ﺕﺎـﺴﺍﺭﺩﻟﺍ ﺔﻴﻠﻜ ﺒ ﺔﻴﺒﺭﻌﻟﺍ ﺔﻐﻠﻟﺍ ﻲﻓ ﺭﻴﺘﺴﺠﺎﻤﻟﺍ ﺔﺠﺭﺩ ﺕﺎﺒﻠﻁﺘﻤﻟ ﻻﺎﻤﻜﺘﺴﺍ ﺔﺤﻭﺭﻁﻷﺍ ﻩﺫﻫ ﺕﻤﺩﻗ ﻥﻴﻁﺴﻠﻓ ﺱﻠﺒﺎﻨ

Transcript

1 جامعة النجاح الوطنية آلية الدراسات العليا البناء اللغوي في سورتي البقرة والشعراء دراسة موازنة إعداد منى محمد عارف عابد الا ستاذ الدآتور إشراف ) محمد جواد) النوري قدمت هذه الا طروحة استكمالا لمتطلبات درجة الماجستير في اللغة العربية بكلية الدراسات العليا في جامعة النجاح الوطنية في نابلس فلسطين 2004

2

3 الا هداء ا لىمن... زرعبيحب النجاحوالتف وق... ا بي ا لىمن... با فاسها ا رسم ا ماليوا لو ن ا حلامي... ا مي ا لى من... كاا لي مثالا في حب الخير والعطاء... عمي وخالتي ا لىمن... مد لي يد العون وحق قلي ا منية التمي ز... زوجي ا لىمن... ذللوالي طريق الصعاب بمحبتهم ودعاي هم... ا خوتي وا خواتي ا لىمن... تحمل ت الكثير... الكثيرمن ا جل نجاحي... لما ا لىفرحتي الا ولى... وس روجودي... ابنت ي رزان و زهراء منى ت

4 الشكر والتقدير ا تقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان والتقدير للا ستاذ د. محمد جواد النوري لتفضله بالموافقة على ا نجاز هذا البحث وا خراجه ا لى حيز الوجود بعدما كان مجرد فكرة فجزاه االله عني الخير الوفير وبارك له في دينه وعلمه وصحته وجعله االله نبراس علم تستضيء به الا جيال. وكذلك ا تقدم بخالص شكري وتقديري للا ستاذ د. علي حبايب لما قام به من جهود ساعدتني على مواصلة البحث فجزاه االله عني الخير والعافية. ولا يسعني في هذا المقام ا لا ا ن ا تقدم بالشكر والتقدير للجنة المناقشة وا نا اليوم ا قف ا جلالا واحتراما لملاحظاتهم القي مة وتصويباتهم الدقيقة لكي يجعلوا بحثي عملا متكاملا با ذن االله. وا خيرا لا ا ملك ا لا الدعاء وحسن التقدير لكل من مد لي يد العون وساعد في ا نجاز هذا البحث. فجزاهم االله عني جميعا الخير وزاد في ميزان حسناتهم ث

5 الرمز الصوتي المقترح ' b t θ dз j h x d ð r z s š s d t ð c o f q k l m n جدول رموز الكتابة الصوتية المقترحة لا صوات العربية الرمز وصف الصوامت العربي ء صامت حنجري انفجاري لا مجهور ولا مهموس ب صامت شفوي ثناي ي انفجاري مجهور ت صامت اسناني لثوي انفجاري مهموس ث صامت ا سناني احتكاكي مهموس ج صامت لثوي غاري مركب مجهور " الجيم الفصحى" ج صامت غاري احتكاكي مجهور " الجيم الشامية" ح صامت حلقي احتكاكي مهموس خ صامت طبقي احتكاكي مهموس د صامت ا سناني لثوي انفجاري مجهور ذ صامت ا سناني احتكاكي مجهور ر صامت لثوي مكرر مجهور ز صامت اسناني لثوي احتكاكي مجهور س صامت ا سناني لثوي احتكاكي مهموس ش صامت غاري احتكاكي مهموس ص صامت ا سناني لثوي احتكاكي مهموس مفخم ض صامت ا سناني لثوي احتكاكي مجهور مفخم ط صامت ا سناني لثوي انفجاري مهموس مفخم ظ صامت ا سناني احتكاكي مجهور مفخم ع صامت حلقي احتكاكي مجهور غ صامت طبقي احتكاكي مجهور ف صامت شفوي ا سناني احتكاكي مهموس ق صامت لهوى انفجاري مهموس ك صامت طبقي انفجار مهموس ل صامت لثوي جانبي مهموس م صامت شفوي ثناي ي ا نفي مجهور ن صامت لثوي ا نفي مجهور ج

6 h w y ii aa uu صامت حنجري احتكاكي مهموس نصف صامت ا و نصف حركة طبقي ا و شفوي ثناي ي مجهور نصف صامت ا و نصف حركة غاري مجهور حركة ا مامية ضيقة (الكسرة الخالصة) حركة ا مامية واسعة( الفتحة المرققة) حركة خلفية ضيقة ) الضمة الخالصة) ه و ي i a u ح

7 فهرس المحتويات الموضوع الصفحة الا هداء الشكر والتقدير جدول رموز الكتابة الصوتية المقترحة لا صوات العربية فهرس المحتويات الملخص بالعربية المقدمة التمهيد نشا ة الم كي والمدني مفهوم الم كي والمدني ضوابط الم كي والمدني ا همية الم كي والمدني الفصل الا ول : المستوى الصوتي تحليل الا صوات الا صوات المف خمة والمرققة الا صوات المجهورة والمهموسة الا صوات الانفجارية والاحتكاكية الا ثر الفني لشيوع هذه الا صوات القيمة الفنية لتنو ع الا صوات في النص اللغوي الفاصلة القرا نية الكتابة الصوتية للفواصل في سورة البقرة الكتابة الصوتية للفواصل في سورة الشعراء التحليل الصوتي لفونيمات الفواصل الفاصلة من حيث المقاطع المكونة لها المقاطع الصوتية ا نواع المقاطع الكتابة المقطعية لفواصل سورة البقرة ت ث ج خ ر خ

8 الكتابة المقطعية لفواصل سورة الشعراء نتاي ج التحليل المقطعي لفواصل سورتي البقرة و الشعراء الفاصلة من حيث تا لفها صوتي ا مع الفواصل السابقة واللاحقة ا ثر الانتظام والتناوب بين مكونات المقطع الا خير من فواصل سروتي البقرة والشعراء ا ثر الا يقاع في فاصلة المدني والمكي الفصل الثاني : المستوى النحوي الجملة ا نواع الجمل الجمل وا نواعها في سورتي البقرة والشعراء الجملة الاسمية البسيطة في سورة البقرة الجملة الاسمية البسيطة في سورة لشعراء مقارنة حال الجملة الاسمية البسيطة في سورتي البقرة والشعراء الخصاي ص العامة للجملة الاسمية البسيطة في السورتين تعليل النتاي ج المترتبة على استعمال الجملة الاسمية البسيطة في السورتين الجملة الفعلية البسيطة الجملة الفعلية الموسعة مقارنة حال الجملة الفعلية البسيطة والموسعة في السورتين النتاي ج المترتبة على استعمال الجملة الفعلية البسيطة والموسعة في السورتين تعليل النتاي ج المترتبة على استعمال الجملة الفعلية البسيطة والموسعة في السورتين الجملة الاسمية الموسعة (النواسخ) الجملة الاسمية الموسعة( النواسخ) في سورة الشعراء مقارنة حال الجملة الاسمية الموسعة في السورتين النتاي ج المترتبة على استعمال الجملة الاسمية الموسعة في السورتين التقديم والتا خير في الجملة الاسمية التقديم والتا خير في الجملة الفعلية التقديم والتا خير في السورتين د

9 b النتاي ج المترتبة على استعمال حال جملة التقديم والتا خير في السورتين الجملة المو كدة: مقارنة حال الجملة المو كدة في السورتين النتاي ج المترتبة على استعمال الجملة المو كدة في السورتين الفصل الثالث: المستوى الدلالي مفهوم الدلاله الحقل الا ول: المفردات التي عب رت عن العقيدة في الا سلام الخصاي ص العامة لمفردات العقيدة في السورتين الحقل الثاني: المفردات التي عب رت عن الجزاء وصفات الجنة والنار الخصاي ص العامة للمفردات التي عب رت عن الجزاء وصفات الجنة والنار الحقل الثالث: المفردات التي عب رت عن ا ركان الا سلام الخصاي ص العامة للمفردات الدالة على ا ركان الا سلام في سورة البقرة الحقل الرابع: المفردات الدالة على صفات البشر الخصاي ص العامة للمفردات الدالة على صفات البشر في سورة البقرة الخصاي ص العامة للمفردات الدالة على صفات البشر في سورة الشعراء الخاتمة قاي مة المصادر والمراجع المجلات العربية الملخص باللغة الا نجليزية (Abstract) ذ

10 البناء اللغوي في سورتي البقرة والشعراء دراسة موازنة ا عداد منى محمد عارف عابد ا شراف الا ستاذ الدكتور "محمد جواد"" النوري الم لخص تعددت الدراسات القرا نية والبحوث اللغوية التي جعلت من نصوص ا يات القرا ن مرجع ا لها وميزان ا تقيس به علامات تقدمها وازدهارها اللغوي والمعرفي وت نوعت تبع ا لذلك الا ساليب العلمية والمناهج اللغوية التي س خرت نفسها لخدمة هذه النصوص المقدسة للتع رف ا لى طبيعة الخصاي ص المميزة لها لذا جاءت الدراسات الصوتية لدى علماء التجويد وجاءت الرغبة في معرفة خصاي ص الا يقاع في لغة القرا ن الكريم ا ضافة ا لى دراسة ظاهرتي الانسجام الصوتي والتنغيم في القرا ن. من هنا كان اختيار موضوع هذه الدراسة التي تكمن ا هميتها في توظيف المنهج الوصفي التحليلي للا يات المكي ة والمدني ة من خلال سورتي البقرة والشعراء فسورة البقرة تعكس السمات العامة للا يات المدنية في حين تمثل سورة الشعراء السمات العامة للا يات المكية وخصاي صه العام ة. ا م ا عن سبب اختيار هاتين السورتين" البقرة والشعراء" بالذات فيعود ا لى ترشيح وتزكية من ا ساتذة كلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية وتتمثل هذه الدراسة في المستويات اللغوية. ا ما ا همية هذه الدراسة فتا تي في ا مكانية ا يجاد فوارق لغوية بين الا يات المكية والمدنية من خلال اعتمادها على سورتي الشعراء والبقرة ومستعينة في ذلك على المستويات اللغوية الا تية: المستوى الصوتي والمستوى النحوي وا خيرا المستوى الدلالي. ا ما مصادر هذه الدراسة فجاءت متنوعة تبعا للمستويات اللغوية التي اعتمدت عليها وا خص بالذكر كتابي "الا تقان في علوم القرا ن" ل السيوطي و"البرهان في علوم القرا ن" ل الزركشي فكان هذان الكتابان مرجعا لدراسة الجانب التاريخي للسور المكية والمدنية ا ما عند دراسة المستوى الصوتي فاعتمدت على المراجع الحديثة في محاولة لتطبيق ا حدث النظريات ر

11 الصوتية على النص اللغوي في القرا ن الكريم وخاصة كتابي "موسيقى الشعر" ل ا براهيم ا نيس و"المدخل ا لى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي" ل رمضان عبد التواب ا ضافة ا لى كتاب "علم ا صوات العربية" ل محمد جواد النوري. ا ما في المستوى النحوي فاعتمدت على كتابي "مغني اللبيب عن كتب الا عاريب" ل ابن هشام و"شرح ابن عقيل" وذلك من ا جل ترسيخ القضايا النحوية التي تم تناولها في هذا المستوى. وا خيرا جاء المستوى الدلالي واعتمدت في دراسته على الجانب المعجمي لتخريج المعنى اللغوي والاصطلاحي للا لفاظ المستعملة في الحقول الدلالية ولا يفوتني في هذا المقام التذكير بكتاب "التطور الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرا ن" ل خليل عودة ا بو عودة الذي استعنت به في تقسيم الحقول الدلالية لهذا المستوى. ا ما الدراسات السابقة التي تناولت دراسة لغة القرا ن الكريم مستعينة بالمستويات اللغوية فجاءت متعددة كل واحدة منها تنهل من لغة القرا ن المقدسة وتجعلها ميدانا للدراسة والبحث وا ذكر منها على سبيل المثال دراسة بعنوان "الدراسات الصوتية لدى علماء التجويد" ل حسين عبود قدم من خلال هذه الدراسة القراء تفسير ا صوتي ا للقراءات المتعددة للقرا ن الكريم والت نوع الصوتي لدى علماء التجويد ودراسة بعنوان" ظاهرة الانسجام الصوتي في القرا ن الكريم" ل هايل محمد الفقرة وفي هذه الدراسة تناولت الباحثة ظاهرة الانجسام الصوتي ولا يقاع الذاتي الذي تكونة الحروف في ا يات القرا ن ودراسة بعنوان "دلالة الصيغ العربية في ضوء علم اللغة" ل ا حمد سليمان الشريف تحدث عن ا ثر السياق في تشكل وبناء دلالات جديدة وا خيرا دراسة بعنوان" السياق وا ثره في الدرس اللغوي- دراسة في ضوء علم اللغة الحديث" ل ا براهيم خليل على الرغم من ما قدمته هذه الدراسات السابقة المشار ا ليها من محاولات جادة في رسم ملامح علم اللغة على مستوياته المتعددة على النص اللغوي القرا ني ا لا ا نها بقيت محاولات نظرية لم تطبق ا لا على ا يات قرا نية منتقاة من سور متعددة ا ما الجديد في هذه الدراسة فتمثل في الاعتماد على سورتي البقرة والشعراء والعمل على توضيح البناء اللغوي وبطريقة موازنة تتخذ من المستوى الصوتي والنحوي وبطريقة مجا لا لا يجاد مظاهر هذا النساء لذا جاءت القضية ز

12 اللغوية مدروسة بشكل ثناي ي في السورتين وبالتالي الحصول على تصور لمعرفة حالها في النص اللغوي المدني والمكي. ا م ا هيكلية هذه الدراسة ف قس مت ا لى: مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول ثم خاتمة وقد تناولت في المقدمة: ا همية هذه الدراسة والمشكلات التي واجهتني بها ا ضافة ا لى منهج الدراسة. ا م ا التمهيد فكان دراسة تاريخي ة للس ور المكي ة والمدني ة وبيان خصاي ص كل منها ثم جاءت فصول هذه الدراسة وقد تناولت في الفصل الا ول منها: المستوى الصوتي: وفيه عرضت الفونيمات التركيب ية في الفاصلة القرا نية من حيث: مكو ناتها وتا لفها مع غيرها وشيوع الصوامت والحركات في ا يات السورتي ن. ا ما الفصل الثاني: فخصصته للمستوى النحوي ويشمل الجملة الاسمي ة والفعلي ة والجمل الناسخة وجملة التقديم والتا خير ثم جملة التوكيد. وفي الفصل الثالث:- تناولت المستوى الدلالي ويشمل دراسة الحقول الدلالية المستعملة في سورتي البقرة والشعراء. وا خير ا جاءت الخاتمة وفيها: ا هم النتاي ج التي توصلت ا ليها في ا ثناء دراستي. س

13 المقدمة: الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم ومن سار على سنته واهتدى بهديه ا لى يوم الدين...ا ما بعد فقد شاءت ا رادة االله ا ن ا حقق حلما كثيرا ما راودني- منذ كنت طالبة في الجامعة الا ردنية- في ا ن ا لتحق بكلية الدراسات العليا وا ن ا جعل القرا ن الكريم والبحث في ا سرار لغته هدفا ا سعى ا لى تحقيقه وبعد مرور خمس سنوات من تخرجي التحقت ببرنامج الماجستير في جامعة النجاح الوطنية وظل ذلك الحلم يزداد يوما بعد يوم ا ثناء دراستي النظرية ا لى ا ن هداني المولى عز وجل ا لى ا ستاذي الفاضل: د. محمد جواد النوري فعرضت عليه رغبتي في ا ن تكون لغة القرا ن ا ساسا تعتمد عليه دراستي فسر بتلك الرغبة وشجعني عليها وخاصة ا ن تلك الرغبة كانت تتملكه ا يضا فا عادني ا لى عدة مصادر ومراجع للاستفادة منها في بناء خطة تقوم على دراسة لغة القرا ن الكريم وا حالني ا لى استشارة عدد من الا ساتذة في كلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية وفي كلية الا داب في الجامعة الا ردنية لبناء تصور ا وسع حول هذا الموضوع. وبعد فترة ليست قليلة تشكلت فكرة هذا البحث ووقع الخيار على عنوان له هو: البناء اللغوي في سورتي البقرة والشعراء: دراسة موازنة وصفية تحليلية متخذة سورتي البقرة والشعراء نموذجا بحيث تعكس كل منها السمات العامة للا يات المكية والمدنية. ا ما ا همية هذه الدراسة: فتا تي في ا مكانية ا يجاد فوارق لغوية بين الا يات المكية والمدنية من خلال اعتمادها على سورتي الشعراء والبقرة ومستعينة في ذلك على المستويات اللغوية الا تية: المستوى الصوتي والمستوى النحوي وا خيرا المستوى الدلالي من هنا تكمن ا همية البحث وجدته في تحقيق الا هداف الا تية: ا ولا: التحليل الصوتي لفونيمات الفواصل في سورتي البقرة والشعراء. 1

14 ثانيا: ثالثا: تصنيف الصوامت الشاي عة في السورتين ا لى ملامحها التمييزية وبيان قيمة ذلك. دراسة التراكيب النحوية اعتمادا على التحليل اللغوي الحديث للوصول ا لى ا بعادها المختلفة رابعا: ا قامة جسر من التواصل بين التراث الا دبي ممثلا بالنصوص القرا نية بوصفها نموذجا ا سمى تعتمد عليه المناهج اللغوية الحديثة في دراستها والدراسات اللغوية الحديثة. خامسا: الربط بين المعنى اللغوي والاصطلاحي للمفردات الشاي عة في السورتين وبيان التطور الدلالي فيها. ا ما المنهج الذي اعتمدت عليه في تحقيق هذه الا هداف : فكان المنهج الوصفي التحليلي في الدراسة اللغوية المعاصرة للا يات المكية والمدنية من خلال سورتي الشعراء والبقرة باعتبارهما تعكسان السمات العامة للا يات المكية والمدنية وحرصت ا ثناء توظيف هذا المنهج على ا ن ا رسخ القضايا الصوتية والنحوية والدلالية في محاولة لتوثيق الصلة بين التراث اللغوي القديم ومستويات علم اللغة الحديث المتمثلة في: المستوى الصوتي المستوى النحوي المستوى الدلالي ا ما مشكلة البحث: فتكمن في ا ن الدراسات السابقة لهذا الموضوع لم تتناول الفوارق اللغوية بين الا يات المكية والمدنية بطريقة لغوية معاصرة ا ي من منظور علم الصوت والدلالة ا لا في الا ونة الا خيرة بعد ما كانت مقتصرة على دراسة الجانب الفقهي والشرعي لكل منهما ا ضافة ا لى ا ن الدراسات اللغوية الحديثة وظفت الجانب الصوتي والدلالي في دراسة النص القرا ني دون ا ن تحدد فرقا صوتيا واحدا بين النصوص المكية والمدنية وا خيرا يمكن القول ا ن الاقتصار في دراسة ا صوات القرا ن الكريم على جانب القراءات وا يجاد الفوارق في نصوصها 2

15 دون دراستها دراسة صوتية معاصرة ا دى ا لى قلة المراجع الحديثة التي تتناول هذا الموضوع بمعزل عن تلك القراءات. ا ما محتويات هذا البحث فقد ضم بين دفتيه مجموعة من الموضوعات جاءت موزعة على تمهيد وثلاثة مستويات: التمهيد: ا ولا: تناولت فيه: دراسة تاريخية للسور المكية والمدنية وبيان خصاي ص كل منها: ثانيا: الفصل الا ول: المستوى الصوتي ويتناول: ا - الفونيمات التركيبية وذلك في: 1- الفاصلة من حيث المكونات الصوتية "صوامت وحركات". الفاصلة من حيث المقاطع المكونة لها "نوع المقطع" الفاصلة من حيث تا لفها صوتيا مع الفواصل السابقة واللاحقة. ب- تحليل الا صوات وهي: 1- الا صوات المفخمة والمرققة. 2- الا صوات المجهورة والمهموسة. -4 الا صوات الانفجارية والاحتكاكية. الا صوات الصفيرية. -3 ثالثا: الفصل الثاني: المستوى النحوي ويشمل: الجمل الاسمية والفعلية الجمل الناسخة جملة التقديم والتا خير الجملة المو كدة رابعا: الفصل الثالث: المستوى الدلالي ويتناول دراسة: بعض الحقول الدلالية المستعملة في السور المكية والمدنية من خلال: 3

16 "سورة الشعراء". "سورة البقرة". 1- الا لفاظ المستعملة في السور المكية ودلالتها 2- الا لفاظ المستعملة في السور المدنية ودلالتها خامسا: الخاتمة وفيها ا هم النتاي ج التي توصلت ا ليها في ا ثناء دراستي. وا خيرا فهرس الموضوعات وقاي مة المصادر والمراجع والا بحاث. وفي نهاية هذه المقدمة - لا بد من الا شارة ا لى- غياب المستوى الصرفي من بين المستويات اللغوية المعتمد عليها في تناول هذا البحث والسبب في ذلك يعود ا لى تعدد القضايا الصرفية ودقتها حيث لا يمكن الاستغناء عن ا ي منها في دراسة هذا المستوى الا مر الذي يو دي ا لى ضخامة البحث والخروج عن الا طار العام المحدد له ولا ا بالغ القول ا ن دراسة المستوى الصرفي تحتاج عملا كاملا يبحث في دقة القضايا الصرفية التي يمكن ا ن تكون مجالا لدراسة النصوص اللغوية المكية والمدنية وبالتالي ا عطاء هذا المستوى القيمة الحقيقية له من بين المستويات اللغوية الا خرى. 4

17 التمهيد: دراسة تاريخية للسور الم كية والمدنية وبيان خصاي ص كل منها. عني علماء العربية عناية فاي قة بلغتهم مما جعلهم يخوضون في كل علم وينهلون من منبعه الصافي بما يتناسب وهذه اللغة التي تحمل بين طياتها كتاب االله وتحمل بين مفرداتها مبادي الا سلام وتشريعاته السمحة لتخلد اللغة العربية ولترسم بنور القرا ن الكريم سر الخلود الزماني والمكاني لها من هنا تنوعت علوم العربية التي تا خذ خامتها الا دبية من النص القرا ني فكانت الدراسات اللغوية القرا نية ومن بينها هذه الدراسة التي تتناول الا يات الم كية والمدنية بالدرس الوصفي اللغوي التحليلي. نشا ة الم كي والمدني: اختلف فقهاء العربية في تحديد الفترة التاريخية التي نشا فيها هذا العلم حاله حال بقية العلوم التي توافرت لها عوامل متعددة لبلورتها والبحث فيها ومع ذلك فا ن الدراسات القرا نية ( * ) القديمة والحديثة التي تابعت حركة مسيرة هذا العلم تشير ا لى ارتباطه بعلم ا سباب النزول نزول القرا ن الناسخ والمنسوخ وجمع القرا ن وترتيبه وتدوينه والقراءات القرا نية فكانت العلاقة الوثيقة بين هذه العلوم وعلم الم كي والمدني وتو كد ذلك دراسة الا مام السيوطي الذي يقول:" وا نواع القرا ن شاملة وعلومه كاملة فا ردت ا ن ا ذكر في هذا التصنيف ما وصل ا لى علمي مما حواه القرا ن الشريف من ا نواع علمه المنيف وينحصر الا ول في مواطن التنزيل (1) وا وقاته ووقاي عه...". *- ينظر مباحث علوم القرا ن- مناع القطان- ط 24 - مو سسة الرسالة- سنة الفهرس. 1 -الا تقان في علوم القرا ن- جلال الدين عبد الرحمن السيوطي- المكتبة الثقافية- بيروت /1 5

18 مفهوم الم كي والمدني: كثرت الا راء والمذاهب في بيان مفهومي الم كي والمدني فكان لكل مذهب ضوابط ومعايير يعتمد عليها في وضع مفهوم محدد وفي ذلك يقول الزركشي" اعلم ا نه للناس في ذلك ثلاثة اصطلاحات: ا حدها ا ن الم كي ما نزل بمكة والمدني ما نزل بالمدينة والثاني وهو المشهور ا ن المكي ما نزل قبل الهجرة وا ن كان بالمدينة والمدني ما نزل بعد الهجرة وا ن كان (1) بمكة والثالث ما وقع خطابا لا هل مكة والمدني ما وقع خطابا لا هل المدينة". واكتفى الزركشي بهذه المصطلحات الثلاثة ليبدا بتعداد الضوابط المميزة للسور الم كية والمدنية بقوله: " كل سورة ذكر فيها الحدود والفراي ض فهي مدنية وكل ما كان فيه ذكر القرون الماضية فهي مكية." ( 2) وتابع الا مام السيوطي ما جاء به الزركشي حول الاصطلاحات التي رافقت علم الم كي والمدني بقوله:" واعلم ا ن للناس في الم كي والمدني اصطلاحات ثلاثة ا شهرها: ا ن الم كي ما نزل قبل الهجرة والمدني ما نزل بعدها سواء ا نزل بمكة ا و بالمدينة عام الفتح ا و عام حجة الوداع ا م بسفر من الا سفار وقال: وما نزل بمكة وما نزل في طريق المدينة قبل ا ن يبلغ النبي صلى االله عليه وسلم المدينة فهو الم كي ا و ما نزل على النبي صلى االله عليه وسلم في ا سفاره بعدما قدم المدينة فهو من المدني فهو من المدني وهذا ا ثر لطيف يو خذ منه ا نه ما نزل في سفر الهجرة مكي اصطلاحا. والثاني ا ن الم كي ما نزل بمكة ولو بعد الهجرة والمدني ما نزل بالمدينة وعلى هذا نثبت الواسطة فما نزل بالا سفار لا يطلق عليه مكي ولا مدني...الثالث با ن الم كي ما (3) وقع خطابا لا هل مكة والمدني ما وقع خطابا لا هل المدينة" الزركشي: البرهان في علوم القرا ن 187/1. 2 -المصدر السابق 188/1 3 -الا تقان في علوم القرا ن- السيوطي /1

19 معرفة المكي والمدني: لا سبيل ا لى معرفة المكي والمدني ا لا بالنقل عن الصحابة والتابعين والا خذين عنهم فا ن الصحابة شهدوا تنزيل القرا ن الكريم وا حاطوا علما با زمنته وا مكنته وهذا ما ا كده الزركشي بقوله:" قال الجعبري: (1) لمعرفة المكي والمدني طريقان سماعي وقياسي. وا شار الا مام السيوطي ا لى ذلك بقوله:" ا نما يرجع في معرفة المكي والمدني لحفظ الصحابة والتابعين ولم يرد عن النبي صلى االله عليه وسلم في ذلك قول لا نه لم يو مر به ولم يجعل االله علم ذلك من فراي ض الا مة وا ن وجب في بعضه على ا هل العلم لمعرفة تاريخ الناسخ والمنسوخ فقد (2) يعرف ذلك بغير نص الرسول صلى االله عليه وسلم." وقد توصلت الدراسات القرا نية ا لى وضع ضوابط يكاد ينفرد بها كل من المكي والمدني ولكن ليس شرطا ا ن نجد في كل سورة واحدا ا و ا كثر من هذه الضوابط. الضوابط العامة للا يات المكية. (ا ) الضوابط الموضوعية للا يات المكية تتمثل في الا تي: 1- يعنى القرا ن المكي بترسيخ الا صول الاعتقادية التي جاءت بها جميع الشراي ع السماوية. 2- الدعوة ا لى ا صول التشريعات العامة والا داب السامية بوصفها برهانا عمليا على سلامة الفطرة وصحة الاعتقاد وهذه الا صول هي التي دعاهم ا ليها القرا ن المكي وفص لها القرا ن المدني ووضع الشروط لها. 3- عني القرا ن المكي عناية فاي قة با خبار الا نبياء والا مم السابقة لما فيها من عظات وعبر وتبيان لسنة االله في هلاك المكذبين ونجاة المو منين "وقد كان ا يراد القصص في القرا ن المكي بكثرة من ا بلغ الا دلة على ا ن القرا ن كان وحيا من االله تعالى ولو تا خر ا يراده ا لى العهد المدني 2 الزركشي- البرهان في علوم القرا ن- 189/1 السيوطي- الا تقان في علوم القرا ن- 9/

20 ب( لقال الكفار تعلمه محمد صلى االله عليه وسلم من ا هل الكتاب لا ن ا هل الكتاب كانوا على علم ( 1) بقصص الا نبياء وا خبارهم". 4- ا رساء دعاي م الا يمان باالله ووحدانيته وباليوم الا خر بالدلاي ل العقلية الملحوظة في ملكوت السماوات والا رض وفي النفس الا نسانية قال تعالى (2) و ال ق م ر إ ذ ا ا تس ق " وذلك يتلاءم مع حقيقة الدين الجديد وا نسانيته وعالميته. "ف لا أ ق س م ب ال ش ف ق و ال لي ل و م ا و س ق لتثبيت عقيدة التوحيد في القلوب وتحويل العادات والا عراف ا لى ما الضوابط الا سلوبية للا يات المكية تتمثل في الا تي: ( قصر معظم السور المكية وكثرة فواصلها ولا سيما ا واي ل ما نزل ولعل ذلك كان " ليتمكن -1 المو منون من حفظه بسهولة ويسر فهم في ا ول عهدهم به لم تتعود ا لسنتهم على النطق به مرتلا كما ا مر االله تعالى ا ن يتلى وفيهم الشيخ الكبير والمرا ة المسنة والطفل الصغير وا كثرهم (3) ا مي ون فكيف يستطيعون قراءة الا يات الطويلة المقاطع ولم يتعودوا بعد على مثل ذلك." فكان من رحمة االله ا ن ا نزل االله هذه السور القصيرة في ا ياتها ومقاطعها ليتمكنوا من حفظها وتلاوتها بيسر. شيوع مفردات خاصة للا يات المكية مثال ذلك: كل سورة فيها لفظ "كلا" فهي مكية وقد -2 ذكر هذا اللفظ ثلاثا وثلاثين مرة وكل مرة كان في السور المكية وزيادة في التخصيص كل سورة تفتتح بحروف التهجي فهي مكية ما عدا البقرة وا ل عمران. يقول في ذلك الزركشي:" " كل سورة فيها " ي ا ا ي ه ا ال ناس "كلا" فقط ا و ا و ا ولها حروف تهج سوى الزهراوين (البقرة ) والشعراء) والرعد في وجه ا و فيها قصة ا دم وا بليس سوى الطولى البقرة) (4) فهي مكية." - 1 ا سماعيل محمد بكر- دراسات في علوم القرا ن- ط 1 - دار المنار- القاهرة- ص 54-2 سورة الانشقاق: مكية- ا ية ا سماعيل محمد بكر دراسات في علوم القرا ن- ص 55-4 الزركشي- البرهان في علوم القرا ن- 189/1 3

21 وهذا القول ا ن ا خذناه مطلقا ففيه نظر فا ن سورة البقرة مدنية وفيها " ي ا ا ي ه ا الن اس اع ب د وا ر ب كم " وفيها "ي ا ا ي ه ا ال ناس ك لوا م م ا ف ي ا لا ر ض ح لا لا طي ب ا" فا ن ا راد المفسرون ا ن (1) الغالب ذلك فهو صحيح هذا ا نما هو الا كثر وليس بعام". كل سورة فيها ذكر للا مم السابقة والا مم الخالية فهي مكية "كل ما كان فيه ذكر القرون -3 (2) الماضية فهي مكية." 4- كثرة ا ساليب النداء والتا كيد ووساي ل التقرير ترسيخا للمعاني والا كثار من ا سلوب القسم وضرب الا مثلة والتشبيهات وهذا ما سا تناوله بالتفصيل عند دراسة المستوى النحوي للا يات المكية والمدنية. 5- قوة العبارة وا يقاعها العذب يعملان على جذب انتباه السامع وا يقاظ مداركه فتحدث في النفس سحرا ا خاذا وهذا ما سا تناوله بالبحث عند دراسة المستوى الصوتي للا يات المكية والمدنية. 6- كل سورة فيها سجدة فهي مكية. الضوابط العامة للا يات المدنية: (ا )الضوابط الموضوعية تتمثل في: 1- بيان جزي يات التشريع وتفصيل الا حكام العملية في العبادات والمعاملات والعقوبات. 2- ظهور تشريعات في العهد المدني تشريعات لم تكن في العهد المكي مثل مشروعية الصوم والجهاد وفريضة الحج وتحريم الخمر. 3- الكشف عن حال المنافقين والا فصاح عن ا ساليبهم في الخداع والتحذير منهم. - 1 الزركشي- البرهان في علوم القرا ن- 189/1-191/1 2 -المصدر السابق- 188/1 4

22 ب( 4- دعوة ا هل الكتاب يهودا ونصارى ا لى الا سلام وا قامة الحجج عليهم. 5- بيان العلاقات الدولية بين الا مة الا سلامية وغيرها من الا مم المجاورة. )الضوابط الا سلوبية للا يات المدنية: 1- طول السور المدنية وبعد فواصلها القرا نية وذلك استجابة لتفصيل الجزي يات الواردة في الا يات المكية حول العبادات والمعاملات كما ا ن القاري للسور المدنية لديه تجربة للعهد المكي في قراءة النص القرا ني والتدرب على ترتيله بحضرة رسول االله. 2- كل سورة فيها فريضة ا و ا ذن للجهاد وبيان لا حكامه فهي مدنية يقول الا مام الزركشي: (1) "قال علقمة بن عبد وكل سورة فيها فريضة ا و حد فهي مدنية". وا ضاف في موضع ا خر"وقال (2) هشام عن ا بيه كل سورة ذكرت فيها الحدود والفراي ض فهي مدنية". 3- كل سورة فيها ذكر للمنافقين وصفاتهم وا ساليبهم وتعاملهم مع الرسول والمسلمين فهي مدنية يقول الا مام الزركشي:" (3) كل سورة فيها ذكر المنافقين فمدنية سوى العنكبوت". تخصيص ا هل المدينة بخطاب (يا أيه ا ال ذين ا من وا) وهذه صفة نعت بها على وجه العموم -4 ا هل المدينة بعد ترسيخ وثبات تعاليم الدين الا سلامي في قلوبهم ولكن الا مام الزركشي يقول في هذا الخطاب بالذات:" والا قرب تنزيل قول م ن قال مكي ومدني على ا نه خطاب المقصود به ا و (4) جل المقصود به ا هل مكة يا ا يها الذين ا منوا كذلك بالنسبة ا لى ا هل المدينة." ويتابع حديثه في هذا الشا ن " بقوله": ا ن كان الرجوع في هذا ا لى النقل فم س لم به وا ن كان السبب فيه حصول المو منين بالمدينة على الكثرة دون مكة فضعيف ا ذ يجوز خطاب المو منين بصفتهم واسمهم 5-1 الزركشي -البرهان في علوم القرا ن- 189/1 2 -المصدر السابق 188/1 3 -المصدر السابق 188/1-4 الزركشي -البرهان في علوم القرا ن-ا 191/1

23 (1) وجنسهم ويو مر غير المو منين بالعبادة كما يو مر المو منون بالاستمرار عليها والازدياد منها". 5- هدوء العبارة وليونة الا سلوب ولطف الا يقاع وهذا ما سيتم تناوله في دراسة المستوى الصوتي والنحوي للا يات المدنية والمكية. وخلاصة القول في الضوابط المكية والمدنية قول الزركشي:" ما نزل بمكة وما نزل في طريق المدينة قبل ا ن يبلغ النبي صلى االله عليه وسلم المدينة فهو من المكي وما نزل على النبي (2) في ا سفاره بعدما قدم المدينة فهو من المدني". وعليه فا ن" جملة ما نزل بالمدينة تسع وعشرون سورة في النصف الا ول خمس سور متواليات الفاتحة البقرة ا ل عمران النساء الماي دة ثم الا نفال والتوبة وا حدى وعشرون سورة (3) في النصف الثاني وهي الحج...وباقي سور القرا ن الخمس والثمانون مكي ة." ا ذن" فالحكم على السورة بكونها مكية ا و مدنية تابع لجميع ا ياتها ا و لمعظمها فا ن كانت جميع الا يات ا و معظمها مكية كانت السورة مكية وا ن كانت جميع الا يات ا و معظمها مدنية (4) كانت السورة مدنية". - 1 الزركشي -البرهان في علوم القرا ن-ا 191/1 2 -المصدر السابق الا مام الجوزي ا بو الفرج عبد الرحمن- فنون الا فنان في علوم القرا ن- ا - تحقيق حسن ضياء الدين عتر- ط 1 دار البشاي ر الا سلامية- بيروت 1987 ص نصار فو اد علي- من علوم القرا ن- ط 1 - دار اقرا - بيروت- ص 33 6

24 ا همية المكي والمدني: حرص المسلمون ا شد الحرص على دراسة القرا ن والوقوف على ما فيه من حقاي ق ورواي ع وعلوم هذه حقيقة قد مورست بالفعل من خلال الاهتمام البالغ الذي ا حاط به المسلمون كتاب االله وهم يكب ون على وعيه ودراسته ا كبابا لا نظير له في تاريخ العلوم لذا كانت هذه الدراسة ا حدى هذه العلوم التي تبحث في ا همية معرفة الا يات المكية والمدنية وصولا ا لى ا سرار هذا الا عجاز اللغوي في القرا ن الكريم. لقد حظيت دراسة المكي والمدني باهتمام متميز لدى فقهاء العربية والدين فقد ا خرج البخاري عن ابن مسعود ا نه قال:"والذي لا ا له غيره ما نزلت ا ية من كتاب االله تعالى ا لا وا نا (1) ا علم فيمن نزلت وا ين نزلت". فهذه ا شارة ا لى مدى اهتمام الصحابة بمكان نزول الا يات وزمانها وظروف نزولها. " وقال ا يوب سا ل رجل عكرمة عن ا ية من القرا ن فقال نزلت في (2) سفح ذلك الجبل وا شار ا لى سلع". فكرست الكثير من المصنفات التي تناولت هذا الموضوع بالدراسة والبحث وكتبت الصفحات العديدة في مو لفات القدماء. ويتابع الا مام السيوطي في حديثه عن هذه المصنفات التي حوى عددا من ا سماي ها في مصنفه يقول:" وقد ا شبعت الكلام على هذه الا وجه فمنها ما ا فردته بنوع ومنها ما تكلمت عليه في ضمن بعض الا نواع. وقال ابن العربي في كتابه "الناسخ والمنسوخ": " الذي علمناه على الجملة من القرا ن منه مكيا ومدنيا وسفريا وحضريا...وقال ابن النقيب في مقدمة تفسيره" المنزل من القرا ن" على ا ربعة ا قسام (3) مكي ومدني وما بعضه مك ي وما بعضه ليس بمك ي ولا مد ني". ولهذا العلم فواي د جمة ا شار ا ليها السيوطي "ومن فواي د معرفة ذلك العلم بالمتا خر فيكون راسخا ا و مخصصا على را ي من (4) يرى تا خير هذا المخصص". 7-1 السيوطي -الا تقان في علوم القرا ن- 9/1 2 -المصدر السابق 9/1-3 السيوطي- الا تقان في علوم القرا ن- 9/1-4 المصدر السابق 8/1

25 وا جمل هذه الفواي د بما يلي: 1- تمييز الناسخ والمنسوخ فيما ا ذا وردت ا يتان ا و ا يات من القرا ن في موضوع واحد وكان الحكم في ا حدى هاتين الا يتين ا و الا يات مخالفا للحكم في غيرها ثم عرف ا ن بعضها مكي والا خر مد ني فا ننا نحكم با ن المد ني منها ناسخا للمكي نظرا ا لى تا خر المد ني. 2- تيسير فهم الموضوعات القرا نية بحيث تدرس القضايا القرا نية دراسة موضوعية مبنية على الترتيب الزمني تجتمع القضايا في الموضوع الواحد ا ولا با ول. 3- معرفة تاريخ التشريع وتدرجه الحكيم بوجه عام وبالتالي الا يمان بسمو السياسة الا سلامية في تربية الشعوب. 4- تفسير النص القرا ني واستنباط ا سناداته وتوجيهاته فا ن ا هم مرامي التنزيل معالجة مشكلات الساعة ا ولا با ول استنهاضا لخير ا مة ا خرجت للناس تحمل رسالة االله الخالدة. 5- الثقة بهذا القرا ن وبوصوله سالما من التغيير والتحريف وفي ذلك دليل على سلامة القرا ن من ا ي تغيير ا و تحريف فقد تلقاه الجمع الغفير من التابعين من الصحابة وتلقاه الا واخر عن الا واي ل بالمشافهة والتلقين مع الوقوف على مكامن نزوله وا وقاته وا سبابه وغير ذلك مما يتصل با لفاظه ومعانيه ومقاصده قال تعالى (1) "إنا نحن نز لنا الذآر وإنا له لحافظون". 6- الوقوف على الخصاي ص البلاغية لكل من المكي والمدني والكشف عن ظواهره المختلفة ومقارنة بعض هذه الظواهر ببعض والبحث عن مواضع الجمال فيما بينها سورة الحجر: ا ية 9.

26 الفصل الا ول المستوى الصوتي 9

27 المستوى الصوتي: اتخذت الدراسات الصوتية عند العرب القرا ن ا ساسا لدراستها اللغوية وا ياته ميدانا لاستلهام نتاي جها ابتداء من التنو ع في القراءات القرا نية وتعددها وانتهاء بفكرة الا عجاز اللغوي التي تراءت في وصف سور القرا ن وا ياته. وكان لهذا الاهتمام ا ن وصل الا مر ا لى تحليل النص القرا ني وربطه بالظروف التي ا نزل فيها والجماعات البشرية التي نزلت بحقهم وما يو كد ما تقد م هذه الدراسة التي بين ا يدينا معتمدة على مساحة النص القرا ني للبحث عن ا مكانية وجود فوارق صوتية في التراكيب اللغوية في الا يات المكية والمدنية. منهج البحث: تقوم هذه الدراسة على طريقة الوصف الصرف وذلك بتسجيل الا صوات المدروسة وتحليلها على النحو الذي تبدو عليه دونما اعتماد على افتراضات ا و تخمينات ا و تا ويلات ودونما الرجوع ا لى فترات زمنية سابقة لاستمداد العون منها في التفسير والتحليل فهي تبحث عن الحقيقة في ذاتها ليس غير فدرست ا صوات لغة السور المكية والمدنية دراسة لغوية من زاويتين هما: تحليل الا صوات. الفاصلة من حيث المكونات الصوتية: صوامت وحركات تحليل الا صوات ا ول ما نبدا به في تناول هذا الموضوع ما ق دمه الدكتور نعيم اليافي حول موسيقا القرا ن الكريم يقول فيه:" ا ن موسيقا القرا ن لا يمكن حصرها بحركات وسكنات ا و مقاطع طويلة ا و قصيرة ولا يمكن ضبطها بنبرات ا و ا وتار ونقرات لا نها موسيقا النفس والروح وا يقاع الترسل والاتساق وحالات التنغيم والترقيق والغنة ا نها ا صوات الحروف في تا لفها وتجاورها لا 10

28 ص - ا صوات النطق في تصريفه وتوقيعه (1) وما يستدعيه هذا اللحن وما يتطلبه من نغمات راعشة". وما دام هذا التنوع في الا صوات وصفاتها التطريزية هو الباحث الحقيقي وراء ذلك النظم الساحر لا يات الذكر الحكيم فلا نجد ا لا ا ن نقف وقفة الا حصاي ي المتا مل في مدى شيوع هذه الا صوات وما القيمة الدلالية التي تتركها على المفردات والتراكيب التي تشيع فيها خاصة ا ذا علمنا ا ن الا يقاع الموسيقا هذا منتشر في القرا ن جميعه فحيثما تلاه المو من ا حس بالا يقاع الداخلي في سياقه ولكنه يبرز بروزا واضحا في السور القصار والفواصل السريعة ويتوارى قليلا ا و كثيرا في السور الطوال. والصفحات التالية تحمل بين طياتها تصو را كاملا لتكرار الملامح التمييزية للا صوات المستعملة في سورتي البقرة والشعراء. الا صوات المفخمة والمرققة. الا صوات المفخمة هي" التي يصاحب ا نتاجها ا ثر سمعي ناتج عن ارتفاع مو خرة اللسان (2) قليلا ا لى ا على في اتجاه الطبق ثم تتحرك قليلا في اتجاه الجدار الخلفي للحلق". ينقسم التفخيم في اللغة العربية ا لى: تفخيم كلي: يشمل ثلاث صوامت ا سنانية لثوية هي وصامتا ط) (ص ض -1 (ظ). ا سنانيا هو تفخيم جزي ي: يشمل صامتين طبقيين هما (خ غ) وصامتا لهويا (ق). -2 ا ما الجانب العملي في هذه الدراسة فقد تمثل في ا جراء دراسة ا حصاي ية لعدد هذه الصوامت المفخمة ونسبة شيوع تكرارها في ا ي سورتي البقرة والشعراء فكانت النتيجة على النحو التالي: اليافي نعيم: ثلاث قضايا حول الموسيقى فقي القرا ن-مجلة التراث العربي- ع 17- دمشق النوري محمد جواد- علم ا صوات العربية- ص

29 %2.2 نسبة شيوع الا صوات المفخمة ا لى مجموعات الصوامت في سورة البقرة تصل ا لى وتقد ر ب( 1132 ) صامتا من ا صل (51536) صامتا في حين كانت نسبة شيوع هذه الصوامت ا لى مجموعة الصوامت في سورة الشعراء تصل ا لى %2.3 وتقد ر ب( 263 ) صامتا من ا صل (11581) صامتا تشير هذه الدراسة الا حصاي ية ا لى التقارب الكبير في شيوع هذه الا صوات في كلتا السورتين. ا ن هذه النسبة القليلة لشيوع الا صوات المفخمة ا ذا قورنت مع بقية نسبة شيوع الا صوات الا خرى لا يعود ا لى ضعف القيمة الدلالية لهذه الا صوات ولا رغبة من النص اللغوي في ا همال هذه المجموعة ولكن قلة عدد هذه الا صوات ا ذ يقدر عددها ب( 7 ) صوامت فقط لذا تظهر قيمتها مع بقية الصوامت عند مجاورتها للا صوات المرققة فتلقي بظلالها على هذه الا صوات فتعمل على تفخيمها وا كسابها سمة جديدة ولعل ا هم قيمة تحملها هذه الا صوات ذلك الانسجام الصوتي القوي الذي يحدثه تكرار هذه الصوامت فيعمل على ايقاظ نفس تغفو مع تناغم هذه الا صوات. ا ما الملمح التمييزي الا خر المقابل للتفخيم هو الترقيق فهذا الملمح يضم نسبة كبيرة من الصوامت تشمل كل الصوامت الساكنة التي عرفتها العربية ا لا الصوامت المفخمة والا صوات (1) المرققة هي التي" يصاحب ا نتاجها ارتفاع مقدمة اللسان في اتجاه الغار" وتضمن هذه الا صوات جميع حروف العربية ا لا الا صوات المفخمة وقد احتلت الا صوات المرققة نسبة شيوع عالية ا لى مجموعة الا صوات الشاي عة والمكررة في سورة البقرة (51536) صامتا. وتصل ا لى (%49.1) وتقد ر ب (25202) صامتا من ا صل ا ما في سورة (5659) صامت. الشعراء فكانت نسبة شيوع هذه الا صوات تصل ا لى (%49) وتقد ر ب وتشير هذه الدراسة ا لى التقارب الكبير بين نسبة شيوع الا صوات المرققة في السورتين ا ضافة ا لى السيطرة الهاي لة على ملامح الا صوات وا كسابها سمة الر قة في الخطاب النوري: علم ا صوات العربية- ص 154

30 الا صوات المجهورة والمهموسة. كثيرة هي الملامح التمييزية التي تطرز الفونيمات التركيبية وخاصة ا ذا تناولها الدرس الصوتي بشيء من الاهتمام والدراسة وا ن لا تبقى حبيسة فونيمات تتردد تلقاي يا بين مفرداتها فدراسة الا صوات بين ملمح الجهر والهمس يحمل في طياته عظم هذا التوزيع المنضبط لا لية ا نتاج هذه الا صوات وهيي ة النطق بها فتجمع بين المتضادات وتصهر في بوتقة الكلمة لتصيغ منها ا يقاعات لفظية عذبة. هذا هو شا ن الجهر والهمس. ا ما الا صوات المجهورة فهي الا صوات التي "يتذبذب في ا ثناء النطق بها الوتران الصوتيان نتيجة انقباض فتحة المزمار وضيق (1) مجرى الهواء واقتراب الوترين الصوتيين اقترابا يسمح للهواء بالتا ثير فيهما بالاهتزاز". والا صوات المجهورة هي: الباء- الجيم- الدال- الذال- الراء- الزاي- الضاد- الظاء- اللام- الغين- العين- الميم- النون- ونصفي الحركة الواو- والياء. ا ن شيوع الا صوات المجهورة ا لى مجموعة الا صوات الشاي عة في سورة البقرة تقدر ب وتصل ا لى (11.036) صامتا من ا صل (51536) صامتا في حين كانت نسبة شيوع %21.4 هذه الا صوات تقد ر ب %22 ا لى مجموعة الا صوات الشاي عة في سورة الشعراء وتصل ا لى (2557) صامتا من ا صل (11581) صامتا وفي هذه النسب تقارب لافت للنظر في الا صوات المجهورة بين السورتين. ا ما الا صوات المهموسة فهي "الصوامت التي لا يهتز في ا ثناء النطق بها الوتران الصوتيان نتيجة انبساط فتحة المزمار واتساع مجرى الهواء وابتعاد الوترين الصوتيين (2) بحيث لا يو ثر الهواء فيهما بالاهتزاز" النوري: علم ا صوات العربية- ص المرجع السابق- ص 150

31 والا صوات المهموسة هي: القاف- الفاء- الطاء- الصاد- الشين- السين- الخاء- الحاء- الثاء- التاء- الكاف- والهاء. ا ذن فالجهر والهمس يكون بناء على الدور الذي يقوم به الوتران الصوتيان الموجودان في الحنجرة ا ما نسبة شيوع الا صوات المهموسة في سورة البقرة فتق در ب( %10.7 ) بالنسبة ا لى مجموعة الا صوات المستعملة وتصل ا لى (5499 صامتا) من ا صل (51536 صامتا) ا ما في سورة الشعراء فتصل نسبة شيوع الا صوات المهموسة ا لى %9.4 من مجموعة الا صوات المستعملة منها وتقد ر ب (1087 صامتا) من ا صل (11581 صامتا) وفي ذلك ا شارة ا لى تفو ق شيوع هذه الا صوات في سورة البقرة بفارق يقد ر ب %1.3. الا صوات الانفجارية والاحتكاكية: جهازنا الصوتي ا شبه بمجموعة من الا لات الموسيقية تخرج منها الا لفاظ بنغمات مختلفة ودرجات متباينة من الشدة والضعف والسرعة والبطء وغير ذلك من الملامح التي تحملها هذه الا صوات فالكيفية التي يتم فيها ا نتاج هذه الا صوات "ومواضع نطق هذه الصوامت في العربية وعددها ثمانية وعشرون صامتا تمتد في الجهاز النطقي على طول القناة الصوتية كلها ابتداء من الشفتين وانتهاء بالحنجرة وا ن هذه الصوامت قد وزعت على طول هذه القناة (1) توزيعا عادلا على نحو متوازن فا كسبها ذلك نوعا من الانسجام الصوتي الجميل." فعلى امتداد هذه القناة الصوتية حيثما كان التقاء عضوي نطق التقاء تاما ا حدث الا صوات الانفجارية فالا صوات الانفجارية هي: "التي يتم التقاء عضوي نطق التقاء تاما بحيث يو دي ا لى وقف كامل لتدفق الهواء الصادر من الري تين عند نقطة الالتقاء ثم يعقب ذلك انفصال العضوين الملتقيين بسرعة وذلك بفعل ضغط الهواء المتراكم خلفها مما يو دي ا لى (2) حدوث صوت قوي له دو ي يسمى صوت ا انفجاري ا" 14-1 النوري: علم ا صوات العربية- ص المرجع السابق ص. 146

32 والا صوات الانفجارية في اللغة العربية هي: الهمزة - الدال - الضاد - الطاء - القاف الباء- التاء -الكاف. تشير الدراسة الا حصاي ية لهذه الا صوات ا لى ا ن نسبة شيوع الا صوات الانفجارية ا لى نسبة شيوع الا صوات في سورة البقرة تق در ب( %9 ) (4663 صامت ا) وتصل ا لى من ا صل (51536 صامت ا) في حين تصل نسبة الا صوات الانفجارية في سورة الشعراء ا لى نسبة مجموعة الصوامت المستعملة (%8.8) وتقد ر ب( 1023 صامت ا) من اصل صامت ا وفي هذه النسبة تقارب ما عهدناه في السور المدنية والمكية وا ن كانت الغلبة لسورة البقرة المدنية. بفارق (%0.2) لا تكاد تذكر ا لا في الموازين الحساسة الدقيقة ا ما الا صوات الاحتكاكية فهي الا صوات التي تتكون عندما "لا ينطبق عضوي النطق المنتجان للصوت انطباق ا تام ا وا نما يقتربان اقترابا شديد ا بحيث يو دي هذا الاقتراب ا لى خروج الهواء من خلال العضوين المتقاربين مع حدوث احتكاك مسموع يسمى الصوامت (1) الاحتكاكية" تحدث هذه الا صوات عبر القناة الصوتية في ا ي موضع من مواضع النطق من الحنجرة ا لى الشفتين وتعد المخارج الا سنانية اللثوي ة الغارية اكثر الاصوات المنتجة للا صوات الاحتكاكية. - الخاء - الذال - الزاي - السين - الشين - الصاد - الا صوات الاحتكاكية هي: - الحاء الثاء الظاء - العين - الغين - الفاء - الهاء. تشير الدراسة الا حصاي ية للا صوات الاحتكاكية ا ن نسبة شيوع هذه الصوامت تقدر ب( %6.2 ) من مجموعة الا صوات المستعملة في سورة البقرة وتصل ا لى (3210 صامت ا) من ا صل ا ما في سورة الشعراء فتصل نسبة هذه الا صوات ا لى (%7) من مجموعة (51536 صامت ا) 15-1 النوري: علم ا صوات العربية ص 147.

33 الا صوات المستعملة وتقدر ب( 818 صامت ا) (11581 صامت ا) من ا صل وهذا تقارب في النسبة المي وية بين السورتين بفارق %0.8 فقط لصالح الا صوات الاحتكاكية في سورة البقرة. الا صوات الصفيرية. تعد الا صوات الصفيرية من ا كثر الا صوات وضوحا سمعيا وتحتل المرتبة الثانية بعد الحركات في هذا الوضوح وتشيع هذه الا صوات في التراكيب اللغوية وسوسة تخ لص النفس من سباتها العميق وتح دث دوي ا موسيقيا لا يقاعات رنانة في تلك التراكيب والا صوات الصفيرية "تحدث عن طريق ا حداث تضييق ا خدودي بين نصل اللسان والجزء (1) الخلفي من حافة اللثة". والا صوات الصفيرية هي: الزاي- السين- الصاد- والجيم الشامية. %1.5 وتشير الدراسة الا حصاي ية ا لى ا ن نسبة شيوع الا صوات الصفيرية تصل من نسبة شيوع مجموعة الا صوات المستعملة في سورة البقرة وتصل ا لى (794 صامتا) من ا صل (51536 صامتا). ا ما في سورة الشعراء فقد كانت نسبة شيوع الا صوات الصفيرية تقدر ب من نسبة شيوع مجموعة الا صوات المستعملة وتصل ا لى (174 صامتا) من ا صل %1.5 (11581 صامتا) كانت هذه النسبة المتطابقة في نسبة شيوع هذه الا صوات في السورتين المدنية والمكية. الا ثر الفني لشيوع هذه الا صوات: كان للوضوح السمعي الذي تتمتع به الا صوات على درجات متفاوتة ا ثر كبير في شيوعها في السورتين وفي ا شارة ا لى درجات هذا الوضوح لا بد من التذكير بالدراسات الحديثة* التي نو هت ا لى ذلك ولنا خذ مثالا على واحدة منهن والتي تتمثل بمقولة ل ا حمد مختار عمر يقول - 1 النوري: علم ا صوات العربية- ص

34 ويليها في ذلك فيها:" (يقصد الحركات) الا صوات الصاي تة التي تتفاوت هي الا خرى فيما بينها في درجة الوضوح السمعي فالراء والميم والنون واللام هي ا وضح في السمع من غيرها من الصوامت ولذلك فا ن بعض اللغويين يسمونها (ا شباه الحركات) وذلك لا نها تلي الحركات في درجة وضوحها السمعي ويليها في ذلك الصوامت الاحتكاكية المجهورة ك الزاي والذال والظاء والغين والعين...الخ فالصوامت الانفجارية المجهورة ك التاء والدال والضاد...الخ فالصوامت الاحتكاكية المهموسة السين والفاء...الخ فالصوامت الانفجارية المهموسة ك التاء (1) والكاف والقاف...الخ". فالحقيقة التي يحملها النص السابق هي تفاوت الا صوات في درجة وضوحها السمعي تلك الحقيقة التي تو كدها الدراسة الا حصاي ية التي قمت بها لمعرفة مدى شيوع هذه الا صوات في النصوص اللغوية لسورتي البقرة والشعراء وكانت مرتبة على النحو الا تي: الا صوات المرققة. الا صوات المجهورة. الصوات الانفجارية. الا صوات المهموسة. الا صوات الاحتكاكية. الا صوات المفخمة * سعد مصلوح: دراسة السمع والكلام عبد الغفار هلال: ا صوات اللغة العربية ا براهيم ا نيس: اللغة بين القومية والعالمية - 1 عمر ا حمد مختار- دراسة الصوت اللغوي-عالم الكتب-القاهرة ص نقلا عن علم ا صوات العربية- ص

35 7- الا صوات الصفيرية. ومن اجل زيادة في تفسير هذا التفاوت في الدراسة الا حصاي ية التي تم التوصل ا ليها لا ب د من ربطها بطبيعة المجتمع المكي والمدني الذي نزل الخطاب القرا ني بحقها فكان لهذه الطبيعة دور كبير في مدى شيوع هذه الا صوات ا كثر من غيرها ولتوضيح ذلك لا بد من تناولها كل على حدة للوصول ا لى نتاي ج مقنعة. ا ولا: ا ثر شيوع الا صوات المرققة: سجلت الا صوات المرققة ا على نسبة مي وية بين الا صوات الشاي عة في السورتين فقد وصلت هذه النسبة في سورة البقرة "%49" من مجموعة الا صوات الشاي عة في السورة كاملة في حين وصلت هذه النسبة في سورة الشعراء "%49.1" من مجموعة الا صوات الشاي عة في السورة كاملة وكان لهذا الفارق القليل في شيوع الا صوات المرققة والتقارب الشديد ا ثر عظيم في اتكاء السورتين عليها ا كثر من غيرها ولعل السر في ذلك يعود ا لى الكثرة العددية التي تمثلها هذه الا صوات فهي تحوي جميع ا صوات العربية باستثناء المفخمة منها وهذا يعني ا ن التراكيب النحوية ستعتمد في مفرداتها ومكو ناتها على هذه الطاي فة من الا صوات المرققة وفي محاولة لا يجاد علاقة بين الا صوات المرققة وطبيعة المجتمع المكي والمدني لا بد من الا شارة ا لى ميزة هذه الا صوات في خطاب النفس فهي تلامس شغاف القلب برقتها وليونة المفردات التي تكو نها فيصبح لها وقع خاص في النفس والا ذن والا مر اللافت للنظر هو: تفو ق النسبة المي وية لهذه الا صوات في سورة الشعراء عن مثيلاتها في سورة البقرة وا ن كان الفارق بسيطا لا يتجاوز " 0.1 %"ا لا ا نه في ذلك ا شارة ا لى حرص سورة الشعراء على هذه الا صوات التي تحمل بين طياتها الترغيب وا ساليبه المتعددة والتي تعد هذه الا صوات واحدة من بينها وخاصة ا ذا ما قورنت مع الا صوات المفخمة ذات الجرس الحاد والرهبة التي تشي عها ا ثناء تردد ا صواتها. 18

36 ا ثر شيوع الا صوات المجهورة: سجلت هذه الا صوات نسبة مي وية تقدر ب "%21.4" في سورة البقرة من مجموعة الا صوات الشاي عة في السورة كاملة في حين سجلت هذه الا صوات في سورة الشعراء نسبة مي وية تقدر ب "%22" من مجموعة الا صوات الشاي عة في السورة كاملة والملاحظ على هذه الدراسة الا حصاي ية هو تقارب النسب المي وية في السورتين وا ن تفو قت سورة الشعراء في هذا المجال ولعل السر في ذلك يعود ا لى اعتماد النص اللغوي فيها على هذه الا صوات لميزة تتحلى بها ا كثر من غيرها وتتمثل هذه الميزة في معان القوة والا صداء العالية التي تشيعها تردد هذه الا صوات ولا سيما ا نها تلقى على مسامع قوم ا وغلوا بالكفر والعناد فجاءت هذه الا صوات بدرجتها العالية لتصرخ في وجه الجاهلية وتقيم النفس من سباتها العميق فتعلي كلمة االله وترفع صوت االله ا كبر وبذلك يتبين لنا ا ن اتكاء النص اللغوي المكي عليها في سورة الشعراء لم يكن اعتباطيا ا و عشواي يا بل جاء مناسبا مت فقا وطبيعة هذا المجتمع. ا ما في سورة البقرة فلم يختلف الا مر كثيرا فقد سجلت هذه الا صوات نسبة مي وية عالية وفي ذلك دليل على الاعتماد عليها في ا سلوب النص القرا ني الحاسم وكيفية تعامله مع القضايا المستجدة في المجتمع المدني ا ضافة ا لى ت نوع الفي ات البشرية الداخلة فيه ولا يفوتني في هذا القول الا شارة ا لى الدرجة العالية من الوضوح السمعي التي تتمتع به هذه الا صوات بناء على الترتيب الذي ا شار ا ليه د. ا حمد مختار عمر. ا ثر شيوع الا صوات الانفجارية: سجلت هذه الصوات نسبة مي وية تصل %9" من مجموعة الا صوات في سورة البقرة " في حين كانت هذه النسبة في سورة الشعراء "%8.8" والملاحظ على تلك النسب هو التقارب الكبير في شيوعها في السورتين وفي ذلك ا شارة ا لى اعتماد السورتين عليها بقدر يكاد ا ن يكون متساويا ولعل السر في ذلك يعود ا لى ما توحي ا ليه هذه الا صوات من الانفجارات اللفظية التي تصاحب الجهد العضلي الذي يقوم به القاري ا ثناء نطقها وما ينتج عنها من 19

37 انحباس لمجرى تيار الهواء خلف انطباق عضوي النطق وعلى ضوء هذه الا يحاءات القوية والشديدة ا ضافة ا لى معان الحزم والصلابة تلتقي معا لتواجه المجتمع المكي وطبيعته الجاهلية والمجتمع المدني وقضاياه المستجدة. ا ثر شيوع الا صوات المهموسة: سجلت هذه الا صوات نسبة مي وية تصل "%7.1" من مجموعة الا صوات في سورة البقرة في حين سجلت هذه النسبة في سورة الشعراء "%8.8" وعلى ضوء هذه النسب يتبين لنا التقارب بين نسبة شيوع هذه الا صوات في السورتين بفارق قليل لا يتجاوز "%0.7" والسر في ذلك يعود ا لى حاجة النص اللغوي في السورتين ا لى اسلوب الترغيب ليتعامل مع النفوس التي ا منت باالله فلا بد من اللين في الخطاب والتروي في اختيار مفردات هذه النصوص والا مر اللافت للنظر في هذه الا صوات ا ن نسبتها قليلة ا ذا ما قيست مع الصوات المجهورة التي تشاركها في ا لية النطق فتشترك معها في حركته باهتزاز الوترين الصوتيين ا و توقفهما عند مرور تيار الهواء. ا ثر شيوع الا صوات الاحتكاكية: "%6.2 سجلت هذه الا صوات نسبة مي وية تصل " من مجموعة الا صوات الشاي عة في سورة البقرة كاملة في حين سجلت في سورة الشعراء نسبة تصل " %7" وفي ذلك ا شارة ا لى اعتماد النص المكي على هذه الا صوات ا كثر من مثيلاتها في النص المدني والسر في ذلك يعود ا لى طبيعة المجتمع المكي الذي يتوخى الوضوح السمعي والسهولة في ا نتاج هذه الا صوات فا لية ا نتاجها لا تستدعي جهدا عضليا كما هو الحال مع الا صوات الانفجارية فعند مرور تيار الهواء يحدث احتكاك يكاد يسمع نتيجة اقتراب عضوي النطق الا مر الذي ينتج عنه هذه الا صوات الاحتكاكية " وفي الا مكان حدوث هذه الا صوات في ا ي موضع من مواضع النطق ابتداء بالحنجرة وانتهاء بالشفتين وا ن كان هذا لا يعني تساوي الصوامت المختلفة المواقع في درجة الشيوع والاستعمال حيث تعد المخارج الا سنانية والا سنانية اللفوية والغارية 20

38 (1) من ا كثر المخارج المنتجة للصوامت الاحتكاكية". هذه السهولة في ا نتاج هذه الا صوات تساعد على حسن الاستماع ا لى القرا ن الكريم والترتيل في ا ياته وبالتالي الا قبال عليها وفهمها وحفظها وهذا ما يسعى ا ليه النص اللغوي في سورة الشعراء وهو يتعامل مع المجتمع المكي. ا ثر شيوع الا صوات المفخمة: سجلت هذه الا صوات نسبة مي وية متدني ة ا ذا ما قورنت مع بقية النسب لشيوع الا صوات في السورتين فقد وصلت نستها في سورة البقرة "%2.2" ا ما في سورة الشعراء فقد وصلت "%2.3" وتقاربت هذه النسب بفارق دقيق لا يتجاوز "%0.1" ولعل السر في قلة شيوعها يعود ا لى قلة عددها ا ذا ما قيست مع الا صوات المرققة وهذه الا صوات هي: الصاد- الضاد- الطاء- الظاء- القاف- الغين- والخاء. ولكن بالرغم من هذه القلة ا لا ا ن ميزة التفخيم التي تحملها تجعلها ذات حضور بارز في المفردات التي ترد فيها وتزيدها حضورا القوة والشدة التي ترافق ا نتاج هذه الا صوات عند ارتفاع مو خرة اللسان ا لى ا على هذا التفخيم لهذه الا صوات يوحي بالبا س الذي يتناسب وبطش الجاهلية الذي عايشه المجتمع المكي. ا ثر شيوع الا صوات الصفيرية: سجلت ا قل نسبة مي وية بين الصوات في السورتين وكانت نسبتها متساوية فيهما ا ذ وص لت "%1.5" فق ط م ن مجموع ة الا ص وات الش اي عة فيهم ا و" تتس م بع ض الصوامت( الاحتكاكية) الناتجة بهذه الكيفية بكو نها عالية الدرجة بحيث تكون ذات صفة هسيسية ويدعى هذا النوع من الصوامت بالصوامت الصفيرية" والملاحظ على هذه (2) الا صوات بالرغم من صفة الصفير التي تتحلى بها ا لا ا ن نستها المي وية قليلة ا ذا ما قورنت مع بقية الا صوات ولعل ذلك يعود ا لى قلة عددها فهي لا تتعدى ثلاثة ا صوات هي: السين والصاد والزاي ومع تلك النسبة المي وية المتواضعة ا لا ا نها استطاعت بوضوحها السمعي 21-1 النوري- علم ا صوات العربية- ص المرجع السابق- ص 147

39 والصفة الهسيسية التي تتمتع بها ا ن يكون لها حضور بارز في النص اللغوي للسورتين وتبعث في النفس وسوسة تقيمها من سباتها العميق. القيمة الفنية لتنوع الا صوات في النص اللغوي. ا ن الصوامت كالنغمات الموسيقية لا قيمة لها ا لا ا ذا انتظمت في كلمات وفي تراكيب لتو لف لحنا قوامه ا صوات ذات نسب ودرجات ومخارج تناسب ما في النفس الا نسانية من مشاعر وا حاسيس وتحقق لها ما تنشده من راحة وسكينة فكان ت نقل الصوامت بين التفخيم والترقيق وبين الجهر والهمس وبين الانفجار والاحتكاك واستقرارها في الصفير ا ن ا كسبت هذه الصوامت تا لفا لفظيا داخل المفردة الواحدة واتحادا خفيا في ا يقاع المفردات داخل التركيب اللغوي. فكان ا ن تولد هذا الانسجام الصوتي الذي سيطر على سورة البقرة بقدر سيطرته على سورة الشعراء وهذا يقودنا ا لى الا يمان با ن العلاقة بين ا صوات الحروف في لغة القرا ن ليست اعتباطية ا و عشواي ية ا نها ذات نظام خاص جعله يرتبط بوجدان الا مة وقلبها وتنسجم ا جزاو ه كلها انسجاما تاما وتتلاحم ا على درجات هذا النظام في مدى التناغم ا و التجاوب الذي تحققه علاقات الا صوات تبعا لمتطلبات النص اللغوي المعبر. وا شار مصطفى صادق الرافعي ا لى الخصاي ص الموسيقية للنص القرا ني حيث را ى ا ن ا عجاز النص القرا ني يكمن في:" ا ن ا عجاز النظم بخصاي صه الموسيقية وتساوق هذه الحروف على ا صول مضبوطة من بلاغة النغم بالهمس والجهر والقلقلة والصفير والمد والغنة (1) ونحوها ثم اختلاف ذلك في الا يات بسطا وا يجازا وابتداء وردا وا فرادا وتكريرا". وفي موضع ا خر يذهب الرافعي ا لى دور مخارج الحروف وصفاتها في تكوين موسيقا القرا ن وكيف هذه المخارج وتلك الصفات تتجاوز فيما بينها على نحو ليس في المعتاد من كلام الناس يقول:"وحسبك بهذا اعتبارا في ا عجاز النظم الموسيقي في القرا ن وا نه مما لا يتعلق على ذلك الوجه الذي هو فيه ا لا ترتيب حروفه باعتبار من ا صواتها ومخارجها ومناسبة بعض ذلك 22-1 الرافعي- تاريخ ا داب العرب- 214/2

40 ص - (1) لبعض وتناسبه في الهمس والجهر والشدة والرخاوة والتفخيم والترقيق والتفشي والتكرار." كان لهذا التنوع في الملامح التمييزية لهذه الا صوات ا ن ت نوعت الا يقاعات الخفية داخل النظم القرا ني سواء كان في سورة البقرة ا و في سورة الشعراء وهذا ما تشير ا ليه الدراسات الصوتية الحديثة وجاء فيها ا ن اختلاف المخارج والصفات في الحروف التي تتكون وتكون الكلمات المختلفة تبعا لذلك ا ن صار اختلاف " في الوضع والشدة والسرعة وفي رنينها ونغماتها الموسيقية وغير ذلك فبعض الكلمات تبدو خافتة وبعضها يظهر مجلجلا وبعضها خفيف التموجات يجري كالماء وبعضها سمع له ما يشبه الحفيف ا و الخرير ا و التدفق وبعضها له نقرات كالدفوف ا و طرقات كمطرقة الحداد وبعضها فيه صلابة وبعضها تلمح فيه الرخاوة واللين بعضها له رنيني سابح ا و ا ثير وبعضها هواء يسمح بالتموج الصوتي والطوعية (2) الموسيقية كحروف المد".. الفاصلة من حيث المكونات الصوتية : صوامت وحركات سيتم تناول الفاصلة القرا نية من زاوية الفونيمات التركيبية ضمن اتجاهين: الفاصلة ومكوناتها من حيث الصوامت والحركات والاتجاه الثاني من حيث النسيج المقطعي لهذه الفاصلة وبعد ذلك كان لا بد من معرفة ا ثر هذه الصوامت والحركات والمقاطع في ا حداث الانسجام الصوتي بين ا ي القرا ن الكريم في سورتي البقرة والشعراء وقبل الخوض في الجانب العملي لهذه الدراسة لا بد ا ن ا قف قليلا على مفهوم هذا المصطلح. مفهوم الفاصلة القرا نية: الفاصلة هي: " تلك الكلمة التي تختم بها الا ية من القرا ن وتنزل الفاصلة من ا ياتها وتكمل معناها ويتم بها النغم الموسيقي للا ية فتراها ا كثر ما تنتهي بالنون والميم وحروف.37-1 الرافعي- تاريخ ا داب العرب- 243/2-2 عبد الحميد حسن- الا صوات الفنية للا دب- ط 2 - مكتبة الا نجلو مصرية- القاهرة

41 ( 1 ) المد وتلك هي الحروف الطبيعية في الموسيقى نفسها ". وفي هذا القول ا شارة ا لى ا ن الفاصلة تفصل بين ا يات السورة الواحدة بهذا النغم الموسيقي وبذلك الا يقاع الذي يورثها ا همية محمودة في السورة الكريمة وهذا ما ا كده الا ستاذ بدوي في موضع ا خر من كتابه متحدثا عن ا همية هذه الفاصلة بقوله:" تا تي في القرا ن مستقرة في قرارها مطمي نة في موضعها غير نافرة ولا قلقة ويتعلق معناها بمعنى الا ية كلها تعلقا تاما بحيث لو طرحت لاخت ل المعنى واضطرب الفهم فهي تو دي في مكانها جزءا من معنى الا ية ( 2 ) ينقص ويختل بنقصانها". والفاصلة القرا نية تا تي تسميتها من قوله تعالى في سورة هود "كتاب فص لت ا ياته" ( 3) فكل ا ية من ا ي الذكر الحكيم تنتهي بفاصلة وزعت بترتيب رباني ا كسبت القرا ن سحرا عذبا وايقاعا سلسا على القلوب قبل ا ن يقع على المسامع. تقع الفاصلة عند الاستراحة بالخطاب لتحسين الكلام بها وهي الطريقة التي يباين " القرا ن بها ساي ر الكلام وتسمى فواصل لا نه ي فصل عندها الكلامان وذلك ا ن ا خر الا ية فصل ( 4 ) بينها وبين بعدها ". ولا بد من الا شارة هنا ا لى ا ن الفاصلة القرا نية تتشكل جزء ا يسير ا من الا ية يتمثل في الكلمة الا خيرة منها وبناء على هذا القول تشكل الا ية الوحدة الصغرى لمجموعة الا يات القرا نية داخل النص اللغوي للسورة. ومن ا جل دراسة الفاصلة القرا نية ومكوناتها من صوامت وحركات قمت في هذه الدراسة برصد الكلمة الا خيرة لكل ا ية من ا يات سورة البقرة فكانت هذه الفواصل تحمل عدد "227" "286 سورة البقرة ا ي " فاصلة وكذلك الا مر في سورة الشعراء فكان فاصلة - 1 بدوي ا حمد ا حمد- من بلاغة القرا ن- ط( 3 ) مطبعة الرسالة- القاهرة ص المرجع السابق- ص سورة هود: ا ية. 3-4 الصغير محمد حسين علي- الصوت اللغوي في القرا ن- ط 1 - دار المو رخ العربي- بيروت

42 وتناولت هذه الكلمة بكل ما اتصل فيها من مورفيمات في بداية ا و وسط ا و نهاية المفردة ويتبع ذلك كتابة صوتية لهذه الفواصل من ا جل التحليل الصوتي الفونيمي في السورتين والصفحات الا تية ترصد هذه الدراسة موضحة ما احتوته هذه الفاصلة من صوامت وحركات. 25

43 الكتابة الصوتية للفواصل في سورة البقرة. الكتابة الصوتية lilmutaqiin yunfiquun yuuqinuun 'almuflihuun yu'minuun caðiim bimu'miniin yašcuruun yakðibuun muslihuun yašcuruun yaclamuun mustahzi'uun yacmahuun muhtadiin yubsiruun yardзicuun bilkaafiriin qadii r tattaquun taclamuun saadiqiin lilkaafiriin xaaliduun 'alfaasiqiin 26 الفاصلة الا ية الم للمتقين ينفقون يوقنون المفلحون يو منون عظيم بمو منين يشعرون يكذبون مصلحون يشعرون يعلمون مستهزي ون يعمهون مهتدين يبصرون يرجعون بالكافرين قدير تتقون تعلمون صادقين للكافرين خالدون الفاسقين الصوامت l,l,m,t,q,n n,f,q,n q,n,n ',l,f,l,h,n 'm,n,n c, ð,m b,m,',m,n,n š, c, r, n k, ð,b, n m, ș,l,h,n š, c, r,n c, l, m, n m, s, t, h, z,n c,m,h,n m, h, t, d, n b, s, r, n r, dз, c, n b, l, k, f, r, n q, d, r t, t, t, q, n t, c. l. m, n s, d, q, n l,l,k,f, r, n x l, d, n l,f,s,q,n الحركات i,.,u.a.ii u,i,uu uu,i,uu a,u,i,uu u,i,uu a,ii, i,u,i,ii a,u,uu u,i,uu u,i,uu a,u,uu a,a,uu u,a,i,uu a,a,uu u,a,ii u,i,uu a,i,uu i,aa,i,ii a, ii a,a, uu a,a, uu aa, a, i, ii i, aa, i, ii aa, i, uu a,aa,i,ii