وأكفأ من المنشحت الكبيرة. وأمام هذه الوضعية فإن الج ازئر ال بد لها من اعتماد سياسات صناعية جديدة فمن خالل تحليل المحيط التنافسي الذي ينشط فيه المنتجون الج ازئريون اليوم أصبح باإلمكان تحديد جوانب القوة والضعف لمختلف القطاعات وبالتالي تحديد مجمعات النشاط التي تكون فيها الج ازئر أكثر قدرة على النمو ومن ثم البد من استخدام است ارتيجية حاضنات األعمال والمجمعات الصناعية في العديد من القطاعات التي بدأت تنشط فيها العديد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مثل الصناعات الغذائية والصناعات البيتروكيماوية إلى غير ذلك خاصة من خالل اتفاقيات الش اركة مع االتحاد األوروبي. ب- واقع التجديد التكنولوجي وعالقته بقطاع البحث في الج ازئر: تشير الد ارسات التي أنجزت في هذا اإلطار أن نسبة البحث العلمي ال تتجاوز نسبة من )%2.6( الناتج الوطني في معظم الدول العربية في حين تصل النسبة في الدول الغربية إلى )%0.5( والجدير بالذكر (12). أن أغلب الم اركز الوطنية والجهوية للتجديد تكون مرتبطة بالقطاع الصناعي بصورة مباشرة ففي فرنسا نجد عدة م اركز جهوية للتجديد ونقل التكنولوجيا المجاالت الصناعية: الصناعات الغذائية وغيرها. )CRITT( كالصناعات تهتم بمختلف الكيميائية وقد وضعت الحكومة الفرنسية الصناعات الصغيرة والناشئة موضع األولوية سواء من جانب الرعاية أو الدعم خاصة منها المؤسسات ذات الطابع التجديدي فمثال في 2111 عام أعلنت و ازرة التربية الوطنية والبحث والتكنولوجيا عن مسابقة وطنية خاصة بمساعدة إنشاء مؤسسات التكنولوجيا المجددة وذلك من خالل منح أصحاب هذه المشاريع الم ارفقة والدعم الضروريين. أما في الج ازئر فيعتبر االنفصام بين قطاعي الصناعة والبحث العلمي الذي يشهده االقتصاد الوطني من أهم معوقات التنمية التي يجب التصدي لها ومحاولة إيجاد اإلج ارءات العملية لتداركها. فكل الدول الصناعية إنما تقدمت بالم ازوجة بين هذين القطاعين من خالل است ارتيجية تعاون وتكامل. وعلى الرغم مما تم تحقيقه بفضل المخطط الخماسي لإلطار المؤرخ في: والذي يعد تطبيقا للقانون 2118/28/11 والمحدد التنظيمي والمؤسساتي للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي يجدر بنا أن نتساءل عن المستوى الذي تم تحقيقه ميدانيا من األهداف 198

200 " المسطرة وعلى كل ينبغي أن تستمر هذه الجهود من طرف السلطات العمومية ولتكن المرحلة المقبلة هي مرحلة الت ازوج بين القطاع البحثي والقطاع الصناعي مع إش ارك المؤسسات في مجال البحث والتطوير. 1- موقع الج ازئر في المؤش ارت التكنولوجية العالمية: تحتاج الج ازئر كأية دولة نامية إلى التكنولوجيا المتطورة التي تنسجم مع است ارتيجياتها التصنيعية وتعد االستثما ارت األجنبية المباشرة التي تتم من خالل الشركات متعددة الجنسيات من العوامل األساسية لنقل التكنولوجيا عبر الدول. من هذا المنطلق يعد حصول الج ازئر على تكنولوجيا حديثة مسألة هامة تؤثر بفاعلية على األسواق المحلية من خالل إنتاج أكبر وأكثر كفاءة. وفي النهاية فهي تؤثر على تطوير البنية التحتية وتؤدي إلى خفض أسعار المنتجات المحلية. وفيما يأتي عرض مفصل لموقع الج ازئر ضمن المؤش ارت التكنولوجية العالمية: مؤشر التكنولوجيا: هو مؤشر فرعي تابع لمؤشر تنافسية النمو (Growth Competitiveness Index GCI يدرس هذا المؤشر تطور التكنولوجيا للدول المشاركة من خالل العوامل الفرعية اآلتية: مؤشر اإلبداع التكنولوجي مؤشر تكنولوجيا المعلومات واالتصال (ICT) ومؤشر نقل التكنولوجيا. وقد احتلت الج ازئر المرتبة دولة شملها تقرير 221 من بين ثم ت ارجعت إلى المرتبة (13). 77 من أصل 227 دولة في تقرير " 1225 وفيما يخص الم ارتب األخيرة التي احتلتها الج ازئر في المؤش ارت المتعلقة بالتكنولوجيا تدل األرقام أن مناخ األعمال في الج ازئر غير مالئم وذلك باحتالل الج ازئر المرتبة 71 من أصل 221 دولة مشاركة في هذا التقرير. وقد حدد التقرير الدولي أهم الع ارقيل والعقبات التي تتصادم ونقل التكنولوجيا وأهمها مشاكل اإلدارة والبيروق ارطية وعدم االستق ارر األمني. كل هذه العوامل أثرت على مرتبة الج ازئر في المؤش ارت التكنولوجية حيث تحصلت على المرتبة 12 في مجال تقنيات االتصال واإلعالم والرتبة بالنسبة لمؤشر اإلبداع التكنولوجي. 71 أما موقع الج ازئر ضمن مؤشر نقل التكنولوجيا فيتضح من خالل البيانات اآلتية: جدول رقم )01(: يوضح ترتيب الج ازئر حسب مؤشر التكنولوجيا العوامل مؤشر التكنولوجيا عامل االبتكار عامل تكنولوجيا م. واالتصال عامل نقل التكنولوجيا البلد )اإلبداع التكنولوجي( الج ازئر مصر األردن تونس 5 المصدر: تقرير التنافسية العربية مرصد فريق التنافسية األردن 2005 ص

201 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية إن األرقام التي بين أيدينا تبين بوضوح الوضعية التكنولوجية التي تعرفها الج ازئر فكل العوامل تضع الج ازئر في مؤخرة الترتيب )العوامل الثالثة( وهذا ارجع إلى ضعف استخدام تقانة االتصاالت والمعلومات الحديثة وعجز بعض االستثما ارت األجنبية على نقل التكنولوجيا الحديثة وربما يرجع التأخر بالذات إلى البيئة التكنولوجية كما هو مبين في الجدول اآلتي: جدول رقم )02(: يبين ترتيب الج ازئر حسب التقرير العالمي لتكنولوجيا األعمال األردن مصر تونس الج ازئر الدول المؤش ارت مؤشر جاهزية الدولة مؤشر البيئة التكنولوجية مؤشر االستخدام التكنولوجي المصدر: التقرير العالمي لتكنولوجيا المعلومات وبالنسبة لمؤش ارت خواتيم المعرفة كأعلى درجات االبتكار في اإلنتاج المعرفي فإن بيانات الوطن العربي ومن ضمنها الج ازئر تبين لنا إلى أي حد تبتعد الدول العربية عن مجال االبتكار مقارنة بما هو عليه في الدول الغربية مثل فرنسا وكندا. أما بيانات أرس المال المعرفي فهي األخرى تجسد لنا مدى التأخر في هذا المجال إذ تتباعد المؤش ارت المتوافرة لدينا بشكل كبير عن المؤشر العالمي للتنمية في مجال المعرفة التكنولوجية. فصاد ارت الدول العربية من التكنولوجيا العالية ال يتعدى في المتوسط )%0( من إجمالي الصاد ارت. خالصة: من خالل العرض السابق الست ارتيجيات التصنيع والتجديد التكنولوجي نستنتج بأن الج ازئر حاولت النهوض باقتصادها من خالل اقتناء التكنولوجيا المتطورة من خالل جملة العقود والصيغ السالفة الذكر إال أن هذه السياسة خلفت جملة من اآلثار واالنعكاسات على االقتصاد الوطني بصورة عامة والمؤسسة الصناعية العمومية بصورة خاصة األمر الذي يتطلب من المؤسسة الصناعية أن تتسلح بجملة من المعايير بما يتالءم مع العولمة ومن أهم هذه المعايير: 1. االهتمام بالتكوين والتطوير التكنولوجي. 2. االعتماد على التكنولوجيا الوسيطة. 1. ربط المؤسسات االقتصادية بم اركز البحث العلمي. 2. العناية بالتكنولوجيا المحلية وتطويرها..5 الم ارجع والحواشي: 1- حويتي.أ: التغيير التكنولوجي وأثره على عملية اإلنتاج واليد العاملة الفنية في قطاع السيا ارت الصناعية )SNVI( بالرويبة مجلة بحوث العدد: 22 الج ازئر 2110 ص بن أشنهو.ع: التجربة الج ازئرية في التنمية والتخطيط ) ( ديوان المطبوعات الجامعية الج ازئر 2181 ص Bensaad. M: Economie du développement de l' Algérie, OPU, Economica 2 eme édition, Paris 1979.p

202 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية 4- بومخلوف.م: التوطين الصناعي وقضايا التنمية في الج ازئر- التجربة واآلفاق- شركة دار األمة للطباعة والنشر الطبعة األولى الج ازئر 1222 ص بوخاوة. أ: المؤسسات االقتصادية الج ازئرية في مرحلة اقتصاد السوق مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية العدد: 26 جامعة باتنة الج ازئر 1221 ص مركز المعلومات الصناعية: ملف تطور الصناعة في الج ازئر اإلصالحات في القطاع الصناعي الج ازئري من تحسين التسيير واإلنتاج إلى رهان التنافسية مجلة التنمية الصناعية العربية العدد: 17 الرباط المغرب 1221 ص عماري.ع: اإلصالحات االقتصادية وآثارها على القطاع الصناعي في الج ازئر مجلة العلوم االقتصادية وعلوم التسيير العدد: 22 جامعة فرحات عباس سطيف الج ازئر 1221 ص بشتلة.م: إشكالية التكنولوجيا والتشغيل- حالة الج ازئر- مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية العدد: 18 المجلد ب- جامعة منتوري قسنطينة الج ازئر 1227 ص سحنون.م: المؤسسة االقتصادية العمومية في ظل اإلصالحات االقتصادية- اآلثار واآلفاق المستقبلية مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية العدد: 26 جامعة باتنة الج ازئر جوان 1221 ص رحيم.ر: التنمية والعولمة- إشكالية الموازنة بين تحقيق النمو المتوازن واستئصال الفقر وضمان الرفاه االجتماعي مجلة العلوم اإلنسانية العدد: 21 جامعة تلمسان الج ازئر مارس ص 11- البزري.ع: نقل التكنولوجيا والتجديد التكنولوجي في دول اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا )األسكوا( ورقة مقدمة لندوة مستقبل االقتصادي السعودي الرياض المملكة العربية السعودية 1222 ص قنوع.ن: البحث العلمي في الوطن العربي واقعه ودوره في نقل وتوطين التكنولوجيا مجلة تشرين للد ارسات والبحوث العلمية سلسلة العلوم االقتصادية والقانونية المجلد )17( العدد ال اربع 2005 أنظر الموقع: univmagazine/vol272005/eco/no4/5.doc 13- عبدوسي.ع: االستثمار األجنبي المباشر كأداة لزيادة القدرة التنافسية للدول- تجربة الج ازئر- فعاليات الملتقى الدولي األول حول االستثمار األجنبي ونقل التكنولوجيا إلى الدول النامية المركز الجامعي بشار الج ازئر فب ارير 1228 ص

203 د ارسة سوسيو- نفسية لظاهرة انح ارف البنات في الج ازئر د. أنيسة بريغت عسوس قسم علم االجتماع كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية واالجتماعية جامعة باجي مختار عنابة ملخص أمام إهمال األسرة لواجباتها التربوية وتخليها عن مسئوليتها في الرقابة والتوجيه والتقويم فإن األطفال قد تح رروا إلى حد كبير في البيئة الحضرية إذ أصبح الشارع يحمل العبء األكبر في عملية التنشئة االجتماعية األمر الذي أدى إلي حدوث انح ارفات كثيرة. فجنوح األحداث في المدينة إنما هو ظاهرة مرتبطة بالتغير اإلجتماعي الذي أحدث هزة في التماسك اإلقتصادي واالجتماعي والتربوي لألسرة إذ صاحب هذا التغير من جهة ضعف الرقابة األسرية الناتج عن انشغال الوالدين بالعمل خارج المنزل وعدم وجود األب في البيت حتى ساعة متأخرة من النهار و تدني دخل األسرة وانتشار البطالة بين أعضائها. ومن جهة أخرى فإن تخلي بعض اآلباء عن وظيفتهم التربوية وتركها لمسؤولية األمهات اللواتي تعانين بدورهن من ضغوط البيت والمستوى التعليمي الضعيف والضغوط المادية والنفسية التي تجعلهن غير قاد ارت على تلبية حاجات األبناء المادية والمعنوية كما ي لهيهن عن تربية ورعاية أبنائهن على أكمل وجه. الكلمات المفاتيح: انح ارف أحداث البنات المشكالت االجتماعية االقتصادية صعوبات البيئة. Résumè Cet article traite le problème de la délinquance juvénile féminine en Algérie tout en mettant l'accent sur les facteurs socio économiques et psychologiques qui pourraient expliquer ce phénomène. La mondialisation, la modernisation et l'urbanisation en Algérie ont affecté non seulement la famille dans sa structure et fonction mais, a aussi réduit la cohésion sociale de ses membres. La famille est devenue incapable de remplir ses fonctions essentielles : l'éducation, la supervision et le controle des enfants, tout en faisant face aux difficultés économiques et environnementales d une manières efficaces, la délinquance juvénile s'est répandue. Mots clés: Délinquance féminine, problèmes socio-économiques, difficultés de l'environnement. Abstract The socio economic problems that Algeria - faces as well as the socio economic, cultural and environmental changes that followed modernization, urbanization and globalization in the Arab countries in general and Algeria in particular affected, not only the family in its structure and function but, also reduced the social cohesion of its members. As the family became incapable of performing its functions of rising, supervising, controlling children and, dealing efficiently with economic and environmental difficulties, juvenile delinquency became wide spread. This article deals with the problem of female delinquency and focusses on the socio - economic and psychological factors that may explain this phenomenon. Keywords: Female delinquency, socio economic problems, environmental difficulties. 202

204 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية مقدمة: انتقلت األسرة الج ازئرية في بداية الخمسينات من الريف و الصح ارء إلى المدينة حاملة معها القيم والعادات والتقاليد واألخالق األصيلة التي تتميز بها األسرة التقليدية المحافظة على عروبتها ودينها اإلسالمي الحنيف. وبالرغم من تحو لها مع ظروف الحياة الحضرية من أسرة ممتدة إلى أسرة نووية احتفظت بعالقات االلت ازم االجتماعي مع أف اردها واألقارب والجي ارن. كما حافظت على قيمة األسرة الممتدة التي تتحلى بمكارم األخالق ومسؤولية توجيه األطفال واإلش ارف على تربيتهم تربية سليمة وم ارقبة البنات على وجه الخصوص في اللباس و أوقات الدخول والخروج من المنزل واختيار الزوج المناسب ومحاربة الفساد بشتى أنواعه. إذ كان هذا التعاون والتعاطف والحماية المفرطة لألصول والقيم االجتماعية من العوامل الفعالة التي ساعدت على الحفاظ على استق ارر الحياة األسرية وتقوية الروابط االجتماعية مما جعل األسرة في المدينة متكافئة ومتضامنة رغم العيش في أجواء تهدد دوما باالغت ارب والعزلة الخانقة. ورغم ذلك فإن الصعوبات االقتصادية واالجتماعية التي تواجه المجتمع الج ازئري في المدن الحضرية منذ الثمانينات فضال عن التغير االجتماعي والثقافي واالقتصادي والبيئي الذي صاحب التحضر والتحديث والعولمة في البلدان العربية عامة والج ازئر خاصة قد مس األسرة في بنيتها ووظيفتها وتماسك أف اردها. وأمام تغير بعض األسر في وظائفها وطبيعة نظامها أصبحت هذه األخيرة عاجزة عن أداء وظيفتها التربوية سواء من الناحية االقتصادية أو من ناحية صعوبات البيئة والحياة اليومية األمر الذي أدى إلى انح ارف سلوك أطفالها. منهم يبتعدون عن المألوف متجاهلين االجتماعية القديمة كلية. حيث أن الكثير القيم والمعايير وبينما نشاهد تجانسا كبي ار في أساليب التأديب عند أغلب األسر الج ازئرية نظ ار لعدم فقدان األسر الحضرية ألهدافها التربوية واالجتماعية والثقافية المستمدة من العادات والتقاليد العائلية والدين اإلسالمي وما يرتبط بذلك من قيم التعليم واألخالق الدينية والحضرية فإن الكثير من األسر التي أصبحت وحدات استهالكية نتيجة التغير االقتصادي والثقافي تمضي معظم وقتها في البحث عن سبل الحياة األمر الذي يجعلها غير قادرة على التغلب على ضغوط المحيط الصعب أو إيجاد السبل الكفيلة ألداء وظيفتها التربوية بصفة فعالة. وأمام إهمال األسرة لواجباتها التربوية وتخليها عن مسئوليتها في الرقابة والتوجيه والتقويم فإن األطفال قد تحرروا إلى حد كبير في البيئة الحضرية. إذ أصبح الشارع يحمل العبء األكبر في عملية التنشئة االجتماعية األمر الذي أدى إلي حدوث انح ارفات كثيرة تتمثل في قضاء األطفال لقسط كبير من الوقت في تجمعات خارج البيت وتسكعهم في الصالونات وشوارع المدينة مع أصدقاء السوء وتفشي عادات تعاطي السجائر بين اإلناث والذكور في المدارس والجامعات واإلدمان على الخمور والمخد ارت وتفسح الم ارهقات مع الرجال ميسوري الحال خارج المدينة لربح قسط من المال لتلبية حاجاتهن من لباس وأدوات تجميل وأكل في مطاعم الفاست فود إلخ... فجنوح األحداث في المدينة إنما هو ظاهرة مرتبطة بالتغير االجتماعي الذي أحدث هزة في التماسك االقتصادي واالجتماعي والتربوي لألسرة. إذ صاحب هذا التغير من جهة ضعف الرقابة األسرية الناتج 203

205 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية عن انشغال الوالدين بالعمل خارج المنزل وعدم وجود األب في البيت حتى ساعة متأخرة من النهار وتدني دخل األسرة وانتشار البطالة بين أعضائها. ومن جهة أخرى فإن تخلي بعض اآلباء عن وظيفتهم التربوية وتركها لمسؤولية األمهات اللواتي تعانين بدورهن من ضغوط البيت والمستوى التعليمي الضعيف والضغوط المادية والنفسية التي تجعلهن غير قاد ارت على تلبية حاجات األبناء المادية والمعنوية كما ي لهيهن عن تربية ورعاية أبنائهن على أكمل وجه. ومن ثم يفقد األطفال مكانتهم ودوهم في األسرة األمر الذي يدفعهم للبحث عنها في جهات أخرى. وفي كثير من األحيان يجد األطفال أنفسهم في أحضان الشارع أين تصطادهم الجماعات المنحرفة التي يتعلمون منها السلوك المنحرف. حيث أن كثير من األطفال في الج ازئر تحت إلحاح الحاجة يضطرون للبحث عن مصادر رزق غير مأجورة وممارسة أعمال غير مشروعة تتنافى مع القيم والعادات السائدة. وهذا الوضع المتفاقم يستدعي ضرورة ملحة لمعالجة هذه الظاهرة وتقدير مدى تأثير التغير االجتماعي على القيم االجتماعية عامة ووظائف األسرة التربوية على وجه الخصوص وهنا انطالقا من فهم كيفية وأسباب تغير األسرة الج ازئرية بنائيا ووظيفيا في اآلونة األخيرة وعالقة ذلك بالسلوك المنحرف بجميع أصنافه وأشكاله عند الشباب بنين وبنات على حد سواء. وأحسن دليل إلد ارك اتساع وخطورة المشكلة وانتشار فساد األخالق في المجتمع الج ازئري يتمثل في اإلحصائيات الدالة والمتباينة التي سجلت في الحقبة األخيرة وعرض بعض الحاالت لالنح ارف السلوكي: أوال: إحصائيات حول انتشار الفساد األخالقي: 1. بلغ عدد األطفال ضحايا االعتداء الجنسي حسب مصادر أمنية و حالة في الفترة ما بين بهذا الصدد صرحت السيدة مسعودان المشرفة على مكتب الطفولة بالشرطة القضائية بشوفالي بالج ازئر العاصمة أن هذا الرقم ال يعكس الحصيلة الحقيقية لهذه الظاهرة نظ ار لعدد الضحايا الهائل الذين ال يخبرون السلطات المعنية )8( خوفا من الفضيحة والعار. 2. وان حاالت الطالق ترتفع بشكل الفت من سنة ألخرى حيث وصل الطالق بالت ارضي عام إلى آالف ألف حالة. و 8200 حالة بينما بلغ الطالق بإ اردة منفردة أما حاالت التطليق فتت اروح بين حالة سنويا. في حين تضاعف الخلع بين سنتي إذ ارتفع من 284 حالة إلى 4900 حالة )8(..3 حوالي كما أفاد تحقيق لمصالح الدرك الوطني أن هناك 20 ألف حالة إجهاض سنويا حالة والدة منها أكثر من الزواج و خارج مؤسسة ويرجع ارتفاع عدد حاالت اإلجهاض إلى ت ازيد االعتداءات الجنسية واالغتصاب وكذلك انتشار زنا المحارم. كما أشار التحقيق إلى أنه في فترة 2 أشهر من سنة 8002 توفيت 22 ام أرة حامل بطرق غير شرعية خضعت لإلجهاض. وفي نفس السنة وخالل 2 أشهر عثرت مصالح األمن الوطني على جثة لرضع 22 حديثي الوالدة أغلبهم قتلوا خنقا ورمي بهم في القمامات والم ازبل العمومية )4(..4 وبينما أحصت مصالح األمن رضيعا 809 حديثي الوالدة تم رميهم في الشوارع خالل األشهر األخيرة من سنة بينهم على المستوى الوطني من رضيعة فإنه خالل الفترة الممتدة بين 204

206 الفاتح جانفي إلى غاية شهر أكتوبر من نفس السنة قد أحصت 49 جثة لرضع حديثي الوالدة وجدوا متوفين. في حين تم إحصاء 23 رضيعا عثر عليهم على قيد الحياة تم التخلي عنهم في مختلف األماكن العمومية وذلك حسب اإلحصائيات الصادرة عن المكتب الوطني لحماية الطفولة وجنوح األحداث على مستوى مديرية الشرطة القضائية )3( كما أحصت مصالح الدرك الوطني ما يزيد عن قضية تتعلق باالعتداءات الجنسية ضد البنات القصر أغلبها في مدينة وه ارن بغرب البالد خالل األشهر التسعة األولى من عام توقيف أكثر من قضايا االغتصاب في حين تم شخص بين ذكور واناث في فيما عرف االغتصاب والعنف ضد النساء خالل األشهر التسعة من سنة منهم تت اروح أعمارهم بين 82 و 82 سنة شخصا )9(..6 معسكر وخالل سنة أحصى مجلس قضاء قضية اعتداء ضد الم أرة حيث تصدرت هذه القضايا ج ارئم عدم دفع النفقة بتسجيل 928 بإحصاء قضية وتلتها قضايا الضرب والجرح العمدي 420 ب 439 قضية. قضية ثم قضايا السب والشتم أما قضايا الج ارئم الجنسية فقد أحصى المجلس خالل نفس السنة بالتحرش الجنسي و 88 حيث تمت إدانة الج ارئم )2(..7 قضية تتعلق قضية تتعلق باالغتصاب متهم بسبب ارتكابهم لهذه وبشأن ترويج المخد ارت فقد سجلت مصلحة الدرك الوطني بالج ازئر العاصمة قضية أسفرت عن توقيف منذ بداية عام شخصا وتم وضع 8229 في الحبس المؤقت. بينما بلغت كمية المخد ارت المحجوزة كلغ في حين تم حجز قرص مهلوس. فالج ازئر حسب السلطات األمنية الوطنية قد تحولت من بلد عبور لهذه السموم من المغرب باتجاه أوروبا إلى بلد مستهلك ثم إلى بلد منتج حيث تم حجز )2( نبتة منذ بداية العام 8002 وباإلضافة إلى انتشار الدعارة واالغتصاب في المدن الج ازئرية الكبرى وارتفاع عدد األمهات العازبات وما يترتب عنها من ج ارئم الحمل غير الشرعي وقتل النفس فإن ظاهرة الج ازئريات اللواتي يتخذن جمالهن وب ارءتهن وحيلتهن وسيلة لإليقاع بالضحايا وتحقيق غرضهن في الكسب السريع أخذت تزداد خطورة وانتشا ار في الحقبة األخيرة. وفيما يلي عرض لبعض الحاالت من النوع السابق ذكره تم الحكم عليها بعقوبة السجن النافذ مع سبق اإلس ارر والترصد ودفع غ ارمات مالية: 1- حالة مفيدة البنت الشاذة جنسيا : ترعرعت مفيدة 88( سنة( التي هي طالبة في قسم الترجمة بين أحضان جدتها ألمها التي فارقت الحياة أثناء والدتها. حياة متحررة من مفيدة عاشت كل السلطات ومدللة من طرف جدها وجدتها العاجزين المسنين الذين ال حول وال قوة لهما. عرفت فنونا شتى من االنح ارفات كتناول السجائر والمخد ارت ومعاشرة الرجال مند صغرها. مفيدة حاولت االنتقال للعيش في بيت والدها في سن الم ارهقة لكنها اصطدمت برفض زوجته فأصبحت عالقتها به سيئة جدا. لها وباإلضافة إلى الضغوط النفسية واالجتماعية والشعور بالكبت واالغت ارب لم تكن مفيدة محظوظة عاطفيا حيث عاشت صدمات عاطفية قوية في سن الم ارهقة مما جعلها تشعر بالك ارهية للرجال عامة

207 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية التحقت مفيدة بالجامعة أين تعرفت علي أساليب التعدي على الغير والتشبه بالرجال في الكالم واللباس واستخدام أسلوب العنف والسب والشتم دفاعا عن نفسها وحصوال على حقوقها داخل الحي الجامعي. وباتت مع مرور الزمن تتسم بتصرفات رجولية وسلوكات ال تقيم وزنا وال احت ارما للقيم األخالقية السائدة في المجتمع الج ازئري المحافظ. تعرفت مفيدة على لبنى التي هي طالبة في قسم اللغات وأعجبت بأنوثتها وقوامها الرشيق. فنشأت بينهما عالقة صداقة حيث وجدت في حضنها الحب والحنان والعطف لتتحول إلى مثلية جنسية. كانت مفيدة تلعب دائما الدور األبوي وتقدم لصديقتها الرعاية والحماية كما تحقق كل رغباتها في التنزه والتسلية ولباس الموضة. لكن رغم كل المجهدات إلرضائها لم يدم هذا األمر طويال حتى شاهدتها وهي تغازل سحاقية أخرى في قمة الجمال واألناقة. تغيرت حياة مفيدة إلى جحيم حيث كانت تشعر بالغيرة الشديدة تجاه عشيقتها وأصبح الخوف ي ارودها باستم ارر من فقدان حب ها المفرط والعودة مرة أخرى إلى حياة العزلة الخانقة واالغت ارب. أصيبت مفيدة بنوبة عصبية وكادت تفقد أعصابها وتجن فنشب الخالف بينهما عدة م ارت ليتحول إلى خصام وشجار عنيف مستمر. ولما بلغت الشجا ارت ذروتها خططت مفيدة لالنتقام من صديقتها الخائنة والناكرة للمعروف. فدعتها إلى سهرة وداع وهي في قمة القلق واليأس. وبينما كانت لبنى نائمة سكبت مفيدة كوب من حمض األسيد علي وجهها لتشوهه كلية. ولما لقي عليها القبض وأصدرت المحكمة حكما عليها بخمس سنوات سجنا نافذا قالت مفيدة للقاضي "أهديتها حبي وتفاني وكنت أحميها وأدللها باستم ارر على حساب ارحتي. كما أنني عرضت نفسي أكثر من مرة للخطر من أجلها وتعرضت للضرب واإلهانة لكنها فتاة جشعة وأنانية وال تفكر إال في سعادتها. وتدمر نفس أخرى. لن أتركها تعذب لست نادمة على الجريمة التي اقترفت في حق أعز إنسانة لدي وأخي ار أشعر بال ارحة النفسية..." -2 حفيظة وعمليات النصب واالحتيال: ال يتعدى سن حفيظة 83 سنة عندما تمكنت من إسقاط ثالثة من الضحايا في فخها. مهنة اللصوصية والتزوير واالحتيال مستغلة المصطنعة تارة وذكاءها وحيلتها تارة أخرى. أكد المدعو "جمال" لقد احترفت ب ارءتها حيث الذي يعمل طبيبا لدى مصالح األمن أنه وقع ضحية نصب واحتيال من طرف حفيظة حيث اشترى منها شقة بعقود مزورة وأحضر لها مبلغا مقدما عن ثمن الشقة قدره 80 سنيتم وسلمته وكالة خاصة للتصرف في واهمة إياه أنها ستحضر له عقد اإليجار الحقا. أما الضحية الثانية سمير» «ماليين الشقة فقد استهدفتها حفيظة بعد أن قدمت نفسها على أساس أنها سيدة أعمال تنحدر من عائلة ثرية تملك أ ارض وعقا ارت فاقترحت عليه شقة على أنها ملك أحد أقاربها فقبل دون تردد. وبعد أن تسلمت المبلغ اإلجمالي المتفق عليه كثمن للشقة وقدره 829 مليون سنتيم على ثالث دفعات سلمت له وثائق مزورة متمثلة في عقد اإليجار ووكالة خاصة. أكدت حفيظة لمصالح الشرطة أن استهداف الشقق يتم بعد م ارقبة الشقق الفارغة الخاصة بسكنات عدل حيث يقوم شريكاها بكسر الباب وتدبير المفاتيح حتى تتم زيارتها من قبل الضحايا. وفيما يخص عملية النصب واالحتيال الثالثة فقد استهدفت الضحية المدعو "الطيب". إذ قامت حفيظة بإيهامه بأن الشقة ملك لها وتود بيعها في أقرب 206

208 اآلجال ألنها بحاجة إلى سيولة وبعد أن تسلمت مبلغا ماليا قدره 829 مليون سنتيم سلمت 80 ماليين سنتيم لصاحب الوكالة العقارية التي اتصلت بها عارضة بيع الشقة واحتفظت بنصيبها في العملية الذي يقدر بنفس المبلغ وسلمت الباقي لشريكيها. أما المفاتيح والوثائق المزورة فقد سلمتها للضحية ليثبت ديوان الترقية والتسيير العقاري فيما بعد بأنها )2( مزورة. -3 مليكه والوعود الكاذبة: استغلت مليكه منصبها كعون إداري بأحد البنوك وأيضا معرفة الناس لها كصانعة حلويات تقليدية حيث كانت تعد ضحاياها بالحصول على سكنات اجتماعية تساهمية أو سكنات عدل وكذلك سيا ارت بالتقسيط أو تأشيرة سفر خارج الوطن. ظلت مليكه تمتهن النصب واالحتيال طيلة مدة سنتين حيث جمعت ما يفوق 8 مليار و 900 مليون سنتيم و وعود وهمية )9(. -4 أورو و 300 فاطمة تقتل والدها: جنيه إسترليني مقابل بدأت معاناة فاطمة بعد انفصال والديها وزيادة الضغوط النفسية عليها. حيث صارت فاطمة مكلفة بأعباء المنزل من غسيل وطهي فانخفض تحصيلها الد ارسي. لم تستطع فاطمة التوفيق بين طلبات والدها المتعددة ومسؤوليات المنزل والواجبات المدرسية الصعبة فانتهى بها األمر إلى االنفصال عن الدر اسة. لقد أصبحت فاطمة بمثابة لكن هذا الوضع لم يكن "الخادمة" في البيت كافيا إلرضاء والدها الذي كان يستفزها في كل األوقات ويقارنها بوالدتها الفاشلة وعديمة الشخصية. لذلك قررت التخلص منه لقسوة معها فوضعت سم الفئ ارن في فطوره لمدة 89 يوما فأصيب باإلرهاق والمرض والزم الف ارش. ولما تفاقم الوضع عليه قررت ابنته الكبرى نقله إلى المستشفى لم ارجعة الطبيب والقيام ببعض التحاليل. وبما أن السم ع م كامل جسمه أصبح احتمال إنقاذه مستحيال )80(. 1- ذهبية تنتقم من عمها دفاعا عن شرفها: لم تتوقع ذهبية أن تكون ضحية عمها الذي تكفل بتربيتها ورعايتها بعد وفاة والديها في حادث مرور وسنها ال تتعدى ال 9 سنوات. أصبحت ذهبية م ارهقة جميلة وجذابة فخطط العم لينال من شرفها. حيث دفعته غريزته الحيوانية إلى استعمال القوة والتهديد الغتصاب ابنة أخيه التي كانت تك ن له كل الحب واالحت ارم لكونه عوضها حب وحنان والديها. حينها مارس عليها الجنس بالقوة وبعد فعلته الشنيعة هددها بالقتل في حالة إفشاء الخبر. لم تتقبل ذهبية الصدمة فانهار عالمها وفقدت ارحتها النفسية. فقررت االنتقام منه قتال بواسطة مقص حيث طعنته ثالثين طعنة سقط على إثرها جثة هامدة وسط بركة من الدماء. ظلت ذهبية بجانب الجثة مدة طويلة وشعرت بالسكينة وال ارحة النفسية. فكيف يمكن لها أن تشعر بالندم لما يقوم أعز شخص في حياتها بهتك عرضها عوضا عن حمايتها من األذى حيث سلب منها أثمن شيء تكتسبه وهو ب ارءتها واإلحساس باألمان في بيت والديها )88(. وفي ضوء هذا التغير االجتماعي الذي نتج عنه ضعف في روح المقاومة النفسية واالجتماعية للمغريات المادية وضعف في الوازع الديني والخلقي سنستعين بعدد من النظريات لتفسير بعض مظاهره ونتائجه على البني األسرية واالجتماعية. ومن هذه النظريات نظرية الص ارع والتغير االجتماعي والنظرية التربوية والنظرية التفاعلية الرمزية والنظرية النسقية. 207

209 ثانيا: النظريات المفسرة للتغير االجتماعي: نظرية الص ارع والتغير االجتماعي: تري نظرية الص ارع أن العوامل الخارجية بمثابة قوى تغيير رئيسية حيث أن الظروف االقتصادية المتدنية وتغير البني االجتماعية وعالقات السلطة في المجتمع هي من أهم عوامل التغير األسري. فالتغير داخل األسرة غالبا ما يتعلق بتوزيع الموارد واألدوار والسلطة بين أف اردها. كما يمكن أن تكون له عالقة بعدم المساواة في العالقات الزوجية يؤدي التحرر االقتصادي للفرد إلى تحرره اجتماعيا فما إن تملك الفرد موارد اقتصادية حقيقية حتى تخلص من كامل قيود المجتمع عامة أو األسرة على وجه الخصوص. وهكذا فإن العالقة بين التحرر المادي والتحرر االجتماعي هي عالقة تبادلية. حيث تؤكد نظرية المصادر بأنه كلما أمتلك الفرد مصادر مادية أو اقتصادية امتلك مصادر لقوة والسلطة ويؤكد )88(. Shaw Chicagoاألمريكية في د ارسة قدمها في مدينة "أن نسبة كبيرة من الجانحين إنما يرجع سلوكهم المضاد للمجتمع إلى سوء األحوال االقتصادية واالجتماعية والى سوء ظروفهم االقتصادية" )84(. فحسب نظرية الص ارع فإن توفير األبناء مصادر اقتصادية لألسرة فإن ذلك يكسبهم بعضا من الحرية فتصبح لديهم الج أرة إلرغام أسرهم على التنازل عن سلطتها عليهم وذلك نظ ار لحاجتها الماسة إلي مساعدتهم المادية. وبما أن بعض األسر الج ازئرية تعتمد على الدخل الذي يجلبه األبناء تصبح العالقات بينهم متساوية بسبب امتالكهم مصادر اقتصادية مستقلة. وعلى الرغم من مساعدة نظرية الص ارع في فهم جانب مهم من هذا التغير إال أنه تم نقدها من طرف المنظرين االنتقاليين مؤكدين على أن د ارسة المجتمع د ارسة موضوعية تتطلب عدم االقتصار على الجانب المادي واالقتصادي بل تحتاج إلى االهتمام بالمجال الثقافي بما فيه التحليل النفسي لالستغالل والسيطرة. النظرية التربوية: وتنقسم هذه النظرية إلى البنائية الوظيفية والتفاعلية الرمزية: 1. النظرية البنائية الوظيفية: حيث يرى الوظيفيون أن وظيفة المجتمع األساسية تكمن في التقليل من حاالت االنح ارف عن المعايير من خالل القانون والضبط االجتماعي حتى يتحقق االستق ارر االجتماعي )83(. تبين النظرية البنائية الوظيفية كيف يتعلم الفرد األفعال األخالقية بالنظر إلى الفرد على أنه نتاج المجتمع والبيئة التي يعيش فيها. وترجع هذه النظرية السلوك المنحرف لعدة عوامل مثل األحوال األسرية السي ئة وعدم تلبية مطالب األطفال الجسمية والنفسية واالجتماعية واضط ارب التنشئة األسرية في مرحلة الطفولة وضعف سلطان األسرة وضعف رقابتها على األوالد بسبب غياب األب أو انشغال األم بالعمل خارج البيت و انح ارف الوالد أو الوالدة لعدم توفير المناخ النفسي واالجتماعي داخل البيت. حيث أن تمزق األسرة وتفككها وسيادة العادات والتقاليد الفاسدة في عالقتها كلها تمثل عوامل تنعكس سلبا على أحوال األسرة بصفة عامة وأحوال الفرد وسلوكه بصفة خاصة. كما ترى أن الطفل الذي لم تتم تنشئته تنشئة سليمة قد يصل سلوكه إلى حد الالمباالة والتواكل والتخاذل والسلبية )89(. وقد استخلص من العديد من الد ارسات الميدانية أن الشجا ارت المستمرة في األسرة من األسباب التي تؤدي إلى الجنوح وما يرتبط به من سلوك منحرف )82(. 208

210 كما يالحظ أيضا أنه عند غياب الم ارقبة والتوجيه والتربية وعندما يكون الولدان ال يتمي ازن باألخالق الحميدة والمسؤولية االجتماعية فإن األبناء يرثون حتما صفة من صفاتهما وبذلك ينحرفون نحو طريق )82( الفساد. وهكذا فإن النظرية البنائية الوظيفية قد أظهرت قدرتها على تفسير بعض مظاهر السلوك المنحرف. حيث تربط بين غياب الرعاية االجتماعية والنفسية والصحية والتوعوية والتثقيف والتوجيه بما يعزز ثقة الفرد بنفسه وتكيفه مع نفسه والوسط الذي يعيش فيه واندفاعه نحو اللجوء إلى الطرق غير المشروعة لمواجهة سلبيات الحياة اليومية. 2. النظرية التفاعلية الرمزية: ركز أصحاب اتجاه التفاعل الرمزي اهتمامهم من منطلق اجتماعي- نفسي على بحث مسألتي التنشئة االجتماعية ونمو الشخصية اللتين تلعب فيهما األسرة دو ار هاما. فالتنشئة االجتماعية بالنسبة إليهم هي عملية ديناميكية يتعلم فيها الفرد السلوك السوي ليصبح شخصا متكيفا اجتماعيا ونفسيا )82(. فحسب هذه النظرية يكتسب الفرد النماذج واألفكار واألحاسيس من خالل عملية التفاعل االجتماعي مع أعضاء المجتمع وعملية التنشئة االجتماعية من قبل أعضاء األسرة. وقد تعرضت النظرية التفاعلية الرمزية النتقادات عديدة من أهمها تجاهلها للعوامل النفسية مثل الدوافع والحاجات والمقاصد والطموحات والعواطف وعدم قدرتها على تفسير قضايا النفوذ والص ارع والتغير. النظرية النسقية: يرى أصحاب هذه النظرية أن النسق التربوي تعرض لتغي ارت عميقة مست البناء والوظيفة وظهرت مؤسسات حضرية وتنظيمات حديثة لتغطية عجز األسرة وتكملة وظيفتها التربوية )89(. وقد جاءت د ارسات عديدة لتؤكد أن التغير كظاهرة اجتماعية يحدث نتيجة عدة عوامل مثل العامل التكنولوجي والعامل االقتصادي والعامل الجغ ارفي والعامل السياسي. وأن هذه العوامل مجتمعة تفسر التغير البنائي والوظيفي للمجتمع وكذلك تغير العادات والتقاليد والقيم بسبب التغي ارت في البيئة االجتماعية المتمثلة في الل باس والل غة والثقافة االستهالكية وانتشار العديد من األبعاد السلبية للثقافة وقيم الفردية والجري و ارء الربح السريع وسيادة القيم المادية. حيث أن كثير من التغي ارت الجوهرية التي أصابت المجتمع الحضري الحديث من ج ارء انتقال اإلنتاج من البيت إلى المصنع قد أحدث تأثي ار عميقا في بناء األسرة الحضرية ووظائفها. فعوامل مثل ضعف الصناعة وكثرة القروض قد يؤدي إلى التبعية االقتصادية والسياسية. كما أن انفجار السكان في المدن و البطالة واألمية وضعف ارتب األسرة وتحرر الم أرة وعدم تكافؤ فرص العمل وارتفاع نسبة الطالق قد تنتج تناقضات في المجتمع كما تعيق األسرة بنائيا ووظيفيا )80(. وبعد استع ارض المقاربات النظرية السوسيولوجية التي تحاول تفسير تأثير التغير االجتماعي على وظيفة األسرة التربوية يتبين أن كل من االتجاه البنائي الوظيفي ونظرية الص ارع والنظرية البنائية الوظيفية والمقاربة النسقية تكمل بعضها البعض.ة كما أن لها القدرة على تفسير تأثير البيئة الحضري على وظيفة األسرة التربوية وجنوح األبناء. وبما أن التغير هو ظاهرة اجتماعية متعددة األسباب واآلثار والنتائج فعلى المستوى الفردي تعتبر نظرية األنساق العامة وكذلك النظرية البنائية الوظيفية األكثر شمولية وبالتالي األنسب لتفسير 209

211 تأثير التغير االجتماعي على سلوك الفرد. إذ أن كليهما تأخذ بعين االعتبار تضافر وتكامل عدة عوامل )مثل العامل التكنولوجي والعامل االقتصادي والعامل الديموغ ارفي والعامل الثقافي والعامل التربوي والعامل البيئي(. وأن هذه العوامل مجتمعة تقدم تفسي ار مالئما ومعقوال حول التغير الملحوظ والعميق الذي يمس بناءات المجتمع ووظائفه ونظمه وظواهره وعالقته. وبعد تعرضنا إلى جرد نقدي للنظريات التي حاولت تفسير التغير االجتماعي ولزيادة الفائدة وترسيخا لهذه النظريات سوف نتعرض إلى بعض العوامل واألسباب التي أدت بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى التنشئة الخاطئة في الج ازئر من خالل بعض الد ارسات والبحوث واألحداث اليومية. ثالثا: الج ازئر: التغير االجتماعي والتنشئة الخاطئة في لقد سجلت مصالح األمن ارتفاع نسب زنا المحارم والقتل دفاعا عن النفس كما سجلت تورط 239 ام أرة في الج ازئر في الجريمة بالسم الخنجر أو الساطور حيث أكدت بعض الد ارسات أن الم أرة الج ازئرية تتفنن في القتل بطريقة مثيرة للدهشة والتقزز تصل إلى حد االمتياز والتميز )88(. كما يصرح الدكتور قيرة في أحد د ارساته: "أن الم أرة التي أجبرتها الحياة على البحث عن مصدر رزق خارج العمالة المأجورة تتعرض إلى اإلهانة لكونها تعيش تحت رحمة السماسرة فهي ال تأمن على حياتها طالما أن النظام االجتماعي ال يحميها ومن ثم تصبح معرضة من حين آلخر لالنحدار االجتماعي" )88(. فقد مر المجتمع الج ازئري خالل الفترة ما بين بمرحلة تغير اجتماعي واسعة النطاق شملت جميع مظاهر الحياة المادية وغير المادية. إذ يشير التغير االجتماعي كمفهوم متعارف عليه في علم االجتماع إلى أوضاع جديدة تط أر على البناء االجتماعي والنظم والعادات وأدوات المجتمع نتيجة لتشريع أو قاعدة جديدة لضبط السلوك أو كنتاج لتغير إما في بناء فرعي معين أو جانب من جوانب الوجود االجتماعي أو البيئة الطبيعية أو االجتماعية )84( فبالنسبة للتجربة. الج ازئرية اهتمت الدولة بتطوير وتغيير المجتمع الج ازئري. حيث أقدمت على تنفيذ ب ارمج للتنمية االقتصادية واالجتماعية تمثلت في نشر التعليم )مع توفير اإلقامة الجامعية والنقل والم ارجع للبحث العلمي واألكل للطالب والطالبات( والرعاية الصحي ة )بتوفير مجانية العالج داخل مستشفيات الدولة ومجانية عالج األم ارض المزمنة(. إقامة المنشحت الحديثة كالمساكن هذا فضال عن )ألغلبية العمال وتقديم مساعدات للكثير من المواطنين المعوزين( والطرقات ووسائل االتصال...الخ وقد تأثر المجتمع الج ازئري في مجال التحديث والتحضر والعولمة بالتجربة األوروبية حيث شرع في استي ارد الكثير من األنظمة والقوانين والنماذج الجاهزة والمعدات واألدوية ووسائل اإلنتاج. وبما أن هذه الوسائل والنماذج المادية والتعليمية التي ترتبط بها قيم ومعايير الدول المتقدمة المصدرة لها تخالف أحيانا قيم وعادات وتقاليد المجتمع الج ازئري العربي المسلم فإنها أدت إلى إحداث تغي ارت معتبرة في بناء األسرة ووظائفها. حيث أصبحت الحاجة المادية والعوز من أهم الضغوط التي تؤثر في الحياة األسرية واالنسجام الداخلي بين أف اردها. ذلك أن األمر يتعلق من جهة بمطالب األبناء المت ازيدة وتقليد الموضة والميل إلى االستهالك وااردتهم في التحرر أكثر فأكثر من السلطة الوالدية بقضاء وقت ف ارغهم أمام شاشة 210

212 التلفاز أو اإلنترنيت أو في الشارع مما يول د ص ارعات وتوت ارت دائمة في العالقات األسرية. ومن جهة أخرى فإن قد ارت اآلباء المحدودة تؤدي بهم إلى الجري المستمر و ارء المتاعب اليومية لتغطية مطالب أف ارد األسرة الالمتناهية وتوفير معيشة كريمة لهم. حيث أصبح الشارع والمؤسسات البديلة تحمل العبء األكبر من عملية تربية وتنشئة األبناء بنين وبنات على التوالي )83(. إن إهمال األسرة الحضرية لوظيفة تقويم سلوك األطفال وتسامحها وتعاطفها السلبي لما يقترفون من أخطاء قد يؤثر حتما في سلوكاتهم. إذ نالحظ انتشا ار واسعا لأللفاظ والعبا ارت البذيئة والتصرفات التي تخدش الحياء في المناطق الشعبية واألحياء الجامعية على حد سواء. فالتحضر والتحديث والعولمة هي ثالث عمليات مت اربطة أدت إلى التغير الذي انعكس سلبا وايجابا على بناء األسرة ووظيفتها. حيث نالحظ اليوم ظاهرة عولمة الثقافة الغربية في الج ازئر بشكل يلفت االنتباه. إذ نسجل مثال زيادة مذهلة في حاالت االنفصال والطالق خالل العشرية الفارطة وانتشار ظاهرة التساهل الجنسي واالغتصاب في المناطق الحضرية. كما نالحظ ارتفاعا في عدد األطفال غير الشرعيين وانخفاض معدالت الزواج وزيادة في عدد األسر التي يتولى أمرها أحد الوالدين فقط. وتتأرجح نتائج الباحثين حول مسألة انتشار الفساد األخالقي في الدول العربية عامة والج ازئر على وجه الخصوص بين الضعف الذي أصاب التربية األسرية من جهة واألسباب االجتماعية الكامنة و ارء انتشار السلوك اإلنح ارفي لدى الشباب من جهة أخرى. هناك د ارسات حديثة قامت بربط جنوح األحداث وانتشار الفساد األخالقي بضعف الرقابة األسرية وانتشار التسامح نحو السلوك المنحرف وانشغال الوالدين بالعمل خارج المنزل وكثرة غياب األب وتحليه بالالمباالة تجاه تربية األبناء فضال عن عدم احت ارم األبناء ألع ارف وتقاليد المجتمع المتعارف عليها. وضعف الرقابة الذي ينعكس سلبا على تحصيلهم الد ارسي مما يؤدي بهم إلى التسرب أو الرسوب المدرسي واالختالط برفاق السوء في وقت ف ارغهم )89(. وتشير د ارسات أخرى إلي تدني دخل األسرة وانتشار البطالة وتخلي بعض األسر عن أداء الواجبات التربوية مما يدفعها لغض النظر عن أفعال الفحشاء والمنكر عند الشباب بنين وبنات وهكذا قامت د ارسات أخرى بربط )82(. التغي ارت التي ط أرت على نسق القيم االجتماعية بتعدد سبل الربح السريع عند الذكور واإلناث على حد سواء وانتشار العنف في شوارع المدينة وتعاطي المخد ارت في المدارس والجامعات واالعتداء على الغير وتالشي قوانين الدولة العقابية. فضال عن غياب فعل األمر بالمعروف والنهي عن المنكر وانتشار ثقافة الثأر عند الشباب واختالط الحالل والح ارم داخل البيوت وعجز بعض النساء عن كيفية التعاطي مع تحررهن االقتصادي واالجتماعي )82(. ومن جهة أخرى فقد أجرى الباحث بومخلوف د ارسة ميدانية حول المادية المعنوية بالمحيط وأثرها لوظيفتها التربوية" محمد "عالقة الضغوط على أداء األسرة في الوسط الحضري للج ازئر العاصمة وذلك باالعتماد على عين ة تتألف من أسرة. 293 حيث لخص هذا األخير نتائج البحث في كون واقع األسرة الج ازئرية شديد التعقيد لكنه ال يوجد نموذج أسري محدد أكثر تحكما في المجال التربوي من نموذج آخر وانما توجد وضعيات أسرية متباينة ومتفاوتة في المجال المادي واالجتماعي ودرجة تماسكها الداخلي والخارجي )82(. 211

213 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية وبما أن التعليم من أهم عوامل التحرر االجتماعي الذي يتناسب طردا مع تحسين الظروف االقتصادية فالم أرة الج ازئرية غير المتعلمة أو ذات مستوى تعليمي غير متقدم تجد صعوبة في التحرر اقتصاديا خاصة وأن المجتمع الج ازئري يعاني من أزمات اقتصادية خانقة في اآلونة األخيرة. فالتحرر االجتماعي يبقي بوابة دخول الم أرة للعالم االقتصادي. إذ توجد أمثلة كثيرة للم أرة الج ازئرية المتمتعة بمساحة من التحرر االجتماعي نذكر منها األستاذة والمحامية والوزيرة. إذ أن معظم النساء الج ازئريات المتعلمات أو ذوات مستويات تعليمية عالية يتجاوزن الصعوبات التي تعترض طريق الم أرة المتحضرة عموما ويتمكن من التحرر من القيود االجتماعية التي تحول بينها وبين تحررها االقتصادي. وبما أن نجاح الم أرة االقتصادي مرهون بمدى تحررها االجتماعي. فالم أرة العاطلة عن العمل تشكو من القلق والكبت ونقص الثقة بالنفس. إذ أن حالتها النفسية المزرية تعوق تقدمها فيصبح همها الشاغل البحث عن كيفية الحصول على المال لتحقيق أهدافها. وبما أن األسرة هي المنطلق األساسي والقوة الشرعية التي تواجهها الم أرة للتحرر اجتماعيا فاألب أو األخ والزوج بعد الزواج قد يسهل أو يعرقل الظروف االجتماعية المتعلقة بوجودها وكيانها. وبعد ذلك تلعب الدولة دو ار هاما في منحها الفرصة لتوظيف طاقتها واستغالل مؤهالتها في منصب مأجور لتتحرر اقتصاديا وتصبح فردا ناجحا في المجتمع. وهكذا يصبح تأهيل الم أرة علميا ومعرفيا خطوة أساسية لتقدمها لكن بدون انفتاح المجتمع عامة واألسرة بصفة خاصة كنواة هذا المجتمع ال تستطيع الم أرة التحرر اقتصاديا. ومن هنا يجب لفت االنتباه إلى أن الم أرة الج ازئرية في كثير من األحيان ال ت ازل عاجزة االقتصادي واالجتماعي. عن كيفية التعاطي مع تحررها فكثير من النساء في الج ازئر يعتمدن كلي ة على مصادرهن االقتصادية األمر الذي يدفعهن إلى االستغناء عن أسرتهن في عملية التحرر من العادات والتقاليد والمعتقدات االجتماعية فيصبح نجاحهن سلبيا ومدم ار. فالتجربة التي تعيشها الم أرة الج ازئرية في الوقت ال ارهن من خالل محاوالتها نيل استقاللها االجتماعي االقتصادي جاءتها بمتاعب ال حدود لها على حساب مسؤولية األطفال ما بعد الطالق أو أنواع كثيرة من االنح ارفات ما بعد التحرر من سلطة األب أو الزوج. كما أن الكثير من نساء اليوم أصبحن تحملن الفكرة التي مفادها أن التحرر االجتماعي هو المخرج الوحيد للوصول إلى ما تنشده من نجاحات مهنية تكفل لها التمتع بم ازيا اقتصادية. إذ أصبح النجاح في المجتمع الج ازئري هدفا رئيسيا سواء كان ذلك في الدر اسة أو في الحصول على وظيفة أو حتى إقامة عالقة مع رجل ميسور الحال أو له عالقات متينة مع كبار المسئولين وقادر على التكفل بهن وتحقيق غايتهن المستقبلية. فبالنسبة للنجاح المادي الفردي مثال فإن حدوث تغي ارت معتبرة في القيم ذاتها أو توظيفات جديدة للقيم القديمة قد جعلت بعض األولياء يغضون الطرف عن الوسائل التي تحقق بها البنات نجاحاتهن المتمثلة في تبني قواعد الالمعيارية مثل التحايل على القوانين أو استغالل بعض المعارف عن طريق الرشوة وغيرها من األنشطة التي تنحرف تماما عما تنص عليه القيم والمبادئ األخالقية السائدة. 212

214 التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية فكلما ازد مستوى الطموح لتحقيق األهداف الثقافية والمادية وكلما توفرت وتكاثرت سبل تحقيق هذه األهداف أدى ذلك بكل تأكيد إلى تبني البنات عادات جديدة أو باألحرى تعديل المعتقدات القديمة في المجتمع الج ازئري التي يوجد لبعضها عالقة بأنماط السلوك المنحرف. ومن آثار التنشئة الخاطئة والتغي ر السريع للقيم والعادات والتقاليد المستمدة من الثقافة العربية والدين اإلسالمي شعور شباب اليوم بصفة عامة والبنات على وجه الخصوص بالوحدة واالغت ارب اللذين يبر ازن في محاوالتهم جذب االنتباه بطرق تكون أحيانا متنافية تماما والقيم االجتماعية القديمة مثل الشعور العدائي والتمرد وعدم الحياء والتحلي أكثر فأكثر بالج أرة والوقاحة المت ازيدة وتجاوز الخطوط الحم ارء كلما أتيحت لهم الفرصة لالرتقاء اجتماعيا واقتصاديا. وباإلضافة إلى التنشئة الخاطئة وتمتع شباب اليوم بحرية مفرطة تؤدي بهم إلى الميول المضادة للمجتمع تلعب سمات الشخصية الفردية دو ار هاما في سلوك الفرد. إذ نميز بين ثالث أنماط أساسية من الشخصية التي تقابل ثالث آليات للتطبيع االجتماعي: يوجد الفرد الذي تحكمه العادات والتقاليد في نشاطه اليومي وهذا النمط يحاول االمتثال للتقاليد في شؤون حياته والتصرف وفق ما تعلمه من تربية والدية ومبادئ دينية وأخالقية. أما النمط الثاني فهو الفرد الذي يتسم بالشخصية المستقلة. وهذا النمط يكون قو ي الشخصية ويتسم بالنضج حيث يسير حسب وعيه وضميره ومبادئه األخالقية المكتسبة منذ الصغر ويتصرف مع الغير حسب األع ارف والقيم التي جسدها المجتمع. ويوجد النمط الثالث الذي يتميز بالشخصية التابعة للغير حيث يتسم بالسلوك اإلتكالي ويتصرف تبعا لما ينتظره منه الغير. وهكذا فإنه من الواضح أنه مهما كانت سمات شخصية الفرد فإن خدمة التربية األسرية لألهداف االجتماعية العامة للمجتمع تضل ذات قيمة جوهرية. فمن خالل متابعة الواقع االجتماعي للمجتمع الج ازئري مثال يالحظ العديد من األساليب الخاطئة السائدة في الوسط التربوي لألسرة. إذ أن الحياة والعالقات السائدة في األسرة المبنية أحيانا على أسس غير سليمة تكون معرقلة إلشباع حاجات الفرد ونموه النفسي ومطامحه. مما ينعكس سلبا على صحته الجسمية والنفسية والعقلية السوية. ومحاولة لتخفيض درجة انح ارف السلوك بين البنين والبنات في المجتمع الج ازئري ال بد من وجود أساليب وطرق تساعدنا علي معالجة األساليب التربوية المنحرفة وكذلك العوامل والظروف االجتماعية واالقتصادية والبيئية التي تساهم في انتشارها مع ضرورة أخد إج ارءات توعوية وتثقيفية لتهيئة الظروف المناسبة للتربية السليمة. نحاول تقديم بعض هذه األساليب والطرق: اربعا- وفيما يلي بعض الطرق لمحاربة الفساد األخالقي: إن من بين العوامل االجتماعية واألساليب والطرق االقتصادية والبيئية المؤدية إلى الشد ة والقلق االجتماعي واحداث نوعا من التوتر في العالقات األسرية نذكر مشكلة البطالة وضعف الدخل والظروف السكانية المزرية ونقص األماكن الترفيهية والمساحات الخض ارء وتعدد المسؤوليات الملقاة على عاتق األمهات اللواتي يصعب عليهن التوفيق بين األشغال المنزلية وتربية األبناء إلى جانب القيام بعمل مأجور طيلة النهار. 213

215 فهذه الحالة يمكن مواجهتها بتوطيد العالقات األسرية ومتابعة األبناء في د ارستهم وم ارقبة تصرفاتهم داخل وخارج المنزل. إلى جانب استخدام أسلوب النصح والتوجيه في تربية الطفل وتقويم السلوك غير السوي مع محاربة العادات الضارة واالنح ارفات الشاذة ومظاهر السلوك التي تتنافى مع اآلداب العامة وقواعد العرف وضرورة تعامل الشاب مع اإلنتاج واالستهالك بفعالية وتمييزه بين الضرو ارت والكماليات والتصدي لتيا ارت الموضة المدم رة. كما يمكن القيام بإج ارءات توعوية وتثقيفية وفتح م اركز استشارية تقدم دروسا للشباب )بنين وبنات( حول الصحة الجنسية وعملية استخدام الحبوب المانعة للحمل. كما يمكن العمل باإلرشاد األسري التربوي عن طريق إلحاق المرشدين االجتماعيين بالمتوسطات والثانويات وذلك لتقديم دروس حول خطورة العالقات الجنسية بدون حماية أو الخوض في الزواج الس ري أو الزواج العرفي الالمشروع. أما نشر التعليم الجنسي فيفيد في التوعية الصحية بمضار الجنس بدون حماية على األف ارد والمجتمع ككل. ومن جهة أخرى التقليل من حوادث اإلجهاض بين البنات اللواتي يتهربن من الفضيحة بالتخلص من الجنين في األشهر األولى من الحمل على حساب صحتهن. كما أنه يقلل من عدد المولودين القتلى بطريقة عمدية ومباشرة بعد والدتهم خوفا من رد فعل األسرة أو المجتمع. خالصة: لقد صاحب التغير الذي ط أر على بني المجتمع الج ازئري خالل السنوات األخيرة عدد هائل من العادات الجديدة لبعضها عالقة وطيدة بأنماط السلوك المنحرف والالأخالقي. فبينما تتولى معظم األسر الج ازئرية االهتمام بإيجاد شبكة من العالقات العاطفية والمعيشية واألمنية حيث تتميز األسر الحالية باهتماماتها لتنشئة الطفل وتأمين مستقبله وتوفير السعادة له فإنه جدير بالذكر أن الكثير من األسر تأثرت سلبا بالتغير االجتماعي. حيث تخلت عن مسؤولياتها نحو أف اردها وضعفت وظائفها التربوية مما أدى إلى تالشي القيم األخالقية وانتشار السلوك اإلنح ارفي لدى الشباب ذكو ار واناثا على حد سواء. ومما سبق يتبين أن انح ارف الشباب هو وليد عوامل كثيرة ترجع في معظمها إلى األسرة والبيئة التي يعيشون فيها. ومن بين أهم العوامل المؤثرة في سلوكهم انحالل الروابط األسرية وضعف الرقابة والضبط العائلي وانخفاض المعايير األخالقية لدى الوالدين وغياب أحدهما مدة طويلة واالختالط برفاق السوء. ويمكن تفسير زيادة حاالت انح ارف األحداث بأنها المرحلة التي يتحرر فيها الحدث إلى حد كبير من رقابة المنزل والمدرسة على حد سواء. وهذه الحرية المفرطة في البيئة الحضرية التي يصعب التحكم فيها تؤدي باألطفال إلى الجنوح نظ ار لقلة خبرة الشاب وسهولة اندفاعه إلى إرضاء حاجاته المادية والمعنوية. إذ باالختالط بأجواء مختلفة يصبح الحدث عرضة لالنح ارف نتيجة التغي ارت والتحوالت في تكوينه الجسمي والبيولوجي والغريزي والعقلي. 214

216 الهوامش: 19- Buckley, 1967; Strauss, 1973; Wilkinson, عبد الرحمن عيسوي مصطفى حجازي الخبر حوادث العدد 839 من 82 إلى 84 ديسمبر الخبر حوادث العدد 832 من 80 إلى 82 ديسمبر الخبر حوادث العدد 839 من 89 إلى 89 نوفمبر.8002 الخبر حوادث العدد من إلى الشروق اليومية العدد أكتوبر االثنين ديسمبر 88-6 الشروق 89 مارس إلى الخبر حوادث فساد األخالق العدد 80 من ديسمبر الخبر حوادث العدد 839 من 89 إلى 89 نوفمبر 8002 ص الخبر حوادث العدد 839 من 89 إلى 89 نوفمبر 8002 ص الخبر حوادث العدد نوفمبر 8002 ص من إلى -11 الخبر حوادث العدد من إلى نوفمبر 8002 ص Karl Marx & Frederick Engels, 1845, 1846, 1848; Dahrendorf, 1968; Sprey, 1969; Steinmetz and Strauss, عبد الحميد رشوان حسين 8999 ص Park, 1975; Maslow, 1977; Harlow, 1978; Sullivan, 1978; Lamb, 1978; Baumrind, Mead, 1934; Merton, 1938; Durkheim, 1951; Gelles, 1974; Steinmetz and Strauss, 1974; P. Colomy, W. Healy & A.F. Bronner; 1926, Harlow, 1962; Zimmerman, 1959, Landau, 1994, Berger, نعيم الرفاعي 8923 خوج عبد السالم محمد الكردي الرحمن وآخرون مصطفى عوقي عبد اهلل محمد عبد 8999 علي عسكري الخبر حوادث العدد 839 من 89 إلى 89 نوفمبر ص إسماعيل قيرة 23- محمد عاطف غيث عمر عسوس رشيدة سبتي بومخلوف عمر عسوس 8992 سناء الخولي ص ورنيي جان بيير 8000 حسين طاهر مصطفى عمر التير 8992 ناثر سارة 8993 فاخر عاقل 8922 عمر محمد التومي الشيبانى الطاهر سعد اهلل إب ارهيم محمد الشافعي سيد عثمان أحمد ثابت 8922 أحمد عكاشة سعد حالل 8928 نعيم الرفاعي حجازى مصطفى 8923 بوزيان بوشنقاني الغزوي 8922 رمزى زكى محمد بومخلوف الم ارجع باللغة العربية: عيسوى عبد الرحمن 8922 طاهر أحمد وفهمي إب ارهيم محمد الشافعي المرجع في علوم التربية منشو ارت جامعة قار يونس بنغازي: ليبيا أحمد ثابت "العرب والعولمة ومخاطر التنميط الثقافي" - مجلة شؤون عربية" عدد 880 سنة أحمد عكاشة: المصرية القاهرة الطاهر سعد اهلل الجامعة المغربية ط اربلس الفكر العربي - العدد الطب النفسي المعاصر االنجلو "القلق في األوساط الشبابية مجلة مجلة اإلنماء العربي للعلوم اإلنسانية ص Mead, 1934; Rose, 1956; Goffman, 1962; Bloomer, 1962; Mantis & Maltuser, 1978; Rock, 1979; Sticks,

217 - التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية - أحمد سالم األحمر علم اجتماع األسرة - بين التنظير والواقع المتغير دار الكتاب الجديد المتحدة يونيو إسماعيل قيرة مشكالت التشغيل والبطالة في الوطن العربي ص بوزيان بوشنقانى في التحضر والثقافة الحضرية في المغرب د ارسة في البناء االجتماعي لمدن الصفيح الدار البيضاء الحوار حجازى مصطفى األحداث الجانحون د ارسة ميدانية نفسانية اجتماعية بيروت دار الطليعة حسين طاهر "تحوالت البنية األسرية في الج ازئر" في مجلة األسرة الصادرة عن الو ازرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة باألسرة وقضايا الم أرة العدد صفر جانفي خوج عبد السالم األسرة العربية ودورها من الوقاية من الجريمة واالنح ارف دار النشر بالمركز العربي للد ارسات األمنية والتدريب بالرياض ص ه. - طاهر أحمد وفهمي العزوي األسرة وجناح األحداث المجلة التونسية للعلوم االجتماعية العدد محمد أحمد الزعبي التغير االجتماعي - بين علم االجتماع البرجوازي وعلم االجتماع االشت اركي - الطبعة الثالثة بيروت محمد بومخلوف وآخرون واقع األسرة الج ازئرية القطيعة والتحديات التربوية في الوسط الحضري" المستحيلة" الطبعة األولى جامعة الج ازئر أكتوبر.8002 االجتماعية والسلوك محمد عاطف غيث المشاكل - االنح ارفي دار المعرفة اإلسكندرية وآخرون قاموس علم - محمد عاطف غيث»محرر» القاهرة - االجتماع الهيئة المصرية العامة للكتاب 8929 ص مصطفى عبد المجيد كاره التغير االجتماعي وأثره على الوقاية من االنح ارفات السلوكية المجلة العربية للد ارسات األمنية والتدريب المجلد الثامن العدد الخامس عشر رجب 8384 ه. مصطفى عمر التير الوجه اآلخر للسلوك: ق ارءات في مظاهر االنح ارف االجتماعي الطبعة األولى الفكر العربي معهد اإلنماء العربي بيروت مصطفى عمر التير األسرة العربية والعنف: مالحظات أولية الفكر العربي معهد اإلنماء العربي.8992 بيروت - مصطفى عوقي خروج الم أرة إلى ميدان العمل وأثره على التماسك األسري مجلة العلوم اإلنسانية عدد 89 جوان قسنطينة - ناثر سارة التحصيل التعليمي بين األسرة والمدرسة ندوة األسرة موارد ومسؤوليات: - رؤى مستقبلية الصخير من 48 أكتوبر إلى 8 نوفمبر نعيم الرفاعي: جامعة البحرين الصحة النفسية د ارسة سسيولوجية التكيف ط 3 مطبعة هاشم دمشق ص سيد عثمان المسؤولية االجتماعية والشخصية المسلمة د ارسة نفسية اجتماعية - ألنجلو مصرية القاهرة: جمهورية مصر العربي سناء الخولي األسرة والحياة العائلية دار المعرفة الجامعية اإلسكندرية: جمهورية مصر العربية سعد حالل: علم النفس االجتماعي منشو ارت كلية اآلداب - الجامعة الليبية بنغازي:ليبيا عمر محمد التومي الشيباني - األسس النفسية والتربوية لرعاية الشباب الدار العربية للكتاب ط اربلس: الجماهيرية عمر عسوس دور األسرة والمدرسة في الوقاية من الجريمة الفكر العربي معهد اإلنماء العربي بيروت عيسوى بن عبد الرحمن سيكولوجية الجنوح بيروت دار النهضة العربية فاخر عاقل التربية قديمها وحديثها دار العلم للماليين - بيروت:لبنان- الطبعة الثانية فادية عمر الجوالني األسرة العربية: تحليل اجتماعي لبناء األسرة وتغير اتجاهات األجيال مركز اإلسكندرية للكتاب رمزي زكى: - ط قضايا مزعجة مكتبة مدبولي القاهرة 216

218 رشيدة سبتي السلطة االقتصادية لربة البيت في مجلة الدفاتر الج ازئرية لعلم االجتماع العدد األول سنة Merton, Robert K. (1957), Social change and social structure, Rev.ed, Chicago: Free Press. - Morgan, Lewis H. (1977), Ancient society, New York: Holt. - Ogburn, William F. (1953) The changing functions of the family, in Robert F.Winch (ed.) Selected Studies in marriage and the family, New York: Holt, Rinchart and Winston Inc. - Parsons, Talcott (1951), The social system, I ll: free press. - Parsons, Talcott and Bales, Robert (1956), family: Socializations and interaction process, London: Routledge and Kegan Paul. - Reich, Wilhelm (1972), The imposition of sexual morality, in Lee Baxandall (ed.), Sex-Pol Essays, , New York: Free press. - Rodman, Hyman (1965), Talcott Parsons s view of the changing American family, in Hyman Rodman (ed.) Marriage, family, and society, New York: Random House. - Skolnick, Arlene and Skolnick, Jerome (ed) (1986) Family in Transition, 5th ed., Boston: little Brown and company. - Warnier Jean Pierre, 1999, La mondialisation de la culture, Eds Casbah, Alger. - William Healy & Augusta F. Bronner: Delinquents & criminals - their making & unmaking, the Mac Millan /company, NY, 1926, P روبورت ماكيفر وشارلز بيدج المجتمع الكتاب الثالث - القاهرة ص Bibliography: - Bernard, Jessie (1975(, Note on changing life styles, , Journal of marriage and the family, Coleman, James W. and Cressey, Donald, R. (1987), Social problems. 3 rd ed., New York: Harper and Row. - Collins, Randall (1985), Three sociological traditions, Oxford: Oxford U. Press. - Duvall, Evelyn (1985), Marriage and family development, 6th ed, New York: Harper & row. - Edwards, John (ed.) (1969), The family and change, New York: knorf, Inc. - Eisenstadt, S. N. (1966), Modernization: Protest and change, Englewood cliffs, N.J: Prentice-Hall. - Engels, Frederick (1954), The origins of the family, Private property and the state, Moscow: Foreign languages publishing house (Orig.Pub.1884). - Eshleman, J. (1978), The family, Boston: Beacon Press. - Harris, C.C. (1983), The family and industrial society, London: George Allen and Unwin. - Hobart, Charles w. (1963), Commitment value conflict and the future of the American Family, marriage and family living, Macklin, Eleanor, D. (1986), Nonmarital Heterosexual cohabitation, In Arlene S. Skolnick and Jerome M. Skolnick. 217

219 مدى فعالية اإلرشاد النفسي في تنمية بعض جوانب العالقات البينشخصية لدى تالميذ السنة عزيزة عنو قسم علم النفس و علوم التربية واإلجتماعية كلية العلوم اإلنسانية واإلجتماعية- جامعة الج ازئر««2 الثالثة ثانوي ملخص ص م مت الد ارسة الحالية للكشف عن مدى فاعلية اإلرشاد النفسي في تنمية بعض جوانب العالقات البينشخصية لدى تالميذ السنة الثالثة ثانوي علما أنها أكثر المجاالت أهمية في التفاعل اإلنساني و في تماسك الجماعة و المجتمع. و لتحقيق هذه الد ارسة إستخدمنا المنهج التجريبي على عينة من 022 تلميذ)ة( و عينة ضابطة متكونة من 022 تلميذ)ة(. ت اروحت أعمار األف ارد بين 26 و 12 سنة. في الجزء األول من الدر اسة تم تطبيق مقياس المستوى اإلجتماعي اإلقتصادي ومقياس التوجه نحو اآلخرين ومقياس الكفاءة اإلجتماعية ومقياس دافعية التواد. و أسفرت النتائج عن وجود إختالفات معتبرة بين مختلف متوسطات األبعاد ( دافعية التواد التوجه نحو اآلخرين الكفاءة اإلجتماعية( لصالح المجموعة التجريبية. الكلمات المفاتيح:اإلرشاد النفسي العالقات البينشخصية التلميذ. Résumé Cette étude a été menée pour découvrir l efficacité de counselling psychologique dans l amélioration des relations interpersonnelles chez les élèves de troisième année secondaire. Pour la réaliser, nous avons suivi une méthodologie expérimentale dans le but de cerner les variables de l étude, portant sur deux populations d enquête de 300 élèves chacune. Parmi les conclusions de cette étude, il a été mis en évidence des différences sensibles entre les moyens des dimensions (la motivation de l amabilité, orientation interpersonnelle, l efficacité sociale). En effet, le traitement statistique des résultats obtenus met en évidence des différences au niveau 0.01 dans l intérêt du groupe expérimental, ce qui confirme les hypothèses de l étude. Mots clés : counselling psychologique, les relations interpersonnelles, élève. Abstract The interpersonal relationship is the axis of the carly experience and the basis of research that deals with the development of the human interaction. The present research is devoted to the study of the impact of psychological counselling on the development of interpersonal relationships of 3 rd year secondary school students. For this purpose an experimental group of 300 students is compared to another normal group of 300 students, whose age ranges from 16 to 20 years. To fullfil the goals of this study we administered the orientation towards another scale, the social competence scale, and the lovely emotion scale. Data analysis showed considerable differences between means of the different dimensions, such as: good orientation towards anothers, social capacity and the lovely emotion in favor, of experimental group after practising the psychological cousenlling, compared to the normal group. Statistical differences proved to be significant at 0.01 level, which support the research hypotheses. Keywords: Psychological counselling, interpersonal relationships, student. 218

220 مقدمة: على الرغم من تسليم الباحثين في عديد من الميادين النظرية لعلم النفس بأهمية و حيوية الدور الذي يمكن أن تلعبه العالقات البينشخصية في حياة الفرد و المجتمع و عل حد سواء إال أنه الواضح أن إنسان العصر الحالي يعيش حياة تتميز بغلبة النزعات المادية و تفكك أواصر العالقات الحميمة و تفاقم حدة الص ارع بين اإلنسان وغيره بني اإلنسان إلى غير ذلك من المؤث ارت التي جعال اإلنسان يتناسى إشباع متطلباته الوجدانية و اإلنفعالية. من هنا يتعين على المشتغلين في المجاالت التطبيقية لعلم النفس بصدفة عامة و في مجال اإلرشاد النفسي بصفة خاصة تسهيل سعي الفرد إلشباع هذه الحاجات و معاونته على تخطي آية عقبات أو صعوبات يمكن أن تعوق مسعاه في هذا الصدد. كما تكمن أهمية البحث الحالي في أهمية الموضوع الذي يتصدى لد ارسته حيث أنه يسعى لد ارسة مدى فاعلية برنامج إرشادي في تنمية بعض جوانب العالقات البينشخصية لدى تالميذ السنة الثالثة ثانوي من الجنسين و تحديد ما يمكن أن يترتب على هذه التنمية و يتبعها من تنمية لهذه الجوانب فمن الناحية النظرية يسلم كثير من علماء النفس أن تقدير الفرد لذاتهçç و تزكيته لها يت ازيد عندما يشعر أنه محبوبا أو مرغوبا فيه من جانب اآلخرين ألن ذلك يعد بمثابة مؤشر على أهليته أو جدارته لكي يكون طرفا في عالقة يسودها التقبل والتفاهم والتواد مع اآلخرين األمر الذي يؤدي إلى تعزيز و تقوية روابط اإلحتكاك و الصداقة بين أف ارد )1( الجماعة. أما أهمية البحث من الناحية التطبيقية فهي تتمثل في تنمية جوانب العالقات البينشخصية بين األف ارد بهدف مساعدة هؤالء األف ارد على أن يعيشوا حياة متوافقة و متوازنة مع المحيطين بهم مما يؤدي إلى تنمية مستوى كفاءة و فاعلية السلوك اإلجتماعي و من ثم تتجلى أهمية البحث الحالي في تصمصم برنامج إرشادي يتيح مناخا من الفهم والتقبل والمرغوبية و تعزيز أواصر العالقات البينشخصية لدى التالميذ. اإلشكالية: إن موضوع العالقات البينشخصية من أكثر الجوانب أهمية في التفاعل اإلنساني و في تماسك الجماعة والمجتمع على حد سواء فإن ما يلفت النظر ندرة الد ارسات العربية و األجنبية التي تهتم بمحاولة تنمية هذه العالقات و إن كان هناك بعض الد ارسات األجنبية التي يمكن أن تعتبر بمثابة بدايات في هذا الصدد. و الشك أن العالقات البينشخصية تأتي في مقدمة المجاالت البحثية و التنظيرية التي يتعين اإلهتمام بها من جانب الباحثين في عديد من ميادين علم النفس نظ ار لما يمكن أن تؤدي إليه أو يترتب عليها من نتائج و آثار تسهم في أن يعيش اإلنسان حياة مثمرة و مشبعة يشعر فيها بأهليته. األمر الذي ينعكس إيجابيا على صحته النفسية مما يؤدي إلى حسن إستثمار ما لديه من قد ارت وامكانات خالقة و بالتالي يمكن القول بأن العالقات الوثيقة والمتبادلة بين األشخاص بما تتضمنه من مشاعر و نشاطات و أفكار تكون ذات تأثير قوي و ملموس لكل من طرفيها. و لعل هذا يتفق مع ما ذهب إليه كل من ماكوريتر و ماركس Mc whirter & Marks عندما أوضحا حقيقة هامة مؤداها أن الفرد يشعر بسوائه عند ما يكون طرفا في شبكة من العالقات التي تجمعه بحخرين يتبادل معهم مختلف مشاعر 219

221 الدفء و التواد في إطار من التقبل المتبادل بينه )1( وبينهم. وعلى الرغم من تنوع الخصائص و الصفات التي يمكن أن تجعل الفرد موضع تقبل و مرغوبية لدى اآلخرين فإن مها ارت التواد التي تتمثل في الميل التوادي و الميل للتعاطف الوجداني مع اآلخرين و الكفاءة اإلجتماعية والثقة في اآلخرين تأتي في مقدمة الخصائص و الصفات ذات األهمية في هذا الصدد )0( وهذه الخصائص والصفات أشار إليها العديد من الباحثين في إطار حديثهم عن العالقات البينشخصية بإعتبارها مجاال حيويا إلشباع ما يعرف بالحاجات البينشخصية و التي تتمثل في حاجة الفرد إلى التفاعل و التواصل مع اآلخرين والحاجة إلى الحب و التأثير ) 2171 سكارياك Decharms ديشارمز Schariach 1985( و مما الشك فيه أن هذه الحاجات يترتب عليها نتائج إيجابية تبدو تجمعاتنا و مجتمعاتنا في مسيس الحاجة إليها تحقيقا لمطلب حتمية التفاعل اإلنساني و تماسك المجتمع. و لقد أشار الباحث إب ارهيم قشقوش إلى أن العالقة بين الفرد واآلخرين المحيطين به عالقة تعاقدية غير مكتوبة و هي عالقة ثنائية اإلتجاه بطبيعتها يلتزم الفرد فيها بتبني ومسايرة ما إرتضاه اآلخرون من معايير ومعدات سلوكية مقابل إستمتاعه بما يسبغه عليه هؤالء اآلخرون من مجاالت وفرص لتحقيق واشباع حاجاته النفسية واالجتماعية التي تعتبر مطلبا حيويا لضمان وكفاءة و فاعلية السلوك اإلنساني و تتضمن هذه الحاجات ضمن ما تتضمنه كال من الحاجة إلى اإلنتماء والحاجة إلى الحب و الحاجة إلى التقدير والحاجة إلى النجاح وهي جميعا تنطوي على مشاعر )1( وأحاسيس ال غنى عنها إلنسانية اإلنسان. وعلى الرغم من تسليم الباحثين في عديد من الميادين النظرية لعلم النفس بأهمية و حيوية الدور الذي يمكن لهذه المشاعر و الحاجات أن تقوم به في حياة الفرد و المجتمع على حد سواء إال أنه من الواضح أن إنسان العصر الحالي يعيش حياة تتميز بغلبة النزعات المادية و تفكك أواصر العالقات الحميمة و تفاقم حدة بني من الص ارع بين اإلنسان و غيره اإلنسان إلى غير ذلك من المؤث ارت التي جعلت اإلنسان يتناسى إشباع متطلباته الوجدانية واإلنفعالية )5( حيث يرى أنه ليس غريبا في مثل هذا المناخ أن تصبح الغلبة لكل من يحتال و يخادع و ينافق كي يستعمل كل ما يمكن إستغالله إلشباع حاجاته و بذلك تتفاقم حدة الص ارع بين اإلنسان وأخيه اإلنسان. وفي هذا الصدد قام كاري ار Carrera )2161( بد ارسة السلوك اإلجتماعي المالزم للحاجة للتواد وذلك بهدف التعرف على العالقة بين الحاجة إلى التواد و بعض أنماط السلوك اإلجتماعي و أثر ذلك على دافعية الفرد للتواد وقد أسفرت الد ارسة عن نتائج تشير إلى أن األف ارد ذوي الحاجة التوادية السالبة )التي يدفعها الخوف من النبذ أو الرفض أقل تقبال لبعضهم البعض وأقل دقة في اإلد ارك اإلجتماعي و يميلون للعدائية المباشرة نحو بعضهم أما بالنسبة لألف ارد ذوي الحاجة التوادية الموجبة )التي يدفعها القبول و اإلستحسان اإلجتماعي( فكانوا عكس ذوي الحاجة التوادية السالبة كذلك أوضحت النتائج أن التواد السلبي سمة أكثر نوعية )تخصيص( من التواد اإليجابي و يرتبط بإفتقاده الكفاءة اإلجتماعية وأن التواد اإليجابي سمة أكثر )6( عمومية و يرتبط بالتوافق اإلجتماعي الجيد. كما قامت بونا تيشمان Teichman )2170( بد ارسة عن اإلستثارة اإلنفعالية و التواد بهدف 220

222 توضيح ما إذا كان القلق يؤدي إلى العزلة حيث أشارت نتائج بعض الد ارسات إلى أن اإلستثارة اإلنفعالية تجعل الناس يفضلون العزلة. وهذا يشكل في وجهة السلوك التوادي في مختلف حاالت اإلستثارة اإلنفعالية لذلك قامت الباحثة بتصميم مواقف تجريبية إلحداث القلق و أسفرت الد ارسة عن نتائج تشير إلى أنه عندما يتعرض المفحوص لنوع من التهديد غير المجدد أو غير الواضح من الناحية المعرفية و الذي يتصل بالذات فإن اإلستثارة )7( الحادثة تزيد من حاجة الفرد إلى التواد. ولقد قامت جيست وتري از عامرك )2170( Geist & Teriza Hamrick بد ارسة عن التجنب اإلجتماعي وعالقته الثقة بالنفس وعدد من الحاجات كالحاجة إلى التواد والتغيير والسيطرة والهيمنة واإلذعان أو اإلحت ارم وكانت عينة الد ارسة تتضمن مجموعة كلية قوامها 181 طالبا و طالبة من بين طالب و طالبات الجامعة وأج ار أف اردها مقياس التجنب االجتماعي وصنف أف ارد العينة و فقا لهذا المقياس إلى ثالث مجموعات فرعية مرتفعة ومتوسطة ومنخفضة ثم أج ار عليهم قائمة الضبط الموضوعي لجوف و هيلبون Gough & Heilbum لتقييم الثقة بالنفس وحاجات التواد والتغيير والسيطرة واإلذعان وأظهرت النتائج أن األف ارد ذوي التجنب اإلجتماعي المرتفع قد حصلوا على درجات منخفضة بداللة في الثقة بالنفس وحاجات التواد والتغيير والسيطرة و حصلوا على درجات مرتفعة بداللة في الحاجة إلى اإلذعان )8( مقارنة بمتوسطي ومنخفضي التجنب اإلجتماعي. أما هاري جوتسفيك و إلي ازبيت بورك) 2186 ( Hary Gottesfeled & Elizabeth Burke د ارسة عن متغي ارت القوة الداخلية و التواد و تحقيق الذات و يقصد بالتواد في هذه الد ارسة أنه عالقة بينشخصية نتيجة لعاطفة إيجابية )الحب الصداقة والسعادة و السالم( بينما يقصد بالقوة الداخلية أن الفرد يفرض سيطرته أو هيمنته على شخص آخر أو مجموعة أخرى من األف ارد و كانت عينة الد ارسة تشمل مجموعة كلية قوامها 02 طالبا و طالبة من بين طالب و طالبات الجامعات األهلية ممن ينتمون إلى المستوى اإلجتماعي اإلقتصادي المنخفض وتم قياس التواد والقوة الداخلية من خالل معلومات السيرة الذاتية أو ما يسمى الذاكرة و الخب ارت يسجل المفحوص أهم 22 حيث خب ارت يتذكرها من األقدم إلى األحدث و قد تكون الخبرة التي يتذكرها في صورة شخص آخر أثر في حياته وهنا يعبر عن مشاعره تجاه هذه الخبرة ومعناها بالنسبة له وأوضحت النتائج وجود عالقة سالبة و دالة بين كل من القوة الداخلية والتأكيد على تحقيق الذات وهذا يعني أن األف ارد الذين يؤكدون على تحقيق ذواتهم هم أكثر إحتماال أن تتوافر لديهم القوة الداخلية بصورة أكبر ومن ثم يفتقدون الروابط التوادية مما يؤدي إلى مزيد من تفكك األشكال التقليدية للتواد. وانطالقا مما سبق فإن العالقات البينشخصية ذات أهمية بالنسبة للفرد و لذلك حيث يتم تدريب الفرد عن طريق اإلرشاد النفسي على بعض المها ارت اإلجتماعية و البينشخصية بهدف تنمية إمكاناته إ ازء ما يواجهه من صعوبات أو مشكالت ذات طبيعة إنفعالية أو بينشخصية إلى جانب مساعدته على حل هذه المشكالت من أجل تحقيق ذاته و إثبات وجوده و من ثم الوصول إلى مستوى مناسب من التوافق الشخصي و اإلجتماعي مع )1( اآلخرين و التفاعل معهم. ولقد قام سكارياك Schariach )2185( بد ارسة الهدف منها بحث مدى فاعلية أحد ب ارمج اإلرشاد النفسي الجماعي في تسهيل تحقيق بعض الحاجات 221

223 النفسية الخاصة لدى المسنين واستخدام الباحث في ذلك مجموعة كلية قوامها 25 مسنا وأجرى على أف ارد هذه المجموعة برنامجا للتدريب الجماعي عبارة عن ثمان جلسات تتضمن عددا من أشكال وصور التفاعل مثل: التواد واآللفة واالنضباط والتحمل وأوضحت نتائج الد ارسة وجود تأثير دال للبرنامج اإلرشادي على تنمية مها ارت التفاعل البينشخصي التي تسهل الكفاءة اإلجتماعية وتعزيز التدعيمات )22( البينشخصية. كما قام فيالك و آخرون )2186( Al Filak & بد ارسة تهدف إلى معرفة أثر اإلرشاد النفسي في خفض العدوانية والسيطرة أو الهيمنة ورفع التواد والخضوع واستخدم الباحثون في ذلك مجموعة كلية 56 قوامها فردا ممن تت اروح أعمارهم الزمنية بين عاما وتم تقسيم أف ارد هذه المجموعة الكلية إلى مجموعتين فرعيتين قوام كل منها فردا 18 وأجروا على أف اردها قائمة الصفات البينشخصية إلى جانب البرنامج اإلرشادي العالجي وأوضحت النتائج تفوق المفحوصين الذين أتموا البرنامج بنجاح على نظ ارئهم ممن لم ينجحوا في إجتياز ذلك البرنامج من حيث صفات وخصائص المسلك التوادي ولم تظهر النتائج وجود فروق ذات داللة بين أف ارد المجموعتين من حيث السيطرة أوالخضوع وأوضحت الد ارسة بضرورة وضع اإلتجاهات البينشخصية للعميل في اإلعتبار عند التخطيط لوضع أية ب ارمج ي ارد بها تعزيز أو تنمية )22( المسلك التوادي. وانطالقا مما سبق نهدف من خالل البحث الحالي إلى التحقق من التفاعل بين درجات أبعاد العالقات البينشخصية والتي تتضمن كل من السلوك التوادي والكفاءة اإلجتماعية والتوجه نحو اآلخرين من جهة ومدى فاعلية اإلرشاد النفسي من جهة أخرى. ويمكن تحديد فروض الد ارسة الحالية كاآلتي: الفرضية العامة: هناك فروق ذات داللة إحصائية في العالقات البينشخصية بين المجموعة التجريبية التي تلقت إرشادا نفسيا والمجموعة الضابطة التي لم تتلقى إرشاد نفسيا لصالح المجموعة األولى. الفرضيات الجزئية: - - هناك فروق ذات دالة إحصائيا في السلوك التوادي بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة لصالح المجموعة األولى. هناك فروق دالة إحصائيا في الكفاءة اإلجتماعية بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة لصالح المجموعة األولى. - هناك فروق دالة إحصائيا في التوجه نحو اآلخرين بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة لصالح المجموعة األولى. 1- إج ارءات الد ارسة الحالية: 1.1- العينة: تم إختيار عينة قوامها تجريبية و) 022 ( تلميذ)ة( )022( كعينة تلميذ)ة( كعينة ضابطة متمدرسين بالسنة الثالثة ثانوي تمتد أعمارهم ما بين و سنة بمتوسط عمري أما متغير الذكاء فقدرت بقيمة «ت«2.61 غير دالة إحصائيا والمستوى اإلجتماعي اإلقتصادي قدرت قيمة «ف«2.21 غير دالة إحصائيا. مما يؤكد تماثل و تجانس المجموعتين منهج البحث: إعتمد البحث الحالي على المنهج الوصفي حيث يهدف إلى وصف الظاهرة أو الواقع بدقة وموضوعية وذلك إعتمادا على المعطيات التي 222

224 تحلل تحليال كميا و كيفيا و ذلك بإعتماد الطرق اإلحصائية المختلفة لد ارسة العالقة بين الظواهر وسائل القياس: لألسرة: مقياس المستوى اإلجتماعي اإلقتصادي أعد هذه األداة عبد السالم عبد الغفار واب ارهيم قشقوش )2178( )2115( و قام عبد العزيز الشخص بتعديلها في ضوء التغير الذي حدث للمجتمع والذي أدى إلى تغير مستويات دخول األسر ويتضمن المقياس ثالثة مقاييس فرعية متدرجة لقياس مستوى الدخل الشهري للفرد والمستوى المهني والمستوى التعليمي وفي ضوء هذه المقاييس يتم تحديد المستوى اإلجتماعي )21( اإلقتصادي لألسرة مقياس التوجه نحو اآلخرين :Interpersonal Orientation Scale أعد هذا المقياس فلسنجر Filsinger )2182( وذلك لقياس درجة توجه الفرد نحو اآلخرين ويتكون المقياس من 25 بندا تصف ميل الفرد لآلخرين من خالل بعض األنماط السلوكية التي تظهر السلوك اإلجتماعي للفرد ويجيب الفرد على كل بند بإجابة واحدة من بين خمس إختيا ارت أوافق بشدة أوافق إلى حد ما محايد ال أوافق تخصيص التقدي ارت: أرفض بشدة مع 2 لكل من 1 اإلسجابات الخمس على العبا ارت الموجبة وتخصيص التقدي ارت لكل من اإلستجابات الخمس على العبا ارت السالبة ويستخدم الجمع الجبري في حساب الدرجة الكلية التي يحصل عليها المفحوص على المقياس والدرجة المرتفعة تشير إلى مستوى عال من الميل لآلخرين والدرجة المنخفضة تشير إلى مستوى منخفض من الميل ولقد قامت الباحثة بحساب الصدق التكويني للمقياس و ذلك بحساب درجة كل بند بالدرجة الكلية على بقية البنود بعد إستبعاد قيمة هذا البند من الدرجة الكلية )ن= 212 ( و قد ت اروحت قيم معامالت اإلرتباط الناتجة بين وجميع هذه المعامالت دالة إحصائيا عند مستوى 2.22 وتشير إلى إتساق المقياس وصدق محتواه مقياس الكفاءة اإلجتماعية: قام مجدي عبد الكريم )2112( بتعريب و إعداد هذا المقياس كي يستخدم في قياس مستوى الكفاءة اإلجتماعية ويتكون المقياس من عشرة بنود تصف الفرد الكفء إجتماعيا و يطلب من المفحوص إبداء ال أري بالنسبة لكل بند من هذه البنود على مقياس متدرج من أربع نقاط مع تخصيص التقدي ارت التقدي ارت للبنود ذات اإلتجاه اإليجابي: وتخصيص للبنود ذات اإلتجاه السلبي و الدرجة الكلية التي يحصل عليها المفحوص عبارة عن المجموع الجبري إلستجاباته على جميع البنود )21( الموجبة والسالبة. )222( ولقد قامت الباحثة بتطبيق اإلختبار على عينة طالب جامعي ثم إعادة تطبيقه ثانية بعد 25 يوما فبلغ معامل الثبات 2.71 أما الصدق التكويني للمقياس فقدر ب إختبار دافعية التواد: قام إب ارهيم قشقوش بتعريب واعداد هذا االختبار كي يستخدم في قياس عدد من األبعاد والجوانب التوادية ويتضمن هذا اإلختبار ثالثة مقاييس فرعية إستخدم منها الباحث مقياس واحد وهو مقياس الميل التوادي ويتضمن هذا المقياس بندا و يطلب 11 من المفحوص إبداء ال أري بالنسبة لكل بند من هذه البنود على مقياس متدرج من سبع نقاط مع تخصيص التقدي ارت صفر لكل من )20( لآلخرين. 223

225 اإلستجابات السبع على العبا ارت الموجبة وتخصيص التقدي ارت صفر لكل من اإلستجابات السبع على العبا ارت السالبة ويستخدم الجمع الجبري في حساب الدرجة الكلية التي يحصل عليها المفحوص على المقياس. ولقد قامت الباحثة بحساب معامل الثبات بعد إعادة تطبيق اإلختبار على عينة )252( طالب وثقافيا ورياضيا ودينيا كما تم تنفيذ البرنامج اإلرشادي أثناء الفصل الد ارسي الثاني من العام الجامعي 1222/1222 و يشمل البرنامج على ثمان جلسات و كانت كل جلسة تتضمن نشاط أو أكثر من أنشطة البرنامج وتبدأ الجلسة باضطالع أعضاء الجماعة على جدول األعمال اليومي الخاص بتحديد األنشطة التي سوف تتضمنها حيث قدر ب بلغ أما الصدق البنائي لإلختبار فقد الجلسة و تترك الحرية لألعضاء إلختبار األنشطة التي يريدون البدء بها وقد تم اختيار قاعة واسعة البرنامج اإلرشادي النفسي: استخدمت الباحثة أسلوب اإلرشاد النفسي الجماعي متمثال في الم ازج بين أسلوب المحاضرة والمناقشة الجماعية ويعتمد هذا األسلوب أساسا على إلقاء محاض ارت سهلة على التالميذ يتخللها ويليها مناقشات هذا باإلضافة إلى التدريب على بعض المها ارت اإلجتماعية مثل مهارة حسن االستماع أو اإلصغاء و كيفية بدء الحديث مع اآلخرين وقد أوضحت بعض الد ارسات فاعلية هذا األسلوب )نوتن 2181 )Newton كما أوضحت د ارسات أخرى أن المزج بين أسلوب التدريب على المها ارت اإلجتماعية والمناقشة الجماعية يكون أكثر )25( فاعلية من إستخدام كل معالجة على حدة. ولقد تمت ترجمة أهداف البرنامج اإلرشادي إلى مجموعة من األنشطة و المواقف السلوكية التي تتناغم فيما بينها لتكون موقفا حياتنا بعيشة الفرد إجتماعيا للقيام بأنشطة البرنامج و بعد اإلنتهاء من البرنامج قامت الباحثة بمتابعة أف ارد العينة بعد مرور شهرين حيث قامت بتطبيق أدوات البحث على أف ارد المجموعتين لبيان أثر إستم اررية أو فاعلية البرنامج اإلرشادي النفسي و للتحقق من أن البرنامج قد حقق الهدف المرجو منه. 2- عرض و مناقشة نتائج الد ارسة: 1.2- النتائج المتعلقة بالفرضية األولى: تنص الفرضية األولى على أنه توجد فروق دالة إحصائيا في السلوك التوادي بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة لصالح المجموعة األولى. ولقد إستخدمت الباحثة إختبار» ت«للتحقق من صحة أو بطالن هذه الفرضية وفيما يلي جدول يوضح ما توصلت إليه الباحثة من نتائج في هذا الصدد: جدول )1(: الفروق بين متوسطات درجات السلوك التوادي لدى الجماعة التجريبية مقارنة بالجماعة الضابطة بعد تطبيق اإلرشاد النفسي. العينة المجموعة التجريبية المجموعة الضابطة المتغير ع 1 م 2 ع 2 قيمة» ت«مستوى الداللة م السلوك التوادي

226 يتضح من جدول عند مستوى للدرجات التي )2( بين 2.22 وجود فروق دالة إحصائيا المتوسطات الحسابية حصل عليها أف ارد المجموعة التجريبية على مقياس السلوك التوادي والمتوسطات الحسابية للدرجات التي حصل عليها أف ارد المجموعة الضابطة على نفس المقياس وذلك في القياس التتبعي حيث كانت قيمة» المتوسطين تبلغ الجماعة التجريبية. ت«الخاصة بالمقارنة بين هذين وجاءت هذه الفروق لصالح ذلك أنه تتفق هذه النتائج مع د ارسة دي شارمز Decharms )2171( بد ارسة العالقة بين دافعية التواد واإلنتاجية بهدف توضيح طبيعة العالقة بين دافعية التواد و السلوك التعاوني الجمعي واستخدام الباحث طريقة أتكنسون و فيروف Atkinson & Veroff في قياس الحاجة إلى التواد و كذلك مقياس قبول أو نبذ الجماعة وطبقت هذه األدوات على عينة من طالب الجامعة و قد توصل الباحث إلى نتائج مؤداها: ظروفا تشعرهم بالنبذ أو الرفض سالبة( أن المفحوصين الذين يعيشون )ظروف توادية أكثر إنتاجا في األعمال التنافسية الفردية وأقل إنتاجا في األعمال التعاونية و أن المفحوصين في ظل العالقات التوادية الموجبة يشعرون باإلطمئنان واإلرتياح وبالتالي يميلون إلى الت اربط والتعاون ويكون إنتاجهم ذو نمط دافعي إقدامي أكثر )26( من ذوي التواد المنخفض. كما قام كيزوكسي ومهربيان )2182( Kisonzky & Mehrabian بد ارسة عن سمات الشخصية المرتبطة باإلفصاح عن الذات وقد إعتبرت الد ارسة أن الميل التوادي والحساسية تجاه النبذ أو الرفض بعدان البينشخصية واستخدام كلية قوامها 221 من أبعاد العالقات الباحثان في ذلك مجموعة طالبا جامعيا من الذكور وتم تقسيم أف ارد هذه المجموعة بحيث يكون كل إثنين معافي محادثة لمناقشة موضوع خاص عن العالقات البينشخصية أو العمل األكاديمي وذلك لمدة عشر دقائق على أن يلعب أحدهما دور المفصح وأعطيت إليه تعليمات بأن يكتب مشكلة من مشاكل العالقات البينشخصية فيما ال يزيد عن 15 كلمة واآلخر يلعب دور الميسر لإلفصاح Facilitator وأعطيت إليه تعليمات بأن يفهم مشكلة اآلخر ويوصل هذا الفهم إليه و يساعده في الوعي بمشكلته وتم تسجيل هذه الحادثة دون علمهم ثم طبق عليهم مقاييس الميل التوادي والحساسية تجاه الرفض إلى جانب إستبيان عن إنطباعاتهم عن الشخص اآلخر وتم تحليل مضمون التسجيالت الصوتية وأظهرت النتائج أن األف ارد ذوي الميول التوادية واثقون إجتماعيا وايجابيون ومنفتحون في عالقتهم البينشخصية وأكثر إفصاحا عن ذواتهم و أن األفر اد األكثر حساسية أقل إنفتاحا وتصادقا مع اآلخرين و أقل إفصاحا عن ذواتهم. وتعني هذه النتائج وجود تأثير دال للبرنامج اإلرشادي على تباين درجات أف ارد المجموعتين على مقياس السلوك التوادي وذلك لصالح أف ارد المجموعة التجريبية حيث تفوق أف ارد المجموعة التجريبية على نظ ارئهم أف ارد المجموعة الضابطة من حيث متوسطات الدرجات التي حصل عليها أف ارد المجموعة التجريبية في القياس التتبعي لمتغير السلوك التوادي النتائج المتعلقة بالفرضية الثانية: تنص الفرضية الثانية على أنه توجد فروق دالة إحصائيا بين درجات الكفاءة اإلجتماعية لدى الجماعة التجريبية مقارنة بالجماعة الضابطة بعد تطبيق برنامج اإلرشاد النفسي. ت«إختبار» ولقد إستخدم الباحث لتحقق من صحة أو بطالن هذه 225

227 الفرضية وفيما يلي جدول يوضح ما توصل إليه الباحث في هذا الصدد. جدول )2(: الفروق بين متوسطات درجات الكفاءة اإلجتماعية لدى الجماعة التجريبية مقارنة بالجماعة الضابطة بعد تطبيق برنامج اإلرشاد النفسي. العينة المجموعة التجريبية المجموعة الضابطة المتغير ع 1 م 2 ع 2 قيمة» ت«مستوى الداللة م الكفاءة اإلجتماعية يتضح من جدول )1( وجود فروق دالة إحصائيا عند مستوى 2.22 بين المتوسطات الحسابية للدرجات التي حصل عليها أف ارد المجموعة التجريبية على مقياس الكفاءة اإلجتماعية و المتوسطات بغرب الواليات المتحدة و أجروا على أف اردها عدة أدوات تضمنت إختبار من نمط إختبار تفهم الموضوع و إختبار لقياس الحاجة إلى اإلنجاز وآخر لقياس الحاجة إلى الكفاءة اإلجتماعية وقد الحسابية للدرجات التي حصل عليها أف ارد المجموعة أوضحت النتائج أن األفكار األساسية للحاجة في الضابطة على نفس المقياس و ذلك في القياس بروتوكوالت أف ارد العينة. كانت تتضمن مستويات التتبعي حيث كانت قيمة «الخاصة بالمقارنة ت«منخفضة لتقدير الذات وقضايا كل من اإلستقالل بين المتوسطين تبلغ و جاءت هذه الفروق الذاتي وافتقاد الهدف في الحياة والعالقات مع لصالح الجماعة التجريبية. وتعني هذه النتائج وجود تأثير دال للبرنامج اآلخرين والصحية وانعدام اإلثابة والتدعيم من جانب المحيطين به في البيئة و كانت الحاجة إلى اإلرشادي على تباين درجات أف ارد المجموعتين على اإلنخ ارط في عالقات ودودة دافئة وصوال إلى مقياس الكفاءة اإلجتماعية لصالح أف ارد المجموعة التجريبية و جاءت الفروق دالة إحصائيا عند مستوى التدعيم اإليجابي أكثر الحاجات شيوعا وأهمية في )27( إستجابات المفحوصين النتائج المتعلقة بالفرضية الثالثة:.2.22 وتتفق هذه النتائج مع د ارسة نوتن و آخرون تنص الفرضية على أنه توجد فروق دالة التي هدفت إلى تقييم إحصائيا في التوجه نحو اآلخرين بين المجموعة Newton & Al)2181( حاجات طالب الجامعة كخطوة أولى في منع التجريبية والمجموعة الضابطة لصالح المجموعة اإلضط ارب و ذلك بهدف تحديد و تفسير ماهية األولى. ولقد إستخدمت الباحثة إختبار للتحقق»ت«حاجات و دوافع طالب الجامعة إلى جانب وضع من صحة أو بطالن هذه الفرضية و فيما يلي برنامج إرشادي لمنع اإلضط اربات النفسية في ضوء تلك الحاجات والدوافع وتحقيق الكفاءة اإلجتماعية جدول يوضح ما توصل إليه الباحث من نتائج في هذا الصدد. واستخدام الباحثون في ذلك مجموعة كلية قوامها 65 طالبا جامعيا من إحدى جامعات المناطق الوسطى جدول )1(: الفروق بين متوسطات درجات التوجه نحو اآلخرين لدى الجماعة التجريبية مقارنة بالجماعة الضابطة بعد تطبيق برنامج اإلرشاد النفسي. العينة المجموعة التجريبية المجموعة الضابطة المتغير ع 1 م 2 ع 2 قيمة» مستوى الداللة م 1 ت« التوجه نحو اآلخرين

228 يتضح من جدول عند مستوى )0( 2.22 وجود فروق دالة إحصائيا بين المتوسطات الحسابية للدرجات التي حصل عليها أف ارد المجموعة التجريبية على مقياس التوجه نحو اآلخرين و المتوسطات الحسابية للدرجات التي حصل عليها أف ارد المجموعة الضابطة على نفس المقياس و ذلك في القياس التتبعي حيث كانت قيمة بين المتوسطين تبلغ «20.27 لصالح المجموعة التجريبية. الخاصة بالمقارنة ت«و جاءت هذه الفروق وتعني هذه النتائج وجود تأثير دال للبرنامج اإلرشادي على تباين درجات أف ارد المجموعتين على مقياس التوجه نحو الفرد لصالح أف ارد المجموعة التجريبية و جاءت الفروق دالة إحصائيا عند مستوى.2.22 وتتفق هذه النتيجة مع نتائج د ارسات كل من سكارياك Schariach )2185( Filak & Al )2186( و فيالك و آخرون و التي أوضحت نتائجهم وجود تأثير دال للبرنامج اإلرشادي على تنمية مها ارت التفاعل البينشخصي التي تسهل التوجه نحو اآلخرين والكفاءة اإلجتماعية و تعزز التدعيمات )28( البينشخصية. وختاما توصلنا من خالل هذه الد ارسة إلى فعالية البرنامج اإلرشادي في تنمية العالقات البينشخصية لدى تالميذ السنة الثالثة ثانوي حيث أعطى البرنامج فرصة للتفاعل اإلجتماعي الذي له أكبر األثر في تنمية بعض المها ارت اإلجتماعية و زيادة اإلندماج والتفاعل على السلم لدى أعضاء الجماعة. والشعور بالتقدير وذلك من خالل تشجيعهم بإستم ارر على المناقشة ومحاولة إثبات ذواتهم مما أدى إلى التحلف والود والتفاهم والتقدير المتبادل. فيما بينهم في جو يسوده المحبة باإلضافة للتخلص من المشاعر السلبية نحو الذات و الخوف من النقد والرفض من قبل اآلخرين وذلك من خالل ما يحققه البرنامج من تشجيع على التفاعل واإلستبصار بالذات وخاصة ما يرتبط بالجوانب اإليجابية فيها مما يساعد الفرد على مواجهة مشكالته والتصدي لها. الخالصة: صمم البحث الحالي من أجل د ارسة مدى فاعلية برنامج إرشادي في تنمية بعض جوانب العالقات البينشخصية لدى تالميذ السنة الثالثة ثانوي بهدف التحقق من تأثير البرنامج اإلرشادي على كل من السلوك التوادي الكفاءة اإلجتماعية التوجه نحو اآلخرين و إستخدام الباحثة في ذلك مجموعة كلية )622( قوامها تلميذ و تلميذة بالمؤسسات التعليمية بالج ازئر العاصمة و رعي في ذلك تجانس أف ارد المجموعة التجريبية و الضابطة وتم إستخدام وسائل القياس لجمع المعطيات من خالل تطبيق البرنامج اإلرشادي. إختبار»ت«و لقد عولجت النتائج عن طريق و أظهرت النتائج أن البرنامج اإلرشادي المستخدم لعب دو ار ملموسا في تنمية العالقات البينشخصية لدى أف ارد العينة خالل إكسابهم بعض المها ارت اإلجتماعية التي تمكنهم من التعامل مع اآلخرين والتعايش السليم معهم كذلك أسفرت النتائج إستم اررية تأثير البرنامج اإلرشادي المستخدم بعد مرور شهرين من إنتهائه و هذه النتائج في جملتها تبرز أهمية البرنامج اإلرشادي المستخدم في تنمية بعض جوانب العالقات البينشخصة لدى األف ارد الذين يعانون من صعوبة إقامة عالقات إجتماعية ناجحة مع اآلخرين بهدف مساعدتهم على أن يعيشوا حياة مستقرة و متوافقة مع اآلخرين. 227

229 -12 الهوامش: 2- Berkowitz,L.(1986): Asurvey of social psychology (3 RD ED).japan: CBS publishing, p MC Whirter,J.,& Marks,S.(1972): An investigation of the relationship between the facilitative conditions and peer and group leader ratings of perceived counselling effectiveness. journal of clinical psychology, Vol.28(1),P Berkowitz, L.op.cit, p قشقوش إب ارهيم زكي عبد الغفار عبد السالم ) 2178 (: دليل تقدير الوضع اإلجتماعي اإلقتصادي لألسرة المصرية مجلة كلية التربية جامعة عين شمس المجلد 2 العدد 2 ص 2. عبد الغفار عبد السالم) 2170 (: في طبيعة اإلنسان -5 القاهرة دار النهضة العربية. 6-Carrera,R.(1964):Need for affiliation: Approach and avoidant aspects. journal of clinical 7- Teichman,Y(1973):Emotional arousal and affiliation, journal of Experimental and social psychology,vol (9),PP Geist,C,& Hamrick,T.(1983): Social avoidance and distress: Its relationship, to selfconfidence and need for affiliation, change dominance, and deference, journal of clinical psychology,vol,39 (5),PP Stewart.P(1977): Principles of guidance, India, Mac Grow-Hill, co. 10- Schariach,A(1985): Social group Work With institutionalized elders: A Task-centered approach. Social. Work with groups, Vol.13 (3), PP Filak,J;Geist,C,& Johnson,C.(1986): Clients pretherapy interpersonal attitudes and psychotherapy outcome, professional psychology research and practice, Vol,17 (3) PP قشقوش إب ارهيم زكي عبد الغفار عبد السالم ) 2178 (: دليل تقدير الوضع اإلجتماعي اإلقتصادي لألسرة المصرية مجلة كلية التربية جامعة عين شمس المجلد 2 العدد 2 ص Filisinger,E.(1981): A measure of interpersonal orientation: the liking people scale. Journal of personality assessment, Vol.45 (3), PP مجدي عبد الكريم جيب) 2112 (: إختبار الكفاءة اإلجتماعية القاهرة مكتبة النهضة المصرية. 15- Schariach,A(1985): Social group Work With institutionalized elders: A Task-centered approach. Social. Work with groups, Vol.13 (3), PP Decharms,R.(1979): Affiliation and productivity in small groups, journal of abnormal and social psychology,vol, 55, PP Newton, F.(1980): the assessment of college students need: First step in a prevention response, personal Guidance journal, Vol.62(9),PP Filak,J;Geist,C,& Johnson,C.(1986): Clients pretherapy interpersonal attitudes and psychotherapy outcome, professional psychology research and practice, Vol,17 (3) PP الم ارجع باللغة العربية عبد الغفار عبد السالم) 2170 (: في طبيعة -1 اإلنسان القاهرة دار النهضة العربية. 2- قشقوش إب ارهيم زكي عبد الغفار عبد السالم ) 2178 (: دليل تقدير الوضع اإلجتماعي اإلقتصادي لألسرة المصرية مجلة كلية التربية جامعة عين شمس المجلد 2 العدد 2 ص قشقوش إب ارهيم زكي) 2181 (: القاهرة مكتبة األنجلو المصرية. مجدي عبد الكريم جيب) 2112 (: إختبار دافعية التواد -2 اإلجتماعية القاهرة مكتبة النهضة المصرية. إختبار الكفاءة الم ارجع باللغة األجنبية: 1- Arkin,R.,& Grove,T.(1990) : Shyness, Sociability and patterns of everyday affiliation. Journal of social and personal relationships, Vol,.7 PP Berkowitz,L.(1986): Asurvey of social psychology (3 RD ED).japan: CBS publishing, p Carrera,R.(1964): Need for affiliation: Approach and avoidant aspects. Journal of clinical psychology, Vol.XX (4), PP

230 journal of social Behavior and personality, Vol.8(2),PP MC Whirter,J.,& Marks,S.(1972): An investigation of the relationship between the facilitative conditions and peer and group leader ratings of perceived counselling effectiveness. Journal of clinical psychology, Vol.28 (1), PP Newton, F.(1980): the assessment of college students need: First step in a prevention response, personal Guidance journal, Vol.62(9),PP Schariach,A(1985): Social group Work With institutionalized elders: A Taskcentered approach. Social. Work with groups, Vol.13 (3), PP Stewart.P (1977): Principles of guidance, India, Mac Grow-Hill, co. 14-Teichman,Y(1973):Emotional arousal and affiliation, journal of Experimental and social psychology,vol (9),PP Decharms,R.(1979): Affiliation and productivity in small groups, journal of abnormal and social psychology, Vol, 55, PP Filak,J;Geist,C,& Johnson,C.(1986): Clients pretherapy interpersonal attitudes and psychotherapy outcome, professional psychology research and practice, Vol,17 (3) PP Filisinger,E.(1981): A measure of interpersonal orientation: the liking people scale. Journal of personality assessment, Vol.45(3),PP Geist,C,& Hamrick,T.(1983): Social avoidance and distress: Its relationship, to self-confidence and need for affiliation, change dominance, and deference, journal of clinical psychology, Vol, 39 (5), PP Gottesfeld,H.,& Burke,E.(1986): Internal Power, affiliation and self fulfilment psychological reports, Vol.59.PP Kisonzky,S,& Mehrabian.A.(1980): Personality correlates of self-disclosure, 229

231 دور اإلتصال الداخلي في تحسين إنتاجية الموارد البشرية باية بووزة كلية اآلداب و اللغات و العلوم اإلجتماعية و اإلنسانية جامعة يحي فارس- المدية ملخص للنمو اإلقتصادي طريقان: يتعلق األول بالت اركم ال أرسمالي الناجم عن إضافة عوامل إنتاج جديدة : كالعمال و أرس المال. بينما يرتكز الثاني على تحسين اإلنتاجية. و معلوم أن نظرية التنمية اإلقتصادية التقليدية اتخذت السبيل األول أي الت اركم ال أرسمالي بينما ينتهج اإلقتصاد الجديد الطريق الثاني مستندا على تكنولوجيا المعلومات و اإلتصاالت. وهذا ما جعل موضوع اإلتصال ودوره في تحسين إنتاجية الموارد البشرية على الئحة االهتمامات بالنسبة لكل مؤسسة تنشد البقاء والتطور في ظل بيئة تنافسية شديدة ال مكان فيها للضعفاء. و بالتوازي مع ذلك نشطت حركة البحث في هذا المضمار لمساندة الخطوات اإلنتاجية بنتائج األبحاث العلمية مما يضمن كفاءة أعلى في األداء. وهذا ما ينشده هذا المقال. الكلمات المفاتيح: اإلتصال الداخلي اإلنتاجية الموارد البشرية األداء. Résumé La croissance économique emprunte deux voies possibles: la première est l'accumulation capitaliste résultant de l'introduction de nouveaux facteurs de production tels que : le capital et la main-d'œuvre.la seconde est basée sur l'amélioration de la productivité. Si la théorie classique du développement économique s inscrit dans la première orientation, c'est-à-dire l'accumulation capitaliste. La nouvelle économie quant à elle, a pour cadre la seconde voie. Dans ce dernier cas, les technologies de l'information et de la communication occupent une place prépondérante. De ce fait toute entreprise soucieuse de son développement et de sa pérennité dans un environnement concurrentiel, accorde à la communication un intérêt primordial. Cet article s inscrit dans cette perspective et vise à mettre en évidence le rôle de la communication dans l amélioration de la productivité des employés. Mots clés : la communication interne, la productivité, les ressources humaines, performance. Abstract Economic growth takes two possible ways: the first is the capitalist accumulation resulting from the introduction of new factors of production such as capital, labor force. The second way is based on improving productivity. If the classical theory of economic development is in the first orientation, to this way of capitalist accumulation. The new economy meanwhile is set in the second channel. In the latter, information technology and communication occupy a prominent place. Therefore any company that cares about its development and its sustainability in a competitive environment, given the communication of primary interest according to its role, improves the productivity of human resources. Studies and scientific research done in this area led to think and guide enterprises to improve their performancies. This article aims to highlight the role of communication in improving employees productivity. Keywords: Internal communication, productivity, humanresources, performance. 230

232 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية مقدمة : اإلنسان كائن إتصالي مند نشأته وانسانيته مرتكزة على كثافة عالقاته بأق ارنه خصوصا في مجال العمل أما تاريخه فهو تاريخ إبدال وسائل تحصيل المعلومات وجمع المعارف و اخت ارع أدوات فعالة لتخزين العلوم أو نقلها. بهدف تحسين المحيط المادي وكذا رفع معدل األداء البشري. باالستناد على التسيير اإلداري الحديث القائم على اإلتصال الداخلي الذي تعددت أدواره و تباينت وظائفه. وفقا لمجال استخدامه من قبل كل مؤسسة. في هذا اإلطار تولي اإلدارة الحديثة إهتماما بالغا لقضية تحسين اإلنتاجية. ألنها الدليل على نمو اقتصاد المؤسسة باستخدام ذات عناصر اإلنتاج دون زيادة. أما على المستوى الوطني فتحسنها يسهم في زيادة الناتج الكلي بحسن إستخدام الموارد و ليس بزيادة كميتها مما ينعكس إيجابا على رفاهية المجتمع. غير أن إحداث زيادة محسوسة في اإلنتاجية ال يتحقق بالتمني بل بالد ارسة المتأنية المرتكزة على التخطيط العلمي الذي يتعامل مع المسببات المؤثرة في مستويات األداء البشري. ومن ضمنها طبيعة اإلتصال الداخلي وأهميته في التخطيط و إتخاذ الق ار ارت و أيضا تأثره بنمط القيادة و السلطة فضال عن تأثيره الواضح على معنويات الموارد البشرية و دافعيتها للعمل و كذا رضاها الوظيفي. لكن إذا كانت المؤسسة أهم حلقة في التنمية اإلقتصادية فهل سينجح الجهاز اإلداري في رفع معدالت األداء البشري دون اإلستعانة باإلتصال الداخلي هل يمكن تحسين إنتاجية األف ارد بحرمانهم من المشاركة في التخطيط و اتخاذ الق ار ارت و عدم تزويدهم بالمعلومات و المستجدات في ثنايا هذه الورقة إجابات عن هذه التساؤالت. 1. أهمية اإلتصال الداخلي بالنسبة للمؤسسات : تتعلق اإلشكالية المطروحة بدور اإلتصال الداخلي في تحسين إنتاجية الموارد البشرية لذا ينبغي بداية التعرض لمفهوم عر ف حيث اإلتصال الداخلي.»كميكانيزم في ظله يولد و ينمو ويتطور كيان فريد ومتجانس نسميه مؤسسة أما إست ارتيجية اإلتصال الداخلي فهي فن اإلدارة والتنسيق و جمع مختلف األساليب االتصالية ثم )8( تسخيرها لتحقيق األهداف العامة «. فاإلتصال الداخلي يهدف لتحسيس العامل بقيمته ويمنحه مكانة في التنظيم المعبر عنه بالحيز الفيزيقي ويظهر من خالل اإلدارة بمختلف مستوياتها وكذا تقسيم المهام وتوزيع األدوار كما )8( يحدد العالقات وينظمها لتحقيق التنسيق. خصوصا و أن المؤسسة نظام مفتوح على محيط متغير لذا يحرص جهازها اإلداري على م ارقبة التسيير والتطبيق الجيد للق ار ارت بيد أن هذا المسعى غير كاف لتفعيل النظام اإلداري لوجود مؤث ارت خارجية تتعذر السيطرة عليها. فعملية الم ارقبة ضرورية و هي القدرة على التحكم و ضمان التكيف مع الظروف الغير متوقعة إلبقاء النشاط يسير في خط مستقيم لتحقيق الهدف )4( المنشود. يعد نسق باإلعتماد على اإلتصال الداخلي الذي لكونه والتقنية المتعلقة بمختلف الموارد. على التفاعالت بين األف ارد. يجمع المعلومات اإلست ارتيجية و وظيفة لتركيزه لذا توصف المؤسسات بأنها وحدات لمعالجة المعلومات و تناقلها. 1-1 دور اإلتصال الداخلي في المؤسسة يتعذر القيام بأي نشاط إنتاجي إذا غاب اإلتصال الداخلي الذي يساعد على التنسيق بين مختلف الوحدات والمستجدات أثناء: والمصالح و ينقل المعلومات 231

233 * التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية * عملية إتخاذ الق ار ارت: فالق ارر يتطلب تفكي ار أوليا ألن الفشل في اتخاذه قد يسبب مشاكل عديدة )3( يصعب تداركها.وتتوقف عملية اتخاذه على كمية وسالمة المعلومات بحيث إذا شابت سالمتها ودقتها شائبة فإن صانع الق ارر يقف عاج از أمام المواقف اإلدارية التي تتطلب تصرفا عاجال.مما قد موارد المؤسسة للتلف. يعرض *في مجال الرقابة تبدو أهمية اإلتصال الداخلي واضحة باإلستناد للفرضية القائلة: النهائي لكل مؤسسة هو تحقيق أن الهدف عائد مجزئ على المال المستثمر وبعبارة أدق تحسين اإلنتاجية. وتحقيقا لهذا الغرض يوجد تحت تصرف اإلدارة خمسة وسائل هي: التخطيط التنظيم تفويض السلطة إعداد ووضع سياسات وقواعد العمل وهو ما اصطلح على تسميته نظريا بالنواحي الساكنة للرقابة. لكونها ال تحتمل التغيير طالما أن النشاط يتم حسب المخطط المرسوم. * أما العنصر السادس فهو اإلتصال الذي يمثل الجانب الديناميكي لكونه يوفر المعلومات الخاصة بتقييم األداء بصفة مستمرة ويكشف عن موضع اإلنح ارف وزمنه وان لم يعطى سببا وجيها له وعليه فاإلتصال الداخلي هو بمثابة التغذية الخلفية للتخطيط ألنه يمك ن من تدارك الوضع باتخاذ بعض اإلج ارءات التصحيحية. التعبير عن مختلف المشاكل وحلها: بإيصالها للجهات المعنية ثم بالتحاور مع كل األط ارف المتنازعة وسماعها سعيا لحل الن ازعات الداخلية المحتدمة بينها. التعامل مع المحيط الخارجي: فتوفير شبكة إتصاالت تستقطب المعلومات الخارجية وتمك ن من ربط المؤسسة كنسق مفتوح بالوسط الخارجي بطريقة «مستمرة مختلف األنشطة يفيد في التخطيط اإلست ارتيجي وفي أداء )1(.» 2-1 إيجابيات اإلتصال الداخلي وأهميته:لألعضاء.I.II.III والمسيرين و المؤسسة. بالنسبة ألعضاء التنظيم: يمكنهم من اإلطالع على مستجدات المؤسسة وتطو ارتها و تحدياتها. مما يدع م التفاهم و الثقة بين المؤسسة وعمالها ويمنحهم إحساسا صادقا باإلنتماء.فترتفع معنوياتهم وتزيد دافعيتهم للعمل. هو الوسيلة المثلى للمسييرين: لتحقيق اإلنسجام داخل الجماعة.كما يوفر المعلومات لألط ارف الخارجيةالمهتمة بمصلحة المؤسسة. الجهاز ويساعد اإلداري على التخطيط المستقبلي بالتعرف على المؤث ارت الخارجية التي قد تكون لها إنعكاسات على منتجات المؤسسة أو خدماتها. اإلتصال الداخلي من المؤسسة تستفيد في توفير المعلومات لتقييم نتائج مختلف المستويات الوظيفية.و كذا البيانات الضرورية إلدارة المنظمة لتتمكن من تسيير مختلف مواردها بفعالية.والشكل الموالي يوضح إيجابيات اإلتصال الداخلي بالنسبة لمختلف األط ارف. 232

234 الشكل رقم 1: )2( إيجابيات اإلتصال الداخلي إيجابيات اإلتصال الداخلي بالنسبة للخدمة المقدمة من طرف المؤسسة - مشروع للمؤسسة - ينمي االنسجام - حيسن نوعية اخلدمة بالنسبة للعمال - حيسس - خيلق االلتحام واالنتماء - يضمن التكوين - يؤدي لالستماع - يدعم التطور الشخصي بالنسبة للتنظيم - حيشد - يضمن املشاركة - جيمع الكفاءات - حيسن التحفيز - يكيف البناء مع األهداف من جانب آخر فتسيير الموارد البشرية يعني 1-2 توجيهها و ادارتها بفعالية للمؤسسة بالموا ازة مع تطو ر (7) العاملين لذا ينبغي التطرق ألهمية وتطوير اإلتصال الداخلي األف ارد ومداخلها واالست ارتيجية المتبعة فيها. -2 تحسين إنتاجية األف ارد است ارتيجيتها مداخلها (: يقصد بالكفاءة اإلنتاجية فاقد في موارد المؤسسة. المخرجات الفعلية مع المتوقعة. حاجات األف ارد تحسين إنتاجية مفهومها ( أداء العمل دون وجود ويمكن تفسيرها بتطابق فاإلدارة الناجحة تتجنب المواقف التي تؤدي إلى ضياع موارد المنظمة المختلفة إست ارتيجية تحسين اإلنتاجية و مداخلها : تحسين اإلنتاجية: هو جهد منظم ومخطط يعبر عن جودة إدارة المؤسسة ومدى تقدمها. وتهدف اإلدارة الجيدة لتحسين اإلنتاجية باستم ارروالمحافظة عليها. فيإطار ما يعرف بإدارة اإلنتاجية أي أن تحسين اإلنتاجية يحتاج لوظائف اإلدارة التي تتمثل )9( فيما يطلق عليه عملية اإلدارة قياس. وبفضل مستوى اإلنتاجية يمكن تقييم األداء الوظيفي وتحديد المشاكل الموجودة ثم بلورتها وتحليلها. وأخي ار إتخاذ الق ار ارت الالزمة لتصحيح الوضع وتجاوز العقبات لتحسين مستوى اإلنتاجية. وفي كل مرحلة من هذه الم ارحل يعد اإلتصال الداخلي ضرورة وحاجة بالنسبة لجميع الموظفين. ولتحسين اإلنتاجية الموضحة في الشكل الموالي ال بد من انتهاج الخطوات )80( : )2(. 233

235 الشكل رقم 2 : خطوات وضع إست ارتيجية تحسين اإلنتاجية 2 تحديد أهداف المنشأة 1 تحديد أهداف اإلنتاج في ضوء معلومية الموارد المتاحة 0 تخطيط وبرمجة أنشطة تحسين اإلنتاجية 1 إزالة معوقات اإلنتاجية الظاهرة و الباطنة 5 تصميم طرق ونظم قياس اإلنتاجية 6 تنفيذ خطة تحسين اإلنتاجية 7 حفز وتشجيع األفراد لتنفيذ الخطة 8 المحافظة على مستويات األداء واإلنتاجية المحققة 1 متابعة وتقييم نتائج تنفيذ الخطة و تصويب المسار وتقاس الكفاءة اإلنتاجية اعتمادا على المعايير المباشرة بمقارنة المخرجات بالمدخالت خالل زمن محدد. والمعايير الغير مباشرة البشرية. المرتبطة بإنتاجية الموارد وتشمل قياس الدافعية للعمل والروح )88( المعنوية ورضا األف ارد. 2-2 مداخل تحسين اإلنتاجية: أساسيين لتحسين اإلنتاجية األول: هناك مدخلين يتعلق بالموارد ال أرسمالية التي تتطلب عناية خاصة الرتفاع كلفتها لذا فتحسين إنتاجيتها يتحقق بتقليص نسبة الموارد الضائعة وترشيد استهالك الطاقة. أماالثاني البشرية. فيركز على تحسين إنتاجية الموارد لكونها العنصر األنفس فقد ثبت علميا أن األداء الفردي للعمل هو المحدد الحقيقي لإلنتاجية.فمثال : إذا طلبنا من موظف جديد يفتقر للتدريب الجيد تشغيل آلة حديثة باهظة الثمن فاألرجح أنه سيتلفها مما يؤدي إلى تخفيض معدل الكفاءة اإلنتاجية. بنفس المنطق فالعامل الذي يحرم من معلومات تهمه أو يوبخه رئيسه تنخفض معنوياته وكذلك إنتاجيته: فقد يتغيب أو يفتعل حادث عمل لتعطيل دورة اإلنتاج. نخلص مما سبق إلى حقيقتين هامتين: األولى إمكانية تحسين اإلنتاجية بتغيير مقدرة األف ارد على العمل. أو بزيادة رغبتهم فيه وهنا يمكن اإلعتماد على اإلتصال الداخلي كأداة فعالة. والثانية: أن النجاح في ذلك مرهون بالتحديد الدقيق 234

236 3-2 دور الموارد البشرية في تحسين اإلنتاجية: اليمكن اإلستغناءعن األف ارد و اإلتصال الداخلي حتى لو أصبحت المؤسسات تعمل بطريقة آلية )88( ألسبابثالث : - فاستعمال التكنولوجيات ال يلغي عمل الفرد بل يؤكده ألن تركيب اآلالت و وضعها موضع التنفيذ يستدعي ضرورة التدخل البشري. - اإلنسان هو قاعدة التطو ارت الحديثة لكن البعض يقد م التقنيات اآللية وكأنها مستقلة عنه و أحيانا أقوى منه. صحيح أن الرجال اآلليون مدهشون لكنهم أقل كماال من اإلنسان. - حتى إن أصبحت المؤسسات تعمل بطريقة آلية فالحضور اإلنساني يعد ضرورة حتمية والمؤسسات التي تتالفى مشكل اإلتصال الداخلي بحجة أن كل شيء ميكانيكي تحكم على نفسها بالموت. من هذا المنطلق فالمورد البشري هو األكثر ندرة.لذاينبغي أن يحظى االستثمار الغير المادي باهتمام أكبر من خالل تطوير األف ارد وتكوينهم )84( وتعليمهم كي يصبحوا مساهمين و متعاونين. بالموا ازة مع ذلك تقوم اإلست ارتيجية الفعالة لتحسين اإلنتاجية على حقيقة أن إنتاجية البشر سواء كانت مرتفعة أو منخفضة تتحدد بدوافع و قيم العاملين لذا ينبغي تغييرها لتحسين إنتاجية العمل) 4(. الشكل رقم الموضحة في ألن تغيير سلوك العامل يؤدي حتما لتحسين إنتاجية بقية الموارد المستخدمة من طرفه. أما السبيل إلى ذلك فيتم والحوار و الفهم. تقنية االستماع بتوظيف التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية ألي العاملين يؤثر في اآلخر هل القدرة تؤثر في الرغبة أم العكس فإذا كانت الرغبة منخفضة فاللجوء إلى التدريب لزيادة القدرة على األداء لن يجدي. بل يفضل إعتماد اإلقناع والحوار. لذا ينبغي تحليل كل موقف يكون فيه خلل في نسبة إنتاجية الموارد البشرية لتتم معالجته اعتمادا على الحلول والبدائل المتوفرة. و في مقدمتها اإلتصال الداخلي لكونه األنسب لجمع المعطيات حول الوضع وأسبابه هذا من جهة. من جهة أخرى فاهتمام المؤسسة بزيادة إنتاجها الكلي أدى لظهور عدة أساليب لقياس الكفاءة واإلنتاجية. سعيا لتحسينها باإلرتكاز على العملية اإلدارية اإلست ارتيجية مما ينعكس إيجابا على المؤسسة في عدة جوانب أهمها: ۱- تزويد المشرفين بالمعلومات التخاذ اإلج ارءات المتعلقة بالرقابة على اإلنتاج. ۲- هو أمثل أسلوب للمشرفين لتوفير العدالة وتقييم مدى كفاءة العمال فيشيع بذلك االطمئنان والرضا في أوساط الموارد البشرية. ۳- مقياس لمكافأة العمال المجدين بالترقية واكتشاف المواهب الستغاللها و أداة لتمحيص الموظفين األقل عطاء لإلستغناء عنهم إن اقتضت الضرورة ذلك. ٤- مقياس لتوجيه العمال للقيام بما يتقنونه قصد التخصص و اإلستغالل األمثل للقد ارت ألن مهارة العامل تؤثر على مستوى الكفاءة اإلنتاجية للمؤسسة. 235

237 الشكل رقم 3: )83( إنتاجية العمل نمط لسلوك العامل و حيث أن السلوك البشري هو حمصلة لتأثري دوافع الفرد و وإجتاهاته و ميوله و أن دوافع الفرد و إجتاهاته و ميوله تتحكم فيها اجلوانب املتعلقة بالعمل تغيري سلوك اإلنسان يتطلب التحكم يف جمتمع العمل و تغيري سلوك العمل يتطلب إعادة تشكيل الدوافع و اإلجتاهات وامليول و هذا هو األساس العنصر األول هو أن النسق يتلقى من البيئة أربعة أنواع من الموارد )هي: الموارد البشرية و الطبيعية والمالية وكذا المعلوماتية(. و يتجلى العنصر الثاني في أن هذه الموارد المختلفة تتحول من خالل مجموعة من العمليات إلى مخرجات و التي تمثل الجزء الثالث من النسق وتشمل اإلنتاج أو الخدمات...أخي ار التغذية العكسية من البيئة بحيث تقدم للنسق معلومات إضافية عن الكيفية المثلى التي تصبح من خاللها أعمال المنظمة أكثر جدوى و فعالية. في هذا السياق ال بد من التأكيد على أن معادلة المدخالت العملية المخرجات تعد أفضل معادلة معروفة ألبعاد نظرية النظم التي فحواها أن هناك نظاما يحول أو ينقل المدخالت إلى مخرجات مثال ذلك لو دخلنا إلى منجرة حيث تصنع الطاوالت والخ ازئن فيمكن أن نميز: - مدخالت اإلنتاج: ألواح آالت نشر مسامير عدد متنوعة تنعيم دور اإلتصال في تحسين اإلنتاجية وفق المدخل التنظيمي : وفقا للنسقية المؤسسة هي مجموعة من العناصر المستقلة التي تجتمع لتكون كال أنساق فرعية أساسية هي: )89(. * نسق إنتاجي: يحويثالث يضمن اإلنتاج الفيزيقي بالمعنى الواسع للحاجات والخدمات وهو ال يضم أنشطة اإلنتاج فحسب بل حتى األنشطة المتعلقة بالنقل المحاسبة واألمانة والبيع. * نسق الق ارر أو القيادة : دوره هو إتخاذ الق ار ارت أو تعديلها والسهر على تنفيذ المهام من قبل تحت نسق اإلنتاج. * نسق اإلعالم: يسعى لتلبية الحاجات اإلعالمية للمؤسسة كما يربط بين األنساق األخرى وبين المؤسسة ومحيطها. والنسق هو عبارة عن فئة مت اربطة من العالقات المتبادلة المكونة من أربعة عناصر تعمل بشكل متكامل. 236

238 - أما نشاط العمل في هذا المكان فقد يكون عملية النشر التسوية التنعيم الجمع المخرجات طاوالت و بالطبع ستكون جاهزة لإلستعمال و خ ازئن... والسيطرة على العمل تتحقق بالسيطرة على ثالث نقاط في م ارحل: البدء والتنفيذ و االنتهاء و يمكن للعاملين التعبير عن هذه النقاط بطرح األسئلة التالية: كيف أعرف البدء في العمل )كيف أبدأ( كيف أعرف أنني أحرزت تقدما في العمل كيف أعرف أنني قد أنهيت الواجب المطلوب و في مجال الضبط والسيطرة على العمل من المهم أن نالحظ ما يلي: - ينتهي العمل عندما تطابق المخرجات المعايير المحددة و ليس عند االنتهاء من تنفيذ نشطات محددة. ويالحظ مقدار التقدم في العمل عن طريق التغير التدريجي أو ت ازيد الكمية و ليس عن طريق االنتهاء من بعض النشاطات. ويبدأ العمل عندما: مخرجات ما يكون هناك متطلبا إلنتاج ومنفذ العمل جاهز للبدء وتكون المخرجات الالزمة لإلنتاج متوفرة بكميات معقولة وجودة مقبولة. وهنا قد يطرح السؤال التالي : لكن ما دور اإلتصال الداخلي اإلجابة:أن عملية اإلتصال توفر وسيلة المقارنة بين عناصر عملية السيطرة وتمرير المعلومات والتغذية ال ارجعة.لذا فمدخل النظم في تحسين اإلنتاجية يركز على أمرين هامين أوال: )82( التأكيد على إتخاذ المدخالت كأساس في التخطيط والتوجيه. الثاني: أهمية التكامل بين أج ازء النظام اإلنتاجي للوصول إلى النتائج المرجوة. وعليه فالمنطلق األساسي لعملية تحسين اإلنتاجية يعتبرها بمثابة تغيير: لكن أي تغيير هل هو تغيير عفوي يؤدي إلى نتائج غير محسوبة مما يؤدي إلى احتماالت فشل أكبر. أم تغيير مخطط يؤدي إلى نتائج محسوبة مما يؤدي إلى إحتماالت نجاح أكبر ال شك أن كفة اإلختيار الثاني هي األرجح إذا تم وفق معايير علمية. لذلك فإن تحسين اإلنتاجية هو أيضا شكل من أشكال إدارة التغيير و من أهم واجبات إدارة التغيير التغلب على مقاومة التغيير وهنا يلعب اإلتصال الداخلي دو ار بالغ األهمية عن طريق اإلقناع بالتغيير و مواكبته بزيادة التحفيز المعنوي. وإلحداث نتائج إيجابية في مجال تحسين اإلنتاجية فإنه )82( التالي : من المفيد إتباع الشكل رقم : 3 المدخل التنظيمي لتحسين اإلنتاجية مدخل النظم على النحو المخرجات *مستوى أعلى وحمدد من اإلنتاجية العمليات *قياس مستوى اإلنتاجية. *حتليل اإلنتاجية *حصر أهم العوامل احملددة لإلنتاجية. * حتديد جماالت ومناطق التحسني. * إختيار أساليب التحسني و متابعة التنفيذ. المدخالت *املعلومات *أساليب القياس *اخلربة العلمية *القيادة اإلدارية *املوارد املتاحة 237

239 وقد يتضمن البدء بالتحليل من )82( كبيرة كما في المثال التالي. المدخالت مخاطر طلب من أحد مستشاري األداء البشري معالجة موضوع التعامل مع شكاوي العمال. التي ترد بواسطة البريد والهاتف حيث بلغت تكلفة وحدة الرد بواسطة البريد ثالث م ارت أكثر من كلفة تلك الشكاوي التي يتم الرد عليها بواسطة الهاتف وطلب من المستشار أن يجد طريقة أخرى أسهل وأقل كلفة لعمل وحدة الرد بواسطة البريد تجعلها أكثر إنتاجية كما. قام المستشار بتقديم أريه. والحل الذي اقترحه هو إغالق وحدة الرد بواسطة البريد نهائيا. و بدال من الرد على رسائل العمالء برسائل أخرى و بالتالي زيادة حجم العمل فقد تم طباعة بطاقات بصيغة واحدة موضح فيها رقم هاتف قسم خدمة العمالء يتم إرساله للعمالء الذين يرسلون شكاويهم أو استشارتهم بواسطة البريد ويطلب منهم اإلتصال على رقم الهاتف المجاني قسم خدمة العمالء لإلجابة على استشا ارتهم أو التعامل مع شكاويهم. إن المثال السابق يوضح أنه لو لم يقم المستشار بتحليل المخرجات أوال: الم ارسالت والرد على العمالء بواسطة البريد فقد كان من الممكن أن يجد عددا من التدخالت لجعل عمل الم ارسالت أسهل وأكثر إنتاجية وفعالية ويكون بذلك قد بدل جهدا على عمل لم يكن هناك أصال حاجة له و بدال من ذلك فقد قام بتحليل مخرجات هذا العمل عن طريق طرح عدة أسئلة بسيطة أوصلته إلى فكرة التخلص من هذا العمل نهائيا: ما هي مخرجات وحدة الم ارسالت أين تذهب لماذا يتم إنتاجها وكيف تعود للمنظمة لكن أحيانا ينبغي الجلوس مع العمال لمعرفة مشاكلهم ومقترحاتهم ونظرتهم الخاصة للكيفية المثلى التي يمكن بموجبها تحسين إنتاجيتهم. دور اإلتصال الداخلي بوضوح. -4 وهنا يتجلى دور اإلتصال الداخلي في تحسين إنتاجية الموارد البشرية: غالبا ما يتساءل المسيرون كيف يمكن رفع معدالت الت اركم ال أرسمالي إذا كانت مردودية المؤسسة معنوياتهم ضعيفة بسبب تواني العمال أو إنخفاض واإلجابة تتلخص في القول بأن الحالة :» المعنوية لألف ارد في مختلف المستويات التنظيمية وكذلك إنتاجيتهم تتوقف على مدى فعالية وكفاءة اإلتصال في التنظيم حيث يحقق هذا بصفة أساسية تبيان الواجبات واألعباء المسندة للفرد والطريقة )89( المالئمة إلنجازها «. فعلى مر العصور سعى أرباب المصانع لالستغالل األفضل لعوامل اإلنتاج المتاحة. بما في ذلك العامل البشري وتعم ق هذا المسعى مع بداية القرن الحالي حيثاستخدمت طرق عديدة للتأثير اإليجابي على األيدي العاملة. استخدموا فالكالسيكيين األجور لكن مع تطور الد ارسات ظهرت وسائل أكثر نجاعة كاعتماد األساليب السلوكية لتجنيد العامل البشري. غير أن االتجاهات الحديثة طالبت بإش ارك العامل في مختلف جوانب نشاط المؤسسة واشاعة جو من اإلنسجام والتحلف في األوساط المهنية باإلعتماد على اإلتصال الداخلي الذي يعد أداة ال غنى عنها ل أرب الصدع وتطويق األزمات و تحقيق التالحم بين األف ارد و الجماعات. إن جميع العاملين بالمؤسسة -على إختالفمواقعهم في السلم التدرجي للوظائف يتمنون أن تكون لديهممعلومات مباشرة حول تطور المؤسسة وتحدياتها وكل ما يجري بداخلها فمن جانب 238

240 1-4 التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية العمال أهمية اإلتصال الداخلي تقتضى وضعه في المقدمة. فال يمكن للفرد قضاء ساعة من حياته في المصنع دون أن يتصل مع أن مقر عمله يعتبر من أكثر األماكن مالئمة )80( للص ارعات. من جهة أخرى تركز النظريات السيكولوجية والسوسيولوجية على الموارد البشرية و تطلعاتها المادية واإلجتماعية والنفسية ألن العامل بالنسبة لها ليس مجرد قوة جسدية بل قلب عقل وحرية ونظرة سياسية. كونه يتمتع فضال عن بالقدرة على البناء واإلبداع مما يؤهله للمشاركة في المؤسسة فترتفع روحه المعنوية ويزيد رضاه الوظيفي ودافعيته للعمل فيسعى إلستثمار كل طاقاته وبالتالي تتحسن إنتاجيته. لذا ينبغي قلب المعادلة المشهورة المقدمة من طرف تايلور و القائلة: «من التحكم في األف ارد إلى إدارة األشياء ال بد من الرجوع إلدارة األف ارد في إطار المبادئ الثالث المميزة للتنظيم وهي: البساطة )88( االستقاللية الثقافة. وفي العصر الحالي أخد اإلتصال الداخلي توجها جديدا لكونه يعمل من خالل مشروع المؤسسة على تجنيد كافة الموارد البشرية ناهيك عن إرتباطه بأبعاد متنوعة ومجاالت متعددة تأهله لتحقيق )88( الرهانات التالية : تحفيز المستخدمين : ومعنى الوظائف المنجزة. نتيجة تعريفهم بالمؤسسة التنسيق بين النشاطات واألفعال تغيير األفكار والسلوكيات و كذا تحسين اإلنتاجية. يتجلى ذلك بوضح من خالل األدوار التالية : المهني المالئم : دور اإلتصال الداخلي في خلق الوسط إن الجو السيكولوجي سواء كان جيدا أو سيئا يؤثر على إنتاجية الموارد البشرية وفي كلتا الحالتين يلعب االتصال الداخلي دو ار مهما وان كان مختلفا. فمن جهة إذا حرم العمال من اإلتصاالت الداخلية الرسمية يجدون لهم متنفسا في الشائعات و تتبع ما يقال وقد يصرفون جزء من الوقت المخصص للعمل في البحث عن معلومات تهمهم أو تشبع فضولهم مما يؤدي إلنخفاض إنتاجيتهم. من جهة أخرى فاإلتصال الداخلي أساسي لبناء الثقة باالرتكاز على قيم المؤسسة و قد ارتها وبناءها المنسجم وهو ما يحقق الرضا الوظيفي للعمال وهذه الطريقة فعالة وناجعة.ألن الصورة القوية تمكن المؤسسة من الصمود في وجه المنافسة وتحسين النتائج اإلقتصادية وزيادة الموارد المالية فضال عن أنها ذات أثر رجعي حيث تمكن من تجاوز المشاكل المفتعلة والقضاء على الشائعات كما تمنح )84( المؤسسة قدرة على اإلستم ارر في حالة األزمات التي قد تنجم عن اإلختالفات بين اإلدارة والعمال لذا فالجهاز اإلداري ملزم بتبني إست ارتيجية إتصالية داخلية هادفة ل أرب الصدع واشاعة جو من التفاهم داخل المؤسسة من خالل التنسيق بين مختلف الوحدات. إال أن الفشل في ذلك قد يؤدي إلى نتائج سلبية على إنتاجية المؤسسة خصوصا إذا لجأ العمال إلى اإلض ارب. 2-4 دور اإلتصال في إعداد و تنفيذ الخطط اإلست ارتيجية للمؤسسة : ت ارجعت األساليب التقليدية في التخطيط المبنية على السيطرة واإلك اره فاتحة المجال أمام الطرق الحديثة القائمة على المشاركة والحوار و اإلتصال. 239

241 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية فمادور هذا األخير أثناء إعداد الخطة اإلست ارتيجية للمؤسسة وفقا لما أثبتته نتائج الد ارسات العلمية فإدماج العامل كطرف أساسي في إعداد الخطط المناسبة لدوره ولمجال نشاطه يساهم في إنجاح الخطط وتفعيلها نتيجة للدور اإليجابي لعملية المشاركة. ناهيك عن أن التنوع الفكري سيفرز ث ارء وغنى. ألن كل فرد يقدم أحسن ما لديه من أفكار باعتباره أعلم بوظيفته من غيره ثم إن جمع كل وجهات النظر وصهرها في بوتقة واحدة يقود لوضع خطة متكاملة ترضي الجميع فيسهرون على تطبيقها لمشاركتهم في وضعها. يتم ذلك في إطار ما يسمي باإلدارة باألهداف. وهي من أكثر األساليب شيوعا في السنوات األخيرة حيث وضعهبيتر دركر Péter D arquer و نال الكثير من التأييد تدور فكرته حول زيادة الحفز الداخلي لألف ارد بإش ارك المرؤوسين في تحديد األهداف وتتلخص م ازياه فيما يلي : - تحسين مشاركة المرؤوسين في المؤسسة. - تحسين موقف األف ارد ورفع روحهم المعنوية تجاه المؤسسة. - تخفيض القلق وعدم ال ارحة بالنسبة للمرؤوسين. واالعتماد على اإلتصال الداخلي ال يكون فقط عند إعداد الخطة بل هو ضروري أيضا عند البدء بالتنفيذ. ألن عملية اإلنتاج تتمبتوزيع المهام سواء على صعيد الهرم اإلداري أو على مستوى الوظائف التنفيذية السفلى وبالتالي ال يمكن االستغناء عن اإلتصال في توجيه األعمال وتنسيق الجهود وتحفيز األف ارد مما يخلق لديهم شعو ار متناميا باألهمية. وهكذا تبرز الطبيعة المركبة لإلتصال في عالقته بكل من السلطة والقيادة والتحفيز واإلدارة هذا من جهة.من جهة أخرى لإلتصال المباشر فإن أهمية كبيرة خصوصا إذا كان من طرف الرؤساء داخل المؤسسة مع المستخدمين والعمال في القاعدة حيث يمنحهم اإلحساس باإلنتماء للمؤسسة ويزيد من )83( تعلقهم بها. و بالتالي تزيد دافعيتهم للعمل وتتحسن معدالت أدائهم بفضل فعالية التوجيه وم ارقبة األداء لتنسيق الجهود: اإلتصال الداخلي أداة حوارية هادفة عقب النتائج المستقاة من عدةد ارسات و التي أوضحت أن المؤسسة عبارة عن نظام سياسي يحوي العديد من اآل ارء واالتجاهات المتناقضة. مما يجعلها أكثر عرضة للن ازعات. عملت مختلف المؤسسات على تبنى الحوار خاصة في مرحلة التخطيط اإلست ارتيجي فهو يعد من بين العمليات اإلتصالية المهمة. للتعبير عن الخطة ورسم خطوات للتوجيه الفعلي وعلى ضوء ذلك تبدأ التغي ارت في المؤسسة مع ترك الحرية التامة لألف ارد المعنيين وخصوصا لإلطا ارت ومنحهم أقصى حد من الحرية ليعمل كل منهم على تقديم أفكار وانجا ازت تلتقي مع أفكار وانجا ازت )89( المؤسسة. في هذا المضمار كشفت الد ارسات الميدانية في مجالي: سوسيولوجية العمل وسيكولوجيته عن الدور الفعال لإلتصال في المؤسسة. والسلبيات التي قد تنجم عن إهماله حيث أسفرت نتائج بحث تمحور حول عالقات العمل في المصنع أن البيئة التي يعمل بها الموظفون عموما واإلطا ارت على وجه الخصوص تتميز بندرة كبيرة في اإلتصال األمر الذي قد ينجم عنه سلوك غير مرغوب فيه أو ردة فعل سلبية: والص ارعات داخل المؤسسة. )82( ضعف اإلنتاجية. كالتغيب التمارض الن ازعات وكلها مؤش ارت على 240

242 التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية فمن الصعب أن يتقبل اإلطا ارت الضغط الناجم عن إتخاذ هيئة التخطيط بمفرده مثال( )المجلس اإلداري لكل اإلج ارءات والق ار ارت المتعلقة بنشاط المؤسسة اذا فالبعض يعتبر هذا من معوقات )82( التخطيط والتسيير. ألن اإلدارة تعني إنجاز العمل من خالل الغير. وهنا يصبح اإلتصال مهما جدا لعملها و يصبح من أهم مسؤوليات المدير إيجاد نظام لالتصاالت )82( الفعالة. غير أن المدى المعتمد في مجال اإلتصاالت يرتكز على طبيعة األعمال و نوع التنظيم المعتمد إضافة إلى األف ارد ودورهم في العمل فاألف ارد ضمن المستويات التنظيمية في الهيكل يختلفون في مدى حاجتهم لإلتصال فمثال األف ارد في المستويات )89( التنظيمية العليا يقومون بحجم إتصاالت أكبر دور اإلتصال في تقارب الجماعات وتحقيق اإلنتماء إليها : اإلتصال الداخلي فرصة لتقارب جماعات العمل )40( لكونه يرمي : إليجاد روابط قوية بين مختلف المصالح في المؤسسة. تحقيق أكبر قدر من اإلنسجام الداخلي والتكامل. رفع اإلنتاجية بتقليص تك ارر المهام و قلة المعلومات. الوقت الضائع نتيجة غير أن هذه الغايات ال تتجسد إال بتوفير المتطلبات التالية: إستخدام تقنيات التأكيد اإليجابي مع الذات والثقة بالنفس لحل المشاكل. تطبيق طريقة اإلستماع الفعال لمساعدة اآلخرين على إيجاد الحلول و أيضا المعرفة باألبعاد الثالث المكونة للجماعة: اإلنتاج التنظيم والقوانين. معرفة الظواهر األساسية للجماعة كتقاسم السلطة اإلتصال أسلوب قائد ال أري نوع المناخ السائد الذي يؤثر المجموعة. على مشاركة األف ارد في السعي الكتساب قد ارت في اإلتصال المتبادل أثناء وضعيات العمل الحقيقية. و لتطوير اإلحساس باإلنتماء إلى نفس الجماعة ال يكفي أن يضع المسؤول األول يده في يد العمال أو أن يرفع الكلفة بينه و بينهم فيسألهم عن مستجدات حول عائالتهم يناديهم بأسمائهم وبموضوعية أكثر فإن اإلحساس باإلنتماء إلى نفس المجموعة يتم )48( بالتركيز على ثالث محاور : ترتبط بمعرفة بقية مصالح المؤسسة اللغة المستعملة معالجة المشاكل قبل وقوعها. -١ بينها: فصل مصالح نفس المؤسسة أو إقامة حواجز فتبدو و كأنها تحوى مجموعة من المؤسسات الصغيرة المنفصلة عن بعضها. وهذا البناء يمثل عائقا لإلتصال الجيد في المؤسسة و قد يؤثر على األداء و للتخلص من هذه السلبية: *ينصح بعدم التقسيم المكاني: للتغلب على بطء اإلتصال أو تحريفه مما يؤثر سلبا على إنتاجية األف ارد. *عمليات الباب المفتوح: إن المصالح المختلفة المكونة للمؤسسة قد تكون جاهلة ببقية األقسام فينجم عنه نقص في التنسيق يسبب عبئا ماليا ثقيال على المؤسسة. و يقلص من حجم إنتاجيتها فكل مصلحة تؤدي عملها دون اإلهتمام بوظائف اآلخرين لهذا تنظم بعض المؤسسات" أبواب مفتوحة"موجهة ليس للجمهور الخارجي ولكن للجمهور الداخلي لحثه على اكتشاف و معرفة بقية المصالح. 241

243 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية *اجتماعات فيما بين المصالح: لها تأثير على اإلحساس باإلنتماء لنفس المجموعة خصوصا إذا شملت كافة الموارد البشرية مما يحسس كل فئة بدورها و يخلق التكامل بين االتجاهات والطباع. ٢- المختص ارت الجزئية تشكل عائقا بالنسبة لوحدة المجموعة: العديد من المؤسسات تعيق إتصالها الداخلي ألن كل مصلحة تستخدم لغتها المرمز ة مثال أرسل لي: B.I هل لديك C30...واألكثر خطورة أن تصبح هذه اللغة الجزئية المدخلة من طرف الجمهور الداخلي مستخدمة في اإلتصاالت الخارجية. فهذه المختص ارت إن كانت مفهومة المعنى بالنسبة لمستعمليها إال أنها غامضة بالنسبة لبقية المصالح.و بالتالي تكون سببا في عرقلة اإلتصال الجيد والفهم المتبادل مما قد يؤثر سلبا على إنتاجية الموارد البشرية. * عدم إستخدام المعلومات للتصحيح واإلصالح: فالمؤسسات أثناء الصعوبات من المفروض أن تستدعي المعلومات من أجل تدريب وتنمية األف ارد ولكن جرت العادة باستدعاء المعلومات و تناقلها حين تكون المشاكل مستعجلة و هذه من السلبيات التي تؤثر على فعالية العملية اإلتصالية و تحول دون إيجاد حلول أو اقت ارح بدائل كما أن غياب المصداقية و الص ارحة قد تدفع الجمهور الداخلي للبحث عن المعلومة في هذه المصلحة أو تلك. ٣- دور اإلتصال في معالجة المشاكل قبل وقوعها و حل الص ارعات داخل الجماعة :ال أحد ينكر أن المؤسسة تعد ميدان ارئع لإلتصال فالعامل يتصل هناك أكثر مما يتصل عندما يكون خارج اإلطار الوظيفي لكن هذا األخير يعتبر من أكثر األماكن عرضة للص ارعات والن ازعات خصوصا في ظل الصعوبات اإلقتصادية التي تعرفها معظم المؤسسات. والتي تحول دون إيجاد أفضل الطرق لمعالجة تداعيات هذه الن ازعات على الكفاءة اإلنتاجية لألف ارد.فما الدور الذي يلعبه اإلتصال في هذا المضمار يرى أحد الباحثين أن اإلعالم ال يمكن أن يحل الص ارعات الناشئة بل فحسب يمكن أن يسبقها أو يستدركها.أحيانا نستغرب أو نندهش حينما نرى العديد من العمليات اإلعالمية تنجز أثناء الكوارث وتمس ماليين األف ارد المهددين بفقدان مناصبهم أو )32( وظائفهم. ولكن في الحقيقة نرى أن طلبات األشخاص المعنيين قلما تشرح بوضوح وتنال نصيبا كافيا من اإلهتمام فعلى سبيل المثال: عامل يشتغل بالمؤسسة منذ عشرين عاما يظل أحيانا في نفس منصبه لكن ال أحد يعلم ما هي رغبته إلى أين يريد أن يتجه في مساره المهني ماذا يريد أن يفعل و ماذا يستطيع فعال أن يفعل أو أن يقدم للمؤسسة. لذا يمكن إستخدام اإلتصال طيلة الحياة العملية للنهوض بالمستوى المعرفي لألف ارد و مساعدتهم على االرتقاء والتطور للوصول إلى النضج المهني كما أن النظرة المستقبلية الحصيفة تمكن من معرفة حجم التحديات التي قد تجابه المؤسسة و التكهن بالعقبات التي قد تعترض سبيلها و إيجاد حلول لها للوصول بالمؤسسة إلى بر األمان : و اإلنتاجية تأثير نمط السلطة على اإلتصال الداخلي وهناك من يعرف القيادة بأنها القدرة الفائقة على التوجيه والتنسيق والرقابة على اآلخرين بقصد تحقيق الهدف العام للمنظمة عن طريق التأثير والنفوذ الذي يجعل المرؤوسين يتبعون قائدهم عن رضا واقتناع أو باستخدام السلطة الرسمية عند )44( الضرورة. و استق ارء حصيلة البحوث المفسرة لفعالية القيادة يشير لوجود معيارين أساسيين لفهمها: 242

244 فهناك د ارساتاستخدمت متغير فعالية األداء حيث تقاس فعالية تأثير القائد على أف ارد الجماعة بدرجة تحقيق األف ارد أو الجماعة للمهمة أو أهداف العمل. وأخرى استخدمتتأثير القائد على الفرد والرضا والروح المعنوية لديه. عموما هناك تفاوت في النظريات و الد ارسات المرتبطة بعنصر القيادة من حيث نوعية المتغي ارت التي تفرض تأثيرها على كل من األداء ( اإلنتاجية( والفرد ( الرضا الوظيفي الروح المعنوية و الدافعية للعمل( وتحقيق الفعالية المطلوبة في كل من المتغيرين األساسيين تبعا للتسلسل الهرمي لإلدارة المكون من عدة مستويات تنتج وفق نشاطهاوعالقتها ببعضها البعض. هذه العالقات تعبر عن إرتباط الوظائف والمستويات المسؤولة عنها والمتفاعلة عن طريق اإلتصال. الذي يضمن الفعالية والحيوية باعتباره عالقة تبادل شاملة لألفكار والمعلومات. كما ينتج عنه ربط العالقات بين أف ارد المؤسسة وتشجيع روح العمل الجماعىى. السلطة على اإلتصال الداخلي لكن كيف يؤثر نمط لإلجابة على هذا السؤال البد من اإلستعانة بالد ارسات التي أجريت من طرف علماء االجتماع حيث تم على إثرها وضع عدة تقسيمات لكيفية ممارسة السلطة منها التقسيم الذي ثالثة أنواع تبعا الختالف سلوك القائد : أوال:السلوك السلطوي )43( Le comportement autoritaire قس مالقيادة على القائد أن يوزع المهام ويقود العمال. إلى اتجاهه ليس معارضا أو عدوانيا لكنه قد يستخدم التهديد والوعيد للوصول إلى أهدافه. بيد أن هذه الطريقة في ممارسة السلطة لها انعكاسات سلبية على اإلتصال الداخلي حيث تؤدي لوجود عنف كبير من المجموعة تجاه الرئيس وأيضا بين األعضاء في نفس المجموعة يتضح هذا من خالل المنافسة الشرسة مع عدم اإلرتباط الحقيقي باألهداف المسطرة وعدم القدرة على استخالف الرئيس في حالة غيابه. وفي ظل القيادة السلطوية قد ينجز أف ارد الجماعة أعمالهم بدون تأخير أو تأجيل لكن على المدى الطويل تنخفض إنتاجيتهم بانخفاض روحهم المعنوية. فالقيادة السلطوية تشكل معوقا كبي ار لإلتصال الداخلي الجيد فمعظم اإلتصاالت تكون في االتجاه النازل وتأخذ عادة شكل أوامر وتوجيهات وتحذي ارت ومعلومات أما اإلتصال الصاعد فعادة ما يكون محدود لدرجة كبيرة. ألن القائد المتسلط ال يهتم بح ارء ومشكالت تابعيه عند إتخاذ الق ار ارت. مما يؤدي إلنخفاض الروح المعنوية للتابعين لعدم إحساسهم بالقيمة وباالنتماء. ثانيا: السلوك المسهل Le comportement laxiste القائد ال يمارس السلطة بل يزو د المجموعة بالمعلومات المطلوبة كما يزودها باآلالت الالزمة. لكن هذا النقص في ممارسة السلطة يعود بالسلب على الجماعة في معظم األحيان حيث أنها ال تتقدم و ال تحقق إنجا ازت هامة. ألن مبعث الحركة والديناميكية في العمل هو السلطة. و الفرق بين نمط وآخر في العالقات اإلنسانية هو مصدر السلطة ومركزها وكيفية توزيعها و استخدامها. ثالثا: السلوك الديمق ارطي: Le comportement démocratique القائد الديموق ارطي يجندكل األف ارد المعنيين أثناء تحديد األهداف الم ارد تحقيقهاكما يشركهم فياختيار الوسائل الضرورية لتنفيذها. طريقة التحاور أو اإلنتخاب فضال عن استخدام عند اتخاذ الق ار ارت. مما 243

245 يول د إتصال ثري وأداء بشري جيد.لذلك فالد ارسات المنجزة في هذا الديموق ارطية هي توضح اإلطار أن القيادة الطريقة اإلدارية األكثر فعالية.التي تعطي لإلتصال معناه الحقيقي المتمثل في جمع الفريق حول هدف محدد دور اإلتصال في تحقيق الرضا الوظيفي: هيربرت عرفت Herbert مشاعر األف ارد تجاه أعمالهم كائن و ما ينبغي أن تحققه لهم وظائفهم. الرضا الوظيفي بأنه...أي اإلد ارك بما هو و نظ ار لتأثير الرضا الوظيفي على اإلنتاجية فقد كان موضوعا للعديد من الد ارسات خاصة في الواليات المتحدة األمريكيةحيث كانت المؤسسات تعاني من مشاكل سلوكية وتنظيمية كالعجز عن رفع اإلنتاج وتحسينه وعدم ضمان والء العمال. لهذا جاءت نظرية العالقات اإلنسانية ببعض المبادئ )36( والتقنيات للتغلب على هذه التحديات. حيث أكدت أن زيادة التماسك العضوي بين الجماعات المنتجة تتغير بتغير شكل السلطة والتنظيم واإلدارة. كما أوضحت الد ارسات أن أهم العوامل الرئيسية المؤثرة في الموقف اإلجمالي للعمل هو موقف إدارة المؤسسة من العاملين فيها. ونوع اإلش ارف فيها بمعنى أن العامل إذا عومل كأنه شريك في اإلنتاج وأحسن تدريبه وأثير اهتمامه وأعطي فكرة صحيحة ومتكاملة عن أهداف هذا العمل )وكل هذا يتم عن طريق اإلتصال الداخلي (. تكون اإلدارة قد مهدت السبيل لتحقيق التعاون )42( الخالق في مجاالت العمل. كما أن كفاءة العامل واإلنتاجية تتأثر بعدة عوامل منها الخارجية والداخلية هذه األخيرة ال تتأثر بتوزيع اإلضاءة بقدر تأثرها بالحالة النفسية الناجمة عن شعور العامل بالرضا. لكن ذلك ال يتحقق بسهولة بل تحدده عوامل عديدة في مقدمتها: نوعية العمل ومدى استجابته للتطلعات المادية والمعنوية للعامل وفي هذا المجال يلعب اإلتصال بمختلف أنواعه واتجاهاته دو ار فعاال اإلتصال والروح المعنوية وتحسين اإلنتاجية: الروح المعنوية هي حالة ذهنية من شأنها أن تجعل األهداف الشخصية لألف ارد والجماعات تابعة ألهداف المؤسسة و يعود ذلك لتوفر شبكة إتصاالت جيدة وقدرة إدارية هامة تعمل على توفير عناصر الروح المعنوية والمتمثلة في: ضمان عمل الموظفين والمحافظة على أجورهم و تحقيق الرضا عن العمل لديهم بإش اركهم في تصميم ب ارمج التطوير و توزيع حصيلة الكفاءة اإلنتاجية بعدالة. فضال عن العناية بتصميم أنظمة المكافحت وحوافز اإلنتاج واإلستماع لشكاوى العمال سعيا إلنصافهم. فضال عن تحسين ظروف اإلنتاج وتوفير األمن الصناعي والخدمات اإلجتماعية. كلها عوامل تبعث اإلرتياح في نفوس الموارد البشرية وتدفعهم لإلخالص في العمل و االفتخار باإلنتماء لمؤسستهم. لتجسيد ما سبق ينبغي نظام توفير جيدلالتصاالت الداخلية. باإلضافة لمشرفين يتمتعون بقد ارت عالية في مجال اإلتصال بالعمال و يتقنون فن الحوار و اإلقناع مما يضمن للمؤسسة تحسن كفاءة اإلنتاج. حيث أثبتت تجارب ود ارسات علمية تمت في حقل العمل أن معدالت اإلنتاج ال تتأثر فقط بالروح المعنوية. بل هناك تأثير إيجابي للروح الجماعية والتكامل في المؤسسة. فضال عن وجود معدالت اقت ارن وارتباطات جوهرية بين السلوك الجماعي (38) ومستوى أداء الفرد.لذا ينبغي أن تسمح المؤسسة بتكوين الجماعات الغير رسمية إلى جانب الجماعات الرسمية لالستفادة من م ازياها في رفع 244

246 الكفاءة اإلنتاجية. و تحقيق ذلك يتسنى بتدعيم اإلتصاالت الصاعدة لتحقيق مزيد من الت اربط بين العمال واإلدارة على أساس الثقة المتبادلة بينهماحيث كلما ازدت اإلتصاالت الصاعدة عن اإلتصاالت الصادرة عنها كلما أدى ذلك إلى كفاية المنظمة 3- Michel Gervais: Contrôle de gestion et planification de l entreprise, Economica, 1983, p4. 4- P. Janniot : L entreprise comme système politique, PUF, 1981, p, يس عامر: اإلتصاالت اإلدارية والمدخل السلوكي فيها (39) وزيادة إنتاجيتها. خاتمة: يعد اإلتصال الداخلي من أهم العوامل المساعدة على تحسين إنتاجية الموارد يزيد من ألنه البشرية. دافعية األف ارد للعمل بتوفير المناخ المهني المالئم ويرفع من معنوياتهم من خالل التنسيق و التعاون والتالحم بين مختلف المستويات الوظيفية. كما يحثهم على جودة اإلنتاج للصمود في وجه المنافسة. وبفضل اإلتصال الداخلي يتم التوصل إلى ق ار ارت سليمة وصياغة خطط إست ارتيجية ناجحة. بالتركيز على عنصري المشاركة واإلنتماء اللذانيلعبان دو ار فعاال في تقليص معدل دو ارن العمل للحفاظ على الكوادر وذوي الخب ارت. فضال عما سبق فليونة البنية االتصالية الداخلية تضعف مقاومة للتغيير و تخفف من حدة الن ازعات والشكاوي وتسد الطريق أمام الشائعات بإشباع الحاجات اإلعالمية للموارد البشرية. لكن ذلك ناد ار ما يتحقق في غياب كفاءة النشاط اإلداري أساسا المرتبط بمدى قدرة المسير على إرساء شبكة من اإلتصاالت الداخلية الجيدة والشفافة داخل المؤسسة. الهوامش: 1- Fanelley Nguyen Thanh : La Communication Une stratégie au service de l entreprise, Paris, Economica, 1991, P13. محمد علي شهين: السلوك اإلنساني في التنظيم دار الفكر العربي ط 8 القاهرة 8928 ص دار المريخ الرياض 8922 ص Catherine Lebarlly : La communication Interne Dans Les Collectivités Territoriales Stratégie et Méthodes, Edition de «La lettre du cadre Territorial», 1998, p 6. 7-Jean Mari Preti : Ressource humaines et gestion des personnes, 4 Ed, librairie Vuibert, Paris, 2002, P محمد بهجت جاد اهلل كشك: المنظمات وأسس إدارتها المكتب الجامعي الحديث الطبعة األولى اإلسكندرية ص مؤيد عبد الحسين الفصل يوسف حجيم الطائي : إدارة الجودة الشاملة من المستهلك إلى المستهلك الطبعة األولى الو ارق للنشر والتوزيع 8003 ص صالح محمد عبد الباقي: قضايا إدارية معاصرة الدار الجامعية 8008 ص علي السلمي: القاهرة بدون سنة ص 94. إدارة اإلنتاجية دار غريب للطباعة 12- Jean Pierre Lehnisch: La communication dans l entreprise, édition de Tell, 5 éme édition, 2003, P M. Crozier : L entreprise à l écoute : Le management post industriel. Edition du Seuil, Paris, 1994, P علي السلمي مرجع سبق ذكره ص مصطفى عشوي :أسس علم النفس الصناعي التنظيمي الج ازئر المؤسسة الوطنية للكتاب ص علي السلمي: مرجع سبق ذكره ص المرجعنفسه ص فيصل عبد الرؤوف: تكنولوجيا األداء البشري المفهوم وأساليب القياس والنماذج الدحلة 8008 ص Chruden H.j.y Sherman A.W, personnel management, Chicago, South Western publishing Company, 1963, p

247 30-Jean Pierre Beal Pierre André Lestocart: La communication interne, entre marketing et management, collection communication, Les Edition Démos, P Jean Pierre Lehnisch: La communication dans l entreprise, édition de Tell, 5 éme édition, 2003,p Ibid. P إب ارهيم عبد العزيز شيحا: أصول اإلدارة العامة منشأة 20-Jean Pierre Lehnisch: La communication dans l entreprise OP. Cit, P M.Crozier:Op.Cit. P F.N THANH, OP. Cit, P Westphalen Marie Hélène: communicateur: Le guide de la communication, 4 eme édition, les éditions Dunod, Paris, 2004, p Peters. T & Waterman.R : Le Prix De L excellence : Les Secrets Des Meilleurs Entreprise, Edition Inter Edition, Paris, 1983 P Jean Hillenmeyer : La pratique du management, Economica, 1981, P O. Sadoudi : La mauvaise et sous utilisation des cadre comme facteur de malaise, DEA en psychologie, université d Alger, New Man W. H: L art de gestion, Dunod, 1969, P 65. علي محمد منصور: مبادئ اإلدارة مجموعة النيل -28 العربية 8990 ص صباح حميد علي غازي فرحان أبو زيتون: اإلتصاالت اإلدارية أسس ومفاهيم وم ارسالت األعمال دار ال ارية للنشر والتوزيع األردن 8002 ص 88. المعارف اإلسكندرية 8994 ص Jean Pierre Lehnisch: OP Cit., P Herbert, G: Personal Human Recourse Management., New York, Macmillan Publishing, 1990, P, 146. اإلدارة د ارسة نظرية وتطبيقية دار إب ارهيمالغمري: 36- الجامعات المصرية اإلسكندرية 8928 ص 82. عبد الرحمن محمد عيسوي : علم النفس واإلنتاج -37 الدار الجامعية اإلسكندرية 8992 ص 49. علي الشريف: تطور الفكر اإلداري دار النهضة -38 العربية بيروت 8928 ص 884. زيد منير عبودي فن اإلدارة باإلتصال الطبعة 8002 ص.34 : - 39 األولى دار دجلة عمان 246

248 اإلعالم اآللي التوثيقي و تطبيقاته في مواقع واب نظم المعلومات: د ارسة تقييمية مقارنة بين موقعي واب المكتبة الوطنية و مركز: CERIST د. زهير عين أحجر قسم علم المكتبات- جامعة باجي مختار- عنابة ملخص تعرض هذه الد ارسة الميدانية محاولة لمعرفة تطبيق تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي و خصائصها المطبقة في ك ل من الموقعين االلكترونيين للمكتبة الوطنية الج ازئرية و مركز البحث في اإلعالم العلمي والتقني نوعيا وكميا اعتمادا على ريغ سبعة محاور. وقد أظهرت هذه الد ارسة في نتائجها أن.CERIST كما تقي م مستوى هذا التطبيق تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي في موقع تف واب مركز البحث في اإلعالم العلمي والتقني واسعة التطبيق وعالية المستوى نوعا وكم ا عكس تطبيقاتها في الموقع االلكتروني للمكتبة الوطنية الج ازئرية التي كانت ضعيفة نوعا وكم ا. كما خلصت الد ارسة أيضا إلى مجموعة من المقترحات. الكلمات المفاتيح: اإلعالم اآللي التوثيقي موقع واب تقييم نظام معلومات المكتبة الوطنية الج ازئرية مركز البحث في اإلعالم العلمي و التقني. Résumé Cette contribution vise à cerner les applications de l informatique documentaire avec ses spécificités au niveau des deux sites web relatifs à la bibliothèque nationale et au CERIST.Il s agit aussi d évaluer ces applications sur les deux plans quantitatif et qualitatif. Pour cela, il a été procédé à une évaluation sur la base de sept critères. Cette étude a révélé que les techniques de l informatique documentaire sur le site web du CERIST sont largement appliquées à un haut niveau quantitatif et qualitatif ; ce qui n est pas le cas sur le site web de la bibliothèque nationale d Algérie dont les applications restent faibles aussi bien quantitativement et qualitativement. Nombre de propositions ont été avancées, concernant les deux sites web. Mots clés : Informatique documentaire, site web, évaluation des systèmes d information, bibliothèque nationale d Algérie, CERIST. Abstract This study investigates the properties of the applications of document computer science in each web site, researching center of scientific and technical information and the national library of Algeria. It assesses the level of these applications in quality and quantity.this depends on dropping seven axes, chosen for evaluation, with are: data base, digitalization, electronic publishing, security of information, cybernetics, hypertexts,document retrieval soft ware, electronics records management, information and linguistic engineering and data interfaces. this research shows that the use of techniques of document computer science in web sites of researching center of scientific and technical information is widely applied and with a high level in both quality and quantity, whereas its application in the electronic web site of the national library of Algeria is low in both quality and quantity. Furthermore, the study proposes a set of suggestions dealing with both electronic sites. Each one depends on its significant and evaluating the outcome, in order to improve and evolve techniques of document computer science in web sites. Keywords: Document computer science, web site, information system, evaluation, national library of Algeria, CERIST. 247

249 القسم األول: الجانب المنهجي و النظري للبحث 1. موضوع البحث: إن مجال تقييم تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي من المجاالت التي أصبحت تشكل حتمية ملحة في مهنة المكتبات والتوثيق خاصة في نظم المعلومات الحديثة والتي تعتمد أساسا على التكنولوجيات الحديثة في معالجة المعلومات وبثها بما في ذلك نظم الحواسيب و االنترنت. فاالنترنت اليوم لها التأثير الكبير على مجريات المهام والنشاطات المطبقة في نظم المعلومات مشكلة منهجيات جديدة في وكذلك العمل أثرت به على المعلومات وسلوكها على المستفيد الذي يبحث دائما على حالة التأقلم مع هذه التغي ارت في الوقت الذي تشكل فيه تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي السبيل الوحيد لهذه النظم ولهؤالء المستفيدين في تحقيق عملية الربط واالتصال بين خدماتها وحاجياتهم هذه األخيرة التي يعبر عنها بما تتيحه هذه المؤسسات التوثيقية عبر تقنية مواقع الواب على شبكة االنترنت.إن تقييم تلك التقنيات في األساس ه و ف ي نمط جديد من مجاالت تطبيقات مناهج التقييم في نظم المعلومات بما يتماشى وحاجيات تخصص المكتبات والمعلومات مواكبة تطو ارته بحثا عن النقائص والسلبيات وعمال على تحسينها وتقديم أفضل الخدمات واالستغالل األفضل للتكنولوجيات المتاحة )2( عالميا. فاإلعالم اآللي التوثيقي مساره في مجال المعلومات وتطبيقاته في مجال نظمها في الحقيقة يعد مجاال يعود إلى أولى م ارحل إدماج اإلعالم اآللي في قطاع المعلومات عكس التقييم الذي يرجع إلى أولى م ارحل ظهور نظم المكتبات والمعلومات القديمة أي أن التقييم سبق اإلعالم اآللي التوثيقي وكالهما يعدان منهجا وتقنية وذلك حسب )1( الخصوصيات العلمية والنظرية لكل منها. وتعتبر مواقع الواب مرحلة متطورة من الفكر اإلنساني وواجهة متاحة لكل عمل مهما كان ومجاال واسعا لتطبيقه لعرض ما يتم اعتماده من تقنيات لإلعالم اآللي التوثيقي في المؤسسات التوثيقية دون استثناء أي أن تقييم هذه التقنيات من خالل هذه المواقع هو في الحقيقة تقييم عملي وموضوعي لمهام ونشاطات تلك المؤسسات التوثيقية وهو بذلك أسلوب سليم في التغيير والتطوير. هذا ما ينطبق على هذه الد ارسة المتعلقة بتقييم تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي المطبقة في المكتبة الوطنية الج ازئرية ومركز البحث في اإلعالم العلمي والتقني من خالل موقعيهما على شبكة االنترنت. فاليوم ليس بالضرورة أن يكون المستفيد من نفس جنسية نظام المعلومات وال أيضا من جغ ارفيته فبفضل موقع الواب وتقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي تسقط كل الحواجز الجغ ارفية وما ارتبط بذلك. 2. إشكالية البحث: إن تكنولوجيا المعلومات اليوم هي واقع حقيقي محتوم في كل المؤسسات التوثيقية ال مفر منه في كل نشاطاتها على مسار السلسلة الوثائقية مهما اختلفت نظمها للمعلومات فمن بين أنواع هذه المؤسسات نظم المعلومات الوطنية والتي من بينها المكتبات الوطنية وم اركز البحث واإلعالم التي تسمح فيهما التكنولوجيات الحديثة برصد هذه البيانات و معالجتها و توزيعها على اختالف أوعيتها المكتوبة المسموعة والمرئية ذلك بالتغلب على عائق حجم المعلومات و التقليص من الوقت الالزم لتوزيعها. إن تطبيق تقنيات اإلعالم اآللي في نظم المعلومات الوطنية فكما هو عملية مهمة هو كذلك عملية مكلفة جدا وعلى هذا األساس فإن تقييم هذه التقنيات هو كذلك عملية ضرورية دوريا 248

250 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية لمعرفة جدواها الفعلية في الخطة الشاملة لنظام المعلومات فمن الناحية االقتصادية كل نظام معلومات هو مبني لخدمة نوع محدد من المستفيدين لكن بما يبقي على وجوده بين باقي النظم المقاربة له أو غير المقاربة بما تمليه النصوص القانونية والتشريعات. وتعتبر تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي المطبقة في المكتبة الوطنية الج ازئرية و في مركز البحث في اإلعالم العلمي والتقني واحدة من التقنيات التي تربط بين التكنولوجيات الحديثة للمعلومات و نظمها ال ارئدة حيث النظام األول يخص قطاع المكتبات والثاني يخص قطاع م اركز المعلومات والتوثيق. وألن هذه التقنيات في مجال التوثيق في هذين النظامين أخد تسارعا كبي ار في تطبيقاتها حسب موقعيهما على شبكة االنترنت وفي تطورها وفي صناعتها وجب من الضروري تقييم تطبيقاتها ميدانيا ومعرفة التقنيات المطبقة ومجاالت تطبيقها ومحلها داخل السلسلة الوثائقية والقائمين عليها من المتخصصين في اإلعالم اآللي والمكتبات والتوثيق. فاإلعالم اآللي التوثيقي لما يحتويه من تقنيات دقيقة ومعقدة واتساع مجاالت استخدامها داخل النظام الواحد يجعل عملية تقييم تطبيقاتها عملية متشابكة ومت اربطة حيث يشتمل على كل تقنيات اإلعالم اآللي العام و تقنيات الشبكات والمعلومات إضافة لتقنيات التوثيق والحفظ.حيث بتبويبها وبنائها بناءا متسلسال حسب مصالح كل مرحلة من م ارحل السلسلة الوثائقية في المكتبة الوطنية أو في مركز البحث تعتبر بمثابة معايير تقييم تطبيقاتها وأساس الحكم على التقييم في ذاته. لذلك يفرض هذا النوع من الد ارسة تقييما تقنيا كيفيا وكميا كي تحقق أهدافها المسطرة. إن عملية تقييم تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي في هذين النظامين الكبيرين للمعلومات من خالل موقعيهما على شبكة االنترنت عملية جد ضرورية فموقعيهما يشكالن الواجهة العاكسة لهما مع المستفيدين في سوق المعلومات. فتقييم مواقع الواب ال ينحصر فقط في قيمة المعلومات وغيرها بل وأيضا فيما تتيحه هاتين الم ؤسستين المرتبطتين بالشبكة من تكنولوجيات وتقنيات تطبقها في واقعها الميداني ليصبح الموقع االلكتروني صورة عاكسة لتلك النشاطات التقنية الذي يعبر دائما في نهايته على معلومات مختلفة متاحة عبر صفحات مت اربطة هذه األخيرة التي تعتبر وسيطا للمعلومات بما فيها جوانبها الفكرية الفنية وكذلك التقنية. وعليه فكما فيه إمكانية تقييم لجانب المعلومات فيه أيضا تقييم لجوانب تقنية على خلفية أن موقع الواب بنصوصه المت اربطة هو عمل آلي وتقني قبل كل شيء يتم على مستوى مق ارت تلك المؤسسات ذلك خاصة وأن كل ما يتم إنجازه في هذه المؤسسات أصبح يرقمن ويعد عبر صفحات مت اربطة ثم يتاح على االنترنت. ولتحقيق ذلك تنطلق هذه الد ارسة من التساؤل الرئيسي التالي: ما هي خصائص تطبيق تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي المطبقة في كل من الموقعين االلكترونيين لمركز البحث والمكتبة الوطنية الج ازئرية وما مستوى هذا التطبيق نوعيا وكميا 1. أهمية البحث: تستمد هذه الد ارسة أهميتها من النقاط التالية: أ- تقدم هذه الد ارسة الواقع الحقيقي لتطبيقات تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي في المكتبة الوطنية ومركز البحث من خالل موقعيهما االلكترونيين على شبكة االنترنت بما في ذلك التشخيص الصحيح لوضعية هذين النظامين للمعلومات من هذه 249

251 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية ال ازوية وهو بذلك توجه نحو وضع لبنة في األساليب المناسبة لبناء نظام وطني للمعلومات بطريقة علمية وبمنهجية واقعية. ب- تقدم الد ارسات التقييمية نتائجا موضوعية من خاللها تعطى حلوال إست ارتيجية مسئولة على المدى القصير والبعيد في مجال التنمية الوطنية الشاملة. ج- هذه الد ارسة مطبقة على موقعين إلكترونيين لنموذجين مختلفين من نظم المعلومات هما ارئدين في الج ازئر وهي بذلك بمثابة قياس واقع التكنولوجيات الحديثة في أهم نظم المعلومات الوطنية في بالدنا. د- يعتبر عالم اإلعالم اآللي التوثيقي رهان ألي نظام معلومات وطني وفي هذه الحالة تعطي هذه الد ارسة بعدا تقنيا للد ارسات المكتبية نظ ار للتحوالت والتغي ارت الحاصلة في طبيعة وخصوصية الظاهرة المكتبية والتوثيقية. 4. فرضيات البحث: انطلقت هذه الد ارسة بفرضيتين هما: أ- إن تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي المطبقة في الموقع االلكتروني لمركز البحث CERIST واسعة التطبيق وعالية المستوى نوعا وكما. ب - إن تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي في الموقع االلكتروني للمكتبة الوطنية الج ازئرية واسعة التطبيق وعالية المستوى نوعا وكما.. 5 المنهج المستخدم في البحث: اعتمدت هذه الد ارسة على منهج رئيسي هو منهج تحليل المحتوى طبق في تحليل موقعي واب المكتبة الوطنية ومركز البحث وذلك لهدف تقييم تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي المتاحة عبرهما والدالة عن العمليات الفعلية التي يطبقها هذين النظامين للمعلومات في النشاطات العادية. فاعتماد منهج تحليل المحتوى في مجال التقييم المتعلق بمواقع الواب هو المنهج األكثر صالحية ألنه موضوعي واقعي ومناسب بالمقارنة بالمناهج األخرى. فهذه الد ارسة تفرض بحثا وتحليال في األدبيات والت ارث النظري الستخ ارج معايير علمية وعملية تطبق إج ارئيا في عملية تقييم الموقعين. كما اعتمدت كذلك على المنهج الوثائقي في بناء القسم النظري بفصوله باالعتماد على م ارجع علمية من كتب ومجالت ومواقع واب وغيرها. 4. مصطلحات البحث: أوال: التقييم: يعرف التقييم على أنه تقدير نشاط ما وهو تطبيق للمنهج العلمي لمعرفة مدى نجاح )0( األداء لب ارمج معينة. وهو التحديد المنهجي لقيمة شيء ما أو أهمية فكرة معينة وعملية التقييم هذه تستخدم في كل مجاالت من النشاط اإلنساني بما في ذلك الفنون واألعمال وعلوم الحاسوب )1( واالنترنت. كما يتعلق بالقياس النوعي و الكمي لفعالية وحدة عمل معينة بهدف إرضاء المستعملين )5( ويمكن أن يكون لموضوع متغير في أي ميدان. ومن جهة فهو ضبط وم ارقبة تمكن من تحديد مواقع الضعف والعجز في أي نظام كما يمك ن من إصدار أحكام موضوعية بخصوص أداءه الفعلي وتسهل اختيار البدائل المالئمة لتحسين )6( فعاليته. ومن جهة أخرى يحدد التقييم على أنه إدماج فكرة التسيير ووضع حدود وأهداف ثم التأكد من بلوغها والبحث عن أسباب عدم تحقيقها والعمل على إيجاد الطرق المناسبة لتحقيقها باعتماد التجربة واالبتكار والتأقلم مع المحيط. وللتقييم أنواع أهمها: كيفي كمي كلي جزئي وكما له أيضا ومستويات )7( وأهداف ومعايير. و بصورة عامة تعاريف التقييم عديدة جدا وما سبق هو بعض منها وكما طبقت عملياته في ميادين عديدة طبقت أيضا في مجال نظم 250

252 المعلومات وفي مواقعها على الشبكة العالمية العنكبوتية مع بداية ظهورها.و قبل أن نعرف ماذا نقيم يجب معرفة لماذا نقيم فمهما اختلفت أهداف التقييم فإنها تلتقي كلها في هدف أساسي هو تحسين تسيير النظام في كل جوانبه البشرية المادية التجهيزية والبرمجية. كما يمكن تلخيص أهداف التقييم الرئيسية في تحسين الخدمات المقدمة من طرف نظام المعلومات ورفع نسبة الربح ومعرفة درجة رضا المستفيدين وتحسينه ومعرفة المستوى المهني ألخصائي المعلومات و تحسينه ومعرفة أهمية النظام. وقواعد التقييم هي عبارة عن مناهج موحدة للتقييم تسمح بمقارنة عناصر مكونة معينة وفق معايير محددة تضبط الحد األدنى الذي ال يمكن النزول تحته أو المعدل الذي يجب احت ارمه فهذا التوحيد لقواعد التقييم ومعاييرها يعطي دو ار كبير األهمية في ضمان فعالية أكبر لخدمات اإلعالم داخل نظم المعلومات. كما يحدد الفنيات والتطبيقات واإلج ارءات العملية التي يجب االعتماد عليها في إنجاز أي عمل ما وكذلك الكيفيات التي تتم بها هذه اإلج ارءات والطرق المنهجية التي يعد بها العمل. ففي نظم المعلومات تعمل القواعد التطبيقية الموحدة على ضبط المناهج األكثر نجاعة وفعالية في تنصيب التقنيات واستخدامها وكذلك صيانتها فهي قد تكون توصيات كيفية االستخدام والصيانة واإلصالح وهذه القواعد نظ ار ألنها موحدة و مظبوطة فإنها تساهم في تحسين )8( خدمات نظم المعلومات. ثانيا: اإلعالم اآللي التوثيقي و تقنياته: يشك ل اإلعالم اآللي الت وثيقي الت قنية الحديثة لنظم المكتبات والت وثيق والمعلومات في كل أنحاء العالم باختالف األجناس والل غات والت خصصات فهو المجال الذي ترتكز عليه هذه الن ظم في بناء وتطوير مناهجها المعاصرة وفي مواكبة تطور التكنولوجيا وخصائص المعلومات والمستفيد منها أين أصبحت تقنياته نافدة لهذه النظم والمرآة العاكسة لمهامها ونشاطاتها الفعلي ة يستخدمها المستفيدون في التحاور معها واالستفادة منها فهو ليس الت عمق في تحليل المعلومات وقياسها بل هو عالم بأكمله يربط تلك المعلومات بمن يحتاج إليها بانتقالها إليه بعد طلبها. وطيلة أكثر من خمسين سنة بي نت تأثي ارته الكثير من الت غيي ارت على صعيد نظم المكتبات والتوثيق والمعلومات حتى تقاطع مع عالم االنترنت مشك ال إياها واحدة من تقني اته ا ومغي ر في سلوكات المعلومات والمستفيدين منها. وتعود نشأة وظهور مفهوم اإلعالم اآللي الت وثيقي إلى سنوات الست ينيات من القرن العشرين مباشرة عندما فك ر المتخص صون في اإلعالم اآللي في معالجة شيئا آخر غير الحسابات العادي ة. وقد كانت هذه المرحلة بمثابة نشأته و ظهور ما سم ي في أول األمر باإلعالم اآللي للمحتوى ليتطو ر مفهومه فيما بعد عبر مجموعة من الم ارحل المتتالية إلى )1( غاية ما نشهده اليوم.. 4 األدوات المنهجية في جمع البيانات الميدانية للبحث: و قد مرت م ارحل تصميم واعداد معايير تقييم تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي عبر الم ارحل التالية: 1- إن الهدف من هذه المرحلة هو تحديد مفهوم تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي وقد تم تحقيق ذلك بالرجوع إلى مجموعة من الم ارجع أهمها المعجم الموسوعي للمعلومات والتوثيق ففيه بي ن أنواع تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي كما اعتبرها واحدة من التقنيات االلكترونية في معالجة المعلومات والتوثيق. 251

253 ونماذجه مع ما يتفق معها في محاور تقييم تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي وقد هدفت إلى وضع المؤش ارت الفرعية لتلك المحاور معطية معايير تقييم لتقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي في صورة مبدئية. 5- تمت عملية تجريب معايير التقييم المبدئية عدة م ارت وقد كانت في كل مرة توحي ببعض التعديالت الضرورية وذلك بسبب ما في مفاهيم محاور التقييم من اتساع وت اربط ذلك ليس فقط نظريا و مفاهيميا بل وأيضا على مستوى خصوصيات الموقعين االلكترونيين المعنيين بالد ارسة. 4- وهي مرحلة * )22( وضع محاور معايير تقييم تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي في صيغتها النهائية وهي مبينة )22( في الجدول التالي : التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية 2- نظ ار لوجود تسميات تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي باللغة الفرنسية نسبة للغة المرجع المستخدم فقد تمت عملية ترجمتها إلى اللغة العربية واإلنجليزية باالعتماد على مجموعة من المعاجم والموسوعات المتخصصة في اإلعالم اآللي وتكنولوجيا المعلومات و الت وثيق واالنترنت. 1- في هذه المرحلة تم إعادة بناء تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي بطريقة تعتمد على مبدأ االحتواء الموضوعي والتقارب بين التقنيات من أجل الحصول على محاور واضحة ومبلورة لمعايير تقييم دقيقة تسهل في عملية إحتواء اإلطار الموضوعي والميداني للد ارسة و الربط المفاهيمي فيما بين المعايير ككل. 2- هذه المرحلة تعلقت بتوظيف معايير التقييم المتوصل إليها من خالل الد ارسات السابقة محاور التقييم العناصر قواعد البيانات الرقمنة النشر اإللكتروني أمن المعلومات االفت ارضية النصوص المتشعبة البرمجيات الوثائقية التسيير االلكتروني بعض المؤش ارت قواعد بيانات بيبليوغ ارفية قواعد بيانات نصية. أرصدة رقمية قواعد معلومات رقمية رقمنة الصور منشو ارت رقمية. الوقاية من أخطار الفيروسات حماية نظام المعلومات. إتاحة الخدمات على االنترنت البريد االلكتروني هيكلة الموقع المستويات الروابط. نظام السنجاب نظام مارك. األرشفة الرقمية للبيانات شبكات االتصاالت. 2 قواعد البيانات 1 الرقمنة و النشر اإللكتروني 0 أمن المعلومات 1 االفت ارضية والنصوص المتشعبة 5 البرمجيات التوثيقية والتسيير االلكتروني للوثائق التصنيف اآللي الفهرسة اآللية التكشيف اآللي. هندسة التوثيق 6 هندسة التوثيق و اللسانيات معالجة اللغات الطبيعية بناء الكشافات و المكانز. هندسة اللسانيات الروابط داخل الموقع الروابط مع المواقع األخرى. الروابط 7 الروابط الجدول رقم )01(: يبين المحاور الكبرى و عناصرها لمعايير تقييم تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي االنترنت وقد أعطت هذه المرحلة جملة من المعطيات التي سهلت فيما بعد عملية التقييم وأهمها هو معرفة هيكلة الموقعين و مدى اتساعهما و قد تمت عملية تنفيذ قائمة معايير التقييم ميدانيا على موقعي واب المكتبة الوطنية ومركز البحث وفق الم ارحل المتسلسلة التالية: وممي ازتهما. واب على حدا من أجل أ - تصفح كل موقع ق ارءة أولية لهما و كان ذلك باستغالل خدمة شبكة 252

254 ح. التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية ب - تحميل الموقعين على الحاسوب الشخصي باستخدام برمجي تحميل مواقع الواب )21( HTTPRACKwebsite مع أخد بعين االعتبار الرجوع الدائم والمستمر إلى الموقعين من خالل شبكة االنترنت لتغطية التحديثات الممكن ورودها من حين إلى آخر. ج - تجزئة العمل إلى قسمين رئيسين بحيث كل قسم خاص بموقع واب واحد. د - الرجوع إلى قائمة معايير التقييم حسب المحاور والفروع والمؤش ارت والبحث والتحليل على ما يقابلها من تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي حسب ما يعرضه الموقع ككل مع استخ ارجها واعطاء نماذج عملية عنها. ه- و أخي ار القيام بتحليل من وجهة نظر مكتبية على النماذج المستخرجة وتقييمها نوعيا وكميا حسب ما تهدف إليه الد ارسة. 4 دود البحث: 1- الحدود المكانية: طبقت هذه الد ارسة على موقعين إلكترونيين على شبكة االنترنت هما موقع واب مركز البحث في اإلعالم العلمي والتقني وموقع واب المكتبة الوطنية الج ازئرية وفيما يلي التعريف بهاتين المؤسستين: أوال: مركز البحث في اإلعالم العلمي و التقني: تم إنشاء مركز البحث في اإلعالم العلمي في الج ازئر العاصمة بموجب المرسوم رقم بتاريخ 26 مارس في سنة 2186 )20(. تم إلحاقه بالمحافظة السامية للبحث العلمي بموجب المرسوم رقم بتاريخ 28 أفريل 2186 ومند ذلك الوقت إلى غاية اآلن و هو تابع إلى و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي. وهو أحد أهم م اركز البحث التابعة لها إضافة إلى م اركز بحث أخرى منتشرة عبر ت ارب الوطن مهتمة بقطاعات متنوعة من القطاعات اإلست ارتيجية في البالد هي: مركز تطوير الطاقات المتجددة مركز تطوير التكنولوجيات المتقدمة مركز البحث في البحث التلحيم والم ارقبة مركز في التحليل الفيزيو-كمياء مركز البحث العلمي و التقني في تطوير اللغة العربية مركز البحث في االقتصاد التطبيقي من أجل التطوير مركز البحث في األنثربولوجيا االجتماعية والثقافية مركز البحث ومركز البحث في البيولوجيا العلمي و التقني في المناطق الجافة )21(. ثانيا: المكتبة الوطنية الج ازئرية الجديدة: وهي المرجع األساسي و المركزي لإلنتاج الفكري الوطني المطبوع في كل المجاالت المعرفية و هي أقدم الهيئات الوثائقية في الج ازئر وهي من أقدم المكتبات الوطنية في الوطن العربي. ولقد تأسست بق ارر لوزير الثورة و ذلك ابتداء من تاريخ 20 أكتوبر 2805 حيث كلف Adrian Berbrugger بهذه المهمة )25(. وقد أخذت المكتبة تنتقل من مكان إلى أخر أين انتقلت بعد إنشائها إلى ثكنة إنكشارية في باب عزون في الج ازئر العاصمة وكانت تشمل المكتبة والمتحف في آن واحد ثم تحولت عام 2860 إلى مقر الداي مصطفى باشا وهو أجمل المباني اإلسالمية )26( في الج ازئر. إن إنشاء مكتبة وطنية تمويل ضخم من طرف الحكومة ويخضع لرقابة عامة وبالتالي فتصميمها يتطلب منافسة معمارية وينبغي أن يكون أحد معالم التصميم حامال لطابع أثري يتالءم وحضارة البلد الذي تقام به المكتبة. ففي سنة 2186 بدأ مشروع بناء مكتبة وطنية ج ازئرية جديدة التي تم تدشينها في 2 نوفمبر 2111 يتناسب مع أهميتها و يقع في منطقة الحامة بالج ازئر العاصمة عام 2118 وتبلغ مساحته 67 ألف )27(. أفتتح أمام القر اء 2 م وتتوزع هذه المساحة على 20 طابق خصص الطابقان السفليان 253

255 منها ألعمال التزويد والفهرسة والتصنيف ومصالح اإلعالم اآللي وترقيم الوثائق وصيانة المبنى فضال عن قاعة للمخطوطات مفتوحة أمام الق ارء. أما الطوابق الخمسة الالحقة ففيها قاعات مطالعة لألطفال وللشباب والجمهور الواسع. باإلضافة إلى قاعات للدوريات وأخرى لضعيفي البصر ومساحة خاصة بالوثائق السمعية البصرية. وفيها قاعتين للمحاض ارت تتسع األولى ل 112 مقعدا والثانية ل 212. أما الطوابق العليا فخصصت للمخازن ويبلغ طول رفوفها 272 كلم. وتعد هذه المكتبة الجديدة إحدى أحدث المكتبات الوطنية في العالم ويمكن لمخازنها اقتناء 22 مليون وثيقة بين مجلد ودورية كما يمكن لقاعات المطالعة فيها استيعاب 1122 قارئ في أن واحد. وهي تتوفر على أحدث التقنيات للمحافظة على المجموعات ومعالجة الوثائق بالمواد الكيمائية وتجليد الكتب وأجهزة التحكم اآللي بواسطة الحاسوب لجميع األمور المرتبطة بالمعالجة اآللية للمعلومات. وهي أيضا مجهزة بقطار الكتب المتحرك بين المخازن لنقلها آليا بين المخازن ومكتب اإلعارة. ولقد أصبحت اليوم مكتبة الحامة ا مركز لإليداع القانوني واصدار البيبليوغ ارفيا الوطنية كما أصبحت تتكفل بتوزيع وتسيير الترقيم الدولي للوصف البيبليوغ ارفي وتعمل على تحقيق مشروع المكتبات المتنقلة بطاقة 8222 كتاب )28(. 2- حدود عينة الد ارسة:تمثلت عينة الد ارسة في موقعي واب المؤسستين المكتبة الوطنية الج ازئرية ومركز البحث cerist وهما على التوالي: و dz 1- الحدود الموضوعية للد ارسة: تدور هذه الد ارسة داخل تخصص علم المكتبات والمعلومات والفروع العلمية التي ترتبط به كاإلعالم اآللي و علوم االتصال والتكنولوجيات الحديثة وشبكات المعلومات ونظمها. 2 -الحدود اللغوية للد ارسة: تهتم هذه الد ارسة بالمحتوي الفكري و التقني لتقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي في موقعي واب المكتبة الوطنية الج ازئرية و مركز البحث دون تحديد ألي حدود لغوية. 5- الحدود الزمنية للد ارسة: بدأت مجريات هذه الد ارسة مع بداية عام 1221 واستمرت إلى غاية بداية عام وطيلة هذه الفترة مرت بعدة م ارحل أساسية شملت في أولها جمع مصادر المعلومات المتعلقة بالموضوع واالطالع على الت ارث النظري سواء المطبوعة أو االلكترونية أو من شبكة االنترنت. ثم بعد ذلك مرحلة تحديد معايير التقييم وصياغتها صياغة نهائية ليتم بعد ذلك التعرف على المكتبة الوطنية ومركز البحث كمؤسسات توثيقية وكمواقع واب على االنترنت ثم تنفيذ عملية اإلج ارءات الميدانية والوصول إلى اإلجابة على أسئلتها. القسم الثاني: الجانب الميداني للبحث 1. تحليل معايير التقييم: المحور األول: قواعد البيانات أوال: قواعد البيانات في موقع واب مركز البحث في اإلعالم العلمي والتقني: يتيح مركز البحث للمستفيدين الباحثين على الخط المباشر عدة أنواع من قواعد البيانات وهي قواعد بيانات وطنية من إنتاجه وقواعد بيانات دولية مشترك بها يتم استخدامها من طرف المركز لإلجابة على حاجيات المستفيدين والباحثين بعد أن يتم تحديد مالمحهم البحثية واتصالهم بالمركز وفق م ارحل محددة باإلضافة إلى قاعدة بيانات البرمجيات الحرة التي يتيحها مركز الحاسب اآللي. 254

256 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية 1- قواعد البيانات الدولية: تشكل قواعد البيانات الدولية خدمة من أهم الخدمات التي تقدمها المكتبة الرقمية للمركز كما هي خدمة ضمن خدمات اربط النص المتشعب المتعلق بنشر المعلومة العلمية والتقنية كون هذه القواعد الدولية للبيانات ذات طبيعة علمية تقنية. - 2 قواعد البيانات الوطنية: يقدم مركز البحث للمستفيدين خدمات قواعد بيانات بيبلوغ ارفية وطنية على الخط وهي متنوعة من حيث نوع الوعاء )كتاب دورية مقال مؤسسة توثيقية( ومن حيث التخصصات )في كل تخصصات العلوم والتكنولوجيا( ومن حيث اللغة)عربية فرنسية إنجليزية( ومن حيث التنظيم البيبليوغ ارفي )بطاقة فهرسة وصفية مستخلص إشاري تحليلي بطاقة هوية المؤسسات التوثيقية ( كما أيضا من حيث سنوات إنتاجها وظهورها األول. كما يقدم المركز فرصا للبحث اآللي ال ارجع على الخط المباشر من خالل موقعه على شبكة االنترنت بالعنوان المؤلف والكلمات المفتاحية. - 1 قاعدة بيانات البرمجيات الحرة: يقوم مركز الحسابات لمركز البحث بإتاحة قاعدة بيانات للبرمجيات الحرة Base de données pour les على اربط الموقع logiciels libre freesoft.cerist.dz في العديد من التخصصات والقطاعات وهي أحد أهم منتجاته في المركز حيث يقدم االستخدامات الممكنة وكيفيات التنصيب واالستغالل وممي ازت هذه البرمجيات الحرة والطبعات الحديثة فيها. كما يعرض أيضا المعلومات الشاملة حول هذه البرمجيات في العالم ككل إضافة إلى منتجاته األخرى وهي: برمجيات الفوترة برمجيات لتسيير البريد قاعدة تسيير المنشو ارت العلمية لباحثي مركز البحث خوادم البريد االلكتروني بروتوكوالت نقل الملفات وشبكة العنكبوتية. ثانيا: قواعد البيانات في موقع واب المكتبة الوطنية الج ازئرية: أما بالنسبة لتطبيقات تقنية قواعد البيانات في موقع واب المكتبة الوطنية فال تواجد لها تماما وحتى قوائم البيبليوغ ارفية الوطنية والفهارس كذلك ال تواجد لتطبيقاتها وهذا ما يترتب عنه عدم وجود خدمات قواعد المعلومات وخدمات الخط المباشر للبيبليوغ ارفية الوطنية و ومختلف الفهارس وبقية الخدمات األخرى المرتبطة بتطبيقات تقنية قواعد البيانات. المحور الثاني: الرقمنة و النشر اإللكتروني أوال: الرقمنة و النشر اإللكتروني في موقع واب مركز البحث تتمثل تطبيقات تقنيات الرقمنة والنشر االلكتروني في موقع واب مركز البحث فيما يلي: 1- الرقمنة: طبق مركز البحث في اإلعالم العلمي والتقني تقنية الترقيم في عدة حاالت اعتمد عليها في رقمنة نصوص تشريعية وتخزينها وفي رقمنة وتخزين الصور التوضيحية المتوفرة في الموقع وروابطه حيث تعتبر هذه الصور عامال مسهال لطلب البحث عن المعلومات على الموقع حيث تقدم فكرة لمستعمل الموقع ومن بين هذه الصور صفحات الغالف الخارجي للمجالت العلمية. كما طبقت هذه التقنية أيضا في رقمنة مقاالت مجالت WEBREVIEW بتصوير المقاالت النسخ المطبوعة وتخزينها على صيغة )21(. * PDF 1-1- رقمنة النصوص القانونية: هذه النصوص هي النصوص التشريعية المتعلقة بمركز البحث منذ تأسيسه من م ارسيم وق ار ارت وهي متاحة على الموقع بصيغة PDF من أصل مصدر النسخة الورقية باللغة الفرنسية للجريدة الرسمية الج ازئرية في 255

257 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية اربط النص المتشعب في صفحة االستقبال الرئيسية للمحة التاريخية التي تطور عبرها التشريع لهذا المركز رقمنة صفحات الغالف الخارجي للمجالت العلمية: يعتمد مركز البحث هذه التقنية في جميع المجالت العلمية المنشورة عبر موقعه سواء في المجالت العلمية على الخط المباشر أو مجالت شبكة البحث األكاديمية أو كذلك مجالت WEBREVIEW حيث يقوم برقمنة األغلفة لها باإلضافة إلى رقمنة النصوص الكاملة لمقاالت المجالت العلمية رصيد المكتبة الرقمية لمركز البحث: يتكون رصيد الكلي لمكتبة مركز البحث من: أ- رصيد الم ارجع: هذا الرصيد الوثائقي يعتبر من األغنى في الج ازئر في تخصصه حيث يتكون من أكثر من 1722 مرجع في موضوعات اإلعالم اآللي وعلم المكتبات وتكنولوجيا المعلومات واالتصال متاحة لتلبية حاجيات البحث والتطوير في المركز. ب - رصيد الدوريات: تحتوي هذه المكتبة كذلك على 212 مجلة دولية على الشكل الورقي من بينها 72 االشت ارك فيها بصورة جارية كما أيضا فيه رصيد من الدوريات الج ازئرية متعددة التخصصات. ج - الرصيد الوطني لألطروحات: من أجل إتاحة واستغالل النخبة العلمية ذاكرة التعليم العالي والبحث العلمي لألطروحات العلمية تقوم مكتبة المركز بلعب دور مركز إليداع الرسائل المناقشة في جميع مؤسسات قطاع التعليم العالي والبحث العلمي. د - رصيد األطروحات والمذك ارت المناقشة داخل المركز: في إطار ترقية األعمال العلمية في مركز البحث تتيح المكتبة عددا معتب ار من الرسائل المذك ارت 112 وثيقة. والمنشو ارت الداخلية للمركز والتي تتجاوز ه - رصيد المحاض ارت الدولية: يشكل رصيد المحاض ارت الدولية مصد ار للمعلومات غني جدا بالنسبة للبحث والتطوير في ميدان اإلعالم اآللي ويتكون من 212 محاضرة دولية كلها متاحة للمستفيدين من المركز. و- رصيد المقاالت العلمية: هذا الرصيد يشكل أساس قاعدة البيانات المرجعية والنصية للمجالت المتوفرة بمكتبة المركز وحاليا هذا الرصيد يجمع أكثر من مقاال علميا. ز - الرصيد السمعي البصري: تأسس هذا الرصيد لتحقيق هدفين هما بناء وترقية اإلنتاج السمعي البصري على مستوى المركز باإلضافة إلى ترقية الفيلم العلمي باعتباره عامال من عوامل الوصول إلى المعرفة وحاليا هذا الرصيد يتكون من 525 فيلما علميا. و باإلضافة إلى الرصيد السمعي البصري يوجد رصيد ميكروفيلمي بالمكتبة. - 2 تقنية النشر االلكتروني: تشكل تقنية النشر االلكتروني أكثر تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي المطبقة في تقديم خدمات المكتبة الرقمية للمركز عبر مختلف روابط النصوص المتشعبة للمواقع االلكترونية ألقسامه ومصالحه وفي كل طرق البحث عن المعلومات العلمية والتقنية على مختلف أنواع مصادرها االلكترونية قواعد البيانات: يتيح مركز البحث كما سبق سرده في محور قواعد المعلومات العديد من قواعد البيانات الوطنية والدولية للكثير من الدول الغربية منها قواعد بيانات لفرنسا و النمسا ولبريطانيا وخاصة عدد كبير منها للواليات المتحدة األمريكية. 256

258 - 2-2 المجالت االلكترونية: يتيح الكترونيا مركز مجالت شبكة البحث األكاديميةARN : البحث ثالث أنواع رئيسية من المجالت االلكترونية وهي: أ- المجالت االلكترونية على الخط المباشر ب - مجالت WEBREVIEW ج- )12( مجالت شبكة البحث األكاديمية* ARN المجالت االلكترونية على الخط المباشر: في مجموعها توجد 65 مجلة الكترونية على الخط المباشر بعضها من إنتاج مركز البحث والبعض اآلخر مجالت الكترونية وطنية والبقية دولية. هذه المجالت متاحة على الخط المباشر وبالنص الكامل لمقاالت أعدادها كاملة وبالملخصات وهي على العموم متنوعة في كل التخصصات العلمية والتقنية. إن قائمة المجالت االلكترونية معدة في شكل كشاف ألفبائي متاحة على اربط في صفحة استقبال المكتبة الرقمية للمركز فهي تشكل خدمة من خدمات المكتبة الرقمية ويتم استرجاع المجلة المطلوبة حسب هذا الكشاف الذي يعتبر أداة البحث عن المجالت االلكترونية وبعد ذلك يمكن تصفح كل األعداد لكل السنوات بالنص الكامل للمقال مجالت :WEBREVIEW كما يتيح أيضا المركز عبر موقعه مجالت WEBREVIEW وهي مجالت إلكترونية وطنية يتم إصدارها محليا من طرف المؤسسات الجامعية الج ازئرية بمختلف أصنافها متاحة عبر اربط WEBREVIEW ويتم استرجاعها بطريقة مباشرة من خالل عنوانها على صفحة االستقبال ليتم بعد ذلك عرض محتويات السنوات األعداد المستخلصات طرق االسترجاع والتحميل الكامل للمقاالت. عمال على توفير أرضية تكنولوجية لقطاع التعليم العالي قام مركز البحث مند التسعينيات بوضع شبكة ARN وهي مجالت شبكة البحث األكاديمية وذلك بمساهمة العديد من مؤسسات الجامعية التابعة لقطاع التعليم العالي هذه شبكة البحث تتيح كذلك مجموعة من المجالت االلكترونية عبر موقع المركز بحيث يتم عرض أعدادها كاملة ومسبوقة بمستخلصاتها منشو ارت ومقاالت ومداخالت المركز: تنقسم هذه األخيرة إلى األقسام الرئيسية التالية وهي: منشو ارت ومداخالت قسم نظم المعلومات ونظم الملتيميديا مقاالت مداخالت خدمات المكتبة الرقمية مقاالت األمن والوقاية من أخطار الفيروسات. كما أن كل المنشو ارت والمقاالت وأعمال المداخالت المقدمة داخل مركز البحث هي متاحة في الشكل االلكتروني على موقعه ضمن خدمات المكتبة الرقمية يمكن استرجاعها بالنص الكامل إما عن طريق السنة أو بعنوان المداخلة تقارير البحوث العلمية المنجزة: من بين تطبيقات تقنية النشر االلكتروني أيضا إتاحة تقارير البحوث العلمية المنجزة في المركز مع بقية خدمات المكتبة الرقمية ويتم استرجاعها عن طريق البحث بالسنة الكتب وفصول الكتب: تتوفر المكتبة الرقمية على رصيد معتبر من الكتب المتاحة على الشكل االلكتروني يمكن استرجاعا من خالل خدماتها بالبحث بسنة النشر أو العنوان أو بعنوان الفصل. وباإلضافة إلى ذلك توجد مظاهر أخرى لتطبيقات النشر االلكتروني في موقع مركز البحث وهي: المحاض ارت العلمية الملتقيات والتظاه ارت العلمية األطروحات على الخط المباشر أدلة الباحثين في 257

259 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية المركز مواقع واب المؤسسات الجامعية الج ازئرية و الفهارس على الخط المباشر. ثانيا: الرقمنة و النشر اإللكتروني في موقع واب المكتبة الوطنية الج ازئرية 1- الرقمنة: تتمثل تطبيقات تقنية الرقمنة في موقع واب المكتبة الوطنية فيما يلي: رقمنة األوامر و الم ارسيم المتعلقة باإليداع القانوني رقمنة صور فوتوغ ارفية مرقمنة متعلقة بالمقر القديم والجديد للمكتبة الوطنية رقمنة صور فوتوغ ارفية رقمية متعلقة ببعض مصالح ونشاطات المكتبة الوطنية رقمنة األغلفة الخارجية لمنشو ارت الكتب والمجالت رقمنة بعض صفحات كتب مطبوعة قديمة رقمنة بعض صفحات مخطوطات قديمة رقمنة صور فوتوغ ارفية أللواح فنية و تشكيلية 2- النشر االلكتروني في موقع واب المكتبة الوطنية: فيما يتعلق بتطبيقات النشر االلكتروني في موقع المكتبة الوطنية فمظاهره تتجلى في النصوص االلكترونية المقدمة في التعريف بالمكتبة الوطنية تاريخها مصالحها وذلك حسب الهيكل العام لموقعها االلكتروني وهي بصورة عامة عبارة عن نصوص الكترونية إعالمية مختصرة عن المكتبة كما يعرض الموقع االلكتروني على صيغة PDF األمر رقم المؤرخ في 26 صفر 2127 الموافق 21 جويلية 2116 المتعلق باإليداع القانوني الصادر في الجريدة الرسمية عدد 12 بتاريخ 20 جويلية 2116 والمرسوم التنفيذي رقم المؤرخ في 11 جمادى الثانية عام 2112 الموافق 21 أكتوبر 2111 المحدد لكيفيات تطبيق بعض أحكام األمر رقم المؤرخ في 26 صفر 2127 الموافق 21 جويلية 2116 وهذين األخيرين هما فقط الوثيقتين الرقميتين الموجودتين بالنص الكامل مع قابلية تحميلهما المباشر. ويعرض كذلك الموقع االلكتروني للمكتبة الوطنية نش ار رقميا لكن للصور الفوتوغ ارفية وصور أغلفة بعض الكتب والمنشو ارت ولبعض صفحات المطبوعات القديمة ولبعض صفحات المخطوطات المتوفرة في المكتبة. وعن نشر الخدمات االلكترونية العلمية على الخط المباشر من خالل الموقع فهي غير متوفرة تماما حيث ال توجد خدمات الفهارس والبيبليوغ ارفيات وال خدمات قواعد البيانات وبصورة عامة تطبيقات تقنية النشر االلكتروني في موقع المكتبة الوطنية الج ازئرية في خصوص المعلومات األكاديمية والعلمية منعدمة النعدام قواعد البيانات وفهارس األرصدة والبيبليوغ ارفية الوطنية والنصوص الكاملة للكتب والمنشو ارت. المحور الثالث: أمن المعلومات أوال: أمن المعلومات في موقع واب مركز البحث: يطبق مركز البحث في اإلعالم العلمي والتقني تقنيات أمن المعلومات عن طريق اربط النص المتشعب Sécurité Informatique لواحدة من بوابات المركز على موقعه االلكتروني التي موقعها على االنترنت هو : اربطها.dz. وتطبيقات أمن المعلومات هي: 1- اإلنذار المبكر عن ظهور فيروسات جديدة: يتم اإلنذار المبكر عن ظهور الفيروسات بمجرد ظهورها حيث يتم تحديد التاريخ الدقيق للظهور مع تحديد هويتها وخصائصها وصنفها وطرق انتشارها وما يمكنها أن تؤثر به على الحواسيب والب ارمج والبرمجيات. 2- ملفات الوقاية ناث: عن طريق البوابة wikayanet يتم تقديم مجموعة من الملفات 258

260 المواكبة لمجريات عالم المعلومات واإلعالم اآللي واالنترنت تعطي من خاللها المزيد من المعلومات الحديثة حول موضوع معين وكأمثلة عنها: األطفال واالنترنت اإلج ارمية االفت ارضية روابط نصوص متشعبة مع مواقع واب أجنبية 1- األمن من الفيروسات: كما يعرض أيضا المركز من خالل هذه البوابة ملفا كامال حول الفيروسات واحصائيات في العالم ونسبة نموه الشهري ودورة حياتها ومختلف أنواعها الرئيسية وطرق نشاطها وتقنيات الوقاية منها من طرف المستفيدين كما يتيح الربط المباشر مع مؤسسات اإلعالم اآللي المتخصصة في صناعة الب ارمج المضادة للفيروسات. -2 أري الخب ارء في اإلعالم اآللي في عالم الوقاية واألمن من الفيروسات: وللمزيد من المعلومات الحديثة المتعلقة بعالم الوقاية وألا من من الفيروسات بالنسبة للباحثين يستفيد المركز من تجارب و آ ارء خب ارء أوروبيين في هذا المجال بما يقدمونه من إجابات عن استفسا ارت حول مواضيع ارهنة هذه اإلجابات يتم عرضها للمستفيدين والمتصفحين لموقع.wikayanet 5- مقاالت حول األمن من الفيروسات: وهي مقاالت علمية حول أمن المعلومات واإلعالم اآللي متوفرة في بوابةwikayanet مكشفة ومبوبة تبويبا زمنيا بالسنوات وبالشهر حيث تعرض على الخط وتسترجع عن طريق البحث بالسنة المناسبة وبعد ذلك يتم اختيار المقال المطلوب. 4- وثائق إلكترونية في مختلف موضوعات الوقاية واألمن: يدع م المركز مستعملي موقع wikayanet بمجموعة من الوثائق االلكترونية حول أهم الموضوعات ال ارهنة في عالم الفيروسات والوقاية منها. في مجال الوقاية واألمن: وبالنسبة للمستفيدين الذين يفضلون التوغل أكثر في مجال الوقاية واألمن من أخطار الفيروسات يتيح المركز روابط لمواقع عالمية في هذا المجال. 4- معجم مصطلحات اإلعالم اآللي: وفي المجال اللغوي وضبط المصطلحات العلمية في تخصصات اإلعالم اآللي يعرض المركز معجما إلكترونيا فرنسي فرنسي لشرح المفردات الجديدة. ثانيا: أمن المعلومات في موقع واب المكتبة الوطنية الج ازئرية: يهتم موقع المكتبة الوطنية بالتعريف اإلداري للمكتبة الوطنية وال يرتكز على اهتمامات متعلقة بأمن المعلومات فتقنياتها غير مطبقة. المحور ال اربع: االفت ارضية والنصوص المتشعبة أوال: االفت ارضية والنصوص المتشعبة في موقع واب مركز البحث 1- هيكلة الموقع االلكتروني لمركز البحث: تتمثل هيكلة الموقع االلكتروني الرئيسية للمركز في كل روابط النصوص المتشعبة وروابط المواقع الثانوية في المستوى األول حسب صفحة االستقبال الرئيسية. - 2 البوابات: يعرض موقع واب المركز مجموعة من البوابات مرفقة بعناوين ربطها على الشبكة بوابة شبكة البحث األكاديميةARN : تم إنشاء شبكة البحث األكاديمية من طرف مركز البحث مع بداية التسعينيات من أجل تشكيل بنية تحتية تكنولوجية في خدمة قطاع التعليم العالي والبحث العلمي وهذه الشبكة عبارة عن ت اربط شبكي وطني ودولي يهدف إلى تطوير التقنيات وفعالية البنية التحتية المتوفرة. كما تسمح عن طريق 259

261 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية الخدمات المطورة من تحقيق االحتياجات من حيث البنية التحتية وشبكة اإلعالم المتخصصة بوابة أمن اإلعالم اآللي: تهتم هذه البوابة من خالل اربط الموقع كما سبق توضيحه بتقديم خصوصيات أمن اإلعالم اآللي من أخطار الفيروسات في المؤسسات وتقديم المواضيع ال ارهنة في هذا المجال خاصة اإلنذار المكبر عن ظهور الفيروسات كما تقدم ملفات علمية حول الوقاية من األخطار المترتبة عن استخدام اإلعالم اآللي واالنترنت وهذه البوابة توفر استشا ارت علمية لخب ارء في مجال أمن المعلومات يتم نشرها عبر البوابة لكل المستفيدين. كما تدعمهم بمقالت ووثائق علمية ومعجم علمي جد متخصص. وكما كذلك تعطي فرصة الربط بمؤسسات دولية ارئدة في مجال أمن اإلعالم اآللي. باإلضافة إلى هاتين البوابتين فيه أيضا بوابة البرمجيات الحرة وبوابة Wissal وهي بوابة تربط العديد من مواقع الواب المرتبطة بمركز البحث و بوابة الج ازئر التي تربط مختلف المواقع الوطنية المتعلقة بالج ازئر محليا. ثانيا : االفت ارضية والنصوص المتشعبة في موقع واب المكتبة الوطنية الج ازئرية 1- هيكلة الموقع االلكتروني: تتمثل هيكلة الموقع االلكتروني للمكتبة الوطنية الج ازئرية فيما تعرضه صفحة االستقبال الرئيسية وعن هذه الهيكلة في مستواها األول فهي كلها صفحات واب HTML بسيطة وال توجد أي روابط مع مواقع واب أخرى وال مع بوابات أي ال توجد تشع بات لمستويات أخرى. المحور الخامس: البرمجيات التوثيقية والتسيير االلكتروني للوثائق أوال: البرمجيات التوثيقية والتسيير االلكتروني للوثائق في موقع واب مركز البحث 1- نظام :SYNGEB ترجع البداية األولى لظهور هذا النظام عندما قرر مركز البحث في اإلعالم العلمي والتقني أن يحاول وضع برنامجا ألتمتة المكتبات وم اركز التوثيق على المستوى الوطني. ففي عام 2116 صدرت أول طبعة لهذا النظام تحت اسم SYSTEME NORMALISE DE GESTION DE BIBLIOTHEQUE يشتعل بنظام.DOS طبق في أتمتة بعض المكتبات إال أنه كانت فيه بعض النقائص والمي ازت التي ترجع أساسا الختيار نظام التشغيل DOS المحدود نوعا ما. وقد دفع المركز إلى التفكير في تغيير هذا النظام حيث تم تصميم طبعة جديدة تشتغل تحت نظام.Windows و نظام السنجاب هو نظام متكامل وأداة لتسيير المكتبات بمختلف أنواعا ويسمح بإنشاء قواعد معطيات بيبليوغ ارفية للكتب رسائل جامعية دوريات مقاالت الدوريات وغيرها كخطوة أولى إلنشاء فهرس آلي موحد على الخط المباشر. كما هو نظام قابل للتطوير مزدوج اللغة عربي و فرنسي ويعمل وفق 95/98 Windows وقد أعطيت صفة التقييس للنظام بسبب استخدامه لتركيبة و كذلك مواصفة.ISBD UNIMARC العالمية 2- البرمجيات الحرة: تسمح بوابة البرمجيات الحرة وهي بوابة متخصصة متاحة على اربط الموقع : بإتاحة البرمجيات الحرة المتنوعة لمختلف المؤسسات وتكيفها عمال على تطوير الطرق العلمية في تطبيقات نظم البرمجيات 260

262 في المؤسسات سواء بنظام التشغيلWindows أو.LINUX 1- استمارة البرمجيات الحرة: وهي استمارة أسئلة متنوعة تتعلق بالبرمجيات يقدمها المركز عبر موقعه للتحاور مع المستفيدين من هذا النوع من البرمجيات لتحديد نوعية تطبيقات هذه البرمجيات وتقييمها من جهة ومن أجل تحديد حاجياتهم بدقة من جهة أخرى. ثانيا: البرمجيات التوثيقية والتسيير االلكتروني للوثائق في موقع واب المكتبة الوطنية: ال يعتمد موقع المكتبة الوطنية تطبيقات تقنيات البرمجيات التوثيقية والتسيير االلكتروني للوثائق أو باألحرى ال يوجد عمل فني وتقني مكتبي معتمد على تقنيات البرمجيات والتسيير االلكتروني ومتاحة على الموقع االلكتروني وهذا ما كان السبب في عدم وجود خدمات على الخط المباشر خاصة وما تشهده المكتبات الوطنية في العالم من تطبيق لهذه التقنيات وغيرها عمال على تلبية حد أقصى من حاجيات الباحثين والمستفيدين. المحور السادس: هندسة التوثيق و اللسانيات أوال: هندسة التوثيق و اللسانيات في موقع واب مركز البحث: يمكن حصر تطبيقات تقنيات هندسة التوثيق واللسانيات في منتجات ومنج ازت مشاريع فرق بحث أقسام مركز البحث وهي فيما يلي: 1- قسم البحث والتطوير في علم المعلومات: إن التطو ارت العلمية قد والتكنولوجية التي تم تحقيقها في مجال جمع معالجة نشر تخزين وحفظ المعلومات أثرت في كل من األنظمة االجتماعية والتقنية وفي بنية المعطيات والنماذج الخاصة بتمثيلها ولقد ساهم ظهور االنترنت في دعم هذا االتجاه و في نفس الوقت أدى إلى فتح آفاق جديدة خاصة لما يتعلق بنماذج تنظيم وتسيير األنظمة الوثائقية وهندسة منتجات و خدمات المعلومات. وعليه فمهام أبحاث القسم محددة في البحث النظري والتجريبي وتطوير الطرق التحكم في المسا ارت المصادقة على المقاييس واليقظة. يسمح هذا القسم عن طريق خمسة فرق بحث بمزج إشكاليات حالية ومستحدثة فهو يظم باحثين في علم المكتبات والمعلومات و في اإلعالم اآللي وكذلك في االقتصاد والحقوق. - 2 قسم النظرية وهندسة النظم اآللية: يطبق أيضا قسم النظرية وهندسة النظم اآللية تقنيات هندسة التوثيق وهندسة اللسانيات حيث يهدف من خالل مشاريعه تطوير شبكة وطنية لإلعالم العلمي والتقني في إطار برنامج بحث في المحاور التالية: أ- الذكاء االصطناعي وهندسة البرمجيات: وفيه المعالجة اآللية للغة الطبيعية وطرق البحث عن المعلومات التكشيف المالحة على شبكة االنترنت تنقية المعلومات. ب - أمن ونوعية الخدمات: وفيه نظم اآلمن والوقاية والتشفير وفرق بحث هذا القسم متمثلة في فرقة قواعد البيانات فرقة الذكاء االصطناعي والمعالجة اآللية فرقة النظم ووثائق الملتيميديا فرقة أمن اإلعالم اآللي. ثانيا : هندسة التوثيق واللسانيات في موقع واب المكتبة الوطنية الج ازئرية تشكل هندسة التوثيق و اللسانيات تقنيات متالزمة مع بقية تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي فهذه التقنيات متكاملة فيما بينها وهي تثمين للعمل اآللي للنشاطات الفنية والتقنية في مصالح المكتبة الوطنية وهذا كله ما ال تطبيق له من خالل الموقع االلكتروني أي على سبيل المثال ال تطبيقات للفهرس اآللي على الخط المباشر مع تعميم ذلك 261

263 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية على البيبليوغ ارفية الوطنية غير المتاحة كذلك على الموقع. المحور السابع: والروابط أوال: الروابط في موقع واب مركز البحث: يتميز موقع واب مركز البحث بتطبيق واسع لتقنية الروابط محليا ودوليا. ويعتمد في ذلك على روابط المكتبة الرقمية روابط دائرة اإلعالم العلمي والتقني وروابط الشبكة الجهوية للمكتبات الجامعيةRIBU. ثانيا: الروابط في موقع واب المكتبة الوطنية الج ازئرية: يوجد مستوى واحد فقط من الروابط وهو ما تظهره صفحة االستقبال وما تم توضيحه سابقا حيث ال توجد روابط خارجية ال مع مواقع واب وال مع بوابات والمع أي شبكة. فهذا الموقع يجمع مجموعة من صفحات واب بسيطة ترتبط بصفحة استقبال واحدة فلو كانت فيه تطبيقات تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي كما يجب لما دفع ذلك إلى وجود مستويات أخرى وأخرى بدافع إعطاء بناء تشابكي سل مي واسع لصفحات الواب واتاحة فرصة ربط الموقع العام مع بوابات أجنبية ومع مواقع هيئات رسمية عالمية. 2. النتائج العامة للد ارسة: أوال: النتائج العامة للد ارسة المتعلقة بموقع واب مركز البحث - 1 المحور األول: قواعد البيانات - يتيح مركز البحث على الخط المباشر 22 قاعدة بيانات وطنية و أكثر من 02 قاعدة بيانات دولية متعددة اللغات)عربية فرنسية إنجليزية( والتخصصات(خاصة في تخصصات العلوم والتكنولوجيا) مختلفة التنظيم البيبليوغ ارفي )فهرسة وصفية مستخلصات إشارة تحليلية ترتيب ألفبائي( لمختلف أوعية الوثائق والمعلومات )كتاب دورية مقال( يتم استرجاعها بمختلف أنواع الكلمات المفتاحية النظامية الممكنة )بالعنوان المؤلف السنة( منها ما هو بيبليوغ ارفي فقط ومنها ما هو بيبليوغ ارفي وبالنص كامل فالنسبة لقواعد البيانات الوطنية على وجه الخصوص يتم الحصول على التسجيالت البيبليوغ ارفية بخيا ارت المواصفة FORMAT PUBLIC أو بمواصفة ISBD أو بمواصفة UNIMARAC حيث تعرض مواصفة FORMAT بيانات التسجيالت PUBLIC البيبليوغ ارفية بلغة المنشور عنوانه المؤلف عنوان المكتبة الرقم الدولي الموحد للسلسلة مع مستخلص تحليلي إشاري باللغة الفرنسية. كما تعرض مواصفة ISBD بيانات التسجيالت البيبليوغ ارفية بتقديم بطاقة الفهرسة الوصفية للمنشور العلمي مع تحديد طريقة البحث واالسترجاع مرفقة بمستخلص تحليلي إشاري. كما يمكن لهذه تقديم التسجيالت البيبليوغ ارفية بمواصفة.UNIMARAC - تشكل أرصدة قواعد البيانات الوطنية رصيدا ضخما جدا من الناحية الكمية و ذو تغطية موضوعية واسعة هذا ما يجعل من مركز البحث مرك از حقيقيا للباحثين والمستفيدين بصورة عامة فتقريبا يحصر كل النشر العلمي األكاديمي الرسمي والمادة الرمادية من أطروحات ورسائل لمختلف المؤسسات الجامعية الج ازئرية. كما يساهم عن طريق مشروع RIBU بتجميع شبكي ألرصدة 22 مؤسسات جامعية ج ازئرية إضافة إلى أرصدة مكتبته الرقمية. - لمركز البحث اشت ارك دولي مكثف في قواعد البيانات الدولية من أوروبا (فرنسا النمسا بريطانيا العظمى) ومن قارة أمريكا (الواليات المتحدة األمريكية ) تغطي كافة التخصصات العلمية المعمقة جدا. 262

264 - ومن النقاط األساسية في قواعد بيانا ت مركز البحث إتاحته لقاعدة بيانات البرمجيات الحرة فعن طريقها يساهم في ترقية تطبيقات تقنيات البرمجيات في مختلف القطاعات الحيوية في الوطن خاصة بتشبيكها مع شبكة االنترنت. - 2 المحور الثاني: الرقمنة و النشر اإللكتروني - تكمن تطبيقات تقنيات الرقمنة في رقمنة النصوص التشريعية الق ارر رقم 21 شعبان 2117 الموافق ل 21 سبتمبر 1226 المتعلق بالتنظيم الداخلي لمركز البحث في اإلعالم العلمي والتقني المرسوم رقم المؤرخ في 26 مارس 2185 المتعلق بتأسيس مركز البحث في اإلعالم العلمي والتقني والمرسوم رقم المؤرخ في 28 أفريل 2186 المتعلق بإلحاق مركز البحث في اإلعالم العلمي والتقني بالمحافظة السامية للبحث والمرسوم رقم المؤرخ في 27 شوا ل 2111 الموافق ل 22 ديسمبر 1220 المعدل ومتمم للمرسوم رقم المؤرخ في 26 مارس 2185 والصور التوضيحية المتوفرة في الموقع وروابطه و صور صفحات األغلفة الخارجية للمجالت العلمية.كما طبقت أيضا في رقمنة مقاالت مجالت WEBREVIEWوعددها 01 مجلة ومجالت شبكة البحث األكاديمية ARN وعددها 26 وذلك بالنص الكامل لكل األعداد وتقديمها على صيغة PDF باإلضافة إلى األرصدة الرقمية المتاحة من قبل المكتبة الرقمية للمركز (رصيد الم ارجع رصيد الدوريات الرصيد الوطني لألطروحات رصيد األطروحات والمذك ارت المناقشة داخل المركز رصيد المحاض ارت الدولية رصيد المقاالت العلمية الرصيد السمعي البصري ). - أما تطبيقات النشر االلكتروني فتكمن في نشر قواعد البيانات الوطنية والدولية والمجالت الوطنية والدولية المتاحة على الخط المباشر باإلضافة إلى المجالت االلكترونيةWEBREVIEW و مجالت شبكة البحث األكاديمية ARN (مجلة الد ارسات والنقد االجتماعي نظرية الجبر والعدد مجموعة العلوم الدقيقة والفيزيائية المجلة الرياضية للمغرب جريدة الشركة الج ازئرية للكيمياء مجلة المعلومات العلمية والتقنية) و منشو ارت ومقاالت ومداخالت المركز تقارير البحوث العلمية المنجزة الكتب وفصول الكتب الملتقيات والتظاه ارت العلمية األطروحات على الخط المباشر أدلة الباحثين في المركز مواقع واب المؤسسات الجامعية الج ازئرية الفهارس على الخط المباشر. - 1 المحور الثالث: أمن المعلومات تتمثل تطبيقات هذه التقنية في مركز البحث فيما تقدمه بوابةInformatique Sécurité على ال اربط.dz. من الخدمات التالية: خدمة األمن من أخطار الفيروسات عن ظهورها وتقديم ملفات علمية. خدمة واإلنذار المبكر أري الخب ارء في اإلعالم اآللي في عالم الوقاية واألمن من الفيروسات. خدمة مقاالت و وثائق إلكترونية في مختلف موضوعات الوقاية واألمن. خدمة روابط نصوص متشعبة مع مواقع واب أجنبية في مجال الوقاية واألمن. خدمة معجم مصطلحات اإلعالم اآللي. - 2 المحور ال اربع: االفت ارضية والنصوص المتشعبة من خالل هذا المحور يتضح أن تطبيقات تقنية االفت ارضية والنصوص المتشعبة في موقع واب مركز البحث ذات مستويات أفقية وعمودية واسعة محليا ودوليا إبتداءا من ما تقدمه روابط صفحة االستقبال إلى أبسط مستوى حيث يربط هدا الموقع من 263

265 خاللها جملة من المواقع والبوابات وصفحات واب من عدة مستويات ما يعطي فرصا كبيرة في البحث المرن عن أي نقطة ممكنة في أي مستوى و كما يقدم كل منج ازت ومشاريع أقسام بحث المركز في مواقع فرعية مستقلة مت اربطة و مواقع خمسة بوابات( بوابة شبكة البحث الج ازئرية بوابة أمن اإلعالم اآللي بوابة البرمجيات الحرة بوابة Wissal بوابة الج ازئر) هذا ما يجعل موقع المركز موقعا ضخما ومتشعب جدا خاصة وأنه يربط جميع مواقع واب المؤسسات الجامعية في الج ازئر. 5- المحور الخامس: البرمجيات التوثيقية والتسيير االلكتروني للوثائق - إن في مجال تطبيقات تقنيات البرمجيات التوثيقية والتسيير االلكتروني للوثائق وكما هو معروف أن مركز البحث قام بصناعة وتطوير برنامجا مقننا ألتمتة تسيير المكتبات وم اركز التوثيق على المستوى الوطني وهو نظام SYSTEME SYNGEB NORMALISE DE GESTION DE BIBLIOTHEQUE وقد اعتمد هذا النظام البرمجي في مشروع الشبكة الجهوية للمكتبات )12( الجامعية للناحية الوسطى من البالد* RIBU و هو مشروع نموذجي يخدم كثي ار قطاع البحث العلمي في الج ازئر كما أيضا هذا النظام اعتمد في إنشاء قواعد بيانات المركز وفهارسه على الخط وفي أتمتة وتسيير مكتبته الرقمية وحاليا تعمل العديد من المكتبات الجامعية الج ازئرية على تطوير العمل التشابكي في إطار هذا النظام البرمجي. - للمركز بوابة خاصة للبرمجيات الحرة متاحة لخدمة القطاع االقتصادي للبالد بمختلف أنواع مؤسساته يمكن تشغيلها بنظام التشغيلWindows أو LINUX والجدير بالذكر أيضا وجود استمارة أسئلة عن حاجيات المستفيدين وأ ارئهم في تطبيقاتهم لهذا النوع من البرمجيات الحرة. - 4 المحور السادس: هندسة التوثيق واللسانيات إن تطبيقات تقنيات هندسة التوثيق واللسانيات في مركز البحث هي األساس في كل منج ازته ومشاريعه الموزعة على مختلف أقسام بحثه ومركز الحاسب اآللي الذي يبلورها ويثمنا ويتيحها عل شبكة االنترنت بعد ما يتم تنظيم ومعالجة البيانات بمختلفها حسب كل قسم بحث و حسب كل مشروع. إن فرق بحث هذه المشاريع هي المجال الحقيقي لتطبيق هندسة التوثيق واللسانيات حيث وعلى سبيل المثال يطبق قسم البحث والتطوير في علم المعلومات جملة كبيرة من هذا النوع من الهندسات منها هندسة النظم المكتبية والوثائقية الب ارمج الوطنية للمعلومات و طرق المعلومات تقييم و تسيير المعلومات و النظم المكتبية و التوثيقية النشر اإللكتروني. كما يطبق كذلك قسم النظرية وهندسة النظم اآللية تقنيات الذكاء االصطناعي وهندسة البرمجيات و تقنية أمن تشفير المعلومات والذي فيه مجموعة من فرق بحث في هذا المجال هي فرقة قواعد البيانات فرقة الذكاء االصطناعي فرقة النظم ووثائق الملتيميديا فرقة أمن اإلعالم اآللي. - 4 المحور السابع: الروابط تدل هيكلة موقع واب المركز على أن تطبيقات تقنية الروابط هي تطبيقات مرتبطة تماما بهذه الهيكلة وألن هيكلة موقع واب المركز مبنية بناءا ت بمستويات أفقية وعمودية وطنية ودولية فان هذه الروابط تقنياتها واسعة التطبيق. ومن األمثلة نجد روابط الصفحة االستقبال الرئيسية روابط بوابات روابط المكتبة الرقمية روابط دائرة اإلعالم العلمي والتقني الشبكة الجهوية للمكتبات الجامعية. 264

266 1 التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية ثانيا: النتائج العامة للد ارسة المتعلقة بموقع واب علمية حيث ليس فيه نش ار إلكترونيا للبيبليوغ ارفية المكتبة الوطنية الج ازئرية وتحليلها الوطنية وال للفهارس. وتتمثل هذه النتائج العامة فيما يلي: - في موقع واب المكتبة الوطنية الج ازئرية ال 2 ال تطبق تقنية البيانات قواعد في موقع واب تطبق تقنيات متعلقة بأمن المعلومات. - 1 المكتبة الوطنية الج ازئرية. هيكلة الموقع االلكتروني للمكتبة الوطنية -5 الرقمنة تنحصر في رقمنة بسيطة الج ازئرية بسيط جدا وبمستوى واحد وعناصر 2- تطبيقات متمثلة في رقمنة األوامر و الم ارسيم المتعلقة هيكله يغلب عليها الجانب األدبي أي ينقص باإليداع القانوني و صور فوتوغ ارفية واألغلفة الجانب العلمي و األكاديمي. الخارجية للكتب والمجالت و بعض صفحات كتب - ال يعتمد موقع المكتبة الوطنية تطبيقات تقنيات 4 مطبوعة قديمة و بعض صفحات المخطوطات البرمجيات التوثيقية والتسيير االلكتروني للوثائق. - 4 وهذا كله ليس كافيا في تطبيقات الرقمنة في ال يطبق الموقع االلكتروني للمكتبة الوطنية المكتبات الوطنية. تقنيات هندسة التوثيق و اللسانيات. - تطبيقات تقنية النشر االلكتروني في موقع واب 4 يوجد مستوى واحد فقط من الروابط في موقع -1 المكتبة الوطنية تنحصر في نصوص قانونية وليست المكتبة الوطنية الج ازئرية. :CERIST ثالثا: الحصيلة التقييمية المقارنة لتقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي المطبقة في موقع واب الحصيلة التقييمية المقارنة المتعلقة بموقع واب مركزCERIST المعايير التقييم المستوى الكمي للتقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي المستوى النوعي للتقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي مطبقة غير مطبقة ضعيف مقبول عال ضعيف مقبول عال X X 1 قواعد البيانات X X 2 الرقمنة و النشر اإللكتروني X X أمن المعلومات X X 2 االفتراضية والنصوص المتشعبة X X 5 البرمجيات التوثيقية والتسيير االلكتروني للوثائق X X 4 هندسة التوثيق و اللسانيات X X 4 الروابط جدول رقم 02 :الحصيلة التقييمية المقارنة لتقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي المطبقة في موقع واب مركز البحث 265

267 1 التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية اربعا: الحصيلة التقييمية المقارنة لتقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي المطبقة في موقع واب المكتبة الوطنية: الحصيلة التقييمية المتعلقة بموقع واب المكتبة الوطنية الج ازئرية المستوى النوعي للتقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي المستوى الكمي للتقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي المعايير التقييم عال مقبول ضعيف غير مطبقة مطبقة عال مقبول ضعي ف منعدم X 1 قواعد البيانات X X 2 الرقمنة و النشر اإللكتروني منعدم X أمن المعلومات X X 2 االفتراضية والنصوص المتشعبة منعدم X 5 البرمجيات التوثيقية والتسيير االلكتروني للوثائق منعدم X 4 هندسة التوثيق و اللسانيات X X 4 الروابط 01 :يبين الحصيلة التقييمية المقارنة لتقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي المطبقة في موقع واب المكتبة الوطنية الجدول رقم. النتائج العامة للبحث على ضوء الفرضيات: 1- الفرضية األولى: من خالل النتائج العامة لتقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي المطبقة في موقع واب مركز البحث يمكن القول أن الفرضية الجزئية األولى محققة أي أن تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي في موقع واب هذا المركز واسعة التطبيق وعالية المستوى نوعا وكما وذلك بصفة عامة على كل تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي المبينة في محاور معايير التقييم المطبقة في هذه الد ارسة وهي قواعد البيانات الرقمنة والنشر اإللكتروني أمن المعلومات االفت ارضية والنصوص المتشعبة البرمجيات التوثيقية والتسيير االلكتروني للوثائق هندسة التوثيق واللسانيات وأخي ار الروابط. 2- الفرضية الثانية: من خالل الحصيلة التقييمية لتقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي المطبقة في موقع واب المكتبة الوطنية الج ازئرية يمكن القول أن الفرضية الجزئية الثانية غير محققة أي أن تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي في موقعها االلكتروني تت اروح بين انعدام التطبيق في حالة قواعد البيانات أمن المعلومات البرمجيات التوثيقية والتسيير االلكتروني للوثائق هندسة التوثيق و اللسانيات. وضعف مستوى التطبيق في حالة الرقمنة و النشر اإللكتروني االفت ارضية والنصوص المتشعبة والروابط. 2. خاتمة البحث: هذه الد ارسة في ختامها خلصت إلى تقديم مجموعة من المقترحات موزعة حسب كل من موقع واب ومعايير تقييم تقنيات اإلعالم اآللي التوثيقي وهي كالتالي: 266

268 التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية أوال: أهم المقترحات المتعلقة بموقع واب مركز اإلعالم العلمي والتقني - بالرغم من وجود تطبيقات عالية لقواعد البيانات في هذا الموقع فإنها غير مبوبة تحت باب واحد فيه أي أنها منتشرة بعدة روابط وفي عدة مستويات فبهذه الهيكلة تسبب خلطا للباحثين عنها من جهة وجهة أخرى اربط النص المتشعب BASE DE DONNEE موجود أكثر من ثالث م ارت مرة في صفحة االستقبال ومرة في المكتبة الرقمية وأخرى في خدمات مركز الحاسب اآللي بدون أن تعطي نفس المعلومات فصحيح أن ذلك ليس بالضرورة ولكن العمل على جعل اربط النص المتشعب BASE DE DONNEE يوصل إلى نفس المعلومات يكون أفضل بالنسبة للمستفيدين. - توجد بعض قواعد بيانات معلن عنها لكن ليست متاحة بعد أي أنها في طور اإلعداد وعليه التأخر الطويل في إتمامها نهائيا يحرم كثلة كبيرة من الباحثين من هذه قواعد البيانات مادام إعدادها مخطط له ومعلن عنه. - قواعد البيانات الدولية كلها غربية فما المانع في االرتباط مع قواعد معلومات عربية خاصة مثال في مجال البترول والنفط والطاقة فالمشرق العربي يتوفر على م اركز لهذه التخصصات فمثال في المملكة العربية السعودية لها قواعد بيانات في هذه الموضوعات. - توجد بعض المجالت االلكترونية لها أعداد قديمة حين البحث عن مقاالتها بالنص الكامل تقدم استثناءا الملخص فقط وعلى سبيل المثال األعداد األولى لمجلة RIST وهنا تجدر اإلشارة إلى رقمنة كل المقاالت الناقصة لكل األعداد في المجالت االلكترونية الوطنية إذا علمنا مثال أن مجلة RIST والتي تعتبر من حيث سنة أول نشر أحدث من مجلة BBFالفرنسية لكن كل مقاالت هذه المجلة األخيرة موجودة بالنص الكامل على الخط المباشر مند أول عدد لسنة تطوير النشر االلكتروني للمعلومات السمعية البصرية واتاحة منتجات مصلحة السمعي البصري على موقع الواب وتقديم مثال الزيا ارت االفت ارضية مثل ما معمول به على سبيل المثال في موقع واب المكتبة الوطنية التونسية التي يعر ف بها موقعها على شبكة االنترنت بمجموعة من مقاطع الفيديو المتعلقة بكل مصالحها وخدماتها.وهنا ليس من باب إسقاط موقع المكتبة الوطنية التونسية ولكن لتوضيح ما يمكن أن تقدمه مصلحة السمعي البصري في مركز البحث. - في مجال الخب ارء في ميدان اآلمن من أخطار الفيروسات اقترح إد ارج خب ارء ج ازئريين سواء ينشطون في الداخل أو في الخارج. - إعادة النظر في هيكلة الموقع سواء في صفحة االستقبال الرئيسية أو في صفحات االستقبال الثانوية والفرعية. - في السابق القريب كان الموقع يقدم معلوماته بخيارين عربي وفرنسي لكن فجأة أصبح يقدم بصفحة استقبال جديدة تحيل إلى المعلومات باللغة الفرنسية فقط وهنا ما مصير الباحث أحادي اللغة إن كان يبحث بالعربية.وعليه تجدر اإلشارة إلى إد ارج تعدد اللغات في عملية البحث على األقل باللغة العربية الفرنسية االنجليزية كما كان. - ال يتيح الموقع فيما يتعلق ببرمجي السنجاب سوى معلومات نظرية تعريفية وتاريخية لكن ال توجد فرصة لتحميله طبعا الستخدامات أكاديمية علمية وتكوينية مادام حقوقه محفوظة للمركز وال يمكن تجاهل ذلك من طرف الجهات الرسمية التي ترغب في استخدامه. 267

269 5. بيبليوغ ارفية الم ارجع و قائمة الهوامش: - قائمة الهوامش: 1-CLAVEL, JEAN- PIERRE. L EVALUATION DES BIBLIOTHEQUES UNIVERSITAIRES. MONTREAL: AUPELF,1984.P informatique documentaire.[en ligne ]. visité le (12/03/2009). Disponible sur Internet : infostrateges.com /tag/informatique documentaire. تقييم األداء في المكتبات وم اركز ال نكستر ف.و. 1- المعلومات ترجمة حسيني عبد الرحمن الشيمي. مطبوعات مكتبة الملك عبد العزيز العامة 2116 ص. الرياض: التقييم. زيارة ) 20 أفريل 1221 (.متواجد على ال اربط: wikipedia. Org 5-CACALY, SERGE.DICT.ENCY. DE L'INFORMATION ET DE LA DOCUMENTATION. PARIS : NATHAN, 1997.P-P CLAVEL, JEAN- PIERRE.OP.CIT.P OP.CIT.P عبد الحق رشيد. المصطلحات العربية في علوم المعلومات. تونس:المعهد األعلى للتوثيق 2180 ص..ص informatique documentaire.[en ligne ]. visité le (12/03/2003, 23h). Disponible sur Internet : infostrateges.com /tag/informatique documentaire. 10-*- تم استخدام مجموعة من القواميس والموسوعات باللغة العربية وبالفرنسية المتخصصة في علوم المكتبات والتوثيق وفي علوم اإلعالم اآللي من أجل ترجمة صحيحة للمصطلحات المعبرة عن المحاور الكبرى وفروع اإلعالم اآللي التوثيقي إلى اللغة العربية. 11-CACALY, SERGE.DICT.ENCY. DE L'INFORMATION ET DE LA DOCUMENTATION. PARIS : NATHAN, 1997.P-.P :HTTPRACKwebsite هو برمجي آلي استعمل في التحميل الشامل لموقعي واب المكتبة الوطنية ومركز البحث من شبكة االنترنت. -11 مركز البحث في اإلعالم العلمي والتقني. زيارة )10 جوان 1221 (.متواجد على ال اربط: و ازرة 12- التعليم العالي والبحث العلمي. )22 زيارة ماي 1221 (. متواجد على ال اربط: التواصل في العلوماإلنسانية واالجتماعية - اقت ارح إتاحة ب ارمج للترجمة االلكترونية للمعلومات وانشاء أدوات بحث مكنزية على مستوى موقع الواب ألن هذا األمر بإمكان هذا المركز باعتباره مؤسسة متوفرة على كل الشروط األولية لمثل هذه المشاريع. - كل الكشافات المتاحة على موقع الواب مرتبة ترتيبا أبجديا في اللغة األجنبية.. A B C وهنا تجاهل للعمل الل ساني باللغة العربية وقد تم اإلشارة إلى هذه النقطة سابقا. - التجسيد الفعلي على موقع الواب ألهداف الشبكة الجهوية لمكتبات المؤسسات الجامعية للوسط. ثانيا: أهم المقترحات المتعلقة بموقع واب المكتبة الوطنية الج ازئرية - التفكير الحالي في التطبيق المستقبلي القريب لتقنيات قواعد البيانات البيبليوغ ارفية خاصة البيبليوغ ارفية الوطنية والفهارس األخرى. - تقديم نش ار الكترونيا لكل األعمال العلمية والنشاطات الفكرية التي تقوم بها مصالحها. - إتاحة بوابة في هذا الموضوع وتكييفه مع خصوصية المكتبة الوطنية. - بناء موقع آخر جديد أو تطوير موقع الواب الحالي ألن هذا األخير في الحقيقة وحسب النتائج بعيد كل البعد كن طموحات المستفيدين فنماذج مواقع المكتبات الوطنية العربية متوفرة. - إدماج التكنولوجيات الحديثة للمعلومات واالتصال على كل األصعدة في موقع واب المكتبة الوطنية. - تجسيد التفاعل الفعلي بين التكنولوجيات الحديثة للمعلومات واالتصال وعلوم المكتبات و التوثيق والمعلومات. - إد ارج هذه النقطة برؤية علمية وعملية أثناء التفكير بتغيير هيكلة الموقع الحالي. 268

270 . التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية المكتبة الوطنية الج ازئرية. )18 زيارة متواجد على ال اربط.dz: صوفي عبد اللطيف. والمعلومات.قسنطينة: ص. 66. منشو ارت علوم جامعة قسنطينة جوان 1221 (. المكتبات المكتبة الوطنية الج ازئرية.)زيارة بتاريخ جوان (. متواجد على ال اربط : الهجرسي سعد محمد. المكتبات والمعلومات و التوثيق. اإلسكندرية:دار الثقافة العلمية 2111 ص *Le Portable Document Format (PDF) est un langage de description de pages créé par Adobe Systems. La spécificité du PDF est de préserver la mise en forme (polices d'écritures, images, objets graphiques ) telle qu'elle a été définie par son auteur, et ce quelles que soient l'application et la plate-forme utilisées pour lire ledit fichier.http :fr.wikipedia /wiki / 20 - *ARN :ACADEMIC RESEARCH NETWORK 21 -* RIBU: RÉSEAU RÉGIONAL INTER BIBLIOTHEQUES UNIVERSITAIRES - الم ارجع باللغة العربية: أحمد عوض حاج علي. أمنية المعلومات وتقنيات التشفير. عمان: دار الحامد للنشر والتوزيع الشبكة العنكبوتية العالمية. زيارة )12 أكتوبر 1221 (. متواجد على ال اربط: com bramjnet. رضا محمد النجار. مصادر المعلومات المرجعية المتاحة على اإلنترنت: د ارسة تقييميه. المكتبات: المنوفية: عبد العزيز عبد القادر. علم تحليل الوثائق. ص. 05. التوثيق: أطروحة: مجلة المعلوماتية قسم دكتو اره: المنهجيات والنظم في 1226 ع.21. عبد اهلل العلي أحمد. مدخل إلى علم المكتبات والمعلومات. القاهرة: دار الكتاب الحديث غانم ندير.تقييم مواقع الواب الج ازئرية على االنترنت. رسالة ماجستير: علم المكتبات: قسنطينة: فاضل السام ارئي إيمان. في المكتبات وم اركز المعلومات. قواعد البيانات ونظم المعلومات عمان: دار المسيرة فايقة حسن. تقييم مصادر المعومات المرجعية اإللكترونية المتاحة على ملفات شبكة اإلنترنت واألق ارص المدمجة. االتجاهات 1. ع قنديلجي عامر إب ارهيم. الحديثة في المكتبات والمعلومات مج المعجم الموسوعي لتكنولوجيا المعلومات واإلنترنت. عمان: دار المسيرة محروس أحمد مه ارن ميساء. النظم اآللية في المكتبات الجامعية. اإلسكندرية: مركز اإلسكندرية للكتاب محمد الهادي محمد. توجيهات توظيف تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت المتقدمة في م ارفق المعلومات والمكتبات. القاهرة: المكتبة األكاديمية مصطفى عليان ربحي. االتصال والعالقات العامة. عمان: دار صفاء للنشر والتوزيع نظام المكتبة اآللي المتطور زيارة.alis )1221/22/18(. متواجد على ال اربط نظام مارك. 21 زيارة )21 أكتوبر 1221 ( متوفر على ال اربط wikipedia. Org هاشم م.إسطفان. الشبكة العالمية العنكبوتية. والمعلومات منهجية ومقاييس تقييم المواقع على تونس: االتحاد العربي للمكتبات - الم ارجع باللغة األجنبية: -Azmi, Hesham. Internet Information Sources: An A Proposed Criteria for Evaluations. A Web CAMPUSPRESS.LES MOTS DE L'INFORMATIQUE. PARIS: CAMPUSPRESS, Bopp, Richard. Reference and Information Services: An Introduction. Colorado : Libraries United, MICRO APPLICATION.DICT. DE L'INFORMATIQUE ET DE L'INTERNET PARIS: MICRO-APPLICAT., MICROSOFT PRESS.DICT.ENCY.BILINGUE DE LA MICRO-INFORMATIQUE. QUEBEC: MICROSOFT PRESS,

271 El-Tawassol : Sciences Humaines et Sociales N 34 - Juin 2013 «La crise des subprimes», la documentation française, Paris, P P. Fabra: «Le capitalisme sans capital», Les Echos, Paris, (2010), P N. Grespelle, op. cit, P Cours des comptes : rapport public annuel 2011, les autorités de régulation financière, Paris, (Février 2011), P Rapport sur la stabilité financière dans le monde (GFSR), Octobre 2010, FMI. 44- L une des particularités de la crise tenait à l intensité et à la durée des perturbations de liquidité systémique qu ont subies les principaux marchés de financement. 45- M. Reinhart et S. Rogoff, (2010), op. cit, P FMI: Rapport annuel 2010 pour une reprise mondiale équilibrée, (2010), P Véronique Salins: «Impact de l ouverture financière sur les inégalités internes dans les pays émergents» Thèse de doctorat en sciences économiques, Université de Paris Ouest- Nanterre la Dépense, (2010), P Claudio Borio, Piti Disyatat: «Global imbalances and the financial crisis: Link or no link?» Bank for International Settlements, BIS Working Papers, (May 2011), N 346, P W. Speller, G. Thwaites and M. Wright, P Cédric Tille, Gian-Maria Milesi-Ferretti, (2010): The Great Retrenchment: International Capital Flows During the Global Financial Crisis, Economic Policy, Fifty- Second Panel Meeting, Hosted by EIEF, October 2010, P C. Tille, G. Ferretti, op. Cit, P Cédric Tille, Gian-Maria Milesi-Ferretti, (2010), op.cit, P

272 El-Tawassol : Sciences Humaines et Sociales N 34 - Juin A. Benhabib, S. Zenasni: «Ouverture financière, croissance économique et vulnérabilité des crises financière : cas de l Algérie», contribution au Forum des Economistes Tunisiens : Crises, gouvernance et ordre économique mondial, Hammamet, (2011, Juin), P Qui se contredit avec l école de la libéralisation qui s appuie sur le principe : augmentation du taux d intérêt donc plus (+) d épargne, plus d investissement et donc plus de croissance. Voir : M. Z. Lahimer, op.cit, P Reinhart & Kamenski G: the twin crises: the causes of banking and balance of payments problem, Americain economic review, (1999), vol89, N 238, June. 15- A. Bouzid, op. cit, P M. Montoussé, et autres : 100 fiches pour comprendre la bourse et les marchés financiers, Breal, (2010), P J, E. Stiglitz : la grande désillusion, New York, (2003), P O. Lacoste : «Comprendre les crises financières», EYROLLES, Paris, (2009), P S. de Brunhoff, et autres, (2006) : «La finance capitaliste», Presses universitaires de France, Paris, P R. Hilferding : «Le capital financier», Séminaire d Etudes Marxistes, (1910), P Le concept «Mobilité des capitaux» utilisé par Reinhart et Rogoff désigne selon leur définition mouvements de capitaux. 22- Plus de 14 crises bancaires dans les pays à revenus élevés, 23 crises dans les pays à revenus moyen et 14 dans les pays à revenus bas, pour d ample voir : Reinhart et Rogoff, op. cit, P C. Chavagneux: «Les dernières heures du libéralisme», PERRIN, France, (2009), P Graciela L. Kaminsky: «International Capital Flows, Financial Stability and Growth», Social Affairs, DESA Working Paper, (December 2005), No. 10, P Christian Chavagneux, op. cit, P Dans ce cadre, l un des spécialistes américains du sujet, Maurise Obstfeld (2008), affirme ainsi que : «La démonstration concrète des gains de la mondialisation financière ( ) s est révélée difficile à prouver de manière définitive» Voir : C. Chavagneux, op. cit, P J. Attali: la crise et après?, Essaisedia, Alger, (2009), P Dans ce contexte, Guy Sorman, l une des figures française du libéralisme, déclare en 2008 ; «la crise ne devrait pas nous surprendre. On ne connaît pas de capitalisme sans crise, car il est fondé sur le risque et l innovation. Il y a toujours des innovations qui tournent mal comme par exemple les produits dérivés. Et ces crises ont toujours une origine monétaire. C est ce que nous a appris Milton Friedman». Voir : J, L. Levet: «Trois compréhensions de la crise en débat», contribution au Forum des Economistes Tunisiens : Crises, gouvernance et ordre économique mondial, Hammamet, (2011). 29-S. Mouhoibi: «la crise financière mondiale la face cachée», ENAG éditions, Alger, (2010), P S, Mouhoubi, op.cit, P La Tribune: «FMI la situation économique de l Europe très préoccupante», (9 décembre 2010), P F. Facchini: «2007 : une crise systémique?» Revue d économie financière, (2010), N, P N. Grespelle: «La crise en questions les 50 questions que vous nous posez», EYROLLES, Paris, (2009), P F. Bost et autres, op. cit, P M. Aglietta: «Macroéconomie financière» 5eme édition, la Découverte, Paris, (2008), P A. bouzid, op. cit, P Certes l innovation financière améliore sans conteste l efficience du système bancaire et financier (meilleur allocation de l épargne et de l investissement, réduction du coût d intermédiation bancaire ) Mais dans le même temps, elles peuvent accroitre la volatilité et l instabilité financières et c est ce qui se passe actuellement. 38-W. Speller, G. Thwaites and M. Wright: The future of international capital flows, bank of England, Financial Stability Paper, (December 2011), N 12, P Dans ce cadre, il est intéressant de noter que si le manuel de la banque américaine (publié par la réserve fédérale à la référence 2133) avait été suivi, rien de ce qui s est passé au cours de ces dernier mois n aurait eu lieu! Le manuel commence en effet par mettre en avant, pour des raisons de stabilité financière, la nécessité de freiner les crédits à ce type de clients fragiles. Voir Christine Carl, (2008) : 48

273 El-Tawassol : Sciences Humaines et Sociales N 34 - Juin Mohamed Boussetta : la crise internationale et ses conséquences sur le Maroc : une analyse en termes de balance de paiements, contribution au Forum des Economistes Tunisiens : Crises, gouvernance et ordre économique mondial, Hammamet, (2011). 18- M. Aglietta : «Macroéconomie financière» 5eme édition, la Découverte, Paris, (2008). 19- M.Montoussé, H. Bourachot, et autres : 100 fiches pour comprendre la bourse et les marchés financiers, Breal, (2010). 20- Nicolas Grespelle: «La crise en questions les 50 questions que vous nous posez», EYROLLES, Paris, (2009). 21- Olivier Lacoste: «Comprendre les crises financières», EYROLLES, Paris, (2009). 22- Paul Fabra : «Le capitalisme sans capital», Les Echos, Paris, (2010). 23- Pierre N. Girand : Globalisation et inégalités gagnants et perdants de la mondialisation, CERNA, école nationale supérieure des mines de Paris, (1999). 24- Reinhart & Kamenski G: the twin crises: the causes of banking and balance of payments problem, Americain economic revieu, vol89, N 3, Junne, (1999). 25- Reinhart et Rogoff: «Cette fois, c est diffèrent huit siècles de folie financière», Nouveaux horizons, paris, (2010). 26- Rudolf Hilferding : «Le capital financier», Séminaire d Etudes Marxistes, (1910). 27- Saddek Bradji : «Libéralisation commerciale et développement : quelles leçons pour le Maghreb?», Revue des sciences sociales et humaines : El Tawassol N 22, Annaba, (Septembre, 2008). 28- Salah Mouhoibi : «la crise financière mondiale la face cachée», ENAG éditions, Alger, (2010). 29- Suzanne de Brunhoff, et autres : «La finance capitaliste», Presses universitaires de France, Paris, (2006). 30- W. Speller, G. Thwaites and M. Wright: The future of international capital flows, bank of England, Financial Stability Paper, N 12, (December 2011). 31- Yves Saillard : Globalisation, specificités et autonomie approches économiques, IREPD Dotars, Toulouse, (1999). 32- La Tribune : FMI la situation économique de l Europe très préoccupante, (9 décembre 2010). 33- FMI : perspectives de l économie mondiale : reprise, risques et rééquilibrage. Pdf, (Oct 2010) 34- FMI : Rapport annuel 2010 pour une reprise mondiale équilibrée, (2010). 35- FMI, Rapport sur la stabilité financière dans le monde (GFSR), (Octobre 2010). 36- El Watan, économie (21/08/2011) : le rapport inquiétant de la banque mondiale. Référence : 1-Y. Saillard : Globalisation, spécificités et autonomie approches économiques, IREPD Dotars, Toulouse, (1999), P9. 2-H. Zarrouk : «Ouverture financière et performance économique», thèse de doctorat, FSEG El Manar de Tunis et FSEG Marseille II, (2008), P Reinhart et Rogoff: «Cette fois, c est diffèrent huit siècles de folie financière», Nouveaux horizons, Paris, (2010), P A. Bouzid: Décomposition des effets de la libéralisation financière: crises versus croissance, contribution au colloque international sur la crise financière internationale, ralentissement économique mondiale et effets sur les économies euromaghrébines, le octobre 2009, Bejaïa, P M. Boussetta,: la crise internationale et ses conséquences sur le Maroc : une analyse en termes de balance de paiements, contribution au Forum des Economistes Tunisiens : Crises, gouvernance et ordre économique mondial, Hammamet, Juin (2011), P 2. 6-Z. Lahimer : «L impact des entrées de capitaux privés sur la croissance économique dans les pays en développement» thèse de doctorat en sciences économiques, université Paris Dauphine, (2011), P M. Z. Lahimer, op.cit, P M. Z. Lahimer, op.cit, P H. Zarrouk, op.cit, P H. Zarrouk, op.cit, P S. Bradji: «Libéralisation commerciale et développement : quelles leçons pour le Maghreb?», Revue des sciences sociales et humaines : El Tawassol, (Septembre, 2008), N 22, Annaba, P

274 El-Tawassol : Sciences Humaines et Sociales N 34 - Juin 2013 libéralisation financière où il existait des périodes de forte mobilité des capitaux qui ont assuré l internationalisation des produits financiers toxiques et par conséquent la globalisation des risques et des krachs financiers. Avec la gravité et la durabilité de ses conséquences sur le plan économique et social ainsi que les multiples contraintes qui se dressent devant son dépassement ; cette crise remet en cause les gains de la libéralisation financière, en atteste la difficulté de prouver concrètement leur existence ces derniers temps. Enfin, il est à conclure dans cet article que la relation mouvements de capitaux et crises financières peut être moins évidente si on met en place un vrai développement de stratégies qui peuvent faire face aux risques financiers. Les mouvements de capitaux vont en réalité continuer à établir des risques d instabilités financières dans le monde de temps à autre. Aussi l ampleur de leur volatilité est en effet un facteur d instabilité soit pour les économies émergentes ou pour les économies avancées. Cependant, il est crucial d entreprendre des mesures macro prudentielles aptes à analyser les conséquences de ces mouvements et prête à faire face à leurs impacts afin d assurer les bénéfices obtenus par la libéralisation des capitaux Bibliographie 1- Amaira Bouzid: Décomposition des effets de la libéralisation financière: crises versus croissance, contribution au colloque international sur la crise financière internationale, ralentissement économique mondiale et effets sur les économies euromaghrébines, le octobre 2009, Bejaïa. 2- Benhabib Abderrazak, Zenasni Soumia : Ouverture financière, croissance économique et vulnérabilité des crises financière : cas de l Algérie, contribution au Forum des Economistes Tunisiens : Crises, gouvernance et ordre économique mondial, Hammamet, (2011, Juin). 3- Bruno Marcel, Jacques Taieb: les grandes crises , Armand colin, Paris, (2008). 4- Cédric Tille, Gian-Maria Milesi-Ferretti: The Great Retrenchment: International Capital Flows During the Global Financial Crisis, Economic Policy, Fifty-Second Panel Meeting, Hosted by EIEF, (22-23 October 2010). 5- C. Chavagneux : «Les dernières heures du libéralisme», PERRIN, France, (2009). 6- Christine Carl : «La crise des subprimes», la documentation française, Paris, (2008). 7- Claudio Borio, Piti Disyatat: «Global imbalances and the financial crisis: Link or no link?» BIS Working Papers, (May 2011), N Cours des comptes : rapport public annuel 2011, les autorités de régulation financière, Paris, (Février 2011). 9- François Facchini : «2007 une crise systémique?» Revue d économie financière, (2010) 10- Gerard Duménil, Dominique Lévy : Crise et sortie de crise ordre et désordres néolibéraux, Actuel Marx confrontation, 1ere édition, Paris, (2000). 11- Graciela L. Kaminsky: «International Capital Flows, Financial Stability and Growth», Social Affairs, DESA Working Paper, (December 2005) No Hajer Zarrouk: Ouverture financière et performance économique, thèse de doctorat en économie, FSEG El Manar de Tunis et FSEG Marseille II, (2008). 13- Jacques Attali : la crise et après?, Essaisedia, Alger, (2009). 14- J, Louis Levet : Trois compréhensions de la crise en débat, contribution au Forum des Economistes Tunisiens : Crises, gouvernance et ordre économique mondial, Hammamet, (2011). 15- Joseph E. Stiglitz: la grande désillusion, New York, (2003). 16- Mahmoud Benmbarek, Mohamed Tlili Hamdi: Crises économiques et régulation du capitalisme, contribution au forum de la régulation, (2009). 46

275 El-Tawassol : Sciences Humaines et Sociales N 34 - Juin 2013 capitaux sortants en Amérique Latine dont les capitaux circulants entre banque et les réserves en premier ; aussi les capitaux entrants ont subi les mêmes conséquences durant cette période. En ce qui concerne le marché Asiatique, le degré de mobilité de capitaux a enregistré une chute continue durant l année 2008 et jusqu au premier semestre de 2009 avec un taux de décroissement négatif pour les capitaux circulants entre banque et de portefeuille (presque moins ( -) de 200 milliards de dollars pour les capitaux entrants). Quant aux pays émergents de l Europe, ils ont enregistré des perturbations aussi importantes dans les capitaux sortants et en particulier les réserves, dans les capitaux entrants et en particulier les capitaux circulants entre banques et les flux d investissement de portefeuille (52). La reprise des mouvements de capitaux est apparue au début de l année 2010, avec un taux très faible dans le marché britannique et le marché européen suite aux répercussions générées par la crise de la dette grecque. A rappeler qu au marché américain ce taux était modéré, plus de 200 milliards de dollars enregistrés dans les mouvements de capitaux entrants ainsi que sortants, mais avec une rechute durant le 2eme semestre de cette année. Les marchés financiers des pays émergents ont noté à leurs tours une reprise aussi importante dans la mobilité des capitaux durant l année 2010, des taux très élevés dans le marché asiatique ; presque 200 milliards de dollars pour les capitaux sortants dont la grande part provient des réserves et plus de 100 billions de dollars enregistrés par les capitaux entrants entre banques et les flux d investissement de portefeuille. L Amérique Latine a également enregistré une progression dans ses marchés de capitaux ; plus de 40 milliards de dollars enregistrés par les capitaux entrants entre banques et les flux d investissement de portefeuille, les capitaux sortants ont enregistré quant à eux une augmentation dans leurs mouvements. Tandis que les marchés émergents européens ont connu un faible redressement dans leurs mouvements de capitaux. V. conclusion Les enseignements tirés de cet écrit ont consisté à avancer une réflexion autour de la relation mouvements de capitaux et crises financières, une relation qui se caractérise par une interaction dialectique entre ces phénomènes. Cette interaction s illustre d un côté par le rôle que jouent les mouvements de capitaux dans le déclenchement des crises financières. Ce dernier se consolide par l absence des mesures de surveillance et de règlementation prudentielles adéquates rigoureuses supposées faire face à la volatilité des mouvements de capitaux. L autre aspect de cette interaction dialectique, se définit par le fait que les crises financières à leurs tours entravent les mouvements de capitaux durant les différentes phases de leurs effets à savoir : les phases de leur déclenchement, la phase d absence de confiance dans les marchés financiers et surtout les phases de récession. La crise financière de 2008 est le témoin de cette interaction, en premier lieu, elle a été créée au centre de la dérèglementation et de l instabilité financière. Elle s est aussi élargie et mondialisée par le biais de la 45

276 El-Tawassol : Sciences Humaines et Sociales N 34 - Juin 2013 ont connu une légère baisse par rapport aux autres types cités. En ce qui concerne la Grande Bretagne, la chute des mouvements de capitaux était presque pareille que ce soit pour les capitaux entrants ou sortants, tandis qu aux Etats-Unis cette chute était plus importante dans les deux cas de figure. Entre la moitié de 2008 et le premier semestre de 2009 ces flux enregistre presque moins (-) de 800 milliards de dollars dans le marché britannique. Le marché européen a enregistré aussi un net déclin dans les mouvements de capitaux à partir du deuxième semestre de 2008 jusqu au premier semestre de 2009, avec un taux très élevés chez les mouvements de capitaux entre banques. Graphique 6 : Mouvements des capitaux et la crise financière de 2008 dans les marchés émergents en billions de dollars (51) Source : IMF, balance of payments statistics, author s calculations, fourni en annexe par: Cédric Tille, Gian-Maria Milesi-Ferretti, (October 2010): The Great Retrenchment: International Capital Flows During the Global Financial Crisis, Economic Policy, Fifty-Second Panel Meeting, Hosted by EIEF, 22-23, P 54. A partir de ce graphique, on remarque que les marchés émergents des mouvements de capitaux ont connu des perturbations dans leur degré de mobilité, des légères baisses durant l année 2008 et un net déclin dans le premier semestre de 2009 : moins de (-) 40 milliards de dollars sous forme de 44

277 El-Tawassol : Sciences Humaines et Sociales N 34 - Juin 2013 pays développés et exactement aux Etats Unis. Ce décroissement est apparu aussi au deuxième semestre de l année 2008 dans le marché européen et la Grande Bretagne. Et entre la fin de 2008 et début de l année 2009 dans les marchés financiers émergents. Ce déclin dans les mouvements de capitaux démontre qu il n y avait pas ainsi de politiques de marché qui devaient être prêtes à faire face aux risques financiers générés par ces mouvements (49). Graphique 5 : Mouvements des capitaux et la crise financière de 2008 dans les pays avancés en billions de dollars (50) Sousce : IMF, balance of payments statistics, author s calculations, fourni en annexe par: Cédric Tille, Gian-Maria Milesi-Ferretti, (October 2010): The Great Retrenchment: International Capital Flows During the Global Financial Crisis, Economic Policy, Fifty-Second Panel Meeting, Hosted by EIEF, 22-23, P 53. On peut avancer à partir de ce graphique qu aux Etats-Unis le décroissement des mouvements des capitaux s est remarqué beaucoup plus dans les sorties de capitaux, où ces derniers ont enregistré d environs moins de ( -) 200 milliards de dollars dans le premier semestre de 2009, tandis que dans la même duré les entres des capitaux ont enregistré une baisse en arrivant à moins de ( -) 50 milliards de dollars. Le premier type de capitaux affecté et qui a connu une chute aussi importante était le capital circulant entre banques, ce type a joué un rôle très important dans la phase de chute des mouvements de capitaux en général, ensuite on trouve les capitaux qui circulent entre marchés financiers (les flux d investissement de portefeuille) et les autres types comme l investissement direct à l étranger qui 43