Π {مشروعية الراية في الا سلام} الحمد الله المعز المذل و الصلاة والسلام على من بعث بالسيف حتى يعبد االله وحده. أما بعد: فالا حاديث الت ي ج اءت عل ى ذآ ر الراي ة و الل واء ف ي الح رب وغيره ا آثي رة وتقط ع باس تحبابها أولا تا س يا بالم صطفى وثاني ا لا س باب معنوي ة ي ا تي ذآره ا ق ال الح افظ ق ي الف تح : (وف ي ه ذه الا حادي ث اس تحباب اتخ اذ الا لوية في الحرب وأن الواء يكون مع الا مير أو من يقيمه لذلك عند الحرب ( فك ان النب ي ص لى االله علي ه وس لم لا يقاتل أو يرسل للقتال إلا تحت راية أو لواء ولذا حرص عليها الصحابة رضوان االله عليهم أش د الح رص فف ي حديث أنس رضي االله عنه ) أخذ الراية زيد بن حارثه فا صيب ث م أخ ذها جعف ر فا ص يب...) الح ديث و ج اء ف ي تاريخ الوزير لجودت باشا الترآي نقلا عن تاريخ واص ف " إن ال سر ف ي إح داث الل واء ه و أن ه إذا اجتم ع ق وم تحت لواء واحد يجعل بينهم الاتحاد بمعنى أن هذا اللواء يكون علام ة عل ى اجتم اع آلم تهم ودلال ة عل ى اتح اد قلوبهم فيكونوا آالجسد الواحد ويا لف بعضهم بعضا أشد من اي تلاف ذوي الا رحام وإذا آانوا في معرآة القت ال لا ييا سون من الظفر مادام ل واؤهم من شورا ب ل تق وى هم تهم وي شتد غ رمهم ف ا ذا س قط ل واؤهم أخ ذوا م ن جان ب العدو وباتوا موضعا للخوف و الرهبة فيهزم بعضهم ويتبدد ال بعض الا خ ر"ب ل إن عق د الل واء آ ان أوس ع م ن مجرد الحرب بمفهومها الاصطلاحي. ففي مسند أحمد عن البراء بن عازب قال:" م ر ب ي عم ي الح ارث ب ن عم رو ومع ه ل واء ق د عق ده ل ه النب ي ε فقلت : أين بعثك النبي ε قال: بعثني إلى رجل تزوج زوجت أبيه فا مرني أن أضرب عنقه" وأن دور اللواء و الراي ة ل يس فح سب ف ي ال دنيا ب ل إن ظ اهر الا حادي ث ي دل عل ى أن ه يك ون أي ضا ف ي الا خ رة فا خرج الترمذي وحسنه عن أبي سعيد الخدري قال رسول االله ε: ) أنا سيد ولد ا دم يوم القيامة ولا فخ ر وبي دي لواء الحمد ولا فخر ). وفي الحديث " لكل غادر لواء يوم القيامة " وروى أن امرأ القيس حامل لواء ال شعراء إلى النار يوم القيامة. {الفرق بين الراية و اللواء} فعن ابن عباس في مسند أحمد بسند قوي " أن راية النبي ε مع علي بن أبي طالب وراية الا نصار مع سعد بن عبادة وآان إذا استحر القتال آان رسول االله ε مما يكون تحت راية الا نصار وعند البخاري عن مالك القرظي " أن قيس بن سعد الا نصاري صاحب لواء رسول االله"
أي سعد بن عبادة الا نصاري سيد الخزرج وحامل لواء الا نصار في المعارك ويوم فتح مكة قب ل أن يا خ ذه النب ي منه ويدفعه إلى ابنه قيس. وقد جزم ابن العربي آما قال الحافظ في الفتح أن هناك فرق بينهما فقال "اللواء غير الراي ة ف اللواء م ا يعق د في طرف الرمح ويلوى عليه و الراية ما يعقد فيه ويترك حتى تصفقه الرياح. وقيل أن اللواء دون الراية في القدر و المكانة وصرح جماعة من أهل اللغة بترادف الراية والل واء وق الوا ف ي تعري ف آ ل منهم ا :" عل م الج يش" ق ال اب ن الا ثير في آتابه ) النهاية في غريب الا ثر ( اللواء الراية ولا يمسكها إلا صاحب الجيش وقد صرح ابن حجر في الفتح أن الراية هي اللواء وهما العلم ا قال في آتاب الجهاد: باب ما قيل في لواء النب ي ε "اللواء بكسر اللام والمد هي الراية ويسمى ا يضا العلم وكان الا صل ا ن يمسكها ري يس الجيش ثم سارت تحمل على را سه". وا كد ابن حجر ا ن الراية واللواء سواء عند الكلام على حديث سلمة بن الا كوع قال : قال رسول االله ε (قال لا عطين الراية ا و قال ليا خذن غد ا الراية رجل يحبه االله ورسوله ا و قال يحب االله ورسوله يفتح االله عليه ( قال الحافظ وقد ا خرجه ا حمد من حديث بريدة بلفظ " ا ني دافع اللواء ا لى رجل يحبه االله ورسوله" وهذا مشعر با ن الراية واللواء سواء ". والظاهر ا ن هناك فرق بين الراية و اللواء فعند ا حمد والترمذي عن ابن عباس قال " كانت راية رسول االله ε سوداء ولواءه ا بيض " ومثله عند الطبراني عن بريدة وعند ابن عدى عن ا بي هريرة. جاء في تحفة الا حوذي ) الراية علم الجيش ويكنى ا م الحرب وهو فوق اللواء ( {صفة راية النبي {ε اخرج الترمذي وأحمد وأبو داود وابن ماجة في التاريخ الكبير بسند حسن آما ذآر صاحب ميزان الاعتدال عن البراء بن عازب " آانت راية النبي ε سوداء مربعة من نمرة " ا ي من صوف. وجاء في المعجم الصغير للطبراني عن جابر بن عبد االله رضي االله عنه " أن راية النبي ε كانت سوداء". وفي تاريخ البخاري عن الحارث بن حسان قال دخلت المسجد فرا يت النبي ε قاي م ا على المنبر يخطب وفلان قاي م متقلد السيف وإذا رايات سود تخفق قلت ما هذا قالوا عمرو بن العاص قدم من جيش ذات السلاسل. وعليه فا ن راية النبي ε كانت سوداء مربعه من قطيفة ا و صوف لكن كم كان مقدارها
اخرج ا سحاق بن ا براهيم الرملي في الا فراد من ا حاديث بادية الشام من طريق حرام بن عبد الرحمن الخثعمي عن ا بي ذرعة الفزعي ثم التمالي أن رسول االله ε عقد له راية روعة بيضاء ذراع في ذراع. {ما آان مكتوبا فيها} ذآر الحافظ عن أبي الشيخ من حديث ابن عباس " آان مكتوبا على رايته لا إله إلا االله محمد رسول االله " وقال سنده واه. وذآر أبو عبد االله محمد بن حبان الا صبهاني في آتاب أخلاق النبيε عن بريدة :" أن راية النبيε كانت سوداء ولواءه ابيض زاد ابن عباس مكتوب على لواي ه لا ا له ا لا االله محمد رسول االله". (كتاب التراتيب الا دارية لعبد الحي الكتاني). {اسم الراية} وهل آان لراية النبيε اسم تدعى به ذكر الحافظ في الفتح والقضاعي ا نه ) قيل كانت له راية تسمى العقاب سوداء مربعة ). وجاء في الكامل لابن عدي عن ا بي الفضل الباهلي " كانت راية النبيε يقال لها العقاب". وعن ا بي شيبة عن الحسن " آانت راية النبيε تسمى العقاب ". وفي تاريخ دمشق " كانت راية النبيε قطعة قطيفة سوداء كانت لعاي شة وهي الراية التي دخل بها خالد بن الوليد من ثنية دمشق وتسمى ثنية العقاب ". لكن ا هل اللغة يذكرون ا ن العقاب هو اسم للراية عموم ا وخاصة راية الحرب فقد ذكر الا صمعي في ا مالي القالي " العقاب الراية " وفي نهاية الا رب في فنون الا دب "العقاب العلم الضخم" والعقاب في الا صل طاي ر ضخم يسكن الجبال يقال له " كاسر العظام " وربما هذا يفسر كون راية الحرب على اسمه. ويذكر ا هل اللغة لذلك نتف ا شعرية للتدليل على ذلك كما في كتاب " البيان و التبيين " من الخفيف هدنة في العقاب تهتز فيه ***** كاهتزاز القنا تحت العقاب وفي كتاب الا غاني من شعر المخبل وهو ربيعة بن مالك بن ربيعة وهو من الشعراء المخضرمين : قوله صبحناهم با زعن مكفهر ***** يدف كان رايته العقاب {راية الدولة الا سلامية} وبناءا على ما تقدم من الا دلة في ثبوت آون راية النب يε وآما جاء في آتاب السير الكبير للشيباني. كانت في الغالب سوداء وتا سي ا بفعل النبيε
" ينبغي أن تكون ألوية الم سلمين بي ضاء و الراي ات س وداء عل ى ه ذا ج اء الا خب ار فق د روى راش د ع ن س عد رضي االله عنه قال آانت راي ة رس ول االله ε سوداء ولواءه ا بيض وقال عروة بن الزبير كانت راية رسول االله سوداء". فقد أصدر أمير المو منين أمره وبالمشورة مع أه ل الخب رة وال ري أن تك ون راي ة الدول ة الا س لامية س وداء آم ا أوجب ذلك صاحب السير الكبير. وتقرر أن يكون مكتوبا عليها ما آان مكتوبا على راية رسول االلهε أي : " لا إله إلا االله محمد رسول االله " وجعل سطر محمد رسول االله على هيي ة خاتم النبوة والذي جاء شكله عن آثير من أهل العلم ووجد رسمه في بعض مخطوطات الدولة العثمانية وثبت في صحيح البخاري أنه آان عبارة عن ثلاثة أسطر فقال باب " هل يجعل نقش الخاتم ثلاثة أسطر". فعن أنس رضي االله عنه " آان نقش الخاتم ثلاثة أسطر " محمد" سطر و "رسول " سطر و " االله" سطر وأن يكون "محمد" سطر أول و "رسول" سطر فوقه و" اللها "سطر ثالث أعلى. وقد ذآر الحافظ أن هذه الهيي ة وردت عن بعض أهل العلم لكنه لم يثبت لديه أثر صحيح يدل عليه فلم يكن نفيه مطلق النفي وإنما نفى أن يكون هناك أثر صحيح يثبت هذا الشكل. وإنما أثبتاه لا نه ورد عن بعض أهل العلم وأثبتته المخطوطات الموجودة في ترآيا من أثار الدولة العثمانية. قال الحافظ :" أما قول بعض الشيوخ أن آتابته آانت من أسفل إلى فوق يعني الجلالة في أعلى الا سطر الثلاثة ومحمد في أسفلها فلم أر التصريح بذلك في شيء من الا حاديث". بل أن بعض أهل العلم يذآر أنه ليس فحسب راية النبي ε كان مكتوب ا عليها "لا إله إلا االله محم د رس ول االله" بل خاتمه أيضا وإن آانت شاذة. الزيادة ففي روضة المحدثين وعن أبي الشيخ الا صبهاني بسنده في آت اب أخ لاق النب يε قال:" كان فص خاتم النبيε حبشي ا وكان مكتوب ا عليه لا ا له ا لا االله محمد رسول االله لا ا له ا لا االله سطر ومحمد سطر ورسول سطر واالله سطر".
وهذه هي الصيغة المقترحة للكتابة على راية الدولة الا سلامية أدامها االله. ونسا له سبحانه أن يجعل هذه الراية راية واحده لساي ر المسلمين ونحن على يقين أنها ستكون راية أهل الع راق حينما يذهبون لنصرة عبد االله المهدي في بيت االله الح رام تحقيق ا لا تعليق ا وواالله الموف ق و اله ادي إل ى س بيل الرشاد.