سكرتير هيئة التحرير أسامة سالم الرياني

Μέγεθος: px
Εμφάνιση ξεκινά από τη σελίδα:

Download "سكرتير هيئة التحرير أسامة سالم الرياني"

Transcript

1 النقابة العامة ألعضاء هيئة التدريس اجلامعي مجلة علمية محكمة تصدر مرتني سنويا عن النقابة العامة ألعضاء هيئة التدريس اجلامعي العدد 23 ربيع 2016 املشرف العام أ.عبدالفتاح خليفة السائح رئيس هيئة التحرير د. النعمي السائح العالم أعضاء هيئة التحرير: د. مفتاح محمد دياب د. عبداملجيد خليفة الكوت د. محمد السائح الكوربو أعضاء الهيئة االستشارية: د.خالد أبو القاسم غالم د. فرج محمد بن المة د. مفتاح بلعيد غويطة د. عاشور الشيخى سكرتير هيئة التحرير أسامة سالم الرياني تصميم وتنفيذ: القبس للخدمات اإلعالمية املراسالت : باسم هيئة التحرير العنوان : مجلة اجلامعي.النقابة العامة ألعضاء هيئة التدريس اجلامعي - طرابلس - ليبيا البريد اإللكتروني: university2015aa@gmail.com info@aljameai.org.ly املوقع اإللكتروني: رقم االيداع : /

2 املجلة ترحب بما يرد إيلها من دراسات وأحباث علمية يف خمتلف اتلخصصات. اكفة اآلراء واألفاكر اليت تنرش بأسماء كتابها ال تعرب إال عن أصحابها. مجيع حقوق الطبع حمفوظة للنقابة العامة ألعضاء هيئة اتلدريس اجلاميع وجيوز إاعدة طبع ادلراسات واألحباث بعد احلصول ىلع موافقة كتابية من ادارة املجلة االشرتاك السنوي ألعضاء هيئة اتلدريس والطالب بليبيا 15 د.ل 20 د.ل 30 د.ل املؤسسات الوطن العريب وخارجه 2

3 قواعد اعمة للنشر 1.1 تنشر املجلة الدراسات األصلية والبحوث املبتكرة الرصينة املكتوبة بأسلوب علمي منهجي على أال تكون قد سبق نشرها أو قدمت للنشر يف مطبوعات أخرى وغير مستلة من أطروحة علمية للمتقدم بالدراسة أو البحث. 2.2 تنشر املجلة املراجعات العلمية والنقدية للبحوث والدراسات وكذلك مراجعات وعروض الكتب ذات القيمة الفكرية والعلمية والثقافية. 3.3 تنشر املجلة أيضا وثائق املؤمترات والندوات العلمية ونتائجها مبا يحقق خدمة املجتمع الليبي وتنمية أو رصد وقائع هذه املؤمترات والندوات ومقرراتها تعميما للفائدة بني قرائها. 4.4 تكتب الدراسات والبحوث باللغة العربية ويقبل املكتوب منها باللغة األجنبية شريطة تقدمي ملخص لها باللغة العربية. 5.5 تقدر املجلة سلفا اجلهد العلمي املبذول يف كتابة الدراسات والبحوث من قبل أصحابها وعلى هذا االساس فإن الدراسات والبحوث املقدمة للنشر تخضع للتقييم والنقد من قبل مقومني اثنني متخصصني يف املوضوع املراد نشره تختارهما هيئة التحرير على نحو سري. 6.6 تقبل املجلة الدراسات والبحوث املترجمة يف مختلف ميادين العلم واملعرفة ذات املضامني العلمية أو تلك التي تتناول حاضر عاملنا العربي واإلسالمي واألفريقي ومستقبله شريطة توفير الدقة يف الترجمة واألمانة يف العرض ومصحوبة بصورة من النص األجنبي. 7.7 ال يحق ألصحاب الدراسات والبحوث نشر املادة يف أي مجلة علمية أخرى كما اليحق لهم استرجاعها سواء قبلت للنشر أو لم تقبل. 3

4 ضوابط ومواصفات ادلراسات وابلحوث املقدمة للنرش : 1.1 تقدم البحوث مطبوعة على وجه واحد من ورق مقاس )A4 ) ومرقمة ترقيما متسلسال مبا يف ذلك اجلداول واالشكال والصور واللوحات وقائمة املصادر واملراجع. 2.2 حتمل الصفحة األولى اسم الباحث ثالثيا ووظيفته ودرجته العلمية وجهة عمله وعنوان البحث. 3.3 يجب أال يزيد عدد الصفحات على 20 صفحة مطبوعة مبا يف ذلك صفحات اجلداول والصور والرسومات وغيرها. 4.4 التقيد بأصول البحث العلمي وقواعده وشكلياته من حيث أسلوب العرض واملصطلحات وتوثيق املصادر واملراجع يف بيانات كاملة لنشرها. 5.5 الهوامش ينبغي أن ترد بأرقام مسلسلة يف املنت وفقا لترتيب ورودها. 6.6 تقدم االوراق البحثية على قرص مضغوط )CD( مرفقة بثالث نسخ ورقية. 4

5 االفتتاحية احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم ىلع سيدنا حممد وىلع آهل وصحبه واتلابعني هلم بإحسان إىل يوم ادلين.. فبعد أن أصدرت انلقابة العامة ألعضاء هيئة اتلدريس جملة اجلاميع الرائدة يف هذا امليدان األعداد املاضية فها يه تعاود اتلواصل مع قراءها األعزاء بالرغم من لك الظروف تلضع بني أيديهم العدد اثلالث والعرشين من إصدارتها املتواصلة واذلي سجلت به عنوان اتلفوق تلضيف إىل مشوارها الطويل اذلي اكنت تتجاوز فيه العقبات وتتحدى املحن اليت تقف يف طريق هذا اتلواصل بما تقدمه من أحباث خطتها أنامل االساتذة األجالء تلكون املنهل الصايف اذلي تنهل منه العقول انلرية والكوادر ايلافعة اليت حطت رحاهلا يف رحاب هذه املجلة. إن من اليسري القول إنين سأعمل غري أنه من الصعب جدا أن تبىق ىلع تواصل مع ما تعمل وبنفس احلماس واحليوية اليت كنت بها يف بداية األمر وهذه جملتكم ما برحت حلظة يف ختطي العقبات اليت تعرتضها تلربز لكم باحلل ة اليت رأيتموها أول صدورها وما ذاك إال بفضل إرصاركم ىلع اتلواصل معها ورفدها بآرائكم اليت وجدت طريقها إىل القائمني ىلع أعماهلا فالقت منا لك االهتمام نعدكم باملزيد كما أنتم تعدونا باتلواصل حىت حنقق األهداف املرجوة من وراء هذا االصدار. إن هذه املجلة جملتكم وهيئة حتريرها حريصة جدا ىلع إرضائكم بما تقدمه من أحباث ونتمىن أن ياليق هذا العدد اذلي بني يديكم رضاكم. واهلل ويل اتلوفيق رئيس هيئة اتلحرير 5

6 دعوة إىل أعضاء هيئة اتلدريس اجلاميع للكتابة والنرش انطالقا من أهمية الدور العلمي الذي يقوم به أعضاء هيئة التدريس باجلامعات الليبية وإسهاما منهم يف تفعيل دورها وترسيخ أسس البحث العلمي وأصوله بني طالب اجلامعات وباحثيها بالدرجة االولى وبني قراء هذه الدورية على أوسع نطاق. تدعو أسرة حترير مجلة اجلامعي كل الباحثني وأعضاء هيئة التدريس يف مختلف الكليات واجلامعات الليبية وخارجها إلى املشاركة مبجهوداتهم العلمية والكتابة إليها وإرسال دراساتهم وبحوثهم التي ستكون محل تقدير واعتزاز. 6

7 فهرس املحتويات 9 زوجات انليب الطاهرات و حكمة تعد دهن د. حممد السايح صالح الكوربو 23 تغري األحاكم بتغري الزمان د.الصادق املربوك الصادق 41 احلجاج عند ابن عطاء اهلل السكندري يف كتاب اتلنوير يف إسقاط اتلدبري د. اعدل حممد يوسف انلاجم. ظاهرة اإلضمار يف انلحو العريب بني وضوح املعىن وسالمة الرتكيب د. أمحد اهلادي ررشاش الصيارفة ودورهم يف قبول الودائع وتقديم القروض يف احلضارة العربية اإلسالمية د. ماهر عبدالغين دعوب املرشواعت الصغرى واملتوسطة يف يلبيا الطموح واتلحديات ادلاخلية د. حممد ابوالقاسم زكري د. فوزي رجب بن عيىس رضاء العمالء عن اخلدمات املقدمة وعالقته بسلوكهم الرشاىئ دراسة تطبيقية ىلع ماكتب مبيعات فرع طرابلس برشكة اخلطوط اجلوية الليبية 135 د. حنان معمر أبوعجيله العباين 161 األسباب واملعوقات املؤثرة يف عملية االلزتام بتقديم اإلقرار الرضييب يف مواعيده املحددة قانونامن قبل ممويل رضيبة أرباح الرشاكت يف يلبيا د. مسعود حممد امريود د.شمس ادلين حممد فرج 7

8 طبيعة وخصائص القائم باالتصال داخل املؤسسة دراسة ميدانية ىلع عينة من مدراء الشؤون اإلدارية باملؤسسات العامة بمدينة طرابلس اإلعالم املتخصص. النشأة... اتلطور واألهمية د.هشام فتيح أبوشعالة د. الطاهر عمار العباين صورة العرب يف السينما واتللفزيون األمريكي د. مروان نايف عدوان د. عرفات مفتاح معيوف اقتصاديات السينما دراسة ابلعد االقتصادي لسيطرة هويلوود ىلع صناعة السينما د إبراهيم عيل عمر* قراءة يف كتاب: السياسة الليبية: القبيلة واثلورة تأيلف: جون ديفز Genetic Programming for AL goriahms ammar. AL-Debr alhadi. Yahya 3 Immunohistochemical expression of proliferating cell nuclear antigen (PCNA) in the parotid salivary glands of male albino rats after long administration of nutmeg El-Sakhawy M.A Abusaida H Issa Y 17 Al-Sabaa A and Abdelgayed Sh Vocational Rehabilitation Outcomes and Costs Abdulfatah Altumi Ahmad Al-yaseer Tarik Badi Effect of dietary polyunsaturated fatty acids on lipid composition of kidney tissue in Rams Naser Estuty Zeinab Zayed Saleh Alragubi 8 Omran Algriany 34 Influence of Company Characteristics on Extent of Corporate Social esponsibility and Environmental Reporting by Libyan Companies Osama Elazerg Naser Benomran 66 60

9 زوجات انليب ﷺ الطاهرات و حكمة تعد دهن د. حممد السايح صالح الكوربو* احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على أشرف األنبياء واملرسلني سيدنا محمد ﷺ الصادق الوعد األمني. وبعد... فإن الدين اإلسالمي دين الفطرة وشريعة احلياة إلى أن يرث اهلل األرض ومن عليها وألن األسرة عماد املجتمع اإلنساني وأساس بنيانه فقد أوالها عناية خاصة ومن القضايا التي عاجلها هذا الدين قضية تعدد الزوجات ولم تكن هذه القضية مثار نقاش وجدال عندما كان املسلمون متمسكني بدينهم أقوياء لم يدب إليهم الضعف ولكن بعد أن خارت قواهم وتفرقت كلمتهم وانتشرت التيارات الفكرية التي حتاول النيل من اإلسالم واملسلمني بدأ النقاش على موضوع الزواج عامة وتعدد الزوجات خاصة حتى وصل األمر ذروته عندما حاول بعض املستشرقني النيل من الطاهر املطهر سيدنا محمد ﷺ خير البرية الذي قال فيه ربه: و إ ن ك ل ع لى خ ل ق ع ظ يم )1( وذلك باختالق التهم واألكاذيب حول تعدد زوجاته ﷺ. وقد اخترت تعدد زوجاته ﷺ كموضوع لهذا البحث وأنا على علم أنني ال أستطيع أن آت فيه بجديد ولكن أردت عرض هذا املوضوع بطريقة حديثة حتى يسهل فهمه على القارئ وليتعرف على بعض احل ك م التي كانت وراء تعدد زوجاته ﷺ. لقد تزوج الرسول الكرمي ﷺ بأكثر من أربع نسوة وهي خصوصية له ﷺ فقد ثبت بالدليل القرآني أن للرسول الكرمي ﷺ أمورا خاصة به دون غيره مثل أن ت ه ب املرأة نفسها له دون مهر والتعدد بأكثر من أربع وعدم وجوب القسم بني األزواج كل ذلك خاص به *عضو هيئة اتلدريس قسم ادلراسات االسالمية لكية اآلداب. جامعة سبها 9

10 10 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 صلوات اهلل وسالمه عليه تشريفا له وإظهاره ملقامه السامي عند اهلل تعالى فقد قال تعالى: ي ا أ ي ه ا النه ب ي إ نه ا أ ح ل ل ن ا ل ك أ ز و اج ك الاله ت ي آت ي ت أ ج ور ه نه و م ا م ل ك ت ي ين ك م ه ا أ ف اء اهلله ع ل ي ك و ب ن ات ع م ك و ب ن ات ع مه ات ك و ب ن ات خ ال ك و ب ن ات خ اال ت ك الاله ت ي ه اج ر ن م ع ك و ام ر أ ة م ؤ م ن ة إ ن و ه ب ت ن ف س ه ا ل لنه ب ي إ ن أ ر اد النه ب ي أ ن ي س ت نك ح ه ا خ ال ص ة له ك م ن د ون امل ؤ م ن ني ق د ع ل م ن ا م ا ف ر ض ن ا ع ل ي ه م ف أ ز و اج ه م و م ا م ل ك ت أ ي ان ه م ل ك ي ال ي ك ون ع ل ي ك ح ر ج و ك ان اهلله غ ف ور ا ره ح يم ا )2(. وقد روى عن أنس بن مالك أنه قال: «تزوج رسول اهلل ﷺ بخمس عشرة امرأة )3( ودخل بثالث عشرة منهن ومات عن تسع وكان له جاريتان» ومن ثم يكون الزواج بهذا العدد من النساء من خصوصياته ﷺ وهو ليس للمتعة وإمنا ألسباب أعظم وأهم وهذه اخلصوصية ليست خصوصية عدد وإمنا خصوصية معدود فبعض الناس ال يفرقون بني االستثناء ف العدد واالستثناء ف املعدود ومحمد ﷺ لم يستثن ف العدد وإمنا استثني ف املعدود والفرق بني االثنني أن محمدا عليه الصالة والسالم اجتمعت عنده إحدى عشرة زوجة ولم ي بح له عدد إحدى عشرة ثم أبيح له معدودات إحدى عشرة إذا ذهبت واحدة منهن ليس له أن يكمل العدد )4( قال تعالى: ال ي ح ل ل ك الن س اء م ن ب ع د و ال أ ن ت ب ده ل ب ه نه م ن أ ز و اج )5(. إن الرسول ﷺ ما كان له حاجة ألن يتزوج مبن تزوج من النساء بعد السيدة خديجة< وقد أمضى معها زهرة شبابه وصفوة عمره لوال حرصه ﷺ على الدعوة اإلسالمية )6(. لقد اختارهن اهلل حلبيبه املصطفى ﷺ وأكرمهن بهذا الشرف العظيم شرف االنتساب إلى سيد املرسلني واختارهن من صفوة النساء وجعلهن أمهات املؤمنني ف وجوب االحترام والتعظيم وف حرمة الزواج بهن حتى بعد وفاته ﷺ تكريا لرسوله )7( فقال وهو أصدق القائلني: النه ب ي أ و ل ى ب امل ؤ م ن ني م ن أ نف س ه م و أ ز و اج ه أ مه ه ات ه م )8( وقال أيضا : و م ا ك ان ل ك م أ ن ت ؤ ذ وا ر س ول اهلله و ال أ ن ت نك ح وا أ ز و اج ه م ن ب ع د ه أ ب د ا إ نه ذ ل ك م ك ان ع ند اهلله ع ظ يم ا )9(. وقد شر ف اهلل تعالى أزواج نبيه ﷺ بأن جعلهن أمهات املؤمنني أي ف وجوب التعظيم واملبرة واإلحالل وحرمة النكاح على الرجال فكان ذلك تكريا لرسوله وتشريفا لهن )10(. أوال : السيدة خديجة بنت خويلد رضي اهلل عنها: وهي أول أزواجه ﷺ فقد تزوجها الرسول الكرمي وهو ال يزال ف اخلامسة والعشرين من عمره وقد كانت أرملة ف األربعني وكانت عند أبي هالة ابن زرارة أوال ثم خلف عليها بعده عتيق بن عائد ثم خلف عليها الرسول ﷺ )11(. وقد اختارها عليه الصالة والسالم لسداد رأيها ووفرة ذكائها وقد أعجبتها

11 زوجات انليب ﷺ الطاهرات و حكمة تعد دهن أمانته وحببه إليها ص دقه وقد كان ي عرف بني قومه يومذاك بالصادق األمني وكان زواجه بها حكيما موفقا فهي التي كانت ترفض سادات قريش وكبراءها الذين تقدموا خلطبتها وآثرت محمدا األمني والنبي املنتظر لتكون خير نساء العاملني وكانت له نعم الزوجة العارفة بحقيقته ومكانته وبحاضره وغده فقالت له يوم عاد من غار حراء يرجتف بعد لقاء جبريل عليه السالم ونزول الوحي وهو يقول: زملوني زملوني حتى ذهب عنه الروع فحدثها باخلبر وقال: لقد خشيت على نفسي فقالت له : أبشر كاله واهلل ما يخصزيك اهلل أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق احلديث وحتمل الك ل وت ك سب املعدوم وت قر ئ الضيف وت عني على نوائب احلق )12( وقد كانت السيدة خديجة عاقلة راجحة الرأي وقد كان لسنها ورجاحة عقلها دور أساسي ف العمل على طمأنة الرسول الكرمي وشد عضده وتفسيرها العقالني ملا حدث له وانه ليس بعارض من اجلن او السحر وامنا هو أمر رباني حتى انها ف قصة اخرى وضعت رأسه ف حجرها وقالت له: هل ترى ما تراه و تقصد جبريل عليه السالم وقالت له: لو كان جنا ملا انصرف أما وأنه قد انصرف فهو ملك كرمي فلو كان ما حدث للرسول الكرمي ف غار حراء وهو متزوج امرأة صغيرة السن ملا كانت تستطيع أن تقوم بطمأنة الرسول الكرمي أو الشد من أزره بل رمبا قد تكون قد زادته هلعا وخوفا. وكيف أنها ذهبت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل فقالت له: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك فقال ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى فاخبره رسول اهلل ﷺ ما رأى فقال ورقة: هذا الناموس الذي ن زه ل اهلل على موسى يا ليتني فيها )13( جدع وقد كان ﷺ يحبها حبا شديدا ويكثر من ذكرها واإلطراء عليها حتى أن نساءه كن يغرن منها ما جعل السيدة عائشة عند ذكره لها تقول: وهل كانت إال عجوزا ف غابر األزمان قد أبدلك اهلل خيرا منها تعني نفسها فغضب الرسول الكرمي من هذه الكلمة وقال لها: ال واهلل ما أبدلني اهلل خيرا منها لقد آمنت بي إذ كفر الناس بي وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني مبالها إذ حرمني الناس ورزقني اهلل منها الولد دون غيرها من النساء. قالت: فلم أذكرها بسوء بعدها أبدا ) 14 (. وكان ﷺ نعم الزوج الوف لها حتى بعد وفاتها يذكر مواساتها له وعطفها عليه وتأييدها إياه ويحفظ عهدها ف صويحباتها الالتي كان يهديهن بعض الهدايا من حلم أو لنب فتغار السيدة عائشة فقد روي أنها قالت : «ما غرت من أحد من نساء النبي ما غرت من خديجة وما رأيتها قط ولكن كان النبي يكثر من ذكرها ورمبا ذبح الشاة ثم يبعثها ف صدائق خديجة ورمبا قلت: كأن لم يكن ف الدنيا امرأة إال خديجة فيقول: إنها )15( كانت وكانت وكان لي منها الولد«. 11

12 12 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 وقد عاشت مع رسول اهلل ﷺ خمس عشرة سنة قبل البعثة وعشرة بعدها ولم يتزوج الرسول الكرمي عليها وقد رزق منها جميع أوالده عدا إبراهيم. ثانيا : السيدة سودة بنت زمعة : وهي امرأة جتاوزت من العمر اخلامسة واخلمسني فقد كانت زوجة للسكران بن عمرو األنصاري وتوف زوجها عنها بعد الرجوع من هجرة احلبشة الثانية فأصبحت وحيدة ال مأوى لها إال بيت أبيها وكان مشركا فخشي الرسول الكرمي عليها من األذى فاختار ﷺ كفالتها فتزوجها وهذا هو منتهى اإلحسان والتكرمي وقد متنت السيدة عائشة ان تكون ف مثل هيئتها وطريقتها حيث قالت ما من الناس أحد أحب إليه أن أكون ف مسالخها من سودة بنت زمعة إال ان بها ح دة )16( وكانت حتب الصدقة فعن عائشة فقالت: اجتمع أزواج النبي ﷺ عنده ذات يوم فقلن: يا نبي اهلل أيتنا أسرع حلوقا بك فقال: أطولكن يدا فأخدنا قصبا فذرعناها فكانت سودة بنت زمعة أطولنا فقالت: توف رسول اهلل ﷺ فكانت سودة أسرعنا به حلوقا فعرفنا بعد أمنا كان طول اليد من )17( الصدقة وكانت امرأة حتب الصدقة وزيادة على ذلك فقد كانت راجحة العقل. وكان بزواجه بها إمنا ليعلم املسلمني تشريع الزواج باألرامل فيمتثل به املؤمنون وهو من تعاليم الدين اإلسالمي ولو كان غرض الرسول ﷺ الشهوة كما يزعم املستشرقون لتزوج النواهد األبكار بدال من األرملة املسنة وقد كان يومها كل رجل يتمنى نسبه ﷺ ولكن عليه الصالة والسالم كان املثل األعلى ف الشهامة والنجدة واملروءة. ثالثا : السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق : تزوجها الرسول ﷺ وكانت بكرا وهي البكر الوحيدة بني نسائه الطاهرات ولم يتزوج بكرا غيرها وقد عقد عليها وهي ف السادسة من عمرها... وفضال عن ذلك فقد كان هذا الزواج رابطا بينه وبين أبي بكر خير أصحابه وإن زواجها كان بوحي من اهلل سبحانه وتعالى فعن السيدة عائشة قالت: قال رسول اهلل ﷺ: أريتك ف املنام مرتني اذا رجل يحملك ف سرقة حرير فيقول هذه امرأتك فاكشفها فاذا هي أنت فيقول: إن يكن هذا من عند اهلل يضه»)18( وحلكمة بالغة فهي التي حفظت عن النبي ﷺ وروت عنه الكثير من سنته التي اهتدى بها املسلمون ف اجلانب األسرى وما كان ذلك ليحدث لوال أنه اختارها صغيرة حتفظ بسهولة ما تعرفه عن الرسول من قول أو فعل أو تقرير )19(. وقد كان كثير من علماء الصحابة يسألونها عن بعض األحكام التي ت ش ك ل عليهم فتبيها لهم ور وي عن أبي موسى األشعري أنه قال: ما أشكل علينا أصحاب رسول اهلل ﷺ حديث قط فسألنا عائشة إال وجدنا عندها منه علما...«)20( وقال عروة: «ما رأيت امرأة أعلم بطب وال فقه وال شعر من عائشة... ولم يرو ف الصحيح أحد من الرجال

13 زوجات انليب ﷺ الطاهرات و حكمة تعد دهن أكثر ما روي عنها إال شخصان هما: أبوهريرة وعبد اهلل بن» )21(. وقد كان النبي ﷺ أحرص الناس على العدل بني نسائه قدوة للمسلمني ومعلما وإماما إال فيما لم متلكه بشريته من املساواة بينهن ف العاطفة والقلب فقد كان شديد احلب لعائشة وما جاء ف فضلها انه س ئل عن أحب النساء إليه فقال: عائشة وعن أحب الرجال فقال: أبوها )22( وكان يعدل بينهن ف القسم ويقول:»اللهم هذا قسمي فيما أملك فال تؤاخذني فيما ال أملك» )23(. ولقد كانت مصاهرة الرسول ﷺ للصديق من ة ومكافأة ف هذه احلياة الدنيا )24(. رابعا : السيدة حفصة بنت عمر بن اخلطاب : تزوجها رسول اهلل ﷺ وهي أرملة حيث كانت زوجة خلنيس بن حذامة األنصاري وتوف عنها زوجها ف غزوة بدر وقد أخرج البخاري عن عبداهلل بن عمرو : إن عمرا حني تأيت حفصة من خنيس وكان شهد بدرا وتوف باملدينة لقي عثمان فقال إن شئت أنكحتك حفصة قال: سأنظر ف أمري فلبث ليال فقال: قد بدا لي أن ال أتزوج. قال عمر: فقلت ألبي بكر: إن شئت أنكحتك حفصة فصمت فكنت عليه أوجد مني على عثمان: فلبث ليالي ثم خطبها النبي ﷺ فأنكحتها إياه فلقيني أبوبكر فقال: لعلك وجدت علي حني عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك قلت: نعم قال: إنه لم ينعني أن أرجع إليك إال أني علمت أن النبي ﷺ ذكرها فلم أكن ألفشي سره ولو تركها لقبلتها )25(. لم يشأ سيد املرسلني أن يضن على صديقه ووليه باملصاهرة التي شر ف بها أبو بكر قبله وليوثق من عالقته به وكان لديه ف منزلة صديقه أبوبكر )26(. خامسا : السيدة زينب بنت خزمية : تزوجها عليه السالم وكانت أرملة وحيدة فقد توف عنها زوجها عبيد بن احلارث بن عبد املطلب ف غزوة بدر وقد كانت هي األخرى قد اشتركت ف بدر إذ كانت تضمد اجلرحى وحتمل املاء إلى املحاربني ومل ا علم الرسول ﷺ بصبرها وثباتها وأنه ليس لديها من يعينها أو يقف إلى جانبها خطبها لنفسه وتزوجها وآواها وقد كانت تؤوي اليتامى والضعفاء واملساكني وجتعل من بيتها ملجأ لهم حتى إنها كانت تسمى بأم املساكني وكان عمرها عندما تزوجها رسول اهلل ﷺ ستني عاما ولم تعمر عنده أكثر من عامني فقد وافتها املنية حينذاك. فأين ما يدعيه األفه اك ون ومن تبعهم من هوى أو شهوة ف مثل هذا الزواج. إن زواجه هذا ﷺ لم يكن سوى بدافع الشفقة والرحمة. سادسا : السيدة زينب بنت جحش : تزوجها الرسول ﷺ وهي ثيب وقد كانت زوجة لزيد بن حارثة ثم طلقها نتيجة لسوء 13

14 14 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 العشرة بينهما والتي سببها احلالة االجتماعية لكل منهما فزينب شريفة وزيد باألمس كان عبدا وقد أراد اهلل امتحانهما بزواج زيد لتحطيم مبدأ العصبية القبلية والشرف اجلاهلي فحني عرض الرسول الكرمي على زينب الزواج من زيد امتنعت واستنكفت اعتزازا بنفسها وشرفها فنزل قوله تعالى: و م ا ك ان مل ؤ م ن و ال م ؤ م ن ة إ ذ ا ق ض ى اهلله و ر س ول ه أ م ر ا أ ن ي ك ون ل ه م اخل ي ر ة م ن أ م ر ه م و م ن ي ع ص اهلله و ر س ول ه ف ق د ض له ض ال ال م ب ين ا )27( فخضعت زينب ألمر الرسول ﷺ وأسلمت لزيد جسدها دون روحها فكان من وراء ذلك األلم والضيق )28( وساءت العالقة بينهما فجاء زيد يستأذن الرسول ﷺ ف طالقها فأمره الرسول ﷺ بالتمهل ف ذلك ولم يدم األمر طويال حتى طلقها زيد وقد كان زواجه ﷺ من زينب بنت جحش طاعة ألمره تعالى وذلك حلكمة بالغة وهي إبطال عادة التبني وحترمي زوجة االبن املتبني وليس كما يد عي الذين يتصيدون الت هم على اإلسالم واملسلمني. سابعا : السيدة أم سلمة»هند بنت أبي أمية املخزومية«: تزوجها الرسول الكرمي وهي أرملة وكان زوجها عبداهلل بن عبد األسد قد مات عنها ف غزوة أحد وتركها وأربعة أيتام وكانت كهلة مسن ة فأراد النبي ﷺ أن يكفلها وعيالها فاعتذرت إليه وقالت: إني مسن ة وإني أم أيتام وإني شديدة الغيرة فأجابها الرسول ﷺ وأرسل لها يقول أما األيتام فأضمهم إلي وأدعو اهلل أن يذهب عن قلبك الغيرة )29(. وقد كانت من نسب شريف وسب اقة إلى اإلسالم وكانت ذات رأي سديد و كان الرسول ﷺ يستشيرها ف بعض األمور ويأخذ برأيها حيث كانت راجحة العقل ولها ف صلح احلديبية موقف رائع فقد أشارت على رسول اهلل ﷺ عندما دخل عليها ولم تطب نفوس أصحابه بالتحلل بأن يخرج فيحلق ويذبح فإذا رآه أصحابه تابعوه على ذلك فكان ما تنبأت به وتلك املشورة تدل على ما أوتيت من عقل وحسن تدبير. وقد روى االمام أحمد أن رسول اهلل ﷺ قال: يا أيها الناس انحروا واحلقوا فما قام أحد ثم عاد مبثلها فما قام احد ثم عاد مبثلها فما قام رجل فرجع رسول اهلل ﷺ فدخل على أم سلمة فقال: يا أم سلمة ما شأن الناس. قالت: يا رسول اهلل قد دخلهم ما رأيت فال تكلمن منهم إنسانا. واعمد إلى هديك حيث كان فانحره واحلق فلو فعلت ذلك فعل الناس فخرج رسول اهلل ﷺ ال يكلم احدا حتى أتى هديه فنحره ثم جلس فحلق فقام الناس ينحرون ويحلقون )30(. ثامنا : السيدة أم حبيبة )رملة بنت أبي سفيان( : تزوجها الرسول ﷺ وهي ابنة عدو املسلمني اللذود آنذاك ولكنها كانت مسلمة وهاجرت مع زوجها إلى احلبشة فرارا بدينها وهناك ارتد زوجها )31( عبيداهلل بن جحش وبقيت على دينها وحيدة فبعث رسول اهلل ﷺ عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي يوكله ف تزويجه إياها ف س رت س رورا ال يعرف مقداره إال اهلل سبحانه وتعالى ألنها لو رجعت إلى أبيها وأهلها

15 زوجات انليب ﷺ الطاهرات و حكمة تعد دهن ألجبروها على الكفر والرد ة وقد أصدقها النجاشي عنه أربعمائة دينار مع هدايا نفيسة... فلما بلغ اخلبر أبا سفيان أقر ذلك الزواج وقال: هو الفحل ال يجدع أنفه )32(. لم يترك الرسول ﷺ املرأة املسلمة بال عائل ف الغربة بعد أن فارقها زوجها وكان أبوها من أئمة الكفار آنذاك فاستحق ثناء عدوه عليه وعل م املسلمني جديدا من تعاليم اإلسالم )33(. تاسعا : السيدة جويرية بنت احلارث : تزوجها الرسول ﷺ وهي أرملة مسافع بن صفوان الذي قتل يوم املريسيع فقد أخرج البخاري عن عائشة قالت: أصاب رسول اهلل ﷺ بني املصطلق فأخرج اخلمس منه ثم قسمه بني الناس فأعطى الفرس سهمني والرجل سهما فوقعت جويرية بنت احلارث ف سهم ثابت بن قيس فجاءت إلى الرسول ﷺ فقالت: يا رسول اهلل أنا جويرية بنت احلارث سيد قومه وقد أصابني من األمر ما علمت وقد كاتبني ثابت بن قيس على تسع أواق فأعني على فكاكي فقال عليه الصالة والسالم: أو خير من ذلك فقالت: ما هو فقال: أؤدي عنك كتابك وأتزوجك فقالت: نعم يا رسول اهلل فقال رسول اهلل ﷺ قد فعلت )34( وملا بلغ اخلبر املسلمني اعتقوا كل ما بأيديهم من بني املصطلق إكراما ملصاهرة الرسول ﷺ لهم حيث قال الناس: أصهار رسول ﷺ وارسلوا ما بأيديهم. فقد قالت السيدة عائشة : فلقد أعتق بتزويجه إياها منه مائة أهل بيت من بني املصطلق فما أعلم امرأة كانت أعظم على قومها بركة منها )35(. عاشرا : السيدة صفية بنت ح يي بن أخطب : فقد وقعت ف األسر عندما أد ب الرسول ﷺ قومها حني خانوا عهدهم معه وينتهي نسبها إلى هارون أخي موسى \ وقد قتل أبوها وزوجها يوم خيبر )36( ووقعت ف سهم أحد املسلمني فقال أهل الرأي واملشورة هذه سيدة بني قريظة ال تصلح إال لرسول اهلل ﷺ فعرضوا األمر على الرسول الكرمي... فدعاها وقال لها: اختاري فإن اخترت اإلسالم أمسكتك لنفسي وإن اخترت اليهودية فعسى أن اعتقك فتلحقي بقومك فقالت: يارسول اهلل لقد هويت اإلسالم وصد قت بك قبل أن تدعوني إلى رحلك وما لي ف اليهودية إرب ومالي فيها والد وال أخ... فأمسكها رسول اهلل ﷺ لنفسه )37( وتزوجها وقد أسلم بإسالمها عدد من قومها. وقد وصفها الرسول الكرمي بالصادقة حيث كان ﷺ ف مرضه شاكيا وعنده أزواجه فقالت صفية : يا رسول اهلل لوددت أن الذي بك بي فتغامز بها أزواج النبي )38( ﷺ فقال النبي ﷺ: اعتبنها فو الذي نفسي بيده إنها لصادقة. احلادية عشر: السيدة ميمونة بن احلارث الهاللية : وهي التي وهبت نفسها للنبي ﷺ ووصفها القرآن باإليان فعن قتادة قال: تزوج 15

16 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 الرسول اهلل ﷺ ميمونة بنت احلارث... حني اعتمر مبكة ووهبت نفسها للنبي ﷺ وفيها نزل قوله تعالى: و ب ش ر امل ؤ م ن ني ب أ ن ل ه م م ن اهلل ف ض ال ك ب ير ا )39( مت صدرت معه ﷺ )40( إلى املدينة. وقد كان اسمها بر ة فسماها ﷺ ميمونة وقد قالت عنها السيدة عائشة: أما إنها كانت من أتقانا وأوصلنا للرحم وهي أرملة أبي رهم بن عبد العزى وقد كان زواجه منها تكريا لعشيرتها الذين آزروا الرسول الكرم ونصروه وقد وصفها الرسول الكرمي ﷺ بأنها مؤمنة فعن ابن عباس رضي اهلل عنه قال: قال رسول اهلل ﷺ: االخوات املؤمنات ميمونة بنت )41( احلارث وأم الفضل وأم عميس لقد عد د الرسول الكرمي ﷺ زوجاته وكان ذلك خصوصية له دون غيره وف ذلك يقول تعالى: ي ا أ ي ه ا النه ب ي إ نه ا أ ح ل ل ن ا ل ك أ ز و اج ك الاله ت ي آت ي ت أ ج ور ه نه و م ا م ل ك ت ي ين ك م ه ا أ ف اء اهلله ع ل ي ك )42(. إن الرسول ﷺ ما كانت له حاجة ألن يتزوج مبن تزوج من النساء بعد السيدة خديجة )43( وقد أمضى معها زهرة شبابه وصفوة عمره لوال حرصه على الدعوة اإلسالمية. كانت هناك حكم كثيرة وراء تعدد زوجاته نذكر منها: أوال : احلكمة التعليمية: لقد كانت الغاية األساسية من تعدد زوجاته عليه الصالة و السالم هو تخريج بضع معلمات للنساء يعلمنهن األحكام الشرعية وقد ف ر ض عليهن من التكاليف ما فرض على الرجال )44( وقد كان احلياء ينعهن عن سؤال الرسول ﷺ عن بعض األمور الشرعية اخلاصة بهن كأحكام احليض والنفاس واألمور الزوجية وغير ذلك وكن يغالنب انفسهن عندما تدعوهن احلاجة إلى السؤال وكان ﷺ شديد احلياء عند ذلك كما دلت على ذلك بعض املواقف ف مثل هذه األمور حيث كان يجيب عن مثل هذه األسئلة ويكنى باإلجابة فقد روت السيدة عائشة أن امرأة من األنصار سألت رسول اهلل ﷺ عن غسلها من املحيض فعلمها كيف تغتسل ثم قال لها: خذي خرقة مس كة أي قطعة من القطن بها أثر الطيب فتطهري بها فقالت كيف أتطهر بها قال: تطهري بها قالت كيف يا رسول اهلل أتطهر بها فقال: سبحان اهلل تطهري بها!!.. فقالت السيدة عائشة : فاجتذبتها من يدها فقلت لها: ضعيها ف مكان كذا وتتبعي بها أثر الدم وصرحت لها باملكان الذي تضعها فيه )45(. وقد ورد ف الصحيحني حديث روته أم سلمة أن أم سليم زوج أبي طلحة جاءت إلى الرسول ﷺ فقالت: يا رسول اهلل إن اهلل ال يستحي من احلق هل على املرأة غسل إذا 16

17 زوجات انليب ﷺ الطاهرات و حكمة تعد دهن هي احتلمت فقال لها النبي ﷺ نعم إذا رأت املاء.. فقالت أم سليم: لقد فضحت النساء ويحك أ و حتتلم املرأة فأجابها النبي الكرمي: إذا فب م ا يشبهها الولد )46(. وقد كان لزوجات النبي ﷺ الطاهرات دور عظيم ف تبليغ الشريعة ونشر السنة السيما ما يتعلق بحياة النبي ﷺ الزوجية داخل بيته الكرمي مثل االحكام املتعلقة باملعاشرة الزوجية وكيفية االغتسال وغيرها من األحكام وقد قال تعالى مخاطبا أزواج النبي عليه الصالة ب اهلله والسالم: اله ذ ين ي ب ل غ ون ر س اال ت اهلله و ي خ ش و ن ه و ال ي خ ش و ن أ ح د ا إ اله اهلله و ك ف ى ح س يب ا )47( وقد قمن بهذه املهمة خير قيام فمن يطلع على كتب السنة يجدها زاخرة باألحاديث التي جاءت عن طريقهن تبني حركة الرسول الكرمي وسكونه ف بيته وكذلك )48( األحكام التي توضح قمة العدل والقسط بينهن وحسن معاشرتهن ورعاية جانبهن «وقد كان لهن أيضا كبير الفضل ف نقل جميع أحواله ﷺ من أقوال وأفعال و تقريرات وأصبح من هؤالء الزوجات معلمات محدثات نقلن هديه عليه الصالة والسالم واشتهرن بقوة احلفظ والنبوغ والذكاء. ثانيا : احلكمة التشريعية: لقد كانت ف اجلاهلية العديد من العادات احلسنة والعادات املستنكرة وعندما جاء اإلسالم أقرهم على العادات احلسنة وأبطل ما عداها ولكن كان للتشريع ف ذلك أساليب مختلفة منها ما جاء على سبيل التدرج ومنها ما جاء على سبيل النهي املطلق وغيرها من األساليب األخرى وكان من ضمن العادات املستنكرة عادة التبني التي كانت ضاربة أطنابها ف تلك املجتمعات فقد كان الواحد منهم يتبنى ولد غيره ويقول له: أنت ولدي أرثك وترثنى وقد ألهم اهلل تعالى رسوله عليه الصالة والسالم أن يتبنى أحد األبناء وكان ذلك قبل البعثة النبوية فتبنى زيد بن حارثة على عادة العرب )49( وكانوا ينادونه زيد بن محمد حتى أنزل اهلل ف ذلك قرآنا يقول فيه: اد ع وه م ل ب ائ ه م ه و أ ق س ط ع ند اهلله )50( فقال الرسول ﷺ له أنت زيد بن حارثة بن شرحبيل وعندما شب زيد ز وه جه ﷺ من ابنة عمته زينب بنت جحش وقد كانت قرشية من أشراف قريش وكان هو عبدا ملوكا قبل أن يتبناه الرسول ﷺ فكانت ترى نفسها عليه وساءت العالقة بينها وكان يأتي إلى الرسول الكرمي يريد طالقها ولكن الرسول ﷺ يرد عليه قائال : أمسك عليك زوجك ولكن األمر بينهما طال على هذا احلال فطلقها زيد وأمر اهلل سبحانه وتعالى رسوله ﷺ أن يتزوجها ليبطل ما عرفه العرب من حترمي زوجة االبن املتبني على األب ولكنه ﷺ كان يتباطأ ف ذلك فنزل العتاب الشديد له ﷺ ف قوله تعالى و ت خ ش ى النه اس و اهلله أ ح ق أ ن ت خ ش اه ف ل مه ا ق ض ى ز ي د م ن ه ا و ط ر ا ز وه ج ن اك ه ا ل ك ي ال ي ك ون ع ل ى امل ؤ م ن ني ح ر ج ف أ ز و اج أ د ع ي ائ ه م إ ذ ا ق ض و ا م ن ه نه و ط ر ا و ك ان أ م ر اهلله م ف ع وال )51(. 17

18 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 وهكذا انتهت بهذا التشريع اإللهي عادة كانت منتشرة بني كل قبائل العرب آنذاك وقد كانت السيدة زينب بنت جحش تفخر على نساء النبي األخريات بقولها:»زوجكن أهاليكن وزوجني اهلل من فوق سبع سموات«وبهذا تبطل االدعاءات التي يطلقها املستشرقون ومن سار على نهجهم أن زواجه كان بدافع الشهوة والهوى ويتجلى الغرض النبيل وراء زواجه ﷺ ف كل مرة. ثالثا : احلكمة االجتماعية: تزوج الرسول الكرمي بابنتي صديقيه أبي بكر وعمر وذلك تكريا لهما وهما من أكثر الناس ن صرة له ف نشر دعوته. فقد تزوج بابنة أبي بكر الصديق أعز الناس وأحبهم إليه وأعظمهم قدرا لديه حيث كان الصديق أسبق الناس إلى دعوته وأكثرهم عونا له بالنفس واملال وقد حتمل األذى ف سبيل ذلك حتى قال عنه الرسول ﷺ: ما ألحد عندنا يد إال وقد كافيناه بها ما خال أبا بكر فإن له عندنا يد يكافئه اهلل تعالى بها يوم القيامة وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبي بكر وما عرضت اإلسالم على أحد إال وكانت له كبوة )أي تردد وتلكؤ( إال أبا بكر فإنه لم يتلعثم ولو كنت متخذا خليال التخذت أبا بكر خليال أال وإن صاحبكم خليل اهلل تعالى )52(. ويروى أنه ﷺ تزوج السيدة عائشة بأمر من اهلل )53( تعالى وسواء صحت هذه الرواية أم لم تصح فإن زواجه ﷺ منها كان تكريا لصاحبه الصديق وتوثيقا للمودة بينهما. أما السيدة حفصة فقد مات عنها زوجها ف بدر وكانت ذات إباء وعفة و ح دة ف الطباع وظلت بدون زواج وكان الصحابة يخافون ح دة طباعها فتقدم أبوها بيدها لعثمان فاعتذر ثم أبي بكر فسكت فرأى عمر أن ذلك س بة له فذهب مغاضبا إلى رسول اهلل ﷺ يشكوه فطلب الرسول الكرمي يدها منه ليوثق من عالقته به )54( ويكافئه على صدقه وإخالصه وتفانيه ف سبيل هذا الدين وقد ساوى ﷺ بينه وبني وزيره األول أبي بكر ف تشريفه بهذه املصاهرة فكان زواجه بابنتيهما أعظم شرف لهما بل وأعظم مكانا ومن ة ولم يكن باإلمكان أن يكافئهما ف احلياة بشرف أعلى من هذا الشرف فما أجله سياسته وما أعظم وفائه لألوفياء املخلصني )55(. وقد تزوج ﷺ بعض زوجات صحابته الذين استشهدوا وخل فوا أسرا وأوالدا يحتاجون إلى رعاية فتزوجهن الرسول الكرمي تكريا ألزواجهن الشهداء وحماية لهن ورعاية ألبنائهن وهن: ام سلمة : فلقد هاجرت مع زوجها إلى احلبشة وف غزوة أحد استشهد زوجها فخطبها الرسول ﷺ فاعتذرت لكبر سنها وكثرة عيالها ولشدة غيرتها ثم قبلت فتزوجها ﷺ عزاء لها عن زوجها وتكريا. 18

19 زوجات انليب ﷺ الطاهرات و حكمة تعد دهن زينب بنت خزمية : فقد استشهد زوجها ف غزوة أحد ولم يكن لها معني وال كفيل فتكفل بها الرسول الكرمي وتزوجها )56(. سودة بنت زمعة فقد توف عنها زوجها عند الرجوع من هجرة احلبشة الثانية ولم يكن لها مأوى غير بيت أبيها وكان مشركا فخشي عليها الرسول ﷺ من أذى أبيها فتزوجها وكانت كبيرة ف السن حتى إنها وهبت يومها للسيدة عائشة )57(. رابعا : احلكمة السياسية: لقد كانت بعض زيجاته ﷺ من أجل تأليف القلوب عليه وجمع القبائل حوله فمن املعلوم أن اإلنسان إذا تزوج من قبيلة أو عشيرة أصبح بينه وبينهم قرابة أو مصاهرة وذلك بطبيعته يدعوهم إلى حمايته ونصرته )58( ومن هذه األمثلة تتضح احلكمة من زواجه ﷺ. من ذلك زواجه عليه الصالة والسالم برملة بنت أبي سفيان»أم حبيبة«بعد أن مات عنها زوجها فتزوجها الرسول الكرمي وكانت العداوة شديدة بني بني هاشم وقومها ف اجلاهلية وكان أبوها على رأس الكفار آنذاك فأراد الرسول أن يؤلف القلوب حتى إن أبا سفيان قال عندما علم بأمر هذا الزواج»هذا الفحل ال يجدع أنفه«)59(. زواجه من جويرية بنت احلارث: سيد بني املصطلق حيث وقعت أسيرة ف غزوة بني املصطلق وقد أسر املسلمون عددا كبيرا من قومها فأراد النبي أن يطلق املسلمون ما بأيديهم من األسرى فخطبها ﷺ عندما جاءته تطلب الفداء فوافقت وتزوجها فأطلق املسلمون كل األسرى الذين كانوا بأيديهم قائلني: أصهار رسول اهلل ﷺ أسرى حتت أيدينا فلما رأى بنو املصطلق هذا النبل وهذا السمو أسلموا جميعا ودخلوا ف دين اهلل )60(. زواجه ﷺ من صفية بنت حيي بن أخطب سيد بن قريظة: فقد وقعت ف األسر عندما أد ب رسول اهلل قومها حني خانوا عهدهم مع رسول اهلل ﷺ فخص الصحابة بها رسول اهلل فدعاها رسول اهلل وخيرها بني أن يعتقها ويتزوجها أو يطلق سراحها وتلحق بقومها فاختارت األولى ملا رأته من جميل خلقه وعظمه وقد أسلمت وأسلم بإسالمها عدد من الناس )61(. اخلالصة إن تعدد زوجاته ﷺ كان حلكم سامية وغايات نبيلة حيث حقق بذلك الزواج العديد من الغايات واألهداف التي كان لها عظيم األثر ف نشر الدين ورفع راية اإلسالم ونصرة املسلمني ولتنشيط احلركة العلمية التي كان املجتمع ف ذلك الوقت ف أمس احلاجة إليها حيث كانت زوجاته يتعلمن منه العلم وينشرنه بني الناس وخاصة النساء فقد كانت السيدة حفصة حافظة للقرآن الكرمي والسيدة عائشة راوية للحديث الشريف. ولقد ر وى عن نسائه كثير من الرجال والنساء ف مختلف األحكام الشرعية 19

20 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 خاصة ف قضايا النساء وتعلم املسلمون منه املبادئ اإلنسانية والقيم اخللقية التي يجب أن يقوم عليها املجتمع من تكافل وتآزر. وبهذا اتضحت جليا احلكمة من تعدد زوجاته ﷺ وب ط ل ما اده عاه املارقون من ادعاءات وما بت وه من سموم وأكاذيب. الهوامش - 1 سورة القلم الية سورة األحزاب الية كتاب التلخيص احلبير ابن حجر كتاب النكاح فصل التحقيق من النكاح باب خصائص النبي ف النكاح وغيره ج 3 ص تعدد الزوجات كرية عمر عبود املنشأة العامة العامة للنشر.طرابلس.ليبيا 1984 م ص سورة األحزاب الية زوجات النبي الطاهرات وحكمة تعددهن محمد محمد الصواف بيروت لبنان 1979 م ص روائع البيان ف تفسير آيات األحكام محمد علي الصابوني مكتب الغزالة دمشق سوريا ج 2 ص سورة األحزاب آية سورة األحزاب آية اجلامع ألحكام القرآن القرطبي املكتبة التوفقية القاهرة نصر.الط الت ج 14 ص روائع البيان ف تفسير آيات األحكام ج 2 ص الطبقات الكبرى ابن سعد دار صادر بيروت لبنان الط جت 1: ص صحيح البخاري كتاب بدء الوحي باب بدء الوحي رقم )3 ( صحيح البخاري باب تزويج النبي ﷺ خديجة وفضلها رضي اهلل عنها حديث رقم )3606( صحيح مسلم باب فضائل خديجة أم املؤمنني رقم )6433( صحيح مسلم باب جواز هبة الزوجة نوبتها لضرتها رقم ( 3702( مسند االمام احمد مسند االنصار حديث السيدة عائشة رقم )24378( صحيح البخاري كتاب مناقب االنصار باب تزويج النبي ﷺ عائشة رقم )3895 ) تعدد الزوجات من الناحية الدينية واالجتماعية والقانونية عبدالناصر توفيق العطار دار الشروق جدة العروبة ص سنن الترمذي كتاب الدعوات ابواب املناقب باب فضل السيدة عائشة رقم: )3847( املعجم الكبير للطبراني ج 23 ص اخرجه النسائي ف السنن حديث رقم ( 4264(. 20

21 زوجات انليب ﷺ الطاهرات و حكمة تعد دهن - 23 اخرجه ابو داود كتاب النكاح باب القسم بني النساء رقم )2134(. وابن ماجة كتاب النكاح باب القسمة بني النساء رقم )1977( روائع البيان ف تفسير آيات األحكام ج 2 ص الطبقات الكبرى البن سعد ج تعدد الزوجات كرية عمر عبود ص سورة األحزاب آية روائع البيان ف تفسير آيات األحكام ج 2 ص صحيح مسلم باب ما يقال عند الضيق حديث رقم )2165( مسند االمام احمد حديث املسورة بن مخرمة ومروان بن احلكم عن الزهري حديث رقم )18930( ج 4 ص وردت رواية أخرى تفيد أن زوجها توف عنها انظر روائع البيان ف تفسير آيات األحكام محمد علي الصابوني ج 2 ص 337 والرواية التي اثبتناها وردت ف الطبقات الكبرى ج 8 ص 26 وتفسير املنار ج 4 ص روائع البيان ف تفسير آيات األحكام ج 2 : 326 تفسير املنار: محمد رشيد رضا ج 4 ص تعدد الزوجات عبد الناصر العطار ص الطبقات الكبرى البن سعد ج 8 ص السيرة النبوية البن هشام دار صادر بيروت لبنان ج 2 ص الطبقات الكبرى البن سعد ج 8 ص الطبقات الكبرى البن سعد ج 8 : ص املصنف لعبدالرزاق الصنعاني ج 11 ص سورة األحزاب آية املستدرك للحاكم ج 16 ص املعجم الكبير للطبراني ج 24 ص سورة األحزاب آية زوجات النبي الطاهرات وحكمة تعددهن محمد محمد الصواف ص روائع البيان ف تفسير آيات األحكام محمد علي الصابوني ج 2 ص صحيح البخاري كتاب احليض باب دلك املرأة نفسها إذا تطهرت من املحيض وكيف تغتسل حديث رقم 314( ) صحيح البخاري كتاب الغسل باب إذا احتملت املرأة حديث رقم )282( سورة األحزاب آية زوجات النبى سعيد أيوب دار الهادى للطباعة والنشر بيروت لبنان ط 1997 ج 1 ص 11 21

22 اجلاميع جملة علمية حمكمة روائع البيان ف تفسير آيات األحكام محمد علي الصابوني ج 2 ص سورة األحزاب آية سورة األحزاب آية صحيح البخاري كتاب فضائل الصحابة باب قول النبي ﷺ لو كنت متخذا خليال حديث رقم ( 345 ( الطبقات الكبرى البن سعد ج تعدد الزوجات كرية عمر عبود ص روائع البيان محمد علي الصابوني ج حقائق اإلسالم وأباطيل خصومه عباس العقاد املكتبة العصرية بيروت لبنان ص نساء النبي عائشة بنت الشاطئ «عائشة» طبعة خاصة دار العلم القاهرة مصر ص روائع البيان محمد علي الصابوني ج تفسير املنار محمد رشيد رضا ج 4 ص روائع البيان الصابوني ج 2 ص املرجع نفسه ج 2 ص

23 تغري األحاكم بتغري الزمان د. الصادق املربوك الصادق* املقدمة احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على سيدنا محمد النبي املصطفى الكرمي وعلى آله وصحبه أجمعني. إن أهم ما متيزت به الشريعة اإلسالمية أنها جاءت صاحلة لكل زمان ومكان وما كان لها ذلك إال مبا حباها اهلل عز وجل من السعة واملرونة والقدرة على مسايرة العصور والدهور وتغير عادات الناس وأعرافهم وإيجاد احللول املناسبة التي تالئم احتياجاتهم ومتطلبات حياتهم. والشريعة اإلسالمية قد تضمنت خصائص وأسرارا تشريعية خلت منها كل الشرائع والقوانني الوضعية يف املاضي واحلاضر واألحكام التي تخلفت مع مرور الزمن وتغير األعراف واألحوال عن حتقيق املصلحة لم تعد صاحلة للتطبيق يف ظل الظروف واألوضاع اجلديدة واحلكم كما هو معلوم يدور مع علته وجودا وعدما ولهذا رأينا كثيرا من الفقهاء واملتأخرين من املذاهب الفقهية يفتون بغير ما أفتى به أئمة مذاهبهم وقد صرح هؤالء املتأخرون بأن سبب فتواهم عمن سبقهم اختالف عصر وزمان وليس اختالف حجة وبرهان ويهدف البحث إلى بيان أهم عوامل السعة واملرونة يف الشريعة اإلسالمية وصالحيتها للتطبيق يف كل زمان ومكان. بيان املتغيرات يف الشريعة اإلسالمية التي ميكن أن تتغير بتغير ال زم ان ضمن استنباطات العلماء ملعاجلة الوقائع واألحوال اجلديدة املتغيرة مبا يحقق مصالح العباد. بيان العوامل املؤثرة يف تغير األحكام وبيان كيفية وحدود تأثيرها كاملصلحة والعرف والضرورة. دفع شبهات املبطلني وافتراءاتهم على الشريعة بوصفها باجلمود والرد على الذين يتمسكون بظواهر النصوص دون النظر يف عللها أو واقع تطبيقها أو املقاصد واألغراض التشريعية التي جاءت لتحقيقها. عضو هيئة اتلدريس بقسم اللغة العربية وادلراسات االسالمية لكية اآلداب جامعة سبها* 23

24 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 منهجية البحث: لقد اعتمد الباحث خالل الدراسة على املنهج االستقرائي التحليلي وذلك من خالل النظر والتدقيق يف املسائل التي تغيرت أحكامها يف األزمان املاضية من حيث أسباب التغير وحيثياته ونتائجه واملستند الذي ارتكز عليه هذا التغيير وربط ذلك بالقواعد األصولية والفقهية املتعلقة باملوضوع. ويف هذا البحث سنحاول أن نسلط الضوء على تطبيق أصولي لنظرية تغير األحكام بتغير الزمان وذلك من خالل دراسة بعض املسائل الفقهية القدمية واحلديثة لتستبني بشكل واضح طريقة التعامل مع هذه املعايير والضوابط لهذه القاعدة الفقهية األصولية. وتتلخص هذه الدراسة يف اآلتي: مسائل فقهية من العصر املاضي: الشرط املفسد للبيع التسعير مسائل فقهية من العصر احلاضر: سفر املرأة. إثبات هالل رمضان ميراث املرأة حكم الربا. ويسبق هذا التعريف بتغير الزمان واملكان والثوابت التي ال تقبل التغيير. املبحث األول: معنى تغير الزمان واملكان لغة واصطالحا : أوال لغة: يقال تغير الشيء عن حاله: حتول وغيره حوله وبد له كأنه جعله غير ما كان ويف القرآن )ذلك بأن اهلل لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم( األنفال وغي ر الدهر: أي أحواله املتغيرة. والزمن والزمان: اسم لقليل الوقت وكثيره وجمعه أزمن وأزمنة والزمان يقع على 2 جميع الدهر وبعضه. واصطالحا : املقصود بتغير أهل الزمان إذ أن الزمان نفسه ال يتغير حقيقة فهو متصل بنظام الكون الكلي املحكم املسير بإرادة اهلل عز وجل وال ينخرم إال مبشيئته تعالى. وقد اعتبر الشاطبي أن التغير إمنا يكون يف عوائد الناس سواء أكانت تابعة لفطر وغرائز فيهم 24

25 تغري األحاكم بتغري الزمان أم كانت تابعة للموجودات األخرى التي لهم بها عالقة وارتباط ما يف هذه احلياة. 3 وابن 4 عابدين اعتبر تغير الزمان تغير عرف أهله أو حلدوث ضرورة أو فساد أهل زمان ويف احلقيقة أن كل تغير يف حياة البشر يعتبر تغيرا يف الزمان سواء كان هذا التغير يف األعراف والعادات أو ظروف احلياة املعيشية بتغير املصالح أو الوسائل إلى األحسن أو األسوأ وسواء كان ناجتا عن ظروف طبيعية أو غير طبيعية يف أي جانب من جوانب احلياة املختلفة اقتصادية أو سياسية او اجتماعية أو أخالقية وعلى هذا وضع العلماء قاعدة الينكر تغير األحكام بتغير األزمان وأما املقصود بتغير املكان: فهو االختالف يف بقاع األرض واالختالف فيه نوعان : األول املعنوي: وهو االختالف بني دار اإلس الم ودار الكفر ودار العهد وقد عقد اجلرجاوي فصال يف كتابه األحكام التي تختلف باختالف الدارين. 5 الثاني املادي: واملقصود به اختالف األمصار يف بالد اإلسالم من حيث شدة احلرارة والبرودة وما ينتج عن ذلك اختالف يف العوائد كسرعة البلوغ واحليض وبطئهما ففي األقطار احلارة يبكر البلوغ ويف الباردة يتأخر وكذلك احليض يف اختالف كل مدة حيضة 6 والطهر بني احليضات. أو االختالف يف طول الليل والنهار وما يتبع ذلك من اختالف يف بعض أحكام العبادات التي يكون الوقت سببا أو عالمة على موعد أدائها كالصالة والصيام التي يطلع فيها 7 الفجر قبل غروب الشفق. مراعاة الشريعة لتغير األحكام ملا أرسل اهلل الرسول محمد ﷺ كان العرب يف جاهلية وإباحة يكرهون كل ما يقيد حريتهم وقد كانت عندهم عادات وتقاليد مستحكمة يف نفوسهم وعقولهم ال يستطيعون التحول عنها دفعة واحدة فاقتضت احلكمة اإللهية أال يفاجؤوا باألحكام جملة واحدة فتثقل عليهم بل نزلت بالتدرج لتهيئ النفوس لألحكام النهائية حيث كان الوحي يتدرج مع 8 وقائع الصحابة وأسئلتهم تلبية حلاجاتهم املتجددة كل يوم. ويف هذا تقول السيدة عائشة رضي اهلل عنها )لو نزل أول ما نزل ال تشربوا اخلمور 9 لقالوا ال ندع شربها أبدا ولو نزل ال تزنوا أوال لقالوا ال ندع الزنا أبدا ( الثوابت يف الشريعة اإلسالمية لقد جاءت رسالة اإلسالم وشريعته لكل األزمنة واألمكنة واألجيال وليست محدودة بعصر معني أو جيل مخصوص تنتهي بانتهائه شأن الرساالت السماوية السابقة فهي جاء لكل األمم واألجناس والشعوب يف كل وقت وحني. وملا كان اختالف الزمان حقيقة 25

26 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 واقعة ال شك فيها والشريعة خالدة والزمة إلى يوم القيامة فإن الشريعة قد راعت ذلك يف أحكامها ولهذا جاءت بنوعني من التشريع: األول: ثابت قطعي ال يتغير على طول الزمان أو اختالف املكان وإمنا هو دائم وباق ليصلح الناس ويسيرهم على الطريق املستقيم الذي ال يتبدل ليحفظ كيان األمة وهويتها بهديه وتوجيهاته. الثاني: متغير تبعا ألحوال الناس وعاداتهم وأعرافهم ومصاحلهم وهو ظني متروك الجتهادات املجتهدين واستنباطاتهم حسب الزمان واملكان. يقول ابن قيم اجلوزية:) األحكام نوعان: نوع ال يتغير عن حالة واحدة وهو عليها البحسب األزمنة واألمكنة واجتهاد األمة والنوع الثاني: ما يتغير بحسب اقتضاء املصلحة 10 له زمانا ومكانا وحاال ( وهذه الثوابت هي: أصول العقيدة ولقد جاءت يف كثير من اآليات كقوله تعالى ل ي س ال ب ر أ ن ت و ل وا و ج وه ك م ق ب ل امل ش ر ق و امل غ ر ب و ل ك ن ال ب ر م ن آم ن ب الله و ال ي و م اآلخ ر و امل آلئ ك ة و ال ك ت اب و الن ب ي ني سورة البقرة 177 ولقد كانت دعوة التوحيد دعوة جميع الرسل 11 منذ آدم عليه السالم إلى محمد ﷺ. العبادات: والعبادات هي الرباط الروحي الذي يربط اإلنسان بخالقه يف كل وقت وكل زمان بعد اإلميان باهلل عز وجل وقد جاءت أحكام العبادات بأدلة قطعية كالصالة والزكاة واحلج وغيرها واألصل كما يقول الشاطبي: يف العبادات بالنسبة للمكلف التعبد دون التفات إلى املعاني.. 12 األخالق والفضائل: ولقد جاءت الشريعة بأسس أخالقية ليعيش الناس حياة أساسها الفضائل وحسن املعاملة والتعاون على اخلير كالصدق واألمانة والعدل واإلحسان والبر. يقول تعالى إ ن الله ي أ م ر ب ال ع د ل و اإل ح س ان و إ يت اء ذ ي ال ق ر ب ى و ي ن ه ى ع ن ال ف ح ش اء و امل نك ر و ال ب غ ي ي ع ظ ك م ل ع ل ك م ت ذ ك ر ون سورة النحل 90 ولقد وصى األنبياء أقوامهم بهذه الفضائل منذ آدم عليه السالم. كما حرمت الشريعة اخلبائث كالزنا والسحر والقتل بغير حق وحلم اخلنزير... وجاء حترميها بأدلة قطعية يقول تعالى ق ل ت ع ال و ا أ ت ل م ا ح ر م ر ب ك م ع ل ي ك م أ ال ت ش ر ك وا ب ه ش ي ئا و ب ال و ال د ي ن إ ح س انا و ال ت ق ت ل وا أ و ال د ك م م ن إم ال ق ن ح ن ن ر ز ق ك م و إ ي اه م و ال ت ق ر ب وا ال ف و اح ش م ا ظ ه ر م ن ه ا و م ا ب ط ن... سورة األنعام املبادئ العامة لألنظمة اإلسالمية: فقد جاءت الشريعة باألصول العامة لألنظمة 26

27 تغري األحاكم بتغري الزمان يف املجتمع اإلسالمي ولم تفص ل فيها كالشورى يف النظام السياسي فقد فرضت النصوص على املسلمني أن يكون أ م ر ه م ش ور ى ب ي ن ه م سورة الشورى 38. ولكنها لم تتعرض لتفصيل صور وأشكال هذه الشورى وتركتها عامة ليطبق املسلمون الشكل الذي يناسب عصرهم وزمانهم وهكذا األمر يف األنظمة األخرى كالعدل واملساواة يف النظام االجتماعي والعدل وامللكية يف النظام االقتصادي. السنن الكونية: سنن اهلل يف الكون ثابتة ال تتغير وال تتبدل بتبدل الزمان واملكان واألف راد واألمم واجلماعات ) فل ن جت د ل س ن ت الله ت ب د يال و ل ن جت د ل س ن ت الله حت و يال ( سورة فاطر 43 ذلك أن كل ما يحدث يف هذا الكون مبا فيه من اإلنسان واحليوان واجلماد واألجرام السماوية وما يصدر منها من تعاقب الليل والنهار أو 13 أطوار خلق اإلنسان وحياته ال يقع صدفة وإمنا وفق قانون دقيق ثابت. ضوابط تغي ر األحكام الشرعي ة: بعد أن حتدثنا عن األحكام الثابتة وبعد أن تناولنا األحكام االجتهادية القابلة للتغي ر التي تستجيب حلاجات املجتمع وتطو ره والتي هي ميدان واسع وفسيح للمجتهد ويتجو ل فيها واألسباب الد اعية لهذا التغي ر كان من املهم أن نتحدث أيضا عن ضوابط تغي ر األحكام. الضابط األول: م راعاة مقاصد الشريعة اإلسالمية: إذا كان الكشف عن املقاصد الشرعية يف األحكام التجريدية مهما فإن التحقق من حصولها يف الوقائع املستجدة أكثر أهمية ألنه يتعلق بإنزال األحكام على الوقائع التي تصدر من املكلفني فالبد من رجحان الظن بحصولها أو تخلفها عند تكييف الوقائع املستجدة وصياغة األحكام الشرعية لها ذلك ألن احلكم الشرعي ال يتحقق مقصده 14 مبجرد إجرائه األولي على الوقائع املستجدة إن املقاصد الشرعية وضعت حلفظ الناس يف أحوال دينهم وحاجيات نفوسهم وسالمة عقولهم ومناء أموالهم وحفظ أعراضهم واألحكام التي تقبل التغي ر بتغير العوامل البد أن تكون متماشية مع القواعد الشرعية العامة ألن غاية التغي ر ليست التهر ب من تطبيق األحكام الشرعية أو اتباع الهوى أو التساهل يف الد ين. واجلدير بالذكر أن تطوير األحكام وتغيرها يجب أن يكون مبني ا على قواعد شرعي ة ومراعيا يف ذلك مقاصد الشريعة وعليه فليس املراد من تطوير األحكام هو اخلروج بها عن النطاق الشرعي وليس معنى تغير األحكام بتغي ر الزمان أن ها تتغي ر بناء على شهوات الناس وأغراضهم الفاسدة وما جرت عليه أعرافهم الفاسدة التي ال تدعو إليها مصلحة 27

28 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 وال ضرورة وال حاجة مما جاءت الشرائع إلصالحها وتصحيحها. ويدخل التغي ر مبعقول األحكام وأسباب ترتيب مصاحلها وموجباتها التي تقوم على االجتهاد على فحوى النص التي ترشد إلى مقاصد الد ين ومراد الشارع يف هذا ضبط املصالح ودرء املفاسد مما أرشدنا الشارع إلى مقصوده وحكمه على علة مدركة لنا أو على سبب معلوم لنا كالترتيبات اإلدارية والشرعية مما عمل به الوالة والقضاة والفقهاء على مر الع صور. الضابط الثاني: يقع تغير األحكام يف فروع األحكام الفرعي ة الفقهي ة فقط فال يتناول التغي ر األحكام املبنية على مطلق التعب د كالصلوات مثال وكذلك األحكام املعقولة املعنى كأحكام النكاح والطالق والنفقات ونحوها ألنه ال اجتهاد يف مورد الن ص وال يتناول التغي ر األحكام التي يقوم تشريعها على حتصيل مقصود شرعي ثابت كأحكام العقوبات ونحوها من األحكام الشرعية التي أقر ها الشارع على مقصود ال يتبد ل. 15 الضابط الثالث: م راعاة املصالح: إن األحكام التي تشرع تبعا للمصلحة تابعة لهذه املصلحة دائما ألن التكاليف كلها راجعة على مصالح العباد يف دنياهم وأخراهم فإذا بقيت املصلحة بقى احلكم الذي يترتب عليها وإذا تغي رت املصلحة اقتضى هذا التغي ر حكما جديدا مناسبا للمصلحة اجلديدة وإذا كنا قد اتفقنا أن احلياة يف تطو ر مستمر يجب أن يكون تغير األحكام وفقا للمصلحة التي تتجل ى يف اجتالب املنافع واجتناب املضار وذلك ألن الشريعة اإلسالمية تقصد إلى حتقيق مصالح العباد واملصالح ذات ارتباط وثيق باألوضاع والوسائل الزمانية وباألخالق العامة وبناء على ما سبق فإنه عندما يتغير حكم من األحكام يجب أن يكون ذلك وفقا للمصلحة العامة واخلاصة يف آن واحد بحيث ال تتغي ر األحكام حسب األهواء والشهوات على أن يراعى مراتب املصالح واملفاسد يف الوقت نفسه حيث تقدم املصلحة العامة على املصلحة اخلاصة ودرء املفاسد مقدم على جلب املصالح. الضابط الرابع: م راعاة قواعد الشريعة العامة: األحكام التي تقبل التغي ر بتغير العوامل البد أن تكون متماشية مع القواعد الشرعية العامة ألن غاية التغي ر ليست التهر ب من تطبيق األحكام الشرعية أو اتباع الهوى أو التساهل يف الد ين ألنه من مقاصد الشريعة إبعاد املكلفني عن دواع ي أهوائهم حني يكونوا عبادا هلل ويقع التغي ر أيضا يف الساحة املسكوت عنها بحيث لم تأمر الشريعة ولم تنه عنها كما أنه ال يجري تغي ر األحكام إال فيما كان مستندا حكمه االجتهاد مما يقوم احلكم فيه على أدلة االستنباط العقلية وليس لها مستند من النقل»ال مساغ لالجتهاد يف 16 مورد النص«28

29 تغري األحاكم بتغري الزمان املبحث الثاني: يف هذا املبحث سنحاول أن نأتي ببعض املسائل الفقهية التطبيقية القدمية لنظرية تغير األحكام بتغير الزمان يف العصر املاضي وتناول موضعي: - الشرط املفسد للبيع - التسعير أوال :الشرط املفسد للبيع: لقد فسم فقهاء احلنفية البيع إلى ثالثة أقسام: 1 نوع البيع والشرط جائزان: وهو كل شرط يقتضيه العقد ويالئمه كما إذا اشترى جارية على أن يستخدمها أو طعاما يأكله أو دابة يركبها. 2 نوع البيع جائز والشرط باطل: وهو كل شرط اليقتضيه العقد وفيه مضرة ألحدهما أو ليس فيه منفعة ألحد أو فيه منفعة لغير املتعاقدين واملبيع كشرط أال يبيع املبيع وال يهبه واليلبس الثوب وال يركب الدابة وال يأكل الطعام ونحو ذلك فإنه يجوز البيع ويبطل الشرط ألنه ال يستحقه أحد فيلغى بخلوه من الفائدة. 3 نوع كالهما فاسد: وهو كل شرط ال يقتضيه العقد وال يالئمه وفيه منفعة ألحد املتعاقدين أي أن تشترط فيه منفعة خارجة عن احلكم األصلي للعقد عما يالئمه كأن يبيع شخص عينا على أن يسلمها إلى رأس الشهر أو أن يقرضه ماال أو أن يبيعه ثوبا على أن يخيطه... أو أن يكون فيه منفعة للمعقود عليه إذا كان من أهل 17 االستحقاق كعتق عبد. ولقد استند احلنفية إلى ظاهر ما روي عن النبي ﷺ من أنه قد نهى من بيع وشر 18 لكن فقهاء احلنفية قد استثنوا من هذا املنع ثالثة أنواع من الشروط واعتبروها صحيحة الزمة وهي : 19 أ- الشرط الذي ورد الشرع بجوازه: كاشتراط تأجيل ثمن املبيع واشتراط اخليار ألحد املتبايعني وهو املسمى بخيار الشرط وما يقاس عليه كخيار النقد وخيار التعيني. ب - الشرط الذي يالئم العقد: كاشتراط البائع على املشتري كفيل أو رهن بالثمن املؤجل ألنه توثيق له. ج - الشرط الذي يجريه العرف شيوعا ألن الشروط عند احلنفية مفسدة بحسب تفسيرهم للحديث إذا تعارف الناس على شيء منها يصبح هذا العرف صحيحا ملزما واجب االحترام شرعا ولو كان العرف حادثا. وهذا النوع الثالث: مستند فقهاء األحناف فيه هو النظر يف علة احلديث النبوي الذي منع الشرط يف البيع وذلك أن الغرض التشريعي منه أي املنع هو منع النزاع واخلصومة 29

30 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 التي تقضي إليها الشروط الزائدة على أصل عقد البيع عادة باإلضافة إلى أن هذه الفائدة 20 الزائدة على أصل العقد تكون بال عوض يقابلها فتشبه ربا الفضل املمنوع. ولكن إذا جرى العرف به الشرط الزائد وأصبح معلوما مألوفا فال يفسد البيع والعرف هنا ال يكون قاضيا على النص بل موافقا لروحه وهدفه التشريعي ولو كان هذا 21 العر ف حادثا. ثانيا :التسعير : 22 لقد اختلف العلماء يف جواز التسعير فمنهم من منعه ومنهم من جوزه واملانعون هم جمهور الفقهاء من احلنابلة والشافعية واحلنفية وابن حزم الظاهري والشوكاني 23 وقد استدلوا باحلديث الذي رواه أنس رضي اهلل عنه حيث قال: قال الناس: يا رسول اهلل غال السعر فسع ر لنا فقال رسول اهلل ﷺ : ( إن اهلل هو املسع ر القابض الباسط الرازق وإني ألرجو أن ألقى اهلل وليس أحد منكم يطلبني مبظلمة يف دم ومال( 24 ووجه االستدالل أنه عليه السالم لم يسع ر وقد سألوه عن ذلك ولو جاز التسعير ألجابهم إلى ما سألوه كما أنه عليه السالم قد علل ذلك بالظلم وهو حرام وكذلك ال يجوز منع البائع من البيع إذا تراضى عليه املتبايعان وإمام املسلمني مأمور برعاية مصلحة اجلميع وليس نظره يف 25 مصلحة املشتري برخص ثمن البضائع أولى من نظره يف مصلحة البائع بارتفاع سعرها وأما املجيزون فهم املالكية ووجه عند الشافعية إذا غلت األسعار ووجه عند احلنفية إذا تعلق به دفع ضرر يلحق بالعامة وكذلك عند شيخ اإلسالم ابن تيمية وتلميذه ابن 26 القيم. وقد استدل املالكية مبا روي عن عمر بن اخلطاب أنه مر بحاطب بن بلتعة وهو يبيع زبيبا له بالسوق فقال له عمر بن اخلطاب: إما أن تزيد يف السعر وإما أن ترفع من 27 سوقنا. وفعل عمر هذا هو تسعير وذلك أنه أمر حاطب أال يبيع بأقل من سعر السوق كي اليتضرر التجار اآلخرون. وقد روي عن عمر أنه تراجع عن رأيه مبا روي عنه )أنه مر بحاطب بن أبي بلتعة بسوق املصلى وبني يديه غرارتان فيهما زبيب فسأله عن سعرهما فسع ر له مد ين بدرهم ففال عمر: لقد حدثت أن بعيرا مقبلة من الطائف حتمل زبيبا وهم يعتبرون سعرك فإما أن ترفع يف السعر وإما أن تدخل زبيبك البيت فتبيعه كيف شئت فلما رجع عمر حاسب نفسه مت أتى حاطبا يف داره فقال له: إن الذي قلت لك ليس بعزمية مني وال قضاء إمنا 28 هو شيء أردت به اخلير ألهل البلد فحيث شئت فبع وكيف شئت فبع. 30

31 تغري األحاكم بتغري الزمان ورجوع عمر رضي اهلل عنه عن إلزامه حلاطب بالبيع بسعر معني ليس نفيا ملشروعية التسعير وإمنا لتحققه من عدم حدوث ضرر من بقاء األسعار عائمة دون تسعير كما أن امتناع النبي ﷺ عن التسعير عند غالء األسعار يف املدينة ألنه لم يكن هناك داع لهذا التسعير يف تلك احلالة بل التسعير فيها يكون ظلما ال يقدم عليه النبي ﷺ ويظهر هذا من قوله) وإني ألرجو أن ألقى ربي وليس أحد منكم يطلبني مبظلمة يف دم أو مال( فاحلديث مقصور إذا على احلاالت التي يكون فيها التسعير ظلما وأماإذا كان يف احلاالت املختلفة التي يكون فيها التسعير عدال ملصلحة توجبها أوضاع السوق فهذا ال يشمله احلديث ولم يقصده النبي ﷺ. ولهذا جند ابن القيم يفصل يف هذه املسألة فيقول: وأما التسعير فمنه ما هو ظلم محرم ومنه ما هو عدل جائز فإذا تضمن ظلم الناس وإكراههم بغير حق على املبيع بثمن ال يرضونه أو منعهم مما أباح اهلل لهم فهو حرام وإذا تضمن العدل بني الناس مثل إكراههم على ما يجب عليهم من املعارضة بثمن املثل ومنعهم مما يحرم عليهم من أخذ 29 الزيادة على عوض املثل فهو جائز بل واجب وبهذا يتنب أن حكم التسعير تابع لتحقيق العدل واملصلحة فإذا كانت احلالة طبيعية والناس يتبايعون يف أسواقهم بأسعار قد ترتفع وقد تنخفض نتيجة لعوامل طبيعية يف السوق ككثرة العرض وقلة الطلب أو العكس فإن األمام ال يتدخل يف مثل هذه احلالة وأما إذا كان الغالء أو االنخفاض يف األسعار ناجتا عن عوامل غير طبيعية كأن يكون مفتعال من قبل فئة من الباعة أو الشراة فإنه ينبغي على احلاكم يف مثل هذه احلالة أن يتدخل 30 بالتسعير ملنع الظلم واملحافظة على املصلحة العامة. وخالصة األمر يف التسعير ما ذكره ابن القيم حيث قال: وجماع األمر أن مصلحة الناس إذا لم تتم إال بالتسعير سع ر عليهم تسعير عدل ال وكس وال شطط وإذا اندفعت 31 وقامت بدونه لم يفعل. املبحث الثالث يف هذا املبحث سنحاول أن نأتي ببعض املسائل الفقهية التطبيقية احلديثة لنظرية تغير األحكام بتغير الزمان يف العصراحلاضر وسنتكلم على: أوال سفر املرأة لقد وردت عدة أحاديث للرسول ﷺ متنع سفر املرأة إذا كانت وحدها دون محرم ومن هذه األحاديث ما قيد مدة السفر املحرم بفترة معينة ومنها ما لم يقيدها بفترة معينة من هذه األحاديث قوله ﷺ ( ال يحل المرأة مسلمة تسافر مسيرة ليلة إال ومعها 31

32 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 رجل ذو محرم منها( 32 وقوله ( ال يحل المرأة تؤمن باهلل واليوم اآلخر تسافر مسيرة يوم وليلة إال مع ذي محرم منها( 33 وقوله ( ال يحل المرأة تؤمن باهلل واليوم اآلخر أن تسافر 34 ثالثة أيام فصاعدا إال ومعها أبوها أو أخوها أو ابنها أو زوجها أو ذي محرم منها( ومن األحاديث املطلقة عن الزمن قوله ﷺ )ال يخلون رجل بامرأة إال ومعها ذو محرم 35 وال تسافر املرأة إال مع ذي محرم( وقد قال اإلمام ابن حجر العسقالني: وقد عمل أكثر العلماء يف هذا الباب باملطلق أي األحاديث املطلقة غير املقيدة مبدة معينة - الختالف التقييدات وقال ابن املنير: وقع 36 االختالف يف مواطن بحسب السائلني. ولكن هناك أحاديث أخرى للرسول صلى اهلل عليه مسلم يف نفس هذا املوضوع يخبر فيها عليه السالم أن املرأة ستسافر املسافات البعيدة وحدها دون محرم معلال بذلك انتشار األمن والطمأنينة وبخالف ما كان يف زمنه عليه السالم فقد روي عن عدي بن حامت قوله )بينما أنا عند النبي ﷺ إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل فقال: يا عدي وهل رأيت احليرة قلت لم أرها وقد أنبئت عنها قال: فإن طالت بك احلياة لترين الظعينة 37 ترحتل من احليرة حتى تطوف بالكعبة ال تخاف أحدا إال اهلل قلت: فيما بيني وبني نفسي فأين ذعار طيء الذين سع روا البالد... قال عدي 38 فرأيت الظعينة ترحتل من احليرة تطوف بالكعبة ال تخاف إال اهلل( ولهذا وجدنا بعض األئمة يجوزون يف احلج الواجب أو العمرة خروج املرأة مع من تثق به ولو لم يكن زوجا وال محرما كالنسوة الثقات أو الرفقة املأمونة أو حتى امرأة واحدة ثقة ولقد خرجت عائشة وطائفة من أمهات املؤمنني للحج يف عهد عمر ولم يكن معهن أحد من املحارم بل خرجن بصحبة عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف ولم ينكر 39 عليهن أحد من الصحابة. يالحظ أن هذه األحاديث التي ذكرها النبي ﷺ ومينع فيه سفر املرأة بدون محرم كانت معللة بعلة اخلوف وعدم توفر األمن والطمأنينة يف الطريق وقد يكون االختالف يف حتديده عليه السالم للفترة املسموح بها لسفر املرأة وحدها ناجت عن اختالف األمن يف بالد السائلني. وأما األحاديث التي أخبر فيها عليه السالم عن خروج املرأة وحدها دون محرم فقد كانت يف مجال بشارته عليه السالم بعموم اخلير واآلمان والطمأنينة وبانتفاء علة التحرمي السابقة وهي اخلوف وعدم األمن واالستقرار. ولهذا جند الشيخ القرضاوي يعلق على هذه األحاديث التي متنع سفر املرأة وحدها 32

33 تغري األحاكم بتغري الزمان دون محرم بقوله ( فإن العلة وراء هذا املنع هو اخلوف على املرأة من سفرها لوحدها أو مع رجل أجنبي يف زمن كان السفر فيه على اجلمال أو البغال أو احلمير وجتتاز فيه غالبا صحار ومفاوز تكاد تكون خالية من العمران واألحياء فإذا لم يصب املرأة يف مثل 40 هذا السفر شر يف نفسها أصابها يف سمعتها. ولكن يف عصرنا هذا وقد تغيرت الظروف واألحوال وأصبح سفر املرأة سهال ميسورا يف الطائرة أو القطار أو غيرها من وسائل السفر التي حتمل مئات املسافرين مع توفر األمن ووجود من يحمي املسافرين من رجال األمن والشرطة يف كل مكان ففي البالد التي تتوفر فيها هذه األحوال والظروف من األمن واالستقرار ال حرج على املرأة من السفر 41 وحدها. وليس يف هذا مخالفة شرعية بل إن هذا موافق متاما لروح النصوص ومقاصدها وما أخبر به عليه السالم وذلك النتفاء علة التحرمي التي وجدت يف ذلك الوقت وهي عدم األمن واالستقرار فحيثما انتفت العلة انتفى احلرج والتحرمي وحيثما وجدت العلة عاد التحرمي.واحلكم كما هو معلوم يدور مع علته وجودا وعدما. ثانيا : إثبات هالل رمضان لقد ورد عن النبي ﷺ يف شأن إثبات الهالل عدة أحاديث منها قوله ﷺ )فصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن أغمي عليكم فاقدروا ثالثني( 42 ويف رواية أخرى يقول )إنا أمة 43 أمية ال نكتب وال نحسب والشهر هكذا وهكذا وهكذا يعنى متام الثالثني ) ولقد اختلف العلماء يف األخذ باحلساب الفلكي إلثبات الهالل فذهب جمهور العلماء إلى عدم جواز األخذ به يقول ابن عابدين: إن املعول عليه والواجب الرجوع إليه يف مذاهب األئمة األربعة املجتهدين كما هو محرر يف كتب أتباعهم املعتمدين أن إثبات هالل رمضان اليكون إال بالرؤية أو بإكمال عدة شعبان ثالثني وإنه ال تعتبر رؤيته يف النهار حتى ولو قبل الزوال على املختار وإنه ال يعتمد على ما يخبر به أهل امليقات واحلساب 44 والتنجيم ملخالفته شريعة نبينا محمد ﷺ. وقد ذكر ابن تيمية اإلجماع على هذا القول حيث يقول: إن العمل يف رؤية هالل الصوم أو احلج أو العدة أو اإليالء أو غير ذلك من األحكام املعلقة بالهالل بخبر احلاسب أنه يرى أوال يرى ال يجوز والنصوص املستفيضة عن النبي ﷺ بذلك كثيرة. وقد أجمع املسلمون عليه وال يعرف فيه خالف قدمي أصال وال خالف حديث إال بعض املتأخرين احلادثني بعد املائة الثالثة زعموا أنه إذا غم الهالل جاز للحاسب أن يعمل يف حق نفسه 45 باحلساب فإن كان احلساب دل على الرؤية صام وإال فال

34 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 وهذا الذي كان عليه علماؤنا األجالء حتى ذكر ابن تيمية اإلجماع عليه إمنا كان بسبب ما كان عليه احلساب الفلكي يف ذلك الوقت من الضعف وعدم الدقة واحتمالية اخلطأ فيه مع عدم علم الفقهاء بهذاالعلم وليس هذا فقط بل إن هذا العلم يف ذلك الوقت قد ربط بالتنجيم والكهانة حتى إن اإلمام السرخسي قدرد على من يقول باحلساب مبا ورد 47 عن النبي ﷺ ( من أتى كاهنا أو منجما فقد كفر مبا أنزل على محمد( فباإلضافة إلى عدم الدقة والضبط يف احلساب كان يشك يف دين من يقول به ويرمى بالزيغ والضالل واالبتداع. أما احلساب الذي يتحدث عنه يف هذا الوقت إمنا هو احلساب الذي أصبح نتيجة التطور الهائل يف العلم بعيدا عن اخلطأ والزلل بل ويصل إلى حد القطع واليقني باإلضافة إلى الثقة مبن يقول به وخصوصا من املسلمني الذين تفرغوا لدراسة هذا العلم. وقد جعل الشارع الهالل ميقاتا للناس بقوله تعالى ي س أ ل ون ك ع ن األه ل ة ق ل ه ي م و اق يت ل لن اس و احل ج البقرة 189. وكما أن الشارع قد نص ب زوال الشمس سببا لوجوب صالة الظهر وكذلك بقية األوقات لقوله تعالى أق م الص ال ة ل د ل وك الش م س إ ل ى غ س ق الل ي ل اإلسراء 78. فجعل نفس الوقت سببا فمن علم السبب بأي طريق كان 48 - حسابا أو غيره-لزمه حكمه فلذلك اعتبر احلساب املفيد للقطع يف أوقات الصلوات. أما الصيام فلم يتطرق القرآن لتحديد الوسيلة إلثباته غير أنه اعتبر الهالل ميقاتا ولكن 49 جاء تعيني الوسيلة يف إثبات الصيام يف السنة بقوله ﷺ )صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته( أي اعتبار الرؤية وسيلة لإلثبات وقد جاء تعليل الرؤية بقوله عليه السالم ( إنا أمة أمية ال نكتب وال نحسب( 50 فالرسول عليه السالم قد ربط الصيام برؤية الهالل ألنها الوسيلة املمكنة واملتوفرة لدى املسلمني يف ذلك الوقت وفقهاء املسلمني رحمهم اهلل قد أخذوا بهذه الرؤية فقط ملا كان عليه احلساب حينئذ من الضعف واحتمالية اخلطأ واختالطه بأمور كالتنجيم والكهانة وغيرها... فاعتماد الرؤية إذا لم يكن عبادة بذاتها أو ألن فيها معنى التعبد إمنا اعتمادها كان لعدم وجود غيرها من الوسائل. 51 وعلى هذا يكون إثبات بداية شهر رمضان بثبوت إمكانية رؤية الهالل حسابيا سواء رئي بالبصر أم لم ير لسبب آخر كالغيوم ونحوها من جهة الغرب مساء ليلة الثالثني من شهر شعبان وإذا ثبت حسابيا عدم إمكانية الرؤية يف ليلة ثالثني من شعبان فيتم شعبان ثالثني يوما وترد شهادة من يشهد برؤية الهالل يف تلك الليلة وبهذا يكون تغير هذا احلكم نتيجة لتغير الزمان وتقدم املعرفة البشرية والعلوم اإلنسانية. ولهذا فإن أمثال هذه األحكام قابلة للتغير بالنظر يف عللها وحتقيقها ملقاصد الشريعة وأهدافها التشريعية وذلك ألن هذه األحكام ارتبطت بعرف أو مصلحة زمنية فتكون تابعة لها تتغير بتغيرها. 34

35 تغري األحاكم بتغري الزمان ثالثا ميراث املرأة: لقد جاءت أغلب أحكام امليراث يف قوله تعالى ي وص يك م الله يف أ و ال د ك م ل لذ ك ر م ث ل ح ظ األ نث ي ني... النساء 11 وقد تكرر قوله تعالى ل لذ ك ر م ث ل ح ظ األ نث ي ني يف نفس السورة آية رقم 176. ولقد علق ابن العربي على اآلية بقوله اعلموا علمكم اهلل أن هذه اآلية ركن من أركان الدين وعمدة من عمد األحكام وأم من أمهات اآليات... وهذا القول إشارة إلى قوله ( ل لذ ك ر م ث ل ح ظ األ نث ي ني ( يفيد أن الذكر إذا اجتمع مع األنثى أخذ مثلي ما تأخذه األنثى وأخذت هي نصف ما يأخذه الذكر. 52 كما إن إجماع العلماء منعقد على ما تفيده هذه اآلية يقول اإلمام القرطبي: وأجمع العلماء على أن األوالد إذا كان معهم من 53 له فرض مسمى أعطيه وكان ما بقي من املال للذكر مثل حظ األنثيني. وهذا كما هو واضح نص قطعي محكم انعقد اإلجماع على املعنى الذي يفيده هذا النص وهذا يعنى أن احلكم املستنبط املجمع عليه حكم متعال عن الزمان واملكان وذلك أن هذا احلكم مع قطعيته املستفادة من النص واإلجماع املنعقد عليه أصبح ليس محال لالجتهاد وهذا يعني أن هذا احلكم ال يتأثر باختالف الزمان واملكان وهو غير قابل للنظر فيه من جديد باعتباره متعال عن الزمان واملكان. ولهذا ال يقبل رأي من ينادي بتغير هذا احلكم نتيجة لتغير ظروف املرأة يف العصر احلاضر وخاصة خروجها للعمل يف بعض املجتمعات ألن هذا احلكم قطعي الثبوت اليتغير سواء عملت املرأة أم بقيت يف بيتها لرعاية أسرتها. وبالنظر املجرد لهذا احلكم جند فيه حكما ومصالح ثابتة ال تتغير على مدى العصور واألزمان وهي مرتبطة بأحكام كثيرة أخرى ضمن النظام اإلسالمي الشامل إذ أنه من املعلوم يف الشريعة اإلسالمية أن الذكر هو الذي تلحقه النفقات واملؤن على جهات متعددة يف املجتمع اإلسالمي وهذا بعكس املرأة لم يوجب عليها الشرع اإلنفاق على أحد وحتى على نفسها إال يف حاالت محدودة يف حال يسرها 54 فهي ال تكفل مؤنة أحد والشرع قد ضمن لها النفقة من أبيها قبل زواجها ومن زوجها بعد زواجها. رابعا الربا: لقد جاء حترمي الربا يف الكتاب والسنة واإلجماع فقد جاءت آيات صريحة يف القرآن حترم الربا يقول تعالى و أ ح ل الله ال ب ي ع و ح ر م الر ب ا البقرة 275. وقد أمر املؤمنني بترك ما بقي منه بقوله ي ا أ ي ه ا ال ذ ين آم ن وا ات ق وا الله و ذ ر وا م ا ب ق ي م ن الر ب ا إ ن ك نت م م ؤ م ن ني البقرة 278 وأعلن أن املحق هو عاقبة الربا بقول مي ح ق الله ال ر ب ا و ي ر ب ي الص د ق ات و الله ال ي ح ب ك ل ك ف ار أ ث يم البقرة 276. ويف السنة )لعن الرسول آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه( 55 وقد قرن عليه السالم 35

36 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 بني آكل الربا وجرمية الزنا حيث روى أحمد يف مسنده أنه ﷺ قال:)درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد من ست وثالثني زنية( 56 كما إن إجماع األمة منعقد على حترمي الربا يقول اإلمام النووي أجمع املسلمون على حترمي الربا أنه من الكبائر 57 وقال شيخ اإلسالم 58 ابن تيمية: واملراباة حرام بالكتاب والسنة واإلجماع وال فرق بني الربا وبني ما يسمى يف هذه األيام بالفائدة التي تتعامل بها البنوك الربوية فقد جاء يف قرارات املؤمتر الثاني للمصرف اإلسالمي يف الكويت أن ما يسمى بالفائدة 59 يف اصطالح االقتصاديني الغربيني ومن تابعهم هو الربا املحرم شرعا. وبهذا يتبني أن حكم الربا الفائدة قد جاء بأدلة قطعية انعقد عليها اإلجماع ولهذا ال ميكن أن يتغير على مر العصور والزمان وهذا احلكم لم يكن النص فيه معلال بعلة زمنية أو مصلحة مؤقتة أو بعرف سائد وال هو حكم اجتهادي مستنبط من أدلة ظنية بل جاء بأدلة قطعية توعد اهلل من يخالف حكمها بحرب منه ومن رسوله واملحق وعد الفالح وهذه كلها أمور تؤكد على حتمية بقاء هذا احلكم وتعاليه عن الزمان واملكان. وباإلضافة إلى هذا التحرمي القاطع للربا يف الشريعة اإلسالمية فقد أكدت الدراسات احلديثة التي تناولت نتائج الربا على املجتمعات أن للتعامل بالربا مضار جسيمة على املجتمع يف شتى املجاالت واألصعدة سواء املضار األخالقية والروحية أو املدنية 60 واالجتماعية أو السياسية أو يف املجال االقتصادي نفسه. اخلامتة: نختتم هذا البحث باآلتي: إن الشريعة اإلسالمية مبا فيها من عوامل السعة واملرونة قادرة على مسايرة العصور والدهور وتغيرها وعلى إيجاد احللول املالئمة ملشاكل البشرية يف جميع النواحي إن هذه القاعدة تتعامل مع نوعني من األحكام الشرعية النوع األول: هو ما يسمى بالثوابت وهذا النوع من األحكام ال يشمله التغيير أو التبديل على مر العصور والدهور وذلك ألن املصالح يف هذا النوع من األحكام صاحلة مصلحة لكل زمان ومكان كأحكام العقائد والعبادات واألخالق وكليات الدين وأصوله وغير ذلك. أما النوع الثاني: فهو ما يسمى باملتغيرات وهذا النوع من األحكام قابل للتغيير ضمن معايير وضوابط محددة بتغير الزمان واملكان كاألمور االجتهادية املرتبطة بعرف أو عل ة زمنية مؤقتة وغير ذلك. تغير األحكام ليس نسخا لها إذ ال نسخ بعد انقطاع الوحي بوفاة الرسول كما أن تغير حكم مسألة ال يعني أن املسألة نفسها تغيرت وإمنا الذي تغير هو ظروفها 36

37 تغري األحاكم بتغري الزمان وأحوالها مما استوجب تغير احلكم فيها. أحكام القرآن القطعية الداللة والثبوت والتي ال حتتمل إال تفسيرا واحدا انعقد اإلجماع عليها تتعالى عن الزمان واملكان أي ال تخضع للتغيير بتغير الزمان واملكان ألنها غير خاضعة لالجتهاد أصال وإن ظهور أي مصلحة مخالفة للحكم القطعي يعني أن هذه املصلحة متوهمة - أي فاسدة - وغير حقيقية وذلك ألن املصلحة احلقيقية تكون دائما مع النص القطعي وال ميكن أن تخالفه. الهوامش: 1 ابن منظور )1956( لسان العرب ج 5 بيروت: دار صادر ص 40 2 املرجع السابق 199/13 الزبيدي )تاج العروس( بدون تاريخ ودار الطبع 277/ إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي املالكي الشاطبي املوافقات دار الفكر العربي 279/2-4 حمد أمني أفندي الشهير بابن عابدين مجموعة رسائل ابن عابدين دار إحياء التراث العربي 123/2-5 علي أحمد اجلرجاوي حكمة التشريع وفلسفته دار الفكر 268/2 وما بعدها - 6 انظر تعليق الشيخ عبد اهلل دراز على املوافقات 285/ ابن عابدين ) 1979 م( حاشية رد املختار على الدر املختار دار الفكر /1. وانظر الفتاوى اإلسالمية من دار اإلفتاء املصرية )مصر وزارة األوق اف( 1983 م 2803/23 وما بعدها. - 8 محمد السايس تاريخ الفقه اإلسالمي مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح وأوالده ص 27. وصبحي الصالح )1982( النظم اإلسالمية ص رواه البخاري يف صحيحه كتاب فضائل القرآن باب تأليف القرآن رقم احلديث /4-10 ابن قيم اجلوزية إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان حتقيق: السيد اجلميلي بيروت: دار ابن خلدون 316/ الثوابت واملتغيرات يف مسيرة العمل اإلسالمي املعاصر إصدار مركز بحوث تطبيق الشريعة اإلسالمية باكستان ص الشاطبي املوافقات 300/ عبد الكرمي زيدان) 1993 ( السنن اإللهية بيروت: مؤسسة الرسالة ص محمد مصطفى) 1981 ( شلبي تعليل األحكام بيروت دار النهضة ص محمد عثمان شبير التكييف الفقهي للوقائع املستجدة وتطبيقاته املعاصرة ط 2 دمشق سوريا دار القلم عبد اهلل الدرعان التشريع واالجتهاد يف اإلسالم. ص

38 اجلاميع جملة علمية حمكمة عبد اهلل بن محمود أبي الفضل مجد الدين املوصلي) 1952 ( االختيار لتعليل املختار حتفيف: محمد محيي الدين عبد احلميد مصر: القاهرة مطبعة السعادة 35/ قال عنه ناصر الدين األلباني: ال أصل له. انظر سلسلة األحاديث الضعيفة واملوضوعة.499/1-19 املدخل الفقهي /1-20 أبو احلسنات عبد احلي اللكنوي الهداية شرح البداية مطبعة محمد يوسف األنصاري.43/1-21 أبو احلسن علي بن أبي بكر امليرغيناني الهداية شرح البداية مصر مطبعة مصطفى البابي احللبي وأوالده. 49/3-22 التسعير هو: تقدير لسلطان أو نائبه للناس سعرا يجبرهم على التبايع به. ينظر محمد أبو ف ارس) 1983 ( أبو يعلى الفراء وكتابه األحكام السلطانية ط 2. بيروت: لبنان مؤسسة الرسالة ص أبو محمد عبد اهلل بن أحمد بن قدامة املغني صححه محمد سالم محيسن وشعبان محمد إسماعيل دار احلديث 140/4 النووي املجموع 29/13 عالء الدين أبي بكر مسعود الكاساني ) 1982 (بدائع الصنائع ط 2 بيروت لبنان دار الكتب العربية 129/5 محمد بن علي بن محمد الشوكاني) 1973 ( نيل األوطار شرح منتهى األخبار لبنان بيروت دار اجليل 85/ رواه أبو داوود يف سننه كتاب البيوع باب التسعير 370/ ابن قدامة املغني 140/4. الشوكاني نيل األوطار 85/ الزرقاني شرح الزرقاني على موطأ مالك دار الفكر 299/3. النووي املجموع 43/ ابن تيمية 1982( احلسبة يف اإلسالم حتقيق: سيد بن محمد أبي سعدة ط 1 الكويت: دار األرقم ص الزرقاني شرح الزرقاني على املوطأ 299/ الشافعي األم.209/2-29 ابن القيم اجلوزية الطرق احلكمية يف السياسة الشرعية حتقيق: محمد حامد الفقي لبنان بيروت دار الكتب العلمية. ص محمد أبو فارس القاضي أبو يعلى الفراء وكتابه األحكام السلطانية ص الطرق احلكمية ص أخرجه مسلم يف صحيحه كتاب احلج باب سفر املرأة رقم احلديث 103/ أخرجه مسلم يف صحيحه كتاب احلج باب سفر املرأة رقم 103/ أخرجه مسلم يف صحيحه كتاب احلج باب سفر املرأة رقم 104/ املرجع السابق. رقم 104/ ابن حجر العسقالني) 2003 ( فتح الباري شرح صحيح البخاري حتقيق: محمد فؤاد عبد الباقي ط 4 بيروت لبنان 201/8 38

39 تغري األحاكم بتغري الزمان - 37 الظعينة املرأة ما دامت يف الهودج فإذا لم تكن فيه فليست بظعينة - 38 أخرجه البخاري يف صحيحه كتاب املناقب باب عالمات النبوة يف اإلسالم رقم /11-39 ابن حجر العسقالني فتح الباري 202/ شريعة اإلسالم صاحلة لكل زمان ومكان ص املرجع السابق - 42 أخرجه مسلم يف صحيحه كتاب الصيام باب وجوب صورم رمضان لرؤية الهالل 122/ أخرجه البخاري يف صحيحه يف كتاب الصوم باب قول النبيr ال نكتب وال نحسب رقم 1913 ج 2 ص رسائل ابن عابدين 231/ ابن تيمية )1997( مجموع فتاوى ابن تيمية جمع وترتيب عبد الرحمن بلقاسم 132/ ذكر السبكي أنه يف حالة تأكيد احلساب استحالة رؤية الهالل ليلة الثالثني من شعبان مع وجود من شهدوا برؤيته فإن شهادتهم ترد ويؤخذ باحلساب ألنه قطعي والشهادة ظنية. رسائل ابن عابدين 226/1-47 أحمد بن حنبل مسند اإلمام أحمد 429/2. ورسائل ابن عابدين 223/ القرايف الفروق.179/2-49 أخرجه البخاري يف صحيحه باب هل يقول رمضان أو شهر رمضان رقم 1801 ص 2 ج سبق تخريج احلديث ماجد أبو رخية )1990( إثبات هالل رمضان بني الرؤية البصرية واحلسابات الفلكية ص أبوبكر بن العربي أحكام القرآن تعليق محمد عبد القادر بيروت: دار الكتب العلمية 429/ القرطبي )1984( جامع األحكام الفقهية لإلمام القرطبي من تفسيره جمع وتصنيف فريد عبد العزيز اجلندي بيروت: دار الكتب العلمية 132/ محيي الدين عبد احلميد) 1984 ( األحوال الشخصية يف الشريعة اإلسالمية بيروت: دار الكتاب العربي ص أخرجه الترمذي يف سننه باب ما جاء يف أكل الربا 340/ أخرجه أحمد يف مسنده 225/ النووي املجموع.391/9-58 ابن تيمية مجموع فتاوى ابن تيمية 418/ عمر سليمان األشقر) 1990 ( كتاب الربا الكويت: دار النفائس ص املودودي كتاب الربا تعريب محمد عاصم احلداد دمشق: دار الفكر ص

40 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 املصادر واملراجع القرآن الكرمي. ابن العربي أبوبكر أحكام القرآن تعليق محمد عبد القادر بيروت: دار الكتب العلمية ابن تيمية )1997( مجموع فتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد قاسم النجدي احلنبلي. ابن حجر العسقالني) 2003 ( فتح الباري شرح صحيح البخاري حتقيق: محمود فؤاد عبد الباقي ط 4 بيروت: دار الكتب العلمية. ابن حنبل اإلمام أحمد) 1995 (املسند شرحه وصنع فهارسه حمزة أحمد الزين ط 1 القاهرة: دار احلديث ابن قيم اجلوزية إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان حتقيق: السيد اجلميلي بيروت: دار ابن خلدون. ابن قيم اجلوزية )د ت( إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان حتقيق محمد حامد الفقي الرياض: مكتبة املعارف. ابن منظور )1956( لسان العرب بيروت: دار صادر األشقر عمر سليمان )1990( كتاب الربا الكويت: دار النفائس البخاري )2002( صحيح البخاري ط 2 بيروت: دار الكتب العلمية الثوابت واملتغيرات يف مسيرة العمل اإلسالمي املعاصر إص دار مركز بحوث تطبيق الشريعة اإلسالمية باكستان. الزبيدي )تاج العروس( بدون تاريخ ودار الطبع. زيدان عبد الكرمي )1993( السنن اإللهية بيروت: مؤسسة الرسالة. السايس محمد)د ت( )1982( تاريخ الفقه اإلسالمي وصبحي الصالح النظم اإلسالمية الشاطبي) 2003 ( املوافقات ط 2 بيروت: دار الكتب العلمية. القرايف )1998( الفروق أو أنوار البروق يف أنواء الفروق حتقيق خليل املنصور بيروت:دار الكتب العلمية ماجد أبو رخية )1990( غثبات هالل رمضان بني الرؤية البصرية واحلسابات الفلكية القرطبي )1984( جامع األحكام الفقهية لإلملم القرطبي من تفسيره جمع وتصنيف فريد عبدالعزيز اجلندي بيروت: دار الكتب العلمية. محمد عثمان شبير التكييف الفقهي للوقائع املستجدة وتطبيقاته املعاصرة ط 2 دمشق سوريا دار القلم محيي الدين عبد احلميد) 1984 ( األحوال الشخصية يف الشريعة اإلسالمية بيروت: دار الكتاب العربي. مسلم بن احلجاج النيسابوري)د ت( صحيح مسلم حتقيق محمد فؤاد عبد الباقي بيروت: دار إحياء التراث العربي. املودودي )د ت( كتاب الربا تعريب محمد عاصم احلداد دمشق: دار الفكر. النووي كتاب املجموع شرح املهذب للشيرازي حتقيق محمد مجيب املطيعي جدة: مكتبة اإلرشاد. 40

41 «احلجاج عند ابن عطاء اهلل السكندري يف كتاب اتلنوير يف إسقاط اتلدبري«د. اعدل حممد يوسف انلاجم.* ملخ ص البحث أصبحت الدراسات اللغوية ذات أثر يف حتليل النصوص ودراستها وكان لدراسة جني أوستني حول أفعال الكالم أثر يف الدرس اللغوي احلديث وقد تناول كثير من الباحثني النظرية بكثير من الشرح والتحليل واإلضافة وكان ممن تأثر بنظري ة أوستني الفيلسوف سيرل ال ذي أض اف للنظرية أبعادا أخ رى متث ل أهمها يف وعيه مبستوى ( العرف االجتماعي( يف حتليل اللغة ومن بني الباحثني الذين تأثروا بفيلسوف اللغة أوستني الفيلسوف الفرنسي أ. ديكرو الذي جعل الوظيفة احلجاجية من وظائف اللغة األساسية وأصبحت دراسة احلجاج متم ثل وجهة نظر تداولية يف حتليل النصوص. تقع هذه الدراسة ضمن منهج حتليل النص وتهدف إلى بيان املنهج احلجاجي بوصفه وظيفة رئيسية من وظائف اللغة وهو املنهج الذي استخدمه ابن عطاء اهلل السكندري يف كتاب ( التنوير يف إسقاط التدبير( إلقناع املتلقني والتأثير فيهم بحث هم على فعل بم ني على حجة رئيسية شك لت املوضوع الرئيسي يف الكتاب وحتك مت يف استراتيجية بنائه النصي وهو ما ستوض حه هذه الدراسة. مقدمة البحث: يم عد كتاب التنوير في إسقاط التدبير من الكتب املتفر دة مبوضوعها ولم يحظ الكتاب بحسب ما اطلعت على بحث يتناوله بالدراسة والتحليل. تأتي هذه الدراسة لبيان البناء اللغوي للكتاب من خالل الكشف عن األسلوب احلجاجي الذي اتبعه املؤلف وسيتضح من خالل هذه الدراسة أن بناء الكتاب اعتمد على أسلوب احلجاج فالكاتب يستخدم احلجج ملحاولة إقناع القارئ باحلجة التي أل ف ألجلها الكتاب وهو يسوق األدلة ويبني احلجج لتقوية القضية الرئيسية التي تتمث ل يف احلج ة التي عنون بها كتابه وهي: إسقاط التدبير مع اهلل سبحانه وتعالى. تم عد دراسة احلجاج من الدراسات القدمية اجلديدة فقد اهتم ت البالغة القدمية * عضو هيئة اتلدريس بقسم اللغة العربية وعلوم القرآن.جامعة سبها. 41

42 42 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 بهذا النوع من الدراسات وبعد تطو ر الدراسات اللغوية وما أسهمت به في التحليل اللغوي للنصوص ظهر مبحث احلجاج ليكون أداة من أدوات التحليل النصي التي تهدف إلى ربط النص بسياقه االتصالي وتبني أن الوظيفة األساسية للغة هي احلجاج وليس االتصال كما قد يتبادر إلى الذهن. وسوف حتاول هذه الدراسة أن تكشف عن اآللية التي استخدمها مؤلف الكتاب للوصول إلى هدفه. تعريف احلجاج: احلم ج ة يف اللغة: البرهان 1 أو هي مرادف للدليل. 2 وقيل احلم ج ة ما دم وف ع به اخلصم وهو رجل محجاج أي جد ل. والتحاج : التخاصم وحاج ه مم حاج ة وح جاجا نازعه احلم ج ة. 3 وتوصف احلم ج ة بكونها إلزامية: وهي املركبة من املقدمات املسل مة عند اخلصم املقصود منها إلزام اخلصم وإسكاته. 4 يتض ح مم ا تقدم أن احل ج اج مصدر: حاج ويعني املنازعة أو املخاصمة غير أن ما يظهر من الكالم السابق أن املنازعة أو املخاصمة املفهومة تكون وفق حم ج ة وليست املنازعة أو املخاصمة على اإلطالق ويؤيد ذلك أن احلم ج ة تعني البرهان أو الدليل. كما نالحظ االقتران بني لفظي: محجاج وجد ل. مم ا يعني التالزم بينهما ولهذا فإن بعض الباحثني يشير إلى الظاهرة بلفظي احلجاج واجل د ل. اجل د ل: بفتح اجليم وال دال املهملة يف اللغة: الل جاج يف اخلصومة. واجل دل يف االصطالح قياس مفيد لتصديق ال يعتبر فيه احلقي ة وعدمها بل عموم االعتراف أو التسليم. مرك ب من مقدمات مشهورة ال يعتبر فيه اليقني. وإن كانت يقينية بل تطابق جميع اآلراء. 5 والغرض من اجلدل عند بعض العلماء العرب يكون من زاويتني األولى: إن كان اجلدلي سائال معترضا فالغرض إلزام اخلصم وإسكاته. وإن كان مجيبا حافظا للرأي أن ال يصيرملز ما من اخلصم. 6 ويم شير األصفهاني إلى أن اجلدال هو: املفاوضة على سبيل املنازعة واملغالبة. كما يم شير إلى أن مصطلح اجلدل يقوم يف معناه اللغوي على فكرة أساسية تتمثل يف: إحكام فتل الشيء. فكأن املتجادلني يفتل كل واحد منهما اآلخر عن رأيه. أو أن األصل اللغوي يف اجل دال الص راع وإسقاط اإلنسان صاحبه على اجل دالة وهي األرض الص لبة. 7 أم ا احلم ج ة عنده فهي الداللة املبي نة للمحج ة أي املقصد املستقيم والذي يقتضي صحة أحد النقيضني. 8 واجلدل عند اجلرجاني: هو القياس املؤلف من املشهورات واملسلمات والغرض منه إلزام اخلصم وإفحام من هو قاصر عن إدراك مقدمات البرهان. 9 يتض ح من التعريف األخير أن اجلدل قائم على القياس يف حني نالحظ من التعريفات السابقة ورود لفظ املقدمات أو املسل مات والذي يظهر من ذلك ارتباط اجلدل باملنطق وهو ما تعتمده بعض آليات ظاهرة احلجاج يف الدراسات اللغوية.

43 «احلجاج عند ابن عطاء اهلل السكندري يف كتاب اتلنوير يف إسقاط اتلدبري«. ورد يف الثقافة الغربية لفظ: ح ج ة :Argument ويعني: استدالال يرمي إلى برهان قضية معي نة أو دحضها. وتعني محاجة :Argumentation مسرد حجج تنزع كلها إلى اخلالصة ذاتها. أو طريقة عرض احلجج وترتيبها. 10 يتبني مم ا تقدم أن احلجاج واجلدال يستخدمان مترادفني ويعنيان بشكل عام احلوار أو املفاوضة وفق قواعد وضوابط محد دة لغرض اإلقناع أو التأثير وهما مبني ان على احلم ج ة بحيث يسعى ك ال الطرفني إلقناع اآلخر ويكون الدليل أو البرهان احلم ج ة التي يعتمد عليها طرفا احلوار أو التفاوض لالستدالل على صحة القضايا أو على دحضها ويكون مبني ا على املنطق ألن القياس واالستدالل من وسائل املنطق وعليه فإن احلجاج مبني يف بعض آلياته على صور منطقية.كما يتبني أن املعنى االصطالحي للحجاج واجلدال ال يخرج عن املعنى اللغوي وهما يم ستخدمان يف املعنى ذاته ولكن قد تكون بينهما بعض االختالفات يف االستخدام فيكون بينهما شبه ترادف. غير أن الدراسات احلديثة آثرت استخدام مصطلح احلجاج ولم يم ستخدم مصطلح اجلدل يف الداللة على دراسات احلجاج إال عرضا ويستخدم بعض الباحثني مصطلح البرهان على احلجاج بشكل عام. 11 مفهوم احلجاج يف الدراسات اللسانية: نظرية احلجاج نظرية لسانية وضع أسسها العالم اللغوي الفرنسي أزفالد ديكرو وتهتم هذه النظرية بالوسائل اللغوية وبإمكانات اللغة الطبيعية التي يتوفر عليها املتكلم. 12 تطور النظر يف ظاهرة احلجاج مع الدراسات النصية وانصب االهتمام يف بعض مراحل تطو ر النظرية حول إشكالية حتديد أنواع النصوص وبيان خصائص كل نوع منها. ويم شير بعض الباحثني إلى أن النظر يف احلجاج ميكن أن يكون من زوايا شتى ويستدعي النظر يف كل منها تعريفا يختلف عن التعاريف األخرى ويعر ف ديكرو احلجاج بأنه: فعل لغوي موج ه إلى إحداث حتويالت ذات طبيعة قانونية. أي مجموعة من احلقوق والواجبات. ففعل احلجاج يفرض على املخاط ب منطا معي نا من النتائج باعتباره االجتاه الوحيد الذي ميكن أن يسير فيه احلوار. 13 غير أن تعريف بيرملان وتيتكا قد يكون أقرب إلى هذه الدراسة حيث يريان أن احلجاج هو: طائفة من تقنيات اخلطاب التي تقصد إلى استمالة املتلقني التي ت عرض عليهم أو إلى زيادة درجات تلك االستمالة. 14 يتمثل احلجاج يف إجناز تسلسالت استنتاجية داخل اخلطاب حيث يقوم على إجناز متواليات من األقوال بعضها مبثابة احلجج اللغوية وبعضها اآلخر مبثابة النتائج التي تستنتج منها

44 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 احلجاج واللغة: ظهر االهتمام بظاهرة «احلجاج«يف الدراسات اللغوية يف العقود األخيرة وبرز هذا املفهوم عند أ. ديكرو باعتباره بداية النظرية التداولية. 16 حيث انبثقت نظرية احلجاج من داخل نظرية أفعال الكالم التي وضع أسسها العالم اإلجنليزي ج. أوستني. ومم ا أضافه مؤسس نظرية احلجاج ديكرو على أراء أوستني إضافة فعلني لغويني هما فعل االقتضاء وفعل احلجاج. كما يركز ديكرو على الطابع العريف للغة. تؤدي ظاهرة احلجاج إلى اختالف النظر يف وظائف اللغة كون وظيفة اللغة التي كانت سائدة هي اإلخبار واالتصال ولكن احلجاج أضاف وظيفة أخرى للغة متمثلة في الوظيفة احلجاجية للغة فالنظرية احلجاجية تبرهن على أن اللغة حتمل بصفة ذاتية وجوهرية وظيفة حجاجية وهو ما يعني وجود مؤشرات عديدة للوظيفة احلجاجية يف بنية األقوال نفسها. 17 يقع احلجاج ضمن الدراسة الداللية للغات الطبيعية حيث اهتم كثير من الباحثني اللغويني والفالسفة على حد سواء بظاهرة احلجاج. وكان من بني أسباب االهتمام بظاهرة احلجاج يف اللغة النظر يف الفرق بني اللغة الصوري ة واللغة الطبيعية وهي من القضايا التي ما لبثت تؤر ق املهتمني بالبحث اللغوي على اختالف مشاربهم ويم شير بعض الباحثني إلى أن نظرية احلجاج تختلف يف مفهومها عن النظريات احلجاجية الكالسيكية التي ترى احلجاج منتميا إلى البالغة الكالسيكية. 18 غير أننا جند أن بعض الباحثني يم شير إلى أن ظاهرة احلجاج تنتمي إلى علم البالغة نتيجة لنجاح البالغة احلالي الذي يرجع يف بعض مظاهره إلى االهتمام بوسائل اإلقناع التي فرضتها طبيعة املجتمع اإلعالمي املعاصر وهذا ما جعل «بيرملان«يعتبر «البالغة مطابقة لنظرية احلجاج«فقد حصر األولى يف األخيرة. 19 يم عد احلجاج من األدوات اإلجرائية التي تستخدمها اللغات الطبيعية حيث إنه يم ضيف إلى القدرات التي تتمتع بها اللغات بعدا آخر. 20 فاللغة الطبيعية تستخدم بنيات مختلفة جتمع بني الصورة واملضمون وتساعد تلك البنياتم اللغة الطبيعية على التعبير بطرق مختلفة ترتبط مبقصد املتكلم وتسهم أيضا يف جعل املتلقي ميتلك القدرة على تأويل النصوص بوصفه معنيا بها. ويعد التفريق بني املنطوق واملفهوم بعدا رئيسيا يف دراسة احلجاج فالغرض األساسي من ظاهرة احلجاج توجيه اخلطاب وجهة ما متك ن املتكلم من حتقيق بعض األهداف احلجاجية التي يقصدها «فاحلجاج بحث من أجل ترجيح خيار من بني خيارات قائمة وممكنة بهدف دفع فاعلني معينني يف مقام خاص إلى القيام بأعمال إزاء الوضع الذي كان قائما «21 وكما يقول بعض الباحثني فإن احلجاج ينطلق من الفكرة الشائعة التي مؤداها:«أننا نتكلم عامة بقصد التأثير«

45 «احلجاج عند ابن عطاء اهلل السكندري يف كتاب اتلنوير يف إسقاط اتلدبري«. احلجاج ومفهوم الصدق: يم قر بعض علماء لغة النص بأن مراكز الضبط يف النصوص اجلدلي ة هي قضايا كاملة تم نسب إليها قيم صدق وأسباب العتقاد كونها حقائق. 23 كما يم شير أولئك العلماء إلى أن النموذج السائد من الناحية االجتماعية ملوقف اإلنسان وبيئته يتحو ل إلى مفهوم «العالم الواقعي«. والقضايا التي تم عد صادقة يف هذا العالم تسمى «حقائق«. 24 تتسم احلقائق يف اللغات الطبيعية بالنسبي ة إذ قد تكتسب قو ة ثبات جتعلها تظهر يف النصوص من غير تعويضات وذلك ألن مفهومي الصدق واحلقيقة يف النصوص يرتبطان بعالم النص الذي يرتبط بدوره مبفهوم العوالم النصية ولهذا يم شير بعض العلماء إلى أن مفهوم احلقيقة يجب أن «ال يتم تصوره على أساس أنه التالؤم مع معطيات الكون. فاللفيظ التأكيدي يقد م فقط على أنه حق. واملتكلم يعرضه بصفته تلك ويسعى إلى فرضه كحق«. 26 تتسم احلقيقة اللغوية بأنها حقيقة يتحملها شخص فاملتكلم يؤكد ما يظن أنه حق وما هو حق عنده ليس بالضرورة كذلك عند غيره ولهذا تكتسب احلقيقة قيمتها داخل محيط معتقدي. 27 وهو ما يعني انتماءها إلى بعد محد د يف سياق احلوار. إضافة إلى ما تقدم فإن كثيرا من النظريات التي بحثت شروط الصدق أجمعت على ض رورة إدخ ال عنصر ال ذات ( مبفهومها الفردي واجلماعي( طرفا أساسيا يف حتديد شروط الصدق. وهو ما يتماشى مع الطرح املتقدم من أن املتكلم هو الذي يوجه خاصية الصدق يف نصه هذا من ناحية ومن ناحية ثانية فإن التوكيد على إدخال عنصر الذات شرطا أساسيا يف مفهوم الصدق يترتب عنه عدم ثبات مفهوم الصدق ألن مفهوم الصدق قد يكون رهنا بتغيير وجهة نظر الفرد املرتهن بشروط التفاعالت املحتملة بني املعتقدات الشخصية واجلماعية وهو ما يعني أن ما يراه الشخص اليوم صادقا قد يراه بعد إقناع جماعة له بأنه ليس كذلك والعكس بالعكس وهذا ما يبيح االنتقال من عالم آلخر دون التأثر بالتناقض املحتمل بني القضايا. 28 ومبفهوم الفقرة السابقة سيصبح مفهوم احلقيقة أيضا متسما بالنسبية وهذا بعد مهم يف النص احلجاجي الذي يهدف إلى إقناع املتلقني أو التأثير فيهم فالغرض من احلجج ليس إثبات صدقها وإمنا الغرض إقناع املتلقني باحلجة التي يعتقد منتج النص أنها ستسهم يف إقناعهم. مظاهر احلجاج: إن الغرض األساسي من احلجاج هو اإلقناع ويكون احلجاج وفق طرق متعددة ومختلفة 29 كونه يتم عن طريق مستويات اللغة الطبيعية: التركيبية والداللية والتداولية. فاحلجاج هو تقدمي احلجج واألدلة املؤدية إلى نتيجة معينة 30 ومن ث م فاحلجاج ظاهرة 45

46 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 نصي ة ترتكز على مجموعة من املعطيات التي أوجزها بعض الباحثني يف: ارتكازه على اللغة الطبيعية. أدلته قد تكون مضمرة وليست دائما ظاهرة. العالقات احلجاجية تخضع لشروط داللية وتداولية. متييزه بني الداللة احلرفية واملفهوم. بوصف احلجاج يهدف لإلقناع فهو ظاهرة جدلية واجتماعية. 31 يتضح مم ا تقدم أن ظاهرة احلجاج مرتبطة باللغة الطبيعية وأن ها قد تخضع للتأويل للكشف عن األدلة التي قد تكون غير ظاهرة ومن ث م فإن منطوق النص احلجاجي قد يختلف عن ظاهره وهي من خصائص اللغات الطبيعية إضافة إلى أن القضايا يف النص احلجاجي يغلب أن يكون بينها تعارض حيث تتصادم فيها القيمة لكونها موصوفة بالصدق. 32 كما أن ظاهرة احلجاج متتاز باخلصائص التالية : 33 1 القوة: حيث ميتلك كل دليل حجاجي قوة قد تزيد أو تنقص عن قوة دليل آخر ما يعني أن العالقات احلجاجية متفاوتة يف قو ة أدلتها ومن ث م فالعالقات احلجاجية تتصف بالقصدية التي تستند إلى مجموعة من االستراتيجيات التي تسعى إلى غاية واحدة. 2 التوجه احلجاجي: يقوم التوجه احلجاجي بتحديد تسلسل القضايا وهو ما ترتكز عليه العالقات احلجاجية. وينقسم التوج ه احلجاجي إلى نوعني: أ توج ه مزدوج: وفيه ينتمي امللفوظان لنفس الفئة احلجاجية ويسعيان لتحقيق غرض واحد. ب توج ه معاكس: وهي احلالة التي نتوفر فيها على ملفوظني متناقضني. 34 ينتمي مفهوم القوة عندما تكون احلجج منتمية إلى فئة حجاجية ما بينها عالقة ترتيبية إلى مفهوم السلم احلجاجي الذي اعتمده ديكرو بوصفه ميثل مستوى من التحليل 35 وهو عالقة ترتيبية للحجج ميكن الرمز إليها بالشكل التوضيحي التالي: د ج ب ن = النتيجة. «ب««ج««د«حجج وأدلة تخدم النتيجة «ن«يف «ن«فالسلم احلجاجي هو فئة حجاجية موج هة ويت سم السلم احلجاجي بالسمتني التاليتني: 46

47 «احلجاج عند ابن عطاء اهلل السكندري يف كتاب اتلنوير يف إسقاط اتلدبري«. أ كل قول يرد يف درجة ما من السلم يكون القول الذي يعلوه دليال أقوى منه بالنسبة للنتيجة. ب إذا كان القول «ب«يؤدي إلى النتيجة يف «ن«فهذا يستلزم أن «ج«أو«د«الذي يعلوه درجة يؤدي إليها. والعكس غير صحيح. 36 أقسام البرهان: ميي ز بعض الباحثني بني نوعني من البرهان البرهان االعتقادي. والبرهان التعليمي. أ البرهان االعتقادي: ويقوم على مبادئ وبديهي ات أولية يقينية تم لزم العقل باإلميان بها كحقائق صادقة ومكتملة. ب البرهان التعليمي: وهو الذي يقوم على فرضيات وأوليات احتمالية يؤسس عليها املتكلم أسلوب عرضه وحتليله وإفهامه خلطاب يوجهه إلى مخاطب قصد معرفته وفهمه. يم طلق لفظ البرهان غالبا على النمط األول بينما يم طلق على النمط الثاني احلجاج. 37 كتاب التنوير يف إسقاط التدبير: يم عد كتاب التنوير يف إسقاط التدبير ذا شأن يف مجاله حيث يهدف مؤلفه إلى إقناع املتلقني بحج ة عامة تتمثل يف التوكل على اهلل وإسقاط التدبير معه يف أمور الدنيا وشؤونها ويستخدم مؤلف الكتاب اللغة لبناء نصه وبيان حججه وأدلته ومن منظور بيرملان الذي يم طابق فيه بني البالغة واحلجاج فإن كل املكونات األسلوبية املوجودة يف رسالة ما هي مستويات معي نة من مستويات احلجاج مبا يف ذلك التضمني والشواهد واألمثلة التي يم سخ رها الكاتب للوصول إلى حتقيق مجال البحث احلجاجي وهو اإلقناع 38 وهو ما يهدف إليه مؤلف كتاب التنوير الذي يطمح إلى حتقيق أهم وظيفة حجاجية واملتمث لة كما يم شير بعض الباحثني يف الدفع إلى الفعل. 39 ويالحظ قارئ الكتاب تنو ع أساليب منتج النص ومباشرته يف عرض حججه كما يتبني للقارئ استخدام املؤلف لألدلة النقلية والعقلية بغية الوصول إلى هدفه وهو إقناع املتلقي بالفكرة التي ضم نها كتابه ونضيف يف هذا السياق أن مؤلف الكتاب على وعي بأهمية القضي ة التي يطرحها فهو ال يطرح حجة مسل ما بها أو أمورا بديهية ال تستدعي نقاشا بل يقد م حج ة ملتبسة تقع بني فعلني يقع بينهما كثير من التداخل ومع أن مؤلف الكتاب ذكر حج ة إسقاط التدبير أوال ودافع عنها بذكر كثير من احلجج التي تقوي وتعضد احلجة الرئيسية فإنه يظهر يف املقابل أنه يدافع عن الفعل املقابل للحج ة املطروحة أوال رغبة منه يف إزالة اللبس الذي قد يحصل بعدم األخذ باألسباب املشروعة والتوك ل على التجر د وهو من األفعال املذمومة بناء على ما تقد م فإن ابن عطاء اهلل 47

48 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 السكندري يم دافع عن حجتني يف كتابه يبدو أن بينهما تداخال يريد املؤلف توضيحه وبيانه. وهو ما سنتبي نه يف الفقرات الالحقة. حتاول هذه الدراسة أن تكشف عن الطرق التي استخدمها ابن عطاء اهلل السكندري في كتابه وأن تبني كيفية بناء نصه واحلجج التي استخدمها وفق آليات منهج احلجاج كما متث لته بعض نظري ات البحث اللغوي احلديث. فاللغة كما يم شير بعض الدارسني تتمتع بوظيفة حجاجية ال تقل شأنا عن الوظائف اللغوية األخرى. تم عد هذه الدراسة األولى يف بابها يف هذا املصدر املهم فبحسب اطالعي لم يتم تناول هذا املصدر بالدرس والتحليل في املنهج واآلليات املتبعة ويف هذا السياق تكمن جد ة الدراسة وأهميتها. املكو نات اللغوية للحجاج يف مقدمة الكتاب: يم صر ح ابن عطاء اهلل السكندري باحلج ة الرئيسية في مقدمة كتابه وقد عرض القضية املتضم نة يف احلج ة املشار إليها بوصفها حج ة سيدافع عنها ويدع مها بحجج أخرى يف كتابه والقضية الكبرى هي التي عنون بها كتابه: حيث سم ى الكتاب:«التنوير يف إسقاط التدبير«. جاء يف معاجم اللغة أن التنوير هو: وقت إسفار الصبح والتنوير اإلنارة والتنوير اإلسفار. 40 وعلى هذا فمعنى التنوير: يدور حول اإلبانة والظهور. واإلسقاط: من السقوط جاء يف بعض املعاجم: السقطة: الوقعة الشديدة. 41 وكلمة: إسقاط مصدر أسقط يم سقط وإسقاط الشيء يعني وقوعه وهمزة أفعل يف: أسقط للتعدية. وهو ظاهر كالم ابن الس كيت. 42 ومن ث م فإن إسقاط التدبير يعني: إيقاعه وزيادة الهمزة تؤش ر على قصدي ة فعل اإلسقاط. وسنعرض يف هذه الفقرة الكيفية التي عرض بها ابن عطاء اهلل السكندري للحجج يف مقدمة كتابه ونذكر بداية النص الذي ورد يف املقدمة. يقول ابن عطاء اهلل السكندري يف كتابه:«إن من طلب الوصول إلى اهلل تعالى فحقيق عليه أن يأتي األمر من بابه وأن يتوصل إليه بوجود أسبابه وأهم ما ينبغي تركه واخلروج عنه والتطهر منه وجود التدبير ومنازعة املقادير فصن فت هذا الكتاب مبي نا لذلك ومظهرا ملا هنالك وسميته ( التنوير يف إسقاط التدبير( ليكون اسمه موافقا ملسماه ولفظه مطابقا ملعناه«. 43 يت ضح من الفقرة النصية أن مؤلف الكتاب يبتغي الوصول إلى هدف عب ر عنه في صورة: قضية كبرى هي ( إسقاط التدبير(. وللوصول إلى كيفية تركيب القضي ة الكبرى كما وردت يف املقد مة ميكن تفكيك الفقرة النصي ة السابقة وبيان البناء اللغوي لها والتي سيظهر منها توضيح احلجج التي استخدمها املؤل ف وسأعرضه بواسطة مجموعة من النقاط: أ وردت جملة خبري ة مؤكدة ب ( إن ( يف بداية النص «إن من طلب...«وهي احلجة 48

49 «احلجاج عند ابن عطاء اهلل السكندري يف كتاب اتلنوير يف إسقاط اتلدبري«. األولى التي أوردها املؤلف يف مقدمة كتابه وقد بي نت هذه احلج ة السبب الذي من أجله ستم بنى احلجج الالحقة. يم شير التوكيد ب ( إن ( يف بداية اجلملة على أهمية القضية التي سوف ترد بعده إذ أن اخلبر عندما يوج ه إلى خالي الذهن يكون خاليا من التوكيد بعكس املترد د أو املنكر للحكم فيجب أن يؤك د لهما احلكم كل منهما بحسب حالته. 44 ويظهر من هذه احلجة أنها تنتمي إلى حجج البرهان االعتقادي بوصف الكتاب موج ه إلى متلقني مؤمنني ويختلف البرهان االعتقادي عن البرهان التعليمي الذي يختص أساسا بظاهرة احلجاج فالبرهان االعتقادي هو«الذي يقوم على مبادئ وبديهيات أولية يقينية تم لزم العقل باإلميان بها كحقائق صادقة ومكتملة«. 45 وهذا النوع من احلجج يم لزم املتلقني بالنظر يف بقية احلجج ويدفعهم إلى االقتناع بها ولهذا كانت احلجة مرتبطة بعبارات إلزامية وتوجيهية يف شقها الثاني ( حقيق عليه( التي سيتم توضيحها في فقرة الحقة واستخدام هذا النوع من احلجج يضع املتلقني أمام حجج تتصف بقو تها من الناحية العقدي ة ويم صبح اخلطاب موج ها إلى فئة محد دة يف الوقت نفسه وهي التي سترضى بالدخول يف مجال اخلطاب اقتناعا بهذه احلجة ويزيد بناء احلجة قو ة تضم نها أسلوب الشرط فباستخدام قواعد االستدالل ميكن أن نحصل على صياغة مضادة وهي العبارة التالية: من لم يأت األمر من بابه ولم يتوص ل إليه بوجود أسبابه ( مقدمة( فلن يصل إلى اهلل تعالى ( نتيجة( وهذه العبارة تم نايف صفات املؤمنني ومعتقداتهم. ب تصد ر اسم الشرط ( م ن ( اجلملة االسمية بعد الناسخ ( إن ( وهو رابط حجاجي ربط بني وحدتني داللتني فجاءت احلجة يف صيغة تركيب شرطي يتكو ن من ( جملة الشرط + جواب الشرط(. ومن مسلمات اللغة تعل ق جزئي الشرط ببعضهما فال يتحق ق اجلزء األول منهما إال بتحق ق اجلزء الثاني وهو بناء مقصود من ق بل منتج النص ونالحظ أن جملة الشرط تكو نت من قول املؤلف:«م ن طلب الوصول إلى اهلل تعالى«. وهي نتيجة جاءت متقدمة على مقدمة القضي ة واملقدمة هي: أن يأتي األمر من بابه. ويم صبح البناء الق ضوي يف الفقرة مبني على النحو التالي: من أتى األمر من بابه وتوص ل إليه بوجود أسبابه ( مقدمة( وص ل إلى الله تعالى ( نتيجة(. وإتيان األمر من بابه مشروط أيضا ب ( أن يتوصل إليه بوجود أسبابه( وهي حج ة أخرى تضمنها التركيب في الفقرة النصي ة السابقة واستخدم الرابط احلجاجي ( واو العطف( للربط بني احلجتني. وعليه يم صبح منهج املؤلف يف الكتاب: بيان الباب الذي سيؤدي للوصول إلى هذه النتيجة وذكر األسباب التي سيأخذ بها م ن أراد أن ينجح في بلوغ الهدف املراد وقد بنى مؤلف الكتاب نصه وحججه لتقوية القضية األساسية ومحاولة إقناع املتلقني بها. 49

50 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 ج بالنظر إلى اجلزء الثاني من جملة الشرط يتبني أن املؤل ف صد ره بعد الرابط احلجاجي ( فاء( ربط جواب الشرط بكلمة ( حقيق( التي أضافت إلى بناء احلجة بعدا تداوليا أضاف قو ة إلى احلجة قال ابن عاشور يف تفسير كلمة ( حقيق( يف قوله تعالى: ح ق يق ع ل ى أ ن ال أ قم ول ع ل ى الله إ ال احل ق األعراف. من اآلية: 5. أن حقيق مبعنى واجب. 46 وللوقوف على اشتقاق لفظ ( حقيق( نستعرض بعض ما ورد يف اآلية من قراءات منها: حقيق عل ى. بدون ( ياء( مع حرف اجلر ( على(. و) حقيق علي ( ب) ياء( بعد حرف اجلر ( على(. وحقيق بأن. يقول ابن عاشور يف اشتقاق كلمة ( حقيق( ومعناها:«وحقيق فعيل مبعنى فاعل وهو مشتق من ( ح ق( مبعنى وجب وثبت أي: متعني وواج ب«. 47 واختار ابن عاشور رأيا آخر معتمدا على توجيه قراءة للفراء 48 وأبي علي الفارسي يقول ابن عاشور:«ففي تعل ق ( على( ومجرورها الظاهر ب) حقيق(... أن «حقيق«فعيل مبعنى مفعول: أي محقوق بأن... أي: مجعول قول احلق حقا علي...«. 49 يتض ح مم ا تقد م القو ة اإلجنازية التي يحملها لفظ ( حقيق( وتصد رها جلواب الشرط يم كس ب بحسب العرف اللغوي الذي وض حه ابن عاشور يف الفقرة السابقة اجلملة قو ة يف داللتها يقصد مؤلف النص منها توجيه املتلقي إلى غرض محد د. بناء على ما تقد م فإن كلمة ( حقيق( تم عد يف النص رابطا ذا داللة توجيهية وبم نيت اجلملة على هذا األساس لغرض تداولي يتمث ل يف شد انتباه املتلقني للقضية الكبرى التي سترد الحقا. ولو كانت بنية اجلملة مثال على النحو التالي:) إذا طلب أحد...فليأت األمر... (.فسوف نالحظ أن اجلملة لن تكتسب القو ة نفسها. د يت ضح مم ا تقد م أن التركيب اشتمل على توجيه ق ص د منه املؤلف الوصول إلى غرض محد د والغرض هو ما ذم كر يف اجلملة التالية:«أن يأتي األمر من بابه وأن يتوصل إليه بوجود أسبابه«نالحظ يف بناء التركيب وجود أمرين يتعلقان بتحق ق الوصول إلى اهلل تعالى وهما: اإلتيان من الباب. ووجود األسباب. وال يتحق ق الوصول إال بهذين األمرين ثم نالحظ يف التركيب الذي يليه توجيها آخر يظهر يف قول املؤلف:«وأهم ما ينبغي تركه واخلروج عنه والتطهر منه وجود التدبير ومنازعة املقادير«. نالحظ أن الفقرة اشتملت على صيغة ( أهم ( وهذه الصيغة تؤش ر على التوجيه حيث تدل على أهمية الشيء الذي تم شير إليه فكلمة ( أهم( من املهم واملم هم هو األمر الشديد املفزع وما يدعو إلى اليقظة والتدبير 50 وإمنا يقصد املؤلف من إدراج مثل هذه الصيغة يف التركيب إلى تقوية التركيب من جهة وإلى لفت انتباه املتكلم إلى بعض القضايا يف النص من جهة ثانية فهي حتمل داللة التوجيه في التركيب فإذا سقط هذا اللفظ من التركيب سقطت 50

51 «احلجاج عند ابن عطاء اهلل السكندري يف كتاب اتلنوير يف إسقاط اتلدبري«. داللة التوجيه وضعفت داللة التركيب. إضافة إلى ورود موج ه آخر يف التركيب وهو كلمة ( ينبغي( التي وردت صلة للموصول احلرفي ( ما( وهي تدل على التوجيه أيضا قال اهلل تعالى: م ا ك ان ي نب غ ي ل ن ا أ ن ن ت خ ذ م ن دم ون ك م ن أ و ل ي اء الفرقان. من اآلية: 18. فكلمة ( ينبغي( معناها: ي حسم ن به ويم ستحب له. 51 ولو ورد التركيب في نص مقدمة الكتاب من غير املوج ه ( ينبغي( لكان التركيب يتسم بالسالمة النحوية والداللية ولكنه يتغي ر من حيث داللة التركيب التي سترتبط بالقو ة اإلجنازية للفعل ( ينبغي( ومن ث م فكلمة ( ينبغي( جعلت التركيب يكتسب بعدا جديدا يتمثل يف طلب أداء عمل ما ويندرج هذا األسلوب ضمن أسلوب ( العر ض( الذي يقع في مجال أفعال ( التوجيهي ات(. ه النقطة األخيرة يف املقدمة ذك ر احلج ة التي بسببها ألف ابن عطاء اهلل كتابه يذكر املؤلف بعد عنصري التوجيه اللذين ت شرحهما يف النقطة السابقة العنصر الذي أراد أن يوج ه املتلقي إليه متمثال يف القضية الكبرى وهي قوله:«وأهم ما ينبغي تركه واخلروج عنه والتطهر منه وجود التدبير ومنازعة املقادير«. وردت في الفقرة النصية ثالثة عناصر مؤكدة هي: الترك اخلروج التطه ر. وهي موج هة إلى عنصر واحد مؤكد أيضا هو: وجود التدبير ومنازعة املقادير. فالتركيب مبني على التالزم بني العبارتني. وبالنظر يف املصطلحني نالحظ أن معنى التدبير: من دب ر األمر: مبعنى ساسه ونظر يف عاقبته. 52 ومعنى املقادير جمع ( مقدار( ويعني يف هذا السياق: القضاء واحلكم. 53 واملنازعة معناها من: نازع نزاعا ومنازعة. تقول: نازع فالنا يف كذا. أي: خاصمه وغلبه. 54 واملنازعة مفاعلة مثل: مشاركة ومخاصمة. ويعني هذا أن املعنى الكلي للعبارة: ترك سياسة املرء ألموره وترك مخاصمة اخلالق يف قضائه وحكمه ولذلك عب ر باملقادير دون التعبير بكلمة أخرى ويعني هذا أن اختيار كلمة ( مقادير( لها بعد تداولي يف هذا السياق. نالحظ مم ا تقدم أن احلجة التي صد ر بها املؤلف كتابه بم نيت لغويا بشكل تدعمه صيغ اللغة وتراكيبها حتى تكتسب احلج ة القو ة التي أراد مؤلف الكتاب أن يم ظهرها بها وقد بنى مؤل ف الكتاب نصه على مجموعة من احلجج التي تدعم هذه احلجة وهو يف كل فقرة يذكر احلج ة ويربطها باحلج ة الرئيسية حتى يكون نصه مترابطا ومكتس با قو ة داللية يصل بواسطتها إلى مراده. بنية احلجاج عند السكندري: نطرح يف هذه الفقرة بنية احلجاج يف كتاب التنوير يف إسقاط التدبير حتى نبني اآللية التي استخدمها املؤلف يف بناء حججه ويم صر ح مؤلف النص يف مواضع متعد دة بالنتيجة يف صورة صياغة موجزة توض ح حج ة جزئية تقع يف صميم احلج ة األساسية يف الكتاب. 51

52 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 يستخدم ابن عطاء اهلل احلجج النقلية والعقلية يف كتابه وتغلب األدلة النقلية على تلك احلجج وسيتم تقسيم احلجج عند تناولها على هذا األساس. أوال : احلجج النقلية: يعتمد ابن عطاء اهلل السكندري يف بناء حجته على األدل ة النقلية وهي تشكل حججا فرعي ة تكو ن أدل ة لتقوية احلجة الرئيسية يف الكتاب وهي إسقاط التدبير ومنازعة املقادير إلقناع املتلقني بها وتنقسم احلجج النقلية إلى ثالثة أنواع: أ احلجج النقلية من القرآن الكرمي والسنة النبوية الشريفة. ب احلجج النقلية من قصص األنبياء. ج احلجج النقلية من السلف الصالح. وسنكتفي بذكر أمثلة ألنواع هذه احلجج الواردة يف كتاب التنوير استغناء عن ذكرها كلها خشية اإلطالة واخلروج عن هدف الدراسة فهدف الدراسة ليس إحصاء احلجج بقدر ما هو كشف عن بنيتها وبيان وظائفها االتصالية يف النص. أوال : احلجج النقلية: أ احلجج النقلية من القرآن الكرمي واحلديث النبوي الشريف: يم شكل القرآن الكرمي احلجج األساسية يف كتاب التنوير فنجد اآليات القرآنية ترد يف معظم صفحات الكتاب وجند مجموعة من اآليات يف الصفحة الواحدة بوصفها تم شكل حجة واحدة أحيانا. يبدأ املؤلف كتابه بنقل آيتني من القرآن الكرمي األولى قوله تعالى: ف ال و ر ب ك ال يم ؤ م نم ون ح ت ى يم ح ك مم وك ف يم ا ش ج ر ب ي ن هم م ثم م ال ي ج دم وا يف أ نفم س ه م ح ر جا مم ا ق ض ي ت و يم س ل مم وا ت س ل يما النساء. اآلية: 65. واآلية الثانية قوله تعالى: و ر ب ك ي خ لم قم م ا ي ش اءم و ي خ ت ارم م ا ك ان ل هم مم اخل ي ر ةم سم ب ح ان الله و ت ع ال ى ع م ا يم ش ر كم ون القصص. اآلية: 68. هاتان اآليتان هما اللتان تشكالن جزءا من احلج ة الرئيسية. ففي قوله تعالى: و ر ب ك ي خ لم قم م ا ي ش اءم و ي خ ت ارم م ا ك ان ل هم مم اخل ي ر ةم سم ب ح ان الله و ت ع ال ى ع م ا يم ش ر كم ون القصص. اآلية: 68. يقول مؤلف الكتاب عنها: تتضمن فوائد. و ر ب ك ي خ لم قم م ا ي ش اءم و ي خ ت ار يتضمن ذلك: اإللزام للعبد بترك التدبير مع اهلل. السبب: «ألنه إذا كان يخلق ما يشاء فهو يدبر ما يشاء. فمن ال خلق له ال تدبير له«. قوله تعالى: أ ف م ن ي خ لم قم ك م ن ال ي خ لم قم أ ف ال ت ذ ك رم ون النحل. اآلية: 17. اآلية الثالثة: أ م ل إل نس ان م ا مت ن ى} 24 { ف ل ل ه اآل خ ر ةم و األ م ول ى 55 النجم. اآليتان:.25 /24 يقول مؤلف الكتاب معل قا على اآلية األخيرة: فيها داللة على إسقاط التدبير مع 52

53 «احلجاج عند ابن عطاء اهلل السكندري يف كتاب اتلنوير يف إسقاط اتلدبري«. اهلل.... ففي ذلك أيضا إلزام العبد ترك التدبير مع اهلل تعالى«. 56 ومن املواضع التي ذم كرت فيها مجموعة من اآليات التي وظفها مؤلف الكتاب لبناء حجة واحدة قال ابن عطاء اهلل:«اعلم أن ه تعالى مل ا علم كثرة اضطراب النفوس يف شأن الرزق كر ر ذكره ملا تكررت ورود عوارضه على القلوب كما تكرر احلج ة.... مل ا علم احلق تعالى شدة اضطراب النفوس يف أمر الرزق أكد احلج ة يف ذلك يف آيات عديدة منها ما تقدم ذكره ومنها ما لم نذكره فلم ا علم احلق تعالى ذلك من نفوس العباد وقال تارة: إ ن الله هم و الر ز اقم الذاريات. من اآلية: 58. وقال أخرى : اهلل م ال ذ ي خ ل ق كم م ثم م ر ز ق كم م الروم. من اآلية: 40. وقال أخرى : ن ح نم ن ر زم قم ك طه. من اآلية: 132. وقال أخرى : أ م ن ه ذ ا ال ذ ي ي ر زم قم كم م إ ن أ م س ك ر ز ق هم امللك. من اآلية: 21. وقال ههنا : و يف الس م اء ر ز قم كم م و م ا تم وع دم ون الذاريات. اآلية: 22. ليبني محل الرزق فتسكن إليه القلوب وليس الضمان مع إبهام املحل كالضمان مع تبيينه فكأنه تعالى يقول لم يكن يجب علينا أن نبني لكم محل رزقكم لكم عندنا رزق نوصله لكم إذا جاء إبانه وليس علينا بيانه ولكن بلطفه ورحمته وفضله ومن ته بني محل الرزق ليكون ذلك أبلغ يف ثقة النفوس وأقوى يف دفع الشك. 57 يت ضح من الفقرة النصية السابقة مجموعة من النقاط تتمثل يف اآلتي: األمر األول: أن لفظة «حجة«وردت يف موضعني يف النص مم ا يم دلل على وعي مؤلف النص باحلجاج الذي بنى عليه كتابه. األمر الثاني قول املؤلف: كر ر ذكره ملا تكررت ورود عوارضه مم ا يعني أن احلج ة تراعى فيها حالة القو ة والضعف بحسب حالة املتلقني ما يعني بناء احلجج مع مراعاة احلالة النفسية للمتلقي وهذا يؤك د أن «صياغة احلج ة والطريقة التي تطرح بها ثم عالقاتها بنظيراتها من احلجج الداخلة معها يف احلوار على سبيل االنسجام أو الصراع كل ذلك إمنا يتم حتضيره انطالقا من وعي نفسي بأحوال املعنيني«58 األمر الثالث: أن اآليات التي ذكرها املؤل ف تم شكل حج ة واحدة يم نظر إليها من زوايا مختلفة وكلها توكيد للحج ة نفسها. مم ا تقد م يتبني كيف تم بنى احلجة النقلية من القرآن الكرمي يف كتاب التنوير وقد وظ ف املؤلف اآليات السابقة بوصفها حججا تؤيد احلجة الرئيسية يف الكتاب فهي تبني حججا فرعية يراد منها توكيد وتقوية احلجة الرئيسية التي من أجلها أم ل ف ابن عطاء اهلل كتابه وهي حج ة «إسقاط التدبير مع اهلل سبحانه وتعالى«. أم ا األدلة النقلية من احلديث النبوي الشريف فمنه: قوله ﷺ : «ذاق طعم اإلميان من رضي باهلل ربا «. 59 فاحلديث حج ة أخرى تضاف إلى احلجج السابقة وذكر املؤلف 53

54 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 أن : فيه دليل»ألنه ملا رضي باهلل ربا استسلم له وانقاد حلكمه وألقى قيادته إليه خارجا عن تدبيره واختياره إلى حسن تدبير اهلل واختياره«60 فيتضح منه أن احلديث يكو ن حجة جديدة وظ فها املؤلف كي تدعم احلجة الرئيسية يف النص. ومن استخدام احلديث النبوي أيضا قوله ﷺ :«لو توك لتم على اهلل حق توك ل ه لرزقكم كما يرزقم الطير تغدو خماصا وتروح بطانا «61 يقول ابن عطاء اهلل معل قا على احلديث:«تراه يدل على األمر بالتوكل على اهلل تعالى ال على نفي األسباب بل يدل على إثباتها«ومنه أيضا قوله ﷺ «:«طالب العلم تكف ل اهلل برزقه«. أي تكف ل له أن يوصله له مع الهناء والعز ة والسالمة من احلجبة«. 62 ومم ا ورد من االحتجاج باحلديث النبوي يف كتاب التنوير قول ابن عطاء اهلل«اعلم أنه ال ينايف التوكل على اهلل يف أمر الرزق وجود السبب كما أشار إليه رسول اهلل ﷺ ألنه قال:«فاتقوا اهلل وأجملوا يف الطلب«فقد أباح الطلب ولو كان منافيا ملقام التوكل على اهلل ملا أباحه ألنه لم يقل ال تطلبوا إمنا قال أجملوا يف الطلب فكأنه قال: إذا طلبتم فاطلبوا مجملني أي كونوا مع اهلل يف الطلب متأدبني«63 يتضح من هذه الفقرة أن ابن عطاء اهلل بنى حج ة طلب الرزق على احلديث النبوي يف قول ابن عطاء«اعلم أنه ال ينايف التوكل على اهلل يف أمر الرزق وجود السبب«وهي حج ة واضحة للتفريق بني عملين قد يكونان متداخلني يف الظاهر وهما: التوك ل على اهلل من جهة أولى واألخذ باألسباب من جهة ثانية. وهي الفكرة التي تم شكل احلجتني الرئيسيتني يف الكتاب. ب احلجج النقلية من قصص األنبياء: يتخذ ابن عطاء اهلل من قصص بعض األنبياء حججا يؤكد بواسطتها احلج ة الرئيسية يف كتاب التنوير ومن القصص التي اتخذ منها حججا قصة سيدنا إبراهيم التي جعل منها ابن عطاء اهلل حج ة لتقوية احلج ة األساسية يقول ابن عطاء:«أال ترى أن إبراهيم عليه السالم مل ا قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العاملني فلما زم ج به يف املنجنيق استغاثت املالئكة قائلة: يا ربنا هذا خليلك قد نزل به ما أنت به أعلم. فقال احلق سبحانه وتعالى: إذهب إليه يا جبريل فإن استغاث بك فأغثه وإال فاتركني وخليلي. فلما جاءه جبريل يف أفق الهواء قال: ألك حاجة قال: أما إليك فال وأما إلى اهلل فبلى. قال: فاسأله. قال: حسبي من سؤالي علمه بحالي. فلم يستنصر بغير اهلل وال جنحت هم ته بغير اهلل بل استسلم حلكم اهلل مكتفيا بتدبير اهلل له عن تدبيره لنفسه...«64 نالحظ يف هذه الفقرة أن ابن عطاء اهلل يجعل من موقف قص ة سيدنا إبراهيم حج ة لعدم تدبير سي دنا إبراهيم لنفسه بل جعل اهلل سبحانه وتعالى هو املدب ر له وهو ما يقوي احلج ة الرئيسية يف كتاب التنوير ويصر ح ابن عطاء اهلل بالربط بني موقف سيدنا 54

55 «احلجاج عند ابن عطاء اهلل السكندري يف كتاب اتلنوير يف إسقاط اتلدبري«. إبراهيم واحلج ة الرئيسية يف الكتاب يف الفقرة النصية التالية يقول ابن عطاء اهلل:«يف قصة سيدنا إبراهيم هذه بيان للمعتبرين وهداية للمتبصرين وهو أن من خرج عن تدبيره لنفسه كان اهلل سبحانه وتعالى هو املتولي بحسن التدبير له أال ترى أن إبراهيم مل ا لم يدبر لنفسه وال اهتم بها بل ألقاها إلى اهلل تعالى... فلم ا كان كذلك كان عاقبة استسالمه وجود السالمة...«. 65 وفي فقرة أخرى جند ابن عطاء اهلل ينقل قصة أكل سيدنا آدم من الشجرة ليجعل منها حج ة على تدبير اإلنسان لنفسه يقول ابن عطاء اهلل:«اعلم أن التدبير واالختيار وباله عظيم وخطره جسيم وذلك أنا نظرنا فوجدنا أن آدم عليه السالم إمنا حمله على أكل الشجرة تدبيره لنفسه«. 66 فاالستشهاد يف هذه احلج ة مبني على السلب مبعنى أن الواقع الذي أخبرنا به اهلل تعالى هو أن سيدنا آدم أكل من الشجرة وترت ب عن هذا الفعل نتائج معي نة معلومة وهي هبوط سي دنا آدم إلى األرض وميكن بيان بناء موقف احلج ة على النحو التالي: احلج ة السالبة ( متثل الواقع(: حمله على احلجة التي ذكرها ابن عطاء اهلل:تدبير آدم عليه السالم األكل من الشجرة. احلج ة املوجبة ( ال متثل الواقع(: ال يحمله على يف املقابل: عدم تدبير آدم عليه السالم األكل من الشجرة. يتضح مم ا تقدم أن احلجج النقلية بأنواعها توظ ف يف النص خلدمة احلج ة الرئيسية فيه وأن ابن عطاء يحاول الربط بني تلك احلجج الفرعية واحلج ة الرئيسية مبا يخدم النص واملواقف املدرجة فيه وهذا اإلجراء يؤكد أن احلجاج ال يركز إال على ما يدخل يف بنيته املوصلة إلى اإلقناع وأن األمثلة اجلاهزة التي متثلها يف هذه الدراسة احلجج النقلية ال يتم التطر ق إليها إال مبا يخدم النص ويكون داخال يف بنية قولية خطابية ويؤدي هدفا يف خطة حجاجي ة معينة. 67 ج احلجج النقلية من السلف الصالح: تتعد د احلجج النقلية عن السلف الصالح يف كتاب التنوير فهو ما يفتأ يذكر مواقف متثل حججا أو تعمل على تقوية حج ة أخرى وسنذكر بعضا من تلك احلجج واألدل ة التي نقلها ابن عطاء عن السلف الصالح. من ذلك مثال قوله:«قال بعض املشايخ لو أدخل أهل اجلنة اجلنة وأهل النار النار وبقيت أنا لم يقع عندي متييز يف أي الدارين يكون قراري. فهذا حال عبد محيت اختياراته وإرادت ه«. 68 ومم ا ورد عن السلف الصالح من حجج 55

56 56 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 يف كتاب التنوير ما ذكره املؤلف نقال عن أبي احلسن الشاذلي:«قال الشيخ أبواحلسن الشاذلي رحمه اهلل تعالى: اعلم أن لهل تعالى عليك يف كل حلظة سهما يف العبودية يقتضيه احلق سبحانه وتعالى منك بحكم الربوبية والعبد مطالب بذلك كله ومسؤول عنه وعن أنفاسه التي هي أمانة احلق عنده. فأين الفراغ ألولي البصائر عن حقوق اهلل حتى ميكنهم التدبير ألنفسهم والنظر يف مصاحلها باعتبار حظوظها ومآربها «69 ومن ذلك أيضا ما نقله ابن عطاء اهلل عن بعض العارفني قال:«سألت بعض العارفني ونحن جتاه الكعبة فقلت له من أي الناحيتني يكون رجوعك فقال: لي مع اهلل عادة أن ال جتاوز إرادتي قدمي«. 70 مم ا تقد م يتبني أن ابن عطاء يستخدم حججا نقلية عن السلف الصالح لتقوية حج ته يف إسقاط التدبير مع اهلل سبحانه وتعالى. ثانيا : احلجج العقلية: نالحظ ورود حجج عقلية في الكتاب يستخدمها املؤلف لتقوية احلجة الرئيسية فيه ( القضية الكبرى( ومن األدلة العقلية يف الكتاب قول املؤلف:«اعلم أن الذي يحملك على إسقاط التدبير مع اهلل واالختيار أمور: األول علمك بسابق تدبير اهلل فيك وذلك أنك تعلم أن اهلل كان لك قبل أن تكون لنفسك«. 71 يظهر من الفقرة النصية أن احلجج فيها بم نيت على أمور منها: التعبير بفعل األمر) اعلم( وهذا الفعل تكرر يف كثير من احلجج يف الكتاب وهذا توجيه من مؤلف الكتاب إلى املتلقين ومن األمور التي بم نيت عليها احلجج: التعبير بالفعل ( يحملك(. جاء يف معاجم اللغة: حتم ل األمر: حمله يف مشق ة. حتامل على الشيء: تكل فه على مشقة وإعياء 72 ولهذا فالتعبير بعبارة: يحملك على فيه داللة على احلمل يف مشقة وإعياء مم ا يم بني أن احلمل املقصود حمل على كره من الشخص احلامل وهذا ما يؤيده السياق اللغوي بتعدية الفعل بحرف اجلر ( على( وعلى هذا فاحلجة تضم نت عن طريق االستدالل أيضا معنى: أن إسقاط التدبير فيه مشق ة على العباد. نالحظ يف الفقرة أيضا أن ها اشتملت على أمور ( حجج( وضعها املؤلف كي تم عني م ن أراد إسقاط التدبير على القيام بذلك فما هي هذه األمور ذكر املؤلف األمور ( احلجج( يف نقاط هي: أ علمك بسابق تدبير اهلل فيك. نالحظ أن هذه احلج ة مرتبطة باحلجة الرئيسية في الكتاب وهي ليست حج ة نقلية وميكن توضيح الكيفية التي بم نيت عليها احلجة على النحو التالي: علمك بسابق تدبير اهلل فيك يحملك على إسقاط التدبير مع اهلل. أو : يحملك على إسقاط التدبير مع اهلل علمك بسابق تدبير اهلل فيك. نالحظ أن عبارة )علمك بسابق تدبير اهلل فيك( من احلج ة بم ني على أساس كو نه سببا للنتيجة وبم ني السبب في هذه احلجة على معرفة املتلقي يظهر

57 «احلجاج عند ابن عطاء اهلل السكندري يف كتاب اتلنوير يف إسقاط اتلدبري«. ذلك من الفعل الذي تصد ر احلج ة األولى ( علمك( وهذه احلم ج ة تعني أن املتلقي والكاتب ينتميان إلى العالم نفسه وت استخدام املعرفة املسبقة للمتلقي لبناء احلج ة. فإذا انتفت هذه املعرفة املسبقة ضعفت احلج ة. ب بيان وتوضيح احلجة يف قوله ( وذلك أنك تعلم...( واجلملة توكيد لألولى واحتوت تكرارا للفعل التوجيهي ( اعلم( بصيغة أخرى ( أنك تعلم( وجاء الفعل مؤكدا بحرف النسخ ( أن ( واحلجة توكيد وبيان لألولى فهي مبني ة على املعرفة املسبقة للمتلقي وهو ما انبنت عليه احلج ة أساسا. ومن احلجج العقلية التي عد دها ابن عطاء اهلل قوله:«أن تعلم أن التدبير منك لنفسك جهل منك بحسن النظر لها. فإن املؤمن قد علم أنه إذا ترك التدبير مع اهلل كان له بحسن التدبير منه لقوله تعالى: و م ن ي ت و ك ل ع ل ى الله ف هم و ح س بم هم الطالق. من اآلية: 3. فصار التدبير يف إسقاط التدبير والنظر للنفس ترك النظر لها. 73 نالحظ يف الفقرة النصية بناء احلجة يف قوله: فإن املؤمن قد علم أنه إذا ترك التدبير مع اهلل كان له بحسن التدبير منه وهذه احلجة مبنية على حج ة نقلية من القرآن الكرمي. فكأن املؤمن الذي فهم مضمون اآلية قد علم أنه إذا ترك... وقد ذكر ابن عطاء اهلل السكندري تسع حجج عقلية إلسقاط التدبير يطول املقام بذكرها يف هذا السياق. 74 نالحظ أيضا أن ابن عطاء اهلل خص ص فصال يف آخر الكتاب ذكر فيه مجموعة من األمثلة التي جعل منها حججا لغرض تقوية احلجة الرئيسية وهي إسقاط التدبير. من ذلك مثال :«مثل املدبر مع اهلل كمن بنى بناءه على شاطئ البحر كلما اجتهد يف بنائه كثرت عليه األمواج فتداعى جميع أنحائه كذلك املدبر مع اهلل تعالى يبني مباني التدبير وتهدمها واردات املقادير ألجل ذلك قيل: يدب ر املدبر والقضاء يضحك«. 75 يظهر من األمثلة التي أوردها ابن عطاء اهلل أنه يبني حججا ثم يم شب ه بها املدب ر مع اهلل سبحانه وتعالى كما يظهر من الفقرة النصية السابقة إذ نالحظ أن ه شب ه املدب ر مع اهلل تعالى بالذي يبني بنيانا على الشاطئ فكما أن الذي يبني على الشاطئ ال يستقيم بنيانه كذلك املدب ر مع اهلل سبحانه وتعالى تهدم املقادير ( األمواج( بنيانه. الربط بني احلجج: جند املؤلف بعد ذكر اآلية األولى يصر ح بأن يف اآلية دليل. يقول«فيه دليل على....«ومن ث م فهو يأتي باآلية ليدلل بها على قضية يف النص فاآلية يف هذا السياق ( حج ة( على ومع أن اآليات تعد حج ة فهي تتسم يف ظاهرها بانتمائها إلى البرهان االعتقادي الذي ت تناوله يف فقرات سابقة غير أن تفسير اآليات ال يكتسي هذه الصبغة إال يف بعض املواقف. يذكر مؤلف النص بعد اآلية األول ى وشرحها نتيجة ( حج ة( فيقول:«فتبني من 57

58 58 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 هذا: أنه ال يحصل لك حقيقة اإلميان إال بأمرين باالمتثال ألمره واالستسالم لقهره«. 76 نالحظ يف النص الرابط اإلحالي ( اسم اإلشارة( الذي يحيل على النص السابق الذي ت شرحه يف الكتاب كما نالحظ كيفية بناء احلجة الذي استخدم فيها املؤلف أسلوب احلصر وهو يدل على االرتباط الداللي بني القضايا من جهة ويدل من جهة ثانية على حصر النتيجة أو قصرها ( حقيقة اإلميان( على املقدمتني التاليتني لها )االمتثال ألمره واالستسالم لقهره( وميكن صياغة احلج ة على النحو التالي: من امتثل ألوامره واستسلم لقهره حصلت له حقيقة اإلميان وقد مت ت اإلشارة سابقا إلى أن هذا البناء للقضايا يستلزم دالليا احلجج أو القضايا التي تضاده يف اآلن نفسه باستخدام خاصية االستدالل. ويبدو أن تقدمي النتائج على املقدمات يف هذه التراكيب يزيد من قو ة االستدالل فيها ويكون االستدالل بالتعارض على النحو التالي: أن من ال يريد حصول اإلميان ال ميتثل ألمره وال يستسلم لقهره. ومم ا يزيد من قو ة هذا االحتمال أن املؤلف صر ح يف بعض املواضع باحلجة بواسطة: داللة السلب ما يعني أن ه على دراية بهذا النوع من االستدالل يقول ابن عطاء اهلل يف إحدى فقراته النصية:«إمنا تضيق النفوس لفقدان األنوار ووجود األغيار فعنه يكون احلرج وهو الضيق واملؤمنون ليسوا كذلك«. 77 ففي الفقرة يهدف املؤلف إلى نفي بعض الصفات عن املؤمنني فتبني من الفقرة أن املؤل ف استخدم احلج ة بالضد لينفي عن املؤمنني الصفة التي قد تنقص من إميانهم ونالحظ يف بناء هذه احلج ة تقد م املعلول على العلة. فاملعلول عبارة ( ضيق النفوس( والعلة عبارتا ( فقدان األنوار ووجود األغيار( ففقدان هذين العنصرين ( سبب( مؤد إلى ضيق النفوس ( نتيجة(. ورد يف اآلية األولى ارتباط بني اإلميان باهلل سبحانه وتعالى وبني حتكيم النبي ﷺ الذي ورد يف اآلية «ال يم ؤ م نم ون ح ت ى يم ح ك مم وك» ولهذا يم عل ل مؤلف النص ل ( حتكيم رسول اهلل ﷺ ( ويف هذا السياق فإن املؤلف أو رد مجموعة من احلجج التي تبر ر عناية اهلل سبحانه وتعالى بنبيه ﷺ. فتصبح احلجة يف هذا السياق اجلزئي ( حتكيم النبي عليه الصالة والسالم( بحيث ال يكون إميان إال عن طريق الرضى بتحكيمه. ذكر ابن عطاء اهلل مجموعة من احلجج تتعل ق بصبر العبد على اهلل سبحانه وتعالى جاءت العبارة يف قول املؤلف:«باالمتثال ألمره واالستسالم لقهره«تستلزم هذه احلج ة يف نظر املؤلف صبرا من العباد والقضية الكبرى يف الفقرة: الصبر على إرادة اهلل. فيذكر مجموعة من األسباب التي يراها معينة الفرد على الصبر وقبل ذكر تلك األسباب نالحظ أن املؤلف افتتح الفقرة بقوله:»اعلم أن احلق سبحانه وتعالى إذا أراد أن يقو ي عبدا... ألبسه من أنوار وصفه... فتنزلت األقدار وقد سيقت إليه األنوار فكان بربه ال بنفسه فقوي ألعبائها وصبر لألوائها«. 78

59 «احلجاج عند ابن عطاء اهلل السكندري يف كتاب اتلنوير يف إسقاط اتلدبري«. يظهر من الفقرة النصية مجموعة قضايا تتمثل يف اآلتي: 1 بناء احلجة بأسلوب الشرط: إذا أراد أن يقو ي عبدا. فالرابط احلجاجي ( إذا( دال على الشرط كما تقدم بيانه وهو يزيد من قو ة بناء احلجج. 2 تعدد مقد مات احلجة وبناء ارتباطها سببيا : ألبسه من أنوار وصفه _فتنزلت األقدار وقد سيقت إليه األنوار فكان بربه ال بنفسه فقوي ألعبائها وصبر لألوائها. نالحظ أن الرابط احلجاجي ( الفاء( يحمل إلى جانب الربط بني القضايا داللة السببية التي تعني تم رت ب النتائج على املقدمات فينتج ربط سببي بني تلك املقدمات ونتائجها واحلجج بهذا البناء تترتب على بعضها فيؤد ي السابق منها إلى الالحق وهو ما يم عطي قوة للبناء اللغوي واحلجج يف النص. أم ا األسباب التي تعني الفرد على الصبر على إرادة اهلل فذكر املؤلف منها عشرة وهي: «وإمنا يعينهم على حمل األقدار: 1 إن شئت: ورود األنوار. 2 وإن شئت: فتح باب األفهام. 3 وإن شئت: واردات العطايا. 4 وإن شئت: شهود حسن اختياره. 5 وإن شئت: علمهم بوجود علمه وعلمهم بأنه يرى. 6 وإن شئت: ظهوره عليهم بوجود جماله. 7 وإن شئت: الصبر يورث الرضا. 8 وإن شئت: كشف احلجب واألستار. 9 وإن شئت: ورود أسرار التصريف. 10 وإن شئت: علمهم مبا أودع فيها من لطفه وإبراره. فهذه عشرة أسباب توجب:صبر العبد وثبوته ألحكام سيده وقوته عند وروده ا«. 79 نالحظ يف الفقرة التي ختم فيها املؤلف حديثه عن األسباب العشرة ورود العنصر التوجيهي ( توجب( التي تنتمي إلى األفعال اإلجنازية ( التوجيهات(. وهذا العنصر هو الذي ربط بين عناصر احلجة إضافة إلى أن هذه األسباب العشرة تترتب عليها نتائج متعددة هي: الصبر الثبات القو ة. وميكن صياغة احلج ة على النحو التالي حتى تظهر أكثر وضوحا : املقدمة: وجود األسباب العشرة النتيجة: يؤدي إلى صبر العبد.... ومن الربط بني احلجج كذلك ربط املؤلف بني مقامات اليقني التي جعل منها حج ة تؤكد احلجة الرئيسية يف الكتاب. يقول ابن عطاء اهلل:«وإذ قد تبني هذا فاعلم أن مقامات اليقني تسعة.... وال يصح كل واحدة من هذه املقامات إال بإسقاط التدبير مع 59

60 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 اهلل واالختيار«. 80 نالحظ يف الفقرة النصي ة بيان مقامات اليقني وبناء احلجة الذي أعقب ذكر تلك املقامات وقد ربط املؤلف بني كل مقام من تلك املقامات بحيث أصبح حجة بذاته ولكن املؤلف أضاف ربط املقامات مجتمعة ومعاملتها على أنها حجة واحدة ولهذا ذكر املؤلف أن ه«ال يصح كل واح دة من هذه املقامات إال بإسقاط التدبير مع اهلل واالختيار«ويظهر أن احلج ة مبني ة دالليا بأسلوب احلصر الذي يتكون من الرابط احلجاجي«ال إال«فارتبطت صحة تلك املقامات التسعة ( حج ة( جزئية يف النص باحلجة الكلية ( إسقاط التدبير( على سبيل احلصر وقد وض ح املؤلف ذلك ببيان احلجج مفص لة وكيف ترتبط بحجة إسقاط التدبير التي من أجلها ألف الكتاب. جند ابن عطاء اهلل يذكر حججا أخرى متثل دعما للحجة الرئيسية نذكرها بإيجاز وهي: العبودية والتدبير: من احلجج التي أوردها ابن عطاء اهلل لتقوية احلج ة الرئيسية حجة العبودية يقول ابن عطاء اهلل:«والعبادة ظاهر العبودية والعبودية روحها وإذ قد فهمت هذا فروح العبودية وسرها إمنا هو: ترك االختيار وعدم منازعة األقدار. فتبني من هذا: أن العبودية ترك التدبير واالختيار مع الربوبية. فإذا كان ال يتم مقام العبودية الذي هو أشرف املقامات إال بترك التدبير فحقيق على العبد أن يكون له تاركا... «81. نالحظ الربط بني احلجة الواردة يف الفقرة النصية وبني احلج ة الرئيسية. بنو إسرائيل والتدبير: ربط ابن عطاء اهلل بني حج ة اختيار بني إسرائيل وبني احلج ة الرئيسية يف الكتاب قال ابن عطاء اهلل:«اعلم أن بني إسرائيل... وذلك ألنهم تركوا ما اختار اهلل لهم مما يليق ملا اختاروه ألنفسهم«. 82 ابن نوح والتدبير: أورد ابن عطاء اهلل قص ة ابن نوح كذلك فربط بني هالك ابن نوح وبني إسقاط التدبير حيث جعل هالك ابن نوح راجع إلى تدبيره فجاءت احلج ة تقوية للحج ة الرئيسية من حيث أخذ العبرة من قصة هالك ابن نوح قال ابن عطاء اهلل:«اعلم أن هالك ابن نوح عليه السالم إمنا كان ألجل رجوعه إلى تدبير نفسه«. 83 يتبني مم ا تقدم أن احلجج يف كتاب التنوير قد ارتبطت باحلج ة الرئيسية وهو ما نلمسه يف احلجج السابقة التي ارتبطت ببعضها بروابط نصية صريحة وكلها بنيت كي تدعم احلج ة الرئيسية وتعمل على تقويتها من جهة وتدفع املتلقني إلى االقتناع بها والعمل على ترك التدبير مع اهلل سبحانه وتعالى من جهة ثانية. غير أن ابن عطاء اهلل استثنى من احلكم الكل ي للتدبير كما ذكره يف القسم األول من الكتاب نوعا من التدبير الذي رأى أنه ال يضر م ن عمل به وهو النوع الذي أطلق عليه التدبير املحمود كما سيتم بيانه يف الفقرة التالية. 60

61 «احلجاج عند ابن عطاء اهلل السكندري يف كتاب اتلنوير يف إسقاط اتلدبري«. نوعا التدبير: قس م ابن عطاء اهلل التدبير إلى نوعني: تدبير محمود وتدبير مذموم واستثنى التدبير املحمود من احلجج التي ت ذكرها وعليه فإن احلجج السابقة متث ل التدبير املذموم الذي يجب على اإلنسان املؤمن أن يتخل ص منه ويبتعد عنه وما سيتم تناوله يف هذه الفقرة هو التدبير املحمود وهو ال يقع يف دائرة التدبير السابق وسيتضح ذلك باحلجج التي سيذكرها ابن عطاء اهلل السكندري للدفاع عن هذا النوع من التدبير. غير أننا جند ابن عطاء ميم ه د للقسم الثاني من أنواع التدبير بنفي التدبير املذموم عن املؤمنني قال ابن عطاء:«اعلم أن املؤمن قد ترد عليه خواطر التدبير ولكن اهلل تعالى ال يدعه لذلك وال يتركه ملا هنالك.... واملؤمن وإن وردت عليه خواطر االضطراب والتدبير فهي عابرة ال تثبت لها ومضمحلة ال وجود لها«84 نالحظ في هذه الفقرة النصي ة أن البناء اللغوي للحج ة اشتمل على مجموعة من العناصر اللغوية التي تعمل على إضعاف احلج ة بحسب مقتضى السياق. منها: املقصود باخلطاب ( املؤمن( ومنها العنصر اللغوي ( قد( الذي يم فيد التقليل ومنها العنصر ( خواطر( وهي جمع ( خاطر( مبعنى ( هاجس هواجس( أو مبعنى: مر وذ ك ر ه بعد نسيان أو الح يف فكره 85 وكل معاني هذا العنصر اللغوي تدل على ضعف وروده على البال أو الفكر وجند توكيدا لذلك يف عبارة املؤلف نفسها في قوله ( فهي عابرة( وتوكيد هذه العبارة بقوله ( ال تثبت( ومن خصائص الشيء العابر ( عدم الثبات( ومن ث م فالشيء العابر متضمن معنى عدم الثبات عن طريق التالزم. مم ا يعني أن املؤمن ال يرد عليه التدبير إال يف ضعف وعليه فإن اللفظة يف هذا السياق لها بعد تداولي قصده مؤلف النص. وهذه املؤشرات متهيد لالستثناء الذي حتقق عن طريق العنصر اللغوي ( لكن( الذي يفيد االستدراك وقو ة الفعل بعد عنصر االستدراك من حيث نسبته لهل تعالى يف عبارة )اهلل تعالى ال يدعه لذلك وال يتركه ملا هنالك( فلم ينسب الفعل إلى إميان املؤمن والغرض من نسبة الفعل لهل سبحانه وتعالى يف هذا السياق قد يحمل تأويالت مختلفة ال نريد احلديث عنها هنا ولكنها تعد تقوية حلج ة نفي التدبير املذموم عن املؤمنني. إضافة إلى ما تقدم جند في العبارة عنصر التوكيد بالنفي ( ال يدعه وال يتركه( والعبارة الثانية يف التركيب توكيد لألولى واحلجة فيها مبني ة على إضعاف احلج ة كذلك والغرض من إضعاف احلج ة يف هذا السياق سلب حج ة التدبير املذموم عن املؤمنني وهو ما يقصده مؤلف النص وقد أورد ابن عطاء مجموعة من اآليات التي تؤي د حج ة إضعاف وسلب التدبير املذموم عن املت صفني بصفة اإلميان ومن اآليات التي وردت يف السياق قوله تعالى: إ ن ال ذ ين ات ق وا إ ذ ا م س هم م ط ائ ف م ن الش ي ط ان ت ذ ك رم وا 61

62 62 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 ف إ ذ ا هم م م ب ص رم ون األعراف. اآلية: وقد عل ق على هذه اآلية بقوله:««يف هذه اآلية ونظائرها توسعة على املتقني ولطف باملؤمنني«وهي إشارة إلى أن هذه الفئة من الناس ال تعمل من أجل التدبير املذموم. السل م احل جاجي يف كتاب التنوير: تدر ج ابن عطاء يف بناء بعض حججه من األدنى إلى األعلى وميكن مالحظة استخدام ابن عطاء للس ل م احلجاجي يف طرح احلجج على الشكل التالي: يظهر التدر ج من خالل طر ح ابن عطاء للحجج حيث جند أنه ذكر حجة إسقاط التدبير مع اهلل ودع مها باحلجج التي تبني ضرورة إسقاط التدبير عن طريق حث املؤمنني على فعل ذلك ثم ذكر ابن عطاء حججا تبني عاقبة م ن لم يسقط التدبير وهي قد تتفاوت يف قو تها بشكل غير ظاهر أم ا التفاوت بني احلجج فيظهر من احلج ة ( قدر اإلسالم( يقول ابن عطاء اهلل:«فاعلم أن هذا التكرار لذكر اإلس الم تنويه لقدره وتفخيم ألمره واإلسالم له ظاهر وباطن فظاهره املوافقة هلل تعالى وباطنه عدم املنازعة له فاإلسالم حظ الهياكل وعدم املنازعة واالستسالم حظ القلوب فاإلسالم كالصورة واالستسالم هو روح تلك الصورة فاإلسالم ظاهر واالستسالم باطن ذلك الظاهر«. 87 يتضح أن هذه احلج ة متث ل أقوى احلجج ولم يم قد م ابن عطاء بها كتابه بل ذكرها يف نهاية حجج التدبير املذموم ونالحظ أن هذه احلجة مكو نة من حجة رئيسية تربط اإلس الم بعدم منازعة املقادير وهي احلج ة الرئيسية يف الكتاب التي تعني: إسقاط التدبير. ونذك ر يف هذا السياق أن السل م احلجاجي يعني التدرج يف احلجج بحيث تكون احلج ة األعلى يف السل م هي التي تشمل احلجج التي حتتها. د ج ب ن = النتيجة. «ب««ج««د«حجج وأدلة تخدم النتيجة «ن«يف «ن«فالسلم احلجاجي هو فئة حجاجية موج هة ويت سم السلم احلجاجي بالسمتني التاليتني: أ كل قول يرد يف درجة ما من السلم يكون القول الذي يعلوه دليال أقوى منه بالنسبة للنتيجة. ب إذا كان القول «ب«يؤدي إلى النتيجة يف «ن«فهذا يستلزم أن «ج«أو«د«الذي

63 «احلجاج عند ابن عطاء اهلل السكندري يف كتاب اتلنوير يف إسقاط اتلدبري«. يعلوه درجة يؤدي إليها. والعكس غير صحيح. ونالحظ عند ابن عطاء اهلل أن حجة كون باطن اإلسالم يستلزم عدم املنازعة وهي بهذا ترتبط باحلج ة الرئيسية فعلى ذلك تكون هذه احلج ة أقوى احلجج ومن ثم يكون مو قعها يف أعلى السل م احلجاجي بوصف هذا الدليل هو أقوى األدل ة يف البناء احلجاجي. احلج ة الرئيسية الثانية: لم ينب ابن عطاء اهلل حجج إسقاط التدبير يف الكتاب كله وإمنا بنى ابن عطاء اهلل كتابه على قسمني يرتبط ثانيهما بأولهما فتناول القسم األول: حجج إسقاط التدبير وتناول القسم الثاني: احلجج التي تم بني للمؤمنني القسم الثاني من التدبير املحمود وبني ابن عطاء أن التدبير نوعان:«تدبير محمود وتدبير مذموم«88 ثم م وض ح ابن عطاء نوعي التدبير املذموم واملحمود ف«التدبير املذموم: هو كل تدبير ينعطف على نفسك بوجود حظها ال لهل قياما بحقه«. و«التدبير املحمود: هو ما كان تدبير مبا يقربك من اهلل كالتدبير يف براءة الذمم«. 89 وهذان النوعان من التدبير يرتبطان بحج ة أخرى جتعل الناس يف طلب الدنيا ( وهو يدخل يف التدبير وه ذا يتعل ق باحلج ة الرئيسية( على قسمني يظهر ذلك يف قول ابن عطاء اهلل:«فقد تبني من هذا أن ليس كل طالب للدنيا مذموما بل املذموم من طلبها لنفسه ال لربه ولدنياه ال آلخرته«. 90 يتض ح من الفقرة النصية أن احلج ة انبنت على أن الناس يف طلب الدنيا قسمان: قسم يطلب الدنيا لنفسه وهذا طلب مذموم يدخل يف حج ة التدبير املذموم وقسم يطلب الدنيا لرب ه وهو لم يم صر ح به ولكنه يم فهم ضمنا من العبارة وقد صر ح به يف مواضع أخرى منها قوله:«فالناس إذا على قسمني: عبد طلب الدنيا للدنيا وعبد طلب الدنيا لآلخرة«وجعل ابن عطاء اهلل ضمن هذه الفئة: الصحابة رضوان اهلل عليهم وكانت نتيجة تدبيرهم الذي كان خالصا لربهم وآلخرتهم تخليصهم من التدبير املذموم يقول ابن عطاء «فقد تقرر من هذا أنه ليس إسقاط التدبير املمدوح ترك الدخول يف أسباب الدنيا والفكرة يف مصاحلها... وإمنا التدبير املنهي عنه هو: التدبير فيها لها وعالمة ذلك أن يعصي اهلل تعالى من أجلها وأن يأخذها كيف كان من حلها أو غير حلها«. 91 تضم نت الفقرة النصي ة حجة احتوت نتيجة صريحة متث لت يف التمييز بني نوعي التدبير وبيان الطريقة املثلى التي ميكن أن يهتدي بها املؤمن يف حياته حتى ال يقع يف التدبير املذموم ويف الوقت ذاته فإن ابن عطاء بني أن التدبير املذموم ال يشمل األخذ باألسباب ومن ث م يتبني أن احلجج يف كتاب التنوير ال تسير يف تدعيم حج ة واحدة بل جند احلجج تتعد د وتتداخل يف النص مم ا يحتاج إلى تتبع لتلك احلجج حتى يستطيع الباحث تبي نها يف النص يقول ابن عطاء:«وإذ قد علمت هذا فقد فهمت أن إسقاط التدبير ليس هو اخلروج عن األسباب حتى يعود اإلنسان 63

64 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 ضيعة فيكون ك ال على الناس فيجهل حكمة اهلل يف إثبات األسباب وارتباط الوسائط«. 92 وكل هذا توكيد وارتباط بقضية التفريق بني : التدبير املحمود والتدبير املذموم نتج عنه: انقسام طلب الدنيا.. انقسام الناس يف طلبها. يربط ابن عطاء اهلل بني احلجة الرئيسية التي طرحها يف الكتاب وبني مجموعة من احلجج األخرى التي تدعمها وتوكدها في الوقت ذاته من بينها حجة اعتمد فيها على أولي البصائر يقول فيها: «اعلم أن التدبير مع اهلل عند أولي البصائر إمنا هو مخاصمة للربوبية«ويضيف إليها بيان أن األمور التي تدفع للتدبير ويجب ترك التدبير معها هي: الرزق اخلوف من الناس اخلوف من ترك األهل اخلوف من عدم القدرة على أداء الدين. ويبني يف هذه الفقرة أقسام النفوس التي يبني بها حججا أخرى يف الكتاب يربطها باحلجة الرئيسية فيه يشير ابن عطاء اهلل إلى أن : أفضل النفوس: املطمئنة إن النفس املطمئنة وصفها اهلل سبحانه وتعالى بالطمأنينة والرضا «وهما ال يكونان إال مع إسقاط التدبير«. 93 كما يم شير إلى أن أكثر تلك األسباب دفعا للقيام بفعل التدبير طلب ( الرزق( يقول ابن عطاء: «اعلم أنه ال ينايف التوكل على اهلل يف أمر الرزق وجود السبب«. فهو يبني أن املراد من إسقاط التدبير ليس العمل على ترك األسباب فترك األسباب والتجر د مم ا يدخل يف التدبير املذموم وهو ما أكده ابن عطاء اهلل بذكر احلجج التي تؤيد ذلك وتظهره وهو يم شير إلى ضرورة األخذ باألسباب صراحة يف قوله:«والقول الفصل يف ذلك أنه البد لك من األسباب وجودا «. 94 املؤشرات اللغوية للحجاج: استخدم ابن عطاء روابط للحجج ت احلديث عن بعضها يف معرض حتليلنا لبعض احلجج يف هذه الدراسة ونذكر في هذه الفقرة بعض املوج هات التداولية للخطاب في كتاب ابن عطاء اهلل وسنذكر رقم الصفحة أمام العبارة النصية وسنضع املوج ه التداولي بني معقوفني [...[ وننب ه يف هذا السياق إلى أن وظيفة املوج هات يف النص تتعل ق مبنشئ النص وباملتلقني فمنشئ النص يستخدمها يف نصه للتأثير على املتلقني إم ا إيجابا وإم ا سلبا وقد يحتوي املوج ه بعدا آخر غير بعده اللغوي ( املعجمي( ويم شترط يف املوج ه أن يكون كل من منتج النص واملتلقني على دراية باستخدام هذه املؤشرات ووظائفها يف النص ولم نحصر كل املوج هات النصية وإمنا اكتفينا بذكر موج ه أو اثنني لكل نوع ولم تتم اإلشارة إلى املوج هات اخلاصة بالتوكيد واالستفهام بوصفها حتمل شحنة توجيهية في النص خشية اإلطالة واملوج هات هي: ص 14/ ]فرمب ا [غي بهم ذلك عن اإلحساس باأللم. 64

65 «احلجاج عند ابن عطاء اهلل السكندري يف كتاب اتلنوير يف إسقاط اتلدبري«. ص 19/ إذا رضي باإلسالم دينا فمن [ الزم[ ذلك امتثال األوامر واالنكفاف عن وجود الزواجر واألمر باملعروف والنهي عن املنكر. ص 19/ [ فلزم[ من رضي مبحمد نبيا أن يكون له وليا. ص 31/ والود [ احلقيقي[ هو الذي يدوم لك من الواد لك. ص 30/ كان قد سبق من تدبير مشيئته أنه [ البد[ أن يعمر األرض... وكان من تدبير حكمته أن [ البد[ من متام ذلك وظهوره. ص 87/ واعلم أن لهل تعالى فيك قضاء [ البد[ أن ينفذه وحكما [ البد ] أن يظهره. ص 34/ ففي ذلك [ أدل [ دليل. ص 34/ اعلم أن [ أجل ] مقام أقيم العبد فيه مقام العبودية. ص 34/ فإذا كان ال يتم مقام العبودية الذي هو أشرف املقامات إال بترك التدبير [ فحقيق[ على العبد أن يكون له تاركا وللتسليم هلل تعالى وللتفويض له سالكا. ص 36/ تبني لك من هذا أن التدبير واالختيار من [ أشد[ الذنوب واألوزار. ص 37/ فالكرامة [ الكاملة[] احلقيقية[ إمنا هي ترك التدبير مع اهلل والتفويض حلكم اهلل. ص 56/ تغلل ضياه وكل شباه وتغي ر حسنه وسناه. ]جدير[ إذا اطلع امللك على هذه احلالة منه أن يأخذ السيف منه و] يعظم[ عقوبته على سوء فعاله وأن مينعه من وجود إقباله. فقد تبني من هذا أن التدبير على قسمني تدبير محمود وتدبير مذموم. فيما يؤدي إلى قمع الهوى املردي والشيطان املغوي وكل ذلك محمود [ ال شك فيه[ ص 68/ وذلك أن الفقير املتسبب لما فاته التخلي والتجرد لعبادة اهلل تعالى فيدخل مدخل... [ فينبغي[ أن ال تفوته مالزمة اخلمس يف اجلماعة. ص 102/ والذي كان سابقا هو [ بعينه[ الذي أوجب أن يفهم ما لم يفهم غيره. ص 106/ والقول [ الفصل[ يف ذلك.... يتض ح من املوج هات السابقة الكيفية التي يبني بها ابن عطاء اهلل حججه من الناحية اللغوية ألن منتج النص يبني نصه معتمدا على استراتيجية معي نة الهدف منها إقناع املتلقني فاللغة إذا كانت وظيفتها احلجاجية هي وظيفتها األساسية فإن اإلقناع يم عد األساس الذي من أجله تم بنى النصوص وهو ما يدفع إلى بناء احلجج بآلية تضمن قو ة تلك النصوص وتساعد تلك احلجج على دفع املتلقني اجتاه فكرة النص. اخلامتة: يتضح مم ا تقدم الطريقة التي بنى بها ابن عطاء اهلل السكندري كتابه وكيف ترتبط احلجج مع بعضها يف الكتاب لتخدم احلج ة الرئيسية الباعثة على تأليف الكتاب وهي «65

66 66 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 إسقاط التدبير مع اهلل تعالى«. كما تتبني الوظيفة احلجاجية للغة التي جتعل اللغة كما يذكر بعض اللغويني مبني ة على احلجاج وأن احلجاج وظيفة أساسية من وظائف اللغة. إضافة إلى ما تقدم فإن البراهني التي يستخدمها املؤلف تتنو ع بتنوع احلجج وترتبط بها يف بعض السياقات كما اهتم ت هذه الدراسة بالكشف عن املوج هات اللغوية التي استخدمها املؤلف يف نصه وهي كما يذكر علماء حتليل النص األدبي) شفرات( توضع يف النص وتؤث ر على املتلقني ويجب على املتلقني فهم هذه الشفرات والتعامل معها وهو ما يهدف إليه منتج النص. أخيرا فإن املرجو من هذه الدراسة أن تفتح آفاقا لهذا النوع من الدراسات الذي يقوم على إعمال الفكر والتدب ر يف قضايا اللغة وكيفية بنائها وهذه القضايا ما زالت غير متوفرة يف الدراسات اللغوية أو يف املكتبات العربية إال يف نطاق ضي ق. هوامش الدراسة. 1 يم نظر: لسان العرب ابن منظور دار صادر/ بيروت. د. ت. ج : 2/ ص موسوعة كش اف اصطالحات الفنون والعلوم التهانوي. حت: د. علي دحروج. مكتبة لبنان/ ناشرون. طب: 1996 م. 1/ ج: 1/ ص يم نظر: لسان العرب ج: 2/ ص يم نظر: موسوعة كش اف اصطالحات الفنون والعلوم. التهانوي. ج: 1/ ص يم نظر: نفسه ص يم نظر: نفسه ص املفردات يف غريب القرآن الراغب األصفهاني حت: محمد سي د الكيالني. دار املعرفة/ لبنان. د.ت. ص.90 /89 8 املفردات يف غريب القرآن الراغب األصفهاني. ص التعريفات علي بن محمد اجلرجاني. حت: محمد بن عبد احلكيم القاضي. دار الكتاب املصري/ القاهرة. طب: 1991 م. 1/ ص يم نظر: موسوعة الالند الفلسفية أندريه الالند تعريب: خليل أحمد خليل. منشورات عويدات. بيروت/ باريس. ط : 1/ 1996 م. ص / 11 يم نظر يف هذا السياق: األسلوب البرهاني احلجاجي يف تدريس الفلسفة. عبد املجيد االنتصار. دار الثقافة/ املغرب. ط: 1997 م. 1/ ص 36/35 وما بعدها. 12 اللغة واحل جاج د. أبو بكر العزاوي مؤسسة الرحاب احلديثة/ بيروت م. ص يم نظر: اللغة واحل جاج د. أبو بكر العزاوي. ص النص واخلطاب واالتصال د. محمد العبد. األكادميية احلديثة للكتاب اجلامعي/ القاهرة. طب: 2005 م. 1/ ص يم نظر: اللغة واحل جاج. ص يف سبيل منطق للمعنى روبير مارتان تر: الطيب البكوش/ صالح املاجري. مركز دراسات الوحدة

67 «احلجاج عند ابن عطاء اهلل السكندري يف كتاب اتلنوير يف إسقاط اتلدبري«. العربية/ لبنان. طب: 2006 م. 1/ ص يم نظر: اللغة واحل جاج. د. أبو بكر العزاوي. ص اللغة واحل جاج د. أبو بكر العزاوي. ص يم نظر: مفهوم احلجاج عند بيرملان وتطوره يف البالغة املعاصرة. د. محمد سالم ولد محمد األمني. عالم الفكر. املجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب/ الكويت. مجلد: 28. العدد: 3/ يناير/ مارس 2000 م. ص / 20 يم نظر: اللغة واملنطق بحث يف املفارقات د. حس ان الباهي. املركز الثقايف العربي/ الدار البيضاء. طب: 2000 م. 1/ ص مفهوم احلجاج عند بيرملان وتطوره يف البالغة املعاصرة. د. محمد سالم ولد محمد األمني. عالم الفكر. ص اللغة واحل جاج د. أبو بكر العزاوي. ص يم نظر: النص واخلطاب واإلجراء روبرت دي بوجراند. تر: د. مت ام حس ان. عالم الكتب/ القاهرة. ط: 2007 م. 2/ ص يم نظر: النص واخلطاب واإلجراء روبرت دي بوجراند. ص / يعني العالم املمكن مجموع متماسك ( غير متناقض( من األقوال مرتبط بلحظة من زمن متفرع. ينظر: يف سبيل منطق للمعنى. ص يف سبيل منطق للمعنى روبير مارتان. ص ينظر: يف سبيل منطق للمعنى روبير مارتان. ص 38. وينظر: النص واخلطاب واإلجراء روبرت دي بوجراند. ص يم نظر: اللغة واملنطق بحث يف املفارقات د. حس ان الباهي. ص يم نظر: نفسه د. حس ان الباهي. ص يم نظر: اللغة واحل جاج. ص يم نظر: اللغة واملنطق بحث يف املفارقات د. حس ان الباهي. ص يم نظر: النص واخلطاب واالتصال ص يم نظر: اللغة واملنطق بحث يف املفارقات. ص / 34 اللغة واملنطق بحث يف املفارقات. ص / 35 ينظر: األسلوب البرهاني احلجاجي يف تدريس الفلسفة عبد املجيد االنتصار. ص يم نظر: اللغة واحل جاج. ص ينظر: األسلوب البرهاني احلجاجي يف تدريس الفلسفة عبد املجيد االنتصار. ص / 38 يم نظر: مفهوم احلجاج عند بيرملان وتطوره يف البالغة املعاصرة. د. محمد سالم ولد محمد األمني. عالم الفكر. ص يم نظر: مفهوم احلجاج عند بيرملان وتطوره يف البالغة املعاصرة. د. محمد سالم ولد محمد األمني. عالم الفكر. ص يم نظر: لسان العرب ابن منظور. ج 5/ مادة ( نور(. 41 يم نظر: لسان العرب ابن منظور. مادة) سقط(. 67

68 68 اجلاميع جملة علمية حمكمة يم نظر: لسان العرب مادة ( سقط(. 43 التنوير يف إسقاط التدبير ابن عطاء اهلل السكندري. عالم الفكر/ ميدان احلسني. طب: 1/ 1998 م. ص يم نظر: البالغة العالية علم املعاني عبد املتعال الصعيدي. مكتبة اآلداب/ القاهرة. طب: 2/ 1991 م. ص 43 وما بعدها. 45 األسلوب البرهاني احلجاجي يف تدريس الفلسفة. ص تفسير التحرير والتنوير الطاهر بن عاشور. الدار التونسية للنشر/ تونس ج 9/ ص املصدر نفسه ج 9/ ص يم نظر: معاني القرآن للفراء. ج 1/ ص تفسير التحرير والتنوير الطاهر بن عاشور. ج 9 ص ينظر: املعجم الوسيط مكتبة الشروق الدولية. طب: / ص يم نظر: املصدر نفسه. ص يم نظر: نفسه. ص يم نظر: نفسه. ص يم نظر: نفسه. ص يم نظر: التنوير يف إسقاط التدبير ص / 56 التنوير يف إسقاط التدبير ص نفسه. نفسه ص.97 /96 58 مفهوم احلجاج عند بيرملان وتطوره يف البالغة املعاصرة. د. محمد سالم ولد محمد األمني. عالم الفكر. ص صحيح مسلم. حت: محمد فؤاد عبد الباقي. دار إحياء الكتب العربية/ مصر. طب: 1991 م. 1/ كتاب اإلميان (34(. 56 ج: 1/ ص يم نظر: التنوير يف إسقاط التدبير ص / 61 نص احلديث يف سنن ابن ماجه: لو أنكم توكلتم... سنن ابن ماجة: حت: محمد فؤاد عبد الباقي. دار إحياء الكتب العربية/ القاهرة. 37 كتاب الزهد 14/ باب التوكل واليقني. حديث رقم: ج 1/ ص املصدرنفسه ص /114 وص نفسه ص نفسه ص املصدر السابق ص نفسه ص يم نظر: مفهوم احلجاج عند بيرملان وتطوره يف البالغة املعاصرة. د. محمد سالم ولد محمد األمني. عالم الفكر. ص التنوير يف إسقاط التدبير ص املصدر نفسه. ص.27 /26

69 «احلجاج عند ابن عطاء اهلل السكندري يف كتاب اتلنوير يف إسقاط اتلدبري«. 70 نفسه ص نفسه ص يم نظر: املعجم الوسيط. مكتبة الشروق الدولية. ص التنوير يف إسقاط التدبير ص يم نظر:املصدر نفسه ص 21 وما بعدها. 75 نفسه ص نفسه ص.10 /9 77 نفسه ص نفسه. ص نفسه ص نفسه ص نفسه ص نفسه ص نفسه ص نفسه ص يم نظر: املنجد يف املتجانسات واملترادفات رفائيل نخلة اليسوعي. دار املشرق/ بيروت م. ص 59. ويم نظر: قطر املحيط بطرس البستاني. بيروت/ 1869 م. ص يم نظر: التنوير يف إسقاط التدبير ص 41/ وص 43 وما بعدها. 87 املصدر نفسه ص نفسه ص نفسه ص نفسه ص نفسه ص /57 /56 وص نفسه ص نفسه ص 69 وما بعدها. 94 ينظر: نفسه ص 76/ وص 104. قائمة املصادر واملراجع. 1 األسلوب البرهاني احلجاجي يف تدريس الفلسفة. عبد املجيد االنتصار. دار الثقافة/ املغرب. طب: 1997 م. 1/ 2 البالغة العالية علم املعاني عبد املتعال الصعيدي. مكتبة اآلداب/ القاهرة. طب: 1991 م. 2/ 3 التحرير والتنوير الطاهر بن عاشور. الدار التونسية للنشر/ تونس التعريفات علي بن محمد اجلرجاني. حت: محمد بن عبد احلكيم القاضي. دار الكتاب املصري/ القاهرة. طب: 1991 م. 1/ 5 التنوير يف إسقاط التدبير ابن عطاء اهلل السكندري. عالم الفكر/ ميدان احلسني. طب: 1/ 1998 م. 69

70 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 6 سنن ابن ماجة: حت: محمد فؤاد عبد الباقي. دار إحياء الكتب العربية/ القاهرة. 7 صحيح مسلم. حت: محمد فؤاد عبد الباقي. دار إحياء الكتب العربية/ مصر. طب: / 8 يف سبيل منطق للمعنى روبير مارتان تر: الطيب البكوش/ صالح املاجري. مركز دراسات الوحدة العربية/ لبنان. طب: 2006 م. 1/ 9 قطر املحيط بطرس البستاني. بيروت/ 1869 م. 10 لسان العرب ابن منظور دار صادر/ بيروت. د. ت. 11 اللغة واحل جاج د. أبو بكر العزاوي مؤسسة الرحاب احلديثة/ بيروت م. 12 اللغة واملنطق بحث يف املفارقات د. حس ان الباهي. املركز الثقايف العربي/ الدار البيضاء. طب: 2000 م. 1/ 13 املعجم الوسيط مكتبة الشروق الدولية. طب: / 14 املفردات يف غريب القرآن الراغب األصفهاني حت: محمد سي د الكيالني. دار املعرفة/ لبنان. د.ت. 15 املنجد يف املتجانسات واملترادفات رفائيل نخلة اليسوعي. دار املشرق/ بيروت م. 16 موسوعة كش اف اصطالحات الفنون والعلوم التهانوي. حت: د. علي دحروج. مكتبة لبنان/ ناشرون. طب: 1996 م. 1/ 17 موسوعة الالند الفلسفية أندريه الالند تعريب: خليل أحمد خليل. منشورات عويدات. بيروت/ باريس. طب: 1996 م. 1/ 18 النص واخلطاب واالتصال د. محمد العبد. األكادميية احلديثة للكتاب اجلامعي/ القاهرة. طب: 2005 م. 1/ 19 النص واخلطاب واإلجراء روبرت دي بوجراند. تر: د. مت ام حس ان. عالم الكتب/ القاهرة. ط: 2007 م. 2/ الدوريات: عالم الفكر. املجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب/ الكويت. مجلد: 28. العدد: 3/ يناير/ مارس 2000 م. 70

71 ظاهرة اإلضمار يف انلحو العريب بني وضوح املعىن وسالمة الرتكيب د. أمحد اهلادي ررشاش* مقدمة: اإلضمار من الظواهر العاملية Universals يف اللغات اإلنسانية وهو«يصيب اللغات يف أصواتها وتراكيبها للوصول إلى داللة بعينها«)1( ونظرا ألهمية هذه الظاهرة كانت من أبرز القضايا التي عاجلتها الدراسات النحوية والبالغية واألسلوبية بوصفها خروجا عن )2( األصل وعدوال عن املستوى العادي للتعبير. وقد تعد دت مناهج دراسة اللغة يف الدرس اللساني )Linguistics( واختلفت تلك املناهج يف دراسة اللغة األمر الذي أد ى إلى االختالف يف القول باإلضمار ففي حني اعتمد املنهجان املعياري والتحويلي التوليدي على هذه الظاهرة يف دراسة اللغة لم يجعل املنهج الوصفي اإلضمار ضمن الئحة اهتماماته. وي ع د املنهج الوصفي هو املنهج املفض ل واملثالي لدى فردينان دي سوسير ) م( رائد اللسانيات وهو يقوم على وصف الظاهرة اللغوية كما هي من غير مقارنتها أو الوقوف على مراحل تطورها )3( ويهتم بالشكل أو الظاهر وأما املعنى عند الوصفيني فإن ه يأتي يف مراتب متأخرة إذا ما قورن باألصوات والتنظيم الفونيمي واملورفيمي واألمناط التركيبية للجمل )4( فهو يدرس األشكال اللغوية بكونها أمناطا يسهل رصدها ووصفها من خالل قوانني العالقات. )5( وج ه الوصفيون نقدا شديدا للنحو التقليدي ومن جملة املآخذ التي أخذوها عليه»صدوره عن تصورات عقلية ميثلها على األغلب منهج أرسطو يف املنطق«)6( ألن هم «يرفضون كل نقاش يتعل ق باملعنى أو الوحدات العقلية أو اخلصائص غير املالحظة«)7( ومنها اإلظهار واإلضمار واحلذف والتقدير والتأويل وغيرها من املسائل املرتبطة بالعقل والعمليات الذهنية. *عضو هيئة اتلدريس بقسم اللغة العربية لكية اللغات جامعة طرابلس 71

72 72 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 ويف مقابل املنهج الوصفي أطلق اللسانيون على النحو التقليدي )املنهج املعياري( وهو يحد د اللغة على أساس فهم املعنى أو ال ويهتم مبعرفة العل ة )8( كما أن ه «يخضع السلوك اللغوي العام ملجموعة من القواعد يرى أن اخلروج عليها خطأ«)9( ويؤول ما خرج عن القواعد بشت ى التأويالت ويعتمد على اإلظهار واإلضمار واحلذف والتقدير والتقدمي والتأخير...الخ فاملنهج املعياري يقر باإلظهار واإلضمار ويعتمد عليهما يف كثير من تعليالته. وسار أصحاب املنهج التحويلي التوليدي على نهج املعياريني فاتخذوا من منهج ديكارت أساسا لهم يف فهم الظاهرة اللغوية وحتليلها )10( ورفضوا حتويل اللغة إلى مجرد تراكيب شكلية يسعى الوصفيون إلى جتريدها من املعنى ومن العقل )11( بل اعتمدوا عليهما يف فهم الظاهرة اللغوية وحتليلها ونظروا إلى مبنى اجلمل باعتبارين: باطني وظاهري وهو ما عرف عندهم بالبنية العميقة Deep Structure والبنية السطحيةSurface. ) Structure (12 وجتد التقدير وهو أحد أسس النحو العربي شيئا مقر را ومؤك دا يف التحليل النحوي عند التحويليني) 13 ( فهم يعتمدون يف حتليلهم على عدة قوانني من بينها قانون احلذف بنوعيه: احلذف اإلجباري واحلذف االختياري وطريقتهم يف ذلك مشابهة ملا قد مه النحو العربي) 14( فآراء تشومسكي يف األصل العقالني ويف النظر يف املعنى تتفق مع النحو العربي )15( والسيما مع عبد القاهر اجلرجاني )ت 471 ه( الذي أقام نظريته املعروفة بنظرية النظم على أساس املعنى وباعتماد مبنيني للجملة : مبنى قائم بالنفس ومبنى مستعمل. )16( )17( تعريف اإلضمار : اإلضمار لغة : اإلخفاء )18( واصطالحا : إسقاط عنصر ما من القول ) 19 ( وهو يلتبس يف التراث العربي مبصطلح احلذف فمعناهما اللغوي واالصطالحي متقاربان فاحلذف لغة: القطع واإلسقاط )20( واصطالحا: إسقاط كلمة أو أكثر بشرط أال يتأثر املعنى أو الصياغة أو إسقاط حرف أو أكثر أو حركة من كلمة. )21( ولم يفر ق النحويون العرب املتقدمون بني مصطلحي اإلضمار واحلذف بل استعملوهما يف املعنى نفسه وهو مذهب سيبويه ) 180 ه( وجمهور النحويني كما لم يتقي دوا مبصطلح اإلضمار يف أثناء تناولهم لهذه الظاهرة بل استعملوا احلذف يف كثير من مواضع اإلضمار يقول سيبويه:»واعلم أن ه ليس كل حرف يظهر بعده الفعل يحذف فيه الفعل ولكنك تضمر بعدما أضمرت فيه العرب من احلروف واملواضع وتظهر ما أظهروا«)22( ويقول عبدالقاهر اجلرجاني:«واعلم أن هاهنا بابا من اإلضمار واحلذف يسم ى اإلضمار على شريطة

73 ظاهرة اإلضمار يف انلحو العريب بني وضوح املعىن وسالمة الرتكيب التفسير«. )23( )24( وورد مصطلح اإلضمار مبعنى احلذف يف بيت ألفية ابن مالك )ت 672 ه(: ويرفع الفاعل فعل أضمرا كمثل زيد يف جواب من قرا يف حني استعمل ابن عقيل ) 769 ه( يف شرحه لهذا البيت مصطلح احلذف فقال: «)25( إذا دل دليل على الفعل جاز حذفه وإبقاء فاعله». وحاول بعض علماء العربية من املتأخرين واملحدثني التفريق بني مصطلحي اإلضمار واحلذف فمن بني املتأخرين ذهب الزركشي )ت 749 ه( متأثرا بنظرية العامل إلى وجود فرق بني اإلضمار واحلذف وذكر أن شرط املضمر بقاء أثر املقد ر يف اللفظ ومث ل له بقوله تعالى:- (ان ت ه وا خ ي را ل ك م 26) ( ) أي ائتوا أمرا خيرا لكم وأم ا احلذف فاشترط فيه وجود مقد ر مع عدم بقاء أثره ومث ل له بقوله تعالى:- ) و اس أ ل ال ق ر ي ة ) )27( أي أهل القرية وحاول تدعيم رأيه بالتفريق بني معناهما اللغوي فذكر أن معنى اإلضمار لغة إخفاء الشيء واحلذف القطع وهو يشعر بالطرح.(28( وعل ق اخلضري على البيت السابق من ألفية ابن مالك بقوله: «ولو قال: ويرفع الفاعل فعل حذفا لسلم من التجو ز باإلضمار عن احلذف ألن الفعل ال يسم ى مضمرا بل محذوفا «)29( وهذا مخالف ملذهب سيبويه فقد حتد ث عن إضمار الفعل بقوله: «فاعرف فيما ذكرت لك أن الفعل يجري يف األسماء على ثالثة مجار : فعل مظهر ال يحسن إضماره وفعل مضمر مستعمل إظهاره وفعل مضمر متروك إظهاره». )30( ومن بني اللغويني املحدثني الذين حاولوا التفريق بني اإلضمار واحلذف عباس حسن وذلك يف معرض حديثه عن حذف )أن ( يف مثل: خذ اللص قبل يأخذك فقال:»إن احلذف هنا غير اإلضمار ألن املحذوف غير موجود يف الكالم مطلقا ال ظاهرا وال خفيا أم ا املضمر فموجود ولكن ه غير ظاهر«)31( وهذا يتوافق مع تعريف اجلرجاني لإلضمار بأن ه: «إسقاط الشيء لفظا ال معنى». )32( ولكن القول بأن املحذوف غير موجود يف الكالم مطلقا مردود على أصحابه ألن تقدير املحذوف من قبل النحاة يدحض ذلك. 1.1 عالقة اإلضمار واحلذف بالتأويل والتقدير: هناك صلة وثيقة بني احلذف واإلضمار من جهة والتأويل والتقدير من جهة أخرى فالتأويل هو:»تفسير الكالم ورده إلى الغاية املرجوة منه«)33( والتقدير هو «ني ة الشيء وتصو ر وجوده». )34( ويستعمل التقدير كثيرا بصورة خاصة يف املواطن التي يقع فيها اإلضمار واحلذف) 35 ( ألن النحويني عندما الحظوا اإلضمار واحلذف يف الكالم قد روا 73

74 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 املضمر واملحذوف وتصو روا وجوده لذا «فالقول باحلذف يدعو إلى القول بتقدير املحذوف «)36( فإذا كان اإلضمار واحلذف إسقاط عنصر من القول فإن التقدير هو إعادة هذا العنصر إليه ويف هذه احلال فإن اإلضمار والتقدير يستلزم كل منهما اآلخر. 2.2 اإلضمار عند علماء النحو وعلماء معاني النحو: لقد عني علماء العربية بظاهرة اإلضمار والسيما علماء النحو وعلماء معاني النحو من البالغيني ويف حني بحث النحويون عن استقامة الكالم وصحة األسلوب اهتم البالغيون بجماله ورونقه من هنا كان تناول كال الفريقني لهذه الظاهرة مختلفا «فالبالغة حتت م أن حتذف املحذوف من نفسك والنحو يقر ر أن تقد ره يف لفظك«. )37( 1.3 اإلضمار عند علماء معاني النحو: وقد حتد ث البالغيون عن اإلضمار واحلذف يف باب اإليجاز فقسموا اإليجاز إلى قسمني: إيجاز قصر وإيجاز حذف )38( وربطوه بالبالغة واإلعجاز وعد وه شرطا من شروط الفصاحة والبالغة يقول ابن سنان اخلفاجي )ت 466 ه(: «ومن شروط الفصاحة والبالغة اإليجاز واالقتصار وحذف الكالم وهو يعد من أشهر دالئل الفصاحة والبالغة عند أكثر الناس«)39( ولم يكتفوا بذلك بل فض لوه أحيانا على الذكر ووصفوه بالد قة واللطافة والس حر والبيان يقول عبد القاهر اجلرجاني:»هو باب دقيق املسلك لطيف املأخذ عجيب األمر شبيه بالسحر فإن ك ترى به ترك الذكر أفصح من الذكر والصمت عن اإلفادة أزيد لإلفادة وجتدك أنطق ما تكون إذا لم تنطق وأمت ما تكون بيانا إذا لم تنب«. )40( وحتد ثوا عن حسنه وجماله وروعته يف مواضع كثيرة من القرآن الكرمي يقول املرتضى )ت 436 ه( :»اعلم أن من عادة العرب اإليجاز واالختصار واحلذف طلبا لتقصير الكالم وإطراح فضوله واالستغناء بقليله عن كثيره ويعد ون ذلك فصاحة وبالغة ويف القرآن من هذه احلذوف استغناء بالقليل عن الكثير مواضع كثيرة نزلت من احلسن يف أعلى منازله«. )41( وأوضح عبد القاهر اجلرجاني يف كتابه )دالئل اإلعجاز( مدى جمال احلذف وحسنه وأن ه أفضل من الذكر يف مواضعه فقال:«فتأمل هذه األبيات كل ها واستقرها واحدا واحدا وانظر إلى موقعها يف نفسك وإلى ما جتده من اللطف والظرف إذا أنت مررت مبوضع احلذف منها ثم قل بت النفس عم ا جتد وألطفت النظر فيما حتس به ثم تكل ف أن ترد ما حذف الشاعر وأن تخرجه إلى لفظك وتوقعه يف سمعك فإن ك تعلم أن الذي قلت كما قلت وأن رب حذف هو قالدة اجليد وقاعدة التجويد». )42( وعل ق على بيت عبد اهلل بن الزبير بن األشيم األسدي: )43( 74

75 ظاهرة اإلضمار يف انلحو العريب بني وضوح املعىن وسالمة الرتكيب تثاءب حتى قلت: داسع نفسه وأخرج أنيابا له كاملعول بقوله: «األصل حتى قلت: هو داسع نفسه ثم إن ك ترى نصب الكالم وهيئته تروم منك أن تنسى هذا املبتدأ وتباعده عن وهمك وجتتهد أال يدور يف خلدك وال يعرض خلاطرك وتراك كأن ك تتوق اه توق ي الشيء يكره مكانه والثقيل يخشى هجومه ) 44 ( فهو يرى ضرورة حتاشي املحذوف ليس يف الذكر اخلارجي فحسب بل يف احلضور النفسي ألن هيئة العبارة وجمال األسلوب يروم ذلك وال يعترض مبا يقتضيه اإلعراب. )45( وجعل عبد القاهر جمال احلذف وتذو قه وقفا على اإلنسان املتأم ل الذي يتغلغل إلى األعماق والدقائق فقال: «قد بان اآلن واتضح ملن ن ظ ر ن ظر املتثبت احلصيف الراغب يف اقتداح زناد العقل واالزدياد من الفضل ومن شأنه التوق إلى أن يعرف األشياء على حقائقها ويتغلغل إلى دقائقها ويربأ بنفسه عن مرتبة املقل د الذي يجري مع الظاهر وال يعدو الذي يقع يف أول اخلاطر أن الذي قلت يف شأن احلذف ويف تفخيم أمره والتنويه بذكره وأن مأخذ ه مأخذ يشبه السحر ويبهر الفكر«. )46( وهكذا فإن علماء املعاني ينظرون إلى اإلضمار واحلذف من زاوية األثر اجلمالي الذي يتركه املضمر أو املحذوف فقد أدركوا أن هناك مستوى منحرفا عن املستوى العادي للغة ولذلك عد وه أبلغ من الذكر ألن ه خروج عن املألوف الذي يتساوى فيه الناس فأهميته تنبع من أن ه «يثير االنتباه ويلفت النظر ويبعث على التفكير فيما حذف فتحدث عملية اشتراك للمتلق ي يف الرسالة املوجهة إليه«)47( ورأوا أنه أكثر بالغة من الذكر ألن الذكر سير فيما هو مألوف من طريق التعبير واملألوف ليس له من اإلثارة ما لغير املألوف. )48( 2.3 اإلضمار عند علماء النحو: عد النحويون اإلضمار خالف األصل فاألصل يف بناء اجلملة سواء أكانت اسمية أم فعلية أن تساق مستوفية أجزاءها ولكن قد يحدث يف الكالم إضمار طلبا لإليجاز واالختصار وال يكون ذلك إال إذا وجد دليل يدل على املضمر ألن املضمر الذي يدل الدليل عليه يف حكم املوجود )49( قال سيبويه:-»اعلم أن هم يحذفون الكلم وإن كان أصله يف الكالم غير ذلك ويحذفون ويعو ضون ويستغنون بالشيء عن الشيء الذي أصله يف كالمهم أن يستعمل حتى يصير ساقطا «)50( فإذا وجد دليل ولم يتأثر املعنى أو الصياغة جاز اإلضمار واحلذف وإذا لم يوجد دليل أو تأثر املعنى أو الصياغة لم يجز. وقس موا الدليل إلى قسمني: حالي مثل: زيدا ملن رفع سوطا أي: اضرب زيدا ومقالي مثل: زيدا ملن قال: من أضرب وأضاف ابن هشام )ت 761 ه( دليال آخر سم اه الدليل الصناعي وجعل معرفته وقفا على النحويني كقول الشاعر: )51( 75

76 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 إن من الم يف بني بنت حس ان أمله وأعصه يف اخلطوب التقدير: إن ه أي الشأن )52( فاإلضمار جائز بشرط عدم وجود ضرر معنوي أو صناعي أي بشرط عدم تأث ر املعنى أو اللفظ. وعل ل النحويون لإلضمار واحلذف بعدة تعليالت )كاالتساع واإليجاز واالختصار وكثرة االستعمال وطلب اخلفة واستقامة الكالم والضرورة الشعرية( إذ استعملوا هذه التعليالت لتفسير كثير من صور اإلضمار واحلذف قال سيبويه:-»وإمن ا حذفوا الفعل يف هذه األشياء حني ثنوا لكثرتها يف كالمهم «)53( وقال أيضا :- «هذا باب يحذف منه الفعل لكثرة استعمالهم إي اه «)54( وقال كذلك:-»وسألته عن قوله: على كم جذع بيتك مبني فقال: القياس النصب وهو قول عامة الناس فأما الذين جر وا فإنهم أرادوا معنى )م ن ( ولكنهم حذفوها هاهنا تخفيفا على اللسان وصارت على عوضا منها«. )55( وقال يف موضع آخر:-»هذا باب يحذف املستثنى فيه استخفافا وذلك قولك : ليس غير وليس إال كأن ه قال: ليس إال ذاك وليس غير ذاك لكن هم حذفوا ذلك تخفيفا واكتفاء بعلم املخاطب«)56( وقال أيضا :-»وليس كل جار يضمر ألن املجرور داخل يف اجلار فصارا عندهم مبنزلة حرف واحد فمن ثم قبح ولكنهم قد يضمرونه ويحذفونه فيما كثر يف كالمهم ألنهم إلى تخفيف ما أكثروا استعماله أحوج». )57( ورأى الزجاجي )ت 337 ه( أن حرف اجلر )من( مضمر يف مثل: )بكم درهم اشتريت ثوبك( والتقدير بكم من درهم اشتريت ثوبك وعل ل لذلك بقوله:- «فأضمرت )من( وخفضت بها وإمنا جاز إضمار )من( هاهنا وإن كانت حروف اجلر ال تضمر ألن ه قد عرف موضعها فكثر استعمالها فيه فجاز إضمارها لذلك«. )58( 3.3 أقسام اإلضمار: قس م النحويون اإلضمار واحلذف إلى أقسام عديدة باعتبارات مختلفة كالس ماعي والقياسي واجلائز والواجب. 1.4 اإلضمار السماعي واإلضمار القياسي: السماع والقياس من األصول التي اعتمد عليها النحويون العرب يف منهجهم لدراسة اللغة إذ استعملوا مصطلح السماع - غالبا -»للداللة على عدم جواز القياس على أسلوب معني يسمع عن العرب ويقصدون بالسماع أن ما سمع عن العرب مخالف للقاعدة يؤد ى كما سمع وال يقاس عليه«)59( وأما القياس فهو»العملية التي يخلق بها الذهن صيغة أو كلمة أو تركيبا تبعا ألمنوذج معروف«. )60( ومن صور اإلضمار واحلذف السماعية التي قال بها النحويون وتؤد ى كما هي وال يقاس عليها: حذف حرف اجلر وقد أطلقوا عليه )احلذف واإليصال أو نزع اخلافض( ومن صور 76

77 ظاهرة اإلضمار يف انلحو العريب بني وضوح املعىن وسالمة الرتكيب اإلضمار القياسية إضمار حرف اجلر قبل املصدر املؤول من )أن أو أن ( املصدريتني وما دخلتا عليه. )61( )62( 2.4 اإلضمار اجلائز واإلضمار الواجب : اإلضمار اجلائز يجوز فيه إسقاط املضمر وإبقاؤه وهو راجع إلى املتكل م فإذا كان عاملا بأسرار اللغة فإن ه مييل إلى اإلضمار فيضمر بعض ما حذفته العرب حتى يتسم أسلوبه باإليجاز واالختصار الذي عد ه البالغيون من قبيل البالغة واإلعجاز ومن أمثلته: إضمار املبتدأ بعد فاء اجلواب )63( كقوله تعالى :- (م ن ع م ل ص احل ا ف ل ن ف س ه 64) ( ) التقدير: فعمله لنفسه. وعلى الرغم من أن املتقدمني من النحويني وأغلب املتأخرين درسوا ظاهرة اإلضمار واحلذف يف كتبهم فإنهم لم يفردوا لها أبوابا وال فصوال ) 65 ( بل حتد ثوا عنها وأشاروا إليها يف أبواب النحو املختلفة فتحدثوا - مثال - عن إضمار املبتدأ واخلبر وحذفهما يف باب االبتداء وعن إضمار املضاف واملضاف إليه وحذفهما يف باب اإلضافة... الخ. 4.4 اإلضمار بني وضوح املعنى وسالمة التركيب: كان من أهم املبر رات للقول بوجوب اإلضمار أو جوازه أو منعه مراعاة وضوح املعنى وسالمة التركيب. 1.5 اإلضمار ووضوح املعنى: اشترط النحويون يف اإلضمار وضوح املعنى فإذا كان اإلضمار يؤد ي إلى غموض املعنى أو الوقوع يف اللبس منعوه وذلك كإضمار حرف اجلر قبل املصدر املؤول من )أن أو أن ( املصدريتني وما دخلتا عليه )66( ففي قوله تعالى :- ) ف ال ج ن اح ع ل ي ه أ ن ي ط و ف 67 ) ( ) قالوا بوجود مضمر تقديره: )يف أن يطوف( أي يف الطواف فجاز اإلضمار ألن املعنى واضح وأمن اللبس ومنعوا اإلضمار يف مثل: أرغب أن أفعل كذا ألن املعنى يحتمل أن يكون: أرغب يف أن أفعل كذا أو أرغب عن أن افعل كذا فاإلضمار هنا مرفوض ألن ه يوقع يف اللبس )68( قال سيبويه:-»هذا باب استعمال الفعل يف اللفظ ال يف املعنى التساعهم يف الكالم واإليجاز واالختصار فمن ذلك أن تقول على قول السائل: كم صيد عليه وكم غير ظرف ملا ذكرت لك من االتساع واإليجاز فتقول: صيد عليه يومان وإمنا املعنى صيد عليه الوحش يف يومني ولكن ه اتسع واختصر«)69( وعل ق سيبويه على قوله تعالى:- (و ل ك ن الب ر م ن آم ن ب اهلل 70 ) ( ) بقوله:- «إمن ا هو: ولكن البر بر من آمن باهلل». )71( وقال ابن خالويه )ت 310 ه( عند إعراب قوله تعالى:- (و الس م اء و الط ار ق 72) ( ) : والسماء جر بواو القسم وإمن ا جر ت الواو ألن ها عوض من الباء والتقدير: أحلف بالسماء ثم أسقطوا أحلف اختصارا إذ كان املعنى مفهوما «) 73 ( فهذا النص يشير 77

78 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 إلى أن مراعاة املعنى اقتضت تقدير املضمر فقد يكون التركيب صحيحا واملعنى غير تام يف هذه احلال يقد ر مضمر ليتم املعنى وذلك كقوله تعالى:- (و اس أ ل ال ق ر ي ة 74) ( ) فالتركيب صحيح نحوي ا لكن املعنى يحتاج إلى تقدير كلمة )أهل( ليكون واضحا ألن السؤال ال يكون للقرية بل ألهلها فإن غمض املعنى امتنع اإلضمار وصار اإلظهار ملزما. وكذلك قولنا ملن سأل: من أكرم العرب ومن أشجعهم يف اجلاهلية فتقول: حامت أكرم العرب وعنترة أشجعهم فلو قلنا: حامت وعنترة لكان التركيب صحيحا ولكن املعنى غامض لعدم تعيني صفة كل واحد منهما فال يدرى أي هما األكرم وأي هما األشجع لذلك امتنع اإلضمار ووجب اإلظهار. 2.5 اإلضمار وسالمة التركيب: قد يكون املعنى واضحا ولكن اجلملة لم تستوف أجزاءها ويف هذه احلال قد ر النحويون مضمرا ليكتمل التركيب وذلك كقوله تعالى:- ) ل ع م ر ك إ ن ه م ل ف ي س ك ر ت ه م ي ع م ه ون )) 75 ( فالتركيب صحيح واضح املعنى ولكن اجلملة لم تستوف أجزاءها فكلمة )لعمرك( مبتدأ واخلبر غير موجود يف التركيب الظاهر فقدروه مضمرا )لعمرك قسمي( فاإلضمار هنا تقتضيه سالمة التركيب وصنعة اإلعراب. ويف قول جرير: )76( مترون الديار ولم تعوجوا كالمكم علي إذا حرام الفعل )مر ( يتعدى إلى مفعوله بواسطة حرف اجلر ولكن ه ورد يف هذا البيت من غيره فعد وه مضمرا تقديره )مترون بالديار(. قال سيبويه:»هذا باب اإلضمار يف )ليس وكان( كاإلضمار يف )إن ( إذا قلت: إن ه من يأتنا نأته وإن ه أمة اهلل ذاهبة فمن ذلك قول بعض العرب: ليس خلق اهلل مثله فلوال أن فيه إضمارا لم يجز أن تذكر الفعل ولم تعمله يف اسم ولكن فيه من اإلضمار مثل ما يف إن ه«)77( فهذا النص يشير إلى أن اسم )ليس( ضمير الشأن مضمر ولوال تقديره ملا صح الكالم ألن )ليس( فعل وتعمل يف األسماء فلما جاء بعدها فعل وجب تقدير االسم فالداعي إلى القول باإلضمار يف هذا املوضع هو سالمة التركيب ومراعاة القواعد النحوية. وقال أيضا :»ونظير هذا أيضا يف أنهم حذفوا حرف اجلر ليس إال قولهم: نبئت زيدا قال ذاك إمن ا يريد: عن زيد )78( فسالمة التركيب تقتضي تقدير حرف جر مضمر. وأورد سيبويه رأي اخلليل بن أحمد الفراهيدي )ت 175 ه( يف أن ه ال يجوز إسقاط فاء جواب الشرط إال يف الضرورة الشعرية قال تعليقا على )إن تأتني أنا كرمي(:»ال يكون هذا إال أن يضطر شاعر من قبل أن )أنا كرمي( مبتدأ والفاء وإذا ال يكونان إال متعلقني مبا 78

79 ظاهرة اإلضمار يف انلحو العريب بني وضوح املعىن وسالمة الرتكيب قبلهما فكرهوا أن يكون هذا جوابا حيث لم يشبه الفاء وقد قاله الشاعر مضطرا يشبهه مبا يتكلم به من الفعل قال الشاعر: )79( من يفعل احلسنات اهلل يشكرها والشر بالشر عند اهلل مثالن قالوا الفاء محذوفة والتقدير: فاهلل يشكرها«. )80( وقال ابن خالويه عند إعراب قوله تعالى:- ) ر ح ل ة الش ت اء و الص ي ف 81) ( (:»رحلة مفعول بها أي: ألفوا رحلة الشتاء والصيف«)82( فسالمة التركيب تقتضي تقدير فعل مضمر يعمل يف املفعول به )رحلة(. وقال ابن مضاء القرطبي )ت 592 ه(: «اعلم أن املحذوفات يف صناعتهم على ثالثة أقسام: محذوف ال يتم الكالم إال به حذف لعلم املخاطب به كقولك ملن رأيته يعطي الناس: زيدا أي: أعط زيدا فتحذفه وهو مراد وإن أظهرته مت الكالم به ومنه قوله- عز وجل :(ن اق ة اهلل و س ق ي اه ا 83) ( ) واملحذوفات يف كتاب اهلل تعالى لعلم املخاطبني بها كثيرة جد ا وهي إذا أظهرت مت بها الكالم وحذفها أوجز وأبلغ «)84( وقال:-»وإذا قلت: زيدا فاضربه فال يجوز إال النصب وال يجوز فيه الرفع على االبتداء كما يجوز يف: زيد اضربه فإن جعل خبر مبتدأ محذوف جاز كأنه قال: هذا زيد فاضربه وال يجوز: زيد فاضربه على أن يكون زيد مبتدأ واضربه خبره كما ال يجوز: زيد فمنطلق». )85( واإلضمار الواجب ال يظهر فيه املضمر يف االستعمال وإمنا هو موجود يف التركيب الداخلي وهذا النوع احتيج إليه الستيفاء أجزاء اجلملة أو إليضاح املعنى وعده النحويون من األصول املرفوضة التي ال يجوز إظهارها ولكن هم قد روه للتمثيل فقط )86( قال سيبويه:-»هذا باب ما ينتصب على إضمار الفعل املتروك إظهاره استغناء عنه وسأمثله لك مظهرا لتعلم ما أرادوا إن شاء اهلل )87( ومث ل له بأمثلة عديدة مثل: احلذر احلذر التقدير: الزم احلذر ثم قال:- فلم يجز إظهار الفعل وقبح كما كان ذلك محاال. )88( وبناء على ذلك ميكن إيجاز صور اإلضمار يف النحو العربي يف اآلتي: قد يكون التركيب صحيحا نحويا واملعنى غير تام»فهناك تراكيب صحيحة نحويا ولكن ال معنى لها إطالقا «)89( ويف هذه احلال يقد ر مضمر ليتم املعنى وذلك كقوله تعالى:- و اس أل ال ق ر ي ة )90( فالتركيب صحيح من الناحية النحوية لكن املعنى يحتاج إلى كلمة أهل ليكون تام ا ألن السؤال ال يكون للقرية بل ألهلها. قد يكون املعنى صحيحا ولكن اجلملة لم تستوف أجزاءها ويف هذه احلال يقد ر مضمر ليكتمل التركيب وذلك كقوله تعالى:- ل ع م رك إ ن ه م ل ف ي س ك ر ت ه م ي ع م ه ون )91 فالتركيب صحيح من ناحية املعنى ولكن اجلملة لم تستوف أجزاءها فكلمة )لعمري( مبتدأ واخلبر غير موجود واملبتدأ البد له من خبر كما يقول النحويون لذا قد روه مضمرا 79

80 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 يف مثل هذا التركيب والتقدير: )لعمري قسمي( وهذا اإلضمار تقتضيه الصنعة اإلعرابية. قد توجد حركة إعرابية مخالفة للمألوف فيقدرون لها مضمرا لتبريرها وذلك مثل )92( النصب يف باب املدح والذم كقول اخلرنق أخت طرفة بن العبد: ال يبعدن قومي الذين هم سم العداة وآفة اجلزر النازلون بكل معترك والطيبني معاقد األزر فنصبت الطيبني على املدح فكأنها قالت: أعن ي الطيبني )93( وهذا اإلضمار أيضا تقتضيه الصنعة اإلعرابية وهو مرتبط بنظرية العامل. قد يؤد ي اإلضمار إلى اإليجاز واالختصار وإيصال املعنى بأقل جهد إلى السامع وهذا اإلضمار جائز يرجع األمر فيه إلى املتكل م الذي يستطيع أن يضمر اللفظ أو يذكره وذلك كقوله تعالى:- أ ك ل ه ا د ائ م و ظ ل ه ا )94( التقدير: وظل ها دائم فاخلبر مضمر لإليجاز واالختصار وملعرفة السامع مبوضعه. قد يؤد ى اإلضمار إلى فساد املعنى أو التركيب ويف هذه احلال ميتنع وذلك كقولنا ملن سأل: من أكرم العرب ومن أشجعهم يف اجلاهلية فتقول: حامت أكرم العرب وعنترة أشجعهم فلو قلنا: حامت وعنترة لكان التركيب صحيحا ولكن املعنى غامض لعدم تعيني صفة كل واحد منهما فال يدرى أيهما األكرم وأيهما األشجع. 5.5 موقف العلماء من ظاهرة اإلضمار: لقد كان لهذين األساسني )وضوح املعنى وسالمة التركيب( دور كبير يف قبول القول باإلضمار أو رفضه فإن كان جمهور النحويني يعتمدون على هذين األساسني يف تقدير املضمر فإن بعض العلماء والباحثني يقبلون اإلضمار الذي يقتضيه تصحيح املعنى أو إيضاحه ويرفضون اإلضمار الذي يحتاج إليه إلكمال نقص يف التركيب أو لتبرير حركات اإلعراب) 95 ( وهذا يدعونا الستعراض أهم آراء العلماء والباحثني ومواقفهم من هذه الظاهرة. ارتبطت ظاهرة اإلضمار بنظرية العامل التي شكلت مع اإلعراب املحور الرئيس الذي دار حوله النحو العربي لذا كان موقف العلماء والدارسني منها نابعا من املوقف الذي اتخذوه من اإلعراب ونظرية العامل فجمهور النحويني يعترفون بوجود اإلعراب والعوامل لذا فهم يقولون باإلضمار ويعتمدون عليه يف تفسير كثير من النصوص اللغوية وإن كانوا يختلفون - أحيانا - يف تقدير املضمر أو يف وجود اإلضمار من عدمه. )96( ويف املقابل جتد بعض الباحثني الذين تأثروا بآراء بعض املستشرقني يرفضون ظاهرة اإلعراب ويهاجمونها مبا فيها من إظهار وإضمار وحذف وتقدير وعامل ومعمول وغير 80

81 ظاهرة اإلضمار يف انلحو العريب بني وضوح املعىن وسالمة الرتكيب 81 ذلك. )97( ونسب بعض الباحثني )98( البن مضاء القرطبي وإبراهيم مصطفى القول برفض هذه الظاهرة فذكر أن هناك مذهبني متناقضني يف اإلضمار واحلذف: مذهب اجلمهور وهم يقولون جميعا باإلضمار واحلذف ومذهب ابن مضاء ومن تبعه من املحدثني كإبراهيم مصطفى وهم ينكرون اإلضمار واحلذف ويقفون منهما موقفا مناقضا ملوقف اجلمهور )99( وقد استند ذلك الباحث إلى دعوى ابن مضاء إلى التخل ص من بعض التقديرات والتأويالت إذ رأى أنه ال حاجة إلى تقدير العامل عند عدم وجوده والسيما يف التراكيب املفيدة التي ال حتتاج يف ظاهرها إلى تقدير وذلك كتقدير فعل ناصب لالسم يف باب االشتغال مثل: زيد ا أكرمته وكتقدير خبر محذوف يف اإلخبار باجلار واملجرور مثل : زيد يف الدار. قال ابن مضاء:»والثاني محذوف ال حاجة بالقول إليه بل هو تام دونه وإن ظهر كان عيبا كقولك: أزيدا ضربته قالوا إنه مفعول بفعل مضمر تقديره: أضربت زيد ا وهذه دعوى ال دليل عليها إال ما زعموا من أن )ضربت ( من األفعال املتعدية إلى مفعول واحد وقد تعد ى إلى الضمير والبد لزيد من ناصب إن لم يكن ظاهرا فمقدر وال ظاهر فلم يبق إال اإلضمار وهذا بناء على أن كل منصوب فالبد له من ناصب«)100( وقال أيضا :«ومم ا يجري هذا املجرى من املضمرات التي ال يجوز إظهارها ما يدعونه يف املجرورات التي هي أخبار أو صالت أو أحوال مثل: زيد يف الدار ورأيت الذي يف الدار ومررت برجل من قريش ورأى زيد يف الدار الهالل يف السماء. فيزعم النحويون أن قولنا )يف الدار( متعل ق مبحذوف تقديره: زيد استقر يف الدار والداعي لهم إلى ذلك ما وضعوه من أن املجرورات إذا لم تكن حروف اجلر الداخلة عليها زائدة فالبد لها من عامل يعمل فيها إن لم يكن ظاهرا كقولنا: زيد قائم يف الدار كان مضمرا كقولنا: زيد يف الدار وال شك أن هذا كل ه كالم تام مركب من اسمني دال ني على معنيني بينهما نسبة وتلك النسبة دل ت عليها )يف( وال حاجة بنا إلى غير ذلك«. )101( ورفض ابن مضاء بعض صور اإلضمار األخرى فقال: «وأما القسم الثالث فهو مضمر إذا أظهر تغي ر الكالم عم ا كان عليه قبل إظهاره كقولنا: يا عبد اهلل وعبد اهلل منصوب بفعل مضمر تقديره: أدعو أو أنادي وهذا إذا أظهر تغي ر املعنى وصار النداء خبرا وكذلك النصب بالفاء والواو وقد فرغ من إبطال هذا الظن بيقني وادعاء الزيادة يف كالم املتكلمني من غير دليل يدل عليها خطأ بني لكن ه ال يتعل ق بذلك عقاب وأم ا طرد ذلك يف كتاب اهلل - تعالى- الذي ال يأتيه الباطل من بني يديه وال من خلفه وادعاء زيادة معان فيه من غير حجة وال دليل إال القول بأن كل ما ينصب إمنا ينصب بناصب والناصب ال يكون إال لفظا يدل على معنى إما منطوقا به وإم ا محذوفا مرادا ومعناه قائم بالنفس فالقول

82 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 بذلك حرام على من تبني له ذلك. )102( ومم ا سبق يتض ح جلي ا خطأ ما نسب البن مضاء من الرفض املطلق لإلضمار فهو لم يرفضه جملة وتفصيال وإمن ا قبل بعض صور اإلضمار ورفض بعضها اآلخر الذي يتعلق بنظرية العامل. وتأثر بابن مضاء يف أفكاره هذه بعض الدارسني املحدثني مثل إبراهيم مصطفى فقد أخذ ببعض آرائه ودعا إلى تيسير النحو العربي فنسب إليه القول برفض هذه الظاهرة يقول إبراهيم رفيدة:»وله آراء مثل وقوع االسم بعد إن الشرطية وأنه ال داعي لتقدير الفعل يف مثل قوله تعالى:-(وإن أحد من املشركني استجارك 103) ( ) وكذلك بعد لو الشرطية وبعد أدوات التحضيض وغيرها«)104( ورد إبراهيم رفيدة على إبراهيم مصطفى بقوله :-»إن وجوب الفعل بعد هذه األدوات على رأي جمهور النحاة مبني على استقراء كالم العرب وما ترج ح لديهم من إيجابهم الفعل بعدها«. )105( ومن املحدثني الذين سلكوا مسلكا قريبا مم ا سلكه ابن مضاء داود عبده فقد حتد ث عن رد بعض الدارسني لبعض تقديرات النحويني مثل ضمير الشأن يف: إن بك زيد مأخوذ والفاعل يف مثل: الرجل ذهب وتقدير الفعل بعد أدوات الشرط والتحضيض والنعت املقطوع ورأى أنه ليس كل تقديرات النحويني يجب أن ترفض فيقبل منها ما تطلبه اللغة - حسب قوله - وذلك كتقدير )كل( يف: ما كل سوداء ثمرة وال بيضاء شحمة أي: وال كل بيضاء شحمة وتقدير )أنت( يف: اذهب إلى بيتك وهذا التقدير ضروري ال يستقيم الكالم من غيره وكذلك تقدير )أن( مضمرة قبل الفعل املضارع املسبوق ب )حتى( )106( يقول داود عبده: «التقدير يف اللغة ليس مرفوضا من حيث املبدأ وإن كثيرا من تقديرات لغويينا القدماء يحت مها واقع اللغة العربية وتركيبها وإن كنت ال أنكر يف الوقت ذاته أن دوافع النحاة إلى بعض هذه التقديرات ال تتفق وعلم اللغة فالتقدير املقبول ليست غايته تبرير حركات أواخر الكلمات التي شذت عن قواعد النحاة وإمنا تفسير التراكيب التي خرجت عن أمناط اللغة«. )107( ورد عباس حسن على منكري اإلضمار واحلذف الذي تسو غه حركات اإلعراب بقوله :«وحذف وتقدير يوصالن - غالبا - يف هذا الباب إلى ضبط ما ال ميكن ضبطه بغيرهما وتيسير ما يصعب بل قد يستحيل إدراكه بدونهما فمن اجلحود إنكار مبتكريه يف هذه املسائل وأشباهها بغير روية وال إنصاف«. )108( وحت دث مراجع الطلحي عن اختزال املصادر فذكر أنها منصوبة بأفعال مضمرة عند النحاة ثم أضاف:»هذا ما يقوله النحاة وهم عن طريق إضمار هذه العوامل يفترضون 82

83 ظاهرة اإلضمار يف انلحو العريب بني وضوح املعىن وسالمة الرتكيب أن التركيب ناقص ويحتاج إلى إضمار محذوف كي يتم من ناحية التركيب وهذه دعوى ترد ها ما تدل عليه هذه املصادر املختزلة من معنى وما حتمله من داللة كاملة ال نقص فيها فتقدير هذه املحذوفات ال يستدعيه األسلوب بتاتا وإمنا يستدعيه ما قام يف أذهان النحاة من تخيل نقص يف هذه التراكيب ويستدعيه أيضا تسويغ هذه احلركات اإلعرابية املختلفة التي تظهر على هذه املصادر املختزلة وهو خالف إعرابي له ما يؤي ده يف اللهجات العربية الفصيحة التي نقلها النحاة وأهل اللغة وال ينتج عنه اختالف يف معنى األسلوب وتغير داللته«. )109( والواقع أن آراء ابن مضاء ومن تبعه لم تخلق من عدم بل كانت لها جذور يف الدراسات النحوية قبلهم والسيما عند نحويي الكوفة كالكسائي )ت 189 ه( والفراء )ت 207 ه( وثعلب )ت 291 ه( فهم يرفضون مثال تقدير فعل محذوف يف باب االشتغال إذ ذهب الفراء إلى أن االسم املنصوب يف مثل: )محمد ا لقيته( منصوب بالهاء التي عادت عليه من الفعل وذهب الكسائي إلى أن ه منصوب بالفعل الذي بعده والضمير ملغى. 110( وذلك يدفعنا إلى القول بأن آراء ابن مضاء ومن تبعه من الباحثني ليست سوى امتداد آلراء نحويي الكوفة ساعد على إظهارها فشو املذهب الظاهري يف الفقه الذي يتعامل مع ظاهر النصوص ويرفض التأويالت والتقديرات. ارتبطت ظاهرة اإلضمار إذن - باخلالف بني النحويني فأوجه اخلالف تعد دت فشملت كل جزئية من جزئيات النحو مبا يف ذلك أصوله التي بني عليها فكان للخالف دور مهم يف القول باإلضمار أو عدمه ولعل ذلك راجع إلى االختالف يف تخريجهم للنصوص التي تخالف املألوف فهناك مواضع يرى فيها البصريون إضمارا يخالفهم فيها الكوفيون وقد يكون العكس كما قد توجد آراء منفردة لبعض النحويني. ومن املواضع التي رأى فيها البصريون إضمارا وخالفهم فيها الكوفيون إضمار )أن( بعد )حتى و أو و واو املعية و فاء السببية( وذلك كقوله تعالى:- ) ل ن ن ب ر ح ع ل ي ه ع اك ف ني ح ت ى ي ر ج ع إ ل ي ن ا م وس ى ))111( فالبصريون يرون أن الفعل املضارع )يرجع( منصوب بأن مضمرة بعد حتى. وذهب ثعلب إلى أن هذه احلروف تنصب املضارع بنفسها لداللتها على شرط ألن معنى: هال تزورني فأحدثك: إن تزرني أحدثك فلما نابت عن الشرط ضارعت كي فلزمت املستقبل وعملت عملها. )112( وذهب الفراء إلى أن )حتى( تنصب الفعل املضارع بنفسها أما )الواو والفاء وأو( فينتصب املضارع بعدها على الصرف. )113( ومن ذلك إضمار الفعل بعد )إن الشرطية( يف مثل قوله تعالى:- ) و إ ن أ ح د م ن امل ش ر ك ني 83

84 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 اس ت ج ار ك 114) ( ) فالبصريون يجعلون )أحد( مرفوعا بفعل مضمر يفس ره املذكور تقديره: وإن استجارك أحد من املشركني استجارك بينما يرى الكوفيون أن )أحد( يرتفع مبا عاد عليه من الفعل فهو فاعل للفعل بعده ألنهم يجيزون تقدمي الفاعل على الفعل بينما يرفض البصريون ذلك وحكي عن األخفش )ت 215 ه( أن االسم بعد إن الشرطية يرتفع باالبتداء. )115( ومن املواضع التي رأى فيها الكوفيون إضمارا وخالفهم فيها البصريون إضمار حرف القسم فقد أجاز الكوفيون إضماره من غير عوض وبقاء االسم مجرورا مثل: اهلل ألفعلن ورفض البصريون ذلك ألنهم اشترطوا يف إضمار حروف اجلر أن يكون لها عوض )116( كإضمار )رب ( وتعويضها بالواو أو الفاء أو بل. وأجاز الكوفيون أيضا إضمار )أن ( ونصب الفعل املضارع من غير بدل واستشهدوا بقول بعض العرب: خذ اللص قبل يأخذك وتسمع باملعيدي خير من أن تراه وقول طرفة ابن العبد )117( أال أيهذا الزاجري أحضر الوغى وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي حيث عد وا الفعل املضارع )أحضر ( منصوبا بأن مضمرة والدليل - حسب رأيهم - أنه عطف عليه )وأن أشهد اللذات( ورفض البصريون ذلك والرواية عندهم بالرفع أو يكون نصبه على الغلط. )118(. وقد يتفق املذهبان على وجود اإلضمار ويختلفان يف تقدير املضمر وذلك كاختالفهم يف قول حسان بن ثابت: )119( أمن يهجو رسول اهلل منكم وميدحه وينصره سواء فالكوفيون يجيزون إضمار املوصول لذا قالوا إنه مضمر يف هذا البيت تقديره: ومن ميدحه ومن ينصره سواء أما البصريون فيوجبون إظهار املوصول ومينعون إضماره فاملبرد أنكر تقدير الكوفيني وجعله من قبيل إضمار املوصوف باجلملة وتقديره: وواحد ميدحه سواء. )120( ومن اآلراء الفردية يف القول باإلضمار ما ذهب إليه األخفش يف تخريج قوله تعالى:- ) أ و جاء وك م ح ص ر ت ص د ور ه م )) 121 ( فقد قد ر حاال محذوفة وحصرت صدورهم صفتها والتقدير: )جاءوكم قوما حصرت صدورهم( واجلمهور على أن )قد( محذوفة أي أو جاءوكم قد حصرت صدورهم. )122( اخلامتة بعد هذا الطرح لظاهرة اإلضمار يف النحو العربي وارتباطها بوضوح املعنى وسالمة 84

85 ظاهرة اإلضمار يف انلحو العريب بني وضوح املعىن وسالمة الرتكيب التركيب نخلص إلى ما يأتي: - 1 اإلضمار من الظواهر العاملية يف اللغات اإلنسانية وقد اهتم بها النحويون وأنصار املنهجني املعياري والتحويلي التوليدي وتعد من أبرز القضايا التي عاجلتها الدراسات النحوية والبالغية واألسلوبية. - 2 اإلضمار ظاهرة أصيلة يف اللغة العربية وجودا ودراسة فهي من األسس املنهجية التي استند إليها النحويون العرب يف دراستهم لتراكيب العربية. - 3 ترتبط ظاهرة اإلضمار بظاهرة احلذف وبالتقدير والتأويل إذ ال يفرق املتقدمون من علماء العربية مثل سيبويه بني اإلضمار واحلذف يف حني يفرق بينهما بعض املتأخرين واملحدثني. - 4 ت عد ظاهرة اإلضمار من الدعائم الرئيسة التي قام عليها النحو العربي فقد تنب ه علماء العربية إلى وجودها يف القرآن الكرمي وكالم العرب فتناولوها يف كتبهم واعتمدوا عليها يف دراسة تراكيب العربية ولكنهم لم يفردوا لها بابا بعينه من أبواب النحو العربي بل جتدها مبثوثة يف أبواب النحو املختلفة إذ وج ه النحويون العرب عنايتهم إلى وجود عناصر الكالم وعدم وجودها يف أثناء دراستهم لكالم العرب. - 5 اختلف علماء النحو وعلماء معاني النحو من البالغيني يف تناولهم لظاهرة اإلضمار فالنحويون يبحثون عن وضوح املعنى وسالمة التركيب والبالغيون يبحثون عن جماليات األسلوب. - 6 ارتبطت ظاهر اإلضمار يف العربية بنظرية العامل لذلك اختلف حولها علماء العربية بني مؤيد ومعارض بحسب االختالف حول نظرية العامل. - 7 كان النحويون العرب يؤولون ويقدرون املضمر واملحذوف بغرض وضوح املعنى وحتقيق سالمة العبارة وضمان عدم انحرافها عن النمط املألوف. هوامش البحث )1( ينظر: علم اجلمال اللغوي 307/1. )2( ينظر: األسلوبية مدخل نظري ودراسة تطبيقية ص 139. )3( ينظر: النحو العربي والدرس احلديث ص 46. )4( ينظر: املرجع نفسه ص 111. )5( ينظر: املرجع نفسه ص 46. )6( املرجع نفسه ص 111. )7( تشومسكي والثورة اللغوية ص

86 86 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 )8( ينظر: النحو العربي والدرس احلديث ص 45. )9( منهج البحث اللغوي بني التراث وعلم اللغة احلديث ص 46. )10( ينظر: املرجع نفسه ص 43. )11( ينظر: النحو العربي والدرس احلديث ص 112. )12( ينظر: التراث العربي ومناهج اللغويني يف الدرس اللغوي ص 107. )13( ينظر: النحو العربي والدرس احلديث ص 149. )14( ينظر: املرجع نفسه ص 149. )15( ينظر: اللسانيات من خالل النصوص ص 105. )16( لالطالع على أفكار عبد القاهر اجلرجاني يف النظم ينظر كتابه: دالئل اإلعجاز. ) 17 (اإلظهار هو أصل الكالم لذا لم يعنى به النحاة كعنايتهم باإلضمار ولم يخص وه بتعريف معني بل اكتفوا باحلديث عنه يف مواضع قليلة عند حديثهم عن اإلضمار. ) 18 (ينظر: لسان العرب 492/4. )19( الكليات ص 135. )20( ينظر: لسان العرب 40/9. )21( اخلليل معجم مصطلحات النحو العربي ص 194. )22( الكتاب /1 وينظر املرجع نفسه الصفحات: / / )23( دالئل اإلعجاز ص 174. )24( ينظر: شرح ابن عقيل 276/2. )25( املرجع نفسه 276/2. )26( سورة النساء اآلية 171. )27( سورة يوسف اآلية 82. )28( ينظر: البرهان يف علوم القرآن 102/3. ) 29 (حاشية اخلضري على شرح ابن عقيل أللفية ابن مالك 162/1. ) 30 (الكتاب 296/1. )31( النحو الوايف.400/4 )32( كتاب التعريفات ص 32. )33( اخلليل معجم مصطلحات النحو العربي ص 136. )34( معجم املصطلحات النحوية والصرفية ص 182. )35( ينظر: املرجع نفسه ص 182. )36( احلذف يف األساليب العربية ص 250. )37( داللة التراكيب ص 143. )38( ينظر: البيان والتبيني 278/2 وتأويل مشكل القرآن ص 7 واإليضاح يف علوم البالغة

87 ظاهرة اإلضمار يف انلحو العريب بني وضوح املعىن وسالمة الرتكيب ص 105. )39( سر الفصاحة ص )40( دالئل اإلعجاز ص 162. )41( أمالي املرتضي 309/2. )42( دالئل اإلعجاز ص 166. )43( من أبيات األغاني 227/14. )44( دالئل اإلعجاز ص 167. )45( دالالت التراكيب ص 143. )46( دالئل اإلعجاز ص 180. )47( األسلوبية مدخل نظري ودراسة تطبيقية ص 140. )48( ينظر: املرجع نفسه ص 140. )49( ينظر: األصول يف النحو 247/2 واخلصائص /1 واإلنصاف يف مسائل اخلالف: 93/1 ومغني اللبيب عن كتب األعاريب 615/2. )50( الكتاب.25 24/1 )51( هذا البيت لألعشى ميمون بن قيس من قصيدة ميدح فيها أبا األشعث قيس الكندى وروي يف ديوان األعشى: من يلمني على بني بنت حسان أمله وعلى هذا ال يكون يف البيت شاهد ملا جاء به ابن هشام. ينظر: ديوان األعشى ص 385. )52( ينظر: مغني اللبيب عن كتب األعاريب 605/2. )53( الكتاب.275/1 )54( املرجع نفسه 281/1 وينظر الصفحات: /1. )55( املرجع نفسه 160/2. )56( املرجع نفسه.346/2 )57( املرجع نفسه 163/2. )58( اجلمل ص 146. )59( اجلواز النحوي وداللة اإلعراب على املعنى ص 63. )60( اللغة ص 105. )61( ينظر: اجلامع الصغير يف علم النحو 1986 ص 307. )62( يتفق النحويون العرب يف هذا التقسيم مع أحدث النظريات اللغوية فتشومسكي صاحب النظرية التحويلية التوليدية يعتمد على عدة قوانني يف حتويل الكالم من بنيته العميقة إلى بنيته السطحية من بينها قانون احلذف وقسمه إلى قسمني: حذف اختياري وحذف إجباري وهما نفسهما احلذف اجلائز واحلذف الواجب عند نحويي العربية. ينظر: قواعد حتويلية للغة العربية ص )63( ينظر: مغني اللبيب 632/2. )64( سورة اجلاثية من اآلية

88 88 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 )65( حاول بعض املتأخرين من النحويني جمع ما تفرق من صور احلذف كابن هشام يف مغنيه والزبيري يف كتابه اجلامع الصغير يف علم النحو. وكذلك فعل اللغويون فقد حاولوا جمع ما تفرق من صور احلذف يف كتبهم ومنهم ابن جني يف خصائصه وابن الشجري يف كتابه األمالي. )66( ينظر: اجلامع الصغير يف علم النحو ص 307. )67( سورة البقرة من اآلية 158. )68( ينظر: النحو الوايف 532/2. )69( الكتاب.211/1 )70( سورة البقرة من اآلية 177. )71( الكتاب.212/1 )72( سورة الطارق اآلية 1. ) 73 (إعراب ثالثني سورة من القرآن الكرمي ص 37. ) 74 (سورة يوسف اآلية 82. ) 75 (سورة احلجر اآلية 72. )76( رواية الصدر يف الديوان: أمتضون الرسوم وال حتيا. ينظر الديوان ص 416. ) 77 (الكتاب 70/1. )78( املرجع نفسه 159/1. )79( نسبه سيبويه يف الكتاب 65/3 حلسان بن ثابت ويف اخلزانة 365/2 منسوب لعبد الرحمن بن حسان وهو موجود يف ديوان كعب بن مالك األنصاري ص 288. )80( الكتاب.67/3 )81( سورة قريش من اآلية 2. )82( إعراب ثالثني سورة من القرآن الكرمي ص 197. )83( سورة الشمس من اآلية 13. )84( الرد على النحاة ص 78. )85( املرجع نفسه ص 104. )86( ينظر: التراكيب غير الصحيحة نحويا يف الكتاب ص 158. )87( الكتاب.273/1 )88( املرجع نفسه.277/1 )89( التراكيب غير الصحيحة نحويا يف الكتاب ص 71. )90( سورة يوسف من اآلية 82. )91( سورة احلجر من اآلية 72. )92( الرواية عند سيبويه: والطيبون معاقد األزر. ينظر الكتاب 202/1. )93( ينظر: اإلنصاف يف مسائل اخلالف 769/2. )94( سورة الرعد من اآلية 35.

89 ظاهرة اإلضمار يف انلحو العريب بني وضوح املعىن وسالمة الرتكيب )95( منهم محمد بن املستنير قطرب )ت 206 ه(. ينظر: اإليضاح يف علل النحو ص 70. )96( ينظر: الصاحبي يف فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب يف كالمها ص 190. )97( ينظر: من أسرار اللغة ص 198. )98( إبراهيم رفيدة يف رسالة ماجستير بعنوان: احلذف والتقدير يف األساليب العربية األزهر 1971 م. )99( ينظر: احلذف يف األساليب العربية املقدمة. )100( الرد على النحاة ص 79. )101( املرجع نفسه ص 87. )102( املرجع نفسه ص 81. )103( سورة التوبة من اآلية 6. )104( احلذف يف األساليب العربية ص 259. )105( املرجع نفسه ص 259. )106( ينظر: أبحاث يف اللغة العربية ص 21. )107( املرجع نفسه ص 26. )108( النحو الوايف 186/4 ه) 1 (. )109( اجلواز النحوي وداللة اإلعراب على املعنى ص 470. )110( ينظر: معاني القرآن 207/2 واإلنصاف يف مسائل اخلالف 82/1 وشرح الرضي على الكافية 148/1. )111( سورة طه من اآلية 91. )112( ينظر: همع الهوامع 14/2 واملدارس النحوية ص )113( ينظر: معاني القرآن للفراء 134/1 واإلنصاف يف مسائل اخلالف 534/2. )114( سورة التوبة من اآلية 6. )115( ينظر: اإلنصاف يف مسائل اخلالف 616/2. )116( ينظر: املرجع نفسه 396/1. )117( من أبيات معلقته وهو يف الديوان ص 32 ويف مجالس ثعلب ص 383 وأمالي ابن الشجري 83/1 واإلنصاف 327/1. )118( ينظر: مجالس ثعلب ص 383 واإلنصاف يف مسائل اخلالف 559/2. )119( رواية الصدر يف الديوان ص 64 : فمن يهجو رسول اهلل منكم. وهو من شواهد مغني اللبيب ص 625 واملقتضب 137/2. )120( ينظر: النحو وكتب التفسير ط )3( /1. )121( سورة النساء من اآلية 90. )122( ينظر : البرهان يف علوم القرآن 214/3. 89

90 املصادر واملراجع أوال - الكتب: 90 اجلاميع جملة علمية حمكمة ابن جني )أبو الفتح(: اخلصائص حتقيق: محمد النجار الهيئة املصرية العامة للكتاب ط) 3 ( 1986 م. 2- ابن خالويه: إعراب ثالثني سورة من القرآن الكرمي دار مكتبة الهالل بيروت لبنان 1985 م. 3- ابن السراج: األصول يف النحو حتقيق: عبد احلسني الفتلي مؤسسة الرسالة ط) 3 ( 1988 م. 4- ابن الشجري: األمالي الشجرية دار املعرفة بيروت- لبنان )د. ت(. 5- ابن عقيل: شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك حتقيق: محمد رضوان منها مكتبة اإلميان القاهرة )د.ت(. 6- ابن فارس )أحمد(: الصاحبي يف فقه اللغة العربية وأساليبها وسنن العرب يف كالمها حت: مصطفى أحمد صقر مطبعة احللبي القاهرة 1977 م. 7- ابن قتيبة: تأويل مشكل القرآن حتقيق: السيد أحمد صقر البابي احللبي القاهرة 1954 م. 8- ابن منظور: لسان العرب دار صادر بيروت لبنان )د.ت(. 9- ابن هشام: مغني اللبيب عن كتب األعاريب حت : محمد محيي الدين عبد احلميد املكتبة التجارية مصر ( د.ت(. 10- أبو موسى )محمد حسنني(: داللة التراكيب منشورات جامعة قاريونس بنغازي - ليبيا ط) 1 ( 1979 م. 11 -االسترابادي )رضي الدين(: شرح الكافية مطبعة مجمع الرضى األستانة 1275 ه. 12- األصفهاني )أبو الفرج(: األغاني دار الثقافة ودار األندلس بيروت 1955 م. 13- األعشى )ميمون(: ديوان األعشى دار بيروت للطباعة والنشر بيروت- لبنان 1980 م. 14- األنباري )أبو البركات(: اإلنصاف يف مسائل اخلالف حتقيق: محمد محيي الدين عبد احلميد املكتبة العصرية صيدا- بيروت 1987 م. 15- األنصاري )كعب بن مالك(: ديوان كعب بن مالك حتقيق: مكي سامي العاني دار املعارف بغداد 1386 ه. 16- أنيس )إبراهيم(: من أسرار اللغة االجنلو املصرية القاهرة ط) 5 ( 1975 م. 17- البغدادي )عبد القادر(: خزانة األدب بوالق 1229 ه 18- ثعلب: مجالس ثعلب حتقيق: عبد السالم هارون القاهرة 1948 م. 19- اجلاحظ: البيان والتبيني حتقيق: عبد السالم هارون القاهرة 1948 م. 20- اجلرجاني )عبد القاهر(: دالئل اإلعجاز حت: محمد الداية وفايز الداية مكتبة سعد الدين دمشق- سوريا ط) 2 ( 1988 م. 21- اجلرجاني )علي بن محمد(: كتاب التعريفات حتقيق: عادل أنور خضر دار املعرفة بيروت-

91 ظاهرة اإلضمار يف انلحو العريب بني وضوح املعىن وسالمة الرتكيب لبنان ط) 1 ( 2007 م. 22- اخلضري )محمد(: حاشية اخلضري على شرح ابن عقيل أللفية ابن مالك دار إحياء الكتب العربية عيسى البابي احللبي وشركاه. 23 -اخلفاجي )ابن سنان(: سر الفصاحة حت: عبد املتعال الصعيدي ط) 1 ( 1943 م. 24 -الراجحي )عبده(: النحو العربي والدرس احلديث دار النهضة العربية بيروت- لبنان 1986 م. 25- الزبيري )أبو عبد اهلل(: اجلامع الصغير يف علم النحو حت: محمد هالل كلية الدعوة اإلسالمية طرابلس- ليبيا 1986 م. 26- الزجاجي )أبو القاسم(: اإليضاح يف علل النحو حت: مازن املبارك دار النفائس بيروت ط) 4 ( 1982 م. 27- الزجاجي: اجلمل حت: على توفيق احلمد مؤسسة الرسالة دار األمل ط) 3 ( 1986 م. 28- الزركشي: البرهان يف علوم القرآن حت: محمد أبي الفضل إبراهيم دار املعرفة بيروت لبنان ط) 3 (. 29- زوين )علي(: منهج البحث اللغوي بني التراث وعلم اللغة احلديث دار الشئون الثقافية العامة بغداد ط) 1 ( 1986 م. 30- سليمان )فتح اهلل أحمد(: األسلوبية مدخل نظري ودراسة تطبيقية الدار الفنية للنشر والتوزيع. 31- سيبويه: الكتاب حت: عبد السالم هارون عالم الكتب بيروت- لبنان. 32- ضيف )شوقي(: املدارس النحوية دار املعارف القاهرة ط) 4 ( 1979 م. 33- الطلحي )مراجع(: اجلواز النحوي وداللة اإلعراب على املعنى منشورات جامعة قاريونس بنغازي- ليبيا. 34- عبد املسيح )جورج( وتابري )هاني(: اخلليل معجم مصطلحات النحو العربي مكتبة لبنان ط) 1 ( 1990 م. 35- عبده )داود(: أبحاث يف اللغة العربية مكتبة لبنان بيروت. 36- فندريس: اللغة تعريب عبد احلميد الدواخلي ومحمد القصاص مطبعة جلنة البيان العربي القاهرة. 37- القرطبي )ابن مضاء(: الرد على النحاة حت: شوقي ضيف دار املعارف القاهرة. 38- القزويني )اخلطيب(: اإليضاح يف علوم البالغة دار اجليل بيروت- لبنان. 39- الكفوي )أبو البقاء(: الكليات مؤسسة الرسالة ط) 2 ( 1993 م. 40- اللبدي )محمد(: معجم املصطلحات النحوية والصرفية مؤسسة الرسالة دار الفرقان ط) 2 ( 1986 م. 41- املرتضى: أمالي املرتضى حت: محمد أبو الفضل إبراهيم طباعة: عيسى البابي احللبي. 42- املسدي )عبد السالم(: اللسانيات من خالل النصوص الدار التونسية للنشر 1986 م. 91

92 اجلاميع جملة علمية حمكمة ياقوت )محمود(:التراكيب غير الصحيحة نحوي ا يف كتاب سيبويه دار املعرفة اجلامعية اإلسكندرية ط) 2 ( 1988 م. 44- ياقوت )محمود(: علم اجلمال اللغوي دار املعرفة اجلامعية بيروت- لبنان 1995 م. ثانيا - الرسائل اجلامعية: - 45 رفيدة )إبراهيم(: احلذف يف األساليب العربية رسالة ماجستير كلية اللغة العربية جامعة األزهر 1971 م. ثالثا - الدوريات - 46 سيرل )جون(:»تشومسكي والثورة اللغوي«مجلة الفكر العربي ع )9 8( 1979 م عبد التواب )رمضان(:»التراث العربي ومناهج اللغويني يف الدرس اللغوي«مجلة الفكر العربي ع )60( 1990 م. 92

93 الصيارفة ودورهم يف قبول الودائع وتقديم القروض يف احلضارة العربية اإلسالمية د. ماهر عبدالغين دعوب* املقدمة تعددت أعمال الصيارفة وتنوعت ما بني النقد والعد واحلساب والصرف ومبادلة العمالت ومعرفة صحيحها من سقيمها والقيام باإلقراض للسلطة والفالحني واملحتاجني وبقبول الودائع واستثمارها يف جتارات وإنشاء شركات جتارية متعددة املهام وشركات لعبور احلدود اإلقليمية للدولة اإلسالمية وما كان هذا ليتم لوال ما متتاز به احلضارة اإلسالمية من سمات استوعبت كل املتغيرات وقولبتها يف إطارها وأضفت على نشاطها الصبغة الشرعية كما أن رغبة املتخصصني من أهل هذا النشاط يف تطوير منظومتهم املالية وآلياتهم املستعملة جعل منهم خبراء يف فهم قوانني السوق ومتطلباته ولكي يكون عملهم يف إطار املباح سعت املؤسسة الفقهية يف استصدار فتاوى وسن قوانني جتوز التعامل بهذا النشاط ولعل كتب الفقيه احلنفي أبو احلسن الشيباني املخارج يف احليل وكتاب األصل واالكتساب يف الرزق املستطاب خلير دليل على حاجة السوق والتجار ملثل هذه املسوغات التي جتعل من عملهم مباحا شرعا ونحن يف هذا البحث نحاول التركيز على فرع واحد من فروع عمل الصيارفة وهو نشاطهم وعملهم يف مجال قبول الودائع والعوامل التي جعلت األثرياء وضع أموالهم حتت تصرف الصيارفة وكيفية سحب األموال املودعة واألسباب املوجبة لذلك وكيفية إمت ام عملية اإلق راض والضمانات املوجبة للحصول على القرض وأنواع القروض وشروطها واألساليب املتبعة يف عملية التوثيق لإلقراض وأثر القرض اإليجابي على تنمية احلياة االقتصادية للمجتمع و السوق. وتكمن أهمية املوضوع يف كونه يوضح الوضع املالي للدولة اإلسالمية والظروف التي طرأت عليه مما استدعى دعمه وإقراضه من قبل صيارفة مهنيني مستقلني نظير أجل معلوم متفق عليه كما تكمن أهميته يف كونه يدرس عمق اقتصاد الدولة اإلسالمية القائم * عضو هيئة اتلدريس بقسم اتلاريخ جامعة اإلمام حممد بن عيل السنويس اإلسالمية 93

94 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 أساسا يف تعامله النقدي على الدينار والدرهم أي على الذهب والفضة كعملة تداول وركيزة أساسية ملسألة الدولة. ويهدف املوضوع إلى إبراز دور الصيارفة يف قبول الودائع وتقدمي القروض وتأثير ذلك على تنشيط وتنمية وتفعيل اقتصاد الدولة اإلسالمية. هذا وباهلل التوفيق أوال : دور الصيارفة يف قبول الودائع : عرفت املجتمعات البشرية قدميا مسألة إي داع األم وال «وكانت الودائع عندهم تتضمن أمواال نقدية وقطعا من املجوهرات واملعادن الثمينة» 1 وكان الصاغة والصيارفة واملوسرون من أصحاب األموال هم من يقوم بهذا العمل املصريف «فكانوا خير من ميثل أصحاب البنوك القدمية «2. وكان شغلهم يف الودائع يعتمد أساسا على األموال التي يأخذونها من األغنياء واملث رين ممن ال خبرة لهم يف الشؤون املالية فيوظفونها يف األعمال املالية واإلقراض. اجتذب الصاغة والصيارفة ثقة الناس ودف ع األثرياء أموالهم إليهم حلفظها يف خزائنهم نظير أجر يتقاضونه. ولعل الدافع قدميا من وراء عملية اإليداع هو: «اخلوف على األموال من السرقة أو الضياع أو احلريق أو ما شابه ذلك من أنواع املخاطر» 3 وكانت اخلطوات املتبعة قدميا يف مسألة اإليداع تتم حسب ما يلي : يعطي الصيريف كل من يودع عنده شيئا من الذهب وثيقة يصرح فيها بأن من سحب هذه الوثيقة له كذا وكذا من الذهب وديعة عنده ثم تدرج األمر وبخاصة بعد اخلوف من التحايل على هذه الوثيقة بأن «إذا أودع أحد عندهم من الذهب ما قيمته عشرة دنانير مثال فإنهم يكتبون مقابل هذا القدر عشر وثائق يسجلون يف كل واحد منها أن لديهم ملن يحمل هذه الوثيقة ما قيمته عشرة دنانير وواحد من هذه السندات يكتب من ورائه الرصيد احلقيقي أما التسعة الباقية فليس من ورائها أي رصيد أو غطاء» 4 وذلك خوفا وحترزا من ضياع الوثيقة أو حصولها يف يد غير يد صاحبها األساسي وبالرغم من أن هذا اإلجراء التحرزي لم ينه مسألة صرف الوثيقة لغير صاحبها غير أنهم يفوتون على املتحصل عليها فرصة االستفادة منها ما لم تكن لديه األصلية املكتوب على ظهرها الرصيد احلقيقي. ورغم بساطة هذه الفكرة غير أنها تدل على أن هناك عقال ماليا يحاول أن يفكر ويرقى بتفكيره إلى وضع ميكن أن ميي زه يف تعامله مع املودعني. وقد جني الصاغة والصيارفة القدامى من عملية اإليداع أمواال مجزية ذلك أن الذين يودعون األموال عندهم ال يستردونها منهم إال على أقساط وحسب حاجتهم مما يعني 94

95 الصيارفة ودورهم يف قبول الودائع وتقديم القروض يف احلضارة العربية االسالمية بقاء األموال محفوظة يف خزائن املودعني وصناديقهم فأخذوا يف االنتفاع بها باستثمارها سواء بالقرض أو باملشاركة التجارية التي أخذت تدر عليهم أرباحا طائلة األمر الذي دعا الصاغة والصيارفة إلى تشجيع األغنياء على إيداع أموالهم ملدد طويلة نظير أن يدفعوا لهم فائدة سنوية بسيطة بدال من أن يأخذوا منهم رسوم اإليداع. 5 عرف العرب هذا النشاط املالي وكان الضابط لديهم ما يتميز به الشخص من أخالق فاضلة وهم ة كاألمانة والصدق اللذين هما أساس الثقة وعنوان التبادل وال شك أن هذا اإليداع كان نوعا من احلفظ األمني الذي يلتزم فيه املؤمتن برد عني ما تسلمه دون أن يتصرف فيما س لم إليه. وكان النبي - ﷺ - قبل البعثة مشهورا بني الناس بهذا»حيث بقيت عنده الودائع األمانات حتى قبيل الهجرة إلى يثرب فوك ل بها على بن أبي طالب - - ليتولى أمر ردها إلى أصحابها «6. غير أن فكرة االستفادة من الودائع تطورت يف العصر اإلسالمي األول حيث جند»الزبير بن العوام«يأتيه الرجل باملال ليستودعه إياه فيقول له الزبير: ال ولكن هو سلف إني أخشى عليه الضيعة وكان نتيجته أن بلغ مجموع ما كان لديه من أموال - كما أحصاها ابنه عبد اهلل - مليونني ومائتي ألف درهم 7 وهو مبلغ كبير جدا مبقاييس ذلك العهد. ونتبني من هذه الرواية أن الزبير كان من الرجال املقصودين حلفظ أموال الناس وأنه كان ذا فطنة ودراية حيث لم يكن يرضى أن يأخذ األموال ليبقيها مخزنة عنده بل كان يفضل أن يأخذها قرضا محققا بذلك غايتني هما : 1( حرية التصرف باملال املسل م إليه باعتباره قرضا وليس أمانة. 2( إعطاء ضمان أكيد لصاحب املال من حيث كونه لو بقي أمانة فهو يهلك على مالكه - إذا كان بال تعد وال تقصير- أما إذا أصبحت الوديعة قرضا فإنها تصبح مضمونة يف ذمة املقترض. لقد فطن أحد الباحثني ألهمية هذه االلتفاتة وعد ها حصول انتقال يف املال املودع من مفهوم األمانة إلى مفهوم القرض الذي يتيح للمقترض أن يوظفه يف أي مجال من مجاالت النشاط االقتصادي واملالي الذي ال يتعارض مع مبادئ الشرع احلنيف 8 وهو يف الوقت نفسه يكون أضمن للمال املودع إذ يف حالة القرض فاملال مضمون يف ذمة املقترض أما يف حالة الوديعة أو األمانة فال يكون املال يف كل األحوال مضمونا السيما إذا حصل تلف املال املودع بغير تقصير متعمد من املودع عنده أضف إلى ذلك أن القرض هنا ال يقدم له أرباحا. لقد شجع الزبير بن العوام بعمله هذا املوسرين واملثرين من أهل زمانه بأن يودعوا 95

96 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 أموالهم عنده خاصة وأنها مضمونة الرجوع يف أي وقت مأمونة اجلانب يذكر ابن سعد: أن عبد اهلل بن جعفر بن أبي طالب أودع عنده أربعمائة ألف درهم وأودع يحيى بن أمية أربعني ألف دينار عنده» 9 حتى أصبح هذا األمر مألوفا عند املوسرين من أهل املال فنقلوه جيال عن جيل. إن استقراء الروايات التاريخية يشير بكثرة إلى حصول عمليات إيداع عند الصيارفة واملؤمتنني منها: أن خ ال دا البرمكي أودع أمواله ل دى صيريف ن ص ران ي 10 وذكر اجلهشياري 11 أن أحد عمال اخلليفة هارون الرشيد أودع أمواله عند صيريف بغدادي وقال البيهقي : 12 إن أحد املوسرين أودع لدى الصيارفة ثالثني ألف دينار كما أودع احلسن بن مخلد وزير اخلليفة املعتمد على اهلل ه/ م أمواال عند أحد الصيارفة. وأن الكاتب»ابن أبي عالن«يف خالفة املقتدر كان يودع أمواله عند أحد الصيارفة ويربح من وراء ذلك أمواال تقدر بعشرة آالف دينار وذكر ابن مسكويه : 13 أنه كان ألبي على خازن معز الدولة سنة 350 ه / 961 م ودائع ضخمة منها خمسون ألف دينار مودعة عند أحد صيارفة درب عون يف بغداد. ومما يعزز مركز الصيارفة ويزيد من النشاط املصريف واالقتصادي أن هذه الودائع تكون أحيانا بالنقد األجنبي نقد الدول األخرى إذ يتم إيداعها من قبل التجار األجانب الذين يفدون إلى أسواق الدولة العباسية وبخاصة أسواق املدن احلدودية وموانئها فكانوا يفدون إلى مدينة البصرة يودعون أموالهم لدى الصيارفة ويقوم الصرافون باالستفادة من هذه النوعيات من النقود املودعة لديهم يف تنشيط العمليات التجارية املصرفية. 14 أما العوامل التي جعلت أثرياء الناس يقدمون على إيداع أموالهم فتتمثل يف اآلتي: - 1 اخلوف من غضب السلطان عليهم وما قد يلحقهم من مصادرات من جراء ذلك ومثاله ما ذكره األصفهاني 15 عن الوزير الفضل بن الربيع أنه خاف من النكبة واملصادرة فأودع ثروته لدى مجموعة من معارفه ليخفي أمرها عن السلطة وما قام به محمد بن عبدامللك بن الزيات وزير اخلليفة الواثق ه/ م عندما شعر بحرج موقفه وذلك بعد أن ملس تغير معاملة اخلليفة له قام بتفريق أمواله بشكل ودائع لدى ثقاته من أهل الكرخ ومعامليه من التجار وقد بلغت قيمة هذه الودائع تسعة ماليني دينار إضافة إلى ما تضمه من مجوهرات ثمينة اتخاذ بعضهم من الودائع وسيلة لالدخار وضمان مستقبل أبنائهم يروي اجلهشياري 17 عن ابن املدبر أحد كتاب اخلراج يف خالفة املأمون أن سبب ثرائه يعود إلى مبلغ خمسة آالف درهم أودعها أبوه لدى أحد معارفه. 96

97 الصيارفة ودورهم يف قبول الودائع وتقديم القروض يف احلضارة العربية االسالمية ومن املعلوم أن عمليات اإليداع التي يقوم بها التجار وغيرهم من املوسرين واألثرياء هي نوع من التوكيل أو االستنابة يف حفظ املال واستثماره حلني رده إلى صاحبه»وأن كل ماال ميكن االنتفاع به إال باستهالكه - أي استثماره - فهو قرض ذلك أن اإلعارة أو اإليداع إذن باالنتفاع وال يتأتى االنتفاع بالنقود املودعة إال باستهالكها عينا أي استثمارها» 18. ومبا أن الفقه احلنفي الذي عليه أهل العراق أجاز ذلك العمل وعده من استثمار املال وتوظيفه التي طالب بها الشرع احلكيم لذلك نشط الصيارفة فنظموا عملهم ووضعوا له مجموعة ضوابط تقننه وجتعله يرقى بنفسه إلى العمل املصريف املتطور فاتخذوا التدابير االحترازية الكفيلة التي من شأنها املحافظة على األموال املودعة لديهم منها: اتخاذ كل منهم سجال خاصا يدون فيه أسماء األشخاص املودعني واملتعاملني معه 19 وأحيانا يرمز إليهم بعالمات تشير إليهم والى مقدار مودعات كل منهم ومقدار ما سحب منها واملبالغ املتبقية لدى كل منهم ليتم تصفية احلسابات بينهم عند اقتضاء احلاجة. 20 يذكر ابن مسكويه 21»أن أبا على اخلازن 350 ه/ 961 م كان يدو ن ودائعه على آلة شبيهة بامليزان من خشب الساج له طبق كطبق امليزان وليس فيه موضع كفة وال موضع السنج... ووجد عليه كتابة فإذا هي أسماء قوم ورموز ال يفهم منها شيء منها رمز باسم أحد صيارفة درب عون«وكانت هذه اآللة التي وصفها مسكويه تدفن يف األرض كي ال يعثر عليها أحد وتبقى الودائع آمنة مستقرة عند املودع لديه. ومن غير شك إن تعمد الصيارفة استعمال الرموز بدل األسماء الكاملة والصريحة من شأنه أن يضفي طابع السرية والتكتم على أسماء املودعني كي ال متتد إليها يد املصادرة. وقد فطن املسؤولون يف الدولة إلى أساليب الصيارفة هذه فكانوا يبذلون جهدا كبيرا يف التعرف على أصحاب هذه الودائع فينجحون أحيانا 22 ويف أحايني كثيرة كانت جهودهم تذهب س دى دون الوصول إلى معرفة أصحاب الودائع األصليني. ومن النظم التي كانت متارس يف عملية اإليداع هو جلوء بعض املودعني إلى إيداع أموالهم عند أكثر من صيريف ليجنبها احتمالية املصادرة واالبتزاز فإذا ما صودرت أو تلفت األموال التي عند أحد الصيارفة سلمت األخرى التي عند الصيارفة اآلخرين وهو فعل كل من أبى على اخلازن والوزير على بن الفرات. 23 طرق سحب األموال املودعة : لقد كانت األموال املودعة عند الصيارفة ميكن سحبها وإرجاعها إلى ذمة مودعها وعملية السحب كانت تتم بطرق منها : أوالها: أن يتم سحب املبلغ املودع لدى الصراف كله أو جزء منه نقدا وبناء على رغبة صاحبه. 97

98 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 ثانيها: تتم عملية السحب بواسطة»صكوك«أو»سفاجت«تنظم وحترر لهذا الغرض. 24 ثالثها: يتم السحب أحيانا عن طريق التحويل»احلوالة«وهنا يشترط وجود طرف ثالث وسيط إلمتام العملية. 25 وعند تأدية عملية سحب النقود املودعة «غالبا ما كان يتم استرداد النقود ذاتها التي مت إيداعها «26 وليس بديال أو عوضا عنها. وعلى الرغم من صعوبة املسألة التي حتافظ على استرداد القطع النقدية ذاتها خاصة إذا ما متت املتاجرة بها أو إقراضها غير أنه يف الغالب كان يتم مراعاة أنواع العملة والوزن والنقاء عند الرد. أما األسباب املوجبة لسحب الودائع من قبل أصحابها فعديدة أيضا منها : - 1 حاجة أصحابها إلى املال املودع غالبا ما تكون هي السبب الرئيس يف عملية السحب فقد أشار ابن قالل العسكري يف كتابه 27 إلى املعاملة التي سحب بها أحد وزراء اخلليفة هارون الرشيد ه / م جزءا من نقوده التي كانت مودعة لدى أحد صيارفة بغداد حلاجته املاسة إليها. - 2 أحيانا يكون عدم الثقة التي قد تطرأ على الصيريف نظرا خليانته أو متتعه بسمعة سيئة لدى تعامله مع املودعني من بني األسباب التي تعزز عملية النفور وتكون مسألة سحب النقود املودعة مسألة ضرورية عند أصحابها كما حدث مع القائد سيف الدولة احلمداني الذي سحب نقوده املودعة لدى أحد الصيارفة متعلال بحاجته إليها وذلك عندما اكتشف منه أمرا سلبيا عامل وفاة الصيريف سبب آخر مهم يف استرجاع املودعني أموالهم دون تركها لورثته الذين قد ال يكونون مؤمتنني بالقدر الذي يجعل الثقة فيهم وافرة أو قد ال يحسنون التصرف يف األموال املودعة لديهم لصغرهم أو عدم خبرتهم باملضاربة واألساليب الصيرفية املتنوعة حيث ذكر البيهقي 29 أن أحد املودعني سحب من رصيده ثالثني ألف دينار خوفا من ورثة الصيريف التفريط فيها. - 4 أسباب مهنية وأخرى فنية منها عدم توفر السيولة النقدية لدى الصيريف عند احتياج املودع جلزء من ماله وذلك لقلة رأس مال الصيريف أو قد يكون ربحه يف 30 تعامله معهم به شطط أكثر مما هو عند الصيارفة اآلخرين فقد ذكر التنوخي أن احلسن بن مخلد وزير اخلليفة املعتمد على اهلل ه / م سحب خمسمائة دينار من صيريف كان يتعامل معه بسبب اشتطاطه يف الربح. أما عن عالقات الصيارفة فقد كان هناك تعاون مستمر بينهم وبني التجار يف مسألة توفير العملة ودعم كل منهما لآلخر «فقد كان جتار اجلملة يقومون أحيانا بدور 98

99 الصيارفة ودورهم يف قبول الودائع وتقديم القروض يف احلضارة العربية االسالمية الصيريف يف مسألة اإليداع فيستطيع بحكم إمكاناته وضماناته أن يقبل الودائع ويقدم 31 القروض...غير أنهم ال يزاولونها مزاولة مستمرة وهي عندهم ذات أهمية متوسطة «إال أن املألوف لدى التجار أن يحتفظوا هم أنفسهم بنسبة من نقودهم مودعة لدى الصيارفة حتسبا لعوادي الزمن يف حني أن الصيارفة أنفسهم يودعون بعضا من نقودهم لدى جتار اجلملة ولكن بدون دفع أية فائدة أو إعطاء أي نوع من املكافآت للمودعني 32 وذلك يف إطار تبادل املنافع واخلدمات. لقد كسب الصيارفة والتجار املسلمون سمعة طيبة يف التعامل مع النقود املودعة عندهم لذلك قصدهم التجار حتى من غير مل تهم يذكر ( Goitein (: أن معظم التجار من اليهود وغيرهم يفضلون إيداع نقودهم لدى صيارفة أو جتار مسلمني «33 وذلك ألمانتهم وصدقهم وعدم تعاملهم بالربا بعكس الصيارفة املرابني من اليهود وغيرهم. ومن خالل هذا الطرح يتبني لنا اآلتي : أوال : ان مسألة إيداع األموال واحلفاظ عليها تخدم مصلحة الطرفني املودع الذي اطمأن على ماله بربح مقنع والصيريف الذي استثمر األموال ملشاريعه اخلاصة وليس كما ذهب الباحث يودوفيتش 34»الذي بني أن مسألة إيداع األموال تخدم مصلحة ممتلكها فقط«حيث أغفل دور الصيريف وما يقوم به من تنمية لهذا املال بربح يرضيه. ثانيا : يتضح لنا وجود نشاط مصريف متكامل ميك ن فيه ملن يقيم يف بلد أن يسحب ماال من ودائعه وهو موجود يف بلد آخر دون أن يحضر بشخصه عند الصيريف الذي يتعرف على صحة ذلك من خالل األمر املكتوب من التوقيع الظاهر عليه وميكن له كذلك أن يسحب جميع ودائعه إذا دعته الضرورة لفعل هذا. ثانيا :دور الصيارفة يف تقدمي القروض : كان للصيارفة دور مالي آخر ال يقل أهمية عن دورهم يف قبول الودائع. فقد كان لهم دور يف تقدمي القروض املتنوعة لطالبيها من دولة وجتار ومزارعني وغيرهم. إن عملية إقراض النقود ليست حديثة عهد بالدولة اإلسالمية وإمنا هي «قدمية قدم النقود نفسها فقد مارستها املجتمعات والشعوب القدمية كالرومان والفرس واألحباش» 35 وعرفها كذلك الصيارفة والصاغة اليهود الذين بلوروا مفهوم اإلقراض «فأخذوا يحركون املال الراكد لدى األف راد فيقترضونه منهم بفائدة قليلة ليقرضوه بفائدة أكبر... وقد صادف عملهم هذا قبوال من الناس ملا يعتقدونه فيهم من خبرة ومران وحسن تدبير«36 فأخذوا يقرضون األموال بالربا الفاحش للعرب قبل اإلس الم 37 لذلك حارب القرآن الكرمي هذه الظاهرة فقال عز وجل : يأيها الذين آمنوا ال تأكلوا الربا أضعافا 99

100 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 مضاعفة 38 وقوله: الذين يأكلون الربا ال يقومون إال كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من املس 39 وحرمت السنة الشريفة عليهم أمر التعامل بالربا حيث وضع الرسول - ﷺ - شروطا من شأنها أن متنع املقرضني من احلصول على فائدة من عملية اإلقراض جترهم إلى الربا الذي حرم شرعا. 40 لذلك امتثل الصحابة لهذه التوجيهات فكانت عمليات اإلقراض يف عهدهم ملتزمة بفضائل اإلسالم ومبادئه ومفعمة بطابعه الصميمي وميزتها القرض احلسن الذي ال يبتغي املقرض من ورائه سوى مرضاة اهلل عز وجل وحل عقد معسر 41 غير أن هذا احلال سرعان ما تغير وطغت عليه متغيرات العصور فأصبح بعض املقرضني من املسلمني يف العصر العباسي يشترطون أخذ الفائدة يف إقراضهم. 42 لقد كان بيت مال املسلمني املرجع األول يف تقدمي القروض إبان فترة اخلالفة الراشدة والعصر األموي فكان يقدم القروض احلسنة ألجل تنمية التجارة والزراعة وغيرها من احلرف األخرى كما كان يقوم بعمليات التحويل التجارية للتجار الذين يتاجرون بني مختلف املقاطعات ثم يدفعون ما اقترضوه إلى بيت مال مقاطعة أخرى «فقد اقترض عبداهلل بن عمر من بيت مال البصرة أيام أبي موسى األشعري ماال اشترى به بضاعة أخذها إلى احلجاز للمتاجرة بها ثم دفع ما اقترضه إلى بيت مال احلجاز «43 ورغم أن املصادر اختلفت يف رؤيتها لهذه الرواية هل هي على سبيل القرض أم على سبيل املشاركة غير أنها ال تذكر سوى هذه احلالة إال أنه قد تكون هناك حاالت أخرى تشبهها مسكوت عنها. 44 أما عن اإلقراض الذي قدمه بيت مال املسلمني لتنمية املجال الزراعي فقد قام بيت املال يف زمن احلجاج بن يوسف بدور بنك التسليف الزراعي «فأقرض الفالحني مليوني درهم» 45 وذلك لتخفيف األزمة اخلانقة التي كانوا يعانونها»وليست لدينا تفاصيل عن شروط هذا القرض وترتيباته إال أن الراجح أنه لم تؤخذ عليه فائدة وأنه أضيف إلى اخلراج يف جبايته «46. وبجانب نشاط بيت املال يف عملية اإلق راض ظهر هناك نشاط فردي قام به جتار وصيارفة ودهاقني * فكان الدهاقون منهم يتولون مهمة «القبالة «فيقومون بجمع الضرائب من املزارعني يف املقاطعات يف مقابل الدفع إلى بيت املال املبالغ السنوية املفروضة على املقاطعات التي أوكل إليهم أمر استيفاء مواردها فهم ملزمون بدفع ثلث وارد املقاطعة كل أربعة شهور بصورة منتظمة فيتحتم عليهم أن يكون حتت تصرفهم مبالغ كافية لسد هذه األقساط يف مواعيدها املحددة وإال تعرض املتقبل إلى املساءلة ورمبا العقاب. ومن املحتمل أن بعض الدهاقني لم ميلك ما يكفيه لإليفاء بهذه املتطلبات وحينئذ 100

101 الصيارفة ودورهم يف قبول الودائع وتقديم القروض يف احلضارة العربية االسالمية يضطر إلى االقتراض من الصرافني. ومن جانب آخر قد ال تتوافر لدى دافعي الضرائب املبالغ الالزمة التي يتحتم عليهم دفعها فينبري «هؤالء الدهاقون إلقراضهم النقود التي يحتاجونها لكي ميكنوهم من دفع ما بذممهم من ضرائب ومن املحتمل أنهم يجنون من وراء ذلك أرباحا مجزية وإن لم تكن دائما شرعية «47. ولعل اخلطوات التي اتخذها احلجاج بن يوسف ه/ م واخلليفة عمر بن عبد العزيز ه/ م 48 واخلليفة العباسي املنصور ه / م 49 واخلليفة املتوكل على اهلل ه / م 50.واخلليفة املعتضد باهلل ه/ م 51 يف إقراض املزارعني من بيت املال كانت قد فوتت على هؤالء الدهاقني املقرضني فرصة جني األرباح. وبجانب الدهاقني كان للتجار دور بارز يف تقدمي القروض ولعلهم قد أسهموا يف فك أزمات الدولة اخلانقة حينما احتاجت إلى املال. فحينما أمر املهلب بن أبي صفرة مبحاربة اخل وارج سنة 65 ه / 684 م اكتشف أنه ليس ببيت املال ما يكفي إلع داد اجليوش وتسييرها لذا «أرسل إلى التجار رسالة يشرح لهم فيها مدى تعطل األعمال واضطرابها بسبب اخلوارج وسألهم أن مينحوه قرضا» 52 وبعد التشاور وافق التجار وانتصر املهلب وحص ل املكوس من األنحاء التي استردها وأعاد للتجار أموالهم التي اقترضها منهم. ولعل خطوة التجار هذه كانت تصب يف مصلحتهم فهم أكثر الناس تضررا من هجمات اخلوارج وتعرضهم لقوافلهم التجارية لذلك وجدناهم سرعان ما شجعوا هذه املبادرة. أما الصيارفة الذين احترفوا هذه املهنة فقاموا بدور طيب يف تقدمي القروض فكانوا يقرضون الدولة واألشخاص املحتاجني لقاء ربح معني وكانت هذه العملية جتلب لهم أرباحا ضخمة لكثرة الفائض الذي يأخذونه. وهناك أمثلة واضحة على مقدار هذه القروض فقاضي البصرة يف خالفة عمر بن عبد العزيز ه/ م كان يقترض من الصيارفة حلني خروج عطائه 53 كما أن»أبو دكني«الصيريف «مولى مراد» كان قد أقرض عشيرته يف الكوفة سبعمائة ألف درهم 54 وكانت القروض املقدمة ليس لها معدل محدد فكانت كما ذكر اجلاحظ «تتراوح بني آالف الدنانير وبني جزء من الدينار «55. أما يف العهد العباسي فقد عالج اخلليفة أبو عبد اهلل السفاح ه م ظاهرة األزمة املالية التي تعرضت لها الدولة إبان قيام دولتهم بأن جلأ إلى الصيريف «ابن أبي مقرن «فاقترض منه مليون درهم 56 ويبدو أنه كان وراء هذه اخلطوة دوافع مالية ملح ة أملتها ظروف الدولة الناشئة على اخلليفة العباسي األول فوقع حتت 101

102 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 تأثيرها مما اضطره إلى اإلقدام على خطوة أخرى حيث أمر بإنقاص وزن الدرهم حبة واحدة وملا اشتدت عليه األزمة اضطر إلى إنقاصه حبتني 57 وذلك بغرض توفير أكثر قدر من العملة *. غير أن هذا اإلجراء لم يف الدولة بجميع حاجاتها من املال فاضطر اخلليفة إلى االقتراض من اليهود الصيارفة «فأرسل إلى أحد صيارفة اليهود فاقترض منهم ألف ألف دينار» 58 وذلك ليف ي بحاجات الدولة املالية وليرضي األطراف السياسية التي وقفت معه يف إجناح دولته. وعندما تكو ن لدى الدولة العباسية األموال يف عهد اخلليفة املنصور ه /753 م 774 م أخذ بيت املال يف تقدمي القروض فقدم قرضا مببلغ مائتي ألف درهم إلى املزارعني لتحسني أمور ضياعهم 59 واعتاد الصيريف الكويف «معلي ابن خنيس «أن يقدم القروض لبعض جتار الكوفة كلما ط لب منه ذلك. 60 لقد ظهرت فكرة اقتراض الدولة من الصيارفة واملوسرين عام 198 ه / 813 م عندما أخذ طاهر بن احلسني بن سعيد بن مالك عشرين ألف دينار بصفة قرض وذلك لدفع باقي رواتب اجلند املتأخرة 61 ومثل ذلك عندما أفرط اخلليفة املأمون ه / م بالعطاء فشحت النقود يف بيت املال فجمع اخلليفة أصحابه وقال:»إنه قد قل املال وأضر ذلك بنا وبأوليائنا فاستقرضوا من التجار عشرة آالف ألف درهم إلى أن تأتي األموال فنردها فقام «غس ان بن عباد «فذكر ما أنعم به عليه وعرض ثالثني ألف ألف درهم وقال: هي خالصة من عندي وقام «حميد بن عبداحلميد الطوسي «وقال مثل ذلك وقام من حضر من أصحابه فعرض ما عنده حتى بلغ ما عرضوا ألف ألف وستة وخمسني ألف درهم «. 62 وعلى الرغم من أن الروايات التاريخية تشير إلى أن اخلليفة املأمون كان قد تلكأ يف قبول هذه القروض إال أن ذلك يشير بوضوح إلى إسهام أصحاب رءوس األموال واملصارف اخلاصة يف إقراض املسؤولني يف الدولة عندما تضطرهم الظروف املالية إلى ذلك. غير أن املالحظ أنه حينما أتت األموال وامتألت خزائن الدولة بدأت السلطة يف تقدمي القروض فقد أجاز املأمون تقدمي قرض مببلغ ثالثة آالف دينار ألحد املوظفني على أن يستقطع من راتبه 63 ويف عهد اخلليفة املتوكل ه / م وعند وفرة أموال الدولة يف أول عهده قدم بيت املال قرضا مببلغ عشرة آالف دينار إلى مزارعي منطقة»باسورين«قرب املوصل. 64 إن سياسة الدولة املالية يف العصر العباسي ظلت يف تأرجح مستمر بني وفرة املال وقلته بسبب الظروف السياسية واالجتماعية واالقتصادية التي متر بها الدولة لذلك حينما 102

103 الصيارفة ودورهم يف قبول الودائع وتقديم القروض يف احلضارة العربية االسالمية ضاقت األحوال املالية بالدولة عام 270 ه / 883 م فكر اخلليفة املعتمد على اهلل جديا يف االقتراض من التجار لتدبير املال الالزم ملحاربة الصفارية والقضاء على ثورة الزجن التي استمرت تقاتل جيش اخلالفة من ه / م ورغم محاوالت وزيره «صاعد بن مخلد «إثناءه عن رأيه إال أن ابن اجلوزي 65 ذكر أن اخلليفة اضطر لالقتراض من الصيارفة واملوسرين على أن يردها لهم عند اإليسار وقد أشهد اخلليفة على نفسه يف ذلك القضاة والشهود. 66 واستمرت هذه األزمة املالية التي عانتها الدولة حتى يف عصر اخلليفة املعتضد ه / م الذي أجلأته الظروف إلى أن يستدعي أحد الصيارفة املجوس يطلب منه ماال عظيما وقال له: «تقرضني كذا وكذا من املال وأعيده إليك. فقال املجوسي: يا أمير املؤمنني أنا ومالي بني يديك... وبعد مدة قصيرة وردت األموال على اخلليفة ووفر مال ذلك املجوسي فأعاده إليه «67. لقد شهدت الدولة العباسية يف عهد هذا اخلليفة انتعاشا اقتصاديا فعنيت بشؤون ال ري وأقرضت املزارعني نقودا من أجل ش راء البذور وأبقار احلراثة. 68 ويف عهده كذلك قدم بيت املال قرضا مببلغ عشرة آالف دينار إلى املزارعني يف منطقة»الصالح واملبارك«69 وهي املنطقة املمتدة بني واسط والبصرة ليستعينوا بها يف حتسني أمورهم الفالحية من شراء بذور ومعدات وغيرها. لقد بينت لنا هذه النصوص أن الدولة حينما يتوفر لديها املال كانت تساعد يف عملية التنمية فتقرض الفالحني واملزارعني. يف الوقت الذي تكشف فيه هذه النصوص عن ضعف أوضاع الفالحني واملشتغلني بالزراعة نتيجة ملا تعانيه الدولة من ضائقات مالية لها مردودات سلبية على احلياة املعاشة. لقد أعطت هذه القروض التي قدمتها الدولة م ردودات إيجابية حيث عملت على رفع معنويات املزارعني وضاعفت من عنايتهم بأرضهم إذ كانت هذه القروض تعينهم على توفير املستلزمات الزراعية الضرورية كالبذور ومتطلبات احلراثة والفالحة والسقي وغيرها. وهكذا نرى أنه حتى هذا الزمن لم تكن الدولة تقترض حني احلاجة من اجلهابذة 70 بل كانت تلجأ - كما رأينا - إلى الصيارفة واملوسرين والتجار وغيرهم. أما يف عهد اخلليفة املقتدر باهلل ه / م فالروايات التاريخية تشير إلى أن األمور املالية يف عهده اضطربت بني شد وجذب ففي عهد أكبر وزرائه على بن عيسى اجلراح اتبعت الدولة سياسة الدعم التي كان ي بتغى من ورائها اعتماد سياسة زراعية من شأنها أن تؤدي إلى زيادة اإلنتاج دعما ملوارد بيت املال وحتقيقا ملبدأ العدالة حيث كتب الوزير إلى عامله يف «الصالح واملبارك «يخوله تقدمي القروض 103

104 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 من بيت املال ألصحاب احلاجة من املزارعني كي يستطيعوا شراء البذور ولوازمهم الزراعية األخرى 71 وإزاء هذه اجلهود زادت يف أيامه العمارة وتضاعفت الزراعة 72 غير أنه يف عهد الوزير «أبي القاسم عبيد اهلل بن محمد الكلوذاني « ه / م احتاجت الدولة إلى املال فاقترضت من التاجر الصيريف»أبي بكر بن قرابة«األموال بربح درهم يف كل دينار إذ تشير الروايات إلى أن أبا بكر بن قرابة أقرض الوزير الكلوذاني مائتي ألف دينار لتحسني أموره املالية. 73 ويف خالفة القاهر باهلل ه / م اقترض صاحب اجليش»أبو احلسن بن أبي طاهر محمد بن احلسن «من أبي بكر الصيريف ثالثة آالف درهم ثم اقترض منه خمسمائة دينار 74 حلل ضائقته املالية ويف سنة 323 ه / 934 م اقترض الوزير «أبو على «أمواال من الصيارفة والتجار املجهزين بالدقيق أربعمائة ألف دينار وأطلق لهم غالت البلد وحينما توفر له املال وافى التجار والصيارفة ما استسلفه 76 منهم 75 وهناك قروض أخرى كان يقدمها الصيريف البصري»طالوت بن عباد«ملعامليه إن هذه األمثلة توضح العالقة احلسنة بني السلطة واملوسرين من صيارفة وجتار وغيرهم وكذلك تعطينا داللة واضحة أن كال الطرفني محتاج لآلخر فالسلطة ال غنى لها عن االعتماد على الصيارفة وأصحاب رءوس األموال وهم يف املقابل ال غنى لهم عن السلطة التي حتميهم وحتمي مصاحلهم ومكاسبهم لذلك كثيرا ما يجد املسؤولون يف الدولة استجابة وترحيبا من الصرافني واملوسرين لتلبية طلبهم 77 ألنهم موقنون أنهم سيحققون من وراء ذلك ربحا جيدا 78 وألن من مصلحتهم استتباب األمن الذي هو من 79 متطلبات نشاطهم التجاري واملصريف. أما أنواع القروض وشروطها: رأى بعض املفكرين أن الدولة إذا لم جتد ما يفي بحاجتها فلها أن تطلب من أهل البالد القروض احلسنة من دون فوائد لضمان بيت املال 80 وبناء على ذلك يرى البعض أنه إذا لم يف األهالي بحاجاتها فلها أن تأمر املصارف بإقراضها من دون فوائد جزءا من ودائع األفراد لديها. 81 ومن هنا فإن معظم القروض التي استلفتها الدولة العباسية من الصيارفة أو اجلهابذة أو غيرهم تعد من دون فوائد وتدخل يف دائرة القرض احلسن ومن قبيل املجاملة واعترافا من املقرضني بفضل احلكام عليهم ومساندتهم لهم وقت عثرتهم. 82 غير أن هذا الرأي الذي أورده»ابن عبد الكرمي«يعد من وجهة نظر الباحث فيه شيء من التعميم ذلك أن بعض القروض التي استلفتها الدولة من الصيارفة واجلهابذة كان يؤخذ عليها هامش ربح مبقدار % 1 عن كل دينار وذلك كما حدث مع الوزير على بن عيسى واجلهبذين اليهوديني العراقيني هارون بن عمران 104

105 الصيارفة ودورهم يف قبول الودائع وتقديم القروض يف احلضارة العربية االسالمية ويوسف بن فنحاس 83 األمر الذي يؤكد أن هناك فائدة تؤخذ على تقدمي هذه القروض. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل هذه الفائدة التي تؤخذ هي عني الربا أو هي رسوم ومصاريف وأتعاب وغيرها تؤخذ كأجر ونظير عمل ي قدم إن الفقه هو املقصد األول ليقول كلمته وحكمه يف هذا الشأن. أما األساليب املتبعة يف عملية التوثيق لإلقراض فهي كاآلتي : أ / الكتابة: كان الرجل إذا اقترض مبلغا من املال من صيريف أو جهبذ أو غيرهما تكتب عليه وثيقة بهذا املبلغ يحدد فيها موعد السداد وطريقة السداد منجما أو دفعة واحدة. ب / الشهود: مع الكتابة يف الوثيقة كان الرجل املقرض ينتقي رجاال مشهودا لهم بالعدل والورع للشهادة على الكتابة والدفع. ويكونون ملزمني بالشهادة أمام القاضي إذا دعت لذلك ضرورة. 84 وم ن الواضح أن ه ذا اإلج راء التحوطي ك ان الغرض منه تطبيق أوام ر الشريعة ونصوصها * أوال ولضمان احلقوق املالية للدائن وحتى ال تقع املنازعات بني الطرفني ثانيا وبجانب هذه األساليب التي كانت سائدة يف بالد املشرق اإلسالمي يروي سليمان التاجر 85 أن هناك طريقة أخرى اتبعها التجار املسلمون يف الصني حني اإلق راض إذ يذكر:»أن التاجر املسلم يف الصني إذا كان له على رجل دي ن كتب عليه كتابا وكتب الذي عليه الدي ن أيضا كتابا وعل مه بعالمة بني أصبعيه الوسطى والسبابة ثم ج مع الكتابان فط ويا جميعا ثم كتب على فصلهما - أي املكان الذي يلتقيان فيه - ثم فرق فأعطى الذي عليه الدين كتابه بإقراره«. أما الضمانات التي تتطلبها عملية االقتراض فهي كاآلتي: أوال : الثقة: عادة ما تكون الثقة األساس الذي تبنى عليه عملية اإلقراض وبخاصة منها القروض الكبيرة فالثقة هي الضمان األساسي فيها «فاملقرض قد يكتفي بثقته باملقترض وبذلك يتم اإلقراض دون أخذ مستندات مالية مكتوبة «86. أما إذا انعدمت الثقة أو كان الشخص املقترض غير معروف جيدا فهنا يلجأ الصراف إلى أساليب أخرى يف تعامله معه. غير أن الثقة أقوى ضمان من األساليب األخرى وهذا مما يجعل الصيارفة يفضلون إقراض من يقيم يف بلدهم أو ممن تسهل مطالبته وإذا فرض أن أقرضوا أناسا من مدن أخرى فإنهم ال يتجاوزون حدود الدولة اإلسالمية. 87 كذلك تؤدي الثقة دورا مهما يف ترجيع القرض فنجد الصيارفة يتساهلون مع املقترضني الثقات ممن لم يكن يف استطاعة أحدهم تسديد قرضه فقد يصل تساهلهم معه إلى حد أن 105

106 106 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 يقبلوا منه دفع املبلغ املقرض على شكل أقساط. 88 ثانيا : الكفيل: أحيانا يكون على املقترض أن يقدم كفيال يكفله برد املبلغ املقترض يف حالة امتناعه أو عجزه عن الدفع. 89 ثالثا : الرهن: * أحيانا يكتفي املقرض بأخذ الرهن الذي يفي مبقدار القرض أو يزيد وللمقرض احلق يف االنتفاع من هذا الرهن ملصاحله اخلاصة إذا أذن له الراهن بذلك 90 بحيث ال تصل درجة االنتفاع هذه إلى حد تلف الرهن كليا أو جزئيا وهذه املنفعة التي يجنيها املقرض من الرهن ميكن عدها فائدة على القرض املدفوع وقد يكون الرهن دارا أو بناء أو عقارا أو عبدا أو حيوانا أو غير ذلك من أنواع امللكيات غير أنه يجب على املقرض املحافظة على املرهون وإعاشته إذا كان ذا حياة. 91 رابعا : حتديد الزمن: للمقرض احلق يف حتديد الزمن الواجب على املقترض رد املبلغ فيه فإذا لم يستطع املقترض دفع القرض يف الوقت املحدد له فإن الدفع قد ميدد أجله كما أمر القرآن الكرمي بذلك ** أو قد يطلب من الكفيل أن يدفع عنه أو قد يلجأ املقرض إلى السلطة لتحصيل قرضه بالقوة كأن تصادر أمالك املدين أو تسجنه. 92 وقد أشار ابن عبد ربه إلى أن املقترض قد مي اطل يف الدفع أو رمبا دفع مبلغا أقل من املبلغ الذي سبق أن اقترضه وعندئذ لم يكن أمام املقرض من ب د إال الرضوخ لألمر الواقع وقبول املبلغ املدفوع ولو أنه أقل من املبلغ الذي سبق أن أقرضه 93 وقد ينبرى شخص آخر فيدفع املبلغ املقترض. وقد يوجد أناس محتاجون إلى املال ويحاولون جاهدين اإلقتراض من الصرافني أو املوسرين إال أن طلبهم قد يجابه بالرفض لعدم ثقة الصراف بطالب القرض أو لعدم وجود كفيل ضامن أو رهن يغطي قيمة املبلغ املقترض 94 وبالتالي ما على هذا الشخص إال التوجه إلى بيت املال عله قد يجد من يتعاطف معه من خليفة أو وزير أو من أهل احلاشية. لقد كان املقرضون يحتفظون بسجالت خاصة تدون فيها القروض ومقاديرها واسم املقترض. وعند التسديد يؤشرون بعالمة الوفاء 95 داللة على انتهاء املعاملة برمتها. أما الفائدة التي يجنيها الصيارفة واملوسرون من وراء عملية اإلقراض فلم يكن لها نسق معني أو ضابط يحددها فقد اشترطوا الزيادة باسم الفائدة التي اختلفت أسعارها صعودا وهبوطا على حسب العوامل اآلتية : - 1 مركز املقترض ألن األشخاص يختلفون عن مؤسسات اخلالفة وأجهزتها املتعددة. - 2 الغرض الذي يستخدم فيه القرض إن كان يف جتارة أو زراعة أو غيرهما. - 3 ضمان القرض فإذا كان هناك ضامن أو رهن فالفائدة ستكون أقل مما لو كان

107 الصيارفة ودورهم يف قبول الودائع وتقديم القروض يف احلضارة العربية االسالمية ال يوجد أي منهما. - 4 مدة القرض هناك قروض طويلة األجل وقروض قصيرة. وتختلف الفائدة يف هذه القروض. - 5 زمن القرض هناك قروض تعقد زمن السلم وقروض تعقد زمن احلرب والفائدة تختلف بينهما. 96 وعلى ذلك فإن اإلقراض لم يكن دائما على نسق واحد فقد تكون نسبة الفائدة % 100 ويف أحيان أخرى تكون % وهذا غير مستغرب ألن أجل السلف قد يكون طويال كما أن الدفع قد يكون منجما أو قد يكون يف بلد آخر. وقد أورد لنا عبد اهلل بن املعتز يف ديوانه صورة شعرية يبني فيها جشع بعض الصيارفة الذي كانوا يستغلون ذوي احلاجة فيقرضونهم لقاء ربح فاحش فقال :- 98 وجاءه املعينون الفجرة وأقرضوه واحدا بعشرة غير أن العرف جرى لدى الصيارفة بربح دانق يف كل درهم ودرهم يف كل دينار أي بقدر عشرة يف املائة يف كل عملية إقراض 99 ويف بعض األحيان نشاهد صيارفة يخافون اهلل ويقومون بعملية اإلقراض دون أخذ ربح معني إذ يبتغون من وراء ذلك املثوبة واألجر ذكر ابن الداية 100 الكاتب «طالبني بعض عمال اخلراج مبصر مبال وليس لدي مال فد للت على رجل من أهل الشام يعامل بر هون فقال لي: إلى كم حتتاج فقلت: إلى مائتي دينار... فوزنها لي واقتضاني خطا بها.. وقال قد ك فيت مؤونة الرهن فقلت: كيف أكتب اخلط قال: مبائتي دينار كما أعطيتك فقلت له: سبيل املعاملة غير هذا فقال: واهلل ال قبلت منك فيها ربحا «وهذا مما يأمر به الشرع احلنيف غير أنه يعد مثاال يحفظ وال يقاس. اخلامتة وبهذا تخلص الدراسة إلى أنه لم يكن هناك ثمة تخصص يف أداء األدوار مع بداية احلركة الصيرفية يف الدولة اإلسالمية فقد سارت األعمال املصرفية جنبا إلى جنب مع العمليات التجارية املنظمة وأن كل األساليب املالية التي أداها الصيارفة من صرف للنقود وقبول للودائع وتقدمي للقروض من املمكن ربطها بشكل مباشر أو غير مباشر بسعيهم التجارى والتطوير يف أداء املهام املالية املنوطة بهم. لقد فض لت السلطة والتجار واملثرين التعامل مع الصيريف املهني عوضا عن التاجر وذلك لسرعة إجناز العمل وتوفير املطلوب من صرف عملة وتقدمي قرض وقبول وديعة. 107

108 108 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 الهوامش 1- Goitein, S.D : Bankers Accounts From The Eleventh Century..J.E.S.H.O. vol.ix,1966, Part 11966,11-, P العلي: التنظيمات االجتماعية واالقتصادية للبصرة يف القرن األول الهجري دار الطليعة بيروت 1969 م ص أبو األعلى املودودي: كتاب الربا دار الفكر اإلسالمي دمشق ط ص نفس املرجع والصفحة. - 5 انظر املودودي: كتاب الربا ص ابن هشام: السيرة النبوية تهذيب عبدالسالم هارون نشر مصطفى احللبى وأوالده القاهرة ط 1955 م 2 ج 1 ص انظر ابن سعد: الطبقات الكبرى دار بيروت للطباعة والنشر بيروت 1957 م ج 3 ص انظر: د. سامي حسن محمود: تطور األعمال املصرفية مبا يتفق والشريعة اإلسالمية مكتبة دار التراث القاهرة ط م ص ابن سعد: الطبقات الكبرى ج 3 ص انظر اجلهشياري: الوزراء والكتاب حتقيق مصطفى السقا وآخرون شركة مصطفى احللبى مصر ط ص انظر: املصدر نفسه ص انظر البيهقي: املحاسن واملساوئ دار صادر بيروت لبنان د.ت ج 1 ص انظر ابن مسكويه: جتارب األمم وتعاقب الهمم اعتنى بتصحيحه ه ف آمدروز نشر مكتبة الثقافة الدينية القاهرة د. ت ج 2 ص انظر ناصر خسرو: سفر نامة تعريب د. يحيى اخلشاب دار الكتاب اجلديد بيروت ط م ص انظر األصفهاني: األغاني حتقيق عبد الكرمي الغرباوي على ناصف الهيئة املصرية العامة للكتاب 2001 ج 20 ص انظر املصدر نفسه ج 10 ص اجلهشياري: الوزراء والكتاب ص السرخسي: املبسوط مطبعة السعادة القاهرة ط ه ج 11 ص ابن القالل العسكري: آثار األول يف تاريخ ال دول بهامش كتاب اخللفاء للسيوطي املطبعة امليمنية القاهرة 1953 ص انظر: نفس املصدر والصفحة ابن مسكويه: جتارب األمم ج 2 ص انظر ابن مسكويه: جتارب األمم ج 2 ص انظر التنوخي :نشوار املحاضرة وأخبار املذاكرة حتقيق عبود الشاجلى دار صادر بيروت 1971 م ج 3 ص انظر السرخسي: املبسوط ج 14 ص 37 وانظر كذلك التنوخي: املصدر نفسه ج 1 ص 203

109 الصيارفة ودورهم يف قبول الودائع وتقديم القروض يف احلضارة العربية االسالمية انظر ابن مسكويه: املصدر السابق ج 2 ص كلود كاهن: تاريخ العرب والشعوب اإلسالمية ترجمة بدر الدين القاسم دار احلقيقة بيروت ط م ص انظر ابن قالل العسكري: آثار األول يف تاريخ الدول ص ان ظ ر ال ه م ذان ي: تكملة ت اري خ ال ط ب ري حتقيق محمدأبوالفضل إب راه ي م م ط اب ع دار املعارف القاهرة 1982 م ص انظر البيهقي: املحاسن واملساوئ ج 1 ص انظر التنوخي :نشوار املحاضرة وأخبار املذاكرة ج 2 ص كلود كاهن: تاريخ العرب والشعوب اإلسالمية ص انظر يودوفيتش: حول مؤسسات االئتمان واألعمال املصرفية يف الشرق األدنى اإلسالمي يف القرون الوسطى مجلة املسلم املعاصر العدد 43 بيروت 1984 ص جواتياين: دراسات يف التاريخ اإلسالمي والنظم اإلسالمية ترجمة د.عطية القوصى وكالة املطبوعات الكويت ط م ص يودوفيتش: املرجع السابق ص فيكتور مورجان: تاريخ النقود ترجمة نور الدين خليل الهيئة املصرية العامة للكتاب مصر 1993 م ص الهمشري: األعمال املصرفية واإلس الم رسالة ماجستير كلية دار العلوم جامعة القاهرة 1966 م ص انظر د.جواد علي :تاريخ العرب قبل اإلسالم شركة الرابط للطبع والنشر بغداد 1953 ج 6 ص سورة آل عمران اآلية: سورة البقرة اآلية: انظر البخاري: صحيح البخاري عالم الكتب بيروت د.ت ج 3 ص 143 وما بعدها. وانظر كذلك ابن ماجة: سنن ابن ماجة دار العلم للماليني بيروت 1999 ج 2 ص 757 وما بعدها انظر ابن خلكان: وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان حتقيق د.إحسان عباس مطابع دار صادر بيروت 1977 ج 2 ص انظر نفس املصدر والصفحة الشافعي: كتاب األم طبعة دار الشعب مصر 1968 ج 3 ص انظر العلي: التنظيمات االجتماعية واالقتصادية للبصرة يف القرن األول الهجري ص ابن خرداذبة: املسالك واملمالك مكتبة الثقافة الدينية مصر د.ت ص العلي: املرجع السابق ص. 283 * - الدهقان: اسم يطلق على رئيس القرية من له مال وعقار القوي على التصرف مع شدة وخبرة )املعجم الوسيط ج 2 ص 135 ( العلي: التنظيمات االجتماعية واالقتصادية للبصرة يف القرن األول الهجري ص

110 110 اجلاميع جملة علمية حمكمة انظر أبو عبيد: كتاب األموال حتقيق محمد حامد الفقي دار الكتب العلمية بيروت 1986 ص انظر اجلهشياري: الوزراء والكتاب ص انظر وكيع: أخبار القضاة صححه وعلق عليه عبدالعزيز مصطفى املراغي مطبعة االستقامة القاهرة ط ج 3 ص انظر الصابي: الوزراء حتقيق عبدالستار أحمد فراج دار اآلفاق العربية مصر 2003 م ص املبرد:الكامل يف اللغة واألدب والنحو والتصريف شرح املرصفي القاهرة 1937 ج 8 ص انظر وكيع: أخبار القضاة صححه وعلق عليه عبدالعزيز مصطفى املراغى مطبعة االستقامة القاهرة ط م ج 1 ص انظر محمد حبيب السكري: املحبر حيدر أباد 1942 م ص اجلاحظ: البخالء مطابع دار املعارف القاهرة 1971 م ص انظر ابن عبد ربه: العقد الفريد دار اجليل بيروت 1953 م ج 5 ص انظر املقريزي: شذور العقود يف ذكر النقود حتقيق محمد السيد على بحر العلوم قم إيران ط ص. 17 )*( إن عملية إنقاص الدرهم حبتني يف عصر السفاح وثالث حبات يف عصر املنصور نستدل منها على قلة الفضة إن لم نقل ندرتها حيث أورد البيهقي خبرا عما جرى يف مجلس اخلليفة الرشيد من احلديث عن قيمة الوحدات النقدية املتداولة وتطرق يف حينه إلى دور الدرهم يف التداول يف خالفة املنصور مقارنة بدور الدينار يف خالفة الرشيد من أن الدرهم يف أيام املنصور كان أعز من الدينار يف أيامهم انظر البيهقي: املحاسن واملساوئ ج 2 ص 130 وأشار الراغب األصفهاني إلى ندرة الدراهم حيث قال بهذا الصدد: وحينئذ زمان املنصور ويف الدراهم ضيق الراغب األصفهاني: محاضرات األدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء منشورات دار مكتبة احلياة بيروت د.ت ج 1 ص ويف العيون واحلدائق إشارة كذلك لعزة الدراهم وقلتها يف عهد املنصور. انظر مجهول: العيون واحلدائق يف أخبار احلقائق ج 3 ص يوسف غنيمة: نزهة املشتاق يف تاريخ يهود العراق مكتبة الثقافة الدينية مصر ط م ص انظر اجلهشياري: الوزراء والكتاب ص انظر الطوسي: اختيار معرفة الرجال تصحيح وتعليق حسن املصطفوي اسفند 1348 ص انظر الطبري: تاريخ األمم وامللوك ج 8 ص اليعقوبي: مشاكلة الناس لزمانهم دار الكتاب العربي اجلديد بيروت 1962 ص انظر األصفهاني: األغاني حتقيق عبدالكرمي الغرباوى وعلى ناصف الهيئة املصرية العامة للكتاب 2001 م ج 2 ص انظر التنوخي :نشوار املحاضرة وأخبار املذاكرة ج 8 ص

111 الصيارفة ودورهم يف قبول الودائع وتقديم القروض يف احلضارة العربية االسالمية - 65 انظر ابن اجل وزي: املنتظم يف تاريخ امللوك و األمم ج 6 ص وانظر كذلك :الشابشتي: الديارات ص ينظر سبط ابن اجلوزي: مرآة الزمان يف تاريخ األعيان حيدر آباد الدكن الهند 1370 ج 10 ص املصدر نفسه ج 10 ص انظر الصابي: الوزراء ص انظر التنوخي :نشوار املحاضرة وأخبار املذاكرة ج 8 ص انظر الدوري: تاريخ العراق اإلقتصادي يف القرن الرابع الهجري مركز دراسات الوحدة العربية بيروت ط م ص انظر الصابي: الوزراء ص انظر الهمذاني: تكملة تاريخ الطبري ص انظر ابن مسكويه: جتارب األمم ج 1 ص انظر التنوخي: الفرج بعد الشدة وضع حواشيه خليل عمران املنصور دار الكتب العلمية بيروت 2001 م ج 1 ص انظر ابن مسكويه: املصدر السابق ج 1 ص انظر التنوخي :نشوار املحاضرة وأخبار املذاكرة ج 7 ص وانظر كذلك: ابن اجلوزي: األذكياء النجف 1969 ص انظر اجلهشياري: الوزراء والكتاب ص انظر: املصدر نفسه ص انظر املبرد: الكامل يف اللغة و األدب والنحو والتصريف شرح املرصفي القاهرة 1937 م ج 3 ص انظر امل اوردي: األحكام السلطانية حتقيق وتعليق د. عبد الرحمن عميرة دار االعتصام القاهرة 1995 ج 2 ص انظر أبو األعلى املودودي: الربا ص انظر خالد بن عبد الكرمي: النشاط االقتصادي يف األندلس يف عصر اإلم ارة مكتبة امللك عبدالعزيز الرياض 1993 ص انظر ابن مسكويه: جتارب األمم ج 1 ص انظر ابن مسكويه: املصدر السابق ج 1 ص. 329 )*( قال تعالى : يأيها الذين ءامنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه... سورة البقرة اآلية 218 وقال تعالى: واستشهدوا شهيدين من رجالكم... سورة البقرة من اآلية رقم سليمان التاجر وأبى زيد السيرايف: أخبار الصني والهند حتقيق يوسف الشارونى الدار املصرية اللبنانية القاهرة ط م ص ابن قتيبة: عيون األخبار مطبعة الدار املصرية القاهرة 1925 ج 1 ص انظر العلي: التنظيمات االجتماعية واالقتصادية للبصرة يف القرن األول الهجري ص انظر ابن اجلوزي: املنتظم يف تاريخ امللوك واألمم ج 6 ص

112 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 )*( الرهن يف اللغة:مطلق احلبس ويف الشرع: حبس الشيء بحق ميكن أخذه منه كالدين. انظر اجلرجاني: معجم التعريفات حتقيق ودراسة محمد صديق املنشاوي دار الفضيلة مصر د. ت ص 98 وقد عرفه الفقيه ابن قدامة بأنه ضمان للوفاء بالقرض إذا لم يتمكن املقترض من السداد انظر: ابن قدامة: املغني ج 4 ص انظر التنوخي: الفرج بعد الشد ة ج 2 ص انظر د. الصادق الغرياني: السلسلة الفقهية أحكام الرهن ط ص 16 وانظر كذلك د: هاشم املشهداني: مسائل من الفقه املقارن جامعة بغداد بيت احلكمة ط ج 2 ص انظر ابن قتيبة: عيون األخبار ج 1 ص 239 غير أن الشرع احلنيف بني أن نفقة الرهن تكون على حساب الراهن إذا كان املرهون يحتاج إلى نفقة مثل احليوان وكذلك غلته من كراء أو نسل تكون له ألنه باق على ملكه... وللمرتهن ليس له من الرهن إال حق التوثق وأخذ دينه من ثمنه عند تعذر األداء. انظر د. هاشم املشهداني: املرجع السابق ج 2 ص 49 وانظر كذلك د.الصادق الغرياني: املرجع السابق ص 18. )**( قال تعالى: وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميس رة سورة البقرة اآلية ( 278 ( انظر العلي: التنظيمات االجتماعية واالقتصادية للبصرة يف القرن األول الهجري ص انظر ابن عبد ربه: العقد الفريد ج 7 ص انظر اجلاحظ: البيان والتبيني مطبعة املدني القاهرة 1985 ج 1 ص انظر ابن خلكان: وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان حتقيق د. احسان عباس مطابع دار صادر بيروت 1977 م ج 2 ص انظر الهمشري: األعمال املصرفية واإلسالم ص انظر القاضي عياض وابنه محمد: النوازل تقدمي وحتقيق وتعليق د. محمد بن شريفة دار الغرب اإلسالمي بيروت ط ص ابن املعتز: ديوان ابن املعتز دار صادر ودار بيروت بيروت 1961 ص انظر ابن مسكويه: جتارب األمم ج 1 ص ابن الداية: كتاب املكافأة وحسن العقبى حتقيق محمود محمد شاكر دار الكتب العلمية بيروت د.ت ص

113 املرشواعت الصغرى واملتوسطة يف يلبيا الطموح واتلحديات ادلاخلية د. محمد أبوالقاسم زكري* د. فوزي رجب بن عيسى** املستخلص: تناولت الورقة البحثية موضوعا يف غاية األهمية وهو االستثمار يف املشروعات الصغرى واملتوسطة وذلك ملا له من أهمية كبرى يف املساهمة والنهوض باالقتصادي املحلي. ونظرا ملا لوحظ يف اآلونة االخيرة من تدني يف مستوى تطور وجناح املشروعات الصغرى واملتوسطة يف ليبيا قررا الباحثان إجراء هذه الدراسة من أجل التعرف على أسباب ومسببات هذا التدني وكذلك اقتراح احللول التي من شأنها ان تساهم يف اجناحها. تهدف الدراسة احلالية إلى التعرف على املحددات واملشاكل التي تواجهها املشاريع الصغرى واملتوسطة يف ليبيا حيث قسمت هذه املتغيرات أو املشاكل إلى ثالث مجموعات رئيسية وهي: مشاكل ادارية مشاكل تتعلق بالعمالة مشاكل فنية. ولتحقيق أهداف الدراسة مت اتباع املنهج الوصفي التحليلي الذي يقوم على أساس جتميع كمية من احلقائق املهمة املتصلة باملوضوع وإخضاعها للتحليل. كما مت استخدام قائمة االستبيان لتجميع البيانات املطلوبة ثم حتليلها بواسطة برنامج احلزمة اإلحصائية للعلوم االجتماعية.)Statistical Package for the Social Sciences (SPSS أهم النتائج التي توصلت اليها الورقة البحثية أن كل املشاكل السالفة الذكر ساهمت يف فشل املشروعات الصغرى واملتوسط العاملة يف البيئة الليبية. كما أوصت الدراسة بضرورة مساهمة الدولة الليبية يف دعم تلك املشاريع. الكلمات الرئيسية :Keywords املشاريع الصغرى واملتوسطة اإلداري ة العمالة الفنية ليبيا. * عضو هيئة اتلدريس- قسم املحاسبة بكلية االقتصاد والعلوم السياسية- جامعة طرابلس ** عضو هيئة اتلدريس- قسم االقتصاد بكلية االقتصاد والعلوم السياسية -جامعة طرابلس 113

114 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23.1 املقدمة Introduction تعتبر املشروعات الصغرى واملتوسطة SME Small and Medium-Sized Enterprises ذات أهمية كبيرة يف جميع دول العالم وخاصة يف الدول النامية ملا لها من دور ايجابي وهام يف توفير فرص عمل جلميع الفئات االجتماعية مبا يسهم يف زيادة الدخل وحتقيق االكتفاء الذاتي جزئيا لبعض السلع واخلدمات التي يحتاجها املجتمع. هذا وتنتشر املشاريع الصغرى واملتوسطة يف مجاالت عديدة كالتجارة والصناعة واخلدمات وغيرها من القطاعات االقتصادية األخرى. حت اول ه ذه ال دراس ة التعرف على اه م املشاكل واملعوقات التي تؤثر على جناح املشروعات الصغرى واملتوسطة يف ليبيا وكذلك تسعى إلى تقييم الوضع احلالي لتلك املشروعات من أجل الوقوف على أهم املعوقات الداخلية التي تقف عائقا أمام جناح واستمرارية تلك املشاريع يف ليبيا..2 مشكلة البحث Research Problem لوحظ يف اآلونة االخيرة أن هناك فشال كبيرا يف االستثمار يف املشروعات الصغرى واملتوسطة يف ليبيا ويف أقل الظروف عدم وجود تطور بها على الرغم من وجود العديد من هذه املشروعات تعمل يف السوق الليبي إال أنها يف أغلبها معتمدة على استيراد السلع من اخلارج مت اعادة بيعها حيث حتولت هذه املشروعات االنتاجية إلى مشروعات جتارية. هذا بدوره أذى إلى فشل املشروعات التجارية القائمة يف بعض املناطق نتيجة للمنافسة غير املقننة وكنتيجة لذلك رأى الباحثان ضرورة دراسة تلك املشاكل واملعوقات من أجل اقتراح بعض احللول التي من شأنها أن حتد من هذا التدهور يف اختالط االنشطة وذلك من أجل املحافظة على استمرارية املشروعات حسب ما مت املوافقة عليه من وزارة االقتصاد وغرفة التجارة وذلك من أجل استمرارية منهج التخطيط االقتصادي وخلق اقتصاد متالئم وظروف املخططات السكنية والنمو بالبلديات ودعم ظروف التنمية املكانية..3 األهداف The Objectives تهدف هذه الدراسة إلى حتقيق اآلتي: 1. حتديد املشاكل والتحديات الداخلية التي تواجه جناح االستثمار يف املشروعات الصغرى واملتوسطة. 2. اقتراح احللول املناسبة واملالئمة حلل تلك املشاكل..4 األهمية The Importance تكمن أهمية ه ذا البحث يف الرؤية التي تنشدها كل املجتمعات وال دول للتنمية 114

115 املرشواعت الصغرى واملتوسطة يف يلبيا الطموح واتلحديات ادلاخلية االقتصادية فالتنمية االقتصادية تقوم على بناء االمكانيات التي تعمل على زيادة الدخل القومي وبالتالي زيادة نصيب دخل الفرد وهذا ينعكس على زيادة رفاهيته والفائدة املرجوة من دعم وتفعيل املشروعات الصغرى واملتوسطة لتحقيق هذه التنمية لذا فإن لهذا البحث أهمية تتمثل يف النقاط التالية: 1. إنه ميثل إضافة علمية جديدة إلى ما هو مكتوب عن موضوع املشروعات الصغرى ودورهما يف حتقيق التنمية االقتصادية املستدامة. 2. توضيح أهم الصعوبات التي تواجه قطاع املشاريع الصغرى واملتوسطة يف ليبيا واقتراح طرق العالج لتخطي هذه الصعاب والعقبات. 3. تزويد اجلهات املسؤولة عن اتخاد القرار يف ليبيا كوزارة االقتصاد مثال باملعلومات الالزمة التي من شأنها أن تعدل القوانني والتشريعات املتعلقة باملشروعات الصغرى واملتوسطة من حيث تقننني العمالة... الخ..5 فرضيات الدراسة The Hypotheses من أجل حتقيق أهداف الدراسة مت تصميم الفرضية الرئيسية اآلتية: تواجه املشروعات الصغرى واملتوسطة يف ليبيا مشاكل ومعوقات من داخل املشروع أدت إلى عدم تطورها وجناحها. والختبار فرضية الدراسة الرئيسية مت تصميم الفرضيات الفرعية التالية: H1: تواجه املشروعات الصغرى واملتوسطة يف ليبيا مشاكل إداري ة أدت إلى عدم تطورها وجناحها. H2: تواجه املشروعات الصغرى واملتوسطة يف ليبيا مشاكل متعلقة مبهنية العمالة أدت إلى عدم تطورها وجناحها. H3: تواجه املشروعات الصغرى واملتوسطة يف ليبيا مشاكل فنية أدت إلى عدم تطورها وجناحها..6 متغيرات الدراسة Study Variables بالنسبة لنموذج الدراسة فإنه يتكون من مجموعة من املتغيرات Study Variables حيث كان جناح املشروعات الصغرى واملتوسطة متغيرا تابعا Dependent Variable بينما املشاكل اإلداري ة ومشاكل يف مهنية العمالة واملشاكل الفنية التي تواجه جناح املشروعات الصغرى واملتوسطة اعتبرت متغيرات مستقلة Independent Variables )انظر الشكل رقم 1 الذي يوضح العالقة بني كل هذه املتغيرات(. 115

116 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 املتغيرات املستقلة Dependent Variables املتغير التابع Independent Variable إعداد: الباحثان الشكل )1(: يبني متغيرات الدراسة )املتغيرات املستقلة املتغيرات التابعة(.7 منهجية الدراسة Study Methodology اعتمدت هذه الورقة املنهج الوصفي التحليلي الذي عرفه )2009 )Saunders بأنه طريقة يف البحث العلمي تتناول أحداثا وظواهرا وممارسات موجودة ومتاحة للدراسة والقياس كما هي دون تدخل الباحث يف مجرياتها. هذه الدراسة قسمت إلى قسمني أساسيني هما: اجلانب النظري واجلانب العملي. اجلانب النظري اعتمد على املنهج الوصفي وحتليل مضمون الدراسات السابقة التي تناولت موضوع الدراسة بينما اجلانب العملي اعتمد على أسلوب االستنتاج للوصول إلى النتائج والتوصيات من واقع البيانات التي حتصل عليها الباحثان من خالل حتليل االستبيانات إحصائيا التي وزعت على عينات عشوائية من املشاريع الصغرى واملتوسطة )مشاريع جتارية مشاريع صناعية مشاريع خدمية زراعية( الواقعة ضمن نطاق أكبر املدن الليبية من حيث حجم هذه املشاريع وهي طرابلس والشكل التالي يوضح ويلخص منهجية هذه الدراسة. 116

117 املرشواعت الصغرى واملتوسطة يف يلبيا الطموح واتلحديات ادلاخلية الشكل رقم )2(: يوضح منهجية الدراسة إعداد: الباحثان استخدمت الدراسة أسلوب استمارة االستبيان Questionnaire لتجميع بياناتها حيث صممت فقرات أو أسئلة االستبيان بحيث تغطي كل فرضيات الدراسة كما كانت األدبيات املنشورة واملتعلقة مبوضوع الدراسة هي املصدر األساسي يف تصميم االستبيان. مت تقسيم االستبيان إلى ثالثة عناصر رئيسية اجلزء األول منه صمم لتجميع بيانات عامة حول املشاريع الصغرى واملتوسطة مبدينة طرابلس وهذه البيانات اشتملت على: نوع النشاط )خدمي صناعي جتاري زراعي(. 117

118 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 رأس مال املشروع. عمر املشروع. عدد العمالة باملشروع. جنسية العمالة العاملة باملشروع )ليبيني أجانب(. مساحة قطعة األرض املقام عليها املشروع. مكان مقر أو موقع املشروع. أما القسم الثاني فقد كان مصمما لتجميع البيانات املتعلقة مبوضوع الدراسة وهي أثر املشاكل اإلدارية ومشاكل العمالة واملشاكل الفنية على جناح املشروعات الصغرى واملتوسطة يف ليبيا والتي كانت على النحو التالي: 1. املشاكل اإلدارية التي تواجه جناح املشروعات الصغرى واملتوسطة يف ليبيا: o ضعف أداء إدارة املشروع. o عدم وجود هيكل تنظيمي ولوائح إدارية ومالية وفنية واضحة إلدارة املشروعات. o عدم االهتمام بجانب التدريب والتأهيل للعاملني باملشروع. 2. املشاكل املتعلقة مبهنية العمالة التي تواجه جناح املشروعات الصغرى واملتوسطة يف ليبيا: o عدم والء العامل للمشروع. o ارتفاع تكاليف جودة ومهنية العمالة. o عدم توفر العمالة املاهرة. o عدم التزام العمالة بالعمل مبكان العمل نتيجة ظروف الدولة احلالية. 3. املشاكل الفنية التي تواجه جناح املشروعات الصغرى واملتوسطة يف ليبيا: o عدم فهم صاحب املشروع للنشاط الذي يعمل فيه. o نقص وضعف التقنية والتكنلوجيا املستخدمة لإلنتاج ويف تقدمي اخلدمات. o عدم رغبة صاحب املشروع يف التطوير. o عدم توفر اإلمكانيات اجليدة للعمل )مواد خام أو اآلت ومهمات... إلخ( يف السوق املحلي وعدم مطابقتها للمواصفات العاملية. أما اجلزء األخير من االستبيان فكان يهدف إلى إعطاء فرصة للمشاركني بالدراسة لتزويدنا بأية مالحظات حول موضوع الدراسة. كما مت استخدام مقياس ليكرت Likert Five Point Scale ذي النقاط اخلمس للتعبير عن أسئلة االستبيان كما هو موضح باجلدول رقم )1(. 118

119 املرشواعت الصغرى واملتوسطة يف يلبيا الطموح واتلحديات ادلاخلية اجلدول :)1( مقياس ليكرت Likert Five Point Scale الوزن موافق بشدة موافق محايد غير موافق غير موافق بشدة النقاط 5 وبعد االنتهاء من تصميم االستبيان مت عرضه على مجموعة من املتخصصني الذين لديهم دراية كافية يف مجال البحث العلمي وذلك من أجل مراجعته من حيث تغطيته لكل متغيرات الدراسة وكذلك من حيث مالئمة التصميم ووضوح اللغة. وقد مت مراجعة االستبيان والتعليق عليه ببعض املالحظات اللغوية والشكلية حيث أخذت كلها بعني االعتبار عند التصميم النهائي لالستبيان مبا يتفق وأهداف الدراسة..8 الدراسات السابقة Previous Studies اهتمت الدراسات السابقة بدراسة املشاكل واملعوقات التي تواجه املشروعات الصغرى واملتوسطة وكذلك دور الدولة يف دعم وجناح هذه املشروعات حيث كان من بني تلك الدراسات دراس ة حديثة للباحث )األسرج 2015( التي ركزت على دور املشروعات الصغرى واملتوسطة يف معاجلة مشكلة البطالة يف دول مجلس التعاون لدول اخلليج العربي. اعتمدت هذه الدراسة على املنهج الوصفي التحليلي واملنهج االستقرائي االستنباطي يف حتليل دور املشروعات الصغرى واملتوسطة يف تقليص نسبة البطالة بني الشباب يف تلك الدول. خلصت الدراسة إلى أن املشروعات الصغرى واملتوسطة القائمة يف دول اخلليج )البحرين-الكويت-عمان-قطر-السعودية-اإلمارات( تسهم يف خلق فرص عمل كثيرة للشباب يف تلك الدول. هناك دراس ة أخ رى للباحثني )عبد اهلل وحنان 2013 ( التي قامت بتحليل واقع املشروعات واملؤسسات الصغرى واملتوسطة يف اجلزائر ودوره ا يف تنمية االقتصاد الوطني اجلزائري. هذه الدراسة خلصت إلى أن تلك املشروعات تعاني من عدة مشاكل مثل املشاكل اإلدارية التي حتول دون دائها لدورها يف تنمية االقتصاد املحلي اجلزائري. كما كانت هناك دراسة أخرى للباحثني ))2013 al. ))Onakoya et التي كانت بعنوان «Eco- Small and Medium Scale Enterprises Financing and nomic Growth in Nigeria هذه الدراسة ركزت على دور املشروعات الصغرى واملتوسطة يف النمو االقتصادي النيجيري. خلصت الدراسة إلى نتائج أهمها أن جناح 119

120 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 املشروعات الصغرى واملتوسطة كان له دور إيجابي يف التنمية االقتصادية. دراس ة أخ رى للباحث )املقداد 2011( التي تناولت عالقة املشروعات الصغرى واملتوسطة باالقتصاد الوطني. هذه الدراسة خلصت إلى أن تلك املشروعات تساهم وبشكل كبير يف منو االقتصادي الوطني للدولة وخاصة يف تقليل البطالة ويف دمج العمالة داخل قطاع االعمال املهنية فعلى سبيل املثال توصلت الدراسة إلى أن هذه املشروعات لعبت دورا كبيرا يف احلد من البطالة يف العديد من الدول العربية كمصر وسوريا وتونس. ويف دراسة أعدتها منظمة العمل العربية يف سنة 2009 بعنوان»دور املنشآت الصغرى واملتوسطة يف تخفيف أزمة البطالة مت التوصل إلى أن املشروعات الصغرى واملتوسطة هي أحد حلول مشكلة البطالة الناجتة عن عمليات اخلصخصة. هناك أيضا دراسة أخرى للباحث )نعيمة 2006( التي كانت بعنوان»التحديات التي تواجه املؤسسات الصغرى واملتوسطة يف الدول العربية ومتطلبات التكيف مع املستجدات العاملية هذه الدراسة توصلت إلى أن هناك مجموعة من املشاكل التي تؤثر وبشكل كبير على جناح تلك املشروعات يف الدول العربية وهي مشاكل التمويل ومشاكل متعلقة بالتكنلوجيا ومشاكل التسويق واملشاكل االدارية. وأخيرا كانت هناك دراسة )الورفلي 2006( التي هدفت إلى القاء الضوء على واقع حال املشروعات الصغرى واملتوسطة يف البيئة الليبية وعرض الصعوبات واملشاكل التي تبطئ من منؤها وجناحها. أوصت هذه الدراسة بضرورة توفير اخلدمات االستشارية وإعطاء الدورات التدريبية التي تدعم وتساعد الشباب يف إدارة مثل هذه املشروعات كذلك أوصت بضرورة تسهيل إج راءات الترخيص والتسجيل وتوفير اإلط ار القانوني للمساعدة يف اجناحها. إن الدراسات السابقة التي تناولت موضوع املشروعات الصغرى واملتوسطة سواء التي كانت يف البيئة املحلية أو العربية تناولت املشاكل التي تواجهه املشروعات الصغرى واملتوسطة بشكل منفرد بينما ما مييز هذه الدراسة عن باقي الدراسات السابقة هو دراستها ألغلب املشاكل الداخلية بأكثر عمق والتي عادة ما تكون سببا يف فشل املشروعات الصغرى واملتوسطة يف ليبيا. 9. الدراسة التطبيقية: 1.9 الطرق واألساليب اإلحصائية املتبعة: من أجل حتقيق أه داف الدراسة واختبار فرضياتها متم استخدام برنامج احلزمة اإلحصائية للعلوم االجتماعية SPSS وذلك باختيار مجموعة من االختبارات املناسبة من 120

121 املرشواعت الصغرى واملتوسطة يف يلبيا الطموح واتلحديات ادلاخلية أجل حتليل البيانات املتحصل عليها من االستبيانات املوزعة على عينة الدراسة حيث متم اختيار واستخدام االختبارات التالية: أسلوب النسب املئوية واملتوسطات احلسابية Means ملعرفة أثر متغيرات الدراسة املستقلة Independent Variables وهي )املشاكل والصعوبات الداخلية واخلارجية( على املتغير التابع Dependent Variable وهو جناح املشروعات الصغرى واملتوسطة. اختبار ألفا كرونباخ Test( α)cronbach s alpha لقياس ثبات فقرات االستبيان. اختبار كوملجروف-سمرنوف One-Sample Kolmogorov Smirnov Test ملعرفة ما إذا كانت بيانات االستبيان تتبع التوزيع الطبيعي أم ال. اختبار One-Sample T-Test الختبار فرضيات الدراسة )عند مستوى داللة.) النتائج Results حتليل البيانات العامة عن املشروع: التصنيف حسب نوع النشاط: يبني اجل دول رقم )2( أن % 50.0 )أي نصف حجم العينة( من املشاركني بهذه الدراسة هم من مزاولي النشاط التجاري بينما % 21 منهم من مزاولي النشاط الزراعي كما ميكن مالحظة ذلك بشكل واضح بالشكل رقم )3(. اجلدول )2(: نوع النشاط البيان النشاط اخلدمي النشاط الزراعي النشاط صناعي النشاط جتاري املجموع العدد النسبة املئوية )%( %

122 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 الشكل )3(: نوع النشاط التصنيف حسب رأس مال املشروع: بالنظر إلى اجلدول رقم )3( نالحظ أن % 92 من رأس مال املشاريع املختارة يقل عن دينار بينما هناك مشروع واحد فقط يفوق رأس ماله دينار وهذا مؤشر على أن معظم املشاريع التي تعمل يف مدينة طرابلس هي مشاريع صغرى. البيان اجلدول )3(: رأس مال املشروع العدد النسبة املئوية )%( % من 1000 إلى د.ل من إلى د.ل من إلى د.ل من إلى د.ل من إلى د.ل من إلى د.ل املجموع 122

123 املرشواعت الصغرى واملتوسطة يف يلبيا الطموح واتلحديات ادلاخلية الشكل )4(: رأس املال التصنيف حسب عمر املشروع: البيان من 1 سنة إلى 5 سنوات من 6 سنوات إلى 10 سنوات أكثر من 10 سنوات املجموع اجلدول )4(: عمر املشروع العدد النسبة املئوية )%( % 100 بالرجوع إلى اجلدول رقم )4( نالحظ أن % 71.6 من املشاريع التي تشملها هذه الدراسة تصل أعمارها إلى 10 سنوات و 10 مشاريع فقط تزيد أعمارها عن 10 سنوات وهذا يعتبر مؤشرا جيدا يف دعم اإلجابات التي جمعت من تلك املشاريع. 123

124 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 الشكل )5(: عمر املشروع التصنيف حسب عدد العمال: نالحظ من اجلدول رقم )5( أن % 86.8 من املشاريع التي شملتها هذه الدراسة يعمل بها أقل من 10 عمال وهذا يشير إلى أن معظم املشاريع التي شملتها الدراسة هي مشاريع صغرى حسب معيار العمالة. اجلدول )5(: حجم العمالة باملشروع البيان من 1 عامل إلى 5 عمال من 6 عمال إلى 10 عمال من 11 عامل إلى 20 عامال أكثر من 30 عامال املجموع العدد النسبة املئوية )%( %

125 املرشواعت الصغرى واملتوسطة يف يلبيا الطموح واتلحديات ادلاخلية الشكل )6(: عدد العمالة باملشروع التصنيف حسب جنسية العمالة: بالرجوع إلى اجلدول رقم )6( نالحظ أن % 65.8 من املشاريع يعملون بها جنسيات مختلطة ( وطنية وأجنبية(. اجلدول )6(: جنسية العمالة البيان العدد النسبة املئوية )%( عمالة وطنية عمالة أجنبية عمالة وطنية + اجنبية % املجموع 125

126 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 الشكل )7(: جنسية العمالة التصنيف حسب مساحة املشروع: بالنظر إلى اجلدول رقم )7( نشاهد أن اإلجابات كانت متباينة فيما يخص حجم املساحة التي يقع بها املشروع حيث ان املساحات الصغيرة تشير إلى املشاريع التجارية واخلدمية كالفنادق مثال بينما كان % 26.3 من مجمل املشاريع كانت مساحاتها تزيد عن متر مربع. اجلدول )7(: مساحة املشروع البيان من 1 م مربع إلى 20 م مريع من 21 م مربع إلى 50 م مريع من 51 م مربع إلى 1000 م مريع من 1000 م مربع إلى م مربع أكثر من م مربع املجموع العدد النسبة املئوية )%( %

127 املرشواعت الصغرى واملتوسطة يف يلبيا الطموح واتلحديات ادلاخلية الشكل )8(: مساحة املشروع التصنيف حسب مكان املشروع: يبني اجلدول رقم )8( أن % 44.7 من املشاريع التي شملتها الدراسة تقع يف مناطق خدمية والباقي موزع بني مناطق زراعية وصناعية وجتارية. اجلدول )8(: مكان املشروع البيان العدد النسبة املئوية )%( % منطقة خدمية منطقة زراعية منطقة صناعية منطقة جتارية املجموع 127

128 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 الشكل )9(: مكان املشروع ثبات االستبيان Reliability مت استخدام اختبار ألفا α كرونباخ لقياس ثبات االستبيان واجلدول رقم )9( يوضح أن معامالت الثبات جيدة جلميع فقرات االستبيان )681 0( أي أنها ما فوق % 60 وبالتالي تعتبر مقبولة عموما )2007.)Pallant اجلدول )9(: معامل الثبات )اختبار كرونباخ ألفا( Cronbach s alpha 681. عدد األسئلة 14 املتغيرات املستقلة Independent Variables جميع املتغيرات اختبار التوزيع الطبيعي Normality Test مت استخدام اختبار كوملجروف -سمرنوف One-Sample K-S Test ملعرفة هل البيانات تتبع التوزيع الطبيعي أم ال وهو اختبار ضروري يف حالة اختبار الفرضيات ألن أغلب االختبارات املعملية يشترط فيها أن تكون البيانات موزعة توزيعا طبيعيا )حافظ 2012(. إن اجلدول رقم )10( يوضح نتائج اختبار كوملجروف -سمرنوف حيث يبني أن قيمة مستوى الداللة لكل املتغيرات أكبر من 05. )05. > )Sig. وهذا يدل على أن البيانات تتبع التوزيع الطبيعي ويجب استخدام االختبارات املعملية. 128

129 املرشواعت الصغرى واملتوسطة يف يلبيا الطموح واتلحديات ادلاخلية اجلدول )10(: اختبار التوزيع الطبيعي Test( )One-Sample K-S.Sig املتغيرات املستقلة Independent Variables املجموع اختبار الفرضيات: مت استخدام اختبار One Sample T-Test الختبار فرضيات الدراسة الفرعية وفيما يلي عرض لنتائج هذه االختبارات وكذلك مناقشتها ومقارنتها مع نتائج الدراسات السابقة: اختبار الفرضية األولى H1: من اجلدول رقم )11( نالحظ أن مستوى الداللة لفقرات الفرضية األولى تساوي قيمة 000. وبالتالي فهي أقل من ) < P-value ) مما يعني أن هناك مشاكل إدارية تواجه جناح املشروعات الصغرى واملتوسطة املختارة لهذه الدراسة وهذا يؤكد صحة الفرضية االولى وقبولها وهي: H1: تواجه املشروعات الصغرى واملتوسطة يف ليبيا مشاكل إداري ة أدت إلى عدم تطورها وجناحها. اجلدول )11(: نتائج اختبار One-Sample T-Test مستوى الداللة نتيجة الفرضية الثانية املتوسط احلسابي.Sig T املحسوبة T اجلدولية.000 قبول يوضح اجلدول رقم )12( التوزيع النسبي واملتوسط احلسابي واالنحراف املعياري لكل فقرات الفرضية األولى حيث نالحظ أن التوزيع النسبي جلميع فقرات الفرضية األولى تتراوح ما بني % 26.3 إلى % 52.6 وبالنظر إلى الفقرة رقم )1( على سبيل املثال نالحظ أن % 52.6 من عينة الدراسة متفقون على أن ضعف أداء إدارة املشروع يعتبر مشكلة وعائقا لتطور وجناح االستثمار يف املشروعات الصغرى واملتوسطة يف ليبيا وهذه النتيجة مت تأكيدها من قبل دراسة )الورفلي 2006( التي أشارت إلى وجود مشاكل 129

130 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 إدارية تواجه املشروعات الصغرى واملتوسطة عند تأسيسها يف البيئة الليبية. اجلدول )12(: نتائج التحاليل اإلحصائية للمشاكل اإلدارية. ت البيان موافق بشدة موافق النسبة املئوية )%( محايد غير موافق غير موافق بشدة املتوسط احلسابي ترتيب الفقرات تصاعديا االنحراف املعياري ضعف أداء ادارة - املشروع عدم وجد هيكل 2.6 تنظيمي ولوائح إدارية ومالية وفنية واضحة إلدارة املشروعات عدم االهتمام بجانب 13.2 التدريب والتأهيل باملشروع اختبار الفرضية الثانية H2: من اجلدول رقم )13( نالحظ أن مستوى الداللة لفقرات الفرضية الثانية تساوي قيمة 000. وبالتالي فهي أقل من ( < P-value ) وأن املتوسط احلسابي لكل الفقرات = 4.16 مما يعني أن املشروعات الصغرى واملتوسطة تواجه مشاكل تتعلق مبهنية العمالة والتي منها ارتفاع تكاليف العمل املاهرة وعدم توفرها وهذا يؤكد صحة الفرضية الثانية وقبولها وهي: H2: تواجه املشروعات الصغرى واملتوسطة يف ليبيا مشاكل متعلقة مبهنية العمالة أدت إلى عدم تطورها وجناحها. اجلدول )13(: نتائج اختبار One-Sample T-Test مستوى الداللة نتيجة الفرضية الثانية املتوسط احلسابي T املحسوبة T اجلدولية.Sig 4.16 قبول

131 املرشواعت الصغرى واملتوسطة يف يلبيا الطموح واتلحديات ادلاخلية يوضح اجلدول رقم )14( التوزيع النسبي واملتوسط احلسابي واالنحراف املعياري جلميع فقرات الفرضية الثانية حيث يتراوح التوزيع النسبي لكل الفقرات ما بني % 2.6 إلى % 97.4 وبالرجوع إلى الفقرة رقم )2( على سبيل املثال نالحظ أن % 97.4 من عينة الدراسة متفقون على أن ارتفاع جودة مهنية العمالة يف الوقت الراهن يعتبر مشكلة وعائقا يواجه جناح االستثمار يف املشروعات الصغرى واملتوسطة يف ليبيا. اجلدول )14(: نتائج التحاليل اإلحصائية للمشاكل املتعلقة مبهنية العمالة. االنحراف ترتيب املتوسط النسبة املئوية )%( املعياري الفقرات احلسابي غير غير موافق تصاعديا موافق موافق بشدة موافق محايد بشدة ت البيان عدم والء العامل للمشروع. ارتفاع جودة مهنية العمالة. عدم توفر العمالة املاهرة عدم التزام العمالة 57.9 بالعمل مبكان العمل 4 نتيجة ظروف الدولة احلالية اختبار الفرضية الثانية H3: من اجل دول رقم )15( نالحظ أن مستوى الداللة لفقرات الفرضية الثانية تساوي قيمة. 000 وبالتالي فهي أقل من ) < P-value ) مما يعني أن املشروعات الصغرى واملتوسطة يف ليبيا تواجه مشاكل فنية وهذا يؤكد صحة الفرضية الثالثة وقبولها وهي: 131

132 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 H3: تواجه املشروعات الصغرى واملتوسطة يف ليبيا مشاكل فنية أدت إلى عدم تطورها وجناحها. اجلدول )15(: نتائج اختبار One-Sample T-Test مستوى الداللة نتيجة الفرضية الثانية املتوسط احلسابي T املحسوبة T اجلدولية.Sig قبول 3.43 يوضح اجلدول رقم )16( التوزيع النسبي واملتوسط احلسابي واالنحراف املعياري جلميع فقرات الفرضية الثالثة حيث تتراوح النسب املئوية لكل الفقرات ما بني % 2.89 إلى % 73.7 وبالرجوع إلى الفقرة رقم )5( على سبيل املثال ال احلصر نالحظ أن % 63.1 من عينة الدراسة متفقون على أن نقص وضعف التقنية والتكنولوجيا املستخدمة لإلنتاج ويف تقدمي اخلدمات يكون سببا يف فشل وتعتر املشروعات الصغرى واملتوسطة يف ليبيا. اجلدول )16(: نتائج التحاليل اإلحصائية للمشاكل الفنية. ت البيان موافق بشدة موافق النسبة املئوية )%( محايد غير موافق غير موافق بشدة املتوسط احلسابي ترتيب الفقرات تصاعديا االنحراف املعياري عدم فهم صاحب 7.9 املشروع للنشاط الذي يعمل فيه نقص وضعف التقنية 18.4 والتكنلوجيا املستخدمة لإلنتاج ويف تقدمي اخلدمات عدم رغبة صاحب 13.2 املشروع يف التطوير عدم توفر اإلمكانيات اجليدة للعمل )مواد خام أو االت ومهمات... الخ( يف السوق املحلي وعدم مطابقتها للمواصفات العاملية

133 املرشواعت الصغرى واملتوسطة يف يلبيا الطموح واتلحديات ادلاخلية وبناء على نتائج الدراسة السابقة فإنة يتم قبول الفرضية الرئيسية وهي: تواجه املشروعات الصغرى واملتوسطة يف ليبيا مشاكل ومعوقات من داخل املشروع أدت إلى عدم تطورها وجناحها ملخص النتائج: يواجه االستثمار يف املشروعات الصغرى واملتوسطة يف ليبيا حتديات ومشاكل من داخل املشروع وهي: 1. املشاكل اإلدارية واملتمثلة يف االتي: ضعف أداء إدارة املشروع. عدم وجود هيكل تنظيمي ولوائح إدارية ومالية وفنية واضحة إلدارة املشروعات. عدم االهتمام بجانب التدريب والتأهيل للعاملني باملشروع. 2. املشاكل املتعلقة مبهنية العمالة واملتمثلة يف االتي: عدم والء العامل للمشروع. ارتفاع جودة مهنية العمالة. عدم توفر العمالة املاهرة. عدم التزام العمالة بالعمل مبكان العمل نتيجة ظروف الدولة احلالية. 3. املشاكل الفنية واملتمثلة يف اآلتي: عدم فهم صاحب املشروع للنشاط الذي يعمل فيه. نقص وضعف التقنية والتكنولوجيا املستخدمة لإلنتاج ويف تقدمي اخلدمات. عدم رغبة صاحب املشروع يف التطوير. عدم توفر اإلمكانيات اجليدة للعمل )مواد خام أو آالت ومهمات... إلخ( يف السوق املحلي وعدم مطابقتها للمواصفات العاملية..10 التوصيات Recommendations ض رورة التركيز على اجلانب اإلداري للمشروعات الصغرى واملتوسطة من قبل املالك. يجب أن تساهم الدولة الليبية يف حل مشكلة العمالة وارتفاع أسعار جودة العمل وذلك من خالل وضع وتطبيق القوانني املتعلقة بالعمل وجودة املكان وكذلك متابعة ملف العمالة األجنبية الواردة للبالد بشكل غير قانوني. ضرورة دعم الدولة لالستثمار يف املشاريع الصغرى واملتوسطة اجلديدة من الناحية الفنية. 133

134 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 املراجع العربية: 1. املقداد طارق أحمد )2011(:»ادارة املشاريع الصغيرة االساسيات واملواضيع املعاصرة«رسالة ماجستير غير منشورة االكادميية البريطانية العربية للتعليم العالي. 2. الورفلي ثريا علي حسني )2006(:»املشروعات الصغيرة واملتوسطة يف ليبيا الواقع والطموح«ورقة عمل مقدمة للملتقى الدولي حول متطلبات تأهيل املؤسسات الصغرى واملتوسطة يف الدول العربية جامعة حسيبة بن بوعلي اجلزائر. 3. نعيمة برودي )2006(:»التحديات التي تواجه املؤسسات الصغيرة واملتوسطة يف الدول العربية ومتطلبات التكيف مع املستجدات العاملية«ورقة عمل مقدمة للملتقى الدولي حول متطلبات تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة يف الدول العربية جامعة حسيبة بن بوعلي اجلزائر. 4. عبد اهلل غامن وحنان سبع )2013(:»واقع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة يف اجلزائر ودورها يف تنمية االقتصاد الوطني«ورقة بحثية مقدمة ملؤمتر واقع وآفاق النظام املحاسبي املالي يف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة يف اجلزائري جامعة الدادي اجلزائر. 5. منظمة العمل العربية )2009(:»دور املنشآت الصغيرة واملتوسطة فى تخفيف أزمة البطالة«ورقة بحثية مقدمة للمنتدى العربي للتشغيل بيروت لبنان. 6. األسرج حسني عبداملطلب )2015(: (: املشروعات الصغرى واملتوسطة وحتدي البطالة بني شباب اخلليج العربي«مجلة بحوث عربية اقتصادية العدد )69(. املراجع االجنليزية: 1. Saunders M. Lewis P. and Thornhill A. (2009): Research Methods for Business Students Pearson Education Ltd 5 th ed London UK. 2. Onakoya A. Fasanya I. and Abdulrahma H. (2013): Small and Medium Scale Enterprises Financing and Economic Growth in Nigeria European Journal of Business and Management Vol. 5 No. 4 pp Bergh D. and Ketchen D. (2009): Research Methodology in Strategy and Management Emerald Group Publishing. 134

135 رضاء العمالء عن اخلدمات املقدمة وعالقته بسلوكهم الرشاىئ دراسة تطبيقية على مكاتب مبيعات فرع طرابلس بشركة اخلطوط اجلوية الليبية د. حنان معمر أبوعجيله العباين* 1.1. مقدمة دراسة توقعات العمالء وإشباع احتياجاتهم ورضائهم أمرا جديرا باإلهتمام خاصة فى صناعة الطيران حيث يتطلب التعامل مع أسواق اخلدمات إكتشاف حاجات ورغبات العمالء للتاكد من رضائهم عن اخلدمة املقدمة لهم والذى يؤدى الى خلق الرغبة لدى العميل يف تكرار عملية الشراء. هناك شبه اتفاق أن جزء كبير من مسؤولية الشراء تقع على العاملني بادارة املبيعات جيث عالقتهم مباشرة مع العمالء والتي من خاللها يستطيعون التأثير على سلوك العمالء )معتوق 2001 ص 27 (. إن حتقيق االستجابة الفعالة إلحتياجات ورغبات العمالء وتدعيم مستوي رضائهم عن العروض التسويقية للمنظمة لم يعد أمرا اختياريا بل أصبح واقعا تفرضه الظروف يف بيئة األعمال وكذلك تفرضها طبيعة وخصائص العمالء أنفسهم. فنجاح املنظمات يركز بالدرجة األولى على وجود عالقة متبادلة ناجحة بني املنظمة وعمالئها. مع التقدم السريع يف االقتصاد اخلدمي أصبحت قضايا ومشاكل تسويق اخلدمات حتظى بدرجة عالية من اإلهتمام خاصة تسويق وبيع خدمات شركات الطيران نظرا لتزايد دورها بشكل ملحوظ يف إستقطاب العديد من العمالء والسعي نحو االستحواذ على تفضيالتهم األمر الذي دفع منظمات األعمال احلديثة إلى السعي لتطوير خدماتها بشكل دوري ومستمر حتى تواكب متطلبات العصر وحتافظ على مركزها التنافسي يف السوق الذي تعمل فيه. إن أهمية الوعي لضرورة تطوير خدمات شركات الطيران يؤكد على أهمية أن تكرس كل شركة جهدها وخبراتها وتوظيف مواردها البشرية واملادية يف تطوير خدماتها والتى ميكن من خاللها التأثير على عى عمالئها ودفعهم لتكرار سلوكهم الشرائى. *عضو هيئة اتلدريس بقسم إدارة األعمال لكية اإلقتصاد والعلوم السياسيةجامعة طرابلس 135

136 اجلاميع جملة علمية حمكمة مشكلة الدراسة : مت رصد ظاهرة املشكلة املتمثلة فى إنخفاض املبيعات مبكاتب مبيعات فرع طرابلس بشركة اخلطوط اجلوية الليبية من خالل الدراسة اإلستطالعية التى قامت بها الباحثة ومت االطالع خاللها على سجالت ومنظومة املبيعات وكذلك التقارير السنوية املتعلقة بحجم مبيعات تذاكر السفر والتى تشير النخفاض املبيعات والذى قد يعزو لعدة أسباب: منها عزوف العمالء عن شراء اخلدمات من قبل شركة اخلطوط اجلوية الليبية ارتفاع أسعار تذاكر السفر التي تقدمها الشركة االفتقار الى الدقة فى مواعيد الرحالت اجلوية تزايد أعداد الشركات املنافسة التي تعمل يف هذا املجال وتقدمي مستوى خدمات أفضل وبأسعار أقل مشكلة الدراسة: ماهى العالقة بني رضا العمالء عن اخلدمة املقدمة بشركة اخلطوط اجلوية الليبية وسلوكهم الشرائي 4.1. فرضيات الدراسة : الفرضية األولى: توجد عالقة ذات داللة إحصائية بني رضا العمالء وسلوكهم الشرائي خلدمات شركة احلطوط اجلوية الليبية. الفرضية الثانية : توجد فروق ذات داللة إحصائية بني تصورات املشاركني يف الدراسة نحو رضا العمالء تعزى للمتغيرات الدميوغرافيه ( املؤهل العلمي التخصص سنوات اخلبرة العمر الوظيفة اللغة التي يجيدها (. الفرضية الثالثة : توجد فروق ذات داللة إحصائية بني تصورات املشاركني يف الدراسة نحو السلوك الشرائى تعزى للمتغيرات الدميوغرافيه ( املؤهل العلمي التخصص سنوات اخلبرة العمر الوظيفة اللغة التي يجيدها ( أهداف الدراسة : 1. عرض األدب اإلدارى املتعلق برضاء العمالء والسلوك الشرائي. 2. دراسة وحتليل العالقة بني خصائص العمالء بالشركة وسلوكهم الشرائي. 3. معرفة العالقة بني رضا العمالء عن اخلدمة بالشركة وسلوكهم الشرائي. 4. التعرف على دور املتغيرات الدميوغرافيه للعمالء يف رضا العمالء والسلوك الشرائى أهمية الدراسة: 1. تنبثق أهمية الدراسة من أهمية رضاء العمالء عن اخلدمات التي تقدمها شركة 136

137 رضاء العمالء عن اخلدمات املقدمة وعالقته بسلوكهم الرشاىئ اخلطوط اجلوية الليبية وعالقة ذلك بسلوكهم الشرائي الذي بدوره يؤثر على حجم مبيعاتها ورغبتها يف املحافظة على عمالئها احلاليني وجذب عمالء جدد. 2. الدراسة احلالية دراسة إمبريقية تزود املختصني ومتخذي القرارات باملعلومات عن مدى رضاء العمالء عن اخلدمة بصفة عامة وعن اخلدمة التي تقدمها شركة اخلطوط اجلوية الليبية بصفة خاصة. 3. الدراسة احلالية توفر معلومات نظرية وعملية للراغبني فى إجراء بحوث فى موضوع الدراسة حدود الدراسة: احلدود املوضوعية : ركزت الدراسة على موضوع رضا العمالء عن اخلدمة املقدمة وموضوع السلوك الشرائي. احلدود البيئية : مكاتب مبيعات فرع طرابلس بشركة اخلطوط اجلوية الليبية منهجية الدراسة: مت إستخدام املنهج الوصفي فيما يتعلق بعرض األدب اإلداري حول موضوع الدراسة من الكتب والدوريات واملقاالت العلمية والتقارير والنشرات واإلحصائيات من الشركة موضع الدراسة كما استخدم املنهج الوصفى التحليلى فى حتليل البيانات التى مت جمعها يف اجلانب العملي بإستخدام إستمارة االستبيان كما أستخدمت بعض األساليب اإلحصائية املالئمة لتحديد العالقة بني املتغير املستقل رضا العمالء عن خدمات الشركة واملتغير التابع املتمثل فى السلوك الشرائي للعمالء بيئة ومجتمع الدراسة: متثلت بيئة الدراسة فى العمالء مبكاتب مبيعات طرابلس املدينة ونظرا لكبر حجم مجتمع الدراسة وصعوبة حتديده بدقة مت اختيار عينة عشوائية بسيطة خالل فترة اجراء الدراسة كما هو مبني باجلدول التالي : جدول ( 1 ) عدد االستمارات املوزعة واملسترجعة مكتب مبيعات التذاكر هايتي عدد االستمارات املستهدفة عدد االستمارات املوزعة عدد االستمارات املسترجعة عدد الفاقد عمر املختار املجموع

138 اجلاميع جملة علمية حمكمة عينة الدراسة: مت اختيار عينة عشوائية من العمالء املترددين على مكتب مبيعات التذاكر هايتي ومكتب مبيعات التذاكر عمر املختار أدوات جمع البيانات: اعتمد على االستبيان كأداة رئيسية جلمع البيانات وتضمن )5( فقرات تتعلق باخلصائص الدميوغرافيه ملفردات العينة كاجلنس املؤهل العلمي الفئة العمرية طبيعة العمل اجلنسية. و) 16 ( عبارة تتعلق برضاء العمالء وتكرار شراء اخلدمة املقدمة من الشركة موضع الدراسة. واستخدمت الطريقة الرقمية يف ترميز إجابات املشاركني وفقا ملقياس ليكرت الثالثي مصطلحات الدراسة: رضا العمالء: الشعور الذي يتولد لدى العميل إجتاه اخلدمة املقدمة من قبل منظمة ما كنتيجة لتلبية حاجاته وإشباع رغباته «)عرفه شلبي 2005 ص 17(. السلوك الشرائى :»مجموعة من الدوافع التي حترك سلوك العمالء نحو شراء اخلدمة املقدمة من قبل إحدى املنظمات وذلك لشعوره بنوع من الوالء واالقتناع باخلدمات املقدمة من قبل تلك املنظمة «)عبيدات 2004 ص 22(. جودة اخلدمات:»هي تلك اخلدمات املستحوذة على تفضيالت العمالء واقتناعهم بدرجة أهميتها يف إشباع حاجاتهم ورغباتهم «)صبره 2010 ص 34( الدراسات السابقة: أسفر املسح لأدب اإلدارى عن بعض الدراسات ذات العالقة مبوضوع الدراسة احلالية وفيما يلي عرضها من األحدث فاألقدم : أوال : الدراسات املحلية : 1 دراسة ضانة )2006(: بعنوان)سياسات التسعير وأثرها على رضاء املستهلك بالشركة الوطنية لأدوية واملستلزمات الطبية ) رسالة ماجستير غير منشورة باألكادميية الليبية للدراسات العليا طرابلس ركزت على دراسة قصور التخطيط لعملية التسعير وعالقتها برضا املستهلك اختيرت العينة القصدية من) املديرين واملحاسبني العاملني باإلدارة املالية ( واعتمدت على اإلستبيان أهم النتائج وجود عالقة طردية قوية بني) رفع السع تعديل السعر تخفيض السعر( يف وجود منافسة وجود عالقة طردية قوية بني سياسات التسعير والفرو قات يف األسعار تذبذب األسعار وبني انخفاض رضاء. 2 دراسة الدويب )2005( : بعنوان ( تخطيط وتطوير املنتجات اجلديدة وأثرها على رضاء املستهلك( مبؤسسات صناعة األلبان بطرابلس واجلفارة رسالة ماجستير 138

139 رضاء العمالء عن اخلدمات املقدمة وعالقته بسلوكهم الرشاىئ غير منشورة باألكادميية الليبية للدراسات العليا طرابلس ركزت الدراسة على عمليات تخطيط وتطوير املنتجات اجلديدة يف املؤسسات استخدمت اإلستبيان جلمع البيانات واتبعت أسلوب املسح الشامل. من أهم النتائج أن جزء كبير من املستهلكني يفضل منتجات األلبان املستوردة على منتجات األلبان املحلية وإعتقاد بعض املستهلكيني أن منتجات األلبان املحلية ال تواكب التطورات املستمر للمنتجات املستوردة. ثانيا : الدراسات الدولية : 1 دراسة: عبدالفتاح )2004( (: بعنوان ( تأثير التدريب على التميز يف أداء اخلدمة ( دراسة تطبيقية على شركة خدمات الضيافة اجلوية مبصر للطيران رسالة ماجستير غير منشورة جامعة عني شمس مت اختيار عينة قصدية من العاملني الذين حتصلوا على دورات تدريبية واستخدم االستبيان جلمع املعلومات أهم النتائج أن للتدريب املستمر للعاملني يف مجال كيفية تقدمي وتسويق اخلدمات له تأثير على التميز يف أداء اخلدمات لشركة الضيافة اجلوية مبصر للطيران. 2 دراسة خير الدين ( 2002( : بعنوان )تأثير إدراك العميل جلودة اخلدمة على درجة الوالء ) دراسة منشورة باملجلة العلمية لالقتصاد والتجارة جامعة عني شمس مصر متثلت مشكلة الدراسة يف بيان تأثير عامل جودة اخلدمة كمتغير مستقل على درجة الوالء كمتغير تابع من أهم نتائج هذه الدراسة: يؤثر إدراك العميل جلودة اخلدمة على درجة الوالء املتمثل يف تشجيع أآلخرين على التعامل مع مقدم اخلدمة وتقليل اختيار إيجابي عن مقدم اخلدمة لآلخرين مع مقدم اخلدمة وتقليل اختيار إيجابي عن مقدم اخلدمة لآلخرين أوجه التشابه واإلختالف بني الدراسة احلالية والدراسات السابقة: أوجه التشابه بني الدراسة احلالية والدراسات السابقة: تتمثل أوجه الشبه بني الدراسة احلالية والدراسة السابقة فى البيئة التي طبقت فيها دراسة ضانة ودراسة الذويب دراسات يف البيئة الليبية استخدام االستبيان كأداة رئيسية جلمع البيانات ركزت دراسة ضانة ودراسة الذويب على رضا وسلوك املستهلك كمتغير تابع يتأثر بعدة عوامل منها سياسات التسعير والتطوير سواء كان ذلك بصورة صريحة أو ضمنيا يف حني ركزت دراسة خيرالدين على بيان تأثير جودة اخلدمة على درجة والء العمالء وسلوكهم احلالي نحو اخلدمات املقدمة أوجه االختالف بني الدراسات السابقة والدراسة احلالية: تتمثل يف الشركة التي طبقت فيها الدراسة وهي شركة اخلطوط اجلوية الليبية للطيران الدراسة احلالية 139

140 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 ركزت على العوامل السيكولوجية لدى العمالء واملتمثلة يف درجة الرضا عن اخلدمة املقدمة وسلوكهم الشرائي ركزت الدراسة على رضا العمالء كمتغير مستقل ومؤثر يف السلوك الشرائي. 2. رضا العمالء 1.2 مفهوم رضا العمالء : لفترة طويلة من الزمن كان املهمة األساسية للمنظمة هو جذب العميل إال أن التغير والتطور فى بيئة األعمال أدى إلى إختالف عميل اليوم عن عميل األمس فاليوم أمام العميل العديد من االختيارات التي تقدمها له العديد من الشركات املنافسة واألسماء التجارية وبأسعار مختلفة )الصحن 2007 ص 24( وبالتالى أصبح رضا العمالء وإشباع رغباتهم من أهم األهداف التي تسعى املنظمة لتحقيقها وأساسا لدفعهم لتكرار سلوكهم الشرائى )اخلضيري 2000 ص 33 (. لقد كان االعتقاد األساسي بأن الدور املطلوب من الوظيفة التسويقية ( الوظيفة البيعية ) هو إيجاد العميالء وتركيز اإلهتمام على رضائهم كأحد األبعاد الهامة يف دراسة سلوكهم الشرائى بغرض توجيهم لتكرار الشراء والشعور باإلنتماء والوالء للمنظمة واخلدمات التي تقدمها )عبد احلميد وآخرون 19 (.مما 2005 ال شك فيه أن رضا العمالء يساعد على ربط عملية الشراء بأحاسيس ما بعد الشراء مثل تكرار السلوك الشرائي الوالء للمنظمة تغيير االجتاهات الشرائية وبهذا يتضح أن وظيفة نشاط األعمال التسويقية تتركز يف إشباع حاجات ورغبات العميل احلالية واملستقبلية حيث يعد ذلك عامال مهما يف بقائها ومنوئها ودخولها إلى أسواق جديدة. )جنم 2002 ص 89 (. وعرف رضا العمالء بأنه «الشعور املتولد لدى العميل والناجت من املقارنة بني األداء املدرك للخدمة بعد استخدامها مع مستوى األداء املتوقع عنها قبل االستخدام «)أبوفاره 2004 ص 13 (. 2.2 العناصر األساسية لرضا العمالء: يتطلب حتقيق رضا العمالء توافر عدة عناصر أهمها: )بلحمير 2008 ص 97 (. 1.التوقعات: تطلعات أو أفكار العميل بشأن ارتباط أداء اخلدمة بخصائص ومزايا معينة متوقع احلصول عليها منها. 2.األداء الفعلي: هو مستوى األداء الذي يدركه العميل عند حصوله على اخلدمة. 3.املقارنة: يتحقق بعد احلصول على اخلدمة من خالل املقارنة بني إدراكهم لالستفادة الفعلية من اخلدمة مع توقعاتهم التي سبقت عملية الشراء لها. 140

141 رضاء العمالء عن اخلدمات املقدمة وعالقته بسلوكهم الرشاىئ 4.التأكد أو عدم التأكد: ويتحقق عندما يحدث التأكد بتساوي األداء الفعلي مع املتوقع أما عدم التأكد يشير إلى إنحراف أداء اخلدمة عن املتوقع حيث تكون درجة اإلنحراف إما موجبة فتسمى عدم التأكد اإليجابي وينتج عنه حدوث الرضا أو سالبة فيسمى عدم التأكد السلبي وينتج عنه حدوث عدم الرضا. 5.التعارض: عندما تكون مستويات األداء غير متساوية ويشير ذلك إلى وجود تناقض أو تعارض حيث رضا العمالء يتحقق فقط إذا كانت مستويات األداء متساوية أو تفوق مستويات توقعات العمالء. 3.2 طرق حتقيق رضا العمالء: رضا العمالء على درجة كبيرة من األهمية وميكن أن يتحقق من خالل ما يلي ( حجاب 2001 ص 31 ( : 1.التعرف على تفضيالت وتوقعات العمالء: تساعد معرفة توقعات العمالء يف وضع معايير للخدمة وحتديد األساليب األكثر مالئمة لتقدميها والتعرف على نوعية احللول التي ميكن إتباعها ملعاجلة املشاكل التي قد تعترض عملية تقدمي اخلدمة بهدف حتقيق رضا العمالء واملحافظة عليهم. ومن أفضل الطرق للنجاح يف توطيد العالقة مع العمالء هي اإلستماع جيدا لهم فيما يتعلق بتفضيالته وتوقعاته. 2.وضع أهداف عملية إلرضاء العمالء: من األهمية صياغة أهداف ومتطلبات وتوقعات محددة لكل وظيفة من الوظائف املتعلقة بخدمة العمالء فمثال ملشاركة املدير وموظفي التسويق فى حتديد األهداف الوظيفية مشاركة املدير وموظفي التسويق فى حتديد طرق خدمة ورضا العمالء. 4.2 تصنيفات رضا العمالء: ص ن ف رضاء العمالء عن اخلدمة إلى ثالثة أنواع على النحو التالي ( املنياوي 1998 ص 125 ( 1. الرضا عن النظام التسويقي: يوضح الرضا عن النظام التسويقي والتقييم املوضوعي من قبل العمالء املنافع الكلية التي ميكن أن يحصلون عليها منه كذلك رضائهم عن مستويات األسعار اجلودة منافذ توزيعها. وبهذا تتبلور الصورة الذهنية للعمالء عن املنظمة كما تتكون اإلجتاهات اإليجابية أو السلبية عن النظام التسويقي. 2. رضا العمالء عن املنظمة: يعبر عن رضا العمالء عن ما يتحصلون عليه من املنظمة نتيجة تعاملهم معها مثال التسهيالت التي تقدمها لهم املنظمة جودة التعامل معهم مركزها السوقي وميكن أن ينقل العميل إجتاهاته اإليجابية نحو املنظمة إلى غيره من 141

142 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 العمالء ويعكس ذلك مدى رضاه ورغبته يف تكرار سلوكه الشرائي للخدمات التي تقدمها..3 رضا العميل عن السلعة أو اخلدمة: يشير للتقييم املوضوعي ملختلف املخرجات التي يتحصل عليها العمالء من إستخدام اخلدمة بكل مكوناتها امللموسة وغير امللموسة وتشمل اخلدمات املختلفة والتى تعظم من إشباع العمالء. 5.2 إدارة العالقات مع العمالء: تهتم معظم منظمات األعمال باحلصول على معلومات عن عمالئها إال أن املنظمات الناجحة فقط هى التي تهتم باإلحتفاظ بجميع املعلومات عن العمالء احلاليني واملتوقعني. مثال بيانات عن الشراء الفعلى للعمالء وإتصاالتهم مبراكز البيع مع اإلهتمام بنتائج البحوث التي مت إجرائها لقياس درجة رضاء العمالء حيث من األهمية حتليل صفات العمالء واحلفاظ عليهم حتليل صفات العمالء : يرتبط حتليل املنافع بإهتمامات معينة لدى العمالء حيث أنهم يختلقون فى وجهات النظر إجتاه هذه املنافع حيث تبرز أهمية حتليل صفات العمالء بهدف االتصال بهم فمهما كانت مصادر املنظمات يف تقسيم العمالء إلى مجموعات فإنه ال يحقق فائدة ما لم جتد املنظمة طريقها لتحدد بها صفات العمالء والتواصل معهم ( مالكوم 2002 ص 104 (. وتسعى إدارة عالقات العمالء إلى زيادة املعلومات لدى فرق عمل البيع والتسويق يف املنظمة عن عمالئها واالهتمام بالعالقات معهم من خالل جتميع وحتليل املعلومات اخلاصة بهم والتي مت احلصول عليها من جميع املصادر املمكنة )صبره 2010 ص 36 (. تساعد إدارة العالقات مع العمالء على حتقيق الكثير من األهداف منها فهم أفضل للمستهلكني تنمية عالقات أكثر عمقا معهم حتقيق أعلى مستويات من اخلدمة للعمالء معرفة نوعية العمالء ذوي القيمة األكبر أي األكثر أهمية لها تقدمي عروض وفقا ملتطلبات كل عميل. وبالرغم من أن التعرف على فئات العمالء أمرا هام جدا إال أنه يجب أن يرتبط بإعطاء االهتمام الكايف أيضا بكيفية اإلتصال بهم سواء احلاليني منهم أو املتوقعني ومن األهمية أيضا التمييز بني نوعني مختلفني من أنواع اإلتصال هما )املرجع السابق ص 38 ( اإلتصال غير املباشر عن طريق اإلعالن والترويج والعالقات العامة واإلتصال املباشر مثل املقابلة الشخصية بني مسؤول املبيعات والعمالء) مالكوم مرجع سابق ص 105 (. وتشير الباحثة إلى أنه من األفضل إستخدام مزيج من النوعني البيع الشخصي واإلعالن معا للتواصل مع مختلف العمالء احلفاظ على رضاء العمالء: يعد احلفاظ على رضا العمالء من األمور الهامة 142

143 رضاء العمالء عن اخلدمات املقدمة وعالقته بسلوكهم الرشاىئ بإعتبار أن كل ما يتعلق بالتسويق يرتكز حوله رضائهم كما أن حتديد متطلبات العمالء يساعد على جعل اخلدمة جذابة ومالئمة ويضمن إلى حد كبير زيادة املبيعات. وبالرغم من أن التعرف على إحتياجات ومتطلبات العمالء يساعد املنظمة على تطوير خدماتها إال أن ذلك ال يتحقق بدون التحسني املستمر للخدمة كما يساعد على التوظيف اجليد لإلعالن والذي بدوره يقنع العمالء ويحثهم على تفضيل اخلدمة املقدمة وتكرار سلوكهم الشرائي إال أن احلفاظ على رضاء العمالء ليس سهال بل يحتم إدارة العالقات اجليدة معهم واإلتصال املباشر بهم وحتليل صفاتهم واإلرتقاء مبستوى جودة اخلدمات املقدمة لهم من خالل القيام بالبحوث التسويقية واستقصاء آراء العمالء بغرض احلصول على معلومات تتعلق مبتطلباتهم وتفضيالتهم وكذلك التعرف على املعايير التي يعتمد عليها العمالء يف حكمهم على جودة اخلدمة املقدمة إليهم حتى ميكن للمنظمة التعرف على إحتياجات كل عميل على حده واملشاكل التي تواجههم ومن مت العمل على معاجلتها وتذليل الصعاب التي قد تواجههم يف ظل إمكانياتها املتاحة األمر الذي يعكس درجة فهم املنظمة لعمالئها وحرصها على احلفاظ على رضائهم )البكرى 2006 ص 76 (. 3. السلوك الشرائي للعمالء 1.3 مفهوم سلوك العمالء: عرف سلوك العميل على أنه )) جميع األفعال والتصرفات املباشرة التي تنبع من األفراد للحصول على سلعة أو خدمة معينة (( )العسكري 2000 ص 74 (. أيضا عرف سلوك العميل بأنه «التصرف الذي يبرزه العميل يف البحث عن شراء وإستخدام السلع واخلدمات أو األفكار أو اخليارات التي يتوقع أنها ستشبع رغباته أو حاجاته حسب القدرة الشرائية املتاحة«)عبيدات 2004 ص 93 ( كما عرف على أنه اإلجراء الذي يقوم به العميل من خالل جمع املعلومات وحتليها بني بدائل اخلدمة أو املنظمات أو األفراد أو األمكان أو األفكار )املنصور 2006 ص 76 (. 2.3 مفهوم دوافع الشراء : ألن وراء كل عملية شراء يقوم بها العميل دافع أو أكثر أصبحت دوافع الشراء عند العميل موضع إهتمام العديد من ممارسي النشاط التسويقي فالنظرة احلديثة ال تقتصر على مجرد التعرف على دوافع العميل والوقوف على أنواعها بل إمتدت إلى محاولة استثارة وتوجيه هذه الدوافع إلى وجهة معينة ويف هذا الصدد صنف )العسكري مرجع سابق ص 105 ( أنواع دوافع الشراء إلى عدة أنواع كما يلى: دوافع الشراء املكتسبة: ويعد هذا النوع من الدوافع مبثابة مناذج السلوك 143

144 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 املكتسب فعندما تصل هذه الدوافع إلى درجة قوية من التكرار تصبح عادة والتي تعد دافعا أساسيا من دوافع السلوك ومن أمثلتها التعود على شراء أنواع معينة من اخلدمات أو السلع حيث يكتسب العمالء الدوافع املكتسبة من خالل البيئه االجتماعية بينما ميكن أن يكون للبيئة التسويقية وما حتويه من تفاعالت بني عناصرها دورا حيويا يف تكوين دوافع الشراء لدى العمالء دوافع الشراء األولية: ومتثل رغبة العميل يف إشباع حاجاته لشراء اخلدمات أو السلع التي تشبع هذه احلاجات دون التركيز على نوعها مثأ شراء اخلبز أوشراء خدمات السفر والسياحة فاملنظمة يف إعالناتها عن هذه السلع أو اخلدمات ال تركز على خصائصها بقدر ما تعلن عن وجود السلعة أو اخلدمة يف حد ذاتها. حيث متثل دوافع الشراء عندما يكون قرار الشراء عقالنيا مبنيا على التحليل والدراسة جلميع العوامل املرتبطة بالشراء أما إذا كان قرار الشراء دون تفكير منطقي بل ملجرد التقليد فيعتبر قرارا عاطفيا العوامل املؤثرة يف السلوك الشرائي للعمالء: تتعدد العوامل التي تتفاعل فيما بينها وتؤثر على السلوك الشرائي للعميل ويؤدي هذا التأثير يف النهاية إلى حتويل سلوكه يف إجتاه معني كما يتأثر السلوك الشرائي للعميل بالعديد من املتغيرات الشخصية واإلجتماعية املتفاعلة معا ويعرف سلوك العميل الشرائي بأنه دالة ملجموعة من العوامل الشخصية والعوامل املتعلقة بالبيئة فالفرد يف بداية نشأته يتأثر باألسرة ثم األصدقاء والذين يشكل ون معتقداته ويؤثرون على تصرفاته باإلضافة إلى تأثره بعوامل البيئة وما حتتويه من قيم وعادات وتقاليد وعلى اجلانب اآلخر جند أن األفراد يختلفون عن بعضهم البعض من حيث دوافعهم ودرجة تعلمهم وخبراتهم وإدراكهم للمؤثرات املختلفة التي يتعرضون لها وبناءا على ذلك ميكن حتديد نوعني من املؤثرات التي توثر يف سلوك سلوك العميل وهما العوامل اخلارجية وتشمل: العوامل االجتماعية واحلضارية والعوامل الداخلية وتشمل: الدوافع التعلم االجتاهات الشخصية وتتفاعل هذه العوامل مع بعضها بإستمرار ويظهر تأثيرها على مراحل إتخاذ القرار الشرائي للعميل )البكرى 2006 ص 171 ( العوامل اخلارجية املؤثرة يف السلوك الشرائي للعمالء : قسمت العوامل اخلارجية من حيث درجة تأثيرها على العميل إلى نوعني )عبد احلميد وآخرون 2005 ص 292 (: : العوامل ذات التأثير العام على سلوك العمالء : تتعدد العوامل التي تؤثر بشكل عام على سلوك العمالء وهي كالتالي : - 144

145 رضاء العمالء عن اخلدمات املقدمة وعالقته بسلوكهم الرشاىئ - 1 الثقافة: وتشمل القيم والعادات والفنون واملهارات املشتركة بني األفراد يف مجتمع معني والتي يتم إنتقالها من جيل آلخر وتعتبر منطا سلوكى يتبعه أعضاء املجتمع الواحد ( بلحمير 2008 ص 81 (. - 2 الطبقات االجتماعية: تؤثر الطبقة اإلجتماعية الت ي ينتمي إليها العمالء كثيرا على سلوكهم بصفة عامة وعلى سلوكهم الشرائي بصفة خاصة وميكن تصنيف العمالء وفقا ملكانتهم االجتماعية إلى عدة طبقات إجتماعية على أساس الدخل واملهنة واألسرة وغيرها ( املنصور مرجع سابق ص 222 (. وفى سياق موصول أشار ( عمر 2006 ص 176 ( أنه بالرغم من أهمية ترتيب العمالء وفقا ملكانتهم اإلجتماعية إال أن مسؤلي التسويق يواجهون العديد من الصعوبات يف إستخدام العديد من األسس نظرا للعديد من األسباب منها : 1 إن استخدام الدخل كأساس لتصنيف العمالء لم يعد مالئما فالعديد من أصحاب املهن احلرفية كعمال السباكة يف بريطانيا يحصلون على دخول أعلى من مناصب الدكاتره وأساتذة اجلامعات ومن مت لم تعد تصلح الطبقة اإلجتماعية عامال مؤثرا يف السلوك الشرائي للعمالء. - 2 أدى إنتشار فرص التعليم العالي بني أفراد املجتمع إلى إنخفاض أهمية معايير معينة كاألسرة والثروة نظرا لسهولة وصول الفرد إلى مكانة إجتماعية أعلى من مكانة أسرته نتيجة لنبوغه أو كفاءته يف التعليم رغم ا ذلك يختلف وفقا إلختالف ثقافة املجتمع وقيمه. - 3 أدى التناقض يف الفروق بني دخول العمال واملوظفني إلى صعوبة الفصل بني الطبقات املختلفة حسب معيار الدخل العوامل ذات التأثير املباشر على سلوك العمالء : 1. األسرة : لأسرة تأثير على تكوين القيم واإلجتاهات وأمناط الشراء للعمالء فالعديد من األفراد يتبعون نفس األمناط اإلستهالكية السائدة فى األسرة وينطبق ذلك بصورة أكبر على اخلدمات والسلع التي ال تأخذ فترة طويلة يف إتخاذ القرارات اخلاصة بها ( الدراسمه 2006 ص 87 (. 2. اجلماعات املرجعية : تؤثر اجلماعات املرجعية التي تتكون من اجلماعات اإلجتماعية واملهنية على آراء ومعتقدات وطموحات العمالء وتختلف هذه اجلماعات يف احلجم ودرجة التأثير فقد تتكون من عدد قليل من األفراد أو تصل إلى جميع أعضاء املهنة أو احلزب الذي ينتمي إليه الفرد أو النوادي والهيئات املختلفة ولقد عرفت اجلماعات 145

146 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 املرجعية بأنها «تلك املجموعات البشرية التي ميكن أن تستخدم كإطار مرجعي للعمالء يف قراراتهم الشرائية وتشكل مواقفهم وسلوكهم الشرائي«وتشمل اجلماعات املرجعية: اجلماعات التي تخدم كنقاط للمقارنة اجلماعات التي يتطلع إليها الفرد اجلماعات التي يفترض أن يتبع الفرد سلوكها )املنصور مرجع سابق ص 223(. 3 قادة الرأي: يتمتع قادة الرأي بنفوذ معني وقدرة على التأثير مما يجعل الكثير من العمالء يتأثرون بهم ويأخذون بنصائحهم فعلى سبيل املثال يعتبر بعض األطباء قادة رأي يف مجال تسويق املعدات الطبية واألدوية وكذلك فإن كبار املنتجني يعتبرون قادة رأي يف مجال تسويق املعدات الطبية واألدوية كما يعتبرون قادة رأي عند تباين بعض املنتجات اجلديدة وفيما يتعلق بخدمات شركات الطيران يعتبر رجال األعمال قادة يف درجات احلجز للسفر العوامل الداخلية املؤثرة يف السلوك الشرائي للعمالء : يتأثر العمالء بالعديد من املؤثرات الداخلية التي لها دورا هاما وفعاال يف حتديد التصرفات النهائية لهم إجتاه اخلدمات والسلع التي تقدمها املنظمة وتتضمن العوامل النفسية العديد من املؤثرات منها الدوافع اإلدراك والتعلم االجتاهات والشخصية وفيما يلي توضيح لهذه املؤثرات)عبيدات 2004 ص 7 (. 1 الدوافع: هو «القوة املحركة الكامنة يف العمالء التي تدفعهم للسلوك بإجتاه معني وتتولد هذه القوة الدافعة نتيجة تالقي أو إنسجام املنبهات التي يتعرض لها العمالء مع احلاجات الكامنة لديهم والتي تؤدي إلى حاالت من التوتر تدفعهم إلى محاولة إشباع تلك احلاجات وتتعدد تقسيمات الدوافع منها الدوافع الشعورية أو الال شعورية والدوافع الرشيدة أو العاطفية والدوافع األولية أو الثانوية. - 2 اإلدراك: هو«العملية التي تتشكل فيها اإلنطباعات الذهنية للفرد حيث يتلقى مؤثرات معينة ويقوم بتنظيمها وتفسيرها حيث يؤدي اإلدراك إلى التفكير ثم إلى السلوك الشرائي ( أبوعلفة 2002 ص 84 ( 3 التعلم: هو«التغيير الدائم يف سلوك العميل والذي يحدث نتيجة للتجربة واخلبرة فالتعلم يعني التغير يف موقف وسلوك الفرد كنتيجة للتجارب السابقة )اخلطيب 2000 ص 54 ( ولقد إرتبطت عملية التعلم بوجود مؤثر وإستجابة معينة لهذا املؤثر) أبو نبعه 2006 ص 99 (. 4 االجتاهات: ع رفت بأنها «دالة يف معتقدات الفرد ومدى قوتها إجتاه شيء معني وهي القيمة أو األهمية النسبية التي يعطيها الفرد ملعتقداته إجتاه هذا الشيء«( املرجع السابق ص 93 ( : 146

147 رضاء العمالء عن اخلدمات املقدمة وعالقته بسلوكهم الرشاىئ 5 الشخصية: تعكس إختالفات األفراد يف السلوك حيث يختلف األفراد يف درجة إستجابتهم ملؤثرات متشابهة تبعا ملميزات شخصياتهم وتؤثر الشخصية على السلوك الشرائي للفرد وعلى العالمة التجارية التي يختارها )الغرباوي وآخرون 2007 ص 106 ) ومن اخلصائص الشخصية اإلندفاع املغامرة املسؤولية حب السيطرة احلياة اإلجتماعية )أبوقحف 2000 ص 24 (. 4.3 عملية الشراء وما بعدها : تنبع أهمية دراسة عملية الشراء وما بعدها من أن أوجه التركيز ملتخصصي التسويق والتى إنتقلت من مجرد اإلهتمام بقرار الشراء إلى اإلهتمام بعملية الشراء أي اإلهتمام باخلطوات التي مير بها العميل إلتخاذ قرار الشراء وتقييم هذا القرار والتى تختلف طبقا لطبيعة كل خدمة وظروف كل موقف ودرجة احلاجة إليها) عاشور 2006 ص 35 (. ومتر عملية الشراء بخطوات تبدأ من الشعور باحلاجة من قبل العميل ثم جمع املعلومات وتقييم عملية الشراء وتنتهي بسلوك ما بعد الشراء وفيما يلى توضيح لهذه اخلطوات ( أبوقحف مرجع سابق ص 26 (: - 1 التعرف على احلاجة أو الشعور بالرضا : تبدأ عملية الشراء بشعور العميل باحلاجة خلدمة أو سلعة معينة حيث يقارن العمسل بني احلالة املرغوبة واحلالة الفعلية للشراء حيث يتأثر العميل مبؤثرات داخلية وخارجية كما أن للتسويق دورا يف إظهار هذه احلاجات من خالل تأثيره وتطويعه على املؤثرات التي يتعرض لها العميل. ويتم ذلك من خالل إستخدام جهود الترويج من اإلعالن وتنشيط مبيعات والبيع وكذلك طريقة العرض ( املنصور مرجع سابق ص 27 (. - 2 البحث عن املعلومات : يقوم فيها العميل بجمع املعلومات عن البدائل املختلفة للخدمة أو السلعة إلشباع هذه احلاجة ( املساعد 2000 ص 151 (. وتتم هذه اخلطوة على مرحلتني هما: مرحلة اإلهتمام بالتعرض للمؤثرات اخلاصة بنوع اخلدمة أو السلعة كاإلعالنات ومرحلة اإلهتمام الفعلي بجمع املعلومات عن اخلدمة أو السلعة ( 2000 Kotler ص 172 (. وجتدر اإلشارة إلى أنه ميكن التمييز بني أربع مصادر رئيسة للمعلومات اخلارجية أمام العميل وهي املصادر الشخصية ( كالعائلة األصدقاء اجليران( واملصادر التسويقية ( كاإلعالنات متخصصي البيع املوزعني طريقة العرض(. واملصادر العامة ( كاجلمعيات والتنظيمات اخلاصة للعمالء ( واملصادر التجريبية ( كإستخدام السلعة وإختبارها بواسطة العميل أو اآلخرين( وتختلف هذه املصادر من حيث األهمية والتأثير بإختالف طبيعة اخلدمة أو السلعة وخصائص العميل وبصفة عامة فإن 147

148 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 أكثر املصادر التي يعتمد عليها العميل شيوعا هي املصادر التجارية وأكثرها فعالية هي املصادر الشخصية. 3 تقييم البدائل املتاحة بني اخلدمات: يقوم العميل بإجراء عملية تقييم للبدائل املتاحة بعد جمع املعلومات الالزمة عن البدائل التي ميكن اإلختيار من بينها ويستخدم العمالء مجموعة من املعايير يف عملية التقييم والتى تختلف وفقا إلختالف العمالء وخصائصهم النفسية والدميوغرافية والقدرة الشرائية مثال ما يتعلق بخدمات مكاتب حجز تذاكر السفر) دقة املواعيد السعر سرعة اخلدمة املرونة( مثال آخر يتعلق بخدمات الفنادق )املكان النظافة اجلو العام اخلدمات املكملة التكلفة ( كوتلر 2003 ص 174 (. - 4 إتخاذ قرار الشراء : هو إتخاذ القرار النهائي بخصوص اإلسم التجاري الذي يختاره العميل بناءا على عملية التقييم وتؤثر فيه بعض العوامل املوقفية املتعلقة بالرغبة فى الشراء مثال إجتاهات اآلخرين كأفراد العائلة أو األصدقاء كذلك الظروف غير املرئية التي تظهر بشكل مفاجئ والتي قد تؤثر على إتخاذ القرار النهائى كعدم رضا األصدقاء عن االسم التجاري وظهور بدائل أخرى مثل أهمية للشراء أو تصرف مسئولي البيع ( عبد احلميد 2010 ص 21 ). 5 سلوك ما بعد الشراء : ال تنتهي عملية الشراء بقرار الشراء ولكن متتد الى شعور ما بعد الشراء والذى يتضمن رضا أو عدم رضا العميل ومدى إستعداده لتكرار الشراء ومدى حاجته خلدمات ما بعد البيع ولذا يهتم متخصصي التسويق بقياس درجة رضا العمالء ونواياهم لتكرار عملية الشراء ورغبتهم يف احلصول على خدمات ما بعد البيع سلوكيات العمالء الناجمة عن رضائهم عن اخلدمة املقدمة تتضح ردود أفعال العمالء إجتاه اخلدمة املقدمة لهم من خالل بعض السلوكيات أهمها) كشيدة 2003 ص 50 (: - 1 سلوك تكرار الشراء للخدمة املقدمة: يعتقد البعض أن سلوك الوالء هو تكرار الشراء ولكن هناك فرق بينهما فسلوك الشراء هو تكرار الشراء بدون اإللتزام بنفس اخلدمة يف كل عملية شراء أما الوالء فهو اإللتزام تكرار الشراء لنفس اخلدمة. - 2 سلوك احلديث بكالم إيجابي : التحدث إيجابيا هو أهم سلوكيات ما بعد الشراء املترتبة عن رضا العمالء فالرضا ي عد مقدمة هامة لسلوك التحدث اإليجابي عن اخلدمة والذى ميثل وسيلة إتصال إيجابية فعالة ناجتة عن جتربة شرائية تكون عنها صورة ايجابية عن اخلدمة أو السلعة لدى العمالء. - 3 سلوك الوالء: ي عد سلوك الوالء أحد السلوكيات املترتبة على رضا العمالء وهو يتميز 148

149 رضاء العمالء عن اخلدمات املقدمة وعالقته بسلوكهم الرشاىئ بأنه إلتزام عميق بتكرار الشراء أو إعادة التعامل على الدوام مع نفس اخلدمة يف املستقبل سلوكيات العمالء الناجمة عن عدم رضائهم عن اخلدمة املقدمة هناك عدة سلوكيات قد يتخدها العمالء نتيجة لعدم رضائهم عن اخلدمة ومن أهمها مايلي )املنياوي مرجع سابق ص 126 (: 1 التحول عن التعامل من منظمة إلى منظمة أخرى حيث ي عد حتول العميل رد فعل سلوكي ناجت عن حدوث عدم الرضا عن اخلدمة وقد يرجع السبب يف ذلك إلى عدم إظهار اإلهتمام بالعمالء من قبل القائمني بتقدمي اخلدمات والذين ميثلون الواجهة األمامية للمنظمة أمام العمالء إستغراق وقت طويل لإلستجابة ملتطلبات العميل عدم توفر اخلدمة املطلوبة مستوى اجلودة متقارب مع مستوى املنافسني إال أن السعر أعلى. 2 سلوك الشكوى والذي ي عد رد فعل يحدث نتيجة عدم الرضا الذي يشعر به العميل عن اخلدمة أو السلعة بسبب وجود أخطاء عند التقدي مثال التأخير يف تسليم اخلدمة أو عدم دقة املواعيد. - 3 غياب رد الفعل فبعض العمالء ال يحبذون فكرة تقدمي الشكاوي وال يكون لهم سلوك رد الفعل مما يعرض الشركة خلطر فقدان العمالء. 4. الدراسة التطبيقية 1.4 نبذه عن الشركة موضع الدراسة تأسست شركة اخلطوط اجلوية الليبية يف عام 1964 م بإسم»اخلطوط اجلوية للمملكة الليبية«ويف عام 1970 م تغير إسمها إلى»اخلطوط اجلوية العربية الليبية«ومؤخرا أصبح إسمها»اخلطوط اجلوية الليبية«وتقدم الشركة خدمات نقل إلى ثالثني وجهة يف أنحاء ليبيا وأوربا وشمال إفريقيا والشرق األوسط وتتمثل رسالة الشركة فى سعيها إلثبات وجودها كإحدى أكثر الشركات آمانا وأكثرها إعتمادية وفعالية وتعمل على توسيع إمكانياتها لتستوعب نقل )1.5( مليون مسافر بأسطول يتجاوز) 20 ( طائرة. *وتتمثل طبيعة خدمات الشركة لعمالئها ومعايير جودتها يف اآلتي )مجلة اخلطوط اجلوية الليبية أون فاليت 2014(: - 1 معايير اجلودة يف مكاتب احلجز: سرعة إجناز احلجز وتسجيل التذاكر تزويد العمالء باملعلومات املطلوبة حتلي املوظيفني باللطف وحسن اإلستقبال واملعاملة توفير البيئة املادية اجليدة واملالئمة للعاملني والعمالء مبكاتب احلجز. - 2 معايير جودة خدمة املطار: توفير املعلومات الالزمة عن اآلمان»شاشات أوقات الرحات وأرقامها اإلرشادات واملساعدات الالزمة تسهيل عملية التسجيل وتزويد الركاب 149

150 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 بالتفاصيل عن طريق فرق متخصصة اآلمان ونظافة املكان وتهيئة العاملني بروح الفريق ولباقة املعاملة. - 3 معايير جودة اخلدمات على منت الطائرة: تقدمي اخلدمات الضرورية للركاب اإلرشادات واملعلمومات الالزمة داخل الطائرة أثناء الرحلة حسن املعاملة وحتلي أطقم الرحلة باللباقة والنشاط واحليوية أثناء تقدمي اخلدمات. - 4 معايير جودة اخلدمة بعد الرحلة: البحث عن األمتعة الضائعة وتعويض التذاكر توفير وسائل اإلتصال. 2.4 خصائص املشاركني يف الدراسة 1 توزيع املشاركني حسب اجلنس جدول ( 2 ) التوزيع التكراري والنسبي املئوي للمشاركني حسب اجلنس النسبة % % 95 % 5 اجلنس ذكور العدد إناث املجموع تشير البيانات باجلدول أعاله املتعلق بتوزيع املشاركني حسب اجلنس أن نسبة الذكور % 95 بينما نسبة اإلناث % 5 من اإلجمالي األمر الذي يشير إلى أن أغلب عمالء الشركة من الذكور وهذا أمر منطقي يف مجتمع مثل املجتمع الليبي حيث الذكور أكثر استخداما خلدمات السفر من اإلناث. شكل ( 1 ) التوزيع التكراري والنسبي املئوي للمشاركني حسب اجلنس 150

151 رضاء العمالء عن اخلدمات املقدمة وعالقته بسلوكهم الرشاىئ 2 توزيع املشاركني حسب املؤهل العلمي جدول ( 3 ) التوزيع التكراري والنسبي املئوي ملفردات العينة حسب املؤهل العلمي النسبة % % 1 % 2 % 75 % 22 % 13 % 4 % 2 املؤهل العلمي الدكتوراه املاجستير بكالوريوس/ ليسانس دبلوم عالي دبلوم متوسط ثانوية عامة تعليم أساسي العدد املجموع من اجلدول يتضح أن أعلى نسبة هم حملة املؤهالت العلمية اجلامعية ومتثل % 75 وأقل نسبة هم ذوى مؤهل التعليم األساسي وبلغت 1 %. وبوجه عام ميكن القول بأن معظم املشاركني «العمالء «ذوي مؤهالت علمية عالية وبالتالي تكون رغباتهم وتوقعاتهم للخدمات املقدمة من الشركة على مستوى من الدقة وميكن اإلستفادة منها يف استسقاء النتائج. شكل ( 2 ) التوزيع التكراري والنسبي املئوي للمشاركني حسب املؤهل العلمي 151

152 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 3 توزيع املشاركني حسب الفئات العمرية اجلدول ( 4 ) التوزيع التكراري والنسبي املئوي للمشاركني حسب الفئات العمرية النسبة % % 39 % 54 % 6 % الفئة العمرية أقل من 30 سنة من 30 سنة إلى أقل من 40 سنة من 40 سنة إلى أقل من 50 سنة من 50 سنة فأكثر املجموع العدد من اجلدول يتضح أن أعلى نسبة هم الفئة العمرية التي تتراوح مابني 30 سنة إلى أقل من 40 سنة ومتثل % 54 وأق ل نسبة الفئة العمرية من 50 سنة فأكثر %. 1 ويتسم املشاركني بفئات عمرية متنوعة مما يتيح إمكانية التعرف على مستوى رضا العمالء مبختلف الفئات العمرية عن اخلدمات املقدمة وعالقته بإتخاذ وتكرار قرارهم الشرائى مستقبال. شكل ( 3 ) التوزيع التكراري والنسبي املئوي للمشاركني حسب الفئات العمرية 152

153 رضاء العمالء عن اخلدمات املقدمة وعالقته بسلوكهم الرشاىئ 4 توزيع املشاركني حسب طبيعة العمل اجلدول )5( التوزيع التكراري والنسبي املئوي املشاركني حسب طبيعة العمل النسبة % % 29 طبيعة العمل موظف العدد 146 % أعمال حرة % 7 36 متقاعد املجموع من اجلدول يتضح أن أعلى نسبة للمشاركني ذوي األعمال احلرة وهى % 64 والنسبة األقل هى فئة املتقاعدون حيث متثل نسبتهم % 7 من إجمالي نسب املشاركني بالدراسة كما يالحظ أن املشاركني لهم طبيعة عمل متنوعة حيث فئة رجال األعمال أكثر استخدام خلدمات الشركة وبالتالي ميكن التعرف على مدى رضائهم ووالئهم للشركة وخدمات شكل ( 4 ) التوزيع التكراري والنسبي املئوي للمشاركني حسب طبيعة العمل 5 توزيع املشاركني حسب اجلنسية جدول ( 6 ) التوزيع التكراري والنسبي املئوي ملفردات العينة حسب اجلنسية النسبة % % 75 % 21 % اجلنسية ليبي عربي أجنبي املجموع العدد

154 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 من اجلدول يتضح أن نسبة متثلت فى الليبيني متثل 75 % بينما نسبة العرب متثل % 21 ونسبة األجانب % 4 مما يعكس تنوع املشاركني األمر الذي يفيد يف إمكانية التعرف على درجة الرضا عن اخلدمة املقدمة وعالقتها بسلوكهم وقرارهم الشرائي من وجهة نظر عمالء ذوي ثقافات مختلفة. شكل ( 5 ) التوزيع التكراري والنسبي املئوي للمشاركني حسب اجلنسيه 3.4 حتليل إجابات املشاركني املتعلقة برضا العمالء عن اخلدمات املقدمة من مكاتب املبيعات بالشركة جدول ( 7 ) التوزيع التكراري والنسبي املئوي إلجابات املشاركني على العبارات املتعلقة برضا العمالء ودرجات املوافقة عليها حسب أسلوب التوزيع النسبي ت العبارة نعم حلد ما ال درجة املوافقة 125 % % % 40 أنت من العمالء الذين يفضلون شراء تذاكر الشركة. التكرار النسبة متوسطة % % % 28 دائما تكون راضيا عن اخلدمة املقدمة من الشركة التكرار النسبة متوسطة % % % 44 تتوافر الدقة يف اإلجراءات املتعلقة بحجز تذاكر السفر التكرار النسبة متوسطة % % % 40 تتوافر البساطة يف اإلجراءات املتعلقة بحجز تذاكر السفر التكرار النسبة منخفضة 4 154

155 رضاء العمالء عن اخلدمات املقدمة وعالقته بسلوكهم الرشاىئ 112 % % % 43 إجناز اإلجراءات املتعلقة بحجز تذاكر السفر تتسم بالسرعة. التكرار النسبة متوسطة % % % 45 تعتبر ( الدقة تبسيط اإلجراءات السرعة( عوامل أساسية لتكرارعملية شراء اخلدمات املقدمة من قبل الشركة. التكرار النسبة منخفضة % % % 27 هناك حتسينات يف تقدمي اخلدمات مبكاتب احلجز. التكرار النسبة متوسطة % % % 43 مكاتب احلجز مجهزة بوسائل الراحة إلستقبال العمالء التكرار النسبة متوسطة 8 81 % % % 53 أسعار تذاكر السفر بالشركة منافسة للشركات املحلية األخرى التكرار النسبة متوسطة % % % 45 مستوى اخلدمات املقدمة من قبل الشركة أعلى جودة من اخلدمات املقدمة من قبل الشركات املحلية املنافسة. التكرار النسبة متوسطة % % % 27 تعتبر نفسك أحد عمالء الشركة الذين لديهم والء خلدماتها مما يجعلك دائما تكرر عمليات الشراء خلدماتها. التكرار النسبة متوسطة % % % 28 اخلدمات املقدمة من قبل الشركة تشبع إحتياجاتك األساسية ولذلك تعتبر نفسك أحد عمالئها. التكرار النسبة منخفضة

156 اجلاميع جملة علمية حمكمة % 97 4 % 1 13 % 2 سبق وأن تقدمت بشكوى إلدارة الشركة عن وجود تدني أو قصور يف مستوى اخلدمات املقدمة. التكرار النسبة منخفضة جدا % % % 53 مقدمي اخلدمات مبكاتب احلجز التابعة للشركة ميلكون خبرات ومهارات التعامل مع العمالء. التكرار النسبة منخفضة % % % 45 يعتبر سعر التذاكر بالشركة عامال أساسي يف إتخاذ قرار تكرار الشراء من الشركة. التكرار النسبة متوسطة % % % 28 اخلدمات املقدمة من قبل الشركة أكثر أهمية من مستوى أسعارها حتى وإن لم تكون منافسة. التكرار النسبة متوسطة 16 من اجلدول يتضح التباين يف إجابات املشاركني حول العبارات التي حتتويها إستمارة اإلستبيان حيث تتركز درجة املوافقة ما بني )منخفضة ومتوسطة ) مما يشير إلى أن درجة مستوى رضا العمالء متوسطة كما ينعكس ذلك من خالل درجة املوافقة املتوسطة على عدد )11( العبارة. ويف هذا اخلصوص تنوه الباحثة إلى أن بعض املشاركني من العمالء ليس بالضروري يفضلون شراء تذاكر شركة اخلطوط الليبية وكذلك ليس دائما يكونون راضيا عن اخلدمة املقدمة لهم من قبل الشركة موضع الدراسة. 4.4.النتائج : من خالل حتليل إستمارات اإلستبيان املوزعة علي العمالء مت التوصل فى الدراسة احلالية إلى نتيجة رئيسية تتمثل يف وجود عالقة ذات داللة إحصائية موجبة بني رضا العمالء عن اخلدمة املقدمة من شركة اخلطوط الليبية وسلوكهم الشرائي مبعنى أنه كلما زاد مستوى رضا العمالء عن اخلدمة املقدمة من شركة اخلطوط الليبية كلما تكرر سلوكهم الشرائى للخدمات املقدمة من الشركة موضع الدراسة وهذه العالقة طردية موجبة وتلخص الباحثة مجموعة من النتائج هي : 156

157 رضاء العمالء عن اخلدمات املقدمة وعالقته بسلوكهم الرشاىئ - 1 أظهرت نتائج التحليل اإلحصائي أن أسباب انخفاض املبيعات بشركة اخلطوط اجلوية الليبية يرجع لعدة أسباب منها: أ( الظروف السياسية الراهنة. ب( محدودية رحالت بشركة اخلطوط اجلوية الليبية. ج( تعدد الشركات املنافسة. 2 أظهرت نتائج التحليل اإلحصائي أنه من منظور العمالء لدى الشركة مجموعة من املقومات التي تكفل حتقيق رضا العمالء احلاليني وإستقطاب عمالء جدد مرتقبيني ومن هذه املقومات أ( وجود قسم مختص بقبول الشكاوى املقدمة من قبل العمالء ب( الشركة تضع جودة اخلدمات املقدمة موضع االهتمام. ج( أسعار خدمات الشركة تعتبر يف يف متناول اجلميع. د( لدى الشركة موقع على شبكة املعلومات الدولية يتيح للعمالء االطالع واحلصول على كافة املعلومات الالزمة عن اخلدمات املقدمة من قبل الشركة موضع الدراسة. 3 أظهرت أيضا نتائج التحليل اإلحصائي وجود قصور من قبل إدارة الشركة يتمثل يف: - أ( اإلفتقار إلى إجراء البحوث التسويقية للتعرف على مستوى جودة اخلدمات التي تقدمها الشركة مقارنة باخلدمات املقدمة من قبل الشركات املماثلة. ب( إفتقار الشركة إلدخال تعديالت وتطوير العمل مبكاتب احلجز من فترة ألخرى لغرض تبسيط اإلجراءات والسرعة والدقة يف إجناز العمل. ج( الشركة ال تقوم بإستطالع آراء العمالء نحو مستوى اخلدمات املقدمة من فترة ألخرى والسعي ملعرفة إحتياجاتهم األساسية بشكل دوري. - 4 أظهرت نتائج التحليل اإلحصائي أن الشركة تعير إهتمام نحو حتديد السعر املناسب خلدماتها املقدمة حيث أنها تضع تسعير اخلدمات ضمن أولوياتها عند وضع استراتيجياتها التسويقية. - 5 من بني أسباب إنخفاض مبيعات الشركة وجود شركات محلية وأجنبية منافسة ووجود العديد من التحديات التي حتول دون إمكانية الشركة حتقيق درجة ومستوى إشباع عالي من الرضا لعمالئها وجود خلل يف دقة املواعيد وخاصة ملواعيد الرحالت ( اإلقالع الهبوط ) والتي قد تكون أحيانا خارج إرادة الشركة باإلضافة إلى عدم إعطاء األهمية إلجراء البحوث التسويقية وإستطالع آراء العمالء نحو مستوى اخلدمات املقدمة للتعرف على متطلباتهم ومن مت العمل على تلبية إحتياجاتهم. 157

158 158 اجلاميع جملة علمية حمكمة التوصيات : إستنادا إلى ما توصلت إليه الدراسة من نتائج تقترح الباحثة التوصيات التالية : - 1 العمل على وضع خطة إتصالية متكن الشركة موضع الدراسة من الغتصال املباشر بعمالئها من أجل التعرف على حاجاتهم ومتطلباتهم األساسية ومن مت أخدها بعني اإلعتبار وتلبيتها يف ظل اإلمكانيات املتاحة للشركة. 2 القيام بإجراء البحوث امليدانية املتعلقة بتقييم رضا العمالء عن اخلدمة املقدمة من الشركة موضع الدراسة وذلك بهدف التعرف على جوانب النقص والقصور يف اخلدمة املقدمة لعمالئها ومعاجلتها. - 3 بالرغم من أن الشركة موضع الدراسة متلك من املقومات ما يكفل حتقيق مستوى إشباع ودرجة من الرضا لعمالئها إال أنها لم ترتقي إلى املستوى الذى يرغبه العمالء وعليه من األهمية أن تعمل اإلدارة العليا بالشركة على إعادة النظر يف سياساتها وإستراتيجياتها التسويقية من فترة ألخرى حتى يتسنى لها مواكبة التطورات التي تطرأ فى صناعة الطيران خاصة يف ظل وجود بيئة تنافسية واإلستجابة الى رغبات عمالئها ومن مت توجيه سلوكهم الشرائي والتأثيرعلى قراراتهم الشرائية بالتكرار لطلب اخلدمة من شركة اخلطوط اجلوية الليبية. 4 أن تعير إدارة الشركة إهتماما متزايدا لدعم وتعزير املقومات واملوارد املتوفرة بها وخاصة العنصر البشري الذي يعد أفضل استثمار يف األجل الطويل. 4.6 املراجع الكتب 1 أحمد عرفه سميه شلبى ( اإلدارة اإلستراتيجية للتسويق فى صراع العوملة ) جامعة نيويورك أحمد شاكر العسكرى ( دراسات تسويقية( املكتبة الوطنية للنشر ابراهيم بلحمير أسس التسويق اجلزائر دار اخللدونية للنشر اسماعيل محمد السيد ) اإلعالن( االسكندرية الدار اجلامعية للنشر والتوزيع أمين على عمر قراءات فى سلوك املستهلك الدار اجلامعية للنشر والتوزيع اإلسكندرية تامر ياسر البكرى ( التسويق أسس ومفاهيم معاصرة( عمان دار اليازورى للنشر حميد الطائى محمود الصميدعى وآخرون )األسس العلمية للتسويق للحديث مدخل شامل( عمان دار اليازورى العلمية للنشر والتوزيع حق احمد اخلضيرى )التسويق فى ظل عدم وجود نظام معلومات( دار بتراك للنشروالتوزيع ط

159 رضاء العمالء عن اخلدمات املقدمة وعالقته بسلوكهم الرشاىئ 9 جيبية كشيدة إستراتيجية رضا العميل رسالة ماجستيرغير منشورة تسويق جامعة اجلزائر سعاد راغب اخلطيب )مدخل الى العالقات العامة( دار املسيرة للنشر والتوزيع عمان سمير صبره ( مبادئ التسويق مدخل معاصر( عمان دار االعصار العلمى للنشر والتوزيع كاسر نصر املنصور )سلوك املستهلك مدخل لالعالن( عمان دار احلامد للنشر طلعت أسعد عبداحلميد ياسر عبداحلميد اخلطيب طارق محمد خزندار) سلوك املستهلك ) املفاهيم العصرية والتتطبيقات الرياض مكتبة الشقرى طلعت أسعد عبد احلميد )التسويق االبتكاري الطريق إلى الربح يف كل العصور( مطبعة النيل مصر عائشة مصطفى املنياوى ( سلوك املستهلك املفاهيم واالستراتيجيات ( ط 2 القاهرة مكتب عني شمس عبدالسالم أبوقحف ( التسويق وجهة نظر معاصرة ( اإلسكندرية مطبعة الشعاع عبدالعزيز أبو نبعه ) التسويق املعاصر مبادئ النظرية - التطبيق( دار املناهج للنشر والتوزيع عمان عصام الدين أمني أبوعلقة ( تسويق مقدم للترويج ( القاهره مؤسسة طيبة للنشروالتوزيع عالء الدين الغرباوى وآخرون) التسويق املعاصر( اإلسكندرية الدار اجلامعية عمرو حسن خير الدين )تاثير ادراك العميل جلودة اخلدمة على درجة الوالء املجلة العلمية لالقتصاد والتجارة كلية التجارة جامعة عني شمس فيليب كوتلر ( التسويق ( ترجمة مازن نقاع دمشق دار عالء الدين مالكوم )التخطيط التسويقى( ترجمة صالح محمد الدوش محمد عبداهلل العوض الرياض منشورات مكتبة امللك فهد الوطنية مأمون سليمان الدراسمة )ادارة اجلودة الشاملة وخدمة العمالء( دار الصفاء للنشر والتوزيع محمد ابراهيم عبيدات ) أساسيات التسعير فى التسويق املعاصر مدخل سلوكى( عمان دار املسيرة محمد فريد الصحن ) اخلدمات التسويقية وأثرها على املستهلك( االسكندرية الدار اجلامعية محمد منير حجاب ( العالقات العامة فى املؤسسات احلديثة( القاهرة دار الفكر للنشر جنم عبود جنم )إدارة االبتكار( عمان دار وائل للنشر والتوزيع

160 اجلاميع جملة علمية حمكمة نعيم الصيد عاشور ) مبادئ التسويق ( عمان دار اليازوى للنشر يوسف أبو فارة ) التسويق االلكترونى عناصر املزيج التسويقىعبر االنترنت( دار وائل الدوريات - 1 مجلة اخلطوط الليبية أون فاليت الرسائل العلمية: 1 الصيد عمر معتوق ( قراءة العالمة العامة على مستوى اإلقبال( رسالة ماجستير غير منشورة األكادميية الليبية للدراسات العليا طرابلس جمال محمد عمر ضانه ( سياسات التسعير وأثرها على رضاء املستهلك ( رسالة ماجستير غير منشورة األكادميية الليبية للدراسات العليا طرابلس حسني محمد الدويب ( تخطيط وتطوير املنتجات اجلديدة وأثره على رضا املستهلك ( رسالة ماجستير غير منشورة األكادميية الليبية للدراسات العليا طرابلس

161 األسباب واملعوقات املؤثرة يف عملية االلزتام بتقديم اإلقرار الرضييب يف مواعيده املحددة قانونا من قبل ممويل رضيبة أرباح الرشاكت يف يلبيا د. مسعود حممد امريود * د.شمس ادلين حممد فرج ** ملخص الدراسة هدفت الدراسة إلى التعرف على ماهية اإلقرار الضريبي الطوعي املعمول به حاليا كأسلوب مباشر لتقدير دخل املمول اخلاضع للضريبة حسب ماورد بالتشريع الضريبي رقم )7 ) لسنة 2010 م والوقوف على األسباب واملعوقات الكامنه وراء عدم التزام نسبة كبيرة من ممولي ضريبة أرباح الشركات عن تقدميه صحيحا ويف املواعيد املحددة قانونا ولتحقيق هدف الدراسة مت تصميم صحيفة استبيان وزعت على مجتمع الدراسة واملتمثل يف فاحصي وموظفي إدارة الضريبة على الشركات مبصلحة ضرائب طرابلس واستخدم املنهج الوصفي التحليلي يف حتليل البيانات باإلضافة إلى إج راء بعض االختبارات اإلحصائية يف حتليل واختبار فرضيات ال دراس ة وتوصلت ال دراس ة ب أن األسباب واملعوقات املتعلقة بالظروف األمنية واالقتصادية والسياسية من األسباب الرئيسية التي تؤدي إلى تخلف املمولني عن تقدمي إقراراتهم الضريبية يف موعدها املحدد قانونا فضال عن غياب الدور الفعال لإلدارة الضريبية واملتمثل يف ضعف إدائها الفني وغياب املتابعة الدورية واملستمرة للممولني وكذلك ضعف الوعي الضريبي للممولني وجهلهم ببعض نصوص القانون الضريبي وعدم إدراكهم ألهمية تقدمي إقراراتهم الضريبية صحيحة ويف مواعيدها املحددة قانونا. مقدمة أقر التشريع الضريبي الليبي يف املادة )2( من قانون ضرائب الدخل رقم )7 ) لسنة 2010 بطريقة التقدير املباشر لدخول املمولني واملبنية على اإلقرارات الضريبية التي يقدمها املمولون يف مواعيدها املحددة إلى مصلحة الضرائب والزمت املادة )56 ) من الالئحة التنفيدية كافة الشركات الوطنية سواء كانت خاصة أوعامة وفروع الشركات *عضو هيئة اتلدريس لكيةاملحاسبة جامعة اجلبل الغريب **عضو هيئة اتلدريس لكيةاملحاسبة جامعة اجلبل الغريب 161

162 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 االجنبية بتقدمي إقراراتها الضريبية عن دخولها خالل شهر من تاريخ املصادقة على امليزانية يف موعد أقصاه أربعة أشهر من انتهاء السنة املالية وتربط الضريبية من واقع هذه االق رارات وقد تقبل مصلحة الضرائب تلك اإلق رارات يف حالة اعتقادها بصدق املعلومات والبيانات التي حتتويها كما يكون لها حق تعديلها حسب ما يتوافر لها من معلومات من مصادر خارجية أو عن طريق ممارسة حقها يف االط الع على الدفاتر واملستندات التي ترتكز عليها تلك اإلق رارات. ويتميز اسلوب اإلقرار الضريبي بشكل عام بتخفيف العبء اإلداري واملالي عن اإلدارة الضريبية يف عملية التقدير مبا يقلل من اجلهد والوقت الذي يبذله اجلهاز الضريبي يف تقدير الضريبة وهو أسلوب مستخدم يف دول متقدمة بصورة فعالة إال أنه قد يتخلف أو ال يلتزم بعض املمولني من الشركات بتقدمي إقراراتهم الضريبية يف مواعيدها املحددة قانونا أو تقدميها غير صحيحة. لذلك فإن هده الدراسة اهتمت بدراسة وحتليل األسباب واملعوقات التي تؤدي إلى عدم تقدمي اإلقرار الضريبي يف مواعيده املحددة التي نص عليها القانون الضريبي من قبل ممولي ضريبة أرباح الشركات يف ليبيا. الدراسات السابقة: شهدت السنوات االخيرة اهتماما واضحا وتطورا ملموسا يف البحوث والدراسات الضريبية التي اهتمت بدراسة وحتليل املشاكل والصعوبات التي تؤثر يف حجم احلصيلة الضريبية منها على سبيل املثال ( سمور 2008 ميرة 2010 امريود Savell الاليف Evans ) Moser and - دراسة )1995 Evans )Moser and تقوم هذه الدراسة على فرضية مفادها «أنه يف ظل عدم العدالة األفقية سيقدم دافع الضريبة يف إقراره الضريبي دخل أقل أو أكثر عندما يتم زيادة أو تخفيض معدل الضريبة مع بقاء اخلدمات العامة على حالها «وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها : دافعي الضرائب يعلنون عن دخل أكبر عند شعورهم بالعدالة األفقية ال يوجد تأثير لعدم وجود عدالة تبادلية على إفصاح املكلف عن دخله يف اإلقرار الضريبي وإفصاح املكلف عن دخله يف اإلق رار الضريبي يزيد وينخفض حسب زيادة وانخفاض املخاطر املترتبة على التهرب الضريبي. - دراسة الاليف )2001 ( بعنوان اإلقرار الضريبي يف إطار خدمات املراجع اخلارجي يف ليبيا وهدفت الدراسة إلى إبراز أهمية إدراج اإلقرار الضريبي ضمن إطار خدمات املراجع اخلارجي وبيان مدى متتع املراجع اخلارجي يف ليبيا بالتأهيل املهني الكايف ألداء اخلدمات الضريبية. واستنتجت الدراسة بأن عملية إدراج اإلق رار الضريبي يف إطار 162

163 األسباب واملعوقات املؤثرة يف عملية االلزتام بتقديم اإلقرار الرضييب يف مواعيده املحددة قانونا من قبل ممويل رضيبة ارباح الرشاكت يف يلبيا خدمات املراجع له أهمية كبيرة يف حل املشاكل والصعوبات التي تواجه املمول ومصلحة الضرائب واحلد من ظاهرة التهرب الضريبي. - دراسة )2002 )Savell هدفت إلى إمكانية تطوير الفحص الضريبي من خالل إمكانية حصول فريق الفحص الضريبي على املعلومات الضريبية من طرف ثالث على قاعدة احلاجة للمعرفة واستنتجت الدراسة بأن طريقة الفحص قد تتوصل إلى معلومات عن طريق طرف ثالث ويتم التعامل مع املكلف باستخدام تلك املعلومات يف عملية الفحص الضريبي. - دراسة احللو )2005 ) تناولت الدراسة ماهية البيئة التي يخرج منها قرار تقدير ضريبة الدخل وتأثيرها على موضوعية واستقاللية وسالمة القرار وحتديد املؤثرات السلبية املحيطة بقرار التقدير وكانت أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة إن قرار تقدير ضريبة الدخل يتأثر من حيث املوضوعية واالستقاللية بالعوامل البيئية واالقتصادية املحيطة. - دراسة سمور )2008 ) يف فلسطني تناولت الدراسة مشكالت التقدير الذاتي لضريبة الدخل وفقا ألحكام قانون ضريبة الدخل يف فلسطني وهدفت الدراسة إلى معرفة األسباب الكامنه وراء عزوف نسبة كبيرة من املكلفني عن تقدمي كشف التقدير الذاتي يف مواعيده املحددة وتوصلت إلى مجموعة من النتائج أهمها: سؤ األوضاع االقتصادية وتدني الدخل وغياب الدور الفعال إلدارة الضرائب يف الفحص واملتابعة اسباب رئيسية تسهم يف عدم تقدمي املكلفني لكشف التقدير الذاتي يف املواعيد املحددة. - دراسة ميرة )2010 ) يف ليبيا هدفت هذه الدراسة إلى إمكانية تضييق الفجوة بني قانون ضرائب الدخل الليبي ومعايير التقارير املالية الدولية وأثره على البيئة الليبية واستنتجت الدراسة بوجود مشاكل إدارية ومحاسبية تواجه قانون ضرائب الدخل الليبي كما استنتجت الدراسة على وجود فروقات بني قانون ضرائب الدخل الليبي ومعايير التقارير املالية الدولية. - دراسة أبوعني وامريود )2013 ) يف ليبيا هدفت هده الدراسة إلى معرفة مدى التزام فاحصي الضرائب يف ليبيا بتعليمات مصلحة الضرائب وإجراءات الفحص وفقا لنصوص التشريع الضريبي باخلصوص يف مجال الضريبة على دخل الشركات واستنتجت الدراسة بأنه ال يوجد التزام كاف من قبل فاحصي الضرائب يف ليبيا بإجراءات الفحص وفقا للتشريع الضريبي األمر الذي يؤدي باملمولني إلى التهرب الضريبي وتخلفهم عن تقدمي إقراراتهم الضريبية أو تقدميها غير صحيحة. 163

164 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 وأهم ما مييز هذه الدراسة عن الدراسات السابقة أنها اهتمت بدراسة األسباب واملعوقات التي تؤدي إلى عدم التزام ممولي ضريبة أرباح الشركات بتقدمي إقراراتهم الضريبية يف موعدها املحدد قانونا وهذا مالم يتم تناوله يف الدراسات السابقة على الصعيد املحلي حسب علم الباحثني. مشكلة الدراسة: يعمل التقدير املباشر للدخل على الوصول إلى مقدار الدخل الفعلي للممول عن طريق حصر وقياس عناصر هذا الدخل مباشرة باالعتماد على البيانات الفعلية بدال من االعتماد على القرائن أو املظاهر اخلارجية والتقدير املباشر للدخل هو أكثر األساليب شيوعا يف التشريعات احلديثة حيث ميكن أن تصل اإلدارة الضريبية إلى مقدار دخل املمول اخلاضع للضريبة بتعاون املمول نفسه وتقدميه إقرار ضريبي عن دخله كما ميكن أن تلجأ اإلدارة الضريبية من تلقاء نفسها حلساب دخل املمول مباشرة من واقع مستندات ودفاتر املمول وذلك يف حالة تخلفه عن تقدمي اإلقرار الضريبي أو يف حالة عدم صحة ودقة البيانات الواردة به إن مسألة االلتزام بتقدمي اإلقرار الضريبي هي التزام قانوني يقع على عاتق املمول دون مطالبة كما أن امتناعه عن تقدمي اإلقرار ببياناته ومستنداته املؤيدة له يف املوعد واملكان املحدد يعد ظاهرة سلبية تؤثر يف حجم احلصيلة الضريبية وفقدان الثقة بني املمول ومصلحة الضرائب. لذلك فإن هذه الدراسة حتاول اإلجابة على التساؤل التالي : ماهي األسباب واملعوقات التي تؤدي إلى عدم تقدمي املمولني من الشركات إلقراراتهم الضريبية صحيحة ويف مواعيدها املحددة قانونا اهداف الدراسة : 1 توضيح مفهوم اإلقرار الضريبي ومرفقاته واملزايا واألهداف التي تنتج عنه يف حالة االلتزام بتقدميه صحيحا ويف الوقت املحدد. 2 معرفة وحتديد املشاكل والصعوبات التي تؤدي إلى عدم االلتزام بتعبئة وتقدمي اإلقرار الضريبي يف موعده املحدد قانونا. فرضيات الدراسة : بناء على مشكلة الدراسة وأهدافها ميكن صياغة فروض الدراسة على النحو التالي: الفرضية االولى»توجد عالقة ذات داللة إحصائية بني ضعف مصلحة الضرائب من النواحي الفنية والتنظيمية والتوعوية وااللتزام بتقدمي اإلقرار الضريبي «164

165 األسباب واملعوقات املؤثرة يف عملية االلزتام بتقديم اإلقرار الرضييب يف مواعيده املحددة قانونا من قبل ممويل رضيبة ارباح الرشاكت يف يلبيا الفرضية الثانية : «توجد عالقة ذات داللة إحصائية بني سوء االوضاع األمنية واالقتصادية والسياسية وااللتزام بتقدمي اإلقرار الضريبي «الفرضية الثالثة : «هناك عالقة ذات داللة إحصائية بني ضعف الوعي الضريبي لدى املمولني وااللتزام بتقدمي اإلقرار الضريبي «أهمية الدراسة : الدراسة تستمد هذه الدراسة أهميتها يف كونها األولى على الصعيد املحلى على حسب علم الباحثني كما أن عملية دراسة األسباب والصعوبات املتعلقة مبسألة عدم التزام املمولني بتقدمي إقراراتهم الضريبية يف موعدها املحدد يعد أمرا ذا أهمية ملا يترتب عليه من إحلاق الضرر مبصدر مهم من مصادر إيرادات الدولة نتيجة لعدم حتصيل اإليرادات يف مواعيدها املحددة فضال عن أنه قد يؤدي إلى التضاؤل يف عملية التحصيل. حدود الدراسة : - تقتصر الدراسة على اإلقرار الضريبي ملمولي ضريبة أرباح الشركات يف ليبيا. - تقتصر الدراسة امليدانية على إدارة ضرائب طرابلس العتبار أن أغلب الشركات العاملة يف ليبيا مسجلة لدى هذه اإلدارة. اإلطار النظري للدراسة : أوال : مفهوم اإلقرار الضريبي : يعرف اإلقرار الضريبي على أنه البيان الذي يفرض قانون الضرائب على املمول يف بعض احلاالت تقدميه لتبيان دخله من مصدر معني أو من جميع مصادر الدخل حسب األحوال لكي يتسنى ملصلحة الضرائب فحصه وربط الضريبة على أساس منه إن وجدته أصوليا ومواتيا ( الشاوي ) 2000 كما يعرف بأنه اعتراف من املمول مبقدار ماحققه من أرباح أو خسائر نتيجة مزاولة نشاطه اخلاضع للضريبة يف السنة السابقة )الاليف 2002 نقال عن بديوي ) 1996 ويعرف اإلقرار الضريبي أيضا بأنه «تلك البيانات واملعلومات التي توضح إيرادات ومصروفات ونتيجة العمليات املختلفة التي قام بها املمول اخلاضعة للضريبة عن فترة زمنية محددة يلزم املمول أوغيره بتقدميها إلى مصلحة الضرائب على من وذج معني»)الشاوش ) 2004 ويعرفه البعض بأنه»عبارة عن بيان يقدم إلى مصلحة الضرائب يعرض فيه املمول 165

166 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 نتيجة أعماله لعام كامل وهو مستند قانوني ملزم للممول وحجة عليه ويكون هذا الكشف أو املستند مؤرخا وموقعا عليه من قبل املمول نفسه وهو وسيلة هامه من الوسائل التي تستخدمها اإلدارة الضريبية يف فحص أعمال املمول وحتديد قيمة الضريبة املستحقة عليه )اخلطيب ) 2004 وميكن أن نستنتج من التعريفات السابقة لإلقرار الضريبي األمور التالية : 1 يعتبراإلقرار الضريبي اعترافا مكتوبا وموقعا عليه من املمول. 2 يقدم اإلقرار الضريبي إلى مصلحة الضرائب املختصة خالل موعد محدد قانونا. 3 يعد اإلقرار الضريبي عن فترة نشاط محددة. 4 يوضح اإلقرار الضريبي نتيجة عمليات املمول وكذلك إجمالي اإليرادات اخلاضعة للضريبة واملصروفات أو التكاليف املسموح بخصمها من هذه اإليرادات. وميتاز أسلوب اإلقرار الضريبي بأنه يخفف العبء عن اإلدارة الضريبية يف عملية التقدير كما أنه يزيد من التحصيالت الضريبية ويحقق العدالة النسبية للممول وخزينة الدولة ويقوي جسور الثقة بني املمولني واإلدارة الضريبية ويبسط إج راءات العمل داخل مصلحة الضرائب ويقلل اجلهد والوقت الذي يبذله اجلهاز الضريبي يف فرض الضريبة ويقلل من نفقات اجلباية )سرور ) 2008 لذلك فهو أسلوب مستخدم من أغلب التشريعات الضريبية احلديثة. ثانيا : االلتزام بتقدمي اإلقرار الضريبي : ألزم املشرع الضريبي الليبي املمولني بتقدمي إقراراتهم الضريبية وحددت املادة )2 ) 3 من قانون ضرائب الدخل الليبي رقم )7 ) لسنة 2010 م األحكام العامة يف تقدمي اإلق رار الضريبي وذل ك يف األح وال التي تربط فيها الضريبة بناء عل إق رار يقدمه املمول وهو ما يعرف بطريقة التقدير املباشر للدخل وألزمت املمول أن يقوم بدفع الضريبة من واقع اإلقرار الضريبي وخالل املواعيد املحددة يف املادة )56 ) 57 من الالئحة التنفيذية لقانون ضرائب الدخل سالف الذكر )خالل شهر من تاريخ املصادقة على امليزانية يف موعد أقصاه أربعة أشهر من تاريخ السنة املالية ) ثالثا : غرامات التخلف عن تقدمي اإلقرار الضريبي : حرص املشرع الضريبي الليبي على تقدمي اإلقرار الضريبي من قبل املمول وسداد قيمة الضريبة يف مواعيدها املستحقة وأورد مجموعة من اإلجراءات والعقوبات يف حالة تخلف املمول عن تقدمي اإلقرار الضريبي يف املواعيد القانونية أو يف حالة تقدمي إقرار أو إخطار أو بيانا غير مستوف للشروط املقررة يف شأنه فقد نصت املادة رقم )73 ) من 166

167 األسباب واملعوقات املؤثرة يف عملية االلزتام بتقديم اإلقرار الرضييب يف مواعيده املحددة قانونا من قبل ممويل رضيبة ارباح الرشاكت يف يلبيا قانون ضرائب الدخل الليبي رقم 7 لسنة 2010 م على : «يعاقب بغرامة مقدارها مثل الضريبة املستحقة طبقا للربط النهائي كل من تخلف بغير عذر مقبول عن تقدمي اإلق رارات أو اإلخطارات أوالبيانات املنصوص عليها يف القانون الضريبي ويعتبر يف حكم املتخلف عن تقدمي اإلقرارات أو البيانات تقدميها غير مستوفية للشروط املقررة يف شأنها ) كما أجاز املشرع الضريبي يف املادة رقم )4 ) ملصلحة الضرائب تقدير الدخل وفقا ملا تراه مناسبا وربط الضريبة بناء على هذا التقدير إذا تخلف املمول عن تقدمي اإلقرار الضريبي يف موعده املحدد قانونا. رابعا : مرفقات اإلقرار الضريبي : أوجبت الالئحة التنفيذية لقانون ضرائب الدخل الليبي أن يرفق باإلقرار عن دخل الشركات جميع الوثائق واملستندات املؤيدة ملا ورد به من بيانات. وتشمل املستندات الواجب تقدميها ما يلي : 1 امليزانية العمومية. - 2 حساب أوحسابات التشغيل واملتاجرة. - 3 حساب األرباح واخلسائر. - 4 كشف االستهالكات التي أجرتها املنشأة. - 5 كشف بتفاصيل املصروفات الواردة بحساب األرباح واخلسائر. ويجب أن تكون هذه املستندات معدة وفقا لألصول املحاسبية وموقعة من مقدم اإلقرار أو من ميثله قانونا ومعتمدة من قبل أحد املحاسبني القانونيني املشتغلني. ويجوز ملصلحة الضرائب إلزام الشركات االجنبية أن ترفق باإلقرارالضريبي صورة من القوائم املالية لنشاط املركز الرئيسي يف اخلارج. خامسا : األسباب التي تؤدي إلى عدم االلتزام بتقدمي اإلقرار الضريبي : هناك مجموعة من األسباب واملعوقات التي قد تؤدي إلى عدم التزام املمول بتقدمي اإلق رار الضريبي يف موعده املحدد قانونا أو تقدميه بيانات غير صحيحة باإلقرار الضريبي منها ( سمور 2008 منصور 2004 اخلطيب 2000 سلطان 1999 ) - 1 ضعف الوعي الضريبي لدى املمولني. - 2 انعدام االستقرار السياسي واالقتصادي. - 3 تدني الدخول نتيجة لسؤ األوضاع االقتصادية. - 4 عدم وجود العقوبات الضريبية الرادعة. 167

168 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23-5 عدم وجود حوافز منصوص عليها بالتشريعات الضريبية للممولني امللتزمني بتقدمي إقراراتهم الضريبية يف موعدها املحدد. - 6 عدم كفاءة اجلهاز الضريبي من النواحي الفنية والتوعوية. الدراسة امليدانية : أوال : مجتمع الدراسة. يتكون مجتمع الدراسة من جميع موظفي ومراجعي الضرائب على الشركات بقسم الضريبة على الشركات بإدارة ضرائب طرابلس. وقد مت اختيار مجتمع الدراسة من هذه اإلدارة نظرا ألن أغلب الشركات يف ليبيا يتم فحص حساباتها من قبل إدارة ضرائب طرابلس.. ثانيا : وسيلة جمع البيانات. مت االستعانة باالستبانة كأداة جلمع البيانات واملعلومات املطلوبة من مجتمع الدراسة وقد مت تصميم استمارة االستبيان بطريقة يسهل من خاللها متكني املشاركني من إعطاء البيانات املطلوبة يف يسر وسهولة. وقبل توزيع االستبانة على مجتمع الدراسة مت اختبار مدى صالحيتها حيث مت عرضها على عدد من األكادمييني واخلبراء يف اللغة ومن لهم خبرة وإطالع يف مجال البحث العلمي ألجل االسترشاد بآرائهم حول أسئلة االستبانة وقد استفاد الباحث من مالحظات املحكمني يف حذف أو تعديل بعض األسئلة ويف إعادة صياغة اإلستبانة يف صورتها النهائية أما فيما يتعلق بتحليل الثبات Reliability Analysis فقد حتقق الباحث من ثبات استبانة الدراسة من خالل إيجاد معامل ألفاكرونباخ Alpha Cronbach وقد أظهر التحليل أن معامالت الثبات ومعامالت الفاكرونباخ مرتفعة ومعنوية إحصائيا مما يؤكد صالحية االستبانة لالستخدام. جدول رقم )1( قياس ثبات األداة إلجابات املشاركني عدد الفقرات 8 معامل ألفاكرونباخ العوامل األسباب واملعوقات املتعلقة باإلدارة الضريبية. األسباب واملعوقات املتعلقة باملمولني. األسباب واملعوقات املتعلقة بالظروف األمنية واالفتصادية والسياسية. 168

169 األسباب واملعوقات املؤثرة يف عملية االلزتام بتقديم اإلقرار الرضييب يف مواعيده املحددة قانونا من قبل ممويل رضيبة ارباح الرشاكت يف يلبيا مت توزيع عدد )43( استبانه على مجتمع الدراسة املتمثل يف جميع موظفي وفاحصي الضرائب بقسم الضريبة على الشركات بإدارة ضرائب طرابلس رج ع منها 36 إستبانة وقد استبعدت 4 إستبانات لعدم اكتمال البيانات ومن ثم عدم صالحيتها للتحليل حيث أصبح عدد االستبانات املستخدمة يف التحليل يف هذه الدراسة )32( استبانة بنسبة ردود بلغت % 74 تقريبا إن هذه النسبة تعتبر - بحسب وجهة نظر الباحث - كافية لتمثيل مجتمع الدراسة إذا ما قورنت ببعض الدراسات املشابهة ولتحقيق أهداف البحث مت تقسيم االستبانة إلى جزئني تضمن اجلزء األول األسئلة العامة عن خصائص مجتمع الدراسة )موظفي وفاحصي الضرائب(. فيما احتوى اجلزء الثاني على 16 عبارة كل منها متثل معوقا وسببا واملفترض أنه يؤدي إلى عدم تقدمي ممولي ضريبة ارباح الشركات القراراتهم الضريبية صحيحة ويف موعدها املحدد قانونا. وبتوظيف برنامج الرزم اإلحصائية)) ))spss مت معاجلة البيانات إحصائيا باستخدام التكرارات والنسب املئوية واملتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية واختبار )T( ومعادلة الثبات )كرونباخ ألفا(. ثالثا : حتليل البيانات. بعد جتميع االستمارات استخدمت الطريقة الرقمية يف ترميز البيانات حيث مت ترميز إجابات املشاركني وفقا ملقياس ليكرت اخلماسي Scale( )Five Point Likert كما هو موضح باجلدول رقم )2(. جدول رقم )2( توزيع الدرجات على إجابات املشاركني اإلجابة موافق بشدة موافق محايد غير موافق غير موافق بشدة الدرجة وبالتالي يكون متوسط هذه الدرجات )3( فإذا كان متوسط اإلجابة أكبر من 3 فيدل على ارتفاع درجة التأثير أما إذا كان متوسط اإلجابات أقل من 3 فيدل على انخفاض درجة التأثير وبالتالي سوف يتم اختبار ما إذا كان متوسط درجة التأثير تختلف عن 3 أم ال. وبعد االنتهاء من ترميز اإلجابات وإدخال البيانات يف احلاسب اآللي باستخدام حزمة البرمجيات اجلاهزة Science( ) SPSS Statistical Package for Social مت استخدام هذه احلزمة يف حتليل البيانات واستخالص النتائج وتفسيرها كما يلي: 169

170 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 أوال - خصائص مجتمع الدراسة: - 1 الوظيفة اجل دول رقم )3( يبني التوزيع التكراري والنسبي للمشاركني )موظفي وفاحصي الضرائب( حسب الوظيفة. جدول رقم )3( التوزيع التكراري والنسبي للمشاركني )فاحصي وموظفي الضرائب( حسب الوظيفة النسبة % % 47 % 25 % 06 % 22 الوظيفة فاحص ضريبي مساعد فاحص رئيس قسم مستلم إقرار العدد ويتضح من اجلدول السابق رقم )3( أن نسبة % 47 من املشاركني هم من فئة فاحصي الضرائب ونسبة % 25 منهم مساعد فاحص ونسبة % 22 على وظيفة مستلم إقرار. ب. املؤهل العلمي للفاحصني وموظفي الضرائب: اجلدول رقم )4( يبني التوزيع التكراري والنسبي للمشاركني حسب مؤهالتهم العلمية. جدول رقم )4( التوزيع التكراري والنسبي للمشاركني حسب املؤهل العلمي. النسبة % % 6 % 9 % 79 % 6 % 0 % 100 املؤهل العلمي دبلوم متوسط دبلوم عالي بكالوريوس ماجستير دكتوراه املجموع العدد يبني اجلدول السابق رقم )4( أن نسبة % 79 من املشاركني يحملون شهادة البكالوريوس وأن حوالي نسبة % 6 منهم يحملون شهادة املاجستير وأن % 9 من املشاركني يحملون 170

171 األسباب واملعوقات املؤثرة يف عملية االلزتام بتقديم اإلقرار الرضييب يف مواعيده املحددة قانونا من قبل ممويل رضيبة ارباح الرشاكت يف يلبيا شهادة الدبلوم العالي وبذلك جند أن أغلبية املشاركني وبنسبة % 85 يف الدراسة ال يقل مؤهلهم العلمي عن درجة البكالوريوس وهذا يعطي مؤشرا إيجابيا ويدعم الثقة يف بيانات ونتائج الدراسة. ج. سنوات اخلبرة ملوظفي وفاحصي الضرائب: اجلدول رقم )5( يبني التوزيع التكراري والنسبي للمشاركني حسب سنوات خبرتهم. جدول رقم )5( التوزيع التكراري والنسبي للمشاركني حسب سنوات خبرتهم النسبة % % 16 % 37 % 47 % 100 سنوات اخلبرة أقل من 10 سنوات من 10 إلى 15 سنة أكثر من 15 سنة املجموع العدد يتضح من اجلدول رقم )5( أن نسبة % 16 من املشاركني يف الدراسة خبرتهم العملية تقل عن 10 سنوات بينما نسبة % 37 من املشاركني خبرتهم من 10 سنوات إلى 15 سنة وأن نسبة % 47 من املشاركني تزيد عن 15 سنة وبذلك ميكن القول إن نسبة % 84 من املشاركني تزيد خبرتهم عن 10 سنوات مما يعطي دعما وثقة أكبر يف البيانات املتحصل عليها من االستبانة وكذلك يف نتائج الدراسة. 2 نتائج اختبار فرضيات الدراسة : الختبار صحة فرضيات الدراسة قام الباحث باستخراج املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية ملجموعة املشاكل واملعوقات التي تتعلق ب اإلدارة الضريبية أو باملمولني أو بالظروف األمنية واالقتصادية والسياسية للبالد وذلك ملعرفة درجة تأثير هذه املشاكل واملعوقات كما قام الباحثان باستخدام اختبار T ملعرفة فيما إذا كانت هناك فروقات ذات داللة إحصائية بني املتوسطات احلسابية لكل سبب من األسباب املتعلقة باإلدارة الضريبية أوباملمولني أو بالظروف األمنية واالقتصادية والسياسية واملتوسطات العامة لهذه األسباب مجتمعة وبني املتوسط احلسابي الفرضي )3( فإذا كان املتوسط احلسابي ألي عامل من هذه العوامل أعلى من املتوسط الفرضي للدراسة )3( وكانت الفروق بينهما ذات داللة إحصائية فإن ذلك يشير إلى تأثير هذا السبب بدرجة كبيرة يف 171

172 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 االلتزام بتقدمي اإلقرار الضريبي أما إذا كانت قيم املتوسطات احلسابية أقل من املتوسط الفرضى للدراسة )3( وكانت الفروق بينهما دالة إحصائيا فإن ذلك يشير إلى التأثير املحدود أو عدم التأثير لهذه األسباب االلتزام بتقدمي اإلقرار الضريبي. اختبار فرضيات الدراسة : الفرضية األولى : «توجد عالقة ذات داللة إحصائية بني ضعف مصلحة الضرائب من النواحي الفنية والتنظيمية والتوعوية وااللتزام بتقدمي اإلقرار الضريبي «أهم النتائج التي توصل إليها الباحثان والالزمة الختبار صحة هذه الفرضية متضمنة يف اجلدول التالي: جدول رقم )6( املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية وقيمة اختبارT لألسباب واملعوقات املتعلقة باإلدارة الضريبية املؤثرة يف التزام املمول بتقدمي اإلقرار الضريبي رقم مسلسل األسباب واملعوقات املتوسط احلسابي االنحراف املعياري قيمة t املحسوبة الداللة اإلحصائية درجة التأثير عدم قيام مصلحة الضرائب بإصدار املنشورات والتعليمات اإلرشادية املالئمة لتوعية املمولني بواجباتهم يقلل من درجة االلتزام بتقدمي اإلقرار الضريبي يف موعده املحدد كبيرة جدا العقوبات الواردة بالقانون الضريبي غير كافية إللزام املمولني بتعبئة وتقدمي اإلقرار يف موعده املحدد كبيرة جدا هناك تقصير من قبل مصلحة الضرائب يف تطبيق العقوبات الواردة يف القانون كبيرة عدم قيام مصلحة الضرائب بحمالت توعية دورية ومستمرة لتوعية املمولني من شأنه أن يؤثر على االلتزام بتقدمي اإلقرار الضريبي كبيرة جدا عدم استخدام مصلحة الضرائب الوسائل املرئية واملسموعة واملقروءة لإلعالم عن التشريع الضريبي وتوعية املمولني كبيرة

173 األسباب واملعوقات املؤثرة يف عملية االلزتام بتقديم اإلقرار الرضييب يف مواعيده املحددة قانونا من قبل ممويل رضيبة ارباح الرشاكت يف يلبيا ضعف إداء موظفي الضرائب يزيد من عدم االلتزام بتقدمي اإلقرار الضريبي كبيرة جدا ضعف تأهيل فاحصي الضرائب يؤثر على درجة االلتزام بتقدمي اإلقرار الضريبي أو تقدميه مضلال كبيرة تقاعس موظفي وفاحصي الضرائب له عالقة بعدم التزام املمولني بتعبئة وتقدمي اإلقرار الضريبي كبيرة من اجلدول السابق يتضح لنا أن األسباب واملعوقات املتعلقة باإلدارة الضريبية كلها أسباب ومعوقات تؤثر بدرجة وبدرجة كبيرة جدا يف عملية تقدمي اإلق رار الضريبي صحيحا ويف موعده املحدد قانونا حيث كانت قيمة املتوسط احلسابي لهذه املعوقات 4.6( ) على التوالي وقد أشار اختبار ( ) t إلى وجود فروق ذات داللة إحصائية بني املتوسطات احلسابية لألسباب واملعوقات املؤثرة على تقدمي اإلقرار الضريبي صحيحا ويف موعده املحدد قانونا واملتعلقة باإلدارة الضريبية وبني املتوسط الفرضي للدراسة )3( حيث بلغت قيم مستوى داللة ( T( األمر الذي يشير إلى أن هذه الفروقات دالة إحصائيا. ويستنتج من اجل دول السابق أن كل األسباب واملعوقات السابقة املتعلقة ب اإلدارة الضريبية من األسباب التي تؤثر سلبا يف تقدمي اإلقرارات الضريبية من قبل املمولني يف مواعيدها املحددة قانونا بدرجة كبيرة. كما نستنتج من ذلك أن كل املعوقات املتعلقة باإلدارة الضريبية كانت درجة تأثيرها كبيرة يف عملية االلتزام بتقدمي اإلقرار الضريبي صحيحا ويف موعده املحدد قانونا وال يوجد أي سبب أو معوق منها له تأثير محدود أو ليس له تأثير يف عملية االلتزام بتقدمي اإلقرارات الضريبية. وأن هذه النتائج تؤكد قبول الفرضية األولى للدراسة. توجد عالقة ذات داللة إحصائية بني ضعف أداء مصلحة الضرائب من النواحي الفنية والتنظيمية والتوعوية وااللتزام بتقدمي اإلقرار الضريبي الفرضية الثانية : «توجد عالقة ذات داللة إحصائية بني سوء األوضاع األمنية واالقتصادية والسياسية واإللتزام بتقدمي اإلقرار الضريبي «يتضمن اجلدول التالي رقم )7( أهم النتائج التي توصل إليها الباحثان الختبار صحة هذه الفرضية من عدمها : 173

174 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 جدول رقم )7( املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية وقيمة اختبار T لالسباب واملعوقات املتعلقة بالظروف األمنية واالقتصادية والسياسية املؤثرة يف إلتزام املمولني بتقدمي إقراراتهم الضريبية رقم مسلسل األسباب واملعوقات املتوسط احلسابي االنحراف املعياري قيمة T املحسوبة الداللة اإلحصائية درجة التأثير فقدان االستقرار األمني واالقتصادي سبب رئيسي يف تخلف املمولني عن تقدمي إقراراتهم الضريبية كبيرة جدا سوء الوضع االقتصادي ينعكس سلبا على عدد اإلقرارات املقدمة إلى مصلحة الضرائب كبيرة جدا تدني الدخل يعتبر سببا يف عدم استجابة املمولني لتعبئة اإلقرار الضريبي وتقدميه كبيرة جدا غياب السيادة الكاملة للدولة سبب رئيسي لعدم التزام املمولني بتقدمي إقراراتهم الضريبية كبيرة جدا من اجل دول السابق رقم )7 ) يتضح أن كل األسباب واملعوقات املتعلقة بالظروف األمنية والسياسية واالقتصادية واملتمثلة يف ع دم االستقرار األمني واالقتصادي والسياسي وغياب السيادة الكاملة للدولة وتدني الدخل وسوء الوضع االقتصادي جميعها من األسباب واملعوقات التي تؤثر أو تؤدي إلى عدم التزام املمولني بتقدمي إقراراتهم الضريبية يف مواعيدها املحددة قانونا حيث إن جميعها مؤثره بدرجة )كبيرة جدا( يف عملية التزام املمولني بتقدمي إقراراتهم الضريبية يف مواعيدها املحددة حيث إن املتوسط احلسابي لهذه األسباب أو املعوقات يزيد عن الوسط الفرضي ( 3 ) فقد بلغت املتوسطات احلسابية لها 4.77( ) على التوالي. وقد أشار اختبار T إلى وجود فروقات ذات داللة إحصائية بني كل املتوسطات احلسابية لتلك األسباب واملتوسط الفرضي للدراسة )3( حيث بلغت قيم مستوى داللة ( 0 000) ) T( ونستنتج من ذلك أن هذه الفروقات دالة إحصائيا ليس فقط عند 174

175 األسباب واملعوقات املؤثرة يف عملية االلزتام بتقديم اإلقرار الرضييب يف مواعيده املحددة قانونا من قبل ممويل رضيبة ارباح الرشاكت يف يلبيا مستوى املعنوية املعتمدة يف هذه الدراسة )0 05( ولكن حتى عند مستوى )0 01( مما يؤكد درجة تأثير هذه األسباب أو املعوقات على التزام املمولني بتقدمي إقراراتهم الضريبية يف موعدها املحدد قانونا. وعموما يتضح جليا عدم وجود سبب أو معوق من املعوقات املوضحة يف اجلدول رقم )7( له تأثير محدود أو ليس له تأثير بل إنها مؤثرة بدرجة كبيرة وكبيرة جدا على عملية االلتزام بتقدمي اإلقرارات الضريبية. وبهذه النتائج تقبل الفرضية الثانية للدراسة. توجد عالقة ذات داللة إحصائية بني سوء األوضاع األمنية واالقتصادية والسياسية وااللتزام بتقدمي اإلقرار الضريبي الفرضية الثالثة : «توجد عالقة دات داللة إحصائية بني ضعف الوعي الضريبي لدى املمولني وااللتزام بتقدمي اإلقرار الضريبي «جدول رقم )8 (املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية وقيمة T لألسباب أو املعوقات املتعلقة باملمولني املؤثرة يف التزام املمولني بتقدمي إقراراتهم الضريبية. رقم مسلسل األسباب واملعوقات الوسط احلسابي االنحراف املعياري قيمة T املحسوبة الداللة اإلحصائية درجة التأثير عدم وجود إدراك من قبل املمولني بأهمية تقدمي اإلقرار الضريبي يف موعده املحدد كبيرة يجهل الكثير من املمولني الفترة الزمنية املحددة الستالم وتسليم اإلقرار الضريبي كبيرة عدم تقدمي اإلقرار الضريبي من قبل املمول يف موعده املحدد هدفه التهرب من دفع الضريبة كبيرة هناك جهل لدى بعض املمولني بالعقوبات املنصوص عليها واملتعلقة بالتأخر يف تقدمي اإلقرار أو تقدميه مضلال كبيرة

176 176 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 ويتضح من اجلدول السابق رقم )8 ) األسباب أو املعوقات املرتبطة أو املتعلقة باملمولني واملتمثلة يف جهلهم بالعقوبات املنصوص عليها بالتشريع الضريبي وكذلك الفترة الزمنية املحددة الستالم وتسليم اإلق رار وعدم إدراكهم ألهمية تقدمي إقراراتهم يف موعدها املحدد باالضافة إلى رغبتهم يف التهرب الضريبي جميعها تؤثر سلبا بدرجة كبيرة يف التزام املمولني بتقدمي إقراراتهم الضريبية يف موعدها املحدد قانونا حيث كانت املتوسطات احلسابية لهذه املعوقات ( ( على التوالي وهي جميعها أكبر من الوسط الفرضي للدراسة )3 ( كما أن اختبار T أشار إلى وجود فروقات ذات داللة إحصائية بني كل املتوسطات احلسابية لألسباب واملعوقات املتعلقة باملمولني واملتوسط الفرضي للدراسة حيث بلغت قيمة T املحسوبة )0.000 ( وبالتالي فإن هذه الفروق دالة إحصائية مما يؤكد التأثير الكبير لهذه األسباب واملعوقات على التزام املمولني بتقدمي إقراراتهم الضريبية يف موعدها املحدد قانونا. وبهذا تقبل الفرضية الثالثة للدراسة : «توجد عالقة ذات داللة إحصائية بني ضعف الوعي الضريبي لدي املمولني وااللتزام بتقدمي اإلقرار الضريبي «نتائج وتوصيات الدراسة : أوال : النتائج - 1 ميتاز أسلوب اإلقرار الضريبي بتخفيف العبء على اإلدارة الضريبية يف عمليات ربط الضريبة وتخفيض تكاليف اجلباية ومد جسور الثقة بني املمول ومصلحة الضرائب. - 2 ليس هناك وعي وإدراك كاف للممولني بأهمية تقدمي اإلق رار الضريبي يف موعده املحدد قانونا. - 3 عدم االستقرار السياسي واالقتصادي للدولة له تأثير سلبي على عملية تقدمي اإلقرار الضريبي. - 4 تدني الدخل نتيجة األوضاع االقتصادية يؤثر يف عملية تقدمي اإلقرار الضريبي. - 5 ضعف هيبة الدولة وسيادتها ي ؤدي إلى عدم تقدمي املمولني ( الشركات ) إقراراتهم الضريبية يف موعدها املحدد قانونا. - 6 عدم كفاءة اإلدارة الضريبية من النواحي الفنية والتوعوية مما أثر سلبا على عملية تقدمي اإلقرارالضريبي يف مواعيده املحددة. ثانيا : التوصيات : - 1 العمل على توعية املواطنني بدور الضريبة يف متويل اخلزانة العامة للدولة.

177 األسباب واملعوقات املؤثرة يف عملية االلزتام بتقديم اإلقرار الرضييب يف مواعيده املحددة قانونا من قبل ممويل رضيبة ارباح الرشاكت يف يلبيا - 2 على اإلدارة الضريبية أن تقوم بحمالت توعوية مرئية ومسموعة ومقروءة من اجل نشر الثقافة الضريبية وحث املمولني على اإللتزام بتقدمي إقراراتهم الضريبية صحيحة ويف مواعيدها املحددة قانونا. - 3 تفعيل العقوبات املنصوص عليها بالتشريع الضريبي اخلاصة بعملية عدم تقدمي اإلقرارات الضريبية يف مواعيدها املحددة. - 4 العمل على وضع حوافز تشجيعية للممولني امللتزمني بتقدمي إقراراتهم الضريبية يف مواعيدها. - 5 رفع مستوى التأهيل العلمي والعملي ملوظفي اإلدارة الضريبية من شأنه أن يزيد من عملية االلتزام بتقدمي اإلقرارات الضريبية صحيحة. - 6 إج راء دراس ات متممة لهذه الدراسة لتناول كافة األسباب واملشاكل املتعلقة بطريقة التقدير املباشر للدخل الضريبي املبنية على اإلقرارت الضريبية. املراجع أوال : املراجع العربية. - 1 إبراهيم سمور )2008( مشكالت التقدير الذاتي لضريبة الدخل وفقا ألحكام قانون ضريبة الدخل يف فلسطني رسالة ماجستير غير منشورة كلية التجارة جامعة غزة. - 2 خالد الشاوي )2000 ( نظرية الضريبة والتشريع الضريبي الليبي بنغازي منشورات جامعة قاريونس. - 3 خالد اخلطيب )2004 ( األصول العلمية يف املحاسبة الضريبية دار مكتبة احلامد للنشر والتوزيع عمان. - 4 سالم العمور )2007( ظاهرة التهرب من ضريبة الدخل رسالة ماجستير غير منشورة اجلامعة االسالمية. - 5 مفيدة احللو )2005( بيئة قرار تقدير ضريبة الدخل بغزة رسالة ماجستير غير منشورة غزة اجلامعة االسالمية. - 6 مختار أبوزريدة )2007( املحاسبة الضريبية وفقا ألحكام التشريع الضريبي الليبي دار الكتب الوطنية بنغازي ليبيا. - 7 محمود الشاوش )2005( املحاسبة الضريبية وفقا إلحكام التشريعات الليبية مكتبة طرابلس العلمية العاملية ليبيا - 8 محمد أبوعني ومسعود امريود مدى التزام فاحصي الضرائب يف ليبيا بإجراءات الفحص وفقا للتشريع الضريبي الليبي مجلة االقتصاد والعلوم السياسية جامعة طرابلس العدد العاشر - 9 سعاد الاليف )2001( اإلقرار الضريبي يف إطار خدمات املراجع اخلارجي يف ليبيا رسالة ماجستير غير منشورة جامعة اجلبل الغربي - 10 سالم العمور )2007( ظاهرة التهرب من ضريبة الدخل رسالة ماجستير غير منشورة اجلامعة اإلسالمية. 177

178 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 املراجع االجنبية. 1 Moser Donald. V and Evans (1995) The effects of horizontal and Exchange lnequity on Tax Reporting Decisions vol. 70 No.4. 2 Kenneth S. Savell: Exam Can only obtain Third Party Tax In Formation Possessed by othr IRS Sources on a Need to know Basis ERS examination team joumal of the Tax (IRE)

179 طبيعة وخصائص القائم باالتصال داخل املؤسسة دراسة ميدانية على عينة من مدراء الشؤون اإلدارية باملؤسسات العامة مبدينة طرابلس د.هشام فتيح أبوشعاهل* مقدمة لم يعد هناك مجاال للشك إننا نعيش عصر تقنية االتصال احلديث وسرعة انتقال وسريان املعلومات فقد تطورت تقنية االتصال لتشمل املؤسسات واملنظمات الكبرى ومن هنا كانت احلاجة ملحة إلى ضرورة ممارسة عملية االتصال بالشكل الصحيح األمر الذي يتطلب من القائم باالتصال ضرورة إملامه بل وإتقانه لفنون ومهارات االتصال التنظيمي حيث إن عملية االتصال تبنى دائما على املصدر أو املرسل أو القائم باالتصال الذي يرغب يف توصيل مجموعة من األفكار أو املعلومات إلى املستقبل وخالل عملية توصيل هذه املعلومات يعتمد القائم باالتصال على عدة أساليب ووسائل تساعد يف جناح عملية االتصال التي تتطلب دائما مجموعة من الشروط العلمية الصحيحة من أبرزها خصائص أو مواصفات القائم باالتصال من قدرة على اإلقناع والكتابة أو التحرير الصحيح للرسالة والقراءة واملصداقية وغيرها من هذه املهارات. ويعد القائم باالتصال داخل املؤسسات - موضوع هذا البحث - أكثر األشخاص ممارسة لعملية نقل واستقبال املعلومات بني مختلف املستويات التنظيمية وعادة ما ترصد هذه املهمة ملدير الشؤون اإلدارية داخل املؤسسات املختلفة. أوال. مشكلة البحث: تعتبر عملية حتديد مشكلة البحث من أهم وأبرز العوامل األساسية لنجاح الباحث يف السيطرة على اخلطوات املنهجية التي تأتي بعد حتديد املشكلة «ويساهم حتديدها يف بلورة وتوضيح أهمية الدراسة واالفتراضات التي تستند عليها ونوعية املعلومات والبيانات والوسائل والعينات واألمثلة والتجارب واألساليب وأنواع املناهج العلمية التي )1( يستعان بها يف إعداد الدراسة«. *عضو هيئة اتلدريس بقسم اإلعالم - لكية الفنون واإلعالم جامعة طرابلس 179

180 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 ولقلة الدراسات واألبحاث التي تناولت موضوع القائم باالتصال داخل البنية التنظيمية يف املؤسسات العامة واخلاصة داخل ليبيا لذا يعتبر هذا البحث محاولة علمية متواضعة لتسليط الضوء على خصائص ومهارات القائم باالتصال التنظيمي ومدى قدرته على ممارسة االتصال بالشكل الصحيح وميكن حتديد مشكلة البحث من خالل السؤال التالي: ما هي طبيعة وخصائص القائم باالتصال داخل املؤسسات اخلدمية الليبية دراسة ميدانية على عينة من مدراء الشؤون اإلدارية يف املؤسسات العامة مبدينة طرابلس. ثانيا. أهداف البحث: تأتي عملية حتديد األهداف لتترجم وتوضح مضمون مشكلة البحث من خالل مجموعة من النقاط التي ميكن تسميتها باألهداف وتنحصر أهداف البحث يف اآلتي: - 1 التعرف على خصائص القائم باالتصال من حيث )املستوى التعليمي واخلبرة املهنية يف مجال ممارسة عملية االتصال وما مدى معرفته مبهارات االتصال املختلفة(. - 2 التعرف على ما مدى رضا القائم باالتصال عن الوظيفة االتصالية داخل املؤسسة. - 3 التعرف على ما إذا كان القائم باالتصال داخل املؤسسة يشارك اإلدارة العليا يف عملية وضع وتنفيذ اخلطط والبرامج االتصالية داخل املؤسسة. - 4 التعرف على أهم الوسائل االتصالية التي يستخدمها القائم باالتصال داخل املؤسسة. - 5 التعرف على ما إذا كانت اإلدارة العليا تقوم بعملية تقييم للبرامج والوسائل االتصالية داخل املؤسسة. - 6 التعرف على أهم الصعوبات والعوامل التي تؤثر على القائم باالتصال. ثالثا: تساؤالت البحث تعد التساؤالت من أهم املراحل املنهجية التي يقوم بها الباحث وذلك ألنها ( تنبثق من املشكلة التي ينوي الباحث البحث عن حلول لها(. )2( ويحتاج البحث إلى ضرورة اإلجابة على مجموعة من التساؤالت التي ميكن القول إنها تلخص وحتدد بشكل قطعي ما يرغب الباحث يف معرفته عن القائم باالتصال باملؤسسات العامة الليبية. وتتلخص تساؤالت البحث فيما يلي: - 1 ما هي خصائص ومواصفات وقدرات القائم باالتصال والعوامل املؤثرة عليه - 2 ما مدى رضا القائم باالتصال عن الوظيفة االتصالية - 3 هل تسمح اإلدارة العليا للقائم باالتصال باملشارك يف عملية وضع وتنفيذ اخلطط والبرامج االتصالية 180

181 طبيعة وخصائص القائم باالتصال داخل املؤسسة - دراسة ميدانية - 4 ما هي أهم الوسائل االتصالية التي يستخدمها القائم باالتصال داخل املؤسسة - 5 هل تقوم اإلدارة العليا بعملية تقييم للبرامج واخلطط االتصالية داخل املؤسسة رابعا. املنهج املستخدم: يعتمد البحث على املنهج الوصفي الذي يقوم على الوصف والتحليل والتفسير واملناقشة خلصائص ومهارات القائم باالتصال داخل املؤسسات الليبية. ولزيادة التحديد فقد اعتمد البحث على مسح أساليب املمارسة من خالل اعتماد صحيفة االستبار ( املقابلة املكتوبة( وذلك للتعرف على ممارسة القائم باالتصال لعملية االتصال داخل املؤسسة خامسا. املجتمع والعينة: يتكون مجتمع البحث من املؤسسات اخلدمية العامة يف مدينة طرابلس حيث يصل عددها حسب موقع الصفحة الرسمية لبلدية طرابلس على شبكة التواصل االجتماعي الفيس بوك ( بلدية طرابلس املركز( * إلى حوالي 43 مؤسسة خدمية. وبالتالي مت اختيار عدد خمس مؤسسات من املجموع الكلي بشكل متعمد وذلك لعدة أسباب أهمها: - 1 مراعاة حجم وعنوان املؤسسة. - 2 سهولة الوصول والتعاون معها. - 3 مدى فاعلية اخلدمات التي تقدمها. - 4 طبيعة اخلدمات التي تقدمها. - 5 رغبة وموافقة املؤسسة بالتعاون مع الباحث وهذه املوافقة كانت مشروطة بعدم حتديد اسم املؤسسة. ووفقا ملا سبق مت إجراء عدد خمس مقابالت شخصية مبنية على مجموعة من األسئلة مع السادة مدراء الشؤون اإلدارية بتلك املؤسسات على اعتبار أنهم أكثر األشخاص ممارسة لعملية االتصال كانت جميعها يف شهر ديسمبر وميكن القول إن املقصود بالقائم باالتصال يف هذا البحث هو مدير الشؤون اإلدارية باملؤسسات العامة العاملة مبدينة طرابلس القائم باالتصال داخل املؤسسات اخلدمية الليبية. سنحاول من خالل هذا اجلزء من البحث احلديث عن طبيعة املسؤول عن االتصال أو القائم باالتصال يف املؤسسات الليبية وذلك من خالل الدمج بني اجلانب النظري وامليداني يف مجموعة من العناصر األساسية التي تركزت حولها أسئلة استمارة االستبار. 181

182 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 1 طبيعة مسؤول االتصال ومشاركاته يف تطوير االتصال التنظيمي. أوال: املقصود باملسؤول أو القائم باالتصال. سنتناول يف هذا اجلزء القائم باالتصال أو الشخص الذي يشرف على عملية االتصال باملؤسسات اخلدمية من حيث مستواه العلمي وخبرته العملية ومساهمته يف تطوير وحتسني االتصال وفيما يلي أهم العناصر: 1. طبيعة القائم باالتصال. لقد ال حظنا من خالل إجابات مدراء الشؤون اإلدارية عدم وجود سياسة مستقلة لالتصال داخل املؤسسات اخلدمية مبعنى عدم وجود إدارة أو قسم متخصص يف ممارسة االتصال وبالتالي قد ال يكون هناك وجود ملسؤول عن االتصال التنظيمي داخل املؤسسات اخلدمية غير أنه من الطبيعي أن جند أكثر األشخاص ممارسة لالتصال داخل تلك املؤسسات مدراء الشؤون اإلدارية حيث تعتبر إدارات الشؤون اإلدارية باملؤسسات اخلدمية أكثر اإلدارات استخداما وممارسة لالتصال داخل وخارج املؤسسة وعلى هذا األساس مت اعتبار مدراء الشؤون اإلدارية كمسئولني عن ممارسة االتصال بتلك املؤسسات. وسنتحدث فيما يلي عن القائم باالتصال داخل املؤسسات اخلدمية الليبية من خالل خبرته يف مجال االتصال ومساهمته يف تطوير أساليب وقنوات االتصال. 2. املهارات األساسية واخلبرة العملية للقائم باالتصال. يعتبر القائم باالتصال داخل املؤسسات اخلدمية أكثر األشخاص ممارسة لعملية االتصال وبطبيعة احلال ال بد أن يتمتع باإلضافة ملستواه العلمي بخبرة عملية يف مجال ممارسة االتصال حيث الحظنا من خالل البحث أن مدراء الشؤون اإلدارية )القائم باالتصال( لديهم مؤهالت جامعية غير أن تخصصات بعضهم مختلفة عن طبيعة أعمالهم كما أن خبرتهم يف مجال ممارسة االتصال محدودة وغير كافية إلعداد وتنفيذ برامج االتصال التنظيمي فقد ال حظنا أنهم يتمتعون بخبرة كبيرة يف مجال اإلدارة يف حني تنقصهم اخلبرة يف مجال حترير الرسائل واختيار القنوات الصحيحة لالتصال. وجتدر اإلشارة إلى أن من أهم املهارات التي يتوجب على القائم باالتصال السيطرة عليها )3( وتوظيفها بشكل جيد يف عملية نقل واستقبال املعلومات ما يلي: مهارات التحدث: وهو االهتمام مبحتوى احلديث ومضمونه ومراعاة الفروق الفردية بني األفراد واختيار الوقت املناسب للحديث ومعرفة أثره على اآلخرين. مهارات الكتابة: وهي تدريب العاملني على الكتابة اإلدارية املوضوعية الدقيقة وجتنب األخطاء الهجائية واإلمالئية وهذا يتطلب تطوير التفكير وزيادة حصيلة 182

183 طبيعة وخصائص القائم باالتصال داخل املؤسسة - دراسة ميدانية معلومات العاملني اللغوية وترقيه أسلوبهم يف الكتابة. مهارة القراءة : وهي زيادة سرعة الفرد يف القراءة وفهمه ملا يقرأ. مهارة اإلنصات : اختيار العامل ما يهمه من معلومات وبيانات مما يصل إلى سمعه. مهارة التفكير : وهي سابقة أو مالزمة أو الحقة لعملية االتصال زيادة مهارة العاملني يف استخدام وسائل االتصال. تطوير نظم حفظ املعلومات : يجب أن يتوافر يف أي نظام حلفظ املعلومات والبيانات السهولة والبساطة والوفر يف املال واجلهد واالقتصاد يف املساحة املطلوبة لعملية احلفظ وحتقيق أمن وآمان املستندات واألوراق واألشرطة املتضمنة لهذه املعلومات والبيانات. االجتاه نحو دميقراطية القيادة : هي تعني شورى ومشاركة من جانب العاملني وتعرف على أفكارهم وآرائهم. وهي تعني أيضا اتصاالت أنشط وأصدق أيسر وانخفاضا يف اإلشاعات. تقييم نتائج االتصال : وذلك للتأكد من حتقيق أهداف االتصال وباإلضافة لتلك املهارات يتوجب على القائم باالتصال القيام مبجموعة من املهام منها )4(: : تدعيم الثقة بني العاملني يف املنشأة : وذلك يؤدي إلى تيسير االتصاالت وتقليل وقت االتصاالت. ويف ظل انعدام الثقة بني العاملني بعضهم ببعض وبني العاملني وأفراد اجلمهور يكون هناك دائما اتصال مكتوب مبستند إلثبات أن هناك اتصاال قد مت وإلثبات موضوع االتصال. توعية العاملني بضرورة االبتعاد عن االجتاهات السلبية : إذا سادت االجتاهات املوجبة املنشأة سادت االجتاهات املوجبة نحو املعاملة مع اجلمهور ومع العاملني بعضهم بعضا. توعية العاملني بالفروق الفردية بني األفراد تخليص العاملني من الفقد واملشكالت النفسية حتى ال تكون معوقا لالتصال اجليد. تدعيم شبكة االتصاالت غير الرسمية بأكبر قدر من احلقائق واملعلومات وذلك لتقليل الشائعات التي تزدهر يف ظل نقص املعلومات. تنشيط االتصاالت األفقية وذلك حتى يتمكن العاملون يف مستوى إداري معني من االتصال مع بعضهم البعض يف مختلف اإلدارات فهو يقلل من املشكالت التي يسببها مركزية التنظيم لالتصال من حيث الزيادة يف الوقت واجلهد وكذلك لضمان التعاون بني إدارات املنشأة ومعرفة العاملني باملنشأة بالعمل الذي يقوم به زمالئهم يف اإلدارات األخرى ولكن ينبغي للمرؤوس أن يحصل على إذن رئيسه قبل االتصال باإلدارات األخرى كما يجب أن يخطره بنتائج هذه االتصاالت األفقية التي هو 183

184 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 طرفا فيها. ومن جهة أخرى يقع القائم باالتصال يف عدة أخطاء عند مزاولته االتصال باآلخرين وهذه األخطاء تنحصر يف عدم التبصر بالعوامل الفردية أو النفسية تعتمل بداخله والتي ميكنها أن تؤثر يف شكل وحجم املعلومات التي يود نقلها إلى املستقبل ومن هذه العوامل: الدوافع واخلبرة والتعليم والفهم واإلدراك والشخصية والعمليات الوجدانية والعقلية. )5( وميكن توضيح تلك العوامل من خالل النقاط التالية: - 1 يخطئ القائم باالتصال عندما يعتقد أن دوافعه ال تؤثر يف طبيعة وحجم املعلومات. - 2 يخطئ القائم باالتصال عندما يعتقد أن سلوكه يف كامل التعقل واملوضوعية. - 3 يخطئ القائم باالتصال عندما يعتقد أنه يتصرف فقط ملصلحة العمل وليس ملصلحته. - 4 يخطئ القائم باالتصال عندما يعتقد أنه يفهم ويدرك املعلومات التي لديه كما يفهمها اآلخرين. - 5 يخطئ القائم باالتصال عندما يعتقد أن حالته االنفعالية ال تؤثر يف شكل املعلومات التي لديه. - 6 يخطئ القائم باالتصال عندما يعتقد أن قيمه ومعتقداته ال تؤثر يف شكل املعلومات التي لديه. - 7 يخطئ القائم باالتصال عندما يعتقد أن ميوله واجتاهاته النفسية ال تؤثر يف شكل املعلومات التي لديه. - 8 يخطئ القائم باالتصال عندما يعتقد أنه ال يقوم بعمليات احلكم والتقدير واإلضافة احلذف والتغيير للمعلومات التي لديه. - 9 يخطئ القائم باالتصال عندما يعتقد أن املستقبل ينظر إلى املعلومات بنفس الشكل الذي ينظر هو إليه يخطئ القائم باالتصال عندما يتحيز لطبيعة األمور واألحداث فهي أم حسنة أو سيئة بيضاء أو سوداء. ثانيا: وجهة نظر القائم باالتصال حول تطوير االتصال. لقد أكد القائم باالتصال أن االتصال التنظيمي باملؤسسات اخلدمية يعاني من عدة مشاكل فنية وإدارية ومادية تعيق عملية انتقال املعلومات وانتشارها داخل املؤسسة. وفيما يلي عرض لبعض اإلجابات التي حتصلنا عليها من األخوة املسؤولني عن االتصال بتلك املؤسسات: 184

185 طبيعة وخصائص القائم باالتصال داخل املؤسسة - دراسة ميدانية ففي بعض املؤسسات أكد لنا مدراء الشؤون اإلدارية أنهم غير متخصصني يف مجال االتصال حيث اختلفت مجاالت تخصصاتهم بني املحاسبة والعلوم السياسية والهندسة واالقتصاد. أما عن اخلبرة يف مجال ممارسة فنون ومهارات االتصال فقد كانت إجاباتهم تنحصر يف النقاط التالية: ميارس أغلب مدراء الشؤون اإلدارية من منطلق أن عملية االتصال ليست صعبة وميكن لكل شخص ممارستها بشكل جيد. اخلبرة يف مجال االتصال محدودة وال تتعدى أساليب االتصال املعروفة أو التقليدية. أن املطلوب من مدير الشؤون اإلدارية ممارسة االتصال وفقا للسياسة املرسومة بالهيكل التنظيمي للمؤسسة وبالتالي ال يخرج االتصال اليومي عن استقبال الرسائل والرد عليها. أما فيما يتعلق مبمارسة املؤسسة لالتصال التنظيمي بشكل واضح ودقيق مع جميع أطراف التنظيم فقد أكد اجلميع على أن ممارسة عملية االتصال ال تخلو من بعض املشاكل الروتينية مثل: تأخر وصول جزء من املعلومات. الوقوع يف بعض اللبس وعدم الفهم ملحتوى الرسالة. توجيه الرسالة للشخص اخلطاء. استخدام بعض املصطلحات غير املعروفة ملستقبل الرسالة. عدم متابعة رد الفعل على الرسالة والتأكد من فهم املستقبل له. عدم وجود قنوات اتصال حديثة. وفيما يتعلق بتطوير برامج االتصال داخل املؤسسات الليبية فقد تركزت إجابات أفراد العينة على أن تطوير االتصال يتوقف على ثالثة جوانب أساسية: 1. ضرورة وجود أشخاص متخصصني يف مجال االتصال. 2. مدى اقتناع اإلدارة العليا بفاعلية االتصال واحلاجة إلى تطويره. 3. ضرورة االعتماد على الوسائل واألساليب احلديثة يف ممارسة االتصال. وتعد عملية تطوير أساليب ووسائل االتصال داخل املؤسسة مطلب أساسي خاصة يف ظل التقدم التقني املوجود يف العالم فممارسة االتصال تختلف عن األعمال األخرى باعتبارها تعتمد بشكل كبير على عملية نقل ونشر واستقبال املعلومات وكل ذلك يتم من خالل عملية االتصال والتواصل داخل وخارج املؤسسة. ومن جهة أخرى يرى القائم باالتصال داخل املؤسسات الليبية أن تطوير وظيفة 185

186 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 االتصال التنظيمي حتتاج إلى الكثير من اإلمكانيات فاملؤسسة بحاجة ماسة إلى حتسني أساليب االتصال من أجل مواكبة تطورات التقنية يف مجال حتسني مستوى اخلدمة والتعامل مع اآلخرين. كما أن هناك الكثير من األنشطة والوظائف التي حتتاج إلى تطوير ومن بينها ال بد من استخدام األساليب والوسائل احلديثة لتفعيل دور االتصال التنظيمي باملؤسسة مثل استخدام االنترنت. وأخيرا ميكن القول أن إغلب إجابات مدراء الشؤون اإلدارية أكدت على أن االتصال التنظيمي ليس على ما يرام حيث إنه يعاني من بعض املشاكل الفنية أو التقنية فاالتصال داخل املؤسسة يعتمد على مجموعة من الوسائل القدمية وهذه الوسائل من وجهة نظرهم ال تتماشى مع التطورات التقنية احلديثة يف مجال االتصال. ثالثا: مشاركة القائم باالتصال يف إعداد وتنفيذ برامج االتصال. يعتبر املسؤول عن وظيفة االتصال أحد إبرز عوامل جناح وفاعلية االتصال فهو املوجه واملشرف واملنسق بني أطراف االتصال كما يعرف بشكل جيد كيف يتصل ومتى )6( وبأي وسيلة. لذا حترص املؤسسات كبيرة احلجم على إنشاء إدارة متخصصة لالتصاالت داخل وخارج املؤسسة يكون على رأسها مسؤول يتمتع بالقدرة على ممارسة االتصال واإلقناع والشخصية القيادية حتى يستطيع قيادة عملية االتصال وتطويرها وتفعيل دورها. كما يكون من واجبات املسؤول عن وظيفة االتصال املساهمة واملشاركة يف وضع السياسة العامة لبرامج االتصال داخل املؤسسة وكذلك املشاركة يف بحث مشاكل االتصال )7( ووضع احللول واتخاذ القرارات الالزمة. ولقد أكد أحد مدراء الشؤون اإلدارية عدم وجود مشاركة يف تطوير االتصال التنظيمي داخل املؤسسة حيث قال إن املؤسسة ال تعير أهمية لبرامج االتصال التنظيمي وبذلك ال توجد حاليا مشاركات يف تفعيل دور االتصال داخل املؤسسة ولكن أمتنى يف املستقبل أن تتغير نظرة اإلدارة العليا لوظيفة االتصال وأن تقتنع بأن دور وظيفة االتصال ال تنحصر فقط يف نقل املعلومات من والى أطراف التنظيم وأن لالتصال الكثير من الوظائف احليوية والوسائل التقنية احلديثة التي تساهم يف تفعيل دور املؤسسة داخل املجتمع وتساعد يف تطويره وتقدمه. وهذا يؤكد عدم مساهمة أو مشاركة مدير الشؤون اإلدارية يف تطوير برامج االتصال نتيجة لعدم اهتمام اإلدارة العليا بوظيفة االتصال. ويف مؤسسة أخرى أكد مدير الشؤون اإلدارية أن مستوى مشاركته ضعيفة وتتفاوت املشاركات حسب أهمية املوضوع حيث 186

187 طبيعة وخصائص القائم باالتصال داخل املؤسسة - دراسة ميدانية قال نحن نشارك يف العديد من البرامج التي تساعد يف تطوير العمل اليومي ولكن بدرجات متفاوتة حيث هناك برامج وتخصصات بعيدة جدا عن مجال التخصص وبالتالي ال نستطيع املشاركة فيها أما البرامج ذات العالقة بهذه اإلدارة فنحن نشارك فيها باستمرار أما عن فكرة تطوير برامج االتصال التنظيمي فمشاركتنا قليلة وتنحصر يف مناقشة بعض املشاكل اآلنية التي قد تعيق العمل وترى اإلدارة العليا ضرورة دراستها وحلها على سبيل املثال نعاني دائما من قلة األدوات التي نحتاجها يف عملية االتصال مثل أجهزة الفاكس وأحيانا أخرى تعطل شبكة التلفون الداخلي نتيجة لعدم وجود أجهزة حديثة وغير ها من الصعوبات. ولقد الحظنا أن أغلب مدراء الشؤون اإلدارية لديهم مساحة للمشاركة يف تطوير برامج االتصال وهذا مؤشر جيد على وجود نوع من املشاركة واملساهمة يف تفعيل برامج االتصال التنظيمي داخل املؤسسات الليبية غير أن هناك بعض املشاركات التي قال أصحابها إنها غير فعالة وال ترقي إلى املستوي املطلوب ونؤكد هذا من خالل بعض ما ورد يف املقابالت الشخصية مع املدراء أن هناك مشاركة أساسية وفعالة ملدير الشؤون اإلدارية يف إعداد برامج االتصال ولكن هناك دائما نوع من التداخل يف عملية إعداد وتنفيذ هذه البرامج وهذا يرجع ملشاركة بعض اإلدارات األخرى يف إعداد هذه البرامج دون تنسيق مسبق مع إدارات الشؤون اإلدارية. ومما سبق يتضح أن هناك مشاركة من قبل القائم باالتصال يف إعداد برامج االتصال داخل املؤسسة غير أن هذا ال يعني أن االتصال التنظيمي باملؤسسة له دور فعال ومؤثر فهذه املشاركة قد تكون يف حدود محددة وال تسهم بشكل حقيقي يف تطوير االتصال حيث أن نتائج أغلب إجابات أفراد العينة أكدت عدم فاعلية دور االتصال التنظيمي وضعف مستواه وعدم وجود برامج لالتصال التنظيمي وكذلك وهو األهم عدم اهتمام اإلدارة العليا بوظيفة االتصال. ويف بعض املؤسسات كانت مشاركات القائم باالتصال تنحصر يف دراسة وتطوير بعض البرامج األخرى املتعلقة بطبيعة اخلدمات التي تقدمها املؤسسة دون النظر إلى اخلطط والبرامج االتصالية املستخدمة وكيفية تطويرها. إجماال ومن خالل هذا العرض آلراء املسؤولني عن االتصال داخل املؤسسات اخلدمية فيما يتعلق مبشاركتهم يف إعداد وتفعيل برامج االتصال التنظيمي يتضح أن هناك شبه اتفاق بني جميع املؤسسات على عدم اهتمام اإلدارات العليا بوظيفة االتصال. رابعا: الوسائل االتصالية املستخدمة من قبل القائم باالتصال. يستخدم عادة القائم باالتصال العديد من الوسائل االتصالية من أجل إيصال املعلومات 187

188 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 إلى املستقبل حيث يتوقف استخدام وسيلة معينة على طبيعة املستقبل ومستواه العلمي وخبرته والقائم باالتصال داخل املؤسسة الليبية عينة الدراسة يستخدم بعض الوسائل التقليدية أثناء اتصاله بالعاملني حيث أكد جميع مدراء الشؤون اإلدارية باملؤسسات على استخدامهم للوسائل االتصالية التقليدية ونتعرف فيما يلي على الوسائل التي يستخدمها املسؤولون بتلك املؤسسات. ففي املؤسسة )x( أكد القائم باالتصال قائال نحن نركز بشكل أساسي على استخدام الرسائل اإلدارية والتليفون حيث يتم إرسال أكثر املعلومات عن طريق البريد املكتوب فهو أكثر دقه يف شرح وتفسير املطلوب من العاملني ونستخدم كذلك التلفون من خالل استخدامنا للشبكة الداخلية للتليفون اخلاصة باملؤسسة حيث يسهل مع التلفون شرح وتوضيح محتوى ومضمون الرسائل املكتوبة ويوجد أيضا مجموعة من االتصاالت األخرى مثل االجتماعات واللقاءات الدورية والوسائل املطبوعة كصحيفة املؤسسة ولوحة اإلعالنات وغيرها. أما يف املؤسسة )xx( فقد أكد القائم باالتصال قائال»نستخدم دائما الهاتف سواء الداخلي عن طريق الشبكة الداخلية املوجودة باملؤسسة أو عن طريق الهاتف اخلارجي كذلك نستخدم بعض األساليب األخرى مثل الرسائل اإلدارية واملنشورات والتقارير واملذكرات الداخلية أما بالنسبة لصحيفة املؤسسة فتعتبر غير ذات جدوى خاصة يف ظل عدم اهتمام املؤسسة ببرامج االتصال حيث إن الصحيفة تصدر مرة كل ثالثة أشهر وأحيانا تتأخر لتصدر مرة كل خمسة أشهر. أما عن االنترنت فنحن ال نستخدم أبدا االنترنت ملمارسة العمل اليومي ولكن يستخدم االنترنت من قبل بعض اإلدارات كإدارة العالقات اخلارجية حيث يتم من خالله االتصال ببعض املؤسسات اخلارجية». ويف املؤسسة )xxx( قال مسؤول االتصال «أننا نركز دائما على االتصاالت التليفونية وكذلك على الوسائل املطبوعة مثل الصحيفة والكتيبات واألدلة واملذكرات الداخلية لوحات اإلعالنات وصندوق املقترحات وكل تلك الوسائل تستخدم من أجل تفعيل دور االتصال داخل املؤسسة.«كما أكد مسؤول االتصال داخل املؤسسة )xxxx( قائال عادة نستخدم الوسائل األكثر فاعلية يف االتصال بأطراف التنظيم املختلفة مثل التليفون الداخلي وهو يف رأي من أفضل الوسائل لشرح وتفسير الفكرة أو املوضوع الذي يدور حوله االتصال وكذلك للسرعة يف إبالغ الطرف الثاني باملعلومات ومعرفة رد الفعل يف نفس اللحظة إال أن من عيوب التليفون أنه يقع ضمن الوسائل التي ال ميكننا توثيقها بشكل رسمي لذا فإنه عندما يتعلق االتصال مبوضوع حساس جدا مثل االستفسار عن قضية 188

189 طبيعة وخصائص القائم باالتصال داخل املؤسسة - دراسة ميدانية معينة أو متابعة مشكلة معينة فنحن يف هذه احلالة نفضل االعتماد على الوسائل املكتوبة مثل الرسائل والتقارير واملذكرات الداخلية وغيرها من الوسائل. وأخيرا باملؤسسة ( xxxxx ) قال القائم باالتصال «نستخدم باستمرار الوسائل التقليدية املعروفة لدى جميع العاملني حيث نعتمد على التليفون والفاكس وجهاز الكمبيوتر اخلاص باملنظومة الداخلية للمؤسسة كما نستخدم باستمرار الرسائل اإلدارية واملذكرات الداخلية واملنشورات والتقارير فقط». من خالل ما سبق يتضح أن هناك اتفاقا بني جميع مسؤولي االتصال باملؤسسات اخلدمية على استخدام الوسائل التقليدية وعدم استخدامهم الوسائل التقنية احلديثة كاألنترنت والراديو اخلاص باملؤسسة والتلفزيون الداخلي وهذا يؤكد وجود ضعف يف دور االتصال التنظيمي ونقص يف استخدام الوسائل االتصالية املتطورة مع العلم أن املؤسسات اخلدمية تعتبر أهم املؤسسات التي تساهم بشكل كبير يف تطوير النشاط االقتصادي يف ليبيا. وميكننا حصر أهم الوسائل التي يستخدمه القائم باالتصال يف املؤسسات الليبية يف اآلتي: ( الرسائل اإلدارية الهاتف املذكرات الداخلية الفاكس التقارير االجتماعات(. 2. نظرة اإلدارة العليا جتاه وظيفة االتصال التنظيمي. نحاول من خالل هذا اجلزء توضيح مدى أهمية االتصال للمؤسسة وكيف تتعامل اإلدارة العليا باملؤسسات الليبية مع برامج االتصال من حيث التقييم واملتابعة والتنفيذ. أوال: أهمية االتصال التنظيمي بالنسبة لإلدارة العليا. تأتى اإلدارة العليا على قمة تنظيم أي مؤسسة وميثلها رؤساء مجالس اإلدارة وأعضاء مجلس اإلدارة ومديري القطاعات ومديري العموم وتهتم اإلدارة العليا باألمور والقضايا االستراتيجية ذات املدى الطويل وعلى مستوى املؤسسة ككل كما أن اإلدارة العليا متارس االتصاالت التنظيمية خالل وضعها للسياسات العامة واخلطط الشاملة للمؤسسة ككل وتتابع تنفيذها من خالل االتصال املباشر باإلدارة الوسطى التي تعتبر حلقة الوصل بني اإلدارة العليا واإلدارات التنفيذية وميثل هذا املستوى مديري األنشطة الوظيفية الرئيسية )8( داخل املؤسسة مثل مدير اإلنتاج ومدير التسويق واملدير املالي ومدير املوارد البشرية. ويختص أعضاء اإلدارة الوسطى بإدارة األنشطة الرئيسية من خالل ترجمة فلسفة ورؤية وسياسات اإلدارة العليا إلى املستويات التنفيذية فى شكل خطط تفصيلية وبرامج لتنظيم العمل ويتم ذلك من خالل قنوات االتصال املتاحة أمام تلك اإلدارات. وتقدر كفاءة أعضاء اإلدارة الوسطى بقدر ما يكون فهم اإلدارات التنفيذية لتوجهات وسياسات اإلدارة 189

190 23 حمكمة علمية جملة اجلاميع )9( أهدافها. حتقيق يف املؤسسة جناح مستوى يتحدد وبالتالي العليا حتقق أن مؤسسة ألي ميكن ال حيث النابض املؤسسة شريان التنظيمي االتصال ي عد و يتصور أن جدا الصعب من إنه بل بها. خاصة تنظيمية اتصاالت شبكة وجود دون أهدافها بني املعلومات خاللها من تنتقل االتصاالت من أشكال وجود دون تنظيم أي وجود اإلنسان خارجها. أو املنظمة داخل عمالء أو مرؤوسني أو رؤساء كانوا سواء املوظفني عملية وأكثر تقنية أكثر احلديث العصر يف وأصبحت اإلدارية األساليب تطورت ولقد تفيباملطلوب تعد لم التقليديةألنها اإلدارة أساليب على هيالتيتتغلب الواعية العليا واإلدارة.)10( احلديثة اإلدارية األساليب احلديثة وتطبيق االتصالية التقنية استخدام إلى وتسارع العليا اإلدارة بني املوجود التنظيمية العالقة واقع على التعرف اجلزء هذا يف وسنحاول التالية:. العناصر خالل من اخلدمية املؤسسات داخل التنظيمي واالتصال لالتصال. العليا اإلدارة حاجة البيانات لتبادل حاجتها خالل من التنظيمي لالتصال العليا اإلدارة حاجة تأتي العليا اإلدارة فإن أخرى ناحية ومن املختلفة التنظيم ومستويات أطراف مع واملعلومات عدم يضمن بشكل العاملني سلوك وفهم املؤسسة أهداف حتقيق إلى عملها يف تسعى بهم االتصال إلى يحتاج هذا وكل للمؤسسة. التنظيمية األهداف مع السلوك هذا تعارض إال هو ما املدير»عمل إن مينتزبيرج ويقول ومتابعتها. أعمالهم وتنظيم لتوجيههم باستمرار التواصل على قادرين يكونوا أن يجب املديرين أن مالحظا واملكتوبة اللفظية االتصاالت الذي لالجتاه رسمهم يف أو رؤيتهم يف اآلخرين يشاركوا أن أيضا وعليهم وسهولة بكفاءة هذه على وعقالنية بإحكام املوافقة بإمكانهم يكن لم فإذا نحوه مؤسستهم قيادة يودون نحو املؤسسة أو العمل فريق معهم ساحبني املعاكس االجتاه يف سينجرفون فإنهم اخلطط. )11( اإلفالس«ورمبا والتعطيل االضطراب اإلدارة عمل جوهر وهي االتصال لعملية النابض القلب هي والبيانات فاملعلومات إذن تكون ما بقدر وصحيحة دقيقة والبيانات املعلومات هذه تكون ما وبقدر املؤسسة. يف العليا فهناك العليا اإلدارة شؤون تصريف يف االتصاالت ألهمية ونظر ا العليا. اإلدارة إجنازات حركة يف والبيانات املعلومات تنساب بحيث فاعليتها وحتقيق لتنظيمها قصوى ضرورة أهدافها. وحتقيق املؤسسة خير فيه ملا املختلفة التنظيم مستويات بني مستمرة وعدم واملعلومات البيانات ونشر جلمع تنظيمية وحدة وجود عدم فإن أخرى جهة ومن من فإن لذا باملؤسسة. االتصاالت نظام استقرار عدم إلى أيض ا يؤديان التنظيمي االستقرار بوضع وذلك الفعال التنظيمي لالتصال السليم املناخ خلق على تعمل أن العليا اإلدارة واجبات 190

191 طبيعة وخصائص القائم باالتصال داخل املؤسسة - دراسة ميدانية سياسة واضحة لالتصال تعمل على حتقيق األهداف التنظيمية وإشباع احلاجات البشرية حتى يكون العاملني على علم تام بنشاط املؤسسة وأهدافها وخططها وبرامجها املختلفة )12(. ومن جهة أخرى لم نالحظ لألسف من خالل بحثنا هذا أن هناك اهتماما حقيقيا ببرامج االتصال داخل املؤسسات اخلدمية حيث أكد جميع املسؤولني على حاجة االتصال التنظيمي إلى الكثير من االهتمام والتطوير ومن جهة أخرى فقد سبق لنا اإلشارة إلى ضعف املستوى العام لوظيفة االتصال التنظيمي داخل تلك املؤسسات وحرصها على ممارسة االتصال التنظيمي باألساليب التقليدية. ثانيا: تقييم ومتابعة أنشطة االتصال التنظيمي. حترص يف الغالب املؤسسات احلديثة ذات احلجم الكبير على متابعة وتقييم كافة البرامج والعمليات اإلدارية للوقوف على املشاكل والصعوبات التي تواجه سير العمل ومحاولة السيطرة عليها ومعاجلتها باألساليب احلديثة وتعتبر عملية االتصال داخل تلك املؤسسات القلب النابض وهي لذلك تسعى دائما إلى حتسني وتطوير أساليب االتصال بينها وبني العاملني يف جميع املستويات ومن خالل بحثنا ال حظنا غياب عملية التقييم واملتابعة لوظيفة االتصال حيث إن اإلدارات العليا ال تستخدم أساليب االتصال احلديثة عند قيامها بعملية االتصال مع العاملني وسنحاول من خالل العناصر التالية التعرف على واقع العملية االتصالية بني اإلدارات العليا والعاملني باملصارف. - 1 كيف تستخدم اإلدارة العليا االتصال التنظيمي متارس اإلدارات العليا باملؤسسات اخلدمية عملية االتصال بالعاملني من خالل استخدامها واعتمادها على االتصال ذي االجتاه الواحد املتمثل يف القرارات والتعليمات واللوائح التي تصدرها ومن املعروف أن سياسة االتصال ذات االجتاه الواحد لم تعد تتماشى مع العمليات اإلدارية احلديثة فاملصارف تعتبر من املؤسسات التي تعتمد على االتصال والتواصل السليم سواء بينها وبني العاملني أو بينها وبني العمالء حيث ال بديل عن سياسة االتصال ذي االجتاهني والذي يعتبر من أفضل أنواع االتصال داخل املؤسسة. واملؤسسات اخلدمية الليبية تتجاهل أهمية خلق مناخ اتصالي فعال لعدم معرفتها باألساليب احلديثة أثناء تعاملها مع العاملني وقد أكد العاملون بهذه املصارف كما سبق لنا القول إن املؤسسات اخلدمية ال تهتم بدور االتصال الصاعد حيث أشرنا إلى العديد من النسب التي أكدت غياب االتصال الصاعد باملؤسسات اخلدمية وسنتعرف من خالل آراء املسؤولني على طبيعة العالقة االتصالية بني اإلدارات العليا والعاملني. لقد اتضح لنا من خالل املقابالت الشخصية أن اإلدارات العليا تعتمد على أسلوب 191

192 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 االتصال املكتوب بشكل أساسي حيث تعتمد على حترير الرسائل اإلدارية والقرارات التي عادة ما تأخذ شكل منشور يوزع من خالل إدارات الشؤون اإلدارية كما تستخدم أيضا الهاتف خالل ممارستها للعمل اليومي حيث ميثل الهاتف مصدرا لالستعالم والفهم خاصة يف حالة وجود مشاكل وقضايا عالقة. كما أتضح أيضا من خالل املقابالت الشخصية أن اإلدارات العليا ال تسعى لتغيير سياسة وأسلوب االتصال املوجود ظنا منها أن أي تغيير قد يربك عملية االتصال ويشتت العمل ويخلق عدم فهم عند العاملني. - 2 تقييم أنشطة االتصال من قبل القائم باالتصال. تعتبر عملية تقييم البرامج واألنشطة اإلدارية املختلفة من العمليات احليوية احلديثة التي تدل على مدى وعي وإدراك اإلدارة العليا باملؤسسة بتلك األنشطة. فاملتابعة والتقييم من الوظائف األساسية لإلدارة احلديثة. لذا حترص املؤسسات يف الغالب على متابعة وتقييم جميع األنشطة والبرامج التي تقوم بها سواء كانت برامج مالية اجتماعية إدارية أو برامج اتصالية وذلك للتعرف على الكيفية التي مت بها إجناز األعمال واملشاكل أو العوائق التي تواجه العاملني أثناء تنفيذ تلك األنشطة )13( غير أن املؤسسات اخلدمية الليبية ال تهتم بعملية متابع وتقييم ما تقوم به من أعمال وبرامج خاصة فيما يتعلق بأنشطة وبرامج االتصال التنظيمي. فقد أتضح من خالل املقابالت أن القائمني باالتصال بجميع املؤسسات ال يقومون بتقييم البرامج واألنشطة االتصالية وذلك لكون االتصال اليومي ال يحتاج إلى تقييم وهذا يرجع لعدم وجود خطط اتصالية مرسومة بشكل مسبق وأن القائم باالتصال ميارس عملية االتصال اليومي بشكل روتيني وهو ليس باألمر الغريب خاصة يف ظل غياب االهتمام املباشر بوسائل وأهداف وبرامج االتصال التنظيمي بشكل عام فليس من املنطقي أن تقوم هذه املؤسسات بتقييم برامج وأنشطة االتصال غير املوجودة أصال. وحتى تستطيع اإلدارات العليا احلصول على املعلومات والبيانات واحلقائق التي تساعدها من أجل اتخاذ القرارات الصحيحة يجب أن تفتح املجال أمام القائم باالتصال وتشجع سياسة االتصال ذات االجتاهني واالستماع اجليد للمقترحات واآلراء التي يقدمها القائم باالتصال حيث إن معظم القرارات التي تتم على أساس من املعلومات غير الكاملة ال يكتب لها النجاح فعادة ما ميتنع بعض العاملني من التعامل والتجاوب مع تلك القرارات وذلك ألنهم يعتقدون أن تلك القرارات ال تخدم مصاحلهم بل تخدم مصلحة املؤسسة بالدرجة األولى. وخالصة القول إن القائم باالتصال داخل املؤسسات الليبية ميارس عملية االتصال بشكل تقليدي دون وجود سياسة اتصالية مكتوبة ودون وجود خطط وبرامج اتصالية. 192

193 طبيعة وخصائص القائم باالتصال داخل املؤسسة - دراسة ميدانية اخلالصة من خالل دراستنا لطبيعة القائم باالتصال داخل املؤسسات اخلدمية يف ليبيا اتضح لنا مدى إتباع تلك املؤسسات لألسلوب التقليدي لالتصال وأن إمكانية استخدام التقنية احلديثة لالتصال شيء جيد ومفيد ولكن محاط مبجموعة من املخاطر أبرزها: - 1 رغبة عدد كبير من املؤسسات الليبية يف عدم التغيير وذلك خوفا من أن أي تغيير يف نظام االتصال وخاصة االعتماد على التقنية احلديثة قد ينعكس سلبا على مستقبل العاملني وبالتالي قد تصبح عملية تقليص عدد العاملني أمرا محتما وضرورة من ضرورات التقنية احلديثة. - 2 ما تفرضه التقنية احلديثة من إعادة تأهيل وتدريب للعاملني وهذا قد يتطلب من املؤسسات ضرورة دفع مبالغ كبيرة لتحقيق تنمية بشرية تتماشى مع التقنية احلديثة. - 3 وجود كوادر إدارية غير واعية بأهمية التقنية احلديثة وما تلبيه من خدمات للمؤسسة والفرد واملجتمع. - 4 عدم االنفتاح بالشكل املطلوب واالندماج يف سوق العمل واملنافسة داخليا وخارجيا ميثل عقبة يف سبيل تطوير مؤسستنا الليبية ويؤخر عملية االستفادة من الوسائل االتصالية احلديثة. لذا يحتاج القائم باالتصال يف مؤسساتنا الوقت واإلمكانيات والرعاية التامة من اإلدارة العليا حتى يستطيع رسم ووضع اخلطط والبرامج االتصالية على أكمل وجه. كما حتتاج اإلدارة العليا ألن تعلم أن ممارسة االتصال بشكل تقليدي ليست يف صالح املؤسسة وأن سوق العمل واملنافسة تتطلب ضرورة التطور والتغيير على جميع األصعدة. وميكننا يف نهاية هذا البحث سرد مجموعة من النقاط األساسية التي متثل إجابات على تساؤالت البحث: - 1 أكد القائم باالتصال داخل املؤسسات اخلدمية الليبية عدم رضاه عن مستوى االتصال التنظيمي خاصة يف ظل عدم وجود اهتمام واضح من إدارة املؤسسة. - 2 يتمتع القائم باالتصال بخبرة جيدة يف مجال ممارسة العمل اليومي والروتيني ولكنه غير ملم بفنون ومهارات االتصال الفعال. - 3 يفضل القائم باالتصال ممارسة عملية االتصال بالشكل التقليدي لسهولة إرسال واستقبال املعلومات ويعتقد أن عملية تطوير وسائل وأدوات االتصال قد حتدث نوعا من الفهم واالنسجام مع التقنية احلديثة من قبل العاملني. - 4 يستخدم القائم باالتصال الوسائل التقليدية مثل الرسائل اإلدارية والتقارير 193

194 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 والهاتف واالجتماعات واملذكرات الداخلية يف عملية االتصال. - 5 ال يشارك القائم باالتصال اإلدارة العليا يف عملية وضع وتنفيذ اخلطط والبرامج االتصالية. - 6 أكد القائم باالتصال أن اإلدارة العليا ال تقوم بعملية تقييم البرامج واخلطط االتصالية التي هي يف حقيقة األمر غير موجودة. مراجع البحث - 1 غازي حسني عناية مناهج البحث اإلسكندرية مؤسسة شباب اجلامعة 2000 ص عابدين الدردير الشريف موضوعات وقضايا وإشكاليات منهجية يف البحث اإلعالمي ط 1 طرابلس منشورات جامعة ناصر األممية 2010 ص يورك برس االتصال الفعال:برنامج للتطوير الذاتي ط 1 لبنان مكتبة لبنان ناشرون 2002 ص MANAL A.MAKL AND WAEL ABU MOGLI COMMUNICATION SKILLS JORDAN DAR AL - MASSIRA 2002 P إليزابيت تيرني فن تفعيل مهارات االتصال الدار العربية للعلوم بيروت D ALMEIDA Nicole LIBAERT Thierry La communication interne de l entrepris 4e édition Dunod Paris P عبداهلل الطويرقي علم االتصال املعاصر ط 2 الرياض مكتبة العبيكان 1997 ص MINTZBERG Henry le management : voyage au centre des organisations éditions d organisation traduit par Jean - Michel Bebar Paris 2004.p www.oboulo.com/search.php?q=l%27organisation+de+l%27entreprise &start=0&topconsult= /10/ ميشيل هاتيرسللي ليندا ماكجينت سامر جلعوط االتصال واالتصال اإلداري:املبادئ واملمارسة ط 1 لبنان دار الرضا للمعلومات 2000 ص PERETTI Jean - Marie Gestion des ressources humaines 12e édition vuibert Paris فضيل دليو اإلتصال مفاهيمه - نظرياته - وسائله ط 1 القاهرة دار الفجر للنشر والتوزيع 2003 ص MROY Fatima La communication professionnelle Al nahda Al arabia Liban 2004.p

195 اإلعالم املتخصص. النشأة... اتلطور واألهمية د. الطاهر عمار العباين* مقدمة يعتبر منو اإلعالم املتخصص وازدهاره يف أي مجتمع دليال قويا على تقدم هذا املجتمع ورقيه وإذا ما توجه أي مجتمع إلى التخصص الدقيق فإنه يعتبر دالة على إتساع املعارف العلمية والثقافية وتعددها وهو ما ميثل سمة أساسية للتقدم والتحديث. ونعيش اليوم عصر اإلعالم املتخصص كجزء من اإلعالم الدولي اجلديد حيث جلأت الوسائل اإلعالمية املتعددة إلى التخصص إما يف املضمون من خالل تقدمي كميات وفيرة من املعلومات يف مجال محدد يلبي احتياجات اجلمهور العام أو اخلاص أو من خالل االهتمام بشرائح وفئات محددة. ولم يأت االهتمام باملضمون املتخصص أو اجلمهور النوعي بل هو نابع من عوامل عدة أبرزها تراجع توزيع الصحف العامة يف بعض الدول املتقدمة كإجنلترا والواليات املتحدة حيث اجته القراء إلى وسائل اإلعالم املتخصصة كما تشير عدة تقارير من منظمة اليونسكو إلى تزايد املصاعب أمام اإلعالم العام بكل وسائله بينما تقل أمام اإلعالم )1( املتخصص. أهمية البحث: تنطلق أهمية البحث من حاجة طلبة ودارسي املجاالت اإلعالمية إلى ضرورة استبيان تطور مفاهيم وأداء وسائل اإلعالم مبختلف أنواعها ( مقروءة. مسموعة ومرئية( والسبل احلقيقة التي تعززه وكيفية االستفادة من هذا التطور الناجت عن تخصصية اخلطاب اإلعالمي مضمونا وشكال السيما بعد التطور التقني الكبير الذي تشهده مجاالت االتصال اإلعالمي مواكبة لكل مستحدثات العصر ومتطلباته. أهداف البحث: يهدف البحث إلى حتديد رؤية إعالمية عن ماهية اإلعالم املتخصص من خالل الوقوف على بعض األساسيات املعرفية كالنشأة والتطور التي أفرزت التخصصية. * عضو هيئة اتلدريس بكلية الفنون واإلعالم - جامعة طرابلس. 195

196 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 إسهاما يف رسم سياسة إعالمية تأخذ بعني االعتبار سمات اإلعالم املتخصص واستبيان املفاهيم احلديثة يف صياغة اخلطاب اإلعالمي التخصصي ومقوماته االشتراطية. مشكلة البحث: بالرغم من إن محاولة استشراف فعالية التطور يف وسائل اإلعالم الذي ال زال مثار جدل إال أن اتفاقا قائما وضمنيا بني الباحثني والدارسني على إن املعاصرة العاملية واإلقليمية وأيضا املحلية تشهد حتوال جتاه تخصصية وسائل اإلعالم باعتبارها الوسائط املعرفية املالئمة لعصر يتسم بالتخصص يف شتى مجاالت العلوم املعرفية وخاصة تطور القدرات املعرفية للمتلقي مما توجب تطور اخلطاب اإلعالمي. وقد أصبحت احلاجة ملحة إلى البحث يف ظاهرة اإلعالم املتخصص والتعرف على سماته ومساراته األساسية نشأة وتطورا وأهمية يف ضوء ما تشهده املعاصرة العاملية واعترافا بالدور الهام والفعال لوسائل اإلعالم خالل مرحلة حتولية شائبة متر بها وسائل اإلعالم العربية عموما واملحلية خصوصا. قراءة تدعو إلى تفعيل الدور اإلعالمي النوعي والى تأسيس مشهدية متخصصة تعنى باخلطاب األكثر حتليال وعمقا ونضوجا. تساؤالت البحث: ما هي دوافع التخصص ما هي سمات اإلعالم املتخصص كيف نشاء اإلعالم التخصصي ما هي أهمية اإلعالم التخصصي أوال - نشأة العلوم املتخصصة : مع بداية احلضارة البشرية لم يكن ثمة حدود فاصلة بني العلم والفلسفة بل كان هناك نوع واحد من املعرفة قد تختلف وسائله ولكنه ميثل - يف النهاية - نشاطا عقليا بشريا واحدا يف شتى مجاالت العلوم اإلنسانية والعلوم التطبيقية. وقامت احلضارة اإلغريقية - التي تعتبر أساس احلضارة الغربية احلديثة على مزيج من فلسفة سقراط وأفالطون وأرسطو ورياضيات فيثاغورث وأشعار هوميروس ووضع العلماء وقتها أسس التقدم احلضاري من خالل التناغم والتكامل بني العلوم التقنية والعلوم اإلنسانية. ومتيز علماء املسلمني األوائل يف عصور االزدهار باجلمع بني التخصصات العلمية املختلفة دون حدود فاصلة فكان ابن سينا فيلسوفا وطبيبا وشاعرا وكان ابن الهيثم عاملا يف البصريات والفلك والرياضيات إلى جانب إتقانه للفلسفة وكان البيروني عاملا يف 196

197 اإلعالم املتخصص. النشأة... اتلطور واألهمية الفلك واجلغرافيا والرياضيات والصيدلة والدين والفلسفة. ولقد أخذت مجاالت املعرفة البشرية تتسع حيث حققت تراكما ضخما أصبح»التخصص»سمته البارزة أي انقسام الكل املعريف إلى جزئيات دقيقة متخصصة وبدأت معالم ما سمي بالعزلة الفكرية حيث أخذ كل علم يحدد معامله وحدوده بشكل دقيق وأصبحت املعارف جزرا متباعدة ومعزولة يف محيط معريف واسع. ولم يقف التخصص عند هذا احلد بل سرعان ما اجته إلى التخصص الدقيق واألكثر عمقا فمثال يف السابق كان يدرس علم الطب بشكل عام ولكن اآلن أصبحت هناك تخصصات لطب القلب وطب األذن واألنف واحلنجرة وطب األسنان والعيون واجلدير بالذكر أن هذه التخصصات األكثر عمقا لم تكن حكرا على مجاالت الطب فقط بل تعداه إلى مختلف أنواع العلوم واملعارف وانعكس ذلك بإيجابيات أبرزها ان النتائج العلمية أصبحت أكثر دقة وبرهنة وهو ما يعد أمرا ضروريا وهاما يف تقدم العلوم وازدهارها.ولم يكن مجال اإلعالم بعيدا عن املجاالت والتخصصات األخرى فمنذ البداية اهتمت الوسائل اإلعالمية بشرائح اجتماعية محددة جتمعها خصائص عمرية كالشباب أو الرجال أو املرأة أو شرائح مهنية كاملدرسني والعمال والطالب يف املقابل كانت أيضا تهتم مبضامني محددة كاملواد الدرامية أو الوثائقية أو اإلخبارية أو الرياضية أو السياحية. ثانيا - مفهوم اإلعالم املتخصص: التخصص يعني انقسام الكل املعريف إلى جزيئات متخصصة حيث أخذ كل علم يحدد معامله وحدوده ويتميز عن غيره من العلوم واملعارف األخرى. ويقصد باإلعالم املتخصص كل إعالم سواء كان مقروا أو مسموعا أو مرئيا )صحف إذاعة تليفزيون( يهتم يف األساس بجانب من جوانب املعرفة اإلنسانية ويصل إلى جمهور جتمعه عدد من اخلصائص أو السمات املشتركة كالفئة العمرية أو االنتماء املهني أو الرغبات الواحدة. اإلعالم املتخصص يعرف بأنه اإلعالم املوجه إلى فئات أو قطاعات معينة )كالفالحني - والعمال - والنساء - واألطفال - والشباب - ) ويتميز بأنه إعالم يقدم مضامني يف مجاالت متعددة )كالسياسة - واالقتصاد - والرياضة - والفن( إال أن معاجلة هذه املجاالت تتأثر بطبيعة القائم باالتصال املعرفية وتتأثر أيضا باجلمهور النوعي الذي تتوجه إليه ومستوى ثقافته. ويهتم اإلعالم املتخصص مبجال معريف معني أو محدد موجه إلى جمهور عام كالقنوات الرياضية املفتوحة واملشفرة ومن ناحية أخرى قد يكون التخصص من حيث اجلمهور يف 197

198 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 مخاطبة جمهور محدد جتمعه خصائص وسمات مشتركة كقنوات )الطفل - واملرأة( )2(. و يهدف إلى إعداد ونشر أنواع محددة ومتعمقة من املادة اإلعالمية وتوجيهها جلمهور ميتلك خصائص وسمات واحتياجات وأذواق مشتركة أو متقاربة. واإلعالم املتخصص يحتم على القائم باالتصال معرفة جمهوره بدقة ومن خالل هذه املعرفة يعد مادته اإلعالمية ويضعها يف الشكل املالئم واملناسب خلصائص وسمات اجلمهور املستهدف. ويعد اإلعالم املتخصص أحد أهم وسائل نشر الثقافة املتخصصة واملتعمقة لدى اجلمهور مستخدما كل عناصر اجلذب واإلبهار واإلقناع التي تتميز بها وسائله املختلفة. الراديو مثال وسيلة سهلة االلتقاط واالستخدام والتعامل معها من قبل املستمع ال يحتاج إلى خبرات ومهارات خاصة كما أنه يتميز بعنصر السرعة أو اآلنية كما يتميز مبكونات عنصر الصوت وتلوينه وفنون اإللقاء ومهارات االتصال األخرى. كما أن التليفزيون كونه يتميز مبزج عنصر الصورة بكل أشكالها وأنواعها بعنصر الصوت بكل مكوناته جعل منه وسيلة شارحة مقنعه مؤثرة الفتة للنظر والسمع واالنتباه باإلضافة إلى إمكانية االختالف يف أحجام وأنواع اللقطات وأسلوب املونتاج وحركة الكاميرا والقدرة على عرض الصورة املتحركة مما جعل اجلمهور العام املتخصص يف مضمون معني يتوجه للوسيلة اإلعالمية لقراءة أو لسماع أو ملشاهدة املادة اإلعالمية بانبهار شديد. وميكن حتديد سمتني لإلعالم املتخصص وهما: أ - التخصص يف املضمون. ب - التخصص وفق الفئات العمرية. األول يهتم بتقدمي جرعات كبيرة من املضامني يف مجال بعينه كمواد الدراما والرياضة والسياسة واالقتصاد والثاني الذي يخاطب فئة معينة كالشباب أو الطفل أو املرأة. ثالثا - أهمية اإلعالم املتخصص: تأتي أهمية اإلعالم املتخصص طبقا لعوامل عدة وهذه العوامل ال تقاس فقط مبستوى اخلصائص األساسية كالعمر أو مستوى التعليم أو منطقة السكن وإمنا إضافة لهذه العوامل هناك أهمية أخرى منها: االهتمام باملزاج الشخصي والهوايات وأمناط التعرض لوسائل اإلعالم متشيا مع أنه كلما ارتفع مستوى احلياة زادت املطالب وتعددت وأصبحت عناصر اإلتاحة والكم واجلودة ضرورية يف ساحة املنافسة اإلعالمية التي تسود يف عصر االتصال عن بعد وعصر ثقافة الصورة وعصر التليفزيون واالتصال التفاعلي. إن مهمة وسائل اإلعالم نشر كافة أنواع املعارف وال يقتصر دورها على نشر نوعية 198

199 اإلعالم املتخصص. النشأة... اتلطور واألهمية محددة من املعارف ولكن كل مطبوعة أو إذاعة بشقيها املسموع واملرئي تتخصص يف نوع محدد من هذه الثقافة. ترجع أهمية التخصص يف وسائل اإلعالم نفسها ألن كل وسيلة إعالمية من الوسائل التقليدية ال متتلك إمكانية أكبر لالنتشار والوصول إلى قطاعات كبيرة من اجلمهور املتجانس. والتخصص جعل على وسائل اإلعالم مسؤولية أكبر خاصة على مستوى اإلعالم الرسمي فمثال عندما يقوم التليفزيون بتقدمي برامج تعليمية فإنه يف هذه احلالة يقدم دورا تعليميا يفترض أن تؤديه املؤسسات التعليمية وعندما ننشئ إذاعة للقرآن الكرمي مثال فإنها تقوم بأداء مهمة نشر املعرفة الدينية دور يناط باملؤسسات الدينية ومن املهم أن نعرف أن وسائل اإلعالم هنا ليست بديال عن املؤسسات املجتمعية ولكن هي مساندة لها. البحث عن جمهور أكثر حتديدا يسعى إلى مضمون معني يرضي اهتماماته ويشبع بعض حاجاته يف ظل التخصص املعريف الثقايف ويف ظل ضعف وقلة بيع الصحف العامة على مستوى كافة الدول العربية. تعددت مجاالت املعرفة اإلنسانية وبالتالي جاء التخصص مصاحبا للتقدم العلمي والتكنولوجي ومع التطور الهائل يف وسائل اإلعالم وتكنولوجيا االتصال تزايدت اهتمامات اجلمهور ورغبته يف التعرف على املستجدات يف كافة مناحي احلياة. ميثل اجتاه التخصص وعيا واتفاقا مع نظريات االتصال احلديثة التي لم تعد تنظر إلى اجلمهور ككتلة وإمنا إلى مجموعات نوعية محددة لكل مجموعة احتياجاتها االتصالية وإشباعاتها التي تتحقق من انتقائها ملا تستخدمه من وسائل اإلعالم وهكذا فإن اإلعالم املتخصص يلبي االحتياجات املختلفة جلمهور محدد جتمعه خصائص وسمات محددة مسبقا وتتفق اهتمامات القارئ مثال مع الصحيفة املتخصصة مما يضمن التوجه بالفعل إلى اجلمهور الذي يريد أن يستخدم املضمون الصحفي املقدم يف الصحيفة وهو ما يزيد من دور الصحيفة املتخصصة يف التأثير الثقايف مقارنة بالصحيفة العامة فبالتالي فإن معرفة اجلمهور الذي يتوجه إلية تساعد القائم باالتصال يف تصميم مضامني صحيفة )3( تتفق مع هذا اجلمهور مما يؤدي إلى تفعيل الرسالة اإلعالمية. أصبحت النتائج أكثر دقة وعمقا عما كانت عليه يف السابق فمثال أصبح القائم باالتصال يعد رسالته من خالل الدراسات التي يجريها على اجلمهور للتعرف على احتياجاته وأذواقه وبالتالي الرسالة اإلعالمية حتقق أعلى نسبة يف النجاح وهو الوصول للجمهور املستهدف وإرضاء ذوقه وإشباع حاجاته وليس عما كانت وسائل اإلعالم يف 199

200 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 السابق تعد رسالتها اإلعالمية من خالل اللباقة وعدم دراسة اجلمهور وبالتالي تصبح الرسالة تقدم بشكل عشوائي. رابعا - مجاالت اإلعالم املتخصص: تتعدد مجاالت اإلعالم املتخصص وتتأثر من ناحية تعددها بطبيعة املجتمع التي تصدر أو تقدم منه وله من ناحية درجة تقدمه العلمي والثقايف ومستوى تخصصه وطبيعة املستويني الثقايف واالقتصادي للقراء واملستمعني واملشاهدين واإلمكانات التقنية والبشرية واملادية املتاحة. وهذه بعض مجاالت اإلعالم املتخصص جنملها على النحو التالي: إعالم متخصص يتعلق بالنوع )نساء - رجال( إعالم متخصص يتعلق بالسن )أطفال - شباب - كبار سن( إعالم متخصص يتعلق بالدين )إسالمية - مسيحية( إعالم متخصص يتعلق بالهوايات )موسيقا - صيد - فروسية( إعالم متخصص يتعلق مبهن مختلفة )معلمون - عمال - فالحون - أطباء( إعالم متخصص يتعلق بالعلوم التطبيقية )زراعة - طب - اقتصاد - كيمياء( إعالم متخصص يتعلق باإلبداع األدبي والفني )شعر - مسرح - قصة - نقد( إعالم متخصص يتعلق باألنشطة الرياضية )كرة قدم - تنس - سلة - سباحة( إعالم متخصص يتعلق بالسياحة )آثار - معالم سياحية( إعالم متخصص باإلعالنات )جتارية - خدمية( خامسا - أهداف اإلعالم املتخصص: تتعدد أهداف اإلعالم املتخصص )الصحافة واإلذاعة والتليفزيون( والتي تسعى باألساس إلى توفير خدمات إعالمية تلبي احتياجات ورغبات القراء واملستمعني واملشاهدين كال حسب اهتماماتهم بجرعات كمية وفيرة وبجودة عالية مبا يتفق مع نظرية تفتيت اجلمهور. والتفتيت يعني»المركزية االتصال«تأصيال لبدء مرحلة جديدة من مراحل تطور العالقة بني وسائل اإلعالم وجمهورها وظهور جماعات مفككة من اجلمهور ذات مصالح خاصة تسعى وسائل اإلعالم إلى مخاطبتها. فضال على إتاحة املواد الصحفية واإلذاعية املتخصصة لتلبي احتياجات اجلماهير املستهدفة مبا يف ذلك النواحي اإلخبارية والتعليمية والثقافية باإلضافة ميكن للحكومات االستفادة من وسائل اإلعالم املتخصص من خالل العملية التعليمية واالستفادة من وسائل 200

201 اإلعالم املتخصص. النشأة... اتلطور واألهمية اإلعالم خاصة التليفزيون يف بث البرامج املتخصصة باملقررات الدراسية بكل مستوياتها وخدمة لسياسة وبرامج محو األمية. وجنمل أهداف اإلعالم املتخصص يف اآلتي: تلبية احتياجات ورغبات اجلمهور حسب اهتماماته وبجرعات كمية وفيرة وبجودة عالية. إتاحة برامج ومواد متخصصة وأكثر عمقا يف املضمون تلبي احتياجات اجلمهور املستهدف باملواد املختلفة. تعزيز اجلهود احلكومية يف العملية التعليمية مبختلف مستوياتها وأنواعها وخدمة لسياسات وبرامج محو األمية. التأكيد على االنتماء الوطني وإعالء اإلحساس بالهوية الوطنية وهنا البد من إعطاء مساحات أكبر يف وسائل اإلعالم لكافه القضايا واالهتمامات االجتماعية )4 ( والسياسية واالقتصادية للشرائح املجتمعية املستهدفة. سادسا - اإلعالم اجلماهيري )العام( واإلعالم املتخصص: االتصال اجلماهيري يعني اتساع دائرة التلقي او االتصال بجماهير غفيرة وعريضة ومتباينة تصلهم الرسالة اإلعالمية بكل يسر وألفراد غير معروفني للقائم باالتصال بينما اإلعالم املتخصص له سماته ومحدداته املختلفة فهو إعالم محدد مبجال معني ولفئة معينة وهدفه تلبية احتياجات هذا اجلمهور املتجانس وإن كان قليل العدد ويختلف اإلعالم الشامل عن اإلعالم املتخصص من خالل مكونات العملية االتصالية: )القائم باالتصال - املتلقي - اخلبرة املشتركة - الرسالة - الوسائل أو القنوات - رجع الصدى(: أوال: القائم باالتصال يف اإلعالم الشامل ال يعرف جمهوره بشكل محدد ألنه متباين وعريض وكبير احلجم بينما القائم باالتصال يف اإلعالم املتخصص يعرف جمهوره بشكل دقيق ومحدد احتياجات واهتمامات ومتطلبات من خالل دراسات ميدانية جتريها الوسيلة اإلعالمية. ثانيا: القائم باالتصال يف اإلعالم الشامل ال يعرف املتلقني بشكل دقيق وبالتالي يكون مستوى جناح الرسالة اإلعالمية ضعيفا يف الوصول والتأثير على اجلمهور بينما يف اإلعالم املتخصص معرفة القائم باالتصال مبتلقية كبيرة وبشكل دقيق قد يكونوا أطفاال أو شبابا عماال أو فالحني ممن يهتمون مبادة إعالمية محددة ومفيدة. ثالثا: اخلبرة املشتركة ال تتوفر يف اإلعالم اجلماهيري ألنه كما أسلفنا من قبل أن القائم باالتصال ال يعرف جمهوره بسبب حجمه الكبير وبالتالي ال توجد خبرات مشتركة بني القائم باالتصال واملتلقي ولهذا يكتفي اإلعالم الشامل مبعرفة العادات والتقاليد والثقافة السائدة 201

202 202 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 يف املجتمع ولكنه ال يتبني اجلمهور بشكل متعمق بينما تكون اخلبرات املشتركة متوفرة بشكل كبير يف اإلعالم املتخصص ألن القائم باالتصال والذي غالبا ما يكون ممتهنا على )5( علم باحتياجات ورغبات جمهوره وبالتالي هدفه الوصول إليه وإحداث األثر املستهدف. رابعا: الرسالة يف اإلعالم اجلماهيري تكون معدة جلمهور غير محدد ال يعرفه القائم باالتصال بشكل جيد بينما تكون الرسالة يف اإلعالم املتخصص تلبية لرغبات وأذواق واهتمامات جمهور محدد وذلك من خالل املعرفة املتعمقة بني القائم باالتصال وجمهوره. خامسا: الوسيلة أو القنوات يف اإلعالم اجلماهيري ووسائله تقليدية من صحف وإذاعة وتليفزيون عامة بينما الوسيلة يف اإلعالم املتخصص قد تكون تقليدية أو جديدة كوسائل االتصال اجلديدة التي أفرزتها ثورة املعلومات وتكنولوجيا االتصال من وسائط متعددة ومن خالل االنترنت. سادسا: يهدف اإلعالم اجلماهيري إلى مصلحة عامة للجمهور كاحلمالت اإلعالمية من توعية وغيرها وخدمات للجمهور غير املتجانس بينما يكون الهدف لإلعالم املتخصص باألساس مصلحة خاصة جلمهور محدد من خالل مضامني محددة. سابعا: ال ترجع املعلومات بشكل دقيق للقائم باالتصال يف اإلعالم اجلماهيري وبالتالي ال يستطيع القائم باالتصال التعرف على مدى جناح الرسالة اإلعالمية بشكل جيد بينما ترجع املعلومات بشكل دقيق وسريع للقائم باالتصال يف اإلعالم املتخصص ليتعرف ان كانت الرسالة استطاعت أن تلبي احتياجات اجلمهور أم ال كمؤشر دال للتشجيع على االستمرار يف هذه الرسالة كرجع صدى من اجلمهور املتلقي. سابعا - إيجابيات اإلعالم املتخصص وسلبياته: للتخصص فوائد عديدة ولكن نظير هذه الفوائد أو االيجابيات هناك بعض السلبيات وسوف يتم عرض إيجابيات وسلبيات اإلعالم املتخصص يف اآلتي: أوال - اإليجابيات: إنه إعالم يلبي احتياجات واهتمامات اجلمهور املستهدف. إنه إعالم يهتم باألذواق املختلفة باختالف الوسائل اإلعالمية املتخصصة. إنه يهتم بجمهور محدد له سماته وبالتالي له احتياجات ورغبات وأذواق مشتركة أو متقاربة االهتمام بالعادات والتقاليد وثقافة اجلمهور املتلقي. يهتم بالقضايا واملوضوعات املختلفة ومينح وقتا أو مساحة أكبر من الوسائل اإلعالمية اجلماهيرية. التخصص جعل النتائج العلمية يف املجاالت املختلفة أكثر دقة وعمقا عما كانت يف اإلعالم اجلماهيري.

203 اإلعالم املتخصص. النشأة... اتلطور واألهمية ثانيا - سلبياته: انغماس كل فرد من مجال تخصصه وبالتالي انعكس ذلك على روح التكامل الثقايف. االبتعاد عن بقية أنواع املعارف والعلوم ولم يعد قادرا على استيعابها أو اللحاق بها والتواصل معها جاء مبشكالت ومخاطر فئوية وسلبيات منعزلة يصعب يف كثير من األحيان السيطرة عليها حيث يكون التخصص يف مجاالت كثيرة غير مفيد بل مناف لقيم وأخالق املجتمع وهنا يكون التخصص يستهدف عوامل ربحية وليس لعوامل فائدة للجمهور. جاء التخصص مبا يعرف بتفتيت اجلماهير أو ال مركزية اجلمهور من خالل خلق أذواق مختلفة ومتباعدة مستغلة عوامل اإلبهار واجلذب والتشويق التي جاءت بها )6( التكنولوجيا احلديثة. - املراحل التي مرت بها وسائل اإلعالم: مرت وسائل اإلعالم بعدة مراحل إلى أن وصلت للتخصص والتفاعلية فعندما تبدأ الوسيلة اإلعالمية بدورة حياتية تبدأ مقصورة على نخبة معينة وتنتشر بعد ذلك لتصل إلى كافة اجلماهير ثم تقوم بعد ذلك بتلبية مطالب جمهور محدد جتمعه سمات وخصائص محددة إلى أن تصل إلى التفاعلية بني الوسيلة واجلمهور فكلما اتسعت دائرة التلقي اتسعت املشاركة يف الرسالة اإلعالمية بفضل تكنولوجيا االتصال احلديثة. ومتر الوسيلة اإلعالمية بعدة مراحل نذكر منها : - 1 مرحلة النخبة : ومتثل هذه املرحلة بداية ظهور الوسيلة اإلعالمية يف املجتمع فعندما تبدأ الوسيلة تكون مرتفعة التكلفة ومحدودة االنتشار وال تصل إال للقادرين اقتصاديا واملؤهلني علميا واجتماعيا فقد اتسم ظهور الصحافة يف أوروبا بالتوجه نحو مخاطبة الصفوة التي ميثل أعضاؤها النخبة الثقافية واالجتماعية وهى محدودة بطبيعتها حيث تعد الوسيلة مادتها اإلعالمية باألسلوب والكيفية التي تناسب جمهورها وهم الصفوة حتى تؤسس الوسيلة اإلعالمية قاعدة متينة لتوسيع دائرة التلقي من خالل تلك الصفوة.. والصفوة تتحدد بعوامل عدة من أبرزها تركيبة املجتمع وأوضاعه االجتماعية واالقتصادية والتعليمية والفكرية ويف هذه املرحلة الصفوة او النخبة - يكون جمهور وسائل اإلعالم صغيرا ومحدودا وميثل القطاعات األكثر ثراء وتعليما من فئات املجتمع وبالتالي يتم تصميم الرسالة اإلعالمية مبا يرضي أذواق الصفوة ويلبي احتياجاتها. - 2 مرحلة احلشد : واكبت هذه املرحلة قدرة املؤسسات الصناعية واإلعالمية املختلفة على اإلنتاج 203

204 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 اجلماهيري الضخم واألعمال البرامجية التي تنتجها فمنذ أن طورت املؤسسات الصحفية قدراتها الطباعية باستخدام احلروف الطباعية املتحركة استطاعت أن تنتج أعدادا كبيرة من النسخ الصحفية الواحدة وأنتج ذلك عدة عوامل إيجابية ساعدت على تقليل تكلفة النسخة الواحدة وزاد من توزيعها لتصل إلى ماليني القراء. ثم تلى ذلك اختراع الترانزستور يف األربعينات من القرن ما قبل املاضي فقد استطاعت املصانع تطوير قدراتها على إنتاج أجهزة استقبال إذاعية صغيرة وقليلة التكلفة وبالتالي زاد إقبال الناس على اقتناء تلك األجهزة والذي زاد من امتدادها وانتشارها وتأثيرها أفقيا. ومثلما حدث للصحافة واإلذاعة من تطورات فقد ساعدت الشركات املختلفة يف إنتاج أجهزة التليفزيون املنزلية التي انخفضت أسعارها واتسعت أعداد أولئك الذين استطاعوا اقتناءها. ويف مقابل هذه الزيادة اجلماهيرية يف انتشار الوسائل اإلعالمية بدأ ت هذه الوسائل بشكل طبيعي - يف تغيير طبيعة برامجها وموادها اإلعالمية مبا يتناسب مع حاجات ومتطلبات وأذواق تلك اجلماهير ويف هذه املرحلة اتسعت دائرة التلقي عريضة ومتباينة مما انعكس ذلك يف مضمون الوسيلة التي أصبحت ال تعرف جمهورها بشكل محدد إذ اتسم أداء الوسائل وقتها بامليل نحو املركزية وتوحيد اجلمهور أي نقل الرسائل اإلعالمية إلى كل اجلماهير باعتبارهم كتلة واحدة وجتمعهم خصائص وسمات متقاربة. - 3 مرحلة التخصص : جلأت وسائل اإلعالم الى استغالل التكنولوجيا االتصالية احلديثة يف إنتاج مواد إعالمية محددة تستهدف الوصول إلى فئة معينة من اجلمهور. وأتت مرحلة التخصص بعد استقرار أوضاع وسائل اإلعالم كوسائل جماهيرية وبالتالي بدأت مرحلة التخصص التي تنظر بها وسائل اإلعالم جلمهورها بوصفه جماعات منفصلة ومتنوعة لكل منها اخلصائص التي متيزها من احتياجات ومتطلبات معرفية. وبالفعل بدأت وسائل اإلعالم يف تقدمي رسائل إعالمية متخصصة تناسب فئات صغيرة ومحددة من اجلمهور كما انتقلت وسائل اإلعالم من الشمولية يف اخلطاب إلى اخلصوصية وبالتالي ظهرت مفاهيم جديدة أفرزتها هذه املرحلة مثل تفتيت اجلمهور و المركزية االتصال. لتبدأ مرحلة جديدة من مراحل تطور العالقة بني وسائل اإلعالم وجمهورها فقد كانت الصحافة األسبق يف ذلك حيث انتشرت الصحافة املتخصصة يف أوروبا ويؤرخ لبدايتها بظهور صحيفة العلماء عام 1665 كأول صحيفة متخصصة يف فرنسا. 204

205 اإلعالم املتخصص. النشأة... اتلطور واألهمية ويحسب للصحافة يف أوروبا وصفها بالتخصص حيث ركزت الصحف يف البداية على الصفوة مثل نشر أخبار النبالء والسياسيني ورصد حتركاتهم ونشر أخبار البورصة وأسواق املال. وبعد فترة زمنية قامت اإلذاعة بتقليد الصحف عن طريق إعطاء وقت وبرامج معينة لتقدمي مواد متخصصة يف اإلذاعة العامة كبرامج األطفال واملوسيقي والغناء واملرأة والدين. ولم يستمر احلال طويال إلى أن قامت اإلذاعة بإنشاء إذاعات متخصصة تستهدف شرائح معينة وذلك بتقدمي مضمون محدد أو مخاطبة جمهور محدد السمات من املستمعني. أما التليفزيون فقد كرر ما حدث لإلذاعة الذي سرعان ما أدرك القائمون عليه أهمية التخصص يف إعداد برامجه وأضحت القنوات املتخصصة إحدى أهم سمات العصر احلديث وقد شهدت ساحة الفضاء صراعا غير مسبوق بني القنوات املتخصصة التي أصبحت تقدم كل ما هو جديد ومبهر جلذب قطاعات محددة من اجلمهور. وما مييز هذه املرحلة ظهور جماعات مفككة من اجلمهور ذات مصالح خاصة تسعى وسائل اإلعالم ملخاطبتها. - 4 مرحلة التفاعلية : أدت التطورات املتالحقة واملتسارعة يف تكنولوجيا االتصال واملعلومات إلى ظهور مرحلة جديدة من املراحل التي حتدد العالقة بني وسائل االتصال وجمهورها فقد أدى االندماج بني ثورة االتصاالت وثورة املعلومات واحلاسبات إلى ما يعرف بالتكنولوجيا )7( التفاعلية أو الوسائط املتعددة. وبالتالي تغيرت العالقة بني وسائل اإلعالم واالتصاالت واملتلقي فقد أصبحت العالقة بينهما أكثر تفاعلية مما نتج عنه إعطاء دور متزايد للمتلقي يف عملية االتصال أكثر تفاعال وتأثيرا. وبالتالي أصبح اجلمهور يستخدم وسائل اإلعالم كإحدى وسائل املشاركة االجتماعية خاصة عندما حتقق لهم تلك الوسائل نزعتهم للتفاعل مع اآلخرين. قدمت شبكة اإلنترنت بيئة مالئمة لظهور التفاعلية وانتشارها فقد أتاحت الشبكة فرصا أكبر للمشاركة وبالتالي انعكس ذلك على دور املتلقي الذي أصبح مؤثرا يف املادة اإلعالمية وحتقيق التفاعلية والتأثير يف عملية االتصال ثنائية االجتاه على مساحات عريضة لتبادل اآلراء واألفكار واملشاركات وهو أمر عجزت عن حتقيقه وسائل اإلعالم يف مراحلها السابقة. 205

206 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 ولم تقف وسائل اإلعالم التقليدية مكتوفة األيدي فقد عملت على تطوير أدائها من خالل االندماج مع شبكة اإلنترنت فالصحف مثال قامت بإنشاء مواقع إليكترونية على اإلنترنت كما عملت اإلذاعة والتليفزيون على تطوير األداء من خالل مواقعها اإلليكترونية وظهورها على شبكة اإلنترنت. وعملت اإلذاعة والتليفزيون على تخزين برامجها على مواقع الشبكة اإلليكترونية وبالتالي أمكن للمتلقي أن يتابع برامجها بطريقة أسهل إضافة إلى مشاركته االيجابية من خالل التعليقات التي توفرها الشبكة للمستخدمني.وأيضا أصبح للمتلقي دور إيجابي يف حتديد شكل املعلومة التي تعرضها شاشة اجلهاز عن طريق اإلنترنت. أهم املالمح التفاعلية : إن التفاعلية تعد سمة طبيعية يف عملية االتصال الشخصي وهي سمة افتراضية يف عملية االتصال اجلماهيري فمستخدمو شبكة اإلنترنت يقومون بعمليتي اإلرسال واالستقبال يف ذات الوقت ويتمتعون بفرص واحدة من حيث قوة املشاركة يف عملية االتصال. يتحقق رجع الصدى يف االتصال اجلماهيري عبر اإلنترنت ومن خالل الوسائط اإلعالمية املتعددة بشكل واضح ومحدد بينما يف الصحيفة الورقية واإلذاعة والتليفزيون التقليديني يكون رجع الصدى غير مباشر. أتاح االتصال اجلماهيري عبر اإلنترنت حتقيق تفاعلية تزامنية فالدردشة مثال تتطلب وجود طريف االتصال املرسل واملتلقي يف آن واحد بينما البريد اإلليكتروني أداة تفاعلية غير تزامنية أو ال يشترط يف استخدامها وجود طريف االتصال يف ذات الوقت. منحت التفاعلية يف االتصال اجلماهيري دورا أكثر قوة وأكثر فاعلية للمتلقي يف عملية االتصال ألن املتلقي يستطيع أن يعدل ليس فقد يف شكل ومضمون الرسائل وإمنا التحكم يف التوقيت الذي يشارك فيه يف عملية االتصال وتبادل رسائله مع املرسل يف ذات الوقت وهى أمور ال تستطيع وسائل اإلعالم التقليدية حتقيقها. التفاعلية خاصية مرتبطة بشكل أكبر بالوسيلة فالوسيلة التفاعلية تتيح للمتلقي فرص التفاعل مع املرسل واملضمون املقدم يف نفس الوقت فمثال الصحيفة االليكترونية التي لها موقع عبر اإلنترنت يتفاعل معها اجلمهور بشكل أكبر من الورقية فالورقية ال ميكن معرفة رجع الصدى بها بشكل محدد ووقت محدد. احتاج االنتقال من مرحلة إلى أخرى من املراحل األربع فترات زمنية طويلة أثرت فيها عوامل اجتماعية واقتصادية وثقافية وفنية متعددة ولكن بشكل عام ميكن القول إن 206

207 اإلعالم املتخصص. النشأة... اتلطور واألهمية قطاعات ضخمة من اجلمهور يف مجتمعات الوفرة اإلعالمية واملعلوماتية كالواليات املتحدة األمريكية وغرب أوروبا واليابان تعيش اآلن مرحلة التفاعلية يف عملية االتصال بينما )8( تعيش باقي قطاعات اجلمهور خاصة يف دول العالم الثالث مرحلتي احلشد والتخصص. العوامل التي حتقق التخصص والتفاعلية: تتعدد العوامل التي البد من توافرها بني جمهور الوسائل اإلعالمية وذلك لتحقيق التخصص ومن ثم التفاعلية ومن أبرز هذه العوامل: انتشار التعليم وارتفاع املستوى االقتصادي واالجتماعي والكثافة السكانية حيث تسهم هذه العناصر يف توفير بيئة مناسبة لظهور وسائل إعالم متخصصة وتفاعلية بشكل أكبر يوفر عائدا وأرباحا للمؤسسات اإلعالمية. ومع انتقال املجتمعات إلى مرحلتي التخصص والتفاعلية بدأت وسائل اإلعالم العامة تختفي بصيغ خطابها وجتزئة أوقاتها وفق الفئات أو الرغبات فوسائل اإلعالم العامة ال ميكن أن تظهر وتنتشر إال يف وجود جمهور عام تخاطبه وتلبي احتياجاته ومطالبه أما عن األذواق اخلاصة فهي بحاجة إلى وسائل إعالم متخصصة مما يؤذن بنهاية عصر اجلمهور العام ليحل محله اجلمهور األكثر فئوية وتخصصا. متطلبات اإلعالم املتخصص: - 1 املعرفة الدقيقة باجلمهور : ال يكفي أن تعرف وسائل اإلعالم املتخصصة جمهورها بل حتتاج وسائل اإلعالم املتخصصة إلى معرفة ما يتناسب مع خصائص هذا اجلمهور واحتياجاته وأذواقه ومطالبة إذ لم يعد اإلعالم عمال عشوائيا يعتمد على اخلبرة واللباقة فقط بل هو علم له أصوله وقواعده وقد أصبح أمرا ضروريا أن تعتمد تلك الوسائل يف وضع خططها وبرامجها على البحوث العلمية لتقف على مدى جماهيريتها ومدى رضا اجلمهور عما تقدمه ومعرفة موقفها أو ترتيبها بني وسائل اإلعالم املنافسة لها باإلضافة إلى ذلك فإن احتياجات ورغبات اجلمهور تتغير من وقت آلخر مما يتوجب على الوسيلة أن تعدل وتغير يف مضمونها مبا يتواكب مع رغبات جمهورها. - 2 القدرات اإلعالمية املتخصصة: يحتاج اإلعالم املتخصص إلى قدرات إعالمية مدربة ومعدة بشكل جيد يف املجال التخصصي فهي بذلك تختلف عن وسائل اإلعالم العامة. كون أن اإلعالمي يف وسيلة إعالمية متخصصة كمجلة طبية متخصصة يجب أن يكون على درجة عالية من املعرفة يف العلوم الطبية التي يتناولها واملذيع الذي يقدم برنامجا يف 207

208 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 قناة رياضية بالضرورة أن يكون على علم متعمق يف مجال املوضوعات التي يتحدث فيها. إن القنوات الرياضية غالبا ما تعتمد على قدرات إعالمية جيدة على املستوى املهني اإلعالمي و والرياضي تعي ما يحتاجه اجلمهور وبالتالي حققت جناحات كبيرة جدا. - 3 عمق وتخصص املادة اإلعالمية: يتسم أداء وسائل اإلعالم العامة بالبساطة واملباشرة ألن وسائل اإلعالم مسؤولة عن تقدمي املعلومات بصورة مبسطة ومألوفة بينما يف اإلعالم املتخصص فإن اجلمهور املستهدف يختلف يف املستوى التخصصي واملعريف من اجلمهور العام ومن ثم طبيعة هذا اجلمهور حتتاج إلى معلومات علمية وثقافية أكثر عمقا وال يعنيه كثيرا التبسيط يف عرض املادة اإلعالمية وعلى الوسيلة اإلعالمية ومادتها أن تكون على درجة عالية يف )9( مجال الطرح والتناول والتقدمي. - 4 التخطيط العلمي الدقيق: يعد التخطيط العلمي ضرورة ال غنى عنها ألية وسيلة إعالمية وتزداد أهمية التخطيط العلمي عندما نتحدث عن وسائل اإلعالم املتخصصة فإنشاء أية وسيلة إعالمية متخصصة سواء صحيفة أو إذاعة أو تليفزيون يحتاج إلى دراسات جدوى وذلك للتعرف على أهدافها وجمهورها ومتطلباته. - 5 املشاركة والفاعلية للجمهور: إن وسائل اإلعالم املتخصصة تتيح للجمهور فرصا غير مسبوقة يف االختيار وحتديد املضامني التي يراد متابعتها ويف الشكل األفضل ويف التوقيت األنسب مما يحقق قدرا أكبر من املشاركة الفاعلة للجمهور وهو ما ال تستطيع أن حتققه وسائل اإلعالم العامة بنفس الدرجة. - 6 جتدد املصادر اإلعالمية : اإلعالم املتخصص يتطلب التجديد املستمر يف إعداد املادة اإلعالمية ويف القوالب التي يفضلها اجلمهور وألن جمهور وسائل اإلعالم املتخصص محدود يف كميته فإنه سرعان ما ميل من تكرار املواد اإلعالمية املقدمة فهو دائما يطالب باجلديد حيث حتتاج )10( الوسيلة اإلعالمية إلى مصادر متجددة باستمرار من املعلومات. اخلامتة مما سلف فقد سعى علماء سيسيولوجيا وسيكولوجيا االتصال واإلعالم إلى التركيز على دراسة العوامل والدوافع التي تشكل طبيعة نظم االتصال واإلعالم املتخصصة وتأثيراتها يف املجتمعات املعاصرة واحلديثة وقد ظهر بوضوح تام أهمية حتديد فئة 208

209 اإلعالم املتخصص. النشأة... اتلطور واألهمية التلقي يف صياغة اخلطاب اإلعالمي وإيجابية األثر الناجت عن تلك اخلصوصية النوعية يف عملية التواصل اإلعالمي التخصصي. وقد كشفت تلك الدراسات عن طبيعة االهتمام باإلعالم التخصصي والذي عرف بأنه نوع من اإلعالم الدولي اجلديد والنوعي الفعال يف إحداث األثر املطلوب إيجابا على واقع العملية االتصالية ومؤسسات ونظم التواصل اإلعالمي املعاصر. لقد تطورت طبيعة وظائف وسائل اإلعالم يف العالم وتعددت هذه الوظائف حسب احلاجات املتعددة التي يحتاجها كل فرد من أفراد املجتمع وذلك عن طريق مؤسسات االتصال واإلعالم املختلفة التي تعمل جاهدة يف إطار املتغيرات العاملية. أسواق حرة ومفاهيم حتررية اجتماعيه وأخالقية ومهنية ما يحتم على وسائل اإلعالم واملعلومات إلى حتديد حزمة من االلتزامات واملسؤوليات احلقوق والواجبات يف ضوء القواعد واألخالقيات والقوانني التي تنظمها املجتمعات املستهدفة باعتبارها النسق األكبر ألهدافها وسلوكياتها االجتماعية. لقد كشف التناول ملاهية اإلعالم املتخصص عن عدد من السمات واخلصائص واملتطلبات التي توضح طبيعته وكيفية نشأته إضافة الى األهمية التي اكتسبها من املعاصرة املعرفية امللزمة كمتطلب لصيرورة املتلقي وايضا للقائم باالتصال. املراجع: - 1 السيد أحمد مصطفى: اإلعالم املتخصص الطبعة األولي منشورات جامعة بنغازي. بنغازي صالح أبو اصبع: االتصال واإلعالم يف املجتمعات املعاصرة عمان األردن عبد العزيز شرف وسائل اإلعالم لغة احلضارة. : دار الفكر العربي القاهرة ب.سيوج وفزبروتون ثورة االتصال ترجمة. هالة مراد لقاهره.دار املستقبل العربي بيروت عواطف عبد الرحمن. إشكالية اإلعالم التنموي يف الوطن العربي..دار الفكر العربي. القاهرة محمود علم الدين.تكنولوجيا املعلومات وصناعة االتصال اجلماهيري. دار العربي للنشر والتوزيع القاهرة عبد اهلل محمد عبد الرحمن.سيسيولوجيا االتصال واإلعالم دار املعرفة اجلامعية.القاهرة احمد النكالوي. املدخل السيسيولوجي لألعالم. مكتبة نهضة الشرق القاهرة سامية جابر. االتصال اجلماهيري واملجتمع احلديث. اإلسكندرية. دار املعرفة اجلامعية.مصر عبد العزيز شرف. اللغة اإلعالمية. دار اجليل.بيروت

210 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 الهوامش - 1 اليونيسكو. أصوات عدة وعالم واحد. تقرير صادر عن منظمة اليونيسكو 1980.ص 53-2 عبد اهلل محمد عبد الرحمن سيسيولوجيا االتصال االعالم مكتبة نهضة الشرق. القاهرة 2006 ص 51-3 السيد أحمد مصطفى اإلعالم املتخصص الطبعة األولى منشورات جامعة بنغازي.بنغازي ص 79-4 صالح أبو أصبع االتصال واإلعالم يف املجتمعات املعاصرة. عمان 1995 ص 69-5 محمود علم الدين تكنولوجيا املعلومات وصناعة االتصال اجلماهيري دار العربي للنشر والتوزيع.القاهرة 1994 ص عواطف عبدالرحمن إشكالية االعالم التنموي يف الوطن العربي.دار الفكر العربي. القاهرة 1990 ص 54-7 احمد النكالوي املدخل السيسيولوجي لالعالم مكتبة نهضة الشرق. القاهرة 1984 ص 95-8 عبد العزيز شرف وسائل اإلعالم لغة احلضارة. دار الفكر العربي. القاهرة 1965 ص عبدالعزيز شرف اللغة االعالمية. دار اجليل. بيروت 1991 ص سيوز ونزبورتن ثورة االتصال ت. هالة مراد.دار املستقبل العربي. القاهرة 1995 ص

211 صورة العرب يف السينما واتللفزيون األمريكي د. مروان نايف عدوا* د. عرفات مفتاح معيوف** مقدمة: يذكر التاريخ معاناة أقطار الوطن العربي التي رزحت حتت حكم الدولة العثمانية ملدة 410 سنوات والصراعات الطويلة والسيطرة على مقدرات هذه األمة نتيجة االحتالل العثماني ومن بعد ذلك النتائج التي حدثت للعرب بعد احلرب العاملية األولى والتي أفرزت سياسات مختلفة يف التعامل مع الشرق األوس ط وكان من نتيجتها االتفاقية السوداء املتجسدة باتفاقية سايكس بيكو وتقسيم العرب وصنع احل دود الوهمية بينهم هذه السياسة لم تأت صدفة أو من غير تخطيط فقد تلت احل رب األول ى احل رب الثانية والتي انتهت بسيطرة الواليات املتحدة األمريكية على العالم بضرب القنبلة الذرية على هيروشيما وناجازاكي وما تبع هذه احلرب بفصل فلسطني عن األمة العربية سنة 1948 وزرع الكيان الصهيوني يف جسد هذه األمة وحتكم الغرب يف مقدراتها للمرة الثانية بعد أن باع أبناء هذه األمة ضميرهم ووطنهم مقابل حفنة من الدوالرات نتيجة لتسيد الواليات املتحدة على قمة هذه الدول واملواقف الالأخالقية للدول التي أيدت قرار التقسيم ونتج عن ذلك انقطاع فلسطني عن جسد هذه األمة واقتسام املصالح بني الدول الكبرى أمريكيا وبريطانيا وفرنسا. وغني عن البيان أن أغلب احلروب التي تقام يف العالم الهدف منها اقتصادي بحت أي احتساب مبدأ الربح واخلسارة ناهيك عن اجلانب اآلخر وهو السياسي التي تسعى الدول االستبدادية من خالله إخضاع الدول املنهزمة لسيادتها والسيطرة على مقدراتها. دعم الواليات املتحدة االمريكية إلسرائيل يف املحافل االقليمية والدولية فقد كشف حقيقة هذه املعاناة فمنذ تأسست عام 1954 لم تسمح الواليات املتحدة بتمرير قرار إدانة * عضو هيئة اتلدريس بقسم الفنون املرئية لكية الفنون واإلعالم جامعة طرابلس **عضو هيئة اتلدريس بقسم اإلعالم لكية الفنون واإلعالم جامعة طرابلس 211

212 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 إلسرائيل عن جرائمها يف حق الشعب الفلسطيني بل كانت مواقفها داعمة لبناء إسرائيل ودعم برنامجها النووي لتكون قوة مهمة يف املنطقة. إن هذا الدعم ساعد اسرائيل يف تقوية قدراتها ليس العسكرية فقط بل حتى قدراتها اإلعالمية من خالل ممارسات اللوبي الصهيوني على احلكومات األمريكية املتعاقبة حتى هذه اللحظة. وواقع األمر أنه منذ مطلع القرن التاسع عشر حتى بداية األلفية الثالثة أنتجت السينما األمريكية ما يزيد عن ال 900 فلم سينمائي استخدمت جميعها يف تشويه صورة العرب )1( يف عيون الغرب. و اليوم ويف ظل هذا االفتتاح الفضائي وتعدد وسائل اإلعالم املختلفة والصراع على احلصول على التكنولوجيا املتقدمة يف وسائل االتصال والسيطرة عليها جند أن الصهيونية العاملية قد سيطرت على % 75 من وسائل االتصال العاملية حتت قيادة الصهيوني )مردخاي( ابتداء من الصحف واملجالت والصحافة اإللكترونية. والتلفزيون باإلضافة إلى أخطر وسيلة وهي السينما وتعد السينما من أبرز وسائل اإلعالم وهي واحدة من القوى التربوية العامة داخل املجتمع شأنها شأن وسائل اإلعالم )2( األخرى وسائر مؤسسات املجتمع. و من خالل وسائل االتصال املتعددة السابقة الذكر فقد عكست هذه الوسائل صورة العرب السلبية والبشعة وباملقابل أظهرت الشخصية الصهيونية بأنها شخصية فقيرة ودودة دميقراطية إنسانية وهذه النظرة اعتمدتها الواليات املتحدة األمريكية وأيدتها بكل قوة لذا جند أن جميع حكومات األمريكية املتعاقبة حلماية أمن إسرائيل. لذا تعاطف اجلانبان األمريكي واإلسرائيلي على ترسيخ صورة العرب النمطية يف كافة وسائل اإلعالم وعلى رأسها السينما. لقد حاولت أمريكا بكل الوسائل املتاحة لديها تشويه صورة العرب واإلس الم بدءا مما يسمى بالقاعدة يف أفغانستان ملقاتلة ما يسمى باالحتاد السوفييتي )سابقا ( والباس بن الدن ثوب اإلسالم وصوال إلى اليوم يف صناعة ما يسمى دولة داعش وكل هذا الذي تصنعه وتقوم به الهدف منه جعل العالم والعرب على وجه اخلصوص سوقا لبيع مختلف أنواع األسلحة لكي ال تتعطل عجلة شركات إنتاج السالح يف العالم والعمل على بيع القتل يف كل أرجاء املعمورة. إن بعض املضامني الدعائية من خالل إنتاج األفالم األمريكية التي تهدف إلى إبراز أساليب مختلفة الهدف مثل أسلوب التشويه بقصد تفسير اجتاهات الرأي العام وأمناطه 212

213 صورة العرب يف السينما واتللفزيون األمريكي وثقافته والذي يعتمد عل مبدأ )غسل الدماغ( لتغيير احلقائق وترسيخ املفاهيم املضادة فالغزو اإلعالمي ميتلئ بالكثير من األكاذيب والتحيز والتشويه املتعمد كما هو احلال يف صناعة األخبار وتشويهها. إشكالية الدراسة: تتمحور إشكالية الدراسة يف خطورة الدور الذي متارسه السينما األمريكية يف تشويه صورة اإلسالم والدول العربية يف منطقة الشرق األوسط خاصة والدول العربية قاطبة وما يزيد من خطورة هذا ال دور زي ادة مكانة األف الم األمريكية حول العالم ويف ذات السياق تكمن إشكالية الدراسة يف خطورة سيطرة»اللوبي الصهيوني«AIBAK على السينما األمريكية منذ نشأتها فقد سيطر هذا األخير على اإلعالم األمريكي والسينما األمريكية منذ تأسيسها. وواق ع األمر أنه ومنذ مطلع القرن التاسع عشر حتى بداية األلفية الثالثة أنتجت السينما األمريكية ما يزيد عن ال 900 فلم سينمائي استهدفت جميعها تشويه صورة العرب يف عيون الغرب. تساؤالت الدراسة : 1. ما حقيقة صور العرب يف السينما األمريكية وكيف تعاملت السينما األمريكية مع العرب يف أفالمها وإعالمها الفضائي 2. ما هي حقيقة صور العرب يف التلفزيون األمريكي وكيف تعامل التلفزيون األمريكي مع العرب يف مسلسالتهم وإعالمهم على الشاشة الصغير TV 3. إلى أي مدى توظف السينما األمريكية التأثر باللوبي الصهيوني وهل أصبحت العنصرية الصهيونية سمة بارزة يف السينما األمريكية وما انعكاس هذه العنصرية على وجود العرب والدين احلنيف األهداف: تهدف الدراسة إلى : 1. توضيح دور السينما األمريكية يف تشويه صورة الدين واملسلمني. 2. توضيح دور التلفزيون األمريكي يف تشويه صورة الدين واملسلمني من خالل عرض الشاشة الصغيرة. 3. توضيح مدى تغلغل اللوبي الصهيوني يف صناعة السينما والتلفزيون األمريكي وانعكاساته على رسم صورة مشوهة للعرب واملسلمني. 213

214 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 الفصل األول صورة العرب يف السينما األمريكية: تلعب السينما دورا بارزا يف تشكيل قيم املجتمع وعاداته كما تستخدم كوسيلة للتوجيه واإلرشاد والنمو والتقدم املادي باإلضافة إلى عنصر ما يسمى )املتعة يف مشاهدة األفالم( وهي أشبه بكأس العسل الذي يدس فيه السم على األكثر وليس باملطلق. وتنضم السينما إلى هذه املؤثرات حني تصور الغارة اإلسرائيلية على مطار ( عني تيبا ) أو فيلم ( اخلروج( الذي يصور بشكل بطولي املحاوالت الصهيونية خللق ما يسمى دولة ( إسرائيل ) كل هذا يشكل تأثيرا على الرأي العام األمريكي مع إسرائيل وضد العرب الذين ال يحيطون مبثل )3( هذه الدعاية. إن السينما من أكثر العوامل تأثيرا يف الشعب األمريكي وخاصة فئة الشباب منهم الذين يذهبون إلى السينما أكثر من الكبار ويحظى موضوع العرب باهتمام السينما األمريكية منذ فترة طويلة فمنذ عام ( 1893 ) قام توماس أديسون بتأسيس أول استوديو سينمائي يف العالم يف ( وست أوراغ ) ومن أول األفالم التي أنتجها فيلم ( رقصة األحجبة السبعة ) فأصبح الشرق األوسط الذي يتصف بالغرابة منذ ذلك احلني موضوعا جذابا )4( للسينما األمريكية ووزوارها. و يف دراسة قام بها ( لورنس ميكاليك ) أكدت أن عدد األفالم األمريكية املنتجة يف السبعينات وعاجلت موضوعات تتصل بالعرب سبعة وثمانني فيلما على األقل ومضت الدراسة إلى القول بأن هذه األفالم تنقسم إلى نوعني رئيسيني : النوع األول : ميثل أفالم الدراما واملغامرات العجيبة والتي تدور معظم أحداثها يف الصحراء وكانت أعمال العنف وفرط الشهوة اجلنسية من الصفات األساسية التي التصقت بالعرب يف تلك األيام فالعرب يقومون بإختطاف النساء األوروبيات األصل ويظهرون يف صورة جيش من الفرسان الهمج املتوحشني الذين يهاجمون بعض نقاط املراقبة اخلاصة بوحدات اجليش األجنبي الذي يدافع عن نفسه بطريقة بطولية. والنوع الثاني ميثل تلك األفالم الكوميدية املضحكة املبتذلة التي يظهر فيها العرب يف صورة شخصيات طيبة القلب ولكنها مخبولة العقل أو يف صورة أشرار معتوهني وكشفت الدراسة التي قدمها )ميكاليك( يف جامعة كاليفورنيا استمرار هذه الصورة إلى ما بعد )5( احلرب العاملية الثانية وحتى يومنا هذا فالشرق األوسط ما زال يشكل املسرح املفضل للسينما األمريكية إلنتاج املغامرات 214

215 صورة العرب يف السينما واتللفزيون األمريكي واحلروب واجلاسوسية وخير مثال ما أنتج من أفالم بعد احتالل العراق مثل فيلم )إنقاذ أميرة ) ال ذي يتكلم عن إنقاذ أس رى أمريكان يف العراق أو ( امللوك الثالثة ) الذي يتكلم عن إنقاذ العراقيني من البؤس والشقاء وتخليصهم من النظام احلاكم باحتاللهم العراق باإلضافة إلى العديد من األفالم التي أنتجت عن أسباب احلرب على العراق وأفغانستان حيث يظهر البطل فيها رجال أبيضا ومن أصل أوروبي يف معظم األحيان يف حني يظهر العرب بصورة اخلونة لوطنهم ويف صورة اخلاسئني الوضعاء ويعد فيلم ( phoenix Flight to the سنة ) 1966 مثاال جيدا لهذا االجتاه املعادي للعرب يف السينما األمريكية حيث يقوم املمثل ( جيمس بوند ستيوارت ) بقيادة طائرة تسقط على الساحل الليبي وعندما يقترب اثنان من ركاب هذه الطائرة من قافلة عربية يف الصحراء طلبا للمساعدة يقوم العرب بقتلهما بال سبب واضح. لقد تطورت منذ خمسينات القرن املاضي شعبة جديدة يف السينما األمريكية خاصة بأفالم الشرق األوسط والتي تعالج النزاع العربي اإلسرائيلي و الواقع أن هذه األفالم كلها منحازة إلى اسرائيل فدور اإلسرائيليني أو اصدقائهم األمريكان يقوم به ممثلون محترفون محبوبون مثل ( كيرك دوغالس بول برنير جون واين بول نيومان ) يف حني يظهر العرب يف صورة جنود متوحشني نادرا ما يظهرون بوضوح أو يراهم املرء من بعيد لقد قدمت هوليوود النزاع العربي الصهيوني بأسلوب أفالم رعاة البقر املشهورة ويبدو ذلك واضحا من خالل عدة أفالم مثل ( Exodus Cast a Giant shadow Judith ويظهر العرب يف هذه األفالم يف صورة املتوحشني يف حني يظهر اإلسرائليون يف صورة قوم مساملني طيبي القلب. الفصل الثاني صورة العرب يف التلفزيون األمريكي: تعد السينما من أبرز وسائل اإلعالم التي تأثرت بوجود التلفزيون وقد أكدت البيانات اإلحصائية أن رواد السينما قد قلت نسبتهم بعد ظهور التلفزيون كما تشير هذه اإلحصائيات إلى أنه كلما انتشر التلفزيون أدى ذلك إلى إغالق دور السينما كما تدل اإلحصاءات كذلك على أن رواد السينما يف انخفاض مستمر بال انقطاع ومن أجل هذا حاولت دور السينما إغراء األفراد مبختلف احللول جلذبهم إليها ولكن هذا لم يفلح يف حل املشكلة وكان البد لهذه الشركات أن حتمي نفسها وذلك بأن تنتج أفالما خاصة للتلفزيون وأن تقدم تسهيالت كثيرة لكي توفر لشركات التلفزيون األفالم السينمائية القدمية التي غطت نفقاتها وحققت من ورائها ارباحا طائلة يف املاضي )6(. 215

216 216 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 و احلقيقة أن السينما األمريكية سواء يف هوليوود أو السينما املوجودة يف البنتاغون ( وحدة اإلنتاج السينمائي ) * فإنها تسترد جل نفقاتها والتي تصل إلى 70 أو % 75 من إنتاجها من سوق الواليات املتحدة األمريكية وكما هو معروف فإن أكبر نسبة من الشباب يف العالم هم الشباب األمريكان الذين ال يزالوا إلى اليوم يترددون على صاالت السينما يف الواليات املتحدة ويستمتعون بها على الرغم من تواجد جل اخلدمات الترفيهية يف بالدهم فلقد استحوذت السينما على نسبة كبيرة منهم وجذبتهم إليها وبأعداد كبيرة. أما يف التلفزيون فإن صورة العرب الذي يقدمها التلفزيون األمريكي من خالل األفالم والبرامج فهي ليست بأفضل من صورتهم يف السينما األمريكية لذا جند العرب يف التلفزيون يظهرون وكأنهم نوع من الفنون الشعبية احلديثة فالشخصيات ليست وهمية ومصطنعه فقط بل ال يقدمها ممثلون عرب وتكاد تقتصر على مواطنني أوغاد وأشرار معتوهني وإرهابيني ومثل هذه الصورة للعرب جند يف برامج تلفزيونية كثيرة مثل : ) Police woman / Fantasy / Columbo / Vega / Island / canon / Hawaj fiveo ( أما أسوأ املسلسالت يف هذا الصدد فنجد مسلسل angels Charlys ومسلسل. Rock ford files وقد قام ( جاك شاهني ) أستاذ وسائل اإلعالم يف جامعة آلينوى بتحليل دقيق يف املسلسل التلفزيوني ( shoe )The speed ana Brown واستخلص منه ست أساطير تتخلل الصورة التي يقدمها التلفزيون األمريكي عن العرب: 1. األسطورة األولى : سيقوم العرب بشراء أمريكا كلها. 2. األسطورة الثانية : إن اللغة العربية ليست لغة باملعنى احلقيقي للكلمة ولكن عبارة عن رطانة وكالم غير مفهوم. 3. األسطورة الثالثة : إن كل العرب أغنياء بصورة فاحشة. 4. األسطورة الرابعة : العرب قوم أميون وبدو ومتخلفون. 5. األسطورة اخلامسة : العرب يؤمنون باخلرافات. )7( 6. األسطورة السادسة : العرب ميتلكون معظم اإلحتياطي العاملي للبترول. و يصل التشويه لصورة العرب إلى أقصى درجاته يف برامج األطفال التي يقدمها التلفزيون األمريكي والتي توحي لألطفال بأن العرب قوم أشرار مغفلون ويبدو هذا واضحا يف أفالم الرسوم املتحركة وخاصة تلك التي جتذب ماليني األطفال األمريكيني إلى شاشة التلفزيون صباح يوم السبت من كل أسبوع فال يحدث مطلقا أن يظهر يف هذه األفالم بطل عربي ميكن أن يعجب به األطفال ويتحمسوا له وبدال من ذلك يشاهدون كيف يقوم العرب الوضعاء بأسر ومضايقة أبطالهم ويهددون بقتلهم ( أي األبطال الذين يعجب بهم األطفال األمريكيون ) والذين ينتصرون على العرب يف نهاية األمر.

217 صورة العرب يف السينما واتللفزيون األمريكي أما البرنامج املحبب لألطفال واملسمى ( company ) Electric والذي يهدف أساسا إلى تعليم األطفال القراءة فإنه يستخدم يف كل حادثة تقريبا شخصية عربية اسمها )سبيلبيندر ) ويصاحب ظهور شخصية ( سبيلبيندر( على الشاشة موسيقى شرق أوسطية ذات إيقاع خاص يؤكد مقاصده اخلبيثة. إن سبيلبيندر هذا هو شخص مجرم ودائما ما يخلط بني احل روف عند نطقها وهو يسعى فسادا يف األرض كما أن األطفال الذين يشاهدون هذا البرنامج ال يحبون سبيلبيندر وعندما يظهر man( )Letter وهو البطل األمريكي اجلريء ذو األخالق الطيبة واحلسنة يسرع األطفال إلى التصفيق له ثم يقوم ( لترمان ) بالقضاء على )سبيلبيندر ). لقد أثبت جاك شاهني يف دراسته ( أثر الوصف املبتذل املشوه للعرب يف األطفال ( األمريكيني ) إنه ليس مستغربا بعد كل الذي أشرنا إليه أن األطفال األمريكيني عندما يفكرون يف لفظ العرب فإنهم يربطونه بتعبيرات ومعاني مثل ( بترول - شيوخ طماعني إرهابيني أوغاد باإلضافة إلى ربط األمية واجلهل بالعرب ). إن جناح الفيلم أو املسلسل األمريكي يعتمد على مبدأ اإلثارة يف التكنيك وشكله الفني وقصته اململوءة بالصراع واإلثارة احلياتية واإليقاع السريع وهذا ما ساعد على إيصال رسالتها وحتقيق أهدافها. لقد خص الباحث اإلعالمي ( هربرت شيلر هذا املوضوع يف مقال نشرته صحيفة ( لوموند ديبلوماتيك ) عام 1989 يف أغلب الدول فإن حصان الطروادة للثقافة واملفاهيم األمريكية للحياة موجود فيها وإن التصنيع للصور يؤدي إلى إنتاج منتجات متشابهة )8( وبذلك فإن أمركة العالم قد أصبحت قضية اجلميع وليس باإلمكان حتاشيها. و يف نفس اجلانب فإن معظم الوثائق السرية تؤكد أن وكالة املخابرات األمريكية تقف خلف نسبة كبيرة من اإلنتاج الثقايف واإلعالمي املسرب إلى العالم الثالث ومتارس عدة )9( أساليب إلختراق املؤسسات اإلعالمية الثقافية. و ال تخفي اإلستراتيجية األمريكية بعض أفكارها وخططها املتعلقة بالتعامل الدولي والعالقات الدولية مع شعوب العالم فهي تعتقد دائما أن من حقها تسويق ثقافتها وموديالتها احلياتية إلى حتت الستار حق اإلنسان يف احلصول على املعلومات والتالقح الثقايف بل إن صناع القرار السياسي يف الواليات املتحدة األمريكية يشيرون صراحة إلى ضرورة تسويق )ثقافة املتعة األمريكية ) إلى شعوب العالم بقصد تكريس مفهوم ( أمركة العالم ). و من هذا املنطلق فإن األفالم واملسلسالت والبرامج هي األخرى تساعد على ترويج أمناط احلياة لتصبح ذات صفة عاملية وتشير اإلحصاءات إلى أن عدد املتعرضني لألفالم التي تقدمها وكالة االستعالمات األمريكية يفوق 100 مليون سنويا وانها أصبحت على 217

218 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 حد قول أحد املسؤوليني يف الوكالة األمريكية لإلعالم املصدر الرئيسي لعرض الصورة )10( األمريكية ملاليني متزايدة أخرى من الناس يف اخلارج عبر شاشة التلفزيون. مما سبق نستطيع تثبيت بعض مالمح النموذج األمريكي يف املادة اإلعالمية : 1. الغلو والال منطقية وإلغاء العقل يف فهم األشياء والعالقات واألحداث ويتمثل ذلك يف مجموعة أفالم ( الرجل اآللي املرأة اآللية أفالم الفضاء الصحون الطائرة وأفالم الرعب باإلضافة إلى أفالم اخليال العلمي. 2. متجيد املغامرة الفردية والشعور بالعظمة الذاتية وقتل اإلحساس باجلماعة ونرى هذا يف مسلسالت ( هاوي كوجاك ). 3. الترويج للعنف والوحشية والقتل وجند هذا يف معظم أفالم الغرب األمريكي. 4. الترويج للحياة األمريكية من خالل املظاهر االستهالكية والعادات والتقاليد وإبراز اجلوانب املرفهة حلياة اإلنسان األمريكي ( وهذا مناقض جدا حلقيقة الواقع األمريكي ) من وجهة نظر الباحث. 5. النزول باملرآة عن مستواها اإلنساني وجعلها سلعة واقترانها مبلذات ونزوات الرجال وجند هذا يف مسلسل ( داالس مالئكة تشارلي والعديد من األفالم األخرى ) واالنحراف باألسرة عن غاياتها وأهدافها االجتماعية. 6. نشر أفالم العنف واجلنس لتهدمي ذاتية الشباب وطاقتهم وجعلهم غير قادرين على )11( التكيف مع الواقع وهذا جنده يف عديد األفالم األمريكية. لقد أصبحت الهيمنة االتصالية األمريكية تأخد أبعادها الدولية ولم تعد حتدد بدول معينة تعاني من التخلف بل شملت دوال أخرى عريقة يف تطورها التكنولوجي االتصالي وإنتاجها العاملي يف مجال املرئيات ولتتراجع ثقافتها وحتتضر أمام الغزو الثقايف األمريكي كما حدث لفرنسا وبريطانيا وإيطاليا بل أصبحت ظاهرة هذا الغزو ألول مرة يف تاريخ العالم قضية دولية تناقش بقوة يف ( مؤمتر اجلات ) من أجل إيقاف الغزو التلفزيوني السينمائي األمريكي األوروبي. وتتدخل شركات االستثمار اإلعالمي الكبرى أيضا يف صناعة البرامج واألفالم الوطنية يف العديد من الدول من خالل عمليات التمويل ففي بريطانيا متول الشركات األفالم األمريكية خمسة أضعاف األفالم التي متولها الشركات البريطانية. و لقد دفع هذا الواقع أحد املخرجني البريطانيني إلى القول بأن يف بريطانيا صناعة سينمائية مزدهرة متتلكها هولييود % 100 كما تساهم هذه الشركات يف حوالي % 25 )12( من عمليات إنتاج األفالم الفرنسية واإليطالية. 218

219 صورة العرب يف السينما واتللفزيون األمريكي الفصل الثالث العنصرية األمريكية يف السينما والتلفزيون : كانت الثقافة الغربية سباقة يف إفراز الفكر العنصري ولذلك عد إعالن الفيلسوف )جون )13( لوك( بأن البشر جميعا خلقوا متساويني مخالفا ألعراف الكنيسة الرسمية يف أوروبا. و لم يكن املهاجرون إلى أمريكا عقب اكتشافها سوى مغامرين حملوا معهم جرثومة العنصرية التي بدت أعراضها فورا إزاء الهنود احلمر ومن بعدها زنوج الواليات املتحدة األمريكية املتحدة. لقد إرتبطت االجتاهات العنصرية باالستعمار وكانت إحدى أدواته الفكرية ومن خاللها حاولت املجتمعات األوروبية أن تتغلب على الصراع الطبقي واحلد من التعددية الثقافية ويف خضم هذه التعبئة العنصرية شنت أوروبا حروبها التوسعية ضد املجتمعات غير األوروبية. و يف هذا اجلانب تأتي مذكرات ( سيدني بواتيه ) حتت عنوان ( هذه احلياة ) والتي تقول : إنه لم يكن أبدا ذلك الولد املطيع ففي حديث له يف مجلة ( برميار ) الفرنسية ملناسبة عرض فيلم أمريكي جديد يعود به إلى الشاشة بعد غياب طويل يقول بواتيه : الكتابة صعبة لقد احتجت ثالث سنوات حتى أكتب مذكراتي وكتبتها ألني كنت راغبا ألطفالي الصغار أن يعرفوا حكايتي بطريقة مختلفة عن تلك التي كان بإمكان ( نصابي هوليوود ) أن يختلقوها وأنا أعتقد أن أيا من الذين كتبوا عني لم يستطع التعبير حقا عن الظاهرة التي مثلتها ظاهرتي هي ظاهرة الوحدة كنت وحيدا بشكل رهيب كنت أمثل الضمير الطيب لقطاع من املجتمع وأنا اليوم أعتقد أن هوليوود لم تكن تبالي أية مباالة مبقارعة املواقف العنصرية كل ما كان بهم وهذا ما جعلني دائما حزينا كانوا يطلبون مني أن أجسد العدالة والوالء كنت أعرف أن األمر ال يعدو بعده االنتهازي وبعد ذلك احلني حني صاروا ال يعطوني أدوارا حزنت وخامرني اإلنطباع بأنني إمنا استخدمت لكي أسهل )14( عملية استغالل املمثليني السود الذين جاؤوا من بعدي. فاألفالم التي مثلها زنوج بعده تؤكد قول ( سيدني بواتيه ) مثل فيلم ( شرطي هضبة بيفرلي ) للمخرج ( ماتني براست ) ( متثيل إيدي ميريف ) وفيلم ( قصة عسكرية للمخرج نورمان جاوسيون ) ( متثيل هوارد رولنس ) والذي ذابت فيه صورة الزجني داخل ضباب الصناعة السينمائية األمريكية. فإذا كانت هذه النظرة السوداوية والعنصرية لزنوج أمريكا فكيف كانت بالنسبة للعرب وهنا البد اإلشارة إلى أن أفالما عدة استخدمت فيها السينما األمريكية أشخاصا من العرب استطاعت أن تشتريهم بحجة العقود واألعمال الفنية من قبل عاصمة السينما 219

220 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 األمريكية مثل عمر الشريف الذي جسد أدوارا أساءت للعرب خاصة ولدول العالم الثالث عامة فمن خالل تبني هوليوود لهذا املمثل فقد صنعت ومررت من خالله أبشع الصور التي التصقت بالعرب من خالل املواضيع التي كان يجسدها. لنجد فيلم ( لورنس العرب ) والذي يجسد فيه عمر الشريف الفارس العربي الذي يخفي وراء مالمحه كل العيوب التي دأب الغرب والصهاينة على إحلاقها بالعرب باإلضافة إلى فيلم ( جنكيز خان ) والذي جسد فيه عمر الشريف دور جنكيز خان الذي حارب دولة خوارزم اإلسالمية وقاوم العرب وجتارة الرقيق التي تقوم عليها عالقاتهم بشأن خوارزم باإلضافة إلى فيلم ( ماركو بولو العظيم ) شيخ قبيلة العربي ( أالهو ) وفيلم ( فتاة مرحة ) وجسد فيه عمر الشريف شخصية املغامر اليهودي ( بيك آرنستني ) الذي يعشق فتاة اجلينو فاني برايس ( بربارا سترا يساند ) وقد استغل هذا الفيلم للدعاية لليهود يف أعقاب هزمية يونيو عام 1967 وربطت هذه الدعاية بني النجم العربي والنجمة اليهودية يف أكثر من قصة الستخالص أكثر من مغزى سياسي. كما جند فيلم )الفرسان( ويجسد فيه الشريف دور مفتش البوليس اليوناني )زكريا( الذي يتصف بالدناءة و يف مواجهة اللص اليهودي الظريف ( جاك بلموندو ) باإلضافة إلى فيلم ( بذرة التمر الهندي ) ويجسد فيه عمر الشريف الدبلوماسي السوفياتي الذي يكفر بوطنه بعد وقوعه يف غرام اليهودية )جوديت( )جولي أندراوز( كما جند فيلم )أشانتي( ويقوم فيه عمر الشريف بدور أمير عربي ميارس هوايته يف اختطاف النساء من أزواجهن وكما جند فيلم )خط الدم( ويجسد فيه عمر الشريف دور الزوج اإليطالي املسيحي الذي حتيط به الشكوك يف قتل اليهودي )روف( إمبراطور صناعة ال دواء يف أوروب ا وآخر مسلسل هذه األدوار كان )مسلسل احلرمي( الذي يجسد فيه الشريف دور العربي داخل األجواء الشائعة للحرمي وهو هجوم شديد على العرب واإلسالم الذين ال هم لهم سوى النساء واخلمر واملؤامرات وإن اإلسالم دين القتل. إن هوليوود ومن خالل دوالراتها استطاعت أن تستخدم عمر الشريف الشماعة العربية التي تعلق عليها أبشع الصفات وكان آداة تعبر من خالله أبشع الصور بالشخصية العربية أو العرب على العموم. و يضيف أحمد رأفت بهجت حول هذا املوضوع بالقول إذا كان فيلم لورانس العرب نوعا من النتائج املحددة بخصوص عنصرية )سيسيل دي ميل( اجتاه العرب فهو ميثل )15( أيضا نقطة بداية ملهاجمة الدين اإلسالمي بال هوادة. هذه هي الصورة احلقيقية التي تعمل عليها وعلى ترسيخها السينما األمريكية جاهدة وبكل الوسائل املتاحة لديها لتشويه صورة العرب يف العالم. 220

221 صورة العرب يف السينما واتللفزيون األمريكي الفصل الرابع هوليوود وإسرائيل : بعد هيمنة الصهيونية على جزء كبير من وسائل اإلعالم كشركات السينما واملسارح ودور النشر والتلفزيون واستطاعتها من خالل رؤوس أموالها أن تؤثر على املواطن األمريكي ليتعاطف معها من وجهة نظر املصير املشترك وكما هو معروف للقاصي والداني أن املجتمع األمريكي هو مزيج من املهاجرين واألقليات وما زالت أمريكا إلى يومنا هذا تعاني من العنصرية جتاه العرق األسود املنضوي حتت الوالية األمريكية من هذا املنطلق استطاعت الصهيونية كسب تأييد الواليات املتحدة كونها أقلية. لقد استطاعت الصهيونية الهيمنة على وسائل اإلع الم املتعددة ووصفت خططا متكاملة للسيطرة على صناع القرار يف الواليات املتحدة األمريكية وإشاعة روح التعاطف معها وخلق حالة رعب وخوف واشمئزاز جتاه العرب يف العالم. و يف جانب آخر جند األثرياء اليهود ومنهم ( روتشيلد - ومورغان وفورد ) مسيطرون على شركات السينما وينظمون وسائل الدعاية املركزية الشديدة واخلاضعة لهم بإشراف املنظمات الصهيونية السرية إضافة إلى التلفزيون وشبكاته التي تقع حتت النفوذ الصهيوني مثل ( ( ABC ) CBS NBC. فشركة ABC رئيسها يهودي ( مارتن روبنشتاين ) وشبكة NBC( ) يسيطر عليها اليهودي ورئيسها ( الفريد سيلفرمان ) ومديرها العام ( هيربرت سيكوسر ) أما شركة ( CBS ) فيملكها اليهودي ورئيسها ( وليم بيلي ) ومديرها العام اليهودي ( ريتشارد ساالنت ) ويف بريطانيا ميتلك اليهودي ( سيدني برنشتاين ) شركة إنتاج تلفزيوني كبيرة ( غرانادا ) كما أن اللورد ( لوغريد ) اليهودي هو صاحب شركة ( ITV ) لإلنتاج التلفزيوني )16( التجاري يف بريطانيا. لقد كان للصهيونية يف مجال السينما دور كبير وخطير كونهم ميتلكون أكبر الشركات السينمائية مثل ( مترو غولدن ماير فوكس بارامونت كولومبيا وارنر يونايتد آرتست ) وكل هذه الشركات مسخرة خلدمة اليهود والصهيونية وللترويج عن الدعاية الصهيونية التي تخدم اليهود يف أنحاء العالم كافة ويف الوقت نفسه تضخ الدعايات واإلعالنات واألخبار ضد العرب وهذا ما جعل الكثير من دول العالم تتعاطف مع الصهاينة واليهود وتدعم مواقفهم يف مجلس األمن واألمم املتحدة وباملقابل جند العرب يفقدون يوما بعد يوم هذا التعاطف الناجت عن التناقضات العربية املختلفة من دول العرب والنظرة الدونية لهم من قبل الغرب وحتى يف التعامل الدبلوماسي والدولي يفتقد العرب جزءا كبيرا 221

222 222 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 من شخصيتهم أمام الغرب ومتتد هذه الصورة يف الروايات والقصص والكتب املدرسية الصحف واملجالت باإلضافة إلى الصحافة االلكترونية. و إن من كلمة حق تقال إن هناك بعض األقطار العربية بقصد أو بغير قصد ساهمت يف زرع هذه الصورة وعجزت عن مواجهة الهجمة اإلعالنية الكبيرة التي تقودها الصهيونية العاملية ولم تكن لديها القدرة على عرض قضيتنا العربية العادلة أمام الغرب بشكل علمي مدروس كذلك فشل سياسات العرب االقتصادية وصورة االنقسام العربي الذي حدث ومازال يحدث إلى اليوم ساعد يف ترسيخ هذه الصورة من خالل األقالم واألفالم املأجورة لإلساءة للعرب وصوال إلى اإلساءة لديننا احلنيف واملساس بالقيم الدينية وهذا ما حدث يف العراق وأفغانستان بطرق مباشرة أو غير مباشرة وما صورة الدولة اإلسالمية داعش اليوم إال انعكاس لتكريس اإلساءة لإلسالم وإلى زرع هذه الصورة الالإنسانية واملتخلفة ولصقها بالعرب رغم كل األصوات القليلة واخلجولة واملعتدلة والتي تنادي بأن هذه التيارات املتمثلة بداعش ال متثل الدين اإلسالمي احلنيف. ويعرف املطلعون من أصحاب العلم والثقافة والسياسة أن من خلق ما يسمى بالقاعدة بالوطن العربي ومحاربتها هو من خلق تنظيم داعش وموله وميوله من أجل زعزعة وشق الصف العربي وجعل الشرق األوسط سوقا لتجارة السالح ألجل قتل العرب واملسلمني بعضهم البعض وإظهارهم بهذه الصورة الهمجية التي تظهر لنا على الشاشات يوميا وإدعاء الواليات املتحدة بالنضال من أجل إحلاق الهزمية بهذه الصنيعة بالظاهر واحلقيقة التي البد من ذكرها أن الواليات املتحدة األمريكية هي الدولة األولى التي تصنع هذا اإلرهاب يف العالم. اخلامتة : من خالل عرضنا السابق نصل إلى النتائج التالية : 1. إن تشويه صورة العرب ال يقتصر على السينما فقط وإمنا متتد الصورة التلفزيونية وهذا يتجسد يف فيلم ( اخلروج ) ( Exodus ) ومنذ بداية الستينات يف القرن املاضي. 2. معظم التشويه والتزييف لصورة العرب يف الغرب تستخدم لصنع الكراهية ودعوة للعنصرية والدينية بنفس الوقت. 3. إن السينما ساهمت بشكل فعال باإلضافة إلى وسائل اإلعالم األخرى بزرع صورة اجلهل القتل الغدر السرقة كصفة مالصقة للعرب أينما وجدوا. 4. عدم استطاعة العرب ورغم اإلمكانيات االقتصادية القوية املتاحة لهم لتوضيح عكس الصورة النمطية املتوارثة عند الغرب وذلك بسبب عدم معرفة لغة ( املخاطبة التي نخاطب فيها الغرب وحتت مقولة ( من عرف لغة قوم آمن شرهم ). 5. هذا البحث هو صرخة هادئة يف ظل الظروف احلالية التي يعاني فيها الوطن

223 صورة العرب يف السينما واتللفزيون األمريكي العربي بدن استثناء من هذا التفكك واالنشقاق يف صفوف العرب واملسلمني فهل من مجيب حتت مقولة ( أن نشعل شمعة خير من أن نلعن الظالم ). إن السينما أكثر املخدرات تأثيرا باملجتمع. وتلعب هذه الوسيلة يف ظل هذه الصناعة دورا كبيرا يف توجيه سلوك األفراد وتغيير أسلوب حياتهم وتعديل القيم املجتمعية التي اعتادوها وهي ذات تأتير سلبي وفعال يف تشكيل وتكوين الفعل البشري والثقافة اإلنسانية فهي عابرة للقارات وال تعرف حدودا وال موانع يف التطور التكنولوجي احلادث يف الفضاء اليوم وعلينا أن نعي حقيقة أننا ال نستطيع أن نغلق حدودنا وأبوابنا أمام اآلخر لذا علينا أن نعمل جاهدين ليل نهار يف سبيل إعالء كلمة احلق ويف سبيل إيضاح احلقائق وإيصال رسالتنا إلى كافة أنحاء املعمورة وبكل الوسائل املتاحة ألن العرض السلبي واملشوه قد ازداد يف الفترة األخيرة يف هجوم لم يسبق له مثيل يف الوقت احلالي والذي يجعل إسرائيل آمنة من أي خطر قد يتهددها من قبل العرب واملسلمني. أخيرا نذ كر من هو العربي وماذا تعني كلمة عرب. العربي إنسان عاش قبل آالف السنني له قيم سامية لم مياثله أحد فيها فهو الوحيد الذي سميت بالده باسمه على عكس الشعوب واحلضارات األخرى التي سمي أناسها بإسمها هو الوحيد الذي ظلت حضارته من بني احلضارات وما احلضارات العربية القدمية إال كتل انفصلت عن جسم واحد وطورت وغيرت كل منها مالمح حياتها ليصبح لها شخصيتها القومية املستقلة عن األخرى والدليل على وحدة هذه احلضارات الكشوف األثرية املشابهة التي لو فسرت تفسيرا صحيحا وأمينا ألصبحت واحدة من احلضارات العظمى التي ق ادت البشرية يف حقب زمنية بعضها غير معروف وأخ ذت عنها كل احلضارات فاإلنسان العربي ال تتوقف حدود زمنه التاريخي عند العصر اجلاهلي فما العصر اجلاهلي إال شجرة بستان بقيت لتحافظ على نوع فصيلتها والقيم التي تغنى بها اجلاهليون ودعمها اإلس الم كما أن خارطته ( اجليولو إنسانية ) ال تتوقف عند احلدود اجلغرافية املسماة فكل من اشترك وتشابه معه يف قيمه وأخالقه التي كانت شبه منقرضة ثم جاء اإلسالم وجددها فهو عربي. أما كلمة عرب فإن معناها أقرب ما يكون إلى أنها كلمة مأخوذة من كلمتني وهما )عباد الرب ) وقد أطلقت على جيل كانت سائدة فيه القيم العليا واألخالق الفاضلة وشائعة فيه )17( احلكمة ومنتشرة بني أفراده العدل. فمتى سيعود هذا اإلنسان لقيمه وأخالقه التي متكنه من رفع مستوى فاعليته يف احلياة ومشاركته يف بناء احلضارة اإلنسانية املعاصرة بل إعادتها إلى مسارها الصحيح مسار العدل والتسامح واإلخاء. 223

224 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 املصادر : 1. وأشار الكاتب جالل شاهني يف كتابه العرب األشرار يف السينما كيف تشوه هوليود شعبنا م أن 120 فلما مت انتاجهم ما بني م لتشويه اإلسالم والعرب وشعوب الشرق األوسط التي تصويرهما على أنها شعوب شريرة تسيئ معاملة املرأة. 2. أدموند غريب شقوق يف صورة العرب عند األمريكي مجلة العربي الكويت العدد 304 مارس 1984 ص نسمة البطريق - مئوية السينما العاملية القاهرة املجلس اإلعالمي للثقافة 1996 ص أدموند غريب مصدر سابق ص روتوبيت ( باحث سويسري مقيم يف أمريكا ) صورة العرب السيئة يف الواليات املتحدة وغياب العربي ترجمة تابت عيد جريدة احلياة اللبنانية العدد 1137 لندن 1994 ص مجلة أكتوبر املصرية العدد كانون الثاني 1988 ص محيى الدين عبداحلليم فنون اإلعالم وتكنولوجيا اإلتصال القاهرة 2006 مكتبة األنكلو املصرية ص 112. *وحدة اإلنتاج السينمائي هذه الوحدة موجودة يف وزارة الدفاع األمريكية )البنتاغون( وهذه الوحدة خاصة بإنتاج األفالم التي متجد اجليش األمريكي واملخابرات األمريكية والرئيس األمريكي واألفالم التي تعبر عن املنقذ أو السوبر مان األمريكي الذي يستطيع أن يصل إلى أي نقطة يف العالم وينتصر فيها ويسيطر ويحقق ما يريد ( الباحث ). 8. أنظر روتوييت صورة العرب السيئة مصدر سابق ص 19 أو ما بعدها. 9. ميشيل كولون إحذروا اإلعالم ترجمة د. ناصرة السعدون بغداد وزارة الثقافة واإلعالم 1994 ص Charles A.slepman propaganda Tehniques in voice of the people p: Reading in pupil opinion and Propaganda Edition Newyork: MC Grow Hill book company 1967 p p مصطفى املصمودي النظام اإلعالمي الدولي اجلديد مجلة عالم املعرفة الكويت العدد ص املصدر نفسه ص د. جيهان أحمد رشتي التنسيق والتعاون يف مجال التلفزيون عربيا وعامليا الرياض 1983 تلفزيون اخلليج ص قيس النوري مدارس اإلنتروبولوجيا بغداد جامعة بغداد 1991 ص خميس اخلياطي العنصرية ثقافيا- مجلة اليوم السابع باريس العدد ص 31. * لإلستفادة واإلطالع أنظر كتاب أحمد رأفت بهجت الشخصية العربية يف السينما العاملية القاهرة أحمد رأفت بهجت من مالمح الشخصية العربية يف السينما العاملية القاهرة مجلة الفنون العدد ص مجلة أكتوبر املصرية العدد 588 مصدر سابق ص مجلة العربي الكويت العدد 565 ديسمبر 2005 ص

225 اقتصاديات السينما دراسة ابلعد االقتصادي لسيطرة هويلوود ىلع صناعة السينما د إبراهيم عيل عمر* مقدمة لم تتوقف الدراسات التي اهتمت بصناعة السينما يف هوليود وقد اجته معظمها لدراسة تأثيرات السينما األمريكية بشكل خاص يف املتلقي سواء تعلق األمر بآثار العنف أو باآلثار الثقافية األخرى املتعلقة بتشكيل ذوق املتلقي. كما اهتمت الدراسات أيضا مبحاولة حصر وحتديد عوامل تفوق صناعة السينما األمريكية عامليا. وقد أرجعت معظم هذه الدراسات السبب األساس وراء انتشار األفالم األمريكية إمنا يعود إلى انتشار اللغة االجنليزية كلغة عاملية. إن هيمنة الشركات الكبرى يف هوليوود على صناعة السينما تعود حسب املصادر إلى فترة مابعد احلرب العاملية االولى حيث بدأت صناعة السينما األمريكية فعليا يف اختالل املركز االول )1( وتقصي بذلك دول أخرى مثل فرنسا والتي شهدت تأسيسا مبكر لصناعة السينما. فيما يرى Hay & Vickers أن أهم أسباب قدرة هذه الشركات على حتقيق الهيمنة حيث يشير إلى اخلبرة أو التجربة وعامل االندماج وتوسع الشركات وايضا عنصر تواطؤ الشركات مع بعضها والسلوكيات األخرى التي تقفل الباب أمام املنافسني اجلدد والتي يصنفانها حتت فئة السلوك االفتراسي. هذه العوامل حسب رأيهما هي ما يجعل شركات هوليوود الكبرى تسيطر على األسواق العاملية.)2( فإنه يتفق معهما يف عامل أسماه ممارسة السلوك املناقض Rosenbaum أهميته للتنافس وهو يعني تلك املمارسات والسلوكيات التي تقوم بها الشركات الكبرى القفال الباب أمام املنافسني اجلدد. ويضيف عوامل أخرىأهمها اإلستراتيجية الفعالة يف التسويق والقيادة أو اإلدارة بعيدة النظر واألسعار التنافسية إضافة إلى عامل اخلبرة. )3( واذا كانت هذه التحليالت تختلف يف بعض اجلوانب فإنها بالتأكيد جتمع على أن هناك ظاهرة عاملية هي هيمنة حفنة من الشركات على اإلنتاج السينمائي العاملي مركزها هوليوود *عضو هئية اتلدريس بكلية الفنون واالعالم جامعة طرابلس 225

226 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 وأن هذه الشركات حتتفظ مبوقع السيطرة منذ عقود. وتقع دراستنا هذه ضمن إطار اجلانب االقتصادي وأدواته يف حتقيق هذه الشركات للسيطرة على صناعة السينما العاملية. اما الدراسات املتعلقة باجلانب االقتصادي التي تهتم بقدرة السينما األمريكية على انتاج افالم ضخمة مرتفعة الكلفة.وكذلك حتليل العوامل األخرى التي تقف وراء جناح صناعة السينما األمريكية ومتتعها بقدرات متويلية ضخمة فقد ضلت شحيحة إلى حد كبير. هذه الدراسة امنا تسعى لألسهام يف تغطية هذا اجلانب بالذات أي اجلانب االقتصادي والتي يرى الباحث أنه أحد أهم العوامل املهمة التي متكن السينما األمريكية من السيطرة على األسواق العاملية. أهداف الدراسة: 1- تسليط الضوء على اجلانب االقتصادي لصناعة السينما األمريكية 2- التعرف على أليات أدوات تسويق األفالم األمريكية وانتشارها عامليا 3- جوانب اخلصوصية لصناعة السينما األمريكية والتي جتعل منها العبا غير قابل للمنافسة 4- تسليط الضوء على صناعة األفالم الضخمة وخصوصياتها كنوع يتسم مبالمح متيزها عن سواها من األفالم األخرى. وخالفا لكل أشكال الصناعات اإلعالمية األخ رى فإن صناعة السينما ال تعتمد بشكل مباشر واساسي على دخل االعالنات. االعالن يف السينما يف اململكة املتحدة مثال وكذلك اوربا ميثل اقل من % 1 من نفقات اإلعالن. )4( إن مصادر دخل صناعة السينما بشكل عام تتركز يف ثالثة مصادر أساسية: هي مبيعات التذاكر من دور العرض والفيديو والتلفزيون. وبالنظر إلى النوافذ الثالث السابقة فإن دور العرض متثل املصدر التقليدي لدخل األفالم أما نافذة الفيديو وما يتعلق به من خدمات االيجار والبيع القطاعي فإنها ازده رت بشكل ملحوظ طوال فترة الثمانينات. وهو مصدر ميكننا أن نصفه بأنه مصدر متذبذب باعتباره اكثر مصدر يزدهر كلما كانت إجراءات حماية حقوق امللكية الفكرية قوية وفعالة أما اذا كان السوق يشهد ازدهارا للقرصنة فان هذا املصدر تقل أهميته. إما التلفزيون فقد أصبح ميثل دخال مهما بالنسبة لصناعة األفالم وقد ازدهرت أهمية التلفزيون بشكل ملحوظ خالل التسعينات مع منو وتزايد اعداد قنوات األفالم التلفزيونية املشفرة. )5( 226

227 اقتصاديات السينما دراسة ابلعد االقتصادي لسيطرة هويلوود ىلع صناعة السينما وإذا كان العالم قد شهد تراجعا يف أهمية دور العرض والسينما التقليدية يف بعض االحيان وذلك بسبب ظروف تطور التقنية والتلفزيون واالنترنت إال أن ذلك ليس حالة مطلقة إذ أن نوعا أخر من دور العرض احلديثة ذات الشاشات املتعددة Cinema( )Multiplex أو املجمع السينمائي قد شهد أزدهارا كبيرا ليجعل من مشاهدة االفالم يف هذا النوع من الصاالت متعة حقيقية نظرا الستخدام تقنيات متطورة يف منظومة الصوت والصور تضيف درجة من االندماج واالثارة اليتسطيع كال من التلفزيون وأيضا الصاالت التقليدية القدمية توفيرها هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن املركبات أو املجمعات السينمائية تتيح تنوعا يف االختيارات جتعلها بالتالي مناسبة لكل األذواق مما يجعل هذه املجمعات مركز جذب للجمهور. وقد شهدت اململكة املتحدة مثال منوا كبيرا يف عدد هذا النوع من دور العرض خالل حقبة التسعينات حيث تزايد العدد من دار عرض إلى يف الفترة من منتصف الثمانينات إلى أواخر التسعينات. )6( أهمية سياسة النوافذ إن أقرب مفهوم لسياسة النوافذ هنا هي أنها ذلك الترتيب املدروس الذي يتم من خالله وصول املنتج أو الفلم إلى فئات مختلفة من املستهلكني ويف اماكن مختلفة وتضمن هذه السياسة أو هذا الترتيب عدم تأثير هذه النوافذ على بعضها البعض بحيث ال ينقص جمهور نافذة من جمهور نافذة أخرى وهو ما يضمن حتقيق اكبر عائدات للفلم. ويجب اإلشارة هنا إلى أنه ورغم أن دور العرض هي النافذة التقليدية االولى الطالق األفالم فإن دخل النافدتني األخريني وهما الفيديو والتلفزيون شكلتا مصدر دخل رئيسي لعائدات األفالم وهذا لم يقلل طبعا من اهمية النافذة االولى أال وهي دور العرض التي لها فوائد كثيرة الميكن جتاوزها وأهمها أن دور العرض هي املرحلة التي على ضوئها يتحدد مستقبل الفلم وجناحه. حيث إن الفلم الذي يفشل يف اجتذاب اجلمهور ويحظى باالهتمام أثناء إطالقه وعرضه يف دور العرض فإنه لن يستطيع حتقيق تسويق مهم خاصة يف البلدان االخرى. ان اتباع سياسة النوافذ الطالق الفلم هي سياسة ظهرت يف امريكا وذلك لتحقيق عدة اهداف : أوال: حتقيق االستفادة القصوى من امكانيات كل نافذة على حدة وضمان حتقيق اعلى العائدات. ثانيا: يتم اطالق الفلم عبر نوافذ وفق خطة واستراتيجية تضمن عدم ثأثير النافذة التالية على سابقتها. 227

228 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 ثالثا: تقليل مخاطر تراجع العائدات وضمان حقوق امللكية وجتنب القرصنة. املصدر: Dolye )ص ) 104 شكل 1 التسلسل التقليدي لنوافذ توزيع االفالم ومازالت النافذة األولى يف الواليات املتحدة هي نافذة دور العرض وجتلب أعلى عائدات ويستمر العرض للفلم عادة من شهرين إلى ثالثة شهور حيث يتم عرض الفلم بعدها يف دور العرض اآلجنبية حيث تستمر العروض احيانا لعدة شهور وبالتزامن مع ذلك فإن منتجي الفلم يدخلون يف تعاقدات لتوزيع الفلم عبر قنوات الدفع حسب املشاهدة )PVV( Pay-per-view حيث يبدأ العرض يف هذه النافذة يف الفترة من 4 إلى 6 شهور بعد العرض األول يف السينما أو اطالق الفلم يف دور العرض وجيب أن نالحظ هنا أن الدفع حسب املشاهدة والفيديو ستكون مرحلة متاخرة قليال وبعد ان يكون الفلم قد اخد وقتا كافيا يف دور العرض. أماقنوات التلفزيون عبر االشتراك فعادة ما تبداء العرض بعد سنة من إطالق الفليم يف دور العرض ثم تأتي نافدة التلفزيون املفتوح أو املجاني. )7( ورغم ان الهند وظاهر هوليوود تبدو مركزا مهما النتاج األفالم إال ان هولييوود هي املركز االول عامليا لصناعة السينما. ورغم أن أنتاج الهند يتجاوز انتاج هوليوود من حيث الكم اال ان 228

229 اقتصاديات السينما دراسة ابلعد االقتصادي لسيطرة هويلوود ىلع صناعة السينما ذلك اليقصي هولووود من مركزها االول كمهييمن على صناعة السينما. وعلى سبيل املثال سنة 1999 بلغ انتاج الهند 764 فيلما بينما كان إنتاج أمريكا 628 فيلما فيما انتجت بريطانيا 92 فيلما. وهذا يدفعنا لطرح مجموعة من االسئلة حول اهمية هوليود واالسباب التي جتعلها مركزا يهيمن على هذه الصناعة.و يف واقع االمر فإن صناعة السينما يف امريكا تتفرع إلى قسمني: - االستوديوهات الرئيسية الكبرى - املنتجني املستقلني ان املنتجني املستقلني هم العبني صغار باملقارنة بني نفوذ وسيطرة أو إنتاج هوليوود. األطراف املتحكمة يف صناعة السينما ان الفئات و األطراف املتحكمة يف صناعة السينما هي ثالث فئات: الشركات الكبرى وقطاع املستقلني وفئة املدعومني. يري Scott(2004) بأن صناعة السينما تسيطر عليها بالدرجة األولى الشركات الكبري أو Majors ولكن الميكن القفز على النتائج دون أن نخوض يف جذور وأبعاد هؤالء الالعبني املتحكمني يف صناعة السينما العاملية ثم يأتي من حيث األهمية الالعب الثاني وهو القطاع املستقل independents أهميته الطرف الثالث فهو املدعوم subsidiaries أو املمول والذي يحصل على الدعم من قبل الشركات الكبرى الرئيسية ورغم ان هذا التقسيم اليجعل هذه االنواع الثالثة كالعبني متكافئني يف سوق الصناعة السينمائية فإنه يف واقع األمر يفصل بني الشركات الكبري وبني فئة أخرى تعتمد اعتماد شبه مطلق على هذه الشركات الكبرى أهميته فئة املستقلني فإنها فئة رغم حتصلها على حصة جيدة يف السوق إال انها ابعد ما تكون عن أن تكون بديل أو منافسا للشركات الكبرى. )8( إن عدد صغير من الشركات وعددها ست شركات كبرى أو العمالقة الستة هي من يقف وراء التفوق والنجاح األمريكي يف صناعة السينما واحتكارها حول العالم وهذه الشركات أو االستوديوهات الكبرى تتمثل يف :- «Paramount Picture Universal 20 Century Fox Warner Brothers Disney Sony/Colombia Pictures». يف حني تري بعض املراجع أن عددها سبع حيث يتم اضافة شركة Metro Goldwyn Mayer وتسمى هذه الشركات بالشقيقات الست أو السبع. وعلى كل حال فإن هذه الشركات العمالقة هي األكبر واألكثر امكانيات حول العالم مما ميكنها من التحكم يف االنتاج والتوزيع ومراحله املختلفة بسهولة تامة. )9( 229

230 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 شكل رقم )2 ) الشركات الرئيسة الكبرى يف هوليوود ملكيتها وتداخل عالقاتها 230 املصدر )2002( Scott ص 46

231 اقتصاديات السينما دراسة ابلعد االقتصادي لسيطرة هويلوود ىلع صناعة السينما ويرى Scott يف هذا الشأن أن العناصر األساسية املكونة ملركب صناعة السينما يف هوليود ميكن فهمه بالعودة إلى مالمح أساسية أربعة وظيفية وبنيوية وهي: أوال: سلسلة من شبكات االنتاج املتداخلة يف اشكال جامدة ومفككة عموديا وفروع هذه الشبكات يتكون من الشركات الرئيسية الكبرى Majors واملستقلني ومزودي االعمال اخلدمات اخلاصة من كتاب السيناريو إلى فنيي املونتاج. ثانيا: سوق عمل محلي يشمل عدد كبير من األفراد يتوزعون وفقا ملهاراتهم وأذواقهم. وهذا السوق يتم إعادة شحنه وتغذيته بأنتظام باملواهب اجلديدة من كل امريكا الشمالية والعالم ثالثا: بيئة مؤسساتية مت خلقها من مجموع املنظمات والهيئات املمثلة للشركات والعمال والوكاالت احلكومية وبعض هذه الهيئات له نفوذ كبير يف تطور صناعة السينما. رابعا: بيئة اجتماعية والتي ينبع تفردها اجلغرايف والتاريخي جزئيا من الظاهرة التي سبق اإلشارة إليها يف النقطة األولى والثانية والثالثة والتي متثل مستودع اساسيا ملوارد هذه الصناعة.وهذا يبدأ من التقاليد السينمائية املتأصلة يف نسيج هوليوود كصناعة محلية ومن خالل بيئة كاليفورنيا اجلنوبية. وانتهاء بالدعم الهائل لإلمكانات املتاحة من البيئة القريبة للكثير من الصناعات واملنتجات الثقافية األخرى. هذه النقاط حسب سكوت تعطي مالمح ظاهرية مهمة ملا أسماه مركب صناعة هوليوود ومنحها ميزات تنافسية عالية والتي ميكن تلمسها يف عائدات اقتصاديات احلجم واملدى. هذه امليزات حسب سكوت هي جوهرية إلبقاء هوليوود كمركز ريادة لصناعة السينما العاملية. )10( كما ترجع أه م عوامل تفوقها إل ى اندماجها العمودي وال ذي يعني ان ه ذه الشركات اواالستوديوهات ميلك كل منها على حدة مرحلة اإلنتاج والتوزيع.االفالم التي تنتجها هذه الشركات أو االستوديوهات الستة وتوزعها بنفسها تسيطر على األسواق املحلية والعاملية.كما أن أحد أهم العوامل التي متيز افالم الشركات الكبرى يف هوليوود هو احلجم. وهذا ليس مهما بالنسبة للطلب فقط أو حجم السوق الداخلي األمريكي املتاح لدعم مخرجات أو منتجات هوليوود ولكن أيضا يف العرض أي مدى النشاطات املتميزة التي تنغمس فيها كل شركة. وميثل السوق أو االستهالك الداخلى رافدا مهما لهوليوود حيث تبلغ النفقات على افالم الترفيه من خالل شباك التذاكر والفيديو املنزلي والتلفزيون يبلغ ما يقدر ب 39 مليار دوالر يف سنة 1999 يف الواليات املتحدة وحدها.واألفالم أمريكية املنشأ تشكل % 92 من حجم املعروض مما يعني إن 35 مليارا أو أكثر تنفق يف الواليات املتحدة كل سنة الستهالك األفالم املنتجة محليا مما يتيح مصادر مهمة لدعم االنتاج اجلديد لالفالم مرتفعة الكلفة. )11( 231

232 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 إن قدرة االستوديوهات الكبرى يف احلصول على حجم مهم من حصة األفالم مرتفعة الكلفة وذات الترويج اجليد كل سنة هو اجتاه مضاد أو معاكس متاما الجتاه االنغماس يف مشاريع االنتاج املتفرد. مما يعني أن هذه الشركات هي يف مكانة جيدة تتيح لها إمكانية توزيع األخطار أو االحتفاظ بحصة عالية من السوق.إن هذه البنية هي مجال آخر حيث صناعة السينما األمريكية لديها ميزة كبيرة على السينما البريطانية مثال و املنافسني املحتملني اآلخرين. ان التمييز بني بني االستوديوهات الكبرى و املستقلني مهم جدا هنا.فاالستوديوهات الكبرى األمريكية تتكون من شركات سينمائية متحدة والتي نشاطها يشمل االنتاج والتوزيع. االستوديوهات الكبرى تتنج حوالي 140 فلما فيما بينها كل سنة.ومن املعتاد ان تكون هذه 140 فلما هي من يحتل املكانة األولى يف سوق األفالم العاملية لألفالم الكبرى.االفالم التي توزع من قبل االستوديوهات الكبرى عادة ماحتصد % 90 من العائدات يف شبابيك التذاكر األمريكية. أمايف أماكن أخرى فإن حصتها من السوق تفوق % 50 من مجموع املداخيل. )12( ويقصد بالقطاع أو فئة املستقلني هنا كل منتجي األفالم على الصعيد العاملي باستثناء الشركات الكبرى يف هوليوود. إذن هو قطاع واس ع وتشكيلة تتجاوز أمريكا لتشمل معظم الشركات السينمائية حول العالم لكن يجب أن نشير إلى أن االستقاللية ليست مطلقة الننا قد جند هذه الشركات املستقلة تعمل أو تعتمد على الشركات الكبرى يف هوليوود يف مراحل اخرى من اطالق الفيلم. اننا هنا أمام فئة تبداء مستقلة كخطوة اولى ثم تضطر احيانا يف مرحلة العرض و التوزيع ان تعتمد على الشركات الرئيسية الكبرى Majors من اجل توزيع أو عرض افالمها. أمافئة املدعومني من قبل هذه الشركات الكبرى فإنها فئة لها نسبة بسيطة من حيث نسبة األفالم املنتجة لكن حصتها وعائدتها تتجاوز فئة املستقلني وذلك الن عقبات العرض )13( والتوزيع تذللها الشركات الكبرى الرئيسية يف هوليوود. وهناك عدد من املستقلني وهم االكثر جناحا اصبحوا اآلن فعليا مدعومني من قبل شركات كبرى ذات ملكية مشتركة ومصالح مهمة مع االستوديوهات الرئيسية الكبري يف هوليود مثل Miramax وكذلك شركة Time Warner واململوكة من قبل Newline Cinema واململوكة من قبل شركة ديزني. إلى جانب ذلك فإن هناك جمهورا عامليا واسع لألفالم ذات االنتاج لشركات مستقلة. ففي الواليات املتحدة على سبيل املثال فإن املستقلني ينتجون أفالما اكثر بثالث مرات مما تنتجه استوديوهات هوليوود الرئيسية الكبرى كل سنة. ولكن اقل من نصف هذه األفالم يف الواليات املتحدة يستطيع ان يحصل على انطالقة يف دور العرض. أمايف اماكن اخرى من العالم فإن 232

233 اقتصاديات السينما دراسة ابلعد االقتصادي لسيطرة هويلوود ىلع صناعة السينما جتربة املنتجني املستقلني مشابهة من حيث صعوبة احلصول على فرص العرض.وهذا يعني أن املستقلني اذا ما جتاوزوا عقبة االنتاج املكلف واحلصول على التمويل الالزم فإن امامهم عقبات جدية أخرى تتمثل يف التوزيع والوصول إلى املستهلك. الشكل رقم 3 يوضح األفالم املهمة التي اطلقت سنويا يف الواليات املتحدة األمريكية وذلك منذ سنة 1945.مع مالحظة ان البيانت املتعلقة بالشركات املستقلة متوفرة فقط منذ املصدر: سكووت 2004 ص 44 وكما ميكننا مالحظة ذلك من خالل الشكل رقم 3 فإن الفارق واضح بني قدرات الشركات الكبرى الرئيسية يف هوليوود وبني املستقلني. وهذا الفارق يظهر بشكل أوضح من خالل عائدات شبابيك التذاكر لكل نوعية حسب الشركات املنتجة لألفالم. حيث إن الشركات أو االستوديوهات الكبرى يف هوليوود أطلقت سنة 2000 عدد 111 فيلم وبلغ عائداتها مايقارب من % 76 من اجمالي عائدات شبابيك التذاكر ولم يتبقى للفئتني االخرتني وهما املدعومة من قبل الشركات الكبرى واملستقلني سوى % 14 من مجموع اجمالي عائدات شبابيك التذاكر. انظر جدول رقم 1 ملزيد من املقارنة. وعلى الرغم من أن األفالم أمريكية تأخذ مايقارب من نسبة % 80 من شبابيك التوزيع يف السينما العاملية فإن األفالم غير األمريكية حتافظ على تنافسيتها يف االسواق املحلية. 233

234 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 مثال يف اليابان سنة 2008 فإن األفالم اليابانية احتلت % 57 من نسبة املبيعات بينما يف فرنسا فإن األفالم املحلية اخذت نسبة % 45.3 من عائدات املبيعات. )14( اجلدول رقم 1 يوضح عائدات شبابيك التذاكر بالنسبة لكل نوعية شركة مطلقة للفلم لسنة 2000 نوع الشركة املطلقة للفلم عدد األفالم معدل العائدات باملليون النسبة من اجمالي العائدات املستقلون ممولة من قبل االستوديوهات الكبرى االستوديوهات الكبرى املصدر: Scott2004 ص 50 وهذا يطرح سؤاال مهما وهو كيف تستطيع هوليوود أو االستوديوهات والشركات اخلمس الرئيسية ان تسيطر على شبابيك العائدات رغم أن األفالم التي أطلقها املستقلون تبلغ ضعف عدد ما تطلقه هذه الشركات كما يظهر اجلدول وهنا البد من وضع اعتبارات التوزيع والعرض يف حسابتنا حيث ان الشركات الرئيسية الكبرى تتبع سياسات مدروسة فيما يتعلق مبرحلة التوزيع والعرض. إن الفارق االساسي بني االستوديوهات الرئيسية الكبرى يف هوليوود واملستقلني هي ان االستوديوهات الكبرى مندمجة عموديا وحتتوي بالتالي على اإلنتاج والتوزيع ضمن بنيتها. التوزيع ليس مجرد ايجاد مخرجات أماكن العرض املناسبة لالفالم ولكن أيضا تنسيق محالت التسويق املناسبة خللق اهتمام واسع باالفالم. أهميته التوزيع يف االستوديوهات الكبري تغطي نظريا كل بقاع العالم وهذا يعطي الشركات الكبرى مثل شركة فوكس Fox وأيضا وارنزر Warner Brothers فإنها تتحكم يف مسالة االنتشار يف االسواق املحلية والعاملية وبالتحكم يف التوزيع فإن الخطار يف صناعة الفلم يتم تقاسمها على اعداد كبيرة من األفالم وايضا على مرحلتي االنتاج والتوزيع ومن خالل ضمان التوزيع فإن االستوديوهات الكبري لها القدرة على القيام بتخصيص موارد مهمة لكل من االنتاج والتوزيع أو مايعرف ب الطبع واالعالن Print & Advertising )15( والذي يختصر P&A وبهذا تستطيع ان حتقق معرفة واهتمام واسع مبنتجاتها. املنتجون املستقلون والذين تنقصهم هكذا قدرة وحتكم يف التوزيع فإنه من الواضح أنهم 234

235 اقتصاديات السينما دراسة ابلعد االقتصادي لسيطرة هويلوود ىلع صناعة السينما سيكونون يف موقع اقل اهمية وبأمكانهم فقط خفض االخطار التي يتضمنها االنتاج من خالل الفصل بني البيع املقدم حلقوق التوزيع ألماكن متعددة قبل ان يتم عمل الفلم اصال. فيما يتعلق مبايسمى باقتصاد الفلم الكالسيكي ف إن الشركات املندمجة عموديا أو االستوديوهات الكبرى يف هوليوود فإنها جتلب مصدر دعم النتاج األف الم وتستغل شبكة توزيعها اخلاصة بها لنشر افالمها إلى مخرجات واماكن عرض. انهم يقومون بالعرض إذا أمكن يف دور عرضهم و حصة من ارباحهم يعاد استثمارها يف انتاج جديد من اجل االبقاء على دائرة األفضلية مستمرة.دائرة األفضلية القصد منها االنتاج املكلف أو االنفاق على االنتاج الذي يجلب مشاهدة مرتفعة ويؤدي بالتالي إلى ارتفاع العائدات. عادة ما تكون اقسام التوزيع واملسؤولة عن البيع والتسويق سيكون لها القول الفصل فيما يتعلق بأي املنتجات يجب أو اليجب تتبعها. وهكذا تتأثر بقوة عملية االنتاج من خالل اعتبارات التسويق. إن النجاح لهذا النموذج ينبع من عنصرين أساسيني: - التحكم يف التوزيع - والقدرة على خلق تدفق انتاجي منتظم لألفالم. وهذا من شأنه أن يضمن ان الدخل املحصل من األفالم الكبرى القليلة الناجحة والتي انتجت من قبل كل االستوديوهات الكبرى يف هوليوود كل سنة ستكون متاحة لتغطي أي خسائر )16( ممكنة نتجت عن التقلبات أو االداء العام للشركة. كما أن أحد استراتيجيات الشركات الكبرى هي فتح مكاتب توزيع خاصة بها يف األماكن واملواقع املهمة حول العالم. وهذه املكاتب تقوم بحجز دور السينما لعرض األفالم التي من إنتاجها وأيضا بيع األفالم يف صيغ الدي يف دي على االسواق ومحال البيع باملفرق. كما هو احلال مثال لشركة Foxيف بريطانيا. )17( البنية العمودية واستراتيجية توزيع املخاطر هناك نوع من املخاطرة يف االنتاج السينمائي حتى بات يقال داخل مجتمع الصناعة ان انتاج األفالم مثل املوضة أو املوسيقى الشعبية هو نشاط جتاري يصيب أو يخيب.انه ليس خطر وحسب بل أيضا مكلف جدا. فمتوسط ميزانية انتاج األفالم يف االستوديوهات الكبرى الرئيسية يف هوليوود تصل إلى 51 مليون دوالر يف سنة 1999 باالضافة إلى % 50 أو نحوها للطبع واالعالن.p&A ميزانية االنتاج هي حتت ضغط باجتاه تصاعدي متزايد وذلك بسبب التزايد املطرد يف اجرة االسماء املشهورة التجارية للنجوم. االستثمار الكبير يف اخلطر املرتفع الذي يدخل يف صناعة األفالم قاد إلى تشبيه صناعة 235

236 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 األفالم بشركات صناعة النفط. وكما قال Headland and Relph ان قدر كبير من املال باإلمكان إنفاقه يف حفر اآلبار التي تعطينا بالقطرة بدال من يتم إنفاقه على تلك إلى تعطينا دفق. االنفاق على األفالم الكبرى متى ما مت القيام به فإنه موضوع يعتبر محل جدل كبير. تقليديا فإن فيلمني فقط من كل عشرة أفالم يتم إنتاجها من قبل االستوديوهات الكبرى يف هوليوود األكثر شهرة يحقق ربحا. بكلمات أخرى فإن أغلب األفالم املنتجة تخسر. وع ادة فإن حجم املداخيل التي حتققت بواسطة األف الم الناجحة Hits» يف شبابيك التذاكر تكون هائلة حتى باملقارنة بامليزانية التي يستلزمها انتاجها يف البداية. لهذا فإنه بالنسبة الستوديوهات الكبرى الرئيسية يف هوليوود فإن العائدات من فيلمني ناجحني فقط Hitsمن مجموع عشرة افالم فإنها جتلب التدفق النقدي املطلوب الستمرار تدفق األفالم ذات الكلفة والترويج الضخم يف الفترة بني كل فلم ناجح وآخر. وايضا حتقق عائدات للمساهمني. أما بالنسبة ألفالم االنتاج املستقل فإنه تقريبا من املستحيل ان تدخل يف دائرة افضلية التدفق النقدي التي تتمتع بها االستوديوهات الكبرى. إن التمويل الالزم للتطوير واالنتاج والتسويق بالنسبة لألفالم ينبغي ان يتم خلقه مقدما لكن العائدات التبدو يف التدفق اال بعد أن يصل الفلم يف صيغته النهائية إلى دور العرض. والذي عادة مايستغرق 3 سنوات أو اكثر واذا ماكان املنتج مرتبطا باحد االستوديوهات الكبرى الرئيسية فإن االستوديوهات ستنظم دعما داخليا لالنتاج وبالتالي فإنه ال مشكلة تنجم عن تأخر عائدات الفلم. اما املنتجني املستقلني فعليهم واحلال هذه ان يحصلوا على املال مسبقا من املوزعني أو من خالل االقتراض أو يف صيغة استثمار يقدمها طرف ثالث. االستثمار يصعب احلصول عليه وأيضا مكلف جدا وذلك ألن كل شبكة رأس املال الداخلة يف الفلم تظهر مخاطر.وباستثناء الفلم نفسه الذي لم يصنع بعد فإنه ليس هناك أي اصول ميكن حتصيلها كضمان نظير القرض. أماحني تتأتى بيانات حول إطالق الفلم وعائدات دور العرض تبدأ يف التدفق فإن دور العرض تغطي مصاريفها اوال. )18( إن مالك دور العرض يقتطعون مباشرة من عائدات التذاكر املباعة وبعد خصم هذه الكلف فإن املتبقي يقسم بني العارضني واملوزعني وذلك بنسبة 90 إلى 10 تقسم لصالح املوزع وهذا ليس شيء مستغرب ولكن صيغ التقاسم للعائدات املتحصل عليها عبر مبيعات شبابيك التذاكر مابني املوزع ودور العرض تختلف حسب كل فيلم وفترة االستغراق التي يقضيها الفلم يف دور 236

237 اقتصاديات السينما دراسة ابلعد االقتصادي لسيطرة هويلوود ىلع صناعة السينما العرض والظروف األخرى. ان الدخل الصايف للموزع يذهب مباشرة للموزع الذي يقتطع العمولة وقيمة الكلف ويشمل ذلك كل كلف االع الن والترويج وماتبقى بعد ذلك يحال إلى حصص املستثمرين واملمولني الذين غطوا كلف االنتاج والذين يقتطعون قسطا لتغطية نفقات االخطار وهكذا. أخيرا أي أرباح متبقية تذهب إلى املنتج و استوديوهات االنتاج.وبشكل عام فان املستثمرين أو املمولني ( إال إذا حدث وإن كان هو نفسه املوزع( فأنه يف املرتبة ما قبل االخيرة يف سلسلة التحصيل ويليه فقط املنتج بل ان مكانته رمبا يتم دفعها إلى اخللف اكثر اذا ما قرر احد العناصر الفاعلة التي دخلت يف عملية انتاج الفلم ان يأخذ حصة من اجرته من صايف العائدات. النجوم االكثر شهرة قد يقفزون إلى مقدمة الصف من خالل التفاوض على االقتطاع ممايسمى فاتورة الدوالر االول للفيلم. أي من خالل عائدات شبابيك التذاكر وقبل خصم كلف التوزيع على سبيل املثال جنم هوليوود جيم كيري Jimهو Carrey احد اعضاء مجموعة املمثلني املطلوبني بقوة والذين لهم القدرة على املطالبة مبايسمى 20/20 أي 20 مليون دوالر كأجر تقدم نظير املشاركة يف الفلم اضافة إلى % 20 من فواتير الدوالر االول للفلم. )19( وبالعودة إلى مثال صناعة النفط فإن شركة مثل Shellعادة Esso and BP ما تدخل يف الدورة الكاملة يف صناعة النفط من االستغالل إلى التكرير ثم إلى البيع يف موانئ التصدير. نتيجة لذلك فإن بإمكانهم توزيع كلف مرحلة املخاطر التنقيب على العائد من العملية برمتها.وهذا هو جوهر املوضوع اي التحكم يف جميع مراحل الصناعة. هوليوود تعمل بنفس املنطق انهم يتحكمون يف االنتاج والتوزيع ويف اغلب احلاالت يدخلون يف مرحلة العرض. يف اململكة املتحدة مثال فإن عددا من املجمعات أو املركبات السينمائية متعدد شاشات العرض تعمل بدعم من االستوديوهات الكبرى يف هوليوود. هذا يعني ان اململكة املتحدة كماهو احلال يف بلدان أخرى فأنه ليس أغلب عائدات شبابيك التذاكر فقط تذهب إلى املوزعني من هوليوود أو أنتاج هوليوود بل مايقتطعه امل وزع وبشكل مستمر ينتهي به االمر يف جيب االستوديوهات الكبرى لهوليوود وليس يف جيب الالعبني املحليني. وكما هو حال االنتاج بالنسبة لشركات النفط الكبرى فإن املرحلة املكلفة هي )االنتاج( امنا يتم تغطيتها من العائدات االجمالية للشركة السينمائية من خالل كل مرحلة من العملية الكلية واملستمرة للبيع أو التزويد للزبون. ان تراكم قوة السوق متتد لتشمل كل مراحل التموين العمودي لتخلق عدد من امليزات املهمة 237

238 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 لالستوديوهات الرئيسية الكبرى يف امريكا فهي تضمن عرض واسع ولهذا حتتل مركز الهيمنة يف التزويد مبنتجاتهم. كل فيلم يتم انتاجه حتى الفاشلة منها باالمكان ضخه يف دفق نشاطات التوزيع من اجل حتقيق بعض العائدات. وبسبب حتكمهم يف سلسلة التموين العمودي ف ان االس ت ودي وه ات الرئيسية الكبرى باستطاعتها أن تدخل يف نشاطات جتارية مثل Blockأو booking احلجز املقفل مبعنى ان األفالم اجليدة واالقل جودة تباع معا و يقتضي االمر من العارضني ان يأخذوا حفنة أو حزمة من األفالم مبافيها تلك التي رمبا ال يريدون عرضها والتي قد تساعد يف خفض االخطار. االندماج العمودي يعني أيضا انه ليس هناك موزعني من طرف ثالث أو وسطاء يأخذون حصة من عائدات املستثمرين االصليني وهم االستوديوهات الكبرى نفسها. )20( العقبات أمام االستثمار يف االنتاج املستقل إن قوة التوزيع بالنسبة لالستوديوهات األمريكية الكبرى تؤثر يف كل صناع األفالم املستقلني لهذا فإن الغالبية العظمى منهم بغض النظر عن دولهم أو جنسياتهم وجتدون من الصعوبة مبكان الجتذاب مستثمرين من طرف ثالث )أي اطراف غير املوزعني( ملنتجاتهم. لقد اظهرت دراس ة أجريت بالنيابة عن قسم التراث الوطني يف بريطانيا سنة 1996 خلصت إلى حتديد ثالثة حواجز أمام منو قطاع إنتاج األفالم يف بريطانيا وهي: - بنية صناعة األفالم - الصعوبات املتعلقة بالتمويل - مشكالت يف االتصال وهذه املشكالت هي املشكالت املعتادة التي تواجه املنتجني املستقلني حيث يسعون إليجاد استثمار جتاري لدعم أفالمهم. وحسب تقرير Middlton أن الصعوبة الكبرى تتعلق ببنية االنتاج املستقل الهش جدا. فالقطاع يتكون من مجموعة من عدد كبير الشركات الصغيرة وهي المتلك راس مال الذي يؤهلها من نشر وتوزيع اخلطر على شرائح متعددة من االفالم. )21( هناك شركات محدودة جدا يف بريطانيا كبيرة مبايكفي لتعمل اكثر من فيلم واحد يف السنة. باالضافة إلى كونهم يجمعون املال النتاجهم وفق قاعدة) انتاج فيلم اوال باول(. وه ذا االس ل وب محدود النطاق اليتيح امكانية التعاضد بني األف ل الم الناجحة وغير الناجحة. مبعنى اخر اليسند الفلم الناجح آخر غير ناجح. وليس هناك فرصة للمستثمرين يف إنتاج األفالم يف بريطانيا لتعويض الفاقد يف بعض االستثمار عبر جناح حتقق يف آخر. 238

239 اقتصاديات السينما دراسة ابلعد االقتصادي لسيطرة هويلوود ىلع صناعة السينما كما توفر القدرة على اإلنتاج الضخم وشبكات التوزيع املمتدة حول العالم ميزة تنافسية لألفالم التي تنتجها االستوديوهات الكبرى وغير متاحة بالنسبة لألفالم املستقلة. ولهذا فان املستثمر ال يشعر بدرجة كبيرة من اآلمان يف االستثمار يف األفالم املستقلة باعتبار ان النجاح والتوزيع ليس أمر مضمون. )22( وهناك عقبة أخرى واضحة وهي أن كال من التوزيع و العرض يقع حتت سيطرة االستوديوهات األمريكية الكبرى. واملنتج املستقل يف مكانة تفاوضية ضعيفة مع املوزعني ومعظمهم ليس لديه قوة كافية يف السوق لتحقيق توزيع جيد. لهذا فإن املستثمرين يتجنبون االستثمار يف نوعية من األف الم تتسم بدرجة عالية من املخاطرة. كما ان شركات االنتاج املستقل بشكل عام غير قادرة على حتقيق سجل جناحات مستقر والتي حتتاجها الجتذاب واقناع املستثمرين بأ داء الشركة االمر الذي يعني أنه من الصعب ايجاد وسيلة فعالة وملموسة ميكن تقدميها للداعمني ميكنها تبديد مخاوفهم. هذا باالضافة إلى أنه وحسب Middlton فإنه ليس هناك تواصل فعال بني صناع األفالم والداعمني املتخصصني من أجل تغيير النظرة على أن هذه االفالم هي ببساطة طريق مسدود أو مشروع فاشل. ومع هذا وبغض النظرعن كم من التحسن يف التواصل الذي يتم اجنازه بني عوالم األفالم والداعمني فإن الضعف البنيوي الذي ابتلي به هذا القطاع سيظل هو جوهر املشكلة. ففي القطاع املستقل فإن عملية صناعة وتزويد األفالم امنا هي مراحل مقسمة إلى عدد من اخلطوات املعزولة وكلفة املرحلة االخطر )االنتاج( امنا ولدت فقط بفضل املمول لهذه املرحلة. وكما اشرنا سلفا أن موقع املستثمرين أي الطرف الثالث يف سلسلة الدفع أو التحصيل من ارباح الفلم بعيدة جدا عن أن تكون يف موقع مفضل ويف كل األحوال فإن اغلب األفالم املستقلة تفشل يف تغطية كلفتها. لهذا فمنتجي األفالم املستقلني عادة ما يجدون انفسهم يف دائرة التنتهي من االستثمار املنخفض وجناح جتاري محدود. وباستثناء املوزعني الكبار لألفالم واملمولني كطرف ثالث أو املستثمرين فإن مصدر آخر للتمويل بالنسبة للمنتجني املستقلني لالفالم رمبا يكون قطاع صناعة التلفزيون. فاالفالم الكبرى حتتل مكانة متميزة يف الئحة الكثير من املحطات التلفزيونية. مثال يف بريطانيا فإن بعض الشركات التلفزيونية تعمل بانتظام لالستثثمار يف األفالم املحلية منخفضة الكلفة. القناة الرابعة على سبيل املثال حققت درجة جيدة من النجاح يف هذا االجتاه ولكن الكثيرمن جهود شركات التلفزيون هي عرضة للفشل بفعل البنية الشائعة للسوق التي التخدم تلك املنتجات 239

240 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 أو األفالم التي لم تزود supplyبواسطة االستوديوهات األمريكية الكبرى. )23( املحطات حتتاج لالفالم ولكن تلك االقل خطورة واالق ل كلفة ولهذا جند هذه املحطات تتحمس للعروض املغرية التي متنحها االستوديوهات الكبرى يف احلصول على حقوق البث التلفزيوني لألفالم األمريكية والتي مت عرضها يف دور العرض اكثر من ان تستثمر يف انتاج جديد. ان أي مستثمر محتمل اال اذا حدث أن يكون موزعا فإنه من الطبيعي أن يقلق بشأن جناح الفلم املستقل يف مرحلة التوزيع. إن تفضيل الفلم االمريكي الهوليودي الصنع منتشر بشكل واسع وسط املوزعني وهذا احلماس مرده سوق الطلب املرتفعة واالقبال الكبير الذي ميكن ملسه من خالل نوعية طلبيات وتفضيالت غالبية مرتادي دور السينما. االفالم منخفضة امليزانية وقليلة الترويج والتي تضم اغلب األفالم االوروبية بشكل عام يتم جتنبها من قبل العارضني على انها ليست منتجا جتاريا ومن غير املحتمل ان يجتذب متابعة واسعة. إن الصعوبات التي تقف بني منتجي األفالم املستقلني ومصادر التمويل هي كبيرة ولكن ليس مستحيال التعامل معها. البعض يرى أنه ومن أجل حتسني الظروف املالية فإن املنتجني املستقلني يف بريطانيا واوروبا ينبغي يتجهوا ملحاكاة األسلوب االقتصادي األكثر جناحا والذي حقق النجاح لالستوديوهات األمريكية الكبرى. رمبا هو كذلك لكن حتى بالنسبة للمشاريع التي لديها سياق جتاري كبير فإن املستقلني سيجدونه من الصعب املنافسة ضد املبنى على التفوق يف احلجم وضد هيكلية االستوديوهات الكبرى. وكما تبدو االشياء فإنه من الصعب ان ترى قوة االستوديوهات الكبرى يف االمساك بالتوزيع العاملي وقد مت حتديها. املنتجني املستقلني ليس باستطاعتهم ان يتوقفوا و ان ينالوا موطأ قدم يف التوزيع اال اذا عملوا الفلم الذي ترغب الناس يف مشاهدته ومع هذا حتى وان حقق املنتجني املستقلني خبطة Hitsجتارية فإن يد التوزيع لالستوديوهات الكبرى يف هوليوود هي من يقتطف غالبية املنافع املالية. )24( تأثير التقنية احلديثة ان ظهور تقنية الدجتل قد عزز اآلمال بني املستقلني بأن سلسلة التموين لالفالم رمبا يحدث بها ثورة.تقنية الدجتل توثر يف كل من االنتاج والتوزيع. أم ايف االنتاج فإن استخدام كاميرات الدجتل وومعدات املنتاج والتحرير وغيرها من التجهيزات ادى إلى خفض كلف رأس املال والعمالة املطلوبة الداخلة يف انتاج صناعة االفالم. 240

241 اقتصاديات السينما دراسة ابلعد االقتصادي لسيطرة هويلوود ىلع صناعة السينما أغلب منتجي األفالم استمروا يف استعمال»النجتف«يف صناعة االفالم. لكن فرصة عمل فلم منخفض الكلفة من خالل استعمال تقنية الدجتل قد خفض حواجز الدخول يف قطاع االنتاج ومتنح املستقلني طريقة سهلة لشحذ وابتكاراحليل املناسبة. إن تأثير تقنية الدجتل يف كلفة االنتاج لم يتم تخفيضه بشكل كلي. فنظام الدجتل فيما يتعلق باخلدع واجلرافيك ميكن أن تؤدي إلى خفض كلف املؤثرات اخلاصة لكن من جهة اخرى فإن بعض املسلسالت مثل اجلزء الثاني من حرب النجوم كان مرتفع الكلفة لكن مع هذا فإن نظام الدجتل أتاح الفرصة أمام املستقلني الصغار من صناع األفالم. ان جناح فيلم Theقد Blair witch أتبث كيف ميكن لتقنية الدجتل أن تخلق طرقا مبتكرة ليس فقط يف االنتاج بل أيضا يف عملية الترويج. فمنتج الفلم املشار إليه كان ناجحا جدا يف استعمال مواقع الدردشة واحلديث املتناقل عبر النت خللق شعبية واسعة ولفت االنتباه للفلم قبل فترة طويلة من اتاحته للمشاهدة من قبل النقاد. رغم ان البعض يرى بأن هناك سلبيات لتقنية الدجتل حيت يشغر البعض بان نوعيه الصورة الترتقى لصور أفالم 35 ملم التزامنية. ويف حني أن معدات الفيديو الرقمى والتسجيل هي ارخص لكنها تتطلب حتديث مستمر وكذلك هناك قلق من ناحية سهولة القرصنة. )25( لكننا نرى أن تقنية الدجتل أث رت يف طرق توزيع االف الم. الوقت تغير كليا منذ اوائل الثمانينات حني كان شباك التذاكر باملقارنة مع النوافذ االخرى أبعد بكثير من حيث االهمية كمصدر اساسي للعائدات بالنسبة لصناعة االفالم. ومع 1999 فإن دخل دور العرض أصبح ميثل فقط % 26 من دخل دور العرض األمريكية والعاملية الستوديوهات هوليوود الكبرى. التلفزيون وخاصة عائدات الفيديو أصبحت اآلن أكثر أهمية ولكن تقنية الدجتل من املتوقع أن جتعل موقع التلفزيون اكثر اهمية بالنسبة للمستهلك لالفالم. إن نسبة منو ثابتة يف احلصة يحققها التلفزيون يف العائدات يف امريكا وعلى املستوى العاملي من األفالم خالل التسعينات والتي تعكس منوا يف عدد و أهمية القنوات التلفزيونية املشفرة املتخصصة يف االفالم.ومنذ اواخر التسعينات فان قدرات استيعابية اضافية اصبحت متاحة والتي أوجدت خدمات اضافية أخرى يف التلفزيون )كالتخزين والتحميل وتأجيل املشاهدة(. )26( فاملشاهدين اصبح بأمكانهم اختيار العنوان التي يريدون مشاهدته من قائمة االفالم. وشخصنة خدمات األف الم من قبل املشاهدة حسب الدفع ( حيث املشاهدين بامكانهم 241

242 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 االختيار بني 4 إلى 5 عناوين حديثة يف وقت معني( ويلي ذلك خدمة VOD ( video on-demand Real )الذي اتاح للمشاهد متابعة الفلم من خالل تقدمي تشكيلة واسعة من األفالم وامكانية التحميل يف أي وقت مبقابل. ولكن مازالت الكلفة التقنية املتعلقة ب VODمرتفعة ايضا. كلفة التلفزيون التفاعلي والذي يتطلب سعة كبيرة للشبكة و جناحها يتوقف على سرعة الكوابل ومنظومة االتصاالت والبنية التحتية االخرى وحداثتها. خدمة VODميكن جتاوزها بخدمة أخرى مشابهة يف االنترنت وال ذي ميكن املشترين من حتميل األفالم ألجهزة حواسيبهم واالنترنت أداة فعالة فيما يبدو يف الترويج واملراحل التي تسبق عرض األفالم يف دور العرض. وايضا يبدو النت كنافذة ربط مهمة بني املنتجني واملستهلكني وبشكل مباشر.لكن هناك شكوك حول رغبة املستهلكني يف مشاهدة الفلم بأكمله على شاشة حواسيبهم يف حني هناك امكانيات اخرى متاحة لعرض أكثر متعة مثل دور العرض املجهزة تقنيا خللق جو املعايشة وابراز دور املؤثرات اخلاصة بشكل أفضل. كما أن الدور املهم الذي مازال تلعبه طرق التوزيع التقليدية فيما يتعلق بخفض كلف التحويل يتيح متويال لالنتاج ويبقي على انفاق مرتفع للمستهلك على األفالم طوال مراحل عرض الفلم من خالل نوافذ العرض للفلم ليعطي فوائد مالية مهمة تنعكس على صناعة األفالم برمتها. مكان واحد حيث تقنية الدجتل بامكانها خفض الكلفة يف التوزيع هي يف توصيل الفلم للسينما أو دار العرض. إن الطريقة القدمية اليصال األفالم إلى دور العرض عادة ماترسل نسخ جاهزة. وكل نسخة مرتفعة الكلفة وصعبة التصنيع ويجب ان تصل دور العرض يف وقت محدد. لكن كلفة ايصالها ميكن ان تنخفض إلى درجة كبيرة لو مت القيام بها الكترونيا. لكن التوزيع االلكتروني يعمل فقط اذا كانت دار العرض تستخدم نظام الدجتل يف كل جتهيزاتها واملشكل هي ان اغلب دور العرض لم تستثمر يف ايجاد هذه التقنية. إن سيطرة االستوديوهات الكبرى لهوليود يف التوزيع ليس مبني فقط على كيفية التوزيع )الكتروني ام تقليدي( ولكن على قدرتهم يف ضمان تزويد العارضني بتدفق منتظم ملنتجات يتم الترويج لها بشكل جيد ومغرية بالنسبة للجمهور. وطاملا ان االستوديوهات الكبرى تتمتع بهذه القدرة فإن التقدم يف تقنيات االنتاج أو التوزيع ليس من املحتمل ان يزعزع مكانتها. )27( أفالم اإلنتاج الضخم Bulkbuaster Movies ونقصد به األف الم التى مييزها احلجم الهائل.واحلجم الهائل هنا له معنيني فهو من 242

243 اقتصاديات السينما دراسة ابلعد االقتصادي لسيطرة هويلوود ىلع صناعة السينما جهة اولى يشير إلى االستثمار الكبير أو الضخم ومن ناحية ثانية إلى العائدات وهذا يعنى ان مالمح النوع اجلديد من األفالم والتى ولدت بعد احلرب العاملية الثانية هو كلفة :االنتاج العالية والعائدات الكبيرة.حيث بلغ متوسط كلفة انتاج شركة كبرى للفلم يف 2006 حوالى مليون. )28( وهو مايعني ان القادرين على انتاج ومتويل هكذا نوعية من األفالم هم الشركات الكبرى العمالقة يف هوليوود وبالتالي فان احتكار مثل هذا النوع من األف الم للشركات الكبرى يف هوليوود يصبح مبثابة حتصيل احلاصل. وهذا النوع من األفالم يقوم بالدرحة االولى على خاصية االدهاش واستخدام املؤثرات كما انه يستهدف فئات عمرية معينة هي فئة الشباب وهم الفئة االكثر اقباال على دور العرض. وتركز هذه األفالم على افالم االثارة وافالم اخليال العلمي واملغامرة. و هذه النوعية من األفالم عادة ماتقدر اكثر من قبل اليافعني young people والذين هم منذ اخلمسينيات يعتبرون الزبائن الرئيسيني للسينما واالكثر رغبة يف الذهاب خارج املنازل للعثور على وسائل الترفيه اضافة إلى ذلك فأفالم اخليال العلمى وافالم احلركة واالثارة تتمتع مبيزة مايعرف ب القيمة الثقافية املنخفضة الهابطة يف االسواق االجنبية والتى الجتد صعوبة يف دخولها. باملقابل فإنه من الصعب غز و أسواق جديدة من قبل تلك األفالم التى تركز بشكل اقل على احلركة املجردة وتركزعلى الكالم أو احلوار مثل الدراما والكوميديا والتى غالبا ماتعتمد على )29( الثقافة املحلية اللهجة والعادات والتقاليد املحلية. ويعتمد جناح الفلم على مجموعة من االستراتيجياتأهمها التركيز على الفكرة املكثفة. والواقع ان مصطلح الفكرة املكثفة ظهر يف السبعينات يف قطاع التلفزيون للحديث عن القصص التى ميكن اختصارها يف 03 ثانية اعالنية ثم استخدمت يف وقت الحق مبعنى مشابه يف صناعة األفالم وحسب واات ttayw الفلم ذو الفكرة املكثفة هو الفلم الذى ميكن اختصاره يف جملة واحدة أو صورة واحدة وجتعل تسويقه أسهل. )30( كما تعتمد هذه النوعية من األف الم على االعالنات املكثفة يف التلفزيون لضمان إثارة اجلمهور وعادة ما تركز على عطلة نهاية األسبوع يف انطالقتها أو افتتاحها. وسياسة اإلطالق الواسع للفلم تستفيد عادة من الشعبية أو االقبال الواسع على األفالم يف امريكا وأيضا حمالت الدعاية املكثفة لهذه األفالم حول العالم. وعادة مايقبل اجلمهور حول العالم على تلك األفالم التي كانت من األفالم العشرة االولى أو االكثر مشاهدة متأثرا بشعبيتها )31( الواسعة يف امريكا. 243

244 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 وتعتمد هذه األفالم يف جناحها على النجوم الكبار لضمان عائدات كبيرة للفلم ورغم ان هذه النوعية من األفالم ال تالقي ترحيبا يف أوساط النقاد فإنها تعتمد على سياسة احلمالت اإلعالنية املكثفة يف التلفزيون واالنترنت لضمان حتصيل مرتفع وسريع مبجرد إطالق الفلم يف دور العرض. هذه النوعية من األفالم مرتفعة الكلفة أصبحت إحدى األنواع املفضلة لدى هوليوود ألن عائداتها مرتفعة أيضا ويضمن جناح فيلم واحد خالل العام تغطية تكاليف نفقات األستوديو طوال العام وهو بالتالي يغطي أي خسائر اخرى قد يكون تعرض لها املنتجون جراء فشل تسويق باقي االفالم. وهذا النوع من األفالم الذى يجلب عائدات تسمى أعمدة اخليمة poles» Tent بسبب عائداتها اجليدة وهذه األفالم قادرة على دعم االستيودهات بكاملها ويعتقد ان عدد األفالم هو 2 من بني 10 افالم بأمكانها ان جتلب عائدات مع نهاية دورة حياة دور عرض الفلم. ولكن اذا اخذنا يف االعتباراالسواق الصغيرة االضافية فإن هذا الرقم يصل إلى 5 من 10 افالم. وهذا يؤكد نظرية فوقل Vogelالذي قال بأن صناعة السينما عليها أن متتلك القدرة على االحتفاظ أواالبقاء على مصاريفها والتى التستعاد إال يف املدى الطويل وهذا يكون يف صالح )32( الشركات األكبر يف السوق. خالصة واذا كان لنا أن نستخلص محصلة يف هذا الصدد فإن أفالم االنتاج الضخم ترسم مالمح ق درات هولوود واستوديوهاتها الكبرى وتوضح بعضا من اسباب عجز الالعبني اجلدد أو املستقلني من خلق بدائل أو منافسة حقيقية لهوليوود. وإذا كنا قد حددنا يف هذه الدراسة الكثير من مالمح سيطرة األفالم األمريكية على السوق العاملية فان املنظور الثقايف الذي يدرس هذا املوضوع ضمن سياق الهيمنة وضمن ظاهرة االمركة النقلل من أهميته أو من أدبياته غير أن التركيز على اجلانب االقتصادي واألدوات واآلليات املتعلقة بالتمويل والتوزيع تبدو أكثر أهمية هنا باعتبارها محور هذه الدراسة االساسي. كما ال يجب إن نغفل تلك األطروحات التي تركز مثال على اهمية ودور اللغة االجنليزية وتفوقها كلغة عاملية سهلة االنتشارساهمت بشكل كبير يف وصول واستيعاب األفالم األمريكية بشكل خاص. وهنا نخلص إلى انه يجب النظر إلى موضوع تفوق وسيطرة هوليوود على صناعة السينما عامليا كموضوع متعدد اجلوانب تتكامل عناصره وعوامله وتختلف درجات فاعلية واهمية هذه العناصر واسهامها يف تكوين هذه الظاهرة الكلية التي نطلق عليها هيمنة هوليوود على صناعة 244

245 اقتصاديات السينما دراسة ابلعد االقتصادي لسيطرة هويلوود ىلع صناعة السينما السينما العاملية. وبالتالي فان اإلحاطة بهذه الظاهرة ودراستها هو موضوع يستدعي النظر والتركيز بشكل عميق على جوانب متعددة والينبغي ان يتم القفز واصدار تعليالت للظاهرة بشكل يختزل أو يهمل جوانب اخرى من اسباب وعوامل نشوء هذه الظاهرة العاملية. قائمة املراجع 1 -Moran Albert(2005)Film Policy international National and regional Perspectives.Rutledge London.p3 2-Hay Donald and Vickers Johan.Eds.(1987) The Economics of Market Dominance. Basil Blackwell. Oxford pp Rosenbaum David I.Ed.(1998)Market Dominance: How Firms Gain Hold or lose it and the impact on economic Performance. prager. Westport Connecticut London.P5 4 Doyle Gillian(2002) understanding media ص Publication.101 economics SAGE 5- املرجع نفسه ص املرجع نفسه ص املرجع نفسه ص املرجع نفسه ص انظر: Gomery Douglas(2004) The economics of Hollywood: Money and Media in ص 196 ص. Practice.LEA Alexander Alison: Media Economics Theory and 197 انظر ايضا: Scott A. j. (2004) Hollywood and the world: the geography of motion-picture distribution and marketing Review of international Political Economy.)61- ص 3334 February) 11:1 10-Scott A.J.(2002 A new Map of Hollywood: the production and distribution of American motion pictures Regional Studies 36(9): مرجع سابق ص 11 - Gillian 106Doyle مرجع سابق ص 39 انظر Scott.Allen أيضا مرجع سابق صGillian12-106Doyle 13- املرجع نفسه ص املرجع نفسه ص املرجع نفسه ص املرجع نفسه ص Rob H Aft (2011) From script to screen the importance of copyrights in the distribution of films. WIPO.P

246 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 مرجع سابق ص 18 - Gillian 108Doyle - 19 املرجع نفسه ص املرجع نفسه ص 109 مرجع سابق ص 114 -Doyle Gillian21-20 املرجع نفسه ص املرجع نفسه ص املرجع نفسه ص املرجع نفسه ص املرجع نفسه ص Jonthan Derek Silver (2007) Hollywood s dominance of the movie industry: How did it arise and how has it been maintained Queen University of Technology Australia.p187 مرحع سابق ص- Gillian26 116Doyle انظر أيضا: Eliashberg J.(2004). The Motion Picture industry: critical issues in practice -.Current Research Directions ص ص Doyle Gillian انظر - Marco Cucco (2009) The Promise is great: The blockbuster and the Hollywood ص ;215 Society economy Media Culture 29 املرجع نفسه ص املرجع نفسه ص Eliashberg Jehoshua The motion Picture Industry: Critical Issues In Practice Current Research &New Research Directions & Marketing Science 25( 6) pp انظر Vogel H.L. (1998) Entertainment Industry Economics: in Marco Cucco :The Promise is great: The blockbuster and the Hollywood economy Media Culture.230- ص 31(2): Society vol 246

247 قراءة يف كتاب: السياسة الليبية: القبيلة واثلورة تأيلف: جون ديفز إعداد: د. نرص اعشور الشيباين * متهيد:- هذه قراءة يف كتاب: السياسة الليبية: القبيلة والثورة تأليف البروفيسور جون ديفز أستاذ االنثروبولوجيا االجتماعية يف جامعة كنت البريطانية واملنشور باللغة اإلجنليزية سنة 1987 م ضمن )) سلسلة املجتمع والثقافة يف الشرق األوسط احلديث (( التي يشرف عليها البروفيسور مايكل جيلسنان أستاذ الدراسات العربية املعاصرة يف جامعة أكسفورد البريطانية والذي تولى تقدمي هذا الكتاب. والكتاب موضوع القراءة احلالية هو سجل حول ليبيا خالل الفترة من 1975 م إلى 1979 م. و يتميز هذا الكتاب بطابع شمولي واضح رمبا بسبب وحدة التجربة الليبية من جهة واخلصائص املشتركة ملنطقة الشرق األوسط من جهة ثانية و إلى استخدام أود أن أسجل شكري للزميل و الصديق الدكتور عقيل البربار األستاذ و الباحث يف قسم التاريخ جامعة طرابلس على إعارته لي الكتاب لقراءته و عرضه. املؤلف للمقارنة يف كثير من األحيان من جهة ثالثة. ويكشف املؤلف البروفيسور جون ديفز يف هذا الكتاب عن أستاذية كبيرة يف مجال تخصصه ويقظة علمية عالية كما تتضح من توظيفه للنظرية من جهة ومن األساليب املنهجية التي استخدمها املؤلف يف دراسته احلقلية يف ليبيا خالل الفترة املذكورة. وملا كان جزء كبير من املادة اخلام لهذا الكتاب عبارة عن معلومات ومشاهدات ومالحظات من نتاج دراسة حقلية طويلة يف ليبيا فإن هذا * عضو هيئة اتلدريس بقسم علم االجتماع لكية االداب جبامعة طرابلس 247

248 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 كان له دور يف صناعة هذا الكتاب ذلك أن حتويل تقارير األبحاث العلمية أو أطروحات الدكتوراه أو رسائل املاجستير إلي كتب يتطلب توظيف مستويات عالية من التجريد الختزال الكثير من املالحظات واملشاهدات الواقعية. إن من شأن هذا العمل أن يقود إلى توظيف النظرية بل يف الواقع إلى بنائها. لذلك كله أرغب يف إشراك القارئ الكرمي يف هذه القراءة خاصة أن ليبيا التي ولدت من رحم املنافسة الشرسة للقوى الكبرى فإنها مازالت محط أنظار تلك القوى يف هذا العالم. _قراءة يف كتاب: السياسة الليبية: القبيلة والثورة: يتكون الكتاب )يف نسخته االجنليزية( موضوع ه ذه ال ق راءة م ن: تقدمي )صix ( للبروفيسور مايكل جيلسينان أستاذ الدراسات العربية املعاصرة يف جامعة أكسفورد البريطانية واملشرف على سلسلة من األعمال العلمية املتعلقة مبجتمعات الشرق األوسط التي من ضمنها هذا الكتاب ال ذي وصفه بأنه )) فريد ومن وذج ألعمال هذه السلسلة العلمية ((. يحتوي الكتاب كذلك على مدخل متهيدي)ص 2-1 ( ومقدمة طويلة وخمسة فصول رئيسية. وأخيرا يحتوي هذا الكتاب على عدد من اخلرائط واإلشكال واجلداول باإلضافة إلى عدد من املالحق وقائمة مراجع طويلة وفهرس تضمنها بأكملها يف صفحاته املائتان و سبعة و تسعون صفحة. قام املؤلف يف اجلزء التمهيدي بالتذكير بعدد من احلقائق التاريخية التي تتعلق باملجتمع الليبي. من هذه احلقائق أن ليبيا كانت جزءا من الدولة العثمانية حتى الغزو االيطالي لها سنة 1911 م. وبعد حرب مريرة ضد االستعمار االيطالي وخسارة حوالي نصف سكانها يف هذه احلرب خرجت ليبيا محطمة األشالء تنهشها القبلية والفقر واجلهل. لقد ولدت ليبيا يف احلقيقة من رحم املنافسة الشرسة على النفوذ و املصالح بني بريطانيا وفرنسا وايطاليا يف الشرق األوسط وإفريقيا بفضل قرار من األمم املتحدة عام 1952 م لتصبح ليبيا أول دولة مستقلة يف أفريقيا كلها مما جعل منها حالة فريدة كونها يف األصل صناعة أممية. كانت ليبيا يف السنوات األولى الستقاللها حالة ميئوس منها من الناحية االقتصادية ولكن مع اكتشاف النفط فيها تغيرت حالتها االقتصادية بداية من ستينيات القرن املاضي من الفقر املدقع إلى الغنى مما مكن ها من متويل الكثير من املشروعات اخلدمية واإلنتاجية إلى جانب شراء السالح وبناء جيش. من ناحية أخرى فان الليبيني عندما دخلوا عهد االستقالل لم يكن لديهم معرفة وخبرة بالدولة. لذلك لم يدرك الليبيون 248

249 قراءة يف كتاب: السياسة الليبية: القبيلة واثلورة يف بداية استقالل بالدهم دور الدولة وأهميته من الناحية اإليديولوجية. فكل الذي كان الليبيون يحملونه معهم يف السنوات األولى الستقالل بالدهم هو إرث قبلي غير وراثي. لقد بدأت ليبيا حياتها اجلديدة بنظام ملكي فيدرالي ولكن يف العام 1963 م مت إلغاء هذا النظام الفيدرالي ودمج الواليات الثالثة: طرابلس وبرقة و فزان لتكو ن اململكة الليبية حتكمها حكومة برملانية. أطيح باململكة يف ليبيا على يد نفر من اجليش الليبي عام 1969 م لتصبح ليبيا جمهورية عربية يف الوقت الذي كان مير فيه الشرق األوسط بأصعب أوقاته. و لعل من األحداث املهمة يف تلك الفترة انتصار اسرائيل الساحق وهزمية مصر يف حرب 1967 م مما جرح املشاعر العربية و اإلعالن عن نهاية زمن األحالم اخلالبة. لقد اكتشف العرب أن االستقالل السياسي ال يعني االستقالل االقتصادي يف السياق العاملي املعاصر وأنهم ليسوا ببعيدين عن صراع القوى الكبرى يف هذا العالم. فبينما اسرائيل يف قمة مجدها جند أن احلكومات العربية تتقاسمها املعارضة الداخلية من جهة والصراع فيما بينها من جهة أخرى مما جعل حلم الوحدة العربية بعيدا جدا. و وسط هذه الظروف تطورت ليبيا وانعكس ذلك على سياستها يف سبعينيات القرن العشرين موضوع هذا الكتاب. لقد سعى البروفسور جون ديفز إلى حتقيق هدفني من وراء كتابه: السياسة الليبية: القبيلة والثورة يف سبعينيات القرن العشرين املنصرم. أوال: توفير معرفة علمية عن طبيعة احلياة يف ظل حكومة ثورية على حد قوله بحيث تتجاوز هذه املعرفة الرأي السطحي الشائع يف الغرب عن ليبيا وعن الليبيني خاصة من حيث اخللط بني موقف الشعب وبني موقف احلكومة. و يستطرد املؤلف ليقول أن جناح الكتاب يف حتقيق هذا الهدف هو مبثابة رد جميل لليبيني الذين قدموا له يد املساعدة خالل دراسته احلقلية يف ليبيا. ثانيا: الهدف الثاني لهذا الكتاب هو الت عرف ووصف مجتمع الال دولة )أي بدون حكومة( والذي هو حال املجتمع الليبي يف سبعينيات القرن العشرين املنصرم كما يقول جون ديفز. ويؤكد املؤلف على أن هذا النوع من املجتمعات من نتاج االجتماع اإلنساني خالل مسيرة تطوره ولكنه اختفى من احلياة بظهور الدولة. ويستطرد املؤلف فيقول أن الدراسات السياسية التقليدية حلالة الال دولة كانت إلى حد ما تتميز بأنها ذات طبيعة بنائية من حيث كونها تعمل على جتميع اخلبرات السابقة مع الدولة ملثل هذه املجتمعات بشكل مباشر أو غير مباشر حيث تبقى هذه التجارب واخلبرات مبثابة مناذج للناس يف هذه املجتمعات. 249

250 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 ويستحضر املؤلف باخلصوص جتربة الدولة االيطالية يف ليبيا خالل النصف األول من القرن العشرين على الرغم من أن الليبيني لم يكونوا مستهدفني بخدمات تلك الدولة أو حتى معنيني بها على اإلطالق. لقد حرصت ايطاليا على ترسيم حدود ليبيا وعملت على فرض احترام هذه احلدود على الناس يف الداخل واخلارج على حد سواء. ويقول املؤلف أن شمال أفريقيا بشكل خاص وعموم أفريقيا بشكل عام قد عرف احلكومة أو الدولة منذ زمن بعيد. فالناس يف هذه املنطقة عرفوا الدولة ولكنهم رفضوها أو لم يقبلوا بها. إن اإلبداعات واألدوات احلكومية والسياسية حتتاج إلى درجة من االلتزام لتحقيق اإلرادة والتصميم الالزمني لتواجدها واستمرارها. إن الناس حتى مع الال دولة )أو بدون حكومة( ليسوا يف الواقع أحرارا من قيود االيديولوجية واجلدل السياسي. بقى أن نعرف أن مجتمع الال دولة أصبح يعتبر غير طبيعي و بعيدا عن املدنية منذ بداية القرن العشرين. ويرى املؤلف أن هذه الدراسة هي فرصة الختبار هذه األفكار عمليا إال أن األهمية النوعية لهذا الكتاب هي يف طرح أسئلة بسيطة وتقدمي إجابات مركبة لها. فالبروفيسور جون ديفز يتساءل مثال عن كيف هي حياة مواطني حكومة ثورية ماذا جرى للمجتمع القبلي يف ليبيا خالل نقلتها إلى الدولة من جهة و اإلعالن املتناقض للحكومة الليبية يف ذلك الوقت عن بداية عصر الال دولة كيف تكي ف الناس مع وضعهم اجلديد وإذا كانت هذه األسئلة غير جديدة باعتراف املؤلف فإن الكتاب يبقي مفيدا باخلصوص ألنه يجمع بني دراسة التنظيم السياسي واألفكار يف آن واحد كما يعتقد املؤلف. يف اجلزء األول من كتابه أوضح املؤلف ما ميكن تسميته باإلطار العام لهذه الدراسة وحتديده لنموذجه النظري الذي ميكن تصويره يف شكل خماسي األضالع بحيث يشير كل ضلع فيه إلى عنصر من العناصر الرئيسية التالية: التاريخ والنفط واإلسالم والقبيلة والثورة. و قد توجد هذه العناصر يف أماكن أخرى لكن املؤلف يرى أن وجود هذه العناصر مجتمعة يف ليبيا هو ما أنتج شكل حكومتها يف سبعينيات القرن العشرين املنصرم. احتاج املؤلف يف جهوده لتأليف هذا الكتاب إلى إجراء دراسة حقلية يف ليبيا الختبار بعض أفكاره ومعلوماته وبياناته وجمع املزيد منها عن ليبيا من الناحية السياسية وكذلك عن جت ار وجتارة الصحراء مبا يحكمها من قواعد ودوافع بعيدة كل البعد عن العلم االقتصادي احلديث. فتجارة الصحراء ال تخضع فقط لعملية الربح وإمنا هي أيضا نتاج أسس والتزامات متعارف عليها. واستهدف البروفيسور جون ديفز مؤلف هذا الكتاب 250

251 قراءة يف كتاب: السياسة الليبية: القبيلة واثلورة بدراسته احلقلية بشكل خاص جماعة الزويات يف مدينة اجدابيا ويف الواحات الصحراوية مثل الكفرة وتازربو وجخرة وجالو وأوجلة. وصل جون ديفز إلى ليبيا يف أغسطس من العام 1975 م حيث ذهب إلي مدينة بنغازي وزار جامعتها وهناك أعلن عن مشروع دراسته. وخ الل الثالثة أشهر التي انتظرها املؤلف للحصول على املوافقة الرسمية للقيام بدراسته احلقلية متكن املؤلف من القيام بعدة زيارات ملدينة اجدابيا. ويف آخر نوفمبر من نفس العام ذهب الى الكفرة وتازربو وجخرة ليعود مرة أخرى إلى اجدابيا. لقد استمرت هذه الفترة من دراسته احلقلية يف ليبيا إلى شهر سبتمبر من العام 1976 م. عاد البروفيسور جون ديفز إلى ليبيا مرة أخرى يف ديسمبر من العام 1977 م بني ة قضاء ستة أسابيع أخرى ملزيد من الدراسة احلقلية إال انه اضطر ملغادرة البالد بسبب احلرب )حرب ليبيا مع مصر(. فهو يقول أن مثل هذه الظروف جتعل الوقت غير مناسب للدراسة خاصة بالنسبة ألجنبي حرفته اإلكثار من األسئلة. ثم عاد ديفز إلى ليبيا للمرة األخيرة يف أغسطس من العام 1978 م حيث بقى سنة كاملة. عاش يف البداية يف تازربو ومنها كان يقوم برحالت متتالية إلى مدينة بنغازي لتسوية بعض األمور اإلدارية. إن كل املدة التي قضاها مؤلف هذا الكتاب يف ليبيا هي ستة وعشرين شهرا جنح يف استغالل أربعة وعشرين شهرا منها تقريبا يف البحث العلمي امليداني. يقول املؤلف بأنه سكن خالل دراسته احلقلية يف ليبيا يف منازل ويف بيت الضيافة احلكومي ويف بيت الشباب يف مدينة اجدابيا بينما عاش وعمل يف خيمة يف املناطق األخرى التي شملتها دراسته احلقلية. كان ينصب خيمته على مسافة مائة مترا تقريبا أو خمسة دقائق مشيا من األحياء السكنية للناس الذين كان يدرسهم على عكس ما يتوقع )يف رأي املؤلف( من الباحث األنثروبولوجي الذي عادة يسكن وسط الناس الذين يدرسهم. أشار املؤلف إلى سهولة احلياة وحريتها يف الواحات خاصة عندما تكون خالية من الغرباء مما جعل املؤلف يشعر باإلحراج عندما كان يشاهد النساء يسرعن لتغطية رؤوسهن عندما يظهر أمامهن ولكن األمر أصبح أقل حدة مع الوقت على حد قوله. و فرض حجم العمل من تدوين املالحظات يوميا وتصنيفها والتأكد من صحتها على املؤلف العمل بني أربعة وخمسة ساعات يوميا إضافة إلى الكتابة خالل الليل مستفيدا من املسافة النسبية الفاصلة بني خيمته وبني األحياء السكنية. 251

252 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 لقد حرص البروفيسور جون ديفز على استخدام اللغة العربية خالل دراسته احلقلية يف ليبيا على الرغم من توفر إمكانية الستخدام لغات أخرى مثل االجنليزية والفرنسية وااليطالية. فهو يقول بأنه اختار سعة التفكير على التعمق يف الفهم هذا باإلضافة إلى املزايا األخرى الستخدامه اللغة العربية يف دراسته احلقلية. ومن املزايا األخرى حصوله على مساعدة لغوية تتعلق باإلمالء والنحو وكذلك سهولة اإلطالع على مالحظاته من قبل الراغبني من الناس حوله مما يبعد أي شك بخصوصها. و كان قد استعد املؤلف لذلك فبدأ بتعلم اللغة العربية من الكتب واألشرطة منذ العام 1973 م. ثم انخرط يف العام 1975 يف دورة لتعلم اللغة العربية ملدة شهرين يف معهد أبو رقيبة بتونس. ومنذ ذلك الوقت أخذت لغته العربية يف التحسن باستمرار مما جعله قادرا على متابعة دراسته احلقلية يف ليبيا باللغة العربية لدرجة أن املؤلف كان قادرا يف السنة األخيرة من دراسته احلقلية على فهم أدق التفاصيل من األحاديث واملناقشات مما زاد من فهم املؤلف ملجتمع بحثه. يقول املؤلف أنه قد جمع بيانات ومعلومات بطريقة منتظمة قدر املستطاع من وحول الناس وأنشطتهم املختلفة وكل جوانب حياتهم يف مجتمع بحثه. فجمع بيانات عن جتارة الصحراء و عن غيرها من األنشطة االقتصادية للناس يف املاضي واحلاضر. كما جمع بيانات عن عالقاتهم االجتماعية وعمل إحصائيات وقوائم باملوجودات ورسم خرائط وشجرة عائلية لكل جماعة الزويات. كما احتفظ املؤلف بسجل وايف ملحادثاته ومناقشاته التي أغلبها كان يتم بتنسيق مسبق منه مما يجعلها ترقى يف رأي املؤلف إلى مستوى املقابالت. وسجل املؤلف جميع الوقائع واألح داث التي شهدها أو سمع عنها. كما أن املؤلف قام بقطع الطريق الصحراوي من اجدابيا إلى الكفرة حوالي خمسة عشرة مرة كان أغلبها مع جمع من سيارات نقل للزويات. ولقد جمع املؤلف خالل تلك الرحالت الطويلة الكثير من البيانات واملعلومات الهامة عن التجارة واألس واق والبضائع واألشخاص وملكية سيارات النقل وازدواجية التجارة مع نشاطات أخرى ومعلومات عن املعلومات وكيفية تبادل األخبار أو إخفائها عندما يلتقي السائقون من الشمال واجلنوب. والحظ املؤلف أنه كانت هناك صعوبات يف جمع املعلومات عن األنشطة السياسية مقارنة بتلك املتعلقة بالتجارة الصحراوية والقبيلة على الرغم من كثرة كالم الناس يف السياسة يف مجتمع بحثه. ولكن بفضل تعاون الناس وسماحة املسئولني املحليني يف مجتمع بحثه 252

253 قراءة يف كتاب: السياسة الليبية: القبيلة واثلورة متكن من حضور الكثير من املناسبات واألنشطة السياسية مثل االنتخابات التي كانت تعرف يف ذلك الوقت بالتصعيد واملؤمترات ومالحظة املسئولني وهم يقومون بأعمالهم الروتينية و من احلصول على الكتيبات والنشرات و السجالت واإلحصائيات وقوائم العضوية والرخص واملوافقات على اختالف أنواعها. كان املؤلف ينو ع إستراتيجيته البحثية حسب الظروف ونوع املوضوع فهو مثال سلبي ومتحفظ يف اجلانب السياسي أكثر منه يف دراسة أبعاد التجارة التقليدية. و عمل املؤلف على املحافظة على ثقة مجتمع بحثه فيه من خالل العمل بوضوح واالبتعاد عن أي مخالفات يف بلد قد يطلب منه الكشف عن أوراقه يف أي وقت. لذلك كله خرج املؤلف مع أوراقه بسالم يف كل بضع املرات التي مت فيها قيادته إلى مراكز الشرطة الليبية بل أنه ينوه بحسن معاملتهم له. و إذا كان املؤلف اعتمد أحيانا على ذاكرته يف تسجيل املعلومات والبيانات إال أنه لم يكن يدون إال املعلومات املتعلقة بالوقائع التي كان حاضرا لها ويتجن ب إقامة استنتاجاته على معلومات من مصادر غير مباشرة إال بعد تدقيق عميق. وإذا ك ان املؤلف ال ينكر على االنثروبولوجيني االجتماعيني استخدامهم أحيانا السجالت وروايات الذاكرة لكبار السن للحصول على املعلومات الالزمة إلعادة تصوير وجتسيد املجتمعات القدمية أو املنقرضة وذلك لسد الفجوات يف معرفتنا عن الكيفية التي صنع بها البشر األشياء غير أنه ال يرى أن هناك حاجة إلى مثل تلك التقنية هنا فهو مهتم فقط مبعرفة جتربة مجتمع دراسته مع الدولة التي حتاول احتوائه خالل النصف الثاني من سبعينيات القرن العشرين حيث كانت ليبيا كما يقول املؤلف تشهد تغيرات سريعة بل وغير محسوبة. ولذلك يشير املؤلف إلى أنه كان هناك غموض وت ردد بل وحتى مقاومة من الناس يقابله إصرار وأحيانا قبول لبعض األفكار القدمية من جانب الدولة. لذلك حرص املؤلف على التأكيد على الطبيعة املتقلبة ملجتمع دراسته من ناحية وعلى محاولته التكيف مع عامله اجلديد من ناحية أخرى وهذا كما يقول مؤلف هذا الكتاب يتفق مع ما يجري يف أماكن أخرى من العالم من حيث أن التحول يربك الناس و يطالبهم بالتخلي عن القدمي واستيعاب املستجدات الناشئة عن تغير اجلوانب السياسية واالجتماعية واالقتصادية للعالم الذي يعيشون فيه. ولعل م ن املناقشات اجل دي دة يف ه ذا الكتاب مناقشة امل ؤل ف مل ا سماه املجتمع الهيدروكربوني قاصدا به املجتمع النفطي الذي خير مثال له املجتمع الليبي والكويتي 253

254 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 والسعودي واإلماراتي و بروناي التي يساهم النفط مبا ال يقل عن 90% من دخلها العام. لقد أقام املؤلف مناقشته ملجتمع االقتصاد النفطي أو الهيدروكربوني على أساس مقارنته باملجتمعات الصناعية املعاصرة باستخدام حزمة من املفاهيم املتعلقة باحلاكم وقيمة العمل والكسب واالكتفاء الذاتي ومنظومة احلقوق والواجبات وأهمية دور املؤسسات السياسية وطبيعة االحتياجات واستخدام العلم والتكنولوجيا...الخ وبدأ املؤلف يف شرح نظريته بالتأكيد على أن احلاكم )وهو يف هذا السياق الدولة أو احلكومة( يحتاج إلى أن يكون له م ورد م ادي. وبينما تشك ل الضرائب امل ورد امل ادي للحاكم يف املجتمعات الصناعية املعاصرة التي تتميز شعوبها بأنها منتجة فإن احلاكم يف مجتمع االقتصاد النفطي يحصل على الدخل الذي يريد من النفط وليس من الشعب الذي هو غير منتج. و يرى املؤلف أن هذا االختالف يف النمط االقتصادي يؤدي إلى اختالف يف النظام السياسي. فبينما املشاركة السياسية والتمثيل السياسي واملؤسسات السياسية الالزمة لذلك هي أساس احلكم يف ال دول الصناعية املعاصرة وذلك كله ألن كل من احلاكم والشعب يحتاج إلى األخر فإننا جند يف مقابل ذلك يف املجتمع النفطي مثل ليبيا و السعودية و الكويت و اإلمارات و بروناي التي فيها احلاكم يعتمد يف دخله على النفط وليس على الشعب مما يجعل املشاركة السياسية والتمثيل السياسي واملؤسسات السياسية يف نظر احلاكم كما يقول مؤلف هذا الكتاب غير ضرورية أو حسب تصوره لها. فكأن لسان حال املؤلف يقول أن حق الشعب يف املشاركة يف السلطة يعتمد على ما يدفعه من ضرائب للحاكم الذي يخضع إلشراف الشعب بالتالي يف كيفية صرف هذه املوارد املادية وهذا يتطلب شعب منتج ويسعى إلى تطوير إنتاجه. و يالحظ املؤلف أن ليبيا تختلف عن تلك الدول النفطية من حيث أنها ال توجد فيها ساللة تاريخية حاكمة. غير أن املؤلف يعود فيقول أن سجله حلياة الليبيني وأفكارهم وتكيفهم مع األوضاع السياسية ملجتمعهم يف سبعينيات القرن العشرين ليس فقط انعكاسا لطبيعة االقتصاد النفطي لبالدهم وإمنا أيضا على حقيقة أن احلياة السياسية ال تعتمد فقط على القدرة على اتخاذ القرارات السياسية وإمنا أيضا على القدرة على تنفيذ هذه القرارات واإلصرار على هذا التنفيذ.و ملا كانت الكوادر املحلية هي يف األصل جزءا من مجتمعها املحلي: بناء ووظيفة ومن حيث الواقع واآلمال فإن هذا يجعل الكوادر املحلية يف وضع معارض أحيانا لقرارات السلطة املركزية عندما تتعارض تلك القرارات مع مصالح الناس أو يرونها كذلك يف مجتمعهم 254

255 قراءة يف كتاب: السياسة الليبية: القبيلة واثلورة املحلي و هذا يف رأي املؤلف يفسر طبيعة سياسات احلكومة الثورية يف ليبيا سبعينيات القرن املاضي خاصة من ناحية النجاح و الفشل و الشفافية املتعلقة بتلك السياسات. رمبا ال يعرف الكثير من الليبيني أن بالدهم ليبيا قد ولدت من رحم املستحيل تاريخيا و سياسيا وجغرافيا. لذلك رأينا أن نختم هذه القراءة لكتاب السياسة الليبية: القبيلة والثورة يف سبعينيات القرن املاضي باملناقشة احليوية التي قام بها املؤلف وهو يتتبع جذور الوطن والوطنية الليبية وانتماء الليبيني لليبيا كوطن لهم جميعا. لقد أشاد املؤلف بالبداية التي بدأت ليبيا بها حياتها كدولة مند والدتها واستقاللها يف العام 1952 م على الرغم أن املؤلف يقول يف نفس الوقت أن الليبيني يفتقرون إلى رمز كبير يلتفون جميعا حوله ويكون مصدر إلهام لهم مثل ذلك الرمز الذي كان وراء املقاومة الهيلينية لألتراك. و يستطرد املؤلف ليقول أن هناك من الليبيني من يتهم السياسة العثمانية القدمية بكبت املشاعر الوطنية لليبيني وجتاهل طموحاتهم يف أن يكون لهم وطن واحد غير أن املؤلف يرى يف هذا مجرد نوع من املفارقة التاريخية. صحيح أن الناس يف املدن كانوا ميارسون السياسة وأن بعضهم رفض التدخل العثماني يف بالدهم يف ذلك الوقت ولكن هناك أيضا فريق آخر منهم كان محسوب على األيديولوجية والسياسة العثمانية أو على األقل حسب املصالح واملنافع واألضرار التي تنولهم من السياسة العثمانية. واعتبر املؤلف قتال قوات برقة حتت الزعامة السنوسية لفرنسا يف تشاد ومنعها من التمدد شماال من اإلرهاصات األولى ملشاعر الوطنية الليبية على الرغم من مالحظته للطابع الديني لتلك الهبة لقوات برقة. ويشير املؤلف إلى أن ذلك الطابع الديني ظل موجودا حتى بعد حتول احلركة السنوسية الدينية إلى حركة سياسية على يد حفيد مؤسس تلك احلركة وهو السيد محمد إدريس املهدي السنوسي الذي تولى مقاليد احلركة السنوسية منذ 1918 م ليصبح بعد ذلك ملكا لليبيا باسم إدريس األول. ويشير املؤلف أيضا يف هذا السياق إلى أهمية حرب الليبيني املريرة ضد االستعمار االيطالي يف تنمية و جتدر املشاعر الوطنية بني الليبيني على الرغم أن بعض دوافع هذه احلرب يف رأي املؤلف كانت دينية وقبلية. كما يشير املؤلف يف هذا السياق إلى إعالن اجلمهورية الطرابلسية يف العام 1918 م على أسس وطنية وليس قبلية. وأخيرا يسجل املؤلف )البروفيسور جون ديفز( أن الليبيني قد جنحوا بعد استقالل بالدهم ليبيا وحتديدا يف ستينيات القرن العشرين املنصرم يف خلق مؤسسات تعبر عن أفكارهم ومشاعرهم املشتركة على 255

256 اجلاميع جملة علمية حمكمة 23 بساطتها واملستمدة يف األصل من وحدة معاناتهم. لذلك يقول املؤلف أنه من املضحك وغير املعقول القول بأن الليبيني ليس لهم وطنية و انتماء لوطنهم ليبيا حتى يف حالة التطلع إلى فضاءات أكبر ألسباب مختلفة. كلمة أخيرة ذكرها املؤلف يف آخر مقدمة هذا الكتاب هي أن تكاليف هذا املشروع العلمي بحثا وكتابا كانت يف حدود جنيه إسترليني جاء أكثر من نصف هذا املبلغ من الرواتب التي كان يتقاضاها املؤلف من عمله أستاذا يف جامعة كنت البريطانية وباقي املبلغ جاء من مدخرات املؤلف و من اجلامعات ومراكز البحث العلمي يف بريطانيا وأوروبا. لذلك لم ينس أن يسجل شكره لهم جميعا وكذلك لليبيني الذين تعاونوا معه و ساعدوه خالل دراسته احلقلية وللذين ساعدوه يف صناعة هذا الكتاب من كم هائل من املعلومات و البيانات و املالحظات واملشاهدات األولية و أخيرا للذين بذلوا معه جهودهم العلمية يف حتسني هذا الكتاب. 256

257 Vocational Rehabilitation Outcomes and Costs Changing World. (Lawrence Erlbaum, Hillsdale). 5.Park, C. (1993)., Contemporary Engineering Economics. (Addison- Wesley Publishing Company, Inc.). 6.Vocational Rehabilitation Act of Public Law , 93 rd Congress, H.R. 8070, September 26, White, B., The Right to Have a Job. A Straightforward Guide to Canada s Employment-Related Programs for Disabilities, David, D. etl,. The Effects of Vocational Rehabilitation for People with Mental Illness. Unpublished manuscript. 9.Aakvik, A., Heckman, J. and Vytlacil, E. (2005). Estimating Treatment Effects For Discrete Outcomes When Responses To Treatment Vary: An Application to Norwegian Vocational Rehabilitation Programs. Journal of Econometrics. 10.Ashenfelter, Orley (1978). Estimating the Effect of Training Programs on Earnings. Review of Economics and Statistics. 60: Bratberg, E., A. Grasdal, and A. Risa. (2002). Evaluating Social Policy by Experimental and Non-experimental Methods. Scandinavian Journal of Economics. 104(1): Hanushek, E., Kain, J., and Rivkin, S. (2002). Inferring Program Effects for Special Populations: Does Special Education Raise Achievement for Students with Disabilities? Review of Economics and Statistics. 84(4): Imbens, Guido and Jerrey Wooldridge (2009). Recent Developments in the Econometrics of Program Evaluation. Journal of Economic Literature. 47(1): 5n Wilhelm, S. and Robinson, J. (2010). Utah State Office of Rehabilitation Economic Impact Study. The University of Utah Center for Public Policy and Administration. 15.* Analyzed data was provided to the author by a US organization with the condition of not to release the name of the provider. * The presented data in this study was prepared by a US organization through the Industrial Engineering Department, University of Windsor, Windsor, Ontario, Canada. * مت إعداد البيانات املستخدمة في هذه الدراسة من قبل أحد املؤسسات بالواليات املتحدة األمريكية عن طريق قسم الهندسة الصناعية بجامعة وندزور الكندية مبدينة وندزور اونتاريو بكندا. 59

258 AL-JAMEAI Academic journal -23- disabilities. This might reverse the general conclusion that mental patients have higher benefit-cost ratios than patients with physical disabilities. Third: The estimating models would have been greatly improved if information concerning the severity of the clients disabilities were available. It would appear that this is a dominating factor in the client s probability of being rehabilitated. It is likely also to be important in the amount of expenditure made on any given client. Information concerning both the severity of a client s disability and the nature of his or her life experiences would increase the predictive value of the estimating models. It is interesting to note that the use of coded variables makes it possible to include variables like severity of disability without its having to be continuous in form. The general conclusions of this analysis, with all its limitations are quite clear. Vocational rehabilitation programs represent a good investment for the public and for the individual who receives the services. It should be emphasized once again that economic returns accounted for in the developed equations do not take into account many of the social and individual benefits which very likely are associated with vocational rehabilitation. In addition, it suggests reasons for continuing the program even if the economic returns are very low or even negative. For example, social services agencies might decide to provide people with artificial limbs because it is believed that everyone should have the use of all of his or her faculties whether or not he or she is ever involved in a productive job. Therefore, economic and marginal analysis alone can never determine proper policy decisions, but the information which accrues from such analysis is vital and necessary for rational decisions in governments. References 1. Emanuel, M., Least Squares Analysis of Economic Survey Data. Proceedings of the Business and Economic Statistics Session. American Statistical Association, Grandjean, E., (1988). Fitting the Task to Man, 4 th edition (Taylor & Francis, London). 3.Grigge, C.M., Holtmann, A.G., and Martin, P.Y., (1970). Vocational Rehabilitation for the Disadvantaged. (Health Lexington Books). 4.Nickerson, R., (1993)., Looking Ahead: Human Factors Challenges in a 58

259 Vocational Rehabilitation Outcomes and Costs hoped that this study will both point out those areas in which such efforts were successful and encourage the expansion of rehabilitation programs where their chances for success appear to be good. The Economic Aspect The economic model for estimating the costs and benefits from vocational rehabilitation might best be described as a preface to planning in this area of social investment. Further gains in efficient project evaluation in this area can best be achieved through a continuing effort to obtain better data concerning the clients in these programs. There are a number of ways in which the data used in this analysis could be improved: First: It would be useful to know what had happened to those cases which were still active at the time the projects were terminated. This could substantially influence the conclusions concerning the efficiency of the program. For example, when only the closed cases are considered, the rehabilitation rate for clients accepted into the program is really quite high. If this rehabilitation rate held for those still active in the program, it would be a supporting factor for continuing the program. Of course, the analysis does not suggest that the clients who are still active in the program were those who entered the program later than those who had completed the program when the investigation ended. In any case it would be desirable to know something about the disposition of those still active in the program. Second: It would be useful to know the influence of vocational rehabilitation over the entire life span of the client. This would be an expensive procedure and might not be worth the expenditure. However, information concerning the future aspects and effects of vocational rehabilitation would be quite helpful in evaluating the program. Such information would tell us whether increases in earnings are maintained over an individual s entire life or whether further investments are necessary to maintain the individual in the labour force. This might not change the general conclusions about the utility of the program, but might change the general attitudes concerning the type of client that is best suited for vocational rehabilitation. For example, mental patients may have shorter periods of successful rehabilitation than patients with physical 57

260 AL-JAMEAI Academic journal -23- goal of vocational rehabilitation is to provide successful employment for the physically challenged to be able to obtain some sort of employment. 7 This is all done in parallel with the new and continually amended laws which require more and more employment of the physically challenged. As such, the Vocational Rehabilitation Act of 1973 requires employers with more than $2,500 contracts to take affirmative action to employ and advance in employment qualified handicapped individuals. 6 Therefore, different arrangements need to be done regarding such people with disabilities these are classified as follows: 1.Job design. 2.Job redesign. 3.Job analysis. 4.Job accommodation. 5.Job appraisal. 6.Work measurements. 7.Work simplification. 8.Tooling. 9.Task analysis. In the rehabilitation process, a recommendation is made that more services in the area of job training and re-training be given to the clients. One of the study s conclusions is that being poor and having a physical disability means something quite different for the black and Hispanic than it does for the Caucasian. In many cases among the Caucasians, physical or mental restoration is the crucial factor and re-entering the labour market is relatively easy once the disabling conditions are corrected. However, among the black and Hispanic disabled public assistance clients, while physical or mental disabilities are crucial factors, equally important is the training or retraining which is necessary to place them in positions to accept jobs in the labour market. It is this subtle distinction which is not fully recognized (or at least it appears that it is not recognized) by the rehabilitation counselor. This is the basis for the suggestion for the increased utilization and provision of evaluative services in the early phase of selection and of training, and related services during the rehabilitation process. At this time, it appears reasonable to conclude that the vocational rehabilitation projects described in this study made an important and effective attempt to identify and cope with the disabilities of poverty in society. It is 56

261 55 Vocational Rehabilitation Outcomes and Costs rehabilitation. It is of great hazard to impute a rational process to a program on the basis of regression results. Interpretations should not be made on the basis of a model which explains such moderately small amount of the total variation. Nevertheless, the general relationship of expenditures to the characteristics of the sample does seem to suggest the conclusions drawn above. Future Concerns It is a matter of fact that, for people with moderate or severe disabilities, it can cost more to work than they earn. So work is not worthwhile for them. People with disabilities face extra costs while working for things such as special equipment and therapy. They don t get this money back. They don t earn any extra money either. There was bias regarding type of disability, because vocational rehabilitation programs were traditionally designed to care for people with physical disabilities. This is not to criticize such programs, but to point out to the existing fact so that possible alterations may be considered. The trends indicated by the analysis seem to suggest bias against blacks, but one should point out to the fact that vocational rehabilitation agencies were not really prepared for people whose most pressing needs were job training, lack of motivation, loss of hope, etc. Which were likely the true disability of many of the black referrals. Finally: 1.For future research, severity of the disability needs to be identified so that results are more meaningful. 2.Above all, one must not just look at the monetary fulfillment of rehabilitation received by employee and employer. One must also look at the personal fulfillment from contributing to society at large. Conclusions High number of workplace injuries reported results in high number of work days lost, which necessitate use of such cost predicting models. Also, budgets are always in short and prior knowledge related to rehabilitation cost is very useful. Model can be used to identify areas with high rehabilitation costs, so that proper safety measures can be incorporated. Since the main

262 AL-JAMEAI Academic journal -23- facts are related to the rehabilitation outcome of each of the four PA categories, it is surprising that AFDC once again had the best rates. The group of clients who were allowed into the projects regardless of their apparent feasibility for benefiting from services had the highest proportion closed as rehabilitated. As a result one can see that for a case of a client being male had a strong positive influence on client expenditures. As an explanation, if the rehabilitation agency expects a higher return from the male population given the fact that higher return from the male population given the fact that men earn more in the labour-market, then such influence maybe justifiable. But it can be argued that such an influence has been fading away, since more of the other sex (females) are taking over more and more jobs in the labour market especially in the recent years. Higher expenditures were also seen on clients with higher education levels. The reasons maybe due to the fact that those with higher education levels are able to be retrained due to their general abilities in reading, writing, mathematics, and communications skills. 3 The involved training maybe very expensive, and the fact that those with more education earn more may have motivated the greater expenditures. The general negative influence of the client s type of disability is difficult to explain, since disability maybe related to some other factors that has a negative influence on expenditures and that this factor maybe a proxy for a variable not specified in the developed equation. This is true since the information available does not contain the severity of the disability. While clearly significant relation between age and expenditure amounts, the negative sign after the age of fifty may indicate that programs may have been less likely to make expenditures on those with little remaining time before retirement. Both Caucasians and blacks had significantly higher expenditures than for the Hispanics and others. This may have been due to the fact that Hispanics are very likely to be in rehabilitation projects that have a lower than average expenditure for all clients. The huge amounts spent on recipients of different types of public assistance, welfare, and different types of assistance may reflect the seriousness of these disabilities. It may also have been due to the pressure felt due to the presence of dependents. The high expenditures maybe justified as a means of reducing public aid given in the future (ie. after rehabilitation). The presence of a spouse is not significantly influential, but the negative sign may suggest that clients with someone to care for them needed less for 54

263 Vocational Rehabilitation Outcomes and Costs probability is to be computed for individuals in each age category, and this probability is then multiplied by the benefits computed in equation 4. The regression model described above has several advantages in estimating expected costs and benefits associated with a rehabilitation program: First, it allows for the estimation of costs and benefits, controlling for a large number of characteristics. Second, the model allows the presentation of results rather compactly in several regression equations, thus making it possible for the analyst to generate any number of cost-benefit relationships. Even though the reliability of the estimates obtained by use of this model is somewhat limited by problems which are inherent in the technique such as the additivity assumption, it still appears that the merits of this technique far outweigh the limitations for the purpose in mind. Discussions The results of this study indicate that disabled public assistance clients indeed profit from vocational rehabilitation. One out of three of the referrals from public welfare was accepted for vocational rehabilitation services. At the end of the project, 66 per cent of the closed cases were closed with the status of rehabilitated. Approximately one of three of the clients accepted for rehabilitation services was still active at the end of the program. In this group, over 55 per cent of the clients had been admitted during the last year of the program. Although the program was considerably highly successful, there are some suggestions which could increase the effectiveness and broaden the base so that a higher proportion of disabled public assistance clients could be accepted into such a program. It is suggested that more public assistance applicants and/ or recipients would be accepted into such program if more extensive use was made of diagnostic and evaluative services during referral and if additional attention was paid by the categories of public assistance status (No PA, GA, AFDC, and APTD). AFDC clients received more councilor interviews during referral than did clients in the other three groups. Their acceptance rate was the highest of the four categories and their screening process were least discriminating. That is, AFDC clients tended to be accepted for project services regardless of age, education, and occupational levels. When these 53

264 AL-JAMEAI Academic journal -23- c.initial interview to plan start. d.plan start to plan completion. e.plan completion to return to work date. f.total medical evaluation. g.total vocational rehabilitation length. Having provided such data, the benefits that will accrue to an individual entering the program can be estimated. These benefits may continue over the individual s whole life, but it is not known for certain whether these benefits from treatment will remain constant over time. However, in this study constant benefits are assumed. Other assumptions can be made but at the expense of making the computations more difficult. Therefore, the present value of all future benefits attributable to treatment can be calculated with the following equation: B v = B t ([(1+r) t -1)]/[r (1+r) t ])(6) Where B v is the value of all benefits from treatment; B t is the constant benefit over all future periods t; r is the discount rate and {[(1+r) t -1)]/[r(1+r) t ]} is the formula for computing the present value of a constant benefit stream accruing over t years. Equation 6 follows from the fact that the present value of future income is the sum of a series. Let S n be the present value of the future incremental income due to rehabilitation and let the worklife of an individual be t years, then: S n = B t {[1/(1+r)]+[1/(1+r) [1/(1+r) t ]}(7) Multiplying both sides of the equation (7) by (1+r) gives: (1+r) S n = B t {1+[1/(1+r)] +. + [1/(1+r) t-1 ]}(8) Subtracting (7) from (8) gives: S n = B t {[(1+r) t -1]/[r(1+r) t ]}(9) These value-benefits from treatment will eventually be used to compare the costs and benefits of the rehabilitation program. To adjust for the fact that people may not live to receive program benefits, an average survival 52

265 Vocational Rehabilitation Outcomes and Costs rehabilitation service and spend it on another type results in a lower return from that dollar. Once the equality is attained, no future reallocation of resources will add to total profits. It is now possible to incorporate the model for the costs and benefits analysis of rehabilitation with the rule for efficient allocation of funds among different types of vocational rehabilitation clients. It thus can be stated that a given rehabilitation center will have allocated its budget efficiently when: [ [W nb *(1+r) a ]]/[K b ] = [ W nz *(1+r) a ]/[K c ] =..= [ W nz *(1+r) a ]/[K z ] (5) Where: K b K z are the additional costs of rehabilitating an additional client with characteristics b...z; W nb.w nz is the next expected future return during all future periods n for individuals with characteristics b.z; a is the clients present age; and r is the discount rate. Because the clients age is one of the characteristics in the equation, any two ratios could be used to compare people of different ages. If the optimum size of the budget, rather than the allocation of a fixed budget, is of concern here, then given certain assumptions about the market structure (that it is in competitive equilibrium and there are no external effects present), then it is wanted to increase the budget as long as the ratios in equation 4 are greater than one. That is, expenditures should be increased as long as marginal benefits are greater than marginal costs. Vocational Rehabilitation Benefits in Future Periods In order to estimate the benefits from the rehabilitation of injured workers and those receiving public assistance, data is needed which would include the following parameters: 1.Clients rehabilitation status when leaving the program. 2.Income before and after leaving the program. 3.Type of injury. 4.Different time service frames: a.date of injury to 90-day benefit call. b.90-day benefit call to initial interviews. 51

266 AL-JAMEAI Academic journal -23- Where A n is the public assistance payments for all future periods n; and all other symbols are the same as in equation 2. If the benefits from rehabilitation exceed the costs and provided that the discount rate reflects the opportunity cost of other investment in vocational rehabilitation should provide a potential gain in welfare for a competitive market economy. In the event that the assumption of competitive economy is fairly realistic and given a mechanism for distributing costs and benefits properly, it is equation 2 that should be relied upon as a guide to the gains from rehabilitation. This conclusion should hold equally as well as for individuals as for the society. For if rehabilitation programs have the effect of increasing society s wealth, then there should be enough fiscal gains to reimburse any individuals who endure the cost of the program. Marginal Analysis Resource Allocation for Different Types of Rehabilitation Marginal analysis5 is used here to decide the resource allocation for different types of rehabilitation programs. Before allocating resource to different vocational rehabilitation programs, two points are of great concern: 1.How vocational rehabilitation agencies allocate given budgets for providing services to different types of persons with various disabilities. 2.How is it determined whether budgets should be increased or decreased. Before offering any answers, the following assumptions need to be made: i.vocational rehabilitation agencies are trying to allocate budgets so as to achieve optimum economic. ii.marginal costs of rehabilitation increases as additional persons with the same characteristics are rehabilitated. So for equilibrium, agencies will allocate budgets to maximize revenue when the marginal costs are equal for each different type of client. MB 1 /MC 1 = MB 2 /MC 2 =. = MB n /MC n (4) Equation 4 states that economic returns (or profits) to be at a maximum for any given budget, the extra revenue per dollar spent must be equal when profits are maximized. Since marginal revenue functions are either decreasing or constant and marginal cost functions are increasing, the equality of the marginal ratios implies that to take an extra dollar away from one type of 50

267 Vocational Rehabilitation Outcomes and Costs result from the fact that there is no physical asset which the lending institution can consider as collateral. These factors would not be limitations if state or federal governments were undertaking the investment. Imperfections in the capital markets, then, are often cited as reasons for substituting government investment in human capital for individual investments. Such considerations have no doubt had an influence on society s decisions to provide public education, public vocational rehabilitation, and other types of services. Furthermore, there may be a disparity between the benefits and costs which the individual would consider and those which society would consider. For example, vocational rehabilitation might have an indirect effect of reducing the crime rate because fewer individuals would have to resort to illegal means for earning a living. Such benefits would be considered by society, although they might be ignored by individuals. 3 Rehabilitation and Public Assistance Since the Workers Compensation Board (WCB) and other public assistance institutions offer assistance funds to various categories of injured and disabled persons, an evaluation of the consequences of losing their public assistance or WCB funds needs to be done for those considered for vocational rehabilitation programs. The institutional arrangements of society often have effects which are perceived by individuals in one way and by society in another. Persons on public assistance who are considering whether to participate in vocational rehabilitation programs must evaluate the consequences of losing their welfare payments in the event that they become successfully rehabilitated. Society, on the other hand, is not faced with such an evaluation. When public assistance payments are made by society, more wealth is not created; it is merely redistributed among different members of the society. Society s decisions, then, regarding the costs and benefits of rehabilitating public assistance recipients can be conceptualized in terms of equation 2 which was shown earlier. Decisions by individuals, however, are based on a more complex pattern of considerations. Assuming that everything else in equation 2 remains the same(for the individual as for the society), the following equation is presented which incorporates the individual s costs of the possible loss of his or her public assistance payments: K 0 + [(A n )/ (1+r) n ] [(W an -W n )/(1+r) n ](3) 49

268 AL-JAMEAI Academic journal -23- investment (wage increase) is higher than the vocational rehabilitation costs, and so the following relationship will decide whether the investment is made or otherwise. K 0 [(W a1 -W 1 )/(1+r)]+[( W a1 -W 2 )/( 1+r) 2 ]+ +[( W an -W n )/( 1+r) n ](1) K 0 [[( W an -W n )]/[( 1+r) n ]](2) Where: K 0 = Cost of the vocational rehabilitation. W n = Wages before rehabilitation at any future age n. W an = Wages after rehabilitation at any future age n. r = Discount rate. The inequality above doesn t take into consideration the fact that individuals don t know their future wages with certainty due to several factors such as: unemployment, probability of death, possible future recessions, and future disabilities. Such factors may be incorporated into the relationship, but would make things far more complicated and hence results be more vulnerable to errors. Therefore, the assumption here is that future wages and periods of unemployment are known. The sum of the discounted future increment in wages attributable to rehabilitation is the present worth value (or worth) of that income stream given the discount rate. Future incomes must be discounted because a dollar paid at some future date is worth less than a dollar in one year at a positive interest rate. 5 In any case, the individual s incentive to invest in vocational rehabilitation is greater the lower the discount rate, the higher the incremental benefits from rehabilitation, and the lower the cost of rehabilitation. If the individuals lived in a perfectly competitive market economy and if they had complete knowledge, then investment in rehabilitation would continue until the marginal gain from rehabilitation was just equal to the marginal cost in equilibrium. The equality in the equation would then hold for the marginal investment in rehabilitation and the discount rate would be equal to market rate interest. Of course, perfectly competitive markets are not easy to find or guarantee. Imperfections in the capital market may prevent individuals from obtaining funds or make the cost of funds very high for individual investment. This could result from the fact that there is no physical asset which the lending institution can consider as collateral. These factors would not be limitations if state or federal governments were undertaking the investment. This could 48

269 Vocational Rehabilitation Outcomes and Costs < 8 0 None 0 Present (72.79) (92.52) General (119.36) (87.37) AFDC (76.71) (95.22) APTD (118.44) > (177.31) AB,OAA,MAA 1,112.95(410.65) Not present 0 Two or More Types 5.54(176.61) Table-IV Adjustment Factors for Y 1 Y 1 F 10 (Y 1 ) < (50.53) (29.40) (29.61) (61.27) (144.44) > (470.64) Vocational Rehabilitation as an Investment Here vocational rehabilitation is considered as investment in human resources. 3,9,10,11 It is considered as such because future earning can be compared to the costs of vocational rehabilitation 4,14. In this way capital invested resembles machine investment with differences, 2,10 such as satisfaction and self content that the rehabilitated person feels which cannot be included or quantified in this economic analysis. However, they are to be kept in mind once such analysis are made. Many components of the vocational rehabilitation makes it possible for such analysis are made. Many components of the vocational makes it possible for such economic analysis since it is concerned with returning injured persons to productive jobs in society. Therefore, the vocational rehabilitation model is viewed as a private investment. 3 The investment will be made so long as the return from the 47

270 AL-JAMEAI Academic journal -23- errors of the residuals, and the term F 10 (Y 1 ) is the mean of the residuals for each expected value. As can be seen the residuals are correlated to the predicted values of the dependent variable and that adjusting the predicted value of the dependent variable will improve the estimate when the predicted values are below 600. Again this is important since the additivity assumption was introduced. Table-III Regression Coefficients. Costs of Project Treatment for Clients who were Successfully Rehabilitated Type of disability F 11 Age F 12 Not otherwise classified 0 Under 24 0 Physical Impairment (86.36) (125.50) Visual, Speech, or Hearing (137.6) (123.26) Mental (101.0) (128.27) Arthritis, Diabetes, Epilepsy, Hernia (124.37) (130.24) Cardiac, TB or Pulmonary (113.06) (136.29) (156.68) > (209.92) No Response (288.66) Gender F 13 Race F 14 Male (75.80) Caucasian (115.8) Female 0 Black (119.26) Year of Education Hispanic/ Other Public Aid F 16 Presence of Spouse 0 F 17 46

271 Vocational Rehabilitation Outcomes and Costs specified services. One category of costs, maintenance, may lead to some minor overstatement of the true cost of treatment. Actually, maintenance expenditures included some items like transportation expenses that were cost associated with rehabilitation. However, other costs such as living expenses should have been excluded. The 690 clients who were considered to be rehabilitated had an average treatment cost of $580, where the cost for those considered as not rehabilitated was $512. Expenditures for the rehabilitated group ranged from zero to nearly $7,500 versus a range from zero to $10,000 for the not-rehabilitated group. This large variation in cost expenditure is likely to be expected in such a program with greatly versatile service ranging from a hernia operation to the provision of expensive prosthetic devices, tools and job training. Total Cost of Rehabilitation Regression results are shown in Table-III reflect the total costs of vocational rehabilitation for clients who completed treatment. The figures in the table represent the amounts of money spent on treatment associated with that particular variable. The figures in parenthesis represent the standard errors of the parameter. These figures can be used to judge the significance of differences between the given regression coefficient and the basis variable whose value in each of the seventeen sets of coded variables is zero. The resulting equation for finding the costs of rehabilitation is: Y 1 = F 11 X 11 + F 12 X 12 + F 13 X 13 + F 14 X F 17 X 17 Multiple correlation coefficient = Standard error of the estimate = Where Y 1 is the expected costs of rehabilitation services and F 11.. F 17 are the amounts of money associated with the various client characteristics as can be seen from Table-I. The equation used for obtaining Y has to be adjusted due to possibilities of negative cost estimates which may result as a result of the summing of different coefficients. The following adjustment is made: Y 1 = Y 1 + F 12 (Y 1 ) The estimated rehabilitation cost is adjusted due to the fact that some estimates values may show negatives. This may result due to the assumption made earlier that the regression coefficient maybe added. Therefore, the following equation is used: Y 1 = Y 1 + F 10 (Y 1 ) Where Y 1 is obtained by first calculating Y 1 from the regression equation and adding the correction term F 10 (Y 1 ), which is given in Table-IV. The numbers given in parenthesis in the following table represent the standard 45

272 AL-JAMEAI Academic journal -23- Relationship between Different Factors and Rehabilitation As explained earlier, if a characteristic was present it was assigned 1 otherwise 0 was given. Table II contains 51 coded variables on which a stepwise regression analysis was conducted. All variables included were considered independent, except rehabilitation. The table shows the coefficient of partial determination for each of the eighteen independent factors with respect to rehabilitation. R 2 of was obtained which means that the variables included explained 63.3% of the variation in the dependent factor, rehabilitation. R 2 and all independent variables are significant at the 0.05 level, expect the factors race-ethnic group and education. Regression Analysis with Coded Variables A linear regression model was used where all variables considered were coded with 1 or 0 depending on whether or not an observation was exhibited that particular characteristic. Continuous factors were divided into different categories. Each category was considered to be a separate variable, and each observation was coded with 1 if the given characteristic was present or 0 otherwise. Then a regression equation was fit to the variables in their coded form. Since the dependent variable is the cost of rehabilitation, the regression coefficients would give the average total rehabilitation costs for individuals with selected characteristics, with all other variables held constant. If the cost found is considered to be the cost of a given characteristic, then it is feasible to add regression coefficient to obtain the average total cost for a person with a set of defined characteristics 1, and is generally given by: Y = a + b 1 X 1 + b 2 X 2 + b 3 X u Where b s are the multiple regression coefficients and u is the error term. Each regression coefficient measures the net effect of being in each category as compared to the category is constrained to be 0. That is, b 1 would measure the costs of rehabilitation associated with being male as opposed to being female. The influence of being female, Caucasian, and having more than eight years of education is contained in the intercept a. Therefore, the average total cost for an individual with any given combination of characteristics can be determined. Treatment Cost The cost of vocational rehabilitation include diagnostic services, surgery and treatment, prosthetic appliances, hospitalization, training and retraining materials, maintenance, tools, licenses and equipment, and other non- 44

273 Vocational Rehabilitation Outcomes and Costs X 14 X 15 Interviews with Person, Family, Employer by V.R. During Referral Money Spent to Assess Rehabilitation X 16 Psychological Evaluation X 17 Evaluative Service X 18 Any Kind of Evaluative Services (Medical Exams, Psychological) with & without Cost Where n = 7100 R 2 = R = Prior Acceptance of Disability Type of public assistance explained a very little variance in rehabilitation acceptance which was not explained by other factors. This does not imply that type of public assistance was unimportant in the selection process. It actually suggests that various characteristics the clients other than type of public assistance received were more important with respect to acceptance than public assistance. Types of Disability The second largest contributing factor in explaining the variation in the dependent variable was type of disability. 6.7% contribution to the total R 2 for acceptance was due to the type of disability as well as whether or not a secondary disability was present. There is considerable amount of bias for acceptance for persons with particular types of disabilities, the least likely for acceptance being psychosis, arthritis, cardiac, tuberculosis, and not otherwise classified disorders. Evaluative Services: The largest group of factors that contributed to R 2 the most was evaluation services. The factor representing two or more counselor interviews with the client and one or more with family member(s), employers, and other resource personnel during referral, explained the most variation in the total R 2 of any of the independent factors. As can be seen, if a person received no evaluation services, including psychological, and medical, then no acceptance of such a person is very likely. As can be seen 7.6% of the total variation in the dependent variable was due to evaluative services of all kinds. 43

274 AL-JAMEAI Academic journal -23- most important of these factors was age explaining 2.6 %. Sex was not too important, since it only explained only 1.8%. When all three factors were combined they explained only 4.6% of the total variation in acceptance into rehabilitation projects. Skills and Work History These include education, occupation, and work history. They explained 4.5% of the variation in acceptance into rehabilitation projects. The most important one was occupation explaining 2.5%. Work history, either as a part time or full time contributed very little to R 2. (See Table-II). Table-II Represents the Coefficients of Partial Determination for each of Seventeen Independent Factors which were Utilized to Account for Acceptance into the Rehabilitation Projects Coefficient Variable Characteristics of Partial Determination F - Test X 2 Race-Ethnic Group X 3 Sex X 4 Age X 2, X 3, X 4 Race-Ethnic Group, Sex & Age X 5 Education X 6 Occupation X 7 Employment X 5, X 6, X 7 Education, Occupation, & Employment X 8 Prior V.R. Referral X 9 Prior P.A. Receipt X 10 Part-Time Work in Past Year X 11 Full Time-Work Last Year X 12 X 13 All Types of Public Assistance Received at Referral All Types of Disability of Referred Clients

275 Vocational Rehabilitation Outcomes and Costs Yes V 1 0 Yes No No Work Record During Last Year Some ( 1 Week) Full Time W1 1 0 Yes No Part Time W2 1 0 Yes No A multiple regression analysis was conducted on the resulting coded variables. Y = b+a 1 * A 1 +a 2 * A d 1 * D 1 + d 2 * D W 1 W 2 As a result each coded variable was estimated, these represent cell means where the cells are defined by the specified steps in the explanatory factors. A multiple regression of the dependent factor Y on all coded variables gives a calculated value of Y, for any given X (i.e. an estimate of the conditional probability of Y given X). 1 R 2 (coefficient of multiple determination), or the total variation in the dependent variable which is explained by all the independent factors. R A 2 = (R A2 -R B2 ) / (1-R B2 ) Where: R A 2 = Coefficient of multiple determination for the equation that includes factor A (eg. Age.) R B2 = Coefficient of multiple determination for the equation before the factors representing factor A were added. Discussion of Regression Outcomes Demographic Factors The most important of these factors was the race-ethnic group, which explained about 3.4%of the variation into project acceptance. The second 41

276 AL-JAMEAI Academic journal -23- Evaluation Service Received Evaluation Service Received with and/or Without Cost With Cost to Rehab. Center C1 1 0 Yes With Cost to Workshop C2 1 0 Yes With Cost to other Sources C3 1 0 Yes From Rehab. Center C1 1 0 Yes No From Workshop C2 1 0 Yes No From Other Sources C3 1 0 Yes No No No No Some Cost to V.R. for Referral Evaluation Service T 1 0 Yes No Psychological Evaluation During Referral Yes X 1 0 Yes No No Prior Referral to V.R. in Last 4 RS 40

277 Vocational Rehabilitation Outcomes and Costs Type of Public Assistance Received at Referral Twoor More Types None 1 0 None U1 1 0 General Assistance only U2 1 0 Receiving AFDC U3 1 0 Receiving APTD U4 1 0 Receiving OAA,MAA or AID to Blind U5 1 0 PA Prior to Application Yes P1 1 0 No No. of YRS Since Last Full-Time Employment Never Employed < 1 M Years M Years M Years M4 1 0 Unknown Employment History M5 1 0 No Response M6 1 0 V.R. Interviews With Client 2 or More With Family 1 or More With Employer 1 or More With Other Placement Source (1 or More)

278 AL-JAMEAI Academic journal -23- Gender No Response A9 1 0 Race - Ethnic Group Education Female None Male S1 1 0 Hispanic/Native/Other None Caucasian R1 1 0 Black R None 08 E E E E4 1 0 No Response E5 1 0 Major Occupation for Past 5 Years Unskilled None House Wife O1 1 0 Professional, Semiprofessional, Technical O2 1 0 Sales & Clerical O3 1 0 Service Occupation O4 1 0 Agriculture, Farming, Fishing & Forestry O5 1 0 Skilled Occupation O6 1 0 No Responseto Occupation O

279 Definition of Coded Variable Vocational Rehabilitation Outcomes and Costs Table-I Lists The Different Coded Variables Variable Values Symbol Values International Accepted V.R. Yes Y 1 Disability Type No 0 Speech Hearing or Visual None Physical Deformity D1 1 0 Arthritis, Diabetes, Epilepsy, Hernia D2 1 0 Cardiac D3 1 0 Psychosis, Migraine & Alcohol, personality disorders Not otherwise Classified (ulcers) D4 1 0 D5 1 0 No Response D6 1 0 Pregnancy D7 1 0 Age None A A A A A A A A

280 AL-JAMEAI Academic journal -23- applicants with regard to acceptance into projects. 2.Skills and Work History Education, occupation, number of years since last full time employment, and the number of weeks worked in past year (either as a part time or full time) were included, and are considered important, because they reflect some of the clients attributes associated with poverty conditions and total accumulated skills. 3.Prior Recognition of Disability The study presented considered prior recognition of disability as an indicator of society s previous recognition of client dependence and/or disability (indicated by prior referral to vocational rehabilitation agency). 4.Receipt of Public Assistance Prior to Referral One in four of the project referrals had received some type of public assistance prior to their most recent opening as a client of public assistance. Which means that they had been at least once before, on public assistance rolls. 5. Prior Referral to Vocational Rehabilitation Only 15% of the clients had been referred to vocational rehabilitation previously (ie. within four years prior to referral). It is interesting to note that the persons having the least chances for acceptance by vocational rehabilitation projects were those who previously had been considered as not rehabilitated. Types of Public Assistance Received by Clients at Referral 1.APTD; aid to the partially and totally disabled. 2.AFDC; aid to families with dependent children. 3.AFDC-U; aid to families with dependent children, with father unemployed. 4.GA; general assistance. 5.AB; aid to the blind. 6.OAA; old age assistance. 7.MAA; medical aid to the aged. 8.NO PA; no public assistance. W 36

281 Vocational Rehabilitation Outcomes and Costs Assessment of the Different Factors Related to Acceptance into the V.R. Program To analyze the effects of the different factors involved (eg. sex, race, education,.) on the chances of being selected into the vocational rehabilitation projects, multiple regression analysis was used. Each factor was converted into one or several coded variables, which take the values of 1 or 0. This implies that every category of a factor becomes a separate variable itself and allows one to assess the total effects of the independent factors on the dependent one. The factors involved may not necessarily be linear in form(eg. age is often U-Shaped in influence and fails to show significance in linear regression analysis),and it is useful that this method makes it possible to assess the effect of the independent factors, whether or not they are linearly related to the dependent variable and/or to each other. Table-I lists seventeen factors relating to acceptance (dependent variable) into the vocational rehabilitation projects. Data Presented 1.Demographic Factors Race-ethnic group, sex and age are the three characteristics included and classified as demographic. Race-Ethnic Group: Even though five different categories were present, the majority of cases referred were Caucasian and black. Of the total 7,632 referred, 52.6% were Caucasian and 38.6% were black. From the proportions available it looks apparent that the Caucasian clients were favoured most, Hispanics second, and blacks least. Gender: The distribution of referrals was very much close to being even between males and females. However, the percentage accepted for rehabilitation was 56.3% males versus 43.6% females. The data suggests that the review committee favoured Caucasian and Hispanics over blacks, and males over females. Age: About one fifth of all the applicants were in each of the ten year category between twenty and sixty years. There was slight bias in favour of younger 35

282 Vocational Rehabilitation Outcomes and Costs Abdulfatah Altumi* Ahmad Al-yaseer** Tarik Badi*** Abstract The analysis presented uses multiple regression analysis to overcome the problem of the multivariate data which was available for analysis. Thirteen projects from which data were available [*] received 7,632 referrals from public welfare agencies. After reviews were made, 36% of the referred clients were accepted for rehabilitation services, 56% were rejected and 8% received no decision. The analysis of the process by which an applicant became a client for the rehabilitation projects starts with posing two questions. What factors were considered to be in favour of rehabilitation, as opposed to the two thirds who were rejected? What preconditioning variables were related to the chances of a referred client s acceptance for rehabilitation? The analysis focuses on three preconditioning factors: Demographic characteristics of the client. Skills and work history. Prior recognition of disability. This study also investigates the predictability of selected client characteristics and vocational rehabilitation services with respect to rehabilitation outcomes and costs. The sample consisted of 1,100 cases who had received vocational rehabilitation services. The case data were provided by thirteen private rehabilitation companies providing services throughout the U.S.A. Client characteristics involved were, age, gender, education, occupation, race, public assistance received; and number of years since last full time employment. * University of Tripoli, College of Engineering, Mechanical & Industrial Engineering Department ** Libyan Acadmy, School of Aminstration & Finance, Accounting Division, Tripoli, Libya *** University of Benghazi, College of Engineering, Industrial Engineering Department 34

283 AL-JAMEAI Academic journal -23- Appendix 2: Results of Pooled OLS Model Variables coef. SE t p COMS COMA TI R Appendix 3: Results of Fixed Effect Model Variables Coef SE t p COMS COMA TI R Appendix 4: Results of Comparison of the Three Models Model Pooled OLS Fixed Effect Random Effect Variables Coef p Coef p Coef p COMS COMA TI R

284 indexes Influence of Company Characteristics on Extent of C S E R by Libyan Companies Appendix 1: List of the Libyan Surveyed Companies 1 Development Bank 22 National Commercial Bank 2 Mediterranean Bank 23 Inma Company for Engineering Industries 3 Al-Wehda Bank 24 Bank of Commerce and Development 4 AL-Jamhoria Bank 25 National Company of Mills and Fodder 5 Libyan Arab Foreign Bank 26 Al Erada Oil Srevices & Drilling Water Wells 6 Sahary Bank 27 Inma Company for Manufacture Pipes 7 AKAKUS Oil Operations 28 El Saray Bank for Commerce & Investment 8 Libya Insurance Company 29 Sahara Insurance Company 9 Melita Oil &Gas Company 30 Al Takaful Insurance Company 10 National Cement Company 31 Al Mutaheda Insurance Company 11 Al Ejmaa Alarabi Bank 32 National Company for pipes 12 Al-Omah Bank 33 Engineering Industries Company 13 Al Horoj Oil Operations 34 Arabian Golf Oil Company 14 Jabel Oil Services 35 Public Company for Chemical Industries 15 Mabruk Oil Operations 36 Trucks and Buses Company 16 Al Jurf Oil Operations 37 Al Rahela Oil Services Company 17 Sert Oil Company 38 Public Company for Pipeline 18 Raslanouf Oil Company 39 Zawya Refinery Oil Company Al Zueitina Oil Company 40 Al Waha Oil Company 41 Enmaa Company for Extracting & Refining Vegetable Oils Contribute Investment Company for Oil Services (AIKOS) 21 Al Beriga Oil Company 42 Public Electricity Company 87

285 AL-JAMEAI Academic journal -23- Sylvia, S. and Yanivi, B. (2010). Corporate Social Reporting: Empirical Evidence from Indonesia Stock Exchange. International Journal of Islamic and Middle Eastern Finance and Management, vol. 3 Iss: 3, pp Tilt, CA (1994). The Influence of External Pressure Groups on Corporate Social Disclosure Some Empirical Evidence. Accounting, Auditing & Accountability Journal, vol. 7, no. 4, pp Unerman, J. (2000), Reflections on Quantification in Corporate Social Reporting Content Analysis. Accounting, Auditing and Accountability Journal, vol. 13, no. 5, pp second issues. Waddock, S. and Graves, S. (1997). The Corporate Social Performance-Financial Performance Link. Strategic Management Journal, vol. 18, pp Wanderley, L. Lucian, R., Farache, F. and de Sousa, F. (2008). CSR Information Disclosure on the Web: a Context-Based Approach Analysing the Influence of Country of Origin and Industry Sector. Journal of Business Ethics, vol. 82, pp Williams, M. (1999). Voluntary Environmental and Social Accounting Disclosure Practices in the Asia-Pacific Region: An International Empirical test of Political Economy Theory. The International Journal of Accounting, vol. 34, no. 2, pp Woodward, D., Edwards, P. and Birkin, F. (1996). Organizational Legitimacy and Stakeholder Information Provision1. British Journal of Management, vol. 7, pp World Business Council for Sustainable Development (1998). Corporate social responsibility. Geneva: WBCSD publications. Xianbing Liu and Anbumozhi, V. (2009). Determinant Factors of Corporate Environmental Information Disclosure: an Empirical Study of Chinese Listed Companies. Journal of Cleaner Production, vol. 17, pp Yaffee, R. (2003). A Primer for Panel Data Analysis. R Yaffee - Connect: Information Technology at NYU, Sites.google.com. Yulita, L. (2010). The Effect Characteristics of Company toward Corporate Social Rsponsibility in Mining Company Listed at Indonesia Stock Exchange. Universitas Gunadarma: Skripsi. Zeghal, D. and Ahmed, S. (1990). Comparison of Social Responsibility Information Disclosure Media Used by Canadian Firms. Accounting, Auditing & Accountability Journal, vol. 3, no. 1, pp

286 Influence of Company Characteristics on Extent of C S E R by Libyan Companies Accountability Journal, vol. 19, no. 2, pp Newson, M. and Deegan, C. (2002). Global Expectations and Their Association with Corporate Social Disclosure Practices in Australia, Singapore, and South Korea. International Journal of Accounting, vol. 37, pp Ng, L. (1985). Social Responsibility Disclosures of Selected New Zealand Companies for 1981, 1982 and Occasional Paper. Parsa, S. and Deng, L. (2008). Capital Markets Reactions to Social Information Announcements. International Journal of Accounting and Finance, vol. 1, pp Patten, D. (1991). Exposure, Legitimacy and Social Disclosure. Joumalof Accounting and Public Policy, vol. 10, pp Radebauh, H. and Gray, J. (2002). International Accounting and Multinational Enterprises. New York:John Wiley& Sons Inc. Rahman, A. and Widyasari, N. (2008). The Analysis of Company Characteristic Influence toward CSR Disclosure: Empirical Evidence of Manufacturing Companies Listed in JSX. Jurnal Akuntansi & Auditing Indonesia, vol. 12, no. 1, pp Ranasinghe, D. (2011). Effect of Corporate Governance on Social and Environmental Reporting. Paper presented at the Eighth AIMS International Conference on Management. Rettab, B., Brik, A. and Mellahi, K. (2009). A Study of Management Perceptions of the Impact of Corporate Social Responsibility on Organisational Performance in Emerging Economies: The case of Dubai. Journal of Business Ethics,vol. 89, pp Reverte, C. (2009). Determinants of Corporate Social Responsibility Disclosure Ratings by Spanish Listed Firms. Journal of Business Ethics, vol. 88, no. 2, pp Richardson, A. and Welker, M. (2001). Social Disclosure, Financial Disclosure and the Cost of Equity Capital. Accounting, Organizations and Society, vol. 26, no. 7-8, pp Roberts, R. (1992). Determinants of Corporate Social Responsibility Disclosure: an Application of Stakeholder Theory. Accounting, Organizations and Society, vol. 17, pp Romlah, J., Takiah, M. and Nordin, M. (2002). An Investigation on Environmental Disclosures: Evidence from Selected Industries in Malaysia. International Journal of Business and Society, vol. 3, no. 2, pp Sapienza, P. (2002). The Effects of Government Ownership on Bank Lending. Journal of Financial Economics. 85

287 AL-JAMEAI Academic journal -23- in Egypt and the UK: a Comparative Study. University of Exeter, UK. Haniffa, R. and Cooke, T. (2005). The Impact of Culture, and Governance on Corporate Social Reporting. Journal of Accounting and Public Policy, vol. 24, pp Hart, O., Shleifer, A. and Vishny, R. (1997). The Proper Scope of Government: Theory and an Application to Prisons. Quarterly Journal of Economics, pp. 112, Hassan, N. T. (2010). Corporate Social Responsibility Disclosure:an Examination of Framework of Determinants and Consequences. PhD thesis, Durham University. Durham E-Theses. Imran, A., Rehman, Yilmaz, A., Nazir, S. and Ali, J. (2010). Effects of Corporate Social Responsibility on Consumer Retention in Cellular Industry of Pakistan. African Journal of Business Management, vol. 4, no.4, pp Johnson, R. and Onwuegbuzie, A. (2004). Mixed Methods Research: A Research Paradigm Whose Time has Come. Educational Researcher, no. 33, pp Kamla, R. (2007). Critically Appreciating Social Accounting and Reporting in the Arab Middle East: a Postcolonial Perspective. Advances in International Accounting, 20, Khan, M., Muttakin and Siddiqui, J. (2012). Corporate Governance and Corporate Social Responsibility Disclosures: Evidence from An Emerging Eeconomy. Social Science Research Network SSRN. Kreuger, L. & Neuman, W. (2006). Social Work Research Methods: Qualitative and Quantitative Applications. Boston, MA: Allyn and Bacon Lucyanda, J. and Siagian, L. (2012). The Influence of Company Characteristics toward Corporate Social Responsibility Disclosure. International Conference on Business and Management 2012, Phuket - Thailand. Manuel, B. (2006). Communication of Corporate Social Responsibility by Portuguese Banks A legitimacy Theory Perspective, Corporate Communications. An International Journal, vol. 11, no. 3, Mashat, A. (2005). Corporate Social Responsibility Disclosure and Accountability (the Case of Libya). Manchester, Manchester Metropoltan University. Meek, G., Roberts, C. and Gray, S. (1995). Factors Influencing Voluntary Annual Report Disclosures by US, UK and Continental European Multinational Corporations. Journal of International Business Studies, vol. 3, pp Murray, A., Sinclair, D., Power, D. and Gray, R. (2006). Do Financial Markets Care about Social and Environmental Disclosure. Accounting, Auditing & 84

288 Influence of Company Characteristics on Extent of C S E R by Libyan Companies Concepts, Evidence, and Implications. Academy of Management Review, vol. 20, no. 1, pp Egyptian Institute of Directors, Standard and Poor s & Crisil S&P/EGX ESG Index (2010). Elsayed, M. and Hoque, Z. (2010). Perceived International Environmental Factors and Corporate Voluntary Disclosure Practices: An Empirical Study. The British Accounting Review, vol. 42, pp Epstein, M. and Freedman, M. (1994). Social Disclosure and the Individual Investor. Accounting, Auditing and Accountability Journa, vol. 7, no. 4, pp Freeman, E. (1984). Strategic Management: A Stakeholder Approach. Boston: Pitman. Freedman, M. and Jaggi, B. (1988). An Analysis of the Association Between Pollution Disclosure and Economic Performance. Accounting, Auditing and Accountability Journal, vol. 1, pp Freeman, R. Wicks, A. and Parmar, B. (2004). Stakeholder Theory and the Corporate Objective Revisited. Organization Science, vol. 15, no. 3, pp Gao, S., Heravi, S. and Xiao, J. (2005). Determinants of Corporate Social and Environmental Reporting in Hong Kong: a Research Note. Account Forum, vol. 29, pp Gillham, B. (2000). The Research Interview. London: Continuum. Gorard, S. and Taylor, C. (2004). Combining Methods in Educational and Social Research. London: Open Univ Press. Gray, R., Javad, M., Power, D. and Sinclair, C. (2001). Social and Environmental Disclosure and Corporate Characteristics: A Research Note and Extension. Journal of Business Finance & Accounting, 28, Gray, R., Kouhy, R. and Lavers, S. (1995). Corporate Social and Environmental Reporting - A Review of the Literature and A Longitudinal, Study of UK Disclosure. Accounting, Auditing and Accountability, vol. 8, no. 2, pp Gray, Owen, D. and Adam, C. (1996). Accounting and Accountability. London; Prentice Halls Inc. Gray, R. and Bebbington, J. (2001). Accounting for the Environment. Paul Chapman Publishing Ltd, Part II. Hackston, D. and Milne, M. (1996). Some Determinants of Social and Environmental Disclosures in New Zealand Companies. Accounting, Auditing and Accountability Journal, vol. 9, no. 1, pp Hair, J., Babin, B. and Black, W. (2006). Multivariate Data Analysis. 6th ed,. New Jersey: Prentice Hall. Hanafi, R. (2006). An Exploration of Corporate Social and Environmental Disclosure 83

289 AL-JAMEAI Academic journal -23- pp. 112, B a y o u d, N. ( ). C o r p o r a t e Social Responsibility Disclos u r e a n d O rg a n e z a ti o n a l Performance: The Case of Libya, A Mixed Methods Study. PhD Thesis, University of Southern Queensland. Bayoud, N., Kavanagh, M. and Slaughter, G. (2012). Factors Influencing Levels of Corporate Social Responsibility Disclosure by Libyan Firms: A Mixed Study. International Journal of Economics and Finance,vol. 4, no. 4. Boutin-Dufresne, F. and Sacaris, P. (2004). Corporate Social Responsibility and Financial Risk. The Journal of Investing, vol. 13, no. 1, pp Branco, M. and Rodrigues, L. (2008). Factors Influencing Social Responsibility Disclosure by Portuguese Companies. Journal of Business Ethics, vol. 83, pp ). Bryman, A. and Bell, E. (2004). Business Research Methods, Oxford University Press, Oxford. Clarke, J. and Gibson-Sweet, M. (1999). The Use of Corporate Social Disclosures in the Management of Reputation and Legitimacy: a Cross Sectoral Analysis of UK Top 100 Companies, Business Ethic. A European Review, Vol. 8 no. 1, pp Collis, J. and Hussey, R. (2003). Business Research: a Practical Guide for Undergraduate and Postgraduate Students. 2td ed. Basingstoke: Palgrave Macmillan. Cormier, D. and Gordon, I. (2001). An Examination of Social and Environmental Reporting Strategies. Accounting, Auditing and Accountability Journal, vol. 14. Cowen, L. and Scott, S. (1987). The Impact of Corporate Characteristics on Social Responsibility Disclosure: a Typology and Frequency-Based Analysis. Accounting, Organizations and Society, vol. 12, pp Creswell, J. W. (2009). Research Design: Qualitative, Quantitative, and Mixed Methods Approaches. 2nd ed, Los Angeles: Sage Publications, Inc Daub, H. (2007). Assessing the Quality of Sustainability Reporting: An Alternative Methodological Approach, Journal of Cleaner Production, vol. 15, no. 1, pp Deegan, C. (2002). Introduction the Legitimising Effect of Social and Environmental Disclosure - a Theoretical Foundation. Accounting, Auditing amd Accountability Journal, vol. 15, no. 3, pp Dierkes, M. and Preston, L. (1977). Corporate Social Accounting Reporting for the Physical Environment: a Critical Review and Implementation Proposal. Accounting, Organizations and Society, vol. 2, pp Donaldson, T. and Preston, L. (1995). The Stakeholder Theory of the Corporation: 82

290 Influence of Company Characteristics on Extent of C S E R by Libyan Companies reports. Thus, the data used do not fully reveal the CSER practices of Libyan companies. Combined methods such as content analysis and interviews are employed to avoid different results from various analysts (Tilt, 1994). In addition, legitimacy theory is used to conduct this study, but this theory may be insufficient to explain the influence of company characteristics on the extent of CSER. Moreover, the sample is likely to be considered small, although the data in this study represent most of the relevant Libyan firms. Therefore, using a larger sample of Libyan firms can likely add new perspectives. This study contributes to the literature on CSER, which is considered limited in terms of detailed case studies in developing economies, especially in Arabian countries. Theoretically, this study contributes to CSER knowledge by using legitimacy theory to evaluate CSER, which complements previous studies in developing countries. This study serves as a foundation for future research on CSER in Libya. The importance of this study lies on three important reasons. First, this study contributes to the existing literature by presenting modern CSER practices in Libya. Second, the results convey integrating environmental considerations to the community of investors in the decisionmaking process of investors. For practitioners, becoming more socially and environmentally responsible in the future is perhaps a challenge. Finally, for policy makers, this study provides indispensable evidence on the necessity of revisiting existing standards and regulations. The results of this study are significant for the Capital Market Authority or other authorities because evidence related to the influence of company characteristics on the extent of CSER is provided. In addition, this study contributes not only to Libya but also to the wider CSER research field. References Adams, M. and Hardwick, P. (1998). An Analysis of Corporate Donations: United Kingdom Evidence. Journal of management Studies, vol. 35, pp Al-Tuwaijri, S. Christensen, T. and Hughes, K. (2004). The Relations amon Environmental Disclosure, Environmental Performance, and Economic Performance: a Simultaneous Equations Approach. Accounting, Organizations and Society, vol. 29, no. 5-6, pp Atkinson, A. and Stiglitz, E. (1980). Lectures on Public Economics. London, Mc- Graw Hill. Banerjee, A. (1997). A Theory of Misgovernance. Quarterly Journal of Economics, 81

291 AL-JAMEAI Academic journal -23- CSER information. However, two of the financial managers believed that the management policy on the importance of disclosing CSER information was important to increase the extent of CSER information in the annual reports of the company. The policy of senior management toward social disclosure significantly affects the quantity and quality of CSER disclosed in annual reports. However, these results indicated that company age had a significant relationship with CSER disclosure; these findings were consistent with the research hypothesis mentioned in Section 4, which was related to this issue, denoting the positive relationship between company age and the extent of CSER information. Moreover, these results indicated that company size and industry type were positively correlated with the extent of CSER; these results were inconsistent with the quantitative findings, which implied that company size and industry type had no influence on the extent of CSER in Libyan companies. 7. Conclusion Previous studies have shown that CSER activities vary across companies because of differences in age, size, and industry (Gray et al. 1995; Hackston & Milne 1996). The quantitative findings in this study prove that company age has a positive influence on the extent of CSER in Libyan companies. Older firms have higher CSER levels. However, company size and industry type do not influence the extent of CSER. In contrast to the quantitative findings in this study, the qualitative findings indicate a stronger effect of company age, company size, and industry type on the extent of CSER. In addition, manufacturing sectors, which belong to environmentally sensitive industries, have higher CSER levels compared with insensitive industries. Therefore, the results of this study indicated that legitimacy theory may be an explanation of CSER disclosure by Libyan companies. Some limitations exist in any study, which should be followed when interpreting the findings. Particularly, although many studies have examined the influence of company characteristics on the extent of CSER, studies that examine this issue are insufficient in Arabic countries. This study uses annual reports as one of the important data sources in Libyan companies (Bayoud, 2012). According to Unerman (2000), and Zeghal & Ahmed (1990), only a small proportion of the total CSER can be reached exclusively through annual 80

292 Influence of Company Characteristics on Extent of C S E R by Libyan Companies question was posed to all the interviewees: Do company size, company age, and industry type affect the extent of CSER provided by your organization? If yes, how? The results of interviews for this question are shown in Table 6 below. Table 6: The influence of company characteristics on the extent of CSER Factors Number of interviews The percentage of interviews Company age 20 out of 31 65% Company size 19 out of 31 61% Type of industry 18 out of 31 58% Table 6 presents the opinion of public relations managers and financial managers on the influence of some factors such as company size, company age, and industry type on the CSER of Libyan firms Among the interviewees, 20 (65%) believed that the extent of CSER information in annual reports could be influenced by company age because this factor enabled companies to acquire enough expertise to improve the preparation of all information. In addition, 19 (61%) of the interviewees believed that large firms disclosed more CSER information than small firms, and large companies realized the importance of CSER more than small firms to meet the requirements of stakeholders. Thus, company size had an important effect on the extent of CSER disclosure. Additionally, 18 (58%) interviewees mentioned that industry type significantly affected the extent of CSER disclosure in annual reports, as illustrated in the following comments I think that large companies have the highest level of CSER disclosure from realizing the importance of CSER activities. Company size does not only affect in terms of CSER but it affects volume of information and this is due to the administration being convinced of the importance of disclose this information in order to benefit from disclosure. Furthermore, the majority of managers stated that one industry differed from another in terms of the extent of CSER information disclosed in annual reports, particularly regarding industrial companies, as illustrated in the following comments: I believe that industry type influences the extent of CSER disclosure greatly, particularly regarding industrial companies exposing all kinds of 79

293 AL-JAMEAI Academic journal -23- the 0.05 level Multivariate Regression Analysis This study examined three models, namely, pooled OLS, fixed effect, and random effect models (see Appendices 2, 3 and 4). To choose the proper model for this study, we used Hausman specification test to determine the compatibility of the random model or fixed effect model with this study. Also, the Breusch Pagan or Langrangian multiplier test was performed to test the presence of random effects and decide whether to apply the pooled model or the random model. The Hausman test results showed the coefficients common to both models and the estimated difference of these models. Thus, the Hausman test was significant. The random effect model was then used in this study (see Table 5). Social scientists use 0.05 as the criterion for statistical significance. Thus, because the observed significance value was less than 0.05, the results indicated the significant effect of some factors that influenced the extent of CSER. Company age had a positive relationship with the extent of CSER; a higher age associated with ( ) increased the extent of CSER with (p = 0.017). Thus, these variables had the same directions, as hypothesized in H2. Moreover, company size and industry type were negatively correlated with the dependent variable. Therefore, H1 and H3 were not supported. However, the R 2 of this model was (0.205). Table 5: Results of Random Effect Model Variables Coef SE t p COMS COMA TI R Qualitative Results The literature review illustrated the influence of company size, company age, and industry type on the extent of CSER. Therefore, the following 78

294 Influence of Company Characteristics on Extent of C S E R by Libyan Companies members. Furthermore, the values of the type of industry and CEO were 1 or 0. In addition, the company age in the study sample was between 1 and 57 years. The CSER disclosed was between 0 and 58 sentences. Finally, the respective maximum and minimum values of the company size were 313,000,000 and 1,180,000,000, as shown in Table 3. Table 3. Main Score and Variation of Data of each Study Variable Variable Mean Std. Dev. Min Max COMS COMA TI CSER COMS refers to company size, COMA refers to company age, TI refers to type of industry Correlation Analysis The Pearson correlation coefficients results for the relationship between the company characteristics and the extent of CSER is reported in Table 4. The correlations between some independent variables and the CSER indices were significant and positive. Company age was significantly positively correlated with CSER disclosure (0.304 p-value < 0.01) than most of the other independent variables. Thus, as the company age increased, the extent of CSER also increased. However, company size and industry type were negatively correlated with CSER. Table 4: Pearson Correlation Coefficients Variables COMS COMA TI CSER COMS 1 COMA TI CSER ** ** 1 **Correlation is significant at the 0.01 level; *Correlation is significant at 77

295 AL-JAMEAI Academic journal -23- the first index in Arabian countries that categorized CSER activities into four (environment, employee information, community investment, and customer and product). The analysis of the qualitative data was conducted in two steps. First, the interview transcripts were classified by a researcher into similar or different answers (Bayoud, 2012). Second, substantial points were identified, and then these points were classified into two main contexts (Gillham, 2000). In addition, the first analysis process determined a code in each transcript, all the transcripts were reviewed more than once by a researcher (Bayoud, 2012), and then the author reviewed the tape and transcripts to determine any information that was not highlighted (Kamla, 2007). Furthermore, the researcher provided the statement headings by deriving a set of categories (Gillham, 2000). However, to ensure that no categories and headings were missed, this process was repeated more than once (Hanafi, 2006). Each question then used a sheet as a matrix, which allowed the answers to be classified based on the headings (Gillham, 2000). In addition, the researcher transcribed the entire interview to determine the statements of the interviewees (Gillham, 2000). To transcribe the data, the author categorized the interview content into two based on similar or different responses (Gillham, 2000). The first analysis process identified a code for each transcript. The researcher then used a large sheet as a matrix. Thus, the matrix sheets were classified according to the heading and category (Bayoud, 2012). 6. Results This study employed content analysis as a systematic method to categorize and analyze the textual contents. The form of content analysis analyzed the CSER of each category based on the number of sentences and a yes/no or (1, 0) scoring methodology. The subcategories acquired a score of 1 if information on the items existed, whereas a score of 0 was provided if no information was disclosed. The aggregate score for each company was determined by summing up the scores of 1 (Al-Tuwaijri, Christensen, & Hughes, 2004). 6.1 Quantitative Results Descriptive Analysis Table 3 presents the descriptive statistics of all the variables. These descriptive statistics showed the study population; the board independence in the Libyan companies was between 14 and 40 independent directors. The board size in the Libyan companies had a minimum of 4 and a maximum of 9 76

296 Influence of Company Characteristics on Extent of C S E R by Libyan Companies industry, and environment with CSER in Portuguese firms. In addition, Reverte (2009) used statistical analysis by Spanish-listed firms to analyze the effect of company characteristics on the extent of CSER. Statistical analysis techniques were used in this study to examine the influence of company characteristics on the extent of CSER. Multivariate regression was employed to measure and explain the degree of linkage among the variables (Hair, Black, Babin, & Black, 2006). Before the analysis, all the variables were examined using the Statistical Package for the Social Sciences program, and then the Statistical/ Data Analysis (STATA) software package was also employed. The STATA software is the most comprehensive software for panel data methodology (Yaffee, 2003), which ensures accuracy of missing values, data entry, and fit between the assumptions of multivariate analysis and their distributions. Any data entry error was corrected. These programs were used to examine the influence of company characteristics on the extent of CSER. Therefore, this study used the following regression models. ENVI = a + B1 COMS + B2 COMA + B3 TI + e (1) ENPL = a + B1 COMS + B2 COMA + B3 TI + e (2) COMM = a + B1 COMS + B2 COMA + B3 TI + e (3) CUST = a + B1 COMS + B2 COMA + B3 TI + e (4) Where CSER represented the dependent variables [environment (ENVI), employee (EMPL), community (COMM), customer products (CUNT)], and measured by number of sentences or yes/no or (1, 0), COMS was the company size measured according to the total assets as an independent variable (Rettab et al., 2009), and COMA was the company age measured according to the number of years since the company was established in Libya as an independent variable (Branco & Rodrigues, 2008), TI was the industry type measured with the value of 1 if a company is in manufacturing and 0 if otherwise as an independent variable (Elsayed & Hoque, 2010), and B was the coefficient of the independent variables, e is error term, and B was the coefficient of the independent variables. 5.3 Analysis of the Interview Egyptian Institute of Directors, Standard & Poor s, and CRISIL Index (S&P/EGX ESG, 2010) were used for CSER, where the Egyptian Index was 75

297 AL-JAMEAI Academic journal -23- visiting firm offices. This study also employed content analysis to categorize and analyze the textual content. The company characteristics and extent of CSER were collected from the annual reports through content analysis (Bayoud, 2012). For the qualitative analysis, this study gathered information using face-to-face interviews with public relations managers and financial managers. The information collected from literature reviews was used to formulate common questions for the interviewees. A total of 31 managers were interviewed to obtain their individual perceptions on the influence of company size, company age, and industry type on the extent of CSER in Libyan companies. The data gathered from the interviews with 4 public relations managers and 27 financial managers were recorded using notebooks and tape recorders to obtain deeper opinions for the purpose of this study (see Table 2). The interviews were conducted between March and June The meetings were held in the manager s office of a firm, and lasted between 60 and 90 minutes. Table 2. Sample Profiles of Interviewees Sector Name Financial Public Relations Total Managers Managers and percent )Manufacturing (29% )Services (3% )Banks (36% )Insurance (10% )Engineering (3% )Oil (19% )Total (100% Participation rate 23% 77 % 100% 5.2 Empirical Models Some studies used the quantitative method, which included statistical techniques to examine the influence of company characteristics on the extent of CSER (Branco & Rodrigues, 2008; Gray, et al., 2001; Hackston & Milne, 1996 and Reverte, 2009). According to Branco and Rodrigues (2008), linear regression was used to investigate the association among company size, 74

298 Influence of Company Characteristics on Extent of C S E R by Libyan Companies financial managers of Libyan companies were interviewed to increase the validity of data gathering via qualitative research. An interview is the most commonly used method in qualitative studies (Bryman & Bell, 2004). It is a data collection method in which participants are selected, and the beliefs and thoughts of these participants on a particular issue are determined (Collis & Hussey, 2003). 5.1 Sample and Data Collection The sample represented six different sectors. These sectors were based on the classification presented by the Libyan Public Control Office and included manufacturing, banking, insurance, services, engineering, and oil companies. These six sectors were chosen for this study because they were considered as the most important sectors in Libya (Mashat, 2005). The sample (population) for the current study included 42 Libyan companies across the 6 sectors (see Appendix 1). The sample comprised 12 (29%) manufacturing companies, 11 (26%) banking companies, 4 (10%) insurance companies, 1 (2%) services company, 2 (4%) engineering companies, and 12 (29%) oil companies (see Table 1). Table 1. Summary of Companies, Sectors and Annual Reports Sectors Companies Percentage Annual Reports Percentage Manufacture 12 29% 20 13% Services 1 2% 5 3% Engineering 2 4% 2 1% Insurance 4 10% 15 9% Oil 12 29% 73 45% Banks 11 26% 47 29% Total % % For the quantitative analysis, a six-year period from 2006 to 2012 was examined. The final sample comprised 42 companies. Annual reports were obtained from 42 companies for every year of the six-year period. The annual reports used in this study were collected from company Web pages and/or by 73

299 AL-JAMEAI Academic journal -23- The industry type of a company significantly affects the extent of disclosure and corporate social responsibility activities (Waddock & Graves, 1997). For example, the industrial sector discloses more about CSER-related community, safety, and health matters, whereas the oil sector discloses more environmental and social issues (Bayoud et al., 2012). Therefore, industry type is significant in determining CSER disclosure. Thus, industry type affects public expectations regarding the effect of an industry s activities on the community. Additionally, the findings of Bayoud (2012) indicate that the level and type of CSER disclosure are significantly different when firms are from various industries. Thus, manufacturing firms are subjected to more social pressure. Numerous studies have shown a positive and significant link between CSER and industry type (Branco & Rodrigues, 2008; Cowen & Scott, 1987; Gray & Bebbington, 2001; Newson & Deegan, 2002; Parsa & Deng, 2008; Wanderley, Lucian, Farache & de Sousa, 2008). This difference is caused by stakeholder pressure (Patten, 1991) and compulsory law on some industries (Dierkes & Preston, 1977). In addition, certain industries tend to disclose more CSER information because of the nature of these industries, and consumer-oriented firms are more likely to be concerned with demonstrating social responsibility to the community to enhance their image and increase profits (Cowen & Scott, 1987). Therefore, the preceding discussion leads to the following hypothesis: H3: Industry type and the extent of CSER are positively and significantly correlated. 5. Research Methods The objective of this study is to explore, understand, and explain the effects of company characteristics on the extent of CSER in different sectors (manufacturing, banking, insurance, services, engineering, and oil companies). Quantitative and qualitative research methods are used to collect and analyze data. The use of qualitative methods in this study supports the quantitative methods, allows a deeper understanding, and enables the application of the quantitative results to support the qualitative results (Creswell, 2009). Finally, the mixed methods generate strong results and avoid social bias (Gorard & Taylor, 2004; Johnson & Onwuegbuzie, 2004 and Kreuger & Neuman, 2006). In addition, this study uses content analysis of annual reports, thereby providing data via quantitative research. Public relations managers and 72

300 Influence of Company Characteristics on Extent of C S E R by Libyan Companies and Haniffa & Cooke, 2005). In addition, company size positively affects CSER. This finding shows that larger firms have more resources that enable them to spread social responsibility (Sylvia & Yanivi, 2010). Additionally, Cowen & Scott (1987) have pointed out that company size significantly influences CSER, and CSER and company size are related because large firms have more stakeholders who are possibly concerned about the social activities of the firm. The ownership of large firms also vary more, which leads to higher agency costs that management attempts to reduce by disclosing more CSER information (Meek, Roberts & Gray, 1995). Moreover, some studies do not find a relationship between company size and the extent of CSER disclosure (Freedman & Jaggi, 1988 and Roberts, 1992). Furthermore, the findings of Romlah, Takiah, & Nordin (2002) have revealed that company size cannot influence the quality of environmental reporting but can influence reporting quality. The results of previous studies show that company size does not affect CSER disclosure. Thus, company size is affected by the extent of CSER disclosure and reveals different findings (Rahman & Widyasari, 2008; Yulita, 2010 and Lucyanda & Siagian, 2012). Therefore, the preceding discussion leads to the following hypothesis: H1: Company size and the extent of CSER are positively correlated. 4.2 Company Age Many studies use company age as one of the most significant factors that can affect the extent of CSER disclosure (Rettab, et al., 2009 and Xianbing Liu & Anbumozhi, 2009). In addition, some studies have shown that the extent of CSER and firm age are positively and significantly correlated (Khan et al., 2012; Lucyanda & Siagian, 2012). Moreover, most studies believe that company age can influence the extent of CSER information in annual reports. In addition, these studies reveal that older firms provide greater CSER disclosure than new firms. Some studies have also shown that company age and CSER disclosure are negatively correlated. For example, Rettab et al. (2009) and Xianbing Liu & Anbumozhi (2009) have demonstrated the negative correlation between CSER and company age. Therefore, the preceding discussion generates the following hypothesis: H2: Company age and the extent of CSER are positively and significantly correlated. 4.3 Industry Type 71

301 AL-JAMEAI Academic journal -23- corruption, poor distribution, and weak managerial incentives (Banerjee, 1997; Hart, Shleifer & Vishny, 1997 and Sapienza, 2002). Therefore, the researcher draws on legitimacy theory to explain CSER. Thus, theoretical framework development in this study incorporates both influences. The proposed model is presented in Figure 1, which explains the effects of company characteristics on CSER using legitimacy theory. Figure 1. Framework of the Influence of Company Characteristics on the Levels CSER 4. Development Hypotheses Several empirical studies have examined the factors that influence the extent of CSER. Most of these studies have found a relationship between company characteristics (i.e., company size, company age, and industry type) and CSER. Previous empirical studies have relied on various theories (e.g., legitimacy, stakeholder, and agency theories) to justify these relationships. 4.1 Company Size Larger companies are becoming increasingly aware of the significance and benefits of CSER. In addition, prior studies have shown that large companies in Malaysia have more CSER disclosure and practices (Haniffa & Cooke, 2005). Large firms are also more politically sensitive than smaller firms, and therefore generate more disclosure (Cormier & Gordon, 2001). According to Daub (2007), large firms have greater responsibility for global problems, such as social inequality or environmental pollution, compared with smaller firms, and large companies are more pressured by stakeholders; these factors affect disclosure. Furthermore, Parsa & Deng (2008) have shown that a positive change in firm size produces a favourable and significant change in CSER disclosure. Most practical studies prove that company size influences or is significantly and positively related to the extent of CSER disclosure (Gao, Heravi & Xiao, 2005; Gray & Bebbington, 2001; Branco & Rodrigues, 2008; 70

302 Influence of Company Characteristics on Extent of C S E R by Libyan Companies as Malaysia, Singapore, and Arabic countries (such as Egypt, Libya, and the United Arab Emirates). This study builds on previous research in developing countries by using content analysis of annual reports and personal interviews with managers to identify the influence of company characteristics on the extent of CSER in Libya. 3. Theoretical Framework Several theories have been used to explain CSER, including agency, legitimacy, stakeholder, political, and social view theories. Certain similarities exist between the agency, legitimacy, and stakeholder theories, but they basically differ in primary assumptions. For instance, stakeholder theory suggests that some groups within a society are more powerful than shareholders and employees, while legitimacy theory looks at society as a whole (Bayoud et al, 2012). In legitimacy theory, firms in some industries are more likely to disclose more socially and environmental information because of social and political pressure (Manuel, 2006). In addition, legitimacy theory studies suggest that firms in industries with larger environmental impact are more likely to provide social and environmental information because of legitimacy reasons (Clarke & Gibson-Sweet, 1999). Therefore, companies in various industries have different levels of community involvement and environmental disclosure than others because these activities are conducted to attract consumers and to justify the existence of firms in society (Manuel, 2006). The three major theories of CSER are agency, political, and social views. The social theory is related to the economic theory of institutions, which government-owned companies have established to address market defects when the social benefits exceed the costs (Atkinson & Stiglitz, 1980). The agency theory focuses on the wealth-maximizing individuals who operate within efficient capital markets (Bayoud et al., 2012). The stakeholder and legitimacy theories posit that boards take the needs of interest groups linked to social and environmental considerations (Donaldson & Preston, 1995; Freeman, 1984; Freeman, Wicks & Parmar, 2004 and Ranasinghe, 2012). Woodward, Edwards & Birkin (1996) have revealed that a firm is a significant part of the social system according to both stakeholder theory and legitimacy theory. In addition, the agency theory has shown that government-owned companies may be established to increase social benefits, but may cause 69

303 AL-JAMEAI Academic journal -23- CSER as [t]he continuing commitment by a business to behave ethically and contribute to economic development, while improving the quality of life for the workforce and their families, as well as of the local community and society in general. Many previous studies have examined the relationship between corporate characteristics and CSER (Branco & Rodrigues, 2008; Gray et al., 1995; Murray, Sinclair, Power & Gray, 2006; Richardson & Welker, 2001); most of these studies find a link between the extent of CSER and firm characteristics such as company age, company size, and industry type. Company size receives greater attention in the literature as a determinant of disclosure (Hassan, 2010). In addition, Cormier & Gordon (2001) have argued that legitimacy theory hypothesizes that larger companies are more politically sensitive than smaller companies. Company size is often used as a characteristic that affects CSER disclosure in many previous studies and generates different results. Corporate social activities can be affected by company size (Adams & Hardwick, 1998) because large companies have a greater CSER effect as a result of the scale of their activities (Cowen & Scott, 1987). Many studies have regarded company age as one of the most significant factors that can influence the extent of CSER disclosure (Rettab, Brik & Mellahi, 2009; Xianbing Liu & Anbumozhi, 2009). In addition, some studies have revealed a positive and significant association between the extent of CSER and company age (Khan, Muttakin & Siddiqui, 2012 and Lucyanda & Siagian, 2012). The findings of Bayoud et al. (2012) have shown that as company age increases, the extent of corporate social responsibility disclosure also increases, which means that company age has a positive relationship with the extent of corporate social responsibility. In addition, the type of industry significantly influences the extent of disclosure and activities in corporate social responsibility (Waddock & Graves, 1997). For instance, the industrial sector discloses more information about community, safety, and health issues related to CSER, while the oil sector discloses more information on environmental and social issues. Therefore, the type of industry plays a significant role in determining disclosure of CSER (Bayoud et al., 2012). Boutin-Dufresne & Sacaris (2004) have argued that firms in a particular industry may be socially responsible for the nature of their activities. Since most empirical studies on CSER have focused on developed countries, few studies have examined developing countries such 68

304 Influence of Company Characteristics on Extent of C S E R by Libyan Companies Waddock & Graves, 1997). For example, oil firms focus on environmental issues, whereas manufacturing firms are actively involved in social concerns (Bayoud, Kavanagh, and Slaughter, 2012). This study analyzes whether company size, company age, and industry type influence the extent of CSER disclosures by Libyan firms. This study focuses on the Libyan context for the following reasons. First, most of the present literature investigates developed countries; thus, evidence from developing countries is necessary. Second, studies on factors that affect CSER and explain these factors in Libyan firms are insufficient. Third, studies that attempt to explore developing countries are limited. Finally, factors that influence the extent of CSER in Libyan companies remain unknown. Therefore, this study aims to explore whether company characteristics (company age, company size, and industry type) can potentially affect the extent of CSER disclosure on the annual reports of Libyan companies. 2. Literature Review Efforts have emerged to spread the social and environmental responsibility of companies, and the growing awareness of these environmental and social effects leads to real financial costs. CSER disclosure is a way for companies to perform appropriate social responsibility (Gray, Owen, and Adam, 1996). Gray and Bebbington (2001) have noted that CSER has been receiving greater academic attention for more than 30 years. However, CSER is a type of corporate social receptiveness by a company s directors and managers, which occurs alongside an attempt to influence the social environment. This increasing attention has been demonstrated by several academic researchers who are interested in CSER, and by the increased concentration of governments. CSER disclosure reveals how a company interacts with stakeholders, and commonly comprises environment-related disclosure, community participation-related disclosure, as well as product and consumer relations (Deegan, 2002; Epstein & Freedman, 1994; Gray et al., 1995; Hackston & Milne, 1996; Ng, L., 1985; Williams, 1999). The social and environmental aspects of business practices are associated in CSER (Imran, Rehman, Yilmaz, Nazir and Ali, 2010). In addition, Radebauh & Gray (2002) have revealed that CSER refers to the general accountability to society with respect to public interest matters, such as community welfare, public safety, and the environment. In addition, the World Business Council for Sustainable Development (1998, p. 3) defines 67

305 Influence of Company Characteristics on Extent of Corporate Social Responsibility and Environmental Reporting by Libyan Companies Osama Elazerg * Naser Benomran ** Abstract This study examines the influence of company characteristics (i.e., company age, company size, and industry type) on the extent of corporate social responsibility and environmental reporting (CSER) in the annual reports of Libyan firms. Quantitative and qualitative methods were used to analyze the data and determine the extent of CSER in these companies. The hypotheses of the sample that comprised 162 annual reports of 42 Libyan companies from 2006 to 2012 were tested via regression analysis. In addition, the opinions of 31 public relations and financial managers on the factors that influence CSER in Libya were investigated. Quantitative findings revealed a positive association between company size and industry type, and the extent of CSER. Qualitative findings revealed a positive relationship among the factors and the extent of CSER in Libyan companies. Keywords: Corporate Social Responsibility and environmental reporting (CSER), Libya 1. Introduction Awareness of corporate responsibility toward society has been growing (Hackston and Milne, 1996). Therefore, corporate social responsibility and environmental reporting (CSER) activities have been incorporated in the operations of firms. Many companies currently invest money and effort to disclose information on the CSER performance of the firms. CSER activities and disclosure vary across industry sectors (Gray, Javad, Power, and Sinclair, 2001; Gray, Kouhy, and Lavers 1995; Hackston & Milne, 1996; * Staff membre In Faculty of econemces and politics, Tripoli University ** Staff membre In Faculty of econemces and politics, Tripoli University 66

306 Effect of dietary polyunsaturated fatty acids on lipid composition of kidney tissue in Rams 6. Hess BW, Moss GE, Rule DC. A decade of developments in the area of fat supplementation research with beef cattle and sheep. J Anim Sci 2008;86: E Kim SW, Mateo, R.D., Yin, Y.-L., Wu, G.,. Functional amino acids and fatty acids for enhancing production performance of sows and piglets. American Association for the Advancement of Science 2007;20: Mandell IB, Buchanan-Smith JG, Holub BJ, Campbell CP. Effects of fish meal in beef cattle diets on growth performance, carcass characteristics, and fatty acid composition of longissimus muscle. J Anim Sci 1997;75: Mattos R, Staples CR, Thatcher WW. Effects of dietary fatty acids on reproduction in ruminants. Rev Reprod 2000;5: Morgan CA, Noble, R.C., Cocchi, ns. JourM. McCartney, R. Manipulation of the fatty acid composition of pig meat lipids by dietary means. Journal of Science Food and Agriculture 1992;58: Mozaffarian D, Wu JH. Omega-3 fatty acids and cardiovascular disease: effects on risk factors, molecular pathways, and clinical events. J Am Coll Cardiol;58: Ratnayake WMN, Ackman, R.G. and Hulan, H.w.. Effect of fed fish meal enriched diets on the taste and n-3 PUFA of 42-day-old broiler chikens. Journal of the Science of Food and Agriculture 1989;49: Scollan ND, Enser M, Gulati SK, Richardson I, Wood JD. Effects of including a ruminally protected lipid supplement in the diet on the fatty acid composition of beef muscle. Br J Nutr 2003;90: Shindou H. Shimizu T. Acyl-CoA:Lysophospholipid Acyltransferases. The journal of biological chemistry 2009;284: Wachira AM, L. A. Sinclair, R. G. Wilkinson, K. Hallett, M. Enser, and J. D. Wood. Rumen biohydrogenation of n-3 polyunsaturated fatty acids and their effects on microbial efficiency and nutrient digestibility in sheep. Journal of Agricultural Science 2000;135: Wonsil BJ, Herbein JH, Watkins BA. Dietary and ruminally derived trans-18:1 fatty acids alter bovine milk lipids. J Nutr 1994;124: Yu LL, Wang, R.L. Effects of selenium supplementation on polyunsaturated fatty acid concentrations and antioxidant status in plasma and liver of lambs fed linseed oil or sunflower oil diets. Animal Feed Science and Technology 2008;140:

307 AL-JAMEAI Academic journal -23- The main effects of diet on fatty acid composition of kidney tissue are given in Table 2. The increases in the concentration of C18:3 n-3 with the major increase in dietary concentration of C18:3 n-3 occurring with the linseed diet. These increases agree with results of (3) and Yu and Wange (17) et al., 2008 who supplemented lambs with linseed oil. The increase in the concentration of C20:5 n-3 and C22:6 n-3 on feeding fish oil is similar to other studies with poultry, pigs and cattle (2,8,10,12,16). The combination diet linseed-fish oil had intermediate level of C18:3 n-3, C20:5 n-3 and C22:6 n-3 between the linseed and fish oil diets. In agreement with other reports (7), the fatty acid content was independent of the lipid type included in the diet. In the present experiments, Gas chromatography based analysis of the composition of experimental diets revealed higher content of α-linolenic acid in linseed oils used, whereas, the levels of EPA and DHA in the linseed relatively low (Table1). Conclusions The dietary LIN increased significantly the C18:3 n-3 in kidney tissue. However, the synthesis of EPA and DHA from dietary C18:3 n-3 seems to be limited, and thus the EPA and DHA enriched lamb meat contributes only in a small amount to the recommended daily intake for human diet. Reference 1. Beam TM, Jenkins TC, Moate PJ, Kohn RA, Palmquist DL. Effects of amount and source of fat on the rates of lipolysis and biohydrogenation of fatty acids in ruminal contents. J Dairy Sci 2000;83: Binter C, Khol-Parisini A, Gerner W, Schafer K, Hulan HW, Saalmuller A, Zentek J. Effect of maternally supplied n-3 and n-6 oils on the fatty acid composition and mononuclear immune cell distribution of lymphatic tissue from the gastrointestinal tract of suckling piglets. Arch Anim Nutr;65: Demirel G, Wachira AM, Sinclair LA, Wilkinson RG, Wood JD, Enser M. Effects of dietary n-3 polyunsaturated fatty acids, breed and dietary vitamin E on the fatty acids of lamb muscle, liver and adipose tissue. Br J Nutr 2004;91: Harfoot CG. Lipid metabolism in the rumen. Prog Lipid Res 1978;17: Harris WS, Kris-Etherton PM, Harris KA. Intakes of long-chain omega-3 fatty acid associated with reduced risk for death from coronary heart disease in healthy adults. Curr Atheroscler Rep 2008;10:

308 Effect of dietary polyunsaturated fatty acids on lipid composition of kidney tissue in Rams 3.2. Fatty acid composition of kidney tissue Table.2 The effects supplementation of a 70:30 haylage and concentrate diet with either linseed, fish oil or a 50:50 mixture of linseed and fish oil for fatty acid composition on the kidney of rams (n = 4). FA composition (g/100g TFA) linseed Fish oil linseedfish oil SED Significance C18:3 n a 1.1 b 1.6 b 0.27 P = C20:5 n a 18.4 b 18.0 b 1.14 P < C22:6 n a 5.4 b 5.0 b 0.17 P < Mean values with different superscripts are significantly different, SED = standard error of the difference, TFA = total fatty acids. The fatty acid of composition of kidney tissue from rams fed the three lipid supplements is reported in Table 2. As expected, the concentration of C18:3 n-3 was significantly higher (P = 0.002) in kidney tissue of rams fed the diets containing linseed. The mean values for C18:3 n-3 were 2.4, 1.1 and 1.6 g/100g fatty acid for linseed, fish oil and linseed-fish oil diets, respectively. The concentration of C20:5 n-3 was highest in rams offered fish oil and linseed-fish oil diet compared to linseed diet the mean values for C20:5 n-3 were 3.3, 18.4 and 18 g/100g fatty acid kidney tissue (P < 0.001) for rams offered linseed, fish oil and linseed-fish oil diets, respectively. The concentration of C22:6 n-3, in rams offered fish oil and linseed-fish oil diets was significantly greater (P<0.001) compared to that in the kidney tissue of rams fed the linseed diet. Mean values were for C22:6 n-3 (1.2, 5.4 and 5.0) for rams fed the linseed, fish oil and linseed-fish oil diets, respectively. 4. DISCUSSION Linseed and Fish oils are a rich source of n-3 PUFA, eicosapentaenoic (EPA) and docosahexaenoic (DHA) acids. Strong evidences suggest that n-3 PUFA reduces cardiovascular diseases risk and this is partly mediated by its potent triglyceride-lowering effects (5,11), despite a wealth information regarding the effect of n-3 PUFA on different organ in mammalian species, there are relatively no data regarding levels of fatty acids in kidney tissues. 63

309 AL-JAMEAI Academic journal -23- a Hewlett Packard HP 6890 plus GC, an Agilent 7683 series auto injector and equipped with a Varian CPSl88 fused silica capillary column ( 100 x 0.25mm film thickness). Helium was used as a carrier gas at a constant flow rate of 0.5/min and injection was used. The oven temperature was at 160º C then programmed to increase gradually from 160 C to 220 C at a rate of 1.5 C/min, hold for 10 min then increase from 220 C to 230 C at a rate of 5.0 C/min. The fatty acids were identified by comparison with a marine FAME reference mixture (Restec, Dorset, UK). Fatty acids were identified on the basis of their retention time within the capillary column. Data was collected on a Varian workstation and the % area below each of the peaks was calculated and expressed as a % of total peak area. Quantities of individual fatty acids were calculated as g/kg of total fatty acids using the peak areas Statistical analysis Comparison of kidney tissue PUFA content between treatments was by one-way Anova using (Genstate 9, Lawes Agricultural Trust). 3. RESULTS 3.1. Experimental diets The composition of experimental diets and the intakes of individual and total fatty acids are presented in Table 1. As expected, the linseed diets contained the highest concentrations of C18:3 n-3. The mean intake of C18:3 n-3 in rams offered the linseed diet was 31.2 g/d; this was 14 and 1.5 times greater than values for the fish oil and linseed fish diets respectively. The intakes of the EPA (C20:5 n-3) and DHA (C22:6 n-3) by rams receiving the fish oil and linseed-fish oil diets were on average 1.8 and 0.7g/d respectively, whilst their intakes were negligible for the linseed supplemented diet. Table 1. Raw materials and chemical composition of diets containing three different fat sources, and the daily intakes of fatty acids linseed Fish oil linseed-fish oil Fatty acid intake (g/d) C18:3 n C20:5 n C22:6 n Total fatty acid

310 Effect of dietary polyunsaturated fatty acids on lipid composition of kidney tissue in Rams 1. Introduction In recent years awareness of the importance of the fatty acid composition of ruminants meat and milk products has increased, with a particular emphasis on n-3 polyunsaturated fatty acids, for example, α-linolenic acid (C18:3 n-3), eicosapentaenoic acid (EPA; C20:5 n-3) and docosahexaenoic acid (DHA; C22:6 n-3), as these can have beneficial effects on animal performance and reduce the risk of coronary heart disease in humans (9). However, one of the critical challenges is that ruminal microorganisms modify the dietary fatty acid profile through isomerization and biohydrogenation of unsaturated fatty acids, resulting in the production of trans-isomers and saturated fatty acids (1,4). Studies in which ruminant animals were fed unprotected sources of C18:3 n-3 have demonstrated high levels of biohydrogenation in the rumen (6,13,15) and it was recommended by (3) that some form of protection of PUFA against the effects of microorganisms in the rumen was required. The aim of this study was to investigate the efficacy of dietary fat sources evaluated for their susceptibility to biohydrogenation in improving the lipid composition of Kidney tissue. 2. Materials and Methods 2.1. Experimental animals and diets Twelve rams were housed individually and received similar fat levels (50g/kg/DM) from different fat sources. The rams were allocated into three treatment groups of four rams per treatment. The rams were fed a basal diet of a 70:30 mixture of haylage and concentrate. The three treatment diets were prepared by supplement the basal die as follows: Fish oil contained 65 g/kg protected fish oil. Its specification: 50% oil, C20:5 n-3 (165 g/kg, C22:6 n-3 (110 g/kg). Protected linseed containing 91g linseed/kg DM high in concentration of α-linolenic acid (C18:3 n-3). Linseed-Fish oil: - at 50/50 mixture containing 46 g linseed /kg DM + 32 g fish oil /kg DM (50:50) Collection of samples for lipid analysis At the end of the experiment, rams (four rams per treatments) were fasted for 18 hours and taken to the abattoir. Post-mortem kidney tissue samples were collected for fatty acid analysis Gas Liquid Chromatography of Fatty Acid Methyl Esters (FAME) Fatty acid methyl esters were analyzed by gas chromatography using 61

311 Effect of dietary polyunsaturated fatty acids on lipid composition of kidney tissue in Rams Naser Estuty* Zeinab Zayed** Saleh Alragubi*** Omran Algriany**** Abstract The aim of this study was to investigate the effects of feeding dietary protected linseed (LIN), fish oil (FO) and a 50:50 mix of the two sources (LINFO) on lipid composition of kidney tissue. Twelve rams were housed individually and received similar fat levels (50g/kg/DM) from different fat sources. The rams were fed a basal diet of a 70:30 mixture of haylage and concentrate. The rams were randomly allocated to each of three protected fatty acid (FA) sources; LIN, FO and LINFO. After 12 weeks, rams were fasted for 18 hours and taken to the abattoir. Kidney tissue samples were collected for fatty acid analysis. The concentration of C18:3 n-3 in the kidney of rams offered diet containing LIN was significantly greater (P=0.002) than those observed in rams given the FO and LINFO diets. The concentration of C20:5 n-3 and C22:6 n-3 in the kidney of rams offered diets containing FO and LINFO diets were significantly increased (p<0.001) than rams receiving the LIN diet. In conclusion, dietary LIN, FO and LINFO altered the fatty acid composition of lipids of kidney tissue of rams. Keywords: Ram kidney; Dietary Fish oil; Linseed; Tissue fatty acid profile * Department of biotechnology, Faculty of Science, Azzaytuna University, Tarhuna, Libya. ** Department of Nutrition, Faculty of Agriculture and Veterinary Medicine, Azzaytuna University, Tarhuna, Libya. *** Department of Animal Science, Faculty of Agriculture, Baniwalid, University, Bani Walid., Libya. **** Department of Physiology and Biochemistry, Faculty of Veterinary Medicine, University of Tripoli, Tripoli, Libya. Correspondent author: Naser Estuty; naserestuty@yahoo.com 60

312 Immunohistochemical expression of proliferating cell nuclear antigen (PCNA) Science, 46(2), Scott, J., Liu, P., & Smith, P. M. (1999). Morphological and functional characteristics of acinar atrophy and recovery in the duct-ligated parotid gland of the rat. J Dent Res, 78(11), Stramandinoli- Zanicotti, R. T., Sassi, L. M., Schussel, J. L., Torres, M. F., Funchal, M., Smaniotto, G. H., et al.,. (2013). Effect of fractionated radiotherapy on the parotid gland: an experimental study in Brazilian minipigs. Int Arch Otorhinolaryngol, 17(2), Strzalka, W., &Ziemienowiez, A. (2011). Proliferating cell nuclear antigen (PCNA): a key factor in DNA replication and cell cycle regulation. Annals of Botany, 107, Sugito, T., Mineshiba, F., Zheng, C., Cotrim, A., Goldsmith, C., & Baum, B. (2009). Transient TWEAK overexpression leads to a general salivary epithelial cell proliferation. Oral Dis., 15(1), Sumitomo, S., Hashimura, K., & Mori, M. (1996). Growth pattern of experimental squamous cell carcinoma in rat submandibular glands: an immunohistochemical evaluation. Eur J Cancer B Oral Oncol., 32B(2), Tandon, P. N., Mahajan, R. C., Anand, N., Basu, S. K., Ganguly, N. K., Kamboj, V. P., et al.,. (2000). Guidelines for care and use of animals in scientific research. New Delhi: Indian National Science Academy. 33

313 AL-JAMEAI Academic journal -23- tives, 101(5), Gillespie, K., Kodani, I., Dickinson, D. P., Ogbureke, K. U., Camba, A. M., Wu, M., et al.,. (2008). Effects of oral consumption of the green tea polyphenol EGCG in a murine model for human Sjogren s syndrome, an autoimmune disease. Life Sci., 83(17-18), Henics, T., & Wheatley, D. N. (1999). Cytoplasmic vacuolation, adaptation and cell death: A view on new perspectives and features. Biology of the Cell, 91, Kisby, D. (2003). Nutmeg. Utox Update, 5(4), 1, 2. Leela, N. K. (2008). Chemistry of spices. (B. C. Villupanoor A.Parthasarathy, Ed.) CAB International. Leslie, B. A., & Putney, J. W. (1983). Ionic mechanisms in secretagogue- induced morphological changes in rat parotid gland. The Journal of Cell Biology, 97, Madsen, P., &Celis, J. E. (1985). S-phase patterns of cyclin (PCNA) antigen staining resemble topographical patterns of DNA synthesis. Federation of European Biochemical Societies, 193(1), Malviya, N., Jain, S., Gupta, V. B., & Vyas, S. (2011). Recent studies on aphrodisiac herbs for the management of male sexual dysfunction- A Review. ActaPoloniaePharmaceutica- Drug Research, 68(1), 3-8. Mattioli, T. M., da Silva, S., Gregio, A. M., Machado, M. A., de Lima, A. A., &Azevedo-Alanis, L. R. (2011). The effects of antidepressants and pilocarpine on rat parotid glands: an immunohistochemical study. Clinics, 66(9), Moubarak, R. (2008). The effect of rat parotid salivary glands (histopathological and immunohistochemical study). Cairo Dental Journal, 24(I), Moubarak, R. (2012). Cytotoxic and apoptotic effects of chronic amitriptyline administration on rat parotid salivary glands. Journal of American Science, 8(1), Olaleye, M., Akinmoladun, A. C., &Akindahunsi, A. (2006). Antioxidant properties of Myristicafragrans (Houtt) and its effect on selected organs of albino rats. African Journal of Biotechnology, 5(13), Paunesku, T., Mittal, S., Protic, M., Oryhon, J., Korolev, S. V., Joachimiak, A., et al.,. (2001). Proliferating cell nuclear antigen (PCNA): ringmaster of the genome. Int. J. Radiat. Biol., 77(10), Rivero, E. R., Caliari, M. V., Tarquinio, S. B., Loyola, A. M., & de Aguiar, M. C. (2004). Proliferative activity in oral salivary gland tumors: the role of PCNA and AgNOR assessed by a double staining technique. Journal of Oral 32

314 Immunohistochemical expression of proliferating cell nuclear antigen (PCNA) tenance of the normal architecture and function of the submandibular gland. This also holds true in the parotid gland in the present study. Eventually we believe that, proliferation of cells that occurred in the parotid gland in our present study was in an attempt to form new glandular tissue in order to compensate for the damage caused by the toxic effect of nutmeg. Conclusion From our findings we concluded that: Administration of nutmeg had damaging and teratogenic effects on the parotid glands especially when taken at high doses and for long durations. References: Adjene, J. O. (2010). Histological effects of chronic consumption of nutmeg on the superior colliculus of adult Wistar rats. International Journal of Biomedical and Health Sciences, 6(2), Adjene, J. O., &Nwose, E. U. (2010). Histological effects of long term consumption of nutmeg on the medial geniculate body of adult Wistar rats. North American Journal of Medical Sciences, 2(3), Al-Jumaily, E. F., Al-Amiry, M. H., & Assad, J. I. (2012). Hepatotoxic activity of essential oil from nutmeg (Myristicafragrans) against tetrachlorideinduced hepatic damage in mice. IOSR Journal of Pharmacy and Biological Sciences, 2(6), 1-8. Al-Refai, A. S., Khaleel, A. K., & Ali, S. (2014). The effect of green tea extract on submandibular salivary gland of methotrexate treated albino rats: Immunohistochemical study. J. CytolHistol, 5(2), 1-6. Burford-Mason, A. P., Cummins, M. M., Brown, D. H., MacKay, A. J., &Dardick, I. (1993). Immunohistochemical analysis of the proliferative capacity of duct and acinar cells during ligation-induced atrophy and subsequent regeneration of rat parotid gland. J Oral Pathol Med, 22, Cardoso, W., Denardum, O., Rapoport, A., Araujo, V., &Carvalho, M. (2000). Proliferating cell nuclear antigen expression in mucoepidermoid carcinoma of salivary glands. Sao Paulo Medical Journal, 118(3), Dwivedi, N., Agarwal, A., Raj, V., & Chandra, S. (2013). Histogenesis of salivary gland neoplasms. Indian Journal of Cancer, 50(4), Foley, J., Ton, T., Maronpot, R., Butterworth, B., & Goldsworthy, T. L. (1993). Comparison of Proliferating Cell Nuclear Antigen to Tritiated Thymidine as a marker of proliferating hepatocytes in rats. Environmental Health Perspec- 31

315 AL-JAMEAI Academic journal -23- [Burford-Mason, Cummins, Brown, MacKay, & Dardick, 1993]. In interpreting PCNA immunohistochemistry it is important to note that PCNA expression increases during DNA synthesis that accompanies DNA excision repair. Positive PCNA staining may therefore reflect either cellular proliferation, active DNA repair, or both. [Burford-Mason, Cummins, Brown, MacKay, & Dardick, 1993].We postulated from that point that positive PCNA staining observed in our experimental groups reflected the attempt of the cells to undergo repair to limit the damage caused by nutmeg administration. Burford-Mason et al., [1993] explained that acinar cells, as well as cells at all levels of the duct system, were capable of proliferation under a variety of physiological and experimental conditions. Acinar cells which proliferated rapidly and extensively under conditions of atrophy and during regeneration, might well be at particular risk of neoplastic transformation. Dwivedi et al., [2013] reported that current histogenetic classification of salivary gland tumors was based on the hypothesis that repair and replacement of terminally differentiated components of salivary gland such as duct epithelium and acinar cells were totally dependent on reserve or stem cells. However, the weight of evidence indicated that cell renewal and gland regeneration were functions of each of the various cell types in salivary gland, (i.e., acinar cells), as they formed the bulk of the gland parenchyma, presenting the greatest proportion of cycling cells in rat and human salivary glands. We could get from the previous studies that the risk of neoplastic transformation in the nutmeg treated parotid gland was present which was assured by the appearance of nuclear degenerative changes (e.g. abnormal mitosis, hyperchromatism, etc.) reported in our study. Furthermore, Gillespie et al.,[2008] reported that many of the PCNA-positive cells showed cytoplasmic localization; which simulates our results in subgroups 3 and 4. Cytoplasmic localization of PCNA raises the possibility of inappropriate intracellular trafficking. Consistent with this, some ducts showed immunostaining for PCNA in the lumen, suggesting secretion. This could account, in part, for PCNA being targeted as an autoantigen. Moreover, Al-Refai et al., [2014] stated that the complex relation between cell proliferation, differentiation, and apoptosis is a cardinal feature in main- 30

316 Immunohistochemical expression of proliferating cell nuclear antigen (PCNA) Moubarak [2008] attributed that the dilatation and congestion of the blood vessels might be a part of inflammatory response to bring more blood to the areas of fibrosis or degeneration. This agreed with our study. Presence of inflammatory cells in the C.T. stroma in experimental subgroups 3 and 4 was also detected in the present study. Sections of mice liver treated with 500 mg/kg of nutmeg essential oil for 7 days showed focal area of degeneration and necrosis with infiltration of mononuclear cells and also section of mice liver treated with 1000 mg/kg showed more degenerative changes and necrosis of hepatocyes with focal mononuclear cells infiltration [Al-Jumaily et al., 2012]. In our current study, immunohistochemical results revealed weak +ve immune reaction for PCNA in the control group, while the intensity of PCNA reactivity increased as the duration and dose increased in the experimental groups. These observations were confirmed with statistical analysis of area% of PCNA reaction. Sugito et al., [2009] stated that salivary gland epithelial cells normally divide very slowly. That is why only low levels of PCNA staining were evidentin saline-treated mice. This totally agreed with our results for the control group. In addition to that, Stramandinoli-Zanicotti et al.,[2013] stated that salivary glands have highly differentiated cells and a slow proliferation rate. Moreover, Sumitomo et al.,[1996] reported that PCNA-positive nuclei were rarely observed in the normal glandular parenchyma. Regarding the immunohistochemical results in the experimental groups of this study, the nuclei of the acinar cells revealed moderate +ve PCNA expression in subgroups 1 and 2, while in subgroups 3 and 4 both the nuclei of the acinar cells and the ducts revealed intense +ve PCNA expression. The cytoplasm of the acinar cells also showed weak +ve PCNA expression in subgroups 3 and 4. Quantitatively, the expression of the PCNA protein varies over the course of the cell cycle, elevated levels appearing first during late G l, becoming maximal during S phase, and declining again during G 2 and M phases, accompanied by a corresponding variation in the intensity of immunostaining 29

317 AL-JAMEAI Academic journal -23- previous experiment were due to nutmeg interference, since it had been reported that myristicin obtained from the nutmeg had cytotoxic effects on the body [Adjene J. O., 2010]. Rats in the treated groups of another study also on rat brain, showed some cellular degenerative changes like hypertrophy, sparse cellular population, pyknotic nuclei with some microcystic changes, and vacuolation in the stroma of the treated medial geniculate body relative to those in the control [Adjene et al.,.2010]. The vacuolation process has to be seen as the visible response a cell makes in an attempt to maintain its functional status under stress [Henics & Wheatley, 1999]. Dilatation of the ducts was one of the prominent findings in our study. Both the intercalated and striated ducts were dilated in all experimental groups. Scott et al.,[1999] studied the atrophied rat parotid gland due to duct-ligation and described that the striated ducts appeared to be qualitatively more prominent in the lobules than normally; their basal striations were still maintained in several instances. Intralobular and interlobular collecting ducts appeared dilated. This finding agreed with our study as it was clear that duct dilatation occurred whenever the gland was atrophied or there was impairment in its function as what happened in our study We could understand from the previous study that dilatation of the ducts in our study occurred due to glandular damage and dysfunction caused by nutmeg administration. In addition to vacuolisation and ductal dilatation, presence of congested blood vessels was a very obvious feature in nutmeg treated parotid glands. [Scott, Liu, & Smith, 1999] Reported an increased vascularity in ductligated rat parotid glands. Moreover, Moubarak [2012] detected numerous congested blood vessels engorged with red blood cells. The dilatation and congestion of the blood vessels were attributed to microcirculatory disturbances that developed due to amitriptyline administration that played an important role in glandular degeneration. 28

318 Immunohistochemical expression of proliferating cell nuclear antigen (PCNA) Table 6: Comparison between experimental subgroups (3a and 3b) using student s t-test. (*** highly significant) Table 7: Comparison between experimental subgroups (4a and 4b) using student s t-test. (*** highlysignificant) Discussion The current study revealed varying changes in the glandular architecture including changes in the acini, ducts, connective tissue stroma and blood vessels. These changes varied from one group to another according to the dose administered and the duration of administration of nutmeg extract. One of the prominent features of this study is vacuolisation. Rats given the lowest dose of nutmeg extract (100 mg/kg b.w.) and started to show vacuoles in their acinar cells at about 4 weeks. However, in rats taking the highest dose of nutmeg extract (500 mg/kg b.w.), vacuoles were obvious earlier at the first duration (2 weeks). We noticed in our study that the extent of vacuolisation increased as the duration increased, which coincided with [Leslie & Putney, 1983] who stated that the extent of vacuolisation was time-dependent. The vacuolations observed in the stroma of the superior colliculus in the 27

319 AL-JAMEAI Academic journal -23- Table 2: Comparison between experimental subgroups (1a, 2a, 3a and 4a) using one-way ANOVA. *** (highly significant) Table 3: Comparison between experimental subgroups (1b, 2b, 3b and 4b) using one-way ANOVA. *** (highly significant) Table 4: ): Comparison between experimental subgroups (1a and 1b) using student s t-test.ns (non-significant) Table 5: Comparison between experimental subgroups (2a and 2b) using student s t-test. (*significant) 26

320 Immunohistochemical expression of proliferating cell nuclear antigen (PCNA) Figure (10): Comparison between mean values of area % of PCNA of control group (group A) and experimental subgroups (1a & 1b, 2a & 2b, 3a & 3b and 4a & 4b). Table 1: Mean values of area % of PCNA and std. deviation of control group (group A) and the studied experimental subgroups Group Mean Std. Deviation Control (Group A) Group B (subgroup 1a) Group B (subgroup 1b) Group B (subgroup 2a) Group B (subgroup 2b) Group B (subgroup 3a) Group B (subgroup 3b) Group B (subgroup 4a) Group B (subgroup 4b)

=fi Í à ÿ ^ = È ã à ÿ ^ = á _ n a f = 2 k ÿ ^ = È v 2 ح حم م د ف ه د ع ب د ا ل ع ز ي ز ا ل ف ر ي ح, ه ف ه ر س ة م ك ت ب ة ا مل ل ك ف ه د ا ل و

=fi Í à ÿ ^ = È ã à ÿ ^ = á _ n a f = 2 k ÿ ^ = È v 2 ح حم م د ف ه د ع ب د ا ل ع ز ي ز ا ل ف ر ي ح, ه ف ه ر س ة م ك ت ب ة ا مل ل ك ف ه د ا ل و ت ص ح ي ح ا ل م ف ا ه ي م fi Í à ÿ ^ = È ã à ÿ ^ = á _ n c f = 2 k ÿ ^ = È v ك ت ب ه ع ض و ه ي ئ ة ا ل ت د ر ي س ب ا مل ع ه د ا ل ع ا يل ل ل ق ض ا ء ط ب ع و ق ف فا هلل ع ن ا ل ش ي خ ع ب د ا هلل ا جل د

Διαβάστε περισσότερα

الجزء الثاني: "جسد المسيح الواحد" "الجسد الواحد )الكنيسة(" = "جماعة المؤمنين".

الجزء الثاني: جسد المسيح الواحد الجسد الواحد )الكنيسة( = جماعة المؤمنين. اجلزء الثاين من حبث )ما هو الفرق بني الكلمة اليواننية )سوما )σῶμά بقلم الباحث / مينا سليمان يوسف. والكلمة اليواننية )ساركس σάρξ ((!. الجزء الثاني: "جسد المسيح الواحد" "الجسد الواحد )الكنيسة(" = "جماعة

Διαβάστε περισσότερα

ر ک ش ل ن س ح ن د م ح م ب ن ی ز ن. ل و ئ س م ه د ن س ی و ن ( ی ر ک ش ل &

ر ک ش ل ن س ح ن د م ح م ب ن ی ز ن. ل و ئ س م ه د ن س ی و ن ( ی ر ک ش ل & ن- س ح ی ژ ر ن ا ل ا ق ت ن ا ر د ر ا و ی د ي ر ي گ ت ه ج و د ی ش ر و خ ش ب ا ت ه ی و ا ز و ت ه ج ه ط ب ا ر ل ی ل ح ت ) ر ال ر ه ش ي د ر و م ه ع ل ا ط م ( ي ر ي س م ر گ ي ا ه ر ه ش ر د ن ا م ت خ ا س ل خ

Διαβάστε περισσότερα

Οι 6 πυλώνες της πίστης: Μέρος 6 Πίστη Θειο διάταγμα (Κάνταρ Πεπρωμένο) اإليمان بالقدر. Άχμαντ Μ.Ελντίν

Οι 6 πυλώνες της πίστης: Μέρος 6 Πίστη Θειο διάταγμα (Κάνταρ Πεπρωμένο) اإليمان بالقدر. Άχμαντ Μ.Ελντίν Οι 6 πυλώνες της πίστης: Μέρος 6 Πίστη Θειο διάταγμα (Κάνταρ Πεπρωμένο) الركن السادس من أركان اإليمان بالقدر اإليمان: Άχμαντ Μ.Ελντίν Διπλωματούχος Ισλαμικής Θεολογίας www.islamforgreeks.org Τζαμί «Σάλαφ

Διαβάστε περισσότερα

يئادتبلاا لوألاا فص لل لوألاا يص اردلا لص فلا بل طلا ب تك ةعجارملاو فيلأ تل ب م ق نيص ص ختملا نم قيرف ــه 1435 ـــ 1434 ةعبط م2014 ـــ

يئادتبلاا لوألاا فص لل لوألاا يص اردلا لص فلا بل طلا ب تك ةعجارملاو فيلأ تل ب م ق نيص ص ختملا نم قيرف ــه 1435 ـــ 1434 ةعبط م2014 ـــ للüصف االأول االبتدائي الفüصل الدراSسي ا كتاب الطالب أالول قام بالتÉأليف والمراجعة فريق من المتخüصüصين طبعة 1434 1435 ه 2013 2014 م ح وزارة الرتبية والتعليم 1430 ه فهرسة مكتبة امللك فهد الوطنية أثناء النشر

Διαβάστε περισσότερα

ی ا ک ل ا ه م ی ل ح ر

ی ا ک ل ا ه م ی ل ح ر ل- ال ج ه) ن و م ن م د ر م ت ک ر ا ش م د ر ک و ر ا ب ر ه ش ه د و س ر ف ا ه ت ف ا ب ز ا س و ن ) س و ل ا چ ر ه ش 6 ه ل ح م : د ر و م 1 ل م آ م ظ ع ل ال ج ر و ن د ح ا و م ال س ا د ا ز آ ه ا گ ش ن ا د ر ه

Διαβάστε περισσότερα

AR_2001_CoverARABIC=MAC.qxd :46 Uhr Seite 2 PhotoDisc :έϯμϟ έϊμϣ ΔϟΎϛϮϟ ˬϲϠϨϴϛ. : Ω έύδθϟ ϰϡϋ ΔΜϟΎΜϟ ΓέϮμϟ

AR_2001_CoverARABIC=MAC.qxd :46 Uhr Seite 2 PhotoDisc :έϯμϟ έϊμϣ ΔϟΎϛϮϟ ˬϲϠϨϴϛ. : Ω έύδθϟ ϰϡϋ ΔΜϟΎΜϟ ΓέϮμϟ PhotoDisc :. : "." / /. GC(46)/2 ا ول ا ء ا ر ا و ا آ (٢٠٠١ ا ول/د آ ن ٣١ ) آ ر ا د ا و آ ت د ار ا ه ا ا ا آ ر ر أ ا أذر ن آ ا ر ا ا ر ا ر ا ا ة ا ردن آ ا ر ا و أر ا ر ا آ أ ن ا ر ا ا ر أ ا ر آ ر ا رغ

Διαβάστε περισσότερα

)الجزء األول( محتوى الدرس الددراتالمنتظرة

)الجزء األول( محتوى الدرس الددراتالمنتظرة األعداد العقدية )الجزء األل ) 1 ثانية المنصر الذهبي التأهيلية نيابة سيدي البرنصي - زناتة أكا يمية الدار البيضاء الكبرى األعدا القددية )الجزء األل( األستاذ تباعخالد المستى السنة الثانية بكالريا علم تجريبية

Διαβάστε περισσότερα

(Ptolemy (or Claudius Ptolemaeus or Klaudios Ptolemaios Πτολεμαίος Κλαύδιος, Πτολεμαίος Κλαύδιος) lived in )

(Ptolemy (or Claudius Ptolemaeus or Klaudios Ptolemaios Πτολεμαίος Κλαύδιος, Πτολεμαίος Κλαύδιος) lived in ) األخطاء في القرآن 5 سبع سموات و سبع أ ر ض ين محمد حياني mhd@mohamedtheliar.com الحوار المتمدن - العدد: - 2934 2010 4 / 3 / المحور: العلمانية, الدين, االسالم السياسي راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع لقد

Διαβάστε περισσότερα

استمتع بحياتك. / 1 5.......1 7...2 8...3 10....4 12..5 13.6 15.....7 20...8 22.....9 23.....10 26.11 29...12 31...13 35...!!.14 37...: 100.15 39......16 42...!!.17 51..18 56.......19 60.....20 69..21 72..22

Διαβάστε περισσότερα

ی ن ل ض ا ف ب ی ر غ ن ق و ش ه ی ض ر م ی ) ل و ئ س م ه د ن س ی و ن ( ا ی ن ل ض ا ف ب ی ر غ 1-

ی ن ل ض ا ف ب ی ر غ ن ق و ش ه ی ض ر م ی ) ل و ئ س م ه د ن س ی و ن ( ا ی ن ل ض ا ف ب ی ر غ 1- ر د ی ا ه ل ی ب ق ی م و ق ب ص ع ت ای ه ی ر ی گ ت ه ج و ی ل ح م ت ا ح ی ج ر ت ر ی ث أ ت ل ی ل ح ت و ن ی ی ب ت زابل) ن ا ت س ر ه ش ب آ ت ش پ ش خ ب و ی ز ک ر م ش خ ب : ی د ر و م ه ع ل ا ط م ( ن ا ر ا ی ه

Διαβάστε περισσότερα

ج ن: روحا خل ل ب وج یم ع س ن

ج ن: روحا خل ل ب وج یم ع س ن ک ت ک ج ک ک ره ب ب وس ت ج ن: روحا خل ل ب وج یم ع س ن فهرست ر و و وش 20 21 22 23 24 رت ر د داری! ر ر ر آ ل 25 26 27 28 28 29 ای ع 30 ا ارد ط دی ن وش 34 36 37 38 39 ذوب ن ر گ آ گ ۀ آب اران ع م و د ل 40 41

Διαβάστε περισσότερα

Ακαδημαϊκός Λόγος Εισαγωγή

Ακαδημαϊκός Λόγος Εισαγωγή - سا قوم في هذه المقالة \ الورقة \ الا طروحة بدراسة \ فحص \ تقييم \ تحليل Γενική εισαγωγή για μια εργασία/διατριβή سا قوم في هذه المقالة \ الورقة \ الا طروحة بدراسة \ فحص \ تقييم \ تحليل للا جابة عن هذا

Διαβάστε περισσότερα

Οι 5 πυλώνες της πίστης: Μέρος 2 Πίστη στους αγγέλους

Οι 5 πυλώνες της πίστης: Μέρος 2 Πίστη στους αγγέλους Οι 5 πυλώνες της πίστης: Μέρος 2 Πίστη στους αγγέλους أركان اإلميان - الركن الثاين : اإلميان ابملالئكة Άχμαντ Μ. Ελντίν Διπλωματούχος Ισλαμικής Θεολογίας www.islamforgreeks.org - Τζαμί «Σάλαφ ους Σαάλιχ»

Διαβάστε περισσότερα

S Ô Ñ ª ^ ھ ھ ھ ھ ا حل م د هلل ا ل ذ ي أ ك ر م ا ل ب رش ي ة ة ب م ب ع ث ا ل ر مح ة ا مل ه د ا ة و ا ل ن ع م ة املسداة خرية خ ل ق ا هلل ا ل ن ب ي ا مل ص ط ف ى و ا ل ر س و ل ا مل ج ت ب ى ن ب ي ن ا و إ م

Διαβάστε περισσότερα

الركن الخامس من اركان االيمان اإليمان باليوم

الركن الخامس من اركان االيمان اإليمان باليوم Οι 6 πυλώνες της πίστης: Μέρος 5 Πίστη στην Ημέρα της Κρίσης الركن الخامس من اركان االيمان اإليمان باليوم اآلخر Άχμαντ Μ.Ελντίν Διπλωματούχος Ισλαμικής Θεολογίας www.islamforgreeks.org Τζαμί «Σάλαφ ους

Διαβάστε περισσότερα

ة من ي لأ م و ة بي ال ع ج 2 1

ة من ي لأ م و ة بي ال ع ج 2 1 ج ا م ع ة ن ا ي ف ا أل م ن ي ة ل ل ع ل و م ا ل ع ر ب ي ة = = =m ^ á _ Â ª ^ = I = } _ s ÿ ^ = ^ È ƒ = I = ø _ ^ = I = fl _ Â ª ^ = I = Ó É _ Î ÿ ^ = = =KÉ ^ Ñ ƒ d = _ s Î = Ñ π ` = f = π à ÿ ^ Ñ g ƒ =

Διαβάστε περισσότερα

Εμπορική αλληλογραφία Παραγγελία

Εμπορική αλληλογραφία Παραγγελία - Κάντε μια παραγγελία ا ننا بصدد التفكير في اشتراء... Επίσημη, με προσοχή ا ننا بصدد التفكير في اشتراء... يس ر نا ا ن نضع طلبي ة مع شركتك... يس ر نا ا ن نضع طلبي ة مع شركتك... Επίσημη, με πολλή ευγενεία

Διαβάστε περισσότερα

الركن الثالث من أركان اإليمان: اإليمان بالكتب

الركن الثالث من أركان اإليمان: اإليمان بالكتب Οι 6 πυλώνες της πίστης: Μέρος 3 Πίστη στα βιβλία του Αλλάχ الركن الثالث من أركان اإليمان: اإليمان بالكتب Άχμαντ Μ.Ελντίν Διπλωματούχος Ισλαμικής Θεολογίας www.islamforgreeks.org Τζαμί «Σάλαφ ους Σαάλιχ»

Διαβάστε περισσότερα

Bacaan Doa dan Dzikir serta Taubat pilihan

Bacaan Doa dan Dzikir serta Taubat pilihan ijk Bacaan Doa dan Dzikir serta Taubat pilihan Dibawah ini adalah Dzikir Nabawiyah yang dibaca / diajarkan oleh Rasulullah SAW untuk ummatnya dan Nabi Muhammad SAW menganjurkan untuk diamalkan semua ummatnya.

Διαβάστε περισσότερα

ATLAS green. AfWA /AAE

ATLAS green. AfWA /AAE مج م و ع ة ا لم ن ت ج ا ت K S A ا إل ص د ا ر ا ل د و ل ي ٠ ١ مج م و ع ة ا لم ن ت ج ا ت ٠ ٣ ج و ھ ر ة( ع د ت خ ص ص ة م TENVIRONMENTALLY FRIENDLY PRODUC ح د د ة م ا ل ھ و ي ة و ا ال ب ت ك ا ر و ا ل ط م و

Διαβάστε περισσότερα

www.islamic-invitation.com تعاىل صفات اهلل العهد القديم يف والقرآن الكريم إعداد: راجي رضا اهلل الباحث يف مقارنة األديان مراجعة: أبو كريم املراكشي حقوق الطبع والتوزيع والرتمجة والنقل حمفوظة لكل إنسان ولكن

Διαβάστε περισσότερα

( ) ( ) ( ) ( ) v n ( ) ( ) ( ) = 2. 1 فان p. + r بحيث r = 2 M بحيث. n n u M. m بحيث. n n u = u q. 1 un A- تذآير. حسابية خاصية r

( ) ( ) ( ) ( ) v n ( ) ( ) ( ) = 2. 1 فان p. + r بحيث r = 2 M بحيث. n n u M. m بحيث. n n u = u q. 1 un A- تذآير. حسابية خاصية r نهايات المتتاليات - صيغة الحد العام - حسابية مجمع متتابعة لمتتالية ) ( متتالية حسابية أساسها + ( ) ملاحظة - متتالية حسابية + أساسها ( ) متتالية حسابية S +... + + ه الحد الا ل S S ( )( + ) S ه عدد المجمع

Διαβάστε περισσότερα

المحاضرة 15 التحليل األولي للقياسات اهليدرولوجية

المحاضرة 15 التحليل األولي للقياسات اهليدرولوجية المحاضرة 15 كلي ة الهندسة السنة الثالثة الفصل األول الدكتور:هشام التجار هيدرولوجيا م الضس ز م أدل بعض الدزاضات اهل دز ل د معسف ق ه اهلط ل خالل أشمي قصري ددا هلر احلال ته الشد املطس أنرب بالتال التصس ف

Διαβάστε περισσότερα

ن ا ر ا ن چ 1 ا ی ر و ا د ی ل ع د م ح م ر ی ا ف و ی د ه م ی

ن ا ر ا ن چ 1 ا ی ر و ا د ی ل ع د م ح م ر ی ا ف و ی د ه م ی ه) ع ل ا ط م ی ش ه و ژ ی-پ م ل ع ه م ا ن ل ص ف ) ی ا ه ق ط ن م ی ز ی ر ه م ا ن ر ب ( ا ی ف ا ر غ ج 1396 بهار 2 ه ر ا م ش م ت ف ه ل ا س 111 132- ص: ص ي ر گ ش د ر گ ي ت م ا ق ا ز ك ا ر م د ا ج ي ا ی ا ر

Διαβάστε περισσότερα

ت خ ی م آ ر ص ا ن ع ز ا ن ا گ د ن ن ک د ی د ز ا ب ی د ن م ت ی ا ض ر ی س ر ر ب د

ت خ ی م آ ر ص ا ن ع ز ا ن ا گ د ن ن ک د ی د ز ا ب ی د ن م ت ی ا ض ر ی س ر ر ب د ه ت خ م آ ر ص ا ع ز ا ا گ د ک د د ز ا ب د م ت ا ض ر س ر ر ب د ال م ج ر ب ر گ ش د ر گ ب ا ر ا ز ا ب خالر امر ا ر ا ا ر ه ت ا ر ه ت ه ا گ ش ا د ت ر د م ه د ک ش ا د ا گ ر ز ا ب ت ر د م ه و ر گ ر ا د ا ت س

Διαβάστε περισσότερα

سأل تب ثل لخ ل يسن ل عسل

سأل تب ثل لخ ل يسن ل عسل ي م ي ل بائح ص يق اس ل عن هي ل ل لي صن لسع لأس لث بت ل خل ل نسي لن ش ل سعودي صن ع ل ي م ت نش م ع ل ص ب جب ائح صن يق استث لص من ق ل هي لس ل لي في ل لع بي لسع ي مع م م ل ستث ين ننصح ج يع ل ستث ين ق ل استث

Διαβάστε περισσότερα

أسئلة استرشادية لنهاية الفصل الدراسي الثاني في مادة الميكانيكا للصف الثاني الثانوي العلمي للعام الدراسي

أسئلة استرشادية لنهاية الفصل الدراسي الثاني في مادة الميكانيكا للصف الثاني الثانوي العلمي للعام الدراسي أسئلة استرشادية لنهاية الفصل الدراسي الثاني في مادة الميكانيكا للصف الثاني الثانوي العلمي للعام الدراسي 4102 4102 تذكر أن :1- قانون نيوتن الثاني : 2- في حال كان الجسم متزن أو يتحرك بسرعة ثابتة أوساكن فإن

Διαβάστε περισσότερα

الدورة العادية 2O16 - الموضوع -

الدورة العادية 2O16 - الموضوع - ا 1 لصفحة المركز الوطني ل ت وي واامتحانا والتوجيه اامتحا الوطني ال وحد للبكالوريا NS 6 الدورة العادية O16 - الموضوع - المادة ع و الحياة واأرض مدة اإنجاز الشعبة أو المس شعبة الع و الرياضية " أ " المعامل

Διαβάστε περισσότερα

BINOMIAL & BLCK - SHOLDES

BINOMIAL & BLCK - SHOLDES إ س ت ر ا ت ي ج ي ا ت و ز ا ر ة ا ل ت ع ل ي م ا ل ع ا ل ي و ا ل ب ح ث ا ل ع ل م ي ج ا م ع ة ا ل د ك ت و ر م و ال ي ا ل ط ا ه ر س ع ي د ة - ك ل ي ة ا ل ع ل و م ا ال ق ت ص ا د ي ة ا ل ت س ي ي ر و ا ل ع ل

Διαβάστε περισσότερα

و ر ک ش ر د را ن ندز ما ن تا ا س ی یا را

و ر ک ش ر د را ن ندز ما ن تا ا س ی یا را ی ش ه و ژ پ ی- م ل ع ه م ا ن ل ص ف ) ی ا ه ق ط ن م ی ز ی ر ه م ا ن ر ب ( ا ی ف ا ر غ ج 6931 زمستان 1 ه ر ا م ش م ت ش ه ل ا س 7 3 2-9 4 2 : ص ص ی د ن ب ه ن ه پ و ی ن ا ه ج د ی ش ر و خ ش ب ا ت ن ا ز ی م

Διαβάστε περισσότερα

ا ت س ا ر د ر ا ب غ و د ر گ ه د ی د پ ع و ق و د ن و ر ی ی ا ض ف ل ی ل ح ت ی ه ا ب ل و ت ب ن

ا ت س ا ر د ر ا ب غ و د ر گ ه د ی د پ ع و ق و د ن و ر ی ی ا ض ف ل ی ل ح ت ی ه ا ب ل و ت ب ن ه) د ن س ی و ن ی ش ه و ژ پ ی- م ل ع ه م ا ن ل ص ف ) ی ا ه ق ط ن م ی ز ی ر ه م ا ن ر ب ( ا ی ف ا ر غ ج 7 9 3 1 ن ا ت س ب ا ت 3 ه ر ا م ش م ت ش ه ل ا س 7 9-9 0 1 : ص ص ن ا ت س ا ر د ر ا ب غ و د ر گ ه د ی

Διαβάστε περισσότερα

ٱ ٻ ٻ ٻ شرح كتاب: حتريف أقوال يسوع, ل بارت إيرمان. Misquoting Jesus: The Story Behind Who Changed The Bible And Why

ٱ ٻ ٻ ٻ شرح كتاب: حتريف أقوال يسوع, ل بارت إيرمان. Misquoting Jesus: The Story Behind Who Changed The Bible And Why شرحكتاب: حتريف أقوال يسوع, ل بارت إيرمان... ]1[ ٱ ٻ ٻ ٻ شرح كتاب: حتريف أقوال يسوع, ل بارت إيرمان Misquting Jesus: The Stry Behind Wh Changed The Bible And Why العبد الفقري إىل اهلل أبو املنتصر شاهني امللقب

Διαβάστε περισσότερα

ی ن ا م ز ا س ی ر ت ر ا ت ی و ه ر ی ظ ن ( ن ا ر ظ ن ب ح ا ص و

ی ن ا م ز ا س ی ر ت ر ا ت ی و ه ر ی ظ ن ( ن ا ر ظ ن ب ح ا ص و ف ص ل ن ا م ه ر ه ب ر ی و م د ي ر ي ت آ م و ز ش ي د ا ن ش گ ا ه آ ز ا د ا س ال م ي و ا ح د گ ر م س ا ر س ا ل ه ش ت م ش م ا ر ه 3 پاییز 3931 ص ص -9 9 7 9 ر ا ب ط ه ب ی ن ر ا ه ب ر د ه ا ی م د ی ر ی ت ت

Διαβάστε περισσότερα

بحيث ان فانه عندما x x 0 < δ لدينا فان

بحيث ان فانه عندما x x 0 < δ لدينا فان أمثلة. كل تطبيق ثابت بين فضائين متريين يكون مستمرا. التطبيق الذاتي من أي فضاء متري الى نفسه يكون مستمرا..1.2 3.اذا كان f: R R البرهان. لتكن x 0 R و > 0 ε. f(x) = x 2 فان التطبيق f مستمرا. فانه عندما x

Διαβάστε περισσότερα

شرح كتاب البلبل للطوفي. معالي الشيخ الدكتور =4ò ^=!^=Ñgƒ= f=fiíà ÿ^=ñgƒ =Ú_ Ÿ ÿ^=á_g =ÔÙÎ =Èòƒ =Ú_kÃˇ^Ë=ÔÎ Ÿ ÿ^=qèwgÿÿ=ô Û^Ñÿ^=Ô sÿÿ^=èòƒë

شرح كتاب البلبل للطوفي. معالي الشيخ الدكتور =4ò ^=!^=Ñgƒ= f=fiíà ÿ^=ñgƒ =Ú_ Ÿ ÿ^=á_g =ÔÙÎ =Èòƒ =Ú_kÃˇ^Ë=ÔÎ Ÿ ÿ^=qèwgÿÿ=ô Û^Ñÿ^=Ô sÿÿ^=èòƒë شرح كتاب البلبل للطوفي معالي الشيخ الدكتور =4ò ^=!^=Ñgƒ= f=fiíà ÿ^=ñgƒ =Ú_ Ÿ ÿ^=á_g =ÔÙÎ =Èòƒ =Ú_kÃˇ^Ë=ÔÎ Ÿ ÿ^=qèwgÿÿ=ô Û^Ñÿ^=Ô sÿÿ^=èòƒë / ۱٤۳ ھ تاریخ المحاضرة: / المكان: E۸F=ΩÈ Ÿÿ= gÿgÿ^=i_k =}àè - ٢

Διαβάστε περισσότερα

ANTIGONE Ptolemaion 29Α Tel.:

ANTIGONE Ptolemaion 29Α Tel.: Ενημερώσου για τα τις δράσεις μας μέσα από τη σελίδα του 123help.gr και κάλεσε στο 2310 285 688 ή στείλε email στο info@antigone.gr για περισσότερες πληροφορίες. Get informed on ANTIGONE s activities through

Διαβάστε περισσότερα

( ) [ ] الدوران. M يحول r B و A ABC. 0 2 α فان C ABC ABC. r O α دورانا أو بالرمز. بالدوران r نكتب -* النقطة ' M إلى مثال لتكن أنشي 'A الجواب و 'B

( ) [ ] الدوران. M يحول r B و A ABC. 0 2 α فان C ABC ABC. r O α دورانا أو بالرمز. بالدوران r نكتب -* النقطة ' M إلى مثال لتكن أنشي 'A الجواب و 'B الدران I- تعريف الدران 1- تعريف لتكن O نقطة من المستى المجه P α عددا حقيقيا الدران الذي مرآزه O زايته من P نح P الذي يربط آل نقطة M بنقطة ' M ب: M = O اذا آانت M ' = O - OM = OM ' M O اذا آان - OM ; OM

Διαβάστε περισσότερα

2 - Robbins 3 - Al Arkoubi 4 - fry

2 - Robbins 3 - Al Arkoubi 4 - fry ف ص ل ن ا م ه ر ه ب ر ی و م د ي ر ي ت آ م و ز ش ي د ا ن ش گ ا ه آ ز ا د ا س ال م ي و ا ح د گ ر م س ا ر س ا ل ه ش ت م ش م ا ر ه 3 پاییز 3931 ص ص -6 4 1 1 1 2 ح م ی د ب ر ر س ی ر ا ب ط ه ب ی ن ر ه ب ر ی

Διαβάστε περισσότερα

األهداء الى الشيخ العظيم الجالس على العرش الى السيد األكبر حبيب هللا محمد )صلى هللا عليه واله وسلم( والى األنوار املتعاقبة من بعده الشيوخ

األهداء الى الشيخ العظيم الجالس على العرش الى السيد األكبر حبيب هللا محمد )صلى هللا عليه واله وسلم( والى األنوار املتعاقبة من بعده الشيوخ األهداء الى الشيخ العظيم الجالس على العرش الى السيد األكبر حبيب هللا محمد )صلى هللا عليه واله وسلم( والى األنوار املتعاقبة من بعده الشيوخ السالم( األربعة والعشرين األئمة واملهديين )عليهم الى سيدتنا وسيدة

Διαβάστε περισσότερα

عن ضريق اد ؼاركة, تبدو الص قغة حسب لوقا مبتورة بشؽل مقموس.»أهيا ا ب, لقتؼدس اشؿك. لقلت مؾؽوتك.

عن ضريق اد ؼاركة, تبدو الص قغة حسب لوقا مبتورة بشؽل مقموس.»أهيا ا ب, لقتؼدس اشؿك. لقلت مؾؽوتك. شرحكتاب: حتريف أقوال يسوع, ل بارت إيرمان... ]1[ رشح كتاب: حتريف أقوال يسوع, ل بارت إيرمان Misquoting Jesus: The Story Behind Who Changed The Bible And Why العبد الػؼر إىل اهلل أبو ادترص صاهني ادؾؼب ب التاعب

Διαβάστε περισσότερα

پژ م ی عل ام ه ص لن ف

پژ م ی عل ام ه ص لن ف ی ش ه و ژ پ ی- م ل ع ه م ا ن ل ص ف ی ن ا س ن ا ی ا ی ف ا ر غ ج ر د و ن ی ا ه ش ر گ ن 5931 تابستان م و س ه ر ا م ش م ت ش ه ل ا س ی ر ا س ر ه ش ی ی ا ض ف ی د ب ل ا ک ه ع س و ت ل ی ل ح ت و ی س ر ر ب د ا ژ

Διαβάστε περισσότερα

م ش د ی ج م ن گ ر ب ه م ط ا ف ن ) ل و ئ س م ه د ن س ی و ن ( ی گ ر ز ب

م ش د ی ج م ن گ ر ب ه م ط ا ف ن ) ل و ئ س م ه د ن س ی و ن ( ی گ ر ز ب ش) خ ب ر 4 ف ن ر ا د ی ا پ ه ع س و ت د ر ک ی و ر ا ب ی ر ه ش ل ق ن لو م ح ی ط ی ح م ت س ی ز ت ا ر ث ا ی ب ا ی ز ر ا ) ر ی ال م ر ه ش ی ز ک ر م س م ش د ی ج م ن ا ر ی ا ر ی ال م ر ی ال م د ح ا و ی م ال س

Διαβάστε περισσότερα

If only there were someone to arbitrate between us, to lay his hand upon us both, Job 9:33 (NIV)

If only there were someone to arbitrate between us, to lay his hand upon us both, Job 9:33 (NIV) الم س يح اإل س الم الخ الص وإلھ ي ة Islam, Redemption, and the Deity of Christ ل ي س ب ي ن ن ا م ص ال ح ي ض ع ي د ه ع ل ى ك ل ي ن ا! أي وب ٣٣:٩ If only there were someone to arbitrate between us, to lay

Διαβάστε περισσότερα

Peaceful Co-existence in The Light of Objectives of Sharia h

Peaceful Co-existence in The Light of Objectives of Sharia h GJAT JUNE 2016 VOL 6 ISSUE 1 113 التعايش السلمي في ضوء مقاصد الشريعة اإلسالمية: سريالنكا أنموذجا Peaceful Co-existence in The Light of Objectives of Sharia h Shayuthy Abdul Manas (Corresponding Author)

Διαβάστε περισσότερα

المحاضرة الطبقة احلدية

المحاضرة الطبقة احلدية كلي ة الهندسة السنة الثالثة الفصل األول المحاضرة 7 الدكتور:أمجد زينو ه درول ك 3 الطبقة احلدية مفوىم الطبقة احلدية: ي أخر ضا ٥ ال ذك ك ا جيس بطسع ١ تظ ١ د أ تعسض أل ١ إعاق ١ ي طع صف ر ١ طت ١ أفك ١ ثابت

Διαβάστε περισσότερα

Το παρόν κεφάλαιο περιλαμβάνει τις εξής υποενότητες:

Το παρόν κεφάλαιο περιλαμβάνει τις εξής υποενότητες: Το παρόν κεφάλαιο περιλαμβάνει τις εξής υποενότητες: Ι) ΤΑ ΑΡΑΒΙΚΑ ΓΡΑΜΜΑΤΑ.. 3 ΙΙ) ΤΑ ΦΩΝΗΕΝΤΑ ΚΑΙ ΟΙ ΚΙΝΗΣΕΙΣ.. 7 ΙΙΙ) ΟΙ ΚΙΝΗΣΕΙΣ ΚΑΙ ΤΟ «ΣΟΥΚŌŪΝ» ΜΕ ΤΑ ΑΡΑΒΙΚΑ ΓΡΑΜΜΑΤΑ.. 10 IV) ΔΗΜΙΟΥΡΓΙΑ ΜΙΑΣ ΛΕΞΗΣ..

Διαβάστε περισσότερα

2

2 م ط ا ل ع ه) ف ص ل ن ا م ه ر ه ب ر ی و م د ر ت آ م و ز ش د ا ن ش گ ا ه آ ز ا د ا س ال م و ا ح د گ ر م س ا ر س ا ل ه ف ت م ش م ا ر ه ب ه ا ر 9 3 ص ص -8 3 7 ح س ن ع ل ب ر ر س ر ا ب ط ه م ا ن ر ه ب ر ت ح

Διαβάστε περισσότερα

ص ا د ق ف ص ل ن ا م ه ر ه ب ر ی و م د ي ر ي ت آ م و ز ش ي د ا ن ش گ ا ه آ ز ا د ا س ال م ي و ا ح د گ ر م س ا ر س ا ل ه ش ت م. ش م ا ر ه 1 ب ه ا ر 3 9 3 1 ص ص -2 8 5 9 م ق ا ی س ه م ی ز ا ن ک ا ر ب س ت

Διαβάστε περισσότερα

األستاذ: بنموسى محمد ثانوية: عمر بن عبد العزيز المستوى: 1 علوم رياضية

األستاذ: بنموسى محمد ثانوية: عمر بن عبد العزيز المستوى: 1 علوم رياضية http://benmoussamathjimdocom/ 55:31 5342-3-41 يم السبت : األستاذ: بنمسى محمد ثانية: عمر بن عبد العزيز المستى: 1 علم رياضية إحداثيات نقطة بالنسبة لمعلم - إحداثيات متجهة بالنسبة ألساس: األساس المعلم في الفضاء:

Διαβάστε περισσότερα

هل يوجد تناقض بين وقت تسليم روح المسيح وانشقاق حجاب الهيكل متي 72:

هل يوجد تناقض بين وقت تسليم روح المسيح وانشقاق حجاب الهيكل متي 72: هل يوجد تناقض بين وقت تسليم روح المسيح 15 وانشقاق حجاب الهيكل متي 72: و 51 :78 83 مؤقس 51: و لوقا Holy_bible_1 الشبهة م ت ى ا أل ص ح اح ا لس اب ع و ا ل ع ش ر ون ف ص ر خ ي س وع أ ي ضا ب ص و ت ع ظ يم و أ

Διαβάστε περισσότερα

( ) ( ) ( ) ( ) ( )( ) z : = 4 = 1+ و C. z z a z b z c B ; A و و B ; A B', A' z B ' i 3

( ) ( ) ( ) ( ) ( )( ) z : = 4 = 1+ و C. z z a z b z c B ; A و و B ; A B', A' z B ' i 3 ) الحدة هي ( cm ( 4)( + + ) P a b c 4 : (, i, j ) المستي المرآب منسب إلى المعلم المتعامد المتجانس + 4 حل في مجمعة الا عداد المرآبة المعادلة : 0 6 + من أجل آل عدد مرآب نصع : 64 P b, a أ أحسب (4 ( P ب عين

Διαβάστε περισσότερα

. ) Hankins,K:Power,2009(

. ) Hankins,K:Power,2009( ن و ی س ن د ه) م ط ا ل ع ه) ف ص ل ن ا م ه ع ل م ی- پ ژ و ه ش ی ج غ ر ا ف ی ا ( ب ر ن ا م ه ر ی ز ی م ن ط ق ه ا ی ) س ا ل ه ش ت م ش م ا ر ه 4 پاییز 1397 ص ص : 23-40 و ا ک ا و ی ز ی س ت پ ذ ی ر ی د ر ف ض

Διαβάστε περισσότερα

د ا ر م د و م ح م ر ی ا ر ی ح ب د ی م ح ن ن ا م ر ه ق ا ر ا س د

د ا ر م د و م ح م ر ی ا ر ی ح ب د ی م ح ن ن ا م ر ه ق ا ر ا س د ه) ع ل ا ط م ی ی ا ت س و ر ی ا ه ه ا گ ت ن و ک س ی د ب ل ا ک ی ه ع س و ت ر ب م و د ی ا ه ه ن ا خ ش ق ن ) ک ن و ی ا ت س و ر م ر ی م س ن ا ت س ر ه ش : ی د ر و م 1 ی د ا ر م د و م ح م ر و ن م ا ی پ ه ا گ

Διαβάστε περισσότερα

ر گ ش د ر گ ت ع ن ص ة ع س و ت ر ب ن آ ش ق ن و ی ی ا ت س و ر ش ز ر ا ا ب ت ف ا ب ی ز ا س ه ب )

ر گ ش د ر گ ت ع ن ص ة ع س و ت ر ب ن آ ش ق ن و ی ی ا ت س و ر ش ز ر ا ا ب ت ف ا ب ی ز ا س ه ب ) ی ش ه و ژ یپ م ل ع ه م ا ن ل ص ف ) ی ا ه ق ط ن م ی ز ی ر ه م ا ن ر ب ( ا ی ف ا ر غ ج 1396 بهار 2 ه ر ا م ش م ت ف ه ل ا س 191 209 ص: ص ی ر گ ش د ر گ ت ع ن ص ة ع س و ت ر ب ن آ ش ق ن و ی ی ا ت س و ر ش ز ر

Διαβάστε περισσότερα

د ی ن ا م ز ا س ی د ن و ر ه ش ر ا ت ف ر و ی ر ا ک ی گ د ن ز ت ی ف ی ک ل م ا و ع ن ا ی م و

د ی ن ا م ز ا س ی د ن و ر ه ش ر ا ت ف ر و ی ر ا ک ی گ د ن ز ت ی ف ی ک ل م ا و ع ن ا ی م و Journal of Industrial/Organization Psychology Vol. 3/Issue10/Spring 2012 PP: 25-37 ن ا م ز ا س / ت ع ن ص س ا ن ش ن ا و ر ه م ا ن ل ص ف 1 9 3 1 ر ا ه ب م ه د ه ر ا م ش. م و س ل ا س 5 2-7 3 : ص ص ن ب ر د

Διαβάστε περισσότερα

العهود مع يهود يثرب وتحريم جوفها

العهود مع يهود يثرب وتحريم جوفها ترجمات قسم الدراسات الدينية 20 سبتمبر 2016 سنة جامعة: العهود مع يهود يثرب وتحريم جوفها ر. ب. سرجنت ترجمة: فوزي البدوي All rights reserved 2016 جميع الحقوق محفوظة 2016 1»سن ة جامعة«العهود مع يهود يثرب وتحريم

Διαβάστε περισσότερα

- سلسلة -2. f ( x)= 2+ln x ثم اعط تأويل هندسيا لهاتين النتيجتين. ) 2 ثم استنتج تغيرات الدالة مع محور الفاصيل. ) 0,5

- سلسلة -2. f ( x)= 2+ln x ثم اعط تأويل هندسيا لهاتين النتيجتين. ) 2 ثم استنتج تغيرات الدالة مع محور الفاصيل. ) 0,5 تارين حلل ف دراسة الدال اللغاريتمية السية - سلسلة - ترين ]0,+ [ لتكن f الدالة العددية للمتغير الحقيقي المعرفة على المجال بما يلي f ( )= +ln. (O, i, j) منحنى الدالة f في معلم متعامد ممنظم + f ( ) f ( )

Διαβάστε περισσότερα

الركن الرابع من أركان اإلميان: اإلميان ابلرسل

الركن الرابع من أركان اإلميان: اإلميان ابلرسل Οι 6 πυλώνες της πίστης: Μέρος 4 Πίστη στoυς Προφήτες/Αγγελιοφόρους الركن الرابع من أركان اإلميان: اإلميان ابلرسل Άχμαντ Μ.Ελντίν Διπλωματούχος Ισλαμικής Θεολογίας www.islamforgreeks.org Τζαμί «Σάλαφ ους

Διαβάστε περισσότερα

ا ر ب د. ر ا د د و ج و ط ا ب ت ر ا ی گ د ن ز ر س ن ا ز ی م و ی د ب ل ا ک و ش

ا ر ب د. ر ا د د و ج و ط ا ب ت ر ا ی گ د ن ز ر س ن ا ز ی م و ی د ب ل ا ک و ش ه) د ن س و ن ش ه و ژ پ - م ل ع ه م ا ن ل ص ف ) ا ه ق ط ن م ز ر ه م ا ن ر ب ( ا ف ا ر غ ج 6931 تابستان 3 ه ر ا م ش م ت ف ه ل ا س 9 6 2-24 8 : ص ص ت ال ح م و ص ا ص ت خ ا ا ه ه ل ح م ر د ر ه ش گ د ن ز ر س

Διαβάστε περισσότερα

هل كوكب الصبح المنير المسيح ام

هل كوكب الصبح المنير المسيح ام هل كوكب الصبح المنير المسيح ام 12 الشيطان 14: إشعياء ورؤيا 16 :22 Holy_bible_1 الشبهة لى سؤال حول هذه الفقرة فى سفر أشعياء أشعياء 11 12 14:.أهبط الى الهاوية فخرك رنة اعوادك.تحتك تفرش الرمة وغطاؤك الدود

Διαβάστε περισσότερα

تايضاير و مولع يئاهن Version 1.1 اي ل

تايضاير و مولع يئاهن Version 1.1 اي ل ر ي ا ض ي ا ت نهائي علم Version أ ج ل م ن ب د ا ي ة ح س ن ة ك م ا ل ح ا م د ي 0 الدرجة الثانية... عمميات على الدال... 3 قاعد احلساب على املتباينات... تطبيقات...6 a مع 0 p() = a + b + c p() = a [( + b )

Διαβάστε περισσότερα

äé SGQódG ƒ``fé``ã`dg º`«` à`dg (ägqô``` `ª`dG ΩÉ`` `f) QÉ«àN G è`eé`fôñdg á LGôŸGh «dcéàdéh ΩÉb Ú ü üîàÿg øe jôa á«fé ùfe G Ωƒ dg QÉ ùe

äé SGQódG ƒ``fé``ã`dg º`«` à`dg (ägqô``` `ª`dG ΩÉ`` `f) QÉ«àN G è`eé`fôñdg á LGôŸGh «dcéàdéh ΩÉb Ú ü üîàÿg øe jôa á«fé ùfe G Ωƒ dg QÉ ùe (ägqô``` `ª`dG ΩÉ`` `f) QÉ«àN G è`eé`fôñdg á«fé ùfe G Ωƒ dg QÉ ùe?¼ ± π ± WF³Þ á«fé ùfe G Ωƒ dg QÉ ùe ` ` ` QÉ«àN G èeéfèdg ƒ``fé``ã`dg º`«` à`dg `g1439-1438 á ÑW äé SGQódG jmz G*K jª=ñgg* (ägqô ŸG ΩÉ

Διαβάστε περισσότερα

مدخل لدراسة العقيدة (εισαγωγική μελέτη στο Ισλαμικό δόγμα)

مدخل لدراسة العقيدة (εισαγωγική μελέτη στο Ισλαμικό δόγμα) Εισαγωγή στο Ορθόδοξο Ισλαμικό δόγμα (Ακίντα): Ορισμός, πηγές και αιρέσεις مدخل لدراسة العقيدة (εισαγωγική μελέτη στο Ισλαμικό δόγμα) عقيدة التوحيد ΚΕΦ.1 από το βιβλίο του Αλλάμα Σέηχ Σάλιχ αλ Φαουζάν

Διαβάστε περισσότερα

ي ش ز و م آ ت ي ر ي د م و ی ر ب ه ر ه م ا ن ل ص ف ر ا س م ر گ د ح ا و ي م ال س ا د ا ز آ ه ا گ ش ن ا د 3931 پاییز 3 ه ر ا م ش م ت ش ه ل ا س 1 5-2 6 ص ص ن ا س ا ن ش ر ا ک ه ا گ د ی د ز ا ي ل غ ش ت ي ا ض

Διαβάστε περισσότερα

( D) .( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) الا سقاط M ( ) ( ) M على ( D) النقطة تعريف مع المستقيم الموازي للمستقيم على M ملاحظة: إذا آانت على أ- تعريف المستقيم ) (

( D) .( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) الا سقاط M ( ) ( ) M على ( D) النقطة تعريف مع المستقيم الموازي للمستقيم على M ملاحظة: إذا آانت على أ- تعريف المستقيم ) ( الا سقاط القدرات المنتظرة *- الترجمة المتجهية لمبرهنة طاليس 1- مسقط نقطة مستقيم D مستقيمين متقاطعين يجد مستقيم حيد مار من هذا المستقيم يقطع النقطة يازي في نقطة حيدة ' ' تسمى مسقط نقطة من المستى تعريف )

Διαβάστε περισσότερα

ش ز و م آ ت در م و ر ب ه ر ه م ا ن ل ص ف ر ا س م ر گ د ح ا و م ال س ا د ا ز آ ه ا گ ش ن ا د 6931 پاز 3 ه ر ا م ش م ه د ز ا ل ا س 7 1-3 4 1 : ص ص ن ا م ل ع م نن ن ا م ز ا س د د د ن و ر ه ش ر ا ت ف ر ج ن

Διαβάστε περισσότερα

Relationship between Job Stress, Organizational Commitment and Mental Health

Relationship between Job Stress, Organizational Commitment and Mental Health Journal of Industrial/Organization Psychology Vol. 3/Issue12/Autumn 2012 PP: 9-19 ف ص ل ن ا م ه ر و ا ن ش ن ا ص ن ع ت / ا ز م ا ن ا ل و م. ش م ا ر ه د و ا ز د ه م پاز 1931 ص ص : -19 9 ب ر ر ر ا ب ط ه ب

Διαβάστε περισσότερα

ه ش ر ا د ی ا پ ت ال ح م د ر ک ی و ر ر ب د ی ک ا ت ا ب ی ر ه ش ت ال ح م ی ر ا د ی ا پ ش ج ن س )

ه ش ر ا د ی ا پ ت ال ح م د ر ک ی و ر ر ب د ی ک ا ت ا ب ی ر ه ش ت ال ح م ی ر ا د ی ا پ ش ج ن س ) ه) د ن س ی و ن د) ر و م ی ش ه و ژ پ ی- م ل ع ه م ا ن ل ص ف ) ی ا ه ق ط ن م ی ز ی ر ه م ا ن ر ب ( ا ی ف ا ر غ ج تابستان ه ر ا م ش م ت ف ه ل ا س - : ص ص ری ه ش ر ا د ی ا پ ت ال ح م د ر ک ی و ر ر ب د ی ک

Διαβάστε περισσότερα

Website:http://journals.iau-garmsar.ac.ir

Website:http://journals.iau-garmsar.ac.ir ه ب د ن و ا د خ م ا ن ه د ن ش خ ب ن ا ب ر ه م ف ص ل ن ا م ه ع ل م - پ ژ و ه ش ر ه ب ر و م د ير ي ت آ م و ز ش ي د ا ن ش گ ا ه آ ز ا د ا س ال م ي و ا ح د گ ر م س ا ر ب ه ا س ت ن ا د م ص و ب ا ت ک م س و

Διαβάστε περισσότερα

1/ الزوايا: المتت امة المتكاملة المتجاورة

1/ الزوايا: المتت امة المتكاملة المتجاورة الحصة األولى الز وايا القدرات المستوجبة:* تعر ف زاويتين متكاملتين أو زاويتين متتام تين. * تعر ف زاويتين متجاورتين. المكتسبات السابقة:تعريف الزاوية كيف نستعمل المنقلة لقيس زاوية كيف نرمز للزاوية 1/ الزوايا:

Διαβάστε περισσότερα

Tronc CS Calcul trigonométrique Cours complet : Cr1A Page : 1/6

Tronc CS Calcul trigonométrique Cours complet : Cr1A Page : 1/6 1/ وحدات قياس زاوية الدرجة الراديان : (1 العلقة بين الدرجة والراديان: I الوحدة الكأثر استعمال لقياس الزوايا في المستويات السابقة هي الدرجة ونعلم أن قياس الزاوية المستقيمية هو 18 rd هناك وحدة لقياس الزوايا

Διαβάστε περισσότερα

ا عداد: Dr. Kabiru Goje. Faculty of Quranic and Sunnah Studies University Sains Islam Malaysia (USIM)

ا عداد: Dr. Kabiru Goje. Faculty of Quranic and Sunnah Studies University Sains Islam Malaysia (USIM) الا ثارالواردةعنعمربنالخطاب- رضياللهعنه- فيبيعالمضاربة:دراسة تحليلية فيضوءالا قتصادالمعاصر ا عداد: Dr. Kabiru Goje Faculty of Quranic and Sunnah Studies University Sains Islam Malaysia (USIM) Email: kabiru@usim.edu.my

Διαβάστε περισσότερα

وزارة التربية التوجيه العام للرياضيات العام الدراسي 2011 / 2010 أسئلة متابعة الصف التاسع الكتاب األول

وزارة التربية التوجيه العام للرياضيات العام الدراسي 2011 / 2010 أسئلة متابعة الصف التاسع الكتاب األول وزار التري التوي العام للرياضيات العام الراي 0 / 00 ئل متاع الف التاع الكتا الول الفل الول : العالق والتطيق وال : الئل المقالي عر عن المموعات التالي ذكر الف المميز 7 8 6 0 ع 8 ك عر عن المموعات التالي ذكر

Διαβάστε περισσότερα

ر ی د م ی د ه م ن ر ی د م ن ا س ح ا ن

ر ی د م ی د ه م ن ر ی د م ن ا س ح ا ن ز ا س م ه ی ر ا م ع م ی ح ا ر ط و ی م ی ل ق ا ش ی ا س آ ی ا ه ص خ ا ش ی س ر ر ب ن ا ج ن ز ر ه ش م ی ل ق ا ا ب ی ر ی د م ی د ه م ن ا ر ی ا ن ا ر ه ت ر ت ش ا ک ل ا م ی ت ع ن ص ه ا گ ش ن ا د ی ر ه ش ی ز ی

Διαβάστε περισσότερα

Website:http://journals.iau-garmsar.ac.ir

Website:http://journals.iau-garmsar.ac.ir ه ب د ن و ا د خ م ا ن ه د ن ش خ ب ن ا ب ر ه م ف ص ل ن ا م ه ع ل م ی - پ ژ و ه ش ی ر ه ب ر ی و م د ير ي ت آ م و ز ش ي د ا ن ش گ ا ه آ ز ا د ا س ال م ي و ا ح د گ ر م س ا ر ب ه ا س ت ن ا د م ص و ب ا ت ک

Διαβάστε περισσότερα

ت س ا ه د ش ن.

ت س ا ه د ش ن. ش ز و م آ ت در م و ر ب ه ر ه م ا ل ص ف ر ا س م ر گ د ح ا و م ال س ا د ا ز آ ه ا گ ش ا د 6931 پاز 3 ه ر ا م ش م ه د ز ا ل ا س 9 6-6 8 : ص ص م ال س ا ر و ه م ج ر د ا م ل ع م ر ا ج ه د ه ع ت ا ب ه ت س ب م

Διαβάστε περισσότερα

ر ه ش ت ی ر ی د م ه ب ن ا د ن و ر ه ش د ا م ت ع ا ن ا ز ی م ی ب ا ی ز ر ا )

ر ه ش ت ی ر ی د م ه ب ن ا د ن و ر ه ش د ا م ت ع ا ن ا ز ی م ی ب ا ی ز ر ا ) ه) ن و م ن ی ش ه و ژ پ ی- م ل ع ه م ا ن ل ص ف ی ن ا س ن ا ی ا ی ف ا ر غ ج ر د و ن ی ا ه ش ر گ ن 1396 بهار م و د ه ر ا م ش م ه ن ل ا س ی ر ه ش ت ی ر ی د م ه ب ن ا د ن و ر ه ش د ا م ت ع ا ن ا ز ی م ی ب ا

Διαβάστε περισσότερα

ق ارءة ارفدة في نظرية القياس ( أ )

ق ارءة ارفدة في نظرية القياس ( أ ) ق ارءة ارفدة في نظرية القياس ( أ ) الفصل األول: مفاهيم أساسية في نظرية القياس.τ, A, m P(Ω) P(Ω) فيما يلي X أو Ω مجموعة غير خالية مجموعة أج ازئها و أولا:.τ τ φ τ الحلقة: τ حلقة واتحاد أي عنصرين من وكذا

Διαβάστε περισσότερα

رغم الشكل اللغوي البشري

رغم الشكل اللغوي البشري األقنوم إستعالن إهلي رغم الشكل اللغوي البشري دكتور جورج حبيب بباوي 2018 w w w. c o p t o l o g y. o r g 2 كانت دراسيتيتيتيتيتيتيتيتيتيتيتيتيتيت ات املقارنة ق ب أت ب روس ا قمص إبراهيم عطية م ير ا ك ية اإلك

Διαβάστε περισσότερα

سر االعت ارف الكتابي. Holy_bible_1 26\4\2018 رسالة يعقوب 5: وبناء عليه يهاجموا سر االعت ارف ويقولوا عليه ليس كتابي.

سر االعت ارف الكتابي. Holy_bible_1 26\4\2018 رسالة يعقوب 5: وبناء عليه يهاجموا سر االعت ارف ويقولوا عليه ليس كتابي. سر االعت ارف الكتابي Holy_bible_1 26\4\2018 يقول البعض من االحباء ان االعت ارف هو ان نعترف بعضنا لبعض بالزالت وليس على يد كاهن 16 رسالة يعقوب 5: ا ع ت ر ف وا ب ع ض ك م ل ب ع ض ب الز ال ت و ص ل وا ب ع ض

Διαβάστε περισσότερα

( ) تعريف. الزوج α أنشطة. لتكن ) α ملاحظة خاصية 4 -الصمود ليكن خاصية. تمرين حدد α و β حيث G مرجح

( ) تعريف. الزوج α أنشطة. لتكن ) α ملاحظة خاصية 4 -الصمود ليكن خاصية. تمرين حدد α و β حيث G مرجح . المرجح القدرات المنتظرة استعمال المرجح في تبسيط تعبير متجهي إنشاء مرجح n نقطة 4) n 2 ( استعمال المرجح لا ثبات استقامية ثلاث نقط من المستى استعمال المرجح في إثبات تقاطع المستقيمات استعمال المرجح في حل

Διαβάστε περισσότερα

نگرشهاي دانشيار چكيده سطح آبه يا گرفت. نتايج

نگرشهاي دانشيار چكيده سطح آبه يا گرفت. نتايج فصلنامه علمي-پژوهشي نو در جغرافياي انساني نگرشهاي 395 سال هشتم شماره چهارم پاييز روش (AHP) و مدل مكانيابي صنايع كارخانهاي با منطق فازي در شهرستان سبزوار كيخسروي قاسم بهشتي تهران اايران دكتري اقليم شناسي

Διαβάστε περισσότερα

Benar sekali Allah memberi informasi dalam Quran dan lebih-lebih melalui lisan RasulNya Muhammad SAW tentang siksa dan nikmat kubur.

Benar sekali Allah memberi informasi dalam Quran dan lebih-lebih melalui lisan RasulNya Muhammad SAW tentang siksa dan nikmat kubur. ( ijk Assalamu 'Alaikum Wr.Wb. Pak Dasrul, Benar sekali Allah memberi informasi dalam Quran dan lebih-lebih melalui lisan RasulNya Muhammad SAW tentang siksa dan nikmat kubur. Kepada Fir'un di dalam kuburnya

Διαβάστε περισσότερα

ا سرة في ا سلام إلا مع ذي محرم». أ.د/ أحمد عمر هاشم (*) الزوج. المحرم ١٤٣٩ ه - أكتوبر ٢٠١٧ م

ا سرة في ا سلام إلا مع ذي محرم». أ.د/ أحمد عمر هاشم (*) الزوج. المحرم ١٤٣٩ ه - أكتوبر ٢٠١٧ م ا سرة في ا سلام «لا يخلو ن أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم» من التشريعات الا سلامية لصيانة البيت المسلم: تحريم الخ لوة بالا جنبية منع ا لوساوس الشيطان وإبعاد ا لهواجس النفس الا مارة بالسوء فقد جاء في الصحيحين:

Διαβάστε περισσότερα

: 3 - هح ه ق کچ:ل لص 6 هح : لص ء : لص هج : چ لص 2

: 3 - هح ه ق کچ:ل لص 6 هح : لص ء : لص هج : چ لص 2 : ( : ) : 1390 1 3 6 ح - ق : ل:چک صل ح : صل ء : صل ج : صل چ 2 صل ل: : چک ال ضخ 01 ژ ك ج 01-01 ج ط ل چ ث C( ( عB الل DNA ك خ ژ چ حص ال حص ال ث ء حص ال چ ث ط غذ ج ال ك ع كل غذ ع خ غ ذ خ ال ة حق ق ال ث ح

Διαβάστε περισσότερα

م ح ق ق س ا خ ت ه () ک ا ر ش ن ا س- ف ص ل ن ا م ه ر ه ب ر ی و م د ي ر ي ت آ م و ز ش ي د ا ن ش گ ا ه آ ز ا د ا س ال م ي و ا ح د گ ر م س ا ر س ا ل ه ش ت م. ش م ا ر ه 1 ب ه ا ر 3 9 3 1 ص ص -8 6 1 1 3 4 1

Διαβάστε περισσότερα

ک ک ش و ک ن ا ی ن ا م ح ر ی د ه م ن

ک ک ش و ک ن ا ی ن ا م ح ر ی د ه م ن ی ش ه و ژ پ ی- م ل ع ه م ا ن ل ص ف ی ن ا س ن ا ی ا ی ف ا ر غ ج ر د و ن ی ا ه ش ر گ ن 1395 زمستان ل و ا ه ر ا م ش م ه ن ل ا س ع ی ا ن ص ر ب د ی ک أ ت ا ب ی ی ا ت س و ر ی ن ی ر ف آ ر ا ک ه ع س و ت ی و ر

Διαβάστε περισσότερα

[ ] [ ] ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) I و O B بالنسبة ل AC) ( IO) ( بالنسبة C و S M M 1 -أنشطة: ليكن ABCD معين مرآزه O و I و J منتصفي

[ ] [ ] ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) I و O B بالنسبة ل AC) ( IO) ( بالنسبة C و S M M 1 -أنشطة: ليكن ABCD معين مرآزه O و I و J منتصفي O ( AB) تحيلات في المستى القدرات المنتظرة - التعرف على تقايس تشابه الا شكال استعمال الا زاحة التحاآي التماثل. - استعمال الا زاحة التحاآي التماثل في حل مساي ل هندسية. [ AD] التماثل المحري التماثل المرآزي

Διαβάστε περισσότερα

يط... األعداد المركبة هذه التمارين مقترحة من دورات البكالوريا من 8002 إلى التمرين 0: دورة جوان 8009 الموضوع األول التمرين 8: دورة جوان

يط... األعداد المركبة هذه التمارين مقترحة من دورات البكالوريا من 8002 إلى التمرين 0: دورة جوان 8009 الموضوع األول التمرين 8: دورة جوان األعداد المركبة 800 هذه التمارين مقترحة من درات البكالريا من 800 إلى 800 المضع األل التمرين 0: حل في مجمعة األعداد المركبة المعادلة: = 0 i ( + i) + نرمز للحلين ب حيث: < ( عدد حقيقي ) 008 - بين أن ( المستي

Διαβάστε περισσότερα

مارس 2013 ك ن ث م. ك من

مارس 2013 ك ن ث م. ك من مارس 2013 ك ن ث م. ك من بحث البيانات 1 تتضمن مرحلة أل ى من بحث مجم عة ب انات أنشطة ع ة بعضها تم تغط ته جلسات ت ر ب ة سابقة تأك من متغ ر ت ع حاالت ما ه ألسئلة ت س تم طرحها هل هناك ستبانة ضحة ذ ت ت ز ع أساس

Διαβάστε περισσότερα

Engineering Economy. Week 12

Engineering Economy. Week 12 Egieerig Ecoomy Week Depreciatio Methods شرح النوت فيديو متوفر على قناتكم HS Egieers نوت اإلكونومي تتكون النوت من عشرة أجزاء. يحتوي نوت كل أسبوع على شرح وحلول ألمثلة وتمارين من هوموركات وامتحانات سابقة.

Διαβάστε περισσότερα

Προσωπική Αλληλογραφία Επιστολή

Προσωπική Αλληλογραφία Επιστολή - Διεύθυνση Κυρ. Ιωάννου Οδ. Δωριέων 34 Τ.Κ 8068, Λάρνακα Ελληνική γραφή διεύθυνσης: Όνομα Παραλήπτη Όνομα και νούμερο οδού Ταχυδρομικός κώδικας, Πόλη. السي د ا حمد رامي ٣٣٥ شارع الجمهوري ة القاهرة ١١٥١١

Διαβάστε περισσότερα

ر ا د م ن ا ر ی د م ب ا خ ت ن ا د ن ی آ ر ف و د ا د ع ت س ا ت ی ر ی د م ه ط ب ا ر ی س ر ر ب ز ر ب ل ا ن ا ت س ا ن ا ش و ه ز ی ت 2

ر ا د م ن ا ر ی د م ب ا خ ت ن ا د ن ی آ ر ف و د ا د ع ت س ا ت ی ر ی د م ه ط ب ا ر ی س ر ر ب ز ر ب ل ا ن ا ت س ا ن ا ش و ه ز ی ت 2 ي ش ز و م آ ت ي ر ي د م و ی ر ب ه ر ه م ا ن ل ص ف ر ا س م ر گ د ح ا و ي م ال س ا د ا ز آ ه ا گ ش ن ا د 3931 پاییز 3 ه ر ا م ش م ت ش ه ل ا س 9-29 ص ص 1 ی م ی ر ک ر و پ د ا و ج ا ر ا س س ر ا د م ن ا ر ی

Διαβάστε περισσότερα

تنبيه إنم ا تعب ر ع ن آراء أصحابه ا وال تعبر باألس اس عن رأي األمان ة العامة ل دور وهيئ ات اإلفت اء ف ي العالم.

تنبيه إنم ا تعب ر ع ن آراء أصحابه ا وال تعبر باألس اس عن رأي األمان ة العامة ل دور وهيئ ات اإلفت اء ف ي العالم. تنبيه األبح اث التي تنش ر في ه ذه المجلة إنم ا تعب ر ع ن آراء أصحابه ا وال تعبر باألس اس عن رأي األمان ة العامة ل دور وهيئ ات اإلفت اء ف ي العالم. مجلة األمانة العامة لدور وهيئات اإلفتاء في العالم مجلة

Διαβάστε περισσότερα

Website:http://journals.iau-garmsar.ac.ir

Website:http://journals.iau-garmsar.ac.ir ه ب د ن و ا د خ م ا ن ه د ن ش خ ب ن ا ب ر ه م ف ص ل ن ا م ه ع ل م ی - پ ژ و ه ش ی ر ه ب ر ی و م د ير ي ت آ م و ز ش ي د ا ن ش گ ا ه آ ز ا د ا س ال م ي و ا ح د گ ر م س ا ر ب ه ا س ت ن ا د م ص و ب ا ت ک

Διαβάστε περισσότερα

ا و ن ع ه ب ن آ ز ا ه ک ت س ا ی ی ا ه ی ن و گ ر گ د ه ب ط و ب ر م ر ص ا ح م ی م ل ع ث ح ا ب م ی ا ه ه ی ا م ن و ر د ز ا ی ک ی ی

ا و ن ع ه ب ن آ ز ا ه ک ت س ا ی ی ا ه ی ن و گ ر گ د ه ب ط و ب ر م ر ص ا ح م ی م ل ع ث ح ا ب م ی ا ه ه ی ا م ن و ر د ز ا ی ک ی ی ه) ع ل ا ط م 5 9 ن ا ت س م ز / چهارم شماره / دهم سال شناختی جامعه پژوهشهای Journal of Sociological Researches, 2016 (Winter), Vol.10, No.4 ن د ب مدیریت و ن د ش نی ا ه ج بین ه ط ب ا ر تی خ ا ن ش ه ع م ا

Διαβάστε περισσότερα

Keywords: TRIZ, Creative Thinking, Scientific Thinking, Problem Solving, Innovation

Keywords: TRIZ, Creative Thinking, Scientific Thinking, Problem Solving, Innovation Journal of Industrial/Organization Psychology Vol. 4/Issue15/Summer 2013 PP: 87-100 ف ص ل ن ا م ه ر و ا ن ش ن ا س ص ن ع ت / س ا ز م ا ن س ا ل چ ه ا ر م. ش م ا ر ه پ ا ن ز د ه م تابستان 2931 ص ص : 1-0 0

Διαβάστε περισσότερα

1. Dwyer et al., 2. Beugre et al.,

1. Dwyer et al., 2. Beugre et al., ك) ب س ن ا م ز ا س گ ن ه ر ف زش و م آ ت در م و ر ب ه ر ه م ا ن ل ص ف ر ا س م ر گ د ح ا و م ال س ا د ا ز آ ه ا گ ش ن ا د 6 9 3 1 ن ا ت س م ز 4 ه ر ا م ش م ه د ز ا ل ا س 3 7-8 9 : ص ص ت ا ر ا د ا ر د ن ا

Διαβάστε περισσότερα