íè ^i ÓŠÖ]æ Ñ] æù] íß

Transcript

1 < < < < < < < <íé¹^ãö]<^éïè Êc<íÃÚ^q ê{{ïè Êý] ê{{úø ý] ˆ{{Ò ¹] íéþ^šþý] ì ^ ] ð^ße» å æ æ Üè ÓÖ] áa Ï Ö ê¹^ãö] ³ö¹] < <DäÖæˆÞ<î Â<^ğ Þ Î<DMPE< æ Ú<íf ^ß²E < <<ÝNLMM< ÛŠè <MS<I<MQ<ÐÊ]ç¹]<H<{âMPOO<Ý <<NN<I<NL < <á] çšö]<i<ýç ] < < íè ^i ÓŠÖ]æ Ñ] < <DÙæù]<h^jÓÖ]E ÜéÛ jö]æ ËÖ] t] }ý] < < <áæ ^â< ] fâ<ñæ ^Ê<Ñ ^ <<Vƒ^j ù] <í é çö]< Û <à Ö] fâ<vƒ^j ù] < < < ÍøÇÖ] ÜéÛ i < Úù]< é Ö] < < < <ÝNLMM< ÛÊçÞ<K< ﻫ MPOO<<Ý

2 < < < < < <íè ^i ÓŠÖ]æ<Ñ] æù]<íß < < < <J<ğ^Šéñ < << <<< éã < _< ÛÂ<K çjò Ö] ( ١ Jğ^eæ^ßÚ<ğ^Šéñ < <àš ]<Üé ] fâ<ýçéïö] fâ<k çjò Ö] ( ٢ < <J<ğ]ç Â< << < ]<å^q< Û <Ù^ÛÒ<K çjò Ö] ( ٣ < <ğ]ç Â< <<< Û < ^ÏÖ] fâ< Û <K çjò Ö] ( ٤ J<ğ]ç Â< << <Œ^Ê çe_< é <Ì çè<k çjò Ö] ( ٥ J<ğ]ç Â< << < Úù]< Û <Ü jã¹]<k çjò Ö] ( ٦ J<ğ] ÏÚ<ğ]ç Â< << <áæ ^â< ] fâ<ñæ ^Ê<Ñ ^ <Kƒ^j ù] ( ٧ < <J<ğ]ç Â< << << <<< _<ê Â<êÞ^ÛŠÖ] ( ٨

3 < < < D_E< < <l^èçj ] < < ívë Ö] ÜÎ < <_ <h <t <<<NU< <M<< <<<<MMN<I<<OM <<<MPU<<IMMO <<MUR< <MQM <NOM< <MUS <<NRM< <NOO <<NUT< <NRO Åç{{{ ç{{{{{{¹] א א א א א א א א א E א J K F א א א E א א K K F א א א א E א א K F א א א א א א K F אJ E א א א א א א K F א אJ E א א א א א W F אE א א א E א K ) א Ý JM JN JO JP JQ JR JS JT JU JML < <

4 DhE< Vh^jÓÖ] íú ÏÚ نضع بين يديك- عزيزي القاريء- هذه المجموعة من الا وراق العلمية التي كتبت با قلام متنوعة قد تكون مختلفة في تناولها للقضايا التي تطرحها لكن يجمعها ا نها تصب في بحيرة واحدة تمثل محاور المو تمر العالمي للقرا ن الكريم ودوره في الحضارة الا نسانية الذي تداعت له ا قلام الباحثين بمختلف مشاربهم وتخصصاتهم. الحق ا ن هذه الا وراق المشار ا ليها ما كان لها ا ن تكون بهذه الصورة التي عليها الا ن لولا اجتيازها لعدد من المحطات التي تا تي في مقدمتها تحكيم مستخلصها وا عادة تحريرها عبر لجنة مختصة ومن ثم تحكيم الورقة نفسها عبر لجنة مختصة ا يضا ومن ثم تصحيحه ا لغوي ا بواسطة لغوي متميز في مضمار التدقيق اللغوي. ارتكاز ا على ذلك ندرك مدى الجهد الذي بذل في ا عداد محتويات هذا المجلد من الا وراق العلمية التي نا مل ا ن تقع موقع ا حسن ا عند القر اء فذاك ما نصبو ا ليه واالله ولي التوفيق.

5 DtE< < < < <h^jóö]<üè Ïi < < א א א א א א א א א K א א א א א א א א א א א K א א א א א א א א א א { א א א א א א א א א א א K א א א א K א א א א א א א א א א א א א א K א א א א א א א א א א א א א א א א א א K א א א א א א א א א א א א א א א א K?א א א? א א א א K א א א א א א א K א א א K א א א

6 D E< א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א K א א א א א א א א א א א א א א א א א א א K א א א א א א א א א א א א א א א? א? א K א א א א א א א א א א K א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א א K א א א א א א K א א واالله ولي التوفيق < < _< Û <êóú<àšu<k çšéêæ e şíé¹^ãö]<^éïè Êc<íÃÚ^q< è Ú

7 ë éuçjö< ÓË Ö<íéÞa ÏÖ]< ù] ë éuçjö] ÓË Ö íéþa ÏÖ] ù] ÝøÓÖ] Ü Âæ ì éïãö] Œ ] ¹ Üè ÓÖ] áa ÏÖ]» êû ÃÖ] ØÏÃÖ] ð^ße» íè éuçjö] íèõ Ö] è éuçjö] íèõ Ö] V V VÙæù] ç ] DÜè ÓÖ] áa ÏÖ]» ì éïãö] éuçie V ] Âc < <<êi^}^q<ü ^Î< çjò Ö] < <íéþ^šþý]<ýç ÃÖ]æ<h] û]<íé Ò<I<íée ÃÖ]<íÇ Ö]<ÜŠÏe< Â^ŠÚ<ƒ^j _ < <Ù^ÇߊÖ]<I< ^Ò] < <hçq<^jþ_< é <íãú^q khdiakhate@hotmail.com ١

8 êi^}^q<ü ^Î J VovfÖ] ~ Ú تهدف هذه الورقة ا لى ا لقاء الضوء على الا سس القرا نية التي استند عليها علماء ا هل السنة والمعتزلة وغيرهما في ا ثناء قيامهم ببناء ا فكارهم وا راي هم في مجالات العقيدة والتوحيد وتتضمن الورقة مبحثا في الا لهيات ي عنى بقضايا ا سماء االله وصفاته وبالا يات التي تدل عليها ويرجع ا ليها العلماء في تعريفهم ا نواع التوحيد المختلفة ومبحثا في النبوات يح لل شخصية النبي ورسالته ومسي ولياته على ضوء المعطيات القرا نية ومبحثا في السمعيات يعالج ا حوال الموت والقبر والحشر والنشر والحساب والعقاب والثواب وا حداث القيامة. RESUME La présente communication tente d expliquer les fondements coraniques de la pensée monothéiste de grandes écoles de la théologie scolastique musulmane, et plus particulièrement les Sunnites, les Mutazilites et les khâridjites. Le Coran constitue le plus important référentiel des Docteurs musulmans dont la doctrine monothéiste tourne essentiellement autour des Noms et Attributs divins, des prophètes ainsi que leurs missions, et des questions eschatologiques. Les procédés utilisés par ces Docteurs pour démontrer la pertinence de leurs réflexions sur les questions traitées et leur conformité avec les données coraniques en la matière, sont examinés et largement expliqués dans ce travail. ٢

9 ë éuçjö< ÓË Ö<íéÞa ÏÖ]< ù] VíÚ Ï¹] نقرا في مستهل هذه الورقة ا يتين في بداية سورة الفرقان (١ و ٢) تعب ران عن مكانة القرا ن وا همية النبوة وشمولية التوحيد قال تعالى: بسم االله الرحمن الرحيم «ª m ± Á À ¾ ½ ¼» º ¹ µ ³ ² l à  [الفرقان: ١.[٢ فالقرا ن الكريم هو المصدر الري يس للفكر الا سلامي وقد كان مصدر التشريع للا مة والمرجع الا ساسي لها في حياة النبي صلى االله عليه وسلم وفي عصر الخلافة الراشدة ولما ا راد المسلمون ح قن دماي هم في ا ثناء معركة ص فين التي ا شعلتها نار الفتنة الكبرى التي اندلعت بعد مقتل ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان دعوا ا لى الاحتكام بكتاب االله وظل القرا ن الكريم يشكل محور المناظرات التي دارت بين رابع الخلفاء الراشدين علي بن ا بي طالب وفرق الخوارج المنشقة من معسكره وجرت الا مور على نفس المنوال مع الفرق ومدارس التوحيد وعلم الكلام التي نشا ت وتطورت بعد ذلك في العصرين الا موي والعباسي. ثم اتسعت فيما بعد رقعة المساي ل التي و ض عت على بساط البحث وا دخل فيها شعوب البلاد المفتوحة فنونا وا نماطا من النقاش والجدل لم تكن معروفة قبل ذلك في الجزيرة العربية. وقد احتلت معطيات القرا ن الكريم الصدارة في صياغة الحجج التي استند عليها علماء العقيدة وعلم الكلام للبرهنة على وجاهة ا راي هم وارتكازها على قواعد ا سلامية صحيحة. و تثير ا شكالية هذا البحث تساو لات حول الا سس القرا نية التي بنى عليها العلماء المذكورون مفاهيمهم للتوحيد والعقيدة وحول المناهج والا ساليب التي استعملوها لتحقيق ا غراضهم وكذلك الا سباب التي دفعتهم ا لى ذلك وسنمع ن النظر في ا وجه الشبه ا و الاختلاف الكامنة في ا راي هم وا فكارهم وسنح لل سبل معالجتهم ٣

10 êi^}^q<ü ^Î J وفهمهم لا يات التوحيد والعقيدة الواردة في القرا ن الكريم. وسنتناول في هذه الدراسة ثلاثة مباحث ري يسة وهي: مبحث الا لهيات ومبحث النبوات ومبحث السمعيات. ٤ Vl^é ý] VÙæù] ovf¹] والا لهيات التي ندرسها في هذا الا طار عبارة عن: "علم يبحث عن االله وما (١) يتعلق به تعالى" وتقع الا لهيات بمفهومها المذكور في بداية تعريف علم الكلام الذي اختاره الا مام محمد بن يوسف السنوسي نقلا من الشيخ ابن عرفة: " العلم با حكام الا لوهية وا رسال الرسل وصدقها في كل ا خبارها وما يتوقف شيء من (٢) ذلك عليه خاصا به وتقرير ا دلتها بقوة هي مظنة لرد الشبهات وحل الشكوك". وعر ف ابن خلدون علم الكلام بالعبارات التالية: "هو علم يتضمن الحجاج عن العقاي د الا يمانية بالا دلة العقلية والرد على المبتدعة المنحرفين في الاعتقادات عن مذاهب السلف وا هل السنة" وا ضاف ابن خلدون با ن سر العقاي د الا يمانية التي (٣) ا شار ا ليها في التعريف هي التوحيد. واصطلاحا: وعر ف الشريف الجرجاني التوحيد لغة "التوحيد في اللغة الحكم با ن الشيء واحد والعلم با نه واحد وفي اصطلاح ا هل الحقيقة تجريد الذات الا لهي ة عن كل ما ي تصو ر في الا فهام وي تخي ل في الا وهام والا ذهان" وقس م الشريف الجرجاني التوحيد ا لى ثلاثة ا قسام: "التوحيد ثلاثة ا شياء: معرفة االله تعالى بالربوبية والا قرار بالوحدانية ونفي الا نداد عنه (٤) جملة". وقد ا وضح الا مام تقي الدين ابن تيمية الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الا لوهية: "ولما كان علم النفوس بحاجتهم وف ق رهم ا لى الر ب قبل علمهم بحاجتهم وفقرهم ا لى الا له المعبود وقصدهم لدفع حاجاتهم العاجلة قبل الا جلة كان ا قرارهم باالله من جهة ربوبيته ا سبق من ا قرارهم به من جهة ا لوهيته والاستعانة به والتوكل عليه فيهم ا كثر من العبادة له والا نابة ا ليه" وكان الدعاء له وذكر الا مام ابن تيمية ا يتين من القرا ن الكريم لتا كيد را يه الا ولى هي الا ية رقم (٨٧) من سورة

11 ٥ ë éuçjö< ÓË Ö<íéÞa ÏÖ]< ù] الزخرف: l Ë Ê É ÈÇ Æ Å Ä Ã Â m والثانية هي الا ية رقم (٣٢) من سورة لقمان: g f e d c b a m l i h وبي ن ا ن المشركين ا قروا بربوبية االله في الا ية رقم (٨٧) وفي الا ية رقم (٣٢) ا وضح ا نهم مخلصون له الدين في دعاي هم واستعانتهم ا ذا مسهم الضر ثم يعرضون عن ويرى الا مام (٥) عبادته في حال حصول ا غراضهم. ابن تيمية ا ن توحيد الربوبية ا مر طبيعي وعفوي في الا نسان على عكس توحيد الا لوهية الذي تدعو ا رسال الرسل للقيام بها (٦) لا شريك له". الحاجة ا لى الدعوة ا ليه و ت ط لب ذلك "ولهذا ا نما بعث الرسل يدعونهم ا لى عبادة االله وحده ويا تي بعد توحيد "معرفة االله بالربوبية" "الا قرار توحيد (٧) بالوحدانية ونفي الا نداد عنه جملة" وهذا ما بينه ابن قيم الجوزية بالعبارات التالية: "وا نما توحيده: ا ثبات صفات كماله وتنزيهه عن التشبيه والنقاي ص" ثم ا شار ا لى وجهة نظر المعتزلة وفرق ا خرى في هذا المجال: "فجعل المعطلة جحد الصفات وتعطيل الصانع عنها توحيدا وجعلوا ا ثباتها الله تشبيها (٨) وتركيبا". ونفهم مما سبق ا ن العلاقة التي تربط التوحيد با سماء االله وصفاته قوية وعميقة ا لى درجة يكاد يكون مستحيلا ا ن يستغني عنها كل من يسعى ا لى معرفة التوحيد با بعاده المختلفة ولهذا السبب رجع المتخصصون في علم التوحيد ا لى الا يات القرا نية التي تعالج موضوع الا سماء والصفات واستندوا عليها في بناء ا فكارهم وا راي هم التوحيدية وهذا ما سنحاول دراسته فيما يلي. < <VÜè ÓÖ]<áa ÏÖ]<»<l^Ë Ö]æ<ð^ ù]<åç çú<i_ وردت في القرا ن الكريم ا يات لها نذكر منها قوله تعالى في سورة البقرة الا ية علاقة مباشرة با سماي ه تعالى وصفاته Ô Ó ÒÑ Ð Ïm :(١٦٣) l Ù Ø Ö Õ ولما نزلت هذه الا ية قالت كفار قريش كما

12 êi^}^q<ü ^Î J رواه الا مام القرطبي والا مام ابن كثير وغيرهما من كبار علماء التفسير "كيف يسع الناس ا له واحد هل من دليل على ذلك فذكر االله الدليل على تفر ده با لا لهية بخلق السماوات والا رض وما فيهما وما بين ذلك من المخلوقات الدالة على وحدانيته في الا ية رقم (١٦٤) من السورة نفسها: D C B A m P O N M L K J I H G F E ` _ ^ ] \ [ Z Y X W V U T S R Q j i h g f e d c b a ³ ² ± m :(٢٢) (٩) l l k وقوله في سورة الا نبياء ا ية µ l ¾ ½ ¼» º ¹ والمعنى: لو كان فيهما ا لهان لفسد التدبير لا ن ا حدهما ا ن ا راد شيي ا والا خر ضده كان عاجزا وهلك من فيهما نتيجة التنازع الواقع بينهما ولكن االله نزه نفسه ا ن يكون فيهما (١٠) ا له سواه وا مر العباد ا ن ينزهوه عن ا ن يكون له شريك ا و ولد وقوله في سورة الشورى ا ية H G F E DC B A m :(١١) V U TS R Q PO N ML K J I.l X W تصف الا ية الكريمة الخالق جل وعلا وعملية خلقه للمخلوقات وطبيعته وتو كد با نه فرد لا نظير له. وحسب توضيح الا مام القرطبي: "والذي ي عتقد في هذا الباب ا ن االله جل اسمه في عظمته وكبرياي ه وملكوته وحسنى ا سماي ه وعلو صفاته لا يشبه شيي ا من مخلوقاته ولا ي شب ه به وا نما جاء مما ا طلقه الشرع على الخالق والمخلوق فلا تشابه بينهما في المعنى الحقيقي ا ذ صفات القديم جل وعز بخلاف صفات المخلوق ا ذ صفاتهم لا تنفك عن الا غراض والا عراض وهو تعالى منزه عن ذلك" ثم ذكر الا مام القرطبي تعريفا للتوحيد " التوحيد ا ثبات ذات نسبه ا لى من وصفه ببعض العلماء المحققين صر ح فيه ا ن ٦

13 ë éuçjö< ÓË Ö<íéÞa ÏÖ]< ù] غير مشبه للذوات ولا معطلة من الصفات" ثم ا ضاف الا مام القرطبي ا لى ذلك عبارات قريبة بالا ولى نسبها ا لى الواسطي وهي: "ليس كذاته ذات ولا كاسمه اسم ولا كفعله فعل ولا كصفته صفة ا لا من جهة موافقة اللفظ وجلت الذات القديمة ا ن يكون لها صفة حديثة كما استحال ا ن يكون للذات المحدثة صفة قديمة". واختتم الا مام القرطبي الموضوع بقوله: "وهذا كله مذهب ا هل الحق (١١) والسنة والجماعة رضي االله عنهم". تضمنتها الا يات السابقة جوانب مهمة فهمنا من الا سماء والصفات التي من حقاي ق التوحيد استفاد منها المتخصصون في هذا المجال ووجدنا في التوضيحات التي قدمها الا مام القرطبي في نهاية المسا لة ما يمه د لنا الدخول في صلب موضوع الدراسات التي خلفتها لنا مدارس العقيدة وعلم الكلام حول توحيد الا سماء والصفات. < <VÝøÓÖ]<Ü Âæ<ì éïãö]<œ ] Ú< ßÂ<l^Ë Ö]æ<ð^ ù]< éuçi<ih لا ريب في ا ن توحيد الا سماء والصفات لدى مدارس العقيدة وعلم الكلام موضوع معقد وشاي ك ولهذا السبب لا يمكننا ا ن نخص ص له- في نطاق هذا العمل المحدود- ما يستحق من الشرح والتحليل وسنحاول تحديد معالجتنا له على نقاطها الا ساسية وا فكارها الري يسة. -١-٢ ونود ا ن نعطي ا ولا فكرة عن هذه المدارس وعن موقفها تجاه الا سماء والصفات وي مكن تقسيمها ا لى في تين: الفي ة الا ولى: ترى "ا ن االله تعالى واحد في ذاته لا قسيم له وواحد في صفاته الا زلية لا نظير له وواحد في ا فعاله لا شريك له" ويو يد هذا الرا ي ا هل السنة والصفاتية ا ي مثبتي صفات االله الذاتية والفعلية الذين الصفات به فيقولون ا ن الله مشيي ة قديمة وكلام قديم الخ. الفي ة الثانية: تنفي قيام الصفات باالله "يرون قيام "لاعتقادها ا ن الصفات ا عراض وا ن قيام العرض به يقتضي حدوثه ا يضا" ولهذا السبب ا كدوا ا ن القرا ن ٧

14 êi^}^q<ü ^Î J مخلوق ذلك". وا ن االله ليس له وبي ن م فكروا هذه الفي ة "مشيي ة قاي مة به ولا حب ولا بغض ونحو "ا ن االله تعالى واحد في ذاته لا قسمة ولا صفة له وواحد في ا فعاله لا شريك له فلا قديم غير ذاته ولا قسيم له في ا فعاله. وم حال وجود قديمين ومقدور بين قادرين" وي عرف ا نصا ر هذا الرا ي بالمعتزلة ا و ا هل العدل. وتجدر الا شارة ا لى ا ن هناك تيارات (١٢) فكرية ا خرى تشاطرهم هذا الرا ي. < <V<l^Ë Ö]æ<ð^ ù^e<íï Ãj¹]<íéÞa ÏÖ]<l^èû]<It وردت في القرا ن الكريم ا يات كثيرة تتضمن ا سماء االله وصفاته رجع ا ليها العلماء في مو لفاتهم وفتاواهم ذات الصلة بالعقيدة والتوحيد ونظرا لكثرتها وتنوعها وصعوبة بحث كافة جوانبها را ينا ا ن نركز تحليلاتنا على دراسات متميزة تعكس مجمل ا راء ا هل السنة في هذا المجال كر سها للموضوع الحافظ ا بو بكر البيهقي والا مام ابن تيمية وا ن نلقي ضوءا على جملة من ا يات الا سماء والصفات التي اختلف ا هل السنة والمعتزلة في تفسيرها والاستدلال بها. Vl^Ë Ö]æ<ð^ ù]<»<êïãéfö]<àê^ ]<ð] a<vm<it بدا الحافظ البيهقي عرض ا فكاره في موضوع الا سماء والصفات بقوله تعالى في سورة الحشر الا يات ٢٢) :(٢٤ ٢٣ mm ts r q p o n ~ } { z y xw v u «ª ¼» º ¹ µ ³ ² ± ولعل سر.l É È Ç Æ ÅÄ Ã Â Á À ¾½ وضع الحافظ البيهقي الا يات المذكورة في بداية معالجته للموضوع يرجع ا لى ٨

15 ë éuçjö< ÓË Ö<íéÞa ÏÖ]< ù] تضمنها ا مثلة لمعظم الا سماء والصفات التي تشكل قاعدة المسا لة. ونلاحظ تكرار كلمة االله بطريقة خاصة في الا يات الثلاثة ومن المحتمل ا ن تكون خصوصية هذا الاسم المبر ر الحقيقي لذلك. وقد اعتبره الا مام القرطبي "ا كبر ا سماي ه سبحانه وا جمعها حتى قال بعض العلماء: ا نه اسم االله الا عظم ولم يسم به غيره فاالله اسم للموجود الحق الجامع لصفات الا لهية المنعوت بنعوت الربوبية المنفرد بالوجود (١٣) الحقيقي الخ. سبق ا ن ا شرنا ا لى الطبيعة المعقدة والشاي كة لموضوع الا سماء والصفات ومن ا سباب ذلك تعدد الا راء والا فكار التي ا بديت حولها وسنتبنى فيما يلي تقسيم الحافظ البيهقي للا سماء والصفات للا سباب التي بيناها ا نفا. بي ن الحافظ البيهقي ا ن "الله -عز اسمه- ا سماء وصفات وا ن ا سماءه هي صفاته وا ن صفاته هي ا وصافه وا نها تنقسم ا لى قسمين ا ي ا لى صفات ذات وصفات فعل: < <<Väi]ƒ<l^Ë Ê<DM هي التي يستحقها تعالى فيما لم يزل ولا يزال وتنقسم ا لى قسمين: عقلي وسمعي: ا - فالعقلي: ما كان طريق ا ثباته ا دلة العقول مع ورود السمع به وقد وزع الحافظ البيهقي العقلي ا لى جزا ين فالجزء الا ول عبارة عما "يدل خبر المخبر به عنه ووصف الواصف له به على ذاته كوصف الواصف له با نه عظيم جليل قدوس ملك ا له قديم موجود ذات شيء متكبر وبي ن الحافظ البيهقي ا ن الاسم والمسمى واحد في هذا الجزء. ا ما الجزء الثاني فهو ما يدل خبر المخبر به عنه ووصف الواصف له به على صفات زاي دات على ذاته قاي مات به وهو كوصف الواصف له با نه حي عالم قادر مريد سميع متكلم بصير باق فدلت هذه الا وصاف على صفات زاي دة على ذاته قاي مة به: كحياته وعلمه وقدرته وا رادته ٩

16 êi^}^q<ü ^Î J وسمعه وبصره وكلامه وبقاي ه لا يقال ا نها هي المسمى. ب- ا ما والاسم في هذا القسم صفة قاي مة بذاته السمعي: فهو ما كان طريق ا ثباته الكتاب والسنة فقط كالوجه واليدين والعين وهذه ا يضا صفات قاي مة بذاته لا يقال فيها ا نها هي المسمى ولا غير المسمى ولا يجوز تكييفها فالوجه له صفة وليست بصورة واليدان له صفتان وليستا بجارحتين والعين له صفة وليست بحدقة. (١٤) وطريق ا ثباتها له صفات ا خبر بها الكتاب والسنة. ١٠ < <VØÃËÖ]<l^Ë <DN عرف الحافظ البيهقي صفات فعله تعالى بتسميات مشتقة من ا فعال االله ورد السمع بها لا ن الا فعال التي اشتقت منها لم تكن في الا زل وهو كوصف الواصف له با نه خالق رازق محي مميت مفضل. منعم وبي ن ا ن التسمية في هذا القسم ا ن كانت من االله عز وجل فهي صفة قاي مة بذاته وهو كلامه ولذلك لا يقال ا نها المسمى ولا غير المسمى. وا ن كانت التسمية من المخلوق (١٥) فهي في هذه الصفة غير المسمى. وقد ذكر الا مام البيهقي ا يات مختلفة وردت في صفات يستحقها االله عز وجل بذاته وهي: الا ية رقم (٢٥٥) من سورة البقرة : "وهو العلي العظيم" والا ية رقم (٢٣) من سورة سبا : وهو العلي الكبير" والا ية رقم (٢٦) من سورة لقمان: "وهو الغني الحميد" والا ية رقم (٣) من سورة الحديد: "هو الا ول والا خر والظاهر والباطن" والا يتان رقم (١-٢) من سورة الا خلاص: "قل هو االله ا حد االله الصمد" والا ية رقم (٢٥) من سورة النور: "هو الحق المبين" والا ية رقم (٧٣) من سورة هود: "ا نه حميد مجد" والا ية رقم سورة ص والا ية رقم رقم (٩) من سورة الرعد والا ية رقم (٦٥) (٦٥) من سورة يونس: من ٤٠ من سورة الا نفال: "نعم المولى ونعم النصير" والا ية "ا ن العزة الله جميعا" والا ية رقم (١٣٩) من سورة

17 ë éuçjö< ÓË Ö<íéÞa ÏÖ]< ù] النساء: "ا يبتغون عندهم العزة فا ن العزة الله جميعا" والا ية رقم (٢٧) من سورة الرحمن: "ويبقى وجه ربك ذو الجلال والا كرام" والا ية رقم ٧٨ من سورة الرحمان: "تبارك اسم ربك ذي الجلال والا كرام" والا ية رقم (٣٧) من سورة الجاثية: "وله الكبرياء في السموات والا رض". ويعتبر البيهقي الصفات المذكورة وا مثالها من كمال ا وصاف ا لا لهية وبناء على ذلك يجب ا ثبات كل مدح له ونفي كل نقص عنه( ١٦ ). < <Vl^Ë Ö]æ<ð^ ù]<l^èa<»<íéûéi<àe]<ý^úý]<ð] a<vn<it ا عظم ا يات الصفات: وقد تناول الا مام تقي الدين ابن تيمية موضوع الا سماء والصفات في صفحات مختلفات من كتبه وقد ا كد في الفتاوى الكبرى ا ن "ا عظم ا يات الصفات: ا ية الكرسي التي هي ا عظم ا ية في القرا ن كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح (وقل هو االله ا حد) التي تعدل ربع القرا ن كما استفاضت بذلك الا حاديث عن النبي صلى االله عليه وسلم وكذلك فاتحة الكتاب التي لم ينزل في التوراة ولا في الا نجيل ولا في الفرقان مثلها كما ثبت ذلك في الصحيح ا يضا وهي ا م القرا ن التي لا تجزي الصلاة ا لا بها. فا ن قوله: "الحمد الله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين..." كل ذلك من ا يات الصفات باتفاق المسلمين". وذكر الا مام تيمية ا يضا ا ن "بسم االله الرحمن الرحيم" من ا يات الصفات وكذلك ا ول سورة الحديد ا لى قوله:" واالله بما تعملون بصير" هي من ا يات الصفات وكذلك ا خر سورة الحشر هي من ا عظم ا يات الصفات بل جميع ا سماء االله الحسنى هي مما وصف به نفسه كقوله: (الغفور الرحيم العزيز الحكيم العليم القدير العلي العظيم الكبير المتعال العزيز القوي الرزاق ذو القوة المتين الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد) وما ا خبر االله بعلمه وقدرته ومشيي ته ورحمته ١١

18 êi^}^q<ü ^Î J وعفوه ومغفرته ورضاه وسخطه ومحبته وبغضه وسمعه وبصره وعلوه (١٧) وكبرياي ه وعظمته وغير ذلك من ا يات الصفات". وفي كتاب الرسالة التدمرية رجع الا مام ابن تيمية ا لى الا يات المذكورة وغيرها للبرهنة على صحة فكره التوحيدي المتعلق بالا سماء والصفات وبي ن ا ن الا صل في هذا الباب ا ن يوصف االله بما وصف به نفسه وبما وصفته به رسله نفيا وا ثباتا في ثب ت الله ما ا ثبته لنفسه وي نفى عنه ما نفاه عن نفسه"( ١٨ ). وقد ع لم ا ن طريقة سلف الا مة وا ي متها ا ثبا ت ما ا ثبته من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل وكذلك ينفون عنه ما نفاه عن نفسه مع ا ثبات ما ا ثبته من الصفات من غير ا لحاد لا في ا سماي ه ولا في ا ياته فا ن االله تعالى ذم الذين يلحدون في ا سماي ه وا ياته كما قال تعالى (سورة الا عراف ا ية :(١٨٠ m hg f e d c l s r q p o nm l k j i وكما قال تعالى ا يضا(سورة فصلت ا ية :(٤٠ m [ Z \ ] ^ _ s rq p o nm l k j i h g f e d c ba ` (١٩). l w v u t وا وضح الا مام ابن تيمية ا ن طريق سلف الا مة وا ي متها يتضمن ا ثبات الا سماء والصفات مع نفي مماثلة المخلوقات ا ثباتا بلا تشبيه وتنزيها بلا تعطيل كما قال تعالى (سورة الشورى ا ية V U TS R Qm :(١١ ١٢ l X W وشرح الا مام ابن تيمية با ن قوله تعالى (ليس كمثله شيء) يتضمن ردا على الذين يشبهونه بمخلوقاته والذين يجدون له مثيلا وتفنيدا لهم. كما يدل قوله تعالى: "وهو السميع البصير" خطا ا راء الذين ينكرون صفاته تعالى وينادون بتعطيلها. وفي هذا السياق ا كد الا مام ابن تيمية ا ن االله سبحانه بعث رسله فا ثبتوا الله الصفات على وجه التفصيل ونفوا عنه ما لا يصلح له من التشبيه

19 ë éuçjö< ÓË Ö<íéÞa ÏÖ]< ù] والتمثيل كما قال تعالى (في سورة مريم ا ية D C B Am :(٦٥.l IH G F E ا ية وا خبر با ن معنى "هل تعلم له سميا" عند علماء اللغة هو: هل تعلم له نظيرا يستحق مثل اسمه وهذا المعنى هو الذي روي ا يضا (٢٠) عن ابن عباس. اتفاق الا سماء والصفات وعدم تماثلهما في القرا ن الكريم: ثم تطرق ابن تيمية ا لى مسا لة عدم تماثل ا سماء االله وصفاته با سماء وصفات مخلوقاته و شرح ا ن االله سم ى نفسه با سماء وسمى صفاته با سماء "وكانت تلك الا سماء مختصة به ا ذا ا ضيفت ا ليه لا يشركه فيها غيره وسمى بعض مخلوقاته با سماء مختصة بهم مضافة ا ليهم توافق تلك الا سماء ا ذا قطعت عن الا ضافة والتخصيص ولم يلزم من اتفاق الاسمين وتماثل مسماهما وا تحاده عند الا طلاق والتجريد عن الا ضافة والتخصيص اتفاقهما (٢١) ولا تماثل المسمى عند الا ضافة والتخصيص. ومن الا مثلة القرا نية التي عرضها الا مام تيمية قوله تعالى في سورة البقرة l zy x w v u t sm :(٢٥٥) الا ية وسمى بعض عباده حيا في الا ية سمى االله نفسه حيا في هذه (١٩) من سورة الروم: ] m ^ _ ` a l d c b فلفظ الحي في الا ية الا ولى ليس متماثلا بنظيره في الا ية الثانية لا نه اسم الله مختص به في قوله الحي القيوم ا ما في قوله يخرج الحي من الميت فهو اسم للحي المخلوق مختص به والاسمان متفقان ا ذا ا طلقا مجردين عن التخصيص وخلص الا مام ابن تيمية ا لى القول با ن هذه القاعدة قابلة للتطبيق "في جميع ا سماء االله وصفاته" الا مر الذي يفهم منه ما دل عليه الاسم بالمواطا ة والاتفاق وما دل عليه بالا ضافة والاختصاص اللذين يمنعان من مشاركة (٢٢) المخلوق للخالق في شيء من خصاي صه سبحانه وتعالى. ١٣

20 êi^}^q<ü ^Î J وهكذا عرض الا مام ابن تيمية في عدة صفحات ا يات قرا نية كثيرة تتضمن ا سماء وصفات لها مدلول مزدوج ننقل منها المثالين التاليين: "وكذلك سمى نفسه سميعا بصيرا فقال في (سورة النساء ا ية :(٥٨ m «ª Å Ä Ã Â Á À ¾ ½ ¼» º ¹ µ ³ ² ± º m وسمى بعض عباده سميعا بصيرا فقال في (سورة الا نسان ا ية ٢): l Æ» ¼ ½ ¾ À lä à  Á وليس السميع في الا ية الا ولى كالسميع في الا ية الثانية وكذلك الا مر بالنسبة للبصير في الا يتين. "وسمى نفسه بالرو وف الرحيم فقال (في سورة البقرة ا ية g f m :(١٤٣ ١٤ l k j i h وسمى بعض عباده بالرو وف الرحيم فقال ) يف سورة التوبة ا ية :(١٢٨ m } ~ l «ª (٢٣) والرو وف والرحيم في الا يتين ليسا متماثلين. < <V^ãe<Ù j ]æ<l^èû]< Ãe< ŠËi<»<íÖˆjù]æ<íߊÖ]<Øâ_<Íøj}c<<I<OV<t يوجد بين ا هل السنة والمعتزلة اختلاف منهجي وفكري واضح في فهم ا يات الا سماء والصفات وتفسيرها والاستدلال بها. مدرسة الا شعرية في علم الكلام با ن المعتزلة ا جمعت على وذكر الا مام الا شعري مو سس "ا ن االله واحد ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" ا لى قوله: "ولا يجوز عليه الفناء ولا يلحقه العجز والنقص تقدس عن ملامسة النساء وعن اتخاذ الصاحبة والا بناء" ثم ا وضح الا مام الا شعري ا ن ذلك يمثل جملة ا راء المعتزلة والخوارج وطواي ف من (٢٤) المرجي ة وطواي ف من الشيعة. وبين الا مام الا شعري ا ن ا كثر المعتزلة والخوارج وكثير من المرجي ة وبعض الزيدية قالوا: "ا ن االله عالم قادر حي بنفسه لا بعلم وقدرة وحياة وا طلقوا ا ن الله علما بمعنى ا نه عالم وله قدرة بمعنى ا نه قادر ولم يطلقوا ذلك على الحياة ولم يقولوا: له حياة ولا قالوا سم ع ولا بصر

21 ١٥ ë éuçjö< ÓË Ö<íéÞa ÏÖ]< ù] وا نما قالوا: (٢٥) قوة وعلم لا ن االله سبحانه ا طلق ذلك".واعترض الا مام الا شعري على فكرة نفي الصفات بقوله: "ونثبت الله السمع والبصر ولا ننفي ذلك كما نفته (٢٦) المعتزلة والجهمية والخوارج ومن ناحية ا خرى روى الا مام الا شعري ا ن المعتزلة والخوارج وكثير من المرجي ة والزيدية قالوا ا ن االله غني عزيز عظيم جليل الخ لا لعزة وعظمة وجلال الخ وكذلك قالوا: "ا نه واحد فرد موجود باق رفيع ا نه لم يوصف بذلك لا لهية وبقاء ووحدانية ووجود وكذلك ساي ر الصفات (٢٧) التي ليست صفاته ولم يوصف بها لمعان". وفي الا بانة عن ا صول الدين ا خبر الا مام الا شعري با ن "كثيرا من الزاي غين عن الحق من المعتزلة وا هل القدر مالت بهم ا هواو هم ا لى تقليد رو ساي هم ومن مضى من ا سلافهم فتا ولوا القرا ن على ا راي هم تا ويلا لم ينزل به االله سلطانا ولا ا وضح به برهانا ولا نقلوه عن رسول رب العالمين ولا عن السلف (٢٨) المتقدمين" ومن الا يات التي ا ولها المعتزلة قوله تعالى في سورة الا عراف ا ية (٥٤) وفي سورة يونس ا ية استوى" (٣) الخ: "ثم استوى على العرش" ومعنى "ثم في الا ية حسب تعبير المفكر المعتزلي القاضي عبد الجبار: "ثم دب ر وتصرف فيما هو مسي ول عليه فا دخل ثم فيه وا ريد به التدبير والتصرف لا نه (٢٩) تعالى لا يصير مستويا بعد ما لم يكن كذلك" وقد رفض الا مام الا شعري التا ويل المعتزلي وا ثبت ا ن االله استوى على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي ا راده استواء منزها عن الممارسة والاستقرار والتمكن والحلول (٣٠) والانتقال. ورفض كذلك را ي المعتزلة القاي ل با ن كلام االله محدث ودليل القاضي عبد الجبار على ذلك هو ا ن كون كلام االله قديما يقتضي كونه مشاركا الله عز وجل في ساي ر الصفات التي لا جل اختصاصه بها وجب كونه ا لها وهذا يوجب كون كلامه تعالى ا لها وا ضاف القاضي عبد الجبار با ن ما خالف القديم عز وجل في بعض صفاته الذاتية فتجب استحالة كونه قديما وذلك يوجب حدوث كلام االله سبحانه. ثم بين ا ن كتاب االله جل وعز يدل على حدوث كلامه لا نه تعالى

22 êi^}^q<ü ^Î J بعد ا ن بين ا ن الذكر هو القرا ن بقوله(في سورة الحجر ا ية i h g m :(٩ [ m :(٥ l n m l k j ا لى قوله l f e d c b a ` _ ^ ] \ ١٦ (في سورة الشعراء ا ية وع لق عليه قاي لا با ن (٣١) "هذا نص في حدوث كلامه" وقد فند الا مام الا شعري هذا الرا ي وا يد ا ن كلام االله غير مخلوق وا نه سبحانه لم يخلق شيي ا ا لا وقد قال له: "كن" كما قال ) يف سورة النحل ا ية ٤٠ ): l Á À ¾ ½ ¼» º ¹ m (٣٢). نكتفي بالنماذج التي ذكرناها لا ن نطاق البحث المحدود لا يسمح لنا باستيعاب الموضوع الواسع برمته وننتقل الا ن ا لى مبحث النبوات. V l]çfßö] VêÞ^nÖ] ovf¹] عر ف الا مام السنوسي النبوة وبدا التعريف بالمفهوم اللغوي للكلمة الذي يحتمل وجهين ا ي ي كتب لفظ النبوة مهموزا وغير مهموز وا ذا كت ب اللف ظ مع همزة فوق الواو فهو في هذه الحالة ما خوذ من النبا وهو الخبر "وي حتمل ا ن يكون فعيل بمعنى مفعول ا ي هو منبا بالغيوب ا و بمعنى فاعل ا و مفعل ا ي هو منبي بما ا طلعه االله تعالى عليه ويصح ترك الهمزة في هذين الوجهين تسهيلا". ا ما ا ذا كتب لفظ النبوة بغير همزة ال نبوة بفتح النون وهو ما ارتفع من الا رض يقال: "فهو ما خوذ من نبا الشيء ا ذا ارتفع فالمعنى على هذا ا ن النبي مرتفع على طور البشر باختصاصه بالوحي (٣٣) وخطاب االله تعالى". عر ف الا مام السنوسي المفهوم الاصطلاحي للنبوة بما يلي: " فالنبوة هي اختصاص بسماع وحي من االله بواسطة ملك ا و دونه فا ن ا مر بتبليغه فرسالة فالمختص بالا ول والثاني(سماع وحي وتبليغه) رسول وبالا ول نبي فقط". وبين الا مام السنوسي ا ن "الرسول ا ذن ا خص من النبي مطلقا فكل رسول نبي وليس

23 ١٧ ë éuçjö< ÓË Ö<íéÞa ÏÖ]< ù] (٣٤) كل نبي رسولا". وبي ن العلامة الماوردي ا ن الفرق بين الا نبياء والرسل قد جاء بهما القرا ن جمعا ومفصلا في قوله تعالى في سورة الحج ا ية (٥٢): " m f e d c b a ` _ ~ } { z y x t s r q po n m l k j i h g l وذكر مع ذلك ا ن العلماء على قولين: ينفي القول الا ول بوجود فرق بين الا نبياء والرسل فيعتبر النبي رسولا والرسول نبيا. باختلافهما ا ما القول الثاني فيثبت "لا ن اختلاف الا سماء يدل على اختلاف المسميات والرسول ا على (٣٥) منزلة من النبي ولذلك سميت الملاي كة رسلا ولم يسموا ا نبياء. < <VØ Ö]<Ù^ c<üóu<d_ حدد الا مام السنوسي ا سباب ا رسال الرسل وحكمه وفي توضيحه حكم ا رسال الرسل وحكمته ا خبر الا مام السنوسي با ن ا هل السنة يرون ا ن بعث االله تعالى الرسل جاي ز لا نه لا يجب على االله فعل وا ضاف ا لى ا ن المعتزلة يرون عكس ذلك ويو يدون ا ن بعث االله تعالى الرسل واجب وا ن من واجبه (٣٦) تعالى ا ن يراعي الصلاح والا صلح تجاه البشر. < <VÙç Ö]<ìçfÞ<ív <½æ <Dh ويجب ا ن تتوافر في مدعي النبوة ثلاثة شروط هي: ١- ا ن يملك صفات تثبت ا هليته للنبوة مثل:صدق لهجته وظهور ا مانته وفضله وكمال حاله. ٢- ا ن يظهر معجزة لا يقدر ا ن يا تي البشر بمثلها فيدل ذلك على صحة نبوته وصدق رسالته. ٣- ا ن ي قرن معجزته بدعوى النبوة لا ن ا ظهار المعجزة فقط ي عتبر تا سيسا للنبوة ككلام عيسى في المهد تا سيسا لنبوته ولكن ذلك وحده لا يدل على وجود النبوة ا و صدقه لا ن المعجزة تدل على صدق دعوى

24 êi^}^q<ü ^Î J النبوة والمعجزة بمثابة صفة لها ولا يجوز ا ثبات الصفة قبل وجود ١٨ الموصوف (٣٧). < <Vð^éfÞù]<íÛ Â<Dt وا ذا دلت المعجزة على صحة نبوة الرسل وصحة رسالتهم "وجب تصديقهم في كل ما ا توا به عن االله تعالى ويستحيل عليهم الكذب عقلا والمعاصي شرعا لا نا ما مورون بالاقتداء بهم فلو جازت عليهم المعصية لكنا ما مورين بها قال تعالى في سورة الا عراف ا ية :٢٨ "قل ا ن االله لا يا مر بالفحشاء" واختلف العلماء في عصمتهم قبل النبوة ا ما بعد النبوة فقد (٣٨) اجمعوا على عصمتهم من تعمد الكذب في الا حكام. < <VD E Û < ßÖ]<íÖ^ <l^fmc<d ا خبر الا مام الشوكاني في ا طار تعداده لدلاي ل ثبوت نبوة محمد( ) با ن "الا نبياء متفقون على تصديق بعضهم بعضا وا ن ما جاء به كل واحد (٣٩) منهم هو من عند االله عز وجل" ثم ا تى با دلة ا خذ بعضها من الكتب المقدسة والروايات التاريخية ليو يد با ن الا نبياء بشر وا برسالة النبي عليه الصلاة والسلام كما نقل في السياق نفسه ا يات قرا نية كثيرة من القرا ن الكريم نذكر منها ما حكاه االله سبحانه في سورة الا عراف ا ية (١٥٧): m m l k j i h g f e d u t s r q p o n l z y x w v وكذلك ما حكاه االله سبحانه في سورة الا نعام ا ية :(١١٤) m q p o n m l k (٤٠). l y x w v u ts r وعلى الرغم من ذلك فهناك من ينكرون النبوات بشكل عام وهو لاء لا

25 ١٩ ë éuçjö< ÓË Ö<íéÞa ÏÖ]< ù] يستثنون النبي( ) من ذلك ا ما مثبتوا النبوات كاليهود والنصارى فقد اختلفت الا سباب التي حاولوا ا ن يبرروا بها منعهم من نبوته عليه الصلاة والسلام. الا مام الشوكاني ا ن دلاي ل نبوة محمد( ) بسبب كثرتها ولو لم يكن منها ا لا القرا ن الكريم وا كد يطول تعدادها ويتعسر ذكرها كلها "الذي جاء من عند االله سبحانه مشتملا على مصالح المعاش والمعاد وتحدى به فرسان الكلام وا بطال البلاغة وا فراد الدهر في العلم بهذه اللغة العربية وقال لهم (في سورة هود ا ية ١٣): m R Q P O N M L K J I H G F E µ ³ m ثم قال لهم (في سورة البقرة ا ية :(٢٣ l T S Å Ä Ã Â Á À ¾ ½ ¼» º ¹ l È Ç Æ فلم يقدروا على ذلك وعجزوا عن الا تيان بمثله عجزا تاما وكان ا كابر بلغاي هم وا عاظم فصحاي هم ا ذا سمعوا القرا ن اعترفوا با نه لا (٤١) يشبه نظمهم ولا نثرهم. ويعتبر العلامة الماوردي القرا ن "ا ول معجز دعا به (صلى االله عليه وسلم) ا لى نبوته فتحدى به الا نس كما تحدى به الجن قال تعالى في سورة الا سراء ا ية Z Y X W V U T S R Q P O N M Lm :(٨٨) l _ ^ ] \ [ وحكى عنهم عجزهم عنه بقوله سبحانه في سورة الجن ا ية :(١) Am N M L K J I H G F E D C B l وا خبر ا ن الجن سمعوا القرا ن فا منوا به وصدقوه وانقادوا له. فصدع فيه برسالته و خص با عجازه من جميع رسله وا ن كان كلاما ملفوظا وقولا محفوظا لثلاثة ا سباب صار بها من ا خص ا عجازه وا ظهر ا ياته" ا حدها: ا ن معجز كل رسول موافق للا غلب من ا حوال عصره والشاي ع المنتشر في ناس دهره ولما بعث محمد (صلى االله عليه وسلم) في عصر الفصاحة والبلاغة خص بالقرا ن في ا يجازه وا عجازه بما عجز عنه الفصحاء وا ذعن له البلغاء وتب لد فيه الشعراء ليكون العجز ا قهر والتقصير فيه ا ظهر. والثاني: ا ن المعجز في كل قوم بحسب

26 êi^}^q<ü ^Î J ا فهامهم وعلى قدر عقولهم وا ذهانهم وكان العرب من ا صح الناس ا فهاما وا حدهم ا ذهانا قد ابتكروا من الفصاحة ا بلغها ومن الا داب ا حسنها ف خص وا من معجزة القرا ن بما تجول فيه ا فهامهم وتصل ا ليه ا ذهانهم فيدركوه بالفطنة دون البديهة وبالرواية دون البادرة. والثالث: ا ن معجز القرا ن ا بقى على الا عصار وا نشر في الا قطار من معجز يختص بحاضره ويندرس بانقراض عصره وما دام ا عجازه (٤٢) فهو ا حج وبالاختصاص ا حق. وذكر العلامة الماوردي تفاصيل عشرين وجها من ا وجه ا عجاز القرا ن في خروجه عن كلام البشر وا ضافته ا لى االله تعالى نقتطف منها ما يلي: بلاغة ا لفاظه مثل قوله تعالى في سورة البقرة ا ية (١٧٩): "ولكم في القصاص حياة" ففي لفظه ومعناه جودة وبهجة وبلاغة لا توجد في قول العرب: "القتل ا نفى للقتل" استيفاء معانيه مثل قوله تعالى في سورة هود الا ية( :(٤٤ ¼m Ç Æ Å Ä Ã Â Á À ¾ ½ l Î Í Ì Ë Ê ÈÉ ويبرز وجه ا عجاز هذه الا ية في ا يجازه واستيفاء معانيه في كلام قليل. ومن الا عجاز ا يضا ما تضمنه القرا ن من ا خبار تنبا بحدوثه في المستقبل فحدث في الوقت المناسب كقوله تعالى في سورة القمر ا ية :(٤٥) Âm l Æ Å Ä Ã وا خبرت الا ية بهزيمة قريش في حرب (٤٣) بدر قبل وقوعها. وكذلك قوله تعالى في سورة الفتح ا ية (٢٨): m à  l Ñ Ð Ï Î ÍÌ Ë Ê É È Ç Æ Å Ä فوقع صدق هذا الخبر وا ظهر االله سبحانه دين الا سلام على جميع الا ديان وكذا قوله في سورة الروم الا يات :(٤-١) {m } ~ µ ³ ² ± «ª ¹ l º فوقع ما ا خبر به القرا ن بعد المدة التي ذكرها. وكذلك قوله تعالى في سورة الا سراء ا ية R Q P O N M Lm :(٨٨) l _ ^ ] \ [ Z Y X W V U T S وفي سورة ٢٠

27 ë éuçjö< ÓË Ö<íéÞa ÏÖ]< ù] البقرة ا ية :(٢٣) ³m À ¾ ½ ¼» º ¹ µ l È Ç Æ Å Ä Ã Â Á ومع ذلك فلم يعارض القرا ن (٤٤) معارض ولا جاء بمثل بعضه ا حد. < <äiçâ æ<d E ßÖ]<íÖ^ <D{â يقول االله تعالى مخاطبا عبده ورسوله محمد الرسالة وا مرا له بالا بلاغ بجميع (صلى االله عليه وسلم) باسم ما ا رسله االله به في سورة الماي دة ا ية yx w v u t s rq p o n m l k j i m :(٦٧) _ ` a l e d c b وقد اتبع ~} { z الرسول( ) (٤٥) ا وامر ربه وقام به ا حسن قيام. العرب والعجم بدون استثناء وقال تعالى في سورة سبا ا ية وقد بعث االله النبي( ) :(٢٨) ا لى u m l ~ } { z y x w v فدلت الا ية على عمومية رسالته التي ا كدها الحديث الوارد في صحيح البخاري برقم ٣٣٥ ومسلم برقم ٥٢١ : " عن جابر قال: قال رسول االله صلى االله عليه وسلم: "ا عطيت خمسا لم يعطهن ا حد من الا نبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر وج علت لي الا رض مسجدا وطهورا فا ي ما رجل من ا متي ا دركته الصلاة فليصل وا حلت لي الغناي م ولم تحل لا حد قبلي (٤٦) وا عطيت الشفاعة وكان النبي يبعث ا لى قومه وبعثت ا لى الناس كافة". وا خبر القرا ن الكريم في سورة الا نبياء ا ية با ن رسالة محمد( ) جاءت رحمة للعالمين وقال تعالى :(١٠٧) m l e d c b a ` ا ي ا رسله رحمة لهم كلهم فمن قبل هذه الرحمة وشكر هذه النعمة سعد في الدنيا (٤٧) والا خرة ومن ردها وجحدها خسر فيهما. < <VD EÙç Ö]<íÂ^ <hçqæ<dæ ٢١

28 êi^}^q<ü ^Î J قال تعالى في سورة النور ا ية G FE D C B A m :(٥٤) Y X W V U TS R Q PO N M L K J I H l [ Z وفسره ابن كثير بقوله ا ن االله ا مر باتباع كتابه ورسوله وحذر من مغبة التولي عنه وترك ما جاء به وبي ن با ن مسي ولية الرسول( ) تتمثل وتتحدد في ا بلاغ الرسالة وا داء الا مانة وا ن من واجب الناس ا ن يتحملوا كامل مسي وليتهم تجاه دعوة النبي( ) وا ن يقوموا برعايتها ورفع (٤٨) شا نها مع التقيد بتعاليمها.وننتقل الا ن ا لى مبحث السمعيات. Vl^éÃÛŠÖ] VoÖ^nÖ] ovf¹] ونبدا هذا المبحث بقوله تعالى في سورة البقرة ا ية (١٧٧): m C B A Q P O N M L K J I H G F E D ] \ [ Z Y X W V U T S R ih g f e d c b a ` _ ^ l x w v u ts r q po n m l k j وصف الا مام القرطبي هذه الا ية با ية عظيمة من ا مهات الا حكام "لا نها تضمنت ست عشر قاعدة" هي: الا يمان باالله وبا سماي ه وصفاته والنشر والحشر والميزان والصراط والحوض والشفاعة والجنة والنار والملاي كة والكتب المنزلة من عند االله والنبيين وا نفاق المال فيما يعن من الواجب والمندوب وا يصال القرابة وترك قطعهم وتفقد اليتيم وعدم ا هماله وكذلك المساكين والساي لين وفك الرقاب والمحافظة على الصلاة وا يتاء الزكاة والوفاء بالعهود (٤٩) والصبر في الشداي د. تضمنت هذه الا ية فعلا بالا ضافة ا لى مساي ل الا لهيات والنبوات التي قمنا بدراستهما فيما سبق ا برز الموضوعات المتعلقة بمبحث السمعيات التي سنحاول تحليلها وهي عبارة عن مساي ل نقلية لا سبيل ا لى ٢٢

29 ٢٣ ë éuçjö< ÓË Ö<íéÞa ÏÖ]< ù] (٥٠) معرفتها ا و العلم بها ا لا عن طريق الا خبار المنقولة من القرا ن ا و الحديث. ونبدا بالحشر الذي عر فه الا مام السنوسي بعملية "جمع الا جساد وا حياي ها وسوقها ا لى الموقف وغيره من مواطن الا خرة" ا ما النشر فيعر فه بعملية (٥١) بعد موتها". "ا حياء الا جساد وا كد الغزالي ا بو حامد ا ن التصديق بهما واجب لورودهما في الشرع ولكون وقوعهما ا مرا ممكنا عقلا قال تعالى في سورة يس (٧٨ ا ية و ٧٩ ): y x wv u t s r q p o n m l k jm l { z فاستدل بالابتداء على الا عادة, وقال تعالى ا يضا في سورة لقمان ا ية :(٢٨) Üm è ç æ å ä ãâ á à ß Þ Ý l والا عادة ابتداء ثان فهو ممكن كالابتداء الا ول حسب تعبير الا مام (٥٢) الغزالي. وا كد الا مام السنوسي ا ن جميع ا هل السنة اتفقوا على ا ن ا حياء الموتى في القبر وسو الهم فيه حق يدل على صحته القرا ن وبالنسبة للسعداء من الموتى قال تعالى في سورة ا ل عمران ا ية m lk j i h g f e dm :(١٦٩) l. r q p o n وفي حق الا شقياء من الموتى قال تعالى في سورة غافر ا ية m:(٤٦) l sr q p o n والعذاب الذي تشير ا ليه الا ية لا يصح ا ن ي قصد به ذلك الذي يحدث بعد الخروج من القبر لا نه لا يتقيد بالغدو والعشي ولا ن االله ميز بين العذابين في سورة غافر ا ية tm:(٤٦) u.l { z y x w v وحسب الا مام السنوسي ا ن جماعة من المعتزلة ا نكر وقالوا: الميزان ويرى خلق عذاب القبر والمسا لة فيه ورد الا رواح فيه ا لى الا جساد (٥٣) من مات فهو ميت في قبره ا لى يوم القيامة. وا يد الا مام الغزالي صحة "ا ن االله تعالى ي حدث في صحاي ف الا عمال وزنا بحسب درجات الا عمال عنده تعالى فتصير مقادير ا عمال العباد معلومة للعباد حتى يظهر لهم العدل في العقاب ا و الفضل في العفو وتضعيف الثواب" والدليل على صحته قوله

30 êi^}^q<ü ^Î J تعالى في سورة الا نبياء ا ية :(٤٧) Zm [ \ ] ^ _ n m lk j i h g f e d cb a ` ويرى الا مام الغزالي ا ن الصراط حق وعر فه بجسر ممدود l p o على متن جهنم ا رق من الشعر وا حد من السيف والدليل على صحته قوله تعالى في سورة الصافات ا ية ٢٣) و ٢٤ ): Ú ÙØ Ö Õ Ô Óm ويرى الا مام الغزالي ا ن الجنة والنار مخلوقتان والدليل على E D C B Am:(١٣٣).l Ü Û ذلك قوله تعالى في سورة ا ل عمران ا ية (٥٤). lm L K J I H G F ٢٤

31 ë éuçjö< ÓË Ö<íéÞa ÏÖ]< ù] Ví³^ ] رجعنا في مختلف مراحل البحث ا لى عدد كبير من الا يات القرا نية التي بنى عليها علماء التوحيد والكلام ا راءهم وا فكارهم حول الا لهيات والنبوات والسمعيات وا دركنا ا نهم ا قاموا حججهم على نفس الا يات القرا نية في الوقت الذي استعملوا مناهج ووساي ل في فهمها وتفسيرها تختلف حسب اختلاف الاتجاهات المذهبية والفكرية الخاصة بكل فرقة ا و تيار. ففي مجال الا لهيات على سبيل المثال استند ا هل السنة والمعتزلة على ا ية (١١) من سورة الشورى: "ليس كمثله شيء" للتا كيد با ن االله فرد لا نظير له لا يشبه شيء من مخلوقاته ولا ي شب ه به ولكن العلماء يختلفون تماما في فهم وتفسير "السميع البصير" فبينما يعتبرهما ا هل السنة من صفات االله الزاي دة على ذاته القاي مة به نفى المعتزلة والجهمية والخوارج كونهما صفات الله وا نكروا ا ن يكون الله صفات المعاني. وقد نسجوا على هذا المنوال فيما يخص معظم ا يات الا سماء والصفات التي يو و لها المعتزلة ونظراو هم في الغالب تمشيا مع مذهبهم في تعطيل صفات المعاني بينما يوضحها ا هل السنة بطريقة تتواءم مع را يهم في الا ثبات دون اللجوء ا لى مناورات فكرية ولغوية معقدة. ويدل هذا التنوع والتفرع في فهم القرا ن الكريم على شموليته واستمراريته وعلى عظمة رسالة النبي الذي ا نزل عليه وهو موضوع المبحث الثاني الذي عالجنا فيه ا راء علماء التوحيد والعقيدة حول ا حوال النبوة وحقاي قها وتطرقنا ا لى الحجج التي ا قاموها لا ثبات ا مور النبوة بصفة عامة ونبوة محمد عليه الصلاة والسلام بصفة خاصة وللتا كيد با ن القرا ن الكريم هو معجزته الا ولى التي تحدى بها الا نس والجن حينما صدع برسالته وكذلك للتذكير بوجوب طاعته واتباعه. وقد عرضنا جملة من الا يات التي استشهدوا بها في ذلك. ا ما المبحث الثالث والا خير فقد كرسناه لدراسة مساي ل مهمة من سمعيات الحياة ٢٥

32 êi^}^q<ü ^Î J الا خرة مثل ا حياء الموتى في القبر والحشر والنشر والميزان والصراط والحوض والشفاعة والجنة والنار. وهي مساي ل في غاية الا همية لارتباطها بمحاسبة الا نسان ومجازاته وتقرير مصيره بشكل نهاي ي درسنا ا راء ا هل السنة التي تو يد وقوع هذه السمعيات مع الاستشهاد با يات قرا نية تدل على ذلك واعتمد عليها ا هل السنة لتفنيد حجج منكريه من المعتزلة وغيرهم. وعلى العموم فا ن ورقتنا تعكس بالدرجة الا ولى روح التوحيد والعقيدة التي استوحاها علماء هذا الفن من القرا ن الكريم الذي يدعو كافة الناس ا لى النظر والاجتهاد في تنمية تفكيرهم العلمي. ونحيي في النهاية مبادرة جامعة ا فريقيا العالمية بتنظيم الملتقى العالمي لا سهامات القرا ن الكريم في بناء الحضارة الا نسانية. ويمثل هذا الملتقى في الواقع خطوة عملاقة نحو تهيي ة ظروف طلوع فجر حضارة ا سلامية جديدة ينعم من ثمراتها العال م ك له و تنقذ البشري ة من براثن الا زمات التي تكاد تقضي عليها ولا شك في ا ن شمس الحضارات لا تشرق ا لا في بيي ات تزدهر فيها العلوم والمعارف. ونا مل من جامعة ا فريقيا العالمية ا ن تقوم بطبع ا عمال الملتقى ونشرها في مكتبات العالم وا ن تنظم باستمرار ملتقيات عالمية مماثلة لا نها مصدر للا نتاج العلمي الممتاز وم ح ف ل يجمع علماء العالم الا سلامي وغيرهم لمدارسة قضاياهم واقتراح حلول لها مع تعاون في وضعها موضع التنفيذ ولا ن حصادها العلمي والفكري بمثابة وقود يزو د لمحركات التنمية والتعمير المقامة في مجتمعاتنا طاقة عالية الجودة تقودها بسرعة ا لى ا على درجات التقدم والرقي والرفاهية. ٢٦

33 ٢٧ ë éuçjö< ÓË Ö<íéÞa ÏÖ]< ù] íéãq ¹] l ^uý]æ Ú]ç ] ١. مجموعة مو لفين المنجد في اللغة والا علام دار المشرق بيروت ص ١٦. ٢. السنوسي محمد بن يوسف شرح السنوسية الكبرى ت عبد الفتاح بركة دار القلم الكويت ١٩٨٢ ص ٦٧. ٣. ابن خلدون عبد الرحمن مقدمة ابن خلدون مو سسة الا علمي للمطبوعات بيروت بلا تاريخ ص ٤٥٨. ٤. الجرجاني علي بن محمد الشريف كتاب التعريفات مكتبة لبنان بيروت ١٩٨٥ حرف ت ص ٧٣. ٥. ابن تيمية تقي الدين: التفسير الكبير تحقيق عبد الرحمن عميرة ج ١ دار الكتب العلمية بيروت بلا تاريخ ص ٣٠٩. ٦. ابن تيمية المصدر السابق الصفحة نفسها. ٧. الجرجاني علي بن محمد الشريف كتاب التعريفات المصدر المذكور سابقا الصفحة نفسها. ٨. ابن قيم الجوزية مدارج السالكين تحقيق محمد حامد الفقي دار الكتاب العربي بيروت ١٩٧٢ ج ١ ص ٢٦-٢٧. ٩. القرطبي محمد بن ا حمد الا نصاري الجامع لا حكام القرا ن مطبعة دار الكتب المصرية القاهرة ١٩٥٤ المجلد ١ الجزء الثاني ص ص ١٩٠-٢٠٣, انظر ا يضا ابن كثير ا بو الفدا ا سماعيل تفسير القرا ن العظيم دار المعرفة بيروت ١٩٨٢ الجزء الا ول ص ص ٢٠١-٢٠٢. ١٠. القرطبي محمد بن ا حمد الا نصاري الجامع لا حكام القرا ن المصدر المذكور سابقا المجلد السادس ج ١١ ص ص ٢٧٨-٢٧٩ ابن كثير ا بو الفدا ا سماعيل تفسير القرا ن العظيم المصدر المذكور سابقا الجزء الثالث ص ١٧٥. ١١. القرطبي محمد بن ا حمد الا نصاري الجامع لا حكام القرا ن المصدر المذكور سابقا المجلد الثامن ج ١٦ ص ص ٧-٩ ابن كثير ا بو الفدا ا سماعيل تفسير القرا ن العظيم المصدر المذكور سابقا الجزء الرابع ص ١٠٨. ١٢. الشهرستاني محمد بن عبد الكريم الملل والنحل تحقيق محمد كيلاني دار صعب بيروت ١٩٨٦ ج ١ ص ٤٣-٤٢, ابن تيمية تقي الدين كتاب الا سماء والصفات دراسة وتحقيق مصطفي عبد القادر عطا دار الكتب العلمية بيروت ١٩٨٨ ج ١ ص ص ٦٧-٧١. ١٣. القرطبي محمد بن ا حمد الا نصاري الجامع لا حكام القرا ن المصدر المذكور سابقا المجلد الا ول ج ١ ص ١٠٢. ١٤. البيهقي ا بو بكر الاعتقاد والهداية ا لى سبيل الرشاد عالم الكتب ١٩٨٥ ص ص ٤٢-٤١. ١٥. البيهقي ا بو بكر الاعتقاد والهداية ا لى سبيل الرشاد المصدر المذكور سابقا ص ص ٤٢-٤٣. ١٦. البيهقي ا بو بكر الاعتقاد والهداية ا لى سبيل الرشاد المصدر المذكور سابقا ص ص ٤٧-٤٥. ١٧. ابن تيمية تقي الدين الفتاوى الكبرى الجزء الخامس ج ٥ دار المعرفة بيروت ١٣٩٨ ه/ ١٩٧٨ م ص ص ٩-١٠.

34 êi^}^q<ü ^Î J ١٨. ابن تيمية تقي الدين الرسالة التدمرية مجمل اعتقاد السلف مطبوعات جامعة الا مام محمد بن سعود الا سلامية المملكة العربية السعودية ١٤٠٨ ه ط ٤ ص ٧. ١٩. ابن تيمية تقي الدين الرسالة التدمرية المصدر المذكور سابقا الصفحة نفسها. ٢٠. ابن تيمية تقي الدين الرسالة التدمرية المصدر المذكور سابقا ص ٨. ٢١. ابن تيمية تقي الدين الرسالة التدمرية المصدر المذكور سابقا ص ١٤. ٢٢. ابن تيمية تقي الدين الرسالة التدمرية المصدر المذكور سابقا ص ص ١٤-١٥. ٢٣. ابن تيمية تقي الدين الرسالة التدمرية المصدر المذكور سابقا ص ص ١٥-١٦. ٢٤. ا بو الحسن الا شعري مقالات الا سلاميين واختلاف المصلين تحقيق محمد محي الدين عبد المجيد مكتبة النهضة المصرية القاهرة ١٩٥٠ ج ١ ص ص ٢١٦-٢١٧. ٢٥. ا بو الحسن الا شعري مقالات الا سلاميين واختلاف المصلين المصدر المذكور سابقا ج ١ ص ص ٢٢٤-٢٢٥. ٢٦. ا بو الحسن الا شعري الا بانة عن ا صول الديانة تحقيق فوقية حسين محمود دار الا نصار القاهرة ١٩٧٧ ص ٢٢. ٢٧. ا بو الحسن الا شعري مقالات الا سلاميين واختلاف المصلين المصدر المذكور سابقا ج ١ ص ٢٣٦. ٢٨. ا بو الحسن الا شعري الا بانة عن ا صول الديانة المصدر المذكور سابقا ص ١٤. ٢٩. عبد الجبار ا بو الحسن المغني في ا بواب التوحيد والعدل تحقيق محمود محمد قاسم الدار المصرية للتا ليف والترجمة القاهرة ١٩٦٥ ج ٤ ص ٢١٥. ٣٠. ا بو الحسن الا شعري الا بانة عن ا صول الديانة المصدر المذكور سابقا ص ٢١. ٣١. عبد الجبار ا بو الحسن المغني في ا بواب التوحيد والعدل المصدر المذكور سابقا ج ٥ ص ص ٨٦-٨٧. ٣٢. ا بو الحسن الا شعري الا بانة عن ا صول الديانة المصدر المذكور سابقا ص ٢٣. ٣٣. السنوسي محمد يوسف شرح السنوسية الكبرى المصدر المذكور سابقا ص ٣٤٩. ٣٤. السنوسي محمد يوسف شرح السنوسية الكبرى المصدر المذكور سابقا ص ٣٥٠. ٣٥. الماوردي ا بو الحسن علي بن محمد ا علام النبوة دار الكتب العلمية بيروت ١٩٨٦ ص.٣٤ ٣٦. السنوسي محمد بن يوسف المصدر المذكور سابقا ص ٣٥٠ انظر ا يضا السنوسي شرح ا م البراهين في علم الكلام تحقيق وتعليق مصطفى محمد الغماري المو سسة الوطنية للكتاب الجزاي ر ١٩٨٩ ص ٥٧. ٣٧. الماوردي ا بو الحسن علي بن محمد ا علام النبوة المذكور سابقا ص ٢٥. ٣٨. السنوسي محمد بن يوسف المصدر المذكور سابقا ص ص ٣٧١-٣٧٠ ٣٩. السنوسي محمد بن يوسف المصدر المذكور سابقا ص ص ٣٧١-٣٧٠. ٤٠. الشوكاني محمد بن علي ا رشاد الثقات ا لى اتفاق الشراي ع على التوحيد والمعاد والنبو ات دار الكتب العلمية بيروت ١٩٨٤ ص ٢٥. ٢٨

35 ë éuçjö< ÓË Ö<íéÞa ÏÖ]< ù] ٢٩ ٤١. الشوكاني محمد بن علي ا رشاد الثقات ا لى اتفاق الشراي ع على التوحيد والمعاد والنبو ات المصدر المذكور سابقا ص ص ٢٥-٣٥. ٤٢. الشوكاني محمد بن علي ا رشاد الثقات ا لى اتفاق الشراي ع على التوحيد والمعاد والنبو ات المصدر المذكور سابقا ص ٣٥-٤٨. ٤٣. الماوردي ا بو الحسن علي بن محمد ا علام النبوة المذكور سابقا ص ص ٣٥-٣٦. ٤٤. الماوردي ا بو الحسن علي بن محمد ا علام النبوة المذكور سابقا ص ص ٣٦-٦٩. ٤٥. الشوكاني محمد بن علي ا رشاد الثقات ا لى اتفاق الشراي ع على التوحيد والمعاد والنبو ات المصدر المذكور سابقا ص ٥٠-٥١. ٤٦. ابن كثير ا بو الفدا ا سماعيل تفسير القرا ن العظيم المصدر المذكور سابقا الجزء الثاني ص ص ٧٧-٧٨. ٤٧. ابن كثير ا بو الفدا ا سماعيل تفسير القرا ن العظيم المصدر المذكور سابقا الجزء الثالث ص ص ٥٣٨-٥٣٩. ٤٨. ابن كثير ا بو الفدا ا سماعيل تفسير القرا ن العظيم المصدر المذكور سابقا الجزء الثالث ص ص ٢٠١-٢٠٢. ٤٩. ابن كثير ا بو الفدا ا سماعيل تفسير القرا ن العظيم المصدر المذكور سابقا الجزء الثالث ص ص ٢٩٩-٣٠٠. ٥٠. القرطبي محمد بن ا حمد الا نصاري الجامع لا حكام القرا ن المصدر المذكور سابقا المجلد الا ول ج ١ ص ص -٢٤٤. ٢٣٧ ٥١. عبد القادر محمد ا حمد عقيدة البعث والا خرة في الفكر الا سلامي دار المعرفة الجامعية الا سكندرية ١٩٨٦ ص ١٦٧. ٥٢. السنوسي محمد بن يوسف السنوسية الكبرى المصدر المذكور سابقا ص ٣٩٥-٣٩٤. ٥٣. الغزالي ا بو حامد ا حياء علوم الدين دار المعرفة بيروت ١٩٨٢ ج ١ ص ١١٤. ٥٤. السنوسي محمد يوسف السنوسية الكبرى المصدر المذكور سابقا ص ٤٠١. ٥٥. الغزالي ا بو حامد ا حياء علوم الدين المصدر المذكور سابقا ص ص ١١٤-١١٥.

36 êþa Î< ç ßÚ<àÚ< Û Š¹]< Æ<ÄÚ< êþa Î ç ßÚ àú Û Š¹] Æ ÄÚ ]ç ] áa ÏÖ]» êû ÃÖ] ØÏÃÖ] ð^ße» íè éuçjö] íèõ Ö] íèõ Ö] V VÙæşù] ç ] D D D Û Š¹] Æ ÄÚ êþa ÏÖ] ]ç ] Û Š¹] Æ ÄÚ êþa ÏÖ] ]ç ]EE V ] Âc < << ÛÂ< éšö]< Û < éšö]<j J_ ²<á]ç u<íãú^œ<íéúø ý]<íé ^éšö]<íè ßÖ]<ƒ^j _ < <àè vfö^e<íéïéfşjö]<ýç ÃÖ]<íÃÚ^œ<íé ^éšö]<ýç ÃÖ]<ÜŠÎ< éñ < dr_sayedomer@yahoo.com ٣١

37 أ.د. السيد محمد السيد عمر VovfÖ] ~jšú تن قب هذه الدراسة في ظاهرة الحوار بين المسلمين وغير المسلمين وهي تنطلق من ملاحظة ا ن المبادرة التي قدمها الري يس الا يراني السابق محمد خاتمي والتي تمخض عنها ما سمي: العام الا ممي لحوار الحضارات بقيت مجرد شعار ولم يبذل جهد يذكر لتحويلها ا لى نظرية تستند عليها الا مة الا سلامية في الحوار الذي دعت الغرب ا ليه في حين ا نتج الغرب عدة نظريات معبرة عن رو يته الكلية المقابلة مثل: صراع الحضارات ونهاية التاريخ وحوار الحضارات والعولمة والا رهاب. وترمي هذه الدراسة ا لى الوصول ا لى عتبة بناء نظرية التدافع الا نساني المعبرة عن الرو ية الكلية الا سلامية التي تتحدد بها مرجعيتها في عملية الحوار مع غير المسلمين بكافة معطياتها. وبما ا ن الا سلام رسالة للناس كافة فا ن هذه المقاربة المعرفية ترى ا ن البشر ينقسمون ا لى: ا مة ا جابة وا مة دعوة الا ولى تشمل من دخل في الا سلام والثانية تشمل كل من هم على قيد الحياة بوصفهم ا خوة في الا نسانية ومن الوارد ا ن يصيروا ا يضا ا خوة في الا سلام. وناظم ا مة الا جابة في كل علاقاتها هو كلمة التقوى الناظم الذي تدعوا ليه ا مةالدعوة هو كلمة سواء بين الا متين. ويقوم معمار هذه الدراسة على الحفر المعرفي في مضامين مفهوم الحوار في لساننا العربي ثم يدلف منه ا لى البحث عن خيوط تلك النظرية في نماذج للحوار مع غير المسلمين واردة بالقرا ن الكريم ثم يعمق ما توصل ا ليه عبر ا نساق مجموعة من المفاهيم القرا نية المفتاحية ويبني من خلالها مفهومي: كلمة التقوى ولباس التقوى ومفهوم: الكلمة السواء وتختم الدراسة بمعايرة خاطفة لعينة من الا دبيات التي ا نتجها مفكرون مسلمون بعد مبادرة خاتمي ٣٢

38 êþa Î< ç ßÚ<àÚ< Û Š¹]< Æ<ÄÚ< ]ç ] Research Abstract This study digs Epistemologically in the sphere of the phenomenon of dialogue between Muslims and non-muslims. It starts from the observation that the initiative of former Iranian President Mohammad Khatami, which resulted in the so-called: UN year for dialogue of civilizations, remained just a slogan, and did not convert to a theory based on overall world overview Islamic vision that guides the Islamic Nation in that dialogue with the West, while the West has produced several theories that reflect its overall world overview vision for East west dialogue, such as: the clash of civilizations, the end of history, the dialogue of civilizations, globalization, and terrorism. This study aims at reaching the threshold of building a genuine Islamic epistemological theory for rational human dialogue process calibration.as long as the message of Islam is for all human beings, humanity includes two main nations : EL-Dawa Umma and El-igabah Umma. The First include Muslims. The second includes all those who were alive,as they are brothers in humanity, and may become brothers in Islam. The system of Eligabah Umma is based on the word of piety. The milestone of mutual relations between the two nations is the word of equity and justice. ٣٣

39 أ.د. السيد محمد السيد عمر V í ^ù] ^ cæ í ] Ö] æ u بالتزامن مع طرح صمويل هانتنجتون لنظرية صراع الحضارات طرح المفكر الا سلامي محمد خاتمي على الجمعية العامة للا مم المتحدة مبادرة حوار الحضارات ولقيت دعوته تلك استجابة دشنت بعام ا سمته الا مم المتحدة عام حوار الحضارات. بيد ا ن المفارقة ا ن رو ية خاتمي لم تجد من يطورها ولا من يعينه على تطويرها من داخل الجماعة المعرفية المتخصصة في حين طور هانتنجتون ا طروحته من مقال ا لى كتاب موسع لفوكوياما التاريخ نهاية نظرية مع نفسه الا مر وتكرر وسلطت قنوات الا علام الغربية العملاقة وما يدور في فلكها من وساي ط ا علامية الضوء عليهما. وتظاهر الخطاب الغربي الرسمي بالمفاصلة مع ا ولاهما في حين تبناها في سياسته الدولية وفي مجمل تعاملاته خاصة في مواجهة عالمنا الا سلامي والجاليات الا سلامية والعربية بالخارج. والا غرب ا ن مبادرة خاتمي كشفت عن تقصير الجماعة العلمية المسلمة غير المبرر كونها لم تخرج للبشرية بعد نظرية للحوار من المعين القرا ني الصادق المهيمن رغم حقيقة ا ن الحوار ظاهرة سابقة على استخلاف الا نسان في الا رض وا حد لوازم الحرية التوحيدة المسو ولة وبمقام الملح في كل علاقة بين البشر من مستوى الا فراد والا سر مرور بمستويات العشاي ر والبطون والا فخاذ و القباي ل والشعوب حتى مستوى الا مم. فالحوار لم يبدا بدعوة خاتمي ولكن تلك الدعوة نبهت ا لى ضرورة بناء نظرية للحوار من القرا ن و برهن حوار ا دبيات الحوار التي صاحبتها وتلتها لكونها انطلقت من مرجعية ومن منطق الدولة القومية وليس من مرجعية قرا نية ا مة واحدة مكلفة با ن تكون خير ا مة ا خرجت للناس على محورية ا خراج تلك النظرية. ٣٤

40 êþa Î< ç ßÚ<àÚ< Û Š¹]< Æ<ÄÚ< ]ç ] وتحاول هذه الدراسة الشروع في غزل خيوط قرا نية عساها تنسج منها لاحقا مثل تلك النظرية. وتحض على وضع هذا الا مر على قمة جدول بحوث الجماعة المعرفية الا سلامية عبر ا براز مغبة السباحة بدون مثل تلك البوصلة في بحر عملية الحوار بين المسلمين وغير المسلمين في ضوء قراءة نقدية ل ع ينة من الا دبيات تتمثل في رو ية خاتمي ودراسات بمو تمر عقد بدمشق حول الحوار بين الشرق والغرب بعد عامين من تبني الا مم المتحدة لتلك الدعوة. ولقد ورد لفظ (يحاور) ولفظ (تحاور) بالقرا ن الكريم في موضعين ا ولهما بسورة (الكهف: ٣٤ ٣٧ ) متعلق في الا ية الا ولى برو ية كلية غير قرا نية وفي الا ية الثانية برو ية كلية قرا نية. وتمثلت عملية الحوار في الجدل بين الرو يتين بخصوص طيبات هذه الحياة الدنيا والعلاقة بين البشر والما لات المترتبة على الا خذ با ي من تلكما الرو يتين. ا ما الموضع الثاني فيتعلق بحوار معياري محكوم برو ية كلية قرا نية كونه دار بين النبي (صلى االله عليه وسلم) وبين امرا ة مسلمة مهمومة بشا ن الاستقرار الا سري بعامة وعدم تضييع الصغار بخاصة سمعه االله وفصل فيه (المجادلة :١). ودرسه الا هم هو حاجة الحوار بين المسلمين مهما كان مستوى ا طرافه ا لى منهج منزل من عند االله تعالى. وتكشف مضامين مفهوم الحوار ونظاي ره في لساننا العربي وفي القرا ن ا نه يتعلق بظاهرة عامة في موضوعها وفي ا طرافها تمس الحاجة ا لى تا سيس قرا ني رصين لها. وكما ا ن بالكون من كل نوع زوجين ولا ينفرد بالا حدية والصمدية ا لا االله تعالى فا ن الحوار على ا نواع حسب مرجعيته وحسب ا طرافه. فقد يكون حوارا بين ا طراف تجمعهم رو ية كلية ا يمانية ا و تجمع بينهم رو ية كلية غير ا يمانية. وقد يكون بين ا طراف تتباين رو اهم الكلية. ٣٥

41 وتحفر هذه الدراسة الا ولية في فضاء بناء نظرية معرفية أ.د. السيد محمد السيد عمر للحوار بين قرا نية الا مم متبعة منهاجية التحليل السياقي للقرا ن الكريم وسبيلها ا لى ذلك هو رسم معالم كبرى للغاية لمعيارية قرا نية للحوار بين المسلمين وغير المسلمين. بسورة الكهف هو النواة التي تنطلق هذه الدراسة والنموذج الوارد ا لى الا جابة عن سو الها البحثي عبر استقراي ه في سياقه المباشر والقريب وفي سياق اعتبار القرا ن كله جملة واحدة بل كلمة واحدة باستدعاء خبرة ثلة من نماذج الحوار الا خرى الواردة بالقصص القرا ني مثل: النموذج الفرعوني والنموذج القاروني ونموذج مدين شعيب والنموذج اليهودي ونموذج ملكة سبا فضلا عن التوجيهات القرا نية ذات الصلة وتنتهي بمقاربة بين واقع الحوار وتلك المعيارية. وبذا يقوم معمار الدراسة على: تمهيد يتعلق بمضامين مفهوم الحوار في لسان العرب وصلب متعلق ببنية ظاهرة الحوار في القرا ن الكريم وخاتمة متضمنة لا طلالة سريعة على مدى تمثل تلك المعيارية في عينة من ا دبيات الحوار في الحلقة الراهنة منه منذ ا ن ا طلق الري يس الا يراني السابق الدعوة ا ليه مع مطلع الا لفية الميلادية الثالثة. ٣٦

42 êþa Î< ç ßÚ<àÚ< Û Š¹]< Æ<ÄÚ< ]ç ] ^â ñ^ Þæ ]ç ] Ýçã˹ íèçç Ö] Ú^ ¹] VÙæù] ovf¹] يتبين للناظر في مضامين مادة (حور) في لساننا العربي ا ن مفهوم الحوار مفهوم محايد يتعلق توجهه وما له جملة وتفصيلا بموضوعه ومرجعيته ومضامينه. ف (الح ور) هو: الرجوع عن الشيء ا و ا ليه وكل شيء تغير من حال ا لى حال ورجوع ما نسب ا لى المرء ا ليه والتحير والحيرة والنقصان من بعد الزيادة. والحوار بهذه المضامين حالة تتردد بين الا يجابية والسلبية حسب مضمونها فالعرب يقولون: (حار بعد ما كان) بمعنى ا نه كان على حالة محمودة فرجع عنها وخرج على الجماعة بعد ا ن كان فيها فالحور: فساد الا مر بعد صلاحه وا صله من نقض العمامة بعد لفها ومن هذا القبيل ا يضا قول العرب (الباطل في حور) ا ي في نقص ورجوع وبوار وقولهم :(زاد القوم في حور) ا ي ا كلوا اللحم قبل ا ن ينضج وضربهم المثل بقولهم :(فلان حور في محارة) للشيء كان صالحا ففسد ا و بات مستعصيا على الا صلاح. والحوار عملية تفاعلية بين طرفين ا و ا كثر تشمل: الاستنطاق والتجاوب ورد الجواب ومراجعة المنطق والكلام في المخاطبة ومن ذات معين هذه المضامين تا تي سمة الموصوف به شخصا كان ا و شيي ا ا و موضوعا ا و ناظما ويرتبط المفهوم بالتطهر والنصرة والنصح والا لتقاء على را ي ووجود علاقة قرب مكاني بين ا طرافه فالتحوير هو: التبييض وتطهير الثوب وا زالة ما عليه من دنس. والمحور هو العود الذي تدور عليه البكرة والخشبة التي يبسط بها العجين. والحواريون هم القصارون لتبييضهم الثياب وغسلها ثم ا طلق على الشيء الخالص وعلى الناصح وعلى كل ناصر مخلص وعلى لباب الدقيق وا جوده وعلى الصفوة من الا تباع. والحيرة هي الا رض المخضرة المبتلة والحارة: كل محلة دنت منازلهم. والحاي ر: المكان الذي يسيل ا ليه ماء المطر ويجتمع فيه والموضع المطمي ن والبستان. والحير: ٣٧