جامعة السلطان قابوس لكلية اآلداب والعلوم االجتماعية المؤتمر العلمي الدولي األول

Μέγεθος: px
Εμφάνιση ξεκινά από τη σελίδα:

Download "جامعة السلطان قابوس لكلية اآلداب والعلوم االجتماعية المؤتمر العلمي الدولي األول"

Transcript

1

2 جامعة السلطان قابوس كلية اآلداب والعلوم االجتماعية المؤتمر العلمي الدولي األول لكلية اآلداب والعلوم االجتماعية مجتمع المعرفة: التحديات االجتماعية والثقافية واللغوية في العالم العربي حاضر ا ومستقبال المجلد األول تحرير ومراجعة: أ.د/ عبد الرحمن صوفي عثمان تصميم: د. محمد مختار ساطور منشورات جامعة السلطان قابوس مسقط سلطنة عمان 4-2 ديسمبر 2007

3 2 أ

4 التقديم مجتمع المعرفة»الزمان معركتنا والمعرفة سالحنا«وأنا أتابع الملف الذي أعدته كلية اآلداب والعلوم االجتماعية في جامعة السلطان قابوس حول مؤتمرها الدولي األول»مجتمع المعرفة: التحديات االجتماعية والثقافية واللغوية في العالم العربي حاضرا ومستقبال«والذي انعقد في رحاب الجامعة خالل المدة من -4 2 ديسمبر 2007 تذكرت مقولة إدوارد سعيد في هذا الشأن والتي تلخص أهمية المؤتمر من ناحية وضرورة التفكير استراتيجيا في قراءة متطلبات مجتمع المعرفة والتحديات التي تواجهه في العالم العربي من ناحية أخري. إذ يقول إدوارد سعيد إن»الزمان معركتنا والمعرفة سالحنا«. ويؤكد أن المعرفة التي ننشد في مجتمعنا العربي هي المعرفة التي تتأسس على الفهم وهذا يتطلب منا أن نعرف كيف نفكر ونحلل ونبني قدراتنا النقدية بدال من اإلنتاج اآللي للمعرفة الذي ال يستند إلى جديد بل يبقى أسير حالة التلقين والتكرار. إن مجتمع المعرفة هو ذلك المجتمع الذي يقرر بناء سياساته واستراتيجياته المستقبلية واتخاذ قراراته استنادا إلى حالة معرفية أصيلة وهو المجتمع الذي يسعى بكل جدية إلى إنتاج المعرفة ونشرها وتوظيفها لإلفادة منها في المجاالت كافة وبخاصة المجاالت الحياتية. أما المعرفة فهي محصلة المعلومات واألفكار والنظم الرمزية المتفق عليها والتي تهدف في األساس إلى تنظيم حياة الناس وتوجيهها بشكل رشيد. فالمعرفة يجب أن تسخر في تحسين حياة الناس ومعيشتهم وتنعكس آثارها على حاضرهم ومستقبلهم. المعرفة المفيدة هي التي تقدم تشخيصا للواقع واستشرافا للمستقبل وهي في ذات الوقت القادرة على تقديم الحلول وبدائلها في ضوء ما هو ممكن. لقد أصبحت مصطلحات ثورة المعلومات وثورة التقنية وغيرها- مثل مجتمع المعرفة والمجتمع المعلوماتي ومجتمع الحاسوب ومجتمع ما بعد الصناعة ومجتمع ما بعد الحداثة ومجتمع اقتصاد المعرفة والمجتمع الرقمي وغيرها من المصطلحات والمفاهيم المشابهة- العالمة البارزة والسمة المميزة للحقبة التاريخية الحالية من تاريخ اإلنسانية. ويعد عصرنا الحالي بحق هو عصر المعرفة القادرة على تفجير الطاقات اإلبداعية وتشكيل النماذج االبتكارية ومنح اإلنسان قدرات وإمكانيات إضافية للكشف عن المجهول والتعامل مع الغامض والتعمق في االستكشاف والتحليل واستشراف المستقبل. فقد كان التوجه نحو المعرفة من أهم سمات الكائن البشري على مر العصور لكنها اليوم تبدو أكثر دفعا من أي وقت مضى بسبب ما هيأته تقنية المعلومات من إمكانيات يصعب وصفها غير أن المطلوب أال ننجرف وراء مسارب ضبابية تستخدم المصطلح لتدمير الهوية والثقافة ويصبح مجتمع المعرفة أسير السوق والعبيه ومتطلباته وبالتالي تسطح المعرفة وتصبح أداة في خدمة أهداف من يملك على حساب من ال يملك. وفي الوطن العربي يجب أن نخرج أنفسنا من 3 أ

5 مأزق استيراد المعرفة أو ما يسمى»استخدامها بكفاءة«والتصميم على إنتاجها والتعامل معها بوصفها قيمة ابتكاريه تحدد قدرة األمم والحضارات والثقافات على التنافس. ويتفق معظم الباحثين على أن مجتمع المعرفة ال يمكن أن ينهض دون قيام أركانه األساسية وهي: االتصال واإلعالم وثقافة مجتمع المعرفة وعلومه وأركانه ورأس مال بشري ومستوى تعليمي راق. وعلينا أن نأخذ باالعتبار أن مجاالت المعرفة جميعها مهمة وتقوم بأدوار أساسية في خدمة المجتمع ولهذا مطلوب منا أن نهتم في إطار مجتمع المعرفة بالعلوم التي تبني الفكر وتشكل القدرة على النقد والتحليل وبناء الذات وأال نؤخذ بصورة ارتجالية ومن خالل رد الفعل في الذهاب بعيدا إلى إجراءات تسهم في االرتكاز على ما هو تقني وإهمال ما هو فكري أو فلسفي بل يجب الموازنة بين هذا وذاك لنتمكن من إنتاج معرفة أصيلة تخدم الناس وتسهم في ترشيد توجهاتهم والمحافظة على بنائهم الثقافي والحضاري. وقد انعكس مجتمع المعرفة وطبيعته المعلوماتية على األهداف التربوية التي حددتها منظمة اليونسكو في أربعة أهداف أساسية هي: التعلم للمعرفة والتعلم للعمل والتعلم للكينونة والتعلم للمشاركة. وبذلك ال يمكن أن نضع كل ثقلنا وراء هدف واحد على الرغم من أهميته وهو التعليم من اجل العمل بل علينا أن نحقق توازنا بين األهداف التربوية األربعة لنتمكن من تحقيق رؤية شاملة تمكننا من أن نجعل التعليم مقوما أساسيا من مقومات مجتمع المعرفة مع األخذ في االعتبار متطلبات مدرسة المستقبل وحاجاتها من تدعيم وبناء»ثقافة التقنية«التي أضحت قضية جوهرية في العملية التعليمية بكل أبعادها من تدريس وإدارة وتقويم وبحث وتواصل مع اآلخرين. وختاما ها نحن نقدم لكم الملف الكامل لألوراق التي تمت مناقشتها في هذا المؤتمر مسجلين تقديرنا لكل من أسهم في اإلعداد أو التخطيط أو دعم انعقاد هذا المؤتمر إدارة الجامعة ممثلة بسعادة رئيس الجامعة ونوابه األكارم الزميل الدكتور عصام بن علي الرواس عميد الكلية السابق الزميل الدكتور عبداهلل الكندي مساعد العميد السابق للدراسات الجامعية الجهات الممولة اللجنة التحضيرية والشكر والتقدير موصول لكل المشاركين من داخل السلطنة أو من خارجها الذين أثرت إسهاماتهم ومشاركاتهم جلسات المؤتمر المتعددة. ونسأل اهلل تعالى أن يحفظ عمان وطنا عزيزا كريما في ظل قيادة باني نهضته الحديثة جاللة السلطان قابوس بن سعيد حفظه اهلل ورعاه. أ.د محمد نجيب الصرايرة عميد كلية اآلداب والعلوم االجتماعية 4 أ

6 كلمة رئيس الجامعة يسعدني أن أرحب بكم جميعا في حفل افتتاح المؤتمر الذي تنظمه كلية اآلداب والعلوم االجتماعية حول مجتمع المعرفة )التحديات االجتماعية والثقافية واللغوية في العالم العربي حاضرا ومستقبال( والذي يعكس بال شك أهمية الموضوع المطروح للبحث من ناحية وضرورة التفكير استراتيجيا في قراءة متطلبات مجتمع المعرفة والتحديات التي تواجهه في العالم العربي من ناحية أخرى. وتعد المعرفة المحور األساس في عملية التنمية اإلنسانية واالجتماعية التي تستهدف االرتقاء بالذات وبناء القدرات على مستوى الفرد والمجتمع في آن معا أما مجتمع المعرفة فيمكن النظر إليه باعتباره المجتمع الذي يقرر بناء استراتيجياته وسياساته المستقبلية استنادا إلى حالة معرفية أصلية وهو كذلك المجتمع الذي يسعى بجدية وحرفية إلى إنتاج المعرفة ونشرها وتوظيفها لإلفادة منها في المجاالت كافة وبخاصة المجاالت الحياتية وال يقف عند حدود استيراد هذه المعرفة أو استهالكها وإن االهتمام بهذا الموضوع الحيوي يمثل إطارا مشتركا ليس في دائرة العلوم اإلنسانية واالجتماعية وحسب بل يمتد ذلك إلى فروع المعرفة األخرى دون أي استثناء. ويرتبط ظهور مجتمع المعرفة بنتائج التقدم غير المسبوق الذي تعيشه اإلنسانية في مجال تقنية االتصال والمعلومات هذا الوضع الجديد فرض تحوالت جذرية في أساليب الحياة المعاصرة وربما مغايرة عما كان مألوفا في الماضي في مجال العالقات االجتماعية واالقتصادية والسياسية إلى جانب دوره المؤثر في إحداث تغييرات واسعة النطاق على مستوى النظم والمؤسسات المختلفة إن هذا المجتمع يتقدم في مختلف جوانب الحياة من خالل استخدامه للتقنية الحديثة التي تتراكم بتسارع مذهل. البد لي من اإلشارة هنا إلى حقيقة ماثله تكمن في سهولة الوصول إلى مصادر المعلومات العالمية فهناك زيادة واضحة في عدد من يستفيدون من هذه المصادر ومع ذلك فإن الفجوة المعرفية سوف تتعمق وتتسع بين الدول المتقدمة والدول النامية في مجال إنتاج المعرفة حيث ال يملك العالم النامي اإلمكانات المادية أو العلمية إلنتاج المعرفة مقارنة مع العالم المتقدم وحتى إذا امتلكها فإن تسويقها يعد عقبة أساسية. إن هذا الوضع يستدعي منا تفكيرا جديا وعميقا في بناء استراتيجيات واضحة للتعامل مع واقع مجتمع المعرفة ومستقبله ورسم مساراتنا استنادا إلى تحديد ما الذي نستطيع فعله وما هي أولوياتنا من أجل استغالل األبعاد المتشابكة لهذا المجتمع بطريقة رشيدة وحكيمة تنعكس بالفائدة على حياة الناس بحيث نستطيع أيضا الوقوف في وجه التحديات التي جلبها هذا التطور الجديد بمختلف أبعادها واتجاهاتها. 5 أ

7 لقد أصبحت المعرفة واإلبداع من أهم سمات هذا المجتمع الذي لم يعد مقتنعا باستخدام المعرفة إلغراض توجيه مسارات النشاطات في المجاالت المختلفة وحسب بل تجاوز ذلك ليعمل بشكل دءوب على إنتاج المعرفة وتسويقها باعتبارها قيمة أبداعية وابتكاريه تحدد قدرة األمم والحضارات والثقافات على التنافس. إن عصرنا الحالي يعد بحق عصر المعرفة التي تعمل على بناء النماذج اإلبداعية من خالل توفير قدرات وإمكانيات إضافية للكشف عن الغامض والتعمق في االستكشافات والتحليل والنقد واستشراف المستقبل. إن كافة مجاالت المعرفة مهمة وجوهرية ومؤثرة وهذا يتطلب منا أن نهتم في إطار مجتمع المعرفة بالعلوم التي تبني الفكر وتشكل القدرة على النقد والتحليل وبناء الذات وهنا أدعو إلى الحذر من أن نأخذ بردات الفعل في الذهاب بعيدا إلى إجراءات تعزز ما هو تقني وإهمال ما هو فكري أو فلسفي بل يجب علينا الموازنة بين هذا وذاك لنتمكن من إنتاج معرفة أصلية ومفيدة تخدم الناس وتسهم في ترشيد توجهاتهم والمحافظة على بنائهم الثقافي والحضاري. إن اهتمام جامعة السلطان قابوس بهذه الملتقيات العلمية نابع من رسالتها التي أنشئت من أجلها فالجامعة مهتمة ببناء حالة من التوازن بين نشاطها األكاديمي من ناحية وتشجيع البحث العلمي وتوفير فرص عقد الملتقيات العلمية لمزيد من التفاعل بين الباحثين إلى جانب اهتمامها بخدمة المجتمع من ناحية أخرى. أكرر ترحيبي بكم جميعا وأسأل اهلل العلي القدير أن يوفقكم في مؤتمركم هذا الذي نتوقع أن يقدم المفيد في هذا المجال من خالل األوراق العلمية التي ستناقش خالل األيام الثالثة القادمة. وختاما فإنني أود أن أعرب عن خالص الشكر والتقدير لمعالي الدكتور /جمعه بن علي آل جمعه الموقر وزير القوى العاملة على تفضله برعاية حفل افتتاح المؤتمر والشكر موصول ألصحاب المعالي والسعادة واألساتذة الكرام المتحدثين الرئيسيين والمشاركين والمشاركات في أعمال هذا المؤتمر وإلى أعضاء اللجنة المنظمة على حسن اإلعداد والتنظيم وأدعو اهلل سبحانه وتعالى أن يحفظ عمان في ظل قائد مسيرتها المباركة موالي حضرة صاحب الجاللة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه اهلل ورعاه. والسالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته د. سعود بن ناصر الريامي رئيس جامعة السلطان قابوس 6 أ

8 كلمة عميد الكلية في زحمة إعصار العولمة ومع أزمة تراجع العلوم اإلنسانية كما يراها البعض من خارج المشتغلين بها كان البد من إعادة النظر في مجمل ما استقرت عليه تلك العلوم بغية تجاوزها واإلفادة من المنجز الجديد ومع اشتداد اجتالب القالقل واصطناع الحبائل وصراع الدول على الهيمنة وتراجع التعليم المواكب لهذه الطفرة الجديدة كان البد من دعوة إلى تأسيس نظرة جديدة في التعليم وفي تقديم رسالة العلوم اإلنسانية في قالب جديد وحلة قشيبة تجلب األنظار وتبهر األبصار. وليس غريبا أن ينهد الزمالء إلى التعمق في هذا الموضوع نظرا ألهميته وحساسيته الشديدة الرتباطه الوثيق بقيم المجتمع وأعرافه. نرحب بكم باسم كلية اآلداب والعلوم االجتماعية في جامعة السلطان قابوس نبع العلم ومنطلق التنوير التي ال يخبو لها نشاط وال يعدم لها حراك وال يهدأ لها تفاعل مع نسيج نفسها ومجتمعها العماني ومع العالم المحيط بها. إن مجتمع المعرفة هو الحاضر والمستقبل األمر الذي يتطلب منا استيعاب تكنولوجيا العصر وإمكانياتها وتسخيرها لبناء مجتمع المعرفة من خالل تأصيل جذورنا العربية في الحضارة المعاصرة, وانطالقا من هذه المفاهيم تعمل كلية اآلداب والعلوم االجتماعية بجامعة السلطان قابوس على تنظيم مؤتمرها الدولي األول) مجتمع المعرفة: التحديات االجتماعية والثقافية واللغوية في العالم العربي حاضرا ومستقبال(. لقد واجهنا عند التطوير في برامج كلية اآلداب والعلوم االنسانية خالل الحقبة الماضية صعوبات جمة ومعوقات متعددة وكان ال بد من الجرأة في التغيير واألتيان بالجديد حيث وجدنا بأن ال مناص من ذلك حيث فرض مجتمع المعرفة وأدواته نفسه على خططنا بكونه واقعا ال يمكن تجاهله ومطلبا للفرد والمجتمع من الصعب تجاوزه. ومن نافلة القول إن التحدي الحقيقي الذي يواجه العلوم اإلنسانية يكمن في مدى تواصلها مع الجديد المستجد دون تغيير لونها أو تبديل عبقها أو فقدان لهويتها. إن التداخل بين العلوم بات ضرورة وواقعا ضرورة ألهمية االستفادة من العلوم لمصلحة الكون بمن يسكنه آخذين في االعتبار بأن التأثير على األرض ربما يهدد كل شي إذا لم يكن التوازن موجودا حتى ال يطغى وجه على وجه. إن محاولة الفصل بين العلوم القديمة والعلوم الحديثة عن طريق وضع الحواجز ومن أجل إعاقة التواصل وتغيب األمم ذات اإلنجاز الحضاري هو كمن يفصل اليوم بين أوروبا القديمة وأوربا الجديدة. 7 أ

9 إن مجتمع المعرفة له إنجازاته ويحق لإلنسانية جميعا أن تفخر به ولكن إنجازات العلوم اإلنسانية كم متراكم من المعرفة قائم على أنقاض حضارات وتواصل عطاءات على ضوء رساالت سماوية كانت األساس في تفجير الطاقة العلمية الخيرة وفي إذكاء روح اإلبداع وإيقاد التفكير العلمي الخالق ولسنا هنا في معرض الدخول في قضايا خالفية أو محاولة تقديم المبررات بل لتقديم واقع معيش بنظر جديد. إن مطمعنا ومطمحنا في الكلية من هذا المؤتمر يتجلي في عملية المواءمة بين القديم والحديث واستخدام الثقافة لتمكين العلوم اإلنسانية من أدوات المعرفة لتعطي اإلنسان متطلبات العصر تعلمه متطلبات الوجود الذي يحتاجها ليشق طريقه بكل ثقة واقتدار وفي الوقت عينه نحافظ على مستلزمات األصل وما تركه لنا من أجل البناء على ما بنوا واإلضافة إلى ما أضافوا حتى نبقي التميز للهوية ونرسخ من مفهوم قدرة االنسان العربي على الدخول في قلب العصر واإلفادة من منجزاته بال ذوبان أو تبعية. وبالرغم من أن العلوم اإلنسانية بشكلها القديم وأسلوبها التقليدي المحافظ في التلقي والعطاء إال أنه ال يعني من أنه ال بد من نقلة ناجزة على صعيد العطاء فكان هذا التالقح بين القديم الجديد والجديد المتطور الستخدامه في نقل المعرفة بيسر وسهولة وانفتاح ومرونة وجعل الخاصية اإلنسانية دائما في مركز االهتمام الدائم فأي شيء يسهم في بناء العقل ويهذب النفس فهو خاص باإلنسان وحده مع احترامنا للعلوم التجريبية األخرى التي تركز على تسهيل الحياة لإلنسان وال تعنى بجوانب اإلنسان روحا وفكرا وعقال وتوجها. ومع إيماننا المطلق بأهمية رسالة العلوم اإلنسانية على ضوء مجتمع المعرفة الذي نعيشه ال بد من ترجمه هذه الرسالة التي تحن في أمس الحاجة إلى ما تحمله من قيم وأخالق وتواصل إنساني حضاري واعتراف بإنجازات الحضارات السابقة ومن بينها الحضارة العربية اإلسالمية فإنه من األهمية بمكان أخذ الحذر دائما من التقانة وثورة عولمتها التي غيبت في طفرتها الكثير من المبادئ االنسانية السامية في مختلف األصقاع واألرجاء فتراجعت كما نلحظ بذلك براءة اإلنسان بسببها أمام براءة االختراع. وختاما فإنني أود أن أوكد على الثقة الكاملة من أن الكلية ببرامجها المتعددة واخذها بالواقع الجديد تسير سيرا على أسس ثابته نفخر ونعتز بها وتسعى الكلية بما لديها من طاقات علمية وخبرات متوافرة إلى إكساب مسيرتها تطورا وآمالها انجازا والمسيرة بإذن اهلل مشرقة واآلمال عريضة والسواعد مشمرة نسعى إلى األفضل دائما وأبدا بحول اهلل وتوفيقه. أسمحوا لي ثانية أن أتوجه لكم بخالص الشكر وعظيم االمتنان على قبولكم دعوة الجامعة لشمول هذا المؤتمر برعايتكم وأنتم من يخوض من خالل مهمتكم الجليلة في وزارتكم الموقرة هذا الواقع فأنتم معنيون أكثر من غيركم بعملية التحول العلمي القائم على أسس صلبة وأفكار مدروسة لرفع كفاءة اإلنسان العماني ليلبي حاجات سوق العمل دون فقدان لهويته منطلقا من االعتزاز بعمانيته وخدمة لوطنه وسلطانه كما ال يفوتني أن أتوجه بالشكر إلى سعادة الدكتور رئيس الجامعة على اهتمامه الشخصي في نقل تجربة العلوم االنسانية والخروج بها من قوقعة التراوح المستمر إلى انطالقة تعود بالنفع والفائدة على طالبنا وهم يواجهون حاجات سوق العمل وهم على ثقة كاملة بعون اهلل من الحصول على الفرص. باقتدار وامتياز وأرحب بكل الزمالء المشاركين من داخل وخارج السلطنة وعلى رأسهم معالي األستاذ الدكتور ناصر الدين األسد وهو قامة علمية شامخة غني عن التعريف نعتز بوجوده معنا في هذا المؤتمر على رأس المتحدثين الرئيسين 8 أ

10 وإلى كافة الزمالء المشاركين باألوراق العلمية وأتوجه إلى الزمالء أعضاء اللجنة التحضيرية وإدارات الجامعة المختلفة الذين عملوا ليال ونهارا من أجل اإلعداد لهذا المؤتمر من أجل تهيئة المناخ العلمي النعقاده وتحقيق بالتالي كل أهدافه كما ال يفوتني أن أتوجه بالشكر لتلك الشركات التي ساهمت في رعاية هذا المؤتمر وهي مجموعة سهيل بهوان وشركة عمان موبايل و عمان تل و بنك مسقط نأمل أن تفعل األوراق المشاركة من الحراك نحو المزيد من االستفادة من عالم التقانة وتفعيل األفكار الحميدة وتجسيدها في سياسات ثابتة ومدروسة لتعزز مسيرة العلوم اإلنسانية في مرحلة تحولها المستمر. والمورد العذب كثير الزحام. دمتم ومرحب بكم في جامعة السلطان قابوس واهلل من وراء القصد. د.عصام بن علي الرواس عميد كلية اآلداب والعلوم االجتماعية سابقا رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر 9 أ

11 10 أ

12 كلمة مقرر اللجنة التحضيرية للمؤتمر يسعدني أن أقف أمامكم اليوم متحدثا باألصالة عن نفسي وبالنيابة عن أعضاء اللجنة التحضيرية الرئيسية لهذا المؤتمر العلمي الدولي معربا عن التقدير العميق لتجاوبكم وتفاعلكم مع هذا المؤتمر الذي بدأت كلية اآلداب والعلوم االجتماعية بالجامعة التخطيط له منذ نهاية العام المنصرم 2006 سعيا منها لإلسهام في تنمية البحث العلمي الذي توليه الجامعة اهتماما خاصا ومتزايدا. تعرف بعض الموسوعات والمعاجم مجتمع المعرفة بأنه»مجموعة من الناس ذوي االهتمامات المتقاربة يحاولون االستفادة من تجميع معرفتهم سويا بشأن المجاالت التي يهتمون بها وخالل هذه العملية يضيفون المزيد إلى هذه المعرفة وبالتالي تصبح المعرفة هي الناتج العقلي لعمليات اإلدراك والتعلم والتفكير وهي أيضا أهم مكونات ذلك المجتمع بمختلف أنشطته. )موسوعة ويكيبيديا(. لكن هذه المكانة التي تحتلها المعرفة ليست بدعة معاصرة فالمعرفة على مدار التاريخ- قوة وحكمة لكن الجديد اليوم أن التكنولوجيا الحديثة تخترق الزمان والمكان وتسهل انتقال المعرفة وتقاسمها وحفظها واستعادتها. وبناء على هذه الرؤية حددت كلية اآلداب والعلوم االجتماعية رسالة هذا المؤتمر في إتاحة الفرصة المناسبة للعلماء والخبراء والباحثين لبحث التحديات االجتماعية والثقافية واللغوية التي تحول دون االستفادة الكاملة من تطبيقات مجتمع المعرفة في العالم العربي. وإلى جانب ذلك حددت األهداف الرئيسية التالية لهذا المؤتمر: - تشجيع البحث العلمي في مجال مجتمع المعرفة - تبادل المعلومات العلمية حول مجتمع المعرفة بين الدول العربية - تشخيص التحديات االجتماعية والثقافية واللغوية التي تواجه العالم العربي في ظل مجتمع المعرفة - اقتراح الحلول المناسبة لمواجهة التحديات لقد نظمت كلية اآلداب والعلوم االجتماعية في الفترة السابقة عددا من المؤتمرات والندوات وحلقات العمل المحلية واإلقليمية والدولية لكنها كانت جميعها متخصصة في مجال واحد من مجاالت العلوم االجتماعية واإلنسانية أما هذا المؤتمر فهو األول من نوعه في صفته الشمولية لمختلف مجاالت العلوم االجتماعية وسوف تعمل الكلية على ترسيخه تقليدا يتكرر كل عامين على األقل. لقد تلقت اللجنة التحضيرية للمؤتمر عددا كبيرا من البحوث وأوراق العمل بلغت قرابة المائة بحثا وبعد تقييم أولي لها تمت الموافقة على تقديم أربعين بحثا منها إلى جانب مداخالت المتحدثين الرئيسيين األربعة. وسوف تنطلق جلسات المؤتمر بعد هذا الحفل االفتتاحي مباشرة بجلسة رئيسية أولى يتحدث فيها 11 أ

13 معالي األستاذ الدكتور ناصر الدين األسد أستاذ شرف بالجامعة األردنية والدكتور عامر بن عوض الرواس المدير التنفيذي لشركة عمان لالتصاالت المتنقلة )عمان موبايل(. وينظم المؤتمر جلسة رئيسية ثانية في اليوم األخير-الثالثاء 4 ديسمبر 2007 يتحدث فيها األستاذ الدكتور طارق جالل شوقي خبير االتصاالت في اليونسكو واألستاذ الدكتور نبيل علي أحد أبرز الباحثين العرب اهتماما بقضية مجتمع المعرفة. وبين الجلستين الرئيسيتين األولى والثانية سيقدم المشاركون في المؤتمر أوراق عمل تتناول مختلف محاور المؤتمر وعلى شكل جلسات متزامنة تعقد في قاعة المؤتمرات وقاعة المعارض القريبة منها. وفي محاولة منها لتعريف المشاركين بالتطبيقات العملية لمجتمع المعرفة على المستوى المحلي نظمت اللجنة التحضيرية للمؤتمر زيارة إلى واحة المعرفة بمسقط يوم غد االثنين 3 ديسمبر لقد تكاتفت العديد من الجهات والجهود في سيبل اإلعداد لهذا المؤتمر الذي سيبدأ فعالياته هذا اليوم ويستمر حتى يوم الثالثاء القادم 4 ديسمبر حيث قدمت إدارة الجامعة كعادتها- جهودا مقدرة في دعم هذا المؤتمر منذ بداية انطالقه فكرة ومشروعا وإلى يومنا هذا ويسرني في هذا المقام أن أتقدم ببالغ الشكر والتقدير إلدارة الجامعة ووحداتها المختلفة وإلى شخص سعادة الدكتور سعود بن ناصر الريامي المحترم رئيس جامعة السلطان قابوس كما أخص بالشكر والتقدير شركات ومؤسسات القطاع الخاص التي تفضلت بدعم هذا المؤتمر وهي مجموعة سهيل بهوان وشركة عمان موبايل وشركة عمانتل وبنك مسقط والشكر موصول إلى األساتذة األجالء المشاركين في هذا المؤتمر من الباحثين والمهتمين بقضايا مجتمع المعرفة وخاصة ضيوف المؤتمر الرئيسيين إلى جانب ثلة من األساتذة والخبراء المختصين الذين سيكون إلسهاماتهم وألطروحاتهم في هذا المؤتمر فضل تتويج أعماله بالمزيد من الروئ والتصورات العملية لمواجهة التحديات التي تحول دون االستفادة الكاملة من تطبيقات مجتمع المعرفة في العالم العربي. في الختام... يسعدني أن أتقدم باسم جامعة السلطان قابوس وباسم كلية اآلداب والعلوم االجتماعية واللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر بالشكر والتقدير إلى معالي الدكتور جمعة بن علي بن جمعة وزير القوى العاملة الموقر على تفضله برعاية حفل افتتاح هذا المؤتمر متمنيا لضيوف عمان األعزاء طيب اإلقامة ولجميع المشاركين التوفيق والنجاح والسالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته. د. عبد اهلل بن خميس الكندي مقرر اللجنة التحضيرية للمؤتمر 12 أ

14 الرؤية.. الرسالة.. األهداف.. المحاور 13 أ

15 المؤتمر العلمي الدولي األول لكلية اآلداب والعلوم االجتماعية مجتمع المعرفة: التحديات االجتماعية والثقافية واللغوية في العالم العربي حاضرا ومستقبال رؤية المؤتمر بتطور تقنية المعلومات أصبح العالم يعيش مجتمع المعرفة بكل أبعاده حيث أضحى هذا المجتمع أمرا واقعا نعيشه كل يوم وقد عكس هذا التطور تحديات عديدة على األصعدة كافة ومن بينها المجاالت االجتماعية والثقافية واللغوية أو على مستوى العلوم االجتماعية واإلنسانية ومدى استجابتها للمتغيرات العديدة التي حملها معه مجتمع المعرفة سواء من حيث رصدها وتحليلها والتعامل معها من خالل رؤى واستراتيجيات واضحة أو على صعيد تطوير منهجيات وأساليب بحثية تمكن من تحديد األطر اإلجرائية المنظمة لدراسة الظواهر المستجدة. والعالم العربي كغيره من مناطق العالم األخرى يتطلع إلى اإلفادة من المعرفة المتراكمة التي وفرها مجتمع المعرفة بكل إمكانياته والتي هيأت بيئة صالحة الستثمار المعرفة في المجاالت كافة. رسالة المؤتمر تكمن رسالة هذا المؤتمر في إتاحة الفرصة المناسبة لعقد ملتقى علمي يجمع العلماء والباحثين والخبراء والمهتمين لبحث التحديات االجتماعية والثقافية واللغوية في العالم العربي وتقديم الدراسات والبحوث العلمية إلى جانب تقديم النماذج والتجارب المناسبة في إطار منهجية فتح النوافذ على مجتمع المعرفة لرصد متطلباته وتحدياته وتحليلها والبحث عن سبل علمية منظمة للتعامل معها وفتح قنوات الحوار والمناقشة حول أبعادها واثارها. وتأتي هذه الرسالة منسجمة مع األهداف التي رسمتها جامعة السلطان قابوس لنفسها لتنشيط حركة البحث العلمي وفتح المجال لعقد الملتقيات الفكرية والعلمية للتعامل مع المتغيرات المختلفة وتأثيراتها على اإلنسان والمجتمع. أهداف المؤتمر 1. تشجيع البحث العلمي في مجال مجتمع المعرفة. 2. تبادل المعلومات العلمية حول مجتمع المعرفة بين أقطار العالم العربي. 3. تشخيص التحديات االجتماعية والثقافية واللغوية التي تواجه العالم العربي في ظل مجتمع المعرفة. 4. اقتراح الحلول والبدائل والخيارات المناسبة لمواجهة التحديات التي تواجه العالم العربي. 5. عرض التجارب والنماذج المتميزة في مجال مجتمع المعرفة في العالم. 14 أ

16 المحاور واألبعاد أ. مجتمع المعرفة وقضايا األسرة والمجتمع والتنمية 1.مجتمعالمعرفةبينالتراثالحضاريللمجتمعوتطورهالتقني. 2. آفاقالعمل االجتماعيوطموحاتهفيإطارمجتمعالمعرفة. 3. مجتمعالمعرفةوتحدياتالتنميةاالجتماعية واإلنسانية. 4. األسرةالعربيةوتحدياتمجتمعالمعرفة. 5. آفاقالبحث االجتماعيفيظلمجتمعالمعرفة. 6.مؤسساتالمجتمعالمدنيفيظلمجتمعالمعرفة. ب. مجتمع المعرفة وقضايا اللغة واألدب والتعليم 1. تحديات اللغة العربية في ظل العولمة. 2. دور المجامع اللغوية في تطوير اللغة العربية المعاصرة. 3. جسور االتصال في ظل مجتمع المعرفة بين الشرق والغرب عن طريق األدب. 4. تطوير مناهج التعليم في ظل مجتمع المعرفة. 5. تحديات التعليم الرقمي في العالم العربي. 6. واقع الترجمة وتحدياتها المستقبلية. ج. مجتمع المعرفة وقضايا التاريخ والجغرافيا واآلثار 1. تحديات التنمية البشرية في ظل مجتمع المعرفة. 2. مجتمع المعرفة وآليات الرصد المكاني. 3. حفظ التراث وصيانته رقميا. 4. االستشعار عن بعد في البحث األثري. 5. تكنولوجيا المعلومات وأثرها في تعليم التاريخ في الجامعات العربية. 6. الشبكة العالمية للمعلومات وأثرها في المعرفة التاريخية. د. مجتمع المعرفة وقضايا اإلعالم والمعلومات والسياحة 1. مجتمع المعرفة وإشكالية الغزو واالتصال الثقافي. 2. مجتمع المعرفة ووسائل اإلعالم الجديدة. 3. مجتمع المعرفة وأنماط السياحة الحديثة. 4. نظم المعلومات في إدارة السياحة والضيافة. 5. اإلنسان العربي وحاجته المعلوماتية في البيئة الرقمية. 6. إنتاج ونشر المعرفة وقياس جودتها في العالم العربي. 15 أ

17 ه. مجتمع المعرفة وقضايا الفلسفة والثقافة والفنون 1. نظرية المعرفة وتطوراتها في مجتمع المعرفة المعاصر. 2. التفكير الفلسفي في ظل مجتمع المعرفة. 3. مجتمع المعرفة وإشكاليات الثقافة المعاصرة. 4. مجتمع المعرفة والثقافتان األصيلة واالستهالكية. 5. مجتمع المعرفة ومستقبل المسرح. 6. مجتمع المعرفة وتقنيات الفن الحديث. و. مجتمع المعرفة: مشاريع وتجارب يسلط هذا المحور الضوء على المشاريع والتجارب العربية المتميزة في مجال مجتمع المعرفة وتلك التي في طريقها إلى التنفيذ. 16 أ

18 برنامج المؤتمر 17 أ

19 برنامج المؤتمر اليوم األول 2 ديسمرب :00-8:00 التسجيل 9:30-9:00 إفتتاح المؤتمر - القرآن الكريم - كلمة سعادة الدكتور/ سعود بن ناصر الريامي - رئيس الجامعة - كلمة الدكتور/ عصام بن علي الرواس - عميد كلية اآلداب والعلوم االجتماعية - كلمة د. عبد اهلل بن خميس الكندي - مقرر اللجنة التحضيرية للمؤتمر 10:00-9:30 إستراحة 11:30-10:00 الجلسة الرئيسية األولى )قاعة المؤتمرات( تحت رعاية سعادة الدكتور/ سعود بن ناصر الريامي - رئيس الجامعة رئيس الجلسة: د. عصام بن علي الرواس - عميد كلية اآلداب والعلوم االجتماعية رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر المتحدثون: 1. مداخلة األستاذ الدكتور/ طارق شوقي - خبير ومتخصص في مجال تقنيات المعلومات رئيس قسم تطبيقات المعلومات واالتصاالت في التربية والثقافة والعلوم منظمة اليونسكو - باريس 2. مداخلة الدكتور/ عامر بن عوض الرواس - المدير التنفيذي لشركة عمان موبايل مناقشات 11:45-11:30 إستراحة جلسات ومناقشات البحوث وأوراق العمل 01:45-11:45 الجلسة األولى المسار األول )قاعة المؤتمرات( رئيس الجلسة: د. الحواس مسعودي 1. د. يحيي فرغل )دور التعريب في تطوير اللغة العربية المعاصرة( 18 أ

20 2. أ.د. عمر عطاري )The adaptations of text in translation: A blessing or a threat( 3. د. عبد اهلل السقاف )مقترح لرموز صوتية مبنية على أساس الحرف العربي: الصوامت( المسار الثاني )قاعة المعارض( رئيس الجلسة: د. أنور بن محمد الرواس 1. د. محمود محمد قلندر (Radio Sawa: Mission accomplished? An investigation into the Impact of Radio Sawa on the audience) 2. د. حسني محمد نصر )المدونات اإلليكترونية ودورها في دعم مجتمع المعلومات في العالم العربي( 3. د. محمد مجاهد الهاللي - أ. محمد ناصر الصقري )دور المكتبات الخاصة في مجتمع المعرفة( 4. د. سيف عبد اهلل الجابري )المكتبة الرقمية ودورها في بناء وتطوير مجتمع المعرفة( 03:00-02:00 غذاء 05:15-03:15 الجلسة الثانية المسار األول )قاعة المؤتمرات( رئيس الجلسة: د. يحيي بن بدر المعولي 1. سعادة المكرمة د. شيخة بنت سالم المسلمية )المشكالت االجتماعية للمرأة المطلقة في ظل مجتمع المعرفة( 2. أ.د. كوثر إبراهيم رزق )رؤية سيكولوجية تشخيصية لواقع األسرة العربية في ظل مجتمع المعرفة( 3. د. منال فاروق سيد )تقييم عائد التدخل باستخدام التعلم اإلليكتروني - برنامج الموديل( المسار الثاني )قاعة المعارض( رئيس الجلسة: د. عبد المجيد بو عزة 1. د. علي عقلة عبد الرحمن نجادات )مستقبل الصحف التقليدية في ظل ثورة المعلومات والمعرفة( 19 أ

21 2. د. بلقيس الشرعي )التعليم الرقمي في البالد العربية: تحديات وآفاق مستقبلية لمجتمع المعرفة( 3. د. نعيم جرجي الروادي )التعليم الرقمي: طريق إلزامي للتنمية في القرن الحادي والعشرين( اليوم الثاني 3 ديسمبر :00-09:00 الجلسة األولى المسار األول )قاعة المؤتمرات( رئيس الجلسة: د. عبد اهلل الحراصي 1. أ. د. أسمهان سعيد الجرو - د.بدر بن هالل العلوي )التراث العربي القديم بين الرؤية اإلسالمية والتجديد( Dr. Rosalind Buckton.2 )Literature and Cultural Interchange: A Window to the West( 3. د. فخرية بنت خلفان اليحيائية )موقع التراث في الفن التشكيلي في ظل التحديات الثقافية( 4. أ.د. محمد الخولي - د. محمد أحمد سالمة )أثر التوليف والخامات على التصميم الرقمي والزخرفي( المسار الثاني )قاعة المعارض( رئيس الجلسة: د. محمد بن علي البلوشي 1. د. عبد اهلل محمد علي الفالحي )مشهد الفكر الفلسفي العربي المعاصر - بين جدلية النهضة والحداثة ومتغير مجتمع المعرفة وتحدياته الراهنة( 2. د. حاتم سليم العالونة )مقروئية الصحف اإللكترونية لدى أعضاء الهيئة التدريسية( 3. د. وليد محمود خالص )اللغة العربية والعولمة( 4. د. مصطفى عدنان )اللغة العربية في عصر العولمة بين الواقع والمسؤولية( 11:15-11:00 إستراحة 20 أ

22 01:00-11:15 الجلسة الثانية المسار األول )قاعة المؤتمرات( رئيس الجلسة: أ.د. فاروق عمر فوزي 1. د. فيصل محمود غرابية )دخول الشباب العربي إلى مجتمع المعرفة( 2. د. عايدة فؤاد عبد الفتاح )األسرة العربية في عصر مجتمع المعرفة( 3. أ.د. عبد الرحمن صوفي عثمان - د. محمود عرفان )تحديات الممارسة المهنية للخدمة االجتماعية في ظل مجتمع المعرفة( المسار الثاني )قاعة المعارض( رئيس الجلسة: د. سالم بن مبارك الحتروشي 1. د. لطفي كمال عزاز )آفاق وإمكانات استخدام نظم المعلومات الجغرافية GIS والنشر اإلليكتروني( 2. د. عبد الوهاب جودة )سياق اإلبداع العلمي وفرص اإلسهام في بناء مجتمع المعرفة بالوطن العربي( غذاء 02:00-01:00 جولة ( واحة المعرفة ) 03:30-02:30 جولة مفتوحة في مسقط 03:30 اليوم الثالث 4 ديسمبر :30-09:00 الجلسة الرئيسية الثانية )قاعة المؤتمرات( رئيس الجلسة أ.د. محمد نجيب الصرايرة نائب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر المتحدثون 1. مداخلة األستاذ الدكتور نبيل علي خبير وباحث في مجال التكنولوجيا لألغراض العلمية مناقشات 10:45-10:30 إستراحة 21 أ

23 جلسات ومناقشات البحوث وأوراق العمل 12:30-10:45 )قاعة المؤتمرات( رئيس الجلسة: د. ماجد فهمي نجم 1. د. عصام يحيي الفياللي )تجربة جامعة الملك عبد العزيز في الدخول نحو مجتمع المعرفة( 2. د. عبد الجبار الشرفي (Information Literacy and University Language Education Programs) 3. د. عبد المجيد بو عزة - د. نعيمة حسن جبر )دراسة تقييمية للمواءمة بين اإلعداد الذي توفره كلية اآلداب والعلوم االجتماعية بجامعة السلطان قابوس لخريجيها في عصر المعرفة وإحتياجات سوق العمل العماني. تحديات ومنافذ المستقبل( 01:30-12:30 الجلسة الختامية )قراءة البيان الختامي للمؤتمر( 02:30-01:30 غذاء أ.د. عبد الرحمن صوفي عثمان - عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر 22 أ

24 البيان الختامي للمؤتمر 23 أ

25 البيان الختامي للمؤتمر تحت رعاية»معالي الدكتور جمعة بن علي آل جمعة«الموقر وزير القوى العاملة بسلطنة عمان وبدعم كريم من»سعادة الدكتور/ سعود بن ناصر الريامي«رئيس الجامعة عقد المؤتمر العلمي الدولي األول لكلية اآلداب والعلوم االجتماعية بجامعة السلطان قابوس بعنوان مجتمع المعرفة: التحديات االجتماعية والثقافية واللغوية في العالم العربي حاضرا ومستقبال في رحاب جامعة السلطان قابوس خالل الفترة من الثاني إلى الرابع من ديسمبر 2007 م بمشاركة العديد من الجامعات العربية واألجنبية. وقد تركزت رسالة هذا المؤتمر في إتاحة الفرصة المناسبة لعقد ملتقى علمي يجمع العلماء والباحثين والخبراء والمهتمين لبحث التحديات االجتماعية والثقافية واللغوية في العالم العربي وتقديم الدراسات والبحوث العلمية إلى جانب تقديم النماذج والتجارب المناسبة في إطار منهجية فتح النوافذ على مجتمع المعرفة لرصد متطلباته وتحدياته وتحليلها والبحث عن سبل علمية منظمة للتعامل معها وفتح قنوات الحوار والمناقشة حول أبعادها وآثارها. وتأتي هذه الرسالة منسجمة مع األهداف التي رسمتها جامعة السلطان قابوس لنفسها لتنشيط حركة البحث العلمي وفتح المجال لعقد الملتقيات الفكرية والعلمية للتعامل مع المتغيرات المختلفة وتأثيراتها في اإلنسان. ومن هذا المنطلق فقد تحددت أبعاد المؤتمر ومحاوره التي دارت حولها الدراسات والبحوث العلمية وأوراق العمل المقدمة على النحو التالي: أ. مجتمع المعرفة وقضايا األسرة والمجتمع والتنمية. ب. مجتمع المعرفة وقضايا اللغة واألدب والتعليم. ج. مجتمع المعرفة وقضايا التاريخ والجغرافيا واآلثار. د. مجتمع المعرفة وقضايا اإلعالم والمعلومات والسياحة. ه. مجتمع المعرفة وقضايا الفلسفة والثقافة والفنون. و. مجتمع المعرفة: مشاريع وتجارب. وقد تضمن المؤتمر جلستين رئيسيتن: كانت الجلسة الرئيسة االولى تحت رعاية سعادة الدكتور/ سعود بن ناصر الريامي رئيس الجامعة وبرئاسة الدكتور/ عصام بن علي الرواس عميد كلية اآلداب والعلوم االجتماعية وقد اشتملت على مداخلتين لكل من األستاذ الدكتور/ طارق جالل شوقي خبير ومتخصص فى مجال تقنيات المعلومات رئيس قسم تطبيقات تقنيات المعلومات واالتصاالت فى التربية والثقافة والعلوم - منظمة اليونسكو بباريس- بعنوان/»استخدامات تقنيات المعلومات واالتصاالت لبناء مجتمعات المعرفة«ومداخلة أخرى للفاضل الدكتور/ عامر بن عوض الرواس المدير التنفيذي لشركة عمان لالتصاالت المتنقلة )عمان موبايل( بعنوان»تحديات مجتمع المعرفة«. 24 أ

26 بينما كانت الجلسة الرئيسة الثانية برئاسة األستاذ الدكتور/ محمد نجيب الصرايرة - نائب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر وقد اشتملت أيضا على مداخلة لألستاذ الدكتور/ نبيل على عبد العزيز - خبير وباحث في مجال التكنولوجيا لألغراض العلمية بعنوان»لحاق العرب بمجتمع المعرفة: التحديات والفرص«. كما تضمن المؤتمر أيضا خمس جلسات لمناقشة البحوث العلمية وأوراق العمل المقدمة من المشاركين من الدول العربية واألجنبية من داخل السلطنة وخارجها وقد تفرعت كل جلسة إلى مسارين كان المسار األول بقاعة المؤتمرات والمسار الثاني بقاعة المعارض فى رحاب جامعة السلطان قابوس وقد تضمنت كل جلسة مناقشة ثمانية أبحاث وأوراق عمل بواقع أربعة أبحاث وأوراق عمل فى كل مسار فى نفس الوقت منذ اليوم األول وحتى اليوم الثالث للمؤتمر. وقد بلغ عدد األوراق المقبولة المقدمة إلى المؤتمر وتم مناقشتها اثنتين وثالثين مداخلة وبحثا علميا وورقة عمل من المشاركين اآلتي أسماؤهم: 1- د. يحيى فرغل جامعة السلطان قابوس. وسائل مسايرة اللغة العربية لمستحدثات العصر 2- أ.د. عمر عطاري - جامعة السلطان قابوس. The Adaptations of Text in Translation: A Blessing or a Threat? 3- د. عبد اهلل حسن السقاف - جامعة السلطان قابوس. مقترح لرموز صوتية مبنية على أساس الحرف العربي: الصوامت. 4- د. محمود قلندور جامعة قطر. Radio Sawa: Mission Accomplished? An Investigation into the Impact of Radio Sawa on the Audience 5- د. حسني محمد نصر - جامعة السلطان قابوس. المدونات االلكترونية ودورها في دعم مجتمع المعلومات في العالم العربي 6- د. محمد مجاهد الهاللي أ. محمد بن ناصر الصقري - جامعة السلطان قابوس. دور المكتبات الخاصة في مجتمع المعرفة 7- د سيف عبد اهلل الجابري - جامعة السلطان قابوس. المكتبة الرقمية ودورها في بناء وتطوير مجتمع المعرفة 8- المكرمة د. شيخة بنت سالم المسلمية - جامعة السلطان قابوس. المشكالت االجتماعية للمراة المطلقة في ظل مجتمع المعرفة 9- أ.د. كوثر إبراهيم رزق جامعة المنصورة - جمهورية مصر العربية. رؤية سيكولوجية تشخيصية لواقع األسرة العربية فى ظل مجتمع المعرفة. 10- د. منال فاروق سيد - جامعة السلطان قابوس. 25 أ

27 تقييم عائد التدخل باستخدام التعلم االلكتروني )برنامج الموديل( 11- د.بلقيس الشرعي جامعة السلطان قابوس. التعليم الرقمي في البالد العربية: تحديات وآفاق مستقبلية لمجتمع المعرفة 12- د. نعيم جرجي الروادي جامعة البلمند - لبنان. التعليم الرقمي: طريق إلزامي للتنمية في القرن الحادي والعشرين 13- أ.د. أسمهان سعيد الجرو د. بدر بن هالل العلوي - جامعة السلطان قابوس. التراث العربي القديم بين الرؤية اإلسالمية والتجديد -14 Buckton - Dr. Rosalind جامعة السلطان قابوس. Literature and Cultural Interchange: A Window to the West 15- د. فخرية بنت خلفان اليحيائية - جامعة السلطان قابوس. موقع التراث في الفن التشكيلي في ظل التحديات الثقافية 16- أ.د. محمد الخولي د. محمد أحمد سالمة جامعة المنصورة - جمهورية مصر العربية. أثر التوليف والخامات على التصميم الرقمي والزخرفي 17- د. عبد اهلل محمد علي الفالحي جامعة إب - اليمن. مشهد الفكر الفلسفي العربي المعاصر )بين جدلية النهضة والحداثة ومتغيرمجتمع المعرفة وتحدياته الراهنة(. 18- د. وليد محمود خالص - جامعة السلطان قابوس. اللغة العربية والعولمة 19- د.مصطفى عدنان جامعة السلطان قابوس. اللغة العربية في عصر العولمة بين الواقع والمسؤولية 20- د.فيصل محمود غرايبة جامعة البحرين. دخول الشباب العربي إلى مجتمع المعرفة 21- د.عايدة فؤاد عبدالفتاح - جامعة السلطان قابوس. األسرة العربية في عصر مجتمع المعرفة 22- أ.د. عبد الرحمن صوفي عثمان د. محمود عرفان - جامعة السلطان قابوس. تحديات الممارسة المهنية للخدمة االجتماعية في ظل مجتمع المعرفة 23- د. لطفي كمال عزاز - جامعة السلطان قابوس. آفاق و إمكانات استخدام نظم المعلومات الجغرافية )GIS( والنشر اإللكتروني 24- د. عبد الوهاب جودة - جامعة السلطان قابوس. سياق االبداع العلمي وفرص اإلسهام في بناء مجتمع المعرفة بالوطن العربي 26 أ

28 25- د عصام يحيى الفياللي جامعة الملك عبد العزيز - المملكة العربية السعودية. تجربة جامعة الملك عبدالعزيز في التحول نحو مجتمع المعرفة 26- د. عبد الجبار الشرفي - جامعة السلطان قابوس. Information Literacy & University Language Education Programs 27- د. عبد المجيد بوعزة د. نعيمة حسن جبر - جامعة السلطان قابوس. دراسة تقييمية للمواءمة بين اإلعداد الذي توفره كلية اآلداب والعلوم االجتماعية بجامعة السلطان قابوس لخريجيها في عصر المعرفة واحتياجات سوق العمل العماني. تحديات ومنافذ للمستقبل 28- د. على عقلة عبد الرحمن نجادات- جامعة اليرموك - األردن مستقبل الصحف التقليدية فى ظل ثورة المعلومات والمعرفة. 29- د. حاتم سليم عالونة - جامعة اليرموك - األردن مقروئية الصحف اإللكترونية لدى أعضاء الهيئة التدريسية. كما شارك بالحضور عدد من الباحثين والمهتمين بموضوع المؤتمر من دولة الكويت وهم: 1- د. فاطمة راشد الراجحي 2 -د. سعاد عبد الوهاب العبد الرحمن 3 -د. نسيمة الغيث ومن جمهورية السودان: 1- أ. امتثال الطيب عبد الرحمن كما شارك أيضا بالحضور ممثلين من الوزارات والهيئات والمؤسسات المحلية العمانية المختلفة بلغ عددهم حوالي 116 مشاركا ومشاركة وكذلك العديد من أعضاء هيئة التدريس والطالب بمختلف كليات جامعة السلطان قابوس. وفي إطار التعاون بين جامعة السلطان قابوس والقطاع الخاص في السلطنة فقد أسهمت المؤسسات التالية في رعاية فعاليات هذا المؤتمر وهي: 1- مجموعة سهيل بهوان راعيا ماسيا. 2- عمان موبايل راعيا ماسيا. 3- عمانتل راعيا ذهبيا. 4- بنك مسقط راعيا فضيا. وقد رفع المشاركون فى المؤتمر البرقية التالية إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجاللة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظة اهلل ورعاه: يسر المشاركون في مؤتمر مجتمع المعرفة: التحديات االجتماعية والثقافية واللغوية الذي تستضيفه 27 أ

29 جامعة السلطان قابوس والمنعقد في الفترة من من ذي القعدة 1428 هجرية الموافق من 4-2 من ديسمبر 2007 م يسرهم أن يرفعوا إلى مقام جاللتكم السامي عظيم الشكر واالمتنان على ما قدم لهم وللمؤتمر من عناية كريمة حضارية في ربوع هذا البلد العظيم المعطاء وعلى جميل الضيافة وكريم الوفادة. لقد كان هذا المؤتمر فرصة طيبة للحوار والمناقشة مع صفوة من المعنيين في مجال مجتمع المعرفة الذين جاءوا من مختلف الدول للمشاركة فيه وقد حوى المؤتمر كم ا كبيرا من التصورات الحديثة وتقنية المعلومات. حضرة صاحب الجاللة إن رعايتكم الكريمة وإهتمامكم الشخصي بالتراث واألصالة والخصوصية الثقافية مع األخذ بأسباب التطور العصري كان له حضوره المتميز في هذا المؤتمر ولعل التجربة العمانية التي تجمع األصل على أسس العصر لخير شاهد على ما لمسناه في أثناء تواجدنا على هذه األرض الطيبة وفي صرح جامعة السلطان قابوس العتيدة. والمؤتمر يدعو لصاحب الجاللة بطول العمر ولشعب عمان الكريم بالسعادة والرقي تحت قيادتكم الحكيمة. والسالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته... وبعد مناقشات أعضاء المؤتمر ومداوالتهم في مختلف الجلسات والمسارات واللجان المختلفة يوصي المؤتمر بما يأتي: أوال : في مجال قضايا األسرة والمجتمع والتنمية: أ- تعزيز الدور التربوي لألسرة العربية من خالل إنجاز خطاب جديد يستوعب المتغيرات التي جاءت بها المعلوماتية ومجتمع المعرفة ليكون أكثر انفتاحا وعلمية ومرونة بما يلبي الحاجات المطلوبة للنشء والمحافظة على الثقافات الوطنية. ب- ضرورة االهتمام بتنمية المعرفة العلمية بصفة عامة والتطبيقية بصفة خاصة الموجهة لحل مشكالت المجتمع في المجاالت االقتصادية والثقافية واالجتماعية والفكرية. ج- ضرورة أن تستند خطط التنمية المستدامة في الدول العربية علي معرفة أصيلة تخدم التوجهات المستقبلية في إطار علمي وعملي منظم. د- تحويل المعرفة إلى وسيلة للتبادل التجاري من خالل ربطها بسوق العمل وجعلها أداة أساسية فى اإلنتاج بوصفها وسيلة لتوفير الدخل للفرد المنتج. ه- الربط الوثيق بين المعرفة والواقع والسعي إلى توفير األسس الواقعية التي تجعل من المنتج المعرفي صلب التفاعالت المجتمعية وتخليصه من الصورة النخبوية والعمل على توسيع نطاقه ليشمل المجمل من التفاعالت والعالقات العامة. 28 أ

30 ثانيا : في مجال قضايا اللغة واألدب والتعليم: أ- تأكيد قدرة اللغة العربية علي تمثيل روح العصر وتقديم البدائل اللغوية األصيلة في عملية البناء الحضاري وإعادة النظر في كثير من السلوكيات والممارسات والتصورات التي من شأنها تكريس التردي اللغوي. ب- ضرورة الحفاظ على لغتنا العربية من أجل تأكيد خصوصيتنا الحضارية والثقافية بعيدا عن محاوالت التغريب والتجميد والتأثير على الهوية العربية. ج- تشجيع التواصل الحضاري والثقافي على المستوى العالمي من خالل األدب واالنفتاح على األعمال األدبية التي تحقق تواصال حضاريا وإنسانيا بين الثقافات المختلفة. د- تطوير النظم التعليمية وفق مقتضيات مجتمع المعرفة ابتداء من مرحلة الطفولة المبكرة وتعميم التعليم االساسي للجميع واستحداث نسق مؤسسي لتعليم الكبار مدى الحياة وتحسين النوعية في جميع مراحل التعليم وإعطاء عناية خاصة للتعليم العالي السيما في الجامعات. ه- ضرورة إشراك مراكز البحوث والدراسات بالجامعات والمعاهد العليا وخارجها في صناعة المعلومات وإنتاج المعارف الحديثة من خالل تأثيث بيئة مؤاتية لمواكبة عصر المعرفة والتفاعل معه. و- االهتمام بالبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت بوصفها عامال محوريا للوصول إلى هدف الشمول الرقمي الذي يمكن من تحقيق نفاذ الجميع إلى تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت نفاذا شامال ومستداما في كل مكان وبتكلفة معقولة. ز- العمل على دعم الجهود الرامية إلى إرساء دعائم التكامل بين مختلف العلوم اإلنسانية والتطبيقية من أجل بناء مستقبل مجتمع المعرفة وتطويره. ثالثا : في مجال قضايا اإلعالم والمعلومات: أ- العمل على وضع إستراتيجية عربية واضحة للنهوض بواقع اإلنتاج السمعبصري الموجه الفراد المجتمع وفق أهداف مدروسة واقعية تسعى لترسيخ الهوية الثقافية والقيم العربية. ب- العمل على رفع مستوى كفاءة التلقي من خالل انتقاء البرامج التليفزيونية المناسبة لكل فئة عمرية ومراعاة درجة الوعي واإلدراك وتعويد المتلقي على مبدأ التحليل والفهم وإعادة إنتاج الداللة والمشاركة في صياغة المعنى وليس استهالكه دون نقد وتقييم. ج- تخفيض رسوم شبكة االنترنت ألن ارتفاعها يقلل من استخدام الشبكة ويحرم الجمهور من خدماتها المتعددة بخاصة إذا ما علمنا أن نسبة استخدام العرب لهذه الشبكة ما زال متواضعا للغاية. د- تنمية المحتوى الرقمي العربي بما يحقق الكثير من الفوائد في الجوانب االقتصادية واالجتماعية والثقافية في المجتمع العربي من خالل تشجيع المبادرات التي يقوم بها الخبراء والمختصون من أجل تقديم األفكار والمقترحات التي تسهم في تنمية المحتوى الرقمي العربي في شتى فروع المعرفة. ه- توفير البيئة الحاضنة لتطبيقات التكنولوجيا والمشاريع المستندة عليها والتي تشمل تأهيل الموارد البشرية في مجال إنتاج المعرفة الثقافية اإلبداعية ورفع مستوى الوعي والثقافة المعلوماتية لدى شرائح 29 أ

31 المجتمع وإنشاء بيئة اتصالية متكاملة. و- ضرورة قيام المكتبات العامة والوطنية فى العالم العربي باالستفادة من الثورة المعلوماتية التي جاءت لتفتح بابا واسعا أمام هذه المكتبات لتنشر ثقافتها وتوصل مقتنياتها وخدماتها إلى أفراد المجتمع وإلى سكان العالم أينما كانوا. ح- التوعية بدور المكتبات الخاصة فى مجتمع المعرفة لتفعيل هذا الدور فى إطار شبكات المكتبات والمعلومات على المستويات الوطنية واإلقليمية والعالمية. ط- تشجيع المبادرات واإلبداعات التي تقوم بها الشركات والمؤسسات المختلفة مع ضرورة المحافظة على التراث الوطني من خالل أساليب تستخدم التقنية الحديثة ومتطلبات مجتمع المعرفة. رابعا : فى مجال قضايا الفلسفة والثقافة والفنون أ- إن مجتمع المعرفة ال يقتصر على إنتاج المعارف وتداولها فحسب وإنما يحتاج إلى ثقافة تقدر وتحترم من ينتج هذة المعارف ويستغلها فى المجال الصحيح عالوة على توفير نظم لرعاية المبدعين ودعمهم وتقدير إبداعاتهم. ب- انفتاح الخطاب الثقافي المعاصر على صناعة الثقافة بوصفه مفهوما وتطبيقا وأداء مؤسسيا وذلك من خالل استحقاقات تتصل بأبعاد مستحدثة وبخاصة فيما يتصل باالقتصاد وقوى المجتمع وقوى اإلعالم وكافة األنشطة اإلنسانية األخرى التي أصبحت معتمدة على توافر كم كبير من المعرفة والمعلومات. ج- رسم االستراتيجيات فى مجال صناعة الثقافة التي تدعم اإلنتاج الثقافي وتقوى وتعزز المهارات والقدرات المنتجة للخطاب الثقافي بكل أشكالة ومن ثم يتحول الفعل الثقافي من فعل فردي إلى إطار من األداء المؤسسي الذي يتعزز فيه دور المؤسسة واألفراد على حد سواء. د- ضرورة إيجاد نوع من التوافق والتزاوج بين مقومات الفنون التشكيلية التقليدية والتراثية ومعطياتها وبين فنون ما بعد الحداثة للجمع بين أصالة المنتج الفنى وحداثة الفكر والتطبيق للوصول بخصوصية الفن التشكيلي العربي إلى العالمية. خامسا : توصيات عامة أ- إيقاف مسار تشرذم شبكات االتصاالت بين الدول العربية. ب- التصدي الستبعاد الدول العربية من صناعة البرمجيات. ج- وضع استراتيجيات لتنمية المعلوماتية تتمحور حول المحتوى. د- تدشين مشاريع عربية مشتركة فى مجال التعليم والتعلم عن بعد. ه- التصدي للفجوة المعرفية بين الدول العربية وباقي دول العالم. و- ضرورة لحاق اللغة العربية بالموجة الثانية لمعالجة اللغات اإلنسانية. 30 أ

32 ز- توعية القيادات السياسية واالقتصادية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني. ح- بناء مجتمع معرفة عربي يتمحور حول صناعة الثقافة بروافدها المختلفة اللغوية والتربوية واإلعالمية واإلبداعية والتراثية. ط- تحويل المنطقة العربية إلى منطقة منتجة ومستخدمة ومصدرة للتقنية الحديثة لالتصاالت والمعلومات. لجنة صياغة البيان الختامي للمؤتمر رئيسا 1- ا.د/ عبد الرحمن صوفي عثمان االستاذ بقسم االجتماع والعمل االجتماعي كلية اآلداب والعلوم االجتماعية جامعة السلطان قابوس مقررا 2- د. فيصل محمود غرايبة االستاذ المساعد بقسم العلوم االجتماعية جامعة البحرين 3- ا.د/ طارق جالل شوقي عضوا خبير ومتخصص في مجال تقنيات المعلومات رئيس قسم تطبيقات المعلومات واالتصاالت في التربية والثقافة والعلوم منظمة اليونسكو - باريس 4- د. بلقيس الشرعي عضوا االستاذ المساعد بكلية التربية جامعة السلطان قابوس 31 أ

33 اللجنة التحضيرية للمؤتمر د. عصام بن علي الرواس رئيسا أ.د. حممد جنيب الصرايرة نائبا للرئيس د. عبد اهلل بن مخيس الكندي مقررا أ.د. عبد الرمحن صويف عثمان أ.د. أمنية صادق د. منري بن زيد د. عبد احلميد خبيت د. حممد خمتار ساطور الفاضلة/ زبيدة بنت سهيل املخيين الفاضل/ راشد بن سامل احلديدي الفاضل/ علي الفوري الفاضل/ مخيس احلضرمي طالب بن علي العربي 32 أ

34 المحتويات - التقديم: أ.د. محمد نجيب الصرايرة - نائب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر... 3 أ - كلمة سعادة الدكتور/ سعود بن ناصر الريامي - رئيس الجامعة... 5 أ - كلمة الدكتور/ عصام بن علي الرواس - عميد كلية اآلداب والعلوم االجتماعية... 7 أ - كلمة د. عبد اهلل بن خميس الكندي - مقرر اللجنة التحضيرية للمؤتمر أ - الرسالة.. الرؤية.. األهداف.. المحاور أ - برنامج المؤتمر أ - البيان الختامي أ - اللجنة التحضيرية للمؤتمر أ - المحتويات أ أوراق اليوم األول د. يحيي فرغل... 3 )دور التعريب في تطوير اللغة العربية المعاصرة( - أ.د. عمر عطاري )The adaptations of text in translation: A blessing or a threat( - د. عبد اهلل السقاف )مقترح لرموز صوتية مبنية على أساس الحرف العربي: الصوامت( - د. محمود محمد قلندر Radio Sawa: Mission accomplished? An investigation into the( Impact of Radio Sawa on the audience) - د. حسني محمد نصر )المدونات اإلليكترونية ودورها في دعم مجتمع المعلومات في العالم العربي( - د. محمد مجاهد الهاللي - أ. محمد ناصر الصقري )دور المكتبات الخاصة في مجتمع المعرفة( - د. سيف عبد اهلل الجابري )المكتبة الرقمية ودورها في بناء وتطوير مجتمع المعرفة( - المكرمة د. شيخة بنت سالم المسلمية أ

35 )المشكالت االجتماعية للمرأة المطلقة في ظل مجتمع المعرفة( - أ.د. كوثر إبراهيم رزق )رؤية سيكولوجية تشخيصية لواقع األسرة العربية في ظل مجتمع المعرفة( - د. منال فاروق سيد )تقييم عائد التدخل باستخدام التعلم اإلليكتروني - برنامج الموديل( - د. علي عقلة عبد الرحمن نجادات )مستقبل الصحف التقليدية في ظل ثورة المعلومات والمعرفة( - د. بلقيس الشرعي )التعليم الرقمي في البالد العربية: تحديات وآفاق مستقبلية لمجتمع المعرفة( - د. نعيم جرجي الروادي )التعليم الرقمي: طريق إلزامي للتنمية في القرن الحادي والعشرين( أوراق اليوم الثاني أ. د. أسمهان سعيد الجرو - د.بدر بن هالل العلوي )التراث العربي القديم بين الرؤية اإلسالمية والتجديد( Dr. Rosalind Buckton - )Literature and Cultural Interchange: A Window to the West( - د. فخرية بنت خلفان اليحيائية )موقع التراث في الفن التشكيلي في ظل التحديات الثقافية( - أ.د. محمد الخولي - د. محمد أحمد سالمة )أثر التوليف والخامات على التصميم الرقمي والزخرفي( 34 أ

36 أوراق اليوم األول 1

37 2

38 الجلسة األولى المسار األول ورقة بحثية )1( مسايرة اللغة العربية لمستحدثات العصر الحديث د. يحيى فرغل عبد المحسن أستاذ علم اللغة المساعد بجامعة السلطان قابوس إن المحافظة على سالمة اللغة وموافاتها بمطالب العلوم والفنون ومالءمتها لحاجات الحياة فى العصر الحاضر من أهم األغراض التى تسعى إليها المؤسسات التى حملت أمانة النهوض باللغة العربية لتركب اللغة قطار الحياة وتواكب مستحدثات العصر الحديث»حيث تساير النهضة العلمية والفنية فى جميع مظاهرها وتصلح للتعبير عما يستحدث من المعانى واألفكار«)المعجم الوسيط 11(. 1989: إن العلوم الحديثة التى نشأت وتنشأ فى أنحاء العالم»جميع مصطلحاتها ال عهد له بالعربية فإن نحن لم نتوسع فى استيعاب اللغة العربية لهذه المصطلحات أغلقنا بأيدينا أبوابا واسعة من وصل علمنا العربى المعاصر بالعلم الغربى الحديث مع مالحظة أن لغة العلم ليست لغة محلية بل هى لغة عالمية ولذلك كانت مصطلحاته تلتقى فى اللغات األوربية وحرى أن تلتقى بها العربية أيضا )ضيف 1984 : (. وإن الغيورين على هذه اللغة لمندهشون من ذلك النزوع الذى ينقاد أهله وراء النهضة العلمية الغربية متعلقين اللغات األجنبية»وكأن أشياء األجنبى ال تحمل معانيها الساحرة فى نفوسهم إال إذا بقيت حاملة أسماءها األجنبية فإن سمى األجنبى بلغتهم القومية نقص معناه عندهم أما إذا قويت العصبية وعز ت اللغة وثارت لها الحمية فلن تكون اللغات األجنبية إال خادمة يرتفق بها«)الرافعى 2000 : 32 ( 3/ لذلك جاء االستعمال اللغوى معيبا ال تنجو ظواهره من زلل إال على ألسنة أهل اللغة المختصين بعلومها أو الغيورين على سالمتها. نعم إن اللغة ال تنفك عن الحياة وهو ارتباط متبادل بينهما والتنمية اللغوية على ذلك - مالزمة للحركة الدائمة فى هذه الحياة»فالحياة متغيرة ومن ثم يتطلب التعبير عنها توسيعا متجددا لمفردات اللغة ويتطلب أيضا تقنين هذا الجديد وتدوينه«)حجازي 115(. 1998: وينادى بعض الباحثين بتوسيع الدائرة حول تدوين هذا الجديد فيطالبون بدرج األلفاظ العلمية المستحدثة فى صفحات المعجم العربى الحديث وهذا اتجاه قديم تجاذبته آراء تفسح المجال للوضع اللغوى من جهة وآراء تقنن المسألة من جهة أخرى»فاألستاذ أحمد أمين يرى أن يفتح جزءا من مصراع واحد ال أن يفتح المجال على مصراعيه ألن فتح الباب على مصراعيه معناه الفوضى ويرى أن يقتصر الوضع على 3

39 من يكون مستوفيا شروطه ويعترض طه حسين على قيود أحمد أمين ويرى أنه ال ينبغى أن يدعى لنفسه الحق فى منع الناس فى وضع ما يشاءون من األلفاظ لما يشاءون من المعانى وعمل المجمع هو المحافظة على سالمة اللغة بأن يسجل ما يرى أن تسجيله يصلح اللغة وال يفسدها ثم يدخل هذه األلفاظ فى معجمه ويشترط العقاد فى الوضع أن يجرى الكالم على أصول كالم العرب«)عبد العزيز 1988 :392(. بل ذهب بعض المفكرين من اللغويين بالقضية إلى أبعد من ذلك حيث يرى الدكتور كمال بشر أن تعريب الفكر أهم من تعريب اللغة«إذ االقتصار على التعريب اللغوى عالج قاصر إذا لم يعتمد على تفكير عربى ألن التوظيف اللغوى المحض غير الصادر عن فكر عربى قد يكون بالترجمة أو بنقل أفكار اآلخرين واالقتباس منها وصوغ ذلك كله باللغة العربية ومردود ذلك أننا نظل تابعين فكريا وإن بدا أننا مستقلون لغويا والتبعية الفكرية هى الداء الحقيقى الذى يفرز أدواء أخرى تمخر فى عظام الجسم العربى وعلى رأسها داء التغريب اللغوى الذى توجهت إليه أنظار الدارسين وجعلوه محور مناقشاتهم ومعاركهم غافلين عن مصدره الذى يتول د عنه ويمده بعناصر وجوده وهو التغريب الفكرى«)بشر 68(. 1966: ومنذ خلق صدى هذه المصطلحات المستحدثة فى المجاالت العلمية أصبح دور المؤسسات اللغوية ذا ضرورة حتمية لخلق نوع من الموازنة بين المحافظة على سالمة مفردات اللغة وتراكيبها وبين االستعمال اللغوى الذى بات محاطا بزخم تحديات متعددة: دخيلة علينا فى أحايين أو نابعة من بيننا أحيانا فى ظل عولمة العصر الحديث عصر اقتصاد المعلومات. وبعد ما مهدت لهذا البحث المختصر هذا التقديم أقف على مسألتين فيما يأتى بتوفيق اهلل تعالى: أوال: مرونة العربي ة نحو الحضارات نظرة تاريخية. ثانيا:وسائل مسايرة اللغة العربية لمستحدثات العصر. أوال:مرونة العربية نحو الحضارات نظرة تاريخية: مرونة اللغة العربية نحو الحضارات المختلفة ظاهرة لغوية قديمة حيث نراها تقرض من ألفاظها وتقترض من ألفاظ اللغات األخرى وذلك التقارض بين اللغات فى مجال األلفاظ أمر طبيعى فى سنن اللغات وهو وليد عوامل متعددة منها: المخالطة واالحتكاك وتفاعل األفراد الذين يستعملون اللغة على اختالف ثقافاتهم وجنسياتهم والنغفل أيضا أثر الثقافات األخرى- بخاصة الثقافة اليونانية والفارسية حيث كان لهما تأثير ال ينكر انعكس على اللغة العربية ومعجمها. وفى شعر العصر الجاهلى أمثلة عديدة أللفاظ غير عربية منها المرئ القيس)الدمق س (فارسية بمعنى الحرير ومنها للبيد )جمانة( فارسية بمعنى اللؤلؤة. وقد حوى ديوان عنترة أمثلة عديدة لكلمات غير عربية فى أصلها»فمما جاء عن الفارسية ثالث عشرة كلمة ومما جاء عن اليونانية سبع كلمات ومما جاء عن السنسكريتية كلمتان وعن الهيروغليفية كلمة واحدة«)السيد 1992: 107( فمن أمثلة األلفاظ الفارسية فى هذا الديوان: جمان جو ن خف خمخم سر ج ق ل ة )السيد 1992: 99-98(. وفي لسان العرب )ج م ن( مما ذكر فى صفته صلى اهلل عليه وسلم: يتحدر منه العر ق مث ل 4

40 الجمان قال:هو اللؤلؤ الص غار وقيل: حب يتخذ من الفضة أ مثال اللؤلؤ وفي حديث المسيح على نبينا وعليه الصالة والسالم: إذا رف ع رأ سه تحدر منه جمان اللؤلؤ«. ولم يقتصر ذلك االتساع فى االستعمال على الشعر والمعجم ففى مجال البحث والدراسة أيضا لقيت األلفاظ األعجمية عند المتقدمين اهتماما كبيرا فى معالجة هذا الباب فتناوله سيبويه فى)الكتاب( والثعالبى فى )فقه اللغة( والجواليقى فى )المعرب( والنحاة فى باب الممنوع من الصرف وجموع التكسير وخصص السيوطى كتابا فيما ورد فى القرآن من المعرب سماه المهذ ب. يقول سيبويه )اعلم أنهم مما يغيرون من الحروف األعجمية ما ليس من حروفهم البتة فربما ألحقوه ببناء كالمهم وربما لم يلحقوه... وربما غيروا حاله عن حاله في األعجمية مع إلحاقهم بالعربية غير الحروف العربية فأبدلوا مكان الحرف الذي هو للعرب عربيا غيره وغيروا الحركة وأبدلوا مكان الزيادة وال يبلغون به بناء كالمهم ألنه أعجمي األصل فال تبلغ قوته عندهم إلى أن يبلغ بناءهم وإنما دعاهم إلى ذلك أن األعجمية يغيرها دخولها العربية بإبدالها حروفها فحملهم هذا التغيير على أن أبدلوا وغيروا الحركة كما يغيرون في اإلضافة.. وربما حذفوا كما يحذفون في اإلضافة ويزيدون كما يزيدون فيما يبلغون به البناء وما ال يبلغون به بناءهم وذلك نحو: إبريسم وإسماعيل وسراويل وفيروز والقهرمان( )سييويه 1992.)303/4: ويرى أبو عبيد القاسم بن سالم فيما عرب من هذه األلفاظ - أنها وقعت للعرب فعربتها بألسنتها وحولتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها فصارت عربية ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكالم العرب )السيوطى 1970 : 65( أى وسمت بأنها عربية بجريانها على اللسان العربى فيكون الحكم عليها بمآلها ال بحال أصلها. وإذا انتقلنا فترة من الزمان لندل ل على صفة المرونة فى اللغة العربية خالل تاريخها فى كالم العرب شعرا ونثرا وجدنا للبحترى : أو أ بل ق يل ق ى العيون إذ بدا من كل شىء م عج ب بنموذ ج )البحترى )4048 :1964 ف )األنموذج( المثال الذي يعمل عليه الشيء كالنموذج )معرب( والجمع نماذج)المعجم الوسيط )أنم((. ووجدنا للمتنبى: يقول بشعب بو ان حصانى أعن هذا يسار إلى الطعان )المتنبى 1995 :558(.»و)بو ان( صقع بفارس يقول الزبيدى:»وشع ب )بو ان( كشد اد صقع بفارس يوصف بكثرة المياه واألشجار وإياه عنى المتنبى»)الزبيدى 1306 ه: 146/9 (. وله أيضا: نثرتهم يوم األحيدب نثرة كما نثرت فوق العروس الدراهم )المتنبى 1995 :378(.»واألحيدب )مصغرا( جبل بالروم مشرف على الحدث الذى غير بناءه سيف الدولة )الزبيدى 246/2(. 1966: 5

41 لقد استفاد علماؤنا األوائل من خاصية االشتقاق التى تتمتع بها اللغة العربية فى سلوكهم اللغوى فتوسعوا فى الوضع«وبهذه السعة الهائلة فى اشتقاق األسماء واألفعال فى العربية استطاعت فى العصر العباسى أن تتحول سريعا من لغة البداوة ومعارفها السطحية إلى لغة علمية بلغت فيها بالعلم إلى عصر ذهبى ال يقل مجد ا عن عصر العلم المجيد للغة اليونانية إذا لم يفقه مجد ا وازدهار ا. وما أكثر ما وضع فى العربية حينئذ من مصطلحات فى مختلف العلوم الشرعية واللغوية وهى مصطلحات استعان فيها علماؤها بطبيعة اللغة االشتقاقية يستمدون منها ما يبتغون من أسماء وألفاظ اصطالحية وكان العرب فى الوقت نفسه يحاولون نقل علوم األوائل فاستعانوا فى مصطلحاتها بمرونة العربية فى االشتقاق ولم يجمدوا عندها بل فتحوا األبواب واسعة لتعريب كثير من المصطلحات العلمية عند اإلغريق وغيرهم من األمم القديمة التى سبقتهم كالفرس والسريان فاستعاروا منهم كما استعاروا من اإلغريق بعض المصطلحات واألسماء ولم يجدوا حرجا فى أن يسرفوا فى ذلك حتى فى أسماء العلوم فعلم الحساب مثال عربوا لفظه اإلغريقى:»أريتماطيقا«كما عربوا لفظ علم الطبيعة عند اإلغريق:»فيزيقا«ونقلوا عنهم اسم ما وراء الطبيعة:»ميتافيزيقا«)ضيف 127(. 1984: وعندما نقفز للقرن التاسع عشر نجد أن العرب قد أدركوا هذه المسئولة العظيمة نحو لغتهم العربية«فبدأت تباشير النهضة الفكرية العربية بإحياء لغوي في فنون اللغة واألدب منذ رفاعة الطهطاوي )ت 1873 م( الذي سافر إلى باريس فألف كتاب )تلخيص اإلبريز في أيام باريس( وبه عرب المصطلحات واألسماء واضعا إياها في معجم صغير كذلك نشرت أمهات الكتب ووضعت المعاجم«)خربوش مجلة المجمع األردنى: 147/97 (. ثم رأى المجمع وهو الجهة اللغوية العليا أن يتخذ جميع الوسائل الكفيلة بتحقيق األغراض التى من أجلها أنشئ وذلك بإنهاض اللغة العربية وتطويرها بحيث تساير النهضة العلمية والفنية فى جميع مظاهرها وتصلح موادها للتعبير عما يستحدث من المعانى واألفكار ففتح المجمع باب الوضع بوسائله المعروفة وقنن التعريب وحرر السماع من قيود الزمان والمكان )المعجم الوسيط 11(. 1989: ثانيا: وسائل مسايرة اللغة العربية لمستحدثات العصر: تعددت وسائل الوضع فى اللغة العربية بل تداخلت مفاهيمها فى أحايين كثيرة وحيث انتهجت االختصار والتركيز فى هذا البحث فلنقر أوال بأن هذه الوسائل متكاملة يستخدم منها التعريب حيث ال تصلح الترجمة ويستخدم الدخيل بلفظه حيث ال ينقاد االثنان وسأعرض فيما يلى ألبرز هذه الوسائل: 1- الترجمة: ويقصد بها وضع المقابل العربى للفظ األجنبى وتعد الترجمة من أكثر وسائل نقل مصطلحات العلوم استخداما. وإن نظرة عجلى على جهود المجامع اللغوية تقفنا على قدر كبير جدا من المصطلحات الحديثة التى ترجمت فى مجاالت شتى كالتربية وعلم النفس والتاريخ والجغرافيا والهندسة والفيزيقا والطب والقانون ولو اتخذنا لجان مجمع اللغة العربية بالقاهرة مثاال وجدنا لجنة التربية وعلم النفس قد وضعت ألفا وخمسمائة مصطلح ولجنة الهندسة والهيدرولوجيا قد أنجزت ألفا وستمائة مصطلح وأصدرت لجنة الفيزيقا معجم الفيزيقا النووية 6

42 واإللكترونيات وأنجزت لجنة الرياضة نحو ألف وأربعمائة مصطلح وأقرت لجنة الجيولوجيا أكثر من ستة آالف مصطلح وأنجزت لجنة الكيمياء والصيدلة الجزء األول من معجم لهما وفرغت لجنة الطب من وضع خمسة وعشرين ألف مصطلح وافق المجمع منها على بضعة آالف مصطلح هذا فضال عن جهود لجان األحياء واالقتصاد والقانون وغيرها من اللجان االختصاصية )ضيف (. 1984: وحاول المجمعيون تذليل البوادى واللواحق التى تتميز بها األلفاظ فى اللغات األجنبية وال يوجد لها نظائر فى العربية فاقترحوا لها فى الترجمة مقابال فى العربية على هذا النمط: قرروا )ال( النافية للجنس مركبة مع الكلمة المطلوبة مقابال للبادئتين a & an فقالوا الالجفن مقابل ablepharia وقرروا قول )فرط( أو )فوق( مقابل البادئة hyper فقالوا )فرط الحساسية( مقابل hypersensitiveness وقرروا قول )تحت( أو )هبط( مقابل البادئة hypo فقالوا )تحت الجلد( مقابل hypodermic وقرروا أن تترجم الالحقة able بالفعل المضارع المبنى للمجهول فيقال يقرأ مقابل readable وقرروا أن تترجم الالحقة gen بكلمة مولدة فيقال: مولدة المضاد مقابل antigen وقرروا أن تترجم الالحقة oid بالنسبة مع إضافة اللف والنون فيقال بلورانى مقابل crystalloid )ضيف (. 1984: وظل المجمع على دأبه هذا حتى أنجز زخيرة من المعاجم العلمية هى: معجم الجيولوجيا ومعجم الفيزيقا النووية واإللكترونيات ومعجم الكيمياء والصيدلة والمعجم الفلسفي ومعجم الفيزيقا الحديثة ومعجم الهيدرولوجيا ومعجم البيولوجيا في علوم األحياء والزراعة ومعجم علم النفس والتربية والمعجم الجغرافي ومعجم المصطلحات الطبية ومعجم النفط ومعجم الرياضيات ومعجم الحاسبات ومعجم الهندسة الميكانيكية ومعجم القانون ومعجم مصطلحات الحديث النبوي ومعجم الفقه. وهناك جهود أخرى فى مجال الترجمة تضافرت مع جهود المجامع اللغوية منها دور المجلس األعلى للعلوم حين وضع برنامجا سنة 1956 م لترجمة أهم الكتب المرجعية فى العلوم األساسية ويقوم مركز األهرام للترجمة العلمية فى الوقت الحاضر على ترجمة كتب فى الرياضيات والكيمياء والتكنولوجيا والطب 7

43 وعلوم األحياء وغيرها ومع تقدير هذه الجهود ووفقا إلحصائيات منظمة اليونسكو نجد أنفسنا فى مسيس الحاجة للمزيد من جهود الترجمة حتى نلحق بالعالم من حولنا )حافظ 93( : 2- االتساع فى استعمال المول د من األلفاظ: المولد من الكالم كما فى المعجم الوسيط )ولد( - كل لفظ كان عربي األصل ثم تغير في االستعمال واللفظ العربي الذي يستعمله الناس بعد عصر الرواية. وعصر الرواية كما قرر اللغويون والنحاة من حيث الزمان يقضى بتوقف االعتماد على لغة الشعراء عند نهاية العصر األموى وبداية العصر العباسى أما األساس الثانى فى عدم قبول اللغة عندهم فيتعلق بالشعراء الذين عاشوا فى الحضر واختلطوا بالناس فشاب لغت هم من لغات الحضر شائبة )عيد د ت:.)31 30 وواقع الدراسات النحوية واللغوية يقفنا على كثير من شعر المولدين عندما دعت الحاجة إليه دون ارتباط بهذه الحدود الزمانية والمكانية حيث نجد ذلك على سبيل التمثيل ال الحصر فى مؤلفات ابن هشام األنصارى المصرى )ت 761 ه( وكتب األمالى والمزهر للسيوطى )ت 911 ه( وكذلك األشباه والنظائر وشرح التصريح على التوضيح للشيخ خالد األزهرى )ت 905 ه(. فضال عما نجده من استعمال المول د فى المعاجم وكتب البالغة أما المعاجم فمثال منها )تاج العروس( الذى استعمل العديد من األلفاظ المولدة وأما كتب البالغة على غناها بشعر المولدين فلن أتعرض لها فى هذا البحث ألن علماء البالغة يأنسون بالشعر حيث كان الجمال والبديع ومن هنا كان أبو تمام وابن المعتز إمامين فى البديع عندهم وهما محدثان. واألمثلة على استعمال العرب لأللفاظ المولدة- غير متقيدين بحدود الزمان والمكان- كثيرة فضال عما سبقت اإلشارة إليه فقد استشهد الزبيدى- وهو متأخر زمنيا توفى 1790 م- فى تاج العروس مثال بشعر المولدين أمثال : أ - المتنبى فى المواد اللغوية : ضرع وبون ونوبندج وسبع وطبع وحدب وأجم ووزر وزيى. ب - أبو تمام فى المواد اللغوية : عوذ وفيأ وألس. ج- البحترى فى المواد اللغوية : نموذج و زنم وبيض. د - أبو نواس فى )زرجن(. ه- بشار فى )وتد(. و - المعرى فى )عوج(. ز - ابن المعتز فى )ثمر(. ح - ابن الرومى فى )ثمر(. لقد كان ابن جنى محبا لشعر المتنبى وكان يسأله فى مسائل لغوية من شعره واستشهد به فى )الخصائص( كما استشهد بأبى تمام فى )سر الصناعة( ووصف ابن جنى المتنبى بالتنقيح والتجويد حيث يقول )أسقط المتنبى من شعره الكثير وبقى ما تداوله الناس )البغدادى 350/2(. 1997: وبذلك التدقيق أيضا وصف أبو هالل العسكرى البحترى حيث يقول:»كان البحترى يلقى من كل قصيدة 8

44 يعملها جميع ما يرتاب به فخرج شعره مهذبا وكان أبو تمام ال يفعل هذا الفعل وكان يرضى بأول خاطر فنعى عليه عيب كثير«)العسكرى 1970: 135(. وللمبرد عبارة فى الكامل تكشف عن موقف علمائنا المؤيد لكثير من الشعراء المولدين يقول فى الكامل»قال بعض المحدثين وليس ينقصه حظه من الصواب أنه محدث«)المبرد د ت: 18/4(. فاقتضت موضوعية العرب إذن بتقرير النقلة بعض أشعار المولدين ألنها توافق نظام اللغة وخلت من اللحن والخطأ وهذا ما بر ر به الزركشى استشهاد الزمخشرى بشعر أبى تمام يقول:»ووجه االستشهاد بتقرير النقلة كالمهم وأنه لم يخرج عن قوانين العرب«)السيوطى 59( : ومن أمثلة استعمال المول د فى العصر الحديث ما ورد فى المعجم الوسيط ومنه: فى مادة )سمك(: وفي أمثال المولدين )شوى في الحريق سمكته( يضرب في التدليس وانتهاز الفرصة. وفى مادة )شوس(: يقال شوش بينهم فرق و أفسد وقيل التشويش من كالم المولدين وأصله التهويش. وفى مادة )غرر(: )الغرير( حيوان من آكالت اللحوم هيئته بين الكلب والسنور أسود القوائم قصيرها أبيض الوجه وعلى جانبي وجهه جدتان سوداوان وفحل من اإلبل وفي المثل المولد )أثمن من غرير(. وفى مادة )فتح(: فتح بين الخصمين فتحا قضى وفي التنزيل العزيز )ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق( يقال فتح الباب والصندوق والقفل ويقال فتح الكتاب نشر طيه وفتح الطريق هيأه وأذن بالمرور فيه وفتح الجلسة بدأ عملها وفتح في الميزانية اعتمادا: خصص مبلغا من المال للصرف منه على عمل معين )وهذه المعاني الثالثة مولدة( وفتح لفالن قلبه اطمأن إليه وباح له بسره وفتح البلد غلب عليه وتملكه وفتح اهلل قلبه لألمر شرحه له. وفى مادة )فطح(: )الفطحل( السيل العظيم والضخم الممتلئ الجسم والغزير العلم وقول المولدين لكبار العلماء فطاحل على التشبيه )مولد(. وهذا يدلنا على مرونة العربية فى االستيعاب ومرونة العرب فى استعمالها غير متقيدين بزمان أو مكان يقول ابن جنى وهو من أئمة اللغويين )يستشهد بشعر المولدين فى المعانى كما يستشهد بشعر العرب فى األلفاظ( )السيوطى 1970 : ( /1 3- التعريب: التعريب تطويع الكلمة غير العربية لنظام النطق العربى حيث تنقاد صوتيا وصرفيا لنظام المقطع العربى. ولقد تعددت وجهات نظر المحدثين فى هذه المسألة نلخص أهمها اختصارا - فى ثالثة آراء«)ضيف 1938 : :)379/3 أ- رأى يفسح المجال فيعد المعرب كل أعجمى استعمل فى العربية دون أدنى شرط. وهذا الرأى يحدث خلطا بين الدخيل والمعرب أو ال يريد التفرقة بينهما كما أنه يؤث ر تأثيرا سلبيا فى اللغة العربية ألنه ال يرجع إقرار األلفاظ المعربة إلى جهة مسئولة تراجع وتقنن فيسمح بدرجها فى اللغة مادامت 9

45 قد استعملت على ألسنة الناس. ب- رأى يجعل األلفاظ المعربة مقصورة على ما ألحق بأبنية العربية فكأنه حك م فيها أصال من أصول اللغة هو )القياس(. وهذا رأى بخالف األول بل هو على النقيض منه ألنه تشدد فى حين يسر العرب األسالف فقد مر بنا رأى سيبويه الذى ينبه على أن بعض األعجمى ال تلحقه العرب بأبنيتها وذلك قوله»اعلم أنهم مما يغيرون من الحروف األعجمية ما ليس من حروفهم البتة فر بما ألحقوه ببناء كالمهم ور بما لم يلحقوه«)سييويه 1992 :.)303/4 ج- أما الرأى الثالث فيتلخص فى أن المعرب ما أ لحق بأبنية العربية وعرب فى عصور االستشهاد. والحقيقة أن الوقوف عند عصر االستشهاد سيخلق مسافة فاصلة بين مسايرة االستعمال اللغوى للنهضة العلمية الحديثة وما يجرى فيها من اصطالحات وبين المعجم اللغوى الحديث. وانطالقا من هذه الصحوة بدأ المجمع فى إركاب اللغة قطار معالم الحياة العلمية المتطورة فقرر فى الدورة )1( الجلسة )31( ما نصه: )من حيث المبدأ ال مانع من التعريب طوعا لقرار المجمع فى إجازة استعمال بعض األلفاظ األعجمية عند الضرورة على طريقة العرب فى تعريبهم(. فأخذ يقر معربات كثيرة حديثة فى العلوم والفنون ومشتقاتها كما ذكر إبراهيم مدكور فى حديثه عن موقف المجمع من التعريب يقول»أصبح من المسلم به أن األولى باسم الجنس فى العلوم والفنون أن يعرب ال أن يترجم مثل أكسجين إلكترون بارومتر ترمومتر( والمجمع بذلك كأنما يعود إلى السعة فى اصطالح المعرب على نحو ما رأينا عند سيبويه ومن اتبعوه مما يفسح إلطالق المعرب على ما استعمله الناطقون بالضاد من األلفاظ األعجمية قديما وحديثا سواء أ لحق بأبنية العربية أو ظل ببنائه وصورته من لغته األصلية«)ضيف 1938 :.) /3 ولقد استقصيت العديد من أمثلة األلفاظ المعربة فى المعاجم اللغوية التى وضعها مجمع اللغة العربية بالقاهرة كالوجيز والوسيط فكان منها: اآلذريون اآليين اإلخشيد األستاذية األسط رالب األسط قس األسطول أسطون - اإلشراس اإلفرنج واإلفرنجة - اإلنبيق - األنموذج األوج البابوج - الباذنجان الباقول البرنامج البرنيطة البروتستينية البزدرة - البشكور البشنين - بقسماط - البالط البنكام بهرام البوتقة - البيان - البيرق البيمارستان التختروان الترزي ترموجراء ترموجراف ترمومتر - تكربس الجلفق الرشتة السرجين - السفتجة السكباج السكنجبين - السودق - الشاقول الشاي الصوبج الطرنشول - الطست الطنجرة الطنجي الفاصولية والفاصولياء الفستان الفصح - الفلسفة)بمعنى الدراسة الفلسفية( - الفلسفة)العالم الفلسفى( الفنجال - القسطرة - القفطان القنديل - القولنج الكحول - الكربلة الكمان الكمنجة الكنبة - الكيلوس - مارس المالج - المشنى - المغناطيس المناورة - الموسيقى- الناخذاة - الناسوت الناي النيلج - )النيلوفر والنينوفر( الهانم. حالئذ نبيت مطمئنين حيث ال نفوت على أنفسنا مسايرة اللغة العربية لركب الحضارة العلمية فنجعل من معاجمها مكنزا يحفظ األلفاظ الموروثة وال يهمل الجديد منها من جهة أخرى. 10

46 وكان من معالم المنهج المجمعى فى التعريب )خلف اهلل 1969: ( و)ضيف 1969 : 379/3(: أ - االتساع فى السماع: أصدر المجمع قرارا نصه»يقبل السماع من المحدثين بشرط أن تدرس كل كلمة على حدتها قبل إقرارها«صدر فى ج 25 د 16 )شوقى 1984: 9(. ب - يعرب المصطلح عند الحاجة ويكون عربيا ويصاغ مفردا وفى هذا الشأن قرر المجمع: أن يكون التعريب عند الحاجة الملحة وذلك إذا كان المصطلح يعود إلى أصل يونانى أو التينى أو شاع استعماله دوليا أو كان منسوبا إلى علم عرف به بين العلماء مثل ديناميكا Dynamics ونيوترون Neutron إلى غير ذلك. ج- صوغ لفظة مفردة للمصطلح ما أمكن إذ العربية تميل فى األسماء والمصطلحات إلى األلفاظ المفردة وأيضا فإن ذلك يساعد على تسهيل االشتقاق والنسبة واإلضافة ومن أجل ذلك كان يفضل التعريب أحيانا على الترجمة فمثل ترمومتر المعربة أخف جدا من ترجمتها بقولك مقياس درجة الحرارة ومثلها كلمة»زوم«Zoom للعدسة ذات البعد البؤرى المتغير )ضيف 1984: (. د- تفضيل العربى على المعرب: رأى المجمع تفضيل العربى على المعرب إال إذا اشتهر المعرب. ه- رسم األلفاظ المعربة: يرجح المجمع أسهل نطق فى رسمها عند اختالف نطقها فى اللغات األجنبية. نظم المجمع كتابة األعالم األجنبية بحروف عربية كما وضع الضوابط التى تنظم كتابة الحروف األجنبية بمقابالت عربية )شوقى 187(. 1984: و - من صنيع المجمعيين فى تعريب مصطلحاتهم: أسماء الفصائل والقبائل فى النبات والحيوان يمكن أن تكون عربية أو معربة حسب اسم النبات أو الحيوان المنسوبة إليه. أجناس المواليد تعرب أسماؤها العلمية إذا كانت منسوبة إلى أعالم مثل الزهرة: داليا من الفصيلة المركبة وهى باسم عالم نباتى سويدى. يوجد مجال للتعريب فى األلفاظ الدالة على السالالت واألصناف ولعل فى ذلك ما يوضح أنه إنما يل جأ إلى التعريب حين توجد الضرورة أو الحاجة العلمية الملحة )ضيف 1984 : 130(. ز - رموز األلفاظ المعربة فى المعجم الوسيط: فى معظم المواضع تميزت األلفاظ المعربة بالرمز )مع( أى معرب نحو: )اإلبريز( الذهب الخالص ويقال ذهب إبريز القطعة منه إبريزة )مع(. هناك كلمات معربة وصفها المجمع بكلمة )معرب( ولم يرمز لها ب )مع( ومثال ذلك: )باسه( بوسا قبله )فارسي معرب(. هناك ألفاظ معربة جمعت بين الرمز )مع( وكلمة )معرب( وهى قليلة جدا إذا ما قورنت بالنوعين السابقين 11

47 وذلك نحو: )المهرق( الصحيفة البيضاء يكتب فيها ونسيج من الحرير األبيض يسقى الصمغ ويصقل ثم يكتب فيه )فارسي معرب( والمصقلة من الزجاج أو نحوه تصقل بها الثياب )مع(. ولقد جمع منهج المجمع نحو إقرار المعرب على هذا النحو بين المحافظة على اللفظ العربى حيث يكون مقدما على غير العربى ثم لم يغفل )السماع( من المحدثين وهو أصل مهم من األصول اللغوية ألن تجاهل السماع يعنى عزل اللغة أحيانا- عن مجتمعها واللغة ظاهرة اجتماعية بطبعها. هذا فضال عن تقنينه ألسماء األعالم والقبائل والفصائل النباتية والحيوانية عند تعريبها وبيانه لكيفية كتابة الحروف الالتينية برموز عربية عند التعريب مع االتساع فى االشتقاق من المعرب. وال بد من القول»إن المجمع اللغوى لكثرة استجابته )المعيارية بالطبع( لمقتضيات الصوغ القياسى واالرتجال ليلقى بعض النقد من العامة الذين ال يدركون طبيعة اهتمام المجمع وحاجات المجتمع اللغوى والذى نريد أن ننبه إليه هنا أن كل جلسة من جلسات المجمع تضيف قدرا من الحركة إلى معايير الفصحى المعاصرة وإلى البعد بها عن الفصحى الجاهلية«)حسان 183(. 2000: 4- االشتقاق: هو )في علوم العربية( صوغ كلمة من أخرى على حسب قوانين الصرف. ولن أتطرق هنا لتفصيل الكالم عن االشتقاق بمعناه المطلق فى اللغة ودوره فى إثراء مفرداتها ومرونة التأليف بها إنما أقتصر على التمثيل لدور االشتقاق من المعرب بوصفه وسيلة من وسائل مسايرة العربية لمستحدثات العصر الحديث. وفى هذا الشأن كان لمجمع اللغة العربية بالقاهرة عدة قرارات منها: أ- يشتق الفعل من االسم الجامد المعرب الثالثى على وزن )فعل( بالتشديد متعديا والزمه )تفعل(. ب- يشتق الفعل من االسم الجامد المعرب غير الثالثى على وزن )فعلل( بالتشديد متعديا والزمه )تفعلل(. ج- صدر قرار االشتقاق من االسم الجامد العربى واالسم الجامد المعرب بحسب القواعد التى وضعتها اللجنة فى ج 8 مؤتمر د 39 لسنة 1963 م )شوقى 19(. 1984: د- من حيث المبدأ ال مانع من االشتقاق من المعرب طوعا لقرار المجمع فى جواز اشتقاق الفعل من االسم الجامد المعرب ووزنه من الثالثى وغير الثالثى. ه- وقرر فى الدورة )29( الجلسة )8( ما نصه: من حيث التطبيق يقتصر فى االشتقاق من المعرب على الحاجة العلمية ويعرض ما يوضع من المشتقات من المعرب على المجمع للنظر فيه طوعا لقرار المجمع فى ذلك. و- عد المصطلح المعرب عربيا وإخضاعه لقواعد اللغة فى االشتقاق وغيره فمثال أيون Ion المعربة تثنى وتجمع فيقال أيونان وأيونات ويوصف بها فيقال جهد أيونى ويشتق منها الفعالن: أين وتأين واسما الفاعل والمفعول فيقال غاز مؤين وأشعة مؤينة وينحت من الكلمة حين تضاف إلى كلمة أخرى فيقال»كايتون«)أى 12

48 أيون كاثودى(. ولقد أثرى االشتقاق من هذه األلفاظ المعربة - سواء التى تفرد المجمع بوضعها أو الموروثة منها- المعجم اللغوى المعاصر على نحو يساير مستحدثات العصر من علوم وحضارات فاشتقوا من الفلسفة مثال كلمات : الفيلسوف والتفلسف وفعلى فلسف وتفلسف )ضيف 1984: 127( واشتقوا )الطزاجة( كما فى المعجم الوسيط )طرى( - من الطازج وهي الطراوة والجدة والنقاء. وصاغوا كذلك األفعال: بستر بلور بلشف تلفن فبرك جبس كهرب )شوقى أمين 1969:252(. وترتب على االتساع فى االشتقاق إثراء مفردات اللغة ببعض صيغ الجموع أيضا نحو : أباريق - أبازن أبالسة أجاجين أرادب أساتذة وأساتيذ - إسطبالت أساطيل أناجيل أناجيل أساطين أساور وأساورة أقانيم أناجيل - أبداد وبددة بذجان برابط أبراق - وبرقان. وكذلك صاغوا النسبة من بعض هذه األلفاظ المعربة أيضا نحو كهربى نسبة إلى الكهربة كشافعى وفلسفى من الفلسفة )المعجم الوسيط: فلسف(. وصيغت المصادر أيضا نحو استخدام )البرمجة( بمعناها المصدرى من كلمة البرنامج فارسية األصل بعد تعريبها )شوقى 151( : و)األستاذية( مصدر صناعي من كلمة أستاذ. وفى ختام البحث يجب أن أشير إلى أن الحفاظ على اللغة العربية ال يكون مع الوقوف بها عند حدود زمانية معينة أو مكانية كذلك فكيف نسل ب لغتنا صفة المرونة التى اتسمت بها وكيف نعطلها من االستفادة من خصائصها التى اختصت بها إن تطوير اللغة وإنماءها يكون مع مسايرتها للعلوم والحضارات باستيعابها للمصطلحات المستحدثة على النحو الذى مر بنا وعندما نقول مصطلحات فإنما نعنى مسائل العلوم ومجاالتها وعندما نقول استيعاب اللغة لنهضة العلوم فإنما نعنى إكسابها الطاقة التى تجدد حياتها وتخلق مجاالت منافستها ال انعزالها. المصادر والمراجع التى ورد ذكرها فى البحث: - البحترى ديوانه تحقيق: حسن كامل الصيرفى دار المعارف 1964 م. - بشر د كمال بشر التعريب بين التفكير والتعبير نشر بمجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة 1966/78 م. - البغدادى عبد القادر خزانة األدب ولب لباب لسان العرب تحقيق: عبد السالم هارون الخانجى ط م. - الجواليقى المعرب تحقيق: د. ف.عبد الرحيم دار القلم دمشق 1990 م. - حافظ محمود حافظ الترجمة بين الماضى والحاضر وأهميتها فى نقل العلوم إلى اللغة العربية مجلة مجمع اللغة العربية العدد 78 مايو حجازي محمود فهمي اللغة العربية في العصر الحديث دار قباء القاهرة 1998 م. - حسان د تمام حسان اللغة بين المعيارية والوصفية عالم الكتب بالقاهرة 2000 م. - خربوش عبد الكريم خربوش دور مجمع اللغة العربية األردنى فى تعريب العلوم مجلة مجمع اللغة العربية 13

49 بالقاهرة 147/97. - خلف اهلل محمد خلف اهلل أحمد ومحمد شوقى أمين فى أصول اللغة الهيئة العامة للمطابع األميرية الرافعى مصطفى صادق وحى القلم دار الكتاب العربى بيروت الزبيدى تاج العروس المطبعة الخيرية بالجمالية 1306 ه. = o وتحقيق: على هاللى وزارة اإلرشاد الكويتية 1966 م. - ستتكيفتش: العربية الفصحى الحديثة ترجمة وتعليق: الدكتور محمد حسن عبد العزيز دار الفكر العربى 1988 م. - سييويه الكتاب تحقيق عبد السالم هارون الخانجى بالقاهرة 1992 م. - السيد د. صبرى السيد ديوان عنترة دراسة داللية دار المعرفة الجامعية اإلسكندرية السيوطى المزهر فى علوم اللغة وأنواعها تحقيق محمد جاد المولى وآخرين دار التراث ط/ م. = المهذب تحقيق د. تهامى الهاشمى لجنة إحياء التراث المغربية اإلماراتية د. ت. - شوقى محمد شوقى أمين وإبراهيم الترزى مجموعة القرارات العلمية فى خمسين عاما الهيئة العامة للمطابع األميرية 1984 م. - ضيف د. شوقى ضيف المفهوم االصطالحى للمعرب والدخيل نشر ضمن كتاب: فى أصول اللغة ج 3 إخراج مصطفى حجازى وضاحى عبد الباقى الهيئة العامة للمطابع األميرية 1938 م. = مجمع اللغة العربية فى خمسين عاما الهيئة العامة للمطابع األميرية ط م. - العسكرى )أبو هالل(: الصناعتين مطبعة صبيح 1970 م. - عيد د. محمد عيد االستشهاد واالحتجاج باللغة عالم الكتب د.ت. - ابن قتيبة : الشعر والشعراء تحقيق : أحمد شاكر دار المعارف 1982 م. - المبرد: الكامل تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم دار نهضة مصر. - المتنبى ديوانه تحقيق: عبد الوهاب عزام الهيئة العامة لقصور الثقافة 1995 م. - مجمع اللغة العربية بالقاهرة المعجم الوسيط دار الدعوة استانبول 1989 م. 14

50 الجلسة األولى المسار األول ورقة بحثية )2( The Adaptations of Texts in Translation: A Blessing or a Threat Prof. Dr. Omar F. Atari English Department College of Arts and Social Sciences - Sultan Qaboos University Overview: In modern translation theories, the consensus among theorists as well as practitioners on the popularity of adaptations and modifications of source texts to render them as target texts that sound natural to the targeted readership is an uncontested premise; in other words, translators, be they professionals or trainees, are invariably called upon to do all necessary adaptations of source texts. The nature of these adaptations, depending upon the task, function and purpose of the translation and text (cf. Nord, 1997), range from minor adaptations of ST language conventions to major operations of generic restructing such as additions for explicitness and/or deletions for the elimination of unnecessary wordiness or redundancies. Schmidt (1993:339) points out «that the adaptations of SL text type to TL text type conventions is recommended as the appropriate translation method when the translation has to fulfill the same communicative task as the original. In this respect, Dickins (2002:181) states that «it is absolutely essential for translators to be familiar with the characteristic features of the TL genre or genres that they decide correspond most closely to the ST genres». The most crucial type of those adaptations falls within the macrostructural level of some texts. This type of adaptation cuts across syntactic, semantic, pragmatic and first and foremost, the overall rhetorical organizational patterns of source texts. A case in point is the adaptations of tourist brochures, instruction manuals, such as in the case of adapting generic structures of texts from German into English or from Russian into English (cf: Seguinot, 1993: ). 15

51 Clyne (1987 cited in Segunot, 1993:333) points out «that in German-speaking countries it is considered the reader's responsibility to understand a text. The writer is expected to provide knowledge, theory, and stimulation, which places the emphasis on content rather than form». In English, the writer is responsible for understanding the needs of the reader and adapting to them. Readers in English-speaking countries expect a tight topic link and a logical ordering of events that they are likely to experience in some kind of hierarchy. Seguinot (1993:334) refers to the late Antoine Berman who talked about the difficulty of being forced to conform to the step-by-step procedures of an American company when he felt that French would prefer more general instructions. In an Arab context, a newspaper report on a diplomat's visit to the ruler, the king or the Emir, is expected to concentrate on politeness formulas such as specifications about greeting the king and enquiring about his health relaying the other's greetings to him etc. (Hatim, 1990) As plausible as they might sound, these adaptations are overshadowed with their own concomitants. On the one hand, Arabic-speaking translator trainees, undergraduates and graduates, alike, cannot measure up to the expectations of a good editor nor an experienced reviser of their translation, simply because the required adaptations of Arabic STs into English may not be accessible. At best, these translators guided by their instructors can carry out certain procedures on their own first drafts during peer evaluation which may lead to an approximative version of the parallel English text. The adaptations of Arabic SL texts to render them as parallel English texts is quite a formidable task for most translator trainees and even professional translators as well. The role of adaptations in translating from one language to another cannot be overestimated as it is the major concern of both practitioners and theoreticians. Data on Adaptations (of Arabic texts into English ones) The data consists of three texts that belong to the genres of: formal letters, a newspaper report and third a commentary. Each one of these Arabic texts will be accompanied by two translational versions into English. One is unedited, unrevised (Henceforth TT1) and the other is the edited and revised version (Henceforth TT2). The variance between the first unedited, unrevised translation and the revised, edited one will be examined and commented on. The adaptations that have been implemented in each translation, the unrevised and the revised, will be classified as one of three categories: a mere reproduction of ST, a full adaptation of ST towards the TT norms and conventions and, thirdly, a partial adaptation of ST. The examination of these adaptations is administered with reference to 16

52 two parameters: the translator's linguistic and literacy competence and, second, the actual teaching of translation in translator training programs in some Arab university departments of English (i.e. the issue of whether those institutions do actually empower translator trainees with advanced and sophisticated paradigms of knowledge necessary to undertake those adaptations? Specifically, the examination of adaptations in both unrevised and revised translations of each one of the above-mentioned Arabic genres is conducted with reference to the following questions: 1) Do Arabic-speaking translator trainees have an adequate level of knowledge and expertise to render an Arabic source text into a fully-fledged natural native like English text? 2) Do translator training programs in Arab university English departments empower their trainees with the necessary tools, knowledge of genre conventions and the proper know-how to restructure an Arabic text into a native-like English text? Data Analysis In the following section, I present the three Arabic source texts and two translations of each: the unedited, unrevised (TT1) and the revised, edited one (TT2). These will be followed by a comment on the adaptations and strategic decisions taken to produce the revised, edited translation (TT2). In the discussion of each case, the number and academing level of translator trainees involved in the translation will be stated. The Arabic text was given to a group of Arabic-speaking graduate translator trainees to translate into English. These eight subjects were enrolled in a graduatelevel practical translator training course (Arabic-English). Prior to that they had two to three courses in translator training at the B.A. level. The first translational version is exemplary of all the eight subjects> unreviewed, unedited translations (TT1). TT1 is even a more advanced translation that most translator trainees may not be able to produce. TT2 is definitely way beyond the reach of those subjects. It is native English like (Borrowed from Dickins, et al. (2002:25). 17

53 Case no. 1 Unedited TT1: The rule of the Conservatives was distinguished by its clearer and more principled striving for the values of Western capitalism and by their adoption of a gradual, total programme in order to separate the state and the society; and the start of the project of gradual relinquishing of /by the state of/from the task of social care and the clearing of the way in front of the movement of investment and capital by means of the reduction of taxes. And Thatcher set off from an unyielding philosophicalideological conception with which she fought the unions and broke their power; then she transferred the public properties of the state in the great companies and converted them to the private sector, and opened the door in front of the citizens to buy their shares; and the policy of privatization covered more than twenty large companies, including the iron-steel company, the gas company, the electricity, the telephone, the oil, and the airports. She also gave the renters of government houses the right to buy and own their houses, and [she undertook] other measures in which she forced the state to give up its properties to the benefit of the citizens. And/So the result was that Britain in the eighties witnessed an economic movement and a relative revival, and the inpouring of foreign capital, and the conviction of the British voter came into being of the tangible, direct benefits of the rule of the Conservatives. 18

54 Revised TT2: The period of Conservative rule was most clearly characterized by the party's ardent desire to promote Western capitalist values and by the gradual setting up of a comprehensive programme intended to separate state and society, slowly but surely taking the burden of community care away from the state, and encouraging investment and capital through a reduction in taxes. Thatcher then proceeded to wage a relentless war on the Unions, a policy which significantly curbed their power, after which she disposed of a number of large state-owned utilities by transferring them to the private sector, allowing citizens to purchase shares. She privatized more than twenty major companies including the iron and steel industry, gas, electricity, the telephone company, oil, and the airports authority. Council house tenants were given the right to buy their own homes and other policies were implemented which forced the state to surrender its holdings to the benefit of the citizen. The result of this was that during the 1980s Britain witnessed something of an economic recovery with foreign capital pouring in, persuading the electorate of the obvious advantages of Conservative rule. Comments: The translation should sound like an English magazine article on this subject It is therefore important not only to mirror general structural features of political magazine articles in English, but also to attempt to use vocabulary which is typical of writing about the British political scene. One feature of political magazine writing in English is the combination of specialist political terms with a degree of informality of expression (designed in part to keep the reader personally involved). The translator should therefore look for opportunities to use fairly informal phrases where appropriate. There is also a tendency for English political magazine articles to utilize fairly strongly emotive vocabulary (something which often correlates with informality). The translator should also look out for appropriate opportunities to do this. The adaptations of the unrevised TT1 are within the reach and capacity of Arabic-speaking translator trainees. The adaptations to produce TT2, however, are obviously beyond the reach and capabilities of most Arabic-speaking translator trainees. So, which translational version to accept or reject, and on what basis? This will be dealt with in the section on placing the adaptations properly later. Case no.2 This text was given to two groups of translator trainees: eight graduate translation majors and ten undergraduate translator trainees. 19

55 ST حلقة عن قانون العمل العماني بالكلية التقنية بصاللة بهدف تنمية قدرات وميول الطلبة وربط الدراسة األكاديمية بالمجتمع المحلي وسوق العمل ومن أجل زيادة إدراك الطلبة بقانون العمل العماني حتى يكونوا على دراية بحق العامل والمؤسسة. أقامت صباح أمس الكلية التقنية بصاللة حلقة عمل عن قانون العمل العماني وذلك على مسرح الكلية حاضر فيها محمد بن أحمد الشحري محام ومستشار قانوني حيث بدأ محاضرته بتعريف بقانون العمل العماني وأحكامه العامة وكيفية تطبيقها وتطرق المحاضر إلى عدة محاور من أهمها كيفية تشغيل المواطنين وتنظيم عمل األجانب واألجور وساعات العمل وتشغيل األحداث النساء باإلضافة إلى النزاعات العمالية في السلطنة واإلجراءات القانونية إلنهائها والمساواة في الجنس ومكان العمل من حيث الحقوق والواجبات. بعد ذلك تم عرض تطبيقات أخالقيات العمل في السلطنة وفي نهاية الحلقة تم توجيه األسئلة من قبل الحضور للمحاضر وتبادل وجهات النظر وسط تفاعل من الجانبين حضر هذه الحلقة عدد متميز من الطلبة وأعضاء الهيئتين اإلدارية واألكاديمية بالكلية. Unedited TT1: Seminar on Omani Labour Law at Salalah College of Technology Aiming at developing students' potentials and attitudes, and bridging the academic study to community and labour market, and rising the students' awareness of the Omani Labour Law (LLO) to realize the workers' and establishment's right, the Technical College, Salalah, organized yesterday morning a seminar on OLL at the College Theatre. Mr. Mohammed M. A'Shahri, lawyer and legal consultant, delivered a lecture starting with explanation of the OLL and its general rules besides means of validation. He also spoke about many other major aspects such as employing citizens, regulating foreigners' employment, wages, working duration, employment of young women, labour quarrels and their legal solutions, gender equality, work place conditions as well as rights and duties. Later the lecturer demonstrated some practices of labour morals in the Sultanate. Finally the audience had their turn to ask questions and exchange Opinions with the lecturer. The students and teaching administration staff showed really great interaction. The following translational version (TT2) was produced by only one subject from the whole group. This subject in particular has an M.A. in Applied Linguistics from an Australian university. The researcher presents it as the translation that all other subjects could not come up with: 20

56 Revised TT2 A Workshop on Omani Labor Law at Salalah College of Technology Salalah College of Technology held a workshop on the Omani Labor Law yesterday morning at the theatre of the college. The workshop aims at developing students'abilities and interests. and linking their studies with the local community and the labor market. It also endeavors to raise students' awareness of Omani Labor Law so that they will realize the workers as well as the institutions' rights. Mohammed Ahmed AI-Shuhri, an attorney and legal advisor, gave a lecture that started with defining the Omani I.abor law. its provisions and applications. He also talked about several other topics most important of which arc Omanisation and regulating expatriates' employment. Mr. Al-Shuhri also pointed to other issues like wages. work hours and female delinquents'employment. In addition, he touched on workers'disputes and the legal measures taken to settle them. Equality between men and women at job opportunities, work place and rights and duties was also addressed by the speaker. Later on, there was a presentation of the applications of work ethics in the Sultanate. At the end of the workshop the floor was opened for audience to ask questions and exchange their views. A number of students as well as staff members from both the administrative and academic faculties attended the workshop. Researcher's Comments: The first segment of TT1 is a mere reproduction of Arabic ST. It offers a global introductory statement to the theme of the seminar. Hence this sounds alien. It does not read as a typical opening section of a typical parallel English newsreport. In most Arabic newsreports, the opening section functions as a rationale for the hosting of a conference and its theme. This is untypical of most English original newspaper reports. In those reports the opening section establishes the theme and the nature of the activity rather than a threshold for that. It goes straight to the news item itself-what it is and who the participants are and the topic, etc. As a genre which shares the same communicative goals with the English newsreport, the Arabic newsreport language use, layout and textual material vary dramatically from their English parallel texts. Newsreports in Arabic are the by-product of the sociocultural and ideological values of the Arab discourse community to which the Arabic newspaper report belongs. In the Arab discourse community, the newsreport has to have a rationale, a justification which is reflective of that discourse community values and norms for news worthiness. The specific individual event in itself is not worthy of dissemination unless it is associated with a communal societal value system; hence, the rationale at the beginning. To an English reader, the newsreport is the event itself devoid of any societal values attached to it, such as reference to the role of the government and its contribution or linking the event to public figures as an 21

57 expression of their own concern about the well-being of their own people, etc. These are untypical of English newsreports. Case no. 3. This text was translated by the same category of subjects as in the preceding one, graduate and undergraduate translation students. ST الفاضل مدير شركة الطاووس تحية طيبة و بعد نتقدم إليكم نحن عمال الشركة بفرع جامعة السلطان قابوس لنلتمس من شخصكم الكريم المساعدة في الحصول على الحافز السنوي الذي تقدمه الشركة لموظفيها وذلك تكريما وتشجيعا لبذل المزيد من العطاء تحت مظلة شركة الطاووس التي أصبح اسمها براقا ومعروفا للجميع لذلك نكتب رسالتنا هذه التماسا لشخصكم الكريم بالموافقة على ذلك. وحسب ما علمنا فإن بعض الموظفين استلموا هذا الحافز ونحن نطرق باب فضلكم الكريم للحصول على الحافز حيث إننا بحجة ماسة لهذا الحافز السنوي. شاكرين لكم تكرمكم بالنظر في التماسنا هذا. TT1: Dear Ta'oos Company Manger, After compliments, و لكم منا جزيل الشكر الموقعون عمال الشركة Workers of Sultan Qaboos University branch, would like to ask for your help, in order to get the annual bonus that the company offer to its employees, to encourage them to work harder under company's name. As it has been known, some of the employees have already got their bonus, for we wrote this letter to get our bonuses as well, and we would appreciate the time you spend in reading our letter and accepting our issue. Thanks, Signed by, Company's workers 22

58 TT2: The Director General of Al-Tawoos Co. Dear Sir, We, the undersigned employees of Al-Tawoos company, the Sultan Qaboos University Branch, do hereby appeal to you for your kind assistance in getting our yearly bonus. The yearly bonus has been a tradition established by Al-Tawoos company as an incentive for its employees' incessant contribution to keep its renowned reputation. It has been brought to our attention that other employees received their annual bonus. Accordingly, we will be much obliged if you kindly assist us in getting that yearly bonus. Needless to say that we are in bad need for such a bonus. Looking forward to hear from you, we remain, sir, Yours truly, The undersigned, Co. workers, Comments: TT1 exhibits stylistic features which are mere reproductions of the Arabic source text. For instance, the formulaic expression, «After compliments» is typical of some formal written correspondence in Arabic. Preserving it as such in the translation into English makes the target text totally alien to the native reader of English. Furthermore, preserving certain politeness formulas in an English text makes it (i.e. TT1) foreignized to the targeted readers of English. Placing the aforementioned translation adaptations properly Translation theorists are more or less content to correlate adaptations of ST type conventions and TT type conventions with parameters such as text type, target readership, analysis of ST intra- and intertextual features, purpose of the ST in its own cultural context and the equivalent purpose of TT in its own cultural context (cf. Hatim & Mason, 1990; Reiss, 2001; Vermeer, 2001:78-80; Nord /; Nida, 1964 cited in Munday, 2001:41-42). While acknowledging the uncontested validity of such constituting parameters of the translation process, the theoretical models based on such parameters have unjustifiably brushed aside the translator's role as the most central component of this act of interlingual/intercultural communication. The question that arises is this: How can we account objectively and with a fair amount of self-assuredness for the intricacies of any translation act if the translator's linguistic, communicative and literacy competences are neglected? 23

59 The adaptations that have been recommended by the respective researchers referred to above tend to endorse implicitly a static-based model of translation. They all advocate ST analysis in terms of intra-/inter-linguistic analysis, text type, function and purpose to be considered in achieving a TT rendition with equivalent communicative effect on its targeted audiences in their own cultural habitat. Thus, the overemphasis on adaptations of ST towards the norms and conventions of TT as largely propagated by most translation theorists places the core issues of the translating act and the adaptations within the confines of productoriented approaches. The process-oriented approaches adopted, quite recently, by scholars such as Lörscher (1993) and Kussmaul (1985), Hatim & Mason (1990) seem to have set the record straight, but without fully grasping the true nature of the translating act. In the final analysis, what such models essentially advocate is an investigation of the translator's strategies through think-alouds or through retracing the pathways that translators' decisions have gone through (cf. Lörscher, 1993; Hatim & Mason, 1990). This in itself is an accomplishment indeed but, by the same token is not an end in itself. Lörscher (1993) for example, has characterized some of those translation strategies as a catalogue to be read as mere approximation of the translator's mental processes associated with ST analysis and TT production. Hatim & Mason (1990) cautioning that to study translation in isolation from the factors affecting their production is consequently to miss out an important dimension of the phenomenon. In this respect, I wholeheartedly support Campbell's (1998:4) statement that any conception of the wider context or process necessarily entails admitting the translator into the picture as a participant in a chain of communication or as the possessor of the linguistic and cognitive skills that make the act of translation possible. I also agree with his additional explanatory remarks that, «the translator can no longer be thought of as a ghostly perfect bilingual, but as a living being with a role and abilities that can be described and discussed, when the translator emerges, then translation competence emerges as an important issue (Campbell, 1998:4). It is this sheer neglect of the translator's literacy as the key player in this act of interlingual/intercultural communication that this study draws attention to. The uncalled for foregrounding of text analysis and text production in total isolation from the actual facilitator or mover and shaker of the whole process of translating, again as propagated by product-oriented theorists as well as process-oriented theorists, is the mainstay of the discussion to follow. It is my firm belief that the second language translators have to work within the limitations of their second language repertoire, and that the stages of individual's language development that must be reflected in the quality of their translation are the issues at hand in this paper. 24

60 The linkage between full adaptations and Arabic-speaking translator trainees' literacy levels In order to gauge whether such required adaptations are within the Arabicspeaking translator trainees' abilities working from Arabic into English, one has to address the issue in reference to the following questions raised earlier in this article: Firstly, do Arabic-speaking translator trainees have access to the knowledge and information about English genre conventions to qualify them to undertake those required adaptations? Secondly, are these textual and overall generic restructuring procedures taught to translator trainees in the respective translator training programs in Arabic university departments of English? To give answers to the two questions, one has to check the available relevant literature on Arabic-speaking translator trainees' undergraduates' and graduates'strategies and problems in translating from Arabic into English. A review of the empirical studies conducted on Arabic-speaking translator trainees in many Arab university English departments conclude with one systematic pattern of those trainees' approaches and strategies: an entanglement with lowerlevel linguistic features of source texts coupled with a tendency to offer a mere reproduction of Arabic source texts features in their target texts. In his review of the relevant available literature on translation problems in the Arab world, Atari (2005: ) points out that the major problem for these translator trainees is obviously of a local kind, especially lexical transfer. This, to him, is a reflection of an inadequate level of competence in TL. He adds that they do not check the utterances produced in TL with regard to their stylistic text type adequacy. In addition, their endeavors are limited to the lexical transfer and minimal syntactic units. Thus, translation teaching in those Arab universities included in his review point to one conclusion: the major thrust of translator training offered by Arab university departments of English has been limited to lower-level text units, namely lexicon, phrases and sentences to the total neglect of the higher-level textual and contextual issues such as the overall generic structure of STs and TTs, the top-level rhetorical organizational patterns, let alone the purpose and function of STs and TTs and their targeted audiences (for a good review of relevant empirical studies, cf. Aziz, Y. 1985, Emery, 1991; Farghal and Naji, 2000; Farghal and Shunnaq, 1992; Atari, 1994, 2005; among others). Accordingly, the adaptations that most modern models of translation theory endorse are definitely beyond the reach of Arabic-speaking translator trainees in most translator training institutions in the respective Arab university English departments. 25

61 Conclusion The only way out is to expand the scope of our translation theory to make the translator the foci of its premises. If we consider and appreciate the inadequate linguistic, literacy level of the translator working from the mother-tongue to the second language, the only theoretical model that seems to be realistic is to accept the middle-way, the approximative translation system. This is what I would like to call for: A translator-based model whose ultimate objective is the approximative adaptation and not full adaptation. Bt «Approximative adaptation» I mean an adaptation of Arabic source texts into English which can convey the intended messages of the Arabic ST and renders it as a TT with similar function in the target community. Furthermore, approximative adaptation means a type of translation in which the translator remains visible. In other words, it is a translation which exhibits traces of Arabic language and stylistic features in the target text. It should not be, however, an impediment on getting across the intended message of STs to the targeted readers. Approximative translation, in translation studies, is parallel to the approximative interlanguage system in applied linguistics and second/foreign language acquisition (cf. Selinker, 1972: ). In a nutshell, approximative translation/adaptation as a concept introduced here by the present researcher is in between a mere reproduction of ST norms and conventions and a fully-fledged native-like translation. It is an improvement on the mere reproduction of source texts features in the target text but at the same time it is not a full adaptation of ST into a target text that is native-like (i.e. native-english like). The fact that this article places the translator's linguistic and general literacy competence at the center of the translation process, then the concept «approximative translation» will be theoretically and empirically-grounded as it parallels the approximative system advocated by Seliker (1972: ) and other applied linguists. In this respect, translation theory adopting this «approximative translation» alignes itself with the well-known and empirically-tested premises of applied linguistics, namely Selinker's approximative system. Bibliography: 1. Atari, O «Saudi Students' Translation Strategies in an Undergraduate Translator Training Program». Meta, L, 1, pp: Montreal: Les Presses. de l'universite de Montreal. 2. Aziz, Y «Modes of Address in English-Arabic Translation». Babel, 313/, pp: 26

62 John Benjamin Publishing Co. 3. Campbell, S Translation into the Second Language, pp: 3-4. London & N.Y.: Routledge. 4. Clyne, M «Cultural Differences in the Organization of Academic Texts, English & German». Journal of Pragmatics, 11, Dickins, J., Sāndor Hervey & I. Higgins Thinking Arabic Translation. London & N.Y.: Routledge. 6. Emery, P. G «Lexical Incongruence in Arabic-English Translation». Babel, 373-, pp: Farghal, M. & R. Naji «Translational Miscues in Modern Arabic Verse: A Case Study». IJAES, 11-, pp: 53-72, Beirut, Lebanon. 8. Farghal, M. & Shunnaq. A Translation with Reference to English & Arabic. Irbid Jordan. Dar Al-Hilal for Translation. 9. Gee, J Social Linguistics and Literacies (2ed.), pp: London: Taylors & Francis. 10. Hatim & Mason Discourse and the Translator. London & N.Y.: Longman. 11. Kussmaul, P Training the Translator. Amsterdam: John Benjamin Publishing Co. 12. Lörscher, W «Translation Process Analysis». In SSOTT IV Translation and Knowledge Gambier & J. Tommole (Eds.), pp: Turku Center for Translation and Interpreting. 13. Nida, E «Formal and Dynamic Equivalence and the Principle of Equivalent Effect». Cited in J. Munday, Introducing Translation Studied, pp: London & N.Y.: Routledge. 14. Nord, Christina Translating as a Purposeful Activity. Functionalist Approaches Explained. Manchester: ST. Jerome. 15. Reiss, K. & H. Vermeer Grundlegung einer allgemeinen Translation Theories. Tūbingen: Neimeyer. 16. Reiss, K /89. «Text Types, Translation Types and Translation Assessment». Translated by S. Kitoron in Teremy Munday Introducing Translation Studies: Theories and Applications. pp: London & N.Y.: Routledge. 17. Schmidt, Heidi SSOTT IV Translation and Knowledge (Ed.) Gambier, Y. & J. Tommole. Turku: University of Turku. 27

63 18. Seguināt, C «Where Do I Go From Here?» In SSOTT IV Translation and Knowledge (Eds.) Gambier & J. Tommole, pp: Turku. 19. Seliker, L «Interlanguage». International Review of Applied Linguistics, 10: Vermeer, H. «Skopos and Commission in Translational Action». In J. Munday, Introducing Translation Studies: Theories and Applications, pp: London & N.Y.: Routledge. 28

64 الجلسة األولى المسار األول ورقة بحثية )3( مقترح لرموز صوتية مبنية على أساس الحرف العربي د. عبد اهلل حسن السقاف األستاذ المساعد بقسم اللغة االنجليزية كلية اآلداب والعلوم االجتماعية - جامعة السلطان قابوس مقدمة مع االهتمام المتزايد باللسانيات الحديثة والصوتيات في الدوائر األكاديمية في العالم العربي أصبحت ترجمة رموز األلفبائية الصوتية الدولية) Alphabet )IPA - International Phonetic ضرورة ملحة. هناك العديد من اللغويين يكتبون بالعربية في مواضيع مختلفة في اللسانيات والصوتيات إال أنهم عندما يأتون بأمثلة عن تفاصيل صوتية دقيقة فإنهم يستخدمون رموز األلفبائية الصوتية الدولية ذات األساس الروماني أو الرموز الصوتية األمريكية. ويسبب هذا العديد من المشاكل أولها أن العربية تقرأ بعكس النص الروماني من اليمين إلى اليسار مما يسبب العديد من المشاكل لمصففي الطباعة والقراء على السواء. ثانيا إذا كان القارئ ال يعرف رموز األلفبائية الصوتية الدولية ذات األساس الروماني فإن قراءة نص بالعربية متضمنا توضيحا برموز أجنبية لن يعني له شيئا. وقد قمنا بتقديم دراسة مقتضبة إشتملت على الصوائت فقط قدمناها للندوة العلمية: النقل الكتابي لالسماء بين اللغات المنعقدة في جامعة نايف العربية للعلوم األمنية الرياض عام وفي الدراسة الحالية قمنا بتطوير تلك الدراسة لتشمل الصوامت. إن القصد من هذه المحاولة المتواضعة هو تسليط الضوء على مسألة هامة قلما تناولتها الدراسات اللغوية العربية المعاصرة آملين ان تلقى شيئا من االهتمام وذلك بمناقشتها وتطويرها. من أهم مزايا رموز جمعية الصوتية الدولية منذ إنشائها الوضوح والتميز )بوالم والدسو.)xx:1986 وعندما ننظر الى األمر من وجهة نظر عربية فإن مواصفات كالوضوح والتميز تجعل من الضروري لنا وضع قائمة بالرموز الصوتية معتمدة على أساس الحرف العربي. مهمة كهذه يجب أن تقع على عاتق جمعية عربية أو أحد مجامع اللغة العربية. لكن في غياب عمل من هذا النوع في الوقت الحاضر إرتأينا وضع هذا المقترح أللفبائية صوتية عربية وذلك بتعريب رموز األلفبائية الصوتية الدولية.IPA 29

65 خلفية تاريخية يعود االهتمام بالصوتيات إلى القصة المعروفة عن اللغوي العربي أبو األسود الدؤلي عندما طلب من كاتبه مالحظة فمه أثناء القراءة ثم كتابة عالمات أصوات العلة في األلفبائية العربية فهي واحدة من المحاوالت األولى البتكار كتابة صوتية دقيقة.»قال أبو األسود الدؤلي: إذا رأيتني فتحت فمي بالحرف فأنقط نقطة فوقه على أعاله. فإن ضممت فمي فانقط بين يدي الحرف. فإذا كسرت فاجعل النقطة تحت الحرف.«)سمعان 1968:19 مقتب سا عن السيرافي: أخبار النحويين(. فاإلشارة هنا إلى أوصاف أصوات العلة القصيرة الثالثة الفتحة والكسرة والضمة واضحة تماما. ثم جاء تلميذه الخليل بن أحمد الفراهيدي األزدي واستخدم < > للفتحة التي سماها»ألفا قصيرة مضطجعة فوق الحرف«و> > ك»ياء قصيرة تحت الحرف«و> > ك»واو قصيرة فوق الحرف«. إن استخدام الحركات < > قائم على أساس العالقة النوعية ألصوات العلة القصيرة مع الطويلة منها )بشر 1971:71(. أما تالوة القرآن الكريم فقد جعلت اللغويين العرب أكثر اهتماما بالوصف الصوتي. فوضعت مجموعة من القواعد واألوصاف الخاصة بإنتاج أصوات الكالم المتعددة. ويتضمن كل كتيب عن التجويد قسما عن مخارج الحروف باإلضافة إلى تفاصيل دقيقة عن ظواهر صوتية أخرى كاإلشمام واإلشباع والمد والروم والتفخيم والترقيق والوقف الخ. أغلب هذه الخصائص تكتب كعالمات اضافية. وفي أوروبا القرن السادس عشر أصبح األصواتيون أو علماء الهجاء orthoepists كما كان يطلق عليهم حينها مهتمين بابتكار رموز صوتية ألغراض متعددة منها القيام بتحديث في ألفبائيات اللغات األوروبية. فاأللفبائية الرومانية كانت تفي بالغرض بالنسبة للالتينية لكنها لم تكن بالمستوى المطلوب بالنسبة للعاميات األوروبية التي تبنتها الحقا )أبركرومبي 1981:207(:»الحل األكثر فعالية لجوانب النقص في نظام الهجاء التقليدي هو التخلي عن األلفبائية الرومانية تماما والبدء من جديد على أساس حديث. وهناك ثمان محاوالت كهذه يعود تاريخها ما بين 1678 إلى 1962 معروضة في الجدول أدناه: 30

66 الجمعية الصوتية الدولية أنشئت الجمعية الصوتية الدولية في فرنسا عام 1886 وأطلق عليها اسم جمعية المعلمين األصواتيين. كان اهتمامها في البداية هو الصوتيات ك»تطبيقات لتعليم اإلنجليزية«)مبادئ جمعية االصواتيين الدولية 1949(. لكن مع انضمام العديد من األصواتيين من بلدان مختلفة إليها ظهرت الحاجة إلى النصوص الصوتية من لغات أخرى غير اإلنجليزية وإلى مقاالت تتعاطى مع مشاكل صوتية عامة. ولذا فقد جاءت فكرة تأسيس ألفبائية صوتية قابلة للتطبيق مع جميع اللغات للمرة األولى من قبل اللغوي الدانمركي أوتو يسبرسن Otto Jespersen في رسالة الى االصواتي الفرنسي بول باسيه Paul Passy ونشرت في مجلة الجمعية في يونيو أخذت فكرة األلفبائية الصوتية الدولية بحماس من قبل أعضاء الجمعية في أغسطس 1888 ونشرت أول نسخة من األلفبائية الصوتية الدولية مع مجموعة من المبادئ المتعلقة بتصميمها واستخدامها. لخص بوالم والدسو )1987: )xx مبادئ األلفبائية الصوتية الدولية على النحو التالي: 1. يستخدم بقدر االمكان حرفان مختلفان لتمثيل اي صوتين مختلفين يميزان بين كلمتين في لغة واحدة. 2. يستخدم بقدر االمكان حرف واحد لتمثيل صوتين متشابهين اليميزان كلمة عن أخرى في لغة واحدة. 3. يستخدم بقدر االمكان أحرف تتناسب طباعيا مع الحرف الروماني. 4. تستخدم بقدر االمكان عالمات التشكيل االضافية diacritics في تمثيل: أ- الظواهر الفوق - قطعية كالطول والنبر والتنغيم ب- الضافة التنوعات االلوفونية ت- حين تغني عالمة التشكيل عن وضع رموز جديدة الصوات تتشابه في ظاهرة معينة كاضافة التلدة tilde الى الصوائت ذات الغنة ث- الضافة ظالل طفيفة لالصوات الغراض علمية 5. يجب ان يكون تطوير الرموز بقدر االمكان متماشيا مع مبادئ الحركات المعيارية.Cardinal Vowels وقد أ ستخدم عدد كبير من حروف اللغات االوربية لتمثيل العديد من االصوات. وقد اعترفت الجمعية فقط بالرموز التي تتناسب شكال مع رموز اخرى.»... فحيث ان شكل حرف البيتا اليوناني }β{ ال يتناسب مع الحرف الروماني فقد وضع الشكل }β{ بديال عنه. كذلك الحال بالنسبة لحرف الثيتا اليوناني بشكليه }θ{ و} } حيث تم اختيار االول بشكله العمودي لتماشيه مع الحرف الروماني.«)مبادئ جمعية االصواتيين الدولية )1949:1 لقد اعتبرت رموز جمعية االصواتيين الدولية أكثر دقة في تمثيل التفاصيل الدقيقة والظالل الخفيفة لألصوات المختلفة بيمنا يعتبر نظام الكتابة الصوتية الشائع في أمريكا أكثر»عملية«بالنسبة للنشر خصوصا قبل عهد استخدام برامج تنسيق الكلمات في الحواسب الحديثة حيث يتوفر فيها الكثير من الرموز المختلفة. فهذا النظام يتجنب استخدام رموز خاصة التتوفر في المحارف وآالالت الطابعة التقليدية. وهو نظام يختلف عن نظام جمعية االصواتيين الدولية والذي حسب نولز )1987:11( Knowles لم يتبنى تحليال فونيميا 31

67 رسميا للغة ما بينما النظام االمريكي يعطي للكتابة الصوتية طابعا فونيميا معتبرا التفاصيل الصوتية الدقيقة قابلة لالستخالص من السياق )بوالم و الديوسو 1987(. ولن نستطرد في مناقشة النظام الكتابي االصواتي األمريكي حيث ان ذلك خارج مجال موضوعنا هذا. ومن الجدير بالذكر أن بعض رموز جمعية األصواتيين الدولية قد استخدم للنظام الكتابي المبتكر لبعض اللغات االفريقية والشرقية التي لم تكتب من قبل. وكما تقول مبادئ الجمعية فإن هذه الحروف يمكن أن تستخدم )مع بعض االصطالحات الكتابية( كنظام عام لكتابة اللغات ولغرض النقل الحرفي.Transliteration أنظر مبادئ جمعية األصواتيين الدولية )1949:51(. وقد تعرضت الرموز لتعديالت وإضافات كثيرة آخرها في عام 1989 في مؤتمر»كيل«بألمانيا حيث صدرت قائمة الرموز المتداولة حاليا إال أن رموزا أخرى مازالت تضاف من حين ألخر وكان أحدث تغيير على القائمة عام 1996 م. الحركات المعيارية تبنت جمعية األصواتيين الدولية نظام الحركات المعيارية Cardinal Vowels الذي وضعه األصواتي دانيال جونز. وهو نظام معياري ال يقوم على حركات لغة بعينها بل هو نظام لوصف كل مجال النطق الممكن لجهاز النطق لدى اإلنسان. وهو نظام يفيد اللغوي واألصواتي في وصف وتصنيف ومقارنة اللغات المختلفة شأنه في ذلك شأن الصوامت )أنظر جدول الصوامت أدناه(. وضعت الحركات المعيارية على شكل رباعي مبني على صور باألشعة السينية أعدها دانيال جونز للحركات ]u,i[.,a,ɑ وقد وضعت سلسلة مفلطحة رقيقة من الفضة على اللسان إلظهار مواقعه بوضوح على فلم األشعة. رباعي الحركات وقد وضع على صورة جانبية ألعضاء النطق وفيه يتبين تحرك أجزاء اللسان )األمامي أو الخلفي على سبيل المثال( بإتجاه أعلى أو أسفل الفم 32

68 وإذا ما أخذنا الشكل الرباعي بتفصيل أدق فان وضع اللسان يتبين كاآلتي: وقد وضعت حركتان أخرييان بين ال] i [ وال] a [ لتمثيل حركتي ]e[ و] ɛ [ وحركتن أخرييان بين ال] ɑ [ وال] u [ تمثالن حركتي ]ɔ[ و] o [ على التوالي. هذه الحركات الثمان تسمى الحركات المعيارية األولية. الحركات الخمس األولى منها غير مدورة وهي] ɑ,i[,e,ɛ,a أي تنطق والشفتان منفرجتان. أما بقية الحركات وهي ال ]u,ɔ[,o فإنها مدورة. وفي الشكل أدناه نورد الحركات المعيارية األولية الثمان: 33

69 باإلضافة إلى الحركات المعيارية األولية هناك ثمان حركات أخرى تسمى ثانوية وهي في نفس مكان الحركات األولية ولكن حالة الشفتين تختلف بحيث تكون مدورة في الحركات ]ɒ,y[,ø,œ,ɶ ومنفرجة في ]ɯ,ʌ[.,ɤ أي أن حالة الشفتين هنا هي عكس حالتهما في الحركات المعيارية األولية. هناك حركتان أخرييان أضيفتا بين ال] i [ و ال] u [ وهما الحركتان المركزيتان ]ɨ[ بشفتين منفرجتين و ]ʉ[ بشفتين مضمومتين. وهناك الحركة المركزية التي تتوسط المنطقة بين نصف الضيقة ونصف المفتوحة وهي ال] ə [ أما الحركة ]ɐ[ فإنها حركة مركزية بين المنطقة نصف المفتوحة والمفتوحة. وقد قامت جمعية األصواتيين الدولية بإضافة عدد من الحركات مؤخرا ومنها ال] ɪ [و ال] æ [ وهي حركات أمامية غير مدورة و] ʏ [ وهي أمامية مدورة و] ʊ [ خلفية مدورة و] ɘ [ و] ɜ [ وهما مركزيتان غير مدورتان ثم ]ɵ[ و] ɞ [ وهما مركزيتان مدورتان. وفي بعض اللغات توجد الحركتان ]ə[ و] ɜ [ متبوعتان بتلون رائي r-colouring ويرمز لذلك ب] ɚ [ و ]ɝ[ على التوالي. كما أن هناك بعض الرموز التي شاعت في عهد ما أو في مدرسة لغوية معينة مثل ]ɩ[ و ]ɷ[ الشائعين في جامعة أدنبرة إال أن نظيريهما األكثر إنتشارا اآلن هما ال] ɪ [ و ال ]ʊ[ على التوالي. )1( وباإلضافة إلى عالمات التشكيل تلك فقد إقترحت الجمعية إضافة عدد من العالمات اإلضافية إلظهار صفات أخرى على األصوات مثل الغنة حيث يرمز اليها بالتلدة ]~[ او الر وم ] [ وهي صفات نوعية يمكن لتلك العالمات اإلضافية إظهارها هذا باإلضافة إلى عالمات تفيد إلظهار الكمية )الطول(. ومن عالمات التشكيل: أ- ] [ وتعني اكثر تدويرا مثال ]ɔ [ ب- ] [أقل تدويرا مثال ]ɔ [ ت- ] [متقدما مثال ] u[ 1( لمناقشة نقدية مستفيضة ومقترحات لتطوير الحركات المعيارية انظر )1999:114) Johnson.)Roca and 34

70 ث- [ ] متراجعا مثال ]e [ ج- ] [ مرتفعا مثال ] e[ ح- ] ] منخفضا مثال ]e [ خ- ]ː[ طويال مثال ]eː[ د- ]ˑ[ نصف طويل مثال ]eˑ[ الصوامت أما الصوامت فشأنها شأن الحركات أيضا أي أنها قائمة على نظرية أصواتية عامة. وبعبارة أخرى فهي تعتمد على المخرج )مكان النطق( والصفة )طريقة النطق( وحالة الحنجرة من همس أو جهر. وقد روعي في وضعها هي األخرى إمكانية النطق في كل لغات العالم. يعرض جدول الصوامت )أنظر أدناه( رموز الصوامت الناتجة عن استخدام تيار هواء رئوي كمصدر لتوليدها. واألجزاء المظللة فيه تعني مخارج اليمكن إصدار أصوات منها أما األماكن التي تركت بغير رموز فتعني أنه يمكن إخراج صوت من هذه المخارج إال أنه ال تعرف لغة لها أصوات تخرج منها. أما األعمدة التي في الجدول فتوضح مخارج األصوات التي تمتد من الشفتين في العمود األيسر إلى الحنجرة في العمود األيمن وفي داخل كل عمود خانتان: األولى من اليسار تمثل األصوات المهموسة واألخرى تمثل األصوات المجهورة. أما المحور األفقي فيمثل أنواع المخارج )أماكن النطق( بيمنا العمود الرأسي يمثل طريقة النطق أو طريقة إخراج الصوت: ففي الصف األول رموز األصوات الشديدة )االنفجارية( وفي الصف الثاني رموز األصوات األنفية ثم التكرارية فالمنقورة فالرخوة ثم الجانبية فالتقاربية وأخيرا التقاربية الجانبية. ويبين الجدول الذي يليه أصوات تخرج بواسطة الهواء الخارج من الرئتين إال أن هذه األصوات ال يمكن إدراجها في الجدول السابق لخصائصها من حيث مخارجها وطرق إخراجها فعلى سبيل المثال الواو التي لها مخرجان وليس مخرج واحد: األول من الشفتين واآلخر من الغار. 35

71 أما الجدول الذي يليه فيبين الرموز الصوتية للصوامت الناتجة من مصادر للطاقة غير القفص الصدري. فاألصوات التي في العمود األيمن تنتج عن استخدام الحنجرة كمكبس لضخ الهواء إلى أعلى مما ينتج عنه صوت إذا اعترض طريقه ضيق أو قفل. أما الرموز التي في العمود الثاني فهي لألصوات االناتجة عن إنخفاض الحنجرة فيما وضع الحبال الصوتية يسمح لهما بالتذبذب ويكون هناك قفل للهواء الداخل من خارج الجهاز الصوتي. أما العمود الثالث فهو للرموز الصوتية الناتجة عن تفريغ الهواء في تجويف الفم بقفل الفتحة الحنك - حلقية ومنطقة أخرى في مقدمة الفم كالشفتين أو مقدم اللسان وتسمى هذه األصوات بالطقطقة. ويمثل الجدول التالي رموزا إضافية أخرى تصاحب الرموز الواردة في الجداول السابقة. فعلى سبيل المثال تضاف عالمة [ ] تحت الصامت المجهور للداللة على أنه ليس كامل الجهر. وتوضع عالمة [ h ] مع الصوامت االنفجارية المهموسة للداللة على أنها هائية أي يصاحب نطقها شئ من الهواء أو أن الجزء األول من الصائت الذي يليها مهموس. 36

72 بعض المحاوالت السابقة لتصميم رموز صوتية عربية هناك محاوالت أخرى عدة لتمثيل أصوات العربية بالكتابة الصوتية فقد قام مطر )1968( في دراسته للهجة الكويتية بتصميم نظام خاص لالصوات قائم على على حركات التشكيل العربية التقليدية مع إضافات أخرى لتمثيل ظواهر كاألشمام واإلمالة وغيرها. إال أن نقطة الضعف في محاولته هي عدم الدقة واإلنتظام في بعض النواحي. فعلى سبيل المثال فإنه ال يمكن إظهار درجات الروم المتدرجة من الضيق إلى اإلنفتاح في صائت كال [ɔː[.]oː], [o ː], هذا باإلضافة إلى كون النظام مقتصر على اللهجة الكويتية دون سواها. وهناك محاولة الضبيب )1975( في ترجمته للجونستون )1967( وهي دراسة للهجات شرقي الجزيرة العربية. هذه المحاولة تشبه كثيرا محاولة مطر اآلنفة الذكر. أما أيوب )1983( )1984( و )1985( فقد قام بترجمة كل رموز جمعية األصواتيين الدولية إال أن إختياره للرموز كان في بعض األحيان عشوائيا وفي أحيان أخر ترجمة شكلية )خطية( graphetic للحرف الروماني مثال ذلك إستخدم }٤{ للرمز }ɛ{ و { [ } للرمز }ɔ{ وكذا }ه{ للرمز }ɑ{. هذه األشكال ال تمثل حروفا عربية حقيقية وبعضها )مثل { [ {( ال يتناسب أو يتآلف مع بقية الحروف العربية. أنظر األمثلة التالية من أيوب )1985(: /bint/ يمثلها /ي/ في»بنت«/ب ي ن ت/ /i/ /tiin/ يمثلها /ي ي/ في»تين«/ت ي ي ن/ /ii/ /beet/ يمثلها /ىى/ في»بيت«)بالعامية( /ب ىى ت/ /ee/ /katab/ يمثلها /ا/ في»كتب«/ك ا ت ا ب/ /a/ /kaatib/ يمثلها /ا ا/ في»كاتب«/ك ا ا ت ي ب/ /aa/ 37

73 /joom/ يمثلها /ئوئو/ في»يوم«)بالعامية( / ي ئوئو م/ /oo/ /bun/ يمثلها /و/ في»بن«/ب و ن/ /u/ /nuun/ يمثلها /وو/ في»نون«/ن و و ن/ /uu/ وعند مقارنة اللهجات بالفصحى أو مع لهجات أخرى تتضح الفروق كالتالي: الفعل»كتب«: في العامية :/katab/ /ك ا ت ا ب/ في الفصحى :/kataba/ /ك ا ت ا ب ا/ كلمة»يوم«: في العامية /joom/ : / ي ئوئوم/ في الفصحى /jawm/ : /ي اوم/ عبارة»باب شرقي«: في اللهجة العراقية ʃarɡii/ :/baab /ب ا ا ب ش ا ر ج ي ي/ في احدى لهجات نجد ʃardzii/ :/baab / ب ا ا ب ش ا ر دز ي ي/ محاوالت رائدة أخرى وهناك محاوالت أخرى عدة لتمثيل أصوات العربية بالكتابة الصوتية منها ما لم يتسنى لي اإلطالع عليها وقد إستعرضها الغامدي ) 1425 ه( بالتفصيل. )وقد أوردتها في ثبت المراجع أدناه() 2 (. أما أحدث محاولة فهي حسب علمي للغامدي )المرجع السابق( وقد غطت كل رموز الجمعية الدولية بما فيها من عالمات التشكيل اإلضافية وعالمات النبر مما يجعلها شاملة لكل اللهجات العربية بل وصالحة لكل اللغات األخرى. ومن ميزاتها أيضا أنه يمكن إضافتها بسهولة على لوحة مفاتيح الحاسب حيث يستخدم الحرف العربي العادي ومن فوقه أو أسفله أو بجانبه رمز آخر عى شكل) ^ ) توضع عنده شرطة صغيرة تحدد القيمة الصوتية الخاص بالرمز. مثال: و تقرأ»صوتية«. ومن ميزات هذه الطريقة الكتابية أنه يمكن تطبيقها في برامج الحاسب للقراءة اآللية للنصوص speech-to-text حيث يمكن تحويل الكالم المنطوق إلى كتابة والتعرف اآللي على الوحدات الكتابية grapheme reading حيث يمكن للقلم الضوئي الحساس لألشكال أو للماسحة أن يقوما بقراءة ما هو مكتوب وتحويله إلى كالم منطوق إلى غير ذلك من التطبيقات المفيدة. إال أن تعلم هذه الرموز يحتاج إلى مران كثير وذلك إلعتمادها على مبدأ رياضي يقضي باإلستفادة من تحويل مواقع الشرطات مع عالمة ^ بحيث يمثل ذلك أكبر عدد من األشكال المختلفة وهذا بالطبع قد يشكل عقبة أمام األصواتي أو اللغوي والذي يريد رموزا قليلة العدد وقريبة من لغته وتكون اإلضافات فيها مبنية على أساس نظري )من الفونولوجيا والصوتيات 2( أدين بالشكر لالستاذ الدكتور منصور الغامدي على تزويدي بقائمة عدد من المراجع. 38

74 وليس من الرياضيات( فيسهل عليه إستذكارها وإستحضارها وتطبيقها في الكتابة. وعليه يمكننا القول بأن األلفبائية السابقة الذكر تناسب عالم اللغة الحاسوبي بينما مقترحنا هذا يناسب عالم اللغة والصوتيات العامة بما في ذلك علماء دراسة اللهجات وعلم اللغة االجتماعي وتعليم اللغات. ومن الجدير بالذكر أن هناك محاوالت شبيهة سابقة في الغرب حيث إبتدع األصواتي األمريكي بايك )1943( طريقة كتابية أسماها Functional Analphabetic Symbolism قائمة على أساس معادالت رياضية طويلة. وهي طريقة غير عملية كما يقول إبركرومبي )1967:114( إذ لم يقصد من ورائها بايك أن تستخدم كطريقة عملية للكتابة الصوتية بل أراد بها في دراسته النظرية تلك أن يوضح أنه من الصعب إيجاد وصف شامل للجزئ الصوتي segment بسب تضافر عوامل عديدة في إنتاجه. المقترح جعلنا القيم األصواتية المعروفة للصوامت )السواكن( بنطقها الفصيح المعاصر - أساسا لما هو موجود منها في جدول رموز األصوات الدولية. فعلى سبيل المثال يرمز ال }ب{ للرمز }b{ وال }ث{ للرمز ]θ[ وهكذا. أما فيما يتعلق ببعض اإلختالفات اللهجية لتحقيق الفصحى المعاصرة )كنطق الجيم في فصحيات العراق والشام ومصر والمغرب حين ينطقها على سبيل المثال مذيعو الراديو والتلفاز( فقد فضلنا أال نتبنى رمزا واحدا لها وذلك ألن مقترحنا هذا قائم على أساس أصواتي )فوناتيكي( بحت وليس فونولوجيا للهجة معينة. فعلى سبيل المثال: يرمز للجيم الفصحى المعاصرة في مصر ب }ج{ }ɡ{ يرمز للجيم الفصحى المعاصرة في العراق والخليج ب }دج{ }ʤ{ يرمز للجيم الفصحى المعاصرة في بعض مناطق الشام والمغرب ب }ژ } }ʒ{ يرمز للجيم الفصحى المعاصرة في بعض مناطق السودان واليمن وعمان ب }ج{ }ɟ{ فتصورنا الذي نقدمه لتمثيل األصوات بالحرف العربي إذن يتلخص في اإلستفادة من الحصيلة الخطية للحرف العربي graphemic / graphetic inventory وذلك على النحو التالي: 1. أشكال لحروف عربية حقيقية أي القيم النطقية للوحدات الخطية )الجرافيم( graphemes ال >ب< وال >ت< وال >ك< على سبيل المثال. 2. التنوعات الخطية )األلوجراف( allographs للوحدات الخطية مثل تنوعات الجرافيم >ب< وهي: }ب{ و }ب{ و }ب{ 3. إستخدام العالمات االضافية diacritics الخاصة بجمعية األصواتيين الدولية لتمثيل ظالل األصوات األضافية مثل الروم والغنة والمد وغيرها. 4. إستخدام حرفين )جرافيمين( مركبين لتمثيل ظواهر كالتعطيش )الكشكشة( كما هو الحال في أبجدية جمعية االصواتيين الدولية. مثال: }تش{ يتكون من }ت{ + }ش{ لتمثيل الصوت المزجي ]ʧ[ 39

75 }دج{ يتكون من }د{ + }ج{ لتمثيل الصوت المزجي ]ʤ[ 5. كما أستخدمنا الوحدات الخطية العربية المستخدمة في اللغات الشرقية الشائعة في العالم اإلسالمي مثل الفارسية واألردية والخط الجاوي )وهو الخط الذي كانت تكتب به الماليوية() 3 (. فهذه اللغات تحوي ذخيرة جيدة من األصوات يمكن أن تغني الحصيلة الصوتية العامة منها على سبيل المثال: پ الباء المنقوطة بثالث لتمثيل الباء المهموسة )من الفارسية( ڠ الغين المنقوطة بثالث لتمثيل النون الطبقية )من الجاوية( ژ الزاي المنقوطة بثالث لتمثيل الشين المجهورة )من األردية( ڈ الدال التي تعلوها طاء صغيرة لتمثيل الدال معقوفة النطق )من األردية( ٹ التاء التي تعلوها طاء صغيرة لتمثيل التاء معقوفة النطق )من األردية( 6. إستخدمنا تنوعات خطية معينة )ألوجرافات( معدلة لبعض الوحدات الخطية مثل: راء عربية مقلوبة لتمثيل الراء الخفقية كما في العربية في»شر د«]ɾ[ الم عربية مقلوبة لتمثيل الالم الغارية كما في االسبانية ]ʎ[ 7. كما يمكن إستخدام التشابه الخطي graphetic resemblance بدال عن القيمة الصوتية للوحدات الخطية )الجرافيمات( graphemes في حاالت من مثل: أ- إستخدام عالمة الترقيم العربية } { لتمثيل الحركة المحايدة }ə{. ب- الرقم العربي }٤{ لتمثيل الحركة }ɛ{. ت- الرقم العربي }٨{ لتمثيل الحركة }ʌ{. ج- الحرف العربي المركب }ال{ لتمثيل الحركة }ɤ{. 8. كما يمكن أستخدام الرموز الجديدة من الحصيلة الحاسوبية المعروفة ب يونيكود UNICODE وهي غنية بتنوعات كثيرة يمكن توظيفها لتمثيل الكثير من األصوات. من هذه الرموز >ٺ< < ڀ > < ٻ > >ڦ< >ڈ< >ٹ< >ڇ< >ڃ > >ڑ< < ژ< >ڈ< >ڇ > >ڱ > < ڳ > < ڳ< < گ > < ں< >ے< >ڻ< < ۋ< >ۇٴ< >ۈ< >ۆ< >ې< >ې< >ۅ< الخ. أمثلة: ر ل مالحظة: في الكتابة الصوتية أدناه يرمز ال] ه ] وال [ ع ] الصغيران والصاعدان إلى ظاهرة النفسية )الهائية( والتفخيم على التوالي. فعلى سبيل المثال يمكن كتابة ال >ص< فونيميا ك /ص/ وصوتيا )فوناتيكيا( ك ]س ع [: 3( يشيع خطأ هذه األيام لدى بعض المترجمين واالعالمييين وهو تسمية لغة الماليو ب *المالوية والصحيح هو الماليوية وهي لغة اندونيسيا وماليزيا وبروناي ومناطق أخري في جنوب شرقي آسيا. أما مالوي فهي بلد بافريقيا والنسبة اليها مالوي ومالوية. 40

76 الخالصة بظهور عصر الحاسب اآللي وبرامج تنسيق الكلمات والبرامج الخاصة بتصميم الحروف أصبح من الضروري إيجاد نظام كتابة عربي لألصوات يكون موحدا ومتفقا عليه من قبل كل األصواتيين واللغويين العرب. فاستخدام الحرف الروماني ال يتناسب والحرف العربي فهما مختلفان من حيث اإلتجاه في السطر وهذا يشكل عبئا في التنضيد والتنسيق وأهم من ذلك إختالفهما في الشكل. فصوتيات العربية )والصوتيات العامة بالعربية( يجب أن ال تحرم من جمالية الحرف العربي. فبإمكاننا تطويعه ليمثل كل التنوعات اللهجية للعربية بل ويمكن أن يمثل بقية اللغات األخرى كما هو الحال بالنسبة للحرف الروماني. وحري بنا أن نخصص دورية عربية للصوتيات أو للغويات العامة تتبنى فيما تتبناه من مهام- إستخدام طريقة موحدة للكتابة الصوتية تكون مرجعا للجميع. الرموز المقترحة الحركات المعيارية األولية 41

77 الحركات المعيارية الثانوية 42

78 43

79 المراجع العربية أيوب عبد الرحمن:»الحقائق التاريخية وأثرها في النظم اللغوية والوصفية«في المجلة العربية للعلوم اإلنسانية العدد 11 المجلد 3 صفحات م. أيوب عبد الرحمن: الكالم: إنتاجه وتركيبه الكويت: جامعة الكويت م. أيوب عبد الرحمن: إطار مقترح الستبانة األطلس اللغوي العربي تونس: جامعة تونس م. بشر كمال: دراسات في علم اللغة القاهرة: دار المعارف م. بشر كمال: علم األصوات القاهرة: دار غريب للطباعة والنشر م. خليل محمود:»طريقة لكتابة نصوص اللهجات العربية الحديثة بحروف عربية«. مجلة المجمع اللغوي بالقاهرة. م 8. ص ص م. السفروشني إدريس: مدخل للصواتة التوليدية. دار توبقان للنشر الدار البيضاء م. السقاف عبد اهلل حسن تمثيل رموز النطق الدولية بالحرف العربي بحث مقدم لندوة النقل الكتابي بين اللغات»رومنة األسماء«جامعة نايف للغلوم األمنية الرياض 1427 ه السويل عبد العزيز بن إبراهيم:»نحو ألفبائية عربية موحدة: اقتراح لعلماء الصوتيات العرب«مجلة كلية اآلداب. جامعة الملك سعود م 13 )1( ص ص م. الضبيب أحمد: دراسات في لهجات شرقي الجزيرة العربية بيروت: الدار العربية للموسوعات م. الغامدي منصور: ألفبائية صوتية دولية تقوم على الحرف العربي. الندوة الثالثة آلفاق البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في العالم العربي مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الرياض ه. محمد األمين أبو منقة: صوتيات لغات الشعوب اإلسالمية في إفريقيا )الهوسا والفالني والسواحيلي(. منشورات المنظمة اإلسالمية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو الرباط ه. مصلوح سعد: دراسات السمع والكالم القاهرة: عالم الكتب م. مطر عبد العزيز:»أسرار اللهجة الكويتية«في الموسم الثقافي لجامعة الكويت الكويت: مطبعة جامعة الكويت م. المراجع األنجليزية Abercrombie, D.: Elements of General Phonetics, Edinburgh: Edinburgh University 44

80 Press, 1967 Abercrombie, D.: Extending the Roman Alphabet: Some Orthographic Experiments of the Past Four Centuries in R.E. Asher and J.A. Henderson (eds.) Towards a History of Phonetics, Edinburgh: Edinburgh University Press, 1981 IPA: The Principle of the International Phonetic Association, 1949 IPA: Chart of The International Phonetic Alphabet, 1996 Johnstone: Eastern Arabian Dialects, London: Oxford University Press, 1967 Knowles: Patterns of Spoken English, London: Longman, 1987 Pullam, G.K. and W.A. Ladsaw: Phonetic Symbol Guide, Chicago and London: The University of Chicago Press, 1986 Roca & Johnson: A Course in Phonology, Oxford: Blackwell, 1999 Semaan: Linguistic in the Middle Ages, Leiden: E.J.Brill,

81 46

82 الجلسة األولى المسار الثاني ورقة بحثية )1( Radio Sawa in the Middle East: Mission Accomplished? Investigating Listenership and Audience attitude among the Youth in Qatar Assoc. Prof. Dr. Mahmoud M. Galander Mass Communication Department College of Arts and Science - Qatar University In the aftermath of 9 /11, and the ensuing wars in the Middle East, the United States made tremendous efforts to improve its image in the Arab and Muslim worlds and win «Middle Eastern hearts and minds». Such efforts included the establishment of three media outlets, a magazine, a radio and a TV station. Though one of these outlets, Hi Magazine, no longer publishes, radio SAWA and Al-Hurra TV are well into their fourth and third year, consecutively, in operation. Though several western studies have attempted to test the position of the two media, this exploratory study, which investigates the level of listenership to Radio Sawa and its impact on the youth in Qatar, is one of the few region-based look into the radio station>s place and impact. Such an independent investigation of the impact of the radio is due in the wake of the controversy stirred by the claims and counter-claims of success and failure exchanged between the proponents and opponents of the station. The study provides only a preliminary look into the station, but aspires to develop itself into a cross-regional investigation with the collaboration of interested scholarly colleagues in the region. The Problem In defense of his proposal for the establishment of radio Sawa, Norman Pinnitz, the famous American broadcaster and member of the Us Congress affiliated Broadcasting Board of Governors (BBG), argued Early in 2002, for the establishment of the station in the following words : 47

83 «There s a media war going on in the Middle East. The weapons of that war include disinformation, incitement to violence, hate radio, government censorship, and journalistic self-censorship And the United States didn t have a horse in this race. When the radio station began its services on March 22, 2002, Pinnitz declared its mission as «to effectively communicate with the youthful population of Arabic-speakers in the Middle East by providing up-to-date news, information and entertainment». The station further emphasized that its guiding principle is «to serve the long-range interests of the United States by communicating directly in Arabic with the peoples of the Middle East by radio. In September, 2003, six months after Sawa began broadcasting, the BBG published an AC Nielsen report, which it commissioned, on the radio listenership among the target audience in the Middle East. The report declared that Sawa was the most popular radio station among young people in Amman, the capital of Jordan; by July-August 2003, Sawa was found to be leading in Egypt, Jordan, Qatar, UAE and Kuwait. Radio Sawa also boasted in 2003 of a pan-arab audience of 15 million, who belonged to the age group. According to the survey, Sawa pulled ahead of several government FM stations in the region and was commended for its news broadcasts. The survey also reported that the listeners of Sawa in the area were more inclined toward the US than non-listeners. If the findings of the survey are true, then such a success, in such a short period of time, promises to endow Sawa with a tremendous and unsurpassed power and impact on the opinions and attitude of the target audience. In an attempt to investigate the probabilities of such power and impact, this exploratory study has tested a sample of Qatari university students, as a preliminary step toward a wider investigation comprising several countries in the region. Radio Sawa: Propaganda or Entertainment? Radio Sawa is a service of U.S. International Broadcasting, operated and funded by the Broadcasting Board of Governors (BBG), an agency of the U.S. Government. It was basically established as a replacement of the Arabic «Voice of America» which, according to the US authorities failed to achieve its professed mission of enhancing Arab American relations and improving the image of the US in the area. Radio Sawa claims it seeks to win the attention and respect of listeners and that its news is fair, objective and unbiased. Its founder is Norman J. Pattiz, a member of the Broadcasting Board of Governors, chairman of America s largest radio network, Westwood One, emphasizes the importance of disseminating information that would serve the American interests and improve the image of the US in the Middle East. 48

84 Ever since its inception, radio Sawa has caused a controversy as to whether it is a downright propaganda service that has replaced the ineffective and defunct (Arabic) Voice of America (VOA). Critics of the endeavor have criticized the station>s attempt to screen its basic purposes behind such terms as to «connect with people in the Middle east», and «reach the hearts and minds». The answer to the nature of radio Sawa, as to whether it is a propaganda tool or not, may be found in the report of the US Auditor General (AG) on the implementation of an interagency agreement between Radio Sawa and the office of USAID to «support democratic change» in Iraq. The AG report outlines the agreement between Sawa authorities and the USAID Office of Transition Initiatives as follows: «To address the communication deficiencies in post-conflict Iraq, the United States Agency for International Development, Office of Transition Initiatives (USAID/ OTI) entered into an interagency agreement with the Broadcasting Board of Governors International Broadcasting Bureau (BBG/IBB),. to use Radio Sawa of the Middle East Radio Network to fill the information void. The agreement was part of OTI s effort to respond to the emerging and urgent needs of the Iraqi people and to support democratic change by more widely disseminating information considered integral to sustainable development for the Iraqi people amid an environment of conflict and disorder.» Said in plain English, The office of Transition Initiative (OTI) mentioned in the report, needed to disseminate information that would support the political effort of the occupation authorities in Iraq. A radio station seeking to achieve such support would be nothing less than a propaganda voice. Claims of Success The survey conducted in five countries in July and August 2003, showed that Radio Sawa had reached an average listenership of 31.6 percent among the age of 15 years and older in the region. The table below shows the rates of listeners per country as follows: Egypt Jordan, Kuwait, Qatar, United Arab Emirates, Other findings of the survey report that Sawa: 10.6 percent; 30.4 percent; 39.5 percent; 40.8 percent 36.6 percent. 1- has achieved an average of 42% market dominance in the age group between 15-29; 2- Attracts an older audience (over 30), with 22.5 percent of listenership; 49

85 3- is popular among all «elite» listeners (upper social and economic classes including managers and well-educated professionals, with listening rates of 34.6 percent among.; 4- Is considered a reliable source of news and information by 73 percent of its weekly listeners. 5- has an audience that has a more positive view of the United States than the general population. When asked, «How favorably or unfavorably inclined are you personally towards the United States,» 39.3 percent of Radio Sawa listeners replied, «Very or somewhat favorable.» According to Neilsen>s report, that compares with 27.3 percent of the general population. Marrying the Mission to the Market Commenting on the results of the survey, Kenneth Tomlinson, the Chairman of BBG said that the success of Sawa is an indication that a significant number of young Arabs will listen. The founder of the station, Norman J. Pattiz, commented that the success of the station proves that if a radio station funded by the government, provides accurate, reliable and credible news and information, it can attract a huge listening audience in the Middle East. Though none of the leading personalities of the station would candidly proclaim, the aims of the station as a propaganda medium have not escaped the close observers. In an article in New York Times, a writer referred to what he called «Popaganda», a reference to the continued stream of pop music which Sawa presents to the listeners in an attempt to lure them to other propagandistic aims. The writer criticized the style and approach of the station and concluded that the listeners in the region seem to pick the music and discard the politics. In an article on the prospects of the station as a medium of better understanding of the US, George Gedda qualifies the station as a venue for «public diplomacy» and portrays Pattiz as being cautiously optimistic as he quotes him saying «we stand a better chance» of winning the hearts and minds of the Arab audience with such a radio format. Despite his cautious approach, Even Pattiz himself could not, overlook such propagandistic aims of the situation when he said «By using proven 21st Century Western broadcasting techniques, Sawa is the foremost example of (marrying the mission to the market) the primary focus of the BBG's strategic plan.» Sawa Impact Questioned By 2004 the claims of success of Sawa were coming under fire. The report of the AG of the US State Department doubted the proposed impact of radio Sawa and questioned its ability to win hearts and minds as suggested at the beginning of the station. As the station was chunking 22 million of American taxpayers' money, 50

86 its accomplishment as to its mission was reported to be minimal. The report of the Auditor General pointed out the occupation of the station with the stacking of audience more than with winning people to the American cause. «The report also questioned the validity of some research given to Congress by the Broadcasting Board of Governors, Radio Sawa's parent, to demonstrate its success.» According to experts in Arab Affairs whose advice was sought by the AG report, Sawa did not match al-jazeera in terms of quality, hence was unable to attract the intellectual elite in the area. The same experts reported that their own investigation showed that parents would prefer their teenagers not listen to Radio Sawa because its broadcasts contained such poor Arabic grammar that the parents were wary of its corruption of the language. With its preoccupation with ratings, «it is difficult to ascertain Radio Sawa>s impact in countering anti-american views and the biased state-run media of the Arab world,» the AG draft report concluded. To ascertain the probable impact of radio Saw, Mohammed al-nawawy, a professor of communication at Queens University of Charlotte, North Carolina, surveyed nearly 400 university students from Morocco, Kuwait, Jordan, the United Arab Emirates and the Palestinian territories. Whereas 43% of those students who reported listening to Radio Sawa said they listened for music, only 13 percent said they tuned in for news. The other major findings of Al-Nawawy's project were that there were low credibility averages for Radio Sawa (and Television Al-Hurra.), and that the students' attitudes toward the foreign policy of the U.S. worsened slightly since exposure to Sawa (and Al-Hurra.) When interviewed about the findings of his research by New York Public Radio station, Al-Nawawy elaborated that the students he surveyed were aware that the Sawa aimed at influencing their opinion, and that reflected negatively on their perception of the credibility of its news. Proponents Defend Sawa: In the face of such criticism to Sawa, the proponents of the service were quick to defend the station. Norman Pattiz, the Godfather of Sawa, commented that the report had «many inaccuracies, misunderstandings and misinformation, «and that the report «misrepresents Sawa's mission and performance». Kenneth Tomlinson, the chairman of the Broadcasting Board of Governors, defended the station by stating that it was one of the biggest successes the U.S. had ever had in international broadcasting. Radio Impact: A historical and theoretical overview The impact of radio in politics and business has been realized ever since 51

87 the years of infancy of the technology. The inception of the 1st World in 1917 brought radio as a military tool of both propaganda and communication (marine communication). After the war, the commercial dimension of the medium was realized and fully utilized in the US for both entertainment and political purposes. By the mid-twenties the impact of radio on the political landscape of the US was very clear; radio provided a better platform for political communication with the audience and enabled both the politicians and the public to overcome the problems of direct faceto-face campaigning. As the 2nd World War approached, the role of radio as a tool of propaganda was reinforced by the communication activities of the German Army around the world. Harold Lasswell's propaganda theory was a product of the politics and war of the era. Though he did not completely agree with the «magic bullet» concept of media impact, yet he underlined the possible use of controlled media for propaganda and persuasion purposes. Walter Lippmann's theory of public opinion, in which he shared the belief that the public was vulnerable to media content under the strong control of a central agency, influenced the dominance of the powerful media paradigm. Though later research ushered the era of the limited effect paradigm, the place and role of radio in international diplomacy has not ceased up to this day. During the Cold War years, radio stations like Radio Moscow, Voice of America, the BBC and Radio France International remained a stark evidence of the propagandistic role of radio in the fifties, sixties and seventies. US-sponsored radio stations like Radio Free Europe and Radio Martie remain, to this day, an attestation of the strong belief of the US in the strength of radio as a propaganda tool. The term «public diplomacy» is more widely used today to describe the role of radio in modern-day government-based propaganda. With the advent of modern technologies, and the convergence of the various modern media, the macromedia (national newspapers, national radio stations, satellites), the micromedia (PCs, transistor radios, tape recorders) and the mesomedia (desktop publishing, internet chat rooms, blogging), have all brought global communication as all-media based activity whose impact traverses the separate activities of a single medium. As such, radio remains an important part of the macromedia of the current global communication, and its impact remains as pervasive as that of the global macromedia. Research Questions: Based on the discussions above, and to investigate the place and impact of Radio Sawa, this study poses the following questions: 1-What is the level of listenership of Radio Sawa among the youth of Qatar? 2- What are the preferences of these listeners as to Radio Sawa programs? 3- Compared to other radio stations, what is the position of Radio Sawa in the list of 52

88 preferences of the listeners? 4- What is the opinion of the listeners as to the cultural and social relevance of the programs of the station? 5- What is the attitude of these listeners toward the US and its policies in the region? Methodology: A questionnaire-based survey of a convenience sample (N = 111) of students from Qatar University was administered during the months of September and October The respondents came from almost all of the faculties and all levels of study. The survey consisted of twenty items, most of them comprising four-leveled scale responses to preferences and attitude of the respondents toward the programs and content of the programs. Few open-ended questions sought to gauge the attitude of the respondents toward the US policies in the region. Responses to these questions were coded into favorable, neutral or unfavorable. Two comparison questions also sought to measure the rank order of the station among a list of radio stations in the area. The following paragraph discusses the findings. Findings: The tables 1-10, display the results of the analysis of the questionnaire. Table 1. Listening Habits Table 1 summarizes the listening habits of the survey respondents and reports that almost 30% of the respondents are non-listeners to the station. Though only about 3% are regular listeners, the bulk of the respondent rate themselves as moderate listeners. The rest of the tables below (Table 2-9), report the findings for only the 78 respondents who reported themselves, in Table 1 as «regular» or «to some extent listeners». 53

89 Table.2 How Long Do You Listen to SAWA? Table 2 summarizes the responses to the item on the amount of time the respondents spend listening to Sawa. As shown, more than 80% of the respondents are moderate listeners, with approximately 19% dedicating one hour or more. Table.3 SAWA Programs Preferred by Audience Table 3 describes the audience preferences with respect to the radio programs. As shown, more than half of the respondents prefer to listen to the station for its Arabic music, 18% for its western Music, whereas only 12 chose its news and information as being of interest to them. Only 9 reported they prefer the free discussions of the Radio station. Table.4 Sawa Compared to other Stations Table 4 displays the respondents' rank order of Sawa when compared to four other stations in the area. The comparison included famous stations: Al-Jazeera, MBC. BBC and Monte Carlo. The data show that Sawa was ranked as first or second by 46% of the respondents, whereas half of them ranked it in the last two. 54

90 Table.5 What Distinguishes SAWA from other Arabic Language Stations? When asked to identify what distinguishes Sawa over other Arabic language stations, entertainment (Arabic and Western) music ranked first, whereas variety ranked second. Table 5 summarizes these findings and reports that a considerable number of the respondents either reported «nothing distinguishes the station» or did not respond. Table 6 IS Radio Sawa Biased? Table 6 focused on the respondents' attitude toward Radio Sawa. It posed the question «is Sawa was biased in its news ad information presentation?» The data show that 50% thought Sawa was to some extent biased, Slightly more than 15% said it was biased, about 8% said it was not and almost 27% were unsure. Table.7 Attitude toward US Policies in the ME To explore whether Sawa has helped the respondents to better understand US and its policies, the survey asked the respondents to express their opinion on US policies in 55

91 the area. Table 7 summarizes the results and shows that 65% said their opinion about US policy as being negative; almost 35 % reported neutral, however, no respondent reported any positive attitude toward US policy. Table.8 Has Sawa Helped in Understanding US policy? Table 8 reports the attitude of the respondents on whether Sawa was able to explain US policies in the ME to the listeners. The table reports almost 62 believing Sawa did not help. Only around 4% say it did help in explanation of US policies. And 15% say to some extent. Table 9 Does SAWA Present Culturally Relevant Programs? Table 9 reports the respondents' opinion on whether Sawa programs are culturally relevant to the region or not. The table shows that those who think Sawa is either relevant or to some extent relevant are more than 50 % (57.8). Table.10 Information Retention: Issues Discussed in Programs Table 10 summarizes the level of information retention of the radio users. According to the table, 73% of the respondents could not recall (did not report) any culturally 56

92 relevant issues or stories. Almost one third were able to identify issues or stories discussed in the program. Discussion: This study hoped, when it was first conceived, that it would include a representative sample comprising the youth of at least three of the Gulf countries, but for practical and logistical reasons, it decided to focus on one of the Gulf countries and to later expand the study to several. Its findings are, therefore, only exploratory and may serve as a guide for future research on the issue. Despite its exploratory nature, the study has provided some insight to the place and impact of this controversial radio station. The findings have confirmed the presence of a considerable level of listenership among the youth of at least one of the target countries of Radio Sawa; though the data do not confirm overwhelming listenership figures as suggested by the reports published earlier. The study did not, however, find any support of such wishes and projections like «winning the hearts and minds» of the people. Though this wish may be a latent objective of the station, currently the data show that Sawa has little impact on people's attitude toward US and its policies in the area, as a considerable percentage of the respondents reported a negative position toward US policies in the area, confirmed that Sawa failed to impact their opinion on US policies, and almost 75% of them failed to retain any information from their listening to the station. The study has confirmed that the primary purpose of listening to the station was basically the music and songs, Arabic as well as western that the radio broadcasts: whereas news and information ranked the lowest in their preferences of the station's programs. For data analysis purposes we coded the responses of the audience to the question «What is your opinion about the US policy in the region» into three general categories of «positive,» «negative» and neutral. Though this categorization was convenient for statistical purposes, it did not reveal the true attitude of our audience as expressed in the relevant open ended questions. The responses included such characterization of US policy as «Unjust», «arrogant» «targeting Muslims» «ignorant of the reality of our world» and many similar comments. When this is added to the findings that showed little information retention, little concern with other than music programs and a concern with the biased information presented by the station, it may be concluded that the hearts and minds of Arab youth may not be ready to be won by the sheer presentation of their favorite songs only; the remedy of the situation may not lie in popular songs, but in just and rational policies. However, one must not dismiss Sawa as being a total failure in the accomplishment of its «undeclared' mission, for one could not miss the intelligent approach of the station to the presentation and tackling of the values it hopes to spread in the region. An analysis of the content of the discussion slot the station 57

93 labels «Sawa Chat» has revealed a vivid attempt to approach social and cultural issues from a problem solving approach in which a «man on the street» format allows Arabs in different parts of the region to comment on issues like «choice of spouse», «tolerance of the other», «forgiving», «religious coexistence», «obedience», «the right of self expression» and many similar issues. Even the songs chosen all through the day did not fail to show, when some of them were analyzed, a similar orientation. Many of the songs, by Arab or western pop singers focused on such issues like «freedom of choice» «the right to love» and the preference of having a «free soul». Conclusion: Radio Sawa has been in operation for three years. Advanced technological capabilities, an abundance of popular songs and music, and enormous funds availed by the US Congress allow the station to enjoy a considerable level of listenership, when compared to the defunct Arabic radio Voice of America. This popularity does not, however, guarantee the achievement of the basic aims of the station as a tool of US public diplomacy in the Middle East. Though it may be early to pass a judgment on the station's accomplishment of its mission, one may confidently state that the US would not spend millions of US taxpayer money only to entertain the Arab Youth. The US Congress, the supreme authority over the station, it seems, will have to wait for some time before the radio station delivers a dividend. Bibliography: Pein, Corey (May-June 2005) America's Faltering Voice. Columbia Journalism Review, Available at Gedda, George, (November 2002) Radio Sawa: Music as a Tool. Foreign Service Journal, 56. The survey was conducted in 2003 by AC Nielsen Company on behalf of the BBG. The news was distributed by the communication officer of BBG, and appeared almost in all US media at the time. See http// _bbg_news. cfm?articleid=96&mode=general. Glenn Kessler (October 13, 2004) The Role of Radio Sawa In Mideast Questioned. Washington Post, Wednesday, October 13, 2004; Page A12. Office of Inspector General, U.S. Department of State and the Broadcasting Board of Governors. Monthly Report Activities. November, http// _bbg_news.cfm?articleid=96&mode=general. 58

94 Tough, Paul (2002). The Years in Ideas: Popaganda. New York Times 15 Dec Alvin Snyder. (2005) Eulogy to Rebirth? US International Broadcasting Struggles to Find its Way - With the Help of Al Jazeera Transnational Broadcasting Studies: Satellite Broadcasting in the Arab and Islamic Worlds Fall / Winter El-Nawawy, M. (July 21, 2006) Interview with WNYC New York Public Radio. El-Nawawy, M. (2006) US public diplomacy in the Arab world. Global Media and Communication, Vol. 2, No. 2, ( 203-)..قلندر محمود )2003( مقدمة في االتصال الجماهيري الخرطوم: دار عزة للنشر Lasswell, H. (1934) Propaganda Technique in the world war. New York: knopf. Lippmann, W. (193 ) Public Opinion. New York: McMillan. Tehranian, M (1999) Global Communication and World Politics, Boulder Colorado: Lynne Rienner. 59

95 60

96 الجلسة األولى المسار الثاني ورقة بحثية )2( المدونات اإلليكترونية ودورها في دعم مجتمع المعلومات في العالم العربي د. حسني محمد نصر أستاذ الصحافة المشارك بقسم اإلعالم جامعة السلطان قابوس مقدمة: أدي ظهور االنترنت وتحولها في مطلع تسعينات القرن الماضي إلى وسيلة اتصال جماهيرية إلى إحداث تغيرات بنيوية مهمة في عملية تدفق المعلومات في المجتمعات المعاصرة. وقد ارتبط صعود مصطلحات مثل»مجتمع المعلومات«و»مجتمع المعرفة«و»المعلوماتية«بهذه الوسيلة الجديدة من وسائل االتصال التي أدخلت الجماهير العريضة - ربما للمرة األولي في التاريخ اإلنساني- مجال إنتاج المعلومات وتوزيعها بعد أن كان دور هذه الجماهير يقتصر على استهالك المعلومات التي تنتجها نخبة ضيقة من المفكرين والكتاب واإلعالميين. وأدي ظهور وانتشار االنترنت ضمن ما أدي إليه إلى إفساح المجال لدخول إطراف جديدة في المعادلة اإلعالمية التي كانت قائمة على سيطرة مصادر محدودة تتمثل في وسائل االتصال الجماهيري التقليدية كالصحف المطبوعة واإلذاعات ومحطات التلفزة الرسمية على إنتاج وتوزيع المعلومات في المجتمع. وقد كان لظهور وانتشار االنترنت تأثيرا واضحا ومثيرا على أنظمة االتصال اإلنساني األمر الذي انعكس على أساليب الحياة. وتبدو االنترنت حاليا مسئولة عن تطورات غير محدودة في األنشطة اإلنسانية االجتماعية والثقافية واالقتصادية والسياسية خاصة بعد أن سمحت هذه الوسيلة الجديدة ألي شخص بالوصول إلى كل أنواع المعلومات المتاحة على الشبكة باإلضافة إلى تحولها إلى أداة اتصالية سهلة لنقل وتوزيع المعلومات إلى اآلخرين ووفقا لذلك فقد تم قبول االنترنت كوسيلة اتصال جديدة وربما بديلة منذ ما يقارب عقد من الزمن,Kim(.pp 2005: (. وقد ساهم في هذا التحول نجاح الحكومات العربية - بدرجات متفاوتة - في تأمين البنية االتصالية التحتية الالزمة الستخدام هذه الوسيلة على نطاق جماهيري. ورغم غلبة اإلعالم الحكومي النخبوي على الشبكة من خالل المواقع الحكومية ومواقع وسائل اإلعالم المملوكة أو الموالية للحكومات إال أن الشبكة بمميزاتها العديدة أتاحت لفئات وجماعات أخرى خارج النخب الحاكمة إنتاج المعلومات وتوزيعها باإلضافة إلى إسماع صوتها لآلخرين عبر مواقع عدد من الصحف االفتراضية الجديدة والمواقع اإلخبارية والمنتديات 61

97 والقوائم البريدية بل والمواقع الشخصية لبعض السياسيين ورجال الدين واألفراد العاديين. ولعل من أهم الظواهر الجديدة التي تشهدها الساحة اإلعالمية العربية في فضاء االنترنت ظاهرة»المدونات«التي باتت أيسر وسائل االتصال الشبكي لكونها تتيح للفرد العادي متى استطاع استخدام االنترنت أن يكون صحفيا وكاتبا ومنتجا للمعلومات ال مستهلكا لها فحسب وتمكنه من إيصال صوته إلى اآلخرين متجاوزا كل قيود وعوائق استخدام وسائل اإلعالم التقليدية. وقد اكتسبت ظاهرة المدونات أو»البلوجز«زخما كبيرا في السنوات األخيرة بعد التزايد المطرد في أعدادها في المنطقة العربية حتى أصبح هناك - وفق إحصاءات من الصعب التحقق من صحتها - أكثر من سبعة اآلالف مدونة عربية تمثل كل منها ما يمكن أن يشكل صحيفة قائمة بذاتها لها جمهورها ومواقفها واتجاهاتها وتعبر مجتمعة عن كل ألوان التعدد السياسي واالجتماعي والثقافي والفكري في العالم العربي. موضوع الدراسة ومنهجها: رغم قصر العمر الزمني للمدونات إال أنها أحدثت ردود فعل عديدة على المستويين الرسمي والشعبي وأثارت جدال مستمرا بين المعنيين بها من سياسيين وإعالميين وأكاديميين وحتى من جانب المستخدم الفرد لالنترنت. فقد نظر إليها البعض على أنها نوع من»الصحافة البديلة«التي تمنح الفئات المهمشة في المجتمع منفذا فريدا للتعبير عن نفسها والدفاع عن مصالحها بينما قلل البعض من أهميتها علي أساس أن ارتفاع نسب األمية في غالبية الدول العربية فضال عن ضعف اإلمكانات المادية للغالبية العظمي من المواطنين العرب يعوق تحولها إلى وسيلة جماهيرية. وعلي مستوى أخر فان ظاهرة التدوين االليكتروني تثير قضية قديمة جديدة في نفس الوقت حول فتح منافذ جديدة لتدفق المعلومات والتعبير أمام جميع الفئات التي يتشكل منها المجتمع وما إذا كان يؤدى في نهاية المطاف إلى دعم التحول إلى مجتمع المعلومات أم يؤدى إلى تفتيت المجتمع وإثارة النعرات الطائفية فيه. ومن هنا وفي ضوء خلو المكتبة العربية من دراسات حول ظاهرة المدونات نظرا لحداثتها تأتي أهمية رصد هذه الظاهرة رصدا علميا والتعرف على أبعادها ودورها المنتظر في الساحة اإلعالمية العربية خاصة على مستوى دعم إمكانية تحول المجتمعات العربية إلى مجتمعات معلومات. وعلي هذا فان هذه الدراسة التي تنتمي إلى نوعية الدراسات الكشفية االستطالعية وتهدف في األساس إلى رصد ظاهرة المدونات وتحليل أبعادها المختلفة خاصة علي صعيد هويتها وتاريخها وسماتها االتصالية كوسيلة اتصال معلوماتية جديدة والحريات التي يمكن أن ترسخها في واقع االتصال اإلنساني وصوال إلى تأصيل دورها في دعم قيام مجتمع المعلومات في فضاء االتصال االليكتروني العالمي والعربي. وتسعى الدراسة إلى وصف وتحليل وتفسير االمكانات االتصالية والمعلوماتية التي بدأت المدونات االليكترونية في ترسيخها في الواقع االتصالي العالمي وارتباط تلك االمكانات بجهود التحول إلى مجتمع المعلومات ونشر المعارف في الوطن العربي. وتنطلق الدراسة من فرضية أن ظهور وانتشار المدونات كوسيلة جديدة لالتصال وما تتمتع به من سمات اتصالية عديدة قد يمنح فرصة اكبر - مقارنة بوسائل االتصال التقليدية والجديدة األخرى - لتدفق أوسع للمعلومات في المجتمعات اإلنسانية خاصة في الدول العربية التي تعاني من تدفق غير متوازن للمعلومات في عالقتها مع دول المركز الغربي من ناحية وداخل المنظومة العربية بين الدول الغنية وبين الدول الفقيرة ثقافيا بل وداخل الدولة الواحدة بين النخب المثقفة والجماهير العريضة. وسعيا إلى اختبار هذه 62

98 الفرضية تطرح الدراسة عددا من اإلشكاليات المحيطة بهذه الظاهرة وتتناولها بالرصد والتحليل والتفسير باعتبارها وسيلة إعالمية جديدة أضافت إمكانات اتصالية ومعلوماتية جديدة يمكن أن تسهم في جسر الفجوة المعلوماتية التي تعاني منها الدول العربية سواء في عالقتها باألخر أو على المستويين اإلقليمي والقومي. وتعتمد الدراسة على المنهج الوصفى التحليلي الذي يعني بوصف أبعاد الظاهرة وتحليلها في ضوء المادة العلمية المتوافرة عنها سواء في الكتب أو الدراسات السابقة أو المصادر المتصلة بها )المدونات نفسها(. وتتكون الدراسة من مقدمة وأربعة مباحث وخاتمة. يتناول المبحث األول مفهوم المدونات االليكترونية وتاريخها والسمات األساسية لها كوسيلة اتصال. ويرصد المبحث الثاني ما تقدمه المدونات من إمكانيات معلوماتية جديدة يمكن أن تدعم تحول المجتمعات الحديثة إلى مجتمعات معلوماتية. ويعالج المبحث الثالث واقع التدوين االليكتروني في العالم العربي وسماته والعوامل التي ساعدت على انتشاره في السنوات األخيرة. أما المبحث الرابع فيتناول ما ترسخه المدونات العربية من امكانات اتصالية داعمة لمجتمعات المعلومات الناشئة في العالم العربي. المبحث األول تاريخ المدونات والسمات األساسية لها كوسيلة اتصال أوال: مصطلح المدونات يتكون مصطلح المدونات weblog المأخوذ من اللغة اإلنجليزية من كلمتين هما: ويب )web( وتشير إلى الشبكة الدولية للمعلومات ولوغ )log( وتعني تسجيال أو دفترا لتصبح الكلمة سجال لتدوين المالحظات على الويب. والمدونة هي صفحة إنترنت تظهر عليها تدوينات صاحبها أو أصحابها مؤرخة ومرتبة ترتيبا زمنيا تصاعديا أو تنازليا تصاحبها آلية ألرشفة التدوينات القديمة ويكون لكل تدوينة عنوان دائم مما يمكن القارئ من الرجوع إليها في وقت الحق. وتمكن المدونات المستخدم من نشر ما يريد على اإلنترنت مع إمكانية حفظ ما ينشر بطريقة منظمة يمكن الرجوع إليها كما تمكن قرائها من إدخال تعليقاتهم على ما يقرؤونه على الصفحة مباشرة أو عبر البريد االليكتروني للمدون. ويعود مصطلح Weblogs إلى مدون أمريكي يدعي يورن بارغر Jorn Barger ابتكره في ديسمبر 1997 لوصف عملية التسجيل علي صفحات الويب. أما كلمة Blog فقد ظهرت علي يد األمريكي بيتر ميرهولز وهو من أوائل المهتمين بهذه النوعية من المواقع عام 1999 الذي قام بكتابة مصطلح Weblog في موقعه ألول مرة. وقد دخلت كلمة Blog باللغة االنجليزية )المشتقة من كلمتي )web + log إلى قاموسي ويبستر وأكسفورد في الواليات المتحدة وبريطانيا خالل العامين الماضيين. وتتعدد تعريفات»المدونة«بتعدد الحقول المعرفية التي ينتمي إليها الباحثون الذين حاولوا وضع تعريف لها. ونظرا لحداثتها كظاهرة اتصالية جديدة فان تقديم تعريف واحد لها يبدو أمرا غير مرغوب فيه في الوقت الحالي. ونستعرض فيما يلي أهم هذه التعريفات وصوال إلى تقديم تعريفنا الخاص ب»المدونات«. فمن مدخل تجاري بحت تعرف شركة مايكروسوفت المدونات بأنها»صحف ويب شخصية يتم تحديثها 63

99 باستمرار ويمكن أن تساعد كال من الشركات الصغيرة والكبيرة على نشر رسائلها التسويقية. كما أنها تزيد من قدرة الناس على التشارك في األفكار والمعلومات على المستوي العالمي«.)2007:Microsoft( ويعرف موقع Accenture المدونات بكونها»مواقع ويب تفاعلية تسمح لمالكها بنشر األفكار والمعلومات وتمكن المستخدمين من قراءة وتقييم هذه المضامين وإضافة مضامين جديدة وإثارة نقاش حولها يتخطى حدود الزمان والمكان«.)2007:Accenture( وتعرف شركة تكنوراتي المتخصصة في محركات البحث المدونة بأنها»صحيفة شخصية على الويب«وترجع قوتها إلى كونها تسمح لماليين الناس بالنشر السهل لمعلوماتهم وأفكارهم ولماليين أكثر بالتعليق عليهم كما تصف المدونة بأنها»وسيلة مرنة ودينامكية وأقرب إلى محادثة منها إلى أرشيف«:Technorati( 2007(. أما كلية هارفارد للقانون فتعرف المدونة بأنها»سلسلة هرمية مرتبة من النصوص والصور والعناصر اإلعالمية والبيانات المرتبة زمنيا والتي يمكن قراءتها على متصفحات الويب. ويستند الترتيب على تتابع التدوينات التي يكون لكل منها عنوان منفرد ورابط ووصف مختصر لها«Center(,Berkman.)2007 وينظر البعض إلى المدونة على أنها»موقع انترنت شخصي يتضمن شكال من أشكال اليوميات العامة غالبا ما ينشئها ويديرها شخص واحد رغم أن هناك أيضا مدونات مشتركة بين أكثر من شخص ومدونات لجماعات ومؤسسات وشركات وتتضمن قائمة بالمعلومات واألفكار واآلراء والروابط.)2006 Volke( وعلي صعيد تعريب مصطلح Blog فقد شهد اختالفا في البداية حول معناه الدقيق. حيث استخدم البعض الكلمة االنجليزية»بلوغ«أو»بلوج«أو»بلوق«. كما أطلق عليها البعض في البداية اسم»المذكرات االلكترونية«إلى أن استقر غالبية المدونين العرب وجمهور المدونات علي استخدام كلمة»مدونة«التي تعبر بشكل كبير عن عملية التدوين أو التسجيل التي تعنيها كلمة.Log وأصبحت كلمة»مدونة«هي الكلمة الشائعة للتعبير عن صفحات االنترنت التي ينشئها أصحابها بغرض تسجيل معلوماتهم ويومياتهم وآرائهم ومالحظاتهم وخواطرهم على شبكة االنترنت عبر مواقع عديدة تقدم هذه الخدمة مجانا. ومما سبق يمكننا القول إن المدونة هي صحيفة مجانية شخصية أو جماعية يتم نشرها على الويب بشكل سهل وبسيط وتتضمن أخبارا ومعلومات وتعليقات وآراء ووجهات نظر أصحابها مرتبة زمنيا وتتيح لزوارها التعليق على ما ينشر فيها. ثانيا: تاريخ المدونات مثل بداية أشياء كثيرة فان المدونين األوائل لم يكن لديهم مسمي يطلقونه على ما كانوا يقومون به. ورغم أن األمر استغرق بعض الوقت لتطوير مصطلح يعبر عنها فان عملية التدوين )التسجيل( كانت قائمة وتمارس بأشكال متعددة منذ بداية االنترنت. فقد كانت المدونات األولي»عبارة عن مواقع لروابط الويبsites link-driven وكان كل موقع يضم خليطا من الروابط لمواقع متشابهة في األفكار والرؤى«,Fuller( 2007(. وبالتالي كان على المدونين أن يمتلكوا مهارات مماثلة لمهارات مصممي مواقع الويب. وقد مهد ظهور برامج التدوين وواجهات التطبيق السهلة الطريق لظهور المدونات بشكلها الحالي. وقد ساعدت هذه البرامج على التحول من أسلوب المدونات القائمة على تصنيف المواقع وتصفيتها إلى أسلوب المدونات القريبة إلى الصحف. 64

100 ففي السنوات األولي من ظهور الويب بدأ تيم بارنرز لي Tim Berners-Lee مخترع الويب باالحتفاظ بقائمة يتم تحديثها باستمرار تضم كل مواقع الويب الجديدة بمجرد ظهورها. وفي عام 1993 بدأت نيتسكيب في إظهار ما أسمته»ما الجديد«!Whats New علي برنامج التصفح الخاص بها لعرض قوائم المواقع الجديدة. وشهد عام 1994 قيام جاستن هال Justin Hall بإطالق موقع يقدم روابط للمواقع غير المعروفة. وفي عام 1997 قام دايف وينر Dave Winer من خالل شركته يوزرالند Userland بتقديم عدد من البرامج الخاصة بمحتوى المواقع والمدونات مثل.Frontier, Manila, Radio Userland وفي ديسمبر من نفس العام دشن جون بارجر Jorn Barger مصطلح المدونة.web log وفي نوفمبر 1998 نشرت كاميرون باريت Cameron Barrett أول قائمة بمواقع المدونات على موقع.Camworld وفي بدايات عام 1999 دشن بيتر ميرهولز مصطلح التدوين blog بعد أن أعلن انه سوف يستخدم كلمة مختصرة للتعبير عن»الويبلوج«وهي»wee-blog«تم اختصارها فيما بعد إلى بلوغ Blog فقط. وفي نفس العام أنشأ بريكتي ايتون Brigitte Eaton أول بوابة اليكترونية مخصصة للمدونات على االنترنت ضمت نحو 50 مدونة. وفي منتصف 1999 أطلقت شركة بيتاس Pitas أول برنامج مجاني إلنشاء المدونات الشخصية وفي أغسطس من نفس العام أطلقت شركة مختبرات بيرا Labs Pyra في سان فرانسيسكو موقع وبرنامج التدوين األشهر واألكثر استخداما Blogger.com الذي ساهم في انتشار التدوين بين مستخدمي االنترنت من خالل أدوات سهلة. وقد حقق هذا الموقع انتشارا كبيرا إذ بلغ عدد الذين سجلوا عليه في عام 2002 نحو 1.1 مليون مستخدم كما بلغ عدد المدونات النشطة عليه نحو 200 ألف مدونة األمر الذي دفع شركة جوجل- التي تدير اكبر محرك بحث على االنترنت- إلى شراء الموقع في مطلع عام 2003 وهو األمر الذي أحدث انطالقة هائلة في المدونات كوسيلة سهلة لتبادل المعلومات والتعبير عن الرأي بين مستخدمي االنترنت. وقد ساهمت بعض األحداث في االنتشار الجماهيري للمدونات وتزايد الدور الذي تلعبه في الساحة االتصالية عبر االنترنت. ومن أهم هذه األحداث الغزو األمريكي للعراق في عام 2003 واالنتخابات الرئاسية األمريكية في العام التالي. ففي غزو العراق اتجه مؤيدو ومعارضو الحرب إلى المدونات لنشر معلومات وآراء تعبر عن اتجاهاتهم فظهرت مدونات كثيرة يدور محورها حول تأييد أو معارضة هذه الحرب. واتجه عدد من الجنود األمريكيين الذين شاركوا في الحرب إلى إنشاء مدونات شخصية تحكي قصة الحرب وتكشف ما لم تنشره وسائل اإلعالم التقليدية عنها وكذلك قصصهم الشخصية. كما قام بعض العراقيين من داخل وخارج العراق بتسجيل تدويناتهم حول أحداث ويوميات الحرب. وقد كانت الحرب على العراق سببا من أسباب شهرة المدونات وانتشارها. فقد ظهرت في عام 2002 مدونات مؤيدة للحرب من أشهرها مدونة»إنستابوندت«وفي عام 2003 ظهرت مدونات المناوئين للحرب في الغرب. ويمكن القول»إن المدونات حظيت باالنتشار الكبير أثناء الحرب على العراق فخالل هذه الفترة ظهرت المدونات الشخصية التي يكتبها أفراد من داخل العراق سواء من جنود االحتالل أو من المواطنين العراقيين وكانوا يقدمون من خاللها صورة أقرب للحقيقة وأكثر تفصيال لما يحدث على األرض كما كانوا يسلطون الضوء علي األحداث التي لم تهتم بها وسائل اإلعالم التقليدية بقصد أو بدون قصد«.)2000 Swissinfo( أما في االنتخابات الرئاسية األمريكية في عام 2004 فقد تم استخدام المدونات من جانب أكثر من طرف لتحقيق أهداف محددة. فقد استخدمها مرشحو الرئاسة لتكون آلية من آليات الدعاية االنتخابية وجمع 65

101 األنصار والتبرعات لحمالتهم االنتخابية وكشكل من أشكال االتصال بالناخبين واألنصار. واستخدمها أنصار المرشحين أو أنصار األحزاب السياسية المتنافسة بشكل غير رسمي لدعم المرشح كما تم استخدامها من جانب بعض المعلقين السياسيين واإلعالميين كوسيلة لفحص ومراقبة المعلومات والقصص التي تنشرها وسائل اإلعالم التقليدية عن المرشحين وسير الحملة االنتخابية) Coggins 2005(. ورغم أن األهداف السابقة كان يتم تحقيقها أيضا من جانب وسائل اإلعالم التقليدية باإلضافة إلى المواقع الشخصية ومواقع األحزاب والمنظمات السياسية المختلفة إال أن المدونات استقطبت أعدادا كبيرة من الزائرين بوصفها مصدر غير رسمي من مصادر المعلومات مقارنة بالمصادر السابقة وكان لها دور في التأثير على الناخبين خاصة المترددين منهم الذين لم يكونوا قد اتخذوا قرارا بعد بالتصويت لصالح احد المرشحين. وعلي حد وصف جون بورالند فإن»المدونين رسخوا دورهم في االنتخابات األمريكية كمصادر جديدة وبديلة للمعلومات وكنقاد للحقائق والمعلومات المتداولة واستطاعوا تقديم مئات أو اآلالف الرؤى الناقدة للقصص اإلخبارية وأقوال المرشحين وكانوا يفحصون ويدققون كل معلومة ويستخرجون منها النواقص ويعلقون عليها Borland(.)2004 وقد ساهم دخول شركات التقنية الكبرى مثل»غوغل«و«مايكروسوفت«هذا المجال الجديد في زيادة الوعي الجماهيري بالمدونات وشجع على انتشارها كوسيلة معلوماتية بديلة لوسائل اإلعالم التقليدية خاصة وأن االهتمام بها لم يعد قاصرا على األفراد فقط بعد اقتحام الجماعات والمنظمات السياسية والطائفية والعرقية وكذلك الشركات والمؤسسات التجارية هذا المجال رغم وجود مواقع لها على االنترنت تتميز بضخامتها وقدراتها التقنية والبشرية الكبيرة. ونتيجة لما سبق فقد تضاعف عدد المدونات بصورة غير مسبوقة بدءا من مطلع عام فبعد أن كان عدد المدونات في عام 1998 ال يتجاوز عدد أصابع اليدين.. ولم يتجاوز 23 مدونة في مطلع 1999 أصبح الويب يعج حاليا بماليين المدونات ومئات المواقع التي تقدم خدمة التدوين المجانية) Blood, 2006(. وقد قدر محرك البحث»تكنوراتي«عدد المدونات في مطلع عام 2005 بأكثر من 9.7 مليون مدونة كما قدر عدد المدونات التي تظهر كل يوم بنحو 38 ألف مدونة Dearstyne( p.39(. 2005: وقدرت مصادر أخرى عدد المدونات في مطلع عام 2007 بما يزيد عن 37 مليون مدونة تضمها شبكة االنترنت Openarab,(.) وتشير تقديرات حديثة إلى أن نحو 75 ألف مدونة تطلق يوميا فيما يبلغ عدد عمليات التحديث واإلضافة والتعديل في المدونات نحو 1.2 مليون عملية يوميا و 50 ألف عملية في الساعة الواحدة )الشرق األوسط- موقع اليكتروني(. وعلي صعيد االستخدام الجماهيري للمدونات تشير اإلحصاءات إلى أن %11 من مستخدمي االنترنت حول العالم أو ما يقدر بنحو 50 مليون شخص يقرؤون المدونات بانتظام. ويشير احد الباحثين إلي انه في عام 2005 كان هناك ثمانية ماليين يمثلون %7 من مستخدمي االنترنت في الواليات المتحدة )نحو 120 مليونا( لديهم مدونات في حين كان 23 مليونا )%27( يقرؤون المدونات و %12 شاركوا في المدونات ووضعوا تعليقات عليها Rainie( 2005(. ولعل هذا االنتشار العالمي الواسع للمدونات هو ما دفع بعض الصحف الكبرى مثل صحيفة 66

102 الجارديان البريطانية وصحيفة نيويورك تايمز األمريكية واإلذاعات الدولية مثل هيئة اإلذاعة البريطانية وهيئة اإلذاعة األلمانية وبعض المنظمات الدولية مثل منظمة»مراسلون بال حدود«إلى إنشاء مدونات على مواقعها االليكترونية لمحرريها وقرائها وتنظيم مسابقات دولية الختيار أفضل المدونات أو»مدونة العام«. وقد منحت هيئة اإلذاعة األلمانية جائزة أفضل مدونة عربية لعام 2006 إلى مدونة»جار القمر«المصرية لتغطيتها الموضوعية والجيدة ألحداث العنف الطائفي باإلسكندرية. ثالثا: سمات المدونة كوسيلة معلوماتية تعد المدونات نوعا جديدا ومختلفا من أنشطة النشر االليكتروني التي بدأت في تغيير المعادالت اإلعالمية القائمة في العالم خاصة فيما يتعلق بإنتاج وتوزيع المعلومات. ووفقا للمعايير العلمية المتفق عليها لتصنيف وسائل االتصال الجماهيرية فان المدونة تعد بالفعل وسيلة إعالم جديدة قائمة بذاتها وان كانت تستخدم تقنيات النشر االليكتروني عبر شبكة االنترنت. فهناك قائم باالتصال أو قائمين باالتصال )المدون أو المدونون( لديهم ما يريدون أن ينشروه على اآلخرين من أخبار ومعلومات وما يريدون أن يعبروا عنه من أفكار ووجهات نظر )الرسالة( وهناك وسيلة جماهيرية ذات شكل وتنظيم موحد تقريبا يتم استخدامها إليصال األخبار والمعلومات والرسائل الشخصية والجماهيرية المتنوعة المضامين )شبكة االنترنت( إلى جمهور غير محدد وغير معروف من مستخدمي االنترنت )الجمهور(. ونتناول في الصفحات التالية سمات القائم باالتصال )المدون( وسمات المضمون حتى يمكننا تحديد مميزات المدونة كوسيلة اتصال جماهيرية. سمات القائم باالتصال )المدون( يعد المدون مرسال جماهيريا على أساس أن رسائله يمكن أن تصل إلى عدد غير محدد وغير معروف من الناس. وهو قد يكون فردا كما هو الحال في غالبية المدونات أو مجموعة من األفراد أو جماعة أو منظمة تستخدم التدوين إليصال رسائلها اإلخبارية والفكرية إلى الناس. وتتيح مواقع التدوين لصاحب المدونة أن يشرك غيره في كتابة التدوينات وبالتالي يمكن أن يشارك أكثر من فرد في إنتاج المدونة الواحدة وهو ما يجعلها اقرب إلى وسائل اإلعالم الجماهيرية التي يشارك فيها أكثر من شخص في إنتاج المعلومات وعرض اآلراء. وقد ساهمت المدونات في تعزيز الموجة الجديدة من الصحفيين الذين يطلق عليهم»الصحفيون المواطنون«Citizen Journalists تمييزا لهم عن الصحفيين المحترفين. فقد دعمت المدونات إمكانية تحول كل مواطن إلى صحفي يجمع األخبار وينشرها ويعبر عن رأيه في مختلف قضايا المجتمع دونما حاجة إلى دراسة الصحافة أو الحصول علي ترخيص لمزاولة المهنة كما كان الحال قبل ظهور الصحافة الجماهيرية في القرن الثامن عشر. فالصحفي في القرن الثامن عشر لم يكن يتم تدريبه أو تأهيله تأهيال علميا ليصبح صحفيا وكان أي شخص يمكن أن يكون صحفيا. وقد تغير الوضع في أواخر القرن العشرين ثم عاد إلى ما كان عليه بفضل المدونات التي مكنت الشخص العادي من إنتاج صحافته الخاصة.»وكما مكن اختراع الطباعة بالحروف المتحركة كل الناس أن يكونوا قارئين فان المدونات االليكترونية قد جعلت بإمكان كل الناس أن يصبحوا مشاركين فاعلين في االتصال اإلنساني وان يكونوا مثل الصحفيين- على األقل- لبعض الوقت«)نصر.)74 :

103 وتعد المدونات نوعا من»اإلعالم البديل«الذي يختلف عن اإلعالم التقليدي السائد القائم على المؤسسات اإلعالمية ويختلف أيضا عن وسائل اإلعالم األخرى على شبكة االنترنت كمواقع الويب والمنتديات وجماعات األخبار والبريد االليكتروني. ويوصف المدونون بأنهم»مؤرخو العصر«الذين يوثقون أدق تفصيالته. وهم عبارة عن شرائح من الرجال والنساء الذين اشتركوا في خدمات»التدوين«مما يتيح لهم تسجيل يومياتهم على مفكرات إلكترونية على شبكة اإلنترنت بالطريقة التي يراها كل واحد منهم وبثها بشكل مباشر ولحظة بلحظة ليتسنى لآلخرين في العالم اإلطالع عليها. وكان نيكوالس نيجروبونتي قد تنبأ في كتابه»الحياة الرقمية«Digital( )Being الصادر عام 1995 بأن التطور التكنولوجي سيؤدي إلى أفول اإلعالم الجماهيري وظهور اإلعالم الشخصي كبديل له. وفي السنوات األولي من األلفية الجديدة تحققت نبوءة نيجروبونتي إلى حد كبير. ويصفالبعضالمدونينبأنهم»الصناعالجددلإلعالم«أو»اإلعالميونالجدد«) 2000 Swissinfo ( علي أساس أن المدونات أكبر بكثير من المنتديات وساحات الحوار كما أنها تحول المواطن من مجرد متلق للخبر أو المعلومة إلى منتج وصانع لها. ويري البعض أن المدونات أصبحت أهم شيء موجود حاليا على شبكة اإلنترنت ألنها تمثل آراء الناس في أرض الواقع بدون تزييف على أساس أنها مساحات مفتوحة يكتب فيها كل من يرغب دون اشتراط الخبرة أو الثقافة أو التخصص ويمكن من خاللها التعرف وألول مرة على آراء الناس بوضوح شديد ودون خوف حيث أن المواطن في المدونة هو الذي يصنع الرأي ويصنع اإلعالم. وإجماال فقد أصبح المدونون يشكلون رقما مهما في عالم االنترنت واإلعالم الدولي وترجع إليهم كبريات الصحف العالمية ومحطات التليفزيون وتنقل عنهم بعض األحداث كما تفسح الصحف الكبرى مساحات لنشر تدويناتهم. ومع سرعة انتشار المدونات في العالم ومطالبة بعض أصحاب البلوغ مساواتهم بالمؤسسات اإلعالمية تم تأسيس جمعية المدونات Community( )Blog والتي تهتم بمشاكل أصحاب المدونات على اإلنترنت وتساهم في حمايتهم من خالل التوجه للرأي العام العالمي كما أن صفحة موقع الجمعية على اإلنترنت توفر معلومات عن أية مدونة يتم حجبها من قبل جهات حكومية مع تقديم مساعدة فنية لرفع هذا الحجب. وقد أتاحت الصحف الكبرى لكتابها ومحرريها إنشاء مدوناتهم الشخصية من داخل مواقع الصحف نفسها باعتبارها وسيلة لدعم مركز الصحيفة بين القراء وإقامة حوار مباشر وفعال بين الصحفيين والقراء. وأظهر استطالع للرأي أجرته مؤسسة نيلسون Nielsen/Net Ratings أن»معدالت زيارة المدونات الخاصة بأكبر عشرة صحف على االنترنت قد تزايدت بنسبة %210 في الفترة من ديسمبر 2005 إلى ديسمبر وهو ما يشير إلى تزايد إطالق المدونات من مواقع الصحف المعروفة. ويراهن بعض الصحفيين على قرب دخول كلمة»مدونة«إلى صاالت التحرير في الصحف المطبوعة أيضا«Bloggersblog( 2007(. ولم يتوقف األمر في إنشاء مواقع للمدونات على وسائل اإلعالم التقليدية واالليكترونية بل تعداه إلى الشركات الكبرى مثل ميكروسوفت وآي بي ام وبوينج وجنرال موتورز وهولت باكارد التي اتجهت إلى االستفادة من المدونات باعتبارها أكثر مصداقية من مواقعها الرسمية على الويب التي ال يثق فيها الجمهور كثيرا.)2005:39 Dearstyne( 68

104 سمات المضمون: تتنوع المدونات من حيث المضمون تنوعا كبيرا من مجرد مدونات لعرض أراء الشخص وتحليالته للقضايا واألحداث المختلفة إلى مدونات إخبارية تهتم في األساس بنشر أخبار ومعلومات محلية ودولية ومدونات مجمعة تستهدف التعريف بالمدونات األخرى ومواقع الويب والمصادر المختلفة. وتقصر بعض المدونات اهتمامها على سرد يوميات ومشاهدات وخواطر صاحبها بينما يسمح البعض منها للزوار بإضافة تعليقاتهم إلى المضمون األصلي. ورغم تنوع المضامين في المدونات فان ما يغلب عليها هو الطابع المعلوماتي إذ تستهدف جميعها تزويد المتصفحين بمعلومات جديدة قد ال توفرها وسائل اإلعالم األخرى. وتتميز بعض المدونات بأنها»داخلية«يتم الوصول إليها على شبكة المؤسسة فقط بينما يعرض البعض األخر عرضا جماهيريا على مواقع الويب بما يتيح ألي شخص الوصول إليها. وفي حين أن غالبية المدونات هي مدونات شخصية مجانية وال تستهدف الربح فإن بعض المدونات تكون مدعومة ماليا من جهات محددة )جماعات أو منظمات أو شركات( وتعتمد على اإلعالنات كمصدر للتمويل ولتحقيق ربح. وتتشابه المدونات إلي حد ما مع مواقع»الويكز»wikis وهي مواقع جماعية مفتوحة تتضمن أعماال يتم تحديثها وإعادة تحريرها باستمرار من قبل أشخاص كثيرين. ويسمح الويكز بالتحرير المشترك للمواد المعروضة على الموقع من جانب الزوار كما يسمح بالتعديل واإلضافة والحذف للنص األصلي وهذه الخاصية هي ما يميز هذه المواقع عن المدونات التي تسمح فقط بالتعليق على المواد المنشورة فيها دون السماح بتعديل المحتوى األصلي لها. ورغم صعوبة تصنيف المدونات إال أن ديرستيني Dearstyne( 2005:42( يصنفها في خمسة أنواع هي: - المدونات الشخصية لألخبار واآلراء. وهي صحف شخصية ينشئها أفراد لمشاركة اآلخرين في األخبار المتعلقة بحياتهم وعائالتهم وتقدمهم الشخصي وللتعبير الشخصي عن الذات. وهذا النوع أكثر انتشارا في أوساط المراهقين. - مدونات األخبار والتعليقات. وتهتم في األساس بتزويد الناس باألخبار والتفسيرات والتعليقات وفي حاالت كثيرة تكون هذه المدونات في مواجهة مستمرة مع ما تنشره وسائل اإلعالم التقليدية من أخبار وتعليقات. - مدونات الترويج واإلعالن والتسويق وخدمات المستهلكين. ويتم من خاللها الترويج للسلع والخدمات والحوار مع المستهلكين المتوقعين. - مدونات المال واألعمال والمدونات المهنية. وتشمل مدونات المديرين التنفيذيين والمهنيين والموظفين. وقد تتضمن نتائج للبحوث واستطالعات الرأي وتقديم تفسيرات لألحداث ذات الصلة بنشاط الشركة أو المؤسسة. - المدونات المؤسسية الداخلية. وتستخدم داخل المؤسسات لتبادل الرؤى ووجهات النظر بين اإلدارة والعاملين. 69

105 مميزات المدونة: في ضوء العرض السابق يمكن القول إن المدونة تتميز كوسيلة جديدة لالتصال بما يلي: - غالبا ما يتم إنشائها وإدارتها من جانب شخص واحد أو مجموعة صغيرة من األشخاص. وبالتالي فإنها ال تتيح الفرصة الحتكارها من جانب الحكومات أو الشركات الكبرى كما هو الحال في وسائل اإلعالم التقليدية ومواقع الويب. - تتيح إمكانية تجهيل اسم صاحبها. وبالتالي فان حرية نشر معلومات حساسة عليها وكذلك درجة الصراحة في التعبير عن الرأي أو الموقف تكون اكبر بكثير من نظيرتها في وسائل اإلعالم التقليدية ومواقع الويب إذ يتضاءل الخوف من المساءلة األمنية والقانونية نتيجة الكتابة بأسماء مستعارة في المدونة. - تتضمن في الغالب أخبارا وآراء ووجهات نظر صاحبها )تدوينات )posts في مختلف األحداث والقضايا الخاصة والعامة يتم إنتاجها باستخدام الوسائط المتعددة التفاعلية ويتم تحديثها بانتظام وبالتالي فإن المتميز منها يمكن أن يشكل صحيفة متكاملة متنوعة المضامين وان يكون بديال عن وسائل اإلعالم التقليدية. - تأخذ شكل اليوميات المرتبة زمنيا كما يمكن ترتيبها في فئات بسيطة وهو ما يجعل من إنتاجها وإدارتها أمرا يسيرا وفي متناول المستخدم العادي لالنترنت. - يتم تصميمها من خالل أدوات تفاعلية محددة تتيح للزائر تصفحها بيسر والتعليق عليها واالنتقال منها إلى مواقع أخري عبر روابط الويب. فالتدوينات غالبا ما تكون في شكل نصوص مفهرسة تشمل روابط داخلية وخارجية بصور وأصوات ومقاطع فيديو ويمكن التعليق عليها من جانب زوار المدونة. وإذا كانت المدونة تبدو قريبة جدا من المواقع الشخصية على الويب إال إنها تتميز عن هذه المواقع بما يلي: - سهولة اإلنشاء واإلدارة مقارنة بالموقع الشخصي الذي يتطلب إنشاؤه وإدارته إلمام كاف بلغات البرمجة. فالمدونة ترفع عن كاهل صاحبها عبء التعقيدات التقنية المرتبطة بالنشر االليكتروني ويمكن إنشائها وإدارتها دون الحاجة للمعرفة بأي قاعدة من قواعد البرمجة أو أسس تصميم أو نشر صفحات اإلنترنت. - سهولة تجديدها وتحديثها باستمرار. إذ يمكن بثها بشكل مباشر ولحظة بلحظة ليتسنى لآلخرين في العالم االطالع علي مضمونها والتعليق علي ما تحتويه من معلومات وأفكار. - تمكن المستخدم من نشر ما يريد على اإلنترنت مع إمكانية حفظ ما ينشر بطريقة منظمة يمكن الرجوع إليها من خالل واجهة بسيطة تكاد تماثل واجهات مواقع البريد اإللكتروني. - تتميز بأنها مجانية ويستطيع الفرد العادي إنشاء مدونته الخاصة خالل خمس دقائق على مواقع كثيرة تقدم هذه الخدمة. - تشجع أكثر على التدفق الحر للمعلومات والتعبير عن اآلراء ووجهات النظر واألسلوب الذاتي لصاحبها كما تشجع على النقاش مع الزوار والمدونين اآلخرين. - لها معايير شبه دولية نتيجة استخدام طريقة شبه موحدة عالميا في إنشائها وإدارتها وتصميمها )إخراج 70

106 قائم على عمودين أو ثالثة ومساحات مفتوحة لتعليقات الزوار(. ويضاف إلى ما سبق أن المواقع على االنترنت والتي يمكن أن تعمل كوسائل إعالم شخصية ألصحابها أو وسائل إعالم جماهيرية قد أصبح مسيطرا عليها من قبل الشركات الكبرى ووسائل اإلعالم التقليدية التي استثمرت فيها مبالغ طائلة األمر الذي اضعف - دون شك - وسائل اإلعالم الذاتية أو الشخصية على الشبكة وهو ما جاءت المدونات لتعويضه. ورغم أن شبكة االنترنت قبل ظهور المدونات كانت تتيح فرصا متعددة لألفراد لنشر المعلومات والتعبير عن الرأي من خالل منتديات الحوار والمجموعات البريدية فقد كان ومازال هناك العديد من العيوب التي تزعج من يستخدم هذه الوسائل مثل ضعف القدرة على نشر المعلومات الجديدة والتعبير عن الرأي الشخصي بشكل مركز وبالمساحة التي يرغب فيها الفرد والرقابة والتصفية التي يفرضها مشرف المنتدى أو المجموعة البريدية علي المداخالت وتحول النقاش في أحيان كثيرة إلى مجاالت تبتعد عن موضوع الحوار األصلي. وحين حاول البعض تحقيق السيطرة التي يرغب بها من خالل إنشاء موقع شخصي على اإلنترنت ظل هذا الخيار صعب التطبيق لدي الكثيرين إذ يحتاج إنشاء الموقع وتحديثه إلى تكاليف ومصروفات مستمرة ومعرفة بالتقنية تزداد حسب الرغبة في جعل الموقع أكثر تميزا وقدرة على تحقيق أهدافه وهي صعوبات جعلت الغالبية العظمي من مستخدمي االنترنت يترددون في اقتحام هذا المجال. وقد تغير هذا الوضع بظهور المدونات وتحولها خالل سنوات قليلة إلى مشروع ضخم اهتمت به شركات كبيرة وطورت من أجله أدوات برمجية للمساعدة في جعله أكثر سهولة. وبالمقارنة بمواقع الويب والبريد االليكتروني يري Faler أن»المدونات التي استخدمها الحزب الديمقراطي في سباق الرئاسة األمريكية لعام 2004 تميزت بكونها اقل سلبية من مواقع الويب وأقل خصوصية من البريد االليكتروني ولذلك فقد ساعدت في بناء الشعور بالتجمع بين المؤيدين الذين منحتهم فرصة العثور على بعضهم البعض والتحدث معا وتقديم أفكار للحملة االنتخابية ومناقشة أرائهم والقراءة أكثر عن مرشحيهم مقارنة بأية صحيفة. كما عمل المدونون كجماعات نقاش مركزة زودت القائمين على الحملة بآراء وتعليقات أفادت كثيرا في تعديلها وتطويرها«Faler( 2005(. المبحث الثاني المدونات ومجتمع المعلومات أوال: مفهوم مجتمع المعلومات: يعرف البعض مجتمع المعلومات بأنه المجتمع الذي ينظر أفراده إلى أنفسهم باعتبارهم معالجي معلومات من ناحية اإلنتاج واالستهالك Lyon( 1995:66(. ويشير علم الدين )علم الدين 2000 :ب( إلى أن مجتمع المعلومات هو مجتمع يعتمد في األساس على إنتاج واستهالك المعلومة والتي بدونها يفقد المجتمع حركته النشطة وتناغمه المرغوب فالمعلومة باعتبارها معرفة أصبحت محورا أساسيا تدور حوله كل أفعال وأنشطة المجتمع المعلوماتي. ويتسم عصر أو مجتمع المعلومات بعدة سمات يجملها الدكتور علي السلمي في: 71

107 - أن القوة الدافعة والمحركة األساسية في مجتمع عصر المعلومات هي إنتاج المعلومات وليس إنتاج السلع المادية. - أن تكنولوجيا الحاسب اآللي هي األساس في عصر المعلومات. - التزايد في القوة اإلنتاجية للمعلومات من خالل اإلنتاج الكبير أو الجماهيري للمعلومات والمعرفة المنظمة. - أن البنية التحتية لمجتمع المعلومات هي عدة شبكات من مرافق المعلومات وقواعد وبنوك البيانات )المعلومات( وستحل هذه البنية التحتية محل المصانع باعتبارها رمزا لتحول المجتمع من الصناعة إلى المعلومات. - أن السوق األهم هو سوق المعرفة knowledge market وان أساس تقدم سوق المعلومات هو توفير أساليب حل المشكالت - أن عماد المجتمع هو الصناعات المعتمدة على والمرتبطة بالمعلومات. - أن مركز الثقل االجتماعي سيكون للعاملين في حقول المعلومات والمعرفة وسيكون التعليم والحصول على المعرفة هو أساس التقدم االجتماعي. - أن النسبة الغالبة من القوة العاملة في المجتمع تعمل في صناعة المعلومات وما يتصل بها من مهن ذهنية وخدمات مرتبطة بالمعلومات ومؤسسة عليها. - انه بينما يقوم مجتمع الصناعة على التخصص وتقسيم العمل فان مجتم المعلومات يعتمد على التكامل والتجميع وسوف يزداد تركم المعلومات المنتجة من مختلف مرافق المعلومات إضافة إلى اإلنتاج الذاتي للمعلومات بواسطة المستخدمين لها. واستنادا إلى عدة دراسات حول مجتمع المعلومات قام بها باحثون أمريكيون ويابانيون وأوروبيون استخلص ويليام مارت خمسة معايير له هي المعيار التكنولوجي والمعيار االجتماعي والمعيار االقتصادي والمعيار السياسي والمعيار الثقافي. وقد لخص د. نبيل علي هذه المعايير فيما يلي )علي 1993:258(: - المعيار التكنولوجي: تصبح تكنولوجيا المعلومات مصدر القوة األساسية ويحدث انتشار واسع لتطبيقات المعلومات في المكاتب والمصانع والتعليم والمنزل. - المعيار االجتماعي: يتأكد دور المعلومات كوسيلة لالرتقاء بمستوى المعيشة وينتشر وعي الكمبيوتر والمعلومات ويتاح للعامة والخاصة معلومات على مستوى عال من الجودة. - المعيار االقتصادي: تبرز المعلومات كعامل اقتصادي اساسي سواء كمورد اقتصادي أو كخدمة أو سلعة وكمصدر للقيمة المضافة وكمصدر لخلق فرص جديدة للعمالة. - المعيار السياسي: تؤدى حرية المعلومات إلى تطوير وبلورة العملية السياسية وذلك من خالل مشاركة اكبر من قبل الجماهير وزيادة معدل اجماع الرأي.consensus - المعيار الثقافي: االعتراف بالقيم الثقافية للمعلومات )كاحترام الملكية الذهنية والحرص علي حرمة البيانات الشخصية والصدق االعالمي واالمانة العلمية..( وذلك من خالل ترويج هذه القيم من أجل الصالح القومي 72

108 وصالح األفراد على حد السواء. وإجماال فان عصر المعلومات هو»العصر الذي تتحول فيه المعرفة إلى سلعة معلوماتية ال غنى عنها للقوة اإلنتاجية وتصبح وستظل من أهم مجاالت التنافس العالمي - إن لم تكن أهمها - من أجل إحراز القوة ويبدو من غير المستبعد أن تدخل دول العالم في حرب من أجل السيطرة على المعلومات كما حاربت في الماضي من أجل السيطرة على المستعمرات وبعد ذلك من أجل الحصول على المواد الخام والعمالة الرخيصة«)علي 20-19(. 1993: ثانيا: المدونات ودعم تدفق المعلومات أصبحت المدونات مصدرا مهما من مصادر المعلومات بالنسبة لوسائل اإلعالم الجماهيرية حيث تتجه الصحف والقنوات التليفزيونية إلى االعتماد على المدونات في األحداث التي لم يصل إليها الصحفيون خاصة على المستوى المحلي حيث تتفوق المدونات في توزيع المعلومات عن األحداث والقضايا التي يمكن أن تكون مهمة على المستوى القومي وربما العالمي. وتمثل المدونات جزءا رئيسيا فيما يسميه البعض )2002 Mcintosh( O Neill( 2003( ثورة المعلومات وثورة النشر األوسع الجديدة على أساس أن قدرة األشخاص على إنتاج النصوص المعلوماتية بشكل مجاني في مدوناتهم بدون الحاجة إلى الحصول على ترخيص مسبق بالنشر من ناشر أو رئيس تحرير أو حكومة سوف تنقل صناعة النشر كلها لتكون صناعة شعبية وليست حكرا على النخبة المثقفة في المجتمع. ويشير هيوت إلى ظاهرة المدونات االليكترونية باعتبارها عملية إصالح معلوماتي an information reformation علي صعيد تكنولوجيا االتصال على نمط اإلصالح الديني الذي بدأه مارتن لوثر. وللداللة على ذلك يتتبع هيوت رحلة صناعة المعلومات أو ما اسماه النصوص التي كانت تقتصر على عدد محدود ال يزيد عن عدد أصابع اليدين من القساوسة في الحضارة السومرية الذين اخترعوا رموز الكتابة قبل 3000 عاما قبل الميالد ثم اختراع المصريين القدماء لحروف الهجاء. ومنذ ذلك التاريخ تم دمج النصوص باعتبارها موزعا للمعلومات مع التكنولوجيات االتصالية الجديدة التي عرفها العالم خاصة تكنولوجيا وسائل اإلعالم الحديثة كالصحف والراديو والتليفزيون التي كان كل منها ثورة معلوماتية في حد ذاتها ومع ذلك فان موقعها على قمة تشكيل المعلومات وتوزيعها في العالم قد تزعزع بعد اختراع االنترنت خاصة مع ظهور المدونات التي عملت في جانبين هما جمع المعلومات وتوزيعها. ويلخص هيوت فكرته بالقول»إن منتجي النصوص المعلوماتية للجماهير تحولوا من عدد قليل من القساوسة إلى عدد اكبر من الطابعين بعد اختراع يوحنا جوتنبرج للطباعة إلى عدد آالف من المحررين بعد ظهور وسائل االتصال التقليدية الحديثة ثم إلى كل األشخاص بعد اختراع االنترنت وظهور المدونات. وبذلك فان سلطة النخب في تحديد ماهية المعلومات التي يتم نقلها للناس تزعزعت إلى حد كبير وبالتالي فان القدرة والسلطة على توزيع المعلومات أصبحت أكثر ديمقراطية Hewitt(.)71-70 :2005 ويحدد كوماجي وظيفتين أساسيتين تقوم بهما المدونات االليكترونية باعتبارها احدي أدوات النشر واالتصال على االنترنت األولي هي زيادة الفرص أمام األشخاص ليس فقط إلنتاج ونقل المعلومات ولكن أيضا للوصول إلى الكم الهائل المتاح على الشبكة في جميع أنحاء العالم دون أن يضيع في متاهات شبكة 73

109 االنترنت Kumagai(.) :29 وقد خلص بعض المحللين )2004 Breslin( إلى القول بان االنترنت بوجه عام والمدونات بوجه خاص هي التي ستحدد للصحف في المستقبل ما تطبعه من معلومات وهي التي ستضع أجندة وسائل اإلعالم الجماهيرية. وعلي مستوى أخر من التدفق يشير بعض الباحثين Ito( 2004( إلى وجود نظام لتبادل وتدفق وتوزيع المعلومات بين المدونات المختلفة اقرب إلى نظام السلسة الغذائية حيث تتغذى المدونات الشهيرة على ما تنشره المدونات األصغر واألقل شهرة. ويأتي في قمة السلسة المدونات الكبرى power blogs واألكثر شهرة وتمثل عددا صغيرا من المدونات النخبوية المؤثرة والمشهورة وتجذب عشرات اآلالف من القراء يوميا. وفي المرتبة التالية تأتي مدونات الشبكات االجتماعية social networks التي غالبا ما تركز على موضوعات معينة أو تغطي مناطق محددة. وفي نهاية السلسة يأتي العدد األكبر من المدونات غير المشهورة والتي تستقطب عددا قليال من القراء يوميا. ويبدأ التدفق المعلوماتي من قاع السلسلة عندما تقوم المدونات الصغيرة بنشر أحداث جديدة ثم تنتقل إلى مدونات الشبكات االجتماعية التي تعيد نشرها وتضخمها إلى أن تسترعي هذه األحداث اهتمام المدونات األكبر واألشهر التي تعيد نشرها لتنتقل منها إلى وسائل اإلعالم الجماهيرية. وعلي هذا األساس فان القوة الرئيسية المحركة للمعلومات تتركز في قاع السلسلة الذي يمثله ماليين المدونات الصغيرة المنتشرة في جميع أنحاء العالم. ويؤكد تاريخ وسائل االتصال أن الوسيلة الجديدة غالبا ما تكون أداة من أدوات دعم تدفق المعلومات ودعم حرية التعبير في المجتمع. فالوسائل الجديدة غالبا ما تمثل منافذ جديدة إلنتاج وتوزيع واستهالك المعلومات في المجتمع. فقد كان لظهور الكتاب المطبوع في القرنين الخامس عشر والسادس عشر دور كبير في تطور التعليم الذي كان األساس الذي بنيت عليه النهضة األوروبية الحديثة إذ أتاح انتشار المطابع في أوربا تنوع مصادر إنتاج المعلومات وتحول الكتاب من وسيلة اتصال محدودة للنخب المتعلمة إلى وسيلة جماهيرية تم استخدامها على نطاق واسع في نشر المعارف في العالم كله. وقد»حققت الطباعة مفهوم عدم مركزية المعرفة بما وفرته من إنتاج نسخ كثيرة من الكتاب الواحد وتوزيع هذه النسخ في أماكن متفرقة. وقد كانت عدم مركزية المعرفة إحدى الدعائم التي قامت عليها النهضة األوروبية«)نصر 62(. 2001: وقد شاركت الصحف المطبوعة الوليدة في القرنين السابع عشر والثامن عشر في إقرار الحق في االتصال وتبادل المعلومات مع اآلخرين وفتح منافذ جديدة للمعرفة خاصة مع تزايد أعداد المتعلمين وعدد الذين يقرأون ويكتبون وبالتالي تزايد اإلقبال على قراءة الصحف بين مختلف طبقات المجتمع. وعلي نفس المنوال ساهمت وسائل اإلعالم التي ظهرت بعد الصحافة المطبوعة مثل السينما والراديو والتليفزيون في تكريس مفهوم مجتمع المعلومات في الدول التي دخلتها هذه الوسائل فقد كانت جميعها وسائل معرفية حتى وان غلب على بعضها بعض األدوار األخرى المنوطة بها كالتسلية والترفيه. وفي الوقت الحاضر يمكن القول إن اإلنترنت بوجه عام والمدونات على وجه الخصوص أصبح لها دور كبير في دعم تدفق المعلومات في المجتمع ودعم حالة التعدد المعرفي التي تعيشها المجتمعات اإلنسانية المختلفة التي دخلتها هذه الوسيلة الجديدة. 74

110 فبعد اختراع الطباعة الذي أحدث ثورة كبيرة في توزيع المعرفة في المجتمعات األوربية في منتصف القرن الخامس عشر أصبحت الكتب والنشرات األدوات الرئيسية للمطالبة باإلصالح الديني. وكانت الكتب على وجه التحديد الوسيلة األساسية التي انتشر من خاللها اإلصالح البروتستانتي في جميع أنحاء أوروبا. وفي فترة تالية أصبحت الصحف المطبوعة أكثر الوسائل اإلعالمية انخراطا في الكفاح من أجل الحقوق السياسية كما أصبحت الناطق بلسان دعاة اإلصالح السياسي وإقامة أنظمة حكم أكثر تمثيال للفئات والجماعات المختلفة في المجتمع وإدخال نظام التصويت الشعبي باالقتراع السري وإقامة أنظمة ضريبية أكثر عدالة) Siebert 1965:43(. وكانت الثورات السياسية غالبا ما يصاحبها زيادة كبيرة في عدد الصحف تماما مثلما صاحب اإلصالح الديني زيادة كبيرة في عدد الكتب المطبوعة) Hollis, 42(. 1970: ونستطيع أن نقول إنه إذا كانت الكتب المطبوعة قد عززت الدعوة إلى اإلصالح الديني وإذا كانت الصحف الشعبية قد استخدمت لترسيخ الحقوق السياسية فإن المدونات وغيرها من أشكال الصحافة اإلليكترونية تناضل في العصر الحاضر من أجل ترسيخ الحق في االتصال ونعنى به حق المواطن العادي في أن يمارس العملية االتصالية مع غيره دون قيود النشر التقليدي المعروفة.. بمعنى أخر حق كل مواطن في أن ي علم وينقل ويوزع ما لديه من أخبار ومعلومات وآراء ووجهات نظر إلى اآلخرين وان يتلقى أخبار وآراء ووجهات نظر اآلخرين دون قيود.»فالجماعات واألفراد الذين يستخدمون هذه الصحافة الجديدة كوسائل لالتصال يسعون إلى خلق ممارسات اتصالية جديدة مرتبطة باحتياجاتهم المنبثقة من هوياتهم االجتماعية والثقافية«) Chalaby, 2001:24(. وتتمثل نقطة التمايز بين الوسائل التقليدية والمدونات اإلليكترونية على صعيد ممارسة الحق في االتصال وتوزيع المعرفة في المجتمع في أن الوسائل التقليدية كانت وما زالت تركز بشكل أكبر على الحق الجماعي في االتصال أو باألصح حرية االتصال الجماهيرية.. كالحقوق والحريات السياسية واإلصالح الديني والعدالة إلى جانب حرية التعبير أما في المدونات والصحف اإلليكترونية فان الحق الشخصي في االتصال باآلخرين يتقدم على الحق الجماهيري إلى حد أن اعتبر البعض هذا الحق بمثابة»حريات على المستوى المصغر,micro liberties» (Chalaby 2001:24( تتصل بأسلوب الحياة وحرية االنتماء إلى جماعات معينة على أساس نوعي أو عرقي أو ديني أو لغوي باإلضافة إلى حرية هذه الجماعات في تنسيق ضغوطها السياسية وتشكيل هوياتها الجماعية والمشاركة في المعلومات والمصادر عبر شبكة اإلنترنت. وتبدو شبكة اإلنترنت في الوقت الحاضر غنية بالمضامين الثقافية والمعلوماتية والمصادر المرتبطة بالجماعات اللغوية والمذهبية والعرقية. وتقدم مدونات ومواقع عديدة وشبكات واسعة خدمات متنوعة ألفراد هذه الجماعات تناسب احتياجاتهم اإلعالمية. وبالتالي فإن أكثر المستفيدين المتوقعين من هذه الحرية الجديدة التي رسختها المدونات هي الجماعات الطائفية والعرقية والسياسية واألفراد المنتمين لها والتي- وألسباب متعددة- ال تستطيع استخدام وسائل االتصال التقليدية. إذ سوف تمكنها هذه الوسيلة الجديدة من أن يصبح لها تواجد قوى على اإلنترنت وأن تستخدم مدوناتها ومواقعها للتعريف بنفسها والمطالبة بحقوقها والتحاور مع الجماعات األخرى باإلضافة إلى إدارة مشروعات تخدم التجمعات التي تعبر عنها. ويمكن القول انه في ظل حقيقة االنفجار المعلوماتي الذي تعيشه البشرية.. وفي ظل حقيقة عدم قدرة وسائل اإلعالم التقليدية علي استيعاب هذا الكم الهائل من المعلومات وصعوبة وصول األفراد إلى 75

111 المعلومات التي تهمهم سواء على المستوى الدولي أو على المستوى القطري في غالبية دول العالم إن لم يكن كلها فقد كان ظهور االنترنت وتحولها إلى وسيلة اتصال جماهيرية يبشر بان تكون وسيلة داعمة لتحول المجتمعات المعاصرة إلى مجتمعات معلوماتية توفر لكل أفرادها فرصا متساوية في المشاركة في المعلومات إنتاجا وتوزيعا واستهالكا من خالل إتاحة مساحات مفتوحة لجميع األفراد والجماعات المتالك وإدارة أدواتها االتصالية. وقد تحقق هذا األمر إلى حد ما من خالل المواقع الشخصية ومواقع المؤسسات والجماعات المختلفة ولكنه ظل مرهونا بالقدرة المادية والتكنولوجية لهؤالء األشخاص وتلك الجماعات على استخدام هذه الوسيلة. إذ ظل إنشاء وإدارة المواقع مرهونا بتوافر كوادر بشرية تقنية وإعالمية قادرة على إنشاء وإدارة صفحات الويب وتوافر نوع من التمويل لشراء مساحة على الويب وتوظيف فريق عمل لضمان استمرار الموقع. ولذلك وحتى ظهور المدونات ظل كثير من مستخدمي االنترنت وكثير من الجماعات السياسية والعرقية والطائفية واألقليات بوجه عام خارج إطار المشاركة السهلة في مجتمع المعلومات كمنتجين ومستهلكين للمعلومات. وامتد عدم التوازن في اإلعالم الدولي من وسائل اإلعالم التقليدية إلى الوسائل الجديدة فسيطرت الدول المركزية على التدفق المعلوماتي الدولي على الشبكة تماما مثلما سيطرت الصحف الكبرى والمؤسسات اإلعالمية الضخمة على التدفق المعلوماتي على المستوى القومي. أما بعد ظهور وانتشار المدونات فقد بدا في األفق نوعا من التحول الملحوظ في منظومة االتصال الجماهيري الدولي والقومي. فقد منحت هذه الوسيلة األفراد والجماعات الذين لديهم معرفة محدودة أو ليس لديهم معرفة على اإلطالق بلغة إنشاء النصوص على االنترنت HTML القدرة على نشر المعلومات التي بحوزتهم والحديث عن أنفسهم وانتماءاتهم وذكرياتهم وأحالمهم وإدارة نقاش مع اآلخرين بشكل سهل يقارب سهولة إرسال رسالة فورية عبر البريد االليكتروني. والواقع أننا ال يمكن أن نقارن ظهور شبكة الويب نفسها بظهور تكنولوجيا التدوين االليكتروني المجانية التي تسمح ألي شخص لديه مستعرض للويب أن ينتج صحيفته الخاصة وينقل من خاللها رؤيته المتفردة إلى العالم) Blood 2006(. وتبدو المدونات وسيلة مثالية لدعم مجتمع المعلومات في الدول التي ال تسمح أنظمتها بالملكية الفردية لوسائل اإلعالم التقليدية. فهناك دول كثيرة في العالم تقصر ملكية الصحف واإلذاعات والتليفزيونات على الحكومات وال تسمح بالملكية الفردية لوسائل اإلعالم إال في حدود ضيقة وصعبة للغاية. وعلي سبيل المثال فان المعارضين في إيران اتجهوا إلى المدونات لنشر ما تضيق وسائل اإلعالم الرسمية عن نشره من أحداث ومعلومات والتعبير عن معارضتهم لنظام الجمهورية اإلسالمية والمطالبة بمزيد من الحرية والديمقراطية. ويبلغ عدد المدونات النشطة في إيران نحو مائة ألف مدونة. وتأتي اللغة الفارسية في المرتبة الثانية بعد اللغة االنجليزية- متساوية مع اللغة الفرنسية- كأكثر اللغات العالمية استخداما في المدونات Hoff( 2005:96( وذلك نتيجة اتجاه أعداد كبيرة من المواطنين في الداخل والخارج إلى استخدام المدونات بمن فيهم رئيس الجمهورية كوسيلة بديلة عن الوسائل اإلعالمية الرسمية والتعبير عن الرأي والضغط السياسي. ويمكن القول إن المدونة أصبحت أشبه ما تكون بصحيفة قائمة بذاتها وصارت فكرة المدونات أقرب إلى كونها نوعا من اإلعالم البديل الذي يوفر الفرص للمهمشين إعالميا ومعلوماتيا للمشاركة في مجتمع المعلومات. ففي المدونات ينشر الناس المعلومات المسكوت عنها بحرية ويتناولون موضوعات تتميز 76

112 بالحساسية وكلما اتسعت الدائرة كلما زاد التأثير. وتلعب المدونات أيضا دورا كبيرا في كسر الحاجز النفسي وحاجز الخوف لدى المواطنين من المشاركة بفعالية في مجتمع المعلومات والتعبير عن الرأي من إمكانية التخفي واستخدام أسماء مستعارة. وتحقق المدونات أيضا نشر فكرة المركزية العمل السياسي ومفهوم العالمية والتواصل والتفاعل اإلنساني من خالل إلغاء حواجز الزمن وتخطي حدود الجغرافيا إضافة إلى إلغاء قيود اللوائح والقوانين إذ لم يعد هناك ضابط وال متحكم فيما يكتبه الفرد في المدونة سوى ضميره وأخالقه وأمانته.)2000 Swissinfo( المبحث الثالث نشأة المدونات العربية وسماتها أوال: نشأة وتطور المدونات العربية: لم يتأخر العرب كثيرا في اللحاق بركب المدونات كوسيلة اتصالية جديدة على شبكة االنترنت. فقد ساهمت البنية االتصالية الجيدة التي وفرتها غالبية الحكومات العربية في تقليل الفارق الزمني بين ظهور الوسيلة الجديدة في العالم وتبني قطاعات كبيرة من الجمهور العربي لها علي عكس ما كان عليه الحال مع الصحافة المطبوعة التي تأخرت معرفة العالم العربي بها نحو قرنين من ظهورها في أوروبا والواليات المتحدة. والثابت أن دخول العرب عصر المعلومات القائم على االتصال الشبكي وتبني تقنياته ووسائله كان سريعا إلى حد كبير مقارنة بوسائل االتصال التقليدية كالصحافة والراديو والتليفزيون. ورغم انه ليس هناك تاريخ محدد يمكن اعتباره أول ظهور للمدونات العربية على شبكة االنترنت إال أنه يمكن القول إن المدونات العربية سواء كانت ناطقة باللغة العربية أو بلغات أخرى بدأت في التدفق علي شبكة االنترنت في مطلع عام 2003 خاصة مع الغزو األمريكي للعراق.»ففي ذلك العام برزت مجموعة من المدونات مثل»حوليات صاحب األشجار وسردال وطي المتصل وطق حنك وغير الطبيعي. وغيرها من المدونات التي كانت تبث من داخل الوطن العربي وخارجه»)عيد 2007(. وقد ساهمت األحداث التي مر بها الوطن العربي في السنوات الثالثة األخيرة التالية الحتالل العراق وما ترتب عليه من بروز دعوات اإلصالح السياسي في بعض الدول العربية باإلضافة إلى نجاح بعض المدونات في جذب انتباه قطاعات من المثقفين ورجال اإلعالم التقليدي إليها في تزايد االهتمام بالمدونات وتزايد معدالت إنشائها من جانب مستخدمي االنترنت خاصة من الشباب والجماعات المطالبة باإلصالح الذين وجدوا في هذه الوسيلة الجديدة متنفسا جديدا ومجانيا للمشاركة وتبادل المعلومات واألخبار واآلراء بعيدا عن قيود المنتديات والمجموعات اإلخبارية ووسائل اإلعالم التقليدية. وال شك أن االهتمام العام بنشاط المدونين وكتاباتهم حتى من جانب وسائل اإلعالم التقليدية قد»حدا بالكثير من الجمهور العربي والسيما الشباب منهم آلن ينشئوا مدوناتهم الخاصة) Openarab 2006(. ويعد عام 2006 هو عام انفجار النشر على المدونات في العالم العربي إن جاز التعبير وأصبحت تمثل بالفعل ظاهرة إعالمية جديدة في العديد من الدول العربية وان لم تصل بعد إلى حد االنتشار الجماهيري الواسع وال تمثل إال نسبة ضئيلة من المدونات في العالم نتيجة االنخفاض العام في نسبة استخدام االنترنت 77

113 في العالم العربي مقارنة بالنسب العالمية بوجه عام واستمرار ثقافة الخوف من التعبير الحر عن الرأي لدي قطاعات واسعة من الجمهور العربي باإلضافة إلى سياسة الترهيب التي اتبعتها بعض الحكومات في التعامل األمني العنيف مع بعض المدونين.»ومن البديهي الربط بين انتشار اإلنترنت وتكنولوجيا المعلومات من جهة وبين انتشار المدونات من جهة أخرى فكلما زادت المعرفة لدى الشباب العرب بفنون اإلنترنت وكلما توفرت لهم إمكانيات أفضل للدخول إلى الشبكة كلما زاد عدد المدونات العربية على اإلنترنت«) DWworld.)2007 وفي ظل عدم وجود إحصاءات دقيقة عن عدد المدونات العربية بل واستحالة ذلك في ظل التغير المستمر في أعدادها كل ساعة تقريبا بدخول مدونات جديدة وخروج أخرى وتنوعها بين مدونات نشطة ومدونات غير نشطة ال يبقي أمام الباحث إال تسجيل التقديرات العامة ألعداد المدونات دون الجزم بصحة أي منها. وتتراوح التقديرات بين ثالثة اآلف وسبعة اآلف مدونة. وتبالغ بعض التقديرات وتشير إلى أن عدد المدونات العربية يصل إلى نحو 40 ألف مدونة) Openarab 2007( وهو رقم ال نعتقد في صحته. وتتوزع المدونات بشكل غير متساو على الدول العربية حيث تأتي مصر في المركز األول في عدد المدونات تليها المملكة العربية السعودية ثم الكويت والمغرب. ثانيا: الطابع السياسي للمدونات العربية يشير البعض إلى أن فكرة إنشاء المدونات في العالم العربي بدأت في دول الخليج وخاصة في الكويت والبحرين وأن أول موقع تدوين عربي كان موقع )كويت. بلوغ(. ويرجع البعض انطالق ظهور المدونات من دول الخليج أن»لدى الخليجيين بشكل عام والكويتيين بصفة خاصة نزوع إلى تقليد كل ما هو غربي وجديد باإلضافة إلى المستوى المادي المرتفع والفراغ الذي يعيشه الشباب الكويتي«) Swissinfo 2000(. وقد كانت نشأة المدونات في الكويت مشابهة لنشأتها في الدول المتقدمة بوصفها وسيلة للتعبير عن الذات يضع فيها صاحبها مذكراته الشخصية اليومية أو األسبوعية ليشاركه اآلخرون النقاش والحوار حول أفكاره وآراؤه وأماله وتطلعاته وحتى احباطاته. ولكن سرعان ما غلب الطابع السياسي على المدونات العربية بوجه عام نتيجة غياب منافذ التعبير الشعبية األخرى التي تتيح للمواطنين التعبير عن الرأي ونتيجة دخول المدونين المصريين بكثرة إلى ساحة التدوين خاصة خالل عام ولعل هذه الطبيعة السياسية للمدونات هي ما تدفع بعض الحكومات إلى مالحقة المدونين الذين يسرفون في التعبير عن آرائهم في مدوناتهم ويحولون هذه المدونات إلى ساحات سياسية ال تخلو من نقد الذع للحكومات ونعرات طائفية وعرقية غير محمودة العواقب. وقد حول بعض المدونين صفحاتهم إلى تنظيمات سياسية يتم الدعوة من خاللها إلى تنظيم التظاهرات واالعتصامات في بعض الدول العربية كما تحولت بعض المدونات إلى صفحات إخبارية لنشر األخبار غير المسموح بنشرها في بعض المجتمعات وأصبحت بعضها مصدرا لوسائل اإلعالم التقليدية التي نقلت عنها بعض األحداث مثل حوادث ما يسمي»التحرش الجنسي«التي وقعت في وسط مدينة القاهرة في أكتوبر 2006 والتي انفردت بنشرها بعض المدونات المصرية ونقلتها عنها محطات تليفزيونية وصحف كبرى في العالم وأثارت ضجة كبيرة داخل مصر وخارجها. 78

114 وإذا سلمنا»بالنشأة الخليجية«للمدونات العربية فإن المدونين المصريين هم الذين أعطوا ظاهرة التدوين زخمها في العالم العربي رغم دخولهم المتأخر نسبيا إليها. فقد أضاف المدونون المصريون النكهة السياسية إلى المدونات العربية نتيجة سيطرة الهم السياسي على مضمون غالبية المدونات في مصر. كما أضافوا أدوارا جديدة للمدونات جعلتها اقرب إلى الصحافة البديلة وصحافة الرفض السياسي التي تنشر ما ال تنشره الصحافة التقليدية وتقوم بدور تنظيمي نيابة عن التنظيمات والجماعات الممنوعة بحكم القانون من التشكل وجعلوا منها أداة تجميع وتعريف أكثر منها أداة تعبير عن الرأي فحسب. وترجع سيطرة الطابع السياسي على المدونات المصرية في األساس إلى حالة الحراك السياسي التي تشهدها مصر والتي ولدتها التعديالت الدستورية التي تمت في عام 2005 وما أعقبها من إجراء أول انتخابات رئاسية تنافسية وظهور جماعات رفض سياسي جديدة مثل الحركة الوطنية من أجل التغيير»كفاية«. وقد كان استخدام المدونات في االنتخابات الرئاسية المصرية التي جرت في 2005 أحد مالمح التفاعل اإللكتروني بين المصريين المؤيدين والمعارضين إلعادة انتخاب رئيس الجمهورية. واستطاعت حركة»كفاية«استثمار التكنولوجيا في حملتها المناهضة للتمديد والتوريث فكانت تستخدم رسائل التليفون المحمول واإلنترنت والمجموعات البريدية والمدونات في اإلبالغ بمواعيد مظاهراتها وتغيير أماكنها ومواعيدها إذا لزم األمر. ويبدو الطابع السياسي للمدونات المصرية واضحا في اختيار أسماء ذات داللة سياسية ووطنية للمدونات مثل»إحنا مش خايفينمدونة ميتبنت مصريةكالم حروالد البلدارتباكالنداهةطق حنكبنحب مصرالست نعامةمواطن مصري مضروب على قفاهحائر في دنيا اهللعالقهوة«و«مصر الحرة«. كما يبدو هذا الطابع واضحا في تصدير المدونات بأشعار لشعراء عرفوا بمواقفهم السياسية الوطنية مثل احمد فؤاد نجم وصالح جاهين واستخدام شعارات سياسية اقرب إلي شعارات المتظاهرين مثل»لنكسر حاجز الصمت«و»اتكلموا.. حتى ال تنتهك بناتكم على األرصفة«وإطالق حمالت تعبوية مثل»قل ال للتوريث«و»حملة تجميع شهادات التحرش الجنسي«و»وقفة ضد التعذيب«وغيرها. وقد امتد الطابع السياسي للمدونات المصرية إلى بعض المدونات العربية خاصة في الدول التي تشهد انفتاحا سياسيا ملحوظا مثل الكويت والبحرين ولبنان والمغرب وفلسطين. وقد برزت مجموعات عديدة استخدمت هذه الوسيلة في الكشف عن المسكوت عنه في العالم العربي مثل نقد بعض العادات والممارسات االجتماعية والسياسية كما في مدونة»ابن كريشان«من اإلمارات ومدونة السعودي محمد بن فهد المساعد»شاي اخضر«المناهضة للشيعة ومدونة هديل»باب الجنة«التي انتقدت حمالت اعتقال أكاديميين ورجال أعمال وحقوقيين في السعودية بتهمة اإلرهاب) Hdeelblog : 2007( ومدونة كريم عامر»البهائي«التي تتناول حقوق البهائيين في مصر ومدونة محمد الحنفي من المغرب ذات التوجه الماركسي ومدونة»بهية«التي تقدم التحليالت واألخبار السياسية ومدونة»الوعي المصري«وهي اقرب إلى صحف الرفض السياسي ومدونة محمود اليوسف من البحرين وغيرها. ويشير جهاد الخازن )الخازن 2006( إلى غلبة الطابع السياسي على المدونات العربية بقوله»في مصر وفرت المدونات صورة حية ومثيرة للعنف الرسمي ضد متظاهرات في 25 مايو 2005 وحافظت طوال 79

115 السنة على مستوى عال من المتابعة السياسية واهتمت كثيرا باالنتخابات والجدل الذي ثار حول بعض الدوائر. وقدمت مدونة»بهية«صورة دقيقة للعنف الذي رافق االنتخابات وكذلك فعلت مدونة»مس مبروك المصرية«التي تقول صفحتها»كل ما أردت أن تعرف عن مصر ولكن كنت تخشى أن تسأل الحكومة عنه«. وفي األردن وبعد الحوادث اإلرهابية التي وقعت في نوفمبر 2005 قدمت المدونات األردنية صورة وافية وسريعة عن هذه الحوادث. وعكست المدونات اللبنانية االنقسام الحاصل في لبنان منذ اغتيال رئيس الوزراء األسبق رفيق الحريري وثارت مدونات لبنانية كثيرة بعد حادث اغتيال جبران تويني وانتصرت لمواقفه ومبادئه. وقد دعمت الحرب الصهيونية األخيرة علي لبنان )يوليو- أغسطس 2006( دور المدونات السياسي والوطني بوجه عام إذ دخل المدونون اللبنانيون في سجال مستمر مع مدونين غربيين وصهاينة لتوضيح قضيتهم واالنتصار للمقاومة. أما المدونات العراقية فقد قدمت نافذة مهمة على المجتمع والتطورات السياسية وتناولت قضايا تحاشى اإلعالم التقليدي الخوض فيها. وفي األراضي الفلسطينية تغطي المدونات المواجهة مع إسرائيل وأيضا األخبار السياسية الفلسطينية. وفي السعودية شهد عام 2006 نموا كبيرا للمدونات السعودية التي تنوعت مضامينها تنوعا كبيرا وان غلب عليها التوجه اإلسالمي السلفي والتوجه الشخصي اإلنساني الناقد لبعض أوجه القصور في األداء الحكومي مع ظهور نسائي واضح. وفي حين أن وحدة خدمات اإلنترنت في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا تراقب المدونات وتمنع ما تعتبره مسيئا إال أن هذا لم يحل دون تسجيل المدونات السعودية زيادة هائلة في العام الماضي. ثالثا: عوامل انتشار المدونات في العالم العربي يمكن رد االنفجار الذي شهده نشر المدونات في العالم العربي في السنوات األخيرة إلى عدد من العوامل المشجعة لعل أهمها التطور الهائل الذي شهدته الدول العربية - بنسب متفاوت - على صعيد البنية المعلوماتية األساسية التي أتاحت الوصول إلى االنترنت بتكلفة معتدلة نسبيا جعلت هذه الوسيلة االتصالية الجديدة في متناول المواطن العادي وبكفاءة تماثل نظيرتها في الدول المتقدمة. وفي هذا المقام ال بد لنا من االعتراف بالجهود الهائلة التي بذلتها الدول العربية في سبيل اللحاق بثورة المعلومات وعلينا أن نقدر هذه الجهود جيدا وان نفتح المجال واسعا لتعظيم استفادة الشعوب العربية من هذه البنية االتصالية رفيعة المستوى حتى يتحقق»مجتمع المعرفة«. ومع ذلك فان الدافع الرئيس- من وجهة نظري- في خروج المواطنين العرب أو قطاع منهم إلى االنترنت وإنشاء المدونات الشخصية المتنوعة األهداف واالهتمامات يتمثل في غياب منافذ التعبير الشعبية واقتصار وسائل اإلعالم التقليدية من صحف وإذاعات وتليفزيونات على التعبير عن النخب السياسية والفكرية في العالم العربي باإلضافة إلى سهولة ويسر إنشاء وإدارة المدونة مقارنة بمواقع الويب والمنتديات والمجموعات اإلخبارية وإمكانيات التخفي وعدم الكشف عن هوية المدون التي تتيحها تكنولوجيا المدونات. يضاف إلى العوامل السابقة التي ساهمت في اتساع رقعة المدونين العرب عامالن مهمان هما: سهولة استخدام اللغة العامية المنتشرة بين الشباب )لغة الشارع( في المدونات وعدم التقيد فيها بالكتابة باللغة الفصحى وهو ما شجع الكثير من الشباب على إنشاء مدوناتهم باإلضافة إلى ارتباط بعض المدونات بالحركات السياسية الداعمة للتحول الديمقراطي في العالم العربي. 80

116 وقد ساهمت بعض األحداث والمواقف في توسيع رقعة المدونين العرب نذكر منها علي سبيل المثال وليس الحصر: - المتابعة اإلعالمية الواسعة للمدونات من جانب بعض وسائل اإلعالم العربية واسعة االنتشار خاصة خالل عام ويأتي على رأس هذه الوسائل صحيفة»الحياة«التي تناولت الظاهرة أكثر من مرة في تقارير موسعة وقناتي»الجزيرة«و«العربية«اللتان أذاعتا تقارير وبرامج وثائقية حول الظاهرة. فقد أفردت قناة الجزيرة حلقة خاصة من برنامج»تحت المجهر«بعنوان»المدونون العرب«أذيعت في السادس والعشرين من مايو 2006 باإلضافة إلى بعض القنوات التليفزيونية المصرية الحكومية والخاصة التي نقلت بعض األحداث عن المدونات واستضافت بعض المدونين في برامجها. - إشارة الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل خالل لقاء مع قناة الجزيرة إلى اهتمامه بقراءة مدونة»بهية«من مصر. - سلسلة المقاالت التي نشرها الكاتب الصحفي جهاد الخازن في صحيفة الحياة اللندنية واسعة االنتشار عن التدوين واالنترنت في العالم عموما مع التركيز على العالم العربي في عام 2006 ومطلع العام الحالي.)2007( - القبض على عدد من المدونين المصريين واعتقالهم وما صاحب ذلك من حمالت وطنية ودولية لإلفراج عنهم )حالة كريم عامر في أكتوبر 2005 وحالة محمد الشرقاوي في مايو 2006(. - حصول مدونة عالء ومنال من مصر على جائزة أفضل مدونة من منظمة»مراسلون بال حدود«وإذاعة الخبر في بعض القنوات اإلخبارية العربية مثل قناة الجزيرة. - انخراط عدد من المدونين المصريين في حركة المطالبة باإلصالح في مصر سواء عبر نشاطهم الميداني مثل اعتصامهم بميدان التحرير بالقاهرة لمناصرة القضاة المصريين ضد هيمنة الدولة أو عبر ترويجهم لفعاليات وتنظيمهم لها مثل ما سمي بمظاهرة»كنس السيدة زينب ضد وزارة الداخلية في مصر«و»االحتفال بمرور 30 عاما على انتفاضة 17 و 18 يناير 1977«. وقد ساهمت هذه األحداث في زيادة التعريف بالمدونات والمدونين العرب وجعلت اإلقبال على إنشاء المدونات ينحو منحى تصاعدي واسع نظرا لما لمسه جمهور مستخدمي االنترنت عموما والشباب بوجه خاص من دور متزايد لهذه الوسيلة في الحياة العامة لكونها تتيح لهم صنع األخبار وتداولها وتمكنهم من التعبير عن أرائهم وأفكارهم. وقد فاق تأثير وشهرة بعض المدونات التوقعات وأصبحت أداة فعالة أجاد المدونون العرب استخدامها سواء في التعبير عن همومهم وهموم مجتمعاتهم ولعل هذا ما دفع بعض الحكومات التي التعامل األمني العنيف مع بعض المدونين وسجن عدد منهم باإلضافة إلي حجب البعض منها مثل مدونة ابن كريشان اإلماراتي ومنع نشر بعض التدوينات كما حدث مع المدون األردني رباح القويعي الذي حذفت بعض كتاباته من مجمع مدونات شركة مكتوب أو هيمنة جهات حكومية على مجمع المدونات كما هو الحال في مجمع مدونات اوكساب السعودي. 81

117 المبحث الرابع المدونات ودعم مجتمع المعلومات في العالم العربي لقد أتاحت اإلنترنت بوجه عام والمدونات على وجه التحديد فرصا واسعة أمام عدد كبير من المواطنين في مختلف الدول العربية للمشاركة في المعلومات واإلعالن عن أنفسهم خاصة الجماعات التي لم يكن متاحا لها امتالك أو إدارة وسائل اإلعالم التقليدية ألسباب سياسية»جماعات المعارضة السياسية يسارية وإسالمية أو جماعات حقوق اإلنسان«أو أسباب دينية أو طائفية»مثل الشيعة أو المسيحيين«أو ألسباب ثقافية ودينية مثل»المثليين جنسيا«أو أسباب مادية تتعلق بعدم القدرة على إصدار الصحف المطبوعة أو إنشاء محطات لإلذاعة والتليفزيون أو إدارة مواقع ويب. وقد بدا واضحا أن تلك الجماعات قد استفادت من اإلمكانيات الهائلة التي تتيحها هذه الوسيلة الجديدة. لقد مثل النشر على المدونات منفذا جديدا وجيدا أمام أحزاب وجماعات المعارضة العربية. فقد مكن العديد منها من التواصل مع الجماهير وكسب تعاطف وتأييد المزيد من المواطنين داخل الوطن وخارجه دون أن تتعرض لقيود االتصال الجماهيري التقليدي المحرومة منه بسبب سيطرة الحكومات العربية على وسائل اإلعالم التقليدية ورقابتها لألشكال الجديدة من االتصال عبر االنترنت. وقد ارتبط معدل نشر المدونات في العالم العربي بعاملين مهمين يتصالن بواقع حرية المشاركة الجماهيرية في مجتمع المعلومات. األول هو حرمان األقليات المختلفة داخل هذه المجتمعات من الحريات العامة وأهمها حرية التنظيم في جماعات للدفاع عن مصالحها بطريق سلمية في مواجهة األقليات األخرى ومواجهة األغلبية وحرية امتالك وإدارة وسائل اتصال جماهيرية تحمل أخبارها ورسالتها للمجتمع. أما العامل الثاني فيتعلق بحجم القيود المفروضة على وسائل االتصال التقليدية وواقع الرقابة المفروضة على استخدام شبكة االنترنت. ففي ظل غياب الحريات العامة وتزايد القيود المفروضة على وسائل التعبير في دولة ما كانت أعداد المدونات ذات الطابع السياسي الناقد لها على اإلنترنت تزيد بدورها خاصة وأن العديد من الجماعات العرقية والطائفية والسياسية بقيت محرومة لفترات طويلة من حقها في استخدام وسائل االتصال الجماهيرية على أساس أنها جماعات محظورة أو غير شرعية - من وجهة نظر النخب الحاكمة - وان منحها حرية التعبير عن نفسها يقوض السالم االجتماعي ويهدد الوحدة الوطنية. وقد اتجهت بعض هذه الجماعات من خالل بعض أفرادها المقيمين في الخارج إلي توظيف كل اإلمكانيات المتاحة لها بالبلدان التي لجأت إليها في محاولة حشد مؤيديها وفضح ممارسات الحكومات من خالل التوسع في النشر على اإلنترنت من خالل المدونات التي أصبحت وسيلة مهمة في النضال السياسي. وقد رصدت الشبكة العربية لمعلومات حقوق اإلنسان العشرات من المواقع والمدونات التي تنطق بلسان تلك الجماعات المعارضة ويأتي على رأسها الجماعات اليسارية واإلسالمية المعارضة للحكومة العراقية قبل االحتالل األمريكي للعراق والتي كانت تبث مدوناتها ومواقعها من دول عديدة مثل: السويد وإنجلترا وألمانيا والدنمارك وكذلك المواقع العديدة التابعة لجماعات وقوى المعارضة الليبية والسعودية. وكان لجماعات المعارضة في الدول الثالثة )العراق وليبيا والسعودية( بسبب تأخرها في إدخال خدمة اإلنترنت السبق في استخدام إمكانيات اإلنترنت وإنشاء مواقع ومدونات لها تنطق بلسانها وتفضح ما تراه من ممارسات تلك الحكومات وتكسب - من خالل قدراتها على تجاوز الموانع الحكومية- زوارا وأنصارا جدد. وقد 82

118 تكرر األمر نفسه مع اختالفات طفيفة في عدد آخر من الدول العربية مثل تونس وسوريا والسودان والبحرين كما أن دوال عربية أخرى ت عرف بانفتاحها النسبي مثل مصر لم تسلم من جماعات قامت من الخارج بإنشاء مدونات ومواقع لها لكشف ما تزعمه من اضطهاد وتمييز مثل مدونات أقباط المهجر أو المواقع التي نشأت حديثا بهدف خلق رأي عام مناهض لفكرة توريث الحكم في مصر )*(. ورغم أن تلك المدونات والمواقع المعارضة ال يزيد عن بضع عشرات فإنها ذات ترتيب متقدم بالنسبة للمدونات العالمية نظرا للكم الكبير من الزوار الذين يقبلون عليها بدرجة كبيرة فضال عن الروابط التي تقدمها للمدونات المشابهة لها والقوائم البريدية التي تحمل للمشاركين بها جديد تلك المدونات أو طرق تجاوز المنع والحجب بالدول العربية مما يجعل هذه المدونات الهدف األول للحجب بالدول العربية رغم أنها ال يمكن عدها ضمن المواقع»المنافية لآلداب العامة والقيم الدينية«. ومن بين القوي السياسية التي مثلت لها المدونات مخرجا مناسبا للمشاركة في مجتمع المعلومات إنتاجا واستهالكا األفراد المنتمين لجماعات اإلسالم السياسي أو ما يعرف باسم التيارات اإلسالمية الذين عانوا لفترات طويلة من التضييق والتهميش من جانب الحكومات واألنظمة العربية التي تسعى جاهدة إلى منع اإلسالميين من التواصل مع مجتمعاتهم والدعوة إلى أفكارهم وإغالق جميع منافذ التعبير أمامهم. فقد جاءت شبكة اإلنترنت لتكون واحدة من األدوات التي سارع اإلسالميون إلى استخدامها واالستفادة منها في دعوتهم. ومن هنا ظهرت أعداد كبيرة من المدونات الناطقة بلسان اإلسالميين. ويرجع إنشاء هذا الكم الكبير من المواقع والمدونات ذات الصبغة اإلسالمية السياسية إلى القيود التي تفرضها الدول على التيار اإلسالمي وخاصة التضييق اإلعالمي وعدم وجود فرص للتعبير عن أنفسهم من خالل القنوات الرسمية وهذا ما يدعوهم للجوء للمدونات التي تتميز الرقابة أو القيود المفروضة عليها بأنها محدودة وليست بقدر الرقابة على المطبوعات ووسائل اإلعالم المسموعة والمرئية. والواقع أن اإلسالميين - أفرادا وجماعات - قد وجدوا في اإلنترنت والمدونات فرصة جيدة للتعبير عن أنفسهم بدون قيود. فاإلنترنت مجال واسع تغيب عنه وسائل الرقابة التقليدية التي تحاصر اإلسالميين خاصة في العالم العربي واإلسالمي كما أن النشر االليكتروني أقل تكلفة ممكنة مقارنة باإلعالم التقليدي المكلف والذي يحتاج إلى ميزانيات ضخمة وإلى إمكانيات غير متاحة إال للمؤسسات التي تقف وراءها الحكومات أو المؤسسات المرتبطة بها. كما أن كوادر إسالمية عديدة اكتسبت خبرة إعالمية في السنوات األخيرة وأصبحت تمثل إضافة لإلعالم اإلسالمي على شبكة اإلنترنت. وقد دخلت بعض التيارات اإلسالمية إلى ساحة اإلعالم االلكتروني بدافع عقائدي. إذ إنها نظرت إلى اإلنترنت على أنها ساحة للجهاد اإلعالمي ال تقل أهمية عن الساحات األخرى التي يواجه اإلسالم فيها مخططات ومؤامرات وحروب. وتستند رؤية هذه التيارات على حقيقة أن اإلنترنت يمكنها أن تصل برسالة اإلسالم إلى البشرية كلها.. كما أنهم بعد أن كانوا مجرد مستخدمين لالنترنت تحولوا إلى منتجين للمعلومات يتنافسون فيما بينهم لتقديم المحتوى للوصول إلى قطاعات ربما ما كانوا يحلمون بالوصول إليها من قبل«) Islammemo 2005(. )*( رصدت الشبكة العربية لمعلومات حقوق اإلنسان ما يزيد عن 34 موقعا لمجموعات وأحزاب معارضة تبث مواقعها من خارج بلدانها ورأت أنه من األنسب عدم ذكر اسمها أو مواقعها حتى ال تكون سببا لحجب هذا الموقع أو ذاك. 83

119 والثابت أن اإلسالميين وجدوا بغيتهم في المدونات حيث استطاعوا أن يخترقوا الحاجز الحكومي ويتواصلوا مع الناس عبر مواقعهم ومدوناتهم الجديدة. فقد كانت هناك حالة من حاالت الظمأ لدى اإلسالميين فيما يختص باإلصدارات التي تخاطب الجماهير وقد وجدوا في المدونات عالجا لهذه المشكالت لذلك كثرت وتكاثرت مواقع مدونات اإلسالميين على اإلنترنت. فقد ظل اإلسالميون لسنوات عديدة مضيق عليهم في التعبير عن آرائهم ولم يجدوا متنفس ا لدعوتهم كما أن التكلفة العالية المتالك وسائل اإلعالم التقليدية كانت تمثل عائق ا ضخم ا أمام هذه التيارات بسبب قلة اإلمكانيات التي تمنعهم من إصدار صحيفة. وقد انتهى هذا العائق إلى حد كبير بظهور المدونات االليكترونية كوسيلة اتصال جماهيري غير مكلفة. أما ابرز ما رسخته المدونات من حريات جديدة تتصل بدعم مجتمع المعلومات في العالم العربي فيتمثل في دعم الحق في االتصال ومده إلى كل من يستطيع استخدام الكمبيوتر وشبكة االنترنت من المواطنين. فقد حولت المدونات هذا الحق من مجرد الحق في تلقي المعلومات إلى حق مزدوج إلنتاج وتوزيع وتبادل وتلقي المعلومات والمشاركة مع اآلخرين المتوافقين فكريا أو عقديا أو سياسيا. وبذلك رسخت اإلنترنت حقوقا معلوماتية جديدة في العالم العربي لم تكن متاحة على نطاق واسع في الدول العربية قبل دخول المدونات إليها خاصة في ظل قصر إنتاج المعلومات في وسائل اإلعالم التقليدية على النخب الحاكمة أو المثقفين القريبين من هذه النخب وفي ظل استمرار القيود المفروضة على حرية نشر المعلومات. وقد اتخذ بعض المدونين من مدوناتهم مكانا افتراضيا للتجمع واالتفاق فيما بينهم على تنسيق جهودهم سواء للتظاهر في أماكن محددة أو إطالق حملة لجمع التوقيعات مع أو ضد موقف ما كما يحدث بكثرة في المدونات المصرية أو إلعالن إضراب عن التدوين لمدة محددة احتجاجا على الرقابة المفروضة على المدونات أو سجن المدونين كما حدث في تونس. مما سبق نستطيع أن نقول إن المدونات في الوطن العربي على الرغم من حداثتها قد برزت بوصفها متنفسا معلوماتيا للكثير من الشباب الذي يريد أن يشارك في صنع مجتمع المعلومات خاصة وأنها تجذب الشباب وتؤثر في آرائهم وتفكيرهم إضافة إلى أنها طريقة لتفادي العوائق التي تضعها الحكومات العربية أمام الصحافة الحرة وحرية التعبير ولذا يمكن للشباب وبتكاليف بسيطة الكتابة والتعبير عن آرائهم بكل حرية وكذلك التعبير عن انتقاداتهم سواء تجاه الوضع السياسي أو االجتماعي أو االقتصادي إضافة إلى أنها حلقة تواصل بينهم. وبما أن عملية التدوين مجانية وبسيطة وغير معقدة فقد أقبل عدد كبير من الشباب العرب على إنشاء مدونات خاصة بهم لكتابة مذكراتهم أو آرائهم وإتاحة الفرصة للجميع لإلطالع أو التعليق على هذه األفكار ومشاكلهم الشخصية ومشاعرهم المكبوتة كما أنها الوسيلة األفضل للتعرف على اآلخرين وتكوين صداقات متعددة ومن بلدان مختلفة وبفضل المدونات أصبح بإمكان العديد من الفئات المهمشة التعبير عن آرائها كما أن انتشارها بين الشباب يعزز من ثقافة االختالف والتعدد والحوار واحترام الرأي والرأي اآلخر. خاتمة: كشفت الدراسة أن المدونات أصبحت ظاهرة إعالمية مهمة في الوقت الراهن سواء على المستوى الدولي أو المستوى اإلقليمي العربي وتحولت إلى وسيلة اتصال جماهيرية توفر ما يمكن اعتباره»صحافة بديلة«أو»صحافة موازية«للصحافة المطبوعة واالليكترونية. وقد رسخت هذه الوسيلة الجديدة حقوقا 84

120 فردية وجماعية كثيرة تصب جميعها في إطار دعم مجتمع المعلومات. ومن أهم هذه الحقوق: - الحق في إنتاج وتوزيع المعلومات لجميع افرد المجتمع دون الحاجة إلى الحصول على ترخيص حكومي وال يمكن للحكومات االنقضاض عليها. - الحق في اإلنتاج والتوزيع والتبادل الجماعي للمعلومات بالنسبة للجماعات والتنظيمات ذات الطابع السياسي أو الثقافي أو الطائفي أو العرقي. - حق الجماعات المختلفة في امتالك وسائل إعالم جماهيرية للتعبير عن نفسها والدفاع عن مصالحها وهو ما كانت محرومة منه في السابق. - حق جميع أفراد المجتمع القادرين على استخدام هذه الوسيلة في المشاركة بفعالية في المشهد السياسي والثقافي القومي. وعلي المستوى العربي أوضحت الدراسة من خالل تحليل نشأة المدونات والعوامل التي ساعدت على انتشارها في الدول العربية أن واقع المشاركة في مجتمع المعلومات في الدول العربية قد حول المدونات من وسيلة للتعبير الشخصي عن الرأي إلى نوع من صحافة المعلومات التي تسهم في زيادة تدفق المعلومات وإلى نوع من المنشورات السياسية التي تستهدف التأثير في الرأي العام. وأكدت الدراسة صحة الفرضية التي انطلقت منها وهي أن المدونات في العالم بوجه عام وفي الوطن العربي على وجه الخصوص تدعم قيام مجتمع المعلومات في العالم العربي من خالل ما تساهم به زيادة ما يسمي بعمالة المعلومات وهي تلك»التي تعمل في مجاالت النشر واإلعالم والكمبيوتر ونظم المعلومات والتعليم والتأليف والتخطيط«)علي 1993: 258( وهو من أهم معايير ومحكات الحكم على انتقال المجتمع إلى مرحلة المعلوماتية. وكذلك ما توفره من فرص لألفراد والجماعات للمشاركة الفعالة في إنتاج وتوزيع المعلومات. المراجع المصادر والمراجع العربية 1. الخازن جهاد )2006(. عيون وآذان»بلوغسفير«الحياة 2006/01/ الشرق األوسط. موقع اليكتروني )2006(. 25 يونيو علم الدين محمود الصحافة في عصر المعلومات القاهرة: علي نبيل )1993( العرب وعصر المعلومات. الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب سلسلة عالم المعرفة. العدد عيد جمال )2007( النشطاء العرب وتكنولوجيا المعلوماتية اإلنترنت: بصيص ضوء في نفق معتم ورقة مقدمة إلى مؤتمر: «العالم العربي األفكار الممثلون و المجاالت«معهد»البيت العربي«مدريد : يناير 2007 م. 6. مدونة هديل )2007( عشرة يمولون اإلرهاب. 85

121 7. نصر حسني محمد )2001( مقدمة في االتصال الجماهيري: المداخل والوسائل. الكويت: مكتبة الفالح. 8. نصر حسني محمد )2003(. االنترنت واإلعالم: الصحافة االليكترونية. الكويت: مكتبة الفالح. المصادر والمراجع االجنبية 1. Accenture website (2007) «To Blog or Not To Blog.» Available at accenture.com/digitalforum/global/viewbytopic/virtualco 2. Berkman Center for Internet and Policy, Harvard Law School website (2007)» What Makes a Weblog a Weblog?» Available at whatmakesaweblogaweblog 3. Bloggersblog website (2007) pl?bblog= Posted on January 18, Blood, Rebecca (2000) «Weblogs: A History and Perspective», Rebecca>s Pocket. 07 September October history.html 5. Borland, John (2004) Blogs play critical role in campaigns, CNET News.com., Published: November 1, Available online at: critical+role+in+campaigns/ _1028-.html?tag=st.num 6. Blood, Rebecca (2006) «Weblogs: A History and Perspective», Rebecca>s Pocket. 07 September October history.html» 7. Breslin, J. (2004) The Ultimate Reality Show. Newsday, May 13, 2004 ( newsday.com/news/columnists/nynybres may13,0, Chalaby, Jean K. (2001). New Media, New Freedoms, New Threats. GAZETTE Vol.62 No Coggins, S. (2005) Blogging the 2004 Campaign About.com. No date. weblogs.about.com/cs/2004uscampaign/a/2004campaign.htm 23 January Dearstyne, Bruce W (2005) Blogs: The New Information Revolution. The Information Management Journal. September/October DW-World (2007) Faler, B. (2005) Add Blog To the Campaign Lexicon. The Washington Post: A04. November 15, January Fuller, Glen (2005) The Evental Potential of Blogs. Available at: blogtalk/?page_id= Hewitt, H. (2005). Blog: Understanding the information reformation that s changing your world. MIDDLE EAST QUARTERLY. Fall

122 15. Hoff, Rachel (2005), Dissident Watch: Arash Sigarchi. MIDDLE EAST QUARTERLY. Fall Hollis, P. (1970) The Pauper Press: A Study in Working-Class Radicalism of the 1830s. London: Oxford University Press. 17. Islammemo website (2007) asp?idnews= Ito, J. (2004) Panel participant. Will Mainstream Media Coopt Blogs and the Internet? Kim, Hyunwoo (2005) Blogs as the New Media on the Internet. Review of Communication 20. Kumagai, Fumie (2001) Possibilities for Using the Internet in Japanese Education in the Information Age Society. International Journal of Japanese Sociology. 2001, Volume Lyon, David (1995) «The Roots of the Information Society Idea» in Heap et al (eds) Information Technology and Society (London: Sage) 22. McIntosh, Neil (2002) A Tale of one Man and his Blog. Guardian Unlimited, 3102/01/ 23. Microsoft website (2006) «The Four-Letter Word That Can Get People Excited About Your Products.» Available at solutions/blogs_ expkined.mspx mmunications/0409_toblogornot 24. O Neill, Brendan (2003) Gone to the Blogs. Spiked, 1403/01/. spikedonline.com 25. Openarab (2006) Rainie, L (2005), The state of blogging Pew Internet & American Life Project, January 2005, Siebert, F.S. (1965) Freedom of the Press in England, : The Rise and Decline of Government Control. Urbana: University of Illinois Press. Harrison, S. (1974) Poor Men s Guardian: A Record of the Struggles for a Democratic Newspaper Press, London: Lawrence and Wishart. 28. Swissinfo website (2007) =105&sid= &cKey= Technorati website (2007) «About Technorati.» Available at about 30. Volke, Sean (2006) Encouraging interaction online: The emerging roles of blogs/wikis/rss in fostering and encouraging user participation. Thomson Gale: Australia. 87

123 88

124 الجلسة األولى المسار الثاني ورقة بحثية )3( دور المكتبات الخاصة في مجتمع المعرفة د. محمد مجاهد الهاللي أ. محمد بن ناصر الصقري قسم علم المكتبات والمعلومات كلية اآلداب والعلوم االجتماعية - جامعة السلطان قابوس 1 المقدمة إن الحمد هلل نحمده ونستعينه ونستهديه ونؤمن به ونتوكل عليه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده اهلل فال مضل له ومن يضلل فال هادى له وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له العالم العليم العالم نور السموات واألرض وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله صلى اهلل عليه وسلم: النبى األمي معلم البشرية وصحبه الكرام والتابعين وتابعيهم بإحسان إلي يوم الدين. كما أصلى وأسلم على جميع األنبياء والمرسلين وبعد: فأستفتح بالذي هو خير خير الكالم وأصدقه يقول اهلل عز وجل فى محكم التنزيل: «... وهلل خزائن السموات واألرض ولكن المنافقين ال يفقهون«)اآلية 7 من سورة المنافقين 63(. من خزائن اهلل سبحانه وتعالى -: خزائن الرحمة وخزائن الرزق وخزائن العلم. ومن خزائن العلم: خزائن العلم الخاصة أو ما اصطلحنا على تسميته المكتبات الخاصة وهذه لب الدراسة وجوهرها. ونبدأ بالسؤال: ماهية المكتبات الخاصة وما أهميتها وما دورها فى مجتمع المعرفة ورسالتها ما أهدافها ما غاياتها ما وظائفها ما ركائزها ما خدماتها. وتجيب الدراسة عن هذه األسئلة جميعا بحوله تعالى وتوفيقه. وفيما يلى وبإيجاز شديد نتناول الحديث عن: مشكلة البحث وأسئلته وأهميته وأهدافه وأهم مصطلحاته ومنهجه وأدبياته وموضوعاته. 1 / 1 مشكلة البحث وأسئلته : على الرغم من الدور الكبير والهام الذى لعبته المكتبات الخاصة وتلعبه في مجتمع المعرفة إال أنها لم تنل حظها بعد من االهتمام والدراسة والبحث ومن أجل هذا كانت هذه الدراسة. وهى دعوة وصيحة لتوجيه النظر ولفت االنتباه إلى هذا النوع من خزائن اهلل عز وجل. وفيما يلي أسئلة البحث : 89

125 1 ماهية المكتبات الخاصة وأهميتها ورسالتها وأهدافها وغاياتها ووظائفها وركائزها 2 ما موقعها من منظومة وشبكات المكتبات والمعلومات على مدى التاريخ بطوله وعرضه 3 ماهية مجتمع المعرفة وأهميته وركائزه وما دور المكتبات الخاصة في خدمته وتحقيق أهدافه وغاياته 2 / 1 أهمية البحث وأهدافه: 1 التعرف على ماهية المكتبات الخاصة وأهميتها ونشأتها وتطورها ومستقبلها فضال عن أهدافها وغاياتها ووظائفها وركائزها. 2 دراسة الدور الذى تلعبه المكتبات الخاصة في خدمة مجتمع المعرفة على مر العصور وبخاصة مجتمع المعرفة المعاصر تحقيقا ألهداف المجتمع الكبير وغاياته. 3 الدعوة والتوعية بدور المكتبات الخاصة فى مجتمع المعرفة وتفعيل هذا الدور خاصة وأنها ال تعمل في فراغ. إنها كمؤسسة معلوماتية جزء حيوى من مكونات شبكة المكتبات والمعلومات على المستويات الوطنية واإلقليمية والعالمية. 3 / 1 مصطلحات البحث : 1 المكتبات الخاصة : مؤسسات معلوماتية يبني مجموعاتها ومصادرها وينميها ويديرها أو يشرف عليها أصحابها ومؤسسيها لتسهم فى تحقيق أهدافهم وغاياتهم وكذلك أهداف مجتمع المعرفة وغاياته. وتتسع أنشطتها وخدماتها أحيانا لتشمل اآلخرين من غير أصحابها. 2 مجتمع المعلومات : مجتمع الكتاب والباحثين والدارسين واألدباء والعلماء والناشرين والموزعين وغيرهم ممن ينتجون المعلومات ويتعاملون معها : إعدادا وتدبيرا وتيسيرا وبثا وتقديما. ومن هؤالء أمناء المكتبات واختصاصيي المعلومات وغيرهم كثير. 3 مجتمع المعرفة : المجتمع العارف والواعى الذى يفيد من مجتمع المعلومات والمؤسسات المعلوماتية من خالل البحث والدراسة والتنقيب عن البيانات والمعلومات : يبحث عنها ويستخرجها ويعالجها ويصنعها ويستوعبها ويحللها ويستثمرها ليسخرها في النهاية لتحقيق أهدافه وغاياته فضال عن أهداف مجتمعه الكبير وغاياته. 4 شبكات المكتبات : تحتضن المكتبات التقليدية بالمجتمع )المكتبات الخاصة المكتبات المتخصصة المكتبات العامة المكتبات المدرسية المكتبات الجامعية المكتبات الوطنية والقومية والعالمية(. وتتكامل هذه الشبكات وتتفاعل وتتعاون مع شبكات المعلومات لخدمة مجتمع المعرفة. 5 شبكات المعلومات : بدأت في الظهور مع حضارة الحاسب واإلنترنت وثورة المعلومات واالتصاالت. وهى بمثابة :»ربط ينتظم مجموعة من النقاط أو العناصر أو الحاسبات اآللية المتوافقة بشكل يمكنها من التراسل فيما بينها«)عبد المعطى 229(. 2003: ومن أضخم هذه الشبكات وأهمها : شبكة المعلومات العالمية»اإلنترنت«. 90

126 4 / 1 منهج البحث : تم استخدام المنهج التاريخي الوصفى النسجامه مع طبيعة الدراسة والتى تهدف إلى التعرف على المكتبات الخاصة منذ أقدم العصور حتى يومنا هذا والدور الذى قامت به وتقوم فى خدمة مجتمع المعرفة. واعتمدت الدراسة فى مصادرها على الكتابات ذات الصلة بتاريخ الكتب والمكتبات )مؤسسات المعلومات( فضال عن الدراسات ذات الصلة بمجتمع المعلومات والمعرفة وغيرها كثير. 5 / 1 الدراسات السابقة ( أدبيات الموضوع ) : لم تنل»المكتبات الخاصة«حظها من االهتمام الذى تستحق فى مجال البحث والدراسات الرصينة والجادة باستثناء بعض الدراسات المحدودة للغاية وبصفة خاصة باللغة العربية. وتتبعثر الكتابات عن المكتبات الخاصة وتتناثر هنا وهناك فى كتب التاريخ ومصادره وكذلك كتب تاريخ الكتب والمكتبات ومصادره. وفى مرجعه الشامل والقيم عن اإلنتاج الفكرى فى مجال المكتبات والمعلومات بإصداراته المختلفة يرصد الدكتور محمد فتحى عبد الهادي العديد من الدراسات والبحوث المتناثرة حول موضوع المكتبات الخاصة. ونشير هنا وبإيجاز إلى بعضها مكتفين بذكر عناوينها )عبدالهادى :) المكتبات الخاصة : نظرة طائر... 2 زيارة لمكتبة دكتور... 3 مكتبتك الخاصة... 4 المكتبة المدرسية ومكتبة المنزل... 5 المكتبات الخاصة المتاحة للجمهور في... 6 المنهل فى إنشاء مكتبة المنزل... 7 مكتبتك المنزلية : إنشاؤها وتنظيمها... 8 مالحظات حول بعض المكتبات الخاصة فى... 9 مكتبة األسرة بين الواقع والمأمول خدمات المكتبات الخاصة فى... ومن أحدث الدراسات وأهمها بالعربية فى الموضوع كتاب :»المكتبات الشخصية«والمعتمد فى مادته على أطروحة جامعية للباحثة نها محمد عثمان )2007( بعنوان :»المكتبات الشخصية بمحافظة المنوفية دراسة ميدانية )ماجستير(«. ونشير هنا بإيجاز إلى أهم المصادر ذات الصلة بتاريخ المكتبات وبخاصة المكتبات الخاصة: 1 جيتس جين كي )1978(. دراسة موجزة فى تاريخ الكتب والمكتبات تعريب عبد الرحمن عبد اهلل الشيخ 91

127 2 كحيلة نسيبة عبد الرحمن )1980(. مقدمة في تاريخ الكتب والمكتبات... 3 الحلوجى عبد الستار )1987(. لمحات من تاريخ الكتب والمكتبات )ط 3(... 4 الصوفى عبد اللطيف )1987(. لمحات من تاريخ الكتب والمكتبات... 5 حسب اهلل سيد )1996( تاريخ الكتب والمكتبات عبر الحضارات اإلنسانية تأليف سيد حسب اهلل محمد جالل غندور... 6 حمادة محمد ماهر )1996(. مقدمة في تاريخ الكتب والمكتبات... 7 خليفة شعبان عبد العزيز )1997(. الكتب والمكتبات فى العصور القديمة... خليفة شعبان عبد العزيز )1997(. الكتب والمكتبات فى العصور الوسطى... خليفة شعبان عبد العزيز )2002(. الكتب والمكتبات فى العصور الحديثة... 8 عليان ربحى مصطفى )1999(. المكتبات في الحضارة العربية واإلسالمية... 9 ابراهيم هانم عبد الرحيم )2006(. تاريخ الكتابة والمكتبات وأوعية المعلومات... هذا عن المكتبات الخاصة أما مجتمع المعرفة فقد كثرت الكتابة فيه والبحث عنه فى السنوات األخيرة واختلط الحديث عنه بالحديث عن مجتمع المعلومات خاصة ونحن نعيش حضارة الحاسب واإلنترنت ونشارك فى الثورة العلمية البيضاء : ثورة المعلومات واالتصاالت. ومن المصادر التى أفاد منها البحث فى هذا المجال : 1 القمة العالمية لمجتمع المعلومات )2005(. مشروع إعالن المبادئ )بناء مجتمع المعلومات : تحد عالمى فى األلفية الجديدة(... 2 عبد الجواد أحمد محمود )2004(. مجتمع المعرفة العربي United Nations Economic & Social Commission for Western Asia (2005). Towards an Integrated Knowledge Society in the Arab Countries وغير هذه المصادر كثير وكثير. 6 / 1 موضوعات البحث )المعالجة والتغطية( فى مقدمة البحث تم بيان مشكلة البحث واسئلته وأهميته وأهدافه وأهم مصطلحاته ومنهجه فضال عن الدراسات السابقة وموضوعاته. يلي ذلك مجموعة من المباحث : بدأت بمبحث خاص عن المكتبات الخاصة: ماهيتها وأهميتها ثم مبحث عن مجتمع المعرفة يليه مبحث خاص عن دور المكتبات الخاصة في مجتمع المعرفة. وخصصت المباحث الثالث األخيرة : لدور المكتبات الخاصة فى مجتمع المعرفة فى العصور القديمة ثم العصور الوسطى وأخيرا العصور الحديثة واختتمت الدراسة بالرؤى والنتائج والتوصيات ثم ذيلت بمصادر البحث. 92

128 2 المكتبات الخاصة : ماهيتها وأهميتها سبق أن عرفنا المكتبات الخاصة فى : 3 / 1 )مصطلحات البحث( ونضيف هنا لمزيد من التوضيح وإللقاء الضوء على ماهيتها وأهميتها : 1 يسمى البعض المكتبات الخاصة : المكتبات الشخصية ويطلق عليها البعض اآلخر: مكتبة القصر أو مكتبة المنزل أو مكتبة األسرة وغيرها من المسميات كثيرة. ويبني هذا النوع من المؤسسات المعلوماتية وينمى مصادرها ومجموعاتها ويديرها أو يشرف عليها كما ذكرنا من قبل أصحابها ومؤسسيها والهدف األساس والغاية أنها تسهم فى تسهيل أعمالهم وإنجازها وتحقق أهدافهم وغاياتهم وهى ذاتها أهداف المجتمع وغاياته. 2 وللمكتبات الخاصة موقعها بالخريطة : خريطة مؤسسات المعلومات منذ أقدم العصور خاصة وأنها األقدم من حيث النشأة واألكثر من حيث اإلنتشار كما سنرى بحوله تعالى. شبكة المكتبات وموقع المكتبات الخاصة. شكل رقم 1 3 تمثل المكتبات الخاصة بالنسبة ألصحابها ومؤسسيها القلب والعقل واللسان فهى تحتضن أدوات العلم والعلم أغلى قيمة فى الوجود بعد النبوة. 4 كغيرها من المكتبات اشتقت المكتبات الخاصة إسما لها من الكتاب أشهر أوعية المعلومات وفى المدلول األوسع تجاوزت الكتاب مخطوطا ومطبوعا وبردية ولوحا طينيا وغيره تجازوته لتضم كل ما هو مسجل من مراجع ودوريات ونشرات وخرائط وأطالس ورسوم هندسية و تسجيالت صوتية ومرئية ثابته 93

129 ومتحركة فضال عن التسجيالت اإللكترونية وغيرها كثير وكثير )حسب اهلل 10(. 1996:»لقد قدر لها أن تمتد فى مدلولها األوسع - كغيرها من المكتبات إلى كل الوسائط التى ابتدعها اإلنسان عبر حضاراته ليسجل عليها خبراته وتجاربه ووقائع حياته«)حسب اهلل 10(. 1996: - 5 وهى تعمل فى إطار منظومة المكتبات األخرى أعطتنا صورة صادقة وأمينة لتاريخ اإلنسان فى صراعه من أجل المعرفة والحياة والبقاء كما عكست كمرآة مدى تقدم المجتمعات ورقيها )عثمان : بتصرف(. 6 وفى أي بقعة من األرض وعلى مدى التاريخ بطوله وعرضه ارتبطت المكتبات الخاصة وأخواتها بالحضارة وبالعلم والتعلم والتعليم وكانت والتزال وستظل بحوله تعالى فى حياة أصحابها وحياة األمم والشعوب والمجتمعات مظهرا حضاريا. إنها الوعاء الذى تجمعت فيه وتتجمع عصارة الفكر اإلنسانى وحضارته )الحلوجى :1987 )ب( 79 بتصرف.) 7 ويصنف البعض المكتبات بصفة عامة - بما في ذلك المكتبات الخاصة وفى إطار شبكة المعلومات يصنفها على أنها القوة المحركة لمجتمع المعلومات والمعرفة,Ogugua( 2006(. 8 إنها - أى المكتبة الخاصة بمثابة حلقة الصلة الدائمة والوثقى. فقد تنقطع صلة صاحبها بالمكتبة العامة أو مكتبة مدرسته أو كليته أو جامعته أو المكتبة الملحقة بعمله ولكن صلته ال تنقطع بخزانة كتبه الخاصة )عثمان : بتصرف(. 9 وهى باإلضافه إلى كل ما سبق ذكره ضرورة من ضرورات كل بيت ومنزل وكل أسرة بل وكل فرد من أفراد األسرة وبخاصة األطفال )عثمان : بتصرف( إنها كما يصفها البعض خاصة بالنسبة للعلماء الجامعة الخفية التى ال يعرف عنها الكثير إال أصحابها. 10 وألن أصحابها ينفقون عليها بسخاء وألنهم محبين للعلم وأدواته ومقدرين له فإنهم ال يبخلون بالنفقة عليها وعلى مجموعاتها ولذلك فالكثير منها يذخر بالمقتنيات النادرة الفاخرة والتى امتعت الكثيرين بأشكالها المادية ومضامينها الفكرية )عثمان : بتصرف(. 11 إنها النواة نواة الكثير من المكتبات المدرسية والعامة والجامعية والوطنية وغيرها. ويشهد التاريخ على ذلك. وقد آلت بعض المكتبات الخاصة إلى المجتمع ومؤسساته المعلوماتية عندما وهبها أصحابها فى حياتهم إلى المجتمع أو عندما أوصوا بإهدائها بعد وفاتهم )عثمان : بتصرف(. 12 إن أبوابها مفتوحة طوال الوقت ألصحابها وفى بعض األحيان لغيرهم فى الوقت الذى تغلق المكتبات الرسمية أبوابها والتتيح مقتنياتها وال تقدم خدماتها إال فى أوقات محدودة )عثمان : بتصرف( إنها تعمل بدون كلل أو ملل طوال اليوم وعلى مدى األسبوع وترفع شعار 24 ساعة 7 x أى 24 ساعة يوميا. 13 وفى كثير من األحيان تبنى المكتبات الخاصة مجموعاتها وتنميها إلى درجة كبيرة من الكمال فى مجاالت معينة وتتم صيانتها والعناية بها وحفظها أكثر من غيرها وبخاصة المكتبات األخرى الرسمية )عثمان : بتصرف(. وفى الوقت الذى تعجز فيه هذه المكتبات الرسمية أحيانا عن تلبية احتياجات 94

130 الباحثين والدارسين وبخاصة أصحاب المكتبات الخاصة فإن مكتباتهم الشخصية تلبى هذه االحتياجات )عثمان 71 7 :2007 بتصرف(. 14 وتواكب المكتبات الخاصة اليوم أكثر من أي وقت مضى معطيات العصر ومن أهم هذه المعطيات: التقدم الهائل بل المذهل فى مجال تقنيات المعلومات واالتصاالت وتسخره وتفيد منه لصالح أصحابها فضال عن المجتمع وبخاصة المجتمع الفضائي Civic Space الذي يجيد التعامل مع الفضاء المعلوماتى Cyber Space واإلبحار فيه بمهارة. 15 لقد كانت وال تزال بحوله تعالى بمثابة الحصن المنيع الذى يحفظ مصادر المعلومات والمعارف ويصونها وبخاصة فى أوقات الفتن والحروب والثورات )الحلوجى : بتصرف(. 3 مجتمع المعرفة : ماهيته وأهميته وقد أشرنا من قبل فى 3 / 1 )مصطلحات البحث( إلى ماهية مجتمع المعرفة )3( نعود هنا لمزيد من البيان: 1 / 3 تمهيد : قبل الحديث عن المعرفة ومجتمعها نمهد لذلك بالحديث عن المعلومات التى اشتقت إسما لها من العلم وارتباطها العضوى بالبيانات المادة الخام للمعلومات وارتباطها كذلك بمجتمع المعلومات والمعرفة معا. إنها حلقات مترابطة ومجتمعات متداخلة تخدم المجتمع الكبير منذ أن علم اهلل عز وجل سيدنا آدم األسماء كلها إلى أن يرث اهلل سبحانه وتعالى األرض ومن عليها. الحلقة األولى من هذه الحلقات : حلقة المعلومات ومجتمعها ثم حلقة المعرفة ومجتمعها والمرتبطتين بحلقة الحكمة ثم النور. موقع مجتمع المعرفة )الشكل التوضيحي رقم 2( 95

131 2 / 3 المعلومات : فى حياته اليومية ومنذ أن خلق اهلل عز وجل األرض ومن عليها يعتمد االنسان بشكل مكثف على المعلومات التى يحصل عليها من البيئة المحيطة به )قاسم : بتصرف(. وتتسم المعلومات كمصطلح بثراء اشتقاقها فهى لغة إحدى مشتقات المادة اللغوية الثالثية»ع ل م«ومن معانى هذه المشتقات ما يتصل بالعلم والمعرفة والدراية واإلحاطة واإلدراك واليقين والوعى واإلرشاد واإلعالم والتوجيه وغير ذلك كثير )قاسم : بإيجاز(. إنها أى المعلومات كما يعرفها ولفرد النكستر :»ذلك الشئ الذى يغير من الحالة المعرفية للمتلقى )القارئ أو المشاهد أو المستمع(«وأيا كانت الحاسة التى يتلقى بها الرسالة في موضوع ما )قاسم 25( 2007: وعندما تصبح المعلومات قادرة على التأثير فى األداء والسلوك تتحول إلى معرفة. والمعروف أنه لكل فرد ولكل مجتمع بنيته المعرفية Knowledge Structure الناتجة عن حصيلة ما يتلقاه من معلومات وما يكتسبه من خبرات )قاسم : بإيجاز(. وكما ترتبط المعلومات بالمعرفة فإنها ترتبط كذلك بالبيانات خاصة عندما تتجمع هذه البيانات وتتعرض ألى شكل من أشكال المعالجة وفى هذه الحالة تصبح معلومات تؤدى المعانى وتعبرعن األفكار )قاسم : بتصرف(. 3 / 3 مجتمع المعلومات : أشرنا من قبل فى مصطلحات البحث )1 2( / 3 / إلى مجتمع المعلومات على أنه مجتمع الكتاب والباحثين واألدباء والعلماء والموزعين والناشرين وغيرهم ممن يهتمون بالمعلومات ويتعاملون معها وينتجونها ويديرونها )بناءا وتنمية وإدارة( وييسرون استخدامها )فهرسة وتصنيفا وتكشيفا و تحليال(. وأخيرا إتاحتها وبثها وتقديمها للمجتمع الكبير تحقيقا ألهدافه وغاياته. وفى السنوات األخيرة تحول هذا المجتمع مجتمع المعلومات وبخاصة فى المجتمعات المتقدمة إلى مجتمع للمعرفة مستظال بحضارة العصر : حضارة الحاسب واإلنترنت ومسخرا اإلمكانات الهائلة لتقنيات المعلومات واالتصاالت. إن مضمون مجتمع المعلومات لم يتغير فالجوهر واألساس هو العلم أما الشكل فقد تغير وتطور لقد تحول إلى مجتمع معلوماتي/معرفى يعتمد على المعلومات كجوهر ومضمون وعلى المعرفة كشكل وأداة ومهارة أفادت وتفيد من مخرجات تقنيات المعلومات واالتصاالت وثمرات الحضارة : حضارة الحاسب واإلنترنت. 4 / 3 المعرفة : جاء فى كتب اللغة ومراجعها أن المعرفة تقال إلدراك الجزئى والبسيط ومن هنا يقال : عرفت اهلل عز وجل. ويقال العلم إلدراك الكلى. ويقصد بالمعرفة كمصطلح حصيلة مفردات المعلومات التى تجمعت وتكاملت فيما بينها لتشكل بنية متماسكة متكاملة )قاسم : بتصرف(. إن المعرفة كما يصفها البعض شكل من أشكال الطاقة كالكهرباء والمال وغيرها من الموارد 96

132 المادية بما فى ذلك التقنية يتم استخدامها من خالل العلم والعمل إلنجاز المهام واألعمال )قاسم 2007: 30 بتصرف( إنها أى المعرفة األثر أو الناتج المترتب على استثمار المعلومات من جانب األفراد والمجتمع. تقول مديرة إحدى المكتبات الجامعية األمريكية :»إننا نكاد نغرق فى المعلومات ونتضور جوعا إلى المعرفة«)قاسم 36(. 2007: ويبدو أن هذه المديرة تدعو ولو بشكل غير مباشر إلى مزيد من العلم والعمل والجهد الستخراج المعرفة والعلم النافع من هذا الكم الهائل من المعلومات وباستخدام كافة اإلمكانات التقنية المتاحة والمتطورة الستثمارها فى خدمة المجتمع: مجتمع المعلومات والمعرفة معا. 5 / 3 مجتمع المعرفة : مهد مجتمع المعلومات )مجتمع العلم( القديم والعريق الطريق لقيام مجتمع جديد يطلق عليه اليوم فى ظل حضارة الحاسب واإلنترنت مجتمع المعرفة اإللكترونى وهذا األخير مجتمع جديد قديم: جديد في ثوبه وشكله وأطره قديم فى مضمونه وجوهره ولبه. إن الجوهر والمضمون وهو العلم لم ولن يتغير أما الشكل أو اإلطار هو المتغير والمتطور. إن التغير والتطوير فى مجتمع المعرفة حدث و يحدث نتيجة المعالجة واآللية والتعامل واإلجراءات فى تسخير كافة الموارد البشرية والمادية بما فى ذلك التقنية خدمة لهذا المجتمع القديم الجديد : مجتمع المعرفة اإللكترونى. لقد ساعدت الثورة : ثورة المعلومات واالتصاالت أو ما يطلقون عليها أحيانا الثورة اإللكترونية ساعدت على فتح مجاالت عدة ومتنوعة تبشر بإمكان قيام مجتمع معرفة إلكترونى. وكانت الواليات المتحدة األمريكية أسبق من غيرها فى وضع المبادئ األولى لتأسيس هذا المجتمع ولحقت بها أوربا وقد وضعت لتحقيق هذا الهدف خطة مستقبلية تعرف باسم :»خطة العمل ألوروبا اإللكترونية لعام 2002 م«)أبو زيد : بتصرف وإيجاز(. إن الذى يميز مجتمع المعرفة كما يقول أحمد أبو زيد فى دراسته عن المعرفة : صناعة المستقبل ليس الحصول على المعلومات أو إمكان إستخدامها بكفاءة وتسخيرها لتحقيق أهداف معينه ومحددة رغم أهمية ذلك وإنما الذى يميز ذلك المجتمع ويحدد قدرته على البقاء والصمود والتقدم والمنافسة هو اإلنتاج : إنتاج المعرفة وتسويقها بحيث تصبح مصدرا اقتصاديا رئيسا )أبو زيد 28(. 2003: إن انتاج المعرفة سلعة رابحة تحمل معها السيطرة السياسية والمكانة االجتماعية فضال عن الهيمنة الثقافية واالقتصادية )أبو زيد 30( 2003: ولهذا فالتنافس على أشده بين المجتمعات المعاصرة للحصول على مقعد مناسب ومكان متميز فى مجتمع المعرفة اإللكترونى تحقيقا ألهداف وغايات المجتمع الكبير. هذا ويتطلب مجتمع المعرفة مستويات عليا من التعليم والبحث والتنمية وتقنيات المعلومات واالتصاالت وغيرها ويمثل ذلك برنامجا متكامال للفعل وأن ذلك الفعل يتضمن: التعليم والعلوم والثقافة واالتصال مجتمعة كلها فى وحدة متكاملة ومتماسكة )أبو زيد 30(. 2003: 4 دور المكتبات الخاصة فى مجتمع المعرفة المكتبات الخاصة كما ذكرنا من قبل لب هذه الدراسة وجوهرها. وقد أشرنا إلى ماهيتها 97

133 وأهميتها نتاول هنا كل ما له صلة بدورها. 1 / 4 تمهيد : يتجلى دور المكتبات الخاصة من خالل التعرف على رسالتها وأهدافها وغاياتها ووظائفها لتحقيق هذه الرسالة واألهداف والغايات. يلى ذلك بيان ركائزها التى ترتكز عليها وتستند ألداء وظائفها بفعالية وكفاءة. إن الدور الحقيقى هو دور أصحاب هذه المكتبات الخاصة من حكام )ملوك وأمراء وغيرهم( والعلماء واألدباء والحكماء وغيرهم كثير وكثير دورهم فى تحقيق أهدافهم وغاياتهم وهى ذاتها أهداف مكتباتهم الخاصة وأهداف مجتمعهم الكبير. 2 / 4 رسالة المكتبات الخاصة : وكغيرها من مؤسسات المعلومات تؤدى المكتبات الخاصة دورها من خالل رسالتها وهى: بث وتقديم البيانات والمعلومات الموثقة والمناسبة على اختالف أشكالها المادية ومضامنيها الفكرية فضال عن لغاتها ومستوياتها تبثها وتقدمها فى الوقت والمكان المناسبين تحقيقا ألهداف أصحابها وغاياتهم. 3 / 4 أهداف المكتبات الخاصة : يوضح الشكل رقم )3( أهداف المكتبات الخاصة مجتمعة. الشكل التوضيحي رقم )3( 98

134 1 يؤكد صاحب كتاب العرب وعصر المعلومات على أن كل تغير مجتمعى البد وأن يصاحبه تغير تربوى ويرى ونحن معه أن»صناعة البشر أهم صناعات عصر المعلومات والمعرفة على االطالق«)على 381( 1994: وكغيرها من مؤسسات المعلومات تسهم المكتبات الخاصة فى هذه الصناعة: صناعة البشر. 2 وكما ارتبطت المكتبات الخاصة بالتربية كهدف ارتبطت كذلك بالتعليم والتعلم. وتجسيدا لهذا الهدف فقد شاركت هذه المكتبات فى تعليم أصحابها تعليما ذاتيا مدى حياتهم وأعدت العدة لإلفادة من برامج التعلم عن بعد. 3 أفادت كل وسائل اإلعالم التقليدية من مخرجات حضارة الحاسب واإلنترنت وثورة المعلومات واالتصاالت كما أفادت المكتبات الخاصة وأصحابها من هذه المخرجات وكان لتقنيات المعلومات واالتصاالت الدور الداعم فى هذه المجال )القمة العالمية : بإيجاز(. 4 وتعمل المكتبات الخاصة لتدعيم أصحابها وبخاصة أصحاب التخصصات العلمية والعملية من خالل إثراء حياتهم الثقافية والفنية والفكرية فضال عن المحيطين بهم وترفع شعار»التنوع الثقافى«كتراث مشترك لإلنسانية جمعاء )القمة العالمية )8 :2005 )عثمان.)23 11 : ارتكزت المجتمعات البشرية على المكتبات الخاصة وغيرها من مؤسسات المعلومات فى بناء حضارتها وتراثها ويشهد على ذلك التاريخ وأسهمت مع المكتبات الوطنية والقومية فى حفظ التراث وصيانته واإلفادة منه. )كحيلة : بتصرف(. 6 وتتنوع أهداف المكتبات الخاصة وتختلف من شخص آلخر ومن بين هذه األهداف باإلضافة إلى ما سبق ذكره و بيانه الترفيه والتسلية والخدمة االجتماعية وغيرها كثير. 4 / 4 غايات المكتبات الخاصة : تتنوع غايات المكتبات الخاصة وغايات أصحابها من شخص آلخر ومن مجتمع آلخر ويوضح الشكل رقم 4 أهم هذه الغايات. غايات المكتبات الخاصة الشكل رقم )4( 99

135 إن غاية الشئ منتهاه ويرى البعض بعض أصحاب المكتبات الخاصة وغيرهم كثير أن غاية الغايات هى: رضوان اهلل عز وجل. وتسهم المكتبات الخاصة كغيرها من مؤسسات المعلومات في تحقيق هذه الغاية من خالل إمداد أصحابها وتزويدهم بالمدد والدعم المناسبين فى هذا المجال والمتمثل بمصادر المعلومات والبرمجيات ذات الصلة باهلل عز وجل ورضوانه وكذلك عبادته سبحانه وتعالى. وفى عجالة نلقى الضوء على بعض هذه الغايات : 1 السعادة فى الدارين والتعرف على السبيل إليها من خالل ما تقتنيه المكتبة من مصادر ومقتنيات. 2 السيادة والقيادة والريادة لصاحب المكتبة وأهله ومجتمعه والمدخل هنا: العلم واألخالق وما أكثرها فى بطون الكتب وأخوات الكتب. 3 المواطنه الصالحة والتعرف على الواجبات والحقوق وتذخر المكتبة الخاصة بالكتابات فى مثل هذا الموضوع الحيوى والهام. 4 التنمية الشاملة والمستدامة للوطن والمواطن لصاحب المكتبة الخاصة ومؤسسها فضال عن مجتمعه الصغير )أسرته وعائلته( ومجتمعه الكبير. 5 األمن والسالم وبخاصة السالم المبنى على القوة والقوة في العلم واألخالق. وغير ذلك كثير وكثير. 5 / 4 وظائف المكتبات الخاصة : هذه الوظائف ألداء الرسالة وتحقيق األهداف والغايات: رسالة المكتبات الخاصة وأهدافها وغاياتها وهى ذاتها رسالة أصحابها وأهدافهم وغاياتهم وهى هى أهداف المجتمع الكبير بما فى ذلك مجتمع المعلومات والمعرفة والحكمة والنور. ويوضح الشكل رقم )5( هذه الوظائف مجتمعة. 100

136 - 1 ويدبر صاحب المكتبة الخاصة ومؤسسها مصادر معلوماته وبرمجياته من خالل الشراء وما يتلقاه من هدايا وما يتبادل به من مقتنيات مكتبته أو ما يمتلكه كما ينميها ويديرها ويروجها. 2 ولتيسير الوصول إلى البيانات والمعلومات والمعارف ينظم صاحب المكتبة الخاصة مصادر معلوماته )فهرسة وتصنيفا وتكشيفا وتحليال( باستخدام النظم والوسائل واإلمكانات المتاحة له وعلى رأس هذه كلها : النظم اآللية من أجل السرعة والدقة فضال عن السهولة سهولة الحصول على البيانات والمعلومات الموثقة والمناسبة فى الوقت والمكان المناسبين. 3 وألن العلم والمعلومات للبث والتقديم والنشر واإلتاحة وليس الكتم أو الحبس تبث المكتبة الخاصة وتقدم خدماتها وسلعها ألصحابها ومجتمع أصحابها. إنها الثمرة والمرآة والمخرجات إنها القوة إنها نتاج الركائز : ركائز المكتبة الخاصة ودعائمها. ونكتفى هنا ولضيق المساحة بذكر بعض هذه الخدمات والسلع : أ اإلعارة بأنواعها الثالث : الداخلية والخارجية وبين المكتبات. ب خدمة المراجع. ج خدمة الحاسب واإلنترنت. د خدمات اإلحاطة الجارية والبث االنتقائى للمعلومات. ه التكشيف واالستخالص. و الترجمة. ز الطباعة والنشر. ح الفهارس والببليوجرافيات )الوراقيات(. ط خدمة الدوريات. ى البحث العلمى والباحثين. ك خدمة المجتمع. ل خدمات تعليم الكبار. م خدمات محو األميات الثالث )األلفبائية المعلوماتية الثقافية(. ن خدمات الفئات الخاصة فضال عن ذوى االحتياجات الخاصة. س خدمة المواد السمعية والبصرية والمصغرات. ع خدمات االستخالص. ف خدمات االسترجاع. ص خدمات قواعد البيانات. ق خدمات التحرير )الكتابة(. ر خدمات اإلرشاد والتوجيه. ش خدمات التعليم والتدريب والتطوير )التنمية المهنية( وغيرها كثير. خدمات تقليدية وأخرى الكترونية يتم تسخيرها لصالح المجتمع الصغير والكبير. وتبقى الركائز والدعائم وعناصر هذه المؤسسة الفاعلة الديناميكية التى تسلحت بمخرجات الحضارة : حضارة الحاسب واإلنترنت التى نحياها. 101

137 6 / 4 ركائز المكتبات الخاصة : يوضح الشكل رقم )6( ركائز المكتبات الخاصة ودعائمها لتحقيق أهدافها وغاياتها وأداء رسالتها فضال عن القيام بوظائفها بشكل فعال. ركائز المكتبات الخاصة شكل رقم )6( 1 / 6 / 4 الموارد البشرية والمادية : تمثل إدارة المكتبة الخاصة الركيزة رقم )1( فى األهمية. فاإلدارة ممثلة فى مؤسس المكتبة الخاصة أو من يمثله هى التى تترجم األهداف والغايات والوظائف وتجسدها خاصة إذا تسلحت بالتعليم المناسب وكذلك الوعى بأهمية المكتبة الخاصة ودورها فى تحقيق أهداف أصحابها ومؤسسيها فضال عن أهداف المجتمع. ويشارك اليوم - أكثر من أى وقت مضى - أصحاب المكتبات الخاصة فى التعامل مع مجتمع المعلومات والمعرفة وقد تسلحوا باستخدام تقنيات المعلومات واالتصاالت وتعاملوا مع معطيات حضارة الحاسب واإلنترنت. ومن التحديات التى تواجه أصحاب المكتبات الخاصة فى يومنا هذا وحضارتنا هذه : تدبير االعتمادات المالية لدعم بناء مجموعات مكتباتهم الخاصة وتنميتها بالجديد والمفيد والمتطور من البرمجيات والعتاد والتجهيزات المناسبة وغيرها من النفقات والمصروفات كثير وكثير. 2 / 6 / 4 االستراتيجيات والسياسات والنظم : وكغيرها من أنواع المكتبات يخطط صاحب المكتبة الخاصة أو مؤسسها لمكتبته لتطويرها 102

138 ولتتعامل مع مستجدات العصر وحضارته بانسجام وتناغم ويضع من أجل ذلك االستراتيجيات : قصيرة المدى ومتوسطة المدى وطويلة المدى مدعما بموارده المتاحة وسياساته ونظمه التى اختارها وبخاصة اإللكترونية لتتكامل مع بقية الركائز والدعائم. وكقطاع حيوي وفاعل من منظومة المكتبات وشبكة المعلومات على المستوى الوطنى واإلقليمي والعالمى ينظم أصحاب المكتبات الخاصة مع غيرهم البرامج التعاونية الملزمة والجادة القتسام الموارد المادية بما فى ذلك التقنية كما يتم االتفاق على السياسات الخاصة بكل ركيزة من ركائز مكتباتهم بهدف اإلفادة القصوى من ثمار هذه المكتبات ومخرجاتها وغيرها من شبكات المكتبات والمعلومات. ومن بين األنظمة اآللية المتكاملة يختار أصحاب المكتبات الخاصة ومؤسسيها النظام اآللى الذى يتفق وإمكاناتهم المادية لتمكينهم فى النهاية من الوصول الحر والسريع للبيانات والمعلومات المناسبة فى الوقت المناسب تحقيقا ألهدافهم وغاياتهم. وتشير البيانات واالحصاءات الحديثة إلى الزيادة الواضحة والمطردة فى أعداد الذين يتصلون بمصادر المعلومات والمعارف العالمية ويفيدون منها حتى في المجتمعات النامية )أبو زيد : بتصرف( يساعدهم فى ذلك ويسهل مهامهم األنظمة اآللية المتطورة والمتكاملة. 3 / 6 / 4 التشريعات واألخالقيات : ولمجتمع المعلومات والمعرفة والحكمة والنور تشريعاته وقوانينه وأخالقياته وآدابه التى يلتزم بها و يتحلى ونشير هنا إلى االهتمام المتنامى من قبل األفراد والمؤسسات وكذلك الجمعيات المهنية بهذه الركيزة ونشير على سبيل المثال إلى بعض الوصايا التى قدمتها إحدى المؤسسات المعنية بأخالقيات التعامل مع الحاسوب وهى: The Computer Ethics Institute 1 الوصية األولى من الوصايا العشر التى تقدمها هذه الجمعية أو المؤسسة : ال تستخدم حاسوبك في إيذاء اآلخرين Thou Shalt Not Use a computer to Harm Other People 2 ال تستخدم الحاسوب فى السرقة. 3 وال تستخدمه فى التجسس وغير ذلك كثير. )الهاللى 26( : ويلتزم أصحاب المكتبات الخاصة كغيرهم من المواطنين الصالحين مواطنى مجتمع المعلومات والمعارف اإللكترونية يلتزمون بكافة التشريعات والقواعد األخالقية ذات الصلة. 4 / 6 / 4 العالقات العامة والتسويق : ومن أجل التواصل والمشاركة والتعاون والنفع العام ينظم أصحاب المكتبات الخاصة وغيرهم من أفراد مجتمع المعلومات والمعرفة ومؤسساته العديد من برامج العالقات العامة والدعوة والتوعية والتسويق والترويج وكافة األنشطة ذا ت ا لصلة بهدف الوصول إلى القطوف والثمار إلى الخدمات والسلع المعلوماتية والمعرفية تحقيقا لألهداف : أهداف الوطن والمواطن. 103

139 وتبقى الوقفة األخيرة: وهى من أجل التأمل والقراءة قراءة صفحات التاريخ )تاريخ الكتب والمكتبات( تاريخ مؤسسات المعلومات بما في ذلك بطبيعة الحال المكتبات الخاصة والهدف األساس هنا والرئيس هو التعرف علي الدور: دور المكتبات الخاصة فى مجتمع المعرفة فى العصور القديمة والوسطى والحديثة. 5 دور المكتبات الخاصة فى مجتمع المعرفة )العصور القديمة( 1 / 5 تمهيد : لقلة البيانات وشح المعلومات عن المكتبات الخاصة وغيرها من المكتبات فى العصور القديمة وعدم اكتمال الصورة وغموضها أحيانا. نقدم هنا ما تيسر من البيانات والمعلومات عنها وعن الدور الذى لعبته فى إطار شبكات المعلومات فى مصر القديمة وكذلك بالد ما بين النهرين )العراق القديمة( والشام )الشرق األدنى( ثم ننتقل إلى الشرق األقصى )الصين والهند(. ونختتم هذا المبحث باإلشارة إلى المكتبات الخاصة فى بالد اليونان والرومان إلبراز دور المكتبات الخاصة وبيان دورها فى مجتمع المعرفة فى الغرب القديم وفى إطار الشبكات: شبكات المكتبات. هذا وقد ارتبطت المكتبات الخاصة فى الشرق األدنى القديم بكبار رجاالت الدولة من ملوك وأمراء وكهنة ورجال دين وهم أصحاب الجاه والسلطة والنفوذ وارتبطت كذلك بالغريزة الفطرية لإلنسان وهى غريزة حب التملك. وأدرك أصحاب المكتبات الخاصة من كبار رجاالت الدولة قيمة المكتبات كمؤسسات معلوماتية ومعرفية عندما كانت تساندهم وتدعمهم فى أداء مهامهم وواجباتهم الدينية و الدنيوية. وتؤكد الدراسات التاريخية على أن المكتبات الخاصة والمكتبات الملحقة بالمعابد بدأت في تقديم خدماتها لمجتمع المعلومات والمعرفة فى العصور القديمة حوالى األلف الثالثة قبل الميالد )الصوفى 1987: 143 حسب اهلل.)57 56 : / 5 مصر القديمة : تشكلت شبكات المكتبات فى مصر من: مكتبات المعابد لتقتنى وتحفظ كل ما له صلة بالدين والعقيدة من معارف وهذه غير مكتبات الدولة )الحكومية( الحافظة لسجالت الدولة ووثائقها فضال عن المكتبات الخاصة باألفراد وخاصة الملوك والحكام وغيرهم من كبار رجاالت الدولة وكانت الحافظة لشجرات األنساب وسجالت الزواج والطالق وغيرها من المقتنيات الخاصة وبخاصة ذات األهمية )كحيلة : 34 بتصرف(. واشتهر من مكتبات مصر القديمة : 1 / 2 / 5 مكتبة الملك خوفو 2723( 2709 ق.م( )كحيلة )36 : / 2 / 5 مكتبة الملك رمسيس الثانى )ت 1225 ق.م( )حسب اهلل )69 :1996,Rubin( :2000 )209 3 / 2 / 5 مكتبة معبد حورس )حسب اله :1996 )70 4 / 2 / 5 مكتبة معبد بتاح )كحيلة )36 : / 2 / 5 دار الكتب 3100( 2965 ق.م( )الحلوجى )6 5 : / 2 / 5 دار الوثائق والسجالت فى تل العمارنة )1396 ق.م( )حسب اهلل 69( 1996: 104

140 3 / 5 بالد ما بين النهرين )العراق القديم( أسهمت حضارة بالد ما بين النهرين توأم الحضارة المصرية القديمة إسهاما فعاال فى تاريخ المكتبات و تطورها بما فى ذلك بطبيعة الحال المكتبات الخاصة وكان لهذا اإلسهام أثره الفعال فيما تال ذلك من عصور. )كحيلة : قاسم 63(. 2007: وقد عرفت بالد ما بين النهرين األنواع اآلتية من المكتبات والتى شكلت فيما بينها آنذاك شبكات المكتبات العراقية القديمة : 1 المكتبات الملحقة بالمعابد وكانت الحافظة والحاضنة للقوانين المقدسة والطقوس الدينية والتراتيل وسيرة اآللهة وغيرها )عليان 15(. 1999: 2 دور الوثائق والمحفوظات والسجالت لحفظ المواد األرشيفية ذات الصلة بالحكومة وبخاصة المعامالت التجارية واإلدارية. )حسب اهلل )90 58 :1996,Rubin( :2000.)208 3 المكتبات المدرسية وكانت فى خدمة النساخ والكهنة والدارسين ممن يتابعون علوم عصرهم ومعارفه وبخاصة فى مجال الشرائع والقوانين وقد ألحق بعض هذه المكتبات المدرسية بالمعابد )عليان 16( 1999: )كحيلة.)35 : المكتبات الخاصة ومنها مكتبات الحكام والملوك وكبار رجاالت الدولة وغيرهم وتحفظ بها سجالت أنساب العائلة ومعامالت التملك والميراث وغيرها. )عليان 16(. 1999: هذا وقد اشتهر من المكتبات العراقية القديمة : 1 مكتبة الحاكم اآلشورى المثقف آشور بانيبال والذى تولى الحكم فى الفترة من 668 إلى 626 ق.م.وكان يؤمن بأن المكتبات هى :»أهم ما يخلد ذكر آشور فى الحضارة«)الحلوجى : ابراهيم 13( 2006:.)12 :2000 Rubin( هذا وقد وجدت آثار هذه المكتبة فى مدينة نينوى Nineveh )الموصل حاليا( )الصوفى 1987: 139( وقد جمع فيها آشور كل االنتاج الفكرى الذى عرف فى العالم القديم إلى عصره )خليفة 149(. 1997: وكان بالمكتبة قاعة خاصة لألرشيف الذى انتظم السجالت الضريبية والمراسالت وغيرها )خليفة 150( 1997: وقد أمر أن تودع فى المكتبة نسخة من النصوص المستقاة من كافة محفوظات المدن والمعابد )الصوفى 139(. 1987: والطريف أن الكثير من ألواح مكتبة آشور كان يحمل اللعنة على كل من يعبث باأللواح الطينية أو يضعها فى غير موضعها :»فليحل غضب آشور وبليت على كل من ينقل هذا اللوح من مكانه أو يكتب أسمه عليه بجانب أسمى وليمحو أسمه وذريته من على ظهر األرض«)الحلوجى 8(. 1987: 2 مكتبات القصور الملكية والمكتبات الملحقة بالمعابد : اهتمت هذه المكتبات باقتناء القوانين والتشريعات التى أصدرها حمورابى ملك بابل ) ق.م( والتى تعد من أهم الكتابات فى الحضارة البابلية )حمادة : حسب اهلل 81(. 1996: 105

141 ونشير بإيجاز إلى أهم المكتبات الملحقة بالمعابد والتى شكلت هى وغيرها شبكة المكتبات العراقية القديمة : 1 / 2 مكتبة كلش : Kalach وجدت فى المعبد الرئيس لمدينة كلش ق.م وكان ملحقا بها حجرة خاصة لألرشيف وجدت بها سجالت منظمة فضال عن وثائق المعبد وهذه غير المستندات التجارية التى تتعلق ببعض المعامالت العامة والشخصية )الصوفى : خليفة 154(. 1997: 2 / 2 مكتبة تلو : Telloh وقد أنشئت حوالى سنة 2700 ق.م وقد اختصت بتجميع مصادر المعلومات الدينية والحكومية )جيتس 10 :1978 حسب اهلل.)58 : / 2 مكتبة نيبور : Nippur كانت جزءا من مقتنيات مكتبة ضخمة أو مركزا عظيما من الوثائق ويرجع تاريخها إلى ق.م ( حسب اهلل ( : وكانت مقتنياتها تتناول موضوعات مختلفة كالحساب والطب واآلداب والسحر والتنجيم والنصوص القانونية والتجارية والجغرافية وغيرها. )الصوفى : خليفة.)154 : / 5 بالد الشام القديمة : 1 وجدت فى سوريا )الشام القديمة( مكتبات ملكية )خاصة( وأخرى ملحقة بالمعابد شكلت شبكة المكتبات آنذاك. وقد ضمت هذه المكتبات كتب دينية وأساطير وأدبا مسجال وغير ذلك. 2 واشتهر من هذه المكتبات : المكتبة الملكية فى إيبال )القصر الملكى( تل مردنح اآلن. ويرجع تاريخها إلى األلف الثالث ق.م. وقد كشفت قراءة نصوص ألواحها عن اهتمامها بالموضوعات اآلتية : االقتصاد السياسة الحياة الدينية واألدبية والفكرية فضال عن اللغة والجغرافية وغيرها )خليفة : بتصرف(. 3 وفى منطقة تل الحريرى الواقعة شمال سوريا مدينة قديمة اسمها ماري وجدت فيها مجموعة ضخمة من األلواح الطينية يعود معظمها إلى سنة 2000 ق.م أهمها وأكثرها وجدت في مكتبة القصر الملكى وتبحث فى موضوعات متفرقة )الصوفى : خليفة 158( : 4 وعثر فى مدينة أوغاريت فى منطقة رأس شمرا )شمال الالذقية( على عدة آالف من اللوحات الطينية التى تبين ديانات وآداب الكنعانيين واألحداث التاريخية الهامة. ويعود تاريخ هذه المكتبة وألواحها إلى ما قبل عام 1800 ق.م )كحيلة :1980 الصوفى :1987 خليفة.)161 : / 5 الصين القديمة : 1 المعلومات عن المكتبات الخاصة وغيرها في الصين القديمة شحيحة وهى مقلة للغاية )جيتس 1978: 15 حسب اهلل 98( 1996: ويحدثنا المؤرخون عن قيام بعض أنواع المكتبات التى كانت تأخد شكل مراكز للوثائق والسجالت الرسمية منذ أكثر من أربعة آالف سنة ق.م. ويؤكدون على أن المكتبات بشكلها المتعارف 106

142 علية والتى تحوى مقتنيات ذات طبيعة فكرية وعلمية وثقافية بدأت فى الظهور حوالى ق 2 ق.م. )حسب اهلل.) 58 : وتؤكد الشواهد التاريخية االحترام العظيم الذى يكنه أهل الصين للفالسفة والمفكرين والمثقفين منهم كما يؤكد بعض المؤرخين أن المكتبات فى الحضارة الصينية القديمة كانت تقام خصيصا لتستخدمها الطبقة المميزة من المفكرين واألدباء بجانب طبقة الحكام وعلية القوم. )حسب اهلل 98(. 1996: 3 وفى قصة الحضارة للكاتب : ول ديورانت إشارة عرضية إلى مكتبة جو الملكية وقد جاء فى هذه اإلشارة أن»لو دزه ق.م أعظم فالسفة الصين قبل كنفوشيوس مل عمله فى أمانه مكتبة جو الملكية فاعتزم أن يغادر الصين ليبحث له عن ملجأ بعيد منعزل فى الريف«)الحلوجى 9(. 1987: 6 / 5 الهند القديمة : حضارة الهند من الحضارات العريقة فى الشرق القديم. ال نعرف الكثير عن مكتباتها كمؤسسات معلوماتية معرفية والسبب األساس فى ذلك أن العمارة فى الحضارة الهندية القديمة كانت تعتمد على أخشاب ومعادن سريعة التلف مما أدى الي عدم مقاومتها للعوامل الطبيعية وبالتالى لم تبق لنا آثارا معمارية من هذه الحقبة القديمة من الحضارة فى الهند. كما أن استخدامهم لوسائط كتابية ذات عمر افتراضى قصير مثل سعف النخيل ولحاء الشجر أدى إلى فناء معظم كتاباتهم )حسب اهلل 101( : هذا وقد اقترنت العوامل السابق ذكرها مع ظاهرة االعتماد على المشافهة فى حفظ التراث ونقله عبر العصور إلى األجيال الالحقة كما أن التراث الهندى الفكرى القديم كتب بلغة أو لغات لم يستطع حل رموزها إلى اآلن )حسب اهلل 102(. 1996: 7 / 5 بالد اليونان : وننتقل من الشرق القديم إلى الغرب القديم إللقاء نظرة على شبكة المكتبات اليونانية للتعرف على موقع المكتبات الخاصة بالشبكة ودورها فى مجتمع المعرفة اليونانى. 1 ضمت الشبكة هذه األنواع من المكتبات : 1 / 1 المكتبات الخاصة وقد بدأت بالمقتنيات والمجموعات الخاصة للطبقة المميزة والحاكمة فضال عن العلماء واألدباء والفالسفة وغيرهم. 2 / 1 المكتبات الملحقة بالمعابد. 3 / 1 مكتبة األسكندرية مكتبة الدولة. 4 / 1 المكتبات المدرسية والتى ارتبطت بكبار الفالسفة والحكماء اليونان. 5 / 1 المكتبات العامة. 6 / 1 دور األرشيف والوثائق والمحفوظات والسجالت. 2 كونت المكتبات الخاصة فى بالد اليونان القديمة مع غيرها من المكتبات شبكة متكاملة متناسقة وكان لها دورها الفاعل فى مجتمع المعرفة اليونانى. وبرز من المكتبات الخاصة واشتهر المكتبات اآلتى ذكرها : 1 / 2 مكتبة ارسطوطاليس ق.م. 107

143 صاحبها تلميذ أفالطون ومعلم اإلسكندر األكبر وهو من أشهر فالسفة اليونان وحكمائهم. حرص على جمع الكتب واشتهر كأول جامع للكتب فى اليونان )الحلوجى : خليفة 180(. 1997: بدأت مكتبته الخاصة ثم تحولت إلى مكتبة مدرسية لتعليم الفلسفة وكان قد جمع فيها كتبا تغطى معظم المجاالت المعرفية المعروفة آنذاك. وضمت أخيرا إلى مقتنيات مكتبة اإلسكندرية )كحيلة : حسب اهلل :1996 عثمان.)28 : / 2 مكتبة أفالطون أستاذ أرسطوطاليس )خليفة.)177 : / 2 مكتبة الشاعر يوربيدس )الحلوجى.)11 :1987 وغير هؤالء كثير. 3 وقد أنتشرت فى بالد اليونان المكتبات الملحقة بالمعابد واتسعت هذه المكتبات لتقتنى الوثائق والسجالت الحكومية والمدنية وغيرها بجانب مصادر المعلومات ذات الصلة بالدين. واشتهر من هذه المكتبات : المكتبة الملحقة بمعبد ميتروم Metroom )الحلوجى : بتصرف(. 4 مكتبة اإلسكندرية : خطط لها اإلسكندر األكبر متأثرا بآراء أستاذه أرسطو ومكتبته الشخصية العظيمة. وأراد أن يجعل من مدينة اإلسكندرية مركزا للثقافة العالمية يجمع الدارسين اإلغريق وغيرهم والتراث الفكرى اإلغريقى وغيره فضال عن المدارس الفكرية. )خليفة 198(. 1997: أنشأها بطليموس األول حوالى عام 285 ق.م وكانت نواتها مجموعة كتب المدرسة األرسطية )الحلوجى 14( : وقد استعانت المكتبة بعدد كبير من األساتذة والباحثين لتحقيق التراث اإلنسانى ودراسته وإعادة كتابته ليسهل الرجوع إليه كما أعدت على يد كاليماخوس Callimachus أول ثبت )فهرس( بالتراث القومى اليونانى )الحلوجى 15(. 1987: ومن المكتبات التى تلت مكتبة اإلسكندرية فى الشهرة : مكتبة برجاموم Pergamum والتى أنشأها أتالوس األول Attale I فى ق 2 ق.م لمنافسة مكتبة اإلسكندرية على مركز الصدارة )الصوفى 1987 : حسب اهلل.)60 : المكتبات المدرسية : كان لمدارس الفلسفة اليونانية مكتباتها وكانت هذه المدارس ومكتباتها هى نقطة البدء فى تاريخ المكتبات األوربية )الحلوجى 13(. 1987: واشتهر من هذه المكتبات مكتبة أرسطوطاليس وكانت بمثابة نموذجا لمكتبات الفالسفة والحكماء )عثمان 28( 2007: كما كانت مركزا للبحث العلمى بمفهوم العصر الحديث )الحلوجى 13( 1987: وقد أتاحها أرسطو للدارسين بالمجان )خليفة.)196 : المكتبات العامة : يرجع تاريخ أقدم مكتبة عامة فى أثينا إلى ق 6 ق.م وقد أقامها بيزاستراتوس Peisistratos عام 572 ق.م )كحيلة : حسب اهلل 107(. 1996: وتعد المكتبة العامة األثينية )ق 4 ق.م( من أشهر المكتبات العامة فى بالد اليونان وأهمها وكانت مقتنياتها تحتوى على األعمال األدبية الكبيرة فى األدب اليونانى )حسب اهلل 107(. 1996: 7 دور الوثائق والسجالت : إبتداء من ق 5 ق.م. كانت المعابد بمثابة مراكز للوثائق ومستودعات للسجالت 108

144 )الحلوجى 91( : ومن أمثلة المكتبات الملحقة بالمعابد والتى استخدمت كدور للمحفوظات والسجالت والوثائق مكتبة الميتروم Metroom»معبد أم االلهة«وقد أشرنا إليها من قبل والتى أقيمت فى أثينا ق 4/5 ق.م. )حسب اهلل : الحلوجى 91(. 1987: 8 / 5 الرومان : 1 فى غضون ق 1 ق.م صعد نجم الرومان كأكبر قوة سياسية فى العالم القديم بعد أن ورثوا إمبراطورية اإلسكندر. ومع أنهم أخضعوا بالد اليونان لحكمهم اإل أنهم كانو في الوقت ذاته تالمذة لإلغريق فى مجال الحضارة )كحيلة 44( : وتأثر الرومان فى جميع جوانب حياتهم بالحضارة اليونانية وتمثلوها وتبنوها )عثمان 29( 2007: وقيل أنهم تأغرقوا. وفى القرون الخمسة األولى من نشأة مدينة روما لم تكن هناك أية مكتبات إلى أن تفتحت عيون الرومان على الفكر اإلغريقى )خليفة 127( 1997: وكان ظهور المكتبات عند الرومان نتيجة لما تدفق على بالدهم من تراث اليونان وآثارهم الفكرية )الحلوجى 79( 1987 ولعل أكبر حسنات الرومان أنهم ساعدوا على أن يستمر نهر الحضارة فى التدفق دون انقطاع )كحيلة 44(. 1980: 2 شبكة المكتبات الرومانية : ضمت هذه الشبكة األنواع اآلتية من المكتبات : 1 / 2 المكتبات الخاصة : ويعود تاريخ أقدم هذه المكتبات إلى ق 2 ق.م وقد بدأت فى الظهور في بيوت األسر الرومانية الغنية )كحيلة 44( 1980: واعتمدت فى بداية أنشائها على ما كان يجلبه القواد العسكريين من غزواتهم الحربية من كتب ومخطوطات ووثائق كانوا يحصلون عليها كغنيمة حرب من الشعوب المهزومة )جيتس 22 :1978 حسب اهلل.)60 : / 2 المكتبات الملحقة باألديرة والكنائس : كان األساقفة والرهبان يتمتعون بمكانة أرفع من تلك التى يتمتع بها غيرهم من العلماء والكتاب فتزايدت مبانى الكنائس ونظرا لحرص كل واحد من رجال الدين واألساقفة على أن تكون له مكتبته تزايدت أعداد المكتبات الكنيسية ومجموعات األديرة )قاسم 2007:.)65 3 / 2 المكتبات العامة : أسست أول مكتبة عامة فى روما فى معبد الحرية حوالى عام 39 ق.م )الحلوجى 30(. 1987: وفى معبد اإلله مارس أنشئت مكتبة أوكتافيا Octavia وكانت من أكبر المكتبات العامة فى روما حتى دمرت عام 80 م )حسب اهلل : خليفة 219(. 1997: ومن أشهر المكتبات العامة الرومانية المكتبة األولبية Ulpian التى أنشأها األمبراطور تراجان Trajan وكذلك المكتبة التى أنشأها األمبراطور هادريان Hadrian فى معبد األولمب فى أثينا )قاسم 64 :2007 حسب اهلل.)61 :1996 ومن المكتبات العامة الشهيرة كذلك المكتبة البالتينية Palatine Library التى أنشأها الملك أغسطس والتى دمرت عام 190 م )حسب اهلل 61(. 1996: وفى منتصف القرن الرابع الميالدى كان فى روما ما ال يقل عن 28 مكتبة عامة ارتبطت بالمعابد وكان من حق الجميع التردد عليها : أحرارا أو عبيدا. )جيتس الحلوجى 31(. 1987: 109

145 4 / 2 المكتبة اإلمبراطورية : أنشأها اإلمبراطور قسطنطين فى ق 5 م ببيزنطة وكانت أكبر مكتبات أوروبا فى ذلك الوقت. واستمرت تنشر المعرفة عدة قرون بعد تدمير مكتبات روما )كحيلة : قاسم 65(. 2007: 5 / 2 مكتبة جامعة القسطنطينية : أنشأها تيودوسيوس الثانى Theodosius II فى ق 5 م وكان من كبار العلماء وكانت من أكبر المراكز العلمية فى أوروبا )قاسم 65(. 2007: لقد أسهمت كل هذه المكتبات )الخاصة والملحقة باألديرة والكنائس والعامة واألمبراطورية والجامعية( أسهمت فى حفظ التراث القديم حتى نقله المسلمون إلى لغة القرآن الكريم عن طريق السريان )الحلوجى.)32 : دور المكتبات الخاصة فى مجتمع المعرفة الرومانى : لم تعمل المكتبات الخاصة فى فراغ وقد شاركت فى مسئوليات : حفظ التراث الرومانى واإلنسانى والتربية والتعليم واإلعالم والتثقيف فضال عن الترفيه وغيرها من األهداف والغايات وكانت الركيزة األساس فى شبكة المكتبات الرومانية خاصة وأنها األقدم من حيث النشأة واألكثر من حيث االنتشار. ونشير فيما يلى وبإيجاز إلى أهم هذه المكتبات الخاصة : 1 مكتبة لوكولوس 117( Lucullus 56 ق.م( : من أقدم المكتبات الخاصة ذات األهمية وقد أباحها صاحبها للعلماء والباحثين )الحلوجى 26(. 1987: 2 مكتبة شيشرون الخاصة 106( 43 ق.م( : منذ عصره أصبحت المكتبات الخاصة شيئا أساسيا بالنسبة لكل دارس أو معلم أو كاتب أو مسئول )الحلوجى 26( 1987: وقد قام بإعداد مكتبة خاصة فى كل من فيالته الثمانية عشر )خليفة 218( 1997:,Rubin(.)212 : مكتبة القائد العسكرى كونيليوس سال 86( L. C. Sulla ق.م( : استولى على قسم من مكتبة أرسطو وفتح أبواب مكتبته ألصدقائه من العلماء وقد تحولت فيما بعد إلى منتدى ثقافى )كحيلة 44(. 1980: 4 مكتبة هوراتيوس )65 Huratius 8 ق.م(: فر إلى ضيعته عندما ضاق بصخب روما مصطحبا معه كتبه ومتمينا أن ينفق بقية حياته ال يرى غير الكتب وما يسد رمقه من الطعام )الحلوجى 27(. 1987: 5 مكتبة الشاعر أوفيد )43 Ovid -17 م( : كانت الكتب بالنسبة له أمرا حيويا حتى لنراه يضيق بالنفى إلى Tomis ألنه باعد بينه وبين كتبه )الحلوجى 27(. 1987: لقد تميزت حضارة الرومان بالمكتبات الخاصة وكانت المستودع األمين الذى احتفظ بالتراث الالتيني واليونانى وصيانته بعيدا عن أيدي العبث والدمار )الحلوجى : قاسم 64(. 2007: وكان أصحاب هذه المكتبات الخاصة يفتحونها عن طيب خاطر للدارسين والباحثين وكظاهرة كانت 110

146 المكتبة الخاصة جزءا أساسيا فى بيت أى عظيم فى روما ثم غدت بعد ذلك ترفا وأبهة وموضة فى بيوت التجار والعامة حتى األميين منهم. وكان البعض يقتنى أغلفة الكتب فقط دون الكتب لمجرد الزينة والديكور )خليفة.)218 :1997 وبصفة عامة يمكن القول أن المكتبات الرومانية كشبكة لعبت دورا مهما فى حفظ التراث الالتيني واليونانى إال أنها لم ترق إلى مستوى المكتبات اليونانية ألنها لم ترتبط بمؤسسات تعليمية وعلماء بارزين فى الوقت الذى كان نظام التعليم اليونانى يرتكز على المدرسة والمعلم كان الرومان يعلقون أهمية كبيرة على دور األب فى التعليم )عثمان : عليان 19(. 1999: واقتربت المكتبات الرومانية جميعا من نهايتها مع مطلع ق 5 م فقد بدأ الفاندال يدفعون روما إلى العصور المظلمة ودخل العالم كله من جديد فى متاهات العصور الوسطى وانتقلت الشعلة : شعلة الكتب والمكتبات إلى المسلمين اعتبارا من ق 8 م )خليفة 224(. 1997: 6 دور المكتبات الخاصة فى مجتمع المعرفة )فى العصور الوسطى( ق 6 15 م. أوال : المسلمون 1 / 6 تمهيد : فى مطلع القرن السابع الميالدى شهد العالم نهضة عظيمة كان لها أثرها الوافر على تطور العالم وتقدمه أال وهى ظهور اإلسالم وصاحبت اإلسالم وانبثقت عنه حضارة ما زال تيارها العام حتى يومنا هذا متدفقا. وفى جنبات هذه الحضارة انبثقت: جامعات وعلوم وآداب وفنون وكتب ومكتبات )كحيلة 1980:.)50 49 وانتفع المسلمون بتعاليم دينهم التى تحثهم على العلم والتعلم واتجهوا إلى علوم القدماء ينهلون منها )كحيلة 1980 ص 65( وكان القرآن الكريم فتحا فى تاريخ العقيدة وتاريخ المعرفة اإلسالمية فى آن واحد )الحلوجى : بتصرف(. وفى بيت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أسست أول مكتبة إسالمية كان يجمع فيها عليه الصالة والسالم ما يدونه كتاب الوحى من القرآن الكريم. وبعد وفاته صلى اهلل عليه وسلم نقلت إلى بيت الخليفة األول سيدنا أبو بكر الصديق رضى اهلل عنه.)العانى : الصوفى : بتصرف(. 2 / 6 شبكة المكتبات اإلسالمية : من الحقائق الثابته أن الدولة اإلسالمية فى عصورها األولى عرفت كل أنواع المكتبات التى تتباهى بها الدول المتقدمة فى العصر الحديث )الحلوجى : الصوفى 189(. 1987: وشكلت المكتبات اإلسالمية فيما بينها هذه المنظومة : 1 المكتبات الخاصة. 2 المكتبات الملحقة بدور القراء )قراء القرآن الكريم( ودور الحديث النبوى الشريف. ومنها على سبيل المثال: 111

147 1 / 2 خزانة كتب أصحاب الحديث فى مرو )الهاللى 15( 1987: 2 / 2 دار الحديث النورية فى دمشق )خليفة 357( 1997: 3 المكتبات الملحقة بالمساجد والجوامع والزوايا. 4 مكتبات الدولة )الخالفة(: 1 / 4 بيت الحكمة فى بغداد )الخلفاء العباسيين( 2 / 4 دار الحكمة فى القاهرة )الخلفاء الفاطميين( 3 / 4 مكتبة األمويين فى قرطبة )خلفاء بنى أمية( 5 المكتبات الملحقة بالمشافى )البيمارستانات( ومنها على سبيل المثال بيمارستان أحمد بن طولون بالقاهرة سنة 259 ه )خليفة 359(. 1997: 6 المكتبات الملحقة بالمدارس والتى تخدم النظام التعليمي كالمستنصرية والنظامية وغيرها كثير )الهاللى.)14 13 : المكتبات العامة وما أكثرها ونذكر منها : مكتبة عبد الحكم الجمحى )من العصر األموي( وقد اتخذ له بيتا جعل فيه شطرنجات ونردات وقرقات ودفاتر فيها من كل علم )الحلوجى 52(. 1987: 8 المكتبات األخرى الملحقة بالربط والتكايا واألضرحة والمشاهد والترب والمقابر وغيرها كثير. 3 / 6 المكتبات الخاصة ودورها فى مجتمع المعرفة اإلسالمى : ارتكزت الحضارة اإلسالمية منذ اليوم األول لقيامها على مجموعة من الركائز كان من أبرزها تقدير العلم والعلماء واحترام الكتب وغيرها من أوعية المعلومات. وقد تحول هذا االحترام والتقدير إلى حب تولد من حب القرآن الكريم وأثمر اهتماما شديدا بدور العلم ومؤسساته وكل ماله صلة بها بما فى ذلك المكتبات على اختالف أنواعها وعلى رأسها المكتبات الخاصة )الهاللى 1987: ز (. ويحدثنا المسعودى فى مروجه عن أوائل المكتبات الخاصة فى اإلسالم وأقدمها ذكرا وهى مكتبة الخليفة األموى معاوية بن أبى سفيان )41 60 ه( فيقول :»كان ينام ثلث الليل ثم يقوم فيقعد فيحضر الدفاتر فيها سير الملوك وأخبارها والحروب والمكائد فيقرأ ذلك عليه غلمان مرتبون...«)المسعودى.)31 :1964 ووجه الخلفاء وبخاصة العباسيين والحكام والوزراء وغيرهم من ذوى الحيثيات وكبار رجاالت الدولة عناية فائقة للمكتبات واهتمو بإنشاء مكتبات خاصة ألحقت بقصورهم ودورهم وضمت نفائس الكتب فى مختلف العلوم والفنون )الصوفى 189( : ومن أشهر مكتبات الخلفاء الخاصة: مكتبة المأمون ه )الهاللى.)5 :1987 ومن مكتبات الوزراء اشتهرت مكتبة ابن العميد وزير البويهيين وكان عالما وباحثا أنفق معظم ماله على العلم والكتب وكانت مكتبته تحوى كتبا فى جميع فروع المعرفة البشرية فى عصره )خليفة 1997:.)

148 ويتحدث آرثر بوب Arthur Pope عن مكتبة الصاحب بن عباد ت سنة 384 ه وكان وزيرا محبا لآلداب والعلوم فيقول :»كانت كتبه من الكثرة بحيث تعادل ما كان موجودا فى مكتبات اوروبا مجتمعة «)الحلوجى :1987 الهاللى 6 :1987 خليفة.)271 :1997 وفى عجالة نشير إلى بعض المكتبات الخاصة للتدليل على اهتمام أصحابها بهذه المؤسسات المعلوماتية واهتمامهم بها وحبهم لها : 1 مكتبة أبو عمرو بن العالء ) ه( وكانت مكتبته تمأل بيته حتى سقفه )الحلوجى 35(. 1987: 2 مكتبة عروة بن الزبير )ت سنة 93 ه( كانت له كتب كثيرة احترقت يوم الحرة فحزن عليها وسمع يقول:»وددت لو أن عندى كتبى بأهلى ومالى«)الحلوجى 35(. 1987: 3 مكتبة ابن شهاب الزهرى )أوائل ق 2 ه(. شغلته كتبه ومكتبته عما سواها حتى قالت زوجته:»واهلل لهذه الكتب أشد على من ثالث ضرائر«)العانى 8(. 1978: 4 مكتبة عضد الدولة البويهي )ت سنة 372 ه(.»لم يبق كتاب صنف إلى وقته فى أنواع العلوم كلها إال وحصله«( الحلوجى.) 46 : مكتبة جمال الدين القفطى )ت سنة 646 ه(. جمع فى مكتبته من الكتب ما ال يوصف وكان ال يحب من الدنيا سواها )الحلوجى 46(. 1987: وغير هؤالء كثير من الخلفاء والوزراء والعلماء واألدباء ممن اهتموا بتأسيس المكتبات الخاصة وغيرها تحقيقا ألهداف مجتمعهم وغاياته وهى ذاتها أهدافهم وغاياتهم وعلى رأسها: رضوان اهلل عز وجل والسعادة والسيادة والقيادة والريادة وقد أمدهم اهلل سبحانه وتعالى بمدد من عنده وبركات. لقد كانت المكتبات الخاصة وغيرها بمثابة المرآة التى انعكست عليها صورة الحضارة اإلسالمية بكل شموخها وجاللها وكانت الوعاء الذي احتضن تراث المسلمين باإلضافة إلى ما نقلوه إلى لغتهم العربية من تراث العالم القديم )الحلوجى 57(. 1987: إن هذه األنواع المتعددة من المكتبات والتى عرفتها الدولة اإلسالمية منذ عصر مبكر تدل على أن أمة اإلسالم قد عرفت للمعرفه قدرها وللمكتبات دورها )الحلوجى 55( : ويوم بدأت موجات الغزو الخارجى تدهم العالم اإلسالمى ويوم بدأت الفتن الداخلية تعصف بقلب األمة بدأ بنيانها يتصدع ومكتباتها تنتكس وتتحول من مراكز حية لنشر المعرفة إلى مستودعات لحفظ ما تبقى من هذا التراث العظيم. وخبا الشعاع وانطمس بعد اإلشراق فى أواخر العصور الوسطى حين تفككت الدولة وانتقلت الحضارة عبر البحر المتوسط إلى الغرب )الحلوجى : بتصرف(. ثانيا : األوربيون 4 / 6 تمهيد : إعتاد المؤرخون أن يجعلوا عام 1476 م وهو عام سقوط روما فى أيدى البرابرة بداية العصور الوسطى فى أوروبا. وقد كان الجتياح اإلمبراطورية الرومانية من قبل البرابرة أكبر األثر فى أفول شمس 113

149 المكتبات. ولم يسلم من عبثهم وتخريبهم إال مكتبات األديرة والكنائس )كحيلة : عليان 1999:.)20 وإبان إزدهار الحضارة فى أقطار العالم اإلسالمى المترامى كانت أوربا تعيش فى ظالم دامس وقد ران التخلف على جنبات حياتها المختلفة وكان لهذا أثره الواضح على الكتب والمكتبات )كحيلة : الحلوجى.)58 :1987 وعلى الرغم من غرق أوروبا فى جهاالت القرون الوسطى والعيش فى الظالم الدامس كانت هناك مصابيح تضئ من آن آلخر أضائتها األديرة والكنائس والجامعات من خالل المكتبات الملحقة بها ودعمتها المكتبات الوطنية والعامة فى نهاية المطاف. ونتناول بإيجاز نشأة شبكة المكتبات األوربية وقد بدأت بالمكتبات الملحقة باألديرة والكنائس وتوجت بالجامعية فى ق 13 م ثم المكتبات الوطنية فى ق 15 م وأخيرا المكتبات العامة. 5 / 6 شبكة المكتبات األوربية : 1 بدأ تاريخ المكتبات المسيحية منذ النصف الثانى من القرن األول الميالدى وفى بدايتها كانت ملحقة باألديرة والكنائس )حسب اهلل 61( 1996: وقد ساهم ظهور المسيحية فى اإلكثار من المكتبات ومن ثم انتشرت مكتبات األديرة والكنائس )الحلوجى 58(. 1987: 2 عانت المكتبات التى تضم كتبا مسيحية من التخريب علي يد البرابرة غير أن األديرة كانت هى المالذ اآلمن الذى حفظ اآلداب الكالسيكية )جيتس 24(. 1978: 3 بلغت األديرة ذروة نشاطها التعليمي فى ق 12 م عندما بدأت فى نسخ الكتب الوثنية التى خلفها قدماء اليونان والرومان وأصبحت األديرة مركزا لحفظ كل الكتابات: الدينية والعلمانية )جيتس : الحلوجى.)59 : ارتبطت العملية التعليمية باألديرة أول األمر ثم انتقلت إلى الجامعات منذ ظهورها فى ق 13 م )جيتس 28 :1978 الحلوجى.)80 79 : وقد نهضت مكتبات األديرة برسالة المكتبات العامة وبواسطتها انتقلت كنوز المعرفة من روما فى العصر اإلمبراطورى إلى أوروبا فى عصر النهضة )الحلوجى 93 94(. 1987: 6 وفى أواخر العصور الوسطى تزايد االهتمام بإنشاء الكنائس الكبيرة والكاتدرائيات وألحقت بها المكتبات الكبيرة ولكنها لم تلعب الدور الهام الذى لعبته األديرة الصغيرة ومكتباتها وذلك لظهور الجامعات الناشئة )كحيلة.)70 : وبصفة عامة يمكن القول أنه على الرغم من أهمية مكتبات األديرة إال أنها لم تقم بدور خالق فى تاريخ المكتبات وإنما اقتصرت رسالتها على مجرد حفظ ما كانت تضمه من الكتب التراثية )الحلوجى 1987:.)60 8 هذا وقد اشتهر من مكتبات األديرة مكتبة دير مونت كازينو Monto Cassino وهى من أوائل المكتبات 114

150 المسيحية الكبيرة فى إيطاليا )الحلوجى : حسب اهلل 61(. 1996: 9 كما اشتهرت كذلك المكتبات البابوية ومنها على سبيل المثال: مكتبة البابا نقوال الخامس )كحيلة.) : وكان ظهور الجامعات إيذانا ببداية مرحلة جديدة من تاريخ المكتبات تتصف بالخصب والنماء فلقد كانت مناهج الدراسة الجامعية أشمل وأرحب من مناهج التعليم في األديرة ألنها لم تقتصر على علوم الدين وإنما تجاوزتها إلى علوم الدنيا كالمنطق والقانون والطب وغيرها. ( الحلوجى ( : 11- هذا وقد كانت الجامعات فى أول أمرها ملحقة بالكاتدرائيات ثم حققت استقاللها وتبنت حركة نشر الكتب وشجعها الملوك فى رسالتها. )كحيلة 65(. 1980: 12 ظهرت أول جامعة فى أوروبا فى ق 12 م وهى جامعة بولونيا فى إيطاليا ولم تلبث أن تبعتها جامعات أخرى ناهز عددها الخمسين جامعة عام 1400 م. )كحيلة 71(. 1980: ولعبت الجامعات األوربية كجامعة باريس وأكسفورد وكامبردج دورا بارزا فى مجال إنتاج الكتب ونشرها فضال عن تنشيط الحياة الثقافية )كحيلة 71 :1980 عليان.)21 : وبدأت المكتبات الوطنية بالظهور وكانت فرنسا سباقة فى هذا المجال حيث أقامت مكتبتها الوطنية Bibliotheque Nationale de France فى باريس ثم تلتها: مكتبة المتحف البريطانى )المكتبة البريطانية( ومكتبة لينين Lenin فى موسكو والفاتكان Vatican فى ايطاليا عام 1475 م. )حسب اهلل 62(. 1996: 6 / 6 المكتبات الخاصة األوربية ودورها فى مجتمع المعرفة األوربى 1 عاشت أوروبا فى ظالم دامس فى عصورها الوسطى وكان لهذا أثره الواضح على مكتباتها بما فى ذلك المكتبات الخاصة وارتبط ذلك بالتخلف العام فى جميع مناحى الحياة )عثمان 33(. 2007: 2 وكانت السمة العامة فى أوربا هى ارتفاع أسعار الكتب الرتفاع أسعار الرق وأدى ذلك بطبيعة الحال إلى قصر انتشار الكتب وإنشاء المكتبات على األمراء واألسر النبيلة والكنائس واألديرة والجامعات الناشئة ولندرة وقلة الكتب المخطوطة كان أصحابها يثبتونها فى خزائن خاصة تأمينا لها وحفظا باستخدام سالسل حديدية )كحيلة 61 :1980 عليان.)21 : وفى العصور الوسطى المتأخرة انتشرت المكتبات الخاصة فى جميع أنحاء أوروبا وكان الحكام أكثر الناس جمعا للكتب واهتماما بها يليهم الباحثون والعلماء ثم رجال الدين وأخيرا أفراد الطبقة المتوسطة )عثمان.)33 : ومع بداية عصر النهضة تظهر المكتبات الملكية فى فرنسا على يد شارل الخامس )الحلوجى 1987: 58( فضال عن مكتبات النبالء وغيرهم من ذوى الجاه ومن هؤالء دون أوربينو الذى أنشأ مكتبة فى قلعته خصص فيها عدة حجرات لكل فرع من فروع المعرفة حجرة خاصة )كحيلة 77(. 1980: 5 واتجه فى عصر النهضة إلى مبدأ فتح المكتبات الخاصة وغيرها لالستعمال العام وعد ذلك خاصية من خصائص هذا العصر حيث دعت الضرورة إلى إنشاء المكتبات العامة وكان من أشهرها: المكتبة المرقصية التى أنشئت عام 1441 م والمكتبة اللورنزية نسبة إلى لورنز دى مديتشى )كحيلة 77(. 1980: 115

151 6 ونشير هنا إلى بعض المكتبات الخاصة التى لعبت دورا متميزا فى مجتمع المعرفة األوربى: 1 / 6 مكتبة روبرت جروستست 1168 Robert Grosseteste 1253 م. وصاحبها العالم اإلنجليزي الفيلسوف الذى ترك بصماته على مفاهيم الدين والتعليم فضال عن المكتبات فى عصره. وقد أوصي بمكتبته الضخمة من بعده إلى مكتبة األخوان الرهبان بأكسفورد ومنها انتقلت إلى كلية درهام Durham college وآلت فى النهاية إلى مكتبة البودليان بأكسفورد )الحلوجى 61(. 1987: 2 / 6 مكتبة ريتشارد دى بيرى 1287 Richard de Bury 1345 م. صاحب كتاب»صديق الكتاب«Amicus Libri وكان ولعه بالكتب وحرصه على جمعها يفوق كل حد ووصف ومن خالل كتابه أعلن الثورة على عدم احترام الكتب واضمحالل الثقافة )كحيلة : الحلوجى.)63 : / 6 مكتبة الشاعر اإليطالى بتراراك 1304 Francesco Petrarce.1374 وقد عرف بأبى المكتبات العامة أوصى بمكتبته لمدينة البندقية وأنفق شطرا كبيرا من حياته مرتحال يسعى وراء الكتب ويبحث عن نوادرها ويدأب على مقابلتها وتصحيحها )كحيلة : الحلوجى 1987:.)64 4 / 6 وأخيرا نصل إلى القرن 15 م: قرن التحول من عصور التخلف والجهالة والظالم إلى عصور التقدم بسبب اختراع الطباعة والتوسع فى حركة الكشوف الجغرافية وقرن المكتبات الخاصة )عثمان 33( 2007: وتبدأ العصور الحديثة )ق 16 م( وهى المبحث األخير فى هذه الدراسة حيث نصل فى نهاية المطاف إلى مجتمع المعرفة اإللكترونى والفضاء المعلوماتى Cyber Space والذى يحلق فيه العديد من الرواد: رواد مجتمع الفضاء المعلوماتى.Civic Space 7 دور المكتبات الخاصة فى مجتمع المعرفة )فى العصور الحديثة( 1 / 7 تمهيد : 1 تبدأ العصور الحديثة مع القرن السادس عشر الميالدى وما زلنا نعيش هذه العصور حتى يومنا هذا )خليفة 12(. 1997: وفى قطاع المعلومات يحدد مؤرخو المعلومات ومؤسساتها خمس أختراعات أو باألحرى خمس ثورات كبرى فى قطاع المعلومات تبدأ باختراع الكتابة ومرورا باكتشاف صناعة الورق ثم باختراع الطباعة فالحاسوب وانتهاء بشبكة المعلومات العالمية )اإلنترنت( )بوعزة 9(. 2006: 2 ساهمت الطباعة )ق 15 م( فى سرعة انتشار الكتب وغيرها من مصادر المعلومات المطبوعة وانتشار المكتبات بمختلف أنواعها ومستوياتها وأهدافها. ولقد أتاحت الطباعة إقتناء الكتب وغيرها من المصادر المطبوعة وغيرها من المصادر المطبوعة للطبقات المتوسطة والفقيرة بعد أن كانت مصادر المعلومات المخطوطة وقفا على األثرياء وأصحاب السلطة والنفوذ. 3 شهد مجتمع المعلومات والمعرفة تحوالت خطيرة وسريعة ومتالحقة منذ الربع األخير من القرنالعشرين وما زلنا نعيش هذة الظاهرة والتحويالت إبتداء من ثورة الحاسوب وانتهاء بشبكة المعلومات العالمية 116

152 )اإلنترنت( )خليفة :2002 بوعزة.)9 :2006 وتتجلى هذه التحويالت كظاهرة فى هيئة الكتاب والمكتبة وما نتج عنها فى مجاالت التصوير المصغر والتوسع فى استخدام تقنيات المعلومات واالتصاالت واستخدام األنظمة اآللية المتكاملة وغيرها كثير )خليفة :2002 بتصرف,Rubin : )67 4 بانتشار األقراص المدمجة CD Rom تغيرت طرق الوصول إلى المعلومات من اإلتاحة على الخط إلى اإلتاحة على الشبكة المحلية Local Area Network عبر خادم األقراص المدمجة CD Rom Server )بوعزة.)10 : تأثرت المكتبات الخاصة كغيرها من المكتبات بالتحويالت الخطيرة والسريعة المتالحقة فى قطاع المعلومات ويفيد الكثير من أصحابها ومؤسسيها من هذه التحويالت والتطورات لتحقيق أهدافهم وغاياتهم وهى ذاتها كما ذكرنا من قبل غايات مجتمعهم. 6 تتعايش اليوم معا شبكة المكتبات التقليدية مع شبكة المعلومات وينسقان أنشطتهما وخدماتهما معا لخدمة الوطن والمواطن. ونشير بإيجاز إلى هذه الشبكة ونؤكد على أن المكتبات الخاصة تمثل جزءا هاما وقطاعا فاعال منها. 2 / 7 شبكة المكتبات والمعلومات : 1 طوال العصور القديمة والوسيطة والحديثة كان للمكتبات الخاصة حضورا وتواجدا وتميزا فى الساحة المعلوماتية وتعيش اآلن أزهى عصورها وقد أفادت من التقدم الهائل فى مجال تقنيات المعلومات واالتصاالت. 2 المكتبات المتخصصة قديمة قدم التاريخ وقد بدأت فى المعابد وقصور الملوك والحكام )مكتبات دينية وأخرى أدارية وغيرها كثير(. وقد تعددت أسمائها دون أن يتغير جوهرها )مراكز التوثيق واإلعالم مراكز المعلومات مراكز مصادر التعلم مكتبات األبحاث )البحوث(. هذا وقد كانت المكتبات المتخصصة ومراكز المعلومات هى الرائدة فى مجال تطوير استخدام الميكنة )االستخدام اآللى( )جيتس : بتصرف(. وكما حظى البحث فى كل مجاالت الفكر والتخصصات باالهتمام حظيت المكتبات المتخصصة ومراكز المعلومات بنفس القدر من االهتمام وخاصة وأنها حاضنة لهذه األبحاث وراعية. 3 تحولت المكتبات المدرسية التقليدية إلى مراكز مصادر التعلم وأفادت كغيرها من مؤسسات المعلومات من التطور الكبير والسريع فى مجال تقنيات المعلومات واالتصاالت. 4 مع مطلع القرن السادس عشر الميالدى ترسخ مفهوم الجامعات فى أوربا وانتشرت الجامعات على نطاق واسع شرقا وغربا وشماال وجنوبا وكان من الطبيعي أن يكون لهذه الجامعات وكلياتها وأقسامها مكتباتها ومراكز معلوماتها. )خليفة : 62 بتصرف وإيجاز(. 5 ظهرت المكتبات العامة على المسرح األوربى فى نهاية القرن التاسع عشر كأداة تثقيفية تهتم بها 117

153 الحكومات والشعوب وأصبحت جزءا من حياة المجتمع ومؤسساته الفاعلة وتعاونت مع غيرها من المكتبات وبخاصة المدرسية خدمة لمجتمع المعلومات والمعرفة وأفاد من خدماتها وأنشطتها الفئات الخاصة بالمجتمع كربات البيوت والعمال وغيرهم فضال عن ذوى االحتياجات الخاصة )متحدو اإلعاقة( وغيرهم كثير )جيتس 39 : الحلوجى 75 :1987 خليفة 72 :2002 بتصرف وإيجاز(. 6 مع منتصف القرن التاسع عشر الميالدى تتوسع المكتبات الوطنية والقومية وعلى رأسها مكتبة المتحف البريطانى )المكتبة البريطانية( فى لندن والمكتبة االهلية بباريس )الحلوجى 74( 1987: هذا وقد قامت المكتبة البريطانية جزئيا على بعض مجموعات ملكية كما اعتمدت فى وجودها على اندماج العديد من المكتبات الخاصة )خليفة 50(. 2002: ومن أشهر المكتبات القومية )الوطنية( فى العالم فى يومنا هذا مكتبة الكونجرس األمريكية والتى تم تأسيسها لخدمة أعضاء الكونجرس 1800 م. )جيتس : حسب اهلل 63(. 1996: وفى عالمنا العربى العديد من المكتبات الوطنية / القومية نذكر منها على سبيل المثال : - دار الكتب والوثائق القومية )مصر(. - المكتبة الوطنية الجزائرية. - دار الكتب الوطنية بتونس. - المكتبة الوطنية العراقية. - مكتبة األسد الوطنية بدمشق. وغيرها كثير )الصوفى 320 :1987.)349 7 المكتبات الرقمية / المكتبات االلكترونية / المكتبات االفتراضية : أشكال جديدة وكذلك مسميات يتم التعامل معها فى عالم المعلومات مجموعة من المصادر الفنية واإلمكانات الفنية ذات العالقة بإنتاج المعلومات والبحث عنها واستخدامها وهى امتداد ودعم لنظم اختزان المعلومات واسترجاعها وكلها فى خدمة مجتمع المعلومات والمعرفة )بوعزة : بتصرف(. لقد أتاحت شبكة اإلنترنت النصوص الرقمية التى تختزنها المكتبات الرقمية بواسطة تقنية النص المترابط Hypertext والتى يطلع عليها المستفيد عن بعد عبر الحاسوب مع إمكانية تنزيل هذه النصوص وغيرها من المعلومات والوثائق ونسخها )بوعزة : بتصرف(. إن ظهور اإلنترنت على المسرح فى أواخر الستينات الميالدية من القرن العشرين يعد من أهم الثورات السابق اإلشارة إليها فى 1. / 1 / 7 )بوعزة 9( 2006: ومما ال شك فيه أن المكتبات الخاصة وأصحابها ومؤسسيها أفادوا ويفيدوا من هذه الثورة العلمية البيضاء ومخرجاتها وثمراتها. 3 / 7 المكتبات الخاصة ودورها فى مجتمع المعرفة الحديث والمعاصر : 1 الحقيقة التى يؤكدها التاريخ بطوله وعرضه أن المكتبات الخاصة هى أالقدم من حيث النشأة واألكثر من حيث االنتشار والمتوقع أن يكون تأثيرها فى المجتمع مؤثر وفعال وكبير. لقد سجل اإلحصاء العام للواليات المتحدة األمريكية سنة 1870 م وجود مكتبة خاصة 118

154 فى عموم الواليات المتحدة )خليفة 220(. 2002: والسؤال اآلن: ماذا عن عددها اليوم هناك وماذا عن عددها وأعدادها هنا! فى بالدنا العربية. 2 أسهم اختراع الطباعة فى ق 15 م ثم تطويرها فى بناء المكتبات الخاصة وتنميتها وأدى انخفاض أسعار الكتب المطبوعة إلى أن يصبح فى مقدور الكثيرين إنشاء مكتبات خاصة وقد ساندت هذه المكتبات أصحابها فى تحقيق أهدافهم وغاياتهم. 3 قدمت المكتبات الخاصة وتقدم ألصحابها وللمجتمع خدمات فاعلة وجليلة ويشهد التاريخ الحديث والمعاصر على ذلك واألمثلة فى الشرق والغرب للتدليل على ذلك أكثر من أن تعد وتحصى ونكتفى هنا باإلشارة إلى دور بعض المكتبات الخاصة فى خدمة أصحابها ومجتمعه: 1 / 3 مكتبة نابليون بونابرت : كان يصحبها معه فى حروبه وكانت تضم ما يقرب من ثالثة آالف مجلد وكانت الكتب التى يغنمها من الحروب تنقل إلى باريس وتودع بمكتبتها األهلية التى أنشئت فى ق 18 م. )الحلوجى 74(. 1987: 2 / 3 مكتبة عباس محمود العقاد م : عمالق األدب العربى األديب والناقد والصحفى والذى وقف حياته على خدمة الفكر األدبى. جمع طيلة حياته مكتبة خاصة به وصلت إلى حوالى 19,091 مجلد )عثمان 36(. 2007: 4 مجتمع المعلومات والمعرفة مدين ألصحاب المكتبات الخاصة بدين كبير لما جمعوه من مطبوعات ومخطوطات لوالهم الندثرت ولما عرفت ولوال أصحاب هذه المكتبات وجماعى الكتب وما بذلوه من مال ووقت وجهد لضاعت هذه الكنوز والذخائر التى ال تقدر بمال )خليفة : بتصرف(. 5 على الرغم من تبدد الكثير من المكتبات الخاصة وتحول بعضها إلى مكتبات عامة فإن قلة منها كونت بواكير المكتبات الوطنية )خليفة : 4(. 6 تسلح الكثير من أصحاب المكتبات الخاصة بالمهارات المعلوماتية المؤهلة لهم للتعامل مع تقنيات المعلومات واالتصاالت وأدواتها ومن هذه: األدوات القادرة على تنزيل Downloading األحجام الهائلة من المعلومات على أجهزة الحاسوب خاصة إذا كانت هذه المعلومات متفرقة ما بين عدد من المكتبات الرقمية الموزعة فى مختلف أرجاء اإلنترنت )بوعزة : بتصرف(. 7 إن الدور الرئيس والفريد الذى تلعبه المكتبات الخاصة فى مجتمع المعلومات والمعرفة هو أنها تقدم خدماتها ألصحابها وللمجتمع على مدى 24 ساعة يوميا فى األسبوع وهذه الخدمة متاحة لهؤالء الذين انتظموا فى سلك مجتمع الفضاء المعلوماتى Civic Space والذين أجادوا ويجيدون اإلبحار فى الفضاء المعلوماتى.Cyber Space 8 الخاتمة )النتائج والتوصيات( 1 / 8 نتائج الدراسة: 1. على الرغم من الدور الكبير والهام الذي لعبته المكتبات الخاصة وتلعبه في مجتمع المعرفة إال أنها لم تنل 119

155 حظها من االهتمام والدراسة والبحث. 2. تعمل المكتبات الخاصة في إطار منظومة متكاملة تتمثل في شبكات المكتبات والمعلومات لتحقيق أهداف أصحابها وغاياتهم وهي ذاتها أهداف مجتمع المعرفة وغاياته. 3. تسهم المكتبات الخاصة في صناعة البشر وهذه أهم صناعات عصر المعرفة. 4. قدمت المكتبات الخاصة وتقدم لمجتمع المعرفة صورة صادقة وأمينة لتاريخ اإلنسان في صراعة من أجل العلم والمعرفة كما عكست كمرآه مدى تقدم المجتمعات ورقيها. 5. أسهمت المكتبات الخاصة مع غيرها من مؤسسات المعلومات في حفظ التراث وصيانته واإلفادة منه لصالح مجتمع المعرفة. 6. أكثر من أي وقت مضى تواكب المكتبات الخاصة معطيات العصر وبخاصة التقدم الهائل في مجال تقنيات المعلومات واالتصاالت. 7. المكتبات الخاصة كانت وال تزال وستظل بحوله تعالى الحصن المنيع الذي يحفظ مصادر المعلومات والمعارف ويصونها وبخاصة في أوقات الفتن والحروب وغيرها. 8. المكتبات الخاصة ضرورة من ضرورات كل بيت وأسره وفرد وبخاصة االطفال. 9. مجتمع المعرفة هو المجتمع العارف والواعي الذي يفيد من جميع المعلومات والمؤسسات المعلوماتية ومنها المكتبات الخاصة وهو الذي ينقب عن البيانات والمعلومات ويعالجها ويحللها ويستوعبها ويستثمرها. 2/8- التوصيات: 1. التوعية بدور المكتبات الخاصة في مجتمع المعرفة لتفعيل هذا الدور في إطار شبكات المكتبات والمعلومات على المستويات: الوطنية واإلقليمية والعالمية. 2. المكتبات الخاصة في حاجة إلى من يتبناها ويرعاها ويدعمها من الوزارات والجمعيات المهنية وغيرها من المؤسسات والهيئات المجتمعية ذات الصلة أسوة بالمكتبات الوطنية والجامعية والعامة والمدرسية وغيرها. 3. دراسة الوسائل والسبل التي تمكن المكتبات الخاصة وأصحابها من اإلسهام في البرامج التعليمية والتدريبية والتطويرية ذات الصلة بإنتاج المعلومات وتسويقها واستثمارها وتحويلها إلى قيمة اقتصادية تسهم في تحقيق برامج التنمية الشاملة والمستدامة. وبعد: فإن مستقبل المكتبات الخاصة واعد وصاعد ومشرق. ويبحر الكثير من أصحاب هذه المكتبات في الفضاء المعلوماتي Cyber Space وقد تسلحوا بالعلم والعمل واإلخالص واضعين نصب أعينهم خدمة مجتمع المعلومات والمعرفة والحكمة والنور. 120

156 9- المصادر 1- ابراهيم هاني عبد الرحيم )2006( تاريخ الكتابة والمكتبات وأوعية المعلومات. االسكندرية: مركز االسكندرية للكتاب. 2- أبو زيد أحمد )2003( المعرفة... صناعة المستقبل. العربي ع 540 نوفمبر 2003 ص بوعزة عبدالمجيد صالح )2006( المكتبات الرقمية: تحديات الحاضر وآفاق المستقبل. الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية. 4- جيتس جين كي )1978( دراسة موجزة في تاريخ الكتب والمكتبات. تأليف جين كي جيتس تعريب عبدالرحمن عبداهلل الشيخ. الكويت: مؤسسة الوحدة للنشر والتوزيع. 5- حسب اهلل سيد )1996( تاريخ الكتب والمكتبات عبر الحضارات اإلنسانية تأليف :سيد حسب اهلل محمد جالل غندور. الرياض: دار المريخ للنشر 1417 ه. 6- الحلوجي عبدالستار )1987( لمحات من تاريخ الكتب والمكتبات )ط 3 ( القاهرة: دار الثقافة للنشر والتوزيع. 7- حمادة محمد ماهر )1996( مقدمة في تاريخ الكتب والمكتبات. بيروت: مؤسسة الرسالة. 8- خليفة شعبان عبدالعزيز )1997( الكتب والمكتبات في العصور القديمة. القاهرة: الدار المصرية اللبنانية. 9- خليفة شعبان عبدالعزيز )1997( الكتب والمكتبات في العصور الوسطى... القاهرة: الدار المصرية اللبنانية. 10- خليفة شعبان عبدالعزيز )2002( الكتب والمكتبات في العصور الحديثة... القاهرة: الدار المصرية اللبنانية. 11- الصوفي عبداللطيف )1987( لمحات من تاريخ الكتب والمكتبات. دمشق: دار طالس للدراسات والترجمة والنشر. 12- العاني سامي مكي )1978( المكتبة: تعريف بالمصادر الرئيسية والمساعدة في دراسة اللغة واألدب تأليف سامي مكي العاني عبدالوهاب محمد علي العدواني. بغداد: وزارة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي. 13- عبدالمعطي ياسر يوسف )2003( معجم علوم المكتبات والمعلومات.. الكويت: جامعة الكويت. 14- عبدالهادي محمد فتحي ) ( اإلنتاج الفكري في مجال المكتبات والمعلومات. الرياض: دار المريخ للنشر. 15- عثمان نها محمد أحمد )2007( المكتبات الشخصية إعداد نها محمد أحمد عثمان تقديم :شعبان عبدالعزيز خليفة. اإلسكندرية: دار الثقافة العلمية 2007 م. 16- علي نبيل )1994( العرب وعصر المعلومات. الكويت :المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب. 121

157 17- عليان ربحي مصطفى )1999( المكتبات في الحضارة العربية اإلسالمية. عمان: دار صفاء للنشر والتوزيع 1999 م. 18- قاسم حشمت )2007( مدخل لدراسة المكتبات وعلم المعلومات )ط 2 (مزيدة ومنفحة. القاهرة دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع. 19- القمة العالمية لمجتمع المعلومات )2005( القمة العالمية لمجتمع المعلومات: مشروع إعالن المبادئ )بناء مجتمع المعلومات: تحد عالمي في األلفية الجديدة جنيف 2003 تونس 2005(. )األصل باإلنجليزية(. 20- كحيلة نسيبة عبدالرحمن )1980( مقدمة في تاريخ الكتب والمكتبات. جدة: دار المجمع العلمي. 21- المسعودي علي بن الحسين )1964( مروج الذهب ومعادن الجوهر ج 3 )ط 4 (. القاهرة المكتبة التجارية الكبرى. 22- الهاللي محمد مجاهد )1987( خزائن الكتب العباسية: دراسة في الموارد والنظم والخدمات. القاهرة: جامعة القاهرة. 23- الهاللي محمد مجاهد )1998( أخالقيات التعامل مع شبكة المعلومات العالمية )اإلنترنت(. إعداد محمد مجاهد الهاللي محمد بن ناصر الصقري.مسقط : جامعة السلطان قابوس. 24- Ogugua, Janathan C. (2006) Nigerian library Association Annual conference, by Janathan C. Ogugua & Nancy Emerole. Hi Tech News. No. 10, pp Rubin,Richard E (2000) Foundations of library and information science. New York :NEAL-SCHMAN Publishars,Iac,

158 الجلسة األولى المسار الثاني ورقة بحثية )4( المكتبة الرقمية ودورها في بناء وتطوير مجتمع المعرفة د. سيف بن عبد اهلل الجابري مدير مركز المعلومات - كلية التجارة واالقتصاد جامعة السلطان قابوس.1 مقدمة : تعتبر المعرفة من المراتب العليا في الهرم الفكري للبشرية حيث تتبلور عنها الحكمة كأرقى مرحله في هذا الهرم. وللوصول إلى المعرفة ال بد من توفر المعلومات المطلوبة بالقدر المناسب وفي الوقت المناسب حتى يمكن للفرد والمجتمع االستفادة منها متى أراد ذلك. ولقد سعت المجتمعات إليجاد مؤسسات تعنى بجمع وترتيب وتقديم المعلومة وقد تطورت هذه المؤسسة في تسميتها ووظائفها إلى أن استقرت عند مسمى المكتبات أو المكتبة. ويعد انتشار المكتبات سمة من سمات تطور المجتمعات حيث يعتبر انتشار المكتبات واالهتمام بها من أهم عالمات الرقي الفكري للمجتمع. فقد ازدهرت المكتبات في الحضارات القديمة كثمرة للتطور الحضاري لبعض األمم مثل الحضارة السومرية والبابلية والفرعونية والرومانية والحضارة اإلسالمية وقد اهتمت الحضارات والمجتمعات الحديثة بالمكتبات بداية بعصر النهضة األوربية وقد بلغت المكتبات في القرن الحالي قمة التطور من حيث اإلمكانيات التقنية وخدمات المعلومات. ومنذ العقد المنصرم ومع التطور التكنولوجي الهائل في جميع مجاالت الحياة وخاصة في مجال االتصال وتقنيات المعلومات فقد ظهر نوع جديد من المكتبات لتواكب تطور المجتمع اإلنساني من مجتمع الحياة التقليدية إلى مجتمع معتمد على اإلمكانيات التكنولوجية إلى أبعد الحدود أال وهي المكتبات الرقمية التي أخذت على عاتقها توفير المعلومة إلنسان القرن الواحد والعشرون بالكيفية التي يريدها وبالسرعة التي يرغب فيها. 123

159 2. مفهوم المكتبة الرقمية : المكتبة الرقمية Digital Library واختصارا d-lib هي مجموعة من مواد المعلومات اإللكترونية أو الرقمية Digital المتاحة على نادل المكتبة Server ويمكن الوصول إليها من خالل شبكة محلية أو على الشبكة العنكبوتية العالمية )اإلنترنت(. ولقد عرف كثير من العلماء المتخصصين المكتبات الرقمية حيث يرى بورجمان أن المكتبات الرقمية ما هي إال أشكال حديثة من نظم استرجاع المعلمات أو نظم المعلومات التي تدعم إنتاج المحتوى الرقمي واإلفادة منه والبحث فيه. فيما يراها البعض مجموعة التقنيات واألدوات والمصادر واإلجراءات ذات الصلة بإدارة المحتوى في بيئة المعلومات اإللكترونية. )2003 )Borgman, وربما كان أشهر تعريف للمكتبة الرقمية هو أنها مجموعات منظمة من المعلومات الرقمية. ويجمع هذا التعريف بين تنظيم المعلومات وجمعها وهي تلك العمليات التي تقوم بها المكتبات ودور األرشيف التقليدية والتي غدت ممكنة بواسطة الحاسبات. )فراج 2005( 3. حجم المكتبات الرقمية : تتفاوت المكتبات الرقمية في حجمها بين مكتبات بالغة الصغر إلى أخرى بالغة الضخامة. كما أنها يمكن أن تستخدم أي نوع من أجهزة الحاسبات المناسبة باإلضافة إلى البرمجيات المالئمة. وإن المحك الرئيس هنا هو أن المعلومات منظمة ومخزنة في هذه الحاسبات ويتم إتاحتها عبر إحدى الشبكات مع ما يصاحب ذلك من إجراءات اختيار مواد المعلومات وتنظيمها وأرشفتها وإتاحتها للمستفيدين. ومع ذلك ومن وجهة نظر معهد اليونسكو لتقنيات المعلومات في التعليم UNESCO( The )Institute for Information Technologies in Education فإنه ال ينبغي النظر إلى المكتبات الرقمية بوصفها مجموعة من مصادر المعلومات الرقمية وما يتصل بها من أدوات إلدارة هذه المجموعة فحسب وإنما ينبغي النظر إليها بوصفها تلك البيئة التي تجمع بين المجموعات والخدمات واألشخاص معا لدعم الدورة الكاملة إلنتاج البيانات والمعلومات والمعرفة وبثها وإخضاعها للدرس والتعاون واإلفادة منها. UNESCO-( )IITE, تصورات خاطئة : وهناك كثير من التصورات الخاطئة بشأن المكتبات الرقمية منها: )1998 Cleveland, )Kuny, & إن اإلنترنت هي المكتبة الرقمية بينما المعلوم أن العثور على المعلومات المتاحة على الشبكة العنكبوتية ليس من السهولة بمكان كما أنه ليس من السهولة أيضا الوثوق في مدى جودة تلك المعلومات هذا مما يتنافى مع مفهوم المكتبة بصفة عامة والرقمية منها خاصة. إن المكتبات الرقمية تعمل على توفير وصول عادل للمعلومات من أي مكان وفي أي زمان ومن المعلوم أن اإلنترنت التي تحمل هذه المعلومات إلى الناس ليست متاحة في كل مكان ليس في الدول النامية فحسب وإنما أيضا في بعض مناطق الدول المتقدمة. كما أن االتصاالت نفسها بالشبكة في حالة توافرها- قد تكون 124

160 بطيئة في بعض األحيان. إن إنشاء المكتبات الرقمية يعد أقل تكلفة من إنشاء المكتبات التقليدية. إذا ما وضعنا جانبا تكاليف التحويل الرقمي للمعلومات حيث يخصص كثير من المكتبات اآلن مصادر مالية ضخمة ألجل البنية األساس من العتاد )Hardware( والبرمجيات )Software( هذا فضال عن الزيادة المتوقعة دوما في تكاليف التراخيص الخاصة بالبرمجيات والبنية األساسية الخاصة باإلدارة والتدريب في مثل هذه المشروعات. 5. المكتبات الرقمية والتقليدية : يتفق كثير من الباحثين على أن الهدف األساسي للمكتبة الرقمية هو إنجاز جميع وظائف المكتبة التقليدية ولكن في صورة إلكترونية إضافة إلى تقديم الكثير من الخدمات المتاحة فقط في العالم الرقمي. والحقيقة أن المكتبات الرقمية ما هي إال امتداد إلكتروني للوظائف التي يتم أداؤها والمصادر التي يتم الوصول إليها في المكتبة التقليدية. فإذا كانت المهام أو الوظائف التي تقوم بها المكتبة التقليدية هي في األساس انتقاء المعلومات وجمعها وتنظيمها وبثها وتيسير سبل اإلفادة منها فإن المكتبة الرقمية لم تلغ أو تضف على وجه التقريب أي دور آخر على هذه المهام. اللهم فيما عدا الخدمات حيث أن بعض خدمات المكتبة التقليدية تعد أكثر جدوى في البيئة اإللكترونية. وعلى سبيل المثال فإن مشكالت اإلعارة الناشئة عن محدودية عدد النسخ سوف تختفي ال ريب. كما أن المكتبة الرقمية سوف تعيد تعريف الخدمات المكتبية وتصميمها لتحقيق األهداف األساسية»للمكتبة«بصورة أكثر فعالية مما هو اآلن. )فراج 2005( وتتلخص الوظائف األساسية للمكتبات الرقمية فيما يلي: االختيار والتزويد :Selection and Acquisition ويتضمن ذلك اختيار المواد ورقمنتها أو تحويل الوثائق التقليدية إلى شكل رقمي مالئم. التنظيم :Organization الذي ينصب على تعيين ما وراء البيانات )Metadata( لكل وثيقة تضاف إلى المجموعة. التكشيف واالختزان :Indexing and Storage وينطوي ذلك على تكشيف كل من الوثائق وما وراء البيانات واختزانها وذلك بغرض تفعيل عمليات البحث واالسترجاع. المستودع الرئيس :Repository الذي يعد قلب المكتبة الرقمية ويشتمل على الوثائق Document Objects وما وراء البيانات Metadata والكشافات Indexes والتي يتم إعدادها في األساس للبحث واالسترجاع. البحث واالسترجاع :Searching and Retrieval وهو واجهة المكتبة الرقمية التي يتم اإلفادة منها من قبل المستفيدين بواسطة التصفح والبحث واالسترجاع واستعراض محتويات المكتبة الرقمية وعادة ما يتم عرض هذه الواجهة للمستفيدين في صفحة عنكبوتية بصيغة تشكيل النص الفائق.)HTML( موقع المكتبة الرقمية :Digital Library Website وهو الحاسب النادل Server الذي يستضيف مجموعة المكتبة الرقمية ويعرض هذه المجموعة للمستفيد في شكل صفحة رئيسة لموقع عنكبوتي. ويمكن 125

161 للمستفيد هنا اختيار الرابطة المناسبة في هذه الصفحة لالنتقال إلى الواجهة الخاصة بالبحث واالسترجاع المذكورة آنفا. وتقوم المكتبة الرقمية بإيصال المحتوى بناء على عمليات البحث واالسترجاع هذه. والجدير بالذكر أن الصفحة الرئيسية للمكتبة الرقمية يمكن ربطها مع موقع المكتبة التقليدية من خالل إحدى الروابط الفائقة المناسبة. الربط الشبكي :Network Connectivity وألجل االسترجاع على الخط المباشر فإن موقع المكتبة الرقمية ينبغي أن يكون مرتبطا بالشبكة الداخلية )اإلنترانت( أو اإلنترنت. وبناء على مجتمع المستفيدين المستهدف فإن الوصول إلى المكتبة يمكن أن يكون محددا باإلنترانت )الشبكة المحلية للمؤسسة( كما أنه يمكن أن يكون ممتدا إلى المستفيدين عن بعد من خالل اإلنترنت. )شكل 1( شكل )1( الوظائف الرئيسية للمكتبة الرقمية بينما تبدو المكتبات الرقمية شديدة االختالف من بعض الوجوه عن المكتبات التقليدية إال أنها تبدو أيضا من وجوه أخرى شبيهة بها بصورة ملفتة للنظر. ذلك أن ما أدى إلى هذا التغير أو التطور هو 126

162 العناصر التي تأثرت بصورة كبيرة بالعوامل التقنية وبصفة خاصة الشكل Format الذي يتم فيه تمثيل المعلومات واألساليب Methods المستخدمة في إدارة هذه المعلومات. إذ تنمو المجموعات الرقمية على الدوام كما يستمر الدعم التقني في التحسن بصورة مطردة. )فراج 2005( 6. مزايا المكتبات الرقمية: يحدد أرمز )2000 )Arms المزايا التالية للمكتبات الرقمية: أن المكتبة الرقمية تحمل مجموعاتها إلى المستفيد أين ما كان إذ توجد مكتبة حيثما يوجد حاسب إلكتروني موصل بالشبكة اإللكترونية A. Network Connection اإلفادة من قوة الحاسبات في استرجاع المعلومات وتصفحها. إمكانية تقاسم المعلومات. سهولة تحديث المعلومات. إمكانية إتاحة المعلومات بصورة دائمة وعلى مدار الساعة. إمكانية إتاحة أشكال جديدة من المعلومات وقد ال يمكن تخزينها وبثها من خالل القنوات التقليدية. إمكانية الوصول إلى المعلومات الرقمية بسرعة بالغة من أي بقعة من بقاع العالم. إمكانية نسخ المعلومات ألغراض الحفظ دون أخطاء تذكر وتخزينها بصورة مكتنزة Stored Compactly والبحث فيها بسرعة فائقة. اإلسهام في إنتاج المعرفة وتقاسمها واإلفادة منها مما يجعل المجتمعات أكثر فاعلية وإنتاجية. تسهيل عملية الحصول على المعلومات الموثقة بالنسبة للدارسين والباحثين مما جعلها مثالية لمواكبة نظام التعليم عن بعد. 7. تحديات المكتبات الرقمية : كثيرة هي الصعوبات التي تواجه المكتبات التقليدية والتي يمكن تجاوزها من خالل إنشاء المكتبات الرقمية وذلك مثل أزمة التكلفة التي تؤثر اآلن في شراء المقتنيات وتقديم الخدمات والتكلفة المتزايدة إلنشاء المكتبات أو لحفظ المقتنيات والتناقص المتزايد لمساحات المكتبات أمام تزايد أعداد المستفيدين والمسافات المكانية التي تفصل المستفيدين أينما كانوا عن المكتبات وخاصة بالنسبة للطالب الدارسين عن بعد. إال أن المكتبات الرقمية نفسها ال تخلو من بعض المشكالت ومن أمثلة ذلك ما يلي: - التقادم التقني Technological Obsolescence على مستوى كل من العتاد والبرمجيات. - ضعف التحكم في المعلومات من قبل مالكي الحقوق الفكرية وصعوبة إدارة هذه الحقوق. - االرتفاع النسبي في تكلفة إنشاء هذه المكتبات. 127

163 - مشكالت التكامل بين المكتبات الرقمية المختلفة وبرمجيات الحلول Software Solutions المختلفة. - الزيادة الهائلة في اقتناء البيانات والمعلومات وتمثيلها في أشكال رقمية متنوعة. - التحديات االجتماعية واالقتصادية والتشريعية. 8. دور المكتبات الرقمية في نشر الثقافة : لقد قامت المكتبات بدور كبير في رفع المستوى الثقافي في المجتمعات التي وجدت بها والن كانت المكتبة األكاديمية هي القلب النابض في المؤسسات التعليمية فإن المكتبة العامة هي المصدر المشع للمعرفة في المجتمع وهي بحق جامعة الشعوب التي تخرج منها كثير من المفكرين والتي تصنع وتوجه الفكر والثقافة في المجتمع. وفي القرن الحالي توجه عدد كبير من أفراد المجتمع إلى الواقع الرقمي وأصبحوا يعتمدون اعتمادا كبيرا على التواصل من خالل شبكة المعلومات ليست فقط من أجل المراسالت بل وفي كل شؤون حياتهم كالتسوق والمطالعة والبحث والبيع والشراء وأصبح هاجس الذهاب إلى المكتبة الستقاء المعلومات هما يؤرق الكثيرين منهم مما حدا بالقائمين على المكتبات التقليدية بالتفكير الجدي للوصول إلى هذه الفئة من المجتمع وإيصال المعلومات المطلوبة إليهم وتوفير المصادر في شكل إلكتروني يسهل على المستفيدين من خدمات المكتبة الوصول إليها من أي مكان. ولقد حرصت المكتبات بجميع أنواعها على تواجدها على شبكة المعلومات وتوفير الخدمات المعلوماتية لمستخدميها بشكل يلبي احتياجاتهم ويبقي تواصلهم مع المكتبة. فشرعت المكتبات التقليدية على تقديم جميع خدماتها عن طريق اإلنترنت وتوفير جميع مصادر المعلومات من كتب ودوريات وخدمات مرجعية. وقد عملت بعض المكتبات كمكتبة الكونجرس ودار الكتب المصرية على رقمنة مئات العناوين من أمهات الكتب لتوفيرها للمستخدمين في صورتها الرقمية أين ما كانوا. وقد أدت سهولة الوصول إلى المادة المقروءة سواء كانت ثقافية أو علمية إلى زيادة اإلطالع من قبل أفراد المجتمع فقد أصبح اإلقبال على المواقع اإللكترونية للمكتبات يشغل نسبه كبيرة من زمن دخول مستخدمي اإلنترنت وتصفحهم للمعلومات داخل الشبكة وذلك ألن المعلومات المقدمة من خالل مواقع المكتبات تتسم بالموثوقية والمرجعية وهي منظمة بشكل أفضل عن ما ينشر في صفحات اإلنترنت اآلخرين. 9. دور المكتبات الرقمية في التواصل الحضاري بين الثقافات : مما الشك فيه أن المكتبات هي المصدر المشع للثقافة والذي يمكن من خالله اإلطالع على آداب الشعوب وتراثهم الفكري وإنتاجهم العلمي وبتحول محتويات المكتبات إلى المواقع الرقمية جعل من السهولة بمكان الدخول المستفيد من أي مكان إلى مواقع هذه المكتبات واإلطالع على ما تحويه من كتب ودراسات ومصادر أخرى تعكس ثقافة شعب معين وتحكي قصة حضارته. فعلى سبيل المثال توفر مكتبة الكونجرس األمريكية الكثير من المعلومات والمصادر التاريخية 128

164 والثقافية واالقتصادية واالجتماعية والعلمية التي تحكي قصة نشأة وتطور الواليات المتحدة األمريكية وهذه المعلومات هي مفتوحة المصدر Open Access من على إحدى صفحات مكتبة الكونجرس. وخالل البحث عن موضوع تاريخي يحكي قصة التجوال في أمريكا في الفترة ما بين وجد الباحث أن هذه المعلومات متوفرة بنصها الكامل كما توضح األشكال من )2( الى )5(. accessed )شكل 2 الصفحة الرئيسية لمكتبة الكونجرس( accessed on )شكل 3 صفحة الذاكرة األمريكية( 129

165 American%20History. accessed )شكل 4 صفحة تاريخ سكان أمريكا األصليين( accessed )شكل 5 صفحة التجوال في أمريكا ( من المثال السابق وغير من األمثلة الموجودة على صفحات اإلنترنت نجد أن توفير مصادر المعلومات على صفحات المكتبات الرقمية ساعد بشكل كبير على التعرف على حضارات المجتمعات األخرى وفهم ثقافة شعوبها وبالتالي إمكانية التواصل معها بسهولة ويسير. 130

166 10. المكتبات الرقمية ودورها في نشر الثقافة العربية : من خالل البحث في اإلنترنت عن مواقع المكتبات الوطنية والعامة لوحظ أن السائد في مواقع المكتبات العامة والوطنية العربية عدم توفر معلومات ومصادر مفتوحة المصدر تمكن الباحث من الدخول واالستفادة من هذه المصادر بنصها الكامل كما سبق أن ذكرنا في مكتبة الكونجرس. في المقابل فإن المواقع الرقمية للمكتبات العربية شحيحة المصادر حيث يقتصر ما يحويه الموقع اإللكتروني أو النسخة الرقمية المكتبية إن صح التعبير على بعض البيانات التعريفية عن المكتبات وخدماتها ومشاريعها وإنجازاتها كما هو الحال في موقع مكتبة الملك عبد العزيز العامة شكل )6(. وموقع مكتبة الملك فهد الوطنية شكل 7 Accessed on )شكل 6 صفحة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة( 131

167 Accessed on )شكل 7 صفحة مكتبة الملك فهد الوطنية( وكذلك هو الحال في موقع المكتبة الوطنية األردنية شكل )8( وغيرها من المكتبات الوطنية العربية. ولذا فإن المواقع اإللكترونية للمكتبات العربية ال ترقى إلى أن تكون مكتبات رقمية أو نسخة رقمية للمكتبة التقليدية ألنه ال يمكن من خاللها الوصول إلى مصادر المعلومات وإنما إلى بيانات تعريفية عن المكتبة ومحتوياتها. Accessed on )شكل 8 صفحة المكتبة الوطنية باألردن( 132

168 .11 الخالصة : خالصة القول بأن المكتبة هي نافذة العالم على ثقافة المجتمعات باإلضافة إلى كونها بؤرة اإلشعاع الثقافي في المجتمع نفسه وقد جاءت الثورة المعلوماتية لتفتح بابا واسعا أمام هذه المكتبات لتنشر ثقافتها وتوصل مقتنيتها وخدماتها إلى أفراد المجتمع وإلى سكان العالم وهم في بيوتهم. وقد قامت المجتمعات الغربية باستغالل ذلك على أكمل وجه فعملت المكتبات بجميع أنواعها على إنشاء وتطوير نسخة رقمية للمكتبة التقليدية لخدمة المستفيدين وهم في أماكن سكنهم وعملهم دون الحاجة إلى الحضور إلى مبنى المكتبة. أما بالنسبة للمكتبات العربية فمازالت في بداية الطريق مما يحتم عليها حث الخطى للسير مع الركب قبل فوات األوان. في المقابل فإن المكتبات األكاديمية في الوطن العربي قد خطت خطوات ال بأس بها ولكن كما هو معلوم أن هذه المكتبات موجه إلى شريحة معينة من المجتمع ويتعذر عليها خدمة المجتمع بأكمله ألسباب مهنية وفنية واقتصادية. لذا ينبغي على المكتبات العامة والوطنية في العالم العربي تقمص هذا الدور لنشر ثقافة استخدام المكتبة لما لها من أهمية قصوى في بناء ثقافة المجتمع وشخصية أفراده. 1. Arms, W. (2000). Digital Libraries. MIT Press. London.12 المراجع : 2. Borgman, C. (2003). Fourth DELOS Workshop on Evaluation of Digital Libraries: Testbeds, Measurements, and Metrics Kuny, Terry and Cleveland, Gary (1998). The Digital Library: Myths and Challenges. IFLA Journal. Vol. 24, no. 2. pp Available at: kuny.pdf 4. UNESCO-IITE (2003). Digital Libraries in Education: Analytical Survey. Moscow: Education Service. p بوعزة عبدالمجيد. )2006( المكتبات الرقمية تحديات الحاضر و آفاق المستقبل. مكتبة الملك فهد الوطنية. الرياض. 6. الصواني غازي. )2004( مجتمع المعرفة في الوطن العربي في ظل العولمة. الحوار المتمدن العدد فراج عبدالرحمن. )2005( مفاهيم أساسية في المكتبات الرقمية. المعلوماتية العدد

169 134

170 الجلسةالثانية المسار األول ورقة بحثية )1( المشكالت االجتماعية للمرأة المطلقة في ظل مجتمع المعرفة المكرمة د. شيخة بنت سالم المسلمية األستاذ المساعد بقسم االجتماع والعمل االجتماعي المبحث األول اإلطار النظري والمفاهيم مقدمة : - يتميز العصر الحالي بثورة علمية وطفرة تكنولوجية في الحاسبات واالتصاالت والبرمجيات مما أدي إلى حدوث تغيرات مذهلة وفتح آفاق هائلة في مجال المعلومات. كما أحدث تغيرات كبيرة وسريعة بمعدالت متزايدة ومتسارعة لم تشهد البشرية مثلها من قبل حيث أصبح من الصعوبة بإمكان التنبؤ بآثار هذه التكنولوجيا على المستقبل القريب أو البعيد كما خلقت مجتمعا معلوماتيا بنمط حياة جديد في القريب الحالي. )عاشور 3( 2000: فتقنيات االتصال المتسارعة التطور هي آليات ووسائط لتجاوز الزمان والمكان وفي الوقت الذي تدمر فيه المسافات وتقرب األبعاد فإنها تقولم الحياة الخاصة وتكسر خصوصية األفراد وتنمط السلوك واالهتمامات وربما التوقعات. ( بك 1999 ) 7 : وأدت هذه التحوالت إلى االنتقال من الثقافات واألنماط المعيشية المحلية أو بعضها إلى ثقافات كونية تستمد الكثير من عناصرها ومتغيراتها من الخارج حيث الشكل تجاور وتزامن األنماط والقيم واألمزجة واألشكال والمباني والثقافات حالة اجتماعية وثقافية جديدة لم يعهد مثلها المجتمع البشري. )النجار 2000 : ( وقد خلقت عمليات العولمة حالة ثقافية جديدة وإن كانت محددة المدى إال أنها فرضت شروط تكيفيه علي بعض قطاعات وشرائح المجتمع وفي المقابل فرضت العزلة والتمرد على البعض اآلخر آي أنها في الوقت الذي تطبع البعض بطابعها إال إنها قد تكون مرفوضة من البعض اآلخر وان هذا الرفض قد يأخذ في بعض حاالته أشكاال من التطرف والعنف. )خلف 1998: 61( ووجد المجتمع نفسه في حيرة بين واقع اجتماعي وثقافي واقتصادي وربما سياسي فرضته عمليات العولمة وبين قضاءات اجتماعية وثقافية ترفض أن تتماثل مع المعطيات الدولية حيث فرضت العولمة على مجتمعات الخليج العربي واقعا جديدا تتحرك في إطاره إال أنها وفي الوقت ذاته ساهمت في خلق الكثير والجديد من المشكالت االجتماعية والتي كان من أبرزها تلك التحوالت التي أصابت بنية األسرة ووظائفها كما عدلت من 135

171 بنية ووظيفة الزواج في المجتمع. ومن المهم اإلشارة هنا إلى أن التغيرات التي أصابت األسرة الخليجية بصفة عامة أو تلك التي أصابت األسرة العمانية ال يمكن عزوها إلى قوى وعمليات العولمة فحسب وإنما أيضا إلى تعرضها لضغوط تكيفيه كانت قائمة بالفعل في السابق إال أن متغيرات مجتمع المعرفة وعمليات العولمة قد دفعت نحو تفاقمها بدرجة كبيرة. )النقيب 118( 2001: وتلك التغيرات التي أصابت شبكة العالقات القائمة في المجتمع لم تقلص من حجم وعالقات الزواج فحسب بل ساهمت وبشكل كبير في تعديل المتغيرات الفاعلة في تشكيل مؤسسة الزواج ودفعت نحو ظهور أشكال جديدة من الزواج بل إلى القبول الضمني وليس العلني بعالقات خارج إطار مؤسسة الزواج الرسمي متأثرين ببعض القيم والمعايير التي تحكم تلك العالقات في المجتمعات الغربية. )النجار 151( : 2004 وفي المقابل نجد الطالق أحد أهم مصاحبات عمليات التحديث والعولمة حيث يجد المتزوجين صعوبة في التكيف مع متطلبات الزواج وشروطه وتشير األرقام المتوفرة عن دول الخليج العربي إلى تنامي وانتشار تلك الظاهرة خالل العقود الثالث الماضية حيث أجمعت الدراسات المحلية على أن محدودية المعرفة المسبقة بين الزوجين يعود إلى محدودية التفاعل بينهما مما يعد من أسباب ارتفاع معدالت الطالق وذلك يرجع للطبيعة المحافظة لبعض قري ومحافظات المجتمعات الخليجية والتي يتم الزواج فيها بالطريقة التقليدية. وتنخفض نسبة المتزوجين بالطرق التقليدية في سلطنة عمان والكويت والبحرين إال أنها تبقى مع ذلك أحد أهم طرائق الزواج في المنطقة. )الثاقب 105 : 1998 )120 ومن ناحية أخري يؤدي ارتفاع معدالت الطالق إلى تصاعد عدد األسر التي تعتمد في معيشتها على أحد الوالدين: المطلق أو المطلقة وظهور أسر تعتمد على األم عوضا عن األب مما يضعف محتوى السلطة األبوية رغم عمليات إعادة إنتاج وبناء السلطة في األسرة النووية الحديثة التكوين والجديدة. وهو ما يؤثر على بنية المجتمع وشبكة العالقات االجتماعية والثقافية فيه وهو ما سنحاول تناوله تفصيليا في الدراسة. Castells( )1997:138 أوال - مشكلة الدراسة : يعد االستقرار األسري والتوافق بين الزوجين هدف أساسي تسعى إليه جميع األسر لذا فإن االستقرار األسري هو أساس التماسك االجتماعي واستقرار المجتمع. ويعتبر الزواج الركيزة األساسية التي تقوم عليها األسرة في أي مجتمع من المجتمعات اإلنسانية وهو يمثل ضرورة بيولوجية و اجتماعية في حياة اإلنسان كما أنه يعتبر أحد أهم العوامل التي ساعدت اإلنسان على تنظيم حياته االجتماعية. ويقوم على مرتكزات أساسية منها االلتزام واإلحساس بالمسؤولية ومراعاة الحقوق والواجبات وهو بذلك يعتبر نظاما اجتماعيا يسهم بدور إيجابي في تنظيم الحياة ودعم الروابط بين األفراد والجماعات والعشائر. ومن وظائفه األساسية تحقق االطمئنان واالستقرار النفسي حيث يجد كل من الزوجين في اآلخر مبعث سرور وارتياح وسند في مواجهة مشاكل الحياة وتلبية احتياجاتها. ومن المعروف أن استقرار الحياة الزوجية يعد مطلبا هاما تسعى إلية جميع األسر وغاية يحرص عليها اإلسالم حيث أن عقد الزواج يعقد للدوام والتأبيد إلى أن تنتهي الحياة ولكن الواقع المعاش يثبت صعوبة تحقيق ذلك ويظهر ذلك بوضوح في حجم المشاكل التي تعاني منها األسر وارتفاع معدالت الطالق. )عبد 136

172 الغفار 88 : 1987 )89 ويعد الطالق من أهم مظاهر عدم االستقرار الزواجي واألسري واستحالة العشرة بين الزوجين سواء ألسباب تتعلق بالزوجين أو بعالقتهما بأسرة اآلخر مما يترتب عليه إنها الرابطة الزواجية )شكري 1993 : 217(. وعلى الرغم من أنه أبغض الحالل إال أنه مباح شرعا لدفع الضرر عن أحد الزوجين أو كالهما وقد جعله اإلسالم في أضيق الحدود وفي حالة استحالة العشرة بين الزوجين وبما ال تستقيم معه الحياة الزوجية وصعوبة العالج إال به وحتى يكون مخرجا من الضيق وفرجا من الشدة فإذا استمرت الحياة الزوجية تعمقت المشكالت وازدادت حدتها مما يؤثر سلبا بحيث ال يمكن الوقوف أمام مشكالت أبعادها جميع أعضاء األسرة ومن ثم المجتمع ككل. )عمر 2005 : 221(. والطالق مأساة شخصية واعتراف حاسم بفشل أحد الزوجين أو كالهما في الحفاظ على استقرار األسرة وللطالق أثار ضارة ونتائج سيئة على الفرد والمجتمع غير أن اإلسالم يبيحه في حالة تحمل أخف الضريين وتحقيقا لقوله تعالى ))وان يتفرقا يغن اهلل كال من سعته وكان اهلل واسعا حكيما (( )سورة النساء آية رقم.)103 والحقيقة أن اإلسالم كره الطالق ونفر منه الرسول ( ص ) قال: [ ما أحل اهلل شيئا أبغض إلية من الطالق[ وأعتبر الحياة الزوجية لها قدسية خاصة البد من احترمها وأن هدمها ليس باألمر السهل فهي ميثاق غليظ ينبغي عدم نقضه بسهولة والقرآن الكريم يقول فيه : ))وأخذنا منكم ميثاقا غليظا (( )سورة النساء آية 21( وقد أكد ذلك أيضا قول النبي الكريم )ص( ]تزوجوا وال تطلقوا فإن الطالق يهتز له عرش الرحمن[ )خضر 20.):07 وهذا دليل على أن اإلسالم قد صان قداسة الزوجية من العبث بها لما يترتب على ذلك من أضرار تقع على األسرة وعلى المجتمع بأكمله. غير أنه في اآلونة األخيرة شكلت ظاهرة الطالق أمرا مزعجا لدى الكثير من األسر فباتت معدالت الطالق ترتفع نتيجة للظروف التي تواجه المجتمعات اإلسالمية اليوم أو التقصير في حقوق الزوجية سواء كانت مادية أو معنوية أو اجتماعية وقد ارتفعت معدالت الطالق في المجتمعات اإلسالمية في اآلونة األخيرة مما يهدد استقرار األمة ويزعج كيانها فقد أظهرت نتائج دراسات اجتماعية واقعية حديثة أرقاما مفزعة حول الزيادة المطردة في حاالت الطالق بالمجتمعات اإلسالمية في البلدان العربية فاقت نسبة الطالق في بعض البلدان % 30 من اجمالى حاالت الزواج وهذا ما يهدد بتآكل النواة االجتماعية األولى )األسرة( فبلغت نسبة الطالق على سبيل المثال في دولة اإلمارات العربية المتحدة % 48 وزادت النسبة في السنوات الخمس األخيرة وأن هناك حالة طالق تتم كل ثالث ساعات وبلغت نسبة الطالق في دولة اإلمارات أعلى نسبة في دول الخليج العربي. وبلغت حاالت الطالق في السعودية أكثر من 16 ألف حالة طالق في عام 2002 مقابل 71 ألف حالة زواج بينما بلغت نسبة الطالق في الكويت % 35 أما في قطر فتصل النسبة إلى % 38 وفي البحرين % 34 وفي مصر تشهد المحاكم الشخصية أكثر من 90 ألف حالة طالق سنويا وفي األردن بلغ متوسط حاالت الطالق ما يقرب من 40 ألف حالة سنويا. Undefined( :1(

173 وتهدد ظاهرة الطالق في المجتمع العماني استقرار األسرة العمانية حيث ارتفعت في اآلونة األخيرة معدالت الطالق فيه شكلت في عام 2002 نسبة % 36 بينما قلت هذه النسبة في عام 2005 لتصل إلى نسبة % 20 وبلغت نسبة عقود الزواج إلى عقود الطالق بالنسبة لمحافظة مسقط في عام 2002 بلغت عقود الزواج 1973 وثيقة في مقابل 345 وثيقة طالق وبلغت نسبة الطالق للزواج في تلك السنة % 17 )وزارة العدل _ 94 : (. أما في سنة 2005 فقد احتلت محافظة مسقط المرتبة الثانية في عدد عقود الزواج وعدد شهادات الطالق فبلغ عدد عقود الزواج 2898 وثيقة في مقابل 560 وثيقة طالق وبلغت نسبة الطالق للزواج في تلك السنة % 19 أي أن كل مائة حالة زواج في السنة يقابلها حوالي ما يقرب من 19 حالة طالق. )وزارة العدل 101 : 2005 )105. وتكشف البيانات اإلحصائية بأن هناك تزايد ملحوظ في معدالت الطالق على محافظة مسقط مما يتسبب في ارتفاع أعداد اإلناث المطلقات اآلتي يشكلن عبئا كبيرا على الدولة باإلضافة إلى معاناتهن من المشكالت االجتماعية التي قد تقف حجرة عثرة في طريق تقدمهن والقيام بأدوارهن على أكمل وجه ومن هنا جاء اهتمام الباحثة بدارسة فئة المطلقات للتعرف على أهم المشكالت االجتماعية التي تحد من دورهن في المجتمع وتشكل عقبة في طريق تقدمهن والتعرف على دور المجتمع في تقديم الرعاية االجتماعية المالئمة. ثانيا - أهمية الدراسة : تعد األسرة من أهم الجماعات اإلنسانية وأعظمها تأثيرا في حياة األفراد والجماعات ولقد تعرضت األسرة في المجتمعات الحضرية والصناعية لكثير من التغيرات البنائية والوظيفية مما جعل العديد من المفكرين االجتماعيين يصدرون أحكاما قيمة مرتبطة بتلك المتغيرات منهم من يرى أن األسرة تتعرض إلى مظاهر التفكك واالنحالل واستدلوا على صحة أحكامهم بما يحدث في العديد من المجتمعات الحضرية والصناعية من ارتفاع معدالت الطالق. )المسلمي 10(. : 2002 ولقد أباحت جميع األمم المتحضرة للمرأة أن تطلب الطالق إذا ساءت معاملة زوجها لها واستحالة الحياة بينهما لذلك جاءت ضرورة الطالق غير أن استخدام هذه الضرورة لمجرد اإلساءة للمرأة ال يعتبر عمال صحيا نفسيا واجتماعيا حيث تهدر إنسانية المرأة وتتعرض إلى الكثير من المشكالت والمضايقات االجتماعية واالقتصادية ومع ذلك نالحظ ازدياد عدد حاالت الطالق في المجتمع العماني سنويا حيث بلغ عدد فئة المطلقات بين حاالت الضمان االجتماعي لعام )5101( 1989 حالة بنسبة % 14 من إجمالي الحاالت الضمانية البالغة حالة بزيادة قدرها )2590( حالة عن عام 1985 بنسبة %103 )دائرة الدراسات واإلحصاء.)25 : 1991 ثم ارتفعت أعدادهن في عام 2003 إلي )7570( حالة وفي عام 2004 بلغت عدد حاالت الطالق )7787( حالة بنسبة % 16 من حاالت الضمان االجتماعي )دائرة التخطيط والمتابعة 6( : 2004 مما أوجد الضرورة إلى إجراء هذه الدراسة للحد من تزايد حاالت الطالق وما يترتب عليه من تفكك األسرة وانهيار كيانها وتعرض األبناء إلى التشرد واالنحراف باإلضافة إلى المعاناة من الكثير من المشكالت االجتماعية األخرى. وإزاء هذا فإن الدراسة الراهنة محاولة للتعرف على المشكالت واآلثار االجتماعية التي تعاني منها المرأة المطلقة وبنائها ومن ثم المجتمع والتعرف على دور المجتمع في تقديم صور الرعاية االجتماعية المناسبة في إطار أنظمة 138

174 وتشريعات وقوانين المجتمع. وتتمثل األهمية العلمية األساسية لهذه الدراسة في إثراء المعارف التي يتم التوصل إليها في الدراسات المتعلقة بالمرأة المطلقة في المجتمع العماني المعاصر من خالل التركيز علي أهم المشكالت االجتماعية التي تعاني منها نظرا لعدم وجود دراسات علمية تتناول أهم المشكالت االجتماعية التي تعاني منها المرأة المطلقة في محافظة مسقط حسب علم الباحثة. أما بالنسبة لألهمية العلمية والمجتمعية فإن نتائج الدراسة الراهنة يمكن أن تمد القائمين على أمر األسرة )المرأة والطفل( واالستفادة من نتائجها في رسم سياسة اجتماعية وقوانين واضحة لحد من انتشار ظاهرة الطالق في المجتمع. ثالثا - أهداف الدراسة: تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق العديد من األهداف وهي: 1. التعرف على أسباب انتشار ظاهرة الطالق في محافظة مسقط. 2. الوقوف على أهم المشكالت االجتماعية التي تعاني منها المرأة المطلقة. 3. التعرف على دور المجتمع في تقديم الرعاية االجتماعية المالئمة للمطلقات. 4. تقديم الحلول المقترحة لتفعيل خدمات الرعاية االجتماعية للمطلقات. رابعا - تساؤالت الدراسة: 1. ما أسباب انتشار ظاهرة الطالق في محافظة مسقط 2. ما أهم المشكالت االجتماعية التي تعاني منها المرأة المطلقة 3. ما صور الرعاية االجتماعية المقدمة للمرأة المطلقة في المجتمع 4. ما الحلول المقترحة لتفعيل خدمات الرعاية االجتماعية للمطلقات خامسا - مفاهيم الدراسة: 1. مفهوم الطالق : يرتبط مفهوم الطالق بمفاهيم ومصلحات متعددة ومن جانب تخصصات مختلفة سيتعرض لها البحث للتوصل إلى تعريف إجرائي للمفهوم منها. - الطالق في اللغة: حل القيد بطلقة ومنها طلقت األسير أو أطلقته. وفي عرف الفقهاء: الطالق هو رفع القيد فالزواج الصحيح في الحال أو المال بلفظ يفيد ذلك صراحة أو كتابة أو بما يقوم مقام اللفظ من الكتابة أو اإلشارة. )محمد ومحمد 31( : ويعرف الطالق اصطالحا: بأنه رفع القيد الثالث بالنكاح في المال أو المال بلفظ مخصوص والمراد بذلك هو ما يفيد عقد الزواج من ملك االستمتاع أو حلة ويرفع هذا القيد في المال بالطالق البائن ورفعة في المال يكون بالطالق الرجعي والمراد باللفظ المخصوص ما دل علي الطالق من األلفاظ الصريحة أو الكتابة )محمد 139

175 ومحمد.)31: الطالق شرعا : رفع قيد النكاح بلفظ مخصوص مشتق من مادة اطلق أو حل النكاح بلفظ الطالق. )سمارة )271 : والتعريف القانوني للطالق فهو : طريقة قانونية النحالل الزواج في حياة الزوجين أثر حكم قضائي يصدر بناءا علي طلب أحدهما أو كليهما لسبب من األسباب التى حددها القانون. )الجنابي 15( : أما التعريف االجتماعي للطالق فهو مرض اجتماعي خطير يعني تحطم الزواج والعائلة والروابط األساسية للمجتمع ويكون ثمنا للزواج الغير المرغوب وتعتبر النقيض التعيس للزواج. )الجنابي ( : ومن التعريفات السابقة يالحظ اختالف مفهوم الطالق حسب نقطة االنطالق والتخصص غير أن القاسم المشترك بينهم هو أن الطالق: انفصال الزوجين عند استحالة استمرار الحياة المشتركة بينهما وتختلف مدة االنفصال حسب درجة الطالق الذي يبدأ بطلقة واحدة وهو البينونة الصغرى وقد يصل إلى ثالث طلقات وهو البينونة الكبرى. )الصابوني 31( : 1983 ومن خالل تلك التعريفات يمكننا وضع تعريف إجرائي للطالق وهو: انفصال بين الزوجين أو فسخ عقد الزوجية محددا شرعا وقانونا يتم بطريقة موثقة أو غير موثقة وقد يحدث برضا أو من غير رضا الزوجة مما يتسبب في إيقاع المرأة في كثير من األضرار والمشكالت االجتماعية. 2- المرأة المطلقة : وتعرف المرأة المطلقة إجرائيا بأنها: كل امرأة انفصلت عن زوجها بعد فترة من الزواج وذلك نتيجة لتداخل الكثير من األسباب والعوامل التي أدت إلى وجود الخالفات المستمرة والتي بدورها أدت إلى الطالق الذي أدى إلى انفصال كال منهما عن اآلخر. فقد تستقل المرأة بمعيشتها عن أسرة التوجيه والعيش مع أطفالها معتمدة على نفسها أو على نفقة الحكومة أو العيش مع أسرتها معتمدة عليهم في المعيشة. 3- المشكالت االجتماعية : تعددت التعاريف التي تناولت المشكالت االجتماعية وذلك يرجع إلى اختالف التوجهات النظرية التي ينتمي إليها كل باحث وتعريف المشكلة االجتماعية: بأنها ذلك الوضع الذي ينجم عن وجود تفاوت بين الحالة المثلى التي يرغب فيها المجتمع وبين الحالة الواقعية له على أساس أن يكون لدى معظم أفراد المجتمع رغبة أكيدة في إزالة هذا التفاوت ويسعون فعال إلى إزالته وبشروط أن يكون أساس المشكلة اجتماعيا. )شكري واخرون 1993 : 9(. ويعرف روبرلتون Robertson المشكلة االجتماعية بأنها تمثل فجوة غير مرغوبة بين المثاليات االجتماعية المرغوبة والوقائع االجتماعي الكائنة فالمشكلة االجتماعية تعبر عن التباين بين الواقع ( ما هو كائن ) وبين المثالي )ما يجب أن يكون( )السمري وآخرون 22(. : 2004 كما يعرف Manis بأنها حالة اجتماعية يتم تحديدها وتعريفها من خالل البحث العلمي وهذا ما سنعرض له في هذا البحث الذي سوف يكشف عن أهم هذه المشكالت االجتماعية التي تعاني منها المرأة المطلقة في محافظة مسقط. ( السمري وآخرون 22( :

176 ويقصد بالمشكالت االجتماعية إجرائيا : بأنها جملة التحديات التي قد تحدث في نواحي الحياة الخاصة بالمرأة المطلقة وتمس واقعها كآثار مترتبة على الطالق من حيث اإلقامة واإلعالة وتغير األدوار والعالقات ومدى الشعور باالستقرار والتكيف االجتماعي ونظرة المجتمع لها فهي تمثل اضطرابا وتعطيل لسير األمور بطريقة مرغوبة كما يحددها خبراء المجتمع. سادسا - الدراسات السابقة : تعددت الدراسات العربية واألجنبية التي تناولت ظاهرة الطالق حيث ركز البعض منها لدراسة األسباب الرئيسية المؤدية للطالق ومخاطره وتقديم الحلول المقترحة للحد من هذه الظاهرة باإلضافة إلى عدد من الدراسات الفينومنولوجية إكلينيكية للوقاية والحد من انتشار وتفشي هذه الظاهرة في المجتمع العماني. ويمكن تلخيص حصيلة الدراسات التي تناولت ظاهرة الطالق في اآلتي: 1. اتفقت الدراسات السابقة سواء المحلية أو الخليجية أو العربية أو األجنبية على انتشار ظاهرة الطالق في مجتمعاتنا العربية والمجتمعات الغربية وتتعدد األسباب المؤدية للطالق باختالف ظروف كل أسرة. 2. سعت معظم الدراسات للكشف عن أوضاع المطلقات وحصر أعدادهن في المجتمع والتعرف على أوضاعهن بعد الطالق. 3. حاولت بعض الدراسات تناول مقترحات وأساليب إكلينيكية للحد من ظاهرة الطالق في المجتمع بصفة عامة. 4. تختلف هذه الدراسة عن الدراسات السابقة في جوانب تناول الدراسة حيث اهتمت بعض الدراسات بمجرد حصر إحصائيات أعداد المطلقات في المجتمع واألخرى بوصف أسباب ظاهرة الطالق بصفة عامة وتقديم الحلول المقترحة أو العالجية التي ال تنطبق مع طبيعة المجتمع بينما تركز هذه الدراسة في الكشف عن أهم المشكالت االجتماعية التي تعاني فيها المرأة المطلقة وبصفة خاصة في المجتمع الحضري المدني باإلضافة إلى التعرف على أهم األسباب والعوامل التي لعبت دورا كبير في الطالق كما تهتم بالكشف عن أهم الخدمات وبرامج الرعاية االجتماعية المقدمة للمرأة المطلقة ثم تقديم أهم المقترحات الالزمة لتفعيل تلك الخدمات والبرامج وفيما يلي عرضا موجزا ألهم الدراسات السابقة التي تناولت ظاهرة الطالق على المستوى المحلى واإلقليمي والعالمي والتي لها عالقة قريبة بموضوع هذا البحث. أوال - الدراسات السابقة المحلية ولعل أبرز هذه الدراسات : 1. دراسة ( دائرة الدراسات واإلحصاء بوزارة الشؤون االجتماعية والعمل في سلطنة عمان : 1991 بعنوان دراسة استطالعية حول الطالق ) توصلت الدراسة إلى مجموعة من األسباب المؤدية للطالق وأن % 81 من المطلقات هن في سن دون 17 سنة وانتهت إلى ضرورة إنشاء مكاتب للتوجيه األسري مع ضرورة تسجيل جميع حاالت الطالق في المجتمع لتوافر بيانات دقيقة تساعد على إجراء دراسات مستقبلية أكثر شمولية للظاهرة وقد اعتمدت الدراسة على المنهج االستطالعي التحليلي. 2. دراسة ( دائرة الدراسات واإلحصاء في وزارة الشؤون االجتماعية والعمل في سلطنة عمان : 1993 ) ركزت هذه الدراسة على المطلقات الالتي لديهن أبناء يحتاجون إلى نفقة من قبل الزوج معتمدة علي المنهج 141

177 االستطالعي وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من االقتراحات لتوعية المطلقات بحقوقهم وحقوق أبنائهن الشرعية واللجوء إلى المحاكم الشرعية التي تكفل لهن تلك الحقوق وضرورة تسجيل جميع الحاالت لتوفير المرجع الرسمي الدقيق عن حجم هذه الظاهرة وتطورها في المجتمع لما تشكل من خطورة على األسرة وتهدد كيان المجتمع باالندثار. ثانيا - الدراسات السابقة الخليجية : أجريت الكثير من الدراسات على مستوى الخليج العربي لعل أبرزها ما يلي : 1. دراسة )وزارة العمل والشؤون االجتماعية : 1990( بعنوان )) دراسة اجتماعيه إحصائية عن مشكالت الطالق في دولة اإلمارات (( ركزت هذه الدراسة على معرفة أوضاع المطلقات في دولة اإلمارات من حيث العمر عند الزواج والطالق والتعرف على المستوى التعليمي والواقع المعيشي للمرأة المطلقة والوضع األسري وأهم المشاكل التي تعانيها. 2. دراسة )فهد ثاقب الثاقب : 1992( بعنوان )) التكيف المعيشي للمرأة الكويتية بعد الطالق (( حيث هدفت الدراسة إلى التعرف على الوضع المعيشي للمرأة المطلقة وعالقته بمجموعة من المتغيرات كمكان اإلقامة والعمر الحالي للمطلقة وجود األبناء عدد سنوات الزواج والعمل ومستوى الدخل ومستوى التعليم عدد المقيمين مع المرأة والحالة المالية مقارنة بالمطلق. وأوضحت الدراسة أن الغالبية العظمي من المطلقات مقيمات مع أسرهن وأن هناك نسبة قليلة من المطلقات يتسلمن نفقة لألبناء وهذا راجع إلى جهل المطلقة بحقوقها القانونية. 3. دراسة )أمينة جابر : 1993( بعنوان )) ظاهرة الطالق في المجتمع القطري وعالقتها في ضوء التشريع اإلسالمي (( تهدف إلى التعرف على بناء األسرة القطرية والعوامل المؤثرة في تكوينها والتعرف على أهم أسباب الطالق في المجتمع والكشف عن أثرة في المجتمع القطري لتقديم العالج المناسب لهذه الظاهرة في ضوء الشريعة اإلسالمية للحد من انتشارها بين األسر القطرية. 4. دراسة )نضال حميد الموسوي : 1994( تحت عنوان )) اتجاهات المواطنين الكويتيين نحو الزواج الثاني للمرأة (( هدفت الدراسة إلى معرفة طبيعة اتجاهات المواطنين الكويتيين نحو الزواج الثاني للمرأة المطلقة واألرملة لتفسير بعض النتائج المترتبة على مشكالت اجتماعية مهمة مثل بعض مظاهر االنحراف االجتماعي حيث كشفت الدراسة عن تأييد المطلقات صغيرات السن للزواج الثاني بعد الطالق أكثر من األرامل وهذا ما يرتبط بثقافة المجتمع العربي التي ترى ضرورة أن تعيش المرأة األرملة حياة عفة وعزلة وتحافظ على أبنائها. 5. دراسة )فهد ثاقب الثاقب : 1996( بعنوان )) أسباب الطالق في المجتمع الكويتي(( هدفت الدراسة إلى معرفة األسباب الرئيسية للطالق في المجتمع الكويتي وتحليل مواقف المطلقات اتجاه تلك األسباب والنظر إلى عالقة تلك األسباب بعوامل اجتماعية وثقافية تتعلق بخلفيات المطلقين ولقد توصلت الدراسة بأن من أهم أسباب الطالق سواء المعاملة والفساد والخالفات مع أهل الزوج والمشاكل الجنسية ومشكالت تعدد الزوجات ومشكالت مادية ومشكالت نفسية حيث تظهر بعض هذه المشاكل في بداية الزواج وبعضها اآلخر في وقت متأخر من الزواج. ( مجلة العلوم االجتماعية : 1996 ) 142

178 6. دراسة )عبد الرازق فريد المالكي : 2001( بعنوان )) ظاهرة الطالق في دولة اإلمارات العربية المتحدة أسبابه واتجاهاته مخاطرة وحلوله (( هدفت الدراسة إلى التعرف على مشكلة الطالق من وجهة نظر النساء المطلقات ومن كافة الفئات االجتماعية المحيطة بالظاهرة للتعرف على أبعادها الحقيقية وإلقاء الضوء عليها ووضع المقترحات العلمية للحد منها. وقد استخدم الباحث منهج المسح االجتماعي بطريقة العينة العشوائية وأوضحت الدراسة أن حوالي % 50 من الخالفات الزوجية تظهر بعد إنجاب األطفال وأن الكثير من الخالفات كانت قد بدأت في فترة الحياة الزوجية األولى قبل اإلنجاب وأشارت الدراسة أن معظم أسباب الطالق تتصل بسوء العشرة والزواج الثاني وعدم اإلنفاق وغيرها أما أهم المشكالت التي تعاني منها المطلقة أهمها المشاكل المادية ومضايقة الوسط االجتماعي وأعباء رعاية األبناء. 7. دراسة رابح بودبابه بعنوان ))ظاهرة الطالق بين األسباب واآلثار باإلمارات العربية المتحدة نموذجا :.))2004 وتهدف هذه الدراسة إلى التعرف على ظاهرة الطالق من حيث األسباب واآلثار المرتبطة بها وتمكين المسئولين في المجال األسري على واقع تطور ظاهرة الطالق في المجتمع وتحديد األساليب الوقائية والعالجية لهذه الظاهرة ولقد توصلت الدراسة إلى ارتباط المشكالت االجتماعية ( التفكك األسري وظاهرة الطالق ) وأشارت الدراسة إلى بعض التوصيات للتخفيف من حدة انتشار ظاهرة الطالق منها إصدار قوانين رادعة لعملية الطالق. ثالثا - الدراسات السابقة العربية : 8. دارسة ( ماري عبد اهلل : 1983( بعنوان )) اإلدراك المتبادل للزوجين في العالقات الزوجية المتوترة دراسة فينومنولوجية إكلينيكية (( هدفت هذه الدراسة إلى معرفة اإلدراك المتبادل بين الزوجين كل على حده في العالقات الزوجية المتوترة بكافة أبعادها والمتمثلة في معرفة أسباب التوتر وطبيعة العالقة بين اإلدراكات المتبادلة المتوترة للتعرف على المتغيرات النفسية وراء هذا اإلدراك وقد توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج أبرزها أن التوتر المعاناة أمر موجود في كل العالقات الزوجية بنوعيات مختلفة وبدرجات متفاوتة ويرجع ذلك االختالف إلى نوع الضغوط واختالف البناء النفسي للزوجين وإدراكهم للتوتر. 9. دراسة ( أمل محمد يوسف : 2005( تناولت الدراسة ))األبعاد االجتماعية والثقافية لرؤية الرجل للمرأة(( حيث هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على رؤية الرجل للمرأة من حيث المجتمع المحلي الرؤية المعرفية للزواج والرؤية المعرفية للطالق وشملت وضعها بعد الطالق ونظرة المجتمع للمرأة المطلقة وإقامتها وعالقتها باآلخرين الرؤية المعرفية لعمل المرأة واستقاللها الرؤية المعرفية للصحة والمرض والوفاه ولقد توصلت الباحثة إلى مجموعة من النتائج المرتبطة بتلك المعارف الهامة للمرأة وبصفة خاصة المطلقة. رابعا - الدراسات األجنبية : 10. دراسة ( Daugherty : Bailey 2000 ) بعنوان )) اكتشاف نقاط القوة في الوساطة في أمور الطالق (( وهدفت إلى التعرف على دور السلطة التفويضية في الوساطة في أمور الطالق. أجريت العينة على 120 قضية طالق من محكمة األسرة في مقاطعة هاريس بتكساس تتكون من 61 حالة وساطة 59 متنازع عليها وقد استخدم الباحث منهج تحليل المضمون مع إجراء المقابلة مع سبعة من خبراء الوساطة األسرية وقد توصلت 143

179 الدراسة إلى مجموعة من النتائج منها أن نوع القضية التي تم التوسط فيها له أثر بالغ األهمية على تغير أمر التملك العادي وعلية فإن اذا كانت الوساطة سلطة تفويضية فإن الترتيبات المتعلقة بوصايا الزوجين سوف تتغير بشكل جذري من أمر الوصايا العادي عن تلك الخاصة بالزوجين المتنازعين الحاصلين على دعم. 11. دراسة ( دي جون :De Jong-Madelene 2003 ) بعنوان )) دراسة مقارنة حول الوساطة في أمور الطالق بجنوب أفريقيا (( هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على دور الوساطة في حل النزاعات األسرية وخاصة الطالق حيث ينظر إليه كمشكلة قانونية يجب معالجتها عن طريق المحاكم المتخصصة وينتج عن الطالق مشاكل اجتماعية عديدة وتوصلت الدراسة إلى أن الوساطة تلعب دور مهم في حل النزاعات األسرية في جنوب أفريقيا كما أن إتباع طريقة مبادئ عدم تبادل االتهامات لعبت اهتماما كبيرا في النظام الجديد لحل النزاع في قضايا الطالق وقد توصلت الدراسة إلى بعض التوصيات منها إنشاء محاكم عائلية يتم فيها توفير خدمة الوساطة عن طريق معاون كطرف ثالث للمساعدة في حل مشاكل الطالق. 12. دراسة ( ديبرا ديلب كاستالرو : 2004 ) بعنوان )) معنى الطالق للنساء في منتصف العمر بدون وجود أطفال (( هدفت هذه الدراسة إلى اختبار أثر الطالق على النساء الالتي في منتصف العمر وبدون أطفال ومدى قدرتهن على إعادة االندماج والتأقلم في مجتمعاتهن في ذلك العمر. سابعا - الموجهات النظرية للدراسة : تتعدد االتجاهات النظرية في دراسة األسرة ومشكالتها وفي هذا المجال سوف تعتمد الدراسة على تلك الموجهات التي تختص باالستقرار األسري كالبنائية الوظيفية التي تنطلق من فكرة تكامل األجزاء في كل واحد واالعتماد المتبادل بين العناصر وما بينهما من عالقة كما تهتم التفاعلية الرمزية بدراسة التفاعالت والديناميات واألدوار داخل األسرة وتسهم في شرح العديد من القضايا والمفاهيم المتعلقة بموضوع الدراسة. وبما أن األسرة نظام اجتماعي قد تأثرت بشكل مباشر أو غير مباشر بالتحوالت البنائية والثقافية والتكنولوجية التي عايشتها المجتمعات األوروبية خالل مرحلة التحول من النظام التقليدي إلى النظام الحديث ومن ثم تعرضت األسرة للعديد من المشاكل االجتماعية التي يجب التعرف عليها وتصنيفها لوضع الحلول المناسبة لمواجهتها ولذا أنبري الكثير من علماء االجتماع األوائل لدراسة المشكالت األسرية وعلى رأسها مشكلة الطالق (. الكبيسي ) 8 : 2001 ومن هذا المنطلق يمكن دراسة المشكلة من خالل عدة مداخل نظرية من أهمها ما يلي :.1 النظرية البنائية الوظيفية : The Structural Functional Theory تعد البنائية الوظيفية واحدة من أهم النماذج النظرية األساسية في علم االجتماع المعاصر حيث استمدت أصولها من المسلمات األساسية لالتجاه العضوي التي تنطلق من فكرة تكامل األجزاء في كل واحد واالعتماد المتبادل بين العناصر المختلفة للمجتمع لذلك فإن التغير في أحد األجزاء من شأنه أن يحدث تغيرات في األجزاء األخرى. ( Babbi ) : 1998 وتهتم النظرية البنائية الوظيفية بالطرق التي تحافظ بها على توازن عناصر البناء االجتماعي وأنماط 144

180 السلوك والتكامل والثبات النسبي للمجتمع أو الجماعات االجتماعية ( أحمد ) 210 : ولهذا تعتبر هذه النظرية من أحدث النظريات التي تهتم بدراسة األسرة كنسق حيث تتناول بالبحث والتحليل التكامل والترابط بين األسرة واألنساق االجتماعية األخرى في المجتمع وتعمل على تحليل أهم الوظائف التي تقوم بها األسرة كنسق في المجتمع الصناعي الحديث وتعتبر دراسة ( بارسونز ) للبناء الوظيفي لألسرة من أكبر وأشمل تطبيقات تلك النظرية. ( Schutz ) 9: 1976 وفي ضوء هذه النظرية عالج ( بارسونز ) وضع األسرة الحديثة في المجتمع من خالل دراسته لنسق األسرة األمريكية وفي هذا المجال يري ( بارسونز ) أن العزلة النسبية لألسرة الصغيرة مناسبة لمتطلبات المعيارية للنسق الصناعي الحديث ألن األسرة الصغيرة هي النمط الوحيد من أنماط األسرة التي تتالءم وتتكيف مع المجتمع الصناعي الحديث الذي يرتكز على القيم العالمية Unirewsalism واالنجاز الفردي كأساس للنسق الصناعي وهذا يتعارض مع قيم النسق األسري الممتد الذي يقوم على الخصوصية Particularism وعلى الملكية الوراثية. كما أن المالمح األساسية للنسق االقتصادي في المجتمع الصناعي )) الحراك الجغرافي ((. وقد أشار إلى أن وجود أي نسق قرابي أوسع من األسرة الصغيرة من شأنه أن يعوق الحراك الجغرافي لألفراد فاألسرة الصغيرة هي الوحيدة التي تساعد على وجود هذا الشكل من الحراك. ( Harriss ) 50 : 1977 ويؤكد ( بارسونز ) على وجود بعض األشخاص داخل األسرة النواة تأخذ األدوار القيادية Leadership ويحتل البعض اآلخر األدوار الثانوية Subordinate ويتضح هنا مسألة السيطرة والخضوع وبناء على ذلك ميز بارسونز بين ما أسماه برجل األفكار Ideasman والقائم على الثقافة Custodain of Culture حيث يقوم األول بأدوار خارجية تعمل على حل مشاكل البيئة الخارجية ويقوم الثاني بممارسة أدوار تعمل على حل التوترات والمشاكل الداخلية ( Morgan ) 27 : 1975 ويقصد بارسونز من خالل تقسيماته السابقة أن يوضح لنا شكل السلطة وتوزيع األدوار داخل األسرة النواة فاألم واألب هما القادة حيث يتحدد دورهما في إصدار التعاليم واألوامر من خالل عملية التنشئة االجتماعية وعلى األبناء ( ذكورا أو إناثا ) داخل األسرة أن يخضعوا لهذه التعاليم. وإذا كانت معالجة ( بارسونز ) ألدوار النوع تشكل صورة لتحليله الوظيفي فإن معالجته لعملية التنشئة االجتماعية تشكل صورة ثانية من مالمح اتجاهه الوظيفي في دراسة األسرة حيث يؤكد بارسونز وكذلك ويستون البار Westen Labarre على عالمية األسرة النواة من خالل قيامها بوظيفتين أساسيتين هما : التنشئة االجتماعية وتقليد األعضاء الجدد وتنصيبهم ألدوارهم األساسية وتكيفهم لمسئولياتهم من خالل تفاعلهم داخل األسرة النواة. ( Schulz ) 17 : 1976 وقد ناقش ( بارسونز ) فقدان األسرة لوظائفها حيث رأى أن هناك مجموعة من العوامل أدت إلى هذا التغير أهمها تلك التباينات التي حدثت في البناء االجتماعي ككل فالمجتمع الصناعي الحديث كما يري بارسونز أصبح يضم مؤسسات ومنظمات تقوم بانجاز أكثر من وظيفة في وقت واحد وأصبحت األسرة بالتالي تختص بالقليل من الوظائف فبعد أن كانت األسرة تمثل وحدة اقتصادية منتجة ومستهلكة في آن واحد باإلضافة إلى كونها وحدة إقامة أصبحت مع ظهور الثورة الصناعية والمعلوماتية مستهلكة فقط حيث خرجت وظيفة اإلنتاج من داخل األسرة لتنتقل إلى المصنع وقد اقتصرت وظائف األسرة كما يراها بارسونز على وظيفتين بارزتين التنشئة االجتماعية واالستقرار لألشخاص البالغين. ( تركية ) 50 :

181 حيث يري بارسونز أن األسرة هي الوحيدة التي تستطيع القيام بتنشئة الصغار وغرس القيام والمعتقدات كما يري أن على األسرة مواجهة أربع مشكالت أساسية هي : 1- التكيف: ويشير إلى ضرورة تكيف األسرة وتالئمها مع البيئة االجتماعية والطبيعية التي تعيش فيها. ( العمر ) 53 : تحقيق الهدف: يشير إلى الفهم والموافقة على أهداف األسرة ككل فجميع األنساق االجتماعية في حاجة إلى سبب للوجود وهذا يعني أن هناك أهدافا يريد األفراد تحقيقها. 3 التكامل: يشير إلى العالقة بين الوحدات أو األجزاء داخل النسق ووصف المجتمع المحلي بالنسق الفرعي بالنسبة للمجتمع الكبير. 4 خفض التوتر: وتتركز على أن الفرد يعاني من صراع الدور في األسرة من خالل مواجهة المتطلبات المختلفة إال أن األسرة تمتص التوتر وتعطي الوقت وتمنح االهتمام من داخل عملية التنشئة االجتماعية. ( تركية ) 53 :2004 وتنصب نظرية ( بارسونز ) أساسا على الفعل االجتماعي في عالقته بالبيئة واألنساق االجتماعية وفي تطبيق ( بارسونز ) لهذا االتجاه على دراسته للبناء الوظيفي لألسرة يبدأ تحليله بالتأكيد على أن نسق األسرة األمريكية نسق مفتوح يقوم فقط على العالقة الزوجية واألسرة النواة منعزلة عن الجماعات القرابية الواسعة ويرى أن الفرد هو عضو مشترك في أسرتين أسرة التوجيه وأسرة اإلنجاب والزواج. Harriss( 1977:50( ويرى )) ميردوك (( أن األسرة مؤسسة عالمية تقوم بمجموعة من الوظائف وهي : الوظيفة الجنسية الوظيفة االقتصادية وظيفة اإلنجاب الوظيفة التربوية. ( الخشاب ) 50 : 1985 أما )) وليم اجيران (( فيرى أن األسرة تقليديا تقوم بوظائف أساسية للمجتمع : تناسلية اقتصادية تربوية ترفيهية دينية ونفسية. كما يري )) بارسونز وبلير (( أن وظائف األسرة تقلصت إلى اثنين : - 1. التنشئة االجتماعية.. 2 االستقرار لألشخاص البالغين. ( تركية ) 14 : 2004 ويؤكد كثير من علماء االجتماع وعلى رأسهم )) أوجبرن (( أن األسرة أصابها التفكك نتيجة فقدها لكثير من وظائفها التقليدية التي انتقلت إلى أنساق أخرى في المجتمع مثل المدرسة والمصنع ودور الترفيه وغيرها إال أن رأيه هذا تعرض لكثير من النقد حيث أنه ال يقوم على دليل مادي فمن الخطأ التأكيد على المحتوى التقليدي والشكل المعين للوظائف بدال من النظر إليها باعتبارها وظائف نقص أداؤها بالنسبة لألسرة وليس هناك شك في أن األسرة فقدت كثيرا من وظائفها إال أن هذا الفقدان في واقع األمر ينطوي على تغير في الشكل وليس في المضمون. ( رشوان ) 140 : 1999 وبتطبيق هذه النظرية على الدراسة الحالية نرى أن هذه النظرية تركز على االهتمام بالعالقات الداخلية للنسق العائلي والطريقة التي تنتظم بها الوحدات االجتماعية والوظائف التي تقوم بها األسرة والخلل في أداء هذه الوظائف وما ينتج عنه من مشكالت داخل األسرة حيث تساعد هذه النظرية في فهم المشكالت 146

182 األسرية التي تؤدي في بعض األحيان إلى تفكك األسرة من خالل دراسة العوامل البنيوية التي تدفع الزوجين أو أي عضو في األسرة إلى ظهور الصراعات األسرية أو تدفع أحد الزوجين إلى طلب الطالق للتخلص من الحياة الزوجية. وتنطلق من تصور مؤداه أن التغيرات االقتصادية واالجتماعية التي طرأت على األسرة العمانية فرضت تغيرات في مجال القيم والمعايير التي تحكم العالقات األسرية وفعالية التحكم أو الحلول العرفية التي كانت سائدة في المجتمع التقليدي ومن ثم تزايدت صور المشكالت وظهور أشكال من الخالفات داخل األسرة العمانية بين الزوجين نتيجة للعديد من األسباب ولعل منها سهولة االتصال بين األفراد والتواصل المستمر عن طريق المحمول في ظل مجتمعات المعرفة. -2 التفاعلية الرمزية : Symbolic interactionism تعتبر النظرية التفاعلية أن الحياة االجتماعية وما تتضمنه من عمليات وظواهر هي شبكة معقدة من التفاعالت والعالقات بين األفراد والجماعات التي يتكون منها المجتمع فالحياة االجتماعية يمكن فهمها ومعرفة مظاهرها عن طريق النظر إلى التفاعالت التي تحدث بين أفرادها وهي التفاعالت ال يمكن أن تأخذ مكانها بدون األدوار التي يحتلها األفراد وهذه التفاعالت واألدوار لها تأثيرها على األفراد والجماعات ( الحسن ( 65 : 2005 وتعتبر التفاعلية الرمزية من أكثر االتجاهات استخداما في مجال علم االجتماع األسري خالل العشرين السنة الماضية وذلك نظرا ألن صغر حجم األسرة قد مكن من إجراء بحوث متعمقة وبكثرة على عمليات التفاعل داخل األسرة. ( الخشاب ) 53 : 1985 وتعتمد هذه النظرية على مقولة المعاني المشتركة أو االتفاق المشترك التي تجعل التفاعل بين األشخاص في المجتمع ممكنا وبالتالي يرتكز هذا المدخل على دراسة عمليات التنشئة االجتماعية التي يكتسب الفرد من خاللها المعاني المشتركة في األسرة وفي المجتمع بحيث يطور شخصية اجتماعية تجعله قادرا على القيام بأدواره االجتماعية بنجاح )حلمي ) : وبالتالي فإن التفاعل الرمزي في األسرة يشير إلى التفاعل والعالقات الشخصية بين الزوج والزوجة وأوالدهما. كما تنطلق هذه النظرية من عدة مفاهيم أساسية أهمها : 1 مفهوم التفاعل االجتماعي : هو عبارة عن عالقات ذات سمات خاصة ومحددة بين أفراد األسرة هي وضع معاش ومتغير ونام ( الخشاب ) 57 : 1985 كما يتضمن التفاعل االجتماعي مجموعة كاملة من العمليات التي تحدث بين األفراد ومن خاللهم فقد حدد «جورج هربرت ميد «مستويين للتفاعل االجتماعي في المجتمع اإلنساني المحادثة باإلشارة واستخدام رموز لها داللة. وقد أطلق»بلومر«على المستوى األول : التفاعل غير الرمزي والمستوى الثاني : التفاعل الرمزي ويندمج األفراد في الحياة بوجه عام أو في الزواج واألسرة بصفة خاصة في تفاعل غير رمزي حيث يستجيبون في الحال لحركات اآلخرين وتعبيراتهم ولكن كثير من تفاعالتهم تكون على المستوى الرمزي عندما يحاولون فهم معنى فعل كل منهم. ( الخولي 2002 ) 154 : ويركز هذا االتجاه على دراسة العالقات المتبادلة بين الزوجين وبين أبنائهما فهو ينظر إلى األسرة على أنها وحدة مكونة من شخصيات متفاعلة ألن الشخصية في نظر أصحاب هذا االتجاه ليست كيانا ثابتا بل هي مفهوم دينامي قابلة للتغير والتجديد ( حلمى ) : 147

183 كما تهتم أيضا بتفسير كيفية انضباط أعضاء األسرة عن طريق الجماعات األسرية باإلضافة إلى تفسير التفاعالت والمعاني المشتركة التي تعتبر لب السلوك الزواجي األسري فالتفاعلية الرمزية تفسر األسرة من خالل عمليات التفاعل التي تظهر من خالل أداء الدور وعالقات المكانة ومشكالت االمتثال ومتخذي القرارات وعمليات التنشئة فالتركيز هنا يكون على األسرة كعملية وليس كوحدة ثابتة. ( زايتلين 1998 ) 27 : وإذا كان هذا االتجاه يركز على دراسة العمليات الداخلية لألسرة ويحدد وحدة الدراسة الالزمة للتعرف على العالقات الدينامية بين الزوج والزوجة واألبناء تحت مصطلح الحاجات Needs وأنماط السلوك Behavior Patterns وعمليات التكيف Adjust ment فإنه أيضا يفيد في فهم العالقة بين األسرة والمجتمع ألنه يركز على عملية التفاعل الحادث داخل األسرة وربطها بالتفاعل االجتماعي الذي يحدث في البناء االجتماعي فاألسرة محددة بنمط الحياة السائدة في المجتمع. ( المسلمى (. 42 : 2002 باإلضافة إلى ذلك يعد هذا االتجاه مرجعا رئيسيا لكثير من األبحاث التي تهتم باألشخاص داخل محيط األسرة وهو األمر الذي أدى إلى توجيه كبير إلى عالقات الزوج بالزوجة واآلباء باألبناء واألدوار والقواعد التي تحكمها والموقف الزواجي. ومن الواضح أن هذه النظرية ال تقتصر فقط على دراسة األدوار وإنما تتناول أيضا بعض المشاكل والقضايا المتعلقة بالمركز وعالقات المركز الداخلية التي تصبح أساس أنماط السلطة وعمليات االتصال والصراع وحل المشاكل واتخاذ القرارات والعديد من المظاهر الناتجة عن تفاعل أفراد األسرة باإلضافة إلى دراسة العمليات المتعددة التي تبدأ بالزواج وتنتهي بالطالق الناتج لعدد من األسباب ولعل أبرزها الطالق الذي بدأ ينتشر ويظهر مع انتشار وسائل االتصال المختلفة ومن أهمها المحمول التي بدأت استخدامه بطرية سيئة تشكل تهديدا لتفكك األسرة حيث أصبح أحد األدوات الفاعلة والسريعة التي عن طريقها يحل رباط الزوجية وذلك برسالة قصيرة ( SMS ) تقول للزوجة»أنتي طالق«دون إرسال أية أوراق رسمية. ( مجلة أون الين ) 25 : 2001 المبحث الثاني المشكالت التي تواجه المرأة المطلقة في ظل مجتمع المعرفة مقدمة : تأثر النظام األسري بالتحوالت االقتصادية واالجتماعية والتكنولوجية والمعرفية المتالحقة التي تمر بها مجتمعات العالم منذ الثورة الصناعية فمنذ ذلك الوقت واألسرة في حالة تغير مستمر بصورة أثرت على العالقات الزوجية واألبوية وعلى شبكة العالقات القرابية وبذلك أصبح الطالق نتاج تاريخي لما يحدث في المجتمع من تحوالت في األنساق الكبرى التي ستتبعه بالضرورة تأثير على األنساق الصغرى خاصة األسرة. فمنذ القدم وحتى منتصف القرن العشرين يعد الزواج رابطة وعالقة قوية بين الزوجين ال تنفصم إال بالموت وكان الطالق في المجتمعات اإلسالمية يعد وصمة اجتماعية فعلى الرغم من أن الطالق )) أبغض الحالل عند اهلل (( إال أن اإلسالم أباحه ألنه دين مشرع للحياة الواقعية إذ يكون الطالق في بعض الحاالت ضرورة لتحقيق االستقرار األسري. ( حلمي ) 235 :

184 ويحدث الطالق عندما تشتد حدة الخالفات بين الزوجين وتصل إلى مرحلة ال يمكن احتواء األزمة وإعادة االستقرار إلى األسرة. وقد وازن اإلسالم بين حق الزوج في فهم عالقته بزوجته وبين حقها في فهم هذه العالقة ولم يلزم أيا منهما بالعيش مع اآلخر على كره ( حلمي 46( : 1997 إن تغير القيم والمعاير المرتبطة بالطالق يرجع للتغيرات التي طرأت على المجتمعات بصورة متفاوتة نتيجة للتقدم التكنولوجي وتعدد األنظمة االقتصادية وظهرت المجتمعات الصناعية المتقدمة وكما ظهرت المجتمعات النامية والمتخلفة طبقا لمستوى التصنيع بها وعمليات التنمية االقتصادية واالجتماعية. وقد صاحب ذلك تغييرا كبيرا في أنماط السلوك نتيجة لسيطرة العلمانية وانتشار مفاهيم جديدة مثل الحرية والفردية والمنفعة الشخصية مما أدى إلى ضعف الضغوط االجتماعية وأصبح الفرد حرا في تغيير دينه ومعتقداته وقيمه. وكما انهارت القيم الدينية ( أمام القيم المادية ) انهارت الطبيعة القدسية للزواج وأصبح بصبغة مادية تركز على أن السعادة الشخصية هي الهدف األساسي من العالقة الزوجية القابلة للحل إذا لم يتحقق هذا الهدف. وقد عرفت المجتمعات البدائية الطالق كما عرفته المجتمعات الحديثة كما أن المجتمعات على اختالف عقيدتها وقيمها وضعت قيودا معينة إلباحة الطالق وهو حل لرابطة الزوجية وإنهاء عقد الزواج وفقا إلجراءات قانونية يقرها الدين والمجتمع. ومن هذا المنطلق يمكن أن نعرف الطالق فيما يلي : أوال- تعريف الطالق : الطالق في اللغة هو ( رفع قيد النكاح ) وفي اصطالح الفقهاء ( رفع قيد النكاح في الحال أو المال (. والطالق بناء على هذا التعريف ينقسم إلى قسمين : قسم يرفع النكاح في الحال و هو الطالق البائن فمجرد صدوره يرفع النكاح في الحال فال تحل المطلقة لمطلقها إال بعقد ومهر جديدين سواء انتهت العدة أم لم تنته. والقسم الثاني يرفع النكاح في المال وهو الطالق الرجعي. فالنكاح في الطالق الرجعي ال يرفع بمجرد صدور ما يدل عليه بل ال يرتفع إال بانتهاء عدة المطلقة أما أثناء العدة فيظل قائما وله أن يراجعها وتحتسب طلقة من عدد الطلقات. ( محجوب ) 337 : 1983 وأعتبر اإلسالم الطالق حسب الحديث النبوي الشريف )) أبغض الحالل إلى اهلل (( إال أن اإلسالم أباحه ألنه دين يشرع الحياة الواقعية والتوافق الزواجي. ولقد تضمن القرآن الكريم دستورا كامال لفصم العالقات الزوجية وتنظيما لما يترتب على كل طالق من حقوق وواجبات بالنسبة لكل من الزوج والزوجة واألبناء. فالقرآن الكريم يتضمن أحكاما شرعية تكفل لكل فرد حقه سواء في ظل الزوج أو في ظل الطالق. فمن آياته ما تحث الزوجين على تحمل مسؤولية المعاشرة واإلمساك ومشقة التسريح والتحرير حتى إذا استنفذت وسائل التوفيق بين الزوجين فإنه يلجأ إلى الطالق من جانب الزوج أو إلى طلب التطليق ( من جانب الزوجة بصفة خاصة ). قال تعالي : )) الطالق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان(( ( سورة البقرة اآلية ) 229 وقال تعالي )) وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين (( ( سورة البقرة اآلية ) 241. ولقد أقر اإلسالم أن لكل من الزوجين حق التفريق كما أن القاضي يملك هذا الحق أيضا عن طريق فسخ 149

185 النكاح بناءا على طلب أحدهما فكل من الزوجين يملك حق الطالق بشروط معينة. والطالق في ظل اإلسالم : استمرار في القيام بالواجبات مقابل التمتع بالحقوق الشرعية والشخصية إذ يجب االلتزام بأحكام النفقة والحضانة والرضاع وغيرها من األمور المادية إلى جانب االلتزام العاطفي واالجتماعي من جانب األبوين المطلقين ألبنائهما. ( حلمي ) 244 : 1990 ويتم الطالق في اإلسالم على مراحل وذلك لمحاولة التوفيق بين الزوجين المتخالفين فهو»رجعي«يتيح الفرصة إلحياء ما أندثر من عاطفة بين الزوجين ثم هو»بائن«تنفصم معه الرابطة الزوجية وبعدها يصبح الطالق عالج يقي المجتمع من مشاكل عدم التوفيق بين الزوجات واألزواج سواء في األمزجة أو العقول أو الماديات أو الثقافات التي تنوعت وتعددت مع تعدد مصادر المعرفة والعلم والتكنولوجيا. بقاء العالقة الزوجية أو انفصالها ال يرتبط فقط بالتأثير الشرعي الشى منهما بل البد وأن يقرره الطرفان فإذا استطاعا أن يحالن بمفردهما الخالفات بينهما أو بواسطة الحكمين استمرت العالقة الزوجية أما إذا لم يستطيعا حل الخالفات بينهما وتنافرت القلوب فال بد من اختيار واحد من األمور الثالثة التالية : أ البقاء مع النفرة فيعيشان معا وهذا ليس في صالح الزوجين واألبناء والمجتمع. ب الفراق الجسدي والزوجة قائمة فتصير المرأة كالمعلقة. ج الطالق برفع قيد الزواج, وهو حق يملكه الرجل دون اللجوء للقضاء, ويمكن للمرأة أن تملك الحق في طلب التفريق إذا نفرت من زوجها أو ثبت أنه يؤذيها. ( أبو زهرة: 1960 السيوطي: ) 1971 ويمكن الحكم للزوجة بالطالق في أربع حاالت يتحقق القاضي من ثبوت صدقها, الضرر وسوء العشرة والعبث وغياب الزوج لمدة تزيد عن السنة بغير عذر مقبول وال يعرف له وجهة وعدم إنفاق الزوجة سواء كان مؤسرا أو معسرا التفريق لحبس الزوج كما يحاول القاضي التوفيق بين الزوجين أو يختار حكما من أهلها وحكما من أهله على أن يأخذ بقرار في النهاية. ( محجوب 443 : 1983 قانون األحوال الشخصية 1997 ) : وقد حدد اإلسالم ثالثة أنواع رئيسية من الطالق : الطالق الرجعي والطالق البائن بينونة صغرى والطالق البائن بينونة كبرى ويمكن أن ينتهي النوعان األول والثاني إلى النوع الثالث ذلك سواء إذا وقع الطالق أكثر من مرتين سواء كان رجعيا أو بائنا بينونة صغري وفيما يلي شرح مبسط ألنواع الطالق الثالث : 1 الطالق الرجعي : وهو الذي يملك الزوج بعدة أعادة المطلقة إلى عش الزوجية من غير حاجة إلى عقد جديد مادامت في العدة برضاها أو بدون رضاها )التيواجني ) 225 : 1998 حيث يتيح الفرصة إلحياء ما اندثر من عاطفة بين الزوجين. ( شكري وآخرون ) 217 : الطالق البائن : الطالق البائن بينونة صغرى : وهو طالق غير المدخول بها وطالق المدخول بها مقابل عوض تفتدي به نفسها وجعله البعض من الطالق الذي يتم بعد تدخل القاضي )التيواجني ( : وهو الطالق الذي ال يستطيع فيه الرجل أن يعيد مطلقته إال بعد عقد ومهر جديدين ويمكن أن يتم في حالة الطالق الرجعي إذا لم يرد الزوج زوجته قبل انقضاء العدة. ( شكري وآخرون ) 217 :

186 الطالق البائن بينونة كبرى : وهو الطالق المكمل للثالث أو المقترن بعدد الثالث وتتبع الطلقة األولى والثانية محاوالت لإلصالح والتوفيق وتسوية الخالفات ثم تعقبه بالطلقة الثالثة فتصبح الزوجة محرمة على زوجها إال بمحلل. )شلبي 51( 1988: طالق الخلع : وهو الطالق الذي يتم بموافقة الزوجين مقابل عوض تلتزم به الزوجة. )التيواجني : ) 263 وتوجد أنواع من الطالق يبطل فيها الطالق مثل طالق السكران والكره على الطالق والطالق في الحيض. ( أبو زهرة )210 :1960 أما الدراسات السوسيولوجية للطالق فترى أن هناك مجموعة من المتغيرات االجتماعية والثقافية والمعرفية ذات عالقة مباشرة بظاهرة الطالق في المجتمع وهي : 1 التغير التكنولوجي والمعرفي. 2 التغير في مستوى المهنة. 3 التغير في مستوى التعليم. 4 التغير في مكانة المرأة ( تعلمها وعملها ). لقد صاحب التطور التكنولوجي والمعرفي تطور المدن األمر الذي أدي إلى إحداث تغيرات مصاحبة على نسق األسرة العصرية التي أخذت تتغير نتيجة لتفكك المجتمع الكبير فالتكنولوجيا الحديثة غيرت من وظائف األسرة الحديثة فبعد أن كانت منتجة أصبحت مستهلكة مما أدى إلى االبتعاد عن المشاركة في الحياة الجماعية لألسرة وأدت التكنولوجية إلى توفير حاجات األفراد دون الحاجة إلى االعتماد على األسرة في توفيرها وبالتالي أستطاع الكثير من األزواج متحملون الوحدة بدال من أن يكون مسئوال عن زوجة وأوالد. ومن المحتمل في ضوء هذه التغيرات ضعف الروابط األسرية وظهور المشاكل والتوتر في جو األسرة مما يؤثر على تماسكها وتكون نهاية األسرة الطالق )الجنابي : 59(. ولقد حاول علماء االجتماع : أيضا دراسة ما يقال عن سوء التنظيم االجتماعي الذي أحدثه التصنيع على نسق األسرة نتيجة النتشار مبدأ الحرية الشخصية والفردية وغيرها من المفاهيم التي تركز على الذات فحسب وال تركز على الغير أو التضحية من أجل اآلخرين. وعلى الرغم من أن معظم البحوث الغربية أبدت العالقة بين التصنيع وارتفاع معدالت الطالق في المجتمعات الغربية الصناعية. Good( Chester : )1973 Burr 1977 إال أن البحوث الحديثة أخذت تهتم بدراسة عوامل أخرى للطالق ترتبط بالتغيرات االجتماعية واالقتصادية التي يتعرض لها المجتمع ومن أهمها التغير في مستوى التعليم واالستقالل االقتصادي للمرأة حيث أدي ارتفاع مستوى التعليم بين األفراد إلى التقليل من ظاهرة الطالق ويرجع ذلك إلى النضج الفكري لدي األفراد المتعلمين وتقيمهم الصحيح للزواج باإلضافة إلى تأخر سن الزواج بين الرجال المتعلمين بسبب مراحل التعليم المختلفة مما يؤثر على النضج العاطفي للزوجين وكذلك على اختيار الشريك المناسب. كما أن المرأة تشارك الرجل في الوقت الحالي في الحياة االقتصادية والتربوية والسياسية مما أدى إلى أحداث تغيرات في مركزها االجتماعي على مستوى األسرة والمجتمع األمر الذي جعلها ال تتحمل زواجا ال تتوفر فيه عوامل 151

187 االطمئنان فتسارع بإنهاء مثل هذا الزواج بطلب الطالق ( الخلع ). ( الجنابي 1993 ) 69 : هذا في حالة المرأة العاملة أما في حالة عدم االستقالل االقتصادي للمرأة وخاصة المرأة غير العاملة في المجتمعات الفقيرة والنامية جعلها ذلك في حاجة ماسة إلى من يعولها وبالتالي يتدخل الزوج في شؤونها ويفرض آرائه وقراراته عليها أما في األسرة الممتدة فنجد الطالق يعتبر أحد العناصر التنظيمية المتضمنة في النسق القرابي.) حلمي 1990 : 249( وبصفة عامة لقد طرأ تغير ملموس على مكانة المرأة العربية في النصف الثاني من القرن العشرين فحصلت على بعض الحقوق المساوية للرجل في بعض المجاالت وبصفة خاصة في مجال التعليم والعمل ولقد أظهرت المرأة العربية قدرة فائقة في مجال التعليم والصحة والتنمية االجتماعية وقد حصلت في بعض المجتمعات العربية على حق االنتخاب والتصويت وغيرها من االمتيازات التي أعطت المرأة العربية حق التعبير عن نفسها وإرادتها. ولم يكن المجتمع العربي متفضال بذلك على المرأة بل ان ذلك جزء من االمتيازات التي منحها اإلسالم لها )المسلمي 2002 : 250(. ولقد كرم اإلسالم المرأة وجعلها شريكة الرجل في بناء األسرة وإدارتها وساواها بالرجل في الحقوق القانونية واإلنسانية إال أن جهل المرأة العربية وعزلتها )وهما جزء من جهل المجتمع ككل وعزلته( جعل سلطة الرجل عليها أقرب إلى التحكم فإن تحررها من هذا الجهل والعزلة جدير بوضعها في المرتبة التي رفعها إليها اإلسالم دون حاجة إلى إظهار التمرد والعداوة وحين فضل اإلسالم الرجل على المرأة في بعض الحقوق المالية ( كزيادة نصيبه في األرض وحق الوالية عليها ) كان راجعا لما تقتضيه الظروف االجتماعية والسياسية واالقتصادية التي استحدثت في اإلسالم. ولقد وازن اإلسالم بين حق الزوج في إنهاء عالقته بزوجته وبين حقها في إنهاء هذه العالقة ولم يلزمها بالعيش مع زوجها على كره كما هو حالها في حكم التوراة واإلنجيل مما يدل على مراعاة اإلسالم لحرية المرأة وصون لكرامتها. ومن هذا المنطلق يجب أن يبدأ علماء االجتماع العرب بدراسة األسرة ودراسة الطالق باعتباره يضع حدا لمشكالت أسرية طال أمدها حاول خاللها الزوجان إصالح ما بينهما من فشل. وهذا يقودنا إلى تحديد أسباب الطالق في األسرة : ثانيا - أسباب الطالق : إن سرعة التغير الذي تمر به المجتمعات في الوقت الحاضر قد أزال الحواجز بين اليوم والغد مما ترتب عليه الكثير من المشكالت التي تعانيها األسرة نتيجة للكثير من األسباب المؤدية إلى وقوع الطالق وتختلف هذه األسباب باختالف المجتمع وظروفه كما أنها تختلف من أسرة إلى أخرى وقد يحدث الطالق نتيجة لعدم التكافؤ بين الزوجين أو النعدام الثقة بينهما أو كثرة الشكوك والشجار الدائم وسوء المعاملة وعدم التفاهم وقد يحدث نتيجة الخيانة الزوجية أو نتيجة لسجن أحد الزوجين.)سالمة 127( : 1987 وبذلك فانه يكون وسيلة إلنهاء الزواج غير الناجح ومعروف أن الطالق رغم إباحته فانه يجب أن يكون آخر حل حين يستحيل استمرار الحياة الزوجية فهو أبغض الحالل عند اهلل )عبد المعطي :297( 1993 وعلى الرغم من أن الطالق هو الحل الناجح لزواج فاشل فانه عامل مثير لكثير من االضطرابات والمشاكل النفسية لدى المرأة واألبناء من األطفال والمراهقين إذ ينطوي على الحل والمشكلة في آن واحد ومن الصعب إيجاد 152

188 توازن بين هاتين النتيجتين المتضاربتين. (,Wallerstein 1984: ) 267 ثالثا - المشكالت االجتماعية التي تواجة المرأة المطلقة في ظل مجتمع المعرفة : 1- تواجه المرأة المطلقة الكثير من المشكالت االجتماعية الناتجة عن الطالق سواء كان ذلك عليها أو على أبنائها فالطالق له أثار سلبية كبيرة على المطلقين وعلى أوالدهم وعلى المجتمع بأكمله ومن ذلك يتضح أن للطالق مشكالت اجتماعية عديدة تقع على أربع فئات أولها : المرأة المطلقة واألبناء والزوج والمجتمع. ومع ذلك تختلف المشكالت التي يعانيها كل منهم ولعل أكثر هذه الفئات تضررا من الطالق ومعاناة للمشاكل هي المرأة المطلقة وذلك الن أقرب الناس ينظر إليها نظرة الخطأ والجريمة واعتبار كل خطواتها محسوبة عليها مما يؤدي إلى انطوائها وعزلتها عن العالم الخارجي وال تهتم بما يدور حولها وتنفتح على المجتمع بطريقة غير عادية قد تؤدي بها إلى الشعور بالذل وهذا في حد ذاته مشكلة. ( شكري وآخرون 1993: ) من أبراز المشكالت األخرى التي تعانيها المطلقة المشكالت المادية وشعورها بالعوز المالي الذي كان يقوم به الزوج أثناء قيام الزوجية مما يؤدي إلى انخفاض مستوى معيشتها بنسبة % 73 ( عمر 233( : 1994 ونتيجة لذلك تتأثر نفسية المطلقة فتعاني من االنطواء على النفس والعزلة نتيجة لكالم الناس مثال غير أن اآلثار االجتماعية أكبر من ذلك فقد تتعرض المرأة المطلقة لموضوع عالمة استفهام حولها : لماذا طلقت وما هو السبب والسؤال الدائم لها عن خروجها من المنزل ألي سبب كان مما يقيد حريتها وقد أكدت دراسة ميدانية في األردن أن أكثر من % 90 من المطلقات عدن إلى منازل أهلهن بعد الطالق مما شكل عبئنا أخر علي ذويهن. ( مركز الدراسات النسوية ) 29 : قلة الفرصة المتوفرة لديها من الزواج مرة أخرى العتبارات اجتماعية متوارثة من جيل إلى أخر حيث تكون فرصتها الوحيدة في الزواج من رجل أرمل أو مطلق أو مسن وبناء عليه فان مستقبلها غير واضح ومظلم فتعود بعد الطالق حاملة جراحها وكون المجتمعات التقليدية ولألسف وليس الدين طبعا تعتبرها الجنس األضعف فإن معاناتها النفسية تكون أكبر إذا أنها بحكم التنشئة االجتماعية واقتناعها أن الزواج ضرورة اجتماعية البد منها ألنها ( السترة ) بالمفهوم التقليدي فإنها بطالقها تفقدها وتصبح عرضة ألطماع الناس ولالتهام باالنحرافات األخالقية نظرا للظن بعدم وجود الحاجز الجنسي الفسيولوجي ( العذرية ) الذي يمنعها من ذلك. ( مركز الدراسات النسوية ) 30 : نظرة المجتمع إلى المطلقة هي نظرة فيها ريبة وشك في سلوكها وتصرفاتها مما تشعر معه بالذنب والفشل العاطفي والجنسي وخيبة األمل واإلحباط مما يزيدها تعقيدا ويؤخر تكيفها مع واقعها الحالي فرجوعها إذن إلى أهلها وبعد أن ظنوا أنهم ستروها بزواجها وصدمتهم بعودتها موسومة بلقب «مطلقة «الرديف المباشر لكلمة «العار «عندهم وأنهم سيتنصلون من مسئولية أطفالها وتربيتهم وأنهم يلفظونهم خارجا مما يرغم األم في كثير من األحيان على التخلي عن حقها في رعايتهم إذا لم تكن عاملة أو ليس لها مصدر مادي كاف ألن ذلك يثقل كاهلها ويزيد معاناتها أما إذا كانت عاملة تحتك بالجنس اآلخر أو حاملة ألفكار تحررية فتلوكها ألسنة السوء فتكون المراقبة والحراسة أشد وأكثر إيالما. ( مركز الدراسات النسوية 1992 ) 31 : 153

189 5 وتعاني المرأة المطلقة التي تعيش بعيد عن أطفالها محرومة منهم شبح الوحدة والعزلة كما يعاني األطفال أنفسهم من الكثير من المشكالت الناتجة عن بعد األم حيث يجمع العلم التربوي الحديث على أهمية األبوين ودورهما في عملية التنشئة االجتماعية لألبناء وخاصة دور األم الرئيسي في التنشئة المبكرة وإبراز دورها في السنوات األولي من حياته كنقطة انطالق لنموه وتطوره جسديا وفكريا. )عمر 1994 : 234( 6 يؤثر الطالق على صحة األبناء النفسية والجسدية خصوصا إذا كانوا في سن الخامسة أو السادسة أو أكثر نتيجة لعدم اهتمام والديهم وبصفة خاصة األم لهم في خضم المشاكل العائلية بينهما وعدم إشراف والدهم الذي ال يشاهدهم إال عن طريق مركز الشرطة أو عن طريق القضاء أو أحد المؤسسات االجتماعية مما يؤدي إلى انخفاض معنويات األطفال فيواجه ذلك بالبكاء ويعيش حياة كلها توتر وقلق واضطراب ويتعطشون للمحبة والحنان والرعاية فضال عن الحاجة المادية التي تزيد نسبتها مع كبر سنهم نظرا لفقدان تجمع األب واألم معا. ولقد أجريت العديد من الدراسات حول األثر النفسي للطالق الوالدي على األبناء وجميعها توصلت إلى أن هناك العديد من المشكالت الناتجة عن الطالق على نفسية األبناء ولعل أبرزها ما يلي : 1 زيادة االستعداد للقلق عند المراهقين الذين انفصل والداهم بالطالق وذلك يرجع إلى تعرضهم إلى ظروف قاسية في طفولتهم بسبب عدم االنسجام األسري وسوء العالقة بين الوالدين التي انتهت بالطالق. ( مرسي ) 283 : وهناك مجموعة أخري من الدراسات توصلت إلى أن الطالق الوالدي ينتج عنه الكثير من المشكالت النفسية لدى األبناء ال يمكن تجاهلها وأن النتائج القاسية للضغط الناتج عن الطالق يمكن أن يظهر في شكل مجموعة من االضطرابات البدنية واالنفعالية. ( Rathod ) 283 : زيادة معدل التأخر الدراسي وتدهور السلوك االجتماعي والخلقي بين أبناء المطلقين وظهور ميل شديد إلى العزلة واالنطواء وأعراض اكتئابية باإلضافة إلى كثرة الحساسية للقبول االجتماعي وأقل قدرة على ضبط النفس والشعور بالنقص الشديد. ( Wilson ) 203 : يؤدي الطالق إلى ظهور الكثير من األمراض النفسية الخطيرة التي سبق ذكرها فكذلك الخالفات األسرية تؤدي إلى ظهور مشاكل صحية متعددة باإلضافة إلى بعض المشاكل السلوكية لدى األطفال مثل السرقة والجريمة واالنحراف ( Gottman1998:196 ). لذا على الزوجين محاولة تخطى جميع صور الخالفات والنزاع من أجل المحافظة على األسرة وإذا تفاقمت النزاعات فينبغي أن يكونان أكثر واقعية في تربية األبناء. رابعا - المشكالت الواقعة على المجتمع نتيجة الطالق : إن الطالق بخلوه من اآلداب التي حددها اإلسالم عند وقوعه حتما به ضرر على المجتمع بأسره ألن المجتمع يتكون من أسر مترابطة تكون نسيجه فانحالل وتفكك هذه األسر يسبب اضطرابات اجتماعية يعاني منها المجتمع ومن أمثلة ذلك : 1 في انحالل الزواج وسيلة لزرع الكراهية والنزاع والمشاجرة بين أفراد المجتمع فيجر وراءه أقارب كل طرف في خصام وتقاضي واقتتال مما يسبب مشاحنات وعدم استقرار في المجتمع وبدال من أن يعمل األهل واألقارب 154

190 إلصالح ذات البين والصلح بينهما يصبحا مصدرا للخصام واالنحياز والتعصب المؤدي إلى زعزعة واستقرار المجتمع يقول اهلل تعالي )) وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصالحا يوفق اهلل بينهما (( ( سورة النساء اآلية ) األحداث الناتجة عن الطالق تؤثر في شخصية الرجل وما ينتابه من هموم وأفكار وأعباء مالية قد تجره إلى تصرفات تضر بمصلحة المجتمع وعدم أداء عمله على أكمل وجه وقد تجره التخاذ سلوك نحو الجريمة كالسرقة واالحتيال وغير ذلك وهذه الهموم واآلالم قد تنتاب المرأة أيضا مما يجعلها تفكر بأية طريق للحصول على وسيلة للعيش وقد تسلك طرقا منحرفة وغير سوية مما يؤثر سلبا على المجتمع. 3 في تشرد األوالد وعدم رعايتهم واالهتمام بهم نتيجة غياب األب وتفكك األسرة وعدم اهتمام األم يجعلهم يتجهون إلى سلوك غير سوي فتكثر جرائم األحداث ويتزعزع األمن في المجتمع ويزداد معدل انحراف األحداث والتخلف الدراسي وزيادة األمراض النفسية بين األطفال والكبار أيضا. وألجل هذه اآلثار الناتجة عن الطالق يجب أن يدرك كل فرد في المجتمع أن الطالق إذا خرج عن المفهوم والغرض الذي أباحه اهلل سبحانه وتعالى له واعتبره أبغض الحالل إليه فإنه سيوصل المجتمع إلى مهاوي الردى ألن اهلل سبحانه وتعالى يريد الحياة السعيدة والمستمرة والمستقرة لألسر اإلسالمية وفي إباحته للطالق إنما يقصد إلى السعادة لألسرة اإلسالمية ولكن إذا سار الطالق نحو الهدف الذي وضع من أجله وليس على التدمير واالنحالل. والطالق من وجهة نظر اإلسالم هو عالج ال عقوبة عالج في األحوال التي يتعذر معها معيشة الزوج والزوجة معا ففي هذه الحالة يكون الخيار بين أمرين كالهما مر ومن ثم ففي استحالة العيش بين الزوجين يكون من األفضل بناء أسرتين متكاملتين من جديد هو الوضع األخف وطأة من حيث االختيار بين بدائل كلها تمثل أوضاعا أسوأ. المبحث الثالث إجراءات الدراسة المنهجية والميدانية أوال - اإلجراءات المنهجية للدراسة : - نوع الدراسة والمنهج المستخدم : تنتمي هذه الدراسة إلى الدراسات الوصفية والتي تهدف إلى الحصول على بيانات ومعلومات دقيقة عن المشكالت االجتماعية للمرأة المطلقة في ظل مجتمع المعرفة وال تقتصر هذه الدراسة على استخدام أداة واحدة من أدوات البحث بل سوف تعتمد على أكثر من أداه لجمع البيانات كطريقة تحليل المضمون للوثائق والبحوث والدراسات العلمية, والبيانات اإلحصائية الجاهزة المتوفرة لدي الجهات المختصة وطريقة دراسة الحالة وتتمثل في مقابلة عدد من المسئولين عن أوضاع المرأة في المجتمع العماني باستخدام دليل مقابلة يشتمل علي عدد من الموضوعات ذات الصلة بأهداف البحث وتساؤالته وذلك بهدف الوصول بالدراسة إلى مستوى تحليلي متعمق باإلضافة إلى المالحظة. 155

191 - أدوات الدراسة : 1- استمارة استبيان للمرأة المطلقة في محافظة مسقط وتضم االستمارة أربعة أبعاد رئيسية هي : البعد األول: بيانات أولية عن المرأة المطلقة ( 1-7 ) البعد الثاني : يشتمل على المشكالت التي تواجه المرأة المطلقة ( 8-23 ) البعد الثالث: يضم األسباب المؤدية للطالق ( ) البعد الرابع: يتكون من المقترحات األزمة للحد من مشكلة الطالق ( ) 2- دليل مقابلة للمسئولين والمتخصصين في شؤون المرأة. - ثبات وصدق االستمارة : وقد مرت استمارة البحث بعدة خطوات منهجية حتى وصلت الى صيغتها النهائية حيث خضعت االستمارة آلراء عدد من األساتذة المتخصصين والمحكمين من ذوي الخبرة في مجال البحوث االجتماعية وقد تم إجراء تطبيق مبدئي لالستمارة على عينة صغيرة من المطلقات مما أدى إلى تعديل بعض األسئلة وإضافة أسئلة وحذف أخرى وكذلك حساب معامل ثبات االستمارة باستخدام معامل بيرسون لكل بعد من أبعاد االستمارة على حده واالستمارة ككل وكان ثبات المقياس ككل : مجاالت الدراسة : تم تطبيق الدراسة على محافظة مسقط ( مسقط مطرح بوشر العامرات السيب وقريات ) وقد تم اختيار محافظة مسقط لألسباب التالية: لسهولة وصول الباحثة إليها باإلضافة إلى كثرة انتشار المشكلة وخاصة في ظل التقدم التكنولوجي والمعرفي الذي تشهده المحافظة ولكثرة انفتاحها على المجتمعات األخرى بصورة اكبر من بقية المحافظات والمناطق بالسلطنة باإلضافة إلي انتشار الوسائل الحديثة في االتصال والمعرفة. كما تضم محافظة مسقط الوزارات والمؤسسات الحكومية المختلفة ذات الصلة بموضوع الدراسة ومن السهل االتصال بها واإلفادة منها. - المجال البشري : تشتمل العينة ( على ) 130 امرأة مطلقة من خالل استخدام أسلوب العينة العشوائية البسيطة بحيث تمثل عينة البحث النساء من كل واليات المحافظة. - المجال الزمني : خالل العام الدراسي 2008 / 2007 وقد استخدم في تحليل البيانات نظام SPSS من حيث الحصول على التكرارات والنسب المئوية. ثانيا - الدراسة الميدانية : أوال - البعد األول : البيانات األولية : - الفئة العمرية : بالنسبة لخصائص التركيب العمري كشفت نتائج الدراسة الميدانية أن غالبية النساء المطلقات يقعن 156

192 في الفئة العمرية من ( ) سنة بنسبة ( 33.8 % ) وهذا راجع إلى انتشار الزواج المبكر خالل المرحلة السابقة بين األزواج في محافظة مسقط ومضي على الزواج فترة معينة استطاع كل منهم التعرف على سلبيات اآلخر باإلضافة إلى كثرة المشاحنات والخالفات ما بين الزوجين بسبب تربية األبناء وتوفير متطلبات األسرة مع انتشار ظاهرة غالء األسعار في الوقت الحالي. ثم جاءت الفئة العمرية من ( ) سنة بنسبة ( 20.8 % ) وتعتبر هذه الفئة العمرية مكملة للفئة العمرية السابقة أي بمعنى أن معظم المطلقات هن من الفئة الشابة ( ) سنة وهذا راجع إلي اختالف األفكار وزيادة المتطلبات بين الزوجين وبسبب الزواج بدون اختيار مناسب لشريك الحياة. تلي هذه الفئة العمرية من 45 فأكثر بنسبة )%18.5( وهذا راجع إلي كثرة المشاحنات والخالفات الزوجية المستعصية بين الزوجين مع تقدم عمر الزواج األمر الذي أدى بالزوجين إلي الطالق. - الحالة الصحية : أما بالنسبة إلى الحالة الصحية للمطلقة فكشفت نتائج الدراسة الميدانية أن غالبية النساء المطلقات في حالة صحية جيدة حيث أشارت إلى ذلك ( 108 ) مفردة بنسبة )83.1 % ) من عينة الدراسة وهذا ما يؤكد أن سبب الطالق هو المشاكل بسبب سوء الحالة االقتصادية والخالفات الزوجية وليس لعيب في المرأة. في حين أشارت ( 22 ) منهن بنسبة ( 16.9 % ) بأنهن بعانين من مرض وإعاقة وهذا السبب قد يدفع بالزوج إلي طالق الزوجة نظرا لعدم قدرتها على ممارسة الحياة الزوجية والقيام بأعمال المنزل. - المستوى التعليمي : كما كشفت نتائج الدراسة الميدانية أن الغالبية العظمي من المطلقات أميات حيث أشارت إلي ذلك )50 ) مفردة بنسبة ( 38.5 % ), وهذا يؤكد علي أن األمية هي من أكثر المشكالت التي تعانيها المرأة في ظل مجتمع المعرفة والتكنولوجيا والتقدم األمر الذي يجعلهن عرضة إلي الطالق نتيجة لعدم مسايرة تقدم العصر وعدم معرفتهن بوسائل التكنولوجيا المعاصرة وبالتالي ال يستطعن االندماج مع الزوج ومشاركته في تحمل أعباء الحياة الحديثة. تليها النساء في المرحلة التعليمية الثانوية بنسبة ( 20 % ) وفي المرحلة اإلعدادية بنسبة ( 16.2 % ) وقد يرجع ذلك إلى اختالف المستوى التعليمي بين الزوج والزوجة وأن الفتاة المتعلمة تكون طلباتها واحتياجاتها أكثر من المرأة األمية في ظل مجتمع يسود فيه االنفتاح والمعرفة, وتوفر المنتجات بكافة صورها في األسواق باإلضافة إلي متطلبات األبناء التي قد تكسر كاهل الزوج ويدخل االثنان في خالفات مستمرة تكون نتيجتها الطالق وذلك راجع إلى سوء فهم الزوجين للواقع المتغير. ثم جاءت الفئة التعليمية االبتدائية بنسبة ( 16.2 % ) تليها تقرأ وتكتب بنسبة )9.2 % ) وأخيرا الجامعية بنسبة ( 4.6 % ) ويرجع ذلك إلى اختالف المستوى التعليمي والثقافي والمعرفي للزوجين. - الحالة العملية للمطلقة : كشفت النتائج الميدانية عن ارتفاع نسبة الطالق بين النساء غير العامالت حيث أشارت إلي ذلك ( 108( مفردة بنسبة ( 83.1 % ) وهذا ما يوضح بالفعل أن أسباب الطالق هو كثرة االحتياجات وطلبات األسرة التي 157

193 تكلف الزوج وتدفعه إلي الديون والسلفة مما يجعله عصبي المزاج ويدفعه ذلك إلي الشجار المستمر مع الزوجة نتيجة لكثرة طلباتها واحتياجاتها المتعددة من خادمة و منزل وموبايل وسيارة وخالفه في حين أشارت ( 22( مفردة بنسبة ( 16.9 % ) بأنها تعمل وقد يرجع ذلك إلي اختالف المعايير والقيم والمستوى التعليمي بين الزوجين. ومعظم العامالت يعملن في القطاع الخاص بنسبة ( 13.8 % ) وبنسبة )3.1 % ) يعملن في القطاع الحكومي خاصة من الالتي حصلن على شهادة الثانوية العامة. ثانيا - المشكالت التي تواجه المرأة المطلقة : هناك الكثير من المشكالت التي تواجه المرأة المطلقة ولعل أبرزها كما كشفت عنها الدراسة الميدانية كالتالي : أوضحت نتائج الدراسة الميدانية أن الغالبية العظمى من المطلقات يحصلن على دخل شهري أقل من )100( ريال, حيث أشارت إلي ذلك ( 56 ) مفردة بنسبة ( 50 % ) وهذا يدل على انخفاض المستوى المعيشي للمرأة المطلقة والمعاناة المادية التي تجدها بعد طالقها حيث تحصل على هذا المبلغ عن طريق الضمان االجتماعي. ثم يليها فئة الدخل من ) ) ريال بنسبة ( 6.9 % ) من عينة الدراسة ويرجع ذلك إلي عمل المرأة المطلقة في بعض الشركات والقطاع الخاص نظرا لعدم توفر المعرفة العلمية والخبرة والمهارات, وبلغ نسبة من يحصلن على )250 ) ريال فأكثر ( 6.2 % ) من المطلقات الالتي يحملن الشهادة الثانوية التي تتيح لهن فرصة العمل في القطاع الحكومي. أما عن عدد مرات الزواج للمطلقة فجاءت الشواهد الميدانية أن الغالبية العظمي من المطلقات تزوجن مرة واحدة حيث أشارات إلي ذلك )90( مفردة بنسبة ( 69.2 % ) ومن هنا يتضح لنا قلة فرصة المرأة المطلقة من الزواج الثاني نظرا إلى النظرة الدونية التي تحصل عليها المرأة من أفراد المجتمع بأنها مزنبة باإلضافة إلى رغبتها في التفرغ لتربية أبنائها أو خوفا من تكرار مأساة الزواج األول. في حين أشارات )40( مفردة بنسبة )30.8 % ) بأنه قد سبق لها الزواج مرة أخري وهذا راجع إلي صغر سنها وعدم إنجاب األطفال في المرحلة األولى فقد تتزوج من رجل أكبر منها سنا أو سبق له الطالق أو أرمل ثم تواجه مشكلة أخرى مع الزوج الثاني فتطلب الطالق مره أخرى. أما من عدد مرات الطالق فأشارت الغالبية العظمي )107( مفردة بنسبة )82.3 % ) بأنهن طلقن مرة واحدة وهذا يرتبط بما وصلنا إليه من نتيجة في الجدول السابق بأن معظم النساء المطلقات يتزوجن مرة واحدة قبل الطالق ثم يرفضن الزواج بعد ذلك حتى ال يخضعن لنفس التجربة السابقة المؤلمة. ومن النساء من طلقن أكثر من مرة بنسبة ( 17.7 % ) وهن من النساء الالتي تزوجن بعد الطالق األول. كذلك كشفت الدراسة الميدانية عن عمر المطلقة عندما تزوجت أول مرة حيث أشارت ( 116( مفردة بنسبة )89.2 % ) منهن أنهن تزوجن في سن صغيرة أقل من 25 سنة ولهذا كان الطالق ألن المبحوثة هنا لم تكن مدركة ألسس االختيار الزواجي لصغر سنها مما أدى بها إلي خالفات مستمرة مع الزوج كانت نتيجتها الطالق وجاءت نسبة )%10 ) منهن في الفئة العمرية )25 30( سنة فعدم إتاحة الفرصة للزوجين باللقاء والمعرفة في فترة الخطبة ال يمكنهما من التعارف مما يؤدي بعد الزواج إلى المشاكل والخالفات المستمرة. 158

194 أما بالنسبة لعدد أبناء المطلقة فأشارت الغالبية العظمى من المطلقات لديهن أبناء من )1 4( أفراد بنسبة ( 53.8 % ) والفئة األخرى لديها أبناء يتراوح أعدادهم من )4 8( أفراد بنسبة ( 21.5 % ) والفئة الثالثة لديها أبناء أكثر من )8( أفراد. وهذا يشكل عبئ كبير علي األسرة مع انخفاض مستوى معيشتها وراتب الزوج وإرتفاع األسعار وكثرة الطلبات في ظل مجتمع معرفي متغير باستمرار. أما عن عدد األبناء الذين يعيشون مع المطلقة أتضح أن ( 99.2 % ) من المطلقات يعيش معهن أبنائهن بأعداد مختلفة هناك من المطلقات لديهن )1 4( أبناء بنسبة )46.2 % ) والبعض منهن لديهن من )4 8( أبناء بنسبة )13.8 % ) والبعض اآلخر يعيل أكثر من )8( أبناء مما يعكس المعاناة التي تتحملها األم المطلقة في تربية األبناء مع غياب األب المساعد ويترتب علي ذلك كثرة األمراض والحاالت النفسية التي تعانيها المرأة المطلقة باإلضافة إلي كثرة األعباء المادية علي المرأة المطلقة وقد يؤدي الحرمان إلي انحراف األبناء وتشردهم واللجوء إلي الطرق غير المشروعة للكسب مما يعرضهم إلى المسألة القانونية. ( A.M, 1980: ) 289 أما بالنسبة إلي معرفة الحالة التعليمية للزوج المطلق فإن النتائج الميدانية أوضحت أن )30 ) من األزواج بنسبة ( 23.1 % ) أميون و )30 ) منهم بنسبة )23.1 % ) يجيدون القراءة والكتابة فقط وهذا يعني جهل هؤالء األزواج بأسس االختيار الزواجي باإلضافة إلي عدم مقدرتهم التفهم لمتطلبات العصر المتغير في ظل عالم المعرفة التكنولوجية وعدم القدرة على فهم متطلبات ورغبات وأمزجة الزوجات واألبناء. ثم جاء نسبة ( 21.5 % ) منهم حاصلين على اإلعدادي أي ( الصف التاسع ) ونسبة ( 20.8 % ) حاصلين على المستوى الثانوي. كما كشفت نتائج الدراسة أيضا علي أن الغالبية العظمي من األزواج يعملون في القطاع الحكومي بنسبة ( 70.8 ) %, في حين يعمل منهم ( 23.8 % ) في القطاع الخاص وبلغت نسبة غير العاملين ( 5.4 % ) من األزواج وقد تكون هذه النسبة من الفئة الضمانية في المجتمع مما يعكس انخفاض مستوى معيشة أفراد األسرة في ظل المتطلبات المتعددة وارتفاع األسعار مما يشكل سببا رئيسيا إلي تفكك األسرة وطالق المرأة. أما عن الدخل الشهري للزوج المطلق فجاءت النتائج تؤكد أن الغالبية العظمى منهم بنسبة ( 36.9 %( يحصلون على راتب يتراوح من ) ( ريال ثم الفئة األخرى بنسبة ( 33.8 % ) يحصلون على راتب ) ( ريال شهري وهذا يوضح انخفاض مستوى راتب الزوج مما يؤدي إلي عدم مقدرته علي توفير متطلبات الزوجة واألبناء ومن ثم اللجوء إلي االستعانة بالبنوك وبالتالي ارتفاع الديون التي قد تجعل الزوج في حالة عصبية مستمرة وخالف مع الزوجة واألبناء. وهناك فئة منهم يصل راتبهم الشهري إلى أكثر من 250 ريال بنسبة) % 10.8 ) وهى نسبة قليلة مقارنة بالنسب السابقة غير أن هذا المبلغ ال يغطي طلبات األسرة مع ارتفاع عدد أفرادها. أما بالنسبة إلي إجابة السؤال في حالة عمل الزوج خارج السلطنة أو الوالية هل كنت تقيمي معه أتضح التالي : أن )67( مفردة بنسبة ( 51.5 % ) من المطلقات كن ال يقمن مع أزواجهن ومن ثم ال يوجد حوار متواصل بين الزوجين إال في أضيق الحدود وبالتالي تهون العشرة البسيطة وتشعر الزوجة بعدم اهتمام الزوج لها الذي يلقي جم المسؤوليات علي عاتقها. في حين أشارات )16( مطلقة بنسبة ( 12.3 % ) بأنهن يقيمن مع الزوج في حالة عمله خارج السلطنة أو الوالية. 159

195 وكشفت الدراسة الميدانية أن الغالبية العظمى من األزواج يزورون زوجاتهم في حالة عدم اإلقامة معهن في نهاية األسبوع بنسبة )%1,33 (مما يعد سببا مباشرا من أسباب طلب الزوجة للطالق من زوجها لعدم وجوده باستمرار بجانبها وجانب أطفالها الذين يحتاجون إلي وجود األب بجانب األم في التربية السليمة في حين البعض منهم يرجع إلى المنزل بشكل يومي بنسبة )%24.6( ومع ذلك الخالفات قائمة ومستمرة أدت إلى االنفصال. وهناك من يزور زوجته خالل الشهر أو الشهرين بنسبة ( %7.7 ) مما يعد سببا أساسيا لطلب الطالق. في حين البعض منهم يرجع إلي المنزل في شكل يومي بنسبة ( %24.6 ) ومع ذلك الخالفات قائمة أدت إلي الطالق. أما بالنسبة إلي انتماء المطلق إلي قبيلة المطلقة كشفت النتائج عن أن الغالبية من المطلقات ال ينتمين إلى نفس قبيلة الزوج بنسبة ( 53.1 % ) والبقية ينتمين إلي نفس قبيلة الزوج بنسب ( 46.2 % ) معني ذلك ال توجد في الوقت الحالي اعتبارات قرابية مثل السابق وإنما الهدف من الزواج تحقيق المطالب الشخصية في المقام األول بغض النظر عن القرابة والعائلة التي باتت تتغير بسبب العولمة والتحوالت التكنولوجية والمعرفية التي يشهدها المجتمع العماني في الوقت الحالي. وكشفت نتائج الدراسة الميدانية بالنسبة للسؤال الخاص بوجود صلة قرابة بين المطلق و المطلقة بأن الغالبية العظمى من المطلقات ال توجد صلة قرابة بينها وبين مطلقها أشارات إلي ذلك ( 81 ) مطلقة بنسبة ( ) % 62.3 مما يدل علي أن صلة القرابة ما بين الزوجين تحد من إقبال الزوج على تطليق زوجته مراعاة للقرابة واألرحام وبصفة خاصة إذا كانت الزوجة ابنة العم أو الخال وهذا ما يعكس استمرارية قوة العالقات القرابية في المجتمع العماني بين أبناء العمومة واألخوال في حين أشارات ( 49 ) مطلقة بنسبة ( 37.7 % ) بأنه توجد صلة قرابة بينها وبين مطلقها وهى نسبة أقل من عدم وجود قرابة وهذا يعكس التغير التدريجي في قيم ومعايير األفراد في بعض األسر نتيجة لالنفتاح الثقافي والتكنولوجي. أما عن طريقة اختيار الزوج لزوجته فجاءت الشواهد تؤكد أن الغالبية وعددهن ( 98 ) بنسبة ( 75.4 % ) تم االختيار عن طريق األهل وأخذ رأيها في ذلك ونسبة ( 14.6 % ) عن طريق إجبار األهل لها بالزواج وبدون رضاها و) % 10 ) تم الزواج عن طريق المقايضة ومعني ذلك بلغ عدد المطلقات الالتي أجبرن علي الزواج نسبة ( 24.6 ) % وهى نسبة ليست بقليلة مما يتعذر معها الحياة الزوجية وذلك لعدم رغبة الزوجة في هذا الزواج مما يؤدي إلي خالفات مستمرة بينهما تؤدي في اغلب األوقات إلى الطالق. وبالنسبة عن إقامة الزوجة بعد الطالق أشارات الغالبية العظمي منهن بنسبة ( 69.2 % ) باإلقامة مع أهلها وهذا ما يشكل لها أزمة نفسية حادة في اعتمادها علي األهل في المعيشة قد يكون األب أو أسرة األخ باإلضافة إلي رعايتهم ألبنائها الذين قد يشكلون ضغطا علي األسرة في اإلقامة والمعيشة. في حين أشارات نسبة ( 27.7 % ) بأنها تعيش في منزل مستقل مع أبنائها, مما يلقي عليها عبئا كبيرا في اإلنفاق علي األبناء ورعايتهم بمفردها. كما أوضحت الغالبية العظمى من المطلقات بنسبة ( 63.8 % ) بأنهن يسود ما بينهن التفاهم مع األهل في حين أشارات ( 20 % ) بأن هذه العالقة كان يسودها الخالفات المستمرة نتيجة لإلنفاق وتعدد مشاكل ومتطلبات األبناء مما يجعل المطلقة تعيش في قلق نفسي وقد تصاب باالنطواء أو انفصام الشخصية. وأن المتسبب الحقيقي في وجود هذه الخالفات هو الزوج بنسبة ( 9.2 % ) وأم الزوج بنسبة ( 8.5 % ) وهذه 160

196 الخالفات مجملها تدور حول النفقة ودفع مصاريف األبناء والوصاية علي األبناء ومن هنا يتضح سبب آخر من أسباب الطالق وهو تدخل أم الزوج بصورة مباشرة في حياة الزوج وأسرته باإلضافة إلي وجود مشاكل سببها تدخل أخوة الزوج بنسبة ( 3.1 % ) وأخوة الزوجة بنسب ( 2.3 % ) معني ذلك أن بالطالق تتأثر العالقات بين األسرتين وليس فقط بين الزوجين مما يؤدي إلي إحداث مشاكل وظهور األمراض النفسية بين األبناء الذين يعتبرون ضحية الزواج الفاشل. ثالثا - أهم األسباب التي أدت إلي حدوث الطالق : تتعدد أسباب الطالق بين األسر في محافظة مسقط منها أسباب صحية واقتصادية وأسباب اجتماعية حيث كشفت نتائج الدراسة أن هناك مجموعة من األسباب االجتماعية أدت إلى حدوث الطالق بين الزوجين السابقين وجاءت من حيث أهميتها في المرتبة األولى وهى : أ الكراهية وعدم الرغبة في االرتباط به منذ البداية حيث حصلت علي نسبة ( 13.7 % ) بين مفردات العينة تليها ب تدخل أهل الزوج في الشؤون الخاصة وحدوث خالفات مستمرة وحصل على نسبة) %( 10.8 ج تحريض أهل الزوج علي الطالق منها وحصل على نسبة ( 10 % ). د انشغاله الدائم بأعماله وعدم اهتمامه بأسرته وحصل على نسبة ( 9.2 % ) ه زواجه من امرأة أخرى بنسبة ( 7.7 % ). و السلوك الغير مستقيم للزوج وحصل علي نسبة ( 7.7 % ) بين المطلقات. ز الفرق بينهما في العمر بنسبة )%0.08 ). وجاءت في المرتبة الثانية األسباب االقتصادية كالتالي : أ تراكم الديون عليه وعدم استطاعته النفقة عليها وعلي أوالدها وحصل على نسبة )8.5 % ) بين المطلقات. ب تقصيره في أمور المنزل واألوالد بنسبة ( 7.5 % (. ج عدم اهتمامه بطلباتها الشخصية بنسبة ( 6.2 % ). د الفارق بينهما في المستوي المادي بنسبة ( 1.3 % ). أما األسباب الصحية فجاءت في المرتبة الثالثة من حيث األهمية كما أشارات إليها مفردات الدراسة كالتالي: أ الظروف الصحية المتدهورة للزوج وكثرة المرض وحصل على نسبة ( 4.6 % ). ب عدم اإلنجاب وحصل علي نسبة ( 2.3 % ). ج الظروف الصحية المتدهورة للزوجة ( 0.8 % ). ثم جاءت في المرتبة الرابعة األسباب الثقافية والتعليمية وهي : أ الفارق في المستوى التعليمي بين الزوجين وحصل على نسبة ( 4 % ). ب الفرق بينهما في الثقافة بنسبة ( 1.5 % ). ج عدم الموافقة على توظيفي بنسبة )%0.08 ). رابعا - الحلول المقترحة للحد من مشكالت الطالق كما تراها أفراد العينة : 161

197 أشارت أغلب مفردات العينة إلي مجموعة من الحلول والمقترحات للحد من مشكلة الطالق وهي كالتالي على حسب أهميتها من وجهة نظر عينة البحث : 1 التوعية الدينية وحصلت على نسبة ( 73.8 % ) من إجمالي عينة الدراسة. 2 التوعية بعدم تدخل اآلخرين في أمور الحياة الزوجية بنسبة ( 65.4 % ). 3 التوعية بالتقليل من زواج غير األقارب وحصل على نسبة ( 61.5 % ) من إجمالي عينة البحث. 4 ضرورة التوافق بين الزوجين وحصل على نسبة ( 56.2 % ). 5 ضرورة تطبيق الشريعة اإلسالمية وأخذ رأي الفتاة في الزواج وحصل على نسبة ( 55.4 % ). 6 االهتمام بالدراسات والبحوث االجتماعية لعالج تلك الظواهر بنسبة ( 43 % ). 7 الزواج من أقارب بنسبة ( 21.5 % ). 8 االهتمام بتوثيق الطالق عن طريق المحاكم وحصل على نسبة ( 18.5 % ). وغيرها من الحلول المناسبة للحد من ظاهرة الطالق في محافظة مسقط بصفة خاصة والمجتمع العماني بصفة عامة. خامسا النتائج العامة للدراسة 1 أوضحت الدراسة الميدانية أن الغالبية العظمى من النساء المطلقات هن في الفئة العمرية ( ) سنة وأغلبهن من األميات. 2 ينتشر الطالق في محافظة مسقط بصورة اكبر بين النساء غير العامالت عن النساء العامالت. 3 من أهم المشكالت التي تعاني منها المرأة المطلقة انخفاض مستوى الدخل. 4 تعاني المرأة المطلقة من النظرة الدونية بين أفراد المجتمع وبالتي تقل فرص زواجها مرة أخري باإلضافة إلي عزوفها شخصيا عن الزواج خوفا من تكرار مأساة الزواج األول ورغبتها في التفرغ لتربية أبناءها. 5 كشفت نتائج الدراسة الميدانية أن من أهم أسباب طالق المرأة هو زواجها في سن صغير أقل من 25 سنة باإلضافة إلي عدم إتاحة الفرصة لها للتعرف على الزوج المتقدم لخطبتها وذلك لرغبة األهل في الزواج منه وعدم إتاحة الفرصة لها لالختيار نظرا لزواج المقايضة بين األسرتين. 6 الغالبية العظمى من المطلقات لديهن أبناء يتراوح أعدادهم من )1 8 ) مما يعكس العبئ الكبير الملقى على عاتق الزوجة بعد طالقها. 7 كما كشفت الدراسة عن أن نسبة ( 99 % ) من المطلقات يعيش معهن أبناءهن بعد الطالق مما يعكس المعاناة التي تتحملها األم المطلقة في تربية األبناء في غياب األب. 8 تعاني المرأة المطلقة في الكثير من األمراض النفسية ومن تشرد أبناءها وانحرافهم بعد الطالق. 9 غالبية األزواج ( المطلقين ) أميون والبعض منهم يجيد القراءة والكتابة والبعض اآلخر حاصل علي اإلعدادية مما يعكس قلة الوعي المعرفي والثقافي بتكوين األسرة وأهمية المحافظة عليها. 10 كشفت الدراسة الميدانية عن انخفاض المستوى المعيشي للزوج حيث يتراوح الدخل الشهري للمطلقين من ( ) ريال. 11 ال تقيم الزوجة قبل الطالق مع زوجها في حالة عمله خارج السلطنة أو الوالية بنسبة ( 51.5 %( مما يعكس كثرة المسؤوليات التي تتحملها المرأة في حالة غياب الزوج و البعض اآلخر يرجع إلي المنزل نهاية 162

198 . أشهر بعد أو األسبوع القبيلة داخل عن اكبر بصورة القبيلة خارج من األسر أو العوائل بين ينتشر الطالق أن الدراسة كشفت 12 قرابة. صلة بينهم توجد ال المطلقة األسر من العظمى الغالبية وأن اإلجبار طريق عن اآلخر والبعض الفتاة رأي وأخذ األهل طريق عن يتم الزواج أن الميدانية الشواهد تؤكد 13. ذلك في رأي للفتاة يكون أن دون والمقايضة الزواج في خالل من األبناء مع مستقل منزل في يعشن اآلخر والبعض أهلها مع الطالق بعد المطلقة الزوجة تعيش 14. األبناء نفقة أو االجتماعي الضمان معاش على االعتماد : يلي ما مسقط محافظة في األسر بين الطالق أسباب أهم من 15 : منها اجتماعية أسباب 1. البداية من بالزوج االرتباط في الرغبة وعدم الكراهية أ-. بالزوجين الخاصة الشؤون في األهل تدخل ب-. باألسرة االهتمام وعدم المنزل خارج باألعمال الدائم االنشغال - ج : منها اقتصادية أسباب 2. النفقة الزوج استطاعت وعدم الديون كثرة أ-. وغيرها والمنزل, واألبناء الزوجة متطلبات في التقصير ب- : منها صحية أسباب 3. المرض وكثرة الزوج صحة تدهور أ-. اإلنجاب علي القدرة عدم ب- : منها وعلمية ثقافية أسباب 4. للزوجين التعليمي المستوى في الفرق أ-. الثقافة في الفرق ب- : منها الطالق مشكلة من للحد المقترحات من مجموعة إلي الدراسة توصلت 16. الدينية التوعية نشر أ-. الزوجية الحياة أمور في اآلخرين تدخل بعدم التوعية ب-. المشاكل هذه مثل لعالج والبحوث الدراسات إجراء ج- الحكومية المؤسسات في المسؤلين بعض مع مقننه مقابالت إجراء تم الدراسة هذه عمق ولتأكيد المطلقات بحث استمارة نتائج نفس عن المقابالت هذه نتائج أسفرت وقد األسري المجال في والمتخصصين مجموعة هناك أن علي مؤكدين مسقط محافظة في وأسبابها المطلقة المرأة مشكالت حول خاصة وبصفة والقوانين التشريعات خالل من وذلك بالسلطنة المطلقة المرأة لرعاية المجتمع يقدمها والخدمات البرامج من : يلي ما أهمها االجتماعي الضمان قانون في الموجودة ) 84 / 87 ( رقم االجتماعي الضمان قانون ) / وزاري قرار (. ريال 33 وقدره شهري راتب لها يصرف أ-. العالج سبيل على االجتماعية أو العالجية المؤسسات من نقدية أو عينية مساعدات صرف ب-. والطارئة الخاصة الحاالت في مساعدات صرف ج- والمستقبل( الحاضر.. العربي العالم في واللغوية والثقافية االجتماعية التحديات المعرفة: مجتمع )مؤتمر 163

199 والمستقبل( الحاضر.. العربي العالم في واللغوية والثقافية االجتماعية التحديات المعرفة: مجتمع )مؤتمر. والجماعية الفردية والنكبات الكوارث حاالت في مساعدات صرف د-. وغيرها للدخل المدرة األعمال في المساعدة ه- يلي: ما للمطلقات االجتماعية الرعاية خدمات لتفعيل المقترحة الحلول أهم من 17-. بالمجتمع المطلقة المرأة تتناول التي والقوانين التشريعات في النظر إعادة 1- بالمجتمع. السائدة واألوضاع الظروف مع يتناسب بما التشريعات تلك تطوير 2-. الواقع ضوء في المجتمع في المطلقات احتياجات دراسة 3-. ومواجهتها معها التعامل وآليات المشكالت أهم حصر 4- المطلقات بفئات االهتمام في واألهلية الحكومية والهيئات المؤسسات بين التكامل 5-. المطلقات بفئة تهتم التي االجتماعية والبحوث الدراسات تكثيف 6-. بالسلطنة الطالق مشكلة جوانب كافة عن معلومات قاعدة إنشاء 7-. معها التعامل وسبل وأسبابها بالمشكلة االجتماعي الوعي نشر 8- التعليمية التحديات على التغلب خالل من بواقعية مشكالتهن مواجهة من المطلقات تمكين 9-. واالجتماعية والعملية والعملي والمعرفي التعليمي مستواهن وتنمية الواقع مع التعامل مهارات على المطلقات تدريب 10-. واالجتماعي واالقتصادي. المطلقة المرأة لمساعدة تمويلها إمكانيات وتسهيل المنتجة األسر بمشروعات االهتمام 11- المطلق للمرأة المقدمة والخدمات البرامج تطوير في المستدامة التنمية استراتيجيات استخدام 12- حدة من للتخفيف أسبوعيا جلستين بواقع جلسة عشر أربع من يتكون إرشادي برنامج إقامة 13- المطلقات. لدى النفسية المشكالت : الخاتمة كانت سواء المطلقة المرأة منها تعاني التي المشكالت أهم عن موجز ا عرض ا الدراسة قدمت قد :إن منها الهامة النتائج من مجموعة إلى الدراسة توصلت ولقد ثقافية أو صحية أو اقتصادية أو اجتماعية أمام عقبة تشكل جميعها والمعرفية والثقافية االقتصادية تليها المشاكل هذه أهم هي االجتماعية المشاكل جميع تتخطى لجعلها والمجتمع الدولة من كاملة رعاية إلى تحتاج التي المطلقة خاصة وبصفة المرأة تطور ضوء وفي متغير معرفي مجتمع ضل في وألبنائها لها أفضل حياة اجل من تواجهها التي والتحديات العقبات األسرة في المطلقة المرأة بمستوى للنهوض والمقترحات البرامج من مجموعة إلى الدراسة توصلت ذلك. والمجتمع : العربية المراجع أوال: دبي. والتوزيع للنشر القلم دار األسري االجتماع 1990 علم حلمي إسماعيل إجالل 1- المصرية القاهرة. والتطبيق األنجلو النظرية العربية األسرة 1997 حلمي إسماعيل إجالل 2-. القاهرة والنشر للطباعة قباء دار األسري العنف 1999 حلمي إسماعيل إجالل 3-164

200 4- إحسان محمد الحسن 2005 علم اجتماع العائلة دار وائل للنشر ط 1 األردن. 5- السعيد عاشور 2000 ثورة اإلدارة العلمية والمعلوماتية اللجنة القومية للحاسب اآللي. 6- السمري وآخرون 2004 علم االجتماع والمشكالت االجتماعية دار المعرفة الجامعية اإلسكندرية. 7- ارفنج زايتلن 1998 النظرية المعاصرة في علم اإلجتماع ترجمة محمد عودة ابراهيم عثمان دار المعرفة الجامعية االسكندرية. 8- أمل محمد يوسف 2005 األبعاد االجتماعية والثقافية لرؤية الرجل للمرأة رسالة دكتوراه غير منشورة كلية البنات جامعة عين شمس القاهرة. 9- أمينة الجابر ظاهرة الطالق في المجتمع القطري وعالجها في ضوء التشريع اإلسالمي مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية العدد 72 الكويت. 10- اولريش بك 1999 ما هي العولمة ترجمة ابو العيد دودو)كولونيا:منشورات الجمل(. 11- باقر سليمان النجار 2000 المرأة في الخليج العربي وتحوالت الحداثة العسيرة المركز الثقافي العربي بيروت. 12- بهاء الدين تركية 2004 علم االجتماع العائلي األهالي للطباعة والنشر والتوزيع ط ثروت محمد شلبي 1988 الطالق والتغير األجتماعي في المجتمع السعودي دار المعارف القاهرة. 14- جالل الدين السيوطي 1971 تفسير الجاللين دار الكتاب العربي بيروت. 15- حسن مصطفى عبد المعطي 1993 المناخ األسري وشخصية األبناء دار القاهرة المؤتمر السنوي السادس للطفل المصري مركز دراسات الطفولة القاهرة. 16- حسين عبد الحميد رشوان 1999 مشكالت المدينة المكتب العلمي للكمبيوتر للنشر والتوزيع اإلسكندرية. 17- خلدون النقيب 2001 واقع ومستقبل األوضاع االجتماعية الخليجية في :جميل مطر واخرون الخليج العربي رؤى للمستقبل دار الخليج الشارقة 18- رابح بودبابة 2005 مجلة الشؤون االجتماعية جمعية االجتماعيين العدد 85 الشارقة. 19- سليمان نجم خلف 1998 العولمة والهوية الثقافية :تصور نظري لدراسة نموذج مجتمع الخليج والجزيرة العربية المجلة العربية للعلوم االنسانية العدد 61 السنة سمارة محمد 2002 أحكام وأثار الزوجية الدار العلمية الدولية للنشر والتوزيع األردن. 21- سناء الخولي 2002 األسرة والمجتمع دار المعرفة الجامعية االسكندرية. 22- شيخة المسلمي 2002 التعليم ومظاهر التغير الثقافي في األسرة العمانية رسالة دكتوراه غير منشورة كلية اآلداب جامعة عين شمس القاهرة. 165

201 23- عايدة محمد الجنيبي 1983 التغيرات االجتماعية والثقافية لظاهرة الطالق دائرة شؤون الثقافة )ب ب(. 24- عبد الرزاق فريد المالكي 2001 ظاهرة الطالق في دولة اإلمارات أسبابه اتجاهاته مخاطره مركز اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتيجية العدد عزيز عبد الكريم ومهنى عمر التيواجني 1998 فقه األسرة وزارة األوقاف والشؤون الدينية مسقط. 26- علياء شكري وآخرون 1993 دراسة المشكالت االجتماعية دار المعرفة الجامعية اإلسكندرية. 27- فادية عمر الجوالني 1995 األسرة العربية مؤسسة شباب الجامعة اإلسكندرية. 28- فهد الثاقب 1998 أسباب الطالق في المجتمع الكويتي مجلة العلوم االجتماعية مجلد 24 العدد 4-3 جامعة الكويت. 29. فهد الثاقب 1997 التكيف المعيشي للمرأة الكويتية بعد الطالق, مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية العدد 86( 87 ), الكويت. 30. فيصل محمد وعطوف محمد 1987 دراسة تشخيصية لظاهرة الطالق اإلمارات العربية المتحدة دبي. 31- ماري عبد اهلل حبيب 1983 اإلدراك المتبادل للزوجين في العالقات الزوجية المتوترة رسالة دكتوراة غير منشورة كلية البنات جامعة عين شمس القاهرة. 32- مجدي سالمة 1987 األسرة مشكالت وحلول الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة 33- محمد أبو زهرة 1960 تنظيم اإلسالم للمجتمع, دار الفكر العربي القاهرة. 34- محمد الدقس 1987 التغير االجتماعي بين النظرية والتطبيق دار مجد الوي للنشر األردن. 35- محمد علي محجوب 1983 األسرة وأحكامها في الشريعة اإلسالمية دار الحرية القاهرة. 36- مصطفى الخشاب 1985 دراسات في علم االجتماع العائلي دار النهضة العربية للنشر بيروت. 37- معن خليل عمر 2005 التفكك االجتماعي دار الشروق للنشر والتوزيع ط 1 األردن. 38- نضال الموسوي 1998 اتجاهات الكويتيين نحو الزواج الثاني للمرأة مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية العدد 89 الكويت. ثانيا: التقارير: وزارة الشؤون االجتماعية والعمل قانون الضمان االجتماعي وتعديالته الصادر بالمرسوم السلطاني رقم.84/87 وزارة التنمية االجتماعية 2004 تقرير موجز عن إنجازات وأنشطة الوزارة خالل عام 2004 دائرة التخطيط والمتابعة سلطنة عمان. 166

202 وزارة التنمية االجتماعية 1991 دراسة استطالعية حول الطالق دائرة الدراسات واإلحصاء سلطنة عمان. وزارة العدل بيان اجمالي نسب وثائق الزواج وشهادات الطالق الصادرة بمحافضات السلطنة مجلة أون الين 2001 العدد 12 السنة األولى مجلد 1 القاهرة. مركز الدراسات النسوية 1992 تجارب نسوية في الطالق القدس. ثالثا :المراجع األجنبية: 1- Bailey-Joanne, 2000, Anexploration of empowerment in divorce mediation, university of Houston, p Castaldo, Debra Delb 2004, The meaning of divorce and faith community : some experiences of women. unpublished Ph.D dissertation,texas Tech university United States, Texas. 3- David A.Schulz, 1966, the changing family, its function and future, second adition, prentichall. Inc. Englewood cliffs. New Jersey. 4- Dejone, 2003, Madelenc, Divorce mediation in south Africa: A comparative study, university-of-south-africa. 5- E.R. Babbie, 1980, sociology, Wads Worth publishing. Comp. California. 6- Good, 1966, 1971, chester, 1977, Burr, Good, w 1966, Family Disorganization in Merton, R. and Nisbet, R (eds) contemporary social problems. New York. Harcourt, Brace and world. 8- Gottman J.M 1998: Psychology and the study of martial processes. 9- Manuel castells,1997, the power of identity, information age,v.2 (malden,ma;blackwell publishers. 10- Morgan, 1975, Social Theory And The family, R.K.P., London & Boston. 11- Poyo, A.M., 1980, Family headship and drug addicion among male Puerto-Rico youth unpublished Ph.D Dissertation submitted to ordham university. 12- Rathod, J, 1975: The addict, Abstinence. and family, American. J of Psychiatry. 13- Wilson, H, 1980: Parental supervision, aneglected aspect delinquency, British J. of Crimionology. 14- C.C.Harriss,1977,The Family, George Allenof Unwin. 167

203 168

204 169

205 170

206 171

207 172

208 173

209 174

210 الجلسةالثانية المسار األول ورقة بحثية )2( رؤية سيكولوجية تشخيصية لواقع األسرة العربية فى ظل مجتمع المعرفة أ.د. كوثر إبراهيم رزق أستاذ الصحة النفسية والعالج النفسى و وكيلة كلية التربية بدمياط للدراسات العليا والبحوث جامعة المنصورة مشكلة البحث األسرة هي المؤسسة االجتماعية األولى التي يتعامل معها الطفل وهي البيئة الثقافية التي يكتسب منها لغته وقيمه وهى تؤثر في تكوينه الجسمي والنفسي واالجتماعي والعقائدي ومسئولة عن حفظ النوع وتوفير األمن والطمأنينة للطفل وتنشئته تنشئة ثقافية تتالءم مع مجتمعه وتحقق له التكيف االجتماعي. واألسرة كانت وال تزال أهم هيئة في المجتمع تضطلع بعملية التنشئة االجتماعية ونقل التراث من جيل إلى جيل وإدماج الطفل في اإلطار الثقافي العام عن طريق إدخال التراث الثقافي في تكوينه وتوريثه إياه توريثا متعمدا بتعليمه نماذج السلوك المختلفة في المجتمع الذي ينتسب إليه.) مصطفى الخشاب 1981 :154( وهي الهيئة التربوية األولى دون منازع طوال حقب التاريخ المديد لإلنسان ( أرنولد جزل و آخرون 1957 : 2( واألسرة تزود الفرد بالرصيد األول من أساليب السلوك االجتماعي التي تمنح الطفل أوضاعه االجتماعية وتحدد له من البداية اتجاهات سلوكه واختياراته وتقوم بغرس آداب السلوك المرغوب فيه و تعويده على السلوك وفق أخالقيات المجتمع. ( محمد متولى قنديل رمضان مسعد بدوى 2005: ) 38 وهي أول جماعة يعيش فيها الطفل و يشعر باالنتماء إليها و بذلك يكتسب أول عضوية له في جماعة يتعلم فيها كيف يتعامل مع اآلخرين في سعيه إلشباع حاجاته وتحقيق مصالحه من خالل تفاعله مع أعضائها وتعد مشاركة اآلباء واألمهات في عملية التنشئة االجتماعية للطفل داخل األسرة مشاركة واجبة والزمة إذ ال يغنى وجود أحدهما عن اآلخر وهما يشكالنه معا هيكل السلطة في األسرة.. وقد لحق باألسرة العربية كثير من التغيرات إذ وجدنا اختفاء األسرة الكبيرة التي كانت تضم الجد والجدة واألبناء واألحفاد وحل محلها األسرة النووية التي تضم األب واألم واألبناء الغير متزوجين كما أثرت التغيرات االقتصادية في وقتنا الحاضر على العالقات األسرية في المنطقة العربية و التي تشهد تغيرا سريعا 175

211 وهذا بدوره أدى إلى تغير أساسي في البنية االجتماعية و االقتصادية التي إرتكزت عليها األسرة العربية منذ قرون طويلة وبالتالى إنعكست هذه التغيرات على تنشئة الطفل وعالقته باألسرة وعلى طريقة التعامل معه. )محمد متولى قنديل رمضان سعد بدوى 2005: 39( إضافة إلى غلبة للطابع المادي في الحياة الحديثة وانتشار الفضائيات والمسلسالت التليفزيونية ذات القصص )المدسوسة( والغريبة على طبيعتنا العربية واإلسالمية وغلبة اإلعالن المغرض وأغاني )التحرر والعرى( جميعها أثر بصورة أو بأخرى على شكل األسرة العربية وصار الغالب في الحياة الزوجية غياب األب واألم أو كليهما معا لبعض الوقت أو لكثير من الوقت من أجل لقمة العيش وعليه ساد الطابع المادي النفعي على العالقات بين أفرادها. وفي خضم تلك الحياة التي تالطمها األمواج وتعتصرها صعوبات الحياة دون أن يشعر بذلك األزواج يعانى األبناء من الوحدة القاسية أو المربيات )األجنبيات( الغريبات عنا في الطباع والسلوك كما هو الحال في )بعض األسر( أو أصدقاء السوء أو أفالم العنف والمغامرات لذا بات حال األسرة العربية ال يسر إال العدو المتربص بها من كل مكان مما ساهم في إفراز خلل حقيقي أصاب بناء الكثير من األسر العربية ومع هذا الخلل انتشرت أنواع عديدة من الزواج لم نألفها من قبل كما ظهرت الكثير من الممارسات السلوكية الخاطئة داخل األسرة و منها : - التدليل و الحماية الزائدة. اإلهمال والقسوة الزائدة. - اللوم و التوبيخ المستمر. استخدام األلفاظ الجارحة. - التحذير المستمر. التخويف من األثر السيئ على الوالدين. - المقارنة مع اآلخرين. االستهزاء والسخرية. - البالغة في التهديد والوعيد...الخ وكان لوجود الكثير من العوامل المختلفة التي عاقت األسرة العربية ومازالت تعوقها عن القيام بدورها كامال في تنشئة أطفالها تنشئة تشبع حاجتهم وتحقق مطالب نموهم وترعى تفتح شخصياتهم في كل مرحلة من مراحل نموهم وهذه العوائق نذكر منها : 1- خروج المرأة إلى العمل: المرأة تخرج للعمل لتأكيد ذاتها وإثبات شخصيتها ورغبتها في الحفاظ على مستوى معيشة مرتفع أو الضطرارها للكفاح مع زوجها في مواجهة مشقة األحوال االقتصادية وغالء األسعار بالحصول على قدر من المال يرفع دخل األسرة أو لتحمل عبئ األسرة بمفردها إذا كانت هناك أسباب قاهرة تدعوها إلى ذلك كانفصال زوجها عنها بالوفاة أو الطالق أو المرض المزمن المقعد وخروج المرأة للعمل على النحو المنتظم المتكرر يجعل الطفل يعانى حرمانا نفسيا منها إضافة إلى فقدان التواصل معها. 2- شدة وطأة األعمال المنزلية: انشغال األم المستمر بإدارة منزلها كثيرا ما يكون من العوامل المعوقة لها عن إشباع بعض حاجات الطفل ورعايته الرعاية الكاملة وقلما يكون عندها باق من الوقت أو الحيوية والجهد للتفرغ ألطفالها التفرغ 176

212 الحقيقي وهذا بدوره يؤثر سلبا على رعاية هؤالء األطفال الرعاية السليمة. 3- سوء األحوال السكنية : ومما يعيق األسرة عن تأدية وظيفتها في تنشئة أطفالها األحوال السكنية فهناك أسر تعيش في أماكن مزدحمة شديدة الجلبة والضوضاء رديئة التهوية وغير متصلة بالمرافق الصحية وهذا بدوره يسبب الكثير من األضرار لألطفال في سنوات نموهم المبكرة وقد ثبت أن هناك عالقة مباشرة بين سوء األحوال السكنية وتعثر النمو واعتالل الصحة. )ثناء الخولى 1983: ( 4- الفقر وسوء التغذية : من األمور التي تعيق األسرة في رعاية أطفالها ففقرها الذي ال يمكنها من توفير الغذاء الصحي الكافي في مقداره المتزن في نوعه المتكامل من حيث توافر العناصر األساسية فيه مما يترك آثار ضارة على صحة الطفل الجسمية وسالمته النفسية والتي قد تبقى مالزمه له طوال حياته فضال عن أنها تضعف مناعته وقدرته على مقاومة األمراض بصفه عامة. 5- جهل األمهات بالتربية السليمة: جهل كثير من األمهات بصفة عامة بمطالب النمو وإشباع حاجات الطفولة وعدم معرفتهم األساليب السليمة في تربية األطفال يوقعهم من غير قصد في الكثير من األخطاء التي تؤثر بشكل كبير على أطفالهم من الناحية الجسمية والنفسية كما تؤدى الى سوء توافقهم ومعاناتهم لكثير من مشاكل السلوك التي تالزمهم طوال حياتهم. ) :333,Ryan,k,kihnar,R( 6- عدم مالءمة المنزل لمتطلبات الطفولة : من العوامل المعوقة لألسرة عن إشباع حاجات األطفال وحسن رعايتهم عدم مالئمة المنزل لمتطلبات الطفولة فالمنزل في أغلب األحيان صعب أن يتوافر للطفل فيه البيئة المادية الصالحة لمطالب الطفولة والتي تالئم قدراته المحدودة وتتناسب مع صغر جسمه وسرعة حركته فاألوضاع الطبيعية للمنزل العادي تعرقل بالضرورة إلى حد»ال يستهان به«شغف الطفل في التعلم والكشف وولعه باالنطالق والحرية في نشاطه ولعبه بعبارة أخرى فإن عالم المنزل بشكل عام عالم للكبار وال يمكن أن يكون صالحا لألطفال لعدم توافر كل متطلبات الطفولة السعيدة فيه والتي تحقق النمو األمثل لألطفال بطبيعة الحال. )احمد محمد إسماعيل : ) العنف األسرى : أظهرت العديد من الدراسات في العنف األسرى إرتباط هذا العنف داخل األسر بانخفاض المستوى التعليمي واالقتصادي واالجتماعي للوالدين. )هدى يوسف 1988( )الدفراوى وآخرون 1997( )مها العلى 1999( )فاطمة حسن وآخرون 1999( )فاطمة الطراونه 2000( كما وجد أن هناك عالقة طردية بين الضغوط الحياتية التي تعيش فيها األسرة والعدوان. )حلوانى وآخرون 2001( ( Blerky, 1993( أيضا 177

213 يرتبط العدوان داخل األسرة بتعاطي الكحوليات والمخدرات وسوء استخدام األدوية. &Norgard( Magyhall )1983 elat( )1993, Malinos )عبد الوهاب كامل.)1991 كما يرتبط العدوان بحجم األسرة فكلما زاد عددها انتشر فها العدوان بشكل أكبر عن األسر األقل عددا. والعدوان بمختلف أنواعه األكثر تعرضا له الفتيات بينما يتعرض الذكور للعنف البدنى والجنسى وذلك كما ظهر فى دراسات : عبد الوهاب كامل حسام أمام مها العلى 1999 منيرة آل سعود 2000 الحلوانى وآخرون 2001 عواطف الحبشى 2001 سهام الصويع 2003 على إسماعيل عبد الرحمن في هذا الصياغ كان للباحثة مجموعة من األبحاث اإلكلينيكية تضم موضوعات حيوية حيايتية مختلفة تعبر عن مشكالت حقيقية شديدة االرتباط باألسرة وتتسبب في إعاقتها عن أداء دورها بشكل سوى من هذه األبحاث: موضوعات في اإلدمان )إدمان الحشيش البانجو- األدوية( العنف المدرسي البلطجة القلق االجتماعي الزواج غير المتكافئ االختيار الزواجى الزواج العرفى مشكالت المسنين مشكالت خاصة بطالب الثانوي وطالب الجامعة وبطالة خريجى الجامعة. وقد اتضح لي من نتائج هذه االبحاث أن دور األسرة يشوبه الكثير من السلبيات والتي ظهرت في صور عديدة حيث وجدت فيها ما يلي :- - تفكك أسرى وخالفات زوجية مشاجرات بين الزوجين فيها قدر من العنف أمام األبناء بيئة األبناء بيئة متوترة مقيدة تشعرهم بإحباط شديد. - تفكك وتمزق داخل األسر أسر ال تبنى ذاتأ وال تشبع إحتياجا أصيال لدى األبناء لذا ال يتواصلون معها بشكل سوى. - سطحية في االتصال االجتماعي واألسرة معوقة للتواصل مع اآلخرين واالختالط بهم لذا يريدون الفرار من سلطتها لتحقيق ذواتهم. - أساليب معاملة الوالدين لألبناء تتسم بالتشدد التسلط العدوان اإلهمال وعدم االتساق الحرية الزائدة التدليل الزائد الحماية الزائدة والمعاملة السيئة عدم احترام وجهة نظر األبناء ومعاملتهم دائما كأطفال لذا يشعرون بالدونية ويندفعون للعدوان تباهيا وتعويضا به عن الشعور بالرفض. - اآلباء مشغولون بأعمالهم وطموحاتهم عن أبناءهم ال يقومون بتوجيههم أو نصحهم ومتابعتهم واألبناء يفتقدون عطائهم المادي والمعنوي كما ظهرفي كثير من األسر. - اضطراب العالقة مع الوالدين الصور الوالدية محطمة والعالقة باألب عالقة تمرد وعصيان رفض السلطة وعدم اإلذعان ألوامره والعالقة باألم تتميز بالتناقض الوجداني. - العالقة باإلخوة داخل األسر تبنى على العدوانية واألنانية وفيها نجد شيوع صورتي الذات العدوانية والمعرضة لعدوان اآلخرين والتي تفصح عن تكوين نفسي سادومازوخى يتسم بمعاناة صراعات وقلق اضطهادي. - فشل األبناء في الحصول على المحبة والتقدير من الوالدين حب الوالدين فى بعض األسر مشروط مما يؤدى إلى شعورهم بأنهم ال يستحقون هذا الحب وأنه ال قيمة لهم. 178

214 - عدم االلتزام بالسلوك المتزن والملتزم بالمعايير والقيم االجتماعية. - األبناء يقدمون صورا لنماذج من آباء وأمهات ال يؤدون دورهم بالشكل المتوازن. هذا هو وبكل أسف واقع األسرة العربية في ظل مجتمع المعرفة وفى ظل عالم أصبح»قرية صغيرة«يعتمد فيه مجتمع المعرفة وبنسبة كبيرة على إدخال الحاسوب والمعلوماتية وسرعة االتصاالت والحوار واالنترنت والحكومة االليكترونية والبرمجيات..الخ واإلعالم الذي يعتبر من أهم وسائل نشر المعرفة ويقوم مجتمع المعرفة أساسا على نشر المعرفة وإنتاجها وتوظيفها بكفاءة في جميع مجاالت النشاط المجتمعي وصوال إلى االرتقاء بالحالة اإلنسانية والتي هي سبيل بلوغ الغايات اإلنسانية األخالقية العليا وفى تقرير التنمية اإلنسانية العربية 2003 يشير هذا التقرير إلى أن أهم التحديات التنموية التي تواجه البلدان العربية في مطلع األلفية الثالثة هي»المعرفة«والتي تعتبر حجر الزاوية في التنمية اإلنسانية حيث أنها أداه لتوسيع خيارات البشر وقدراتهم وللتغلب على الحرمان المادي ولبناء المجتمعات المزدهرة في القرن الحادي والعشرين ولذلك فهو يقوم بتقييم حال إكساب المعرفة نشرا وإنتاجا في البلدان العربية وتأثير ذلك على محاور الثقافة واالقتصاد واالجتماع والسياسة وصوال إلى تقديم رؤية إستراتيجيه إلقامة مجتمع المعرفة ويصف التقرير المعالم الرئيسية لعملية اإلصالح المجتمعي التي يمكن أن تنتهي بإقامة مجتمع المعرفة في البلدان العربية ولذلك كان البد من إنتاج نمط معرفي عن واقع األسرة العربية وتأسيس نموذج معرفي عربي أصيل عنها كي يوظف في تقديم الخدمات الالزمة لها والتوصل إلى حلول للمشاكل التي تعانى منها على أن يوضع في االعتبار أن إصالح األسر من الداخل يتأسس على معرفة واعية وعميقة بما يدور فيها من سلبيات ومخاطر توطئه لعالجها والوقاية منها وإضافة لذلك أرى أنه البد من النهوض بالمرأة العربية في كافة البلدان العربية ومساعدتها في الحصول على كافة حقوقها داخل وخارج المنزل. أيضا البد من االهتمام بالطفولة ومعرفة كل ما يرتبط بسوائها وعدم سوائها وأيضا البد من االهتمام بالمراهقين والشباب والمسنين وإيجاد حلول لجميع مشاكلهم في جميع البلدان العربية وذلك لتحقيق حياة أسرية سوية في ظل مجتمع المعرفة. وكان من الضروري أيضا إنشاء شبكة معلومات تمدنا بمعلومات عن كل ما يتعلق باألسرة وأيضا تشجيع التعاون بين القطاعات التنموية وبين مراكز البحوث التي تهتم باألسرة. وأخيرآ كان البد من اإلشارة إلى أنه اذا كان مجتمع المعرفة فى السياق الحالى يجعلنا نضطلع ونلم بكل ما يدور حولنا من معارف والسيما تلك التى تدور حول االسرة فالبد ان نضع فى إعتبارنا ونصب أعيننا أن نأخذ بعين االعتبار االستفادة من المعارف التى تتماشى معنا كمجتمع عربى شرقى إسالمى ونطرح ما يخالف ذلك. 179

215 المراجع 1- أحمد محمد إسماعيل) 1993 (:»مشكالت الطفل السلوكية وأساليب معاملة الوالدين«- دارالفكر العربي الجامعي. 2- تقرير التنمية اإلنسانية العربية التنمية و البيئة األهرام :2003 ص سناء الخولى )1983(: «األسرة و الحياة العائلة» دار المعرفة الجامعية. 4- سهام الصويع )2003( :»اإلساءة إلى األطفال وإهمالهم«دراسة ميدانية فى مدينة الرياض مجلة الطفولة والتنمية عدد 9 مجلد حسام يحيى سيد أمام )1998(:»المأل النفسى فى البالغين الذين تعرضوا لالعتداء الجنسى أثناء الطفولة«رسالة ماجستير غير منشورة كلية طب القصر العينى. 6- عبد الوهاب محمد )1991(:»سوء معاملة وإهمال األطفال«دراسة أيدومترية على عينة مصرية المؤتمر السنوى الرابع للطفل المصرى القاهرة : مركز دراسات الطفولة على إسماعيل عبد الرحمن )2006(:»العنف األسرى األسباب و العالج «مكتبة االنجلو المصرية. 8- عواطف الحبشي )2001(:»واقع سوء المعاملة من خالل القضايا الواردة لوزارة الداخلية «مؤتمر حماية الطفل من سوءالمعاملة واإلهمال عبر حماية األسرة وتعزيز التشريعات من أكتوبر البحرين. 9- كوثر إبراهيم رزق )1990(:»الزواج غير المتكافئ«- دراسة استطالعية متعمقة لظاهرة زواج الجامعية من زوج غير متعلم بحوث المؤتمر السنوي السادس لعلم النفس فى مصر ص 789 الى كوثر إبراهيم رزق )1992( :»إدمان الحشيش لدى صغار الطالب لتالميذ المرحلة اإلعدادية»مجلة كلية التربية )عين شمس( العدد الخامس عشر ص 331 إلى كوثر إبراهيم رزق )1992(:»دراسة مقارنة في اتجاهات طالبات الجامعة نحو اختبارشريك الحياة مجلة كلية التربية بدمياط العدد الثاني عشر )الجزء األول( ص 357 إلى ص كوثر إبراهيم رزق )1997(:»مشكالت البطالة بين خريجى الجامعة»دراسة تشخيصية مقارنة كلية التربية بدمياط جامعة المنصورة. 13- كوثر إبراهيم رزق )1999(:»في ديناميات االعتداء على المدرسين«)دراسة إكلينيكية متعمقة( لمجموعة من التالميذ العدوانين فى المرحلة الثانوية بحوث المؤتمر السنوى الخامس لعلم النفس فى مصر. 14- كوثر إبراهيم رزق )2001(: «إدمان البانجو لدى طالبات الجامعة»دراسة إكلينيكيه تشخيصية وعالجية متعمق مجلة كلية التربية بالمنصورة جامعة المنصورة العدد كوثر إبراهيم رزق )2002(: «العنف بين طالب المدارس الثانوية )العامة والعنف(«دراسة تشخيصية وعالجية مقارنة مجلة كلية التربية بدمياط جامعة المنصورة العدد

216 16- كوثر إبراهيم رزق )2003(:»مشكالت المسنين داخل أسرهم وفى دور الرعاية«دراسة مقارنة مجلة عالم التربية رابطة التربية الحديثة. 17- محمد الشقيرات عامر المصرى )2001( :»اإلساءة اللفظية ضد األطفال من قبل الوالدين في محافظة الكرك وعالقتها ببعض. المتغيرات الديموغرافية المتعلقة بالوالدين مجلة الطفولة العربية العدد السابع. 18- مصطفى الخشاب )1981(:»دراسات في علم االجتماع العائلي«دار النهضة العربية - بيروت. 19- منيرة آل سعود )2000(:»إيذاء األطفال: أنواعه وأسبابه وخصائص المتعرضين له«القاهرة الثقافة. المصرية للطباعة والنشر والتوزيع. 20- مها العلي )1999(:»إدراك األبناء فى مرحلة الطفولة المتأخرة ألسباب العقاب الضابطة المتبعة من قبل أمهاتهم«- دراسة مسحية فى ضوء بعض المتغيرات فى مدينة الرياض رسالة ماجستير غير منشورة قسم علم النفس جامعة الملك سعود. 21- محمد متولى قنديل رمضان مسعد بدوى )2005(:»مهارات التواصل بين البيت والمدرسة«الطبعة األولى دار الفكر. 22- Anglo P Giardino (2004) : Child abuse and neglect, physical abuse, ph: mdicin,28 June Avery L, Massat C an Lundy M (2000) : post traumatic stress and mental health unctioning of sexually abused children, child and Adol. Social Work J., Vol.17,1, ebraury. 24- Crosson- Tower Cynthhia (2002) : understanding child abuse and neglect, Boston: Allyn and Bacon. 25- Fegusson DM., Swain Campbell NR. And Harwood LY. (2002): Dose sexual violence contribute to elevated rates of anxiety an depression in females, Psychiatry,30, Karin Roelofs, Gere P J., Kees Al., Gerard WB. And Franny C. Moene (2002) : childhood Abuse in patients with Conversion disorders, AJP, 159,11 November, Malinsky R., and Hans DJ. (1993) : long term consequences of childhood physical abuse, Psychological Bulletin, 144, Mayhall PD. And Norgard KE. (1983) : Child abuse and neglect, Sharing responsibility, John Wiley and Sons Inc. 29- Ryan KD., Kilmer RP., Cauce AM., Watanabe H. and Hayt DR. (2000): Psychological consequences of child maltreatment in homeless adolescents Untangling the unique effects of maltreatment and family environment, child Abuse & Neg., 24, Schleimer K. (2004): prevention of depressive disorders in children and adolescents, presented I!st EMACAPAP research seminer in child and adolescent psychiatry, Sharm Elsheikh, Egypt. 181

217 182

218 الجلسةالثانية المسار األول ورقة بحثية )3( تقييم عائد التدخل باستخدام برنامج الموديل «دراسة مطبقة على طالب تخصص العمل االجتماعي«د. منال فاروق سيد علي األستاذ المساعد بقسم االجتماع والعمل االجتماعي كلية اآلداب والعلوم االجتماعية - جامعة السلطان قابوس أوال: مقدمة ومشكلة الدراسة: يتميز العصر الراهن بثورة معلوماتية غير مسبوقة في تاريخ الشعوب ال تعرف الزمان وال تهتم بالمكان ثورة تخترق ثقافات الشعوب وتقنية فائقة الدقة في االتصاالت ال تعرف الحدود تطورت فيها المعرفة العلمية بشكل مذهل وغير متوقع فاستطاعت تحطيم ثوابت الفكر. وأصبح اإلنسان وحده هو القوة التي إذا استثمرت أفضل استثمار تكون قادرة على صنع التنمية ألنه يملك من معارف وجهد عقالني وتوجهات سياسية وطنية عالمية ما يجعله يفرض إرادته. ومن ثم يصبح التعلم والتعليم هما اإلطاران الحاكمان للبقاء الحضاري والتنمية المتواصلة)أحمد مجدي )137 :2004 وتعتبر تكنولوجيا المعلومات من ركائز االقتصاد القائم على المعرفة وأهم العوامل لدفع عجلة التنمية حيث تعتمد القدرة على التعلم والمعرفة على مدى استيعاب منجزات تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت التي يمكنها إقامة المعارف العامة الشاملة التي توفرها التكنولوجيا فالتحول إلى مجتمع المعرفة يعني بناء مجتمع يشجع على االبتكار واإلبداع والبحث العلمي واالستجابة لتكنولوجيا المعلومات وإطالق حرية الممارسات الديموقراطية. لذلك أنشأت دول منظمة التعاون االقتصادي والتنمية OECD قاعدة قوية للبحث والتطوير وبنية أساسية لتكنولوجيا المعلومات للمشاركة بفاعلية في ثورة المعلومات أو ما تسمى بالثورة الصناعية الثالثة. )صالح زين 200( 2001: وقد توصلت دراسة )محمود إسماعيل 1991( حول استخدام التقنيات والوسائل الحديثة في الشبكات الوطنية للمعلومات ومدى االستفادة منها في الوطن العربي إلى أن التكنولوجيا والتقنيات الحديثة بكافة أشكالها استطاعت أن تقدم لإلنسان الكثير من المعلومات والخبرات واالستخدام األمثل للمعارف اإلنسانية التي تمكنه من أداء دور مهم في تطوير المجتمع وتنميته. )3( 183

219 وثمة مؤشرات يمكن االعتماد عليها في تحديد ووصف مجتمع المعرفة مثل االهتمام بالبحث والتنمية واالعتماد على الكمبيوتر واإلنترنت والقدرة التنافسية في مجال إنتاج ونشر المعرفة على مستوى العالم. حيث يختلف مجتمع المعرفة عن مجتمع المعلومات الذي يقوم على استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصال في انه مجتمع قادر على إنتاج البرمجيات وليس فقط استخدام أو إنتاج المواد واألجهزة المستخدمة في الحصول على المعرفة. )أحمد ابوزيد 101:2000( وقد أكدت دراسة )عبد الحميد عبد اللطيف 2000( أن االنترنت أصبح من األمور التي ال يمكن االستغناء عنها في توفير البرامج والمعلومات والبيانات كذلك مصادر التعلم المختلفة. )5( و ترى دراسة )كلينس نوتس 2000( أن مصادر التعليم عبر االنترنت أصبحت مصدرا للحصول على درجات علمية رسمية وأصبح التعليم عن بعد هو المصطلح الدارج في وصف برامج التعليم الرسمي المقدمة للطلبة عبر وسائل االتصال االلكترونية المختلفة وكأن الذي يميز مجتمع المعرفة ليس هو الحصول على المعلومات أو إمكانية استخدامها بكفاءة وتسخيرها لتحقيق أهداف معينة فقط بل ما يميز مجتمع المعرفة ويحدد قدرته على البقاء والصمود والتقدم والمنافسة هو إنتاج هذه المعرفة ليكون سلعة رابحة مهيمنة.) 6 ( وقد مثل ذلك عبئا على العملية التعليمية حيث يتطلب ذلك التحديث المستمر للمناهج وطرق التدريس واإلمكانيات العلمية وكذالك البرامج التربوية التي تستهدف تخريج أجيال قادرة على التكيف والعطاء في هذا العالم المتغير. وأول ما سيميز التعليم من وراء الثورة العلمية والتكنولوجية هو استمراريته وتنوعه واالستخدام األمثل للمعلوماتية واالتصاالت فيه. )أحمد شوقي :150( 2002 ويعد التعليم االلكتروني طريقة للتدريس باستخدام التكنولوجيا واالنترنت لجميع أقسام المقرر ومحتواه وهو مفيد للطالب حيث يساعدهم ليكونوا أكثر فاعلية في العملية التعليمية ويتيح لهم وصول أكثر للمعرفة من خالل االنترنت والتفاعل المتبادل مع زمالء الدراسة والمدرس. كما أنه مناسب لتصميم الواقع االفتراضي الذي يساعد الطالب على حل قضايا من عالم الواقع. وباعتبار التكنولوجيا أداة ووسيلة فإن التعلم االلكتروني يتطلب ممارسات تدريسية جيدة ومالئمة لهذه األدوات الجديدة.) 8 ( )ندوة تقنيات التعليم 2001( وهو ما هدفت إليه دراسة )فهد العبود : 2001( في تمكين الطالب من البحث عن مصادر المعلومات بطريقة سهلة على االنترنت وكذلك أدوات البحث المختلفة ومميزاتها واختيار الوسائل المناسبة كمصدر للمعلومات.) 9 ( ولتحقيق مبادئ ومهارات تصميم التعليم االلكتروني يتطلب ذلك إعادة النظر إلى الفصل المدرسي وتغيير دور المعلم ووظيفته حيث أصبح هو المخطط لتحقيق التفاعل بين المتعلم والوسيلة والموقف التعليمي وتسهيل عملية التعلم. وبذلك اختفت الصورة التقليدية المعروفة ذات المقاعد الثابتة والترتيب الجامد في مواجهة 184

220 المعلم الذي يحدد موقف الطالب وأسلوب التعلم القائم على المتلقي والتلقين والحفظ واالستظهار. )كمال عبدالحميد 74:2004( كل ما سبق يشير إلى أننا نحتاج إلى ثورة حقيقية الكتساب المعرفة وتكوين المهارات اإلنسانية القادرة على صياغة التقدم وتوفير متطلبات التنمية ولقد أصبح تغيير نظام التعليم وفلسفته مسألة ملحة في زمن ال يعرف إال المنافسة في مجاالت المعرفة ومن هذا المنطلق يهدف البحث إلى تقييم عائد التدخل باستخدام برنامج الموديل مع طالب مقرر مشروع التخرج في التخصص. ثانيا: مفاهيم الدراسة 1- عائد التدخل. يعتبر تقدير عائد التدخل خطوة مهمة من خطوات البحث لتقدير درجة نجاح خطة التسجيل بإستراتيجياتها وأدواتها ونماذجها النظرية. ويعنى عائد التدخل: تقدير التغييرات إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. مما يساهم في التوصل إلى نماذج عملية جديدة تؤدي بدورها لتحسين وزيادة فعاليات الممارسة. وتقويم عائد التدخل يعني تقدير درجة نجاح خطة التدخل أو البرنامج بإستراتيجياته وأدواته والنماذج النظرية. )السروجي :361( 2001 لذلك تقصد الباحثة بعائد التدخل في دراستها تقدير النتائج التي ترتبت على استخدام البرنامج والتأثير الذي تركته وهي محاولة جادة للكشف عن فاعلية البرنامج في تحسين أداء الطالب وبالتالي تحسين الممارسة المهنية واالرتقاء بها. 2- برنامج الموديل: يعد الموديل أحد حزم البرمجة التي توفر البنية للمقررات الدراسية حيث تزود المدرس )المصمم( للبرنامج بالتواصل مع الطالب وعرض المهام الكترونيا ويمكن الدخول لهذا البرنامج ألولئك الذين لديهم بريد إلكتروني في جامعة السلطان قابوس والذين منحتهم كلمة العبور لمقررك.) 12 ( )مركز تقنيات التعليم )2005 كما يعتبر البرنامج من برامج المحاكاة بالكمبيوتر والتي توفر تطبيقات واقعية مرئية للمعلومات داخل بيئة تعليمية تبسط المعلومات والظواهر المعقدة لتعريف الطالب على مكوناتها ويكون مفهوم أعمق للمادة التعليمية. )الغريب زاهر 273( 2001: وتعني الباحثة من برنامج الموديل في دراستها: هو برنامج يستخدمه مدرس المقرر باالعتماد على الفصل الدراسي االفتراض الذي يمكن الطالب من االتصال والتفاعل مع المعلومات وممارسة األنشطة التعليمية والتساؤل حول الحقائق العلمية لذلك يهدف إلى التعاون الجماعي والجمع بين المهارات والتطبيقات وتشمل المادة التعليمية للمشروع المحاضرات 185

221 والتدريبات العملية والمواقع المنشورة عبر االنترنت وكذلك المراجع العلمية. وال يهدف البرنامج إلى فهم الواقع االفتراض فقط بل تطبيق ما يتم فهمه كمشروع جماعي لعدد من الطالب. ثالثا : المنطلقات النظرية للدراسة 1- التعلم االلكتروني و مجتمع المعرفة: كثر الحديث في عصر المعلومات ومجتمع المعرفة عن الحاجة الملحة لنهضة علمية شاملة تحتاج بدورها عقال جديدا يلبي مطالب هذا العصر ويتصدى للتحديات الجسام التي يطرحها وأصبح العقل شاغل الجميع بعد أن بات مصير األمم والشعوب رهنا بنتاج العقول وقدرة أصحابها على مواجهة القوى االجتماعية وكذلك الرمزية التي يلعب فيها العلم دورا رئيسيا وحاسما. )نبيل علي :13( 2005 مما أدى إلي حدوث تغيرات مذهلة وفتح أفاق هائلة في مجال المعلومات كما خلقت التكنولوجيا الحديثة من خالل التقدم في علوم االلكترونيات الصناعية والرقمية تغيرات كبيرة وسريعة لمعدالت متزايدة ومسارعة لم تشهد البشرية مثلها من قبل وخلقت مجتمعا معلوماتيا بنمط حياة جديد في القرن الحالي فأصبحت صناعة المعلومات هي الثروة األساسية للشعوب. )السعيد عاشور 6( 2000: ويتميز مجتمع المعلومات المعاصر بوجود فئات كثيرة تتعامل مع المعلومات وتشتغل بها وتمثل أغلبية القوى العاملة الحالية كما أصبح فيض المعلومات الذي يواجه الدول هو النبض والعصب لجهود التنمية والتحديث حيث يغطي كل مجاالت الحياة المعاصرة. فال يوجد مجال من مجاالت المعيشة ال تؤثر عليه التكنولوجيا وتقدمها المستمر واالكتشافات العلمية التي تتوصل إليها البشرية كل عدة ساعات فوق كل تصور ويكفي أن ما توصلت إليه اإلنسانية االن أضعاف ما اكتشفته في كافة القرون السابقة.)محمد العمادي )19 :1998 والتكنولوجيا هي القدرة على الحصول على أحدث معلومات علمية وتطويرها واستخدامها بمهارة لتحسين األداء وهو ما يوضح االرتباط بين التقدم العلمي والتكنولوجي فالتقدم العلمي يزيد من معلوماتنا ويقدم لنا معارف جديدة نستوعبها ونرتبها ونستخدمها في ميادين جديدة نطور ونبدع فيها لتحسين األداء. )يوسف شرارة 18( 2005: ونتيجة لتضخم المعلومات بشكل واسع أصبحت معه الوسائل اليدوية عاجزة عن التعامل بكفاءة وفاعلية مع اإلنتاج الفكري بصوره المختلفة ومع المعلومات استيعابا وتصنيفا لتداخل المعلومات وتشابكها تطلب ذلك دمج تكنولوجيا الكمبيوتر بالفصول والقاعات الدراسية لالرتقاء بالتعليم وإكساب الخريجين قدرة تنافسية عالمية من حيث المعلومات والمهارات. )الهوش 297( 1991: وبدال من تعليم الطالب مباشرة يقوم الكمبيوتر بمتابعة عملية تعليمهم وتوجيههم ومن ثم يحدد الطالب ما ينبغي قراءته أو حضوره من محاضرة أو محاكاة تجربة يتخيل إجراءها مباشرة. )الفار 2000: )

222 التعليم المبرمج أدى التزايد المستمر في مجتمع المتعلمين والتطور المتالحق في تكنولوجيا التعليم إلى انتشار التعليم المعتمد على الشبكة ويعد التعليم المبرمج نوعا من أنواع التعليم الذاتي يأخذ فيه المعلم دورا إيجابيا وفعاال حيث يسير في عملية التعليم وفقا لسرعته الذاتية ويقوم البرنامج بدور الموجه نحو تحقيق الهدف. وهو طريقة من طرق التعليم الذاتي تقود الطالب تدريجيا تحت إشراف المعلم وتوجيهاته إلى السلوك المنشود مع مراعاة خصائص هذا الطالب واحترامها وتقسم المادة التعليمية المرغوب دراستها على وحدات صغيرة ويتم ترتيبها منطقيا. ويوضح لنا التعريف ما يلي: 1. التعليم المبرمج طريقة من طرق التعليم الذاتي. 2. تصاغ المادة التعليمية في خطوات صغيرة ومتسلسلة. 3. جميع الخطوات مرتبطة ببعضها لتعزيز إجابة المتعلم. 4. يمكن عرض البرنامج في صور مختلفة )410: , )Ereut وتتميز المقررات التي تصمم على الشبكة بسمات منها: السمة األولى: يختلف تصميم المقررات على الشبكة عن تدريس الوجه للوجه في كال الموقفين يستخدم القائمون على عملية التعلم االتكنولوجيا ولكن تتطلب المقررات القائمة على الشبكة فريق عمل مكون من مصممي تعلم وتطبيق تكنولوجي وخطة للتقويم وتهتم المقررات بإكساب المتعلمين مهارات ومعرفة وقيم تقدم لهم في شكل مهام. السمة الثانية: فاعلية التعليم باستخدام االتكنولوجيا تقوم على عناصر مثل طبيعة المحتوى التعليمي وخصائص التكنولوجيا المستخدمة التكلفة جودة الخبرة التعليمية الوقت المتاح وقدرة البرامج على تلبية حاجات الطالب وإمدادهم بالتغذية الراجعة التفاعلية. السمة الثالثة: االستخدام الفعال لتكنولوجيا الشبكة ال يتوقف علي مجرد الشكل بل القدرة علي تحقيق أهداف تعليمية محددة والوصول لمخرجات تعليمية مرغوبة بمعنى أن التركيز هنا ليس على التقنيات والوسائل بقدر التركيز على األهداف. السمة الرابعة: المعلم الذي يوظف التعلم عبر االنترنت يجب أن يكون قادرا على التخطيط للمقرر وتنظيم طرائق التدريس وموارده وتوظيف استراتيجية تدريسية فعالة لذلك يحتاج المعلم إلى مهارات تفوق تلك التي يحتاجها معلم في الفصل التقليدي. 187

223 السمة الخامسة: من العناصر الضرورية للتعلم عن بعد توفر تغذية راجعة من قبل المعلم في ضوء زمن محدد ومواد تعليمية لم يسبق له التعامل معها. )زيتون ) 80 79, 2004: أهداف التعليم المبرمج - تعليم الطالب مزاولة أو ممارسة األنشطة التي تؤثر في إدراكه لجوانب الموقف التعليمي. - تأكيد قدرة الدارس على إدراك جوانب الموقف التعليمي الموجود فيه. - استخدام الطالب لقدراته واستعداداته. - ممارسة واكتساب الثقة في الذات وتنمية مهارة تحمل المسؤولية. )وفاء 160( 1991: عناصر تصميم التعليم على شبكة اإلنترنت تضم عناصر تصميم التعليم المستخدمة ما يلي: )84-81: 2000, Ruffine ) 1. الفئة المستهدفون ويراعى احتياجاتهم وتوقعاتهم. 2. األهداف: ويتم تحديدها بدقة في عملية التخطيط للتصميم. 3. الصفحة األساسية والمحتويات ويفضل أن تكون خاصة بالمعلم عليها صورته. 4. بيئة العمل في الموقع: أي التفاعل مع الشبكة والمعلومات واحتواء كل صفحة على رابط مباشر بالصفحة الرئيسية. 5. تصميم الصفحة يراعى فيها الوضوح والبساطة واأللوان. 6. انتقاء برنامج على الشبكة ويتم اختياره بما يساعد في تحقيق األهداف بأفضل طريقة. 7. النص المرسوم ويتضمن الرسوم في صفحات الويب صور أيقونات أسهم وخطوط أفقية ومراعاة الخط ليسهل قراءته. 188

224 دور المعلم والمتعلم في استخدام استراتيجية التعليم المبرمج أ- دور المعلم: يختلف دورالمعلم حيث يتقلص وتزداد مهماته اإلدارية فيقوم باالتي:- - يخطط المواد التعليمية ويرتب مراحل الدرس. - يقوم أعمال الطالب القبلية والمرحلية والنهائية للتمكن من األهداف. - يشخص األخطاء والصعوبات التي يعاني منها التالميذ. - يختار المادة التعليمية التي يتناولها في نشاطه وأهدافه السلوكية. - يختار المناشط التعليمية التي يقوم بها. )ب( دور المتعلم: - يختار المادة التعليمية التي تصل به لتحقيق األهداف السلوكية. - يقوم تقدمه في كل خطوه من خطوات البرنامج. - يسير في تعلمه وفق سرعته وميوله وقد يغير السرعة إذا واجهته صعوبات)عزيز : 141( مشروعات استخدام الواقع االفتراضي في التعليم. - يمثل استخدام الواقع االفتراضي خطوة أساسية لتحديث التعليم لكي يصبح تعليم المستقبل. وتقابل الواقع االفتراضي مع االنترنت بإيجاد بيئة تعليمية فعالة تشجع الطالب على التساؤالت حول الحقائق العلمية الواقعية والمتخيلة وتهدف التأكيد على التعليم التعاوني من خالل الجمع بين المهارات والتطبيقات التكنولوجية )Joy,x,2000 :290( ايجابيات برنامج استخدام الواقع االفتراضي بالتعليم: يتنامى دور التعليم االلكتروني في تحقيق نتائج إيجابية على المستوى العالمي وظهور أثره االيجابي في دعم ورفع كفاءة العملية التعليمية ومن إيجابياته: 1. أداه قوية للتعليم والتدريب وتبادل المعلومات. 2. إسقاط عيوب نظام التلقين والتعليم النمطي. 189

225 3. تحقيق التكامل بين التعليم والتدريب. 4. نقل الخدمة التعليمية إلى مناطق بعيدة ونائية. 5. دعم أسلوب التعلم بواسطة االكتشاف. 6. قلة التكاليف. 7. االستفادة بالمكتبات االلكترونية. 8. اختيار برامج التعليم المناسبة. 9. المساهمة في تطوير الموارد والمناهج الدراسية. 10. خلق بيئة مشجعة على االبتكار واإلبداع. )بسيوني : 53( ومن العقبات االساسية في مجال نقل المعلومات والتي تشكل تحديات أمام برامج التعليم ومن أكثر المشكالت المرتبطة بالمواقع العربية قلة عدد المتعاطين للتكنولوجيا بشكل عام واالنترنت بشكل خاص في الوطن العربي وهوما أكدته أخر اإلحصائيات والتي رصدت أن دولة اإلمارات العربية المتحدة تمثل أعلى نسبة %15 تليها جمهورية مصر العربية ثم تأتي معظم الدول العربية األخرى في ترتيب متأخر. )العسكري )2004 وتتمثل تلك التحديات في مجال نقل المعلومات مثل حقوق براءات االختراع التي تمنع استخدام التقدم العلمي دون مقابل وكذلك اتفاقيات اإلنتاج التي غالبا ما تكون وسيلة استغالل قبل أن تكون وسيلة مساعدة في نقل التكنلوجيا كذلك خدمات التصنيع االستشارية باهضة التكاليف و الحواجز اللغوية بين الدول مما يستدعي توفر خدمات الترجمة ويعتبر الجهل بالفرص التي توفرها خدمات المعلومات من أكبر معوقات االتصال ونالحظ أن الدول العربية لم تقم حتى اآلن بحصر مصادر المعلومات المتاحة لديها والمتوفرة حتى يمكن التعرف على إمكانياتها ووضع الخطط للتنسيق فيما بينها. )شوقي 86-85( 2006: 2- الخدمة االجتماعية والتعلم االلكتروني: ساهم التطور التكنولوجي السريع في كافة مجاالت المعرفة العلمية والعملية في التأكيد على ضرورة أن يواكب هذا التطور المادي تطورا في الجانب االجتماعي والحياة اإلنسانية وتكوين قاعدة معرفية تساعد األخصائيين االجتماعيين في فهم تأثير التطور التكنولوجي في المجاالت الصناعية والتجارية واالقتصادية علي حياة األفراد والجماعات والمجتمعات. وإذا كانت الخدمة االجتماعية تسعي لالستفادة من التطور المعرفي والتعلم االلكتروني في تنمية وتطوير الكوادر المتخصصة من األخصائيين االجتماعيين وتدريبهم على استخدام الوسائل الحديثة في عملهم المهني لتطوير الممارسة المهنية. لذلك يمثل اإلعداد العلمي والعملي لطالب التخصص خطوة أساسية نحو تعليم وممارسة المهنة وتنمية المهارات. )2360:1995,.)Parnap ويستخدم التعلم االلكتروني بشكل كبير في تعليم وممارسة الخدمة االجتماعية في مجاالت عديدة كالتشخيص والعالج والتقييم مما يؤكد أهميته في تعليم طالب الخدمة االجتماعية وكذلك إمدادهم بالمعرفة 190

226 العملية التي يمكن تمثيلها بشكل فعال من خالل تطبيقات قائمة علي المعرفة والمعلومات من جانب وتوفير أساليب وطرق للتطبيق العملي تمكنهم من استخدام تلك الوسائل في تطوير ونقد وتقنين معارف الممارسة من جانب آخر. (,513:1994 Millea ) وقد أكدت دراسة ( اليزابيث جونسون :Elizabeth Johnson 2002 ) على أهمية التعليم االلكتروني واستخدام الحاسب واالنترنت في تدريب الطالب على استخدام أساليب وتكنيكات الممارسة المهنية وصقل مهاراتهم في العمل مع الحاالت وحل المشكالت وتطبيق طرق التدخل الجديدة وكذلك تطوير أداء الطالب في توظيف المعرفة العلمية وتدعيمها وربط المعلومات النظرية بالممارسة الواقعية وهو ما يتفق مع طبيعة مقرر مشروع التخرج. ( 2002 Johnson ) هذا وبدال من تعليم الطالب مباشرة يقوم الكمبيوتر بمباشرة ومتابعة عملية تعليمهم وتوجيههم وتحديد ما ينبغي للطالب أن يقرا ويناقش مع زمالءه باستخدام برامج التعلم لزيادة كفاءة طالب التخصص في هذا المجال باستخدام المدخل متعدد النماذج لدمج استخدامات الحاسب اآللي في التدريب داخل الفصل الدراسي وإتاحة بيئة افتراضية واقعية لمحاكاة تجربة أو مشروع من الصعب أجراءه مباشرة. ( 48:1994 ) Leung دور التعلم االلكتروني في تعليم وممارسة الخدمة االجتماعية إذا كان التعلم االلكتروني يساهم بدور كبير في تعليم وممارسة الخدمة االجتماعية بصفة عامة كما سبق وذكرنا فإنه يلعب نفس الدور بالنسبة للمقررات الدراسية والتدريب الميداني وأيضا مشروع التخرج الذي يمكننا توضيح دور التعليم االلكتروني فيه على النحو التالي : ( 22:1990 Demaio ) 1. يساهم التعلم االلكتروني )الموديل( في توفير قاعدة معرفية ومهارية وعلمية لطالب التخصص في مقرر مشروع التخرج بصرف النظر عن المجال الذي يختارونه. 2. يسهل حصول الطالب علي المادة التعليمية النظرية الالزمة للمشروع وكذلك االستفسارات واألسئلة المتعلقة به. 3. يعمل التعليم االلكتروني كوسيط لتعليم وتدريب الطالب على عمليات الممارسة المهنية وتطبيق تلك العمليات في الواقع االفتراضي المتاح في البرنامج. 4. يسهل التعليم االلكتروني تدريب الطالب علي إجراءات التدخل المهني وتقديم الخدمات وكيفية تطوير وتحسين مستوى الخدمات المقدمة. 5. يساعد التعلم االلكتروني علي توفير المناخ المناسب في القاعات الدراسية لتوجيه الطالب نحو توظيف أساليب الممارسة المهنية واألساليب العالجية لمواجهة المشكالت المختلفة. ويمكن االستفادة من التعليم االلكتروني في تدعيم وتطوير مشروعات التخرج بالقسم عن طريق استخدام تلك التقنية في: 1. تصميم برامج مثل برنامج الموديل علي مستوى القسم ولكافة المقررات علي مدار الفصل الدراسي. 191

227 2. االستفادة من برنامج الموديل في تسجيل وتدوين قاعدة بيانات كاملة عن مشروعات التخرج وموضوعاتها واإلجراءات المنهجية والتطبيقية المستخدمة كمرجع للطالب والدارسين والباحثين. 3. التأكد من عدم تكرار الموضوعات والمشاريع المطبقة وكذلك زيادة قاعدة المستفيدين من الجانب التطبيقي. 4. توفير قاعدة إحصائية داخل القسم عن المجاالت التي يدرسها الطالب في مشروعات التخرج والنتائج التي يتوصلون إليها يمكن من خاللها وضع خطة عمل واقعية للبحوث والدراسات العلمية. 5. توزيع المهام والمسؤليات على طالب المشروع بما يضمن استفادة كل طالب وتكامل دوره مع الطالب اآلخرين. 6. توفير الوقت والجهد لمراجعة ما تم إنجازه من أعمال مع الطالب من خالل تقارير المتابعة في البرنامج بدال من األعمال المكتبية واإلدارية في اجتماعات المقرر. رابعا: أهداف الدراسة 1. تحسين أداء طالب التخصص في مقرر مشروع التخرج. 2. تدعيم اإلطار النظري لبرامج التعليم االلكتروني. 3. تقييم عائد التدخل نتيجة تطبيق برنامج الموديل مع طالب التخصص. خامسا: فروض الدراسة تنطلق الدراسة من فرض أساسي مؤداه أنه من المتوقع وجود تأثير إيجابي للبرنامج المستخدم في تحسين أداء طالب مقرر مشروع التخرج. ويتم اختبار هذا الفرض من خالل الفروض الفرعية التالية: 1- توجد عالقة إيجابية بين تطبيق برنامج الموديل واكتساب معلومات كافية عن المقرر. 2- توجد عالقة إيجابية بين تطبيق برنامج الموديل واكتساب مهارات وخبرات كافية في المقرر. 3- توجد عالقة إيجابية بين تطبيق برنامج الموديل وحل المشكالت التي تواجه الطالب في المقرر. 4- توجد عالقة إيجابية بين تطبيق برنامج الموديل وإضافة أفكار وتطبيقات في المقرر. سادسا: االجراءات المنهجية للدراسة 1- نوع الدراسة والمنهج المستخدم: تعتبر الدراسة من دراسات وبحوث تقدير عائد التدخل المهني والتي تهدف إلى تقنين التدخل المهني واختبار مدى فعاليته. )عبدالعال 45( 1990: وتستخدم منهج المسح االجتماعي الشامل ومنهج دراسة الحالة باعتبار مجتمع البحث هو حالة 192

228 التدخل المهني. )قاسم 305( 2004: 2- مجاالت الدراسة: )أ( المجال المكاني: طبقت الدراسة على قسم العمل االجتماعي بكلية اآلداب والعلوم االجتماعية- جامعة السلطان قابوس. )ب( المجال البشري: شمل الطالب والطالبات ممن تشرف عليهم الباحثة في مشروع التخرج وعددهم )15( باإلضافة إلى أراء عدد من أعضاء هيئة التدريس ممن يستخدمون التعليم الشبكي االلكتروني بالجامعة وعددهم )10(. )ج( المجال الزمني: استغرقت الدراسة فترة الفصل الدراسي الثاني 7\2\ \5\2006 وهي فترة تدريس وتطبيق وإنهاء المشروع الخاص بالطالب. 3- أدوات الدراسة: تمثلت أدوات الدراسة في مقياس تحسين األداء من إعداد الباحثة وقد استهدف قياس مستوى األداء لدى الطالب في مقرر مشروع التخرج وقد اتبعت الباحثة الخطوات التالية في إعداد مقياس تحسين األداء. أ( تحديد موضوع المقياس ومؤشراته: - وفقا لما اطلعت عليه الباحثة من دراسات سابقة وبحوث وكتابات تتعلق بالبرنامج وبرامج التعليم االلكتروني ومقاييس صممت لقياس مستوى األداء لدى الطالب. - التحليل النظري لبرنامج الموديل ومتطلبات أدائه. وقد تمكنت الباحثة من خالل ذلك استخالص عدد من المؤشرات التي تقيس األداء وتوزيع قائمة باألبعاد التي يتطلبها األداء الجماعي للطالب على عدد من الخبراء والباحثين لتحديد أكثر المؤشرات ارتباطا باألداء حول البرنامج وتم استخالص أبعاد المقياس كاآلتي: البعد األول: اكتساب المعارف و المعلومات. البعد الثاني اكتساب مهارات وخبرات. البعد الثالث: حل المشكالت. البعد الرابع: إضافة أفكار وتطبيقات. صياغة المقياس في صورته األولية بجمع وصياغة عدد من العبارات المرتبطة بكل مؤشر من المؤشرات ثم وضع تدريجا ثالثيا لكل عبارة )أوافق( وتحصل على ثالث درجات )إلى حد ما( وتحصل على درجتين )ال أوافق( وتحصل على درجة واحدة. - تحكيم المقياس بعرضه على عدد من الخبراء واألساتذة في المجال وقامت الباحثة بحساب نسب االتفاق على مدى ارتباط العبارات بأبعاد المقياس وإجراء التعديالت الخاصة بالصياغة اللغوية وحذف العبارات التي حصلت على نسب اتفاق أقل من %

229 - حساب ثبات وصدق المقياس من خالل إتباع طريقة إعادة االختبار بالتطبيق على طالب المشروع ثم إعادة التطبيق بعد خمسة عشر يوما على نفس المجموعة واستخراج معامل ارتباط بيرسون بين نتائج القياسيين وقد بلغ معامل الثبات )91 ر( الجدول رقم )1( يوضح حساب معامل ثبات المقياس ومعامالت االرتباط لمؤشرات القياس - صدق المقياس: وقامت الباحثة فيه بإجراء الصدق الظاهري للمقياس من خالل تعريف كل بعد من أبعاد المقياس واختيار العبارات التي تنطبق عليها ثم عرضها على المحكمين وكذلك الصدق اإلحصائي بحساب الجذر ألتربيعي لمعامل الثبات. )ب( دليل مالحظة األداء للطالب: حيث تعتبر المالحظة من أنسب األدوات المستخدمة للحكم على سلوك المجموعة وما يصدر عن الطالب من أفعال وسلوكيات أثناء تطبيق البرنامج والتفاعل في المقرر وتتحدد المالحظة في تقييم سلوك كل طالب والمجموعة ككل والبرنامج. وقد حددت الباحثة أنواع السلوك المراد مالحظته وهي نفس أبعاد المقياس اكتساب معلومات - اكتساب مهارات وخبرات - حل المشكالت - إضافة أفكار وتطبيقات. )ج( استمارة تقييم عائد التدخل المهني: وقد صممت لقياس عائد التدخل خالل ممارسة الطالب لألنشطة المتعلقة بالمقرر واشتملت على البيانات المعرفة ومجموعة من التساؤالت تدور حول مدى معرفة الطالب ببرنامج الموديل مدى تحقيق األهداف الصعوبات والمعوقات التي واجهتهم - مقترحات تطوير البرنامج وزيادة فاعليته. )د( مقابالت فردية: حيث أجرت الباحثة بعض المقابالت الفردية مع طالب المجموعة خاصة في بداية المقرر وخالل تطبيق برنامج الموديل. )ه( المناقشات الجماعية: 194

230 وهي إحدى األدوات المهمة المستخدمة حيث يتم من خاللها عرض أفكار األعضاء وأرائهم واتخاذ القرارات المتعلقة بأهدافهم. سابعا: نتائج الدراسة وتفسيرها : 1( النتائج الخاصة باستجابات الطالب قبل تطبيق برنامج الموديل على مقياس األداء. جدول ( 2 ) يوضح تأثير أبعاد ومؤشرات المقياس ككل بالنسبة للطالب قبل تطبيق برنامج الموديل يتضح من الجدول السابق أن مستوى أداء الطالب في المقرر قبل تطبيق برنامج الموديل كانت قوية حيث بلغ متوسط مجموع األوزان للمقياس ككل )40.2( ومثلث القوة النسبية )%89.3(. وجاء في الترتيب األول من حيث أبعاد القياس القدرة على حل المشكالت بقوة نسبية) %91.8 ( ويليها القدرة على إكساب المعلومات بقوة نسبية )88.6 %( وحصل البعد الخاص باكتساب المهارات والخبرات على الترتيب الثالث حيث بلغت قوته النسبية )88.4 %( وأخيرا القدرة على إضافة أفكار وتطبيقات بقوة نسبية.)%88.2( 2( النتائج الخاصة باستجابات الطالب بعد تطبيق برنامج الموديل على مقياس األداء. 195

231 جدول )3( يوضح تأثير أبعاد ومؤشرات المقياس على الطالب بعد تطبيق برنامج الموديل يتضح من الجدول أن مستوى األداء لدى طالب المقرر قد ازداد بعد تطبيق البرنامج حيث بلغ متوسط مجموع األوزان للمقياس ككل )42.2( وبقوة نسبية )%93.2( وجاء في الترتيب األول من تأثير األبعاد على المقياس ككل القدرة على حل المشكالت بقوة نسبية )%97( يليها القدرة على اكتساب المعلومات بقوة نسبية )%92.4( ثم القدرة على اكتساب المهارات والخبرات نسبية )%92( وأخيرا القدرة على إضافة أفكار وتطبيقات بنسبة )%91.5( وإذا ما قارنا بين نتائج هذا الجدول وما سبق سنالحظ زيادة القوة النسبية ومتوسط مجموع األوزان للمقياس ككل وأبعاده مما يؤكد أهمية وفاعلية تطبيق برنامج الموديل في تحسين أداء الطالب في المقرر. 3( النتائج الخاصة بدليل المالحظة ألداء طالب المقرر أثناء وبعد تطبيق برنامج الموديل. جدول )4( يوضح نتائج المالحظة فيما يتعلق بأداء الطالب بعد تطبيق البرنامج 196

232 يتضح من الجدول أن الطالب الذين ينفذون سلوكيات ومهام األداء في المقرر دائما بلغت نسبتهم )86 %( والذين ينفذونها أحيانا )9.7 %( بينما نسبة من ال ينفذون المهام بلغت )%4.3(. وكانت أكثر األبعاد تأثيرا في األداء هي القدرة على حل المشكالت واكتساب المهارات والخبرات تليها إضافة أفكار وتطبيقات ثم اكتساب المعلومات وتختلف نتائج الجدول بعض الشيء عن الجدول السابق الخاص بالمقياس وأبعاده وذلك الختالف التسجيل النظري عن الممارسة العملية وخصوصا فيما يتعلق بطبيعة المقرر ( مشروع التخرج ) وما يتطلبه من مهام وإجراءات تطبيقية أكثر منها نظرية. جدول )5( يوضح المقارنة بين أبعاد ومؤشرات المقياس قبل وبعد تطبيق برنامج الموديل والتغيير الذي حدث يتضح من الجدول أن هناك تغييرا كبيرا قد حدث في مستوى األداء لدى طالب المقرر بعد تطبيق برنامج الموديل حيث ازداد متوسط مجموع األوزان للمقياس ككل من ) ( وارتفعت القوة النسبية للمقياس من )%89 إلى %93.2( كذلك حدث تغييرا إيجابيا في مستوى األداء لكل القدرات لدى الطالب مما يعكس أهمية البرنامج في تحسين مستوى األداء لدى الطالب في المقرر وفاعلية األساليب المستخدمة في إكسابهم المهارات والخبرات المتعلقة بالمقرر بالرغم من إجابة الطالب على المقياس قبل البرنامج بأن تلك المهارات لديهم إال أنه بعد تطبيق البرنامج ارتبطت استجاباتهم بمدى إتقانهم لها خالل األنشطة المتعددة في المقرر. 4( النتائج الخاصة باختبارات الفروض. الفرض الرئيس ومؤداه: من المتوقع وجود تأثير إيجابي للبرنامج المستخدم في تحسين أداء طالب التخصص في المقرر. 197

233 جدول )6( يوضح أثر برنامج الموديل في تحسين أداء طالب التخصص في المقرر يتضح من الجدول: 1. وجود فروق معنوية بين درجات الطالب حول مؤشر األداء في المقرر لدى طالب التخصص بعد تطبيق البرنامج وبحساب قيمة )ت( بين القياسيين وجد أنها )9.2( وهي أكبر من قيمة )ت( الجدولية عند )ن( = 14 )ح( = )0.01( ويرجع هذا الفارق إلى برنامج الموديل الذي أدى إلى تحسين أداء الطالب في المقرر. 2. ويؤكد ذلك ارتفاع الوسط الحسابي واالنحراف المعياري بعد تطبيق البرنامج وتشتت البيانات ودرجات االختالف كما توضحها معامالت االختالف بعد التدريب والتي بلغت )%54( مما يؤكد فاعلية البرنامج المطبق. 3. ومما سبق نستنتج صحة الفرض الرئيس للدراسة ومؤداه: توجد عالقة إيجابية ذات داللة إحصائية بين تطبيق برنامج الموديل وتحسين مستوى األداء لدى طالب التخصص في مقرر مشروع التخرج. 5( مناقشة النتائج الخاصة باستمارة تقييم عائد التدخل: أجاب )%90( من الطالب أن البرنامج يساعدهم في اإلطالع على معلومات أو معارف كافية عن المقرر وكذلك يحقق التفاعل بين الطالب وتنمية مهاراتهم مما يعكس أهمية البرنامج في اكتساب الطالب للمعارف والمعلومات والخبرات. يرى )%97( من الطالب أن واجبات مدرس المقرر خالل البرنامج تعريفهم بالمقرر وأهدافه وتنمية مهارات التفاعل بين الطالب وكذلك متابعة أدائهم وفهمهم للمقرر حتى يصل الطالب إلى مستوى االستفادة من البرنامج في حل مشكالت المقرر وهو ما أكدته نتائج اختبار الفروض ودليل المالحظة. أجاب )89 %( من الطالب بأن البرنامج يواجه مشكالت وقد أوضحوا أن تلك المشكالت تتعلق بفهم الطالب ومعرفته بالبرنامج في مرحلة البدء وكذلك مدى استيعابه إلمكانية االستفادة من البرنامج في تحقيق أهداف المقرر ولكنهم سرعان ما يتغلبون على تلك المشكالت بعد تطبيق البرنامج واستخدامه وهو ما أكدته نتائج القياس البعدي للبرنامج. اتفق الطالب بنسبة )%100( حول تحقيق البرنامج أهداف التواصل مع الزمالء والتعرف على وجهات النظر واكتساب المهارات والخبرات واالستفادة من األخطاء في حل المشكالت وإضافة أفكار تتعلق بالمشروع بينما ترى نسبة )%80( منهم أنه تحققت بعض األهداف إلى حد ما كالتعبير بحرية عن اآلراء خالل المنتدى واإلطالع يوميا على كل ما هو جديد بالدخول إلى الموقع وتبادل المراجع مع الزمالء. 198

234 ويرى )%34( من الطالب أنهم ال يوافقون على أن البرنامج حقق هدف وضع خطة مستقبلية خاصة بالمقرر قبل االجتماع مع المشرفة. وهو ما يعكس جوانب االستفادة من البرنامج وتحقيقه لألهداف بدرجة عالية وكذلك فاعلية األساليب واألدوات المستخدمة في البرنامج لتحسين أداء الطالب في المقرر. وحول إمكانية تطبيق البرنامج في المقررات األخرى يوافق )%92( من الطالب تماما على امكانية استخدام البرنامج وتعميمه في كل المقررات وقد يكون البرنامج بديال عن المدرس عند الضرورة إلى حد ما وهي نتيجة مهمة تحتاج إلى دراسة ومناقشة إلمكانية االستفادة من ذلك البرنامج في العملية التدريسية وزيادة أداء الطالب في كل المقررات. وفيما يتعلق بالصعوبات والمعوقات التي واجهت الطالب خالل تطبيق البرنامج يرى )%70( من الطالب أنهم ما زالوا يتواصلون أفضل مع زمالئهم خالل المحاضرة وأن التواصل عن طريق البرنامج يحتاج إلى وقت طويل يؤثر على المقررات األخرى. وكذلك أضاف )%22( من الطالب أنه ال يتوافر دائما لديهم جهاز الحاسب للدخول إلى البرنامج وأحيانا يواجهون أعطاال كثيرة من شبكة االنترنت. ويضع الطالب مجموعة من المقترحات التي تزيد فاعلية البرنامج وهي: 1. تدريب الطالب على مثل تلك البرامج بصورة مستمرة. 2. المتابعة من جانب المتخصص في التعليم الشبكي لالستفادة أكثر. 3. تعميم التجربة في كل المقررات. 4. دراسة مدى مناسبة البرنامج لطبيعة المقررات واالستفادة منه. 5. أن يحتوي دائما البرنامج على معلومات جديدة ومناقشات تحفز اإلبداع واالبتكار عند الطالب. 6. تعديل بعض األفكار بالبرنامج ليتناسب مع طبيعة تخصصنا. مستخلصات الدراسة وبحوث مقترحة: 1( أهمية تبني األقسام العلم ية بالكلية لنظام بحثي يحقق مقومات تحسين أداء الطالب في العملية التعليمية. 2( إجراء الدراسات والبحوث حول إمكانية االستفادة من التعليم الشبكي في تجويد العملية التدريسية. 3( اختبار إمكانية استخدام برنامج الموديل في المقررات األخرى في الخدمة االجتماعية. 4( دراسة معوقات استفادة المدرسين واألساتذة من إسهامات التعليم الشبكي ومعطياته في العملية التدريسية. 5( ربط البحوث والدراسات العلمية بمتطلبات تحقيق الجودة في التعليم واالنطالق من واقع مجتمع المعرفة 199

235 واحتياجاته. وتقترح الدراسة البحوث المستقبلية التالية: 1( دراسات وبحوث تتعلق بكيفية تحقيق التعاون بين الجانب األكاديمي وتقنية المعلومات لتجويد وتطوير األداء ألعضاء هيئة التدريس. 2( دراسات وبحوث خاصة ببرنامج التعليم االلكتروني )الشبكي( وكيفية االستفادة منها في التخصص. 3( بحوث ودراسات تهتم بأساليب التدريب المتعددة والمتطورة لتحسين أداء الطالب. 4( بحوث ودراسات تهتم بدراسة معوقات االستفادة من البرامج المتاحة وإمكانية تطويرها. 5( بحوث ودراسات تتعلق بتبني نماذج للممارسة في الخدمة االجتماعية مستمدة من واقع التطور ومتطلبات بناء مجتمع معرفي قوي. 200

236 201

237 202

238 203

239 204

240 205

241 206

242 207

243 208

244 المراجع: 1( أحمد مجدي حجازي: العولمة بين التفكيك وإعادة التركيب القاهرة الدار المصرية السعودية ( صالح زين الدين: تكنولوجيا المعلومات والتنمية القاهرة مكتبة الشروق الدولية ط 2001,2. 3( محمود صالح إسماعيل: التقنيات الحديثة ودورها في الشبكات الوطنية للمعلومات بحث منشور في الندوة العربية الثانية للمعلومات منشورات االتحاد العربي للمكتبات والمعلومات تونس ( أحمد أبو زيد: المعرفة وصناعة المستقبل الكويت مجلة العربي ط ( عبد الحميد عبدا للطيف: استخدام الحاسب اآللي في مجال العلوم االجتماعية القاهرة جامعة عين شمس ( بيترويدل: الحصول على وظيفة عبر االنترنت القاهرة دار الفاروق للنشر ( أحمد شوقي هندسة المستقبل القاهرة دار العين للنشر ( ندوة تقنيات التعلم التعلم االلكتروني سلطنة عمان جامعة السلطان قابوس ( فهد ناصر العبود: آلية البحث في االنترنت السعودية دار الفيصل الثقافية ( كمال عبدا لحميد زيتون:تكنولوجيا التعليم في عصر المعلومات واالتصاالت القاهرة عالم الكتب ط ( طلعت السروجي وآخرون: مداخل منهجية في بحوث الخدمة االجتماعية: القاهرة مركز توزيع الكتاب الجامعي ( مركز تقنيات التعلم مقدمة لبرنامج )Moodle( والتعليم اإللكتروني دورة تدريبية ألعضاء هيئة التدريس سلطنة عمان جامعة السلطان قابوس ( الغريب زاهر إسماعيل: تكنولوجيا المعلومات وتحديث التعليم القاهرة عالم الكتب ط ( نبيل علي: تكنولوجيا المعلومات وتطور العلم القاهرة المكتبة األكاديمية ( السعيد عاشور: ثورة اإلدارة العلمية والمعلوماتية القاهرة اللجنة القومية للحاسب اآللي ( محمد محمد ألعمادي: تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها القاهرة دار الشروق ط ( يوسف شرارة: مشكالت القرن الحادي والعشرين والعالقات الدولية القاهرة سلسلة الفكر ( أبو بكر الهوش نحو مجتمع المعلومات في الوطن العربي تونس المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( إبراهيم عبد الوكيل الفار: تربويات الحاسوب وتحديات مطلع القرن الحادي والعشرين القاهرة دار الفكر العربي ط ) Eraut,M.R: Programmed Learning in: Michael,E,the international Encyclopedia of 209

245 Educational Technology pergamon press, oxford, ( كمال عبدا لحميد زيتون: مرجع سابق ذكره. 22( وفاء دفع اهلل مصطفى: دور تقنيات االتصاالت الحديثة في مجتمع المعلومات تونس المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ) Ruffini, M.F: Systematic planning in the design of aneducational website. Educational Technology, ( عزيز عبدالعزيز قنديل: فعالية استخدام استراتيجية التدريس الفردي اإلرشادي في تدريس بعض المهارات األساسية في رياضيات المرحلة اإلبتدائية القاهرة مجلة كلية التربية ) Joy,x: Instructional Design Attributes of Web based corsescenter of innorations in Technology For Learning, ( عبدالحميد بسيوني: التعليم والدراسة على اإلنترنت الكويت عالم المعرفة ( سليمان العسكري: مستقبل الثورة الرقمية العرب والتحدي القادم الكويت كتاب العربي ( شوقي سالم: نظم المعلومات والحاسب األلكتروني االسكندرية دار المعارف ) Pranab chatterjee; technology transfer (in encyclopedia of social work, Nasw press, 19th. vol 3), ) Millea Susan : Automating human services expertise» The validation of knowledgebased expert systems in social work practice, (Austin University of Texas), ) Johnson, Elizabeth: Strategies for creating mis technology to improve socialwork practice and research, (USA, Washington), ) Leung Patrick: Advancing competent social practice, Acomputer based approach to child protective service training in computer human services, (Texas, Vol 11), ) Demaio,Genene Marie : Factors contributing to the USA of computer based in formation system in student services, (dissertation abstracts inter national, Vol 51.), ( عبد الحليم رضا عبد العال: البحث في الخدمة االجتماعية القاهرة دار الثقافة للنشر والطباعة ط ( محمد رفعت قاسم: عمليات الممارسة المهنية في تنظيم المجتمع القاهرة دار المهندس للطباعة

246 الجلسةالثانية المسار الثاني ورقة بحثية )1( مستقبل الصحف التقليدية في ظل ثورة المعلومات والمعرفة )الصحف الورقية في مواجهة الصحف اإللكترونية(»دراسة مسحية«د. علي نجادات قسم الصحافة واإلعالم جامعة اليرموك - المملكة األردنية الهاشمية تقديم: لقد تنبأ الخبراء والمهتمون بانتهاء عصر الصحافة التقليدية )الورقية( منذ زمن بعيد فمنذ أن ظهرت أجهزة الراديو وبعدها أجهزة التلفزيون وثورة الفضائيات وأخيرا شبكة االنترنت والخبراء من المهتمين يدقون الجرس خوفا على الصحف الورقية من كل ما هو جديد. إال أن هذه الصحف استطاعت وفي كل مرة أن تصمد وتكيف نفسها ال بل وتستفيد من الجديد لخدمتها وتطورها. ويذكر الشريف أن الصحيفة الورقية»نجحت في التعامل مع معظم هذه التحديات بل أنها اعتمدت وسائل االتصال الجديدة مثل التلغراف والهاتف في تطوير وتحسين أدائها حتى أن الراديو لم ينجح - رغم انتشاره السريع ووصوله إلى فئة المستخدمين األميين الذين لم تستطع الصحيفة الوصول إليهم - في زحزحة الصحف من قمة هرم وسائل االتصال الجماهيري ولعل مرد ذلك يعود إلى جاذبية ومصداقية الكلمة المكتوبة عند المتلقي«. )الشريف 66:2000( ويرى اللبان»أن صناعة الجرائد ككل ليست في خطر كما يخشى معظم الناشرين وألن معظم هذه الجرائد قامت بإنشاء مواقع لها على شبكة االنترنت تتميز بسمات مهمة من حيث التصميم وجودة المضمون والخصائص التفاعلية وأساليب تقويم الفعالية والكفاءة فإن هذه الجرائد تكون قد اكتسبت أرضا جديدة للبقاء في حلبة المنافسة«. )اللبان 199:2005( ويمكن القول إن العالقة بين الصحف الورقية والصحف اإللكترونية هي عالقة جدلية مستندة إلى التنافس من أجل البقاء ألي منهما إال أن هناك حيزا كبيرا في الفضاء اإلعالمي الستيعاب كال النمطين من الصحف ال بل والمزيد من الوسائل اإلعالمية األخرى. 211

247 وعلى خالف بعض االتجاهات السائدة حاليا والتي تتوجس خيفة على الصحف الورقية من الصحف اإللكترونية فإن الصحف الورقية اليابانية مثال ال تزال تتمتع بتوزيع قوي فبحسب اتحاد ناشري الصحف اليابانية وكتابها»فإن رقم التوزيع بلغ )53( مليونا عام 2004 م مقابل )52.8( مليونا عام 2003 م إال أنه وفي المقابل فإن بعض وكالء مبيعات الصحف يدفع رسوم التوزيع لشركات الصحف من جيوبهم الخاصة بينما يمنحون الصحف مجانا للعائالت بهدف الحفاظ على نسب التوزيع لكن وكالء المبيعات هؤالء يحققون مكاسب من خالل إصدارات إعالنية يضعونها داخل الصحف«. )جريدة الغد 341:2005(»ويمكن القول إن الفكرة األولى للصحافة اإللكترونية قديمة إذ تعود بداياتها إلى سنة 1939 م عندما طرح في المعرض العالمي مشروع»الهاتف البصري«الذي ينقل الصور بدل األصوات والذي يمكن تشبيهه بالمثالة )الفاكس( إلى حد ما إال أن الحرب الكونية الثانية نشبت بعد ذلك بوقت قصير ولم يعد ثمة مجال لمتابعة تطوير هذا االختراع حتى السبعينيات والثمانينيات من هذا القرن«. )نجم 29:1995( وبعد النصف الثاني من القرن العشرين»كانت الصحف ترسل عبر موجات الراديو إلى عشرات اآلالف من المنازل عن طريق أجهزة الفاكس... كما عرفت الصحافة محاوالت إلرسال الصحف بطريقة الفيديوتكس tex( )Video في بداية الثمانينيات وذلك باستخدام خطوط التلفون وبدءا من تسعينيات القرن العشرين بدأت الصحف في الخروج إلى االنترنت بدوافع عديدة لعل أهمها محاولة االستفادة من التكنولوجيا الجديدة لتعويض االنخفاض المتزايد في عدد قرائها وفي عائدات اإلعالن«. )نصر 92-91( 2003: ويمكن القول إن دخول الصحف الورقية إلى عالم االنترنت جاء بعد أن شكل ظهور الصحف اإللكترونية التي ليس لها وجود في عالم اإلعالم إال من خالل هذه الشبكة تهديدا لعرش الصحافة الورقية مما حدا بها إلى دخول غمار التجربة حيث أصبح لها مواقع إلكترونية خاصة بها تمك ن القراء من الوصول إليها ليس فقط عن طريق اإلشكاك ومنافذ البيع المختلفة بل عن طريق االنترنت أيضا. وبالرغم من أن الكثير من الصحف الورقية أنشأت لها مواقع على شبكة االنترنت إال أنها في الوقت نفسه أبقت على نسختها الورقية»حتى أن بعض المواقع اإلخبارية على االنترنت أقدمت على إصدار طبعات ورقية لها وذلك من مثل»Bizbach«وهي مطبوعة تهتم بالمسابقات الرياضية ومؤسسة TargetTech وهي شركة تدير مواقع إلكترونية للعديد من المطبوعات على شبكة االنترنت«. )P27:2007 )klotzer, وعند الحديث عن قراء الصحف الورقية من قبل المراهقين مقارنة مع الوسائل األخرى تبين أن هذه الفئة تضع قراءة الصحف الورقية في نهاية سلم اهتماماتها حيث تبين من الدراسة»أن )%70( من هؤالء يتحصلون في غرف نومهم على جهاز راديو وأن )%64( منهم يتحص لون على جهاز تسجيل PlayerTape وأن )%53( منهم يتحصلون على جهاز تلفزيون وأن )%51( منهم يتحصلون على Player«.»CD )Glenn, Scott, 2004:P77( وقد وجد أن المواطن األمريكي»يتصفح يوميا ما معدلة أكثر من سبعة مواقع مختلفة على االنترنت وذلك بهدف الحصول على األخبار الرياضية بالدرجة األولى والموضوعات االقتصادية بالدرجة الثانية وعلى الوظائف وفرص العمل بالدرجة الثالثة علما بأن أغلب هذه المواقع هي لصحف إلكترونية أكثر منها لمحطات تلفزه أو لمجالت وصحف ورقية«. )P18:2002 )Newspaper, 212

248 ويعتقد Hoenisch»أن الصحف اإللكترونية ال تشكل خطرا على الصحافة الورقية ولن تحل محلها وأن من أهم مقومات بقاء هذه الصحف إمكانية قراءتها في أي مكان وفي أي زمان وفي المتنزهات ووسائط النقل العام وعلى طاوالت اإلفطار أو العشاء صباحا ومساء وليال. )1991:16 )Hoenisch, مشكلة الدراسة وأهميتها: إن ظهور أي وسيلة جديدة لالتصال الجماهيري البد وأن تترك أثرا من نوع ما على الصحف الورقية ذلك أن هذه الصحف تعد بمثابة األم للوسائل التي جاءت بعدها. وقد واجهت هذه الوسيلة تحديات ال بأس بها في بداية القرن الماضي عندما ظهر الراديو إلى الوجود ومن بعده التلفزيون في منتصف القرن العشرين أما التحدي األكبر للصحف الورقية فقد جاء عند ظهور االنترنت في نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي السيما بعد بزوغ ما يعرف بالصحافة اإللكترونية لذلك فإن مشكلة الدراسة الرئيسية تتمثل في التعرف على مدى منافسة الصحافة اإللكترونية للصحافة الورقية وما هو المستقبل الذي ينتظر الصحافة الورقية في ظل ثورة المعلومات والمعرفة. وينبثق عن المشكلة الرئيسية مجموعة من المشكالت الفرعية تتمثل في التعرف على مقروئية الصحف الورقية واإللكترونية والتعرف على إيجابيات وسلبيات الصحف اإللكترونية والتعرف على األنماط والمضامين المنشورة في الصحف اإللكترونية والتعرف على نوع العالقة التي تربط كال النوعين من الصحف. ولما كان العالم العربي الزال في بدايات حقبة دخول الصحف المطبوعة إلى الشبكة العنكبوتية وظهور المواقع اإلخبارية والبوابات الشاملة )Portals( فإن هذه الدراسة تكتسب أهميتها في كونها من الدراسات القليلة على مستوى الوطن العربي ومن الدراسات الرائدة على مستوى األردن التي تبحث في مستقبل الصحف الورقية في ظل ثورة المعلومات والمعرفة الحالية. أهداف الدراسة: تسعى هذه الدراسة لتحقيق مجموعة األهداف التالية: - التعرف على مدى مقروئية الصحف اإللكترونية والورقية. - التعرف على وسيلة القارئ المفضلة في الوصول إلى الصحيفة اإللكترونية. - التعرف على ما يميز الصحيفة اإللكترونية عن الورقية. - التعرف على أهم سلبيات الصحيفة اإللكترونية. - التعرف على أسباب تفضيل القراء للصحف اإللكترونية على الورقية. - التعرف على اإلشباعات التي يحققها القارئ من مطالعته للصحيفة اإللكترونية. - التعرف على أنماط ومضامين الموضوعات التي يطالعها القارئ في الصحيفة اإللكترونية. - التعرف على المطلوب من الصحف الورقية حتى تحافظ على بقائها. 213

249 - التعرف على األسباب التي تحافظ على بقاء الصحف الورقية. - التعرف على نوعية العالقة بين الصحف اإللكترونية والورقية. فروض الدراسة وتساؤالتها: بناء على نتائج الدراسات السابقة التي أطلع عليها الباحث فقد قام بصياغة الفروض على النحو التالي: الفرض األول: يميل القراء إلى تفضيل مطالعة الصحف اإللكترونية على الورقية. الفرض الثاني: تساهم الصحف اإللكترونية في التقليل من الرقابة وزيادة هامش الحرية الصحفية. الفرض الثالث: العالقة بين الصحافة الورقية واإللكترونية هي عالقة تكامل وتنافس وليست عالقة إلغاء وإقصاء. الفرض الرابع: هناك فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى )α= 0.05( بين نوع المبحوث االجتماعي ونوع الصحف التي يقرأها. الفرض الخامس: هناك فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى )α = 0.05( بين المستوى الدراسي ألفراد العينة من الطلبة المبحوثين ونوع الصحف التي يقرأون. الفرض السادس: هناك فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى )α = 0.05( بين النوع االجتماعي ألفراد العينة المبحوثة وتفضيالتهم للصحف اإللكترونية والورقية. الفرض السابع: هناك فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى )α = 0.05( بين المستوى الدراسي للمبحوثين وتفضيالتهم للصحف اإللكترونية والورقية. كما تسعى هذه الدراسة لإلجابة على مجموعة من التساؤالت تتمثل فيما يلي: - ما مدى قراءة المبحوث للصحف اإللكترونية - ما مدى قراءة المبحوث للصحف الورقية - ما هي وسيلة المبحوث المفضلة في الوصول إلى الصحف اإللكترونية - ما هي أهم سلبيات الصحف اإللكترونية من وجهة نظر المبحوث - إلى أي مدى تساهم الصحف اإللكترونية في التقليل من االعتماد على الصحف الورقية - ما هي أنماط الموضوعات التي يقرأها المبحوث في الصحيفة اإللكترونية - ما هي مضامين الموضوعات التي يقرأها المبحوث في الصحف اإللكترونية - ما هي مجاالت الموضوعات التي يقرأها المبحوث في الصحف اإللكترونية - ما هو المطلوب من الصحف الورقية حتى تحافظ على بقائها أمام سطوة الصحف اإللكترونية 214

250 التعريفات اإلجرائية: اعتمادا على فروض الدراسة وتساؤالتها فإن المصطلحات التالية سوف يتم تداولها في هذه الدراسة وهي: - الصحف التقليدية )الورقية(: ويقصد بها تلك الدوريات الورقية من الحجم العادي Size( )Standard أو الحجم النصفي Size( )Tabloid والتي تطبع وتوزع بشكل يومي أو أسبوعي وتحتوي على األخبار والمقاالت والتحقيقات والتعليقات والتحليالت الصحفية واإلعالنات أو أية أمور أخرى تعد مهمة بالنسبة لجمهور القراء سواء أكانت هذه الدوريات محلية أو عربية أو إقليمية أو عالمية. - الصحف اإللكترونية: ويقصد بها تلك الدوريات غير الورقية والتي يتم نشرها على شبكة االنترنت بشكل دوري وتحتوي على األخبار والمقاالت والتحقيقات والتعليقات والتحليالت الصحفية واإلعالنات أو أية أمور أخرى تعد مهمة بالنسبة لجمهور القراء سواء أكانت هذه الدوريات محلية أو عربية وإقليمية أو عالمية حيث يقوم القارئ باستدعائها وتصفحها والبحث في داخلها وهي نوعان: 1. الصحف اإللكترونية الكاملة Newspapers( )Online وهي صحف قائمة بذاتها وال يشترط أن تحمل اسم الصحيفة الورقية وهي من مثل: موقع عمون وموقع إيالف. 2. النسخ اإللكترونية من الصحف الورقية ونعني بها مواقع الصحف الورقية على شبكة االنترنت من مثل موقع جريدة»الرأي«األردنية وموقع جريدة»النهار«اللبنانية وموقع جريدة JournalThe Wall Street األمريكية. نوعية الدراسة ومنهجها: تصنف هذه الدراسة ضمن البحوث الوصفية التي تستهدف»تصوير وتحليل وتقويم خصائص مجموعة معينة أو موقف معين يغلب عليه صفة التحديد أو دراسة الحقائق الراهنة المتعلقة بطبيعة ظاهرة أو موقف أو مجموعة من الناس أو مجموعة من األحداث أو مجموعة من األوضاع وذلك بهدف الحصول على معلومات كافية ودقيقة عنها دون الدخول في أسبابها أو التحكم فيها وذلك بصرف النظر عن وجود أو عدم وجود فروض محددة مسبقا«. )حسين 131:1995( وقد اعتمدت هذه الدراسة على منهج المسح وذلك من خالل دراسة جمهور القراء للصحف الورقية واإللكترونية لمعرفة رأيهم فيما يتعلق بنوعية العالقة بين النوعين من الصحف وهل هي عالقة تكامل وتنافس أو عالقة إلغاء وإقصاء وذلك من خالل قيام الباحث بتصميم استبانة بحث مكونة من جزئين األول يتعلق بخصائص أفراد العينة المبحوثة من حيث النوع االجتماعي للمبحوث والكلية التي يدرس فيها ومستواه الدراسي في الجامعة أما الجزء الثاني من االستبانة فتناول أسئلة تدور حول مدى مقروئية كال النوعين من الصحف من قبل المبحوثين وهل يفضلون الصحف اإللكترونية على الورقية أو العكس ولماذا وما هي اإلشباعات المتحققة لدى القراء من خالل مطالعتهم للصحف اإللكترونية وما هي مضامين ومجاالت وأنماط الموضوعات التي يقرأون في الصحف اإللكترونية وأخيرا ما هو المطلوب من الصحف الورقية حتى تحافظ على بقائها أمام الصحف اإللكترونية. 215

251 مجتمع الدراسة وعينتها: تكون مجتمع الدراسة من جميع طلبة جامعة اليرموك على اختالف كلياتها لمرحلة البكالوريوس والمسجلين في الفصل الصيفي من العام الجامعي 2007/2006 م والبالغ عددهم )16132( طالبا وطالبة.)11( أما عينة الدراسة فقد كانت عينة عشوائية وبنسبة )%2.5( من العدد اإلجمالي لمجتمع الدراسة وبواقع )403( طالبا وطالبة حيث تم سحب العينة إجرائيا على النحو التالي: ) ( 100=403. ولكي تكون هذه العينة ممثلة لطلبة الجامعة بمختلف كلياتهم فقد ارتأى الباحث توزيع االستبانة على طلبة مساق»التربية الوطنية«المطروح في الفصل الصيفي وقت إجراء الدراسة نظرا ألن هذا المساق يعد من متطلبات الجامعة اإلجبارية بحيث يتحتم على كل طالب مسجل في الجامعة دراسته. اختبارا الصدق والثبات: استخدم الباحث الصدق الظاهري Validity( )Face للتأكد من أن العبارات واألسئلة المتضمنة في االستبانة يمكن أن تؤدي إلى جمعها بدقة أو قياس المتغيرات قياسا صحيحا وهو ما يتم عن طريق دراسة محتويات أداة جمع المعلومات أو القياس وتقويمها.)حسين 314:1995( وقد عرض الباحث أداة الدراسة على عدد من أعضاء الهيئة التدريسية في أقسام الصحافة واإلعالم بكلية اآلداب والقياس والتقويم بكلية التربية واإلحصاء بكلية العلوم وقد تم األخذ بآرائهم ومقترحاتهم حتى أصبحت األداة قابلة للتطبيق الميداني على الطلبة المبحوثين. أما فيما يتعلق باختبار الثبات )Reliability( فقد تم التحقق منه وفقا ألسلوب االختبار وإعادة االختبار Retest( )Test لتجنب األخطاء في الصياغة أو المفردات أو حاالت االلتباس وعدم الفهم لذا فقد قام الباحث بتوزيع االستبانة على )30( مفردة من عينة الدراسة وعلى مرحلتين وبفارق زمني مقداره أسبوعين بين التوزيع األول والثاني وكانت إجاباتهم متطابقة في الحالتين حيث بلغ معامل الثبات )%82( وهي نسبة جيدة في مثل هذا النوع من الدراسات مما يضمن ثبات األداة المستخدمة في الدراسة. المعالجة اإلحصائية: لقد تم تفريغ اإلجابات وإدخالها إلى ذاكرة الحاسوب ومن ثم استخدمت الرزمة اإلحصائية للعلوم االجتماعية )SPSS( في تحليل البيانات. وقد استخدم اختبار Square( )Chi لمقارنة النوع االجتماعي والمستوى الدراسي للمبحوثين على المتغيرات التابعة والمتمثلة بتفضيل المبحوثين مطالعة الصحف اإللكترونية على الورقية من جهة ونوع الصحف التي يقرأون من جهة أخرى. تحليل النتائج ومناقشتها: توصيف مجتمع الدراسة: ويشتمل هذا التوصيف على النوع االجتماعي ألفراد عينة الدراسة والكليات الجامعية التي ينتمون إليها ومستواهم الدراسي واللغات التي يتقنونها باإلضافة للغة العربية والجنسيات التي ينتمون إليها. 216

252 جدول رقم )1( عينة الدراسة حسب النوع االجتماعي وتشير بيانات الجدول رقم )1( إلى أن نسبة الذكور من أفراد العينة بلغت )%38( بينما بلغت نسبة اإلناث )%62(. ويمكن أن يعزى ارتفاع نسبة تمثيل اإلناث على الذكور من أفراد العينة المبحوثة إلى أن الفصل الصيفي من أي عام دراسي يعد فصال اختياريا لمن يلتحق به من الطلبة وبناء عليه فإن الكثير من الطلبة الذكور ال يلتحقون بالدراسة في هذا الفصل بل يبحثون عن فرصة مؤقته للعمل حتى يتمكنوا من توفير بعض المال الذي يحتاجونه للدراسة في الفصول األخرى. ولما كانت الدراسة قد أجريت في الفصل الصيفي 2007/2006 م فإنه من الطبيعي أن تزداد نسبة اإلناث الملتحقات بالدراسة فيه عن نسبة الذكور. كما أن البيانات الصادرة من دائرة التنمية والتخطيط في الجامعة تشير إلى أن نسبة اإلناث للعام الدراسي 2007/2006 بفصوله الثالث بلغت )%61( بينما بلغت نسبة الذكور )%39()13(. جدول رقم )2( أعداد أفراد العينة حسب الكلية ومن بيانات الجدول رقم )2( يتضح أن أعداد الطلبة الملتحقين بكلية االقتصاد والعلوم اإلدارية هم األكثر حيث بلغت نسبتهم )%17.4( وجاءت نسبة الطلبة الملتحقين بكلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب في المرتبة الثانية وبنسبة مقدارها )%16.1( أما الطلبة الملتحقون بكلية اآلداب فجاءوا في المرتبة الثالثة وبنسبة مقدارها )%13.9( وجاء طلبة كلية العلوم في المرتبة الرابعة وبنسبة مقدارها )%13.2( وجاء طلبة كلية العلوم التربوية في المرتبة الخامسة وبنسبة مقدارها )%12.7( أما طلبة كلية الحجاوي للهندسة التطبيقية فقد جاءوا في المرتبة السادسة وبنسبة مقدارها )%11.9( وفيما يتعلق بطلبة الكليات األخرى في الجامعة فقد جاءت نسب تمثيلهم متقاربة ومتدنية إلى حد ما حيث تراوحت ما بين )%2.2 - %3.7(. 217

253 ويمكن أن يعزى ارتفاع عدد الطلبة من أفراد العينة في الكليات الست األولى إلى حيوية تخصصات البعض منها السيما كليات االقتصاد والعلوم اإلدارية وتكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب والحجاوي للهندسة التطبيقية من جهة وإلى زيادة الطلب على خريجي كليات اآلداب والعلوم التربوية كمدرسين في المدارس من جهة أخرى. أما باقي الكليات والتي جاءت نسبة تمثيلها متدنية إلى حد ما فإن الطلب على خريجيها في سوق العمل األردني والعربي يعد متدنيا ولذلك فإن إقبال الطلبة على دراسة تخصصاتها يعد ضعيفا إلى حد ما. جدول رقم )3( المستوى الدراسي لعينة الدراسة وحول المستوى الدراسي ألفراد العينة تشير بيانات الجدول رقم )3( إلى أن طلبة السنة األولى جاءوا في المرتبة األولى وبنسبة )%61.8( وجاء طلبة السنة الثانية في المرتبة الثانية وبنسبة )%24.6( أما طلبة السنة الثالثة فقد جاءوا في المرتبة الثالثة وبنسبة مقدارها )%8.9( وجاء طلبة السنة الرابعة في المرتبة األخيرة وبنسبة )%4.7(. ويمكن أن يعزى ارتفاع نسبة تمثيل طلبة السنتين األولى والثانية بين أفراد العينة إلى أن اختيار عينة الدراسة جاء من طلبة مساق التربية الوطنية )س. ه 102( وهو مساق بمستوى السنة األولى وإجباري لكافة طلبة الجامعة. أما تدني تمثيل طلبة السنتين الثالثة والرابعة فربما يعود إلى أن هؤالء الطلبة إما أنهم متأخرون في تسجيل هذا المساق ودراسته أو أن بعضهم لم يحالفه الحظ في المساق عندما سجله للمرة األولى ولذلك سجله للمرة الثانية. جدول رقم )4( اللغات التي يتقنها أفراد العينة باإلضافة للعربية ومن بيانات الجدول رقم )4( يتضح أن اللغة اإلنجليزية جاءت في المرتبة األولى من بين اللغات التي يتقنها الطلبة المبحوثين وبنسبة مرتفعة وصلت إلى )%76.2( وجاءت اللغة الفرنسية بالمرتبة الثالثة 218

254 وبنسبة )%1( أما نسبة الطلبة الذين يتقنون لغات أخرى غير اللغة األم واإلنجليزية والفرنسية فقد جاءوا بالمرتبة الثانية وبنسبة )%3.9( وتمثلت هذه اللغات في اإليطالية واألسبانية واأللمانية والعبرية والروسية والرومانية وبنسب متدنية جدا تراوحت بين ) (. أما أولئك الذين ال يتقنون أي لغة غير العربية فكانت نسبتهم )%18.9(. ويمكن أن يعزى السبب في ارتفاع نسبة من يستخدمون اإلنجليزية إلى جانب العربية إلى أن هذه اللغة تدخل في تدريس الكثير من المساقات التي تطرحها الجامعة السيما في كليات االقتصاد والعلوم اإلدارية والحجاوي للهندسة التطبيقية وتكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب وكلية العلوم باإلضافة إلى تخصص اللغة اإلنجليزية وآدابها في كلية اآلداب. عالوة على أن هذه اللغة هي وال شك من أكثر اللغات حيوية في العصر الحالي. أما استخدام بعض الطلبة للغات أخرى غير اإلنجليزية فيمكن أن يعزى إلى وجود قسمي اللغات الحديثة واللغات الشرقية ضمن أقسام كلية اآلداب في الجامعة. جدول رقم )5( جنسية أفراد العينة أما فيما يتعلق بجنسيات الطلبة من بين أفراد العينة فقد جاءت الجنسية األردنية في المرتبة األولى وبنسبة )%95.3( أما المرتبة الثانية فقد احتلتها الجنسية العربية وبنسبة )%3.2( أما الجنسيات األخرى فقد جاءت في المرتبة الثالثة وبنسبة )%1.5( وقد شملت طلبة من اندونيسيا وماليزيا وإسرائيل وأمريكا علما بأن الطلبة الذين يحملون الجنسية اإلسرائيلية هم من فلسطيني األراضي المحتلة عام 1948 م وأن الطلبة الذين يحملون الجنسية األمريكية هم من أصول أردنية وعربية. ويمكن أن يعزى وجود طلبة من جنسيات آسيوية السيما من ماليزيا واندونيسيا في الجامعة إلى أن هذه الدول ترسل أبناءها إلى البالد العربية واألردن منها ليتعلموا اللغة العربية والشريعة اإلسالمية كون تلك الدول تدين باإلسالم. جدول رقم )6( نوعية الصحف التي يقرأها أفراد العينة 219

255 وفيما يتعلق بنوعية الصحف التي يقرأها أفراد العينة تشير بيانات الجدول رقم )6( إلى أن الصحف الورقية ما زالت في الطليعة حيث يقرأها ما نسبته )%53.3( من أفراد العينة المبحوثة أما من يقرأون الصحف اإللكترونية فقط فقد جاءت نسبتهم بما مقداره )%9.9( في حين أن من يقرأ الصحف الورقية واإللكترونية معا بلغت نسبتهم )%18.4( أما أولئك الذين ال يقرأون الصحف بنوعيها فقد كانت نسبتهم )%18.4( أيضا. ويمكن أن يعزى ارتفاع نسبة من يقرأون الصحف الورقية إلى توفر هذه الصحف في مكتبة الجامعة الرئيسية ومكتباتها الفرعية أمام الطلبة وبالمجان وإلى حكم العادة التي ما زالت تسيطر على الكثير من القراء الذين لم يألفوا بعد الصحافة اإللكترونية واالنترنت وأنهم يرتاحون أكثر عند قراءتهم للصحيفة الورقية أكثر من اإللكترونية. أما تدني نسبة القراء من أفراد العينة الذين يقرأون الصحف اإللكترونية فربما يعزى السبب في ذلك إلى الصعوبات الفنية في التعامل مع جهاز الكمبيوتر والصعوبات المادية التي تحول أحيانا دون الوصول إلى هذه الخدمة سواء أكان ذلك في مقاهي االنترنت أو في المنازل لعدم القدرة على امتالك أجهزة الحاسوب واالشتراك بخدمة االنترنت. جدول رقم )7( مدى قراءة أفراد العينة للصحف اإللكترونية وفيما يتعلق بمدى قراءة أفراد العينة للصحف اإللكترونية فإن بيانات الجدول رقم )7( تشير إلى أن نسبة من يقرأون هذه الصحف بدرجة أحيانا جاءت في المرتبة األولى وبنسبة )%16.4( أما أولئك الذين نادرا ما يقرأون هذه الصحف فقد بلغت نسبتهم )%11.8( أما أولئك الذين يقرأون هذه الصحف دائما فقد جاءوا في المرتبة الثالثة وبنسبة )%6.4(. ويمكن أن يعزى تدني نسبة من يقرأون الصحف اإللكترونية بشكل دائم إلى جملة من األسباب أهمها أن عددا ال بأس به من األسر األردنية ما زالوا ال يملكون جهازا للحاسوب في البيت وإذا كانوا يملكون مثل هذا الجهاز فإنهم ربما ما زالوا غير مشتركين بخدمة االنترنت التي تمكنهم من الوصول إلى مثل هذه الخدمة. إضافة إلى المشاكل الفنية والمادية وضيق الوقت أحيانا السيما بالنسبة لطلبة الكليات العلمية وبعض التخصصات األدبية التي تتطلب منهم الوقت الكثير للوفاء بالتزاماتهم تجاه دراستهم. 220

256 جدول رقم )8( مدى قراءة أفراد العينة للصحف الورقية وحول مدى قراءة أفراد العينة للصحف الورقية تشير بيانات الجدول رقم )8( إلى أن من يقرأون هذه الصحف أحيانا جاءوا في المرتبة األولى وبنسبة )%48.3( أما أولئك الذين يقرأون هذه الصحف دائما فجاءوا في المرتبة الثانية وبنسبة )%28.6( أما من يقرأون هذه الصحف نادرا فجاءوا في المرتبة الرابعة وبنسبة )%10.9( في حين جاء من ال يقرأون الصحف الورقية في المرتبة الثالثة وبنسبة )%12.2(. ويمكن أن يعزى ارتفاع نسبة من يقرأون الصحف الورقية بين الحين واآلخر إلى سهولة الحصول على هذا النوع من الصحف سواء من مكتبة الجامعة أو شرائها حيث ال يتجاوز ثمن النسخة الواحدة أكثر من )250( فلسا. جدول رقم )9( * الوسائل المتاحة ألفراد العينة للوصول إلى الصحف اإللكترونية * يمكن للمبحوث اختيار أكثر من بديل. وحول الوسائل المتاحة ألفراد العينة للوصول إلى الصحف اإللكترونية يتضح من بيانات الجدول رقم )9( أن الكمبيوتر الشخصي جاء في المرتبة األولى وبنسبة )%34.9( فيما جاءت مختبرات الجامعة في المرتبة الثانية وبنسبة )%32.8( وجاءت مقاهي االنترنت في المرتبة الثالثة وبنسبة )%26.5( أما المرتبة الرابعة فكانت لفئة»عند األصدقاء«وبنسبة )%4.9( أما فئة أخرى فجاءت بالمرتبة األخيرة وبنسبة )%1.7(. ويمكن أن يعزى احتالل الحاسوب الشخصي للمرتبة األولى ومختبرات الجامعة للمرتبة الثانية إلى طبيعة تخصص أفراد العينة المبحوثة الذين جاء معظمهم من الكليات العلمية من مثل كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب وكلية العلوم وكلية الحجاوي للهندسة التطبيقية الذين يتطلب تخصصهم اقتناء جهاز للحاسوب باإلضافة إلى كليتي اآلداب واالقتصاد والعلوم اإلدارية التي تتطلب بعض تخصصاتهم استخدام الحاسوب بشكل مكثف كتخصص الصحافة واإلعالم في كلية اآلداب مثال. 221

257 جدول رقم )10( * ما يميز الصحيفة اإللكترونية عن الورقية بحسب أفراد العينة * يمكن للمبحوث اختيار أكثر من بديل. وعن الميزات التي تنفرد بها الصحف اإللكترونية عن الصحف الورقية تشير بيانات الجدول رقم )10( إلى أن توفير الصحف اإللكترونية لخدمة البحث داخل الموقع جاءت في المرتبة األولى وبنسبة )%23.4( أما توفير خدمة البحث داخل الشبكة فقد جاءت في المرتبة الثانية وبنسبة )%15.2( واحتلت خدمة الحوار مع المحررين المرتبة الثالثة وبنسبة )%13.7(. أما توفير خدمات تحديث الصفحات والربط بالمواقع ذات الصلة والبريد اإللكتروني فقد جاءت في المراتب الرابعة والخامسة والسادسة وعلى التوالي وبنسب متقاربة جدا. ويمكن أن يعزى احتالل توفير خدمة البحث داخل الموقع وداخل شبكة االنترنت لمواقع متقدمة عند المبحوثين إلى أن مثل هذه الخدمات توفر للقراء فرصة اإلطالع على الموضوعات التي نشرت في الصحيفة خالل األشهر الستة األخيرة )مع تفاوت هذه المدة من صحيفة إلى أخرى( حيث ما زالت صحيفة USAToday تتيح للمتصفح الحصول على المقاالت واألخبار والتقارير التي نشرت في النسخة الورقية منها منذ عام 1994 م وحتى الوقت الحالي وبالمجان. )نصر ( 2003: جدول رقم )11( * أهم سلبيات الصحف اإللكترونية بحسب أفراد العينة * يمكن للمبحوث اختيار أكثر من بديل. وحول سلبيات الصحف اإللكترونية تشير بيانات الجدول رقم )11( إلى أن اإلجهاد والتعب الجسمي الذي يصيب المتصفح جاء في المرتبة األولى وبنسبة مقدارها )%52( أما السلبية التي جاءت في المرتبة 222

258 الثانية فكانت صعوبة القراءة من الشاشة مباشرة وبنسبة مقدارها )%17.6( أما من يعتقدون بأن قراءة الصحف اإللكترونية تستغرق وقتا أطول من قراءة الصحف الورقية فكانت نسبتهم )%16.8( أما أولئك الذين يرون أن سرعة االنتقال من صفحة إلى أخرى وصعوبة العودة إلى الصفحة التي يريدون تعتبر مشكلة عند تصفحهم للصحيفة اإللكترونية فكانت نسبتهم )%10.2( أما من كانت إجاباتهم ضمن فئة أخرى فكانت نسبتهم )%3.4(. ويمكن أن يعزى ارتفاع نسبة من يعتقدون أن اإلجهاد والتعب الجسمي هي من أهم سلبيات الصحف اإللكترونية بالنسبة للمتصفح إلى طبيعة ووضعية الجلسة بالنسبة للمتصفح السيما إذا ما طالت المدة وفي المقابل فإن الخيارات المتاحة أما قارئ الجريدة الورقية كثيرة ومتنوعة. عالوة على أن الكثيرين من الباحثين في هذا المجال يعتقدون أن هذه السلبية تعد بمثابة أمراض تالزم مستخدمي الحاسوب. جدول رقم )12( تفضيالت مطالعة الصحف اإللكترونية على الورقية بحسب أفراد العينة وفيما يتعلق بتفضيل مطالعة الصحف اإللكترونية على الورقية أو العكس تشير بيانات الجدول رقم )12( إلى أن ما نسبته )%64.7( من المبحوثين ال يفضلون مطالعة الصحيفة اإللكترونية على الورقية بينما تشير ما نسبته )%35.3( منهم إلى أنهم يفضلون مطالعة الصحف اإللكترونية على الورقية. وهذه النتيجة تدلل على عدم صحة الفرض األول من فروض الدراسة. ويمكن أن يعزى ارتفاع نسبة من ال يفضلون الصحف اإللكترونية على الورقية إلى ما يصيب المتصفح من إجهاد وتعب وصعوبة في القراءة وغيرها من السلبيات التي تالزم متصفح الجريدة اإللكترونية عالوة على أن الكثير من القراء لم يتعودوا بعد على قراءة الصحيفة اإللكترونية مقابل تجربتهم الطويلة في التعامل مع الصحيفة الورقية. جدول رقم )13( * أسباب تفضيل مطالعة الصحف اإللكترونية على الورقية بحسب أفراد العينة 223

259 * يمكن للمبحوث اختيار أكثر من بديل. وعن أسباب تفضيل الصحف اإللكترونية على الورقية تشير بيانات الجدول رقم )13( إلى أن ما نسبته )%19.3( من المبحوثين يعتقدون أن السبب في ذلك عائد إلى أن أخبارها متجددة أما من يفضلونها العتقادهم بأنها تجمع خصائص النصوص والصورة والصوت معا فبلغت نسبتهم )%18.4( وهناك من يفضلونها العتقادهم أنها أكثر إثارة وجاذبية وتسلية وبنسبة )%18.1( أما من يفضلونها العتقادهم بأنها مجانية فقد بلغت نسبتهم )%12.7(. وبالنظر إلى هذه النتائج يتضح أن السبب في احتالل تجدد أخبار الصحيفة اإللكترونية للمرتبة األولى عائد إلى إمكانية متابعة القارئ للجديد من األخبار وعلى مدار الساعة بسبب وجود خدمة التحديث التي تتميز بها الصحف اإللكترونية على الصحف الورقية ألن التحديث في الصحف الورقية معناه إصدار طبعات جديدة وهذا ال يتوافر دائما لمعظم الصحف نظرا للكلفة العالية. جدول رقم )14( الرغبات المتحققة من قراءة الصحف اإللكترونية * يمكن للمبحوث اختيار أكثر من بديل. وفيما يتعلق بالرغبات المتحققة من قراءة الصحف اإللكترونية بالنسبة للمبحوثين يتضح من بيانات الجدول رقم )14( أن متابعة األحداث على أرض الواقع والتعرف على أشياء جديدة جاءت في المرتبة األولى وبنسبة )%23.7( أما إشباع الحاجات المعرفية ودوافع الفضول فجاءت في المرتبة الثانية وبنسبة مقدارها )%20.1( في حين احتلت رغبة ملء الفراغ وإضاعة الوقت المرتبة الثالثة وبنسبة )%18.2( واحتلت الحاجة إلى الراحة واالستمتاع المرتبة الرابعة وبنسبة مقدارها )%15.1( أما رغبة البحث عن قواعد للمناقشة والتفاعل االجتماعي فقد احتلت المرتبة الخامسة وبنسبة )%9.2(. وبتحليل هذه النتائج يتضح مدى أهمية متابعة األحداث والتعرف على أشياء جديدة وعلى مدار الساعة وهذا ما ال يتوافر في الصحف الورقية عالوة على أهمية إشباع الحاجات المعرفية وملء أوقات الفراغ والراحة واالستمتاع بعد عناء يوم طويل وشاق بالنسبة للقارئ إضافة إلى تحقيق الكثير من الحاجات واإلشباعات األخرى لدى القراء. 224

260 جدول رقم )15( المداومة على قراءة نفس الصحيفة اإللكترونية وباستمرار وحول مدى االلتزام من قبل القراء بقراءة نفس الصحيفة اإللكترونية وبصورة مستمرة أجاب ما نسبته )%5.5( من أفراد العينة المبحوثة بأنهم يقرأونها دائما بينما من يقرأها أحيانا كانت نسبتهم )%16.4( أما أولئك الذين يقرأونها نادرا فكانت نسبتهم )%12.7(. أما أولئك الذين ال يقرأون الصحف اإللكترونية فقد كانت نسبتهم )%65.4(. وبالنظر إلى هذه النتائج يمكن أن يعزى النسبة المتدنية من القراء الذين يقرأون صحيفتهم اإللكترونية وبانتظام إلى جملة من األسباب منها عدم امتالك القارئ لجهاز الحاسوب في البيت وإلى عدم اشتراكه بخدمة االنترنت التي تتطلب من القارئ دفع كلفة ال بأس بها قد ال تتحملها موازنة األسرة في بعض األحيان ناهيك عن أن عادة قراءة الصحيفة اإللكترونية لم تتجذر بعد عند شرائح كثيرة في المجتمعات العربية والمجتمع األردني منها. جدول رقم )16( هل يلجأ المبحوث إلى النسخة الورقية في حال عدم توفر النسخة اإللكترونية وفي حالة عدم تمكن القارئ من الوصول إلى الصحيفة اإللكترونية تشير بيانات الجدول رقم )16( إلى أن ما نسبته )%45.6( من المبحوثين يلجأون إلى النسخة الورقية منها بشكل دائم بينما أجاب ما نسبته )%27.2( منهم أنهم يلجأون إلى النسخة الورقية منها أحيانا أما من يلجأون إلى النسخة الورقية منها بشكل نادر فكانت نسبتهم )%19.3( في حين كانت نسبة من ال يلجأون إلى النسخة الورقية منها في حال عدم توفر النسخة اإللكترونية )%7.9(. وبتحليل هذه النتائج يتضح أن أفراد العينة من المبحوثين الذين يقرأون الصحف اإللكترونية هم من غير الموالين لهذا النوع من الصحف ذلك أن ما نسبته )%7.9( فقط من هؤالء المبحوثين هم ممن ال يلجأون بالمطلق إلى النسخة الورقية من الصحيفة اإللكترونية كما أنه ال يمكن الجزم بأن عدم لجوئهم إلى النسخة الورقية سببه تعلقهم بالصحيفة اإللكترونية وحسب. 225

261 جدول رقم )17( الوقت الالزم لقراءة الصحيفة اإللكترونية وحول الوقت الالزم لقراءة الصحيفة اإللكترونية من قبل القراء المبحوثين تشير بيانات الجدول رقم )17( إلى أن الذين يقضون مع الصحيفة أقل من ساعة واحدة بلغت نسبتهم )%47.4( بينما من يقضي مع الصحيفة من ساعة إلى ساعتين بلغت نسبتهم )%33.3( أما أولئك الذين يقضون أكثر من ساعتين في قراءة الصحيفة اإللكترونية فقد بلغت نسبتهم )%19.3(. وبالنظر إلى هذه النتائج يتضح أن حوالي نصف القراء المبحوثين يقضون مع الصحيفة اإللكترونية أقل من ساعة يوميا مما يدلل على أننا نعيش ما يسمى بعصر»القارئ المتعجل«حيث ال يجد الفرد الوقت الكافي لقراءة الصحف ربما بنوعيها وذلك بسبب مشاغله الكثيرة في هذه األيام. جدول رقم )18( مدى مساهمة الصحف اإللكترونية في الحد من الرقابة وحول مدى مساهمة الصحف اإللكترونية في التقليل من الرقابة على ما ينشر وزيادة هامش الحرية الصحفية تشير بيانات الجدول رقم )18( إلى أن ما نسبته )%42.3( من المبحوثين أجابوا بأنهم موافقون على ذلك بينما أجاب ما نسبته )%21.2( منهم على أنهم موافقون تماما وأجابت نفس النسبة كذلك بأنهم ال يعرفون أما من ال يتفقون مع هذا الطرح فكانت نسبتهم )%15.3(. وهذه النتيجة تؤكد صحة الفرض الثاني من فروض الدراسة. وبالنظر إلى هذه النتائج يتضح أن الغالبية من القراء يعتقدون بأن الصحافة اإللكترونية ساهمت فعال في زيادة هامش الحريات الصحفية وحد ت كثيرا من مقص الرقيب السيما في الدول التي كانت تلجأ إلى ذلك مما يعزز بالفعل مقولة أن الحكومات السلطوية فقدت سيطرتها على مدخالت ومخرجات شبكة االنترنت. 226

262 جدول رقم )19( مطالعة الصحف اإللكترونية يقلل الطلب على الورقية وبخصوص فيما إذا كانت مطالعة القارئ لألخبار والمعلومات من خالل الصحف اإللكترونية سوف يقلل الطلب على الصحف الورقية أم ال تشير بيانات الجدول رقم )19( إلى أن ما نسبته )%38.9( من المبحوثين موافقون على هذا الطرح بينما ما نسبته )%35.2( منهم ال يتفقون مع هذا الطرح أما أولئك الذين يوافقون تماما على هذا الطرح فكانت نسبتهم )%16.1( وأما نسبة من أجابوا ب»ال أعرف«فكانت )%9.8(. وبتحليل هذه النتائج يتبين أن ما نسبته )%55( من المبحوثين يوافقون على أن الصحف اإللكترونية تساهم في التقليل من الطلب على الصحف الورقية وذلك على الرغم من ارتفاع نسبة من ال يتفقون مع هذا الطرح والتي بلغت )%35.9(. جدول رقم )20( التحول من الصحف اإللكترونية إلى الورقية إذا ما كان هناك مقابل مالي وفيما يتعلق بتحول القراء من قراءة الصحيفة اإللكترونية إلى قراءة الصحيفة الورقية في حال توجب عليهم دفع مبلغ من المال لقاء مطالعتهم للصحيفة اإللكترونية يتضح من بيانات الجدول رقم )20( أن ما نسبته )%53.2( سوف يتحولون إلى قراءة الصحف الورقية بينما كانت نسبة من سيقومون بدفع مقابل لقاء قراءتهم للصحيفة اإللكترونية إذا ما توجب ذلك )%46.8(. وبالنظر إلى هذه النتائج يتضح أن القارئ لديه االستعداد للتحول إلى الصحيفة الورقية في حال طلب منه مقابل مالي لتصفح الصحيفة اإللكترونية وهذا يعزز ما جاء في بيانات الجدول رقم )16( من أن قراء الصحف اإللكترونية هم ربما من غير الموالين لهذه الصحف. 227

263 جدول رقم )21( * الصحف اإللكترونية األردنية المقروءة من قبل أفراد العينة * يمكن للمبحوث اختيار أكثر من بديل. وعن الصحف اإللكترونية األردنية األكثر مقروئية من قبل أفراد العينة المبحوثة تشير بيانات الجدول رقم )21( إلى أن صحيفة»الرأي«جاءت بالمرتبة األولى وبنسبة )%31.3( بينما جاءت»الدستور«في المرتبة الثانية وبنسبة )%25.4( أما المرتبة الثالثة فقد احتلتها صحيفة»الغد«وبما نسبته )%22.7(. وقد احتلت المراتب الرابعة والخامسة والسادسة كل من»العرب اليوم«و»األنباط«و»الديار«على التوالي. أما من أجابوا ضمن فئة أخرى فكانت نسبتهم )%2.1( وهذه النسبة تشمل كل الصحف األردنية األسبوعية باإلضافة إلى صحيفة TimesThe Jordan األردنية اليومية. وبالنظر إلى هذه النتائج يتضح أن موقع جريدة»الرأي«اإللكتروني يحظى بأغلب الزوار من القراء يليه موقع جريدة»الدستور«وهذه نتيجة منطقية ألن النسخة الورقية من هاتين الصحيفتين هما األكثر انتشارا ومقروئية من قبل القارئ األردني وهذا ما أثبتته دراسة نجادات حيث تبين أن النسخة الورقية من صحيفة»الرأي«جاءت بالمرتبة األولى من حيث المقروئية وبنسبة )%65.6( أما»الدستور«فجاءت بالمرتبة الثانية وبنسبة ) 43.7 %(.)نجادات 306:2000( جدول رقم )22( أذكر أسماء ثالث صحف عربية أو أجنبية تقرأها 228

264 وعندما ط لب من المبحوثين ذكر أسماء ثالث صحف إلكترونية عربية أو أجنبية يقرأونها أشارت بيانات الجدول رقم )22( إلى أن صحف»الشرق األوسط«و«األهرام«المصري وموقع»إيالف«اإللكتروني جاءت في المرتبة األولى وبنسبة مقدارها )%3( لكل منها أما المرتبة الثانية فقد احتلتها صحيفة»القدس العربي«وبنسبة مقدارها )%2.8(. أما صحيفة»تشرين«السورية و TimesNew York فقد احتلتا المرتبة الثالثة وبنسبة مقدارها )%1.3( وجاء في المرتبة الرابعة كال من صحيفة»الحياة«اللندنية وموقع»عمون«اإلخباري بنسبة )%0.9( لكل منهما أما المرتبة الخامسة فقد احتلها كل من صحف Today«Arab Times »USA»الثورة«السورية»النهار«اللبنانية»البعث«السورية»السفير«اللبنانية و«األخبار«وبواقع )%0.6( لكل منها. أما نسبة من ال يتذكرون أسماء الصحف التي يقرأون فكانت )%26.4( أما نسبة أولئك الذين ال يقرأون صحفا إلكترونية عربية أو أجنبية فبلغت )%53.2(. ويستدل من تحليل هذه النتائج أن صحف»الشرق األوسط«و«األهرام«المصري وموقع»إيالف«و«القدس العربي«هي من أشهر الصحف اإللكترونية العربية واألكثر مقروئية عند أفراد العينة المبحوثة. أما بالنسبة للصحف اإللكترونية العالمية فإن صحيفة TimesNew York وصحيفة TodayUSA هما من أشهر هذه الصحف. كما تدل النتائج على أن أكثر من ربع أفراد العينة ال يتذكرون أسماء الصحف العربية والعالمية التي يقرأون وهذا مؤشر على أن البعض منهم ربما يمر على هذه المواقع مرور الكرام أثناء استخدامه لالنترنت بصورة أو بأخرى. جدول رقم )23( * أنماط الموضوعات المقروءة في الصحف اإللكترونية * يمكن للمبحوث اختيار أكثر من بديل. وحول أنماط الموضوعات األكثر مقروئية في الصحف اإللكترونية تشير بيانات الجدول رقم )23( إلى أن األخبار والتقارير اإلخبارية جاءت في المرتبة األولى وبنسبة مقدارها )%26.9( أما اإلعالنات فقد جاءت في المرتبة الثانية وبنسبة مقدارها )%23( وجاءت الرسوم الكاريكاتيرية في المرتبة الثالثة وبنسبة مقدارها )%19.4( أما المقاالت والتحليالت الصحفية فقد جاءت في المرتبة الرابعة وبنسبة مقدارها )%15.1( وجاءت المقابالت الصحفية في المرتبة الخامسة وبنسبة مقدارها )%12.3(. وبالنظر إلى هذه النتائج يتضح أن األخبار والتقارير اإلخبارية هي المادة األهم بالنسبة لقراء الصحف اإللكترونية وربما يعود السبب في ذلك إلى طبيعة المنطقة العربية التي تعيش حالة مضطربة السيما بعد 229

265 أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 م. كما أن طبيعة الصحف اإللكترونية التي تتميز على الورقية بتجدد أخبارها وتحديث محتواها يساعد القارئ في معرفة كل ما هو جديد على مدار الساعة. جدول رقم )24( * مجاالت الموضوعات المقروءة في الصحف اإللكترونية * يمكن للمبحوث اختيار أكثر من بديل. وعن مجاالت الموضوعات األكثر مقروئية في الصحف اإللكترونية من قبل القراء يتضح من بيانات الجدول رقم )24( أن الشؤون المحلية احتلت المرتبة األولى وبنسبة مقدارها )%34.3( أما الشؤون العالمية فقد جاءت في المرتبة الثانية وبنسبة مقدارها )%26( واحتلت الشؤون العربية المرتبة الثالثة وبنسبة مقدارها )%22.7( وأخيرا جاءت الشؤون اإلسالمية في المرتبة األخيرة وبنسبة مقدارها )%17(. وبالنظر إلى هذه النتائج يتضح أن الشأن المحلي جاء في صدارة اهتمامات القراء تاله الشأن العالمي ويمكن أن نرد هذه النتيجة إلى تشابك األحداث وتداخلها في المنطقة حيث يتأثر الشأن المحلي بالشأن العالمي والعربي بدرجة كبيرة في كثير من األحيان. جدول رقم )25( * مضامين الموضوعت المقروءة في الصحف اإللكترونية * يمكن للمبحوث اختيار أكثر من بديل. وبخصوص مضامين الموضوعات األكثر مقروئية في الصحف اإللكترونية من قبل القراء تشير بيانات الجدول رقم )25( إلى أن المضامين الفنية جاءت في المرتبة األولى وبنسبة مقدارها )%17.9( بينما جاءت المضامين الثقافية في المرتبة الثانية وبنسبة مقدارها )%16.8( وجاءت المضامين المتعلقة بالعلوم 230

266 والتكنولوجيا في المرتبة الثالثة وبنسبة مقدارها )%15.2( أما المضامين السياسية فقد جاءت في المرتبة الرابعة وبنسبة مقدارها )%14.8( وجاءت المضامين االجتماعية في المرتبة الخامسة وبنسبة مقدارها )%14( تلتها المضامين الرياضية فاالقتصادية والمضامين األخرى. وبتحليل هذه النتائج يتضح أن المضامين الفنية والثقافية والتكنولوجية احتلت المراتب المتقدمة قبل المرتبة السياسية ويمكن أن يعزى ذلك إلى الضغوطات النفسية والمعيشية التي يحياها المواطن وإلى ما تتمتع به الصحف اإللكترونية من خاصية الجمع بين خصائص النصوص والصوت والصورة السيما في المضامين الفنية. جدول رقم )26( * المطلوب من الصحف الورقية حتى تحافظ على بقائها * يمكن للمبحوث اختيار أكثر من بديل. وفيما يتعلق بالمطلوب من الصحف الورقية حتى تحافظ على بقائها أمام المنافسة القوية من قبل الصحف اإللكترونية تشير بيانات الجدول رقم )26( إلى أن قيام الصحف الورقية بإصدار مالحق وأبواب جديدة جاء في المرتبة األولى وبنسبة مقدارها )%28.8( وأن ظهور الصحف بمظهر جديد ومختلف عما هو في السابق جاء في المرتبة الثانية وبنسبة مقدارها )%27.5( في حين أن نشر الصحف الورقية للمقاالت القصيرة جاء في المرتبة الثالثة وبنسبة )%16.5( وجاء إرسال الصحيفة الورقية طبعاتها الجديدة للمشترك بالفاكس وإصدارها لطبعات عديدة وخصها كل إقليم من أقاليم الدولة بطبعة مستقلة في المراتب الرابعة والخامسة والسادسة على التوالي. وبالنظر إلى هذه النتائج يمكن القول أن ظهور الصحف الورقية بحلة جديدة ونشرها للمقاالت والموضوعات القصيرة والمقتضبة عالوة على نشرها لألبواب والمالحق الجديدة هو ما سوف يمكنها من البقاء بل واالرتقاء واالزدهار برغم كل ما يقال عن الخطر الراهن الذي تواجهه هذه الصحف من الصحف اإللكترونية. 231

267 جدول رقم )27( * أسباب بقاء الصحف الورقية * يمكن للمبحوث اختيار أكثر من بديل. وعن عوامل بقاء الصحف الورقية تشير بيانات الجدول رقم )27( إلى أن إمكانية استغالل الصحف الورقية لشبكة االنترنت في الترويج لها والوصول بها إلى أسواق جديدة جاء في المرتبة األولى وبنسبة )%27.4( أما إمكانية أن تطور الصحافة الورقية محتواها وتركز على األخبار المحلية واإلعالنات فجاءت في المرتبة الثانية وبنسبة )%26.3(. كما جاءت إمكانية استفادة الصحف الورقية من االنترنت لالرتقاء بعملها في المرتبة الثالثة وبنسبة )%24.3( أما القول بأنه لم يسبق أن ظهرت وسيلة إعالمية جديدة استطاعت القضاء على الوسائل السابقة لها فجاءت بالمرتبة األخيرة وبنسبة )%22(. وبتحليل هذه النتائج يتضح أن استغالل الصحافة الورقية لشبكة االنترنت في الترويج لها والوصول إلى أسواق جديدة أمر ممكن السيما وأن الصحف الورقية لها تجارب ناجحة سابقة مع الكثير إن لم يكن مع جميع المستحدثات التكنولوجية كالفاكس والهاتف وحتى الراديو حيث استغلت الصحف الورقية هذه الوسائل الجديدة وغيرها وطوعتها لخدمتها وتطورها. جدول رقم )28( العالقة ما بين الصحافة الورقية واإللكترونية وبخصوص العالقة ما بين الصحافة الورقية والصحافة اإللكترونية فإن بيانات الجدول رقم )28( تشير إلى أن هذه العالقة هي عالقة تكامل وتنافس بنسبة مقدارها )%75( أما من يرى أن هذه العالقة هي عالقة إلغاء وإقصاء فبلغت نسبتهم )%8(. أما أولئك الذين ال يعرفون فقد بلغت نسبتهم )%17(. وتؤكد هذه النتيجة صحة الفرض الثالث من فروض الدراسة. وبتحليل هذه النتائج يتضح أن الصحافة الورقية ليست في صراع حاد مع الصحافة اإللكترونية وأن الصحافة الورقية سوف تتعايش مع الصحافة اإللكترونية وسوف تستفيد منها وتسخرها لخدمتها وتطورها 232

268 وهذا ما ثبت من خالل رحلة الصحافة الورقية الطويلة مع كل الوسائل اإلعالمية األخرى التي ظهرت بعدها. جدول رقم )29( أثر النوع االجتماعي للمبحوث على نوع الصحف التي يقرأها * قيمة كا 2 تساوي )11.74( وقيمة مستوى المعنوية تساوي )0.008(. ** النسبة التي ليست بين األقواس للسطر )للصف( والتي بين القوسين ( ) للعمود والتي بين القوسين [ ] لإلجمالي. وفيما يتعلق بأثر النوع االجتماعي للمبحوث على نوع الصحف التي يقرأها يتضح من بيانات الجدول رقم )29( أن نسبة من يقرأون الصحف اإللكترونية من اإلناث بلغت )%5.2( وهي تفوق نسبة من يقرأ هذا النوع من الصحف من الذكور والتي بلغت نسبتهم )%4.7(. كما تفوقت نسبة من يقرأ الصحف الورقية من اإلناث والتي بلغت )%37.2( على نسبة الذكور والتي بلغت )%16.1(. كذلك تفوقت اإلناث في قراءتهن لكال النوعين من الصحف حيث بلغت نسبتهن )%9.9( مقابل )%8.4( للذكور. وبلغت نسبة من ال يقرأون الصحف بنوعيها من اإلناث )%9.7( أما الذكور الذين ال يقرأون الصحف بنوعيها فقد بلغت نسبتهم )%8.7(. وبتحليل هذه النتائج يتضح أن اإلناث يقرأن الصحف اإللكترونية والورقية بنسب أكبر من الذكور مما يدلل على وجود فروقات ذات داللة إحصائية عند مستوى )α = 0.05( فيما يتعلق بأثر النوع االجتماعي على قراءة الصحف اإللكترونية والورقية حيث بلغت قيمة كا 2 )11.74( وقيمة مستوى المعنوية )0.008(. مما يؤكد صحة الفرض الرابع من فروض الدراسة. 233

269 جدول رقم )30( أثر المستوى الدراسي للمبحوث على نوع الصحف التي يقرأها * قيمة كا 2 تساوي )13.08( وقيمة مستوى المعنوية تساوي )0.159(. ** النسبة التي ليست بين األقواس للسطر )للصف( والتي بين القوسين ( ) للعمود والتي بين القوسين [ ] لإلجمالي. وفيما يتعلق بأثر المستوى الدراسي للمبحوث على نوع الصحف التي يقرأ تشير بيانات الجدول رقم )30( إلى أن طلبة السنة األولى من أفراد العينة المبحوثة تفوقوا على طلبة السنوات الثانية والثالثة والرابعة حيث بلغت نسبة طلبة السنة األولى الذين يقرأون الصحف اإللكترونية )%4.2( بينما بلغت نسبة طلبة السنة الثانية )%3.7( والثالثة )%1.5( والرابعة )%0.5(. كما تفوق طلبة السنة األولى في قرائتهم للصحف الورقية حيث بلغت نسبتهم )%33.7( أما طلبة السنة الثانية الذين يقرأون الصحف الورقية فبلغت نسبتهم )%12.3( وبلغت نسبة طلبة السنة الثالثة )%3.5( والسنة الرابعة )%3(. كما تفوق طلبة السنة األولى على طلبة بقية السنوات في إقبالهم على قراءة كال النوعين من الصحف حيث بلغت نسبتهم )%10.9( في حين بلغت نسبة طلبة السنة الثانية )%4.2( وطلبة السنة الثالثة )%2.5( وطلبة السنة الرابعة )%0.7(. كما تفوق طلبة السنة األولى على بقية السنوات في عدم قراءتهم للصحف بنوعيها حيث بلغت نسبتهم )%12.9( وبلغت نسبة طلبة السنة الثانية )%3.5( والسنة الثالثة )%1.5( أما طلبة السنة الرابعة فبلغت نسبة من ال يقرأون الصحف بنوعيها منهم )%0.5(. وبتحليل هذه النتائج يتضح أن طلبة السنة األولى يتفوقون على بقية السنوات فيما يتعلق بنوعية الصحف التي يقرأون. ولما كانت قيمة كا 2 تساوي )13.08( وقيمة مستوى المعنوية تساوي )0.159( فإن المستوى الدراسي ال يؤثر على نوعية الصحف التي يقرأها الطلبة مما يؤكد عدم صحة الفرص الخامس من فروض الدراسة. 234

270 جدول رقم )31( أثر النوع االجتماعي للمبحوث على تفضيالته لكال النوعين من الصحف * قيمة كا 2 تساوي )1.118( وقيمة مستوى المعنوية )0.290(. ** النسبة التي ليست بين األقواس للسطر )للصف( والتي بين القوسين ( ) للعمود والتي بين القوسين [ ] لإلجمالي. وفيما يتعلق بأثر النوع االجتماعي للمبحوث على تفضيالته لكال النوعين من الصحف تشير البيانات الواردة في الجدول رقم )31( إلى أن ما نسبته )%21.3( من اإلناث يفضلن مطالعة الصحف اإللكترونية على الصحف الورقية بينما بلغت نسبة الذكور الذين يفضلون مطالعة الصحف اإللكترونية )%14( أما نسبة اإلناث اللواتي ال يفضلن مطالعة الصحف اإللكترونية على الورقية فبلغت )%42.9( في حين بلغت نسبة الذكور.)%21.9( وبالنظر إلى هذه النتائج يتضح أن اإلناث يفضلن مطالعة الصحف الورقية على اإللكترونية بصورة أكثر من الذكور كما أنه ال توجد فروق ذات داللة إحصائية بين الذكور واإلناث فيما يتعلق بتفضيالتهم لمطالعة الصحف اإللكترونية والورقية حيث بلغت قيمة كا 2 )1.118( بينما بلغت قيمة مستوى المعنوية )0.29( مما يؤكد عدم صحة الفرض السادس من فروض الدراسة. جدول رقم )32( أثر المستوى الدراسي للمبحوث على تفضيالته لكال النوعين من الصحف 235

271 * قيمة كا 2 تساوي )3.367( وقيمة مستوى المعنوية تساوي )0.338(. ** النسبة التي ليست بين األقواس للسطر )للصف( والتي بين القوسين ( ) للعمود والتي بين القوسين [ ] لإلجمالي. وبخصوص أثر المستوى الدراسي للمبحوث على تفضيالته لكال النوعين من الصحف تشير بيانات الجدول رقم )32( إلى أن ما نسبته )%19.8( من طلبة السنة األولى يفضلون مطالعة الصحف اإللكترونية على الصحف الورقية أما طلبة السنة الثانية فقد بلغت نسبتهم )%10.9( وبلغت نسبة طلبة السنة الثالثة )%3.3( أما طلبة السنة الرابعة الذين يفضلون مطالعة الصحف اإللكترونية على الورقية فقد بلغت نسبتهم )%1.2(. وفي المقابل قال ما نسبته )%40.1( من طلبة السنة األولى أنهم ال يفضلون مطالعة الصحف اإللكترونية على الورقية وكانت نسبة طلبة السنة الثانية )%14.9( أما السنة الثالثة فبلغت نسبتهم )%5.8( وبلغت نسبة طلبة السنة الرابعة الذين ال يفضلون مطالعة الصحف اإللكترونية على الورقية )%4(. وبتحليل هذه النتائج يتضح أن طلبة السنة األولى حازوا على أعلى النسب في عدم تفضيلهم لمطالعة الصحافة اإللكترونية وفي تفضيلهم لمطالعتها أيضا مقارنة بمستوى المبحوثين الدراسي من السنوات األخرى مما يدلل على عدم وجود فروقات ذات داللة إحصائية حول أثر المستوى الدراسي للمبحوثين وتفضيالتهم لكال النوعين من الصحف حيث بلغت قيمة كا 2 )3.367( وقيمة مستوى المعنوية )0.338(. مما يؤكد عدم صحة الفرض السابع من فروض الدراسة. أهم النتائج: تتمثل أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة فيما يلي: - تكونت عينة الدراسة في أغلبها من اإلناث وبنسبة )%62( كما أن غالبية الطلبة من كليات تكنولوجيا المعلومات واالقتصاد والعلوم اإلدارية واآلداب والعلوم والعلوم التربوية والحجاوي للهندسة التطبيقية وبنسبة )%85.2( وأن أفراد العينة كان معظمهم من مستوى السنة األولى وبنسبة )%61.8( كما أن غالبيتهم يستخدمون اإلنجليزية باإلضافة للعربية وبنسبة )%76.2( وأن نسبة الطلبة العرب واألجانب بين أفراد العينة كانت قليلة ووصلت إلى )%4.7(. - إن أكثر من نصف أفراد العينة المبحوثة وبما نسبته )%53.3( يقرأون الصحف الورقية بينما من يقرأ الصحف اإللكترونية عدد قليل وال تتجاوز نسبتهم )%10( من أفراد العينة وبلغت نسبة من يقرأ الصحف الورقية بشكل دائم )%28.6( بينما بلغت نسبة من يقرأ الصحف اإللكترونية بشكل دائم )%6.4(. - إن من أكثر الوسائل المتاحة أمام المبحوثين للوصول إلى الصحف اإللكترونية الحاسوب الشخصي بالدرجة األولى ومختبرات الجامعة بالدرجة الثانية ومقاهي االنترنت بالدرجة الثالثة وأن من أهم ما يميز الصحف اإللكترونية عن الورقية توفير خدمة البحث داخل الموقع بالنسبة للقارئ ويعد اإلجهاد والتعب النفسي من أهم سلبيات قراءة الصحف اإللكترونية وبنسبة )%52(. - إن غالبية أفراد العينة المبحوثة ال يفضلون مطالعة الصحف اإللكترونية على الورقية وبما نسبته )%64.7( أما أولئك الذين يفضلون مطالعة الصحف اإللكترونية على الورقية فمرده بالدرجة األولى إلى أن هذه الصحف 236

272 توفر خدمة مزج الصوت والصورة والنص معا. - إن من أهم الرغبات المتحققة من قراءة الصحف اإللكترونية عند المبحوثين متابعة األحداث والتعرف على أشياء جديدة باإلضافة إلى إشباع الحاجات المعرفية ودوافع الفضول وملء الفراغ وإضاعة الوقت عند أفراد العينة المبحوثة. - إن نسبة من يداومون على قراءة نفس النسخة من الصحيفة اإللكترونية وباستمرار تعد متدنية حيث بلغت )%5.5( وأن من يلجأ من المبحوثين إلى النسخة الورقية من الصحيفة اإللكترونية في حال عدم توفر اإللكترونية تعد نسبتهم كبيرة حيث بلغت )%45.6( وأن من يقضون مع الصحيفة اإللكترونية أقل من ساعة واحدة لمطالعتها بلغت نسبتهم )%47.4(. - إن الغالبية من المبحوثين وبنسبة )%63.5( متفقون على أن الصحف اإللكترونية تساهم في الحد من الرقابة على ما ينشر وزيادة هامش الحرية الصحفية. - إن غالبية المبحوثين وبما نسبته )%55( متفقون على أن مطالعة القراء للصحف اإللكترونية يؤدي إلى تقليل الطلب على الصحف الورقية وأن )%53.2( من المبحوثين سوف يتحولون إلى قراءة الصحف الورقية إذا ما كان هناك مقابل مادي لمطالعة الصحف اإللكترونية. - إن أغلب مواقع الصحف اإللكترونية األردنية مقروئية هي مواقع»الرأي«و«الدستور«حيث بلغت نسبة من يقرأ النسخة اإللكترونية من هاتين الصحيفتين )%56.7( أما أكثر الصحف العربية اإللكترونية مقروئية فكانت»الشرق األوسط«و»األهرام«وموقع»إيالف«وبنسب متساوية تلتها جريدة»القدس العربي«أما الصحافة العالمية فقد تبين أن النسخة اإللكترونية من جريدة TimesNew York هي األكثر مقروئية. - تعد األخبار والتقارير األخبارية من أكثر األنماط الصحفية مقروئية من قبل قراء الصحف اإللكترونية أما بخصوص مجاالت الموضوعات األكثر مقروئية فقد احتلت الشؤون المحلية المرتبة األولى وبما نسبته )%34.3( وبخصوص المضامين الصحفية األكثر مقروئية فقد جاءت المضامين الفنية أوال تلتها المضامين الثقافية فالمضامين المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا. - إن تقديم الصحافة الورقية لألبواب والمالحق الجديدة والظهور بشكل جديد ومختلف عما هو مألوف هما من أهم األسباب المطلوبة من الصحف الورقية حتى تحافظ على بقائها وأن الصحافة الورقية باقية برأي بعض المبحوثين ألن بإمكانها أن توظف االنترنت في الترويج لها والوصول بها إلى أسواق جديدة وأن ثالثة أرباع المبحوثين )%75( يعتقدون أن العالقة ما بين الصحافة الورقية واإللكترونية هي عالقة تنافس وتكامل وليست عالقة إقصاء وإلغاء. - تقرأ اإلناث من أفراد العينة المبحوثة الصحف اإللكترونية والورقية بنسب أكبر من الذكور وأن طلبة السنة األولى من المبحوثين يقرأون كال النوعين من الصحف بنسب أكبر من السنوات الثالث المتبقية. - تفضل اإلناث مطالعة الصحف الورقية على اإللكترونية بصورة أكثر من الذكور وأن طلبة السنة األولى من أفراد العينة المبحوثة حازوا على أعلى النسب في تفضيلهم لمطالعة الصحف الورقية على الصحف اإللكترونية مقارنة بطلبة السنوات الثالث المتبقية. 237

273 التوصيات: - يوصي الباحث أن تحذو الصحف األردنية والعربية حذو الصحف الغربية واألمريكية في الفصل ما بين الجريدة الورقية ونسختها اإللكترونية من حيث اإلدارة والتحرير وطبيعة المحتوى ومصادر الدخل واإلنفاق حتى تجدد محتواها على مدار الساعة وطيلة أيام األسبوع. - لما كانت االنترنت تعني الحرية الكاملة في التعبير عن الرأي بعيدا عن مقص الرقيب وقوانين المطبوعات والنشر فإن الحكومات العربية مدعوة إلى االمتناع عن مراقبة مدخالت ومخرجات االنترنت والصحف اإللكترونية منها حيث عمدت الحكومة األردنية وخالل فترة إعداد هذه الدراسة إلى إصدار مرسوم يقضي بمراقبة كل ما ينشر في االنترنت السيما الصحف اإللكترونية والمواقع والبوابات اإلخبارية) 16 (. - أن تسهل الجامعة على الطلبة امتالك جهاز الحاسوب الشخصي وزيادة عدد مختبرات الحاسوب المرتبطة مع االنترنت حتى يتمكن الطلبة من الوصول إلى الصحف اإللكترونية التي يريدون عن طريق االنترنت السيما وأن الحاسوب الشخصي ومختبرات الجامعة هما من أكثر الطرق استخداما من قبل الطلبة للوصول إلى الصحف اإللكترونية. - ضرورة أن تهتم الصحف اإللكترونية بصورة أكبر باألخبار والتقارير اإلخبارية وأن تركز على الشأن المحلي والمضامين الفنية والثقافية ألنها المفضلة عند جمهور المبحوثين من الطلبة. - أن تلجأ الصحف الورقية إلى استغالل االنترنت والصحف اإللكترونية في الترويج لها والوصول بها إلى أسواق جديدة السيما وأن العالقة ما بين الصحف اإللكترونية والورقية هي عالقة تكامل وتنافس كما أفاد بذلك المبحوثون من أفراد العينة. الهوامش: 1. أسامة الشريف. ثورة المعلومات: مستقبل الصحيفة المطبوعة والصحيفة اإللكترونية في مستقبل الصحافة العربية في ظل ثورة المعلومات والتكنولوجيا )مطابع جريدة الدستور التجارية / عمان - األردن 2000 م(. 2. شريف درويش اللبان. الصحافة اإللكترونية: دراسات في التفاعلية وتصميم المواقع )الدار المصرية اللبنانية / القاهرة 2005 م(. 3. جريدة الغد األردنية اليومية العدد 341 الخميس 2005/7/7 م. 4. سمير نجم بزوغ عصر الصحافة اإللكترونية مجلة الكمبيوتر واالتصاالت واإللكترونيات )أبريل / نيسان 1995 م(. 5. حسني محمد نصر االنترنت واإلعالم: الصحافة اإللكترونية )مكتبة الفالح للنشر والتوزيع / الكويت 2003 م(. 6. Charles L. Klotzer. SJR s Future: Print and / or Online (St. Louis Journalism Review, December 2006 / January 2007). 7. Carol. J. Pardun and Glenn w. Scott. Reading Newspapers Ranked Lowest Versus 238

274 Other Media For Early Teens. Newspaper Reserch Journal, Vol. 25, No. 3. Sammer Consumers, Media & U.S. Newspapers. Results From The Impact Study. (Readership. Institute. Media Manage - Ment Center at Northwestern University, 2002). 9. Steve Hoeniseh. The Future of American Newspapers: A Forcast Written in (Please See the internet site: Date: Sep. 25th, سمير محمد حسين بحوث اإلعالم الطبعة الثانية )عالم الكتب / القاهرة 1995 م(. 11. تم الحصول على أعداد الطلبة المسجلين في جامعة اليرموك من خالل االتصال بمدير القبول في الجامعة السيد علي عكاشة وذلك بتاريخ 2007/7/11 م وبعد انتهاء فترة االنسحاب واإلضافة أي بعد أن استقرت أعداد الطلبة المسجلين والمنخرطين في الدراسة بالجامعة. 12. تم استقاء هذه المعلومة من السيد احمد التميمي من دائرة التنمية والتخطيط في جامعة اليرموك وذلك بتاريخ 2007/7/26 م. 13. علي عقله نجادات العوامل المؤثرة في تحديد االتجاهات اإلخراجية في الصحف األردنية اليومية خالل التسعينات. رسالة دكتوراة غير منشورة )كلية اإلعالم / جامعة القاهرة 2000 م(. 16. The Jordan Times. A Jordanian Daily Newspaper. Issue No. 9700, Vol Tuesday, Sept. 25th, المراجع: 1. الشريف أسامة. ثورة المعلومات: مستقبل الصحيفة المطبوعة والصحيفة اإللكترونية في: مستقبل الصحافة العربية في ظل ثورة المعلومات والتكنولوجيا )مطابع جريدة الدستور التجارية / عمان - األردن 200 م(. 2. جريدة الغد األردنية اليومية العدد 341 الخميس 2005/7/7 م. 3. حسين سمير محمد. بحوث اإلعالم. الطبعة الثانية )عالم الكتب / القاهرة 1995 م(. 4. اللبنان شريف درويش الصحافة اإللكترونية: دراسات في التفاعلية وتصميم المواقع. )الدار المصرية اللبنانية / القاهرة 2005 م(. 5. نجادات علي عقله. العوامل المؤثرة في تحديد االتجاهات اإلخراجية في الصحف األردنية اليومية خالل التسعينات. رسالة دكتوراة غير منشورة. )كلية اإلعالم جامعة القاهرة 2000 م(. 6. نجم سمير. بزوغ عصر الصحافة اإللكترونية مجلة الكمبيوتر واالتصاالت واإللكترونيات )أبريل / نيسان 1995 م(. 7. نصر حسني محمد. االنترنت واإلعالم: الصحافة اإللكترونية. )مكتبة الفالح للنشر والتوزيع / الكويت 2003 م(. 239

275 8. Hoeniseh, Steve. The Future of American Newspapers: A Forcast Written in (Please See the Internet Site. Date: Sep. 25th Klotzer, Charles, L. SJR s Future: Print and / or Online. (St. Louis Journal Review, December 2006 / January 2007). 10. Pandun, Carol. J. & Scott, Glenn. W. Reading Newspapers Ranked Lowest Versus Other Media For Early Teens. (Newspaper Research Journal Vol. 25, No. 3, Summer 2004). 11. The Jordan Times. A Jordanian Daily Newspaper Issue No. 9700, Vol. 32. Tuseday Sept. 25th, Unknown Auther. Consumers, Media & U.S. Newspapers. Results From the Impact Study. (Readership Institnhte. Media Management at Northwestern University, 2002). 240

276 241

277 242

278 243

279 244

280 245

281 246

282 الجلسةالثانية المسار الثاني ورقة بحثية )2( التعليم الرقمي في البالد العربية : تحديات وآفاق مستقبلية لمجتمع المعرفة د. بلقيس الشرعي قسم األصول واإلدارة التربوية - كلية التربية جامعة السلطان قابوس المقدمة: تشهد المجتمعات المعاصرة منذ بدايات القرن الحادي والعشرين تطورات متسارعة في شتى ميادين الحياة وعلى وجهه الخصوص في ميدان التعليم وقد افرز ذلك التطور العديد من المصطلحات الحديثة منها مجتمع المعرفة الثورة المعرفية الثورة التكنولوجية التعليم الرقمي وغيرها من المفاهيم ذات الدالالت واألبعاد التي تنم عن التقدم العلمي والتكنولوجي. وللتمكن من مسايرة العصر التكنولوجي وتطوير رؤى مستقبلية للعملية التعليمية البد من توظيف واستغالل الطاقات البشرية والمادية وإعادة النظر في أساليب ووسائل نظام التعليم التقليدي وإحداث تغيير جذري في أهدافه وفلسفته التعليمية ومحاولة االنفتاح على العالم التنافسي. إن مواكبة تلك التداعيات ال تتم إال من خالل البدء بالمؤسسات التربوية والتعليمية وعلى وجهه الخصوص المدارس. ومما الشك فيه أن موضوع مجتمع المعرفة وما افرزه من تطور تقني وتكنولوجي مسار اهتمام الكثير من الدراسات االجتماعية والتربوية وعلى وجهه الخصوص»التعليم الرقمي«وترجع أهمية هذا الموضوع إلى عالقته الوثيقة بالمتغيرات العالمية واإلقليمية والمحلية في مجاالت الحياة المختلفة والتي لها تأثير مباشر وغير مباشر على العملية التربوية والتعليمية. ونظرا ألهمية هذا لموضوع في الوطن العربي فإنه ومن الضروري أن تكون هناك دراسات جادة ومحاوالت تتناول تلك التطورات والمتغيرات في المجال المعرفي والتكنولوجي لذا نجد أنه في إطار الدراسة التي سعت إليها جامعة الدول العربية في اجتماعها الرابع عشر للفريق العربي للتحضير للقمة العالمية حول مجتمع المعلومات يناير 2005 والتي تناولت»احتياج بناء مجتمع المعلومات للرصد المستمر«أكدت على أن يكون ذلك من خالل مجموعة مؤشرات تسمح بقياس وتقدير تطور المجتمع نحوه. كما أقرت خطة العمل الناتجة عن القمة العالمية لمجتمع المعلومات في جنيف 2003 ضرورة اختيار هذه المؤشرات بحيث تساعد متخذي القرار على متابعة وتحليل التقدم المحرز في بناء مجتمع المعلومات وذلك فيما يتعلق بتقييم القدرات الوطنية واإلقليمية لجني الفوائد من تكنولوجيا 247

283 المعلومات واالتصاالت وفي تحديد عالمات القياس مع النظائر من الدول وفى المساعدة على تقليص الفجوة الرقمية التي قد تؤدي إلى تفاقم حالة عدم المساواة االقتصادية واالجتماعية بين األفراد والمجتمعات والدول في حالة عدم معرفة قياس الفجوة الرقمية بين الدول بعضها البعض. واشتملت الدراسة أيضا على مقترح لمجموعة مؤشرات لقياس الفجوة الرقمية مبنية على 7 محاور رئيسية من بينها نشر التعليم االلكتروني والتعليم عن بعد. من هذا المنطلق تأتي هذه الدراسة كخطوة متواضعة في مساق التطورات المعرفية لتتناول موضوع التعليم الرقمي في البالد العربية : تحديات وأفاق مستقبلية لمجتمع المعرفة. ونعني بالتعليم الرقمي العلم التكنولوجي المتميز بتقنيته الواسعة من )شرائح السيليكون أجهزة التلفون آالت الفاكس كاميرات الفيديو الحاسوب األقمار الصناعية الشبكات العنكبوتية )االنترنت( والذي سيحدث تغيير حقيقي في مجال التعليم في العالم العربي عن طريق الممارسة السريعة والفاعلة في وسائل االتصال بين الطالب والمعلم. مشكلة الدراسة: إن التمكن من التعليم الرقمي سيحدث ثورة علمية واسعة في مجال التعليم في الوطن العربي كونه يمثل احد متطلبات تطور العصر )عصر الثورة الرقمية( وفيه تعتمد األنظمة التعليمية والتربوية على استخدام أخر التقنيات التكنولوجية الحديثة في العملية التعليمية وهذا بدورة يشكل تحديا أمام األساليب التقليدية في العملية التعليمية ويحدث تغييرا جذريا في العالقات والممارسات التعليمية السائدة بين الطالب والمعلم والتي بدورها تنعكس على االستثمار الحقيقي للقدرات والمهارات اإلنسانية القادرة على اإلنتاج المعرفي والدخول إلى عالم المنافسة في تطوير مجتمعات المعرفة. وتكمن مشكلة الدراسة الحالية في أن العالم العربي يعاني ضعفا شديدا في التعامل مع التعليم الرقمي وما يرتبط به من تطورات التقنيات الحديثة ودمجه بالشكل المطلوب في النظام التعليمي كما هو معمول به في الدول التي تنتج وتمارس التكنولوجيا. وتعتقد الباحثة أن سبب ضعف اندماج التعليم الرقمي وفهمه واستغالله بالشكل الصحيح يرجع إلى عدة أسباب منها الفجوة الرقمية بين المجتمعات المتقدمة والنامية وما يترتب عليها من تحديات اجتماعية واقتصادية وتربوية. وبالتالي فإن هذه الدراسة تحاول اإلجابة على األسئلة التالية: 1. ما المقصود بالتعليم الرقمي وما أهميته في مجتمع المعرفة 2. ما المقصود بالتعليم الرقمي في الوطن العربي 3. ما أهم التحديات التي تواجه التعليم الرقمي في الوطن العربي 4. ما أهم التجارب العالمية للتعليم الرقمي 5. ما أهم التطبيقات العربية للتعليم الرقمي 6. ما التصور المستقبلي للتعليم الرقمي في الوطن العربي أهمية الدراسة: تستمد هذه الدراسة أهميتها من كونها تتعلق بموضوع يشهد تطورا تكنولوجيا متزايدا في 248

284 السنوات العشر األخيرة وبطرق متباينة بين الدول العربية وفقا للظروف االجتماعية واالقتصادية والتعليمية لكل بلد وبشكل مباشر ومحدد تستمد الدراسة أهميتها من خالل ما يلي: 1. يعتبر موضوع التعليم الرقمي من الموضوعات التي شهدت وتشهد اهتماما متزايدا في اآلونة األخيرة إال أن المكتبة في العربية ال تزال تعاني شحا كبيرا وواضحا في الدراسات المستقبلية التي تربط تطور المجتمعات بالثورة العلمية والمعرفية وبالتالي تعتبر هذه الدراسة في حدود علم الباحثة جهدا أضافيا متواضعا تحاول التعرف على التعليم الرقمي وعالقته المباشرة بمجتمع المعرفة والدور المستقبلي المتوقع الذي يلعبه في تطوير النظام التعليمي والتربوي لدى المجتمعات العربية. 2. يرتبط أهمية دراسة التعليم الرقمي كمرتكز أساسي للثورة المعرفية التي تعتمد على التقدم التكنولوجي واستخدام الشبكات العنكبوتية )االنترنت(..الخ على مدى التأثير المباشر الذي يتركه على خطط وبرامج ومخرجات التعليم. ومعرفة التطورات المتسارعة في مجال التعليم الرقمي يساعد متخذي القرار على رسم خططهم وبرامجهم وتحقيق األهداف المرجوة من مخرجات التعليم كأحد روافد مجتمع المعرفة. أهداف الدراسة: يتمثل الهدف العام للدراسة في مسح األدبيات المتوفرة في مجال التعليم الرقمي وتحليلها ومحاولة التعرف على: 1. مفهوم التعليم الرقمي وأهميته في مجتمع المعرفة. 2. التعليم الرقمي في الوطن العربي. 3. أهم التحديات التي تواجهه التعليم الرقمي في الوطن العربي. 4. أهم التجارب العالمية للتعليم الرقمي. 5. أهم التطبيقات العربية للتعليم الرقمي. 6. التصور المستقبلي للتعليم الرقمي في الوطن العربي. منهج الدراسة: استخدمت هذه الدراسة المنهج الوصفي المكتبي الذي يعتمد في الحصول على البيانات على المصادر المكتبية من خالل الرجوع لألدبيات المتعلقة بالموضوع من كتب ومقاالت ودراسات سابقة ومؤتمرات وندوات علمية عالمية أو إقليمية أو محلية وكذا بعض التقارير العالمية التي تناولت موضوع التعليم الرقمي كمفهوم مستقل أو التي ربطت بينه وبين مجتمع المعرفة بشكل مباشر أو غير مباشر. حدود الدراسة: تسعى هذه الدراسة إلى استقصاء موضوع التعليم الرقمي كمدخل لمجتمع المعرفة من خالل التركيز على ثالث مجاالت: المفهوم الفلسفة األهداف والموازنة. كذلك استعراض ألهم التحديات التي تواجه التعليم الرقمي في العالم العربي ممثلة في التحديات الداخلية مثل المعلم طرق التدريس المناهج التعليمية وأخيرا الطالب. التحديات الخارجية ممثلة في الثورة المعرفية )الثورة الرقمية( الثقافة المجتمعية 249

285 الفقر الكثافة السكانية ثم بعد ذلك استعراض بعض محاوالت للتجارب التي حاولت إدخال التعليم التكنولوجي )الرقمي( في البرامج التعليمية لدى الدول العربية مثل التجربة المصرية التجربة العمانية التجربة التونسية التجربة المغربية وأخيرا التطرق لبعض التجارب الرائدة للتعليم االلكتروني في المجتمع العالمي كالتجربة األمريكية والتجربة الماليزية والتجربة االسترالية والتجربة السنغافورية. مصطلحات الدراسة: مجتمع المعرفة: مجتمع المعرفة هو ذلك المجتمع الذي يقوم أساسا على نشر المعرفة وإنتاجها وتوظيفها بكفاءة في جميع مجاالت النشاط المجتمعي )االقتصاد والمجتمع المدني والسياسة والحياة الخاصة( ويعرف تركماني )2006( مجتمع المعرفة على أنه هو ذلك المجتمع الذي يحسن استعمال المعرفة في تسيير أموره وفي اتخاذ القرارات السليمة والرشيدة وكذلك هو ذلك المجتمع الذي ينتج المعلومة لمعرفة خلفيات وأبعاد األمور بمختلف أنواعها. وقد أضافت الثروة المعرفية إلى مجتمع المعرفة الذي أصبح يعتمد أساسا على المعارف كثروة أساسية بعدا جديدا حيث اعتبرت أن خبرة الموارد البشرية وكفاءتها ومعارفها ومهاراتها تعد كأساس للتنمية البشرية الشاملة. التعليم الرقمي هو التعليم ا لذي من خالله يحقق فورية االتصال بين المعلم والطالب إلكترونيا من خالل شبكة أو شبكات إلكترونية حيث تصبح المدرسة أو الكلية مؤسسة شبكية Networked Education ويجب أن يشمل التعليم الرقمي المكونات التالية: )النجار 2003 ( أ( المكون التعليمي: الطالب األساتذة المواد التعليمية- اإلداريون- الماليون- المكتبة- المعامل مراكز األبحاث- االمتحانات. ب( المكون التكنولوجي: موقع على االنترنت- حواسب شخصية- شبكة- تحويل المكون التعليمي رقميا. ج( المكون اإلداري : أهداف التعليم الرقمي - فلسفة التعليم الرقمي - خطط وبرامج وموازنات التعليم الرقمي الجداول الزمنية للتعليم الرقمي استراتيجية وأهداف لكل من األجل القصير واألجل الطويل - الرقابة المانعة الوقائية والتابعة العالجية النحرافات برامج التعليم الرقمي. من ذلك يتضح أن مفهوم التعليم الرقمي في إطاره العام أصبح مدخال استراتيجيا لتغيير معايير عمليات التعليم وكفاءتها ومتغيراتها على نحو ينسجم مع المعارف والمعلومات التي ينتجها البشر وبرمجتها مع ما يشهده العالم من سرعة في االبتكارات واالختراعات التي طالت تقنيات االتصال ووسائلها المختلفة وبذلك يصبح التعليم الرقمي تجاوزا للمفهوم التقليدي لنقل العلوم والمعارف. 250

286 أدبيات الدراسة: اشتملت أدبيات الدراسة على قسمين وهما والدراسات السابقة واإلطار النظري ذلك على النحو التالي: اإلطار النظري: يحتوي اإلطار النظري على إجابة أسئلة الدراسة. 1- مفهوم التعليم الرقمي وأهميته في مجتمع المعرفة. 2- التعليم الرقمي في الوطن العربي. 3- أهم التحديات التي تواجه التعليم الرقمي في الوطن العربي. 4- أهم التجارب العالمية الرائدة في التعليم الرقمي. 5 -أهم التطبيقات العربية للتعليم الرقمي. 6- التصور المستقبلي للتعليم الرقمي في الوطن العربي. أوال : مفهوم التعليم الرقمي وأهميته في مجتمع المعرفة :- أننا نعيش عصرا يتجدد ويتغير على مدار الساعة حيث نجد مسميات جديدة وعديدة متداخلة في أصولها وفروعها فرضت نفسها على كل ميادين ومجاالت الحياة ولعل في مقدمتها ميدان التربية والتعليم. ويعتبر مصطلح»التعليم الرقمي«أحد المصطلحات والمفاهيم الذي بفعله تطورت أساليب وطرق ومناهج التعامل لدى كثير من الناس بداية من رجل الشارع العادي الطالب المدرس ومتخذي القرار وخاصة في العملية التعليمية. ونتج عن ذلك أن أثيرت العديد من التساؤالت حول ما إذا كان التعليم الرقمي يدفع بالعملية التعليمية إلى اتجاه الرفاهية التعليمية أم أنها أمرا حتميا وضروريا لمواكبة التطورات واألحداث العالمية في مجال التكنولوجيا يعتبر التعليم الرقمي من الثورات العلمية الناجمة عن تطور الحاسوب واالتصاالت ويعد من أقوى العوامل المؤثرة على تطوير وتقدم األنظمة التعليمية والتربوية في العالم إذ أنه عمل وال يزال يعمل على إحداث تغيرات جذرية في مفهوم العملية التعليمية. فبعد أن كان ينظر إلى التعليم التقليدي انه فقد فاعليته أصبح اآلن وباستخدامه للتطورات التكنولوجية والتقنية الحديثة ذو فاعلية. ويمكن وصف تلك المرحلة بالثورة الثالثة التي بدئها العصر اإللكتروني الرقمي وما قدمه من تقنات حديثة والتي مكونها: شرائح السيليكون أجهزة التليفون آالت الفاكس الكاميرات الفيديوية الحواسب وسائل االتصاالت وما تستخدمه من تقانات األلياف البصرية واألقمار الصناعية ووسائل تخزين المعلومات الشبكات حول العالم وخاصة الشبكة العنكبوتية )اإلنترنت(. إن الثورة الرقمية هي نتاج لما افرزه مجتمع المعرفة االلكتروني وهي التقنية الحديثة التي يمكن من خاللها امتالك وتطوير الثورة الحقيقية أال وهي العنصر البشري فمن خالل توظيف التعليم الرقمي في البرامج واألنظمة التعليمية يمكن تطوير الكادر البشري والتنمية االجتماعية واالقتصادية والتعليمية المطلوبة. وهذا ما سعى الية تقرير التنمية البشرية اإلنسانية )2003( الذي حمل عنوان»نحو إقامة مجتمع المعرفة«والذي أكد على ضرورة إعطاء عناية خاصة لتطوير التعليم في نطاق الوطن العربي. 251

287 إن التعليم الرقمي اليوم يتميز بالقدرة على ربط كثير من العمليات المترابطة مع بعضاتها البعض أي أنه تعليم قائم على شبكة المعلومات واألقراص المدمجة التي تعتمد على اختزان المعلومات الخاصة بشيء ما كالنصوص أو الصور أو الصوت أو الضوء أو أي معلومات أخرى إلى رموز ثنائية هذه الرموز الثنائية تتكون من سلسلة من رقم الصفر ورقم واحد ألن معلومات الديجيتال )المعلومات الرقمية( تتكون من رقمي صفر وواحد لذا من السهل المحافظة على المعلومات نظيفة كما في حالتها األصلية. ويعرف النجار )2003( التعليم الرقمي بالتعليم التي يحقق فورية االتصال بين الطالب والمدرسين إلكترونيا من خالل شبكة أو شبكات إلكترونية حيث تصبح المدرسة أو الكلية مؤسسة شبكية.Networked Education بدأت استخدام التقنية الرقمية في أعمال االتصاالت الحديثة والمتقدمة مثل الفضائيات وعمليات اإلرسال باستخدام األلياف الزجاجية وتطورت لتشمل نواحي عديدة ونظرا للحاجة الستخدام هذه التقنية فإن هناك أدوات تقوم بتحويلها للتقنية التماثلية في الكمبيوتر يقوم المودم بهذا العمل حيث يحول المعلومات الرقمية الموجودة بالكمبيوتر إلى معلومات تماثلية حتى تصلح للعمل مع الخطوط التلفونية كما تحول المعلومات التماثلية اآلتية من خطوط التلفون إلى معلومات رقمية تصلح للتعامل مع الكمبيوتر. ويصف علي ) ( : مفهوم»الرقمنة«على انه إحدى سمات حضارة اليوم وهي الخطوة األساسية التي ال بد منها لكي يتعامل الحاسب اإللكتروني الذي يوصف كما قلنا بالرقمي مع عناصر الدخل والخرج وتمثل الرقمنة جوهر الوظيفة األساسية التي تقوم بها وحدات اإلدخال input devices التي تحول ما يغذى إلى الكمبيوتر مهما كان أصله إلى أرقام في حين تقوم وحدات اإلخراج outputs devices برد األرقام إلى الصورة الطبيعية من نصوص وأشكال وأصوات ولكن كيف تخزن هذه األرقام إلى الصورة الطبيعية من نصوص وأشكال وأصوات. وبرؤية شاملة يشير النجار )2003( إلى المكونات التالية للتعليم الرقمي: أ( المكون التعليمي: الطالب األساتذة المواد التعليمية- اإلداريون- الماليون- المكتبة- المعامل مراكز األبحاث- االمتحانات. ب( المكون التكنولوجي: موقع على االنترنت- حواسب شخصية- شبكة- تحويل المكون التعليمي رقميا. ج( المكون اإلداري: أهداف التعليم الرقمي - فلسفة التعليم الرقمي - خطط وبرامج وموازنات التعليم الرقمي - الجداول الزمنية للتعليم الرقمي - إستراتيجية وأهداف لكل من األجل القصير واألجل الطويل - الرقابة المانعة الوقائية والتابعة والعالجية النحرافات برامج التعليم الرقمي. وفي ميدان التطبيق العملي نجد أن من مكونات التعلم الرقمي )اإللكتروني( الحاسب اآللي أو مجموعة حاسبات على شبكة تحتوي على البرامج المطلوبة شبكة إنترنت وهناك العديد من الوسائط المتعددة التي تستخدم في التعلم اإللكتروني منها اسطوانات الليزر المدمجة )CD( والوسائط Multimedia التي تستخدم الصوت وأفالم الفيديو من خالل الحاسب وغيرها من البرمجيات المختلفة وكذلك البريد اإللكتروني وهي كما يلي : )الطعامنة و العلوش 2004 ) :82 1. البريد اإللكتروني: Electronic Mail يمكن إرسال رسائل البريد اإللكتروني Mail( Electronic )Messages عبر شبكات اتصال البيانات المرتبطة بالحاسب اإللكتروني بطريقة مباشرة دون الحاجة إلى 252

288 كتابتها في مستندات ورقية وإرسالها بالبريد العادي. 2. البريد الصوتي: Vocie Mail يعتبر البريد الصوتي شكال أخر متطورا للبريد اإللكتروني حيث يتم إرسال الرسائل الصوتية المرقمنة Digitized Voive Messages بدال من النصوص اإللكترونية Electronic.Text 3. الفاكسيميل )فاكس( Facsimile«:»Fax يعتبر الفاكسيميل من أجهزة االتصاالت المكتبية الحديثة التي ساعدت على إحداث طفرة كبيرة في مجال نقل صور المستندات الورقية عبر الخطوط التليفونية بين األماكن المتباعدة جغرافيا في ثوان معدوده. ويرى الغراب )2003 7( : أن أهم مميزات التعليم الرقمي اعتباره من األساليب التي تساعد على تحقيق»التعلم المستمر«في أي سن وتحت أية ظروف - والذي أصبح من أهم متطلبات العصر الجديد عصر المعرفة والمنظمات دائمة التعلم..Knowledge Era & Learning Organization ويعزز هذه األهمية علي ) ( : بتوضيح فضل الرقمنة بأنها من أهم إنجازات تكنولوجيا المعلومات وإسقاط الحواجز الفاصلة بين أنساق الرموز المختلفة من نصوص وأصوات وأنغام وأشكال وصور ثابتة ومتحركة ويرجع الفضل في ذلك إلى تكنولوجيا»الرقمنة«التي نجحت في تحويل جميع هذه األنساق الرمزية إلى سالسل رقمية قوامها»الصفر والواحد«. حتى تتواءم مع نظام األعداد الثنائي أساس عمل الكمبيوتر.. وتقوم الرقمنة على مفهوم بسيط مفاده»إمكان تحويل جميع أنواع المعلومات إلى مقابل رقمي«فحروف األلف باء التي تصاغ بها الكلمات والنصوص يعبر عنها بأكواد رقمية تناظر هذه الحروف رقما بحرف واألشكال والصور يتم مسحها إلكترونيا لتتحول إلى مجموعة هائلة من النقاط المتراصة والمتالحقة. يمكن تمثيل كل نقطة من هذه النقاط رقميا سواء بالنسبة إلى موضعها أو لونها أو درجة هذا اللون. وللتعليم الرقمي رؤية فلسفية واضحة تسير عليها األنظمة التربوية والتعليمية أال وهي سهولة الوصول إلى التكنولوجيا الرقمية وأنها قادرة على إحداث تغيير أساسي في طبيعة التعليم الذي يتلقاه الناس في كل مكان أو زمان في العالم. كما أنها تسعى إلى تغيير النهج الفلسفي التقليدي في أساليب التعليم مشجعه التكنولوجيا بشتى أنواعها وذلك من اجل تقوية التعليم والتعلم بالطرق التي تواكب تطورات الثورة المعرفية. والسؤال الفلسفي والفكري الذي ينتاب الباحثين والدارسين في هذا المجال هو ما هي أفضل الطرق لنقل المعلومات والمعارف المتسارعة من شخص ما )المعلم( إلى شخص أخر )المتعلم( وهذا في حد ذاته يعمل على إيصال المعارف والمعلومات وتحديد أولويتها وأهميتها لإلنسان بأقل جهد وتكلفة. إضافة إلى ذلك أصبح هناك معايير عالمية للتعليم الرقمي يطلق عليها معايير سكورم وهي عبارة عن ثالث مجموعات من المعايير والمقاييس )أو المواصفات التراكمية التي تنمو مع الزمن( المجمعة من مختلف الجهات التعليمية والتقنية تك ون بمجموعها مرجعا فنيا لصناع المحتوى الرقمي التعليمي. والمجموعات الثالث هي: ( )/2007/9/ نموذج تجميع المحتوى الرقمي Model( )Content Aggregation البيئة المثالية Environment( )Run-Time التتابع والتقصي Navigation( )Sequencing and 253

289 ومن الميزات الهامة لمعايير سكورم أنها تعتمد على تجزئة المحتوى الرقمي إلى مكوناته األصلية وجعلها قابلة للتشارك من خالل التجميع والتكوين وفق متطلبات العملية التعليمية. وعند تطبيق معايير سكورم عند بناء المحتوى الرقمي التعليمي فإنها تحقق لمستخدميها الميزات التالية: إمكانية نشر المحتوى الرقمي )وجزئياته( بأي بيئة إدارة محتوى )LMS( بسهولة. إمكانية استخدام المحتوى الرقمي )وجزئياته( وإعادة استخدامه مرات متعددة وبأشكال متعددة. إمكانية متابعة أداء المتعلم وتطوره األكاديمي بما في ذلك التقييم والوقت الالزم للتعلم وغيرها. إمكانية ضم جزئيات المحتوى المختلفة للحصول على محتوى رقمي تعليمي ذي تتابع وتشعب مالئم للمتطلبات التعليمية. ويتكون المحتوى الرقمي التعليمي )بحسب معايير سكورم( من الجزئيات األساسية التالية: النصوص المكتوبة. الرسومات اإليضاحية والصور الفوتوغرافية. التسجيالت الصوتية والمؤثرات الصوتية. الفيديو والرسوم المتحركة. الخرائط التوضيحية. : /2007/9/ وهذه الجزئيات ال توجد في توزيعات فاصلة بل متداخلة قابله للتشعيب. توفر المحتوى الرقمي بأشكاله المختلفة ضرورة الكتمال عجلة التعليم اإللكتروني. الذي يعمل على تزويدنا بفرص جديدة وأفاق واسعة ألساليب تدريسية متنوعة. ومحتوى التعليم الرقمي ليس جهاز ا يشترى ويستخدم حتى يفنى ثم يستبدل بل هو تراكم معرفي ينمو مع الزمن ويساهم في نموه وتنوعه عدد كبير من المختصين والتربويين بما فيهم الطالب. وهو ثروة وطنية واستثمار مستقبلي يجب االهتمام به ورعايته وتنميته وإنشاء الكليات والمراكز المتخصصة لذلك. واليوم تفتخر الشعوب بما لديها من مخزون تراكمي من المحتوى الرقمي وتسعى ألن يغطي أكبر شريحة ممكنة من المتعلمين والمتدربين. هذا ويجب حث المعلمين على امتالك مهارات التعليم الرقمي والمساهمة في نمو المحتوى العلمي والبرامج الخاصة به. يرى الهادي )2004( أن تطوير فلسفة التعليم الرقمي»تنبع من تحديث مهنة التعليم وتطوير التعليم بدون التخوف من أنها سوف تحل محل المعلم بل أنها تدخل في التعليم من منطلق تحسين قدرة المعلم وزيادة جودة العملية التعليمية التي يشرف عليها ويعمل على تجويدها باستمرار«. وينظر الموسوي )2005 :18( إلى التعلم اإللكتروني على أساس أنه طريقة إبداعية لتقديم بيئة تفاعلية متمركزة حول المتعلمين ومصممة مسبقا بشكل جيد وتيسيره ألي فرد وفي أي مكان وأي وقت باستعمال خصائص ومصادر اإلنترنت والتقنيات الرقمية بالتطابق مع مبادئ التصميم التعليمي المناسبة لبيئة التعلم المفتوحة والمرنة والموزعة. يمكن ببساطة القول بأن فلسفة التعليم اليوم مجسدة في عالم مليء بالصورة والصوت عبر الوسائل المختلفة )تلفزيون راديو حواسب شبكات عالمية تلفونات نقالة متطورة فضائيات وأقمار صناعية متنوعة جرائد مجالت إعالنات( والشك أن هذه الثورة الرقمية الواسعة أحدثت تغييرا كبيرا في 254

290 مجال الحياة اإلنسانية وعلى وجهة الخصوص في ميدان التعليم والتعلم. أي أن تلك الوسائط عملت والزالت تعمل على إقامة بناء مجتمع معرفي رقمي ذو طابع تعلمي جديد يتسم بالمسؤولية واالستكشاف والتجربة وهذا بدوره يعمل على تغيير الرؤية الفلسفية التي كان ينتهجها الطالب إزاء نفسه وتنقله من كونه»متلقي«إلى»متعلم«ودور المعلم من»خبير«و»ملقن«إلى»متعاون أو موجه«. هذا بدوره يقودنا إلى الحديث عن هدف التعليم ودور المدرس في النموذج التقليدي ثم في النموذج التكنولوجي الحديث فهدف التعليم في النموذج التقليدي كان التلقين وحشو ذهن المتعلم بالمعلومات والذي يقوم بهذه المهمة هو المدرس محور العملية التعليمية بينما في ظل تكنولوجيا التعليم أصبح الهدف األساسي للتعليم إكساب المتعلم خبرات تؤهله لمواجهة مشكالت الحياة وأصبح بالتالي المتعلم هو محور العملية التربوية وتغيير دور المعلم من ملقن إلى موجه ومصمم للتعلم لذلك من الضروري توفير الوسائل التعليمية المناسبة التي تسمح بتنويع مجاالت الخبرة واستغالل جميع وسائل االتصال التعليمي لتحقيق هذا الهدف. )سالمة 2004 :21( لقد نجحت تكنولوجيا المعلومات وربما ألول مرة في تحقيق المعادلة الصعبة ونعني بذلك نجاحها في أن تجمع بين األكفاء واألعلى قدرة وبين األكثر سهولة في االستخدام. لقد ارتقت نظم المعلومات على جبهات عدة من زيادة سرعة تنفيذ العمليات الحسابية والمنطقية إلى زيادة سعة التخزين للوسائط اإللكترونية ومن زيادة كفاءة ملحقات الطباعة وشاشات العرض ومولدات الصور إلى زيادة إمكانات لغات البرمجة الرقمية. )علي :76( 2001 ومما الشك فيه أن التعليم الرقمي يسعى إلى تحقيق الكثير من األهداف منها ما ذكره الحارثي ) ( : أنه لم يعد النقل والتلقين واستظهار المعلومات من األهداف المحببة عند التربويين بل أصبح تركيز المناهج ينصب على تعلم كيفية التعلم وتعلم مهارات التعلم الذاتي وتعلم طرق الوصول إلى المعرفة وطرق التعامل معها. وأضحى تعلم مهارات التفكير الناقد والتفكير اإلبداعي ومهارات التفكير العليا ومهارات حل المشكالت والقدرة على التفكير االستقاللي واتخاذ القرارات من أهم األهداف التربوية. ضمن هذا السياق يمكن تمييز المحاور األساسية لالنتقال إلى المجتمع الرقمي أو مجتمع المعلومات والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية: )عباس 2004( 1. تطوير العمل الحكومي والتشريعات والقوانين واألنظمة الخاصة بالمعلوماتية والمعلومات وتبسيط اإلجراءات ومعيرة الوثائق لجعل عملية االنتقال إلى معالجة هذه الوثائق بالوسائل المعلوماتية تجري بسهولة وعلى نحو مباشر. 2. إنشاء وتطوير بنوك المعلومات الوطنية واإلقليمية ووسائل نشر وتبادل المعلومات رقميا وتطوير إمكانات الوصول إلى المعلومات ويشمل ذلك توفير وسائل ومراكز المعلومات وتخفيض تكلفة االتصال بها واإلطالع على محتواها لجعلها في متناول أوسع شريحة من أفراد المجتمع ويالحظ في هذا المجال االعتماد المتزايد على الشبكات الرقمية الوطنية التي تؤمن الوسائل الموثقة والرخيصة لتبادل المعلومات سواء بين مواقع العمل المختلفة لمؤسسة معينة أو بين األنظمة الوطنية الموزعة بين عدة مؤسسات. 3. تطوير الموارد البشرية في المجتمع الرقمي لضمان مواكبة األنظمة والخدمات المعلوماتية للتطورات 255

291 المتسارعة في هذا الميدان واستخدام هذه التقنيات استخداما فعال يستفيد من هذه التقنيات لتقديم خدمات أفضل. 4. استخدام األنظمة المعلوماتية والشبكات لتقديم الخدمات الحكومية للمواطنين والمؤسسات والشركات أو ما يطلق عليه مصطلح الحكومة اإللكترونية. ما نحن بصدده هو حالة متفوقة من التكنولوجيا الرقمية والتي تمثل ذروة الرقي التكنولوجي الرقمي للدول المتقدمة في هذا المجال ولكي تتمكن الدول العربية من مواكبة الجهود الدولية لتعزيز االقتصاد الرقمي مع اعتبار التطورات العالمية المتسارعة في هذا الشأن ال بد من العمل المنظم المدروس والمتزامن على مختلف المسارات والذي يستهدف تحقيق العديد من األهداف والتي يمكن تحديدها في إعداد الموارد البشرية المؤهلة في مجال تكنولوجيا المعلومات والشبكات واالتصاالت إعادة النظر في برامج التعليم ومناهجه إدخال الحاسب واللغة اإلنجليزية في كافة المراحل التعليمية محو أمية استخدام الحاسب واإلنترنت إيجاد البنية األساسية للمعلومات واالتصاالت ودعم أسعار أجهزة الحاسب الشخصية نشر خدمات اإلنترنت تخفيض كلفة االتصاالت وتنويع وسائل التمويل من رأس المال المخاطر والطرح األولي ألسهم شركات االقتصاد الجديد وإقامة الحكومات اإللكترونية التي تقدم الخدمات والمعامالت واإلجراءات على اإلنترنت والدخول في شراكة إستراتيجية وفنية مع شركات المعلومات واالتصاالت المتخصصة وتعزيز جهود التعاون اإلقليمي بين الدول العربية والتنسيق مع الجهود الدولية واإلقليمية األخرى وتبادل الخبرات والتجارب التي تساعد على تجنب األخطاء واعتماد أفضل الممارسات. ثانيا: التعليم الرقمي في الوطن العربي:- ال يزال التعليم في الوطن العربي يعاني من العديد من المشكالت ومن أبرزها الدعم االقتصادي الذي من خالله يتم تطوير وتحديث البنية التحتية للتعليم التقني مما تسبب في تأخر اإلنتاج العلمي والمعرفي في مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وبناء شبكة المعلومات التعليمية و االنترنت. لذا أن إستراتيجية تطوير العلوم والتقانة في الوطن العربي أوضحت الهوة بين الوطن العربي وامتالكه للقدرة العلمية والتقنية وبين البلدان المتقدمة إذ أن البلدان العربية لم تضع سياسات علمية وتقنية واضحة وشاملة وما تزال الموارد التي تخصصها ألنظمة العلوم والتقانة محدودة نسبيا من حيث الكم )اإلنفاق( ومن حيث النوع )التأهيل والتدريب( كما أن أنشطة العلم والتقانة العربية نشأت وتوسعت تحت ضغط الطلب االجتماعي والمحاكاة السطحية ألنشطة العلم والتقانة في الدول المتقدمة ولكنها لم تتطور مع تطور تلك األخيرة وكان ارتباط أنشطة العلم والتقانة بالحاجات االقتصادية الفعلية ضعيفا وما تزال البيئة االجتماعية واالقتصادية غير قادرة على التفاعل الشديد مع العلوم و التقانة وما تزال التبعية التقنية متسارعة. وتجدر اإلشارة إلى أن نقص المعلومات يشكل عائقا منيعا أمام دراسة واقع العلم والتقانة في الدول العربية وأن إقامة قاعدة متطورة للمعلومات غدا شرطا الزما لرسم سياسات واستراتيجيات تطوير العلوم والتقانة في الوطن العربي. )السيد 1997( نتج عن الهوة في امتلك القدرة العلمية والتقانة مشكالت عانى وال يزال يعاني منها التعليم في 256

292 الوطن العربي. وفيما يلي أهم تلك المشكالت المتعلقة بالتعليم الرقمي في الوطن العربي كما لخصها النجار )2003( فيما يلي: 1. عدم وجود شبكات للمعلومات تضم المؤسسات التعليمية. 2. التطبيق الجزئي لبعض تقنيات المعلومات واالتصاالت. 3. التأخير في االستفادة من التقدم الكبير في تقنيات المعلومات واالتصاالت في التعليم والتدريب. ومن العوامل التي أدت إلى تأخر ألعالم العربي عن مواكبة التطور التكنولوجي والعلمي هو تخوفه منذ بدايات القرن العشرين لآلثار السلبية الناجمة عن عالم االتصاالت واالنترنت. هذا إلى جانب ما يتعرض له العالم العربي من تحديات سياسية عالمية أدت إلى كوارث وحروب أنهكت اإلمكانيات المالية واالقتصادية التي يمكن إن تدعم تطور خدمات االتصال )االنترنت( في العالم العربي الذي يعاني من نفقاته العالية مقارنة بما ينفق في العالم الغربي في هذا المجال وتوظيفه في تطوير أنظمة التعليم. وبالنظر إلى تلك المشكالت يتضح انه من الضروري أن يبدأ العالم العربي من خالل الباحثين والدارسين في التعامل مع هذه المشكالت برؤية نقدية وتحليلية حتى يتمكن من استشراف المستقبل والتعامل بواقعية مع التحديات المعاصرة التي يواجهها اليوم وباستثمار ما يمتلكه من ثروات بشرية ومادية بدون ذلك لن يمتلك العالم العربي القدرة على الخروج من األزمات التي يمر بها و تواصله مع تقنيات وتطور العصر. باستقراء الواقع العربي وما يمر به من فجوة رقمية هناك من التباين بين األفراد والمجتمعات في نوعية االستخدام للتقنيات الحديثة وذلك بحسب المستوى الثقافي واالجتماعي واالقتصادي لكل من الفرد والمجتمع. ويشير الموسوي )2005( في هذا اإلطار إن الوضع في العالم العربي من حيث الفجوة الرقمية أخذ في التشكل خاصة في ميدان االستخدام حيث أن هناك من األفراد في بعض البلدان العربية من ليست لهم موصلية باإلنترنت على اإلطالق ناهيك عن أي مهارة في استخدام تكنولوجيا المعلومات بشكل عام في حين أن هناك أفرادا في بلدان عربية أخرى قد أصبحوا»مدمنين«على استخدام اإلنترنت غير أن الوضع األخير ال يدل دائما على العافية فقلة من األفراد في عالمنا العربي يستغلون اإلنترنت بفاعلية في االلتحاق بمؤسسات التعلم اإللكتروني. في هذا السياق تسعى معظم الدول العربية إلى تبني التقنيات التكنولوجية وتوظيف التعلم الرقمي كمدخل لتجويد العملية التعليمية والتربوية بما يتسم به من شبكات عالمية تتيح للجميع ديمقراطية وديناميكية التفاعل والتعلم ومن خاللها يتم تحقيق تطلعات المجتمعات العربية. و يفيد النجار )2003( في هذا األمر بأن استخدام بعض الدول العربية بعض تلك التقنيات بعيدا عن فكرة الشبكات ودون إعداد برمجيات في جميع التخصصات العلمية وبالتحديد :- 1. يتم إعداد برمجيات تعليمية في كل من دولة اإلمارات العربية المتحدة ومصر وسوريا وسلطنة عمان ولكن دون تنسيق أو تكامل بما يسمح بخفض التكاليف. 2. يتم استخدام االنترنت ولكن بأعداد محدودة مقارنة ببقية الدول الصناعية. 3. ال يوجد ربط فعال بين كل من تقنيات االتصاالت وتقنيات المعلومات مما يؤجل تطبيق التعليم الرقمي عربيا. 257

293 الفجوة التكنولوجية دفعت العالم العربي لعقد العديد من المؤتمرات والقمم العالمية والمحلية في مجال االتصاالت والمعلومات بالتنسيق مع منظمة األمم المتحدة واالتحاد الدولي لالتصاالت ففي نوفمبر 2005 دعت تونس إلقامة قمة )مجتمع المعلومات( والتي تهدف إلعالن مجموعة من المبادئ تتبعها خطة عمل تمكن الدول العربية من الدخول إلى عالم التكنولوجيا واالتصاالت وتحدث تغيير كبير في نموها االجتماعي واالقتصادي والثقافي. وفي عام 2003 قدمت الدول العربية وثيقة تحمل شعار»نحو بناء مجتمع المعلومات عربي«وقد تم إقرارها في المؤتمر العربي لإلعداد للقمة العالمية بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة بهدف التقليل من الفجوة التكنولوجية مع الدول المتقدمة والتي نصت على: 1- دور الحكومات العربية من خالل التكفل بالجوانب التشريعية والقانونية ذات الصلة بالمعلومات واالتصاالت والتكنولوجيات وتنظيم البيئة المعلوماتية والتخطيط للسياسات العامة واعتماد مجموعة من آليات التنفيذ عالوة على توجيه االستثمار نحو البنية األساسية لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت من شبكات وأجهزة وتطبيقات وخبرات بشرية مدربة ومؤهلة للتطور وتضيف وليست لمجرد التشغيل األمثل والصيانة. 2- دور القطاع الخاص الذي يعتبر قلب مجتمع المعلومات على المدى البعيد لتحقيق أكبر عائد من استخدام البنية التحتية القائمة وتلك التي سيتم إنشاؤها كما أنه من األهمية بمكان تنشيط دور»منتدى األعمال العربي لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت«الذي يعمل في إطار جامعة الدول العربية. 3- دور المجتمع المدني والمنظمات األهلية غير الحكومية باعتبارها تملك دور ا محوريا مهما لتغير فكر األفراد وثقافة المجتمع نحو االستخدام األمثل ألدوات وحلول تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت. 4- دور المجتمع الدولي والجهات المانحة وضرورة أن يأخذ شكال مختلف ا عن توفير المساعدات المالية والفنية المجهزة خصيصا لمشاريع بعينها تقوم بها الشركات العالمية الضخمة دون أن تستفيد منها الشركات األهلية التي تعمل على زيادة فرص التوظف مع ضمان االحتكاك الدائم بالتكنولوجيات الجديدة وهنا يأتي دور األمم المتحدة والبنك الدولي لتنظيم عمليات المنح والقروض وفق مفهوم التنمية المستدامة تنفيذ ا»ألهداف األلفية للتنمية«Millennium Development Goals MDG التي أقرتها منظمة األمم المتحدة بهدف إيجاد تكامل معلوماتي.. عربي. 5- خلق بيئة مواتية سريعة االستجابة متعددة القطاعات على المستويات الحكومية والخاصة والمدنية لجذب المزيد من االستثمارات األجنبية والعربية لتثري صناعة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت والصناعات ذات الصلة بها مع وجوب وضع تسهيالت في نظم االستيراد والتصدير والتراخيص والجمارك ونظم الضرائب على أن تكون هناك مسودة لتلك اإلجراءات بحلول عام تحديد مجموعة من المؤشرات واإلحصاءات الموحدة لإلطالع على واقع خدمات تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت العربية والوقوف على ما تحقق وفق خطة العمل العربي المشترك. مع التأكيد على أهمية التكامل اإلقليمي العربي في النظر للمنطقة ككيان واحد متكامل تشريعيا واقتصاديا وتكنولوجيا من خالل تعاون جهات البحث العلمي والمنظمات االقتصادية األمر الذي سيؤدي إلى تخفيض كبير في خدمات االتصاالت العربية وحركة البيانات البينية لكل األقطار العربية والمناطق النائية إلتاحة النفاذ الشامل للمعلومات والمعرفة واالتصاالت لكافة الشرائح السكانية واالجتماعية العربية. 258

294 7- اعتبار البنية البشرية حجر الزاوية لبناء مجتمع المعلومات من خالل التركيز على المنح التدريبية وتنمية الموارد البشرية سواء للمحترفين الذين سيقودون العمل التكنولوجي أو المتعاملين ومستخدمي تلك التقنيات. 8- أمن الشبكات والبيانات ومحاربة القرصنة على البرمجيات وعالقتها بتنمية صناعة البرمجيات والتطبيقات. 9- تنمية المحتوى الرقمي لنفع المواطنين على شبكة اإلنترنت وللحفاظ على هويتنا العربية واإلسالمية وسط عالم شبكة اإلنترنت متالطم األمواج. 10- اإلسراع في تطبيق نظم الحكومة اإللكترونية العربية لتصل ألكبر قدر من المواطنين بحلول عام 2008 مع اعتماد مجموعة من حلول الدفع اإللكتروني لتشجيع المعامالت التجارية اإللكترونية. تشير كثير من المؤتمرات واللقاءات الدولية إلى أنه وعلى الرغم من الصعوبات العديدة التي يواجهها العالم العربي في مجال التقنيات إال أن جميع التوقعات في الدول العربية تشير بأن هناك تضاعف في استخدام اإلنترنت خالل السنوات الماضية وأصبح من الضرورة بمكان على الدول العربية االنخراط في سرعة ومالحقة الثورة الرقمية وتعزيز تواجدها عل الشبكة العالمية وتوظيفها لتحديث النظام التعليمي إلى التعليم الرقمي. ثالثا : أهم التحديات التي تواجه التعليم الرقمي في الوطن العربي: لغرض هذه الدراسة تم تقسيم أهم التحديات التي تواجهه التعليم الرقمي في الوطن العربي الى نوعين : تحديات داخلية وتحديات خارجية وفيما يلي استعراض لهما: أ - التحديات الداخلية: تتعدد التحديات الداخلية التي تواجهة التعليم الرقمي في الوطن العربي ولعل من أبرزها المعلم طرق التدريس المناهج والمتعلم. 1- المعلم: اليزال المعلم هو السر الكامن وراء تقدم الشعوب ونموها ولكي يؤدي دوره بفاعلية بعيدا عن األسلوب التقليدي متماشيا مع التطور التكنولوجي والتقني المؤثر على عملية التعليم والتعلم البد من تأهيله وتدريبه على الوسائل والتقنيات الحديثة. وفي ذلك يشير ريل ) ( : إلى أنه يجب أن يتم تدريب المعلمين كي يصبحوا وسيلة ميسرة لبناء المعرفة بدال من دورهم التقليدي الحالي كناقلين للمعرفة ذلك الدور الذي سيصبح في القريب العاجل شيئا من الماضي. ومن أهم مجاالت تدريب المعلم تقنية الحاسوب والبرمجيات التربوية وكيفية إدخال المعرفة ودمجها في الصف.. الخ. وبمرور الوقت سيصبح المعلمون خبراء أثناء استخدامهم لتقنيات التعليم الرقمي وبالتالي يؤدون دور»بناة المعرفة«ويتحولون تدريجيا عن دورهم الحالي»كملقنين للمعرفة«كتصميم البرامج التعليمية وطرق االتصال والتواصل مع النظم التعليمية الحديثة والمتنوعة. 259

295 وبتدريب وتأهيل المعلم يجب التأكيد على أن التكنولوجيا ما هي إال وسيلة لتحقيق فاعلية التعلم لدى المتعلم وإنها ال تلغي أو تؤثر على مكانة دور المعلم بل قد أعطته دورا جديدا لكي ترفع من مكانته وأدائه العلمي. وقد حدد سالمة )2004 :24-23( األدوار األساسية للمعلم في عصر االعتماد على تكنولوجيا التعليم: المعلم مديرا للتعليم ومستشارا وموجها : فالمعلم عندما يقوم باستخدام تكنولوجيا التعليم كطرائق مكملة لعمله التعليمي داخل حجرة الصف فإن دوره سينحصر في التخطيط الستخدام هذه المواد التعليمية وتشغيلها واختيار األفضل لما يتناسب مع األهداف التي خطط لها. وهو أيضا موجه ومساعد ومشرف على األعمال التي يقوم بها المتعلم ويقوم بتسجيل مالحظات عن تقدم المتعلم ويدرسها ويقارنها ليخرج بنتائج وتوصيات المعلم موصل تربوي ومطور تعليمي: حتى يستطيع القيام بمثل هذا الدور ال بد من إتقانه بعض المهارات وهي: أ - معرفته بالوسائل التعليمية )األجهزة( والبرمجيات وكيفية تشغيلها وخصائصها. ب - معرفته بمصادر هذه الوسائل التعليمية. ج - قدرته على إنتاج البرمجيات البسيطة. د - قدرته على تقويم الوسائل التعليمية المعلم قائدا ومحركا للمناقشات الصفية المعلم عضوا في فريق تعليمي: فهو فرد في فريق تعليمي إلنتاج بعض البرمجيات التعليمية فإذا أراد إنتاج برمجية حاسوب مثال فإن هذه العملية تحتاج إلى فريق مكون من: أ مبرمج إلدخال المعلومات وإنتاج البرمجية. ب تكنولوجي يختار أفضل طريقة مناسبة لبرمجة هذه المادة في صورة برمجة حاسوب أو شريط فيديو أو تسجيل صوتي.. الخ. ج خبير في المادة التعليمية. وقد يكون المعلم ملما بأكثر من مهمة من هذه المهمات الثالث. وفي هذا اإلطار يقدم علي )2001 :399( رؤية أخرى لمهام ودور المعلم في استخدام التكنولوجيا في توظيف التعليم الرقمي بأنه يمكن استخدام الكمبيوتر أيضا كوسيلة للتحكم في الوسائط التعليمية المختلفة Multimedia للربط بين األجهزة السمعية والبصرية المختلفة كفانوس العرض وأجهزة الفيديو وسجالت الكاسيت حيث يخزن المعلم في برنامج السيناريو المطلوب لتقديم مادة دراسية ليقوم الكمبيوتر بدور المايسترو في تنظيم اإليقاع وتوزيع األدوار على الوسائل المختلفة لتقديم المادة التعليمية. عالوة على ذلك هناك برامج خاصة تعاون المعلم في عرض مادته التعليمية بصورة أكثر فاعلية... ويكثر في هذه النوعية من البرامج استخدام أسلوب المحاكاة بوساطة الكمبيوتر Computer Simulation إن الهدف من هذا األسلوب هو نقل صورة من الواقع الذي يصعب توفير نماذج فعلية مصغرة أو مكبرة له داخل 260

296 المدرسة كمحاكاة عمليات االحتراق الداخلي وحركة المكابس داخل اسطوانات المحركات أو غرف احتراق المحركات النفاثة أو تمثيل العمليات التي تحدث على مدى زمني طويل أو قصير للغاية مثل المتغيرات البيئية والجيولوجية التقلبات االقتصادية والتطورات البيولوجية..الخ. وفي هذا المضمار ال ينظر إلى التكنولوجيا بأنها تحول المعلم إلى إنسان آلي بل هي وسيلة تزيد من قدراته العقلية والمعرفية والنفسية والتربوية لما تمكنه من فهم واستيعاب للتقنيات الحديثة في مجال التعليم الرقمي وبالتالي تمكنه من إعداد وتصميم البرامج والمواد التعليمية والتي من خاللها يستطيع المعلم أن يؤدي دور باني المعرفة ال ملقنها ويساعده في ذلك ما توفره التقنية من بيئة تعلم أكثر تركيزا أو شموال بغض النضر عن بعد المسافة أو اإلعاقة البدنية أو العوائق الزمنية ويتوقع المرء عندها أن يتحسن أداء الطالب مع توافر عنصر أساسي هو الحافز. بذلك تكون التقنية حققت ما لم يسبق تحقيقه من قبل بوضعها التعليم والموارد التعليمية في متناول طالب كانوا لوال ذلك - سيحرمون منها. ويمكن أن تسهم التقنية أيضا في تغيير دور المعلم ولكن ليس نحو الزوال. وتدل تجربة أولئك الذين يديرون خطة دالتون للتقنية Plan( )Dalton Technology في الوليات المتحدة األمريكية على أن المعلمين يحاضرون اقل مما يرشدون وان لديهم وقتا كافيا لرصد المزيد من المالحظات بشأن ما يحرزه كل طالب على حدة من تقدم وان التقنية تحول التركيز من»كبار يعطون إجابات إلى طالب يبحثون عن إجابات«. )سبرينج 2000 )239: هذه هي مرحلة الثورة المعرفية التي نجمت عنها الثورة الرقمية والتي غيرت مهام ودور المعلم من خالل التعليم الرقمي كأحد طرق تحديث وتطوير أنظمة التعليم والتي جمعت الطالب والمعلم باليات مختلفة وفتحت له القاعات التدريسية والمختبرات والمكتبات فتغير دوره من مجرد نقل وتلقين المعلومات إلى إعادة هندستها وتقديمها بأسهل الطرق وأسرعها فالمعلم اليوم يؤدي دور المصمم والمطور للبرامج التعليمية والمرشد والمخطط للعملية التعليمية للعملية التعليمية. 2- طرق التدريس: ال شك إن أكبر تغيير ستدخله التكنولوجيا في عملية التعليم الرقمي هو إدخال الحواسيب االلكترونية في الفصل الدراسي وإحاللها محل التلقين. هذا ما توصلت إليه التكنولوجيا من تطوير معلوماتها وبرمجياتها التي تم تسخيرها في العملية التعليمية من خالل الوسائل والطرق المتنوعة والتي تهدف إلى تحسين أداء التعليم وتجويده ورفع كفاءته لمواكبة التطورات المعرفية والعلمية المعاصرة. إن التعليم الرقمي المدمج في استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وفي تحديث وتجديد أساليب وطرق التدريس سوف يحقق المزايا والفوائد التالية: )الهادي 2004: 43-42( 1. متعة التعلم Enjoyment of Learning حيث إن التكنولوجيا تستثير وتجذب الطالب نحو التعلم. 2. الفردية Individualism في التعليم الذاتي أو الفردي لتباين قدرات وخلفيات الطالب مما يحتم إعطاؤهم الجدية الفردية في التعلم الذاتي. 3. التعلم التفاعلي Interactive Learning عن طريق الحاسبات اآللية التفاعلية ويمثل هذا التعلم التفاعلي 261

297 التخاطب والحوار التعليمي مع البرمجيات التعليمية المستخدمة. 4. تقليل وقت التعلم Reduction in Learning Time حيث أثبتت الدراسات أن التعلم باستخدام الحاسبات اآللية يقلل من وقت التعلم بحوالي )%30( من التعلم التقليدي. 5. توفير معلومات مرئية Visualized Information من خالل الرسومات والحركة والصوت التي تتضمنها الوسائط المتعددة. 6. إمكان تدريس بعض الموضوعات التي كانت غير قابلة للتدريس من قبل من خالل قدرة الحاسبات اآللية في المحاكاة والنمذجة ).Simulation and Modeling إضافة إلى النقاط السابقة فأنه يتوقع أن تتغلب طرق وأساليب التدريس التي تستخدم التقنية على معضلة بعد المسافة والعوائق الزمنية في العملية التعليمية. أما مارجريت ريل )2000 Margaret Riel :112( فتضع تصورا للطرق التي يمكن من خاللها ألشكال التقنية واستعماالتها أن تعزز التعليم مشيرة إلى أن الممارسات التربوية التقليدية لم تعد كافية لتلبية احتياجات مجتمع غني بالمعلومات. وهي تقول في هذا السياق:»توفر تقنية اإلنترنت بنية غنية للمجتمع في عمومه للمشاركة في تعليم الجيل المقبل«. لقد مكنت التقنيات السابقة )الطباعة والتصوير واألفالم والحاسوب( العديد منا من مشاركة األفكار مع الطلبة دون االلتحاق فعليا بالمدرسة ولكن تم ذلك من خالل طريقة اتصال في اتجاه واحد. أما االتصال عبر اإلنترنت فقد مكن الطلبة من التفاعل مع العديد من األشخاص اآلخرين إن تحويل الصف الدراسي إلى مجتمع تعلم يجعل من الممكن للعديد من األشخاص أن يكونوا جزءا من العملية التعليمية«. ما يتميز به التعليم الرقمي هو توسيع حدود ونطاق العملية التعليمية المرتبطة بالزمان والمكان فلم تقتصر فقط على األربعة جدران الصفية بل تجاوزت الحدود إلى المنزل ومكان العمل واألندية الترفيهية. وهذا التجاوز أدى إلى أن تصبح العملية التعليمية سريعة الحصول على المعلومات حينما وحيثما يحتاجها المتعلم عن طريق توفر شبكات االنترنت واسعة المعلومات وتحويلها إلى صور ورموز وأصوات تنظم عملية التعلم. هذا ما يؤكد علية الموسوي )2005:20( حينما أكد على أنه يمكن أن يكون تصميم التعلم المفتوح والمرن والموزع وشكله مختلفا عن التعليم الفصلي التقليدي فالفصول التقليدية محدودة المساحة حيث يعامل التعلم إلى حد كبير على أنه نظام مغلق يحدث ضمن حدود حيزة في إطار الصف والمدرسة والكتاب والزيارة الميدانية المحددة.. ولسوء الحظ فإن الكثير من الفصول الدراسية محصور بين جدرانها األربعة المتضمنة ألفكار المدرس ومؤلف الكتاب المدرسي والتعليقات العرضية للطالب كما أن الفصل الدراسي مغلق بشكل يكون معه محددا بهؤالء الطالب الذي باستطاعتهم الحضور فرديا إلى موقعه. لهذا تعتبر فصول الدراسة االفتراضية على شبكة الويب أو الشبكات األخرى منافسا قويا لفصول الدراسة التقليدية التي اعتدنا عليها حيث تتفوق فصول الدراسة االفتراضية على فصول الدراسة التقليدية من عدة أوجه هي: االنخفاض الكبير في التكلفة وتغطية عدد كبير من التالميذ والطالب في مناطق جغرافية مختلفة وفي توقيتات مختلفة إمكانية التوسع دون قيود السرعة العالية في التعامل واالستجابة وتقليل 262

298 األعباء على اإلدارة التعليمية والكم الكبير من األسس المعرفية المسخرة للقاعات االفتراضية من مكتبات وموسوعات ومراكز البحث على الشبكة وفتح محاور عديدة في منتديات النقاش في حجرة الدراسة االفتراضية وإن عملية التعلم لم تعد محصورة في توقيت أو مكان محددين أو مضبوطة في جدول صارم التفاعل المستمر واالستجابة المستمرة والمتابعة المستمرة وأتمتة اإلدارة والحصول على المعلومات المرتدة وتحليلها وال تحتاج إدارة الفصول الدراسية االفتراضية مهارات تقنية عالية مما يعفي المدرس من األعباء الثقيلة بالمراجعة والتصحيح ورصد الدرجات والتنظيم ويتيح له التفرغ لمهامه التعليمية المباشرة وتحسين األداء واالرتقاء بمستواه والتعامل مع التقنيات الحديثة والنهل من المعارف واكتساب المهارات والخبرات. )عباس 2004 : ) لقد فتحت وسائل االتصال الحديثة في عصر تقنية المعلومات لإلنسان طرقا متعددة للوصول إلى المعرفة وتقديمها للطالب. كما إن التقدم الهائل في تقنيات الحاسوب التعليمي باستخدام األقراص المدمجة )CD-Rom( واألقراص الصلبة وشبكة المعلومات العالمية فتحت مدا واسعا من المعرفة ووضعته في متناول المعلم والطالب على حد سواء وأصبح بإمكان المعلم أن يؤلف بذاته الكتاب المدرسي الخاص به كما يمكنه من بناء خططه التعليمية وخططه المدرسية باالستفادة من مصادر المعرفة التي يتيحها الحاسوب وشبكة المعلومات المحلية والعالمية. )الحارثي 294( : 2003 إن أدوات التعلم هذه وإن كانت فعالة جدا - ال تقلل من دور المعلم في شيء. ولن تكفي مجموعة جديدة من األدوات التعليمية بمفردها إلعطاء منظور شامل وواسع يتميز به التعليم الجيد. وإنما تسهم هذه األدوات في تيسير مشاركة الطالب في الجماعات التي تتجاوز نطاق مبنى المدرسة. وسوف يكون المعلمون المهرة بحاجة إلى أن يساعدوا الطالب على تعلم كيفية تقويم المعلومات ومصادرها ووضع ما يتعلمونه ضمن إطار التطوير الفكري األوسع نطاقا. إن تكنولوجيا المعلومات ستسهم في تسهيل عملية تصميم المناهج التعليمية وتجريبها وقياس درجة كفاءتها وتطويرها وستساعد المعلمين في اكتشاف ألوان متنوعة ألساليب التدريس. وستساعد التالميذ في الحصول على المواد التعليمية المناسبة لقدراتهم ومواهبهم المتنوعة والمختلفة. 3- المناهج أدى التطور المعرفي والتكنولوجي في عالم الحاسوب إلى تغيير المناهج التربوية وجعل مخططي المناهج يعيدون النظر في محتوى المناهج وطرق التدريس وتقويمه كما أدى إلى تغيير كثير من األهداف التربوية وذلك بهدف إكساب الطالب مهارات عديدة تكمن في المهارات العقلية التي تعتمد على التحليل وكذلك مهارات يدوية وجسمية تجعل من العقل والجسم يعمالن في أن واحد هذا مما يجعل الطالب يتهياء للتعامل مع المعلومات والتقنيات الرقمية الحديثة في نفس الوقت كتعامله مع الحاسوب والشبكات العنكبوتية. يؤكد علي ) ( : على أنه من الطبيعي أن يطرأ على المناهج جميعها دون استثناء تعديالت جوهرية مع انتشار استخدام الكمبيوتر كوسيلة للتعليم ومن المؤكد أن الكمبيوتر يمكن أن يقدم خدمات عديدة لمطوري المناهج لمعاونتهم في هذه المهمة الشاقة. وفي دراسة عبداللطيف حسين فرج )2005( الذي أكد على توظيف اإلنترنت في التعلم ومناهجه 263

299 حيث تسعى الدراسة إلى توضيح لمفهوم اإلنترنت وكيفية استخدام مفرداته المختلفة في التعليم وأهميته في العملية التعليمية وسعت الدراسة إلى الكشف عن العوائق التي تواجه تطبيق المناهج على اإلنترنت وأسباب العزوف من بعض أعضاء هيئة التدريس عن استخدامه ومن النتائج التي توصلت إليها إن اإلنترنت Internet هي منظومة عالمية تربط مجموعة من الحواسيب اآللية وكلمة مختصرة من كلمة Interconnected( )Network ويمثل التعليم باستخدام البريد اإللكتروني الخطوة األولى في استخدام اإلنترنت في التعلم وإن التعليم المفرد ذو مرونة عالية يتألف منه مواد كثيرة وإجراءات حيث يتاح للتلميذ القيام بمسئولية كبيرة في تخطيط دراسته وهي برامج منظمة وذلك كمساعدة المتعلمين ومن العوائق التي تواجه تطبيق المناهج على اإلنترنت التكلفة المادية والمشاكل الفنية والعنصر البشري واللغة وغيرها. إن التطور التقني سيمكن من إحداث نقلة نوعية حقيقية في تطوير المناهج بمؤازرة الكمبيوتر ولن يتأتى ذلك إال بعد نضج نظم تحليل النصوص وفهمها أوتوماتيكيا فبواسطة هذه الوسائل البرمجية المتقدمة سيتم تمثيل النصوص في هيئة شبكات داللية semantic nets تكشف بشكل سافر عن البنية المفهومية للنص conceptual structure التي تحلل النص إلى مجموعة من المفاهيم الرئيسية وما يندرج تحتها من مفاهيم فرعية ويتحول النص بها إلى كوكبة من المفاهيم والمعارف التي ترتبط مع بعضها البعض من خالل مسارات محددة وواضحة وهنا فقط يمكن لمطوري المناهج وضع أيديهم على مواضع التركيز وعرض المادة بصورة ترسخ في ذهن المتعلم البنية المنطقية المنطوية عليها. أما المؤسسات الساعية إلى تصميم مقررات تعلم إلكتروني بتكلفة فعالة فيقول الموسوي )2006: 199( أن عليها البدء بتعرف مواد التعلم المشتركة والمستخدمة في مقرراتها وتجميعها بحيث يمكن وضع مواد التعلم المجمعة هذه في خادم حاسوبي يمكن لمصممي المقرر دخوله. وبتوافر مواد التعلم هذه بشكل مركزي سيتمكن مصممو المقرر من التعرف عليها وتحديدها وإعادة استخدامها بشكل فعال في المقررات المتعددة. كما سيتمكن المتعلمون من استخدامها في مشاريعهم ولذلك يمكن لألفراد من داخل وخارج المؤسسة أن يستخدموا مواد التعلم هذه في أي وقت وفي أي مكان مناسب وستوفر مواد التعلم هذه المال والجهد معا وإذا ما بدأت مؤسسات أخرى بحفظ هذه المواد التعليمية بشكل هادف وباألسماء المناسبة لها وفقا لبطاقات قياسية لتصنيف البيانات فإن هذا سيحسن من مصادر التعلم اإللكتروني بشكل أفضل. كما أنه ليس ضروريا تصميم نفس مواد التعلم دائما لكل مقرر كما ينبغي على المصممين التعليميين أو األفراد المشاركين في تصميم التعلم اإللكتروني أن يضيفوا إلى مواد التعلم بطاقات تحتوي على المعلومات المناسبة كالكاتب واللغة والتاريخ واألهداف التعليمية.. الخ وحالما ترفق جميع مواد التعلم بالبطاقات المعلوماتية المرفقة سيتمكن المصممون من العثور عليها واختيارها واستدعائها ودمجها واستخدامها أو إعادة استخدامها ووضعها لالستخدام األمثل وبشكل فعال. ويرى علي )1997 :401( أنه بوجود نظم معلومات سيتعرف مطوري المناهج على مصادر المادة التعليمية وسيتوفر لديهم آلية لدعم عملية التأليف. وفي هذا اإلطار أجرى نبيل الفيومي )2003( دراسة بعنوان التعلم اإللكتروني في األردن خيار استراتيجي لتحقيق الرؤية الوطنية التحديات اإلنجازات وآفاق المستقبل حيث أشار إلى أن الحكومة األردنية أقامت مؤخرا مشروعا إلنشاء شبكة تعليمية وطنية عالية السعة باستخدام تقنية األلياف الضوئية ستزيد كلفة إنشائها على خمسين مليون دينارا أردني كما أنشأت نواة لشبكة المعرفة وتم تأسيس مركز لمصادر التعلم 264

300 سيزود المدارس بالمناهج التعليمية )باللغة العربية( التي نجحت الوزارة بتحويل بعضها إلى محتوى إلكتروني تم استخدامه من قبل المدارس المربوطة بالشبكة كما تم أيضا تدريب وتأهيل ما يزيد على سبعة آالف معلم على استخدام تقنيات االتصاالت والمعلومات وأساليب التعلم الحديثة. ومن أكبر التحديات التي واجهت األردن في هذا المجال تمثلت في محدودية قدرة الشركات المحلية على إنشاء شبكات واسعة الرقعة وتوفير أعداد كبيرة من األجهزة والمعدات. ولكن الوزارة تبنت منتجات لشركات وطنية طورت تطبيقات تعليمية متخصصة. وحولت بعض المناهج إلى محتوى إلكتروني باللغة العربية. أما مدكور )2003 :348( فيرى أن تكنولوجيا المعلومات ستسهم في تسهيل عملية تصميم المناهج التعليمية وتجريبها وقياس درجة كفاءتها وتطويرها وستساعد المعلمين في اكتشاف ألوان متنوعة ألساليب التدريس. وستساعد التالميذ في الحصول على المواد التعليمية المناسبة لقدراتهم ومواهبهم المتنوعة والمختلفة. مما تسهل تكنولوجيا المعلومات تفريد التعلم داخل جماعة واحدة أو التنوع داخل الوحدة. فالممنهجون سوف يتمكنون من تصميم المناهج المدرسية الجماعية وفقا للمواصفات الفردية داخل مجموعة الطالب. فسوف يتمكن كل تلميذ من إدخال تعديالت معينة على البرنامج بحيث يتناسب مع معدالت أدائه الخاص. 4 -المتعلم: كان المتعلم فيما سبق متلقيا فاتحا عقلة لحشو الغث والسمين من المعلومات دون أي نقد أو ابدأ رأي وبتطور األساليب التعليمية تغير وضعه إزاء العملية التعليمية وأصبح له دورا فاعال. وفي ظل تكنولوجيا التعليم فاألمر مختلف حيث ينظر إلى المتعلم باعتباره فردا ناميا في مختلف جوانبه الفسيولوجية المعرفية اللغوية االنفعالية واالجتماعية وموقفة هنا يمكن وصفه بأنه موقف نشط فعال ال سلبي ألنه يتضمن مشاركته في عملية التعليم وليس مجرد امتصاص للمعلومات التي تلقى إليه من المدرس ومن هنا جاءت فكرة تفريد التعليم. والتعليم في ظل تكنولوجيا التعليم يراعي الفروق الفردية بين المتعلمين ولذا كان المتعلم هنا يسير في تعلمه تبعا لما لديه من إمكانات وقدرات خاصة. )سالمة (. : أي إن مشاركة المتعلم في هذا النوع من التعليم ينبغي أن تتميز بالفاعلية والنشاط لتظهر في طياتها اإلتقان العلمي للمادة الدراسية. واالعتماد على التعلم الذاتي المستمر. ولكي تتحقق أهداف النظام التعليمي فعلى المتعلم أن يغير من دوره وفاعليته إزاء التطورات والمتغيرات المعاصرة وتصبح عملية استخدام وتطبيق التقنيات أمرا ضروريا لتطوير المهارات الفكرية والعملية للمتعلم. وقد تبين من خالل األبحاث التي أجريت في الواليات المتحدة األمريكية أثر التقنية في المحصلة التعليمية أو التربوية للطالب. ووجدت الدراسة أن أداء الطالب يميل إلى التحسن عند استخدامهم للتقنية في مساعدتهم على التعلم كما تصبح مواقف الطالب من التعلم أكثر إيجابية عند استخدامهم للتقنية. )سبرينج 2000 )239: وبالتالي فأن التعليم التقني يؤدي إلى تغيير طرق تفكير المتعلمين التقليدية التي لم تعد تلبي احتياجات المجتمع الذي يتميز بالتطوير المستمر للمعلومات والمعارف في شتى العلوم وفي ضوء ذلك على المتعلم توصيف مهاراته ومواهبه التي ينبغي أن يتقنها في حل المشكالت االجتماعية والتعليمية. ولعل 265

301 أهمها االستقاللية في التعلم الذاتي والتعاوني. ومن الفوائد التي يعكسها التعليم الرقمي على الطالب كسر حاجز الخوف والرهبة من التعامل مع التقنيات وبرامجها الدقيقة اثناء التعلم الصفي واالستفادة منها في الحياة العامة للمتعلم واالستفادة من خبرات اآلخرين بعيدا عن قيود الزمان والمكان. وهناك مزيد من الفوائد التي أكدت عليها العديد من الدارسات واألبحاث التي أجريت في مجال استخدام ICT في العملية التعليمية نذكر منها ما يلي: )عبد الكريم واخرون 2006( 1. تنمية مهارات المتعلمين. 2. تنمية االتجاهات االيجابية للمتعلمين نحو مواد يرونها صعبة مثل الرياضيات واللغات. 3. تقليل نسبة الملل بين المتعلمين. 4. توفير فرص التعلم الفردية. 5. تخطي حواجز الزمن والمكان. 6. توفير عنصر اإلثارة والتشويق. نستخلص من ذلك أن التعليم التكنولوجي يرتبط بجوانب عديدة في سلوك المتعلم وتوظيف ICT في التعليم يعمل على التركيز على الجانب المعرفي والوجداني والنفسحركي لدى الطالب مما يجعل المتعلم على ارتباط بمنظومة المعارف والقيم واالتجاهات والثقافة التي يعيشها. أي أن التعليم االلكتروني الرقمي يبنى على مشاركة الفرد من خالل النشاطات التعليمية التي يقوم بها مما يولد جوا من اإلقبال على التعلم والرغبة في متابعته بخالف الطرق التسلطية في التعليم والتي تخلق جوا من النفور واالبتعاد عنه. ويكتسب المتعلم مهارة كيفية التعلم مدى الحياة مما يولد أيضا الدافعية واالتجاهات المناسبة لعملية التعلم من جهة ثانية وعلى مساعدة الفرد على تطوير ذاته كذات متعلمة من جهة ثالثة. وهذا بدورة ينعكس على تعويد المتعلم على التعليم المستمر مدى الحياة. ب - التحديات الخارجية: هناك العديد من التحديات التي تواجهه التعليم الرقمي من أبرزها: الثورة المعرفية )الفجوة الرقمية( الثقافة المجتمعية الفقر الكثافة السكانية وفيما يلي استعراض لهذه العناصر : 1- الثورة المعرفية )الفجوة الرقمية(: ما نشهده في عالم اليوم من تغيرات وتطورات جارية في مجال التعليم هو نتاج للتقدم التكنولوجي والمعرفي هو ما يسمى في علم المصطلحات بالثورة المعلوماتية أو الثورة المعرفية وما نجم عنها من مصطلحات مرادفة كالثورة الرقمية وما أحدثته من فجوة رقمية بين الدول الغنية والدول الفقيرة نعيش اليوم انفجار معرفي مشهود في مجال التكنولوجيا والتقنيات المتعددة حيث أصبح هناك تراكم معرفي يتزايد من وقت إلى أخر مما يشكل عباءا كبير على الدول والمؤسسات واألفراد الذي ال يشاركون بشكل فاعل وايجابي في عملية التراكم المعرفي خالل هذه الحقبة الزمنية. إن الثورة المعرفية غيرت مسار كثيرا من األداء التقليدي للعديد من مؤسسات المجتمع ومنها المؤسسات التعليمية والتي عليها مواكبة تلك التطورات واستغالل اإلمكانات االقتصادية والمادية التي تمتلكها لتطوير التعليم وبنيته التحتية والتغلب على تحديات المرحلة المعاصرة. 266

302 يقول كنيدي )2001: 28( أنه قد قرأ مقاال في مجلة تريندس Trends الخاصة عن اإلنترنت والفرص المتوقعة النتشارها في الدول العربية ويرى المقال أن معدل النمو في استخدام اإلنترنت في الدول العربية سوف يزداد بمعدل 3 أضعاف سرعة نموه في أنحاء العالم األخرى ليرتفع عن هذا المستوى المتدني ومع ذلك فاالعتقاد يتجه إلى أن هناك مناطق مختلفة في العالم العربية تعاني فجوة كبيرة في المجال التقني والجدول رقم )1( يوضح التحديات التي تواجه الدول العربي وهي تحديات معلومة وتعالج منذ عشرين أو ثالثين عاما أنها الفجوة الكبيرة بين الدول الغنية والدول الفقيرة في المنطقة نفسها. جدول رقم )1( نسبة توزيع السكان في العالم حسب المناطق ونسب استخدام اإلنترنت على ضوء تلك التحديات التي تواجهها الدول والمؤسسات واإلفراد نجد أن الثورة المعرفية والرقمية لعبت دورا كبيرا في شحذ همم كثير من قادة الدول في العالم ومنها الدول العربية لبنا مجتمع معلوماتي لتحقيق تنمية شاملة. حيث ترى أن قادة الدول العربية كان لهم دورا ومشاركة فاعلة في القمة العالمية لمجتمع المعلومات قمة لزعماء العالم الملتزمين بتسخير إمكانات الثورة الرقمية في تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت لخدمة البشرية والتي تم تنظيمها على مرحلتين في جنيف ديسمبر 2003 وتونس نوفمبر 2005 والتي هدفت إلى بناء مجتمع معلومات جامع هدفه اإلنسان ويتجه نحو التنمية مجتمع يستطيع كل فرد فيه استحداث المعلومات والمعارف والنفاذ إليها واستخدامها وتقاسمها ويتمكن فيه األفراد والمجتمعات والشعوب من تسخير كامل إمكاناتهم للنهوض بتنميتهم المستدامة ولتحسين نوعية حياتهم. )األمانة العامة - لجامعة الدول العربية إدارة االتصاالت وتكنولوجيا المعلومات( من ذلك نرى أننا بحاجة إلى نظام تعليمي يعمل على مواكبة تلك التطورات المتزايدة في مجال التكنولوجيا العلمية حيث لم يعد كافيا اختزال المعلومات والمعارف بل البد من تجاوز ذلك األمر إلى اإلنتاج 267

303 واإلبداع في عملية التعليم الحديثة وممارستها عمليا أكثر مما هو نظريا وتوفير التقنيات وتسليح الطالب بمهارات استخدام الحاسوب كوسيلة فاعلة في العملية التعليمية. ويمكن أن يكون للكمبيوتر دوره الحاسم في تطوير نظام التعليم العربي لو أعددنا لذلك عدته من تهيئة التالميذ وتأهيل المدرسين وتوعية اإلدارة المدرسية والتعليمية وإعداد البرمجيات التعليمية Educational Software وتعديل المناهج واألساليب يحتاج تحقيق ذلك كله إلى ثورة حقيقية في نظم التعليم العربية. )نبيل 1994 ) 251 : وما يشير إليه تقرير األمم المتحدة هو اتساع الفجوة المعلوماتية بين البلدان العربية والبلدان المتقدمة حيث أوضح أن هناك نسبة % 1.2 من المواطنين العرب يمتلكون حاسبا ونصف هذا العدد يستخدم خدمة اإلنترنت وأشار التقرير إلى معظم الدول العربية عدا اإلمارات والكويت تتساوى جميعها في درجة افتقارها لتقنية المعلومات واالتصاالت. )مكاوي 2004( وبتحليل واقع الفجوة الرقمية يرى عباس ) ( : انه ال يكفي لتحديد عمق الفجوة الرقمية مجرد النظر إلى مدى توافر البنية األساسية للمعلومات وشبكة االتصاالت بل يضاهيه أهمية النظر إلى نوعية العنصر البشري المتعلم والمؤهل للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة هذا بدوره يرتبط بمستويات الدخل والتعليم والثقافة وقد أثر ذلك في خلق تفاوت ليس فقط بين مناطق العالم وإنما داخل المجتمع الواحد الذي يشهد تباينا في الوصول إلى استخدام اإلنترنت بين أصحاب الدخول المرتفعة والمنخفضة والمجموعات العرقية والمجموعات العمرية وسكان المدن والريف. على الرغم من تلك التباينات بين الدول العربية وبعضها البعض أن الفجوة الرقمية ستبقى قائمة رغم كل جهود التطوير والتحديث التي تقوم بها بلدان العالم األخرى ويسيطر العالم االنجلوساكسوني على نسبة كبيرة جدا من نشاط شبكة اإلنترنت إذ يقدر بأن ثمانية وسبعين بالمائة من المواقع على الشبكة هي باللغة اإلنجليزية بينما تشكل مواقع التجارة اإللكترونية باللغة اإلنجليزية على اإلنترنت نسبة ست وتسعين بالمائة من مجموع مواقع التجارة اإللكترونية. وتشير بعض األحصات أن نصيب دول الخليج العربي من تطبيقات تكنولوجيا التقنية الرقمية تمثل النصيب األكبر من إجمالي تطبيقات البيئة الرقمية في الوطن العربي. ويوضح الجدول التالي: مؤشر استخدام تكنولوجيا المعلومات في دول مجلس التعاون ومصر no3/digitize.htm 268

304 ويرجع السبب في ذلك كما أشار إليه علي ) ( : إلى إننا كدول عربية الزلنا مستهلكين لتكنولوجيا المعلومات ال منتجين لها فإن قدرتنا على توجيه المتغير التكنولوجي ضئيلة للغاية ومساحة المناورة المتاحة للخيار التكنولوجي ضيقة إلى حد كبير خاصة في ظل القيود الحقيقية والمصطنعة المفروضة على القرار العربي.. الخ ال تعاني الدول العربية من الفجوة الرقمية فحسب بل إن هناك ثمة فجوات أخرى منها كما أشار إليها مكاوي 2004( :) 1- الفجوة االقتصادية بين الدول العربية فهناك دول غنية تستطيع اقتناء أحدث نظم تقنية المعلومات وهناك دول فقيرة تنظر إلي تقنية المعلومات كرفاهية علمية غير مطلوبة قبل توفير الغذاء والمسكن لشعبها. 2- االختالف الشديد في الكثافة السكانية للدول العربية فهناك دول مكتظة بالسكان وتستطيع أن تصدر فائضا من القوي العاملة المدربة والمؤهلة في مجال تقنية المعلومات في حين أن هناك دوال محدودة السكان ال تتوفر لديها األطر الفنية القادرة علي تغطية وشمول هذا المجال قبل مجاالت العلوم والتقنية األكثر إلحاحا وأهمية بالنسبة للدولة. 3- االختالف الكبير في مستويات العلوم والتقنية والمعرفة بشكل عام بين الدول العربية فهناك مراحل متقدمة في هذه المجاالت في حين أن هناك دوال ما زالت في أول الطريق. 4- النمو المتزايد في عمليات االستثمار واألنشطة واألعمال التجارية والتي تدعو بالتالي إلي ضرورة توفر نظم المعلومات الحديثة والتقنية اإلعالمية لتواكب الحركة العالمية خاصة بعد ارتباط هذه األنشطة باألسواق العالمية التي استخدمت تقنية المعلومات منذ فترات طويلة وأصبح لها دراية وخبرة بهذه المجاالت وبتأثيراتها علي تنمية االستثمارات واألنشطة التجارية. 5- اختالف المفاهيم والمعاني المتصلة بالتقنية المعلوماتية حيث مازالت هذه المفاهيم غير موحدة بين الدول العربية ولكل منها معني مغاير من دولة أخري بل أحيانا من هيئة إلي أخري داخل الدولة الواحدة. 6- ضعف دور المنظمات العربية المتخصصة في مجال تقنية المعلومات بل أن بعضها لم يتواجد بعد علي الساحة العربية مثل خلق مؤسسة عربية إلعداد حواسيب عربية تستخدم )شفرة( عربية ولغات برمجة عربية وإعداد حزم برامج وقواعد بيانات عربية.. الخ. 7- ضعف دور مراكز المعلومات الوطنية المتوفرة بالدول العربية فغالبا ال تتوفر خطط وطنية لهذه المراكز وإذا توفرت قد تحيد عنها أو تتوقف عن تنفيذها ألسباب داخلية أو ألسباب خارجة عن إرادتها )مثل تقليص ميزانيتها أو نقل تبعيتها اإلدارية.. الخ. 8- نقص أدوات أساسية وعوامل مؤثرة في صناعة المعلومات والتقنية المعلوماتية كنقص مسوحات مصادر المعلومات وخطط المعلومات وأساليب التنسيق في خدمات المعلومات بين الهيئات. 9- عدم توفر األيدي العاملة الالزمة لبناء التقنية المعلوماتية في الوطن العربي وهجرة بعض الكفاءات. 10- عدم وجود خطط شاملة ومنظمة للتدريب قصيرة األجل وطويلة األجل في مجال التقنية المعلوماتية. 269

305 الفجوات السابقة إضافة إلى الفجوة الرقمية يمكن التغلب عليها بوجود اإلرادة والرؤية فلم تعد الثورة الرقمية حكرا على احد يتحكم فيها األقوياء بل أصبح يستفيد منها الجميع وغير مقتصرة على فئة دون أخرى. ويعني هذا أن الثورة الرقمية تتسم بالعمومية والشمولية واالستفادة من كل المعلومات الرقمية المخزنة والمتفاعلة والمتجددة بشرط أن يتوفر اإلنسان على الحاسوب أو شبكة اإلنترنت. وفي هذا السياق تسعى معظم الدول العربية إلى تبني التعلم الرقمي كمدخل لتجويد العملية التعليمية والتربوية الذي يحقق تطلعات المجتمعات العربية. 2- الثقافة المجتمعية : إن تبني أي مجتمع للتعليم الرقمي ليست عملية ميكانيكية أو سحرية ألنه البد أن يؤخذ بعين االعتبار التأثيرات المتبادلة والمعقدة التي تحملها عملية التطبيق في المجتمع بشكل عام والتعليم بشكل خاص. يقول توفلر )2001 :36( إن موجة ثالثة من التغيير آخذة في الحدوث وإن تحوال ثالثا يحدث وبدأ يعم كل أنحاء الكرة األرضية وهو تحول قائم على أساس المعرفة والعمل القائم عليها وأخذ يحل محل جهد المزارع والعامل في المصانع. وصاحبت هذه الموجهة جميع التغييرات األخرى المرافقة لها في مجاالت الحياة االجتماعية والثقافية. إنها تؤثر في طريقة تفكير الناس وتؤثر في نظرية المعرفة وطبيعتها. وقد أجرى كال من الخطيب وعبد الحليم )2004( في دراستهما حول المدرسة وتوطين ثقافة المعلوماتية نموذج التعليم اإللكتروني وطرح مسألة العولمة في عالقتها بالتربية أو عالقة التربية بها حيث أكدت على انه ال مناص من االندماج معها والتكيف إزاءها وتسخيرها ألغراض التطور والتقدم. ويعد التعليم اإللكتروني منطلقا إلى خوض تجربته وسير خباياه الصغير قبل الكبير والفقير قبل الغني. والبعيد قبل القريب. ويهدف التعليم اإللكتروني إلى متابعة المستجدات على مستوى التقنيات واالتصاالت واستغاللها لتطوير عمليتي التعليم والتعلم وتطوير مهارات استخدام التقنيات لدى المعلم والمتعلم وتنمية مهارات االتصال )المادي والثقافي( وزيادة المصادر العلمية للمواد الدراسية كما ونوعا والتحضير واالستعداد للتعامل والتفاعل اإليجابي مع المستجدات التقنية والحياتية وغرس القيم األخالقية واالتجاهات اإليجابية الستغالل التقنية لخدمة اإلنسانية. أكد على ذلك محمد سناجلة في كلمته إثناء انعقاد المؤتمر العربي األول للثقافة الرقمية الذي انعقد المنعقد في ليبيا خالل الفترة من 6-4 مارس على أن الثورة الرقمية قد أحدثت تغيرات هائلة على شتى نواحي الحياة وظهر للوجود مصطلحات جديدة لم تكن موجودة من قبل بل وطرق حياة وعمل جديدة فظهر للوجود أسلوب حياة الشبكة وأسلوب عملها ثم سمعنا عن التجارة اإللكترونية واالقتصاد الرقمي والمجتمع االفتراضي واإلنسان الرقمي حتى أصبح يقال إن العالم بعد شبكة اإلنترنت ليس هو العالم قبلها وقد أنتج كل هذا عالما جديدا ومختلفا عما اعتادت عليه البشرية. وقد لخص أهل»الحتمية التكنولوجية«تصورهم عن آلية التغيير المجتمعي في ثالثية هي: على العلم أن يكتشف وعلى التكنولوجيا أن تطبق وعلى اإلنسان أن يتكيف«. ويرى البعض أنه باإلمكان قلب ثنائية التكنولوجيا كمتغير مستقل والمجتمع كمتغير تابع رأسا على عقب لتصبح التكنولوجيا وليدة التغيير االجتماعي الذي وفر لها أسباب نشأتها أو بقول أخر تظهر التكنولوجيا تلبية لمطالب المجتمع الذي ستعقد نظمه وتتباين غايات أفراده ومؤسساته وتتشابك عالقاتهم 270

306 وتتصارع أهدافهم )علي ( :181 إن العالقة بين المجتمع والتطور التكنولوجي ترتبط بشكل مباشر بثقافة المجتمع التي تمثل المنظار الذي يرى به العالم وهي التي تولد الدافع على االبتكار التكنولوجي وتفرض القيود على توجهاته وتولد الطلب على سلعه وخدماته والثقافة السائدة هي التي تخلق المناخ المواتي الستقبال التكنولوجيا الوافدة وتوطينها في غير أراضيها األصلية أو تضع العراقيل أمام اقتنائها وتبنيها. وبالتالي فعلى جميع فئات المجتمع ومؤسساته بما فيها المؤسسة التعليمية وأصحاب القرار في بيئة التعلم الرقمية )الطالب وهيئة التدريس وأعضاء فريق الدعم( أن يمتلكوا الثقافة الرقمية حتى يتمكنوا من المشاركة الفعالة في التعلم اإللكتروني. )الموسوي 2006.)196: وعلى ذلك فالتكوين الثقافي واالجتماعي ألي مجتمع أحد العناصر المهمة في تحفيز وتكوين النظم التعليمية والتربوية إذ أنه يعكس بشكل أو آخر البنية الثقافية لمجموعة القيم واالتجاهات السائدة في المجتمع وما يتكون عنه من منظمات ومؤسسات. إن شيوع قيم ومبادئ جودة التعليم ومخرجاته تدفع باتجاه تكوين أنماط سلوكية وشفافية لدى األفراد والمؤسسات التربوية والتعليمية إذ شهدت التطورات والتحوالت في منظومة التعليم التوجه نحو تطوير وتنمية مهارات وقدرات المتعلم العقلية والفكرية بمساعدة التقدم التكنولوجي والتخلي عن األساليب والنظم التعليمية البيروقراطية والتقليدية التي أعاقت نمو وتطور اإلنسان المبدع والمبتكر على عكس األساليب الديمقراطية المحفزة. )الطعامنة العلوش 2004 : 147( إن عالقة تكنولوجيا المعلومات بمنظومة المجتمع أكثر تعقيدا وإثارة ولها من القوة على إحداث التغير المجتمعي الكبير والسريع وفي المقابل للثقافة المجتمعية دورا كبيرا في تطوير تكنولوجيا المعلومات وهذا ما برهنت علية الحضارة اليابانية من خالل القيم والثقافة السائدة في المجتمع وأشار علي :228( أن أرنولد بيس في تعريفة للتكنولوجيا أن هذا المفهوم يحمل ثالثة أبعاد البعد الفني»التكنيكي«والبعد التنظيمي والبعد الثقافي لقد سعى هذا التعريف إلى تأكيد حقيقة أنه ال جدوى من تطبيق التكنولوجيا ما لم يصاحبه تعديل تنظيمي وأن التكنولوجيا ال يمكن أن تدعي البداءة بمنأى عن نظام القيم الذي يكتنف ظروف نشأتها ويفرض قيودا على تطبيقها هذا من جانب ومن جانب أخر فنظام القيم وأن يتغير ويتحور تجاوبا مع المتغيرات االجتماعية التي يحدثها أو يحث عليها المتغير التكنولوجي. ما نجم عن الثورة الرقمية من تطور في الحياة اإلنسانية بشكل عام واإلنسان في العالم العربي بشكل خاص أدى إلى التغير االجتماعي لحياة اإلفراد وغرس كثير من األفكار الجديدة لديهم إزاء التعليم التكنولوجي وأصبح هذا النوع من التعليم له من التوظيف االجتماعي وحل مشكالت الفرد في المجتمع من خالل االعتماد على المعلومات والبيانات وهو ما يؤكد بان التعليم التكنولوجيا قد استطاع أن يسهم في تعزيز ثقافة مجتمعية منفتحة ولديها من المقومات ما يجعلها مساهمه في عملية التطوير بعيدا عن منظور التلقي فقط. 3- الفقر: تعتبر الفجوة االقتصادية أحد األسباب في تباين الدول العربية في تعاملها مع التعليم الرقمي وبالتالي نرى اختالفا في كفاءة كوادرها البشرية واستخدام التقنية المعلوماتية التي أفرزتها الثورة المعرفية والرقمية الناجمة عن التراكم المعرفي للتطور العلمي في العلوم اإلنسانية والعلمية. وقد يرجع السبب في 271

307 ذلك إلى عوامل عديدة احدها إننا نعيش اليوم عالم التكتالت االقتصادية العالمية واالنفتاح العالمي على المعلومات واالتصاالت ونحن إلنزال نعاني من الفجوة االقتصادية بين الدول العربية فهناك دول غنية تستطيع اقتناء أحدث نظم تقنية المعلومات وهناك دول فقيرة تنظر إلي تقنية المعلومات كرفاهية علمية غير مطلوبة قبل توفير الغذاء والمسكن لمجتمعاتها. ويستعرض عباس )2004 :55-54( بعض المعوقات األساسية التي تقف عائق أمام دخول الدول النامية ومنها الدول العربية إلى مجتمع االقتصاد الرقمي ممثلة في ما يلي: 1. افتقار الدول النامية للموارد البشرية والمادية والخبرات التكنولوجية التي تمكنها من انتفاع االقتصاد من تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت. 2. انصراف االهتمامات الحكومية إلى توفير االحتياجات األساسية في الدول والمجتمعات الفقيرة من كهرباء ومياه وصحة وتعليم. 3. انعدام أو ضعف الوعي بأهمية التكنولوجيا وتطبيقاتها بل وتبني مواقف سلبية منها في بعض األحيان. 4. غياب البنية التحتية التي تتيح االتصال باإلنترنت من تكنولوجيا ال سلكية وأقمار صناعية وهواتف نقالة. 5. ارتفاع كلفة استخدام اإلنترنت. 6. استخدام اللغة اإلنجليزية في )%80( من مواقع اإلنترنت مع ضعف اإللمام بها في الدول النامية. 7. انعدام الثقة بإجراء المعامالت والسداد عبر اإلنترنت وعدم انتشار اعتماد التوقيع اإللكتروني ومصداقية الوثائق التي يتم تبادلها عبر اإلنترنت مع ضمان األمان والسرية. ويؤكد السيد أيضا )1997 2( : بأن النظام التعليمي في العالم العربي ال يستوعب جميع األطفال الذين هم في سن التعليم االبتدائي وإن ذلك سيستمر في المستقبل ففي العام 2000 كان معدل التسجيل اإلجمالي العام في هذه المرحلة أقل من )%95( في سبع من الدول العربية. وستبقى نسبة غير المسجلين في المدرسة ثابتة نسبيا حتى عام 2025 في حدود 9-8 ماليين طفل. تلك هي الصورة فيما يتعلق بالتعليم من منظور تقليدي أما صورة التعليم الرقمي ستظهر نسبة أكثر وفجوة كبيرة بين الدول العربية ألسباب عديدة من أهمها العامل االقتصادي. 4- الكثافة السكانية: تشير اإلحصاءات أن أعداد الطلبة في اتساع مطرد في البلدان العربية إلى درجة عدم قدرة المدارس فبعض البلدان على استيعاب أعداد الطلبة وقد يرجع السبب في ذلك إلى الكثافة السكانية في المقام األول والوعي االجتماعي والثقافي بتطور التعليم وأهميته في التنمية االجتماعية على مستوى الفرد بشكل خاص والمجتمع شكل عام. ويمثل هذا النمو العددي في أعداد الطالب عباء كبيرا على الدول والحكومات. ولمواجهة تلك التحديات يتطلب األمر إعداد نظم تعليمية حديثة وأشكال جديدة من التعليم التكنولوجي وتوظيف التعليم الرقمي كأحد أنواع التعليم الذي يمكن أن يحل مشكلة التضخم العددي للطالب وتطوير ادوار المعلم بدال من أن يكون مصدرا وحيدا للتعلم والمعرفة يصبح موجها ومنظما للعملية التعليمية. 272

308 وتشير البيانات في الوطن العربي )السيد ( : وهي متفاوتة في تقديراتها إلى أن تقديرات السكان في الوطن العربي وصلت عام 2000 زهاء 280 مليون نسمة وأنه سيبلغ عام 2025 حوالي 450 مليون نسمة وينجم عن هذا التزايد في أعداد السكان مشكالت عديدة منها المشكالت وعلى الرغم من ان الدول العربية قد حققت بعض النجاحات في تحديث أنظمتها التعليمية وتسعى جاهدة الى تطوير مؤسساتها التعليمية لمواكبة التطورات التقنية والعلمية إال أنها ال تزال تعاني من مشكالت أساسية في البنية التحتية بسبب تضاعف الكثافة الطالبية وانخفاض الموارد المالية المخصصة للتعليم. ومما يزيد المشكلة تفاقما أن هناك مؤشرات معطيات تصف الواقع الحالي للتعليم العربي بأنه غير مشجع وذلك بقراءة لما يلي: )عباس 2007( 1. نسبة األميين بين البالغين %48 وعددهم سبعون مليونا ومعظمهم من النساء وهو معدل أعلى من متوسط البلدان النامية. 2. نسبة االستيعاب في التعليم قبل المستوى األول هي أقل من متوسط البلدان النامية. 3. نصيب الفرد في سن التعليم في الدول العربية من اإلنفاق على التعليم ال يتجاوز 340 دوالر في حين أن اإلنفاق في البلدان المصنعة يصل إلى 6500 دوالر. ويشير المتخصصون في الدراسات المستقبلية )السيد 4( : 1997 أنه إذا استمرت األوضاع الحالية على ما هي عليه سيكون أشد ازدحاما بالسكان إذ سيصل إلى عشرة مليارات عام 2030 وإلى 30 مليارا في نهاية القرن القادم وسيكون أقل استقرارا من الناحية البيئية وأكثر تعرضا لالضطرابات والنهيار األوضاع الصحية وازدياد الفقر واستمرار التباين بين الدول الغنية والفقيرة وتدهور األرض المزروعة وتزايد حدة أزمات المياه وازدياد تغير التركيب الغالفي الجوي مما يؤدي إلى تغير المناخ وازدياد تعرض بعض الحيوانات والنباتات إلى االنقراض فضال عن أن القرن الحالي هو عصر التفجر المعرفي المتسارع والمعلوماتية والتقانة والمواصالت السريعة وهو عصر العنف والمخدرات وانحسار القيم اإلنسانية لصالح االجتياح المادي. وفيما يلي وقفة على بعض هذه التحديات على المستويين العالمي والعربي. إن هذه الزيادة لعداد السكان في العالم والمتباينة من مجتمع ألخر انعكست بدورها على التعليم حيث أزداد عدد الفصول الدراسية. وأدت ألى ظاهرة االزدحام وعلية فعلى الدول اتخاذ أإلجرأت اآللية لتفادي المشكلة كما أوردها سالمة )2004( فيما يلي: أ االستعانة بالوسائل الحديثة في التعليم كاإلذاعة والتلفزيون وغيرها. ب ابتداع األنظمة الجديدة التي تحقق أكبر قدر من التفاعل والتعلم باستخدام األجهزة. ج تغير دور المدرس من ملقن للمادة إلى تهيئة مجاالت الخبرة للطالب وتوجيه عمليات التعلم وإعداد الوسائل المؤدية لذلك. د إعادة تصميم المباني المدرسية وحجرات الدراسة حتى تحقق الهدف من استخدام الوسائل والطرق الحديثة لمواجهة هذه التغيرات. 273

309 وفي هذا اإلطار يستعرض كنيدي ) ( : رؤيتين مختلفتين في تشخيص واقع منطقة الشرق األوسط والعالم العربي على وجهة التحديد أما بالنسبة للرؤية المتفائلة فهي قد تشهد تطورا سنويا في التقنيات المتقدمة وقد ترى تلك الرؤى المزيد من إمكانيات الحصول على التعليم والكثير من رأس المال واالستثمار لتحسين األوضاع والعديد من المشروعات الجديدة. أما الرؤية المتشائمة فتشير إلى أن المنطقة قد تشهد نموا سكانيا متسارعا للغاية وترى زيادة كبيره في اإلنفاق العسكري وضغوطا متزايدة على البيئة وصراعات ونزاعات إقليمية لكن العقالء وحدهم البد من أن يرغبوا في العمل وفق سيناريو أفضل ويحصلوا على مستقبل أكثر تفاؤال بدال من السيناريوهات المتشائمة. يمكن أن نجمل القول بأن التعليم في العالم العربي ال يزال يعاني من الكثير من التحديات التي تعيق عملية مواكبة التطورات المعاصرة للتقدم التقني والعلمي التي نجمت عن الثورة المعرفية والرقمية وكان له األثر الكبير على شتى مجاالت الحياة االقتصادية والتعليمية واالجتماعية وتتصدر تلك التحديات الكثافة السكانية المتفاقمة من سنة إلى أخرى. رابعا : أهم التجارب العالمية الرائده في التعليم الرقمي: إن الهدف أألساسي من التعليم الرقمي الذي يعتمد فيه بشكل أساسي على التطور التكنولوجي هو إقامة بنية تحتية ذات جودة عالية وبكلفة يمكن للدول تحمل أعبائها ومما الشك فيه أن هذا يؤدي إلى تمكين الكثير من الدول الغنية الدخول إلى الشبكات العالمية لإلنترنت والى الوصول الى التعامل مع الوسائط المتاحة في هذا المجال هذا إلى جانب توفير جهاز الحاسوب لكل 4-3 طالب والسير في تطوير المناهج التعليمية بغرض توظيف تكنولوجية المعلومات. وفيما يلي استعراض ألهم التجارب العالمية الرائدة في التعليم الرقمي: أ ) التجربة األمريكية: من ابرز التجارب العالمية في مجال التعليم اإللكتروني الرقمي هي تجربة الواليات المتحدة األمريكية ومن خالل دراسة علمية تمت عام 1993 أظهرت النتائج أن %98 من مدارس التعليم االبتدائي والثانوي في الواليات المتحدة لديها جهاز حاسب آلي لكل تسعة طالب )9( وفي الوقت الحاضر فإن الحاسب متوفر في جميع المدارس األمريكية بنسبة %100 بدون استثناء وتعتبر تقنية المعلومات لدى صانعي القرار األمريكي من أهم ست قضايا في التعليم األمريكي. وفي عام 1995 أكملت جميع الواليات األمريكية تطبيق منهجية التعليم عن بعد وتوظيفها في مدارسها كما اهتمت بعملية تدريب المعلمين بمساعدة زمالئهم ومساعدة الطالب أيضا. وتوفير البنية التحتية الخاصة بالعملية التعليمية من أجهزة حاسب آلي وشبكات تربط المدارس مع بعضها إضافة إلى برمجيات تعليمية فعالة كي تصبح جزء من المنهج الدراسي حيث تتمتع جميع المدارس في الواليات المتحدة حاليا بوجود أجهزه الكمبيوتر والقدرة على استخدام اإلنترنت بمعدل جهاز واحد لكل أربعة طالب. ويتمتع نحو ربع المناطق التعليمية األمريكية بالكمبيوتر بمعدل جهاز واحد لكل طالب ما يجعل تصميم المناهج الفردية أمرا ممكنا للمرة األولى. وما عمل على تغذية التحول المذكور النمو القوي الذي شهدته الصناعة نفسها... حيث ارتفع اإلنفاق على المواد التعليمية والتدريبية في 2005 بنسبة 9.3 في المائة ليصل إلى مليار دوالر وهي المرة األولى خالل خمس سنوات التي شهد هذا القطاع 274

310 فيها نموا فاق التوسع االسمي في الناتج المحلي اإلجمالي. والتوقع أن ينمو اإلنفاق على المواد التعليمية والتدريبية بنسبة 4.9 في المائة ليصل إلى مليار دوالر وأن يصل إلى مليار دوالر في )رسالة التربية وزارة التربية سلطنة عمان 2005( أعلنت اإلدارة األمريكية في عام 1996 م عن خطة شاملة لتطوير التعليم في أمريكا. ومن أهم أهداف الخطة االستفادة من التقنية في التعليم. وتأخذ هذه الخطة المسمى National( The 1996.)Educational Technology Plan ومن أهم عناصر هذه الخطة سرعة التنفيذ. كما ركزت الخطة على تحقيق األهداف التالية: 1. تدريب المعلمين لمساعدة الطالب في استخدام الحاسب اآللي وطرق المعلومات السريعة. 2. توفير أجهزة حاسوبية ذات وسائط متعددة وحديثة لجميع المدرسين والطالب في الفصول المدرسية. 3. ربط جميع الفصول الدراسية بطريق المعلومات السريع. 4. توفير البرمجيات الفعالة ومصادر التعليم المتعددة بحيث تصبح جزء أساسيا في المنهج الدراسي لكل مدرسة. وعندما بدأت الخطة كانت نسبة المدارس المربوطة بشبكة اإلنترنت تقدر بحوالي %30 من إجمالي المدارس األمريكية. أما في نهاية عام 1999 م فقد بلغت نسبة المدارس المربوطة بشبكة اإلنترنت %95 من إجمالي عدد المدارس األمريكية. أما توفر مصادر المعلومات واالرتباط بشبكة اإلنترنت على مستوى الفصول الدراسية فقد بلغ في نهاية 1999 م %63 وهذه النسبة في ازدياد مطرد \9\22 استعرض إبراهيم )2004(»تجربة مشروع تطوير التعليم في أنحاء الواليات المتحدة األمريكية من اجل تطوير التعليم الرقمي القائم على أسس تكنولوجية والتي تبناها وتحمس لها وزير التعليم األمريكي السابق ريتشارد دبليو رايلي ويشتهر الوزير السابق رايلي بأنه قال في إحدى المناسبات: يستحق جميع طالبنا مدرسين على أعلى مستوى وإتاحة الفرصة لهم الستخدام اإلنترنت وتوفير تكنولوجيا تعليمية مناسبة لتساعدهم في تحصيل العلم وااللتحاق بكلية والنجاح في وظائف القرن الحادي والعشرين. ولتحقيق هذا الهدف علينا أن نمد أيدينا إلى أفقر الفقراء وهذا يعني بذل جهد شاق لتوفير حقوق متساوية للحصول على تعليم من نوعية جيدة هذا حق رئيسي من الحقوق المدنية في القرن الحادي والعشرين. وعندما أدلى رايلي بهذا الكالم وجه نداء إلى المدرسين والطالب وأولياء أمور الطلبة ورجال األعمال لكي يبنوا شراكات تشجع استخدام أجهزة الكومبيوتر واإلنترنت من أجل تحصيل العلم. فالمطلوب انطالقا من هذا المبدأ هو وجود مدارس تتضمن األدوات واإلمكانات المتكاملة من كتب الكترونية وأبواب مفتوحة على المعلومات سواء من االنترنت أو الشبكات االلكترونية التعليمية. وتعتبر وزارة التعليم األمريكية حاليا بقيادة رود بايج أن ضمان استخدام المدرسين والطالب في المدارس األمريكية وخصوصا أولئك الذين يعيشون في األماكن الريفية والمناطق التي تنقصها اإلمكانات االقتصادية للتكنولوجيا الفعالة كان دائما هدفا من أهداف مبادرات حكومة كلينتون الكبرى في مجال التعليم منذ عام 1994 والمبادرات الحالية من إدارة جورج بوش االبن. 275

311 وكان إصدار قانون االتصاالت السلكية والالسلكية عام 1996 إحدى الخطوات األولى للمساعدة في تحقيق هذا الهدف وقد رفع القانون عدد الذين يستخدمون االتصاالت السلكية والالسلكية بإرساء )معدل إلكتروني( ويسمح المعدل اإللكتروني الذي يعرف أيضا بصندوق الخدمة العالمية للمدارس والمكتبات بانخفاضات في تكلفة خدمات االتصاالت السلكية والالسلكية لجميع األفراد والمدارس الخاصة والمكتبات. وقد وفر هذا البرنامج منذ أن بدأ تطبيق القانون أكثر من 4 مليارات دوالر من أموال الخدمة العالمية مخفضا بذلك تكلفة استخدام اإلنترنت للمدارس والمكتبات. وأجرى معهد الدراسات المدنية )وهي منظمة للبحوث مقرها واشنطن( بتمويل من وزارة التعليم األمريكية دراسة على ما تم إنجازه حتى اليوم بعد تطبيق المعدل اإللكتروني وجدت أن 75 ألف مدرسة و 13 ألف مدرسة من مدارس المناطق و 4500 نظام من نظم المكتبات قد تقدمت بطلبات للحصول على تمويل في ظل برنامج المعدل اإللكتروني لتحسين المعدات وخدمات االتصاالت السلكية والالسلكية. وخلصت الدراسة التحليلية التي قام بها المعهد إلى أن المعدل اإللكتروني يعمل بنجاح في تحقيق أهدافه فكانت أشد المدارس احتياجا تحصل على أكثر األموال وركزت الخطة القومية للتكنولوجيا التعليمية لوزارة التعليم بعد تطويرها في ظل توصيات من رجال التعليم وخبراء أكاديميين ومطوري التكنولوجيا وأقطاب رجال األعمال للفت أنظار القطاعين العام والخاص والواليات والدوائر المحلية إلى التكنولوجيا التعليمية للمرة األولى. واستجابة لذلك طو رت كل والية خطة إلدراج استخدام التكنولوجيا في البرامج التعليمية بما يضمن تدريبا متطورا للمدرسين على هذه التكنولوجيات ووضع خطط للتمويل. وقد ارتفعت نسبة غرف الدراسة التي تتوافر فيها إمكانية استخدام اإلنترنت من 3 في المائة إلى 65 في المائة بين ومن المحتمل أن تصل نسبة المدارس المتصلة باإلنترنت إلى 100 في المائة بحلول نهاية السنة وان يستمر ارتفاع نسبة غرف الدراسة القائمة بذاتها التي يتم ربطها باإلنترنت. وكانت نسبة أفقر المدارس التي توافرت لديها إمكانية استخدام اإلنترنت عام 1993 تبلغ 19 في المائة فقط وارتفعت إلى 90 في المائة بحلول عام كما ارتفعت نسبة المدر سين الذين يتلقون تدريبا مهنيا متطورا على استخدام تكنولوجيات المعلومات من 51 في المائة عام 1994 إلى 78 في المائة عام وتعتبر وزارة التعليم األمريكية أنه مع تطور المشروع التعليمي ستتوافر لدى الطالب والمدرسين قدرة شاملة على استخدام تكنولوجيا فعالة للمعلومات في غرف دراستهم ومدارسهم ومجتمعاتهم وبيوتهم وتعتبر ان دعم التعل م في أي وقت وفي أي مكان يتطلب توفير أدوات تحصيل العلم المناسبة على نحو شامل وسيستخدم جميع المدرسين التكنولوجيا بفاعلية. يشير هذا إلى وجود حاجة مستمرة إلى التدريب الذي يجب أال يقتصر على استخدام التكنولوجيا بل يجب أن يشمل أيضا سبل دعم قدرة الطالب على تحصيل العلم. وتعتبر الذهنية األمريكية التي تتعامل مع تطوير التعليم ان التعليم سيدفع قدما تعل م االقتصاد إلكترونيا. وان الخدمات التعليمية والخدمات األخرى ذات الصلة التي تقدم عن طريق اإلنترنت تستطيع أن تصبح ثاني أعظم مبتكرات تطبيقات اإلنترنت ولذلك يجب دعم االبتكار في وسائل التدريس. فمعلومات وتكنولوجيات الكومبيوتر توفر للطالب نهجا متعدد االستخدام لتحصيل العلم وقدرات تفاعلية ومفتاحا للمعرفة والخبرة بعيدا عن غرف دراستهم. )أبراهيم 2004( 276

312 ب ) التجربة الماليزية :»في عام 1996 م وضعت لجنة التطوير الشامل الماليزية للدولة خطة تقنية شاملة تجعل البالد في مصاف الدول المتقدمة وقد رمز لهذه الخطة )2020) vision بينما رمز للتعليم في هذه الخطة The( )1996 Education act أما فيما يتعلق بالبنية التحتية فقد تم ربط جميع مدارس وجامعات ماليزيا بشبكة األلياف البصرية السريعة والتي تسمح بنقل حزم المعلومات الكبيرة لخدمة نقل الوسائط المتعددة والفيديو. ومن أهم أهداف هذه الخطة : 22\9\ إدخال الحاسب اآللي في العملية التعليمية 2 االرتباط بشبكة االنترنت في كل فصل دراسي من فصول المدارس وقد بلغت نسبة المدارس المربوطة بشبكة االنترنت في ديسمبر 1999 م أكثر من %90 وفي الفصول الدراسية %45 وتسمى المدارس الماليزية التي تطبق التقنية في الفصول الدراسية المدارس الذكية schools(.)smart 3 تعميم هذا النوع من المدارس في جميع أنحاء البالد. جاء في دليل التربية الماليزية 2003 أن ماليزيا تخطط لجعل التعليم قطاعا إنتاجيا ألجيال كثيرة تأخذ دورها في الحياة. وتسعى الستكمال مخططها االستراتيجي عام 2020 الذي يهدف إلى الوصول بماليزيا إلى مجتمع المعلوماتية. ومن التجارب الرائدة في ماليزيا في هذا اإلطار تجربة المدرسة الذكية وهي تسعى إلى تصنيف المدارس الحكومية باالتجاه نحو رقمنة العديد مما يعرف بالمدارس الذكية التي تتوفر فيها مواد تدريسية تساعد الطالب على تطوير مهاراتهم واستيعاب التقنية الجديدة وقد تم تطويرها في عام 1996 وبدء تنفيذ فكرة المدرسة الذكية في تسع عشرة مدرسة نموذجية لمدة ثالثة سنوات بدأت في عام 1999 وإنتهت في عام 2002 على أن يكتمل العمل في المشروع الريادي حتى عام 2020 )فرج 2005 :294(. ج ) تجربة سنغافورة: أكد السيد جو تشوك تونج - رئيس وزراء سنغافورة أن نجاح سيناريو المستقبل سيعتمد على المعرفة وسرعة االستجابة للتغيرات التي ستطرأ في كل جانب من جوانب الحياة. وفي عصر المعلومات اآلخذ في التنفيذ والذي تضاعفت فيه المعرفة أضعافا مضاعفة. ولهذا عرف التعليم بأنه قوة الدفع اإلستراتيجية الرئيسية التي ستضع أقدام سنغافورة في القرن الحادي والعشرين. توظف الحكومة السنغفورية كثيرا من األموال في ميدان التعليم )كانت ميزانية 1996 تقارب 4 مليارات دوالر سنغافوري أو ما يقارب 2.3 مليار دوالر أمريكي وهو ما يمثل %3 من الناتج المحلي اإلجمالي وحوالي %20 من الميزانية القومية( والرؤية المستقبلية التي أقامتها وزارة التربية والتعليم بتحديد المهارات والكفاءات األساسية للخريجين خالل القرن القادم كما رأها نائب مدير جامعة سنغافورة الوطنية بأنه»شخص يتمتع بعقل منظم وذكي ويتقن التحليل واإلبداع«. )سبرينج 2000 ) : وفي إطار استغالل تقنيات المعلومات في التعليم والتعليم عن بعد وبعد معرفة أن تقنيات المعلومات أداة تعليمية تكمن فيها القوة تم اإلعالن عن خطة رئيسية للمدارس في شهر نيسان/ إبريل 1997 حيث 277

313 خصص مليار دوالر سنغافوري )1.16 مليار دوالر أمريكي( إليجاد مدارس»ذكية«مع دخول عام ويتضمن هذا: 1. إقامة بنية تحتية طبيعية وتقنية: وذلك بتجهيز المدارس بأجهزة حاسوب للتدريب وشبكات تشمل المدرسة كلها لكي تتاح للطالب إمكانية الحصول على موارد وإمكانات الحاسوب متعددة الوسائط وعلى مواد من األقراص المدمجة وشبكة اإلنترنت. 2. استخدام تقنيات المعلومات لفترة تعادل %30 من مدة المنهج. 3. تطوير برامج الحاسوب والمضمون وموارد التعلم. 4. توفير التدريب وتطوير الموارد البشرية. إن لسنغافورة تجربة رائدة في التعليم االلكتروني حيث قامت وزارة التربية والتعليم بتبني مشروع ربط المدارس بشبكة اإلنترنت مع مجلس الحاسوب الوطني ولتحقيق ذلك قام المشرع لتحقيق الفرضيات التالية : )فرج 2005 ) 352: 1. أدبيات الحاسوب من المهارات األساسية التي يجب أن يكتسبها كل معلم وطالب في مدارس سنغافورة. 2. يمكن تحسن مهارات التعليم باستخدام تقنية المعلومات. 3. إن بيئة التعلم والتعليم الغنية بتقنيات المعلومات يمكن أن توجد الدافع للتعلم وتحث على اإلبداع والتعلم الفعال. 4. إن تكامل تقنية المعلومات مع التعليم يمكن أن يوجد تغييرا وتجديدا في نوعية التعليم. د ) التجربة االسترالية: يوجد في استراليا عدد من وزارات التربية والتعليم ففي كل والية وزارة مستقلة ولذا فاالنخراط في مجال التقنية متفاوت من والية ألخرى. والتجربة الفريدة في استراليا هي في والية فكتوريا حيث وضعت وزارة التربية والتعليم الفكتورية خطة لتطوير التعليم وإدخال التقنية في عام 1996 م على أن تنتهي هذه الخطة في نهاية عام 1999 م بعد أن يتم ربط جميع مدارس الوالية بشبكة اإلنترنت عن طريق األقمار الصناعية وقد تم ذلك بالفعل. اتخذت والية فكتوريا إجراء فريدا لم يسبقها أحد فيه حيث عمدت إلى إجبار المعلمين الذين ال يرغبون في التعامل مع الحاسب اآللي على التقاعد المبكر وترك العمل. وبهذا تم فعليا فصل 24 ألف معلم )من مجموع 140 ألف معلم( واستبدالهم بآخرين. تعد تجربة والية فكتوريا من التجارب الفريدة على المستوى العالمي من حيث السرعة والشمولية. وأصبحت التقنية متوفرة في كل فصل دراسي وقد أشاد بتجربتها الكثيرون ومنهم رئيس شركة مايكروسوفت )بل غيتس( عندما قام بزيارة خاصة لها. 22\9\ يشير سبرينج )2000 :229( بأن والية فكتوريا االسترالية لها تجربة رائدة في مجال التعلم االلكتروني وفي خالل السنوات الخمس الماضية أثناء مواجهة هذا التحدي التي حدثت في تقنيات المعلومات واالتصاالت. وفي هذا المناخ السائد قامت حكومة فكتوريا في عام 1992 إلعادة وضع نظامها التعليمي 278

314 وتجهيزه إلعداد الشباب لهذا العالم الجديد الذي يزخر بالمسئوليات وعدم االستقرار من خالل برنامجها اإلصالحي تحت عنوان»مدارس المستقبل «و»مدارس األلفية الثالثة 1998«الذي يتضمن جاهزية مدارسها للتقنيات الحديثة حتى تتمكن من أن تحتل أفضل موقع فيما يسمى ب»طريق المعلومات«information superhighway في عصر ستسوده التقنية الرقمية. )إن الفرصة التقنية الهائلة المتاحة في استراليا هي الجمع بين تقنيات الهاتف والحاسوب والتلفزيون(. حيث سيكون في وسع المدارس في والية فكتوريا استعمال هذه التقنيات مجتمعة للوصول إلى نطاق أوسع من موارد المعلومات. وقد استبقت وزارة التربية وهي السلطة المركزية للتعليم في فكتوريا - هذا التطور بإقامة مركز جديد للموارد الرقمية يعادل مكتبة إلكترونية هائلة ومباشرة وسريعة في وسع الطلبة منفردين أو المدارس أن تستخدمها اآلن. ويرتبط بمركز الموارد الرقمية شبكة حكومية مباشرة للمنطقة وهو نظام شبكة موسعة يمكن للمدارس استخدامها للحصول على المعلومات ونقلها من أي نقطة إلى أي نقطة داخل حدود الشبكة الحكومية بكاملها. وسوف يسهم ذلك في إثراء الموارد المنهجية المتاحة للمدارس إلى حد بعيد وتبسيط إجراءاتها اإلدارية والسماح بتطوير الشبكات ذات االهتمامات الخاصة دون تحمل تكلفة إضافية عن االتصاالت. خامسا: أهم التطبيقات العربية للتعليم الرقمي: إن مجال تطور االتصاالت والتقنيات في العالم العربي ينمو بشكل متسارع ومتباين حيث بدأت بعض الدول العربية مثل دول الخليج وتونس ومصر بتطوير شبكاتها القومية لنقل البيانات وإقامة بنية أساسية لطرق المعلومات الفائقة السرعة بصورة تتفق واألهداف القومية الستغالل تكنولوجيا المعلومات في دفع حركة التنمية عالوة على الكلفة العالية إلقامة هذه البنية والتي ال يقدر عليها إال عدد قليل من الدول العربية. و عليه هناك تجارب دول عربية طبقت التعليم الرقمي في المجال التربوي وتجارب دول أخرى طبقته كحكومة الكترونية رقمية ضمن مجتمع المعرفة ومجتمع التنمية. وسنتناول هنا بعض التجارب والمحاوالت التطبيقية للتعليم الرقمي في الوطن العربي. أ ) التجربة المصرية: بدأت المحاوالت األولى إلدخال الحاسوب إلى ميدان التعليم في مصر عام 1984 حيث قامت وزارة التربية والتعليم بإنشاء مركز متخصص في األهرام أطلق علية اسم )مركز تقنية األنظمة التعليمية( واعتمد هذا المركز في أنشطته األولى على تدريب عدد من المعلمين على استخدام أجهزة الحاسوب. حيث قام وزير التربية والتعليم المصري في عام )1987( بالدعوة إلى االجتماع التأسيسي للمجلس التنفيذي لمشروع الحاسوب التعليمي القومي في مصر وكانت هذه الدعوة تمثل البداية العلمية الجادة في التجربة المصرية واهتمت الدولة بداء من العام الدراسي ) ( بإدخال نظم المعلومات والحواسيب في التعليم قبل الجامعي وقد أخذت اتجاهين في وقت وأحدهما: االتجاه األول: تطوير التعليم األساسي )االبتدائي واإلعدادي( عن طريق إدخال مفهوم التكنولوجيا بشكل عام في المناهج الدراسية. االتجاه الثاني: إدخال تعليم الحواسيب إلي التعليم الثانوي بداء من العام الدراسي ) م( تمهيدا لتعميمه خالل سنوات أخرى حتى عام.)1992( ( سعادة السرطاوي 2003 )263: 279

315 وال تهدف شبكة المدارس الرقمية بمصر فقط إلى إدخال الحاسبات اآللية في المدارس بل أيضا في جعلها تمثل أدوات أساسية في العملية التعليمية وبذلك يصبح الهدف من إدخال التكنولوجيا المتقدمة تحسين آلية العملية التعليمية ذاتها وإيجاد مصادر تعلم متعددة ومتطورة تكفل نقل العالقة التقليدية بين الطالب والمدرس من مرحلة التلقين إلى مرحلة المشاركة والمبادرة اإليجابية ليصبح المدرس محاورا وموجها تعليميا وتربويا ويصير الطالب مشاركا ومبادرا أيضا في عملية تعلمه. وعند الحديث عن تطوير التعليم الذي بدأ اإلعالن عنه في مصر من خالل مشروع مبارك لتطوير التعليم في أوائل التسعينات من القرن العشرين الماضي..يكون من األجدر الحديث عن تهيئة بنية أساسية تكنولوجية متطورة يعتمد عليها هذا التطوير وترتبط بتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت الحديثة وقد تمثل هذا في إنشاء وزارة االتصاالت والمعلومات وإعداد خطة االتصاالت والمعلومات التابعة من هذه الوزارة. وعلى هذا األساس أدخلت تكنولوجية التعلم المتطورة في أكثر من )25( ألف مدرسة مصرية بهدف إمداد الطالب بالقدرات والمهارات التي تساعد في صقل مواهبهم وإبداعاتهم. ويمثل مشروع المدرسة الرقمية وشبكة المدارس الرقمية أحد المشاريع المستمرة بين وزارة التربية والتعليم ووزارة االتصاالت والمعلومات الذي يهدف إلى تطوير التوجه نحو التعليم اإللكتروني في مصر. حيث تطبق المدرسة الرقمية المناهج المصرية المتطورة التي تتعامل مع العصر بلغته وأدواته من خالل استخدام كل الوسائل واألدوات التكنولوجية العصرية التي تشكل خدمات شبكة اإلنترنت أحد المصادر األساسية للمعرفة.. كما أن النص والشكل والصورة والفيديو والصوت صارت تتكامل معا في شكل وسائل أو وسائط إلكترونية متعددة تتشكل من برمجيات الحاسبات وتخزن في ذاكرتها أو على أقراص مدمجة CD- Roms أو على أقرص فيديو DVDs وتنقل عبر شبكات االتصاالت المحلية والدولية المتمثلة في خطوط التليفونات واألقمار الصناعية كما يتم التقاط الصور والرسومات بالكاميرات الرقمية. )الهادي 2004 :21- )25 أي أن تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ونظمها وجدت لتبقى بهدف التغلب على فجوة المعرفة ونشر المعلومات وإتاحتها لمن يطلبها هذا التوجه يجب استثماره في تجديد وتحديث وتطوير التعليم المصري والعربي. رغم إن الدول العربية تخطو خطواتها األولى في التعليم الرقمي وبناء مجتمع معرفي مبني على المعلومات قياسا بالدول المتقدمة إال أن الوعي بأهمية هذا النوع من التعليم تتزايد من وقت إلى أخر وهناك محاوالت جادة في إرساء البنية التحتية للمعلومات واالتصاالت وإقامة تعليم رقمي مبني على تعميق البرامج التعليمية االلكترونية والتجربة العمانية من التجارب التي استطاعت أن تجسد هذا المعنى. ب( التجربة العمانية: بدأت تجربة سلطنة عمان من خالل اشتراك جامعة السلطان قابوس بالخدمة بالربط مع موقع هولمنت )holonet( في الواليات المتحدة وذلك خالل عام بدأت االتصاالت بالبريد االلكتروني بشكل يومي ثم تطورت الخدمة لتشمل جميع خدمات االنترنت بعد نشر العديد من خدمات االنترنت في السلطنة والتي شهدت معدالت نمو عالية في نشر خدمة الهاتف والحاسوب ثم االنترنت خالل العامين 1999 و 2000 م سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى المؤسسات والوزارات المختلفة. )سعادة السرطاوي )277:

316 ولقد قامت السلطنة بتبني مشروع طموح لتحويل اقتصادها والمجتمع إلى عصر تقنية المعلومات المتقدمة وبناء مجتمع عمان الرقمي وهو ما يسمى اآلن )مشروع اإلستراتيجية الوطنية لمجتمع عمان الرقمي( وتغطي هذه اإلستراتيجية كافة مجاالت المعرفة والقدرات البشرية المفعلة في جميع المجاالت واألنشطة االقتصادية من اجل تجميع المعرفة وسرعة وكفاءة تشغيلها في تحقيق األهداف والخدمات االلكترونية والتي ستبدأ الحكومة بتقديمها في القريب. أن المجتمع الرقمي يذهب أبعد من الحكومة االلكترونية إذ انه يعكس صورة المجتمع ككل من حيث التقدم واستيعاب وتكامل التقنيات الرقمية في كل من المنزل والعمل والتعليم والترفيه وغيرها من األنشطة وتعد الحكومة االلكترونية عنصرا من عناصر هذا المجتمع. وتشمل خطط المجتمع الرقمي البنية التحتية واإلجراءات التنظيمية والتي تؤثر بشكل مباشر على اقتصاديات البالد وعلى السكان مثل التعليم واإلطار التنظيمي وتطوير قطاع تقنية المعلومات واالتصاالت )رسالة التربية د 1 )2005 وتمثل البوابة التعليمية والتحول المعرفي الكبير بدايات الدخول في عالم التكنولوجيا من أوسع أبوابة حيث يعتبر عام 2006 بالنسبة لوزارة التربية والتعليم تحول معرفي والكتروني كبير لم يسبق له مثيل وذلك عندما تم التوقيع على إنشاء البوابة التعليمية وهي عبارة عن وسيلة لالتصال بين قواعد بيانات وزارة التربية والتعليم وبين جمهور الوزارة الذي ينتمي إليه سواء كانوا من الهيئة اإلدارية والتدريسية أو الطلبة وأولياء األمور وبقية أعضاء المجتمع المهتمين بهذا القطاع بهدف تقديم خدمات الكترونية سواء كانت إدارية أو تعليمية وسيتمكن الجميع من الدخول لهذه البوابة عن طريق واجهتين إما بواسطة المتصفح وهو موقع الوزارة االلكتروني على االنترنت أو بواسطة الواجهة الصوتية والمتمثلة في خطوط الهاتف. وتتكون البوابة التعليمية من 4 أنظمة رئيسية وأنظمة داعمة وهي: نظام اإلدارة االلكترونية ويرمز له SMS ويهتم بتحويل كافة األعمال اإلدارية من الطبيعة التقليدية إلى االلكترونية بحيث سيحقق ميكنة لألعمال اإلدارية والمالية لدوائر ديوان عام الوزارة والمناطق التعليمية والمدرسة وسينتج عنه بيانات كاملة ودقيقة عن المدارس والموظفين والطالب وسيقدم خدمات الكترونية للموظف والطالب وولي األمر ونظام التعليم االلكتروني المساعد ويرمز له SML ويهتم بتطوير نظام الكتروني يتيح نشر وتشغيل النصوص الرقمية والكتب االلكترونية والمؤثرات المرئية والصوتية التعليمية وغيرها وسيحقق جميع إشكال التعلم عن بعد و بالنسبة للمعلم فان النظام سيقدم األدوات الضرورية لتحضير درس الكتروني متكامل ونظام اختبارات الكتروني وسيتيح لجميع المعلمين تبادل هذه الدروس واالختبارات أما بالنسبة للطالب فان النظام سيمكنه من اإلطالع على المنهج الدراسي والدروس والواجبات التي يقدمها المعلم له ليحقق بذلك مبادئ التعلم الفردي والذاتي والجماعي. )رسالة التربية 2006( وتعتبر البوابة التعليمية أحدى الخطوات المهمة الجادة والجريئة في الدخول إلى عالم المتغيرات المتسارعة وتحقيق الجودة التعليمية بأعلى كفاءة تقنية. ج ) التجربة التونسية : تجربة تونس من التجارب المشرقة ضمن تجارب أخرى لعدد من الدول العربية التي تسعى لرقمنة مجتمع المعرفة وإعادة صناعة المعرفة وتحويلها وتسويقها كسلعة معرفية رقميا. بدأت هذه التجربة في 281

317 عام 1991 وأحرزت تقدما واضحا في مجال االتصاالت والربط بالشبكة العالمية وتقديم خدمات عديدة من خالل الخطوط المؤجرة من خالل كيبالت اتصال مع فرنسا مثل: استخدام الشبكة العنكبوتية العالمية )www( وخدمات أخرى مثل الفيديوتكس. وتقوم تونس بدور ريادي في مجال االتصاالت والربط بالشبكة العالمية في منطقة شمال إفريقيا حيث تمتلك بنية اتصاالت متطورة وعلى درجة عالية من الكفاءة والمهارة باإلضافة إلى خدمات الشبكة اإلضافية وهناك مؤسسات قامت بانجاز الشبكة الوطنية للمعلومات وهي : )سعادة السرطاوي :273( المعهد اإلقليمي لعلوم اإلعالم واالتصاالت عن بعد. 2- مركز الحاسوب )الخوارزمي(. 3- المعهد الوطني للعلوم المكتبية والميكرو إعالمية. ويحظى الشباب التونسي بتكوين تكميلي في مجال تكنولوجيات اإلعالم واالتصال في مرحلة ما بعد األستاذية لتمكينه من فرص أوسع للتشغيل. هذا إلى جانب بث المراكز اإلعالمية الموجهة للطفل وتعميم النوادي اإلعالمية واإلنترنت في الفضاءات الثقافية وإقامة شبكة من مراكز اإلنترنت المفتوحة للعموم وكذلك تمكين األسر التونسية من تسهيالت وحوافز القتناء حواسيب عائلية. وقد تطور عدد مستخدمي االنترنت في تونس إلى ما يقارب 800 ألف مستعمل وهو عدد في ازدياد بعد التخفيض في تكاليف االشتراك وفي كلفة اإلبحار عبر اإلنترنت لفائدة العائالت. وبالتوازي مع كل هذا أرست تونس منظومة قانونية وتشريعية تضمن مواكبة التحوالت التي يشهدها القطاع على المستويين الوطني والدولي فضال عن التدعيم المستمر للقطاعات االقتصادية الجديدة مثل التجارة اإللكترونية. كما يبرز تصميم تونس على إشاعة الثقافة الرقمية وتجذيرها في كل جوانب حياة المواطن التونسي من خالل جملة من اإلصالحات والتدابير العملية التي ترمي إلى ضمان مواكبة التطورات المتسارعة في مجال التكنولوجيات الحديثة لإلعالم واالتصال واالندماج في النظام االقتصادي الجديد وذلك عبر إرساء محيط مالئم وأرضية ناجعة تكفل التحكم في المعلومة وفي وسائط االتصال وأدواته باالستناد إلى بنى تحتية لالتصاالت في تطور مستمر لتوفير سلسلة متنوعة من الخدمات ذلك لمزيد من تدعيم البنية االتصالية وإتاحة فرصة رقمية لجميع التونسيين سواء كان ذلك عبر اقتناء الحواسيب أو النفاذ إلى شبكة اإلنترنت إلى جانب كونها إجراءات تهدف إلى إثراء المحتوى المعلوماتي المتاح في تونس سواء على مستوى االنفتاح على الشبكة العالمية أو من خالل إثراء إسهامات الكفاءات الوطنية وتعزيزها في مجال التطبيقات اإلعالمية. ويمكن أن نستخلص من هذه التجربة ما يلي : 1. تدعيم البنية االتصالية وإتاحة فرصة رقمية لجميع التونسيين عبر اقتناء الحواسيب والنفاذ إلى شبكة االنترنت. 2. تصميم تونس على إشاعة الثقافة الرقمية وتجذ يرها في كل جوانب حياة المواطن التونسي. 3. كشفت هذه التجربة عن استغالل تونس لإلمكانيات المتاحة لديها واستثمارها االستثمار االمثل. 282

318 د ) تجربةالمملكة المغربية أعطى صاحب الجاللة الملك محمد السادس في يوم 15 سبتمبر 2005 االنطالقة الرسمية للبرنامج الوطني لتعميم تكنولوجيات المعلومات واالتصاالت على كافة المؤسسات التعليمية إن هذه اإلستراتيجية التي رسمت بعد تحليل نوعي وكمي لوضعية تكنولوجيا والمعلومات واالتصاالت في قطاع التعليم تقوم على ثالث محاور متكاملة فيما بينها )البنية التحتية التكوين تطوير المضامين( لضمان إدماج أدوات تكنولوجيات المعلومات واالتصاالت في التعليم بشكل سريع وفعال. وتهدف كذلك إلى تحسين جودة التعليم وتجديد البرامج المدرسية وخلق انسجام بين الممارسات والتوجهات الدولية المعمول بها. وقد تحاشت اإلستراتيجية أن تقتصر على سياسة تقضي بتوفير الحواسيب فحسب لتركز كذلك على الجوانب التكوينية وتطوير المضامين التربوية. إن إدماج تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في التعليم الوطني ثم إدراجها تدريجيا لتواكب البرامج المدرسية الوطنية يمثالن وال شك مرحلتين حاسمتين في تنفيذ برامج إصالح قطاع التربية الذي يجسده الميثاق الوطني للتربية والتكوين لسنة ويعرض هذا الميثاق الخطوط العريضة للتعديالت والتغييرات التي سيشهدها النظام التعليمي الوطني خالل الفترة لقد تبنت الحكومة في مارس 2005 استراتيجية تقضي بتعميم تكنولوجيات المعلومات واالتصاالت بالتعليم المدرسي العمومي. وقد وضعت لهذا الغرض برنامجا يهدف لتجهيز جميع المؤسسات المدرسية )مدارس ابتدائية وثانوية إعدادية وتأهيلية( قبل متم سنة 2008 بقاعات متعددة الوسائط ومرتبطة بشبكة االنترنيت. وسيشمل البرنامج كذلك التعليم العالي )تجهيز الكليات والجامعات(.وفيما يلي عرض موجز لهذه المحاور: 1- محور البنية التحتية: هدف هذا المحور إلى خلق قاعات مجهزة ومرتبطة بشبكة االنترنت في كل مؤسسة تعليمية بحيث يضمن لكل تلميذ وقت أدنى يقضيه بها. وقد حدد هذا الوقت حسب المستوى الدراسي وعدد التالميذ بكل مؤسسة: الثانوي ألتأهيلي )ثالث ساعات( الثانوي اإلعدادي)ساعتان( االبتدائي )ساعة واحدة( ويبلغ عدد الحواسيب الذي يتطلبه تنفيذ البرنامج أكثر من 100 ألف على مدى ثالث سنوات علما أن القاعات ستجهز بشبكات وتجهيزات إضافية أخرى )مثل الطابعات و الفيديو...الخ(. وقد روعيت كذلك الجوانب المتعلقة بالصيانة وضمان استمرارية الخدمة وذلك ضمانا الستغالل دائم وفي أحسن الظروف للمنشآت والتجهيزات. وإضافة إلى ذلك ستتوفر للمؤسسات روابط انترنت )512 كيلوبايت/الثانية على األقل( يسمح بربط مريح وبدون مشاكل. وحرصا على مصلحة التالميذ وتوجيههم وحمايتهم من كل استغالل على الشبكة وضعت حلول متوازنة علمية لذلك. وستستغرق مدة إنجاز محور البنية التحتية ثالث سنوات. 2- محور التكوين هدف هذا المحور إلى إعداد وتكوين المدرسين الذين يعتبرون أهم حلقة في إنجاح البرنامج كي يستعملوا أدوات تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت المتوفرة بشكل فعال وناجع. وهكذا تقرر تنظيم عدة دورات تكوينية متنوعة من بينها تلك التي ستجرى بالتعاون مع شركاء دوليين في مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت على النحو التالي: 283

319 1. تكوين يمكن المدرسين من االستئناس بالمعلومات )تكوين حول تكنولوجيات المعلومات واالتصاالت( ويحسن معارفهم في هذا المجال. وسيستفيد منه 230 ألف مدرس وإطار إداري. 2. تكوين يمكن المدرسين من استعمال تكنولوجيات المعلومات واالتصاالت ضمن البرامج المدرسية )لفائدة أكثر من مدرس(. 3. تكوين يهم جانب الصيانة )لفائدة أكثر من 700 شخص(. 4. تكوين خاص لمدرسي المعلومات في إطار البرامج التعليمية التي ستوضع فيما بعد. وتسهيال لتنفيذ برنامج التكوين ست خلق مختبرات على مستوى األكاديميات للتربية و التكوين مع نظام تكوين مشرفين على التكوين. 3- محور تطوير المضامين : 1. يهتم هذا المحور بتطوير مضامين تربوية مناسبة للتعليم بالمغرب واستعمال المضامين المالئمة والموافق عليها. 2. كما يهدف إلى استغالل القاعات متعددة الوسائط استغالال فعاال من أجل تحسين نوعية التعليم. 3. تطوير المضامين التربوية على أساس البرامج التعليمية الوطنية. 4. خلق نموذج تربوي وطني. 5. استعمال تكنولوجيات المعلومات واالتصاالت في تسيير المؤسسات التعليمية. ma/parlement/genie/disc.mini.htm وتعتبر المغرب من الدول التي تنتشر فيها شبكة االنترنت بسرعة كبيرة وبنسب عالية بسبب تحديث شبكات الهاتف وتوسيعها لجميع أنحاء البالد مما انعكس إيجابا على نشر االنترنت وخاصة بعد إيجاد خدمات لإلنترنت والتوسع فيها. )سعادة السرطاوي 2003 :275( سادسا : تصور مستقبلي للتعليم الرقمي في الوطن العربي : رغم أن الدول العربية تخطو أولى خطواتها في التعليم الرقمي لبناء مجتمع المعرفة واالندماج مع الدول المتقدمة في هذا المجال إال أنها تمشي بخطأ متسارعة و متباينة إلرساء البنية التحتية في للتكنولوجيا والمعلومات وتعميق صناعة البرمجيات المتخصصة في التعليم الرقمي ومن الضرورة بمكان أن تبدأ الدول العربية التفكير بمنهج االستشراف المستقبلي والتعامل مع معطيات العصر للتطورات العلمية والتقنية. واالنخراط في العالم المعرفي لتحريك عوامل التغيير واإلصالح للوصول إلى مجتمع المعرفة المستقبلي حتى لو كان هذا المستقبل يحتاج إلى جهود مضنية أي على الدول العربية التمكن من التقدم في علوم التقنيات والتكنولوجيا إلقناع العالم أنها تمتلك القدرة على مواصلة تغيير األجيال القادمة. ومما الشك فيه أن تحقيق إستراتيجية التعليم الرقمي ليس باألمر الهين ويتطلب الكثير من الجهود لمواجهة التحديات العالمية للتعليم الرقمي. إن إعداد كوادر بشرية قادرة على التعامل مع التطورات العلمية والمعرفية الناجمة عن التراكم 284

320 المعرفي للفكر اإلنساني تمكنه من تنمية قدراته التقنية ومهارته الذاتية ومن الدواعي التي أدت إلى هذا التزايد يشير الحارثي )2004 : ( إلى ما يلي: 1. ثورة المواصالت واالتصاالت والتفجر المعرفي. 2. ثورة األتمتة والحوسبة التي اجتاحت سوق العمل في المجتمع المعاصر. 3. ظهور الوظائف المبنية على المعرفة. ولكي تتمكن الدول العربية من مواكبة تلك الجهود العالمية لتعزيز التعليم الرقمي في مجتمعاتها البد من االهتمام بمشروعات البنية التحتية لالتصاالت والمعلومات التي أشار إليها عباس )2004 :41- :)42 1. تطوير أداء األجهزة العربية الخاصة بتنظيم مرافق االتصاالت العربية. 2. إنشاء شبكة عربية digital backbone على مستوى المنطقة العربية لتشمل أحدث التقنيات. 3. تحديث شبكة الربط اإلقليمي العربي لضمان سهولة نقل البيانات والمعلومات. 4. إنشاء مناطق تجمع للصناعات التقنية والمعلوماتية بالمناطق الصحراوية بعيدا عن العمران وتزويدها بالبنية التحتية المتكاملة والتي تشمل شبكة كابالت ضوئية واتصاالت باألقمار الصناعية. 5. رفع معدالت انتشار الخطوط التليفونية مع التوسع في استخدام تقنيات الشبكة الذكية وتسهيالت الخدمات التليفونية. 6. إيجاد آليات عربية الستمرار تدفق االستثمارات العامة والخاصة لتحديد وتنمية البنية التحتية في الدول العربية. 7. بناء نماذج عربية موحدة جديدة قادرة على االختراق الرقمي من أجل إصالح وإعادة هيكلة كافة اإلدارات الحكومية. 8. زيادة خدمات اإلنترنت والخدمات اإللكترونية األخرى. 9. تكامل تطبيقات األعمال اإللكترونية في المنطقة العربية. 10. التعاون مع المنظمات الدولية التي تساهم في تنمية البنية التحتية في العالم العربي. و في هذا المضمار هناك مقترحا لتحقيق إستراتيجية مستقبلية للتعليم الرقمي العربي لكي تحقق التكامل والتنسيق في بناء شبكة تعليمية تغطى العالم العربي والذي يمثل %10 من مساحة العالم و %5 من سكان العالم ويضم حوالي 300 مليون نسمة. وذلك من خالل تحديد ما يلي كما أشار إلية )النجار 2003 ) 1. الرسالة الجديدة للتعليم العربي. 2. الرؤية للتهديدات والفرص. 3. الفلسفة من التعليم الرقمي في المرحلة القادمة. 285

321 4. االستراتيجيات المستقبلية لكل مرحلة من مراحل التعليم. 5. اإلجراءات والبرامج والموازنات والجداول الزمنية والخطط المستقبلية. 6. التخطيط االستراتيجي للتعليم الرقمي العربي. من ذلك يتضح أن مفهوم التعليم الرقمي في إطاره العام أصبح مدخال استراتيجيا لتغيير معايير عمليات التعليم وكفاءتها ومتغيراتها على نحو ينسجم مع المعارف والمعلومات التي ينتجها البشر وبرمجتها مع ما يشهده العالم من سرعة في االبتكارات واالختراعات التي تشهدها تقنيات االتصال ووسائلها المختلفة وبذلك يصبح التعليم الرقمي تجاوزا للمفهوم التقليدي لنقل العلوم والمعارف وأصبحت هناك وسائل اتصاالت إلكترونية متعددة والستشراف أفاق المستقبل نحو إستراتيجية عربية موائمة لتقنيات المجتمع الرقمي الجديد يتطلب إعداد المجتمع العربي وفق ما يلي: )مكاوي 2004( 1. اعتبار تهيئة المجتمع العربي لمتطلبات مجتمع المعلومات قضية ثقافية ذات أولوية أولي باعتبار أن العصر المقبل هو عصر المعلومات. 2. ضرورة عمل المؤسسات الثقافية الوطنية بالوطن العربي ومنظماتها علي حث مؤسسات التعليم الرسمي علي سرعة التجاوب مع متطلبات الثورة اإللكترونية. 3. ثمة ضعف في الهياكل السياسية لتقنية المعلومات في معظم البلدان العربية سببه قلة المتخصصين وقلة الذين يؤهلون للمستقبل التقني المعلوماتي يقابل ذلك أن اإلنتاج المعرفي تتضخم في العالم بشكل يزيد علي سرعة المتواليات الهندسية. حيث البد من البدء الفوري بإعداد الهياكل المتخصصة الالزمة. 4. من األهمية بمكان مواجهة المشاكل المزمنة في تحقيق تكامل معلوماتي عربي نتيجة للحدود المغلقة وعدم وجود المؤسسات العربية بالسرعة التي تفرضها»الديناميكية«للثورة اإللكترونية. 5. البد من التركيز علي الجانب التعليمي والتربوي وعدم االكتفاء بالتعليم الرسمي بل يجب أن يشمل ذلك التعليم الذاتي والتعليم المستمر ومواكبة خطط التعليم لخطط التنمية فالمخططون لعمليات التنمية ال يولون تقنية المعلومات أي اهتمام وخاصة في التربية. 6. ضرورة اإلسراع في تفعيل دور الحاسب في نظم التعليم الرسمي مع مراعاة تجارب الدول التي سبقتنا في هذا الخصوص. 7. البد من تشجيع إنتاج برامج تعليمية للحاسب باللغة العربية وجذب أكبر قدر من القدرات والمواهب العربية إلتمام ذلك وربط إدخال الحاسب في نظم التعليم الرسمي بمعالجة مشاكل أخري به مثل االهتمام بالتراث ومشاكل تدريس اللغة العربية للصغار. 8. ضرورة تغيير الفلسفة التعليمية من األسلوب التلقيني الصرف إلي أسلوب يشجع علي تنمية قدرات حل المشكالت والملفات اإلبتكارية والفنية. 9. توفير اإلطار الالزم لتعميق التفكير حول المفاهيم الحديثة إلدارة المعلومات مثل: مؤشرات األداء الجودة الشاملة نموذج االمتياز. 286

322 10. فهم آخر المستجدات في مجال إدارة المعرفة وانعكاساتها على خدمات المكتبات ومراكز المعلومات والتعرف على التجارب العربية واألجنبية في هذا المجال. 11. دراسة واقع مرافق المعلومات العربية وتبادل اآلراء حول سبل مواكبة التطورات الحاصلة في مسائل إدارة المعرفة والجودة الشاملة. 12. ضبط جودة خدمات المعلومات في العصر اإللكتروني قياس أداء المجموعات واإلجراءات الفنية والخدمات الموجهة لجمهور المستفيدين كاالهتمام بالجودة الشاملة في إدارة مؤسسات المعلومات في الوطن العربي من الحوافز واالمتياز واإلنتاجية. 13. إدارة الموارد البشرية في مرافق المعلومات مع إعادة تعريف وظائف المتخصصين في المعلومات ومؤهالتهم. ومفهوم القيادة Leadership في إدارة مرافق المعلومات وتأهيل األفراد والمؤسسات في ظل المنافسة. 14. وضع تشريعات حازمة إللزام دور النشر والجامعات ومراكز األبحاث برقمنة كل ما سبق نشره على األقل خالل العشرة سنوات السابقة. 15. ضرورة وجود جهة مسئولة عن مشروع الرقمنة ومراقبتها.)مجتمع المعلومات في المملكة العربية السعودية اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي أسيا: االسكوا 2004( وفي هذا اإلطار يمكن استعراض بعض الرؤى المستقبلية التي قد تحتوي على تصورات افتراضية لها من المصداقية ما قد مهد له التعليم الرقمي والتقني في نهاية القرن العشرين لما يسمى»بمدرسة المستقبل«التي تم إدماج التعليم الرقمي في برامجها التعليمية وقد قدمت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في المؤتمر الثاني لوزراء التربية والتعليم والمعارف في الوطن العربي عام 2000 تصورا مقترحا لمدرسة المستقبل وفي مجال تقنيات التعليم اقترحت الوثيقة النقاط الرئيسية التالية: )الحارثي 2003 ص ) إبراز المفهوم الشامل لمنظومة تقنيات التعليم الذي يضم المعلوماتية واألجهزة والبرمجيات. 2. إبراز دور الحاسوب في التعلم وإنتاج البرامج باستخدام األقراص المدمجة.)CD( 3. إنشاء مراكز غربية إلنتاج البرامج التعليمية. 4. إعطاء أولوية لتأهيل المعلمين في مجال تكنولوجيا المعلومات. 5. التوسع في استخدام شبكات المعلومات وإنتاجها. القضية المطروحة هي إيجاد تعليم رقمي فاعل للتكنولوجيا من خالل بيئة مدرسية مناسبة. وهذا يحتم علينا إيجاد إستراتيجية موائمة الحتياجات»مجتمع المعرفة«التي تسهم بفاعلية في إنتاج المعرفة القائمة على اإلبداع والتطور التكنولوجي وعلى وجهة الخصوص التعليم الرقمي ويتطلب هذا الموقف من إستراتيجية التعليم في القرن الحادي والعشرين والتي تؤكد على تحقيق ما يلي: )الحوات 2004( 1. تنمية مهارات التفكير المنظم والقدرة على استخدامها في فهم المواقف المتجددة وفي حل المشكالت عن 287

323 طريق التحليل والنقد العلمي البناء وإدراك العالقات بين المتغيرات والربط بين النتائج واألسباب واآلثار. 2. تنمية مهارات التعليم الذاتي والمستمر طوال الحياة باستخدام مصادر التعلم وتقنيات المعلومات المختلفة والحصول على المعرفة من منابعها. 3. ربط اللغة العربية بحركة العلم والبحث العلمي والتقنية وهذا يتطلب إعادة النظر في طرق تدريسها ومناهجها ونشرها على أوسع نطاق ممكن والعمل على استخدامها كأداة تعليمية وعلمية في المدرسة والمجتمع فال تستطيع أي أمة أن تحيا وتعيش وتنمو ما لم تحيا وتزدهر لغتها وتكون قادرة على مواكبة مخترعات ومبتكرات العصر ومستجداته. 4. بناء القدرة على مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين والمتمثلة علميا وتقنيا في الثورة التقانية والمعلوماتية وهذه القدرة يصعب تحقيقها عمليا في الوطن العربي ما لم يعمل المخططون التربويون على بناء مجتمع المعرفة بتربية وإعداد وتأهيل رأس المال البشري والكفاءات والقيادات العلمية األكثر كفاءة. 5. االستفادة من التجارب العالمية في تطوير المعرفة والتقنية خاصة من البلدان واألقاليم المشابهة لظروف وخصائص الوطن العربي وخلق جسور وقنوات للعمل والتواصل معها بغية تطوير القدرة العلمية والتقنية الذاتية العربية. ولكي يتحقق ذلك التصور المستقبلي للمدرسة وأسوة بالتجارب العالمية في هذا المجال البد من إعطاء أولوية للتعليم االلكتروني للتطبيق والممارسة في العملية التعليمية وفي ضوء تحقيق أهداف ما تسعى إليه المدرسة المستقبلية عبر ما تقدمه من تعليم رقمي وبرامج مدمجة عليها أن توفر العناصر األساسية التالية: )الحارثي ( 2003: 1. بنية تحتية تقنية معلوماتية شبكية على المستويين الداخلي والخارجي وكوادر فنية مساندة. 2. قاعدة تدريب محلي في المدرسة لكي يخطط وتحدد الحاجات التدريبية للتطوير المهني المستمر وتخطط له وتنفذه. 3. قاعدة معلومات وشبكة اتصالية لتبادل المعلومات الداخلية والخارجية. 4. قاعدة مرجعية محكمة من استراتيجيات التعلم والتعليم التي ترتكز على أساليب متطورة كالتعلم الذاتي والتعاوني وغيرها. 5. برامج وتجهيزات حاسوبية لمتابعة التحصيل واألداء المدرسي. 6. مبنى مدرسي يتوافق من حيث التصميم مع طبيعة وسمات مدرسة المستقبل المتطورة ونجمل القول بأن التعليم الرقمي يمثل خيار استراتيجي للمؤسسات التعليمية في للوطن العربي لتجاوز العقبات والتحديات التي يوجهها في مجال التطورات التقنية والعلمية. وكل ذلك يتطلب إلى أعادة هندسة البرامج التعليمية والمناهج وإدخال التقنيات كعنصر أساسي في جميع المراحل التعليمية وتعزيز البنية التحتية بالمعلومات والتكنولوجيا المطلوبة وتوفير الشبكات العنكبوتية والتنسيق مع الجهود الدولية في هذا المجال من أجل تبادل الخبرات. 288

324 الخاتمة والتوصيات أن التعليم الرقمي ما هو إال نتاج للتراكم المعرفي لتطور المجتمع اإلنساني الذي أتاحت له أنظمته التعليمية التمكن من آليات العصر المتطورة من خالل الثورة المعرفية والتكنولوجية. ولمسايرة التوجهات العالمية في هذا اإلطار يتطلب من القيادات العربية في شتى المجاالت االقتصادية والسياسية والتربوية أن تدرك أهمية المرحلة وتحدياتها وما تعكسه من ضرورة اندماج مجتمعاتها ضمن المجتمع الدولي وهذا األمر يتطلب التسليم بأهمية التغيير واإلصالح التربوي في البنية التحتية لنظام التعليم السائد ليكون نافذة للعالم ومواكبته. وفيما يلي أبراز ألهم التوصيات المتعلقة بموضوع الدراسة. توصيات الدراسة : بناءا على المستجدات والتطورات المعلوماتية والتكنولوجية التي تم اإلشارة إليها ومن خالل استعراض أهم التجارب العالمية والعربية توصلت الدراسة التوصيات التالية: 1. االهتمام بالبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت كعامل محوري للوصول إلى هدف الشمول الرقمي الذي يمك ن من تحقيق نفاذ الجميع إلى تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت نفاذا شامال ومستداما في كل مكان وبتكلفة معقولة. 2. توفير وتحسين توصيل تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت لجميع المدارس والمؤسسات األخرى المفتوحة أمام الجمهور. 3. دعم البنية التحتية للشبكات عريضة النطاق واستخدام أنظمة األقمار الفضائية وخاصة في المناطق الفقيرة )النائية وذات الكثافة السكانية( وغيرها من األنظمة للمساعدة في توفير القدرة الكافية لتلبية احتياجات األفراد. 4. التركيز على أهمية تدريس المواد المختلفة بالحاسوب ابتداء من المراحل األولى للطالب. 5. إعادة النظر في المناهج الدراسية التي تدرس بمدارسنا حتى تواكب عصر التكنولوجيا والمعلوماتية. 6. إنشاء وتنمية شبكات مركزية لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ونقاط تبادل اإلنترنت على الصعيد اإلقليمي لتخفيض تكاليف التوصيل البيني وتوسيع النفاذ إلى الشبكات. 7. إعادة النظر في البيئة التعليمية بالمدارس بكافة المراحل التعليمية حتى تتمشى مع متطلبات التكنولوجيا الحديثة. 8. عقد دورات تدريبية للمعلمين على أساليب المعالجة اإللكترونية للمعلومات وإكسابهم الرؤية الصحيحة نحو توظيف الثورة المعلوماتية. 9. ربط المواد النظرية ببرامج الحاسوب والشبكات التعليمية ذات العالقة. 10. إعداد الطالب للتعامل مع شبكة اإلنترنت للحصول على المعلومات والمادة العلمية بشكل سهل ويسير. 11. البدء في إعداد مشاريع مشتركة بين المعلم والطالب أو بين الطالب أنفسهم بهدف التعلم التعاوني. 289

325 12. قيام المعلم بتصميم مواقع خاصة به إلعداد وتصميم المادة الدراسية وبناء قاعدة بحثية ومعلوماتية خاصة به وبالطالب. 13. قيام المنظمات الدولية والمؤسسات المالية ذات الصلة بوضع استراتيجيات خاصة بها من اجل تنمية مستدامة مع عرض التجارب الناجحة كل في تخصصه بصورة الكترونية. المراجع العربية : 1. األمانة العامة - لجامعة الدول العربية إدارة االتصاالت وتكنولوجيا المعلومات ورقة عمل حول مؤشرات الفجوة الرقمية مقدمة لالجتماع الرابع عشر للفريق العربي للتحضير للقمة العالمية حول مجتمع المعلومات.2005 /1/ المنظمة العربية للتنمية اإلدارية )2005 ( إبريل. المؤتمر العربي األول استشراف مستقبل التعليم )العالي - العام التقني( المعهد التونسي للدراسات اإلستراتيجية جمهورية مصر العربية. 3. الطعامنة محمد محمود طارق شريف العلوش. )2004(. الحكومة اإللكترونية وتطبيقاتها في الوطن العربي المنظمة العربية للتنمية اإلدارية جمهورية مصر العربية القاهرة. 4. إبراهيم بن أحمد مسلم الحارثي. )2003 (. نحو إصالح المدرسة في القرن الحادي والعشرين الرياض. 5. أبو السمح حاتم عبد الرحمان و رحال صالح محمد العصر الرقمي والتعليم com/education-technology/study24.htm 6. العزاب إيمان محمد التعلم اإللكتروني مدخل إلى التدريب غير التقليدي المنظمة العربية للتنمية اإلدارية بحوث ودراسات. 7. إبراهيم عصمت مطاوع التنمية البشرية بالتعليم والتعلم في الوطن العربي دار الفكر العربي القاهرة. 8. الهادين محمد محمد التعليم االلكتروني عبر شبكة االنترنت الدار المصرية اللبنانية القاهرة. 9. الحوات علي الهادي 2004 التربية العربية )رؤية لمجتمع القرن الحادي والعشرين( منشورات اللجنة الوطنية الليبية للتربية والثقافة والعلوم الطبعة األولى بنغازي ليبيا. 10. الوكالة الليبية للترقيم الدولي الموحد للكتاب دار الكتب الوطنية بنيغازي ليبيا. 11. اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي أسيا 2004 مجتمع المعلومات في المملكة العربية السعودية: االسكوا. 12.أحالم محمد الكميشي المؤتمر العربي األول للثقافة الرقمية من يوم األحد 4 مارس إلى الثالثاء 6 مارس ليبيا. 13. الشناق قسيم محمد واقع استخدام الوسائط التعليمية اإللكترونية في تعليم العلوم بدولة األمارات العربية المتحدة من وجهة نظر المعلمين بحث مقدم إلى مؤتمر: اإلصالح. 290

326 14. المملكة المغربية وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين األطر والبحث العلمي. men.gov.ma/parlement/genie/disc.mini.htm 15. النجار فريد ورقة عمل حول استراتيجيات التعليم الرقمي: الموقف العربي السيمينار اإلقليمي الستخدامات تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في التعليم اإللكتروني يوليو الجمهورية العربية السورية. 16. الماجد. إبراهيم بين تجربتي أوروبا والواليات المتحدة تطوير التعليم المستند إلى المعلوماتية مجلة العالم الرقمي العدد 62 مارس. 17. الفيومي نبيل التعلم اإللكتروني في األردن: خيار استراتيجي لتحقيق الرؤية الوطنية التحديات اإلنجازات وآفاق المستقبل الندوة اإلقليمية حول استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في التعلم اإللكتروني االتحاد الدولي لالتصاالت ITU دمشق تموز. 18. بيتي كوليز جيف مونن ترجمة بهاء شاهين التعليم المرن في عالم رقمي خبرات وتوقعات مجموعة النيل العربية القاهرة. 19. بدر الخان ترجمة علي بن شرف الموسوي وآخرون استراتيجيات التعلم اإللكتروني شعاع للنشر والعلوم سوريا حلب. 20. بدر بن عبد اهلل الصالح المنظور الشامل لإلصالح المدرسي: إطار مقترح لإلصالح المدرسي في القرن الحادي والعشرين مؤتمر: اإلصالح المدرسي: تحديات وطموحات كلية التربية: جامعة اإلمارات العربية المتحدة دولة اإلمارات العربية المتحدة العين: 2007/4/19-17 م. 21. تركماني عبد اهلل اإلنسان المعاصر وتحديات مجتمع المعرفة ورقة ق دمت في إطار ندوة»اإلنسان المعاصر والتحديات الراهنة«بدعوة من دار الثقافة واللجنة الثقافية المحلية في القلعة الكبرى والية سوسة خالل يومي 25 و 20061/11/26 كانون األول توفلر لفن هكذا يصنع المستقبل مركز اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتيجية أبو ظبي. 23. جودت أحمد سعادة عادل فايز السرطاوي استخدام الحاسوب واإلنترنت في ميادين التربية والتعليم الشروق عمان األردن. 24. زيتون كمال عبد الحميد تكنولوجيا التعلم في عصر المعلومات واالتصاالت عالم الكتب القاهرة. 25. ريل مارجريت مركز اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتيجية التعليم والعالم العربي تحديات األلفية الثالثة اإلمارات العربية المتحدة أبو ظبي. 26. سبرينج جيف مركز اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتيجية التعليم والعالم العربي تحديات األلفية الثالثة اإلمارات العربية المتحدة أبو ظبي. 27. صيام محمد وحيد دور التقنيات في دعم اإلصالح المدرسي)نموذج مدرسة المستقبل( بحث مقدم 291

327 إلى مؤتمر :اإلصالح المدرسي : تحديات وطموحات أبريل 2007 كلية التربية جامعة اإلمارات العربية المتحدة. 28. علي نبيل الثقافة العربية وعصر المعلومات عالم المعرفة عدد )276( الكويت. 29. علي نبيل العرب في عصر المعلومات عالم المعرفة عدد )184( الكويت. 30. عبد الكريم أماني محمد وآخرون توظيف ICT في العملية التعليمية وزارة التربية والتعليم فلسطين المجلس الثقافي البريطاني. 31. عباس طارق محمود 2004 المنهج الرقمي وتأثيره على مجتمع المكتبات والمعلومات المركز األصيل القاهرة. 32. عبد الحافظ محمد سالمة وسائل االتصال وتكنولوجيا التعليم دار الفكر عمان عثمان ممدوح عبد الهادي التكنولوجيا ومدرسة المستقبل»الواقع والمأمول«بحث مقدم إلى ندوة»مدرسة المستقبل«الرياض كلية التربية جامعة الملك سعود: شعبان 1423 ه 34. غانم عماد. مستقبل الثورة الرقمية محور اهتمام القمة العالمية لمجتمع Deutsche Welle.htm 10/9/ عسيري إبراهيم محمد عبد اهلل التعلم الذاتي وتطبيقاته عبر شبكة االنترنت في الدول األعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج بحث مقدم إلى مؤتمر: اإلصالح المدرسي: تحديات وطموحات أبريل 2007 كليةالتربية جامعة اإلمارات العربية المتحدة. 36. فردييل سفال هنري إلينجتون ترجمة عبد العزيز محمد العقيلي النشر العلمي والمطابع جامعة الملك سعود الرياض المملكة العربية السعودية 1997 م ص فرج عبد اللطيف بن حسين 2005 نظم التربية والتعليم في العالم دار المسيرة عمان األردن. 38. فرد بيرسفال هنري الينجتون ترجمة عبدالعزيز محمد العقيلي جامعة الملك سعود المملكة العربية السعودية كلية التربية جامعة الملك سعود المدرسة وتوطين ثقافة المعلوماتية نموذج التعليم اإللكتروني بحث مقدم إلى ندوة»العولمة وأولويات التربية«خالل الفترة من /3/2 ه الموافق /4/21 م. 40. كنيدي بول 2001 هكذا يصنع المستقبل مركز اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتيجية أبو ظبي. 41. كمال يوسف إسكندر محمد ذيبان الغزاوي 2003 مقدمة في التكنولوجيا التعليمية مكتبة الفالح الكويت. 42. مصطفى عبد السميع 2005 إعداد المعلم تنميته وتدريبه دار الفكر عمان األردن. 43. محمد محمود مكاوي البيئة الرقمية بين سلبيات الواقع وآمال المستقبل عدد 3 سبتمبر

328 cybrarians journa محمد أحمد السيد من التحديات التي تواجه التعليم العربي في المرحلة القادمة. )المؤتمر التربوي األول جامعة السلطان قابوس( 10-7 ديسمبر موقع القمة العالمية لمجتمع المعلومات جنيف 2003 تونس 2005 الوثيقة /1-WSIS-II/PC DOC/5-A 46. ممدوح عبد الهادي عثمان التكنولوجيا ومدرسة المستقبل»الواقع والمأمول«بحث مقدم إلى ندوة»مدرسة المستقبل«الرياض كلية التربية جامعة الملك سعود: شعبان 1423 ه مدكور علي أحمد 2003 التربية وثقافة التكنولوجيا دار الفكر العربي. 48. نجرو وبونت نيكوالس هكذا يصنع المستقبل مركز اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتيجية أبو ظبي وزارة التربية والتعليم البوابة االلكترونية رسالة التربية العدد 13 ديسمبر وزارة التربية والتعليم ملحق أمانة اللجنة الوطنية العمانية رسالة التربية العدد األول سبتمبر المراجع األجنبية 1- Abdurrahman Ghaleb Almekhlafi, Ahmed Khaled Ahmed, Technology Use as a Medium of School Reform in the United Arab Emirates SCHOOL REFORM CONFERENCE Dubai, April Joyce Pittma,The Impact of Educational Reform on Faculty and Students Use of Knowledge Technologies in a Teacher Education Program. Director of Development for the City of Espo. 3- Kristiina Erkkilä, FINLAND 4- Huseyin Uzunboylu, Professional Development: The Impact of A descriptive Review of mainline E-Learning Projects in the European Union: E-Learning Action Plan and E=Learning Program.International Conference on distance education.march 27-29, 2006,Muscat,Sultanate of Oman. 5- Afaq Ahmad, Deign of an E-Learning Process in the Area of Digital System Testing, International Conference on distance education. March 27-29, 2006, Muscat,Sultanate of Oman. 6- International Society For Technology in Education (2000). National Educational Technology Standards for teachers, Eugene, OR. 7- Jonassen, David, Peck, Kyle,& Wilson Brent (1999). Learning with Tecnology : A Constructivist Perpective. Prentce Hall Inc., NJ. 293

329

330 الجلسةالثانية المسار الثاني ورقة بحثية )3( التعليم الرقمي: طريق إلزامي للتنمية في القرن الحادي والعشرين د. نعيم جرجي الروادي أستاذ مشارك ورئيس قسم التعليم جامعة البلمند - لبنان.1 المقدمة : إن تطور تكنولوجيا االتصال واإلعالم وضع في متناول القطاع التربوي إمكانيات واسعة للحصول على المعلومات والوسائط الداعمة لعملية التعليم/التعلم. وإننا يوميا نكتشف إمكانيات هذه التكنولوجيا وطرق استعمالها في التربية. ذلك أن استعمال هذه الوسائط التشعبية )Hypermedia( كوسائل داعمة في إطار التعليمية Didactic يمكن أن تشكل مناسبة إلعادة النظر في سيرورة العمل التربوي من حيث إمكانية تجدده وتحسينه علما أن هذه الوسائط تتمتع بمزايا عديدة ومنها قدرة الحاسوب المتصل باالنترنت على خزن المعلومات واستعادتها والوصول إليها من مصادرها وولوج عالم افتراضي متجدد باستمرار. دفعت هذه اإلمكانيات المتاحة المؤسسات التربوية إلى اللجوء المتسرع إلى هذه التكنولوجيا وتفرعاتها مما أدى إلى وقوعها تحت أحد خطأين: _ إن مجرد تزويد المدارس بتكنولوجيا المعلومات واالتصال سيحدث تحوال في عملية التعلم وان مجرد االرتباط باالنترنت سيغير عالم المتعلم. _ إن توفير التكنولوجيا يعني الحصول على الحواسيب وضمان االتصال باالنترنت. لكن سرعان ما أدرك العاملون في الحقل التربوي أن هذه التكنولوجيا مجرد أداة لها خصوصيتها وفعاليتها المميزة لكنها ال تستطيع بمفردها إصالح فلسفة تربوية معينة. وأن ثمة خيارات تربوية يجب انتقاؤها لجهة األهداف والمنهجيات وأدوار المعلمين والطالب قبل وعند إدخال هذه التكنولوجيا إلى المدرسة. ذلك إن المهارات المطلوبة هي تحويل المعرفة والمعلومات إلى منتجات وخدمات تتميز باالبتكار المعدة لنجاح مجتمع يقوم على اقتصاد المعرفة حيث األولوية هي تنمية الرأسمال البشري. إن دمج التكنولوجيا بشكل فعال في النظم التربوية أمر أكثر تعقيدا مما يبدو فهو ينطوي على 295

331 تحليل بالغ الدقة ألهداف التربية والتعليم والتغيرات المرجوة كما يتطلب فهما واقعيا لإلمكانات المتاحة في إطار حركة التغيير التربوي. لذلك يمكننا طرح عدة أسئلة محورية في ظل تغيرات هامة تبدو جلية في العالم أجمع وهي: النمو األسي للمعرفة ووعي متزايد لقضايا مثل الديمقراطية والعدالة ونوعية الحياة والسعي الدائم للمزيد من التعليم على المستويات كافة وأيضا التغيير في أنماط االبتكار التكنولوجي واالستعماالت المتجددة. 2. اإلشكالية: لننطلق من قناعة أصبحت راسخة عند الكثير وهي تطور المجتمعات من مجتمعات صناعية إلى مجتمعات معرفية. وهذا األمر له انعكاساته على التربية والتعليم بشكل أساسي. ذلك أن المدرسة في المجتمعات الصناعية أخذت دور المصنع المحدود في الزمان والمكان واإلنتاج حيث مدخالت ومخرجات التعليم لها صفة مواد أولية تتحول إلى منتج معين له مواصفات محددة مسبقا يمكن مراقبتها ومتابعتها على خط اإلنتاج. بينما في مجتمعات المعرفية فالوضع مختلف تماما حيث التمايز بين األفراد هي الصفة الغالبة باإلضافة إلى صفة التصدي للمشكالت وتحليلها واعتماد حلول ممكنة مبتكرة وتجربتها واستبدالها في حال التأكد من فشلها حتى الوصول إلى استنتاجات مقبولة و صحيحة ثم البناء عليها لحل مسائل مشابهة. كما تتميز المجتمعات المعرفية أيضا بقدرة أفرادها على ابتكار المشاريع الجديدة التي من الممكن أن تسهم في تطوير المجتمع. هذا األمر يتطلب مزيد من المعرفة وتحويلها من مجرد معلومات إلى تطبيقات وال يتأتى ذلك إال بالسعي عبر تكنولوجيا المعلومات واالتصال القائم على أساس التشعبية Multimedia المتضمنة عملية دمج تكنولوجيات متعددة ومنها المحاكاة Simulation للتأكيد على أهمية و صالحية مشروع ما من ثم دراسة كيفية تحقيقه عبر تشكيل مجموعة عمل تتعاون وتنسق بينها إلنجاح هكذا مشروع. كما أن نوعية الحياة التي تتطلبها المجتمعات المعرفية لها خصائص فكرية متجددة ومنها تعلقها بحقوق اإلنسان والديمقراطية والعدالة والتسامح وتوزع الثروات وحق األفراد في العمل والتعلم والصحة والسكن و غير ذلك مما شرعته منظمة األمم المتحدة و غيرها من المنظمات اإلقليمية. ينعكس هذا التوجه إنتاجا لمعرفة جديدة يبث في العالم أجمع عبر المرئيات الفضائية وغيرها من الوسائل التكنولوجية مع السعي لتطال هذه المعلومات المستويات كافة ولمختلف األعمار. يمكن أن تكمل الصورة للتفريق بين المجتمع الصناعي والمجتمع المعرفي وذلك بإضافة موضوع التدريب. كانت مرحلة التدريب تقدم على أساس مدة زمنية يتوجب على الفرد اكتساب كفاية أو مهارة معينة قبل القيام بواجبات مهنة معينة بينما يعتبر التدريب شكال من اكتساب لكفايات متجددة ومتطورة باستمرار وطالما الفرد موجودا في إطار عملية اإلنتاج مما يسمح له باالبتكار والتخطيط ويتطلب ذلك اكتساب مزيد من المعرفة الجديدة والمتطورة فإذا كان هذا وضع المجتمع المعرفي فهل يمكن للمدرسة مقاومة هذه الضغوط الواقعة حتما عليها كيف لها إن تخرج من عزلتها وما هي الفوائد المرتجاة بناء لما سبق يمكن أن نطرح األسئلة العملية التالية: 296

332 _ هل تواكب التعليم في الوطن العربي هذا التغيير _ هل ثمة نماذج يمكن إتباعها _ ما هو دور تكنولوجيا االتصال واإلعالم في هذا التغيير _ هل إلزامية التعليم الرقمي باب أساسي يجب ولوجه للوصول إلى التنمية واستطرادا ما هي التحديات والمعوقات التي يجب مجابهتها وما هي فوائد التعليم الرقمي على الفرد والمجتمع 3.الفرضية: إن هدف التربية المتمثل في تعليم كيفية حل المسائل والربط والجمع بين المعرفة القديمة والجديدة أخذ يتحول من شيء مرغوب فيه إلى شيء ال يستغنى عنه. ولتحقيق هذه النتائج يجب أن يكون التعليم مشوقا وأصيال : - مشوقا بمعنى أن ينهمك الطالب في عملية التعلم ويكون هو مركزها وال ينظر إليه لمجرد متلقي للمعرفة. - أصيال بمعنى أن يكون ما يتعلمه الطالب ذا معنى له كفرد وكأحد أبناء المجتمع. يستدعي ذلك الوقوف على نموذج جديد للتربية يتطلبه القرن الحادي والعشرين يفتح األبواب على المعرفة وال يقطع في الوقت نفسه مع القديم من خصائص مجتمعية وعادات مرغوبة. لذلك ال يمكن للمربين دخول عالم المجتمع المعرفي دون االحتكام إلى فكر نقدي جدلي قادر على ثقافة جديدة وهي ثقافة اإلنتاج وتقييم لهذا اإلنتاج. 4.المتطلبات التربوية في القرن الواحد والعشرين: النموذج الجديد تميل مجتمعاتنا العربية إلى اعتماد التفكير الخطي التصاعدي Linéaire( Raisonnement )Croissant المبني على أساس التوسع الكمي ال النوعي لمدرسة تقليدية محصورة في الزمان والمكان. لها شكل النموذج التربوي الذي ط ور في العصر الصناعي. لم يحقق هذا النموذج الهدف الجديد من حيث تنمية القدرات التربوية للمتعلم بشكل فعال للدخول في عصر المعلومات. علما أن اإلمكانية المتاحة لتطوير هذا النموذج هي استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصال آخذين في االعتبار النموذج الجديد للتربية الذي وضعاه )وديع حداد والكسندر دراكسلر 33-68( 2005: 297

333 يقدم هذا النموذج للتربية توجها جديدا حيث أن التعليم لن يعود التعليم مكانا بل سيغدو نشاطا من التعليم والتعلم وتشكل الوسائط التشعبية جزءا مكمال ومطورا للنموذج القديم وتسهم في نشر المعرفة والتعلم. كما أن لهذا النموذج الجديد متطلبات عدة منها: - التحول من التعلم بطريقة االستقبال إلى التعلم عن طريق التوجيه الذاتي - إزالة العوائق المكانية )االنتقال إلى المدرسة مشكلة ازدحام المدارس..( - تحول المعلم من مقدم المعرفة إلى المشرف والموجه - التحول من منهج جامد إلى منهج مرن يسمح للمتعلمين بأن يتقدموا بسرعات مختلفة على حسب قدرة كل متعلم )مراعاة للفروق الفردية( - التحول إلى أسلوب المشاركة الفعالة واالبتكارية بين المتعلمين والمتعلم والمدرسة - التحول إلى استخدام التقنيات الحديثة في عملية التعليم/التعلم الفردية والجماعية. 5. المدرسة الجديدة: موصفات ورؤية إن التحوالت المطلوبة والتغيرات التربوية المرغوبة لهما انعكاساتهما في األنساق والتقنيات واإلجراءات ومنها تحول التعليم إلى الفردية وبناء اتجاهات ايجابية نحو التعلم بالعمل استثارة لقدرات المتعلمين ودفعهم إلى التقصي والبحث. كما أضحى مطلوبا االعتماد على تعدد وسائط المعرفة والتكامل والعمل الجماعي بين أطراف العملية التربوية )معلمون طال ب وإدارات..(.. وازداد التوجه إلى نظم جديدة ومنها حل المسائل ذات المسارات المفتوحة والمتعددة النسق وتفاعل جزئيات محتوى منهج التعليم مع بعضها واستثارة قدرات الطال ب ودفعهم للبحث والتقصي. هذه التغيرات التربوية المطلوبة تستدعي توافر شروط بنيوية في المؤسسة التعليمية ومنها: - التحول إلى»مؤسسة صانعة للمستقبل«تتحرك ضمن مشروع يساهم به الجميع ويهدف إلى تنمية المجتمع - السعي إلى تمهين التعليم )Professionnalisation( - االهتداء التدريجي إلى نماذج جديدة للمهنية مثل المعل م - المربي أو الممارس المتأمل PraticienRéflexif لعمله و المراج ع له معتمدا الفكر النقدي الجدلي. كما برزت نماذج جديدة للتعليم ومنها: - تعليم عن طريق حل المشكالت - تعليم عن طريق إدارة مشروع - تعليم عن طريق العمل الفريقي. ولكل من هذه النماذج خصوصيات تتصل بدور المعلم ودور الطالب )أو الطال ب( وتحدد العالقة مع 298

334 المجتمع باعتبار أن المهارات المكتسبة هي مهارات إنتاج ومهارات تقييم لهذا اإلنتاج وذلك بناء على معلومات مستقاة من مصادر مختلفة نظرا لتوافر تكنولوجيا المعلومات واالتصال. كما أن من خصوصيات هذه النماذج العمل على تحفيز الطالب لتحليل المعلومات ضمن إطار معين تمهيدا لحل اإلشكالية المطروحة باالعتماد على نظرة نقدية لألمور وإدراك عميق للعالقات القائمة بين العناصر التي تحكم الوضعية اإلشكالية بناء على نموذج معين له شكل حلقة كما أوردها )2002:4 )Lebrun, في الرسم التالي: إن المثلث الداخلي في هذا الرسم يوضح دور كل من المعلم والمتعلم ووظيفتهما المتبادلة وعالقتهما بالمعرفة. أما من الخارج هناك جهة للمعلم وأخرى للمتعلم: - من جهة المتعلم : يبدأ هذا النسق بطلب الحصول على المعلومات ضمن إطار اإلشكالية المطروحة وبناءا على ذلك ينشط الطالب بالعمل عليها متوسال الكفايات المحصلة سابقا للوصول إلى الحلول أي إلى إنتاج ما فكري أو مادي - من جهة المعلم : يبدأ هذا النسق بطلب تحديد اإلطار الفعلي لإلشكالية وتوضيح الصورة أمام الطالب ثم التفاعل معه و توجيهه وتصويب مساره إذا لزم األمر. إذا كان الحصول على المعرفة هو األساس في كل عملية تعل م وتعليم فإن اإلنتاج يجب أن يصبح هو المحصلة لنشاط المتعلم كما أن دور المعل م أضحى دورا محفزا وموجها لهذا النشاط فتتشابك إذا خطوط المثلث التعليمي مع النسق الجديد المطلوب إتباعه. فالتراكمات المعرفية المتسارعة النشأة والتكوين واالرتقاء واالنتشار وتداخلها مع مهمة إعداد المعلمين وتدريبهم أضافت إلى هذه األخيرة )إعداد المعلم( توجهات وآليات عمل وأسس تقييم جديدة مبنية على ارتباط متين مع تنمية المجتمع وتغييره. إن االعتماد على هذه المنهجية في عملية التعليم/التعلم وارتباط هذا التعليم/التعلم باإلنتاجية واالبتعاد عن الفردية بالتضامن الفريقي وإطالق المدى الفعال للفكر الجدلي النقدي )تطويرا للفكر العلمي( يسمح للطالب المعلم بنمو مهني متوافق مع زيادة الدافع الذاتي للخدمة وتنمية المجتمع. 299

335 6. مفهوم التعليم الرقمي وتداعياته: حدد )2002 )Steeples and Jones التعلم على الشبكة كما يلي:»التعلم الذي يتم فيه استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصال لتعزيز االرتباط بين متعلم ومتعلمين آخرين وبين المتعلمين والمعلمين المشرفين بين مجتمع التعلم وموارد تعلم«. يلحظ هذا التعريف المثلث التعليمي القائم على )المعلم- المتعلم- المعرفة( لكن مع تغير واضح في المنهج المتبع من قبل المعلم والمتعلم وعالقتهما بالمعرفة وعالقتهما يبعضهما. وقد ذهب كل من )2002 )Watkins and Corry»القيمة المضافة التي يمكن الحصول عليها عبر التعليم االفتراضي المجدي بقياس مدى تحقق األهداف الموضوعة مثل: االستجابة لرغبات األفراد نوع العالم الذي نطمح إليه من أجل أطفالنا مهمة المؤسسات ومدى ربط هذه المخرجات ببعضها البعض. أي يجب ربط نجاح المتعلم في دراسته وتخرجه ومدى تحقق المتطلبات التي ستسمح له بالعثور على عمل مناسب وربط االثنين معا بمساهمات ايجابية مستمرة تجاه المجتمع«. يتمم إذا تعريف الجدول حسب النتائج المحققة على هذه المستويات الثالثة: المتعلم والمدرسة و المجتمع. فيصبح تحديد الجدوى هدفا للتخطيط االستراتيجي المؤسساتي ونشاطات تقويم االحتياجات. ان دوام النجاح يقتضي قياس القيمة المضافة المسجلة وربط التخطيط وربط التخطيط والنتائج على كل مستوى منفردا ومن ثم على المستوى الثالثة معا. وقد رسم )2003 consortium, )American Distance Education األسس التي تحكم هذا التوجه ومنها - يجب أن يكون للتجربة التعليمية غايات واضحة مع مخرجات متوقعة على عالقة العملية وأهداف مركزة - يجب أن يكون المتعلم عنصرا ملتزما وفاعال )التعلم بالممارسة( learning by doing - يجب على البيئة التعليمية أن تستثمر الوسائط التكنولوجية المتعددة - يجب آن يكون التعليم مرتكزا على حل المسائل ال على المعارف إذ أن هذا النوع من التعلم يتضمن التحليل والتركيب والتقويم. - يجب أن تشجع التجارب التعليمية التعامل وتطور التجمعات التخصصية ذات االهتمام المشتركة. ذلك إن التعلم فعل اجتماعي واستطرادا فالتداخالت والمشاركة ضمن تجمع والتعلم التعاوني ترفع مستوى التفاعل ومحاكاة الحقيقية. إن تغيير النماذج وبناء المعارف الجديدة يقوي المعلمين والمتعلمين ويشجع الفكر النقدي وتصبح وظيفة المعرفة هي كيف يبني الفرد رأيه نتيجة خبراته المكتسبة لذلك كان من الضروري: - الوصول إلى المعلومات من مصادرها: مكتبات افتراضية وصفحات الواب Web pages وغير ذلك من الوسائل تكنولوجية الفنية بالوسائط المتعددة والتشعبية.)hypermédia( - إجراء عملية التقييم الذاتي لمعرفة المستوى الحقيقي الذي وصل إليه في دراسته. وهذا بغرض وجود الحافز للتعلم والتوجه األكاديمي لمادة دراسية معينة وتصور الرضا عن العمل أي وجود تصور ذهني مسبق للذهاب من حالة بدائية إلى حالة الهدف. 300

336 أصبح من المفيد اآلن أن ترسم صورة هذا النموذج حيث تتوسط اإلستراتيجية التعليمية عملية التعليم/التعلم لتأخذ تكنولوجيا االتصال واإلعالم شكال أكثر فعالية بدعمها هذه اإلستراتيجية. 7. مبادئ ضرورية لعملية دعم إستراتيجية التعليم: إلدخال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال كأداة داعمة لالستراتجيات التعليم/ التعلم يجب احترام المبادئ السبعة التي وضعها E.1997( )Chickering, A.W, and Stephen, - تشجيع االتصال بين المعلم والمتعلم داخل وخارج الصف وخاصة في استعمال التعلم عن بعد Video conferencing - التعاون وتبادل المعلومات بين المتعلمين باستعمال Chat rooms أو Web conferencing أو ال - استعمال تقنيات تفاعلية للتعليم/التعلم مثل البرمجيات Software التي تدعم حصص التدريب أو القيام بتجارب علمية مستعملة المحاكاة Stimulation - توفر هذه التقنيات تغذية راجعة )feedback( فورية وخاصة عند إدخال األلعاب الهادفة أو تصحيح األخطاء اإلمالئية أو التعبير الكتابي. وكذلك االحتفاظ بأعمال المتعلم لعرضها على مجموعة من المتعلمين بهدف مناقشتها. - توفر هذه التقنيات حين تطبق بشكل فعال توقعات عالية الجودة للتعلم خاصة أنها تزيد من قدرته على التركيب والتحليل والتقييم عند حل المسائل أو القيام بأداة مشروع معين. - توفر هذه التقنية احترام المواهب وطرق التعلم ذلك أن لكل متعلم قدرة معينة وتوجه معين وسرعة استيعاب مختلفة. 8. مفتاح التطور والتغيير : للوصول إلى الغاية المبتغاة من استخدام وسائط اإلعالم المتعددة ومن أجل التربية يجب التفكير بعامل أساسي يعتبر مفتاح التطور والتغيير إال وهو إعداد المعلم. إن تأهيل المعلم ليستخدم تربويا هذه التكنولوجيا تحتمه عوامل متعددة وأهمها ضرورة التكيف مع التغيرات االقتصادية واالجتماعية. يشتمل هذا التأهيل على ثالثة محاور: تربوية وتقنية وتنمية ذاتية. - تربوية من حيث التوجه على التعليم/التعلم واستعمال الطرق النشطة جاعال نصب عينيه إدراك المتعلم 301

337 للمفاهيم وحمل هذا المتعلم على رسم خطط واستراتجيات الوصول إلى حلول لمسائل مطروحة وذلك باستخدام التحليل والتوليف والفكر النقدي الجدلي. - تقنية من حيث استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصال للوصول إلى المعرفة من مصادرها )مكتبات افتراضية مقررات متوفرة على االنترنت صفحات الواب واالتصال مع أفراد يشكلون مصدر معلومات وغير ذلك(. - تنمية ذاتية من حيث رغبته الدائمة بالتعلم والتواصل مع الزمالء للخروج من عزلة المكان واالطالع على كل جديد من خالل التكنولوجيات المتعددة في ما يتعلق بالكفايات التعليمية: Didactique والتقنية واالجتماعية واالبستيمولوجيا Epistémologie هذه كلها مؤهلة للوقوف على التكيف مع ما أدركه Métacognition مما يسمح له بإدارة مشاريع مع المتعلمين والزمالء. لهذه المحاور الثالثة التربوية والتقنية والتنمية الذاتية انعكاسات متعلقة باستخدام وسائل اإلعالم واالتصال خدمة للتربية يمكن تلخيصها بما يلي: أ. الحصول على معلومات ب. التأهيل األولى والمستمر وضع التكنولوجيا في خدمة التربية ت. المساعدة التقنية وإدارة المشاريع ث. اإلنتاج والتطوير وخاصة إنتاج األقراص المدمجة ووضع المقررات على Web Site ج. إقامة األبحاث وتقييمها من وجهات نظر تربوية وتقنية واستخالص النتائج لتطبيقها في مشاريع أخرى ح. تغيير المؤسسة من خالل تغيير المناهج والتزام دعم شبكات االتصال والدعوة إلى التآزر )synergy( إلنجاح المؤسسة التربوية خدمة للمجتمع. هذا التوجه العالمي كان له صدى واسع في العالم العربي بحيث نحد أن جامعة الدول العربية تنشر ورقة عمل حول مؤشرات الفجوة الرقمية مقدمة لالجتماع الرابع عشر للفريق العربي للتحضير للقمة العالمية حول مجتمع المعلومات )2005(. حددت ورقة العمل الهدف العام كما يلي:»بناء مجتمع معلومات جامع وشامل يهدف إلى تنمية المجتمعات ومحاربة الفقر والجهل وإقرار الحق النافذ إلى كل فرد في المجتمع الستخدام تكنولوجيا االتصاالت والمعلومات والشفافية في إتاحة المعلومات«. هذا الطرح يعني بالضرورة ولوج العالم الرقمي في التربية والتعليم للوصول إلى مجتمع المعلومات بمواصفات توفرها له استخدام تكنولوجيا االتصال واإلعالم. كما تشير هذه الورقة إلى عشرة مبادئ بناء على وثيقة صادرة عن القمة العالمية لمجتمع المعلومات )جنيف 2003(. وكلها مرتبطة بأهداف إنمائية: - مشاركة الجميع بالنهوض بمجال االتصاالت والمعلومات من أجل التنمية - توفير البنية التحتية لالتصاالت والمعلومات 302

338 - النفاذ الشامل إلى المعلومات والمعرفة للجميع والقدرة على المساهمة فيها - بناء القدرات والمهارات والمعارف لفهم مجتمع المعلومات والمشاركة واالستفادة - بناء الثقة واألمن في استعمال تكنولوجيا االتصاالت والمعلومات - البيئة التمكينية لمجتمع المعلومات على الصعيدين الوطني والدولي - االستفادة من تطبيقات تكنولوجيا المعلومات في كافة مجاالت الحياة - االهتمام بالمحتوى والهوية الثقافية والتنوع الثقافي والتنوع اللغوي والمحتوى المحلي - االهتمام بحرية الصحافة وحرية المعلومات واالستقالل والتعددية والتنوع - التأكيد على الحرية والمساواة والتضامن والتعاون اإلقليمي والدولي إن تدريب المعلم وتأهيله )التأهيل األولي والمستمر( هو األداة والمفتاح الذهبي للدخول في مجتمع المعلومات )أو كما أسميته مجتمع المعرفة(. وهذه ما ركزت عليه ورقة عمل مقدمة لملتقى التدريب والتنمية )2006 يماني( التي أوردت المبررات التالية لهذا التدريب ومنها: - التفجر المعرفي والتقدم التكنولوجي - ثورة االتصاالت وسرعة نقل المعلومات - األوضاع الديموغرافية )السكانية( وضرورة التخطيط لمواجهة النمو األسي للسكان لكن القضية األهم في نظر د. محمد بن إبراهيم التويجري )المدير العام للمنظمة العربية للتنمية اإلدارية( غرضها ضمن مقالة تحت عنوان»العرب والمعلوماتية: أسلوب تفكير على بساط المراجعة«تتلخص بأن مجتمع المعرفة يقوم نظم المعلومات وهي نظم تحليلية تهيئ إمكانيات واسعة للتوقع والتحليل والتخطيط واالستجابة المرنة والفعالة للتغيرات المحيطة ببيئة العمل مع توفير قواعد بيانات محددة تدعم اتخاذ القرار. إن تكنولوجيا االتصال واإلعالم توفر للتربية والتعليم اإلمكانات إلعداد معلم قادر على قيادة مجموع المتعلمين بمنهجية جديدة مستخدما وسائل حديثة وغير متقوقع داخل جدران صفه ميدانه العالم يستقي منه ويعينه في آن. فهو مفتاح التطور والتغيير. الخالصة: إن دخول المجتمع الرقمي يفرض توجها جديدا في العلوم التربوية حيث تعتبر المدرسة المؤسسة االجتماعية بامتياز واجبها إدخال المجتمع )جمهور المتعلمين( في عالم جديد قائم على فكر نقدي جدلي معتمدا مسائل تكنولوجية للوصول إلى المعرفة واستخدامها بشكل عقالني. إن تحديث المناهج وتغيير أسلوب العمل في الصف وخارجه كفيل بربط المدرسة بالمجتمع حيث على المعلم البحث عن حلول عملية وعلمية للمشاكل القائمة في محيطه. مما يدفع المعلم إلى تغيير إستراتيجية التعليم/التعلم إلى البنائية والبنائية االجتماعية اللتان 303

339 تتوافقان مع الفكر االختباري. كما إن تداخل المواد يصبح أمرا محتما. فتتغير وظيفة كل من المعلم والمتعلم وعالقتها المتبادلة. والبد والحال هذه من إعادة النظر بالمنهج ووسائله وتركيباته باالعتماد المتزايد على تداخل المواد. المراجع: 1. حداد وديع والكسندرا دراكسلر )2005( دينميات التكنولوجيا في التربية والتعليم الوارد في»التربية والتعليم وتكنولوجيا المعلومات في البلدان العربية: قضايا واتجاهات«ص Maroy, Ch. (2005), Les évolutions du travail Enseignant en Europe. Facteurs de changement incidences et résistances, in les Cahiers de Recherche en Education et Formation, N0 42, P : Lebrun M. (2002), Théorie et Méthodes Pédagogiques pour enseigner et Apprendre; Edition De Boeck Université ; P : Watkins R. and Corry M., (2002), virtual universities: challenging the conversation of education, UNESCO report. 5. American Distance Education consortium, (2003), Guiding principles for distance teaching and learning, Last uptated : Adee.edu/admm/papers/distanceteaching-principles.html. 6. Chickering, A.W, and Stephen, E. (1997), Implementing the Seven Principles: Technology as Lever, American Association for Higher Education. 7. Lusalusa, S., (2003), formation des enseignants: quelle offer pour quells desoins, centre des technologies au service de l enseignement, Université Libe de Bruxelles, Belgique. 8. الجامعة العربية : ادارة االتصاالت وتكنولوجيا المعلومات االمانة التقنية لمجلس الوزراء العرب لالتصاالت والمعلومات )2005(. 9. يماني هناء عبد الرحيم )2006( التدريب االلكتروني وتحديات العصر الرقمي الرياض المملكة العربية السعودية. 304

340 أوراق اليوم الثاني 305

341 306

342 الجلسةاألولى المسار األول ورقة بحثية )1( التراث العربي القديم بين الرؤية اإلسالمية والتجديد أ. د. أسمهان سعيد الجرو د. بدر بن هالل العلوي األستاذ المساعد بقسم التاريخ األستاذ بقسم التاريخ كلية اآلداب والعلوم االجتماعية - جامعة السلطان قابوس المقدمة يمثل التراث في جميع صوره وأشكاله نتاج إنساني فهو تركة األجيال السابقة لألجيال الالحقة أي موروثاتهم التي يتناقلها جيل عن جيل سواء في شكلها المادي من آثار متنوعة ثابتة كالمنشآت المعمارية المختلفة أو متحركة كالعمالت والمجوهرات واألسلحة أو في شكلها المعنوي )عقلي وروحي( كالمعتقدات واألساطير والفنون والمالحم والقصص واألشعار والقوانين واآلداب من هنا يعد التراث أحد العناصر التي تجد فيه األمم جذورها التاريخية والحضارية وهويتها القومية كما تجد فيه عناصر خصائصها التي تكون أصالتها والتي تؤثر في طرق وأساليب تعاطيها مع العصر لمواكبة تطوراته ومواجهة تحدياته. فاستمرارية التراث بوجهيه المادي والمعنوي هي استمرارية مشروطة بتطور المجتمع نفسه فالصيرورة هي ماهية التراث فالتراث ال يستمر بصورته الكلية في وحدته الكاملة وإنما يستمر في شكل عناصر معينة منه فيما تفقد االستمرارية عناصر أخرى إن العناصر التراثية التي تخضع لالستمرارية بالمعنى التاريخي االجتماعي النسبي تتحول نسبيا متخذة أشكاال وأدوارا مغايرة ألشكالها وأدوارها السابقة مشروطة في ذلك بالوضعية االجتماعية الجديدة. إذن فالتراث ومن خالل هذه الصيرورة في التوارث التاريخي له بين األجيال المتتابعة يسهم في تشكيل الذات البشرية ومكوناتها وعلى هذا فإن تراث أمتنا العربية ال يقف من حيث الزمان عند بداية التاريخ اإلسالمي وإنما يمتد مع ماضيها إلى ما قبل ذلك موغال في أعماق الزمن فماضي كل الشعوب التي أسلمت وتعربت هو من ماضي هذه األمة وكل الحضارات الفكرية والمادية التي ازدهرت في أرضنا العربية هي في الواقع التاريخي ميراث أمتنا. لذلك من الخطأ أن ننسب التراث إلى مرحلة زمنية أو عصر بعينه ومن هذا المنطلق فإننا ال نتفق مع التيار الذي يحصر التراث في البعد الديني الذي يرتكز على العقيدة والشريعة اإلسالمية وحسب أو يرى في التراث تكوينا فكريا قائما على الدين ومتصال به اتصال النتيجة بالسبب اتصاال أحاديا. فمفهوم التراث هنا 307

343 يغلب عليه االنصراف إلى العلوم الدينية العقلية التي تتمحور حول الكتاب والسنة باعتبارهما محور الحضارة ومركزها ومنشأ العلوم العقلية األربعة: )علم أصول الدين وعلوم الحكمة والفلسفة وعلم أصول الفقه وعلوم التصوف( )حنفي 178( 1980: عند أصحاب هذا الرأي يبدأ نشأة التراث مع ظهور اإلسالم في القرن السابع الميالدي ويفقد التراث المنتمي لعهود قبل اإلسالم لديهم كل اعتبار بينما الحقائق التاريخية تؤكد أن الحضارة العربية اإلسالمية أذابت كل خبرات اإلنسان السابق السامي في شبه الجزيرة العربية والمصري والفارسي واليوناني والروماني في خلق جديد مبتكر ولم تعمل على إلغائها بشكل كلي )نور الدين 1987: 16( إن مثل هذه النظرة إلى التاريخ العربي وتراثه تجتزئ التاريخ والتراث وتختزلهما وفي ذلك إجحافا للمعنى الحقيقي لمفهوم لتراث. وعليه فال يمكن أن نرسم خطا فاصال بين مرحلة تاريخية وأخرى فنشوء التراث ليس وقفا على مرحلة تاريخية بعينها بل هو بالتحديد وقفا على الوجود االجتماعي اإلنساني فهذا الوجود هو شرط التراث أي أن كل وجود اجتماعي ينتج بالضرورة تراثه الخاص واستمرارية هذا الوجود تعني دون شك استمرارية إنتاج التراث ال استمرارية إحدى المراحل التاريخية دون غيرها )سالم 94( 1989: إذ ال يجوز مطلقا أن نقف بالتراث عند حد زماني أو مكاني ونحصره في نصوص األدب الجاهلي وذخائر العلوم العربية والتاريخ اإلسالمي بل تمتد أبعاده كما ذكرنا لتستوعب التراث القديم لوطننا العربي على امتداد الزمان والمكان فتراثنا العربي أغنى من أن يحد بمرحلة حضارية واحدة فمن الحضارات القديمة التي قامت في منطقتنا العربية والتي ما زالت آثارها ماثلة للعيان ومن الديانات السماوية وغيرها من الرساالت الروحية واالجتماعية والفكرية الكبرى ينحدر إلينا تراث ضخم هو جماع التاريخ المادي والمعنوي لألمة منذ أقدم العصور إلى اآلن. فالقوى المعنوية والعالقات االجتماعية اليوم نجدها تتضمن أبعادا موروثة من عصور موغلة في القدم مما يعني بداية مرحلة تاريخية جديدة ال تلغي بالضرورة وبصورة قطعية ونهائية ما ينتمي إلى المرحلة السابقة من عالقات وتفاعالت اجتماعية ومضامين حياتية بل أن هذه تستمر مكتسبة من خالل تطورها أشكاال تستجيب للمتغيرات الحضارية وللتنمية الزمانية والمكانية. أوال : الوحدة والتنوع في التراث الحضاري لألمة العربية : لقد قامت في المنطقة العربية على امتدادها الجغرافي عدد من الوحدات الحضارية ذات خصائص مشتركة ارتبطت في أصولها العرقية واللغوية والتراثية بجذور متشابكة ممتد ة في عصور التاريخ القديم وقد أطلقنا على تلك الوحدات )الوحدة الحضارية الكبرى( )شكل 1(. فعلى األطراف الشمالية الشرقية والشمالية الغربية لشبه الجزيرة منذ األلف الرابع قبل الميالد تألقت حضارة وادي الرافدين ووادي النيل متزامنة معها في الجزء الشرقي والجنوبي الشرقي حضارة منطقة الخليج العربي دلمون )البحرين( ومجان )عمان( ومملكة أرض البحر )تمتد من مصب الفرات إلى دلمون( وتدخل في نطاقها )الكويت() 4 ( وفي المنطقة الشمالية من شبه الجزيرة العربية قامت حضارة بالد الشام متعددة الكيانات أبرزها الحضارة األمورية واآلرامية والكنعانية والفينيقية والتذمرية أما في األردن اليوم فقد تألقت حضارة األنباط التي بلغت شأن عظيم على المستوى الدولي وفي جنوب الجزيرة العربية ازدهرت حضارة اليمن القديم. 308

344 شكل )1( المراكز الحضارية القديمة في شبه الجزيرة العربية لقد أعتاد المؤرخون منذ زمن بعيد دراسة تلك الوحدات الحضارية من الناحية التاريخية والحضارية بشكل مستقل تماما إال أننا في هذا المحور سنبحث الرابط التاريخي والحضاري لتلك الوحدات من خالل اإلطار الجغرافي والبيئي والبشري الواحد لنتوصل إلى ما يبرر تسميتنا لها بالوحدة الحضارية الكبرى. 1- وحدة األرض والحراك التاريخي : لقد كان من الصعب التعرف على الحدود السياسية لتلك الوحدات الحضارية بشكل دقيق في خارطة المنطقة وبالنظر إلى موقع وطننا العربي قديما وامتداده الجغرافي نجد تلك الحضارات مشتركة في وحدة المجال الحيوي الجغرافي قد ترعرعت ضمن وحدة جغرافية وتضاريسية مترابطة كان من أبرزها قيام أشكال مختلفة من التواصل السكاني فيما بينها بحكم الجوار المكاني فلم توجد هناك حدودا طبيعية فاصلة وال حدودا سياسية صارمة بل كانت القبائل تجوب المنطقة ذهابا وإيابا وتمتد في تنقلها إلى الطرف اآلخر من البحر األحمر بواسطة البحر تارة وعبر البر تارة حيث تمر عن طريق سيناء متجهة إلى مصر وإلى أفريقيا والتي يطلق عليها )ليبيا( في التاريخ القديم. لقد وفق الكتاب الكالسيكيون )اليونان والرومان( عندما أطلقوا على تلك الوحدة الجغرافية المترابطة )بالد العرب( فقد حددها كلوديوس بطليموس )ت 140 م( في كتابه )جغرافية بطليموس( ب : بالد اليمن والشام وشبه جزيرة سيناء وما هو شرق نهر النيل من أرض مصر. أما الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني )ت 970 م( فقد حدد شبه الجزيرة العربية في كتابه )صفة جزيرة العرب( ب : «جنوبها اليمن 309

345 وشمالها الشام وغربها شرم أيله وما طردته السواحل إلى القلزم وفسطاط مصر وشرقها عمان والبحرين وكاظمة والبصرة وموسطها الحجاز وأرض نجد والعروض وتسمى جزيرة العرب ألن اللسان العربي في كلها شائع.)الهمداني 38( 1974: إذن فالجزيرة العربية في نظر) الحسن الهمداني( وفي نظر الجغرافيين المسلمين تمتد من اليمن جنوبا وبالد الشام شماال حتى حدود شمال الفرات شاملة العراق )بالد ما بين النهرين( والخليج العربي مرورا بعمان جنوبا وشبه جزيرة سيناء وجزء كبير من شرق مصر( أي أنها تشمل كل بلدان المشرق العربي الواقعة في قارتي آسيا وأفريقيا. منذ األلف الثالث قبل الميالد انطلقت أقدم الهجرات العربية من بالد الشام صوب بالد الرافدين أقدمها هجرة )األموريون( أو )العموريون( وبعدهم وصل )األراميون( من بالد الشام أيضا إلى تلك البقاع وبفضل هذه الهجرات ظهرت حضارة )أكاد( و)بابل( و)أشور( والحضارة )الكلدانية أو البابلية الثانية( كما توجت الهجرات الفينيقية ذلك التواصل واالمتداد ووصلت إلى قارات العالم القديم. وهناك الكثير من الشواهد النقشية )المسمارية والمصرية واليمنية والفينيقية...( التي تؤكد على قدم العالقات بين شعوب المنطقة فأقدم العالقات بين بالد الرافدين ومنطقة الخليج العربي )دلمون( البحرين و)مجان( عمان تعود إلى عصور قبل التاريخ وتعززت في األلف الرابع قبل الميالد والعالقة بين مصر وسوريا يعود تاريخها إلى عهد الملك )سنفرو( )حوالي 2750 ق.م( وترجع الصالت بين مصر وبالد ما بين النهرين إلى أواخر األلف الرابع قبل الميالد )كمال الدين د.ت: 178(. أما عالقة جنوب الجزيرة العربية بمصر فتعود إلى أأللف الثاني قبل الميالد كما تعود عالقة اليمن بالحضارة األشورية إلى القرن الثامن قبل الميالد كما لعب األنباط دور محوري في الصالت بين سكان شبه الجزيرة العربية والعالم الروماني. لقد كانت تلك العالقات شاملة ليست تجارية فحسب بل دبلوماسية وسياسية. لقد حمل المهاجرون األولون معهم قرابتهم الجنسية واللغوية والقسمات الحضارية المشتركة كما كان لذلك التواصل تأثيرات اقتصادية ولغوية هامة. أما جنوب شبه الجزيرة العربية فكان أشبه بخزان الشعوب والقبائل الذي يفيض بالهجرات بين الحين واآلخر وذلك بسبب عدد من العوامل طبيعية وبشرية تتمثل العوامل الطبيعية في االنهيارات المتوالية لسد )مأرب( في اليمن في فترات زمنية متفاوتة وفي الجفاف حينا آخر أما العوامل البشرية فتتمثل في أسباب اقتصادية كالبحث عن لقمة العيش أو ألسباب سياسية. لقد اتخذت الهجرات من جنوب شبه الجزيرة العربية في التاريخ القديم اتجاهين: األول باتجاه عمان ومنطقة الخليج وبالد الرافدين وبالد الشام والثاني عبر الساحل الشرقي للبحر األحمر إلى شرق أفريقيا ومصر والشمال اإلفريقي. وهناك ما يؤكد قدم الهجرات العربية إلى بالد المغرب فهناك دراسات علمية جادة تتحدث عن أصل قبائل البربر وصلتهم بقبائل اليمن ونعود للتأكيد بأن التواصل الجغرافي كان السبب الرئيس في حرية الحركة التي شهدتها المنطقة بين القبائل القاطنة في تلك المساحة الجغرافية المترامية األطراف. وجاء اإلسالم متوجا لتلك العالقات بنشر الدين الحنيف ووصول القبائل والبطون العربية إلى مصر وشمال وشرق أفريقيا واستيطان جزء كبير منها هناك فامتزجت الشعوب والقبائل وتعمقت قرابتها الجنسية واللغوية كما تعددت سبل التأثير المتبادل في ما بينها دينيا وفكريا ثقافيا وفنيا فكان لذلك التفاعل المتبادل آثارا إيجابية على المستوى الثقافي والفكري فانتشرت القيم والتصورات الدينية وتدريجيا تجسدت مالمح وحدة اللغة والدين والتراث. 310

346 2 -استراتيجية الموقع والتجارة الدولية : إن تاريخ األمم مرهون دون شك بتراثها الحضاري وما خلدته تلك األمم من آثار وكتابات قديمة ما هو إال انعكاس لذلك التطور والنماء. وال يمكن ألي حضارة أن تحقق تفوقها بمعزل عن الحضارات األخرى فالتفاعل الحضاري شرط ال بد منه لالستمرارية واالزدهار. لقد حظيت شبه الجزيرة العربية بموقع جغرافي واستراتيجي متميز قلما توافر لغيرها من البقاع فللطبيعة الجغرافية أثرا كبيرا وفعاال في طبع الحضارة العربية بطابع خاص متفرد كما أن للموقع االستراتيجي الذي تحتله أهمية أخرى فقد جعل منها حلقة محكمة تربط قارات العالم القديم الثالث آسيا وأفريقيا وأوربا ذلك الموقع هيأ لها منذ العهود األثيلة فرصة االتصال التجاري والحضاري بمراكز الحضارات القديمة في مصر وبالد الشام وبالد الرافدين وغربي آسيا والهند والسند... منذ ذلك الوقت يبرز الخليج العربي والبحر األحمر على الساحة الدولية كممرين مائيين هامين تنقل عبرهما ثروات المحيط الهندي وبالد العرب والقرن األفريقي نحو الغرب عبر الفرات وطرق القوافل في شبه الجزيرة العربية إلى بادية الشام وعبر البحر األحمر ومصر إلى موانئ البحر المتوسط عندما استثمر العمانيون واليمنيون منذ عصور الموغلة في القدم مسطحاتهم المائية فاشتغلوا بالمالحة البحرية مستفيدين من معرفتهم بأسرار الرياح الموسمية وتقلباتها فكانوا يقومون بدور التاجر حيث كانوا يتاجرون بما لديهم من سلع ويقومون أيضا بدور الوسيط التجاري. وبتمكن بدو شبه الجزيرة العربية من تدجين الجمل امتدت تجارة القوافل من حدود الصين إلى شواطئ األطلسي ومن أعماق آسيا الوسطى إلى أدغال أفريقيا ومنذ ذلك الحين وطوال قرون عديدة تضاعفت أهمية الوحدات الحضارية التي قامت في شبه الجزيرة وعلى أطرافها. بفضل ذلك الموقع االستراتيجي نجد التجارة قد احتلت مركزا مرموقا في النشاط االقتصادي للمنطقة منذ األلف الثالث قبل الميالد كما أحتل التجار منزلة معتبرة في المجتمع وعند الحكام. وصار تأمين طرق ووسائل النقل واستقرار وأمن األسواق له كبير األثر في ازدهار الحضارة واستقرار الحكم كما أن لهذه التجارة القيمة التي كانت تعبر شبه الجزيرة العربية ومسطحاته المائية بلغت من األهمية مبلغا جعلها شغال للصراع بين الدول العظمى طيلة األزمنة والعصور. لقد كان لذلك االتصال االقتصادي والتفاعل الحضاري دورا هاما في اكتساب سكان شبه الجزيرة العربية أفكار وثقافات جديدة أثروا وتأثروا بها. لقد امتزجت جغرافية المكان وجغرافية السكان لقاطني شبه الجزيرة منذ العهود القديمة لينتج عن ذلك االمتزاج وعمق الترابط وحدة األصل والمعتقد. 3- وحدة اللغة : تحدث العرب في أنحاء شبه الجزيرة العربية لهجات متقاربة ذات أرومة واحدة حيث أجمع علماء اللغات على إن هذه اللهجات تنتمي للغة قديمة واحدة أطلق عليها )اللغة السامية( وقسموها إلى شمالية تشمل: البابلية واألشورية والكنعانية التي تنحدر منها العبرانية والفينيقية واآلرامية. وجنوبية وتشمل: العربية واليمنية القديمة التي أطلق عليها )المسند( واللهجة المهرية والسقطرية والشحرية والتي مازالت حية يتحدث بها في اليمن وفي )ظفار( المنطقة الجنوبية من سلطنة عمان حتى اليوم والحبشية والتي يطلق عليها )الجعزية(. تلك اللهجات تشترك جميعها في أن حروفها ساكنة وال تعتمد على حروف العلة إال في 311

347 حال التشديد على اللفظ كما أنها تشترك في الضمائر والعدد وأسماء اإلشارة وهناك الكثير من األلفاظ نجدها واحدة مثل : بيت وسماء وماء وأرض وجمل )ولفنسون 11 8( 1980: وبمجيء اإلسالم سادت اللغة العربية لغة القرآن الكريم على كل اللهجات المحلية لتصبح اللغة المشتركة أما العامية فأصبحت تأخذ شكال من أشكال الفصحى تستمد منها األلفاظ والتعبيرات اللغوية. فللهجات العامية التي انبثقت من الفصحى في شبه الجزيرة العربية وفي بالد المغرب العربي عموما ومصر والسودان ال يوجد بينها إال فروق ضئيلة في نظام تكوين الجملة وتغيير البنية وقواعد االشتقاق والجمع والتأنيث والتصغير وما إلى ذلك )وافي د.ت: 32( فاالختالف بينها ال يعدو أن يكون اختالفا في المخارج وفي بعض األلفاظ والدالالت ومع ذلك يمكن القول أن استمرارية األصل اللغوي مازال سائدا في الحياة الثقافية العربية سواء من زاوية اإلبداع الفني أو زاوية شكل التعبير الشعبي. 4- تشابه االستجابة اإلنسانية أمام تحديات الطبيعة : واجهت تلك المجتمعات منذ النشأة األولى تحديات طبيعية قاسية تمكنت بخبرتها وجهودها الجبارة من ترويضها وتسخيرها لمصلحتها فهناك تشابه كبير بين الوحدات الحضارية العربية القديمة في أسلوب المواجهة والتحدي لقد أنعكس هذا التشابه على صعيد استغالل الطبيعة أيما استغالل فقد قامت تلك الحضارات أساسا على الزراعة والرعي فقامت على ضفاف النيل ووادي الرافدين وعلى األودية أقدم شبكات ري عرفها التاريخ البشري كما بنى اليمنيون قديما أرقى منشآت الري ويعد سد مأرب الشهير أكبر دليل على ذلك. كما استثمروا المرافئ البحرية والموانئ والطرق البرية ليتواصلوا مع العالم من شرقه إلى غربه وينقلوا أفكارهم وحضارتهم التي غدت رافدا استقت منه الحضارات الالحقة أصولها وجذورها التكوينية واستغلوا كل ما نعم اهلل لهم به من موارد طبيعية لتطوير اقتصادياتهم وتدعيم أسسها الحضارية. 5- تمجيد قيمة العمل والروح الجماعية كأداة تحقق الكرامة لإلنسان : عرفت الوحدات الحضارية العربية القديمة مبدأ التعاون والتكاتف الجماعي على أسس طوعية حينا وقسرية حينا آخر إذا ارتأت المصلحة ذلك معززة بروح الواجب والمسؤولية المشتركة التي تفرضها قوى الطبيعة القاسية وضرورات الحياة االقتصادية واالجتماعية وتبادل المصالح والمنافع المشتركة على المستوى االجتماعي ومن أجل ذلك سخر العرب قديما على اختالف فئاتهم طاقاتهم الذهنية والجسدية فأقاموا المنشآت العامة والخاصة الدينية منها واالقتصادية على نحو السدود والمدرجات والطرق وحفر اآلبار.. التي ينتفع بها بشكل جماعي وعدم ترك الفرد يواجه تلك المعضالت منفردا أو مبدأ التعاون في األعمال الزراعية وإقامة المنشآت العامة. عرفت الحضارات القديمة مظاهر التكاتف والتعاون الجماعي على أسس طوعيه متكافئة ومعززة بروح الواجب والمسؤولية المشتركة التي تفرضها قوى الطبيعة القاسية وضرورات الحياة االقتصادية واالجتماعية وتبادل المصالح والمنافع المشتركة على النطاق االجتماعي. ومن أجل ذلك سخر األقدمون على اختالف فئاتهم وتفاوت حصصهم من المال طاقاتهم الذهنية والجسدية للتغلب على المعضالت الطبيعية القاسية فأقاموا المنشآت العامة والخاصة على نحو : السدود والمدرجات الزراعية والطرق وحفر اآلبار والبرك واألفالج التي ينتفع بها بشكل جماعي وعدم ترك الفرد يواجهه تلك المعضالت منفردا ومن أمثلة حتمية 312

348 العمل الجماعي الذي فرضته الطبيعة الجغرافية وباركته اآللهة: بناء وترميم السدود بناء البرك والمدرجات الزراعية صيانة وتوسيع السواقي والينابيع المائية. )الجرو 261( 2003: 6- دور العقيدة الدينية في بناء الحضارة وتماسك الحياة االجتماعية: يعد الدين في التاريخ القديم أساس نشوء الدولة وإقامة دعائمها فقد عرفت الوحدات الحضارية العربية القديمة تشابها كبيرا فقد اشتركت معظم تلك الوحدات الحضارية في عبادتها لمظاهر الطبيعة وعناصرها ثم طوروا معتقداتهم فعبدوا القوى الكامنة وراءها فتعددت اآللهة فتجسدت في الغالب في األجرام السماوية المتمثلة في الشمس والقمر والزهرة مضيفين عليها أسماء وألقابا ونعوتا متعددة ومتنوعة. وكان اإلله )إل( أقدم إله عبدته الشعوب السامية مجتمعة )ينطق اسمه بكسر الهمزة وتشديد الالم( ويستدل من كتابته أنه أقدم أسماء اآللهة على اإلطالق نظرا لقدمه الموغل بعدا في الظهور فيما بين النهرين فأقدم ذكر له جاء في النقوش األكادية التي تعود إلى األلف الثالث قبل الميالد. كما ذكر كثيرا في النقوش اليمنية والفينيقية ونجده يدخل في تركيب عدد من األسماء تيمنا وتقربا مثل )يدع إل( و )شرح إل( كذلك نجده في التراث اليهودي والمسيحي أما المصادر العربية فتذكر أن المقصود ب )إل( هو )اهلل( جل جالله. )الجرو )82 :2003 كما عبدت الشعوب السامية في جنوب وشمال شبه الجزيرة العربية اإلله )عثتر( تحت اسم واحد وإن اختلفت كتابته فنجده يكتب )عشتر( أو )أشتر( في األقاليم الشمالية و)عثتر( أو )عثت( في األقاليم الجنوبية. ولإلله )عشتر( تأثير على األنواء الجوية من رعد ومطر وعواصف ومن ثم على الري. كما عبد العرب جميعا )الشمس( التي تؤنث عند اليمنيين وتذكر عند عرب الشمال وعبد المصريون الشمس ضمن آلهتهم المتعددة إال أن الفرعون )إخناتون( قام بثورة دينية وجعل من الشمس إله واحد وسماه اإلله )أتون(. وقد أشار القرآن الكريم إلى عبادة الشمس لدى العرب عموما في جزيرتهم جنوبها وشمالها ومن ذلك قوله تعالى:»ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر... ال تسجدوا للشمس وال القمر واسجدوا هلل الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون«صدق اهلل العظيم. )سورة فصلت 37( 41/ كما كانوا يقيمون لتلك اآللهة المعابد المختلفة والتي كانت على شيء كبير من الضخامة لتليق باآللهة إن البقايا األثرية من تلك المعابد في مختلف الوحدات الحضارية والتي حافظ عليها الزمن إنما تشير إلى مدى ما وصلت إليه الفن المعماري من رقي وعظمة. ويعينون علي تلك المعابد فئة من الرجال والنساء تقوم باإلشراف على إدارتها. لقد كان للعقيدة الدينية أثر بالغ األهمية في حياة تلك الشعوب الروحية والمادية كما كانت لها بصمات على شتى مناحي الحياة فهم يرون في اآللهة من الخوارق ما يجعلهم يتوجهون لعبادتها والتقرب إليها من خالل قيامهم بطقوس شعائرية مختلفة فيقدمون لها القرابين والنذور... رغبة في كسب حظوتها ورضاها وطلبا لحمايتها ووقايتها... وإن تباينت من وحدة حضارية إلى أخرى إال أنها في جوهرها واحدة ذات هدف واحد فالدالئل المادية األثرية تحكي عن الورع الديني العميق الذي نجده متأصال في حياة تلك الشعوب وفي أمور الدولة. 313

349 7- اإليمان بالحياة الثانية : اشتركت كل الشعوب العربية القديمة بالبعث والخلود وبأن النفس ال تموت فأودعوا مع الميت كل ما يعوزه في حياته الثانية مثل مصاغة وأدواته الثمينة وكشفت المقابر في كل الوحدات الحضارية على نماذج متنوعة من تلك المقابر. واشترط قدماء المصريين واليمنيين والفينيقيين الستمرار الحياة بعد الموت أن يسلم الجسد من التفكك والتلف ومن هنا جاء اهتمامهم بالتحنيط وبالرغم أن الفكرة والهدف واحد إال أن طريقة التحنيط تمت بطرق مختلفة تماما حيث نجدها تتالءم والبيئة الخاصة لكل وحدة. فقد تطورت النظرة إلى الماورائيات عند قدماء المصريين فتطرقوا للحساب والعقاب بعد الموت وهذه مرحلة راقية ورائدة وصلوا إليها في مجال تطور الفكر الديني لم ينافسهم عليها أحد. )عبد الساتر 24( 2003: 8- التكوين السياسي وصلته بالدين : لقد صبغت كل تلك الوحدات الحضارية بصبغة دينية محضة منذ نشأتها فكان الدين مصدرا للقواعد والسلوك في الحياة االجتماعية وأساس لتنظيم شرعية الحكم واإلدارة. فقدسية الملك من قدسية اآللهة فكان الحكام في كل تلك الدول يجمعون في بادئ األمر في أيديهم السلطتين الدينية والزمنية ولديهم سلطة مطلقة مضيفين عليها شرعية إلهية. في األلف األول قبل الميالد لم يعد بمقدور الملك االستحواذ بالسلتطين عندما توسعت الدول وغدت بحاجة إلى اهتمام أكبر فتخلى الملوك عن سلطتهم الدينية واصبحت بأيدي الكهان الذين في الغالب ال يرشحون من خارج األسر المالكة. في نفس الفترة الزمنية تقريبا عرف اليمنيون والفينيقيون والتدمريون مبدأ الشورى في الحكم أي النظام النيابي فلم يكن للملك مطلق السلطات والقوانين وإنما كان يتخذ القرارات بالتشاور مع مجلس نيابي يضم سادة القوم وذوي الرأي من رجال الدولة يتمتع هذا المجلس بصالحيات واسعة فهو المرجع األول واألخير في الدولة. )الجرو 246( 2003: أما مهمة الملك فتنحصر في أخذ المبادرة إلقامة األعمال العامة الكبرى والتأكد من أن قوانين المجلس التشريعي قد نفذت ومن ث م معاقبة كل من يخرق مثل تلك المراسيم والقوانين كما كان يقوم بوظيفة المسجل والناشر لقوانين المجلس فضال عن أنه كان هو القائد األعلى في أوقات الحرب. وثمة مجالس نيابية أخرى تساهم في إدارة المجتمع إلى جانب المجلس الشوري السابق الذكر منها : )أ( مجالس القبيلة التي تمثل الشعب تمثيال نيابيا وتبلغ القبائل بالقرارات. )الجرو 246( 2003: )ب( مجالس المدن: وتعني بدراسة شؤون المدينة في السلم والحرب. ولذلك كانت جملة من النظم التشريعية الرفيعة المستوى تصدر عن المجلس النيابي باسم الملك إلبراز حقوق المواطن وحقوق الدولة فكانت تنقش على أبواب المعابد وأسوار المدن حتى يتسنى لكل فرد من أفراد الشعب االطالع عليها بصورة دائمة وبالرغم من أن هذه التشريعات والنظم تحمل طابعا مدنيا إال أنها ارتكزت على أسس دينية بحتة فهي تمثل إرادة اآللهة ومشيئتها فالمخالف لهذه التشريعات يعاقب بعقوبتين: العقوبة المنصوص عليها في القوانين والعقوبة التي تفرضها اآللهة على البشر من اإلصابة بالمرض أو اآلفات الزراعية. 314

350 في مرحلة الحقة ازدادت صالحية الملوك في إصدار القوانين بصورة ملحوظة فأصبحوا يتمتعون بصالحيات أوسع سواء فيما يخص الوظائف الحكومية أم السلطة الكاملة للدولة بحيث أخذ المجلس النيابي تدريجيا يفقد مكانته كنتاج طبيعي لتغيير البنية الداخلية للمجتمع بشكل عام والذي تحول إلى إقطاعات إقليمية تربط بين أفرادها عالقات المكان والمصلحة المشتركة. أما عند الفينقيون فلم يختلف الوضع لديهم فالملكية دستورية ال استبدادية بمعنى أن قرارات الملك يجب أن تقترن بموافقة مجلس الشيوخ ولدينا نص فينيقي يتحدث عن عزل الملك يقول )عبد الساتر : ) «بهفوتك فقدت السلطة. فلم تنصر األرملة ولم تنظر في قضايا المضطهدين. لم تضطهد من جردوا أبناء الفقراء ولم تطعم اليتيم واألرملة. فأنزل من عرشك ألخذ مكانك...«ومهما يكن من هذه المالمح الوحدوية للتراث العربي عموما والتي أشرنا إليها سابقا إال أنها تنطوي على تمايزات داخلية متعددة بما ال يلغي بطبيعة الحال هذه االختالفات الداخلية لكل وحدة حضارية على حدة. ذلك ما تعكسه الفنون المحلية والغناء والرقص واألمثال وأشكال التعبير المختلفة. ال يعني هذا أننا بصدد انتقاء التمايزات المختلفة بين تراث البلدان العربية كما ال يعني أن وحدة التراث الشعبي العربي مطلقة ومغلقة على ذاتها بل يعني أن األسس المادية لهذه الوحدة بالمعنى النسبي راسخة وممتدة في التاريخ والمجتمع ومنطوية في نفس الوقت على التمايزات الداخلية. عليه فأن هذه التمايزات ليست نقيضا للوحدة وإنما أساسا من أسسه وسمة من سماته أو هي الوجه اآلخر المتجادل مع الوحدة. إن التمايزات التراثية والثقافية عامة موجودة داخل القطر العربي الواحد دون أن تشكل أي تهدد لوحدته الثقافية فالتباين ال ينفي وجود األصل الوحدوي الذي ال ينقطع سنده اللغوي أو التاريخي أو الثقافي على مر العصور. ويمكن أن تتعدى هذه التمايزات حدود التقسيمات الجغرافية أو اإلدارية حتى في البلد الواحد لتمتد إلى االنقسامات الطبقية والفئوية المختلفة وليصبح التراث الشعبي في البلد الواحد شبكة من التعارضات والتناقضات المركبة والمتجادلة التي تشد خيوطها المتقاطعة وحدة هذه التعارضات والفعاليات المتبادلة فيما بينها من ناحية والوحدة التاريخية واالجتماعية الشاملة التي تؤلف فيما بينها من ناحية أخرى. من هنا يمكن التأكيد على إن التراث العربي ليس نتاجا لألوضاع االجتماعية والسياسية في وسط شبه الجزيرة العربية وحسب ولكنه أيضا نتاج التفاعل الجدلي بين العناصر المختلفة من أهمها حضارات المنطقة السابقة لإلسالم والتي أشرنا إليها آنفا. والمتمعن للنظم والقوانين والتشريعات السياسية واالقتصادية واالجتماعية والدينية في الوحدات الحضارية القديمة المشار إليها آنفا يرى أنها نسجت عالقات قوية فرضتها رابطة الدم والجوار والمصالح 315

351 االقتصادية المشتركة تاركة لنا إرثا حضاريا تبرز فيه مالمح وحدوية مبعثها اإلطار الجغرافي والبيئي والبشري الواحد. ثانيا : نماذج من التراث الفكري واألخالقي لألمة العربية في تاريخها القديم يتصف التراث العربي بالعراقة واألصالة إذ أنه نشأ قبل ألوف السنين وأمتد متناميا عبر الزمان والمكان فهو نتاج تفاعل جدلي بين مختلف الوحدات الحضارية التي شهدتها المنطقة العربية قبل اإلسالم والتي لم تكن منفصلة انفصاال تاما بل كانت في إطار ما يمكن أن نطلق عليه الدائرة الحضارية الكبرى والتي كان وما زال مبعثها: األصل البيئي والجغرافي والبشري الواحد فمنذ األلف الرابع قبل الميالد تمكن اإلنسان العربي في مصر وبالد الرافدين من وضع أسس حضارية راقية وترجم مشاعره المرهفة في أشكال من الفنون واآلداب والتفنن في كل ما يلبي رغبته في رؤية الجمال فتكونت لديه مفاهيم جمالية ذات أهداف تربوية وقيم إنسانية ذات بعد عميق بلورتها معاناته الحياتية فولدت لديه فلسفة حياتية حفزته على تطوير عمله وتحسين ما أبدعه وتطوير ما ابتكره. تتجسد تلك الصورة الجمالية والرؤى الفلسفية والدينية والتشريعات االجتماعية في أقدم األعمال األدبية الهامة التي وصلت إلينا من تراث الشرق القديم )سومر( منذ األلف الثالث قبل الميالد نصوص ذات طابع ملحمي وميثولوجي نذكر منها ملحمة )جلجاميش( أحد ملوك )الوركاء( السومرية والتي تعد من أقدم األعمال األدبية الهامة التي وصلتنا من تراث الشرق القديم فهي تحمل أفكارا فلسفية تبحث حقيقة الموت وتجسد فكرة الطموح والسمو والبحث عن الخلود وضرورة االهتمام بالجمال للتمتع بالحياة السعيدة الجميلة لقد حملت الملحمة فكرا عقائديا تربويا له صلة بتجارب الحياة نقتطف هنا بعض األبيات من الملحمة والتي تقول: )صالح ( 1997: إلى أين تمضي ياجلجاميش الحياة التي تبحث عنها لن تجدها فاآللهة خلقت البشر جعلت )الموت ) لهم نصيبا وحصرت في أيديها )الحياة( أما أنت ياجلجاميش : فامأل معدتك وأفرح ليلك ونهارك. اجعل من كل يوم عيدا وأرقص الهيا ليال نهارا أظهر بثياب زاهية نظيفة أغسل رأسك حمم جسمك دلل صغيرك الذي يمسك بيدك وأسعد زوجك... من جانب آخر نجد تلك التكوينات السياسية قد حرصت على أن تراعي المجتمع فسنت التشريعات والقوانين لتحفظ للمجتمع حقوقه وتصون كرامته وتنظم حياته االجتماعية واالقتصادية. فأقدم التشريعات اإلدارية والقانونية جاءت لنا من بالد تمثل في تشريعات )حمورابي( الملك البابلي الشهير الذي يعود عهده لعام )1750( قبل الميالد تقريبا. لم تكن تلك التشريعات من بناة أفكار )حمورابي( أو وليدة عصره بل كانت 316

352 نتاج خبرة تراكمية لمجموعة من قوانين المدن السومرية القديمة في جنوب بالد الرافدين تم تنقيحها وتطويرها بما يتفق وظروف وأحوال العصر الذي كان يعيش فيه المجتمع البابلي آنذاك وأضاف إلى تشريعاته مواد اقتضتها مصلحة الدولة حينها وال سيما المواد القانونية الصارمة الخاصة بعقوبة الموت ومبدأ القصاص بالمثل إذ أن المواد القانونية السومرية تتجنب مبدأ القصاص بالمثل وترجح التعويض والغرامات المالية. )رشيد )107 :1987 لقد بدأ حمورابي مواد تشريعه بتسمية عامها باسم»عام إقرار حمورابي العدالة في األرض«لقد كان )حمورابي( يتوخى من تلك التشريعات تحقيق العدالة االجتماعية واالقتصادية من منظوره كي ال يظلم القوي الضعيف ولمساعدة اليتيم واألرامل وكل أفراد المجتمع في الحصول على حقوقهم في بابل )المدينة المقدسة(. فقد ركزت بعض مواد القانون على أمور القضاء والحفاظ على تماسك األسرة )نواة المجتمع( كما عبرت تلك التشريعات عن نضج العقلية التشريعية في ذلك العصر وعكست أيضا دور االكتمال في األسلوب اللغوي البابلي الذي أصبح من بعد نموذجا كالسيكيا للكتابات الراقية في العراق القديم. لقد غدت تلك التشريعات ينبوعا استمدت من الحضارات الالحقة كثيرا من قوانينها معدلين عليها تشريعات تتناسب وبيئتهم وواقعهم االجتماعي. وعند قدماء المصريين نجد نماذج راقية من األدب منها األدب الوجداني واألدب الديني. وقد ترك لنا الفرعون )أخناتون( نماذج متميزة من القصائد الموجهة لإلله )أتون( الواحد إله )الشمس( يقول في إحدى تلك القصائد )عبد الساتر 25(: 2003: «أن فجرك الرائع في األفق السماوي. إي أتون الحي مصدر كل حياة. وحين بزوغك الشرقي في أفق السموات. تغمر كل بلد بجمالك. فأنت رائع عظيم مشع عال فوق األرض. تقبل بشعاعك الكون وكل بلد خلقت. وبالرغم من ارتفاعك فما النهار إال أثر خطاك. وعندما تغيب في األفق الغربي من السماء. تغمر الكون ظلمات كما تغمر الميت. ويهجع الناس في مخادعهم. معصوبي الرؤوس. مكمومي األنوف يجهل بعضهم بعضا. ويسلبون كل ما يسندون إليه رؤوسهم. دون أن يعلموا. واألسود تخرج من عرائنها.ا وكل األفاعي تعض. فتعم الظلمة ويغمر الكون سكون. ألن من خلقها ذهب ليرتاح وراء أفقه.«317

353 تعد قصيدة الشمس ل )آتون( هذه أول شرح بليغ لعقيدة التوحيد فاإلله )آتون( ال يوجد في الوقائع الحربية واالنتصارات العسكرية بل نجده يتجسد في الطبيعة بما فيها من جمال األشجار والزهور وفي صور الحياة الخالبة بجمالها األخاذ. كما كانت أسطورة اإلله )أوزيريس( المصرية واحدة من أشهر األساطير القديمة التي يتغلب فيها الحق وبقاء الخير واإليمان بالقدر وبعدالة األرباب وتبرير أسباب تقديس )أوزيريس( في العالم اآلخر. )صالح )373 :1997 كما تطورت النظرة إلى الماورائيات في كل الوحدات الحضارية من خالل إيمانهم جميعا بالحياة الثانية وقد تفوق قدماء المصريين عن غيرهم في هذا المجال عندما آمنوا بقضية الحساب فقد أدعى كهنة )آمون( في )طيبة( اكتشافهم ألسرار الخلود فعرضوها بشكل نصوص جمعوها في»كتاب الموتى«لتساعد الميت على العبور إلى األبدية بسالم. فيودع هذا الكتاب مع الميت يستعين به لمواجهة الحساب أمام اإلله»أوزيريس«فتزان أعماله بفضل ما يحتوي عليه هذا الكتاب من عبارات:»لم أعنف الفقراء ولم أجوعهم. لم أسئ معاملة الناس ولم أحمل نفسا فوق طاقتها. لم أقتل. لم أسرق. لم أكذب. لم أتعرض للحيوانات المقدسة. لم أسئ إلى مليكي أو إلى أبي. لم أقسم بالباطل. لم أتلف زرعا. لم ألوث مياها. لم أغش في مسح الحقول. لم أنزع من عيار الموازين. بل أقمت على احترام اآللهة. فأنا طاهر طاهر طاهر...«)عبد الساتر 25( 2003: لقد ساهم العرب في التقدم اإلنساني فتأثرت الحضارة اليونانية باإلرث الحضاري العربي القديم خاصة في مجال الكتابة فأستمد اليونانيون كتابتهم من الحروف الهجائية الفينيقية والتي هي األخرى كانت نتاج للتراث الحضاري المصري والعراقي القديم إلى جانب ذلك نجد عند الفينيقيين أفكارا فلسفية هامة توضح معاناة اإلنسان وتطلعه إلى الكون والحياة تلك األفكار جسدتها )أسطورة التكوين(. )عبد الساتر 2003: )83 أما قدماء اليمنيين فقد تركوا لنا إرثا حضاريا في شتى المجاالت فقد وضعوا أسس بمثابة قوانين قدسية تتعلق باالنحرافات األخالقية فمرتكب الخطيئة أو المقصر في تأدية الطقوس الدينية يتوجب عليه االعتراف بخطيئته لآللهة من خالل كتابة نص )نقشي( على لوح برونزي يعرض في المعبد أمام المأل. فاالعتراف العلني بالذنب يعتبر شرطا أساسيا من شروط الغفران وإلى جانب المجاهرة بالذنب تقدم الذبائح وتدفع غرامات مالية ككفارة فاإلقدام على مثل تلك االعترافات تتطلب شجاعة أخالقية عالية وتشهد دون شك على انصياع اإلنسان المطلق لطاعة اآللهة كما تكون هذه العملية بمثابة تطهير للنفس من األخطاء واآلثام التي أرتكبها المؤمن وبما أن تلك الخروقات تعد مخلة للقيم واألخالق وجب التكفير عنها حتى صارت في حكم القوانين المقدسة منذ عهود بعيدة. فجاء اإلسالم وأقر ذلك التحريم فالطهارة مثال التي كانت تعد شرطا من شروط تأدية الطقوس الدينية عند الشعوب السامية عموما غدت أحد المتطلبات األساسية لتأدية الشعائر اإلسالمية. )الجرو 169( 2003: وهناك بعض التشريعات الخاصة بالحج نذكر منها تشريع اإلله )تألب ريام( لقبيلة سمعي التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع قبل الميالد يذكر النقش األعمال المحظورة والمشروعة التي يجب على الفرد 318

354 االلتزام بها أثناء موسم الحج نذكر منها: )الجرو 173( 2003: 1- يحظر رعي الماشية عمدا يوم الحج. 2- يحظر صيد الوعول الحوامل والمرضعات. 3- يحظر سوق الناقة بطريقة تسبب لها األذى في فترت اإلحرام. 4- يحظر ارتكاب الخطايا األخالقية أ ثناء الحج. 5- يحظر التفاخر باألجداد والتباهي باآلباء. 6- يحظر النزاع أثناء الحج. أما األعمال المشروعة فتتمثل في الذبائح وفرض العشر ومراقبة أمالك اإلله... ومن ضمن التشريعات التي سنها اليمنيون في بعض المناطق اليمنية تحريم وأد البنات ففي القرن الثاني قبل الميالد سنت مدينة )مطرة() 1 ( قانونا مثيرا دو ن في نص نقشي ) 2 ( حوى ثالث تنظيمات اجتماعية خاصة بأهالي المدينة عينها ومن أظهر ما نص عليه النقش: محتوى النص: )1( أنه»ال يحق جباية ضريبة من المدينة المسماة )مطرة( دون أمر وإذن من بني سخيم. )3( )السطور 3-1( )2(»ال يجوز تزويج بنات مدينة )مطرة( إلى مناطق أخرى ومدينة غير مدينتهم«)السطور 6-3( )3(»ال يجوز قتل )وأد( أي بنت من بنات القبيلة التي تسمى )مطرة(.«( السطور 7-6( ولعل الصراعات العسكرية الضارية التي كانت سائدة في المنطقة آنذاك) 4 ( انعكست سلبا بصورة مؤثرة للغاية على األوضاع االجتماعية مما أوجب سن نوع من القوانين الخاصة والهادفة إلى حفظ االستقرار االجتماعي في منطقة ( مطرة( ومن المثير لإلعجاب في هذا النص النقشي هو تحريم قتل البنات مما يوحي لنا بأن هذه الظاهرة كانت سائدة بإمعان في هذه المدينة بالذات منذ القرن الثاني قبل الميالد مما ألزم المجتمع بأسره على أن يحر م هذه الظاهرة الوحشية للحفاظ على حياة اإلنسان وصون كرامته. )الجرو )13-26 :2001 ومن خالل الدراسة المتأنية لمظاهر بعض الطقوس الدينية أتضح جليا من أن للعقيدة الدينية أثر بالغ في الحياة المادية والروحية لقدماء اليمنيين وأنه بتطور الديانة الفلكية تمهدت الطريق أمامهم للتفكير بأسلوب عميق وكان هذا األسلوب في نهاية المطاف الخطوة األولى إلى الوحدانية واإليمان بإله واحد ساعدهم ال حقا على تقبل ما جاءت به الديانات السماوية بكل سهولة ويسر وهذا يعكس التطور البالغ األهمية الذي وصل إليه قدماء اليمنيين في الجانب الفكري والديني )الجرو 178(. 2003: أما في الجانب االقتصادي فقد سن اليمنيون قديما قوانين تجارية لتنظم العالقات التجارية مثال لذلك القانون القتباني الذي سنه ملك قتبان )شهر هالل بن يدع أب( في القرن الثاني قبل الميالد وهو عبارة عن مرسوم تشريعي ينظم التجارة الداخلية والضرائب التجارية وحماية مصالح المواطنين من التجار والمستهلكين )الجرو (. 2001: أما قبيل اإلسالم فقد قدم لنا العرب في وسط شبه الجزيرة العربية قصائد شعرية راقية نذكر 319

355 منها المعلقات تلك القصائد التي عمدوا إلى كتابتها بماء الذهب وتعليقها على ستائر الكعبة لقد عكست تلك المعلقات المضامين األدبية والجمالية واألخالقية والحياتية للعرب قبيل اإلسالم. إلى جانب ذلك تركوا لنا كنوزا من األدب تشمل النثر والقصص واألساطير وجميعها عكست هموم إنسانية عامة وأسئلة فلسفية تتعلق بالخلود وأسراره كما عبرت تلك األعمال األدبية عن آراء جمالية وأفكارا إنسانية خالدة. ثالثا : نظرة اإلسالم إلى التراث العربي القديم: بمجيء اإلسالم في مطلع القرن السابع الميالدي التأمت الوحدات الحضارية لألمة العربية ذات التجانس والتقارب التراثي فاندمجت في وحدة ثقافية عربية إسالمية. فالحضارة اإلسالمية لم تقم بالنفي العدمي لحضارات قبل اإلسالم بل اعترفت ببعض سماتها ذلك يعني أن ثمة عناصر سابقة لإلسالم قد اندرجت بشكل ما في البنية العقائدية والفكرية للمجتمع الجديد فاختلطت المعتقدات والقيم والتقاليد بالمعنى التجريبي المحدد. ومثل هذا التفاعل هو نوع من التراكم الجدلي ألفكار كل العصور التاريخية التي مرت بشعوب المنطقة ومعتقداتها وتقاليدها. لقد صور لنا القرآن الكريم نماذج من الحضارات العربية القديمة التي سادت ثم بادت )شكل 2( من باب التذكير والتحذير والتنبيه والموعظة»يريد اهلل ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم واهلل عليم حكيم«)النساء/ 26( وقد حدثنا القرآن أيضا عن الرقي والتمدن الذي وصلت له تلك الحضارات وكيف كانت نهايتها بعد أن تجبر حكامها وطغوا في األرض مفسدين فعن حضارة الفراعنة في مصر جاء قوله تعالى:»فأخرجناهم من جنات وعيون * وكنوز ومقام كريم«)الشعراء / 58-57(.»وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون ومأله زينة وأمواال في الحياة الدنيا«)يونس / 88(. أما حضارة قوم عاد فقد حدد اهلل تعالى موطنها بأرض األحقاف حين قال:»وأذكر أخا عاد إذ أنذر قومه باألحقاف...»)األحقاف/ 21( وقد رأى بعض المؤرخين والمفسرين أن منطقة األحقاف تقع شمال حضرموت في منطقة جبلية رملية تطل على البحر. وهذا التحديد الجغرافي ينطبق على جنوب عمان. وصور لنا القرآن الكريم الحياة الرغدة لقوم عاد وكانت مدينتهم )أرم( شاهدا على عظم حضارتهم وقال تعالى:»أ ل م تر ك يف ف عل ر بك ب عاد )6( إ ر م ذ ات العماد )7( التي ل م يخل ق مث ل ها في الب الد )الفجر /8(«. وقد ظلت حضارة عاد مجهولة إلى أن كشفت بعثة آثار أمريكية عام )1992( عن آثار حضارة عاد في موقع أثري بمحافظة ظفار العمانية يسمي )شصر / وبار( والموقع عبارة عن مجموعة من األبراج الحجرية والتي ما زالت آثارها شامخة للعيان )زارنس ( 2001 وعن حضارة سبأ التي تزخر اليمن بآثارها ذكر اهلل تعالى عظمة هذه الحضارة وكيف سخروا طاقاتهم اإلبداعية وأقاموا منشآت ري فذه أشهرها سد مأرب قال تعالى :»لقد كان لسبأ في مسكنهم آية عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور«)سبأ / 15( ولما جحدوا بالنعمة جاء عقاب اهلل شديد»فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذوات أكل خمط وأصل وشيء من سدر قليل«)سبأ / 16( وما زالت آثار السد والكتابات المسندية المنقوشة عليه ماثلة للعيان. أما عن الحضارة الكلدانية أو البابلية الثانية في بالد الرافدين فقد ذكر القرآن براعة أهل بابل في 320

356 علم الفلك والتنجيم وممارستهم للسحر حيث سخروا تلك الخبرة في اإلضرار بالخلق قال تعالى:»واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقوال إنما نحن فتنة فال تكفر فيتعلمون منهما ما يفرق بين المرء وزوجه...«)البقرة / 102(. وعن حضارة ثمود والتي تشهد آثارها حتى اآلن على عظمتها في آثار )مدائن الصالح( بالمملكة العربية السعودية من نقوش وآثار شامخة وعن هذه الحضارة قال تعالى ك»واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في األرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آالء اهلل وال تعثوا في األرض مفسدين«)األعراف / 74(. شكل )2( الحضارات العربية القديمة كما جاء ذكرها في القرآن فليس من قبيل التعميم أن نرى امتداد مالمح التراث الحضاري القديم في حدوده العامة بارزا في العهد اإلسالمي ففي الوقت الذي أقر فيه اإلسالم بعض القيم األخالقية الموروثة وزكاها نجده يهدم بعضا منها كالسحر والصنمية والوأد )البغدادي (. 1942: وما حديث الرسول عليه أفضل الصالة والسالم الذي يقول:»وإنما بعثت ألتمم مكارم األخالق«إال دليل على ما ذهبنا إليه أي أن مكارم األخالق ليست وليدة تلك المرحلة بل إن ما جاء به اإلسالم من قيم أخالقية كان لها جذور متأصلة في عمق التاريخ اإلنساني. كما وجه اإلسالم دعوته لمبدأ الوحدة اإلنسانية والتالقي مع الحضارات داعيا إلى إقامة جسور التعاون والتعارف بين البشر باعتبارهم من أب واحد وأم واحدة حين قال:»يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي 321

357 خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منها رجاال كثيرا ونساء..«)سورة النساء /1(. وقال تعالى في سورة الحجرات:»يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند اهلل أتقاكم إن اهلل عليم خبير«)آية 13(. إن دعوة اإلسالم إلى التعارف أي إلى حوار الحضارات ال صدامها كما يروج له البعض فروح اإلسالم يدعي إلى نبذ الصراعات ورفض العنف ودفع الظلم عن المستضعفين يقول اهلل تعالى:»ولو ال دفع اهلل الناس بعضهم عن بعض لفسدت األرض«( البقرة /251(»وتعاونوا على البر والتقوى وال تعاونوا على اإلثم والعدوان واتقوا اهلل إن اهلل شديد العقاب«)المائدة/ 2( فأساس اإلسالم في كتاب اهلل وسنة رسوله الدعوة إلى السلم والتحاور مع المخالفين بالتي هي أحسن والسعي إلى توظيف االختالف توظيفا حضاريا. والتآلف تفضي إلى الوئام )األلفي 60-62( 2006: وتثري الفكر وتلبي حاجات اإلنسان فلكل حضارة خبرات خاصة بها يمكن االستفادة منها فالحضارة اإلسالمية نموذج للتالقي. وقد أتسم تراثنا العربي اإلسالمي بقدرة مذهلة على استيعاب الثقافات األخرى المعاصرة الفارسية واليونانية والرومانية والهندية فقد نقلت حضارتنا اإلسالمية كل ما هو نافع ومفيد من الحضارات السابقة دون أن يفقد اإلسالم هويته أو أصالته مبرهنا على قدرة فائقة في التطور والنماء. فحركة الترجمة في عصر ازدهار الحضارة اإلسالمية حفظت للبشرية كنوز المعرفة اإلنسانية وشكلت رافدا للحضارة األوربية في عصر نهضتها فاإلسالم لم يلغي خصوصية األمم بل أعترف بالتنوع والتمايز السائد في الحضارات وهذا شيء طبيعي فلكل حضارة سماتها الخاصة فهي ال تكتمل إال بالحضارات األخرى والدعوة إلى صهر الحضارات في بوتقة واحدة مخالف لناموس الحياة لهذا دعا اإلسالم إلى التعارف أي التقارب والتآلف وتبادل المنفعة. رابعا : الواقع االجتماعي والبعد التراثي : مما سبق يمكن اإلشارة إلى أن التراث عبر مسيرته التاريخية يمر بمراحل معرفية تراكمية فاعلة في المحيط االجتماعي تصاحبها في كثير من األحيان تحوالت تاريخية فمثل هذه التحوالت التاريخية مهما كانت خطورتها ال تلغي األبنية التراثية ذلك يعني أن هذه األبنية تمتلك من مقومات االستمرارية مما يجعلها تتخطى حدود مرحلتها التاريخية السابقة ولكن التخطي الذي ال يتحقق إال من خالل التفاعل مع األوضاع الجديدة بأشكال متفاوتة على نحو يغير إلى حد ما من التركيبة الداخلية للبنية وتوازنها فتمر بحاالت تغيير فقد تخضع بعض العناصر التراثية لالستمرارية بالمعنى التاريخي االجتماعي النسبي )كاإليمان بالحياة األخرى عند الشعوب الحضارية القديمة وبعض الطقوس الدينية كالحج والطهارة والقيم األخالقية( فيما تفتقد االستمرارية عناصر أخرى غير مالئمة لمسيرة الحياة االجتماعية في بيئتها الجديدة فتسقط نهائيا إذا ما كان الصدام حادا ومباشرا )كعبادة األصنام( ويمكن لبعض العناصر أن تأخذ شكال جديدا يتفق والتحول الجديد دون إهدار الجوهر األصلي إذا ما انطوت العالقة بينهما على التعارض كظاهرة الشعوذة مثال التي مازالت سائدة في مجتمعاتنا بذلك يمكن التأكيد بأن التراث يمتلك تراكما حيا متعدد المستويات واألبعاد. )سالم ) :1989 إن اكتشاف قوانين الواقع العربي الراهن يضيء البعد التراثي الكامن في هذا الواقع بكل أبعاده الثقافية فالكثير من األشكال والمظاهر والقوى والعالقات اإلنتاجية االقتصادية واالجتماعية التي تنتمي في 322

358 األصل إلى مراحل تاريخية سابقة ال زالت قائمة ومستمرة كالفنون الشعبية والمزارعة والمؤاجرة والمشاركة وأدوات الزراعة البدائية كالفأس والمحراث الذي تجره الثيران وأدوات رفع المياه وري األراضي الزراعية فلو أخذنا نموذج لذلك وهو الخاص بتوزيع مياه الغيول ويسمي نظام»المحاصصة«الذي يقضي بأن يحصل المزارعون على مياه الغيل حسب مساحة الحقل المزروع ويحسب ذلك بوحدة الزمان ويخضع هذا النوع من الري لإلشراف ومازال هذا األسلوب متبعا في اليمن وفي سلطنة عمان حتى اليوم.)الجرو 20( 2003: كما أن إلزام الفالحين بتوريد كميات معلومة من المحاصيل الرئيسية إلى الدولة وتحمل جهاز الدولة مسؤولية األعمال الكبرى وتمتع رئاسة الدولة كجهاز وحاكم بسلطات وقدرات ونفوذ مادي ومعنوي هائل واستثنائي ونظام األجر في الريف والعصبيات العائلية والقبلية والعشائرية الخ كل تلك النماذج نشاهدها في حياتنا اليومية مع شيء من التغيير. وعلى صعيد آخر ال زال الكثير من المعتقدات والعادات والتقاليد والممارسات والقيم التي تنتمي في األصل إلى مراحل تاريخية سابقة ال زالت قائمة ومستمرة كالطوطمية والسحر إلى حد أن االعتقاد في الكائنات الميتافيزيقية يشكل عالما موازيا للعالم األرضي بتراثيته ورموزه المختلفة. إن ذلك ال يعني بالطبع أن هذه المالمح التراثية تتحقق راهنا متخذة نفس أشكالها ودالالتها األولى. إن التحول الشكلي والداللي فيها إلى هذا الحد أو ذاك قد يكون مغايرا للشكل والداللة األولين وفقا للسياق الذي دخلت فيه كأحد مكوناته العضوية ووفقا لمسيرة تحوالتها الخاصة عبر المراحل االجتماعية المختلفة. ولكن وبرغم هذا التحول والمغايرة فإنها ال تفقد الصلة بواقعها التاريخي الخاص الذي نشأت فيه وال بسياقها التراثي األول. ذلك يعني أن عالقة العناصر التراثية بواقعها التاريخي هي عالقة تسمح لها بإمكانية االستمرار برغم حلول مرحلة تاريخية أخرى وبرغم تغير الواقع التاريخي الذي نشأت خالله. هذه االستمرارية ضمن السياق الجديد هي ما يسمح بتحول هذه العناصر عن أشكالها ومضامينها األولى دون أن تفقد معناها ورمزيتها.)حنفي )9 :1980 خامسا : التراث والتجديد : لقد اتسم التراث العربي القديم بقدرة مذهلة على استيعاب الثقافات األخرى المعاصرة له على مر التاريخ من فلسفة اإلغريق وعلومهم إلى حكمة الهند وفكرها إلى آداب الفرس ونظمها دون أن يفقد هويته أو أصالته مبرهنا على قدرة فائقة في التطور والنمو. فالحضارة اإلسالمية من أكثر الحضارات مرونة فقد امتازت بخاصية الصمود أمام محاوالت التشويه واالستالب واجتازت بنجاح المعادلة الصعبة بين الحوار المتكافئ واألخذ اإليجابي عن الثقافات األخرى وبين الرفض القاطع لمحاوالت طمس الهوية مثلما حصل للشعوب التي تأثرت بالعرب أنفسهم عندما تأثروا بالثقافة اإلسالمية. من هنا تصبح قضية التراث في مقابل التجديد قضية ملحة والبحث فيها ضرورة ال مناص منها فالحفاظ على الهوية والتراث ال يعني الجمود واالنغالق بل االنفتاح الرحب على الثقافات األخرى ذلك ألننا تعلمنا من معطيات التاريخ القديم والشواهد المادية الحية أن التأثير والتأثر شرط أساسي من شروط التحضر كما أن التفاعل الحضاري يولد االستمرارية والديمومة. 323

359 وقد دعا القرآن الكريم إلى إقامة جسور التعارف بين األمم حين قال»يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند اهلل أتقاكم إن اهلل عليم خبير«)سورة الحجرات/.)13 وتعارف الحضارات يؤدي إلى تعاونها وتآلفها ويفضي إلى الوئام ويلبي حاجات اإلنسان وهذه الدعوة تؤمن بالتنوع وتعترف بالخصوصية والتمايز والتعاطي معها فالقرآن الكريم ال يدعو إلى فناء الحضارات أو صهرها بل التحاور معها فلكل حضارة سماتها التي يجب احترامها والحوار يتفق مع روح اإلسالم الداعي إلى السالم ونبذ للعنف قال تعالى:»وتعاونوا على البر والتقوى وال تعاونوا على اإلثم والعدوان«)المائدة/ 2( إن الثقافة العربية وتراثنا الحضاري يؤمنان باالنفتاح الرحب وااللتقاء بالحضارات اإلنسانية ولذلك تميزت بسمتها اإلنسانية على الدوام. حيث أن التعارف يقود إلى التعاون وتبادل المعرف والمصالح )السيد ) إذن فجوهر األمة العربية إنما يقوم على االنفتاح الحضاري اإلنساني. فمن األرض العربية انطلقت الشعوب العربية خارج حدودها حاملة راية اإلسالم كما أنها تعرضت لمحن واجتياحات ومع ذلك كله بقيت تقدم للعالم نموذجا اجتماعيا إنسانيا يؤكد انفتاح اإلنسان على أخيه اإلنسان وظلت تحمل راية الحياة المعطاءة وراية األخوة اإلنسانية. إن التراث جزء من مكونات الواقع وعليه تصبح قضية العالقة بين التراث والتجديد ضرورة ملحة خاصة في الوقت الحاضر وذلك من خالل : 1- المعرفة العلمية الواعية بالتراث العربي منذ أقدم العصور من خالل اكتشاف األبعاد المادية والثقافية له والغوص في أعماقه. فالمعرفة الحقيقية للتراث تمثل أداة كبرى في تغيير الواقع وتحويله إلى واقع إنساني قادر على مواجهة كل التحديات )السيد.) 2- اختيار ما في التراث من نماذج وأصول اختيارا قائما على الفهم والتمييز والفرز والتبويب والتقويم التحليلي األمين البعيد عن األهواء العارضة ومن ثم ترسيخ أكثر عناصر التراث قدرة على اإلسهام في تغيير الواقع باستخدام النهج العلمي في التفكير. 3- لنجعل من تراثنا القديم حافزا على التفوق واإلبداع من خالل بث الروح فيه وتطعيمه بمعطيات العصر عصر العلم وتطور التكنولوجيا. 4- العمل على وضع المعالجات األولية لحماية التراث من االندثار وتعزيزه وتنميته. 5- التزود بالتفكير العلمي فأن التفكير العلمي ال يمكن اكتسابه إال بالممارسة والمران والتدريب المستمرين إنه اتجاه يقوم على التحقق من صحة الفروض والبحث عن الدليل الواقعي والبرهان والتحرر من تأثير التحيز واالنفعال واألهواء والعواطف واتساع األفق العقلي وعدم الجمود في النظر إلى الحقيقة العلمية وتقبل النقد واحترام الرأي واإلذعان للحقيقة. 6- الحفاظ على الهوية الثقافية لألمة ألن ذلك يشكل ضرورة ذاتية وموضوعية في عصر العولمة) 6 ( لكن ذلك ال ينفي أهمية االنفتاح الرحب على الثقافات األخرى ألن الحفاظ على الهوية ال يعني الجمود بل هو عملية تتيح للمجتمع أن يتطور ويتغير وأن يتقبل التغيير دون أن يفقد هويته األصلي أو أن يغترب فيه إن التفاعل 324

360 بين األصالة والمعاصرة بين اإليجابي البناء في تراثنا واإليجابي البناء في الثقافات األخرى بما يتفق وبيئتنا العربية المسلمة يشكل صمام أمان لهويتنا ولتراثنا الحضاري العريق. 7- االستفادة القصوى من ثورة المعلومات فالمعرفة قوة واألمم العارفة هي أمم قوية. الهوامش : 1- مطرة : مدينة صغيرة تقع على بعد 45 كم شمال شرق صنعاء. 2- نقش ( البعثة الفرنسية- قطرة 1(. نشر في : - Robin. Ch. Quelques comportements commus au paganisme, yéméite et à l Islam, dans, L Arabie antique de Karib il à Mahomet, Revue du monde Musulman et de la Méditerranée,, 61, Aix-en- Provence pp بني سخيم: زعماء قبيلة يرسم جزء من االئتالف الثالثي التحاد قبائل سمعي المكونة من: يرسم وحاشد وحمالن أراضي هذه القبائل تحيط بصنعاء من ثالث اتجاهات: الشرق والشمال والغرب. 4- تعد مطرة من المدن المهمة التابعة للدولة السبئية وقد تأثرت بشكل مباشر باألحداث السياسية التي كانت تعيشها دولة سبأ آنذاك )القرن الثاني قبل الميالد( وبشكل خاص تلك الحروب الدامية التي دارت رحاها بينها أعني دولة سبأ -وبين جارتها دولة قتبان. 5- العولمة: مصطلح شائع ليست له مالمح تعريفية واضحة والتفسيرات المتداولة له: اكتساب الشيء صفة العالمية أي تعميم نمط حضارة معينة وتطبيقها على حضارات العالم بمفهوم آخر إلغاء الخصوصية ودمج العالم في بوتقة واحدة ترسمها القوى المهيمنة على العالم وهذه األطروحات تشكل خطر محدق بتراث األمم. قائمة المصادر والمراجع المصادر: 1- البغدادي محمد بن حبيب»كتاب المحبر«مطبعة جمعية دائرة المعارف العثمانية حيدرآباد الدكن 1361 ه / 1942 م. 2- الهمداني الحسن»صفة جزيرة العرب«تحقيق : محمد بن علي األكوع الرياض 1394 ه م. 3- نقش ( البعثة الفرنسية- قطرة 1(. نشر في : - Robin. Ch. Quelques comportements commus au paganisme, yéméite et à l Islam, dans, L Arabie antique de Karib il à Mahomet, Revue du monde Musulman et de la.méditerranée,, 61, Aix-en- Provence pp المراجع: 1. األلفي أسامة»عوامل قيام الحضارات وانهيارها في القرآن الكريم«الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة

361 2. الجرو أسمهان سعيد»دراسات في التاريخ الحضاري لليمن القديم«دار الكتاب الحديث القاهرة 2003 : المبدأ األخالقي لحقوق اإلنسان في الفكر الديني لليمن القديم مجلة المؤرخ العربي )العدد 60( 1422 ه / 2001 م الرباط المملكة المغربية. : موجز التاريخ السياسي لجنوب الجزيرة العربية )اليمن القديم( ط 2 دار جامعة عدن للطباعة والنشر حوراني جورج فضلو العرب والمالحة في المحيط الهندي ترجمة يعقوب بكر تصدير يحي الخشاب مكتبة اإلنجلو المصرية دار الكتاب العربي القاهرة )د. ت(. 4. حنفي حسن»التراث والتجديد«)موقفنا من التراث الجديد( ط 1 المركز العربي للبحث والنشر القاهرة سالم رفعت»بحثا عن التراث العربي«)نظرة نقدية منهجية( دار الفارابي بيروت لبنان زارنس يورس»أرض اللبان«دراسة ميدانية أثرية في محافظة ظفار كشروع اللجنة الوطنية لإلشراف على مسح اآلثار في السلطنة وزارة األعالم ) ( ترجمة معاوية إبراهيم وعلي التيجاني الماحي جامعة السلطان قابوس عبد السالم نور الدين»العقل والحضارة«ط 1 دار التنوير للطباعة والنشر بيروت لبنان صالح عبد العزيز»الشرق األدنى القديم«ج 1 )مصر والعراق( مكتبة االنجلو المصرية القاهرة رشيد فوزي»الشرائع العراقية القديمة«ط 3 دار الشؤون الثقافية العامة وزارة الثقافة واألعالم بغداد عبد الساتر لبيب»الحضارات«ط 15 دار المشرق بيروت كمال الدين محمد على ومحمد منصور أحمد»الشرق األوسط في موكب الحضارة«ج 2 الحضارات الشرقية القديمة القاهرة دار النهضة العربية )د.ت(. 12. السيد محمود أحمد:»عصرنة التراث« وافي علي عبد الواحد»علم اللغة«ط 7 دار النهضة القاهرة )د. ت(. 14. ولفنسون. أ»تاريخ اللغات السامية«ط 1 دار القلم بيروت لبنان

362 الجلسة األولى المسار األول ورقة بحثية )2( Literature and Cultural Interchange: A Window to the West Rosalind Buckton-Tucker, Ph.D Assistant Professor - English Department College of Arts and Social Sciences - Sultan Qaboos University Among the arguments in favour of the study of literature in English by nonnative speakers are that it both provides a necessary cultural background to the use of the language and promotes cultural awareness and understanding (Kim 2005). However, literature is only one of many sources of information, cultural and otherwise, to which a student may have access, and, given the enormous range of literary works over several centuries, may even be misleading if taken out of context. Many works, on the surface, provide social information within only a limited context, perhaps of a particular area or class. One should not see the study of literature as some kind of instant gateway to cross-cultural enlightenment. A work of literature is primarily a work of art in a particular language and literary tradition, and, while the setting may to a greater or lesser extent provide a picture of a foreign society in modern or earlier times, there are probably more effective and accurate ways of learning about a country and its people, if facts are all that is required. However, literature can certainly help to encourage inter-cultural tolerance if studied in a flexible and creative way. The way in which literature provides cultural information is not by presenting details of daily life, dress, activities and so on (though these are inevitably shown), but by illustrating attitudes, values and patterns of thought which implicitly show how a culture functions. Factual information can be gleaned from literature but perhaps more effectively from other media. Literature, then, conveys the essence of a culture rather than its many and varied outward manifestations. Facts are easy to absorb and to file away for reference; thought is harder to analyse, but more necessary to the understanding of culture. A conventional approach to teaching literature may be to deal first with language difficulties and then to discuss the historical and social period, allusions, 327

363 and so on, in order to make the study easier for the non-native speaker who does not have the instructor>s background knowledge. However, if the student comes to expect such elucidation as a matter of course and to see the study of a work of literature in terms of a number of compartments, the exercise will become mechanical and, rather than promoting cultural sympathy, may lead the student to see foreign literature (and its culture) as something outside his/her own experience. If, on the other hand, little or no clarification is given, then misunderstandings may obscure not only the cultural but the literary value of the work. Hyo Kim, currently a literature instructor in the USA, describes in a recent article his experience of leaving Korea for America and later teaching an Asian- American literature course in New York, and mentions the paradoxical dangers of compartmentalisation in discussing minority literatures «in the context of US multiculturalism». He feels that students in such a case need to find an alternative to the concept of separate racial groups: «This politics of cross-cultural study requires that one approach ethnic, racial, national, gender and sexual identifications as fundamentally provisional and constructed, perpetually vulnerable to historical change. My students then had to be willing to question their own affiliations, those seemingly unchanging ties that confirm static notions of self.» (Kim 2005) In the case of the Arab student studying mainstream as well as minority literatures, this comment is useful in showing how the instructor needs to avoid condoning an «us and them» mentality in the students and encourage them to see past the borders of culture in their assessment of a work of literature. What are the best ways to approach a foreign literature in the classroom? Of course, approaches will vary greatly given the individuality of any instructor/student combination, but there may be general points worth considering. The two main barriers to understanding and enjoyment of literature are language difficulties and difficulty in identifying with the characters and events in the literature owing to cultural or other differences, and overcoming these should be a primary consideration. However, as with any studies, students should be encouraged to work out difficulties for themselves rather than being supplied with a ready-made glossary and set of annotations. Students have differing levels of experience and knowledge of the world, and this factor can be utilized in literature classes, where some members of the class may be able to share knowledge with others. Just as vocabulary can often be guessed from context, so can cultural issues be inferred even when the student is not familiar with the target culture. The instructor's role should be as a facilitator and guide rather than an informant. Initial questions regarding cultural and social matters may lead to productive discussions and comparisons with the students' own culture, which will 328

364 in turn lead to understanding and hopefully tolerance of differences. Above all, the instructor must avoid any appearance of promoting one set of beliefs over another if the students are to view the literature impartially. It may sound obvious to say that the more accessible a work of literature is, the more students will respond to and enjoy it. On a basic level, this is true; but there can often be more satisfaction if the study has produced knowledge and understanding of an unfamiliar culture and if the students have involved themselves in the process of discovery. When working on a piece of literature, students can be invited to look for clues as to the time and place and to use limited information to build up a picture of the functioning of the society depicted. The instructor/facilitator has the responsibility, though, to decide when intervention is needed (as too with language misunderstandings). A useful tool for instructors involved in cross-cultural teaching may be a checklist of skills and attributes. This idea has been proposed by Andy Kirkpatrick (2005) in respect of language teachers in multi-lingual Asian settings. For literature teaching, this could include points such as the following: Instructors should: Be sympathetic and open-minded towards their host culture (their own, or another) and avoid promoting personal beliefs. Assess students early in the course, perhaps with a questionnaire, to ascertain their cross-cultural experience and knowledge. Encourage objective judgments. Know the chief tenets of the host culture and be aware of topics which might cause offence or misunderstanding. Be able to judge the level of language difficulty appropriate for any given class and have strategies for teaching new vocabulary and explaining literary styles. Be able to provide examples for cultural discussion from a range of works (not necessarily the target readings). Act as a facilitator who will encourage the students to find information and interpretations for themselves, rather than providing a ready-made assessment of a work of literature. A very simple example of cross-cultural difficulty from my own experience occurred in a class of second-year Arab university students reading Jane Eyre. In the middle of a film showing, during the scene where Jane>s and Rochester's wedding is interrupted by the declaration of an impediment, a student turned to me, puzzled, and asked, «He is not allowed to have two wives?» Since the Christian tenets regarding 329

365 marriage are so central to the plot and themes of the novel, it was necessary to discuss the characters' choices and actions in their light; morality and not convenience is what, ultimately, is shown to bring happiness. Nevertheless, students writing about the novel still produced comments to the effect that the Christian religion was a very harsh one because a man was allowed only one wife, even if the first was mad. This, while far from being Charlotte Brontë's message, clearly seemed a valid interpretation when viewed from a different cultural standpoint. Far from being problematic, such opinions, aired in a discussion, can create an atmosphere in which religious and cultural differences are freely discussed. Most students will gain some understanding of most works of literature at an accessible level if left to themselves; however, the discerning instructor will realize, possibly through trial and error, that some works are more comprehensible in the classroom than others. One question is whether to persevere with works which pose many linguistic and cultural problems, on the basis that they are good and interesting works of literature, or whether to teach those with no apparent pitfalls, or whether perhaps to aim somewhere in between, with a mixture of easily accessible and more challenging content. In the case of the more challenging works, does the usefulness of the study overcome the problems? An example of a work which caused students many difficulties was Mark Twain>s short story, «The Celebrated Jumping Frog of Calaveras County». The colloquial speech of the secondary narrator, Simon Wheeler, and old miner, prompted constant questions, as well it might («he got shucked out bad» «he cal>klated to edercate him») (Twain 1965), and, more problematic still, the students simply could not understand the point of the narrative or see any humour in it. The concept of the garrulous old storyteller, elaborating his story of Jim Smiley, the compulsive gambler, and his ailing mare, his bull pup and finally his jumping frog, did not strike them as being either compelling listening or meaningful literature. At this point, I considered whether discussion of the setting of the mining camp would lend any interest to the story, and did in fact provide a short account of the historical background. However, I felt it more important that the students focused on the contrasting characters of the formal, tedious primary narrator and the loquacious Wheeler. While perhaps stereotypical, such characters can exist in any society, and I asked the students to think of anyone similar that they knew. It proved that they could indeed identify acquaintances fitting the mould of the two in the story; elderly, talkative relatives or family friends as well as correct, no-nonsense characters who had no time for jokes. Harder, perhaps, was to convey the humorous quality of the encounter and the episode where the stranger fills Smiley>s prizewinning jumping frog with leadshot behind his back. In one sense, the story is a story about storytelling, with echoes of folk tales as well as moral fables (in this case, showing how the trusting can be duped) and illustrating how stories would have been handed down as part of an oral 330

366 tradition. It raised for me the question of whether students can appreciate a story if the imagination is not initially captured. Sometimes, further and more detailed study will lead to acceptance and liking of a work that students seemed initially to reject, and this is a gratifying classroom experience. Another work where initial misunderstanding had to be overcome was Nadine Gordimer's short story «Once Upon a Time», the story of a rich white family in South Africa who, feeling threatened by potential attacks from the black population, employ more and more security devices to protect their house, which ironically cause the death of their small son. While the clues to the topic of racism may seem obvious, the students, when questioned, had little or no knowledge of apartheid and its history, missed the references to race and thought that the family was just living in a neighbourhood prone to burglaries. Such a reading would obviously bypass the story>s social commentary on the outcome of segregated living; however, the human instinct for self-preservation was something which the students noticed in the story immediately. They were also easily able to identify the several ironies in the story, and the overall irony that it is told in the style of a fairy story. Can a story that is so obviously set in a particular political climate be read without reference to the background that inspired it? Usually, either the instructor ends up by supplying the missing information or the students themselves are asked to do the necessary research (or perhaps do it of their own accord). Ensuing discussions may move towards racism in general and leave the particular piece of literature on the sidelines. I find it useful to remind students that the study of literature is not simply a study of ideas or beliefs, but the study of words on a page which express them, and that the focus should be on the words and structure that produces the ideas and not only on the ideas themselves. A productive technique to employ is a close reading of a particular paragraph (in the case of fiction), preferably one with clues towards the setting, to show exactly how the language and tone steers the reader towards conclusions. For instance, the following passage from «Once Upon a Time» should provide much of the necessary background information, even if the students' historical and political knowledge is lacking, as well as indicating authorial tone: «It was not possible to insure the house, the swimming pool or the car against riot damage. There were riots, but these were outside the city, where people of another color were quartered. These people were not allowed into the suburb except as reliable housemaids and gardeners, so there was nothing to fear, the husband told the wife. Yet she was afraid that some day such people might come up the street and tear off the plaque YOU HAVE BEEN WARNED and open the gates and stream in Nonsense, my dear, said the husband, there are police and soldiers and tear-gas and guns to keep them away.» (Gordimer 1989) 331

367 Although such a situation is outside students' direct experience, they may nevertheless be able to identify with the emotions and fears generated by alien communities and cultures. They may be led to wonder whether they have ever, consciously or unconsciously, been guilty of racism or prejudice, and to re-examine their beliefs or those they may have heard expressed by others. It may be useful at the end of a course, after completing several works, to have the students fill out a questionnaire indicating their degree of liking for a work, what they found most useful about it and what most difficult, and their suggestions for making it more accessible. This gives the instructor a good idea of the popularity and suitability of a work and can help in planning future syllabi. Students also, in my experience, like to have such input into a course, even if the benefits may not affect them directly. Interpretations of a work may and should vary from student to student, and if one can dispel the assumption that there is one right interpretation and instead encourage each student to bring his/her experience to criticism of a work, the sense of otherness of a foreign literature may disappear in favour of the recognition that cultures are linked by patterns of human behaviour and that literature should be read with an open mind and questioning spirit. In conclusion, the instructor who is most successful in raising cross-cultural awareness will have the attributes mentioned in the checklist given, but above all will be a sensitive and adaptable individual who is ready to deal with the unexpected and to encourage openness of expression. He/she will be able to understand the students> point of view while helping them to understand that of others, and will be ready to acknowledge that cross-cultural studies are a learning experience for him/ her just as much as for the students. References Brontë, Charlotte (1848). Jane Eyre.London: Smith, Elder & Co. Gordimer, Nadine (2006). «Once Upon A Time». In Arp, Thomas et al. Perrine>s Literature: Structure, Sound, and Sense. Thomson Wadsworth. Kim, Hyo (2005). «Resisting familiarity: teaching across cultures from between worlds». Changing English, 12, 3, pp Kirkpatrick, Andy (2006). «Teaching English Across Cultures. What do English language teachers need to know to know how to teach English?» 19th Annual EA Education Conference. Twain, Mark (1965). «The Celebrated Jumping Frog of Calaveras County». The Filter Press. 332

368 الجلسة األولى المسار األول ورقة بحثية )3( موقع التراث في الفن التشكيلي في ظل التحديات الثقافية د. فخرية بنت خلفان اليحيائية األستاذ المساعد بقسم التربية الفنية كلية التربية - جامعة السلطان قابوس خلفية الدراسة وأهميتها في الفنون اليوم تنشاء لغة تختار مفرداتها من الشروط الفلسفية والنظرية الجديدة. آلة تصوير الفيديو مثال وشاشة الحاسوب وسماعة الهاتف سبل حديثة إلنتاج الصور على غير ما عهدنا. لغة أخرى تعلن إستقاللها وتختار وسائل إعالمها لغاياتها الذاتية. وهذه الوسائل والسبل جعلت تاريخ الفن يبدأ تاريخا مختلفا مادته الثقافة اإللكترونية قائما على عناصر التكنولوجيا )معال 2001(. تلك العناصر بالتأكيد إرتبطت بعمليات البحث واإلكتشاف واإلبداع في جميع المجاالت الحياتية التقنية والعلمية والسياسية أثرت بشكل مباشر على إبداعات الفنانين في مجاالت الفن المختلفة. ويعتبر مصطلح»األنفوميديا«كما أشار إليه خضر )2005( من المصطلحات الحديثة المرتبطة بمجتمع المعرفة وهو مصطلح مكون من مقطعين Info وتعني المعلومات )Information( و )Media( بمعنى الوسائط. وتشكل األنفوميديا دورا مهما في عمليات التسريع المعرفي والمعلوماتي Acceleration( )Information Cognitive ومنها إلى الحواس ليعمل العقل مجسد المعاني واألفكار إلى مدركات معرفية تظل تجسد العالم المادي )خضر 2005(. وهذا ما حتم عصر المعرفة المتطايرة من ضرورة إيجاد بدائل لتعليم الفنون وأن يكون للعنصر التطبيقي أهمية في ما يتم اكتسابه من معارف كما البد أن يصبح التكنيك أحد المقومات األساسية لصيانة الخبرات والمعارف المكتسبة تكنولوجيا. مما جعل الحديث عن مستقبل الفنون من األمور الصعبة والشائكة بسبب ذلك التداخل الكبير بين العلوم والفنون والتكنولوجيا بحيث أصبح األمر شائكا ومحيرا وأصبحت التساؤالت كثيرة حول ماهو الفن في ظل التكنولوجيا والعولمة فهل من الضروري أن تقع اإلبداعات الثقافية والجمالية في فضاء المعلوماتي أكثر مما تقع في فضاء الجمالي وهل الفن الحديث يتحدد بقربه أو بعده من التكنولوجيا وتنوعت اإلجابات وأصبح البعض يرى أن الفن ببعده عن التكنولوجيا سوف يكون مهمشا ألن الواقع المعاصر أصبح يتحدد و يتقارب بقربه من التكنولوجيا بينما أصبح الجمالي في أحسن األحوال يلعب دورا ثانويا. وبالتالي سيستمر الفن في 333

369 فقدان أهميته الثقافية واإلجتماعية وسيكون مهمشا في مجتمع تحكمه التكنولوجيا واإلستهالك )الطائري.)13-12 :1996 لذلك يرى أنصار التكنولوجيا أن المشكلة الحقيقية في إستخدام التكنولوجيا في الفن ال تكمن في إيجاد ومعرفة ما تفعله اآلله فهى قادرة على فعل كل شئ تقريبا وإنما المشكلة في ما الذي يفعله الفنان باآللة فمهما ساهمت التكنولوجيا في إحداث تغيرات جذرية في مجال الفن فإن فكر الفنان الحقيقي هو من سوف يتحكم فيها ولو حدث وإن إستخدامت التكنولوجيا في الفن بشكل مهمش فذلك بسبب سوء الفهم لدى مستخدميها الناتج عن الالواعي بحقيقية االمور أو الغير مدرؤس الذي يمارسه البعض والذي يجعل من الصعوبة فهم وتقبل نتائجها. يشير رسالن )2006( إلى ماهية عمل الفنان بقوله: أن من طبيعة عمل الفنان أنه يجرب قبل أن ينظر فما أن يجد أداة جديدة حتى يقوم باستثمارها ثم يضيف»أنه أصبح واضحا بأن الفراغ التشكيلي الجديد يبنى على التجارب الفنية الحديثة«)رسالن 2006( ومن المؤكد أن تؤدي وجهات النظر المختلفة إلى ألتباس األمر عند بعض الفنانين معتقدين أن الجمال في حد ذاته ربما أصبح مطروحا كمسألة تكنولوجية بحته. وبالتالى فمن الطبيعي أن ينقسم موقف الفنانين إزاء تلك التحوالت الجذرية والتي دفعت بالفنون أن تصبح بصرية معتمدة على الوسائط الحديثة فإما أن يأخذ الفنان موقفا سلبيا من هذه التحوالت بأن يظل وفيا ألساليبه وتقنياته القديمة - مرغما ألن الوقت لم يصبح يسعفه لتعلم التقنيات الحديثة وال المنطق يؤيده للدخول في تلك التجارب الجديدة - وبالتالي سيظل الفنان إما متفرجا أو معارضا لهذه الميديا الدخيلة على عالمه. وإما أن يصبح فنانا يقبل بالمخاطرة ويمارس هذه التقنيات ولكن بموقف سلبي بمعني أنه يسخر منها ويؤكد عجزها عن تحقيق اإلبداعات الفنية. وترجح الباحثة أن رفض بعض الفنانين التقليدين للوسائط التعبيرية الجديدة ليس لعدم الرغبة في الحصول على معرفة جديدة وإنما اإلنسان بطبيعته عدو ما يجهل. ومع اختالف وجهات النظر هذه أدركت فئة من الفنانين المعاصرين تماما أنهم أزاء تحول تاريخي في مسار الفنون وأن معظم اإلبتكارات الجديدة هي وليدة الخيال اإلبداعي قبل أن تصبح سلعة متداولة. لذلك توجه البعض منهم إلى فنون الميديا وتقنياتها كاستخدام كاميرا التصوير والمونتاج اإللكتروني والشاشات الصغيرة والكبيرة في تقديم رؤيتهم الفنية لتأكيد دعمهم لهذه الوسائط وإبراز إمكانياتها وفي نفس الوقت مسايرة ألهداف العصر وتطوره. وعلى الرغم من أن استخدام التكنولوجيا في الفن ال يدل تماما على التطور والتقدم في فكر الفنان وعلى العكس ال يعنى قلة االستخدام على التخلف ففي الحالتين يبقى االستخدام مرتبط بفكر الفنان وإمكانية االستفادة المرجوة من ذلك االستخدام المدروس. وفي الجانب المعاكس يجب أن يدرك الفنانين أن استخدام التكنولوجيا ال يتوجب عليهم البعد عن التراث أو الهوية كما ال يعنى االهتمام بالتراث بعدا عن التكنولوجيا أو القرب منها. وإنما حتى بحضور التكنولوجيا في الفن ينبغي أن ال ننسى توظيف التراث من أجل اإلبقاء على السمات القومية والمحافظة عليه. الن خطورة االنجراف وراء التطور بشكل غير مدروس من شأنه أن يبعد اإلنسان عن خصوصيته. ويعدد رسالن )2006( بعض خطورة االندماج الشديد بين المجتمعات في ظل مجتمع المعرفة والتي منها: أن يضيع الفرد حريته ويفقد قدرته على التفكير ألنه يخضع ألحادية التفكير وبإن هناك التباس بين ما هو شمولي وما هو 334

370 اجتماعي أيضا يفقد الفرد دوره ومكانه في المجتمع )رسالن 2006(. وبذلك جاء البحث الحالي للكشف عن دور الطفرة التكنولوجية المتسارعة في نقل التراث المحلى أو األقليمى إلى العالمية. بإعتبار أن التراث من المداخل الهامة لتنمية التفكير االبداعى المرتبط بالتفكير العلمي والذي يمك ن الفنان من أن يستوحى ويستلهم منه إبتكارات جديدة منطلقة من وإلى التراث. فالتراث ال يرتبط بالجذور الفنية للمجتمع اإلنساني فحسب بل و يذكرنا أيضا بعمق التجربة اإلنسانية التي تصل الماضي بالحاضر والمستقبل. ويشير علي عبد الكريم إلى رأى علماء النفس في الفن بإنه انعكاسات أو تمثالت سيكولوجية )واقعية أو رمزية( للحاالت والظواهر التي تجري في سياق وجودها االجتماعي والطبيعي وإنه الوسيلة التي يهدف اإلنسان من خاللها بوعي أو بدونه إلى تحقيق توازنه النفسي بالتعبير عما في داخله من مدركات ومشاعر ومكبوتات وتمثالت )سليم موقع.) وبالتالي ألبد أن يحرص الباحثون في جميع المجاالت على البحث واالكتشاف عن وسائط تعبيرية حديثة خاصة بكل فرد على حدا بدون البعد عن التراث المرتبط بهم. ألنه مهما اختلفت أدوات التعبير ووسائطه يبقي فكر الفنان هو المسيطر وليست األلة وهذا ما يؤكده الباحث الحالي. مشكلة البحث: بما أنه ال توجد تكنولوجيا محايدة ومحددة فإنه ال توجد تكنولوجيا تخص مجتمع دون غيره وبالتالي فإن انتشار التكنولوجيا وإعتبارها القاعدة المركزية في عصر العولمة ساهم في انتشار تكنولوجيا المعلومات وانصهار الثقافات وتداخلها في الحياة. مما ترتب على ذلك عمومية المعرفة وغياب الخصوصية. لتصبح مسألة العصرنة قضية ذات حدين فهي من جهة طريق إلى التطور والنهضة التي تستمد قوتها من تجارب األخرين الناجحة ومن جهة أخرى هى دعوة إلى اإلنفصال المتزايد عن روح الحضارة العربية. وتكمن الخطورة في هذه العصرنة - في الفن على وجه الخصوص - في إنها قد تخلق إنفتاح يؤدى إلى التقليد والمحاكاة وإستيراد األساليب الغربية والتي تكون السبب في التخلى عن الشخصية الفنية األصيلة التي تقود إلى تفكك المجتمع وانهياره. وبالتالي جاء التفكير في التراث العربي بأشكاله المختلفة ليكون مدخال للحفاظ على الهوية في ظل التكنولوجيا المتسارعة اإليقاع. باعتبار أن الهوية أصبحت شاغل الجميع بشدة هذه األيام بسبب النقلة النوعية باتجاه مجتمع المعرفة ذلك المجتمع الذي تعد الثقافة فيه محور التنمية الشاملة والمستدامة. لذا تتحد مشكلة البحث الحالي في مدى إمكانية توظيف الفنان التشكيلي لمعطيات التراث العربي في ظل تحديات مجتمع المعرفة وهذه األهمية تتلخص في مايلي: التعرف على إسهامات التكنولوجيا في الفن الحديث. عرض لبعض التجارب العربية والعمانية التي ساهمت في نقل التراث من المحلية إلى العالمية مستفيدا من إمكانيات التكنولوجيا. 335

371 أسئلة البحث: ماهو دور التكنولوجيا في الفن الحديث كيف استفاد الفنان التشكيلي من التكنولوجيا في نقل التراث العربي من المحلية إلى العالمية أهداف البحث: حفظ الهوية العربية في ظل متغيرات التكنولوجيا الحديثة. التعرف على المداخل التشكيلية التي استخدمها الفنانين العرب والعمانيين في االستفادة من معطيات العصر في نقل تراثهم الفني. منهجية البحث: إتبع البحث المنهج الوصفى والتحليلي في دراسة تجارب الفن الحديث المستفيدة من التكنولوجيا في توظيف التراث العربي أو العماني حدود البحث: اقتصرت هذه الدراسة على التعرف على دور التكنولوجيا في المساهمة في نقل التراث من المحلية الي العالمية في أشكال فنية معاصرة. مصطلحات البحث: التراث: عرفته الباحثة إجرائيا بأنه النتاج الثقافي الذي يعبر عن خصوصية المجتمع بشكله المادي - المتمثل في العمارة والمواقع األثرية والمدن القديمة وأيضا في الفنون واآلداب وهو ما يطلق عليه التراث األدبي والفني والمتمثل في المالبس والموسيقي والحلي والمخطوطات والصناعات الحرفية واليدوية الخ- والتراث الالمادي - المتمثل في العادات السلوك واألفكار والمعتقدات واألمثال الشعبية مع كافة المأثورات الشعبية الخ - بحيث يتضمن النتاج جميع تلك الرموز أو الوحدات والعناصر الشكلية التي تعمل بمثابة عالمات مرئية أو ملموسة أو محسوسة أو رموز يمكن االستدالل من خاللها على تراث البلد المعنى بحيث ال يتعسر على المشاهد فهمها وال يحتاج إلى جهد في إدراكها أوالتعرف على هويته وتراثه من خاللها. الفن التشكيلي: هو كل ما ينتجه الفنان معبرا به عن النشاطات التى تنبع من عقله وفكره ويصوغها بصياغات جديدة وبأساليب وخامات مختلفة. وتظهر في شكل لوحة أو قطعة نحتية أو تجميعا لمواد لتشكل مجسما أو صورة فوتوغرافية أو عمال تسجيليا للعبير عن أفكاره. التحديات الثقافية: هي الغزو والهيمنة الغربية على األفكار والمعتقدات والممارسات في مجال الفن التشكيلي والتي يحاول الفنانين التشكيلين تقليدها شكال وضمنا بدون محاولة التفريق بين ما يتفق أوتقبله الثقافة العربية بحيث أدى ذلك التقليد الى ظهور الرموز الغير عربية أو الغير أسالمية والصور واألفكار التي تتنافي مع األخالق اإلسالمية وذلك من خالل تقليد األعمال الفنية الغربية بدون الوعى التام أو محاولة العمل 336

372 على تقنينها إلى المنظومة الدينية واألخالقية الخاصة بنا كعرب أو مسلمين. المبحث األول: دور التكنولوجيا في الفن الحديث ولإلجابة المتعلقة بدور التكنولوجيا في الفن الحديث ألبد من الرجوع إلى بدايات نشأة الفن الحديث لنجد أن الحرب العالمية الثانية والتقنية الصناعية والتغيرات االجتماعية واالقتصادية والثقافية العنيفة التي اجتاحت أوربا كلها أسباب ساهمت في نشأة الفن الحديث. حيث يصرح البهنسي )1980( أنه بات من الصعب إجراء تحليل تصنيفي لمجاالت الفن المختلفة من )عمارة ونحت تصوير رسم مسرح سينما( خاصا بعد ظهور الحركات الفنية السريعة والمتالحقة لحركات واتجاهات الفن الحديثة وما تضمنته من ممارسات الحقة كما في )الفن المفاهيمي أو فن األرض أو الفن البيئي أو فن الحدث أو فن األداء أو فن التجهيز في الفراغ( والتي أحدثت كثيرا من التداخالت بين الحدود والمعاني الثابتة لمفهوم الفن والجمال )البهنسي 1980(. وللتعرف على بدايات ظهور التكنولوجيا في الفن يذكر علي قماش )2006( أن من المؤرخين من يرى أن ظهور الفن الحديث لم يكن مرتبطا بالتكنولوجيا الحديثة معتبرين أن دخول التكنولوجيا في الفن بدأ في العصر الحجري الذي وجد به اإلنسان مكتشفا لوسائل حياتيه وخاصا االشياء التي تلبى طلباته المادية والروحية. ومنهم من يقول أن التكنولوجيا ظهرت في فن عصر النهضة وبدايات االعتراف بأهمية الفنان كألة للتسجيل ومنهم من يعد الكالسيكية الجديدة هي بداية الفن الحديث ومنهم من يقول أن الواقعية هي البدايات األولى للفن الحديث. ومهما تكن األسباب فأن المتتبع لتاريخ الفن يجد أن هناك عدة عوامل حقيقية ساعدت على ظهور الفن الحديث )علي 2006(. ويرى أبلوناري ولينول.Apolinaire.,.G Lionel A )1949( أن البحث عن مداخل إبداعية في عمليات التجريد في الفن الحديث كانت نتاج التطور العقلي لدى الفنانين ورفض التعامل مع األشياء الطبيعية بالطريق التقليدية والمألوفة التي تبتعد عن التفكير في آلية تواجد األشياء في الطبيعة. فالتطور أو التكنولوجيا ال يمكن أن تصنع أعماال فنية األ بعد أن تكون يد الفنان قد عمدت إليها للتعبير عن ماهو مألوف في العالم الواقعي بطرق مستحدثة. وقد ساعد أيضا النفور المتزايد من الفن االكاديمي في ذلك الوقت بسبب تقييده للفنان من حصر التعبير الذاتي واألهتمام بالفن الشعبي واألفريقي بشكل خاص قد هيأ كل هذا وغيره المناخ لظهورأولى اإلشارات التي دلت على مولد فن جديد على يد عمالقة من أمثال مونيه وسيزان بأعمالهم ذات الطبيعة اإلنقالبية. وإن البداية كانت منذ وضع سيزان األشياء موضع التقدير وتعامل مع طبيعته الصامتة باإلنشاء الحجومى حيث كان سيزان يقول: يجب أن تكون سريعا إذا كنت ترغب في رؤية شئ ما فأن كل شئ سوف يختفي )1949,.A.)Apolinaire.G., Lionel ويعود أبلوناري ولينول )1944( Apolinaire )1949(.Apolinaire. G., Lionel A ليصرحا بأن أولى بدايات التحول الحقيقية كانت مع ابتكار التكعيبية - في مرحلتها التركيبية - لمفهوم )الشيء( في الرسم واستخدامها لطريقة التلصيق - الكوالج - وعبر االستعانة بمواد مختلفة في تكوين السطح التصويري وكان )التلصيق( بمثابة اكتشاف للفرق بين محاكاة األشياء ووجودها الحقيقي في العمل الفني أشياء تحيط اإلنسان ويمكن إنجازها من جديد قصاصات صحف أوراق جدران قماش حبال وكل ما يساعد على تنفيذ لوحة 337

373 تتحالف بحرية قصوى مع موضوعات الحياة الشائعة. فالمادة أو الخامة لم تعد وسيطا في تنفيذ العمل الفني بل تحولت كي تتخذ الوجود الفعلي البارز حيث كان ذلك التلصيق ابتكار غير مسبوق أبقى أهدافه في تجارب واتجاهات الحقه حتى بعد زوال التكعيبية كأسلوب فني وهي الرؤية التي أعانت فنانا مثل )دو شامب( في إنجاز أعمال من مواد جاهزة الصنع عرضت في كونها أعماال فنية. وكان األمر كذلك مع النحت بإعتماد مواد إنشائية خشب معدن زجاج لتشكيل داللة الحس المعماري والنحتي معا. )1949,.A )Apolinaire.G., Lionel ثم يأتي كال من )1998( Kolocostroni, Goldman and Taxidou ليؤكدوا أن التكعيبية cubism فنا جديدا سيكون نقيا كما هي الموسيقى أدب مصف ى«. ثم يشيروا لبيكاسو Picasso التكعيبي المشهور فيقولوا:»إن رجال مثل بيكاس و يدرس الشيء كما يفعل الطبيب الجر اح الذي يشر ح جث ة«.)Kolocostroni,V. Goldman, J. Taxidou, O., 1998( ثم يأتي )1997( Paul ليوضح أن من ظواهر الحداثة الحقيقية هي ظهورالمذهب المستقبلي Futurism حيث كان أسلوب العمل لدي انصارها قائم على أن كل شئ متحرك كل شئ يعدو كل شئ ينمو بسرعة الصورة ليست ساكنة فهي تظهر وتختفي باستمرار )G,Pai;. 1997(. و يرى )1988( Besset أيضا أن من بين مدارس الفن التشكيلي التي تنسب إلى الحداثة المدرسة التعبيرية Expressionism ومن روادها الروسي األصل فاسيلي كاندن سكي Wassily Kandinsky ) (. الذي كتب عن»مشكلة الشكل«Form«.»The Problem of مؤكدا بأن المرء يدرك إدراكا أساسيا أن السر العظيم المهم ليس في القيمة الجديدة وإنما في الروح التي تكشف عن ذاتها في تلك القيمة وأيضا في الحرية الالزمة لذلك الكشف«)1988,.M.)Besset, ويمكننا اإلشارة أيضا إلى الدادائية Dadaism والدوامية أو مذهب الحركة الدائرية Vorticism والبنائية Constructivism والسوريالية Surrealism والفوضوية Anarchism كمدارس تنسب إلى الحداثة. وعند النظر إلى األعمال التي نسبت إلى الحداثة آنذاك نجد أن فكرة خلق عمل فني جديد بوظائفية مغايرة تالئم عصرا جديدا بإآلته وتقنياته ظهرت أيضا مع أعمال البنائيين الروس والتي كانت أكثر التجارب طليعية وثورية لما بعد العقد الثاني من القرن العشرين باهتمامها في إنجاز فن تركيبي وأعمال ثالثية األبعاد تمثل فكرة الفضاء والزمن وهي مزيج من عماره ونحت ورسم تفترض حداثة حضور شكلي ووظائفي من خارج األنواع الفنية المألوفة وأهدافها المعينة. وعلى الرغم من إختالف وجهات النظر السابقة في التعرف على بدايات ظهور الحداثة فيمكن أن نشير إلى أن جميع العوامل السابقة تضافرت فيها الجهود لمولد فن جديد )كان التجريب أحدى الدعائم المساندة( والتي إعتمدت عليه الحركات الفنية الالحقة أيضا. وعليه تعتبر ستينيات القرن المنصرم كما يشير سميث )2001( هي الزمن الذي ظهرت فيه أكثر االتجاهات معاصرة وطليعية مثل الفن البصري والفن الحركي والفن الفقير والفن المفاهيمي وفن الجسد... حيث أعتبر ذلك الوقت عقد ازدهار وترويج للمشاريع الثورية في الفن. حيث بدأ معها مفهوم الفن المعاصر يقترح وجوده بدال عن تسميات اخرى مثل )الطليعية او الفن الراهن( وأصبح األكثر ظهورا في الواقع التشكيلي 338

374 للكثير من بلدان العالم منذ أولوية حضوره في أوربا وأمريكا وتمثله بعدها كتجربة عالمية وشاملة تتغذى على ما يهبه العصر من غرابة وتناقض دائمين كما في استجابته السريعة لوسائط المدينة المعاصرة واكتشافاتها وتقنياتها التي دفعت إلى بلورة مواقف جديدة في رؤية الفنان المعاصر )سميث 2001(. كما ينسب أيضا إلى إلى فناني الستينات أعادة الصلة مع النتائج الشكلية التي أتت بها التجارب الطليعية للحداثة في بدايات القرن العشرين والتي تحولت لديهم إلى تجارب معاصرة بحيث وجدت التعبيرية الجديدة جذورها في السريالية في حين إستلهم الفن البصري والحركي تجارب الباوهاوس والمستقبلية كما تمثل فن البوب والفن التجميعي جمالية أخرى لمفاهيم وتجارب الدادائية وأشيائها الجاهزة. كل ذلك ساهم في إعطاء الفنان حرية قصوى في التعامل مع المواد بحيث بدأت األشكال تتجول في حرية قصوى داخل فضاء العمل الفني وأصبحت كل األساليب مباحة حتى أكثرها تضليال وأكثرها استفزازا أوقابلية لعدم اإلدراك وهذا ما يسمي التقليد الغير مدروس والغير مرغوب بالنسبة للشرق. لكن على النقيض من ذلك صاحب ظهور العمل الفني في الفن المعاصر إكتشاف حاجات وتجارب جديدة. وأصبحت بعض تلك التجارب تحقق حضورها ليس بفعل توظيف خبرات نظام جمالي إلنتاجها بقدر ما تتعدى أن تكون رؤية مقترحة للعمل الفني يتم تعيين دالالتها من خالل نظرة المشاهد أو المتلقي. مما أدى إلي تشكل العمل الفني بواقع أسئلة تفترض تأثيرها في زمن العرض ومدة اإلعداد له إذ تتضافر التقنية والفضاء المالئم في إخراج التجربة التي غالبا ما تنفذ وينجز بعضها لمرة واحدة فقط كما في تجارب فن المفهوم التي تشخص وكأنها إعادة لتعريف الفن حيث ترافق عروضها الكثير من النصوص النظرية أو حتى إسهامات يمارسها الجمهور بمشاركة الفنان حيث أشار يوسف )1998( إلى إن فكرة العرض أو طريقة إخراجه هي بمثابة عمل فني أيضا كما هو الحال مع فن الجسد الذي يسعى فيه الفنان للتواصل مع المتلقي عبر تأكيد مشاهد حقيقية للجسد كما فعل الفنان األمريكي ايف كالين عندما قام بطالء أجساد عارية باألصباغ ودحرجتها على قماشة بيضاء وكأن األجساد قد تحولت هنا كي تكون بمثابة فرشاة للرسم وبذريعة رؤية كهذه وبأثرها تم إختزال العمل الفني الى مكونات مادية يظهر وضوحها وتكاملها من فاعلية العرض وأسلوب ممارسته. )فاروق يوسف 2006( وباعتبار أن فنانو الحداثة هم أول من وضع الرؤية المغايرة إلستخدام التكنولوجيا فال يمكن عد الفن الحديث تاريخا عفويا للفن في القرن العشرين وهو نفسه األمر مع الفن المعاصر أو فن ما بعد الحداثة هذا الفن الذي شكل أيضا زمنا فارقا في تاريخ الفن بعدما استنبط فكرة التجديد وتواصل معها. وبذلك يمكن القول أن جميع تلك اإلتجاهات مهدت الى انتقاالت في بنية العملية الفنية وتمثيل معانى أكثر مغايرة لها وإبقائها خارج معطيات التصنيفات الفنية وصفاتها الموروثة جراء إقامة تبادل عالقات بين مكونات تركيبية للمادة التى تنظمها خبرات )الفنان( ودوافعه بالتطلع إلى نوع آخر من الفن يحمل اتجاهات وأساليب تختلف عن الخواص التقليدية للعمل الفني )الرسم النحت( واإلنتقال إلى تجسيد صوري وتعبيري يتكافأ فيه الموضوع مع المادة معتمدا على الرغبة الجامحة في التجريب. يشير إلى ذلك سعد القصاب )2004( بقوله: أن إغراء التجريب الذي جاء به الفن الحديث دفع بالفنانين إلتباع رؤية شخصية في إنجاز أعمالهم وإبتكار أهداف جديدة في العملية الفنية بل إن عديدا من التجارب لم تعد تمثال لموضوع ما في الفن قدر ما هي إفتراضات جديدة تبحث عن توصيفات فنيه لها )القصاب 2004(. وأشار أيضا سميث )2001( إلى تجربة جاكسون بولوك مثال 339

375 في الحركة التجريدية عام 1951 من خالل الرسم الحديث الذي اعتمد على النزعة العفوية واالرتجالية في الرسم حيث هجر أدوات الرسم التقليدية متخذا من غياب الوعي دليال يقوده إلى بناء أعماله محققا بذلك اقترابا تجاه )استكشاف لغة الطبيعة( عن طريق )توسيع دور المصادفة والتلقائية( بالتالي فتسمية العمل الفني ال تدل تماما على نوع فني مستقل بنفسه بل تشير إلى جميع األنواع معا فاللوحة قد تكون عمل فني وكذلك قطعة النحت )سميث 2001(. واخيرا يمكن القول بأن كل تلك اإلنجازات والتطورات في فكر الفنانين ومعالجاتهم الفنية محاوالتهم لإلستفادتهم من الوسائط والتقنيات الحديثة جعلت الفنانين أنفسهم يواجههوا تحديات صعبة بين ماهو معروض وبين ما يحتاجه المجتمع الذي ينتموا إليه. وبين قضية تجاهل التراث الذي ينتموا إليه بغرض مواكبة التطور وقضية اإلستفادة من التطور في أعمالهم هذا ماسوف يتطرق إليه الجزء الثاني من البحث. المبحث الثاني: دور التكنولوجيا الحديثة في حفظ التراث في ظل التحديات الثقافية والمعرفية التكنولوجيا لم تكن أبدا ضد التراث وإنما سوء استخدام البعض لها جعل منها عائقا لفهم التراث فمفهوم توظيف التراث في الفن ال يعنى مطلقا العودة للماضي ألن الحاضر يبقى أفضل من الماضي بإعتباره إضافة إلى مكتسبات الماضي وليس نقصانا حتى في حاالت التقهقر فإن ثمة تجارب جديدة يستفيد المرء منها فتكسبه معرفة جديدة لوجه آخر من وجوه الحياة ولكن الحاضر أيضا ليس هدفا وال يمكن أن يكون هدفا ألنه غير موجود أصال فجميع المنجزات التي نحققها اليوم تضاف حاال إلى الماضي. لكن الهدف هو المستقبل. بمعنى أن ما نكسبه إنما هو ذخيرة وعدة للمستقبل وبالتالي فأن التراث يحمل صفة الديمومة أما الماضي فيحمل صفة االنقضاء واالنتهاء والتجاوز. ويشير البهنسي )2001( إلى أهمية التراث بقوله: أن التراث هو العطاء القومي الحضاري المتزايد الذي يتجهز به اإلنسان في مجتمعه لخوض غمار المستقبل.... وبهذا فهو يشكل روح الحضارة والتاريخ ألنه حصيلة التطور الفكري والعقائدي واإلبداعي كما هو حصيلة التحوالت السياسية واالجتماعية واالقتصادية. )البهنسي 2001( وحتى ال يحدث لبس في كيفية دمج التراث بالحداثة فالبد من توضيح أن القصد من العودة إلى التراث مع الحداثة أن نوفق بين اتجاهين اتجاه يسعى إلى تأكيد الحفاظ على الهوية أو التراث واتجاه يسعى إلى عالمية الفن. وإنما تحقيق أصالة في الفن متجددة ومتطورة ومرتبطة بطموحات اإلنسان. ومواكبة الحداثة تعني التطلع نحو التجديد وتعني اإلبداع بدون انجراف أنما أخذ إيجابياتها وترك السلبيات التي تتنافي مع احتياجات المجتمع.. حيث يشير أبو غازي )1975( إلى أن األصالة ال تقتصر على تقليد التراث واحتذاء أنماطه... وهي في نفس الوقت ليست نقيضا للمعاصرة بل على العكس األصالة ال تتأتى إال اذا أدركنا على وعي بمطالب العصر وإضافاته المتصلة في مجال الثقافة... األصالة تعنى التفرد والتميز وهى من ثم قرين االبتكار. )بدر الدين 1975( وال تعني العودة إلى التراث في الفن أيضا استلهام التراث من خالل النقل الحرفي أو االستنساخ لكي يصبح العمل من التراث أنما المسألة هي مسألة استيعاب واستلهام وطريقة يعبر فيها الفنان عن واقع جديد ومن خالل استلهامه للمفردات القديمة فمن خالل االهتمام بعملية ترسيخ أكثر عناصر التراث قدرة 340

376 على الوضوح و التميز في إبراز هوية المجتمع وخصائصه باستخدام المنهج التحليلي في التفكير. وبالتالي فالعمل الفني بقدر ما يكون شخصيا بقدر ما يكون جميال. وهذا يعنى إن غياب الشخصية عن العمل الفني عالمة من العالمات التي تبعد العمل عن هوية صانعه. وقد ذكرشارل عن كروتشة )1959( Croce في نظريه الحدس التعبير - Expression -Intuition بأن مهمة العمل الفني أن يعب ر ال عن نوع فني أو تكنيك وال حتى عن إحساس أو انفعال جزئي بل مهمته أن يعب ر عن الحدس الذي ال يتجزأ والذي يصدر عن شخصية بأكملها. )اللو 1959( وقد رأى»كاسيرر«أيضا أن الفن هو تفسير للواقع - تفسير بالحدس ال باألفكار بالصور الحس ية ال بالفكر. والحدس عنده هو كشف حقيقي أصيل فالفنان مستكشف لصور الطبيعة مثلما أن العالم مستكشف لحقائق وقوانين الطبيعة. )كاسيرر 1961( وبذلك فإن دور الفنان في حفظ التراث في ظل كل التحديات الثقافية كان ليس سهال النه لم يكن أبدا مطالبا بالتقليد حتى ولو كان تقليدا للتراثه. وإنما هو مطالب بتحقيق أعمال فنية تنتمي إلى شخصية تراثية متميزة بأسسها الجمالية مع االستفادة من إمكانيات التطور والحداثة المتوفرة. ويشير البهنسي )1990( إنه من الخطأ أن نعتبر الماضي هو التراث أو العكس فالتراث هو إرث الماضي وليس هو الماضي فالماضي انقضى وانتهى أما أرثة فهو التراث الحاضر في اللحظة المعاشة. ونستطيع أن نقول إن التراث هو الحاضر ألنه العطاء المستمر غير المنقطع حتى اللحظة المعاشة طالما إنه مش خص وملموس ومعاش )البهنسي 1990(. كما صرح زكي محمود في السيد )2000( إنه ال يمنع إذا كان لدى أسالفنا طريقة تفيدنا في حياتنا الراهنة أن نأخذها وأما ما ال ينفع نفعا عمليا تطبيقيا في حياتنا تركناه حيث قال:»نأخذ من الموروث جزءه العاقل المبدع الخالق وننبذ جزءه اآلخر الخامل البليد نأخذ جزءه العاقل المبدع ال لنقف عند مضمونه وفحواه نبدي ونعيد بل لنستخلص منه الشكل كي نمأل مضمون هذا الشكل من عصرنا ومن حياتنا ومن خبراتنا«)السير 2000(. ويعتبر حميد خزعل )2002( استحضار التراث في أشكال الفن الحديث أو المعاصر الغوص في متن المأثورات الشعبية وإحالل التقاليد والقيم األصلية واستخدام الرموز المتخمة بمكنونات الضمير الشعبي التي هي أقوي الطرق في مواجهة التحديات الثقافية. بحيث يصبح من واجبات الفنان المبدع أن يكون ذو طبيعة خاصة يمتلك القدر الكبير الستحضار الماضي ليس بفعل القوة وإنما ألنه يجد متعة بالغة في عملية استحضار الماضي في إثراء مخيلته البصرية والتي تحفظ له هويته وتحقق له قدرا من التميز واإلبداع. )خزعل 2002(. ويشير البهنسي أيضا )2001( إلى أن الفنان المسلم هو من أهم الشخصيات التي أعتنت بالتراث و الموروث االسالمي فلم يستطيع الفنان التخلص واالنسالخ عن تراثه وماضي بلده وحضارته العريقة لذلك كان والزال يعتمد على ما ترسخ في مخيلته وأدبه ومجتمعه من إشارات ورموز وأيقونات. فرسمت العادات والتقاليد والزي التقليدي والمسجد والحروف العربية وغيرها من المواضيع التي تؤكد رغبة الفنان في الدخول بالمفردات التراثية العربية في التصوير المعاصر )البهنسي 2001(. أما وليد )1991( في حوارا له مع سمير الصايغ فيشير إلى مفارقة غريبة وهو أن الذي وقف أمام 341

377 فن التراث لم يكن الفنانون العرب أو فنانو الشرق بل هم فنانو الغرب أنفسهم بدءا بكاندنسكي وبول كليه وماتيس ومن سار على طريقتهم الذين إستقوا من التراث العربي فنهم لنطلق عليهم بعد ذلك فنانوا الحداثة الغربية أو فنانو ثورة الفن الحديث بالذات. ولذلك ال تزال هذه اللوحة تنتمي في جوهرها إلى القيم والمفاهيم الغربية أو إلى مفاهيم اللوحة الحديثة في األسلوب والتقنية والذوق والرؤية الجمالية. أما االلتباس في انتمائها إلى هوية شرقية فهو ناتج عن تلك العناصر التي إلتقى فيها الفن الحديث مع الفن الماضي ولو جاء ذلك عن عدم قصد )وليد محسن 1991( كما هدفت رسالة مها السنان )1422(»أثر التراث الثقافي على الرؤية الفنية في التصوير التشكيلي السعودي المعاصر وفاعلية المرأة في هذا المضمار«إلى البحث عن أهمية المخزون واالرث الثقافي في تنمية االبداع لدى الفنان حيث أكدت «بأن التراث الثقافي يساهم في تكوين مخزون معرفي وبصري لدى الفرد نتيجة معايشته لتلك الثقافة وبالتالي يؤثر على إنتاجه أو نشاطاته المختلفة لذا كان التراث الثقافي للملكة العربية السعودية مؤثرا قويا على رؤية المصورين التشكيليين السعوديين من خالل قنوات متعددة. وأوجدت تلك المعطيات الحاجة الملحة لدراسة التصوير التشكيلي المعاصر بالمملكة العربية السعودية وأثر التراث الثقافي الخاص بها على الرؤية الفنية عند فنانيها حيث تتنوع المفردات التراثية بتنوع البيئة المحلية و تختلف بإختالف المناطق الجغرافية )مها السنان 1422(. وتأتي دراسة أحمد خليل )2005( بعنوان»لغة التعبير الفني و منهجية التدريس المتميز«أشارت أيضا على أهمية تشجيع الطالبات على البحث في جذور تراثهم الشعبي لمعرفة عادات األجداد وتقاليدهم ومعتقداتهم وفنونهم وكذلك التعرف علىالسمات المميزة لتلك الفنون مع التأكيد على أهمية معرفة األساليب والخامات واألدوات التي كان يستعملها األجداد في صياغة أعمالهم الفنية الشعبية )خليل.)2005 ويشير العقاد في أحمد خليل )2005( أن الوسيلة المثلى إليجاد الرغبة في إحياء التراث العربي هو مزجه بالحياة الحاضرة وإتمامه في داخلها ليس فقط بحفظه في متاحف األثار بل البد من جعله في معترك الحياة )خليل 2005(. ويرى العلي )2006( إن المشكلة التي يعاني منها التشكيلين العرب والتي تعوق استفادتهم من موروثاتهم هي إن الفنانين ليس لديهم القدرة على استيعاب التراث كوحدة كاملة متكاملة تتضمن كل ما هو منقول أو مسطور حيث البد أن يدرك الفنانون أن التراث يشتمل إلى جانب الرموز واألشكال التي يستعيرونها على فلسفات وأفكار تكمن من وراء تلك الرموز واألشكال تدعو اليها فنجدهم يستهلكون رموزهم ويكررونها أو ينسخونها حتى ينضب المعين واألمر يستلزم تعميق البحث في التراث بشقيه الفكري والفنى وأنماطه التي يشتمل عليها على اختالفها من أدب وشعر وتشكيل وغيرها. بدال من أن ينغمس البعض في خضم التجارب واالتجاهات الغربية التي أفرزتها ثقافات وظروف اجتماعية خاصة ال تخصنا )العلي.)

378 المبحث الثالث: تطبيقات لدور التكنولوجيا في ظل التحديات الثقافية: ترى الباحثة إن تجربة االستفادة من معطيات التراث العربي في الفن الحديث هو من خالل إعطائه قيمة وظيفية حاضرة وتحويله إلى مؤث رات فاعلة في حياتنا المعاصرة ليس بتقليد التراث كما هو وأنما من خالل البحث عن سماته وخصائصه بشكل يسهم في اإلبداع الحقيقي. وبالفعل فقد ازدادت محاوالت الفنانين في اآلونة األخيرة في استحضار التراث ومفرداته ليحولها من الخصوصية أو المحلية إلى العالمية من خالل طرح بعض القضايا االجتماعية والثقافية والدينية وتوصيلها ألكبر من المتلقين في صيغ معاصرة ومتقدمة. وفيما يلي عرض لبعض تجارب الفنانين العرب والعمانيين. فعلى سبيل المثال تأتي تجربة الفنان الفلسطيني األصل بشير مخول المقيم ألكثر من عشرون عاما في إنجلترا لتقد م مسيرة فنية متمي زة غنية بالبحث المرئي وعالقته بالنظريات الحديثة في معظم إنتاجه الفني حيث قد م مخول أعماال رقمية ورسومات وأعماال بتقنية الفيديو م حاو ر ا مواضيع مختلفة ومترابطة بمسيرته الفنية. ويشير ديبي )2007( عند حديثه عن معرض»العودة«للفنان بشير مخول إلى أنه عبارة عن مجموعة أعمال تصويرية قدمت بتقنية»الثالثي المتحرك«أنجز فيها أعماال تصويرية لها عالقة بالمكان والزمان والذاكرة والجغرافيا. في»العودة«قد م مخول صورا لمشاهد من المدينة الفلسطينية ما قبل النكبة عام 1948 ويعود إليها ليلتقط صورا حديثة لنفس المكان محاورا الماضي والحاضر ومقدما أعماال رقمية تمك ن المشاهد من التحرك مع العمل حيث يظهر الحاضر والماضي في آن واحد وفي عمل واحد. حيث عالج مخول فكرة المكان والزمان في سياقهم التاريخي وعالقة العمارة/المدينة بالذاكرة الشخصية والجماعية.»ويعود«إلى القدس ليعيد اكتشاف المكان من خالل إعادة تركيب المشهد ليربط بين الذاكرة والحدث مستعين ا بالتقنيات الحديثة فيقدم خدعة»نظرية«تصهر الماضي بالحاضر مقدما عمال فنيا رائعا. بشير مخول»الهدف«من معرض»الحجارة«ورق حائط 343

379 بشير مخول»تبديل األعالم«عمل تركيبي فيديو مع صوت من معرض»الحجارة«كما يذكر ديبي )2007( إن للفنان مخول أعمال أجريت في التسعينات أولها كان معرض»الحجارة«وهو مجموعة من اللوحات أنتجت خالل االنتفاضة األولى عالج أثناءها الفنان مخول فكرة الشعار والرموز الوطنية مستعينا بالعلم الوطني الفلسطيني ليقد م عشرات اللوحات المرسومة بتقنية الحد الجاد متأثر ا بأعمال الفنان األمريكي األصل ستيوارت ديفيس الذي قد م في الخمسينات ثورة في طريقة إنتاجه لل وحة. ويستعير مخول التقنية الغربية ليقدم أعماال تفكك الرمز الوطني معيدا إنتاج الرمز في لوحة حديثة. كانت األعمال بأحجام كبيرة جد ا باأللوان األربعة تعيد إنتاج العلم الوطني الفلسطيني كموضوع تشكيلي مجرد. ويذكر أن تلك األعمال أنتجت في فترة كان رفع أو رسم العلم الفلسطيني في إسرائيل أو األراضي المحتلة تهمة أمنية. يخرج مخول من الرمز الوطني ليستعين بالرمز الثقافي مستمدا من أصول الفن اإلسالمي ليقدم لوحاته الجديدة في تناقض بين الشكل والرمز في بناء اللوحة الحديثة. في أعماله الرقمية في معرضه )Hold( حاول مخول تقديم تصريحا بالملكية الخاصة حيث أنتج أعماال مستعينا بأوراق الزيتون والدم والماء والرمل والجص والطين قام مخول في تلك التجربة بإخراج دم من جسده لينتج عمال رائعا بعنوان «سم واحد من دمي«قام فيه بمسح دمه رقميا بواسطة الميكروسكوب ثم أنتج عمال رائعا آخر يسمى»سم واحد من جلدي«قام بمسح بصمته رقمي ا بواسطة الميكروسكوب الرقمي وفي نفس المجموعة قدم عمال أخر بعنوان»ورقة زيتون واحدة من شجرتي«في هذه األعمال قدم مخول الملكية الشخصية وفكرة الهوية من خالل الملكية والتصريح بها. )ديبي 2007( بشير مخول»ورقة زيتون واحدة من شجرتي«تصوير فوتوغرافي من معرض )Hold( 344

380 بشير مخول «سم واحد من جلدي» تصوير رقمي من معرض )Hold( وفي تجربة الفنانة اإليرانية»شيرين نشأت«التي تركت إيران وهي في السابعة عشرة من عمرها لدراسة الفنون الجميلة في الواليات المتحدة األمريكية تذكر الفنانه شيرين في حاور لها مع دبشي )2004( أنها عادت بعد عدة سنوات في عام 1990 إلى إيران للمرة األولى في رحلة وجيزة إلى البلد الذي تتذكره بالكاد. كانت حرب الخليج األولى بين العراق وإيران انتهت لتوها. وأفنت الحرب الغالبية العظمى من الرجال وسيطرت المرأة التي ترتدي الشادور على المدينة ووضعت صور الشهداء على أغلب المباني. وجاء النظام اإلسالمي ليحدد كل ملمح من مالمح حياة الشعب وصوال إلى مأكله ومشربه وملبسه. وخالل تلك الفترة أصبح دخول الصحفيين الغربيين إلى البالد أقرب للمستحيل. بالنسبة لشيرين نشأت كان اللقاء مع بلدها الذي أسمته يوما ما بالوطن سببا في نقطة تحول فاصلة في حياتها وغيرت باألساس عالقتها بوطنها الحالي )زيا.)1996 بعدها بدأت مجموعتها الفوتوغرافية األولى»نساء اهلل«) ( والتي يمكن وصفها كأيقونات. كانت تلك المجموعة ناجحة جدا في المعارض الغربية منذ بداية عرضها ولفتت االنتباه كثيرا حيث خلقت تلك األعمال صدى يتردد في أعمال الكثير من الفنانين منذ ذلك الوقت )دبشي 2004(. شيرين نشأت»من سلسلة: نساء اهلل«تصوير فوتوغرافي 345

381 وبتصوير نفسها بالشادور وهي تمسك السالح ومن خالل كتابة قصائد فارسية معاصرة على جسمها في مجموعة»نساء بال رجال«أوجدت تداخل ما بين النطاقين العام والخاص والمساحة العامة التي يمكن مالحظتها كرجل والخاصة كامرأة وبالرغم من أن الشادور ذلك الرمز الخارجي لإلسالم اإليرانى والذي يميز هوة االختالف الثقافي. وفي حوار زيا )1996( أجرى مع الفنانة تقول شيرين نشأت:»يوجد هنا تعايش غريب بين األنوثة والعنف فصوري تظهر النساء كمحاربات مسلحات. وفي نفس الوقت وهو الغريب بريئات وروحانيات. فهن يرتكبن جريمة بسبب حبهن هلل وهذا اإلخالص يجلب معه العنف فالمحاربة التي ترتدي الشادور تجسد أيضا العدائية ضد الغرب المتوارية خلف تسييس اإلسالم«)زيا 1996(. شيرين نشأت»من سلسلة: نساء بال رجال«تصوير فوتوغرافي ورسم شيرين نشأت»من سلسلة: نساء بال رجال» تصوير فوتوغرافي ورسم شيرين نشأت»من سلسلة: نساء بال رجال» تصوير فوتوغرافي ورسم 346

382 وبالنظر لمعظم أعمال شيرين نشأت يتضح أنها تعمل من منطلق خلفيتين ثقافيتين متفرعتين تماما تركز في اإلطار البصري لمشروعاتها على التطورات االجتماعية لإلسالم المعاصر أو بالتحديد على أوضاع الحياة في إيران- وبالرغم من أنها تقدم ظواهر ثقافية محددة في أعمالها إال أنها تنجح في أن تخترق مضمون لغة عالمية وليس فقط تقديم صورة عن بلد منشئها- وأيضا تقدم في نفس الوقت نظرة ثاقبة عن خبايا نماذج اإلدراك»الغربية«وأجابت شيرين عن سؤال حول كيفية تقديم هذه الجوانب في أعمالها المنفذة )2000( فقالت:»بالنسبة لي من المهم أن أصور الفكرة مستوحاة من الداخل كي أتمكن من خلق شيء نقي بدال من االستسالم لضغوط رسم ما هو مواز للثقافتين«)نشأت 10(. 2000: لذلك فأعمالها أشارة إلى التناقضات المعقدة في مجتمع قائم على قيم تقليدية وديانة عتيقة وتشكل في نفس الوقت واحدة من أكبر ثقافات العالم التي ال يمكن أن تدير ظهرها للحداثة تماما. شيرين نشأت»من سلسلة: نساء بال رجال» تصوير فوتوغرافي ورسم وفيديو شيرين نشأت»من سلسلة: نساء بال رجال» تصوير فوتوغرافي ورسم. شيرين نشأت»من سلسلة: نساء بال رجال» تصوير فوتوغرافي ورسم 347

383 شيرين نشأت»من سلسلة: نساء بال رجال فيلم بالصوت على ثالث شاشات للعرض كذلك أتت تجربة الفنانة الجزائرية األصل»زينب سديره«المولودة بباريس والقاطنة بلندن في أعمالها لتستجوب صورة المرأة في المخيلة الجماعية األوروبية و العربية اإلسالمية بفكرة مشروع»الحجاب«قبل فترة طويلة من أحداث 11 سبتمبر حيث كان تركيزها في األعمال على تقنية الكاميرا الفوتوغرافية. فقد كانت تنوي في مشروعها التحر ي عن دور التصوير الفوتوغرافي األفالم والفيديو كأدوات معاصرة في توثيق وتوصيل مفاهيم الحجاب. تعتبر أعمالها ترجمة للفروق في الثقافات وهذا كان وثيق الصلة بالواقع القائم حول تزايد»ضبابية«الحدود الجغرافية والثقافية التي ظهرت أثناء تبلور العولمة. أوجدت في أعمالها انعكاسات لهويات الشعوب العربية في الغرب. فهي تركز في أعمالها بصورة نقدية على قضايا العنصرية والهوية والتاريخ والنزاعات السياسية المعاصرة. كما إنها تتطرق إلى السؤال ماذا يعني أن يكون المرء عربيا في ألمانيا سويسرا بريطانيا أو الواليات المتحدة األمريكية )شتات 2003(. زينب سديره صور شخصية من مشروع الحجاب 2000 تصوير فوتوغرافي زينب سديره صور شخصية من مشروع الحجاب 2000 تصوير فوتوغرافي 348

384 زينب سديره صور شخصية من مشروع الحجاب 2000 تصوير فوتوغرافي زينب سديره صور شخصية تصوير فوتوغرافي وعند االنتقال إلى الصعيد العماني لنرى مدى استفادت الفنانين من معطيات التكنولوجيا في نقل أفكار مرتبطة بالهوية العمانية والعربية في آن واحد. يصرح حميدة )2007( أن الحركة التشكيلية في عمان علي الرغم من حداثة عهدها إال أنه يمكن مالحظة نضارتها وخصوبة تجاربها وتميزها بحيث تقف متفردة بين الحركات التشكيلية األقدم في دول الخليج األخرى ولعل السبب في ذلك كما يرى حميدة هو تغلغل روح الهواية والممارسات الفطرية والتجريب الطازج بين أفراد المجتمع التشكيلي في عمان. حيث يعتبرها حركة تبحث في المنظور والمحيط وصوال إلي المتخيل والمخبوء دون أن يفسدها تقليد أعمي لكل ما هو خارجي وغربي. كما يرى إن حركة التشكيل العماني تمتاز ببكارتها وصمودها أمام التوجهات الحداثية. ويشير إلى إن الحداثة والتطوير الحقيقيين ال يمكن إستيرادهما من الخارج بالتخلي عن الموروث العميق المتجذر وهو ما يجب أن يتنبه له التشكيليون العمانيون. فالتقليد األعمى والتزييف لم تعد تقدم إال نسخا باهتة للمنتج الغربي الذي ال يعبر عن ولم يصدر عن حضاراتنا )حميدة 2007(. وبالنظر إلى األعمال الفنية المعاصرة للفنان حسن مير نجد أنها تتجه اتجاه فناني ما بعد الحداثة حيث كان يسعى للتأكيد على أهمية الفكرة في أعماله فقد أهتم بشدة بعد عودته من الواليات األمريكية بالفنون المعاصرة واألعمال التجريبية في الفن والشعر والمسرح كذلك أهتم باألعمال التركيبية والمجهزة في الفراغ. ففي أحدى أعمال الفنان حسن مير قام بمحاولة لتسجيل عمله من خالل مجموعة صور فوتوغرافية معتمدا على توثيق الفكرة في شريط تلفزيوني )الفيديو( ليتحول مفهوم الفن»كشيء مجسد مادي«إلى الفن كوسيلة استعالم حيث يزول العمل الفني لتبقى الذكرى المسجلة على الشريط. وبذلك يتخطى العمل الفني قاعة العرض ليشمل العالم ومستبدال إطار اللوحة بإطار الوجود الذي يقدم له مدى تشكيليا ال حدود 349

385 له يتيح له القيام بتجربة حقيقية ومباشرة مع العالم رابطا أيها بالخيال وعالم الحلم. وفي العمل التركيبي»الحلم«استطاع الفنان أن يربط بين عالمين: عالم اليقظة وعالم الحلم حيث تكمن وبكل جرأة أن يوجد نفسه في العالمين في آن واحد حيث شكل الفنان محور العمل الفني فكرا وأداءا ومع كل هذه األعمال الحداثية إال أن حسن مير يبقى محتفظا بأصالة الفكرة و المضمون اإلسالمي بمحتوي العمل الفني خاصة في العمل التركيبي المسمى»الطريق األخير«حيث تمكن الفنان من تلخيص نهاية حياة اإلنسان ونهاية رحلته أو مسلكه وهو حامل جميع ما فعل من خير أو شر ليلقى الطريق األخير في منتهى حياته األخراوية وبهذا جسد الفنان معنى الحياة والمنتهى من رحلة اإلنسان المسلم وأن يرى نفسه محموال إلى حيث ال عودة بعدها لدنيا بكل ما قدم من خير وشر خالقا نوعا من التردد والخوف لدى المشاهد عندما يتخيل نفسه في أية لحظة محموال إلى العالم األخر. جرأة حسن هنا في تخلصه من القيود االجتماعية أو إقحام الذات الصريحة في عالم الفن المرئي بصريا )اليحيائي 2006(. حسن مير»الحلم«عمل لتركيبي مع فيديو حسن مير»«الطريق األخير«عمل تركيبي مع فيديو 350

386 حسن مير»«الطريق األخير«عمل تركيبي مع فيديو كما تأتي تجربة الفنانة فخرية اليحيائي متنوعة التقنيات الفنية بداية من الفرشاة على سطح الكانفس والى الريليف واألعمال التركيبية والتصوير الفوتوغرافي والفيديو آرت ففي أعمالها األخيرة كانت تهدف إلى إلظهار جماليات ألوان المرأة العمانية الشرقية والمشرقة فقد كانت تحاول أن تجد صورا ذات جماليات تنتمي إلى الهوية الشرقية رغم تواجدها في الغرب آن ذاك. ألوان الشرق كاألصفر واألزرق واألخضر تعكس الهوية الشرقية وخاصة الفن اإلسالمي أهم ما يميز فكرة الفنانة في أعمالها التركيبية أنها تبنت فلسفة إبراز الثقافة اإلسالمية المتمثلة في الزى التقليدي»غطاء الرأس العماني«فقد حاولت في ظروف معينة التأكيد على هويتها اإلسالمية في ظل األوضاع المتمثلة في قضية منع الحجاب هذه األعمال التركيبية تمثلت في محاولة تحويل الناعم المتمثل في األقمشة وليونتها وشفافيتها لتتحول إلى عنصر صلب بأشكال وأحجام وألوان متنوعة عاكسة صالبة وخشونة ذلك العنصر الناعم الذي قد يتحول في أي لحظة إلى قوة إسالمية وثقافية للمرأة وليس فرضا وواجب يصعب عليها التخلص منه. في فلسفة العرض اكتفت الفنانة على تأكيد حضور المرأة المتمثل في جزئية الرأس فقط ليعبر عن الكل )اليحيائي 2006(. حيث كان للتكنولوجيا دورا ملموس في إبراز فكرة الفنانة في هذا العمل حيث عرضت األشكال مع مثيرات صوتيه ومع الفيديو آرت رابطة بين أصل المادة والتي تمثل الوجود مع أشكال أغطية الرأس مؤكدا على هارمونية األصل الوجودي للمرأة العمانية على وجه الخصوص وبالتالى تتحول المادة من مجرد مادة إلى رمز للهوية اإلسالمية في قالب معاصر حديث. فخرية اليحيائي»غطاء الرأس العماني«عمل تركيبي مع فيديو 351

387 فخرية اليحيائي»غطاء الرأس العماني«عمل تركيبي مع فيديو تأتي أيضا الفنانة بدور الريامي من الفنانين األكاديميين الذين تنوعت أساليبهم الفنية بداية من الواقعية ثم انتقلت بجرأة إلى الرمزية والتعبير من خالل الرمز لتنحو أخيرا منحي الفنانين المفاهيمين الذين ال يبحثون عما يقولون أو يفعلون بقدر ما يبحثون عن أنفسهم و يجدون ذاتهم في القول والفعل حيث تتخطى أعمالها األخيرة المكان لتشمل العالم الذي تود مخاطبته حيث نجد إن الفكرة أكثر شيئا تسعى الفنانة إليه أكثر من سعيها نحو االتجاه الجمالي في أعمالها. وكما هو المالحظ فإن أعمالها بدأت تتمتع بفضاء واسع من الحرية وبجراءة التعبير بأشكال ومواد ابتكرتها لنفسها وهي تتمثل في أشياء من نتاجات الحياة اليومية المعاصرة. والفنانة بدور اآلن تتجه إلى الفن التركيبي بفكر مدروس لما تنتج من أعمال. أعمالها الحديثة بها نوع من الجرأة والرغبة في تأكيد الذات األنثوية على الرغم من المعوقات اإلجتماعية في المجتمع الذي تنتمي اليه. ففى سلسلة أعمالها إستخدام وتوظيف جيد لتقنيات الحديثة التي تخدم فكر الفنانه وتحقق الغايات األجتماعية التي تسعى إليها. كما هو في عملها تفاح الغواية. كما تأتي في عملها )اول االحتراق..اخر الدخان( والمتمثل في الفيديو ارت لتقدم أعماال قد تواجه رفضا من جهة المجتمع الذي تعيش فيه الفنانه لكن جراءة الفنانة ومتعتة التجريب مع محاولة األستفادة القصوى إلمكانات التكنولوجيا منحت الفنانة فرصة في الظهور الغير معتاد وإحضار الغير مألوف. بدور الريامي«تفاح الغواية«عمل تركيبي 352

388 بدور الريامي صور من عمل )اول االحتراق..اخر الدخان( فيديو ارت بدور الريامي صور من عمل )اول االحتراق..اخر الدخان( فيديو ارت وأخير يمكن القول أنه من الخطأ أن تعتبر التكنولوجيا عقبة أمام الفنانين ألن ما قدمته التكنولوجيا للفن على مر العصور كان دائما مثار تشجيع لؤلئك الفئة من للفنانيين الذين قدموا أفكارهم بشكل مدروس وبعيدا عن العشوائية أو التخبطيه. اإل النقد واالتهامات والسخرية كانت دائما رفيقة الغير مألوف منها سواء كان يحمل فكرا حقيقا أو عشوائيا أو بأهداف واضحة أو بدون أهداف ولكن إصرار الفنان الحقيقي على الحضور يسهل عملية االستمرار في نقل األفكار الحقيقية والخالقة التي تحمل حداثة في التقنيات وأصالة في الفكرة. أن هذا العرض السريع لتلك األمثلة من األعمال الفنية تبين إلى حد كبيرا مساهمات التكنولوجيا في الحفاظ على التراث الثقافي في ظل التحديات الثقافية في مجتمع المعرفة. كما إنها تؤكد الدور السلبي أو اإليجابي في مستوى اإلستجابه الفنية لمتلقي هذه األعمال لما تحمله من ردود أفعال قد ال تتفق مع بعض اإلتجاهات الثقافية. 353

389 الخاتمة: ال يمكن أن نعتبر إستخدام التكنولوجيا في الفن تحديا كما اليعني البعد عنها تخلفا. وفي المقابل اليعني البعد عن التراث في الفن تطورا أو القرب منه ضعفا في األفكار. فتاريخ اإلستفادة من التكنولوجيا في الفن ليست حديث العهد. وعلى الرغم من كل االتهامات التي وجهت إلى تلك الفنون التي إستفادت من التكنولوجيا فال يمكن إعتبارها نقدا أو تقليال من إمكانيات الفنان بها بل تأكيدا باإلعتراف واإلستمرارية لهذه اإلستفادة. فكل ظهورا أو حضورا ألي جديد سواء أكان في الفن أو في مجاالت الحياة المختلفة ألبد من أن يواجه عقبات ورفض في فترة الظهور حتى يألفه المجتمع ويندرج تحت معارفه وثقافته. وال يخفى ما واجهته أعمال فان جوخ وأعمال بيكاسو من رفض في فترة ظهورها ألنها كانت تتمتع بنوعا من المغايرة في الفكر والتقنية لما كان سائدا آن ذلك ولما تمتع به من حرية كبيرة في التعبير بأشكال ومواد إبتكرها الفنانين ألنفسهم كانت من نتاج الحياة اليومية المعاصرة وكانت تمثل حضورا للتكنولوجيا في زمن ظهورها وبالتالي فالقضية دائما تتولد مع كل جديد. فالقضية الحقيقية تكمن في في معرفة الفنان لإلستغالل األمثل لما هو متوفر أو مطروحا أمامه من إمكانيات تساهم في صياغة أفكاره أو إقناع المتلقي بها. وليست العملية مرتبطة باإلستخدام لمجرد الرغبة في اإلحضار القصري للتكنولوجيا في األعمال الفنية فإستخدم التكنولوجيا في الفن يجب أن يبقي وسيلة يستخدمها الفنان للمساهمة في توصيل أفكاره ومعتقداته وليست غاية البد أن يصل إليها الجميع. وأخيرا مهما عظم دور التكنولوجيا في الحياة سيبقي دورها في الفن رهينا بفكر الفنان وغاياته. كما أن أستغالل التكنولوجيا ليس له عالقة -كما يظن البعض بضرورة البعد عن التراث الخاص ببيئة الفنان ومعتقداته وإنما القضية هى إينما وجد الفنان نفسه قادرا على إستغالل إمكانيات التكنولوجيا في طرح األفكار الخاصة به وبتراثه فمن حقه أن يستفد منها وذلك ال يعني تخلفا أو قصورا في الطرح بل يعكس وعى متكامل لدى الفنان لكل ما هو متاح أمامه من أدوات وإمكانيات وهذا ما يطلق عليه بالتحديات الثقافية أو اإلجتماعية في ظل التطور في مجتمع المعرفة. وفي نهاية هذا البحث تؤكد الباحثة على المداخل المستحدثة في تعليم الفنون والتي بدورها تؤكد استمرارية المعرفة تنمي تربية الحواس والعقل معا ومن هذه المداخل ما ذكره خضر )2005( في دراسته مثل: المدخل العولمي والمدخل البيئي ومدخل العمليات المتكاملة والمدخل فوق التسريعي للمعرفة والمدخل التحليلي للمنتج المعلومي والمدخل التزواجي للمعرفة والمدخل النقدي التحليلي ومدخل التعددية الثقافية ومدخل التقنيات البرامجية ومدخل الفصل اإللكتروني ومدخل اإلبداع الجمالي ومدخل التذوق والتفضيل الجمالي ومدخل الرمزي التذوقي والمدخل الوثائقي ومدخل التعبير البصري والمدخل المرن مدخل شبكات المعلومات )خضر 2005(. ومن هنا يمكن القول لقد إن من مهام المؤسسات التعليمية في عصر العولمة أن تعيد النظر في تربية األجيال في ضوء معايير ومحددات ضابطة لالرتقاء بثقافة المجتمع معرفيا وفنيا وتذوقيا وجماليا وهذا ما تسعى إليه االتجاهات الحديثة في تعليم الفنون وليس االقتصار على المعرفة النظرية بل المعرفة الحسية والجمالية على حد سواء. 354

390 المقترحات والتوصيات: في نهاية البحث وفي ضوء النتائج التي توصلت اليها الباحثة يمكن الخروج بالتوصيات التالية: أن الثقافة التراثية ثقافة متنوعة ال ينبغي أن نأخذها في مظهرها السطحي وعلينا نحن أبناء القرن الحادي والعشرين أال نتبنى هذا التراث بطريقة مطلقة وإنما نتعق له في سياقه التاريخي وكيف ظهر وانتهى في زمنه ثم بعد ذلك نضيف إليه بحسب عصرنا وظروفه وبرؤية عقالنية نقدية وبذلك يصبح التراث قيمة متحركة ويخرج عن إطار الجمود أو أن يكون مجرد ماض. البد أن تحرص الدراسات المستقبلية التى تهدف إلي تناول التراث إلى اختيار ما في التراث من نماذج وأصول اختيارا قائما على الفهم والتمييز والفرز والتبويب والتصنيف والتقويم التحليلي األمين لعناصر التراث ومكوناته. ضرورة إتاحة الفرصة لدارسى الفن في سلطنة عمان خاصا لالستفادة من معطيات التراث العماني والتعمق في توظيف التراث وأشكاله بالدخول بالتراث في معظم مجاالتة لالستفادة من معطيات البيئة المحلية بصفة خاصة والعربية بصفة عامة. التركيز على التراث العماني بكافة أشكاله وأنواعه وعدم النظر إليه بصورة تقليديه في أشكال بعينها. محاولة تسجيل التراث غير المرئي إلى مفردات مرئية وملموسة وهنا يكمن دور التكنولوجيا من خالل البحوث الفنية اإلجرائية والتي تسعى إلى تطبيق العملى لجعل الغير مرئي مرئيا. المراجع: 1. معال طالل )2001( أوهام الصورة: التشكيل العربي.. الثقافة السائبة دائرة الثقافة واالعالم الشارقة. 2. خضر صالح الدين )2005( االتجاهات الحديثة في بناء مناهج التربية الفنية»الفنون التشكيلية«ورعاية الموهوبين ورقة عمل مقدمة لندوة: رؤى مستقبلية لتطوير مناهج الفنون التشكيلية بسلطنة عمان- خالل الفترة من )26-24 ديسمبر 2005 م. مسقط سلطنة عمان. 3. الطائري محمد )1996( تغريب وتقريب: مقاربات في الحداثة وما بعد الحداثة: حوارات منتقاه من الفكر األلماني المعاصر بيروت الطليعة للطباعة والنشر ص رسالن طريف )2006( العمل الفنية يحوى في داخله طريقة قراءته )في( تحوالت النص البصري: المرئي والالمري في الفنون البصرية أبحاث ندوة دولية صاحبت ملتقى الفنون البصرية الثاني ضمن فعاليات مهرجان الدوحة الثقافي الرابع 2005 دولة قطر المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث. 5. سليم علي عبد الكريم سيكولوجية التعبير الفني لدى األطفال مدار النقد يمكن الحصول علية من الموقع 6. البهنسي عفيف )1980( الفن الحديث في البالد العربية تونس دار الجنوب. 355

391 7. علي قماش )2006( جدلية الحداثة ومفهوم الفن الحديث موقع وزارة التربية والتعليم األدارة العامة لألشراف التربوي قسم التربية الفنية يمكن الحصول عليه من: 8. Apolinaire. G., Lionel A. (1949) The Cubist Painters: Aesthetic Meditations 1913, Wittenborn Schultz, New York 9. Kolocostroni, V. Goldman, J. Taxidou, O. (1998) Modernism: An Anthology of Sourves and Documents, Chicago, The University of Chicago Press, Introduction: p. xvii. 10. Paul. G (1997) The Language of twentieth century art conceptual history. London, University Press. 11. Besset, M. (1988) The Twentieth Century, London, The Herbert Press. 12. سميث أدور )2001( الحركات الفنية منذ عام 1945 الشارقة مركز الشارقة لإلبداع الفكرى. 13. فاروق يوسف )2006( الرسم العربي اآلن مفهوم األصالة الفنية بين خيارين مجلة التشكيل العربي مجلة األلكترونية يمكن الحصول علي المقال من: سعد القصاب )2004( بصريا ستينيات القرن المنصرم أكثر االتجاهات معاصرة وطليعية )مراجعات في الفن المعاصر( لندن الزمان /11/ البهنسي عفيف )2001( شمال..جنوب: حوار في الفن اإلسالمي«دراسة نقدية مقارنة«الشارقة دائرة الثقافة واإلعالم. 16. بدر الدين أبو غازي )1975( مفهوم األصالة والمعاصرة في الفنون التشكيلية بحث مقدم إلى مؤتمر الفنون التشكيلية في الوطن العربي دمشق. 17. اللو شارل )1959( مبادئ علم الجمال )االستاطيقا( - ترجمه مصطفى ماهر القاهرة دار إحياء الكتب العربية. 18. كاسيرر ارنست )1961 ) مدخل إلى فلسفة الحضارة اإلنسانية )مقال فى اإلنسان( ترجمة يوسف نجم بيروت دار األندلس. 19. البهنسي عفيف )1990 ) إحياء مدينة الرقة مجلة التراث العربي دمشق العدد 39 ص السيد محمود )2000( عصرنة التراث. مجلة التعريب العدد العشرون/ ديسمبر تونس المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم يمكن الحصول علية من الموقع خزعل حميد )2002( التراث في الفن التشكيلي الكويتي الكويت المجلس الوطني للثقافة والفنون واالداب. 356

392 22. وليد محسن )1991( حوار مع الناقد التشكيلي سمير صايغ: الفن رؤيا متكاملة إلى الوجود لكي نحصل على البديل علينا أن نحصل على الوجود : حول الفن الح روفي و«استلهام«التراث سورية البناء صباح الخير العدد /11/16. يمكن الحصول علية من الموقع: مها السنان )1422( أثر التراث الثقافي على الرؤية الفنية في التصوير التشكيلي السعودي المعاصر وفاعلية المرأة في هذا المضمار رسالة ماجستيرغير منشورة المملكة العربية السعودية. 24. خليل أحمد )2005( لغة التعبير الفني و منهجية التدريس المتميز: دراسة تحليلية لمقرر التصوير ورقة مقدمة ألسبوع التجمع التربوي الثاني «نحو تدريس متميز«قطر جامعة قطر. 25. العلي عبود )2006( التراث والمعاصرة في الفن التشكيلي العربي المعاصر الرياض مجلة أقالم ثقافية مجلة الكترونية يمكن الحصول علية من الموقع: ديبي عيسى )2007( معرض متجو ل في خمسة متاحف في الصين للفنان الفلسطيني بروفيسور بشير مخول عرب 48 الموقع: زيا أوكتافيو )1996( حوار شيرين نشأت مقتبس من»التضمين واإلقصاء«:»فن في عصر ما بعد االستعمارية والهجرة الدولية«جراز مطبعة كنستلرهاوس صفحة دبشي حامد )2004(»نساء بال صداع«في:»شيرين نشأت«طبعة بريتا سشميتس وبياتريس.ه. ستامر المعرض القومي في محطة قطار هامبورجر متحف الفن المعاصر برلين برلين صفحات نشأت شيرين )2000( كونستال وين فيينا صفحة شتات: فنانات عربيات من الديسبوره المجلة االلكترونيه مارس 2003 يمكن الحصول علية من الموقع األلكتروني: حميدة محمد مهدي )2007( قراءة في منحوتات عمانية معاصرة خطاب تشكيلي يؤسس لقيم جمالية سامية الف ياء الموقع: اليحيائي فخرية العامري محمد )2006( الفن التشكيلي في عمان تونس المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. 357

393 358

394 الجلسةالثانية المسار األول ورقة بحثية )3( أثر التوليف بين الفكر و الخامات على التصميم الرقمي و الزخرفي أ. د. محمد حافظ الخولى د. محمد أحمد حافظ سالمة مدرس التصميم بقسم التربية الفنية أستاذ ورئيس قسم التصميم كلية التربية النوعية بدمياط -جامعةالمنصورة كلية التربية الفنية - جامعة حلوان تقديم: فى مجال التصميمات الزخرفية بشكل خاص والتربية الفنية بوجه عام يحتاج المصمم إلى المفردات التى يتعامل معها فى ما يسمى بعناصر التصميم وهذه المفردات قد يستخلصها من الطبيعة أو التراث أو النظريات العلمية كما تساعد النظريات العلمية الحديثة والمعاصرة المصمم بأن تقدم له هذه المفردات ونظمها البنائية فى الطبيعة التى بنيت عليها وفقا لنظم ثابته وقوانين رياضية محددة. وقد يستخدم المصمم النظام كما وجده فى الطبيعة لصياغة تلك المفردات أو قد يستعين بأنظمة أخرى لصياغتها فى صورتها الفنية وتحفل الطبيعة بنظم متعددة كالتكون التشكلى Morphogenesis أو التشكل الحيوي للجينات Morphogenetic و الذين يعدا من المصادر الخصبة للمصمم المعمارى و الزخرفى لصياغة وبناء مفرداته سواء كانت مسطحة أو توحى بالتجسيم أو مجسمة أو تشكلية و المصمم الزخرفى قد يتوقف عند أحد هذه الحاالت ويغفل الحاالت الباقية إال أن هذا االتجاه العلمى يتيح له الفرصه لالستفاده من تلك الحاالت فى مجال التصميمات الزخرفية. فالتصميم عملية تنظيمية لمجموعة من الوسائط )المادية( وهو معنى باالنشاء والتركيب وما يحمله من أهداف أو مقاصد ويرتبط إرتباطا وثيقا بمفهوم البنية حيث تشير البنية إلى التركيب القائم على أسس علمية فى إطار قانون تنظيمى يتحكم فى توزيع العناصر المكونة للتصميم حتى إذا إختل عنصر تأثرت باقى العناصر فى التصميم ككل. ويأتى ذلك من خالل كشف وتحليل المنظومات الرقمية مستندا على أسس نظرية مرجعية ورياضية يعتمد عليها المصمم فى صياغة عناصره وبناء تصميمه والبحث عن تلك االصول واالستفاده منها ومحاولة إكتشاف نظائرها لالستعانة بها فى بناء تصميمات مستحدثة ذات طابع نابع من منهج نظامى علمى و يأتى موضوع هذا البحث إلتاحة الفرصة للمصمم للتعرف على أحدث التطورات العلمية التى تسمح له باالستفادة 359

395 من حاالت التجسيم و التشكل. مشكلة البحث: تتحدد مشكلة البحث فى التعرف على المنظومات الرقمية التى اعتمد عليها بعض فنانى العصر الحديث والمعاصر فى تأسيس وبناء أعمالهم الفنية واالستفادة من ذلك فى إيجاد أفكار تصميمية ذات أبعاد عقلية علمية. ومن هنا يأتى تساؤل البحث: هل يمكن تحقيق توليف فى مجال التصميم الرقمى والزخرفى من خالل التعرف على المنظومات الرقمية والبناء المادى لها )الخامات ( هدف البحث : يهدف البحث إلى التوصل إلى صيغات توليفية بين الفكر والخامة فى مجال التصميم الرقمى والزخرفى من خالل التعرف على المنظومات الرقمية. أهمية البحث : يسهم هذا البحث فى إضافة أبعاد جديدة فى مجال التصميمات الزخرفية من خالل التعامل مع النظريات العلمية المعاصرة واالستفادة من نظريات هندسة الطبيعة )الموديول( وهندسة الجزء )الفراكتال( و تطبيقها فى مجاالت فنية متعددة مثل )الفن الرقمى فن الكمبيوتر و الفن التفاعلى(. يساعد هذا البحث فى التعامل مع الخامات المستحدثة لتحقيق أكبر إستفادة فى مجال التصميمات الزخرفية من خالل النظريات العلمية المعاصرة وتقديم أبعاد جديدة لإلنتقال من اللوحة الزخرفية ذات الجانب المسطح إلى الجانب المجسم والتشكيل فى الفراغ. الدراسات المرتبطة : يعتمد البحث على تصنيف وتحليل المنظومات الرقمية التى يتناولها بعض الفنانين فى بناء تصميماتهم الزخرفية حيث تعد الطبيعة مرجع أساسي للمصمم بما تشمله من عناصر وأسس وقواننين تعتمد فى بنائها على النظام الكونى بنسبة ومقاييسه التى يتحرك وفقا لها و هو ما أكدته الدراسات العلمية الحديثة والتى تعارض ما يسمى بالعشوائية وأنها احد الصور المختلفة للنظام و بإكتشاف الهيولية )Chaos( والتى تبحث فى كيفية التكون وأن ما يعتقد فيه العشوائية ما هو إال كيان منظم و هو ما أكدته من قبل النظرية النسبية ونظرية الكم. ومع أهمية الهيولية ظهر علم الفراكتاالت )Fractals( الذى يعتمد على القوانين الرياضية لتحقيق تكوينات رقمية تنمو وتتضاعف بنفس الشبه بتكرار رياضى متماثل والفراكتال تصميم رقمى متضاعف يتم خالل معادالت رياضية تجعل من الكمبيوتر وسيطا مثاليا لتصميم أشكاله. وقد سبق تحليل النظم والعالقات التشكيلية فى مفردات الطبيعة فى دراسه )1984 )Gombrich, والتى أكدت أن الجمال فى الطبيعة ناتج عن نظام رياضى فى النمو يحقق مبدأ الوظيفية فى مكونات الطبيعة 360

396 وأن إدراك الطبيعة يأتى كليا ويصاحبه إحساس بالجمال من خالل نسق العالقات الشكلية التى تربط أجزاء الطبيعة بعضها ببعض وقد استخدم )عالء الدين سليمان 1992( الكمبيوتر فى إبتكار اشكال مجسمة مستفيدا من تطبيقات مدرسة الباوهاوس للمجسمات حيث أكد على النظم التحليلية لألسس الهندسية واإلستفادة منها فى إنتاج بعض األعمال الفنية ذات التجسيم اإليهامى باستخدام الكمبيوتر لتحقيق البعد المنظورى وتجسيم هذه المفردات ذات الطابع الهندسى. وقدم )1967 Edword,.B( دراسة تهتم بالتصميمات الزخرفية القائمة على وحدة قياسية والتكرار الحركى إلنتاج تصميمات فنية ممتدة فى إتجاهات متنوعة كما أوضحت دراسة )1988 Rich, )Silva أن الفن الهندسى الذى يعتمد على الخداع البصرى واإليحاء الحركى يقوم على العالقات الرياضية والشبكات القياسية والنظريات العلمية. وإهتم )1993 Gaston, )Diehl بتوضيح الجانب البصرى المنطبق على األعمال ذات البعدين أو الثالثة أبعاد التى تكشف عن قدرة العين على اإلبصار و ذلك فى أعمال )فيكتور فازاريللى( الذى استفاد من االكتشافات العلمية ونظريات الضوء والعدسات وعالقتهما بالعين فأنتج ما يسمى بالخداع البصرى والذى ينشأ عن أحكام التنظيم الهندسى الذى يعتمد على المنظور الحسى وتصغير بعض األشكال الهندسية فى التدرج وتوزيع الفاتح والقاتم الذى يتولد نتيجه هذا التنظيم. وقدم )محى الدين طرابيه 1981( دراسة تعتمد على مجموعة من الصيغ نتجت عن إحتماالت التغير لمكونات العمل المختار ونتج عنها صيغ مشتقة تخضع لنظام كودى تعتمد فى بنائها على صيغتين أو أكثر وتتم وفق ترتيب رقمى لوضع الصيغ المكونه لكل بناء تصميمى مما يحقق اإلحتماالت التشكيلية المقصودة فجاءت التكوينات خاضعة لنظام رقمى رياضى. وقدم )بالل مقلد 1994( دراسة عن المعطيات الرقمية للمربع الفيدى كأساس لتنمية الفكر اإلبداعى وإستفاد من عالقات األرقام والمتواليات العددية للمربع الفيدى فى إستخالص مفردات هندسية وصيغ نظامية متنوعة. التنظيم الرقمى والعالقات الرياضية والهندسية فى الطبيعة : تشمل الطبيعه النظم والقوانين التى تتحكم فى تشكيل المفردات الكونية والتكوينات الطبيعية التى تعد من المصادر األساسية للفنان والمصمم فتكمن داخلها النظم الرياضية والقوانين الهندسية التى تفسر العالقات واألنظمة التى تؤثر فى الحركة والتطور والتى تنمو الطبيعة بمقتضاها فالطبيعة بأشكالها المتنوعة وهيئاتها المتباينة وإن بدت خارجيا غير منتظمة إال أنها تنطوى على نماذج من البنية الطبيعية المعقدة والمقننة رياضيا وهندسيا والتى تتحكم فى قوانين النمو للكائنات الحية. فهناك عالقة بين النظام الكونى والمنظومات الرقمية فحركة الشمس وكذلك حركة الكواكب مرتبطة بمنظومات رقمية تتحكم فيها وفى عدد لفاتها حول نفسها ودورانها حول الشمس متخذة نظم رقمية ذات تناسبات حسابية وحركة المجرات السماوية تتخذ نظام البناء الحلزونى وما ينبعث من مركزها من طاقة إشعاعية يعتبر مصدر للموجات التى تخرج فى نفس إتجاه الحركة الحلزونية المنتظمة. 361

397 ويزخر الجسم البشرى بمنظومات رقمية يمكن أن يستفيد المصمم من منطقها الرياضى فى بناء عمله التصميمى حيث تلعب المنظومات الرقمية والتناسبات العددية دورا رئيسيا فى المظهر الخارجى لجسم االنسان وكذلك نبضات القلب ودوران الدم والخاليا والجينات والكروموسومات التى تحمل المادة الوراثية داخل نواه الخلية الحية تخضع كلها لمنظومات رقمية تناسبية. والتركيب الحيوى للدانا )DNA( المكون من سلسلة بروتينية تحمل الشفرات الوراثية فى صورة منظومات رقمية داخل نواة الخلية وما يحددها من توزيع رقمى وتنسيق رياضى يتحكم فى الصفات الوراثية لألجيال الالحقة و يزخر عالم النبات مع إختالف فصائله وأنواعه بنظم نمو ذات إحكام رقمى وتنظيم عددى يخضع لقواعد رياضية وأصول هندسية وحسابية سواء فى المظهر الخارجى للنبات أو مستتر فى التكوين الداخلى وكالهما يتبع منظومات رقمية ومتواليات عددية أشهرها منظومة )فيبوناتشى( والتى تحدث عنها )روبرت فيشر 2001( حيث أشار إلى أنه إهتم بالتحليل الرقمى للظواهر الطبيعية وأفرد منظومة رقمية تعد من أهم المقدمات الرياضية التى تفسر الظواهر الطبيعية والعالقات الكونية التى تعتمد على ترتيب متتابع للمنظومة الرقمية ) (. ولقد طور فيبوناتشى نظرية النسبة الذهبية التى تدخل فى البناء التركيبى لألشكال الحلزونية الموجودة بصور مختلفة كأساس نظامى فى عناصر الطبيعة كما فى زهرة عباد الشمس حيث تصطف بذورها فى إتجاهات حلزونية تبدأ من المركز وتتجه إلى المحيط فى كال اإلتجاهين أحدهما مع عقارب الساعة واألخر بالعكس وقد إستفاد من هذا النظام البنائى لزهرة عباد الشمس كثير من فنانى الخداع البصرى ومنهم )2002 Fraser, )Games كما إستوحى بعض المعماريين مثل )2000 Nervi, )Pierluigi معظم أعماله من التنظيم البنائى للعناصر الطبيعية والذى يتضح فى مبنى قصر الرياضة بروما حيث إستثمر العالقات الشكلية الناتجة عن إتجاهى الحركة وما تحصرانه من بنائيات فراغية. شكل )4( وتتضح المنظومات الرقمية فى الحشرات فى تنظيم خاليا النحل السداسية وهى من األشكال الطبيعية ذات النظم الرقمية التى تتحكم فى عرض وسمك الخلية ويوازى هذا النسق ترتيب طبقتين معينتى الشكل ذات وجه أمامى سداسى ترتبطا مع بعضهما بأبعاد وقياسات حسابية كانت مصدر ألفكار وأعمال فنانى الخداع البصرى مثل الفنان )فيكتور فازاريللى(. والنظم التركيبية اإلنشائية لعيون حشرة الطنانة التى تتميز بعدسة قرنية ذات تنظيم إنشائى سداسى تكرارى ممتد على شكل نصف كروى يتجمع عليه مجاميع من العدسات المتراصة المتجاورة لبناء الهيكل التركيبى لعين الحشرة التى تكون شبكة هندسية سداسية االوضاع كما تتضح العالقات الرياضية للنظم البنائية فى العناصر الطبيعية فى بناء الصدفة البحرية حيث تطور البناء للشكل الحلزونى الذى ينمو تصاعديا مع التطور الرقمى لمنظومه فيبوناتشى محققا القطاع الذهبى. شكل )5( وفى أدق العناصر الطبيعية ذات اإلنشائية الرياضية والبنائيات الهندسية محكمة األبعاد الكائنات وحيدة الخلية والتى تتراص بتجاور يشكل بناء شبكى ثالثى اإلشعاع يربط بين كل خليتين البروتوبالزما التى تشكل شبكة ثنائية من مثلثات ذات إرتباط ثالثى تتشكل بواسطته الخاليا العصبية المتجاورة ويعتمد هذا البناء المحكم فى إنشائيته على هياكل ذات أبعاد سداسية رؤسها تقاطع الحويصالت المتراصة و يتضح النموذخ الثالثى عبر الوجه الواحد فى بلورات الثلج التى تكون الشكل العام الكلى ونظام تكوين البنية الجزئية 362

398 فى بلورات الثلج هو نفس بناء النظام العام الذى يكون عليه الشكل النهائى للبلورات. الهندسية الجزئية والمذهب الشكلى : يمكن من خالل منهجية النظام البنائى لهندسة األجزاء إبتكار أشكال وهيئات ذات بنائيات أولية منطقية وبعمليات التكرار المتماثل والتضاعف العددى المستمر تنتج كيانات أكثر تعقيدا وتصبح عمال مكتمال ويؤكد المذهب الشكلى أن األلوان الموجودة والتى تصبغ األشياء الطبيعية لها عالقة وثيقة بهندسة خاصة وأن للون دور كبير فى الهندسة الجزئية للطبيعة وقد أوجدت هندسة الجزء نوع مختلف من الفنون متالزم مع المنطق الرياضى والتوصيف العددى مما نتج عنه تناغم جديد وإيقاع متنامى عميق. الشكل التالي: دور اللون فى الهندسة الجزئية للطبيعة وكمثال للربط بين كل من هندسة الطبيعة )الموديول( وهندسة الجزء )الفراكتال( وهندسة التكنولوجيا االلية )فن الكمبيوتر( فإذا كانت البداية مثلث وضع فى فراغ ثالثى األبعاد مع تنصيف كل ضلع من أضالعه بنقطة وتوصيل هذه النقاط تنتج مثلثات جديدة ثم تتحرك هذه النقاط لألعلى ولألسفل مع تكرار العملية فتنتج مثلثات أخرى متعددة وبتكرار هذه العملية من خالل هندسة الفراكتاالت على الحاسب االلى ينتج تكرار متزايد فى الحجم لنفس الشبكة ولطبقات رقيقة متماثلة تكون فى شكلها النهائى بناء منظم لصدفة بحرية. شكل )6( لقد أوجدت هندسة الجزء نوع مختلف من الفنون متالزم مع المنطق الرياضى والتنظيم العددى والتى نتج عنها تناغم جديد وإيقاع متنامى وعلى ذلك فإن هندسة الطبيعة عملية إبداع باألرقام ومضاعفاتها ويكمن مصدر هندسة األجزاء فى إدراك أن الصيغ الرياضية البسيطة فى الحقيقة هى مجال خصب ذا ثراء شكلى مفرط. وكمثال على تطبيق العالقة بين هندسة الطبيعة )الموديول( وهندسة الجزء )الفراكتال( ظهرت أعمال الفنان )فكتور فازاريللى( متأثرة بالنظريات العلمية كعلم البصريات والفكر والتقنين الرياضى والتجريد الهندسى حيث أتبع الخصائص العلمية للون والخط وأبعادهما البصرية كمؤثر شكلى على األشياء فقد حقق 363

399 من خالل عناصر هندسية بسيطة )كالمربع والدائرة والبيضاوى والمعين( أبجدية شكلية أتبع فيها منهجا رقميا خاصا فى بناء اللوحة وتوزيع العناصر داخلها حيث توصل إلى إستنباط مفردات تشكيلية خاصة به إلثراء أبجدية رقمية تتكون من )15 شكل هندسى و 15 لون( وهذه األشكال قابلة للنمو واألطراد وفقا لنظم هندسية مختلفة أتبع فيها عقالنية التكوين وعاطفية التأثير فجاءت معظم أعماله منطقية حسابية تخضع لبنية رقمية فقد كان يرقم أشكاله أو ألوانه ويكود الشكل أو اللون إلى رقم فتتحول اللوحة إلى مسطح رياضى لمجموعة من المنظومات الرقمية. شكل )9 8( ومع تطور برامج الكمبيوتر المتخصصة فى خدمة المصممين الجرافيكيين والمعماريين أصبحت المنظومات الرقمية بمثابة لغة العصر وتم إدخال منظومات رقمية لوحدة الكمبيوتر لمعالجتها مما سمح بصياغة عناصر زخرفية وتكوينات مبرمجة سواء لألغراض الوظيفية كتصميم األقمشة والسجاد وورق الحائط أو لتصميمات األعمال الزخرفية الخالصة. شكل )11( والتصميمات تتحقق فى هذه الحالة عن طريق منظومات رقمية تحولها البرامج الموجودة على الكمبيوتر إلى تصميمات تحقق أهداف المصمم سواء الوظيفية أو الجمالية وقد كان التحول إلى المنظومات الرقمية مفتاح الوسائط المتعددة بمعنى تحويل كل أنواع التعبير عن المعلومات إلى أرقام أو تقنيات رقمية مما أثر فى الحركات الفنية وإتجاهات ما بعد الحداثة والتطور التكنولوجى وإستحداث تقنيات وأساليب تصميمية أضافت قيم جمالية جديدة من خالل وسائط تكنولوجية رقمية مثل )فن الفيديو Video Art والفن التفاعلى.)instillation والفن التجميعى kinetic art والفن الحركى op art وفن الخداع البصرى interactive وهذا التنوع جعل من التصميم الرقمى قاسم مشترك لتلك الفنون أبعدها عن األشكال التقليدية للفن حيث يتجه إلى النظام الرقمى والتكوين الرياضى فى نظام يتم فيه تمثيل المعلومات فى صور رقمية information( )Digital ولقد أصبح مفهوم الفن الرقمى طريقة لتخزين ونقل المعلومات كأرقام فى شكل نبضات متتالية ثم يتم تحويل البيانات الرقمية إلى عالقات وأشكال حجمية عن طريق برامج لتحليل األعمال ليمكن من خاللها إدراك اإلختالف بين البيانات الرقمية وجاء نتيجة العالقة التفاعلية بين إتجاهات ما بعد الحداثة والتصميم الرقمى نواتج فنية متعددة مما أكسب التصميم الرقمى أسس تصميمية مستحدثة أثرت اإلتجاهات التشكيلية مثل )الطاقة Energy التذبذب Oscillatory التوازن Equilibrium التدرج Grids الالنهائية Infinity المكافىء Parabola السيادة Dominance التغير Modulation االحتماالت anagrams والتصحيف coding والتشفير Camouflage والتمويه Alphabetic األبجدية Tolerance والرنين.)resonance وجاء فكر ما بعد الحداثة معتمدا على التخلص من اإلطار واللوحة المعلقة على الحائط فى سبيل التعامل مع العمل الفنى مباشرة فتقدم العناصر نفسها فى الطبيعة كعمل فنى دون تدخل من الفنان سوى إختيارها وهذه العملية تتطلب تدخل من المصمم إلعادة صياغة التشكيل فى الفراغ وفقا لنظم الطبيعة نفسها كنظم التشكل الذاتى ونظم المحاكاة وفقا للمنظومة التى تنشأ عليها سواء كانت رياضية رقمية أو هندسية إنشائية. كما إهتمت العديد من المؤسسات العلمية بأفكار ما بعد الحداثة وبخاصة التصميم الرقمى Design( )Digital فالتصميم الرقمى من األساليب الفنية التى إبتكرها مصمموا ما بعد الحداثة حيث يعتمد 364

400 على علم الفراكتال وعلم الكمبيوتر و مثال لذلك فئة )ماندل بروت( والتى تعد تصميم رقمى يتم تنفيذه عن طريق معادالت رياضية تجعل من جهاز الكمبيوتر وسيطا مثاليا لتصميم أشكاله المختلفة و منذ بداية تسعينات القرن العشرين ظهر جيل من المصممين على دراية عالية بالتصميم الرقمى من أمثال Deborah( )Bowness, Tracy Kendall, Jocelun Warner, Gunila Axen فأصبحت تصميماتهم أكثر إنتشارا نتيجة إهتمام عدد من المؤسسات العالمية بفنون ما بعد الحداثة مثل مؤسسة )Nuno( اليابانية التى ركزت على الفنانين المهتمين باألسطح المزخرفة والجانب التطبيقى لها. ووفقا لذلك فقد وصف )1998 )Dilnot, التصميم بأنه نشاط ذو أبعاد متعددة تتميز بقدراتها على تركيب المعايير والقواعد لعدد من األنظمة المختلفة ويتضمن شمولية تأكيد النظام والتركيب للعناصر الصحيحة للوصول إلى قرار سليم و هذا التركيب يخضع لمنطق العقل ألحداث نوع من التوافق بين األنظمة المختلفة وهذا الوصف يغير من المفهوم التقليدى للتصميم و ينقله إلى أبعاد جديدة تربط بين الفن والعلم من خالل النظام أو المنظومات. وإذا كانت أولى متطلبات التصميم فى مجال الفن التفكير الفلسفى واإلستعانه بالنظريات العلمية والسعى للتعديل والتغيير فإن الخطوة التالية إلنتاج عمل فنى متكامل هى صياغة الخامة وإعادة تشكيلها لتوائم هذا الفكر وفق متطلبات العمل نفسه فالفكر والخامة يكمالن بعضهما البعض فبينما الفكر يوجه نظريا فإن الخامة وإمكاناتها تدفع المصمم إلختيار المناسب منها لعمله الفنى و يواجه المصمم صعوبة فى الربط بين أفكاره المتقدمة التى تتوافق مع التكنولوجيا العصرية الحديثة والخامات التقليدية المتاحة و لوال تدخل التقنيات الحديثة والتقدم التكنولوجى إلتاحة وإيجاد خامات مستحدثة لما أمكن تنفيذ العديد من التصميمات ذات األفكار المتطورة. وبطبيعة اإلنسان فإن المصمم مقلد أوال ومبدع ثانيا مما يترتب على ذلك إدراكه للتنظيم الذاتى فى الطبيعة وبنائيات الخامة ويرى المحاكاة فى الطبيعة والتصميم ولذلك فإن الفنان والمصمم يعتمد بشكل رئيسى على الخامات التقليدية أو المستحدثة التى أوجدها فكر العالم لينتج عمل فنى يتناسب مع مدى حداثة فكره. - نتج عن هذه الدراسة أهمية التفاعل بين الفكر والنظريات العلمية المعاصرة والخامات المستحدثة للتعامل مع التصميمات الزخرفية وبخاصة الفن الرقمى الذى يتيح للمصمم التعامل مع العمل الفنى بصورة عقالنية إلى جانب أحاسيسه الداخلية. وكذلك إنتقال مفهوم التصميمات الزخرفية ليصبح أقرب إلى التشكيل فى الفراغ منه إلى اللوحة الجدارية المسطحة التى ترى من الواجهة فقط مما يعيد التعامل مع العمل الفنى بإعتبار إنه جزء من الطبيعة ومكمل لها وليس صورة ناتجة عنها. مصطلحات البحث: النظام البنائى : Structure Order تحليل للمحاور الرئيسية التى يبنى عليها النظام التصميمى كالمحاور الرأسية واألفقية وهو أحد 365

401 األسس البنائية للتصميمات الزخرفية. التراكيب البنائية : The Constructive Inebriation النظام الذى يتحول ويتغير من خالل قواعد خاصة مما يحافظ على التركيب األساسى لهذا النظام ويعبر عن صفاته ويحدد عناصره بحيث أن التغير فى أى عنصر يؤثر على باقى أجزاء النظام. الهيولية : Chaos علم يبحث فى كيفية التكون لألشياء ويتعارض تماما مع ما يسمى بالعشوائية وعدم النظام. الفراكتال : Fractal شكل رقمى يخضع لمعادالت رياضية وهيئات هندسية تظهر متماثلة على كافة المقاييس. شكل )1( التطور الرقمى الموازى للتدرج اللونى لشدة األصباغ داخل الخاليا الحية والذى يتبع تسلسال رياضيا. شكل )2( سقف قصر الرياضة بروما والذى اتبع فى بنائه المصمم نفس المنهج الهندسى والتنظيم الرياضى إلنشائية زهرة عباد الشمس 366

402 شكل )3( دوامة فرازر حيث اعتمد الفنان فى بناء العمل على التنظيم البنائى لزهرة عباد الشمس شكل )4( الترتيب الرقمى الحلزونى لزهرة عباد الشمس والذى يتضح فيه اتجاه البناء مع عقارب الساعة والعكس شكل )5( أحد أعمال المصمم فولر المستوحاه من البناء النظامى لوحيدات الخلية الموجودة بالقطب الشمالى وكذلك عين حشرة الطنانة 367

403 شكل )6( بعض الزخارف الهندسية التى تعتمد على الفكر الرياضى للفراكتاالت شكل )7( نماذج مختلفة توضح اإلنشائية الهندسية والترتيب الرياضى للكرستاالت الثلجية شكل )8( الشكل الطبيعى والبناء التخطيطى والبعد المنظورى لخاليا النحل السداسية 368

404 شكل )9( أحد اعمال الفنان فيكتور فازاريللى والتى تعتمد على الخداع البصرى والمتأثرة فى بنائها بالبعد المنظورى لخاليا النحل شكل )10( التنظيم الرقمى التطورى والتحول الشكلى لمربع باتباع المنهج البنائى للفراكتاالت شكل )11( مجموعة من التصميمات الزخرفية المختلفة التكوين تم تنفيذها باستخدام برامج الحاسب اآللى من خالل مدخالت رقمية تعتمد على المنهج البنائى للفراكتاالت وفئة ماندل بروت 369

405 المراجع : 1- محمد حافظ الخولى محمد احمد سالمة: التصميم بين الفنون التشكيلية والزخرفية مكتبة نانسى دمياط إسالم محمد هيبه: تحليل المنظومات الرقمية المؤسسة للتصميمات الزخرفية المعاصرة كمنطلق لبناء اللوحة الزخرفية رسالة دكتوراة غير منشورة كلية التربية الفنية جامعة حلوان أسامة عبده قاعود: النسق الزخرفى فى فن القرن العشرين كمصدر الستخالص مدخالت لتصميم اللوحة الزخرفية رسالة دكتوراة غير منشورة كلية التربية الفنية جامعة حلوان محمد أحمد سالمة: نظم متواليات االشكال الهندسية كمدخل لتدريس التصميم رسالة دكتوراة غير منشورة كلية التربية النوعية جامعة القاهرة Al-kholy.M, Salama M.: Structure of Morphogenetic Design As applied from nature to decorative design an analysis study, applied art conference, Helwan University,

406 6- Howell H. Tong, Kung - Sik Chan: Chaos A Statistical Perspective, Springer Verlag, New York, Inc, Margret Gotdslein: The Solar system, Lerner, USA, Michael A. Dispezio: Eye-popping optical illusions, Sterling Pub., Inc, U.k., Michael Hensel & Achim Menges: Material And Digital Design Synthesis, Architectural Design, Willey academy, USA, March & April, Mayer Patt, Waren Adam: integrating Technology In Learning And Teaching, Kogan Page, London, Peter Pearce: Structure In Nature Is A Strategy For Design, Mit Press, Cambridge, U.K., Wand Bruce: Art Of The Digital Age, Thames & Hudson, London,

407 372

408

Ακαδημαϊκός Λόγος Εισαγωγή

Ακαδημαϊκός Λόγος Εισαγωγή - سا قوم في هذه المقالة \ الورقة \ الا طروحة بدراسة \ فحص \ تقييم \ تحليل Γενική εισαγωγή για μια εργασία/διατριβή سا قوم في هذه المقالة \ الورقة \ الا طروحة بدراسة \ فحص \ تقييم \ تحليل للا جابة عن هذا

Διαβάστε περισσότερα

( ) ( ) ( ) ( ) v n ( ) ( ) ( ) = 2. 1 فان p. + r بحيث r = 2 M بحيث. n n u M. m بحيث. n n u = u q. 1 un A- تذآير. حسابية خاصية r

( ) ( ) ( ) ( ) v n ( ) ( ) ( ) = 2. 1 فان p. + r بحيث r = 2 M بحيث. n n u M. m بحيث. n n u = u q. 1 un A- تذآير. حسابية خاصية r نهايات المتتاليات - صيغة الحد العام - حسابية مجمع متتابعة لمتتالية ) ( متتالية حسابية أساسها + ( ) ملاحظة - متتالية حسابية + أساسها ( ) متتالية حسابية S +... + + ه الحد الا ل S S ( )( + ) S ه عدد المجمع

Διαβάστε περισσότερα

- سلسلة -2. f ( x)= 2+ln x ثم اعط تأويل هندسيا لهاتين النتيجتين. ) 2 ثم استنتج تغيرات الدالة مع محور الفاصيل. ) 0,5

- سلسلة -2. f ( x)= 2+ln x ثم اعط تأويل هندسيا لهاتين النتيجتين. ) 2 ثم استنتج تغيرات الدالة مع محور الفاصيل. ) 0,5 تارين حلل ف دراسة الدال اللغاريتمية السية - سلسلة - ترين ]0,+ [ لتكن f الدالة العددية للمتغير الحقيقي المعرفة على المجال بما يلي f ( )= +ln. (O, i, j) منحنى الدالة f في معلم متعامد ممنظم + f ( ) f ( )

Διαβάστε περισσότερα

أسئلة استرشادية لنهاية الفصل الدراسي الثاني في مادة الميكانيكا للصف الثاني الثانوي العلمي للعام الدراسي

أسئلة استرشادية لنهاية الفصل الدراسي الثاني في مادة الميكانيكا للصف الثاني الثانوي العلمي للعام الدراسي أسئلة استرشادية لنهاية الفصل الدراسي الثاني في مادة الميكانيكا للصف الثاني الثانوي العلمي للعام الدراسي 4102 4102 تذكر أن :1- قانون نيوتن الثاني : 2- في حال كان الجسم متزن أو يتحرك بسرعة ثابتة أوساكن فإن

Διαβάστε περισσότερα

بحيث ان فانه عندما x x 0 < δ لدينا فان

بحيث ان فانه عندما x x 0 < δ لدينا فان أمثلة. كل تطبيق ثابت بين فضائين متريين يكون مستمرا. التطبيق الذاتي من أي فضاء متري الى نفسه يكون مستمرا..1.2 3.اذا كان f: R R البرهان. لتكن x 0 R و > 0 ε. f(x) = x 2 فان التطبيق f مستمرا. فانه عندما x

Διαβάστε περισσότερα

Εμπορική αλληλογραφία Παραγγελία

Εμπορική αλληλογραφία Παραγγελία - Κάντε μια παραγγελία ا ننا بصدد التفكير في اشتراء... Επίσημη, με προσοχή ا ننا بصدد التفكير في اشتراء... يس ر نا ا ن نضع طلبي ة مع شركتك... يس ر نا ا ن نضع طلبي ة مع شركتك... Επίσημη, με πολλή ευγενεία

Διαβάστε περισσότερα

الجزء الثاني: "جسد المسيح الواحد" "الجسد الواحد )الكنيسة(" = "جماعة المؤمنين".

الجزء الثاني: جسد المسيح الواحد الجسد الواحد )الكنيسة( = جماعة المؤمنين. اجلزء الثاين من حبث )ما هو الفرق بني الكلمة اليواننية )سوما )σῶμά بقلم الباحث / مينا سليمان يوسف. والكلمة اليواننية )ساركس σάρξ ((!. الجزء الثاني: "جسد المسيح الواحد" "الجسد الواحد )الكنيسة(" = "جماعة

Διαβάστε περισσότερα

األستاذ: بنموسى محمد ثانوية: عمر بن عبد العزيز المستوى: 1 علوم رياضية

األستاذ: بنموسى محمد ثانوية: عمر بن عبد العزيز المستوى: 1 علوم رياضية http://benmoussamathjimdocom/ 55:31 5342-3-41 يم السبت : األستاذ: بنمسى محمد ثانية: عمر بن عبد العزيز المستى: 1 علم رياضية إحداثيات نقطة بالنسبة لمعلم - إحداثيات متجهة بالنسبة ألساس: األساس المعلم في الفضاء:

Διαβάστε περισσότερα

( ) ( ) ( ) ( ) ( )( ) z : = 4 = 1+ و C. z z a z b z c B ; A و و B ; A B', A' z B ' i 3

( ) ( ) ( ) ( ) ( )( ) z : = 4 = 1+ و C. z z a z b z c B ; A و و B ; A B', A' z B ' i 3 ) الحدة هي ( cm ( 4)( + + ) P a b c 4 : (, i, j ) المستي المرآب منسب إلى المعلم المتعامد المتجانس + 4 حل في مجمعة الا عداد المرآبة المعادلة : 0 6 + من أجل آل عدد مرآب نصع : 64 P b, a أ أحسب (4 ( P ب عين

Διαβάστε περισσότερα

مقدمة: التحليل الخاص باإلنتاج والتكاليف يجيب عن األسئلة المتعلقة باإلنتاج الكميات المنتجة واألرباح وما إلى ذلك.

مقدمة: التحليل الخاص باإلنتاج والتكاليف يجيب عن األسئلة المتعلقة باإلنتاج الكميات المنتجة واألرباح وما إلى ذلك. مقدمة:.1.2.3 التحليل الخاص باإلنتاج والتكاليف يجيب عن األسئلة المتعلقة باإلنتاج الكميات المنتجة واألرباح وما إلى ذلك. المنشأة في النظام الرأسمالي أيا كان نوعها هي وحدة القرار الخاصة باإلنتاج وهدفها األساسي

Διαβάστε περισσότερα

مادة الرياضيات 3AC أهم فقرات الدرس (1 تعريف : نعتبر لدينا. x y إذن

مادة الرياضيات 3AC أهم فقرات الدرس (1 تعريف : نعتبر لدينا. x y إذن أهم فقرات الدرس معادلة مستقيم مادة الرياضيات _ I المعادلة المختصرة لمستقيم غير مواز لمحور الا راتيب ( تعريف ; M ( التي تحقق المتساوية m + هي مستقيم. مجموعة النقط ( المتساوية m + تسمى المعادلة المختصرة

Διαβάστε περισσότερα

تمارين توازن جسم خاضع لقوتين الحل

تمارين توازن جسم خاضع لقوتين الحل تمارين توازن جسم خاضع لقوتين التمرين الأول : نربط كرية حديدية B كتلتها m = 0, 2 kg بالطرف السفلي لخيط بينما طرفه العلوي مثبت بحامل ( أنظر الشكل جانبه(. 1- ما نوع التأثير الميكانيكية بين المغنطيس والكرية

Διαβάστε περισσότερα

عرض المنشأة في األجل القصير الفصل العاشر

عرض المنشأة في األجل القصير الفصل العاشر عرض المنشأة في األجل القصير الفصل العاشر أولا: مفهوم المنافسة الكاملة وجود عدد كبير من البائعين والمشترين, تجانس السلع. حرية الدخول والخروج من السوق. توافر المعلومات الكاملة للجميع. فالمنشأه متلقية للسعر

Διαβάστε περισσότερα

( ) [ ] الدوران. M يحول r B و A ABC. 0 2 α فان C ABC ABC. r O α دورانا أو بالرمز. بالدوران r نكتب -* النقطة ' M إلى مثال لتكن أنشي 'A الجواب و 'B

( ) [ ] الدوران. M يحول r B و A ABC. 0 2 α فان C ABC ABC. r O α دورانا أو بالرمز. بالدوران r نكتب -* النقطة ' M إلى مثال لتكن أنشي 'A الجواب و 'B الدران I- تعريف الدران 1- تعريف لتكن O نقطة من المستى المجه P α عددا حقيقيا الدران الذي مرآزه O زايته من P نح P الذي يربط آل نقطة M بنقطة ' M ب: M = O اذا آانت M ' = O - OM = OM ' M O اذا آان - OM ; OM

Διαβάστε περισσότερα

Tronc CS Calcul trigonométrique Cours complet : Cr1A Page : 1/6

Tronc CS Calcul trigonométrique Cours complet : Cr1A Page : 1/6 1/ وحدات قياس زاوية الدرجة الراديان : (1 العلقة بين الدرجة والراديان: I الوحدة الكأثر استعمال لقياس الزوايا في المستويات السابقة هي الدرجة ونعلم أن قياس الزاوية المستقيمية هو 18 rd هناك وحدة لقياس الزوايا

Διαβάστε περισσότερα

- سلسلة -3 ترين : 1 حل التمرين : 1 [ 0,+ [ f ( x)=ln( x+1+ x 2 +2 x) بما يلي : وليكن (C) منحناها في معلم متعامد ممنظم

- سلسلة -3 ترين : 1 حل التمرين : 1 [ 0,+ [ f ( x)=ln( x+1+ x 2 +2 x) بما يلي : وليكن (C) منحناها في معلم متعامد ممنظم تارين وحلول ف دراسة الدوال اللوغاريتمية والسية - سلسلة -3 ترين [ 0,+ [ نعتبر الدالة العددية f للمتغير الحقيقي المعرفة f ( )=ln( ++ 2 +2 ) بما يلي. (O, i, j) وليكن منحناها في معلم متعامد ممنظم ) ln يرمز

Διαβάστε περισσότερα

ΣΥΜΦΩΝΙΑ ΣΥΝΕΡΓΑΣΙΑΣ ΣΤΟΥΣ ΤΟΜΕΙΣ ΤΗΣ ΑΝΩΤΕΡΗΣ ΕΚΠΑΙΔΕΥΣΗΣ ΚΑΙ ΤΩΝ ΕΠΙΣΤΗΜΩΝ ΜΕΤΑΞΥ ΤΗΣ ΚΥΒΕΡΝΗΣΗΣ ΤΗΣ ΚΥΠΡΙΑΚΗΣ ΔΗΜΟΚΡΑΤΙΑΣ ΚΑΙ

ΣΥΜΦΩΝΙΑ ΣΥΝΕΡΓΑΣΙΑΣ ΣΤΟΥΣ ΤΟΜΕΙΣ ΤΗΣ ΑΝΩΤΕΡΗΣ ΕΚΠΑΙΔΕΥΣΗΣ ΚΑΙ ΤΩΝ ΕΠΙΣΤΗΜΩΝ ΜΕΤΑΞΥ ΤΗΣ ΚΥΒΕΡΝΗΣΗΣ ΤΗΣ ΚΥΠΡΙΑΚΗΣ ΔΗΜΟΚΡΑΤΙΑΣ ΚΑΙ ΣΥΜΦΩΝΙΑ ΣΥΝΕΡΓΑΣΙΑΣ ΣΤΟΥΣ ΤΟΜΕΙΣ ΤΗΣ ΑΝΩΤΕΡΗΣ ΕΚΠΑΙΔΕΥΣΗΣ ΚΑΙ ΤΩΝ ΕΠΙΣΤΗΜΩΝ ΜΕΤΑΞΥ ΤΗΣ ΚΥΒΕΡΝΗΣΗΣ ΤΗΣ ΚΥΠΡΙΑΚΗΣ ΔΗΜΟΚΡΑΤΙΑΣ ΚΑΙ ΤΗΣ ΚΥΒΕΡΝΗΣΗΣ ΤΟΥ ΚΡΑΤΟΥΣ ΤΟΥ ΚΟΥΒΕΙΤ 1 Συμφωνία Συνεργασίας στους τομείς

Διαβάστε περισσότερα

)الجزء األول( محتوى الدرس الددراتالمنتظرة

)الجزء األول( محتوى الدرس الددراتالمنتظرة األعداد العقدية )الجزء األل ) 1 ثانية المنصر الذهبي التأهيلية نيابة سيدي البرنصي - زناتة أكا يمية الدار البيضاء الكبرى األعدا القددية )الجزء األل( األستاذ تباعخالد المستى السنة الثانية بكالريا علم تجريبية

Διαβάστε περισσότερα

التمرين الثاني )3 2-( نعتبر في المستوى المنسوب إلى معلم متعامد ممنظم التي معادلتها : 3-( بين أن المستوى مماس للفلكة في النقطة.

التمرين الثاني )3 2-( نعتبر في المستوى المنسوب إلى معلم متعامد ممنظم التي معادلتها : 3-( بين أن المستوى مماس للفلكة في النقطة. التمرين األل) 3 نقط ) نعتبر في الفضاء المنسب إلى معلم متعامد ممنظم مباشر التي معادلتها : النقطتين الفلكة الفلكة هي النقطة أن شعاعها ه تحقق من أن تنتمي إلى 1-( بين أن مركز 2-( حددمثلث إحداثيات المتجهة بين

Διαβάστε περισσότερα

( D) .( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) الا سقاط M ( ) ( ) M على ( D) النقطة تعريف مع المستقيم الموازي للمستقيم على M ملاحظة: إذا آانت على أ- تعريف المستقيم ) (

( D) .( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) الا سقاط M ( ) ( ) M على ( D) النقطة تعريف مع المستقيم الموازي للمستقيم على M ملاحظة: إذا آانت على أ- تعريف المستقيم ) ( الا سقاط القدرات المنتظرة *- الترجمة المتجهية لمبرهنة طاليس 1- مسقط نقطة مستقيم D مستقيمين متقاطعين يجد مستقيم حيد مار من هذا المستقيم يقطع النقطة يازي في نقطة حيدة ' ' تسمى مسقط نقطة من المستى تعريف )

Διαβάστε περισσότερα

يط... األعداد المركبة هذه التمارين مقترحة من دورات البكالوريا من 8002 إلى التمرين 0: دورة جوان 8009 الموضوع األول التمرين 8: دورة جوان

يط... األعداد المركبة هذه التمارين مقترحة من دورات البكالوريا من 8002 إلى التمرين 0: دورة جوان 8009 الموضوع األول التمرين 8: دورة جوان األعداد المركبة 800 هذه التمارين مقترحة من درات البكالريا من 800 إلى 800 المضع األل التمرين 0: حل في مجمعة األعداد المركبة المعادلة: = 0 i ( + i) + نرمز للحلين ب حيث: < ( عدد حقيقي ) 008 - بين أن ( المستي

Διαβάστε περισσότερα

( ) / ( ) ( ) على. لتكن F دالة أصلية للدالة f على. I الدالة الا صلية للدالة f على I والتي تنعدم في I a حيث و G دالة أصلية للدالة حيث F ملاحظات ملاحظات

( ) / ( ) ( ) على. لتكن F دالة أصلية للدالة f على. I الدالة الا صلية للدالة f على I والتي تنعدم في I a حيث و G دالة أصلية للدالة حيث F ملاحظات ملاحظات الا ستاذ محمد الرقبة مراآش حساب التكامل Clcul ntégrl الدال الا صلية (تذآير آل دالة متصلة على مجال تقبل دالة أصلية على. الدالة F هي الدالة الا صلية للدالة على تعني أن F قابلة للا شتقاق على لكل من. F لتكن

Διαβάστε περισσότερα

X 1, X 2, X 3 0 ½ -1/4 55 X 3 S 3. PDF created with pdffactory Pro trial version

X 1, X 2, X 3 0 ½ -1/4 55 X 3 S 3. PDF created with pdffactory Pro trial version محاضرات د. حمودي حاج صحراوي كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير جامعة فرحات عباس سطيف تحليل الحساسية في البرمجة الخطية غالبا ما ا ن الوصول ا لى الحل الا مثل لا يعتبر نهاية العملية التي استعملت

Διαβάστε περισσότερα

ΚΕΝΤΡΟ ΑΛΛΗΛΕΓΓΥΗΣ ΘΕΣΣΑΛΟΝΙΚΗΣ

ΚΕΝΤΡΟ ΑΛΛΗΛΕΓΓΥΗΣ ΘΕΣΣΑΛΟΝΙΚΗΣ Υπάρχει μια ομάδα που μπορούμε να στηριχτούμε και στις πιο δύσκολες συνθήκες. Το Solidarity Now είναι μια ομάδα αλληλεγγύης. Ένα δίκτυο ανθρώπων και οργανώσεων στην Ελλάδα που συνεργάζονται για να βοηθήσουν

Διαβάστε περισσότερα

Immigration Studying ا ود التسجيل في الجامعة. ا ود التقدم لحضور مقرر. ما قبل التخرج ما بعد التخرج دكتوراه بدوام كامل بدوام جزي ي على الا نترنت

Immigration Studying ا ود التسجيل في الجامعة. ا ود التقدم لحضور مقرر. ما قبل التخرج ما بعد التخرج دكتوراه بدوام كامل بدوام جزي ي على الا نترنت - University Stating that you want to enroll ا ود التسجيل في الجامعة. ا ود التقدم لحضور مقرر. Stating that you want to apply for a course Θα ήθελα να εγγραφώ σε πανεπιστήμιο. Θα ήθελα να γραφτώ για. ما

Διαβάστε περισσότερα

ق ارءة ارفدة في نظرية القياس ( أ )

ق ارءة ارفدة في نظرية القياس ( أ ) ق ارءة ارفدة في نظرية القياس ( أ ) الفصل األول: مفاهيم أساسية في نظرية القياس.τ, A, m P(Ω) P(Ω) فيما يلي X أو Ω مجموعة غير خالية مجموعة أج ازئها و أولا:.τ τ φ τ الحلقة: τ حلقة واتحاد أي عنصرين من وكذا

Διαβάστε περισσότερα

Le travail et l'énergie potentielle.

Le travail et l'énergie potentielle. الشغل و الطاقة الوضع التقالية Le travail et l'énergie potentielle. الا ستاذ: الدلاحي محمد ) السنة الا ولى علوم تجريبية (.I مفهوم الطاقة الوضع الثقالية: نشاط : 1 السقوط الحر نحرر جسما صلبا كتلتھ m من نقطة

Διαβάστε περισσότερα

( ) ( ) ( ) = ( 1)( 2)( 3)( 4) ( ) C f. f x = x+ A الا نشطة تمرين 1 تمرين تمرين = f x x x د - تمرين 4. نعتبر f x x x x x تعريف.

( ) ( ) ( ) = ( 1)( 2)( 3)( 4) ( ) C f. f x = x+ A الا نشطة تمرين 1 تمرين تمرين = f x x x د - تمرين 4. نعتبر f x x x x x تعريف. الثانية سلك بكالوريا علوم تجريبية دراسة الدوال ( A الا نشطة تمرين - حدد رتابة الدالة أ- ب- و مطاريفها النسبية أو المطلقة إن وجدت في الحالات التالية. = ج- ( ) = arctan 7 = 0 = ( ) - حدد عدد جذور المعادلة

Διαβάστε περισσότερα

( ) ( ) ( ) - I أنشطة تمرين 4. و لتكن f تمرين 2 لتكن 1- زوجية دالة لكل تمرين 3 لتكن. g g. = x+ x مصغورة بالعدد 2 على I تذآير و اضافات دالة زوجية

( ) ( ) ( ) - I أنشطة تمرين 4. و لتكن f تمرين 2 لتكن 1- زوجية دالة لكل تمرين 3 لتكن. g g. = x+ x مصغورة بالعدد 2 على I تذآير و اضافات دالة زوجية أ عمميات حل الدال العددية = [ 1; [ I أنشطة تمرين 1 لتكن دالة عددية لمتغير حقيقي حيث أدرس زجية أدرس رتابة على آل من[ ;1 [ استنتج جدل تغيرات دالة زجية على حيز تعريفها ( Oi ; ; j 1 استنتج مطاريف الدالة إن

Διαβάστε περισσότερα

1- عرض وتحليل النتائج الفرضية األولى: يبين مقارنة بين األوساط الحسابية واالنح ارفات المعيارية وقيمتي )T(

1- عرض وتحليل النتائج الفرضية األولى: يبين مقارنة بين األوساط الحسابية واالنح ارفات المعيارية وقيمتي )T( 1- الفرضية األولى: جدول رقم )06(: يبين مقارنة بين األوساط الحسابية واالنح ارفات المعيارية وقيمتي )T( - المحسوبة والمجدولة بين العينتين التجريبية والضابطة لالختبار القبلي. اختبار التوافق الداللة df T t

Διαβάστε περισσότερα

[ ] [ ] ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) I و O B بالنسبة ل AC) ( IO) ( بالنسبة C و S M M 1 -أنشطة: ليكن ABCD معين مرآزه O و I و J منتصفي

[ ] [ ] ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) I و O B بالنسبة ل AC) ( IO) ( بالنسبة C و S M M 1 -أنشطة: ليكن ABCD معين مرآزه O و I و J منتصفي O ( AB) تحيلات في المستى القدرات المنتظرة - التعرف على تقايس تشابه الا شكال استعمال الا زاحة التحاآي التماثل. - استعمال الا زاحة التحاآي التماثل في حل مساي ل هندسية. [ AD] التماثل المحري التماثل المرآزي

Διαβάστε περισσότερα

المؤتمر السنوي الرابع للمنظمة العربية لضمان الجودة في التعليم

المؤتمر السنوي الرابع للمنظمة العربية لضمان الجودة في التعليم المؤتمر السنوي الرابع للمنظمة العربية لضمان الجودة في التعليم آليات التوافق والمعايير المشتركة لضمان الجودة واالعتماد االكاديمي في التعليم القرية الذكية القاهره - مصر 3- أيلول/سبتمبر 01 01 المنظمة العربية

Διαβάστε περισσότερα

الدور المحوري لسعر الفائدة: يشكل حلقة وصل بين سوقي السلع والنقود حيث يتحدد سعر الفائدة في سوق

الدور المحوري لسعر الفائدة: يشكل حلقة وصل بين سوقي السلع والنقود حيث يتحدد سعر الفائدة في سوق : توازن سوقي السلع والنقود مقدمة: نحصل على نموذج الطلب الكينزي المطور )نموذج )/ عن طريق إدخال سوق النقود للمعالجة وتطوير دالة االستثمار لتعكس العالقة العكسية بين االستثمار وسعر الفائدة مع بقاء السعر ثابت.

Διαβάστε περισσότερα

)Decisions under certainty(

)Decisions under certainty( ) مترين ( نظرية القرارات: مراحل عملية اختاذ القرار: معرفة بيئة وطبيعة القرار حتديد احلوادث أو األخطار حصر مجيع اخليارات والبدائل املتوفرة حتديد مقياس الفعالية )اهلدف من القرار( وضع جدول القرار أو ما يسمى

Διαβάστε περισσότερα

استمتع بحياتك. / 1 5.......1 7...2 8...3 10....4 12..5 13.6 15.....7 20...8 22.....9 23.....10 26.11 29...12 31...13 35...!!.14 37...: 100.15 39......16 42...!!.17 51..18 56.......19 60.....20 69..21 72..22

Διαβάστε περισσότερα

ة من ي لأ م و ة بي ال ع ج 2 1

ة من ي لأ م و ة بي ال ع ج 2 1 ج ا م ع ة ن ا ي ف ا أل م ن ي ة ل ل ع ل و م ا ل ع ر ب ي ة = = =m ^ á _ Â ª ^ = I = } _ s ÿ ^ = ^ È ƒ = I = ø _ ^ = I = fl _ Â ª ^ = I = Ó É _ Î ÿ ^ = = =KÉ ^ Ñ ƒ d = _ s Î = Ñ π ` = f = π à ÿ ^ Ñ g ƒ =

Διαβάστε περισσότερα

المؤتمر الدولي للحوكمة في مؤسسات التعليم العالي برنامج المؤتمر وملخصات األبحاث

المؤتمر الدولي للحوكمة في مؤسسات التعليم العالي برنامج المؤتمر وملخصات األبحاث المؤتمر الدولي للحوكمة في مؤسسات التعليم العالي برنامج المؤتمر وملخصات األبحاث ينظمه مجلس حوكمة الجامعات العربية بالتعاون مع اتحاد الجامعات العربية وجامعة الشرق األوسط تمهيد تنظم األمانة العامة لمجلس حوكمة

Διαβάστε περισσότερα

مقدمة: في هذا الفصل سنفترض سيادة المنافسة الكاملة وبالتالي فإن سلوك المنشأة في ظل هذا االفتراض سيتبع خصائص المنافسة الكاملة.

مقدمة: في هذا الفصل سنفترض سيادة المنافسة الكاملة وبالتالي فإن سلوك المنشأة في ظل هذا االفتراض سيتبع خصائص المنافسة الكاملة. مقدمة: للتعرف على عرض المنشأة في السوق نرجع إلى تحليل اإلنتاج والتكاليف وإلى وضع المنشأة بالسوق االذي تعمل به. وضع المنشأة بالسوق الذي تعمل به يمكن استيعابه من خالل دراسة هيكل السوق وما إذا كان تنافسيا

Διαβάστε περισσότερα

( ) ( ) ( ) ( ) تمرين 03 : أ- أنشيء. ب- أحسب ) x f ( بدلالة. ب- أحسب ) x g ( تعريف : 1 = x. 1 = x = + x 2 = + من x بحيث : لتكن لكل. لكل x من.

( ) ( ) ( ) ( ) تمرين 03 : أ- أنشيء. ب- أحسب ) x f ( بدلالة. ب- أحسب ) x g ( تعريف : 1 = x. 1 = x = + x 2 = + من x بحيث : لتكن لكل. لكل x من. عمميات حل الدال العددية السنة الا لى علم تجريبية علم رياضية تذآير : إشارة دالة تا لفية ثلاثية الحدد طريقة المميز المختصر ( 4 ): ( ) I- زجية دالة عددية : -( أنشطة : تمرين 0 : أدرس زجية الدالة العددية في

Διαβάστε περισσότερα

( ) ( ) [ [ ( ) ( ) ( ) =sin2xcosx ( ) lim. lim. α; ] x حيث. = x. x x نشاط 3 أ- تعريف لتكن. x نهاية l في x 0 ونرمز لها ب ب- خاصية نهاية على اليمين في

( ) ( ) [ [ ( ) ( ) ( ) =sin2xcosx ( ) lim. lim. α; ] x حيث. = x. x x نشاط 3 أ- تعريف لتكن. x نهاية l في x 0 ونرمز لها ب ب- خاصية نهاية على اليمين في الاشتقاق تطبيقاته دراسة الدال www.woloj.com - الاشتقاق في نقطة- الدالة المشتقة ( A أنشطة نشاط باستعمال التعريف ادرس اشتقاق الدالة في حدد العدد المشتق في إن جد ثم حدد معادلة المماس أ نصف المماس لمنحنى الدالة

Διαβάστε περισσότερα

International Journal for Research in Education

International Journal for Research in Education International Journal for Research in Education Volume 4 Issue Article 5 018 Efficiencies of Continuous Education and Requirements in a Knowledge Society from the Point of View of Faculty members at Colleges

Διαβάστε περισσότερα

د. فراس أحمد الحموري كلية التربية - جامعة اليرموك إربد- األردن

د. فراس أحمد الحموري كلية التربية - جامعة اليرموك إربد- األردن الوعي القرائي وعالقته بالتحصيل الدراسي لدى عينة من طلبة المرحلة الثانوية د. فراس أحمد الحموري كلية التربية - جامعة اليرموك إربد- األردن تاريخ االستالم 2010-06-13 تاريخ القبول 2010-06-28 الخالصة هدفت الدراسة

Διαβάστε περισσότερα

توازن الذخل المومي الفصل الرابع أ. مروه السلمي

توازن الذخل المومي الفصل الرابع أ. مروه السلمي 1 توازن الذخل المومي الفصل الرابع 2 سنتعرف ف اآلت : على الفصل هذا توازن الدخل القوم التوازن ف جانب الطلب ف االقتصاد أثر التغ ر ف األسعار على توازن الدخل التوازن والتوظف الكامل - الفجوة االنكماش ة - الفجوة

Διαβάστε περισσότερα

ر ک ش ل ن س ح ن د م ح م ب ن ی ز ن. ل و ئ س م ه د ن س ی و ن ( ی ر ک ش ل &

ر ک ش ل ن س ح ن د م ح م ب ن ی ز ن. ل و ئ س م ه د ن س ی و ن ( ی ر ک ش ل & ن- س ح ی ژ ر ن ا ل ا ق ت ن ا ر د ر ا و ی د ي ر ي گ ت ه ج و د ی ش ر و خ ش ب ا ت ه ی و ا ز و ت ه ج ه ط ب ا ر ل ی ل ح ت ) ر ال ر ه ش ي د ر و م ه ع ل ا ط م ( ي ر ي س م ر گ ي ا ه ر ه ش ر د ن ا م ت خ ا س ل خ

Διαβάστε περισσότερα

جودة البحث العلمي ألعضاء هيئة التدريس وأثرها في تطوير المحتوي التدريسي بأقسام المحاسبة "د ارسة تحليلية تطبيقية على جامعة سرت "

جودة البحث العلمي ألعضاء هيئة التدريس وأثرها في تطوير المحتوي التدريسي بأقسام المحاسبة د ارسة تحليلية تطبيقية على جامعة سرت المؤتمر العربي الدولي السادس لضمان جودة التعليم العالي (IACQA'2016( The Sixth International Arab Conference on Quality Assurance in Higher Education جودة البحث العلمي ألعضاء هيئة التدريس وأثرها في تطوير

Διαβάστε περισσότερα

=fi Í à ÿ ^ = È ã à ÿ ^ = á _ n a f = 2 k ÿ ^ = È v 2 ح حم م د ف ه د ع ب د ا ل ع ز ي ز ا ل ف ر ي ح, ه ف ه ر س ة م ك ت ب ة ا مل ل ك ف ه د ا ل و

=fi Í à ÿ ^ = È ã à ÿ ^ = á _ n a f = 2 k ÿ ^ = È v 2 ح حم م د ف ه د ع ب د ا ل ع ز ي ز ا ل ف ر ي ح, ه ف ه ر س ة م ك ت ب ة ا مل ل ك ف ه د ا ل و ت ص ح ي ح ا ل م ف ا ه ي م fi Í à ÿ ^ = È ã à ÿ ^ = á _ n c f = 2 k ÿ ^ = È v ك ت ب ه ع ض و ه ي ئ ة ا ل ت د ر ي س ب ا مل ع ه د ا ل ع ا يل ل ل ق ض ا ء ط ب ع و ق ف فا هلل ع ن ا ل ش ي خ ع ب د ا هلل ا جل د

Διαβάστε περισσότερα

Business عزيزي السيد الري يس سيدي المحترم سيدتي المحترمة سيدي المحترم \ سيدتي المحترمة السادة المحترمون ا لى م ن يهم ه الا مر عزيزي السيد ا حمد

Business  عزيزي السيد الري يس سيدي المحترم سيدتي المحترمة سيدي المحترم \ سيدتي المحترمة السادة المحترمون ا لى م ن يهم ه الا مر عزيزي السيد ا حمد - Opening Arabic عزيزي السيد الري يس Greek Αξιότιμε κύριε Πρόεδρε, Very formal, recipient has a special title that must be used in place of their name Formal, male recipient, name unknown سيدي المحترم

Διαβάστε περισσότερα

الزخم الخطي والدفع اشتق العالقة بين الزخم والدفع ( Δز ) فتغيرت سرعته من ( ع ) الى ) فانه باستخدام قانون نيوتن الثاني : Δز = ك ع 2

الزخم الخطي والدفع اشتق العالقة بين الزخم والدفع ( Δز ) فتغيرت سرعته من ( ع ) الى ) فانه باستخدام قانون نيوتن الثاني : Δز = ك ع 2 ك ع 1- خΔ 0797840239 فيزياء مستوى اول زخم خطي ودفع خ ( هي كمية ناتجة عن حاصل ضرب كتلة جسم في متجه سرعته. عرف زخم خطي ( كمية حركة ) ( 1( ع خ = ك اشتق عقة بين زخم ودفع )ق ) بشكل مستمر على جسم كتلته ( ك )

Διαβάστε περισσότερα

تمرين 1. f و. 2 f x الجواب. ليكن x إذن. 2 2x + 1 لدينا 4 = 1 2 أ - نتمم الجدول. g( x) ليكن إذن

تمرين 1. f و. 2 f x الجواب. ليكن x إذن. 2 2x + 1 لدينا 4 = 1 2 أ - نتمم الجدول. g( x) ليكن إذن تمرين تمارين حلل = ; دالتين عدديتين لمتغير حقيقي حيث = + - حدد مجمعة تعريف الدالة - أعط جدل تغيرات لكل دالة من الدالتين - أ) أنقل الجدل التالي أتممه - D ب) حدد تقاطع C محر الافاصيل ( Oi ج ( المنحنيين C

Διαβάστε περισσότερα

1/ الزوايا: المتت امة المتكاملة المتجاورة

1/ الزوايا: المتت امة المتكاملة المتجاورة الحصة األولى الز وايا القدرات المستوجبة:* تعر ف زاويتين متكاملتين أو زاويتين متتام تين. * تعر ف زاويتين متجاورتين. المكتسبات السابقة:تعريف الزاوية كيف نستعمل المنقلة لقيس زاوية كيف نرمز للزاوية 1/ الزوايا:

Διαβάστε περισσότερα

حنان بنت أسعد الزين* * أستاذ تقنيات التعليم المساعد _ جامعة األميرة نورة بنت عبد الرحمن

حنان بنت أسعد الزين* * أستاذ تقنيات التعليم المساعد _ جامعة األميرة نورة بنت عبد الرحمن استخدام أثر اسرتاتيجية التعلم املقلوب يف التحصيل األكادميي كلية لطالبات الرتبية جبامعة بنت نورة األمرية الرمحن عبد حنان بنت أسعد الزين* * أستاذ تقنيات التعليم المساعد _ جامعة األميرة نورة بنت عبد الرحمن

Διαβάστε περισσότερα

عاصمة اإلمبراطورية نظرية ظهور العلم 1 نظرية ظهور العلم كمال شاهين رئيس مركز تطوير الفقه اإلسالمي منشورات مركز تطوير الفقه اإلسالمي

عاصمة اإلمبراطورية نظرية ظهور العلم 1 نظرية ظهور العلم كمال شاهين رئيس مركز تطوير الفقه اإلسالمي منشورات مركز تطوير الفقه اإلسالمي عاصمة اإلمبراطورية نظرية ظهور العلم 1 منشورات مركز تطوير الفقه االسالمي نظرية ظهور العلم كمال شاهين رئيس مركز تطوير الفقه اإلسالمي عاصمة اإلمبراطورية نظرية ظهور العلم 2 بسم الله الرحمن الرحيم عاصمة اإلمبراطورية

Διαβάστε περισσότερα

بسم اهلل الرمحن الرحيم

بسم اهلل الرمحن الرحيم مدونة أ. محمد فياض للفيزياء mfayyad03.blogspot.com بسم اهلل الرمحن الرحيم الوحدة األوىل : كمية التحرك اخلطي الفصل األول : كمية التحرك اخلطي والدفع ي عر ف الطالب كال من كمية التحرك والدفع ومتوسط قوة الدفع..

Διαβάστε περισσότερα

International Journal for Research in Education

International Journal for Research in Education International Journal for Research in Education Volume 41 Issue 2 Article 7 2017 Activating the Research Partnership between the Egyptian Universities and the Private Sector in the Light of the Experiences

Διαβάστε περισσότερα

الناتج المحتمل وفجوة االنتاج في االقتصاد الفلسطيني دائرة األبحاث والسياسة النقدية ايار 5102

الناتج المحتمل وفجوة االنتاج في االقتصاد الفلسطيني دائرة األبحاث والسياسة النقدية ايار 5102 الناتج المحتمل وفجوة االنتاج في االقتصاد الفلسطيني دائرة األبحاث والسياسة النقدية ايار 5102 i آيار.5102 جميع الحقوق محفوظة. في حالة االقتباس يرجى اإلشارة إلى هذه المطبوعة كالتالي: سلطة النقد الفلسطينية

Διαβάστε περισσότερα

() 1. ( t) ( ) U du RC RC dt. t A Be E Ee E e U = E = 12V ن ن = + =A ن 1 RC. τ = RC = ن

() 1. ( t) ( ) U du RC RC dt. t A Be E Ee E e U = E = 12V ن ن = + =A ن 1 RC. τ = RC = ن تصحیح الموضوع الثاني U V 5 ن B التمرین الا ول( ن): - دراسة عملیة الشحن: - - التوتر الكھرباي ي بین طرفي المكثفة عند نھایة الشحن : -- المعادلة التفاضلیة: بتطبيق قانون جمع التوترات في حالة الربط على التسلسل

Διαβάστε περισσότερα

تصحيح تمارين تطبيقات توازن جسم صلب خاضع لقوتين

تصحيح تمارين تطبيقات توازن جسم صلب خاضع لقوتين تصحيح تمارين تطبيقات توازن جسم صلب خاضع لقوتين www.svt-assilah.com تصحيح تمرين 1: F1 F2 F 2 فإن : F 1 و 1- شرط توازن جسم صلب تحت تأثير قوتين : عندما يكون جسم صلب في توازن تحت تأثير قوتين 0 2 F 1 + F المجموع

Διαβάστε περισσότερα

ی ا ک ل ا ه م ی ل ح ر

ی ا ک ل ا ه م ی ل ح ر ل- ال ج ه) ن و م ن م د ر م ت ک ر ا ش م د ر ک و ر ا ب ر ه ش ه د و س ر ف ا ه ت ف ا ب ز ا س و ن ) س و ل ا چ ر ه ش 6 ه ل ح م : د ر و م 1 ل م آ م ظ ع ل ال ج ر و ن د ح ا و م ال س ا د ا ز آ ه ا گ ش ن ا د ر ه

Διαβάστε περισσότερα

واقع استخدام التعلم القائم على المشاريع في المدارس الحكومية من وجهة نظر معلمي العلوم في محافظة جنين

واقع استخدام التعلم القائم على المشاريع في المدارس الحكومية من وجهة نظر معلمي العلوم في محافظة جنين جامعة النجاح الوطنية كلية الد ارسات العليا واقع استخدام التعلم القائم على المشاريع في المدارس الحكومية من وجهة نظر معلمي العلوم في محافظة جنين إعداد أسامه محمد أنيس زيود د. عبد الغني إش ارف حمدي عبد هللا

Διαβάστε περισσότερα

The Effect of Using Cognitive Conflict Strategy in Jurisprudence teaching on the Correction of the

The Effect of Using Cognitive Conflict Strategy in Jurisprudence teaching on the Correction of the International Journal for Research in Education Volume 41 Issue 4 Article 2 2017 The Effect of Using Cognitive Conflict Strategy in Jurisprudence teaching on the Correction of the Alternative Conceptions

Διαβάστε περισσότερα

-1 المعادلة x. cosx. x = 2 M. و π. π π. π π. π π. حيث π. cos x = إذن حيث. 5π π π 5π. ] [ 0;π حيث { } { }

-1 المعادلة x. cosx. x = 2 M. و π. π π. π π. π π. حيث π. cos x = إذن حيث. 5π π π 5π. ] [ 0;π حيث { } { } الحساب المثلثي الجزء - الدرس الا ول القدرات المنتظرة التمكن من تمثيل وقراءة حلول معادلة أو متراجحة مثلثية على عدد الساعات: 5 الداي رة المثلثية الدورة الثانية k k I- المعادلات المثلثية cos x = a - المعادلة

Διαβάστε περισσότερα

است ارتيجية مقترحة لتطوير قيادة التغيير في مؤسسات التعليم العالي بمحافظات غزة في ضوء مبادئ التنمية المستدامة " الجامعة اإلسالمية د ارسة حالة "

است ارتيجية مقترحة لتطوير قيادة التغيير في مؤسسات التعليم العالي بمحافظات غزة في ضوء مبادئ التنمية المستدامة  الجامعة اإلسالمية د ارسة حالة The Islamic University Gaza الجامعة اإلسالمية غزة Research and Postgraduate Affairs Faculty of Education شئون البحث العلمي والد ارسات العليا كلية التربية Master Of Fundamentals Education ماجست ي ر أصول

Διαβάστε περισσότερα

Strategic Leadership and Their Impact in the Development of Organizational Learning Capabilities"Study practice in the Umm Al Qura University"

Strategic Leadership and Their Impact in the Development of Organizational Learning CapabilitiesStudy practice in the Umm Al Qura University International Journal for Research in Education Volume 42 Issue 2 Article 6 2018 Strategic Leadership and Their Impact in the Development of Organizational Learning Capabilities"Study practice in the Umm

Διαβάστε περισσότερα

فيتغنشتاين والتداولية مقاربة فلسفية لمرحلة التأسيس

فيتغنشتاين والتداولية مقاربة فلسفية لمرحلة التأسيس اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية وزارة التعليم العايل والبحث العلمي جامعة حممد بن أمحد- وهران 2 كلية العلوم االجتماعية قسم الفلسفة أطروحة لنيل شهادة دكتوراه العلوم يف الفلسفة واملوسومة: فيتغنشتاين

Διαβάστε περισσότερα

وهللا خير الشاهدين DECLARATION

وهللا خير الشاهدين DECLARATION إقرار أنا الموقع أدناه مقدم الرسالة التي تحمل العنوان: ( واقع إدارة رأس المال الفكري بالجامعات الفلسطينية الخاصة في قطاع غزة( أقر بأن ما اشتملت عليه هذه الرسالة إنما هي نتاج جهدي الخاص باستثناء ما تمت

Διαβάστε περισσότερα

دور العوامل الشخصية والبيئية في نجاح ممارسات العمل الحر "د ارسة تطبيقية على خريجي مؤسسات التعليم العالي في قطاع غزة"

دور العوامل الشخصية والبيئية في نجاح ممارسات العمل الحر د ارسة تطبيقية على خريجي مؤسسات التعليم العالي في قطاع غزة The Islamic University Gaza Research and Postgraduate Affairs Faculty of Commerce Master Business Administration الجامعة اإلسالمية غزة شئون البحث العلمي والد ارسات العليا كلية التجارة ماج ست ير إدارة األعمال

Διαβάστε περισσότερα

مسح الموازنة المفتوحة 2015 الموازنات المفتوحة. تطوير مستويات المعيشة.

مسح الموازنة المفتوحة 2015 الموازنات المفتوحة. تطوير مستويات المعيشة. مسح الموازنة المفتوحة 2015 الموازنات المفتوحة. تطوير مستويات المعيشة. شركاء مسح الموازنة المفتوحة لعام 2015 قطر For inquiries, please contact the International Budget Partnership رومانيا A&A Expert Advice

Διαβάστε περισσότερα

( ) تعريف. الزوج α أنشطة. لتكن ) α ملاحظة خاصية 4 -الصمود ليكن خاصية. تمرين حدد α و β حيث G مرجح

( ) تعريف. الزوج α أنشطة. لتكن ) α ملاحظة خاصية 4 -الصمود ليكن خاصية. تمرين حدد α و β حيث G مرجح . المرجح القدرات المنتظرة استعمال المرجح في تبسيط تعبير متجهي إنشاء مرجح n نقطة 4) n 2 ( استعمال المرجح لا ثبات استقامية ثلاث نقط من المستى استعمال المرجح في إثبات تقاطع المستقيمات استعمال المرجح في حل

Διαβάστε περισσότερα

جامعة النجاح الوطنية An-Najah National University كلية الاقتصاد والعلوم الادارية - قسم التسويق

جامعة النجاح الوطنية An-Najah National University كلية الاقتصاد والعلوم الادارية - قسم التسويق جامعة النجاح الوطنية كلية االقتصاد والعلوم اإلدارية قسم التسويق اإلهداء اىل املشاق وحتملوا الليالي سوروا الذين اولئم نلون للي شيء كل وفروا الذين اولئم..... علم طالب الغاليني... الوالدين الباحثىن ب التسويق

Διαβάστε περισσότερα

(Ptolemy (or Claudius Ptolemaeus or Klaudios Ptolemaios Πτολεμαίος Κλαύδιος, Πτολεμαίος Κλαύδιος) lived in )

(Ptolemy (or Claudius Ptolemaeus or Klaudios Ptolemaios Πτολεμαίος Κλαύδιος, Πτολεμαίος Κλαύδιος) lived in ) األخطاء في القرآن 5 سبع سموات و سبع أ ر ض ين محمد حياني mhd@mohamedtheliar.com الحوار المتمدن - العدد: - 2934 2010 4 / 3 / المحور: العلمانية, الدين, االسالم السياسي راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع لقد

Διαβάστε περισσότερα

ﻉﻭﻨ ﻥﻤ ﺔﺠﻤﺩﻤﻟﺍ ﺎﻴﺠﻭﻟﻭﺒﻭﺘﻟﺍ

ﻉﻭﻨ ﻥﻤ ﺔﺠﻤﺩﻤﻟﺍ ﺎﻴﺠﻭﻟﻭﺒﻭﺘﻟﺍ The Islamic iversity Joural (Series of Natural Studies ad Egieerig) Vol.4, No., P.-9, 006, ISSN 76-6807, http//www.iugaza.edu.ps/ara/research/ التوبولوجيا المدمجة من نوع * ا.د. جاسر صرصور قسم الرياضيات

Διαβάστε περισσότερα

سوق االحتكار الفصل 11 أ/ سميرة بنت سعيد المالكي جامعة الملك سعود

سوق االحتكار الفصل 11 أ/ سميرة بنت سعيد المالكي جامعة الملك سعود سوق االحتكار الفصل 11 أ/ سميرة بنت سعيد المالكي جامعة الملك سعود تعريف االحتكار الوضع في السوق حيث يوجد منتج أو بائع واحد للسلعة الفرق بين االحتكار والمنافسة الكاملة المنافسة الكاملة االحتكار المنشاة ال

Διαβάστε περισσότερα

رأس املال البشري يف اجلامعة بني آليات االستثمار فيه وإشكالية قياس أدائه- منوذج مقرتح للقياس وفقا ملؤشرات التصنيف العاملي

رأس املال البشري يف اجلامعة بني آليات االستثمار فيه وإشكالية قياس أدائه- منوذج مقرتح للقياس وفقا ملؤشرات التصنيف العاملي ISSN : 2352 9822 العدد السادس / ديسمرب 2016 OEB Univ. Publish. Co. رأس املال البشري يف اجلامعة بني آليات االستثمار فيه وإشكالية قياس أدائه منوذج مقرتح للقياس وفقا ملؤشرات التصنيف العاملي للجامعات وأبعاد

Διαβάστε περισσότερα

امتحان هناية الفصل الدراسي الثاني ـ الدور األول ـ العام الدراسي 1024 / 1023 م

امتحان هناية الفصل الدراسي الثاني ـ الدور األول ـ العام الدراسي 1024 / 1023 م املديرية العامة للرتبية والتعليم حملاظةة الةاهرة امتحان هناية الفصل الدراسي الثاني ـ الدور األول ـ العام الدراسي 1024 / 1023 م الصف : السادس املادة : الرياضيات الزمن : ساعتان تنبيه : األسئلة في ( ) 5 صفحات.

Διαβάστε περισσότερα

تقين رياوي الصيغة المجممة لأللسان A الصيغة المجممة هي 6 3 صيغته نصف المفصمة : 2 CH 3 -CH=CH

تقين رياوي الصيغة المجممة لأللسان A الصيغة المجممة هي 6 3 صيغته نصف المفصمة : 2 CH 3 -CH=CH اإلجابة النموذجية ملووو اتحاا اخحبار تادة الحكنولوجيا (هندسة الطرائق ( البكالوريا دورة 6 الشعبة املدة 44 سا و 34 د,5 M n = M polymère monomère ; 5 نقاط ) التمرين األول ( إيجاد الصيغة المجممة لأللسان A

Διαβάστε περισσότερα

واقع استخدام معلمات االقتصاد المنزلي الستراتجيات التدريس المنميه للتفكير لدى طالبات المرحلة الثانوية والمتوسطة بمدينة مكة المكرمة

واقع استخدام معلمات االقتصاد المنزلي الستراتجيات التدريس المنميه للتفكير لدى طالبات المرحلة الثانوية والمتوسطة بمدينة مكة المكرمة المملكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة أم القرى كلية التربية قسم المناهج وطرق التدريس واقع استخدام معلمات االقتصاد المنزلي الستراتجيات التدريس المنميه للتفكير لدى طالبات المرحلة الثانوية والمتوسطة

Διαβάστε περισσότερα

فاعلية المكتبات الإلكترونية في التعليم الجامعي

فاعلية المكتبات الإلكترونية في التعليم الجامعي جامعة الرباط كلية الدراسات العليا والبحث العلمي مدى فاعلية المكتبات الإلكترونية في التعليم الجامعي " تصميم نموذج لمكتبة إلكترونية " رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في علوم العلوم الحاسوب إعداد الطالب :

Διαβάστε περισσότερα

يئادتبلاا لوألاا فص لل لوألاا يص اردلا لص فلا بل طلا ب تك ةعجارملاو فيلأ تل ب م ق نيص ص ختملا نم قيرف ــه 1435 ـــ 1434 ةعبط م2014 ـــ

يئادتبلاا لوألاا فص لل لوألاا يص اردلا لص فلا بل طلا ب تك ةعجارملاو فيلأ تل ب م ق نيص ص ختملا نم قيرف ــه 1435 ـــ 1434 ةعبط م2014 ـــ للüصف االأول االبتدائي الفüصل الدراSسي ا كتاب الطالب أالول قام بالتÉأليف والمراجعة فريق من المتخüصüصين طبعة 1434 1435 ه 2013 2014 م ح وزارة الرتبية والتعليم 1430 ه فهرسة مكتبة امللك فهد الوطنية أثناء النشر

Διαβάστε περισσότερα

أثر النمو االقتصادي على البطالة يف االقتصاد األردني خالل الفرتة) (

أثر النمو االقتصادي على البطالة يف االقتصاد األردني خالل الفرتة) ( ISSN : 2352-9822 العدد السادس / ديسمرب 2016 OEB Univ. Publish. Co. أثر النمو االقتصادي على البطالة يف االقتصاد األردني خالل الفرتة) 2012-1990 ( Impact of Economic Growth on employment in the Jordanian

Διαβάστε περισσότερα

تصميم البرامج التعليمية الحاسوبية في تعليم اللغة العربية

تصميم البرامج التعليمية الحاسوبية في تعليم اللغة العربية تصميم البرامج التعليمية الحاسوبية في تعليم اللغة العربية )بالتطبيق على املدرسة الثانوية الحكومية األولى ماالنج( ABDUL MUNTAQIM AL ANSHORY Universitas Islam Negeri Maulana Malik Ibrahim Malang abd_qym@yahoo.co.id

Διαβάστε περισσότερα

توظيف الرسوم المتحركة في تدريس وحدة السيرة النبوية على

توظيف الرسوم المتحركة في تدريس وحدة السيرة النبوية على الجامعة اإلسالمية - عمادة الد ارسات العلي ا كلية التربي ة غزة قسم المناهج وطرق التدريس أثر توظيف الرسوم المتحركة في تدريس وحدة السيرة النبوية على طالبات الصف السادس األساسي واتجاهاتهن نحو المادة تحصيل

Διαβάστε περισσότερα

AR_2001_CoverARABIC=MAC.qxd :46 Uhr Seite 2 PhotoDisc :έϯμϟ έϊμϣ ΔϟΎϛϮϟ ˬϲϠϨϴϛ. : Ω έύδθϟ ϰϡϋ ΔΜϟΎΜϟ ΓέϮμϟ

AR_2001_CoverARABIC=MAC.qxd :46 Uhr Seite 2 PhotoDisc :έϯμϟ έϊμϣ ΔϟΎϛϮϟ ˬϲϠϨϴϛ. : Ω έύδθϟ ϰϡϋ ΔΜϟΎΜϟ ΓέϮμϟ PhotoDisc :. : "." / /. GC(46)/2 ا ول ا ء ا ر ا و ا آ (٢٠٠١ ا ول/د آ ن ٣١ ) آ ر ا د ا و آ ت د ار ا ه ا ا ا آ ر ر أ ا أذر ن آ ا ر ا ا ر ا ر ا ا ة ا ردن آ ا ر ا و أر ا ر ا آ أ ن ا ر ا ا ر أ ا ر آ ر ا رغ

Διαβάστε περισσότερα

1. Μαθήματα φωτογραφίας από την ΑΝΤΙΓΟΝΗ Σε ενδιαφέρει η φωτογραφία; Πάρε μέρος στις ομάδες φωτογραφίας της ΑΝΤΙΓΟΝΗΣ!

1. Μαθήματα φωτογραφίας από την ΑΝΤΙΓΟΝΗ Σε ενδιαφέρει η φωτογραφία; Πάρε μέρος στις ομάδες φωτογραφίας της ΑΝΤΙΓΟΝΗΣ! 1. Μαθήματα φωτογραφίας από την ΑΝΤΙΓΟΝΗ Σε ενδιαφέρει η φωτογραφία; Πάρε μέρος στις ομάδες φωτογραφίας της ΑΝΤΙΓΟΝΗΣ! Photography courses from Are you interested in photo? Participate in photography groups

Διαβάστε περισσότερα

مدى مساهمة كتب العلوم العامة في انخ ارط طلبة المرحلة األساسية في التعلم من وجهة نظر المعلمين في محافظة جنين

مدى مساهمة كتب العلوم العامة في انخ ارط طلبة المرحلة األساسية في التعلم من وجهة نظر المعلمين في محافظة جنين جامعة النجاح الوطنية كلية الد ارسات العليا مدى مساهمة كتب العلوم العامة في انخ ارط طلبة المرحلة األساسية في التعلم من وجهة نظر المعلمين في محافظة جنين إعداد أحمد ناصر فاري إش ارف د. عبد الغني حمدي الصيفي

Διαβάστε περισσότερα

واالتجاهات لدى طالبات الصف الخامس األساسي مدارس محافظة جنين

واالتجاهات لدى طالبات الصف الخامس األساسي مدارس محافظة جنين جامعة النجاح الوطنية كلية الد ارسات العليا أثر استخدام القصة واألنشطة العلمية التحصيل العلمي في واالتجاهات لدى طالبات الصف الخامس األساسي في مدارس محافظة جنين إعداد شيماء محمد حسن صالح إش ارف د. عبد الغني

Διαβάστε περισσότερα

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة وهران كلية العلوم االجتماعية قسم الفلسفة لجنة المناقشة :

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة وهران كلية العلوم االجتماعية قسم الفلسفة لجنة المناقشة : الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة وهران كلية العلوم االجتماعية قسم الفلسفة أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الفلسفة الموسومة ب : الطالبة إعداد بإشراف درقام

Διαβάστε περισσότερα

رباعيات األضالع سابعة أساسي. [www.monmaths.com]

رباعيات األضالع سابعة أساسي. [www.monmaths.com] سابعة أساسي [www.monmaths.com] الحص ة األولى رباعيات األضالع القدرات المستوجبة:.. المكتسبات السابقة:... المعي ن- المستطيل ) I المرب ع الرباعي هو مضل ع له... 4 للرباعي... 4 و... 4 و... نشاط 1 صفحة 180 الحظ

Διαβάστε περισσότερα

محمود عباس رئيس دولة فلسطين

محمود عباس رئيس دولة فلسطين 3 على مدى تاريخه تمي ز اإلنسان الفلسطيني أينما حل وأي ا كان الموقع الذي شغله بالعطاء والتفاني ولم ينكسر أمام ما حل به من نكبة شردته في بقاع األرض ومن احتالل استيطاني سعى وال يزال إلى طمس الحضارة والتاريخ

Διαβάστε περισσότερα

أثر است ارتيجيات اإلبداع التنافسي في تعزيز القد ارت التنافسية في

أثر است ارتيجيات اإلبداع التنافسي في تعزيز القد ارت التنافسية في أثر است ارتيجيات اإلبداع التنافسي في تعزيز القد ارت التنافسية في شركات تكنولوجيا المعلومات في األردن إدارة المواهب متغير وسيط The Impact of Competitive Innovation Strategies in Enhancing Competitiveness

Διαβάστε περισσότερα

د. سيف ناصر المعمري كلية التربية - جامعة السلطان قابوس عمان - سلطنة عمان

د. سيف ناصر المعمري كلية التربية - جامعة السلطان قابوس عمان - سلطنة عمان المواطنة كما يراها معلمو الدراسات االجتماعية والعلوم في سلطنة عمان ودولة اإلمارات العربية المتحدة د. سيف ناصر المعمري كلية التربية - جامعة السلطان قابوس عمان - سلطنة عمان د. علي خلفان النقبي كلية التربية

Διαβάστε περισσότερα

حركة دوران جسم صلب حول محور ثابت

حركة دوران جسم صلب حول محور ثابت حركة دوران جسم صلب حول محور ثابت I تعريف حركة الدوران لجسم صلب حول محور ثابت 1 مثال الجسم (S) في حركة دوران حول محور ثابت : النقطتين A و B تتحركان وفق داي رتين ممركزتين على المحور النقطتين M و N المنتميتين

Διαβάστε περισσότερα

محمد بن سالم مصطفى سمان

محمد بن سالم مصطفى سمان الذاتية السيرة أ.د/ محمد بن سالم مصطفى سمان عميد كلية العلوم - الجامعة االسالمية أستاذ الرياضيات البحتة بقسم الرياضيات - كلية العلوم - جامعة طيبة المدينة المنورة محرم 8341 ه ب ج المحتوى القسم األول: معلومات

Διαβάστε περισσότερα

أهمية المفاهيم العلمية في تدريس العلوم وصعوبات تعلمها

أهمية المفاهيم العلمية في تدريس العلوم وصعوبات تعلمها أهمية املفاهيم العلمية يف تدريس العلوم وصعوبات تعلمها جامعة الوادي الملخص: هذا يهدف البحث إلى التعرف على أهمية تعلم المفاهيم العلمية كونها تعتبر من أساسيات المعرفة العلمية كما تعتبر المفاهيم من أهم نواتج

Διαβάστε περισσότερα

بمنحني الهسترة المغناطيسية بمنحني الهسترة المغناطيسية

بمنحني الهسترة المغناطيسية بمنحني الهسترة المغناطيسية وعالقتها بمنحني الهسترة دراسة تركيب الحجيرات زياد نبيل صباح جميل مزهر نزهت عزيز عبود وعالقتها دراسة تركيب الحجيرات اللخالصة هذه الحقول تمت : العينة المقدمة: تعرف د ارسة بمنحني الهسترة من خالل د ارسة بمنحني

Διαβάστε περισσότερα

(5 E's) $( )*+, -./ 0%

(5 E's) $( )*+, -./ 0% جامعة الا زهر _غزة عمادة الد ارسات العليا والبحث العلمي كلية التربية ماجستير المناهج وطرق التدريس (5 E's) 12 3456 $( )*+, -./ 0% ' $%&!"# The Effect of Employing (5 E's) Strategy in Developing some Science

Διαβάστε περισσότερα

مجلةعلميةمحكمة تصدرعنعمادةالبحثالعلميوالدراساتالعليا

مجلةعلميةمحكمة تصدرعنعمادةالبحثالعلميوالدراساتالعليا أ ISSN: 2519-7444 ISSN المجلد) 2 (العدد 2519-74361 2016 الناشر العلمي البحث عمادة طالل بن الحسين جامعة ) ص.ب.) 02 معان االردن 760-3-0097220+ فاكس Journal@ahu.edu.jo االلكتروني البريد جملة طالل بن احلسني

Διαβάστε περισσότερα

م. أحمد بن علي اإلبراهيم

م. أحمد بن علي اإلبراهيم مجلة فصلية تصدر عن هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المشرف العام الرئيس التنفيذي: م. أحمد بن علي اإلبراهيم رئيس التحرير: د. على بن عبد العزيز البخيت فريق التحرير: محمد الضبعي

Διαβάστε περισσότερα

درجة توافر كفايات تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت لدى معلمي الد ارسات االجتماعية بمرحلة التعليم ما بعد األساسي في بعض المحافظات العمانية

درجة توافر كفايات تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت لدى معلمي الد ارسات االجتماعية بمرحلة التعليم ما بعد األساسي في بعض المحافظات العمانية المجلة الدولية لألبحاث التربوية / جامعة اإلما ارت العربية المتحدة العدد 43 1024 م درجة توافر كفايات تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت لدى معلمي الد ارسات االجتماعية بمرحلة التعليم ما بعد األساسي في بعض المحافظات

Διαβάστε περισσότερα

ظاهرة دوبلر لحركة المصدر مقتربا أو مبتعدا عن المستمع (.

ظاهرة دوبلر لحركة المصدر مقتربا أو مبتعدا عن المستمع (. ظاهرة دوبلر وهي من الظواهر المألوفة إذا وجدت سرعة نسبية بين مصدر الصوت والسامع تغيرت درجة الصوت التي تستقبلها أذن السامع وتسمى هذه الظاهرة بظاهرة دوبلر )هو التغير في التردد او بالطول الموجي نتيجة لحركة

Διαβάστε περισσότερα