Treatise on the Truthfulness of Christianity

Transcript

1 ميمر في صحة الد ين المسيح ي Treatise on the Truthfulness of Christianity May 21, 2009 Arabic ا بو قرة ثاودوروس Theodore Abū Qurrah

2 Un Traité des Œuvres Arabes de Théodore ABOU-KURRA Evêque de HARAN Tripoli de Syrie Rome 1905

3 ت وط ئ ة * تعريف المؤلف * ا ن لثاودوروس ابي قرة (ويروى ابو قارة) مقاما رفيعا بين اللاهوتيين فيعتبرونه كاعظم الكتبة الكنسيين وابرعهم في المصن فات الجدلية والا بحاث الدينية بحيث تراهم يت خذونه كحج ة في تفنيد مزاعم المبتدعين. ومع ما لهذا الكاتب من رفيع الشان لا نكاد نعرف شيئا من ترجمته والمرج ح انه عاش في اواخر القرن الثامن للمسيح وفي اوائل التاسع والمرج ح ان ه عرف القديس يوحن ا الدمشقي ومم ا لا ريب فيه ان ثاودوروس تا ث ر اعقاب ذاك القديس العظيم والكاتب البارع وجاراه في محاربة البدع كالنسطورية واليعقوبية والمنوثليت ية يرد عليها بالبراهين العقلي ة والا دل ة الوضعية ور ب ما جعل تفنيده على طريقة المباحثة بين الارثذكس ي والمبتدع فيكون الجواب ارسخ في عقول المؤمنين. ويؤيد قولنا في زمن ابي قر ة انه املى بعض مقالاته على توما اسقف اورشليم الذي عاش في اواخر لقرن الثامن وكان جالسا على كرسي اورشليم سنة ٨٠٧. وعم ر ابو قر ة ا لى عهد المامون الذي تول ى الا مر في سنة ٨١٣ ا لى ٨٣٣ مسيحي ة والدليل على ذلك ان في مكتبة باريس وغيرها نسخا من جدال ديني جرى له في حضرة المامون ومم ا يستفاد من مقد مة كتابات ه انه كان اسقفا على حر ان المدينة الشهيرة المجاورة للر ها. وقد نكر البعض ذلك وقالوا انه كان اسقفا على «قارة» وهي مدينة في فلسطين في عبر الا ردن وقيل ان قارة هذه هي المدينة التي في حدود حمص ودمشق. والله اعلم ومن الا وهام الشائعة في حق ثاودوروس ابي قرة انه كان اسقفا على بلاد كارية من اعمال ثراقية. والصواب ان ثاودوروس اسقف كارية كان بعد ثاودوروس ابي قرة بنحو مئة سنة وعاش على عهد فوطيوس بطريرك القسطنطيني ة وناقض ه في عصيانه على الكرسي الرسولي ام ا تا ليف ثاودوروس ابي قرة المعروفة سابقا فعبارة عن ٤٣ مقالة بين قصيرة ومطو لة ا درجت في اعمال الا باء اليونان لمين في المجل د ال ٩٧ من الصفحة ١٤٦١ ا لى ١٦١٠ واو ل من نشر هذه الا ثار الجليلة الاب اليسوعي الشهير يعقوب غرتسار وترجمها ا لى اللاتينية الا بوان توريانوس اليسوعي وج ن ب ر ر د البندكت ي ولم يتفق الكتبة على اللغة التي صن ف بها ثاودوروس ابو قره تا ليفه ا هي اليونانية ام العربية. والراي الا رجح انه كتب في العربية والسرياني ة ثم ن قلت مصن فاته ا لى اليونانية كما يظهر من مقد مة مقالته الرابعة وفيها يقال ان ثاودوروس ا ملاها بالعربية على توما ا سقف ا ورشليم (ἀπϰγορευθεῖσϰ Ἀραβιστί) ثم نقلها ا لى اليونانية ميخائيل الكاهن سنكل وس اي قي م كنيسة اورشليم. وعليه فتكون كتابات ثاودوروس من اقدم ا ثار النصراني ة في اللغة العربية. ام ا كونه كتب في السرياني ة فقد بي نه في ا حدى مقالاته غير المطبوعة وقد قابلنا المقالة التي باشر حضرة الاب الخوري قسطنطين باشا نشرها في المشرق لعل نا نجد لها اثرا

4 ميمر في صحة الدين المسيحي ٤ بين اعمال ثاودوروس باليونانية فلم نعثر على شيء منها. فتزيد بذلك قيمتها لدى العلماء. ولعل النسخة التي وصفها حضرة الاب هي المنقولة عن النسخة الا صلي ة التي ذكرها السمعاني في المكتبة الشرقية (المجل د الثاني ص ٢٩٢ في الحاشية) وقال انه اطلعه عليها في صيداء الس يد افتيميوس الصيف ي اسقف الروم الملكيين الشهير ل. ش تعريف الكتاب وناسخه هذا الميمر في كتاب مخطوط وجدت ه في مكتبة دير المخلص وقد عل ق عليه ناسخه قبل هذا الميمر ما حرف ه: «حاشية لكاتبه المطران باسيليوس. اعلم ان هذه نسخة ثانية من النسخة التي في دير مار سابا السيق بقرب اورشليم التي هي النسخة الا صلية للكتاب التي ك تبت عليها هذه النسخة». ثم: «وكان كتابته في شهر حزيران سنة ١٧٣٥ وذلك في دير المخلص من معاملة صيدا في جبل الدروز» ١٧٣٥ وجاء في ا خر الكتاب: لتجس د المسيح ربنا». ثم: «وكان النجاز من نساخة هذه الميامر «ك تب بيد الحقير المطران باسيليوس نهار الاثنين فينان الثالث والعشرين من حزيران سنة عن كتاب ن س خته قديمة منسوخة عن النسخة الا صلية التي في دير مار سابا السيق بمعاملة القدس الشريف. ولذلك لم ا وجدنا فيه بعض كلمات ممحي ة من عتقه ابقينا موضعها بياضا لعلنا نجد له نسخة صحيحة كاملة فنكتب ما نقص وبالله التوفيق. وايضا تاريخ النسخة التي نقلنا عنها هذا الكتاب سنة ٦٥٥٩ لا بينا ا دم (١٠٥١ للمسيح) وهو تعليق الراهب اغابي في دير مار الياس في جبل اللكام فيكون لها يوم نسخنا هذا الكتاب عنها ٦٨٤» ومن ثم ي عرف قدر هذا الكتاب وانه من الكتب القديمة العهد النادرة بالعربية بل من اقدمها عهدا عند كت اب النصارى وخصوصا الملكيين منهم. واهم من ذلك سلامته من التحريف وعدم تداوله بايدي النس اخ ولا حاجة الى التنبيه ا لى قوة براهينه الوضعي ة والعقلية وغزارة ما دت ه ووضوح حج ته وصحة قياسات ه وسلامة عقيدته ورشاقة اساليبه العربية ومتانة تراكيبه ومم ا يزيد في قيمة الكتاب قدرا عدم وجود نسخة ثانية منه بالعربية ولا باليونانية ا و غيرها حت ى يصح ا ن يقال فيه انه جليل فريد والرسالة المطو لة البتة والكتاب المذكور جمع تسع مقالات طويلة يدعوها ميامر والميمر لفظة سرياني ة ) ܡ ܐܡܪ ܐ) معناها الكلام (الا و ل) يحقق للا نسان حر ي ة ثابتة من الله في خليقته وان حرية الا نسان لا يدخل عليها القهر من وجه من الوجوه (الثاني) يحقق انه لا يلزم النصارى ان يقولوا ثلاثة ا لهة ا ذ يقولون الاب اله والابن اله وروح القدس اله وان الاب والابن وروح القدس اله واحد ولو كان كل واحد منهم تام ا على حدته

5 ميمر في صحة الدين المسيحي ٥ (الثالث) في موت المسيح. وان ا ا ذا قلنا ان المسيح مات عن ا ا نما نقول ان الابن الا زلي المولود من الاب قبل الدهور هو الذي مات عن ا لا في طبيعته الا لهية بل في طبيعته الا نسانية. وكيف يعقل هذا الموت. وانه يحسن ان يقال على الابن الا زلي في الجهة التي تقوله عليه الا رثوذكسية (الرابع) في تحقيق الا نجيل وان كلما لا يحققه الا نجيل فهو باطل (الخامس) على سبيل معرفة الله وتحقيق الابن الا زلي (السادس) في انه لا ي غفر لا حد خطية ا لا باوجاع المسيح التي حل ت به في شان الناس. وان من لا يؤمن بهذه الا وجاع ويقر بها للاب عن ذنوبه فلا مغفرة له ابدا (السابع) في الرد على من ينكر لله التجسد والحلول فيما احب ان يحل في ه. (وهو منقطع لنقص النسخة الا صلية التي اكلها العث لقدم عهدها كما اشار الناسخ) (الثامن) يحقق ان لله ابنا هو ع د له في الجوهر ولم يزل معه وبعد هذا رسالة مطو لة وهي «جواب مسا لة كتبها ا لى صديق له كان يعقوبي ا فصار ارثودكسيا عند رده علي ه الجواب» ثم يليه هذا الميمر الذي ننشره اولا في المشرق وهو الا خير وقد وجدت نسخة من المحاورة التي جرت بحضرة المامون بين ابي قرة وبعض العلماء من العراق والشام لكنها ناقصة من اولها وفيها اغلاط كثيرة ادخلها النساخ لكثرة تداول الا يدي بها. وفي مكتبة باريس يوجد منها اكثر من نسخة كذلك وجدت نسخة من الميمر الثالث في مجموعة قديمة العهد ترتقي ا لى القرن الخامس والعشر في مكتبة دير المخلص لكنه ناقص من اوله اشار ا ليه جامعه بقوله: «... من قول ثاودوروس اسقف حران المعروف بابي قارة» ثم وجدت في مجموعة للمطران افتيميوس الصيفي رسالة كتبها بخط يده المباركة يدعو بها الا ساقفة الشرقيين ا لى الاتحاد بايمان واحد وترك الانشقاق والانقسام من هذا الميمر نفسه قسما كبيرا يستشهد به على عدم صحة دعوى الذين ينتحلون النصرانية ظاهرا وهم لا يدينون باطنا بحقيقة دين المسيح ا ذ يخالفون الخلسكيدونيين اي الملكيين واما الناسخ فقد وجدت عنه في سجل رهبانيتنا الباسيلية المخلصية في كلامه على تلاميذ المطران افتيموس الصيفي الذي ا نشا ديرنا ورهبانيتنا ما ياتي: «الثاني والعشرون الخوري مخائيل فينان من يافا نذر الرهبنة وارتسم كاهنا من يد معلمه المطران المذكور سنة ١٧١٧ ثم ارتسم مطرانا على كرسي بانياس من يد ابراهيم ور ت بت بطرك الارمن الكاثوليك والمطران الياس الماروني والمطران نعمة اسقف بيروت الروم( ١ بامر الا مير حيدر شهاب ودعي باسيليوس وذلك او ل سنة ١٧٢٤ وتسلم رعية ١) وسبب ذلك ان البطريرك اثناسيوس الدباس كان قد رجع في ذلك العهد من القسطنيطينية عن معتقده الكاثوليكي الذي كان قد اعلنه مرارا فلم يقبل منه الرسامة وفضل عليه الا ساقفة المذكورين من الطوائف والطقوس المختلفة وهو الذي جعله بعد ذلك في شك من رسامته

6 ميمر في صحة الدين المسيحي ٦ الجبل (لبنان) وبر صيدا عدا المدينة لا نها بقيت ا لى المطران اغناطيوس المرتسم من البطريرك اثناسيوس المشاق. وا ذ شكك المطران باسيليوس في رسامته فيما قعد عرض ذلك ا لى رومية ف اتاه الجواب بصحة واجازة رسامته مع البركة. وخدم الرعية بكل حرية وكان رجلا شهما بطلا وماهرا في صناعة الموسيقا اليونانية اي البسلطيكا. ورب ى ثلاثة تلاميذ ماهرين بها وهم القس يواكيم ربع مد من قرية برثه والقس نعمة فرحات منها والقس يوسف فرحات من مزرعة دير المخلص (وهذا الذي رسمه اسقفا على زحلة البطريرك ثاوضوسيوس الدهان في ٢٩ ت ٢ سنة ١٧٧٣) وتوفي في دير المخلص ودفن في هيكل القديس انطونيوس البدواني امام المذبح تحت الدرجة التي يقف عليها الكاهن وقت القداس في ١٣ شباط سنة ١٧٧٢ ويؤخذ منه في غير هذا المحل انه كان من الا ساقفة الوطنيين الذين انتخبوا للبطريركية الانطاكية القس سرافيم طاناس( ١ ورسموه في دمشق في الكنيسة المريمية في ٢٠ ايلول سنة ١٧٢٤ قبل ان رسم البطريرك القسطنطيني في ٢٨ في القسطنطينية الشماس سلفستروس القبرصي الا جنبي وارسله ا لى دمشق بطريركا بل قل اجيرا ودخيلا وكان مقيما في دير المخلص مؤ ازرا للبطريرك المذكور. وكان هو الراسم للرهبان. وكان في عداد الا ساقفة في مجمع دير المخلص الا ول الذي عقده البطريرك المذكور في اتحاد الرهبانية المخلصية والشويرية سنة ١٧٣١ وكان كذلك في المجمع الثاني الذي عقده البطريرك المذكور سنة ١٧٥١ p ١) من هنا ي علم ان سرافيم طاناس كان قسا لم ا انت خب للبطريركي ة لا مطرانا كما روى ذلك القس مخائيل بريك في حكاية خرافي ة عن رسامته مطرانا لقيسارية الكبادوك

7 ٧ ميمر في صحة الدين المسيحي بسم الا ب والابن ور وح القدس الا له الواحد ميمر في تحقيق ناموس موسى المقدس والا نبياء الذين تنباوا على المسيح والا نجيل الطاهر الذي نقله ا لى الا مم تلاميذ المسيح المولود من مريم العذراء وتحقيق الارثوذكسية التي ينسبها الناس ا لى الخلكيدونية وا بطال كل ملة تنتحل النصرانية سوى هذه الملة وضعه المعل م العامل والفيلسوف الكامل والاب الفاضل كير ثاودوروس اسقف حر ان ١ ان الله ترا ى لموسى في طور سينا (سفر الخروج ف ٢ و ٣ ) فانتخبه ان يشترع دينا لبني ا سرائيل وامر ه ان يشخص ا لى فرعون ملك مصر وان ينقذهم من يديه وان موسى استعفى الله من البعثة متعل لا وتات ى علي ه الخوف استعظاما للا مر الذي اراد افراد ه ل ه. وقال لله: م ن انا حتى ا تي فرعون واخل ص ام تك من يديه. فقال له الله: انا اساعدك واشد د كلامك. ولكن انطلق حتى تجمع مشيخة بني ا سرائيل فتقول لهم: ان الرب اله ابائكم ارسلني. اله ابرهيم واله اسحق واله يعقوب بعثني ا ليكم. فقال موسى: لو قد ا تيت بني ا سرائيل فقلت لهم ان ا له ابائكم ارسلني ا ليكم فقالوا لي ما اسمه ماذا اقول لهم فقال له الله: قل لهم الذي لم يزل بعثني ا ليكم. وقال الله: انا الذي لم ازل وانا ا له ابرهيم واله اسحق واله يعقوب. ثم قال موسى لله: ع د اني اتيت هم فانبا تهم بهذا القول عنك فانهم يقولون لي انك م بطل لم يترا ى (كذا) الله لك فماذا اقول لهم حينئذ قال له : اي شيء هذا الذي بيدك. فقال له موسى: عصا. فقال الله له : ارم بها على الا رض فرمى بها على الا رض فتحو لت ثعبانا فراعت موسى وجعل يفر منها. فقال الله له : تناوله بذ نبه. فتناوله بالذنب فعاد الثعبان عصا. ثم قال له الله: ا دخل يدك في ر د نك. فا دخلها فا ذا هي قد برصت برصا ي ق قا ناصعا كالثلج. فقال له الله: ا ع د ها ا لى ردنك. فرد ها ثم اخرجها فا ذا هي قد رجعت ا لى لون ب شرته. وقال له الله: ان ا من بني ا سرائيل بالا ية الا ولى كان به والا ا منوا بالا ية الثانية وان لم يؤمنوا

8 ٨ ميمر في صحة الدين المسيحي بالا ية الثانية فانشف من ماء النهر( ١ وا هرقه على الا رض فانه سيتحو ل دما ليؤمنوا ان الله اله ا بائهم بعثك ا ليهم. فلم ا اعطاه قو ة الا عاجيب رضي بالعسر ان ينبعث ا لى مصر فمن هنا يستدل ا ولو الا لباب ان الدين لا ينبغي لمن كان محتاطا في النظر فيه ان يقبله من واضعه الا بالا عاجيب لا ن موسى قد كان يعلم انه لو ذهب يد عي ان الله بعثه ليشترع دينا بلا برهان ياتي به على نفسه من اعاجيب يعملها لا يقدر احد ان يعمل مثلها الا م ن اي ده الله قد كان سبيل لكل ذي عقل ان يزبره( ٢ وان يرد عليه قوله ويحقره ويصد عنه. لكن ه علم انه ا ذا كان م دل ى بقو ة الا عاجيب فقد اتخذ ادراة قوي ة يرمي بها من كان ذا نية يرتاد لنفسه خيرا ويقوده ا لى الدخول فيما يضع له من عبادة الله. وكذلك ينبغي لكل ذي لب الا يقبل دينا ليس اساسه على الا عاجيب الا لهية التي هي برهان على تحقيق الا تي به انه من الله. فمن قبل الدين على غير هذا الا ساس فقد فر ط وترك الحزم في الا مر الذي لم ي خلق الحزم في الا نسان ا لا له وبذل نفسه للتلف واسترخى لمن يجتذبه ا لى الهلاك ويختلجه عن السبيل المؤدي ا لى السعادة التي ا ليها وحدها تتوق العقول فمن قبل الدين الذي اتى به موسى فقد ر شد لا ن موسى ا ن ما حق ق نبوته ورسالته من الله بعمل الا عاجيب التي لا ت صنع ا لا بقو ة الله. وحيث اتى الذين قبلوه بالغيب وقص عليهم كيف خلق الله السماء والا رض وانبا هم بما كان قبلهم مم ا لم تكن تدركه عقولهم فقد احسنوا حيث الزموا نفوسهم القنوع به وتصديقه. لا ن الله لن يقو ي على عمل الا عاجيب ا لا من كان ساعيا في موافقته ويدعو ا لى رشده وهداه وكذلك المسيح ا لهنا الحكمة الحق لم يبدا بشيء من التعليم حتى اظهر قو ته الا لهية بالا عاجيب وقر ب ا ليه من كان مبتلى في انواع الا سقام والا مراض المؤلمة المعذ بة فشفاهم واسعدهم بالبرء الكامل. فلم ا كان ذلك منه دنت ا ليه الجموع من الجليل واورشليم وك و ر الا ردن. فلما را ى الجموع حوله دعا تلاميذه ا ليه ففتح فاه وعلمهم وقال: طوبى للمساكين بالروح ف ان ملكوت السماء لهم. ثم تلا عليهم تعليمه واشترع ١) نشف الماء من الغدير استقاه ٢) زبره باللغة انتهره. و«قد» رابطة جواب لو. وهي كثيرة في كلامه

9 ٩ ميمر في صحة الدين المسيحي لهم ناموسه الا ول فاول. واخذ بشكل موسى. ولم يزل يخلط عجبا بناموس وناموسا بعجب حتى قضى تدبيره كل ه وص لب ود فن وقام لليوم الثالث. فمن اتبع المسيح لعجائبه التي لا ت حصى فقد ر شد وقويت حج ت ه كما قويت حجة الذين قبلوا موسى ل م ا عمل من الا عاجيب وا ذا قرنت الا مرين كان هذا الا خر اقوى من الا ول. وان كان كلاهما قويين لا ن اعاجيب المسيح لا تحصى ولا ت عد ولم يقتصر على ما هو عمل من الا عاجيب مباشرة بل اعطى تلاميذه سلطانا ان يعملوها باسمه. فام ا موسى فانه عمل اعاجيب معدودة وكان يعملها لا بقو ة نفسه ولكن بقو ة الله وامره او بالابتهال له ولم يدع موسى احدا قط فقال له : انطلق فاعمل الا عاجيب باسمي. وبحق كان كل ما قد كان من المسيح ومن موسى وذلك ان المسيح ا له وابن ا له وكان قادرا ان يعمل بقوة نفسه الا عاجيب وان يقو ي من احب على ان يعمل مثلها باسمه. فام ا موسى فا نما كان عبدا مامورا وكانت قوته على عمل الا عاجيب ليست لنفسه وا نما كانت لله. فلذلك لم يكن يعمل عجبا حتى ي وع ز ا ليه من الله ان يعمله او يبتهل ا ليه فياذن له في عمله. وكما ان موسى كان يعمل الا عاجيب بقوة الله وامره والابتهال ا ليه كذلك كان تلاميذ المسيح يعملون الا عاجيب لا باسم الله لكن باسم المسيح وقو ته وامر ه والابتهال ا ليه. والتلاميذ في عمل الا عاجيب اقوى من موسى كثيرا لا ن موسى ا ن ما كان يوعز ا ليه او يبتهل قبل ان يعمل العجب ام ا التلاميذ فان اكثر اعاجيبهم كانت بلا تضر ع. ولم يكن اكثر من ان يقولوا «باسم المسيح ليق م هذا الميت» او «ليفتح هذا الا عمى عينيه» او «ليصح هذا المقعد» فكان يكون كما يقولون. ولم يقفوا عند ذلك فقط حتى ان مار بطرس كان يمشي فكان حيثما بلغ ظل ه لم يكن يسقط ظله على مريض الا شفاه (اعمال ١٥) ٥: ومار بولس قد كان توخذ لفافته فتوضع على المرضى فيا تيهم البرء (اعمال ١١ ١٩: و ١٢ ) وبهؤلاء التلاميذ تحقق كلام داود حيث يقول: «ان الرب يعطي المبشرين كلمة بالقو ة الكثيرة» (المزمور ١٢). ٦٧: فليس لليهود من الحجة في قبولهم موسى الا دون ما للا مم في قبول المسيح لا ن الا مر هنا اعظم من ه هناك كما ان ضوء الشمس اعظم من ضوء السراج. وقد كانت الا مم تقتصر على ما عاينوا من الا عاجيب التي عملها تلاميذ المسيح باسم المسيح وكان ذلك حسبها داعية ا لى قبول المسيح والايمان بكل ما

10 ميمر في صحة الدين المسيحي ١٠ قال هو وتلاميذه عن ه. هذا ولو لم يكن ناموس موسى والا نبياء تنباوا عليه لا نه كما ان موسى حيث اتى بني ا سرائيل صدق وه وقبلوا ما حكى لهم عن الله ل م ا صنع بين ايديهم من تلك الا عاجيب. وان كان لم يك ن احد مم ن كان قبل موسى تنبا على مجيء موسى ولم يلزمه بنو ا سرائيل ان يحق ق نفسه بعد الا عاجيب بنبوة من كان قبل ه عليه كذلك الا مم قد كان بسعيهم ان يؤمنوا بالمسيح ويصدقوه لما صنع من الا عاجيب التي لا تحصى التي عملها هو وتلاميذه ولو لم يكن موسى والا نبياء تنباوا علي ه. فكم ينبغي ان نقبل المسيح اكثر مم ا ق بل موسى لشرف ما قد سبق ايضا من نبوة موسى والا نبياء كلهم عليه وعلى تدبيره كله من الصلب ) شا ٢) ٦٥: والطعن (زكر ١٢: ١٠) وتسمير اليدين والرجلين والاقتراع على ثيابه (مز ١٧ ٢١: ١٩) والبصق في وجهه ) شا ٦) ٥٠: وجلد ظهره (مز ١٤) ٧٢: وانه بجراحه يفدي الناس من خطاياهم ويداوي امراض ذنوبهم ) شا ٥) ٥٣: وانه س قي خلا وا طعم مر ا (مز ٢٢) ٦٨: ومواضع ما قد ذكرنا معروفة في الا نبياء والعجب منك يا يهودي حيث تكون قد قبلت موسى لا عاجيبه المعدودة ولا تقبل المسيح باعاجيبه التي لا ت حصى ولا ت عد. وهذا لو ان ك ع دل قد كان واجبا عليك ان تقبله ولو لم يكن موسى والا نبياء تنباوا عليه كما قبل ت موسى باعاجيبه ولم تكلفه ان يحقق نفسه مع ذلك بنبوة من كان قبله علي ه. ولو ان موسى كان امرك الا تقبل نبيا بعده كما امر المسيح النصارى قد كنت لعمري معذورا حيث تشكك بالمسيح ولكن موسى لم يزل في ناموس ه الطاهر يرجيك نبي ا ياتي من بعده ) ثت ١٥ ١٨: و ١٨ ) ويا مرك عزيمة بالسمع والطاعة له في كل ما امرك ب ه. وينذرك الموت ان ا نت عصيت هذا النبي ويقول ان هذا النبي مثله واضع الناموس وعهدا جديدا. وقد كان ينبغي من هذا القول ان تبطل الا نبياء كلهم ما خلا هذا الواحد الذي ا م ر ت بطاعته كائنا من كان. وقد اخبرك موسى ان يعقوب تنبا لك انها لا تفنى منك النبوة حتى ياتيك المسيح الذي هو رجاء الا مم ) كت ١٠). ٤٩: وبهذا حق ق الا نبياء كلهم الذين قبل المسيح. ثم خص هذا الواحد وامر بطاعته مرارا عن قول الله فكان ما سبق من اخبار موسى اياك بمجيء هذا النبي الذي هو واضع عهدا ينبغي الا يحبسك طرفة عين عن قبول المسيح والايمان ب ه حيث عمل هذه الا عاجيب. وكان يحق عليك ان تتدبر بعقلك فتقول

11 ١١ ميمر في صحة الدين المسيحي ان النبي الذي امرني موسى بطاعته هو هذا ا ذ كان يعمل الا عاجيب التي لا تحصى ولم يعمل موسى مثلها التي لو ان موسى اوقف امره فلم يا مر بطاعته ولم ينه عنها قد كانت توجب له علي من العدل ان اقبله بها وحدها ولا اكل ف ه ان يحق ق نفسه بنبوة من كان قبله عليه كما قبلت موسى كذلك اعلم يا يهودي ان هذا النبي هو واضع الناموس وعهدا جديدا ولذلك خص ه بان اوعز ا ليك بطاعته ورد د ذلك عليك. فاسمع ا لى قول الله في ارميا النبي: ان ها ستا تي اي ام يقول الرب اني اشترع لبني ا سرائيل ولبيت يهوذا عهدا جديدا لا كالعهد الذي اشترعت لهم ا ذ اخرجتهم من ارض مصر (ار ٣١). ٣١: وقال داود للرب: ا ق م لهم يا رب واضع ناموس لتعلم الا مم انها اناس (مز ١١) ٩: ف ان قلت يا يهودي: ان ا سلافي الذين ظهر هذا الذي يسمونه المسيح فيهم وفي اي امهم قد تلفوا وانا لست اعلم انه عمل عجبا. قلنا لك: ان بيان ذلك قريب منك ا ذا حسنت ني ت ك في خلاص نفسك. وينبغي لك ان تعلم ان المسيح قد عمل هذه الا عاجيب التي ذكرنا من قبول الا مم ا ياه وحمله ا ي اهم على كل ما يخالف عقولهم واهواءهم وشهواتهم ونقله ا ي اهم من رخاء ا لى شد ة ومن همل ا لى حصر ومن سعة ا لى ضيق ومن الرخص ا لى التشديد ومن الشهوات المباحة التي كانت لهم ا لى هجران الدنيا باسرها في شانه ورفض لذات الجسد وفخر الدنيا وان ي قدموا على القتل انفسهم بكل نوع من العذاب والمكاره على ا لا يكفروا ب ه. وقال لهم: من كفر بي بين ايدي الناس كفرت انا به بين يدي ابي الذي في السموات. وقال: انظروا ما قلته لكم في السر فا علنوه انتم على الا جاجير ولا تخافوا من يقتل البدن ولا يستطيع ان يقتل النفس ولكن خافوا من يستطيع ان يقتل النفس والبدن جميعا ويلقيهما في نار جهنم. وقال: من اهلك نفسه في شاني وجدها في حياة الا بد. وقال: من اتبعني ولم يبغض اباه وامه واخوت ه واخواته وولده وانسباء ه فليس لي باهل. وقال: اني مخليكم كالخراف بين الذئاب. وان الدنيا تكون في سرور وانتم في حزن. وان ها ستاتي اي ام من يقتلكم يرى انه يقر ب لله ذبيحة واشترع عليهم ان يباشروا هم قتل انفسهم في المثل بقطع شهواتهم واستئصال اهوائهم. وقال. من لطمك على خدك فحو ل له الا خر. ومن سلبك رداءك فزد ه ثوبك.

12 ميمر في صحة الدين المسيحي ١٢ و ان انت نظرت ا لى امرا ة كي تشتهيها فقد زنيت بها في قلبك. وان قلت لصاحبك راقا او احمق فقد وجبت عليك نار جهنم. وقال: سمعت انه قيل للا و لين احبب م حب ك وابغض عدو ك فانا اقول احبوا اعداء كم واحسنوا الدعاء لهم. وما شاكل ذلك فاخبرني يا يهودي كيف تظن ان الا مم قبلت المسيح على هذه الشدة والموت الذي قد اشترعه عليهم ولا سيما مع شنع ما نسبه ا لى نفسه من الصلب والا وجاع والفضيحة. وان اعداء ه شتموه وسم روا يديه ورجليه وعل قوه على خشبة وسقوه خلا واطعموه مر ا حتى رشح منه عرق خاتر كالدم. وانه قال وهو على الصليب: ا لهي ا لهي ل م خذلتني. فا ن هذا الا مر ينبغي ان ينف ر السامعين كل هم من اتباع المسيح ومن اتخاذه الاها كما قد اتخذته الا مم كلها. وهذا معروف انه لم يكن ي قبل ابدا لولا ان هذه الا عاجيب المذكورة في الا نجيل وفي كتب التلاميذ قد عملت حق ا. وهي التي كانت تقهر العقول وتضطرها ا لى قبول المسيح والايمان به لا محالة ولو ان المسيح كانت همته الغرور لكان ينبغي له ولو كان لقي هذه الا مور التي ذكرنا ان يامر تلاميذه بكتمانها الا مم وان يعظموه عندهم ويجم لوا امره. ولكان قوله ان يطمعهم في الرخص والشهوات ليكون ذلك يدعوهم ا لى المسارعة ا ليه. ولكن لم يفعل هذا وحاشا له ذلك. بل شن ع نفسه عند من دعاهم ا لى الايمان به وكل فهم القتل والموت في شانه او ليس هذا عجيبا. ان موسى دعا الله فعظ م الله وقال: «ان الله خلق السماء والا رض وانه فوق السموات» واتى ذلك من تمجيد الله واجلاله في كل نح و. وبدا يخل ص بني ا سرائيل بان فك هم من عبودي ة فرعون وشق لهم البحر واحدر لهم الم ن والسلوى. وفجر لهم الماء من الصخور. وقتل لهم الا مم. وقال لهم ان الله سيقو يكم فتقتلون امم الشام وتستحوذون على بلادهم وترثونها. واشترع ناموسا ممتلئا رخصا وفي كل ذلك لم يتب ع ه احد من الا مم ولا قنع بنو ا سرائيل بقوله ولا ا منوا بالهه بل نزل على طور سينا فارتعد الجبل تحته ودخن وادخل الروع في قلوب بني ا سرائيل من منظره فلم يلبثوا حتى عبدوا العجل وهم تحت طور سينا. وتلاميذ المسيح خرجوا فشن عوا عندهم على المسيح بهذه الا وجاع التي ذكرنا والصلب والكلام الذي ي ظن انه وهن وكل فوهم هذه الشدة التي اشترعها المسيح عليهم ف اجابهم الخلق. ومن لا يعلم ان هذا

13 ١٣ ميمر في صحة الدين المسيحي لم يكن ا لا من شرف الا عاجيب التي كانوا يعملونها باسم المسيح التي هي ارفع من اعاجيب موسى كما ان السماء ارفع من الا رض ولا تستطيع ان تقول يا يهودي ان الا مم ا نما ات بعت المسيح تعص با لقرابة كانت بينهم وبينه. فهذا عليك انت ولقد كان الا نسان جديرا ان يولج هذه التهمة عليك بانك ات بعت موسى تعص با له لا نه كان منك ولت شر ف بدولت ه وتعتز بملكه الذي اعطاه الله. فام ا الا مم فانه لا سبيل لشيء من هذه التهمة ان تدخل عليهم في اتباعهم المسيح لا ن التلاميذ الذين دعوهم كانوا من اليهود وا نما دعوهم ا لى من كان في ظاهر امره من اليهود وكان ينبغي ان يدعوهم ذلك ا لى الاقشعرار والنفار منه لا ن اليهود كانوا اعداء الا مم كلها ولم يشوبوا في دعوتهم طمعا ولا شرفا ولا عز ا بل خلاف ذلك كله. ا ذا اعلم يا يهودي ان هذه الا مم كلها لم تت خذ المسيح ا لاها ولم تد ن له بهذه الطاعة التي تبلغ مهج النفوس في كل يوم الا بهذه الا عاجيب التي ذكرنا ان التلاميذ عملوها بين ايديهم باسم المسيح ولعلك تقول ان هذه الا مم ات بعت المسيح بالجهل. فان كان هذا كذلك عندك فاحمل ان كنت صادقا هذا الكلام الشنيع الذي يقال في المسيح وهذه الشرائع التي فرضها واذهب ا قنع بها ولو رجلا واحدا من الجه ال ولكن لست تقدر على هذا بل الجهال اشد نفارا من قبول هذا الا مر من غيرهم لا ن الجاهل ا نما همته شهوته كالبهيمية. واقرب الكلام الذي يشربه عقل الجاهل ما كان ممو ها سوقي ا. ولقد كان دينك يا هذا اولى ان يقبله الجاهل من دين النصارى لما في دينك مم ا ذكرنا من تعظيم الله واجلاله جهارا والا رعاب منه ولما فيه من الرخص والطمع في الملك والعز والعسل واللبن وتزويج النساء الكثيرة والطلاق متى شئت واستذلال الا مم وانك ست حم ل كما زعم ت على رقابهم ويكونون لك عبيدا وبناتهم اماء وانك ستبني لك مدينة وهيكلا بالزمر د والياقوت. هذا ا لى مثله يغر الجه ال وفي مثله يطمعون. ولو خرج احد يدعو ا لى هذا ويضمنه للناس لم ا كان عجبا ان يتبعه الناس ولا سي ما ا ذا هب ت له ادنى ريح من دولة ي عطاها كما قد را يناه يكون وان قلت يا صاح ان هذه الا مم التي ات بعت المسيح ا نما كانوا حكماء فحكمتهم هي التي دعتهم ا لى اتباعه. فانه ينبغي لك ان تكون تبعا لهم ا ذ نسبت هم ا لى الحكمة

14 ميمر في صحة الدين المسيحي ١٤ مع ان هذا الا مر الشنيع الذي يوصف به المسيح وي نسب ا ليه لا يقبله حكيم من حكماء الدنيا وقد يفوق عقول الناس كلهم حتى تفيض عليها نعمة روح القدس فتقنعها ان المسيح ا له كما قال مار بولس انه ليس احد يقدر ان يقول ان المسيح رب الا بروح القدس. وان لم تصد ق بهذا فاحمل دعوة المسيح ا لى كل حكيم من حكماء الدنيا وا قنع بها ولو واحدا منهم. ولكن لا تستطيع لا ن حكمة الدنيا ا نما همتها فخر الدنيا وا لا تصد ق ما خالف حدود الكيان التي غاصت عليها دون عقل العامة والتجمل بصفاقة الكلام والغرور بحلاوة الكلام. ودعوة المسيح خلاف لهذا كله. ولكن الا مر كما قال بولس انه بحكمة الله لم يعرف العالم الله بالحكمة فاحب الله ان يجتبي من الذين يؤمنون بحمق الدعوة (١ كور ٢٨) ١: وان قلت ان الذين اتبعوا المسيح كانوا في عقولهم اوساطا فقد تقول ما لا يكون لا ن اوساط العقول غايتها الحزم في امور الدنيا الظاهرة وا لا يقبلوا الا شكيلا لما قد اختبروه قديما مم ا اد ت ا ليه التجارب والحوا س. ودعوة المسيح لا يمكن ان ي ب ش ر بها هذه العقول بل هي تشمئز منها وتستجفيها جد ا فمن حيث قبلت الا شياء التي ذكرنا كنت مضطرا ان تعرف لا محالة ان المسيح لم تقبله هذه الا مم التي هي خمسة اسداس الناس( ١ الا بما راوا من هذه الا عاجيب المذكورة في الا نجيل وكتب التلاميذ وبقوة الروح القدس التي دب ت في عقولهم خفيا فاقنعت ها ان المسيح اله وابن اله كما قال عن نفسه وان كان قد لقي من الا وجاع والصلب ما يقال فيه. وانه لم يلق هذه الا وجاع عجزا ولا عبثا بل لسبب مستقيم وان كان ذلك يخفى عن من لم يلمع قلب ه بروح القدس. وهذا الا مر الذي ذكرنا يحقق لا محالة ان الا مم لم تقبل المسيح الا بهذه الا عاجيب المذكورة في الا نجيل وفي كتب التلاميذ. وذلك يضطر عقلك ا لى ان تؤمن وتقر بهذه الا عاجيب ك انك قد را يتها وعاينتها. وهذه الا عاجيب اقنعت ان المسيح ا له وابن اله كما قال عن نفسه. والمسيح والتلاميذ شهدوا على موسى والا نبياء كلهم انهم انبياء وحققوهم. وبشهادة المسيح وتلاميذه يحقق موسى والا نبياء اليوم عند ذي العقل ان هم كانوا مرسلين من الله ١) هذا شاهد جميل على امتداد النصراني ة في القرن التاسع على عهد ابي قر ة

15 ١٥ ميمر في صحة الدين المسيحي واما انت يا يهودي فانك لو ك ل فت اليوم ان تاتي بسبيل عقل يحقق به عند احد الناس موسى او واحدا من الا نبياء لم ا قدرت على ذلك. ولقد مكث ناموس موسى والا نبياء نحو اكثر من الف وخمسمائة سنة لم يقدر ان ي قنع بذلك احدا من الا مم انه من الله. ولا ا باؤك اقاموا على الناموس او على عبادة الله. ولم ا جاء المسيح اقنع الا مم كلها باعاجيبه وحق ق عندهم موسى والا نبياء وصار المسيح في وجه كاروز اولئك. وبحق فعل ذلك المسيح وما كان اولاه به. لا نه هو الذي بعثهم وامرهم ان يتنبا وا عليه وان يصو روه لئلا تنكره العقول. ا ذا ظهر ماشيا على الا رض. ولذلك قدم ميخا النبي فتنبا عليه فقال: «اسمعوا يا جميع الا مم وانصتوا يا كل الشعوب وليكن الرب عليكم شهيدا فان الرب يخرج من موضعه وينزل حتى يطا على الا رض. هذا في شان خطيئ ته يعقوب وفي سبب ذنوب ا سرائيل» (ميخا ٢ ١: ٥). وارميا قال في ه ايضا : «هذا ا لهنا لا ي ع د معه اخر الذي وجد طريق المعرفة واعطاها يعقوب حبيبه وا سرائيل خليله. ومن بعد ذلك تراء ى وبين الناس تقل ب (باروك ٣٧ ٣: ٣٨). وموسى ا نما قال له الله ان يجعل هرون كاهنا ويقرب الذبائح على حذو ما اراه الله في الجبل (خروج ٤٠). ٢٥: ومن ههنا اعلمك ان هنا كاهنا اخر غير هرون هرون صورت ه. وذبيحة اخرى غير تلك الذبائح تلك الذبائح صورت ها. فجاء داود وفس ر لك ذلك الكاهن الذي هرون صورته واخبرك انه رب جلس على الكرسي عن يمين الله وانه ابن مولود من الله قبل كل الدهور حيث قال: قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى اجعل اعداء ك تحت قدميك. وقال الله لهذا: اني من البطن قبل النور ولدتك. وقال له : انت الكاهن ا لى الا بد على شكل ملكسذق (مز ١ ١٠٩: ٤). وقال اشعيا وفس ر لك تلك الذبيحة التي ذبيحتك صورة لها وقال ان المسيح يقول عن نفسه: اني لست اعصى وامتري. اعطيت ظهري للسياط وخدي لل طم ولم ارد وجهي عن فضيحة البصاق ) شا ٦). ٥٠: وقال فيه اشعيا: انه ليس له منظر ولا جمال. فرا يناه فلم يكن له منظر ولا جمال بل منظره حقير منظره دون مناظر الناس. هو ا نسان مجروح يعرف ان يحتمل الا مراض. كان حقيرا لا ي ع د فهو يحتمل امراضنا وفي شا ننا توج ع ونحن حسبناه في نص ب مجروحا من الله مبتلى وهو انما ج رح في شان معاصينا وعرضت له المصائب في شان خطايانا. ادب سلامنا عليه وبجراحه تداوينا. ضل كل نا كالمواشي وضل كل واحد من ا سبيله. والرب اسلمه في شان خطايانا. لم يفتح فاه ا ذ ابت لي.

16 ميمر في صحة الدين المسيحي ١٦ كالشاة للذبيحة ساقوه وكالخروف امام الجز ار كان ساكتا كذلك لم يفتح فاه بتواضع ه ) شا ١ ٥٣: ٧) هذا يا يهودي يدل ك ان كان لك عقل ان هرون كاهنك كان صورة لهذا الكاهن وذبيحتك كانت صورة لهذه الذبيحة. لا نه لو كان كاهنك هو الذي كان يستغفر الذنوب للناس وذبيحتك كانت بها ت غفر الذنوب لقد كان هذا الكاهن الذي ذكره داود وهذه الذبيحة التي ذكرها اشعيا عبثا جعلها الله وكان موسى باطلا اخبرك ان الذي في يدك صورة. وجاء داود واشعيا وفس را لك تلك الصورة. لكنك لم تعقلها في زمانها كما قال لك موسى: انك قد را يت ما صنع الله بين يديك فلم ي عط كم الله عيونا تبصرون بها ولا اذانا تسمعون بها ولا قلوبا تفهمون بها ) ثت ٤). ٢٩: فلو ان الا شياء التي را يت يا يهودي لم تكن صورة لغيرها ولم تكن تعني بها غيرها كيف كان يجوز لموسى ان يقول لك انك قد را يت ما صنع الله بين يديك فلم يعطكم الله عيونا تبصرون بها ولا ا ذانا تسمعون بها ولا قلوبا تفهمون بها. ولكن هذا الا مر يدل ك انه ا نما كانت بيدك صورة وامرا ي عن ى به غيره. وقال داود محققا ذلك لك: ان ا باء نا لم يفهموا بمصر اعاجيبك (مز ٧). ١٠٥: فحسبك هذا يا يهودي ان كنت ذا لب او تلتمس اكتساب الخير لنفسك فقد اتاك الشفاء وكان اتاك من قبل لو قبلته من معلمي النصرانية الذين نطقوا بروح القدس واوضحوا امر المسيح كله من العقل والكتاب جميعا. فهذا تثبيت النصراني ة بالاضطرار الذي لا محيص عنه لكل ذي عقل ونية. فالعقل يقود ا لى المسيح لا محالة والمسيح يحقق موسى والا نبياء فلنا العتيقة والحديثة كما قال سليمان بن داود في تسبحة التسابيح (٧: ١٣): ان على ابوابنا كل الثمرات العتيقة والحديثة ٢ لكن اي شيء ننتفع به معشر النصارى الا مل ة الخلكيدونيين دون النسطوريين واليعقوبيين واللوليانيين( ١ (والمنوثلي ين) وغيرهم من الاراسيس الذين ينتحلون ١) كذا في الا صل ولعل ه يريد اليوليانيين وهم قوم تابعوا يوليان الا سقف الذي مرق من الايمان متحز با لبدعة پيلاجيوس في القرن الخامس. او تكون تصحيف «بولينيين» نسبة ا لى بولس السميساطي المبتدع

17 ١٧ ميمر في صحة الدين المسيحي النصراني ة لا ن كل واحد من هؤلاء الذين ذكرنا يرى ان سعينا في تثبيت النصراني ة ا نما هو له لا نه زعم انه النصران ي الحق وقد يحق علينا كما اثبتنا النصراني ة من كل دين وحق قنا ان ها هي الدين الحق وحدها ان نفصل الارثوذكسي ة من هذه الاراسيس ونحقق انها هي النصراني ة وحدها وان كل تلك الاراسيس باطل. وقد اثبتنا هذا بعون روح القدس قديما في سبيل الدراس اللطيف عند كل من كان لطيف العقل يقدر ان يغوص على الا مور الغامضة التي تغيب عن العوام ولكن سبيل الدراس اللطيف ليس فيه قنوع للعام ة من السوقيين والاك ارين واشباههم. وقليلا ما يصل اليهم الشفاء بذلك الوجه. من اجل ذلك ينبغي ان نشترع منهاجا ا خر ني را ومحجة واضحة يقدر ان يسلكها الفقيه والعر ض من الناس والفيلسوف والسوقي فنحق ق بذلك الارثوذكسي ة ونبدي نورها كنور الشمس لا يخفى على صغير ولا كبير حتى لا يكون لا ح د علة في التخل ف عنها. وتكون الحجة لازمة لمن اغتبط بالطغيان الذي هو علي ه من الاراسيس ويكون ذلك مسرورا لا هل الارثوذكسي ة في توفيق روح القدس. اي اهم لصواب الايمان واستقامة الدين ونشحذهم على ان يجمعوا مع الايمان البر وحسن العمل لكيلا يخيبوا من منفعت ه فتكون كينونت ه بايديهم وبالا عليهم ان عط لوا ما ينوبهم من العمل بطاعة المسيح فما هذا الطريق الواضح ليت شعري الذي ت حق قه الارثوذكسي ة ام ا نحن يا هؤلاء معشر كل من ينتحل دين النصراني ة فقد ات فقنا على لزوم كتب العتيقة والحديثة والتصديق بها وانما جعل الفرقة بيننا ما قد اختلفنا في ه من معاني هذه الكتب. وهذا الا مر هو الذي افرز كل فريق من ا في كنيسة وعلى حدة. وح ر م علينا ان يصلي بعضنا مع بعض. فلزم احد امرين ام ا ان نقول ان كل نا مقبول عند المسيح ا ذ كن ا مقيمين على ن سخ العتيقة والحديثة التي كتبها لنا روح القدس وان المسيح لا يحاسبنا على ما سقط عنه ظن احد نا من معاني الكلام الذي في هذه الكتب. وام ا ان نقول انه لا يقبل من ا التمس ك بنسخ هذه الكتب دون السقوط على حقيقة معاني كلامها الذي اي اه عنى روح القدس فيما لا يتم الدين الا به ف ان قال قائل ان المسيح يرضى منك بالتمس ك بنسخ هذه الكتب دون المعرفة

18 ميمر في صحة الدين المسيحي ١٨ بحقيقة معانيها فقد صي ر النصراني ة يهودي ة وجعل غايته باللفظ لا بالعقل وامر النصارى ان يجتمعوا في كنيسة واحدة وصلاة واحدة في احتشادهم وان يتفرقوا في ارواحهم ووعظهم وان يعبدوا في ظاهرهم الاها واحدا وفي باطنهم ا لهة مختلفة وزي ن عندهم ان يتسم وا باسم مسيح واحد في ا لسنتهم ويتوه مون مسيحين كثيرين في قلوبهم. وهذه عبادة ليس يرضى بها المسيح حاشا له كما قال: اني لست مدخلا الحرب محل الدعة( ١. فلا بد لكل نصراني ان كان على حقيقة ما ينتحل من ان يعبد المسيح والاب والروح بخالص المعنى الذي في كتب العتيقة والحديثة. والا كان يهودي ا لا يحتسب الا ان يقول: ام ا ان الله تغي ر من حال وام ا ان يكون ا لهة كثيرة. لا نه حيث يسمع من موسى ) ثت ٢٤): ٤: «ان الله نار ا كلة» فيكون مجوسي ا لا نه ا نما يسقط ذهنه على النار التي تعبدها المجوس. وا ذا سمع من دانيال النبي (٧: ٩): «انه عتيق الا ي ام شعره كالصوف النقي» يتوه م الله شيخا كبيرا. وا ذا سمع من حزقيال (١: ٢٧): انه من خصره ا لى فوق نار وانه مثل اللازورد ومن خصره ا لى اسفل نار» فانه يتوهم الله ام ا قد تغي ر مم ا كان فيه او ان هذا الا له غير الذي را ى دانيال وغير الذي ذكر موسى. وهذا اسمج ما يكون ان تضطرب هذه الثلاثة في عقل المؤمن. وا ذا سمع المسيح يقول عن نفسه ) وي ٩): ١٠: «انه باب» توه م بابا وا ذا سمعه يقول ) وي ١): ١٥: «انه كرمة» ظنه قد تغي ر او ظن ان هذا مسيح غير ذاك وما شاكل هذا كثي ر. ا ذا لا محالة انه لا بد م ن ا ن يلزم معنى الكتاب على حقيقته فيما هو اصل الدين والا فلا عبادة فا ذا كان هذا كذلك فليست الكنيسة التي يسكنها المسيح الا واحدة من هذه الكنائس المختلفة التي كل واحدة منها تد عي ان ها هي المقيمة على حقيقة النصراني ة ولكن كيف يصنع السوقيون والاك ارون وكل الناس الا القليل منهم ا ذ عقولهم لا تغوص على حقيقة هذه المعاني. والمسيح لا يقبل منهم غير هذه الحقيقة. افيحسن ان نقول ان المسيح كل فهم ما لا يطيقون حاشا ل ه. والا فقد صي ر هبوطه من السماء في ١) ليس في الا نجيل ا ية على هذا اللفظ وانما يشير الكاتب ا لى معنى اقوال الرب

19 ١٩ ميمر في صحة الدين المسيحي شانهم وس ف كه دمه عنهم وبالا عليهم وان كان يكل فهم هذا فهو لا يكل فهم ما لا يطيقون. ونحن نعلم ان اكثرهم الا الطائفة اليسيرة منهم لا تغوص عقولهم على ما قد ك ل فوا. فكيف بمعرفة السبيل التي تبلغه عقولهم ا ذا سلكوه وصلوا ا لى حقيقة هذه المعاني. وهذا السبيل ليس احد من الهراطيقيين يعرفه ولا يهتدي ل ه وا لي ه بل ليس من الحياة للهرتيق الا كلام يجري في ظلمة به يتمكن من غرور الاغر اء ويعو ج شفتيه ويظن من يسمعه من الجه ال ان ه خزانة الحكمة. ويقودهم بذلك ا لى اتباعه ا ذا نطق بالكلام الذي يغمض عليهم. وهو ايضا لا يعرف ذلك الكلام بل كما قال بولس (١ كور ٢ ١٤: ٦): «لا يدري ما يتكلم به ولا اي شيء يحق ق». ولكن هذا السبيل الواضح هو عند الارثوذكسي ة وبه اهتدوا ا لى حياة الا بد. ونحن نعلم ان المسيح لم يكن يعطل هذا الا مر ولا كان يترك هذه العام ة بغير طريق واضح تعرفه عقولهم يؤديهم ا لى حقيقة هذه المعاني التي يكل فهم ا ي اها ولا سي ما ا ذ قد كان يعرف فهو والتلاميذ ان هذه الاراسيس ستكون وان الشيطان سيغربل الكنيسة بها حتى تحصل على قمحها الحق (لوقا (٣١ :٢٢ وام ا هذا السبيل فقد اوضحه روح القدس على يدي موسى ر اس الا نبياء في الناموس وذلك ان الله انزل عليه الا حكام التي امره ان يحكم بها على ا سرائيل. وان موسى رمى بهذه الاحكام ا لى قضاة احبارهم فولا هم ان يقضوا بين بني اسرائيل وجعل منهم ر اس عشرة ور اس خمسين ور اس مائة ور اس الف وامرهم ان ينفذوا الحكومة بين بني ا سرائيل بالعدل. وقال لهم: انظروا ما وضح لكم من هذه الا حكام فا نفذوه على اخوتكم. ومهما غمض عليكم منها وشككتم فيه فارفعوه ا لي حتى ارفعه ا لى الله واتيكم فيه بالحق ) ثت ١٠ ١: ١٧). فكانوا يفعلون ما دام موسى بين اظهرهم فلم ا اراد الله ان يتوفى موسى خلف الا ردن علم موسى بروح القدس ان لو قد فقده بنو ا سرائيل وقعوا في اضطراب من الشك وتشت ت امرهم ووقع الص د ع بينهم. فوضع لهم الناموس الثاني بروح القدس وترك لهم خلفا منه لا يزول ا لى الدهر. وقال لهم ) ثت ٨): ١٧: «يا بني ا سرائيل ا ذا تعذ ر عليكم شيء شككتم فيه من القضاء بين الدم والدم وبين الحكومة والحكومة وبين النجسة والنجسة وبين التشاجر والتشاجر

20 ميمر في صحة الدين المسيحي ٢٠ فكان كلام اختلاف في مدائنكم فعليكم بالموضع الذي يختار الرب الهك ان ي دعى باسمه فيه. فافزع ا لى هناك في تلك الا ي ام وائت الكهنة واللاويين والدي ان الذي يكون هناك في تلك الا ي ام فينظرون في ذلك وينبئونك بحقيقة الحكم فتتبع القضي ة التي يخبرونك بها من ذلك الموضع الذي يختار الرب الاهك ان ي دعى باسمه في ه. وتحف ظ جد ا ان تنتهي ا لى ما اشترعوه لك وتعمل بالناموس والقضي ة التي يقولون لك. ولا تحيدن عن الا مر الذي يوعزون به ا ليك يمينا ولا شمالا. والا نسان الذي يتع ظم ولا يسمع للكاهن الذي يخدم باسم الرب الهك او القاضي الذي يكون هناك في تلك الا ي ام فلي قتل ذلك الا نسان وابيدوا العداة من بني ا سرائيل لكي تسمع الام ة كلها فينكل ذلك بها وتنتهي عن العدوان» ا لا ترى ان موسى لم يجعل النظر في الا حكام التي يختلف فيها وف ص لها ا لى احد من العام ة مم ن ي د عي العلم او مم ن لا يد عيه بل اراه روح القدس فاسند ذلك ا لى جمع الكهنة وا لى الدي ان الذي يكون في المكان الذي يختار الله ان ي دعى هناك باسمه. ولم يجعل لمن دون اولئك معهم نظرا البتة. ولكنه امر العام ة كائنا من كان م من يرى انه عالم ومم ن يرى ان ه ليس بعالم ان ينتهوا عزيمة ا لى القضاء الذي يخرج لهم من ذلك الجمع كان على احدهم او له. وقضى بالموت على من نفخ ت ه العظمة ولم يذل قلبه لقبول ما قضوا به عليه وظن ان را يه افضل من رايهم. وا نما قضى موسى بالموت على من لا يقبل قضيتهم لا نه علم ان روح القدس ا ذ قد اسند امر هذه الشكوك وهذا الاختلاف ا ليهم فهو يوف ق عقولهم للصواب فيه لا محالة ولا يخذلهم كائنين في عقولهم وحالاتهم من كانوا ولا يدع ان يخرج منهم الا الصواب فان قال قائل ان روح القدس امر العامة بطاعة هذا المجمع الذي في هذا الموضع في احكامهم الغامضة وزعم انه يخذلهم ان يخرج منهم الباطل فقد صي ر صاحب هذا القول روح القدس هو الذي ي ضل الام ة. وقائل هذا القول هو الذي يجد ف على روح القدس حق ا حيث يكون روح القدس شمس الهدى ومعدن النور يجعله هو سبب الضلال ولكن حاشا لله ان يكون الا مر كذلك. بل نحن واثقون مطمئن ة قلوبنا ان روح القدس لا يترك هذا الجمع ان يخرج منه قضية الا في موضعها والحديثة المقدسة التي ا نما كانت العتيقة صورة لها دب ر فيها كذلك روح القدس كما

21 ميمر في صحة الدين المسيحي ٢١ دب ر في العتيقة وجعل كل ما اختلف فيه النصارى من الدين ان ي رفع ا لى مجمع الس ل يحين وجعل للسل يحين راسا واحدا يكون منتهى الاحكام العامية كلها ا لي ه وا لى مجمعه وان يقضوا فيها بما اراهم روح القدس. ومعرفته في البركسيس (ف ١٤ و ١٥ ) وذلك ان بولس وبرنابا انت خبا من روح القدس وهما بانطاكية ان يجولا في البلدان فيكرزا انجيل المسيح وانهما خرجا فانجزا ما ا فرزا له من ذلك ثم رجعا ا لى انطاكية. فبينما هما هناك ا ذ نزل رجال من بيت المقدس ا لى انطاكية وكانوا يعل مون الا خوة ويقولون لهم انكم ان لم تختتنوا كسن ة موسى لا تستطيعون ان تحيوا. وان بولس وبرنابا خالفاهم في ذلك وخاصماهم في ه. فاتفق القوم جميعا ان يطلع بولس وبرنابا ونفر من اولئك ا لى السليحيين والقسيسين باورشليم في ش ان هذا التشاجر. فلم ا وصلوا ا لى اورشليم ا ذا ث م ا ناس كانوا من هوى الفريسيين كانوا قد تنص روا. فنهض هؤلاء فقالوا للسليحيين انه ينبغي ان تختنوا من ا من من الا مم وان تتقد موا ا ليهم في حفظ ناموس موسى. فاجتمع السليحيون عند ذلك والقسيسون لينظروا في هذا الا مر. وكانت هناك مباحثة كثيرة ثم نهض بطرس وقال لهم: «ايها الرجال اخوتي قد علمتم ان الله في الا ي ام العادية ا نما اختار ان يسمع الا مم كلمة الا نجيل من في وان يؤمنوا. والله الذي يعرف القلوب زك اهم واعطاهم روح القدس كما اعطانا. ولم يجعل بيننا وبينهم فصلا لا نه طه ر قلوبهم. فانتم يا هؤلاء ل م تخالفون الله فتضعون على اعناق التلاميذ النير الذي لم ن ط ق نحن ولا ا باؤنا ان نحتمله وا نما نوقن ان نحيا بنعمة ربنا يسوع كما يحيا اولئك فاجاب يعقوب عند ذلك فقال: «ايها الرجال اسمعوا ان سمعان قد قضى عليكم كيف رضي الله ان يتخذ من الا مم ام ة لاسمه وهذا يوافق كلام الا نبياء كما هو مكتوب: اني من بعد ذلك اعود فابني مسكن داود المتهت ك واجد د ما خرب منه واقيمه لكي يبتغي سائر الناس وجه الرب. وكل الا مم الذين يدعى اسم الرب عليهم. قال الرب ذلك الفاعل ذلك ف انا اقضي الا يؤذى من يرجع ا لى الله من الا مم. ولكن ارى ان يؤم روا باجتناب ادناس الا وثان والزنا والميتة والدم» فراى عند ذلك السليحيون والقسيسون مع جماعة الكنيسة واختاروا منهم رجلين بعثوها ا لى انطاكية مع بولس وبرنابا وهما يهوذا الذي يقال له برسابا وساوان رجلين شريفين في الا خوة وكتبوا وكتبوا معهما بهذا: «من السليحيين والقسيسين والا خوة ا لى الكنيسة

22 ٢٢ ميمر في صحة الدين المسيحي التي بانطاكية وسوري ا والاخوة الذين هم من الا مم افرحوا. قد بلغنا ان اناسا من ا خرجوا فعكروكم بالكلام وقلبوا نفوسكم وقالوا انه ينبغي لكم ان تختتنوا وان تحفظوا ناموس موسى ما لم نامرهم ب ه. فراينا عام ة ان نختار رجلين ونسر حهما ا ليكم مع اخينا برنابا وبولس اللذين بذلا انفسهما للمسيح فبعثنا يهوذا وسلوان وتقد منا ا ليهما ان يوصلا كلامنا من افواههما. ا لا فقد را ى الروح القدس ورا ينا ا لا يوضع عليكم ثقل فوق ما لا ب د منه ان تجتنبوا ضحايا الا وثان والدم والميتة والزنا. فا ذا انتهيتم عن ذلك فنعم ما تصنعون». ثم ان يهوذا وساوان ود عا الجماعة ونزلا ا لى ا نطاكية وجمعا الكنيسة وا عطياهم الصحيفة فلم ا قرا وا الصحيفة فرحوا بالعزاء الذي ورد عليهم. وساوان نبي ين فعزي ا الا خوة بكلام كثير وثب تناهم وكان يهوذا ا لا ترى ان الذين نزلوا ا لى انطاكية يا مرون بالختان وحفظ الناموس ا نما كانوا من جماعة الا خوة الذين كانوا باورشليم. وبولس وبرنابا اللذين خالفا هؤلاء قد كانا من علية السليحيين فحيث تشاجر الفريقان بانطاكية فيما اختلفوا فيه لم تقبل الكنيسة لا من بولس وبرنابا ولا من اولئك. ولكنهم ارتفعوا كلهم ا لى مجمع السليحيين الذي كان فيه مار بطرس رئيسا واماما. فحيث توافى مجمع السليحيين ونظروا في الا مر قضوا بما راوا ونسبوا قضيتهم ا لى روح القدس. وقالوا انه را ي روح القدس وراينا. الا ترى ان هذا المجمع الذي فو ض ا ليه المسيح النظر في امور الاراسيس لا يرى الا ما يرى روح القدس وانه واجب ان ي رفع كل ما ي خت لف فيه من امور الدين ا لى هذا المجمع. وليس لا حد كائنا من كان كبيرا ولا صغيرا ان يتفر د برايه دون هذا المجمع وان يوعز ا لى الكنيسة ان تقبل منه وحده. فلعمري لهذا لم تقبل الكنيسة من مار بولس وبرنابا اللذين كانا شمس العالم دون الجماعة. فليس لا حد اسقفا كان ابو بطركا او غيره ان يقول للكنيسة: «ا ن ا قبلي مني ما اقول دون جميع السليحيين «واعلم ان السليحيين راسهم مار بطرس الذي قال ل ه المسيح (متى ١٨):(١ ١٦: «انت الصخرة وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي وابواب الجحيم لا تغلبها». وقال له ايضا ثلث مرار بعد قيامته على بحر طبري ة ) وي ١٥ ٢١: ١٧): «يا سمعان ا تحبني ارع خرافي وكباشي ونعاجي». وقال له في موضع ا خر ) ول ٣١): ٢٢: «يا سمعان ان الشيطان ١) ان كل ما يقواه هنا ابو قر ة عن رئاسة القديس بطرس وخلفائه لحري بالاعتبار

23 ٢٣ ميمر في صحة الدين المسيحي يسا ل ان يغربلكم كالقمح و انا طلبت فيك الا تخسر ا يمانك. ولكن انت في الحين اعطف على اخوتك وثب تهم. ا لا ترى ان مار بطرس هو ا ساس الكنيسة المخصوص بالرعية ومن ا من ا يمانه ابدا لا يخسر ايمان ه. وهو المامور ان يعطف على اخوته ويثب تهم وقول المسيح «اني طلبت لا جلك الا تخسر ايمانك ولكن اعطف على اخوتك في الحين وثب تهم» لا نرى ا نما عنى به مار بطرس نفسه والسليحيين ب اعيانهم بل ا نما عنى بذلك و لاة مرتبة مار بطرس التي هي رومية وولاة مراتب السليحيين. وكما انه قال للسليحيين «اني معكم الا يام كلها ا لى ا خر الدهر» ولم يعن بهذا القول السليحيين باعيانهم فقط بل عنى ايضا اصحاب مراتبهم ورعيتهم. وكذلك القول الا خر الذي قاله لمار بطرس «ان اعطف في الحين وثب ت اخوتك وانه لا ي خسر ا يمانك» ا نما عنى بذلك ولاة مرتبته. والدليل على ذلك ان مار بطرس نفسه هو الذي خسر ا يمانه من بين السليحيين وكفر بالمسيح. ولعل المسيح ا نما خذله لهذا ليحقق عندنا انه ليس ا ياه عنى بذلك القول. ولم نر احدا من السليحيين وقع ولا احتاج احد ا لى مار بطرس ان يثب ته فان قال قائل انه انما عنى المسيح بهذا القول مار بطرس نفسه والسليحيين ب اعيانهم فقد جعل الكنيسة لا مثبت لها بعد موت مار بطرس. وكيف يكون هذا ونحن نرى الغربلة كلها ا نما كانت من الشيطان للكنيسة بعد موت السليحيين. وهذا يدل على انه ليس ا ياهم عنى المسيح بهذا القول. فلعمري ان كل واحد ليعلم ان الاراتيقين ا نما ثاروا في الكنيسة بعد موت السليحيين بولس السميساطي واريوس ومقذانيوس واوناميوس وسباليس وابل يناريوس واورجنوس وغيرهم. ولو كان هذا القول الذي في الا نجيل ا نما عنى ب ه مار بطرس والسليحيين باعيانهم ا ذا قد كانت الكنيسة بعدهم معط لة من العزاء ولا كان احد ينقذها من هؤلاء الاراتيقين الذين اراسيسهم حقا هي ابواب الجحيم التي قال المسيح انها لا تغلب الكنيسة (متى ١٨). ١٦: ا ذا لا محالة ان هذا القول ا نما عنى به ولاة مرتبة مار بطرس الذين لم يزالوا يثب تون اخوتهم ولن يزالون ما بقي الدهر او ما تعلمون ان ا ريوس حيث خرج ا نما اجتمع الجمع عليه بامر اسقف رومية فطرحه المجمع القديس وابطل اراسيسه وقبلت الكنيسة هذا المجمع ودفعت اريوس كما قبلت كنيسة انطاكية ا ذ ذاك صحيفة السليحيين ورمحت هؤلاء الاراتيقين الذين

24 ٢٤ ميمر في صحة الدين المسيحي كانوا يعلمونها ان تختتن وتقبل الناموس. وحيث خرج مقذانيوس وقال في روح القدس ما قال: كذلك اجتمع عليه جمع بالقسطنطيني ة بامر اسقف رومية فطرحه المجمع القديس وقبلت الكنيسة ذلك المجمع كما قبلت المجمع الا ول وا قصت مقدانيوس كما اقصت ا ريوس وتعلمت من هذين المجمعين ان تقول ان الابن والروح من جوهر الاب. وان كل واحد منهما اله لم يزل مع الاب ومن الاب. وقبلت الكنيسة هذين المجمعين على مثل ما قبلت كنيسة انطاكية ا ذ ذاك مجمع السليحيين. وكما لم يكن لكنيسة انطاكية نظر مع راي السليحيين كذلك لم يكن لا حد نظر مع راي هذين المجمعين. وكما ان ما كتب به السليحيون ا ذ ذاك ا لى كنيسة انطاكية ا نما كان راي روح القدس كذلك لا تشك الكنيسة ان راي هذين المجمعين هو راي روح القدس. وكما لم تقبل كنيسة انطاكية ا ذ ذاك لا من بولس وبرنابا ولا من الا خرين حتى رفع ت هم ا لى مجمع السليحيين فتوقعت را ي ذلك المجمع فلم ا اتاها تعز ت به كذلك لم تقبل الكنيسة لا من اريوس ومقذانيوس ولا مم ن كان يخاصمهم في زمانهم من الا باء القديسين حتى رفعت ذلك ا لى المجمع المقدس فتوقعت رايه. فلم ا اتاها قبلته فتعز ت به و سر ت وحيث خرج نسطوريوس فقال في المسيح ما قال وا نكرت الكنيسة قوله رفعت ه ا لى المجمع المقدس كعادتها. فاجتمع ب افسس جمع عليه بامر اسقف رومية فطرحه المجمع المقد س وابطل قول ه. وقبلت الكنيسة المقدسة ذلك المجمع ونفت نسطوريوس وجحدت قوله وعلمت انه ليس لها عليها من الروح القدس ان تتبعه على نحو ما بي ن ا نظر مع ذلك المجمع بل قد ف رض فانت ايها النسطوري اعلم انك في خطا وانك زللت عن الصخرة التي بنيت عليها الكنيسة ون فيت من المسيح و برئت من سكانته ا ذ لم تقبل را ي المجمع المقد س الذي فرض روح القدس قبول ه وهو را ي روح القدس. والعجب منك انك ات بعت نسطوريوس وانت لم ت ؤ م ر باتباعه وفض لته على مار بولس وبرنابا جميعا حيث ترى الكنيسة لم تقبل هذين وهما نور البشر فقبلت انت نسطوريوس وتركت المجمع المقدس الذي اتباعه لازم لك واتخذت لنفسك سندا واهيا ووثقت بعقل انسي وتركت توفيق روح القدس. واعلم انه لا عذر لك حيث قبلت را ي المجمعين الا و لين مسترسلا ا ليهما بلا تفتيش كما امرك روح القدس ونب ت نفسك عن هذا الثالث الذي قد ا مرت من روح القدس

25 ميمر في صحة الدين المسيحي ٢٥ بقبوله كما ا مرت بقبول ذينك واشركت عقلك مع را يه ولم تطمئ ن ا لى روح القدس الموف ق له والناطق ب ه. وان انت تجن يت العلل على هذا المجمع فاعلم ان اريوس وا صحابه يتجن ون على المجمع الا ول ويلحقون به العيوب بجهدهم. ومقذانيوس واصحابه يتجن ون على المجمع الثاني ويعيبونه ولا يبالون. وكما انه ليس لهما ولا عندك عذر في تجن يهم على هذين المجمعين كذلك يلزمك ا ن تعلم ان ه المجمع الثالث لا عذر لك عند المسيح في تجن يك على هذا وحيث خرج اوطيخيوس وديسقوروس وقالا في المسيح ما قالا فانكرت الكنيسة قولهما فنهض من الا باء القديسين من يخاصمهما فلم تقبل الكنيسة لا منهما ولا مم ن يخاصمهما ولكنها رفع ت ها ا لى المجمع المقد س كعادتها. فاجتمع عليهما المجمع الرابع بخلكيدونية بامر اسقف رومية فطرحهما وابطل قولهما فقبلت الكنيسة قول هذا المجمع كما قبلت الثلاثة المجامع واقصت اوطيخيوس وديسقوروس ولفظت قولهما. وعلمت انه ليس لها نظر مع هذا المجمع وا يقنت ان الراي الذي خرج منه هو راي روح القدس لا محالة وانت يا يعقوبي ما بالك قبلت الثلاثة المجامع مسترسلا ا ليها من غير ان تجعل لنفسك نظرا مع رايهم ولم تقبل هذا المجمع الرابع ولكنك ا ثرت عليه اوطيخيوس وديسقوروس وتركت ان تعتمد على عمود الحق الذي جعله لك روح القدس واعتمدت على قصبة مرضوضة وامكنت من لحمك ان يشر ح ويسيل دم نفسك وتموت موتا روحاني ا لجاجة في اتباع من لم ي فتر ض اتباعه بل قد ن هيت عنه كما ن هيت عن الحي ة التي صارت اداة الطغيان. ثم لم تزل تنتقل من را ي رجل ا لى راي غيره يغي رون دينك ويمسخونه حتى استوجب ت ان تسم ى كثير الر ؤوس ومن لا راس له ( ١ واشبهت حجرا يزول عن الا ساس فهو لا يزال يتدحرج حتى يهبط ا لى اسفل السافلين. كذلك دحرجك اوطيخيوس وديسقوروس وثيادسيس وسواريوس ويعقوب وغيرهم( ٢ وادخل عليك كل واحد منهم في دينك الغش الذي وافق رايه وخالف كل واحد منهم صاحبه وخالف الحق ١) اشارة ا لى شيعة منهم د عيت «acéphales» اي من لا راس لهم ٢) كل من هؤلاء زعيم لشيعة خاصة من اصحاب الطبيعة الواحدة نسبت ا ليه وعرفت باسمه تختلف كل واحدة منها عن الا خرى وتخالف كل ها تعليم الكنيسة في شا ن اتحاد المسيح ولم يزل ا لى اليوم هذا الاختلاف بين هذه الشيع باقيا عند اليعاقبة السريان والا قباط والارمن من غير الكاثوليك

26 ٢٦ ميمر في صحة الدين المسيحي ف ان تجن يت على هذا المجمع المقد س فلا ترى انك سبقت م ن قص ب( ١ المجامع المقد سة ا لى ما قد تخل ف عنه من كان قبلك. فلعمري ان اريوس ومقذانيوس ونسطوريوس واصحابهم ليقصب كل فريق منهم المجمع الذي طرحه ق ص با لا يترك فيه جهدا. ولست تقول في هذا المجمع الرابع الا دون ما يقول كل واحد من اولئك في المجمع الذي اقصاه. فان حس نت لا ولئك مذم ة المجامع المقدسة الماضية قبل هذا المجمع فالحق برايهم وق ل بقولهم واخلع عنقك من نير روح القدس جهارا. وان كنت تعيب على هؤلاء تجن يهم على تلك المجامع المقدسة وتقضي عليهم بالضلالة في مخالفتهم اياها فع ب على نفسك تجن يك على هذا المجمع الرابع المقدس واقض على نفسك بالضلال في مخالفتك اياه ام ا المجمع الخامس فليس احد يحامي عن الاراسيس التي حرمها حتى نحاوره بمثل ما حاورنا به اصحابه ونلحق به مثل ما الحقنا بهم ثم خرج مقاريوس وقورش وسرجيوس وقالوا ايضا في المسيح ما قالوا. فا نكرت الكنيسة قولهم وبارزهم ناس من الا باء يجادلونهم ويردعون قولهم. فلم تقبل الكنيسة منهم قبولا صارما لا منهم ولا مم ن كان يجادلهم بل رفعتهم كعادتها ا لى المجمع. فاجتمع المجمع السادس المقدس بالقسطنطيني ة بامر اسقف رومية( ٢ فطرحهم وابطل قولهم فقبلت الكنيسة المقدسة هذا المجمع كما قبلت المجامع التي كانت قبله وهجرت مقاريوس واصحاب ه وبصقت قولهم فما بالك يا (منوثلي) قبلت المجمع الا و ل والثاني والثالث مسترسلا منبسطا ولم تر ان لك مع رايهم را يا كما امرك روح القدس. فلم ا بلغت المجمع السادس ك انك قد نسيت تعليم روح القدس وسكرت سكرا لم تصح بعد ه فاقبلت على ا بائك الذين يستحقون منك الكرامة وقد ا م رت من روح القدس ان تقيم على حد هم وجعلت تشتمهم كالكلب الك ل ب وتزيل حد هم وهتكت السياج الذي كان يحفظك من الشيطان فخرجت تمك ن من نفسك الذئاب. فهذا منك تفريط يؤديك ا لى الهلاك. فان تجن يت على هذا المجمع المقدس فاعلم انه قد سبقك من كان قبلك من الاراسيس ١) ي قال قصبه ا ذا عابه ولامه ٢) ترى ان ابا قر ة يذكر دائما رئاسة الا حبار الرومانيين على المجامع كما يقول الكاثوليك

27 ميمر في صحة الدين المسيحي ٢٧ ا لى تجن ي كل فريق منهم على المجمع الذي طرح ه ولم يثنه شيء عن ان يلحق به كل ما ا دب الشيطان في قلبه. فان كنت تعيب على اولئك تجن يهم على تلك المجامع فعاجل نفسك بالعيب في تجنيك على هذا المجمع السادس وارتد عن تيهك وادخل في رشدك. وان كنت لا تعيب على اولئك ق ص ب هم تلك المجامع المقدسة فاخلع العذار من راسك اصلا والحق باصحابك وق ل بقول كل اراسيس كانت منذ ذلك ولكن ما عسى ان يبلغ من تجنيكم يا معشر الهراطقيين عامة على هذه المجامع. ا نما ينقم احدكم على هذه المجامع المقدسة لا حد ثلاثة اشياء: ام ا ان يقول ان المجمع الذي ينقم عليه بئ س ما قضى به من جهل او ج و ر. وام ا ان يقول ان هذا المجمع ا ن ما جمعه احد الملوك فلذلك ينبغي الا ي قبل. وام ا ان يقول ان المجمع الذي كان قبل هذا المجمع الذي ينقم علي ه كان قد جزم الا ي زاد على ما قد و ضع ولا ي نقص منه فلذلك لا ينبغي ان ي قبل هذا المجمع الذي بعده ف ان قال احدكم في هذه المجامع انه بئس ما قضى به من قبل جهل او جور فقد ادخل قائل هذا القول را ي ه فيما لم يجعل ا ليه روح القدس ان ينظر فيه ولا ا لى غيره. وتداخل ت ه العظمة ومنعت ه من ان يذ ل لقضية المجمع. واستوجب الموت الروحاني لا محالة كما تسمعون ناموس موسى المقدس لا ياذن لا حد من الناس ان يكون له نظر مع المجمع او ان يستبد براي نفسه دون قضي ة المجمع. والا فقد لحقه القتل عزيمة لا محيص له منه وان قلت يا هرطيق في المجمع الذي تنقم عليه انه ان ما جمعه الملوك فلذلك لا ينبغي ان ي قبل م ن ذ كر المجمعين الا ولين حيث كل مجمع يقبله ا حد مم ن ينتحل النصراني ة اليوم انه ا ن ما جمع كل واحد منها ملك من الملوك. بالقسطنطيني ة وقد يعرف هذا كل ا حد ان مجمع نيقية ا نما جمعه قسطنطين ثاودوسيوس الرابع جمعه بخلكيدونية الملك الكبير. مرقيانوس الملك. الملك الكبير. والمجمع الثالث جمعه بافسس ثاودوسيوس والمجمع الخامس جمعه بالقسطنطيني ة والمجمع الثاني الملك الصغير. يسطينيانوس جمع ه والمجمع الملك الكبير. والمجمع السادس جمعه بالقسطنطيني ة قسطنطين الملك ابن هرقل. فانت يا (منوثلي) ان نقمت على المجمع الخامس والسادس بان الملوك جمعت ها وقد استحق ا ا لا ي قبلا لا ن الملوك قهرت فيهما الناس ولهما فبئس ما صنعت حيث قبلت المجمع الرابع

28 ٢٨ ميمر في صحة الدين المسيحي والمجامع التي قبله. لا ن كل واحد من المجامع ا ن ما جمعه ملك كما قد بي ن ا. وكل هرطيق ط رح في ا حد هذه المجامع قد يعتل مثل عل ت ك ويقول ان الملك الذي جمع ذلك المجمع هو الذي قهر الناس ان يطرحوه وبقهره اجتمع ذلك المجمع عليه. فان ا جزت لنفسك الا تنفى من قضية هذين المجمعين لا ن الملوك جمعتهما فا ج ز لليعقوبيين والنسطوريين ولمقذانيوس واريوس واصحابهم انتفاء كل فريق منهم من قضية المجمع الذي طرحه لا نه ا ن ما جمع ه ملك. وان كنت لا تجيز لا ولئك ان ينتفوا من قضايا تلك المجامع لجميع الملك ا ياها فلا تجيز ن لنفسك الانتفاء من قضية هذين المجمعين لجمع الملوك ا ياهما وانت يا يعقوبي ان نقمت على المجمع الرابع الذي طرحك بان الملك جمع ه ولذلك يستحق ان لا تقبل قضيته لا ن الملك كل ف الناس فيه وله. فبئس ما صنعت حيث قبلت المجمع الثالث والمجمعين اللذين كانا قبله ا ذ كان جمع كل واحد منهما ملك من الملوك. وا وس ع نسطوريوس ومقذانيوس واريوس عذرا حيث لم يقبل كل واحد منهم القضي ة التي جرت عليه من المجمع الذي طرحه. فقد يعتل كل واحد من اولئك بمثل عل ت ك ويقول ان الملك قهر المجمع الذي طرحه ان يجتمع عليه وقهر الناس ان يقبلوا قضية ذلك المجمع. فان ا جزت لنفسك دفع قضية هذا المجمع الرابع لجمع الملك ا ي اه فا جز لكل واحد من اولئك دفع قضية المجمع الذي طرح ه. وان كنت لا تجيز لكل واحد من ا ولئك دفع قضي ة المجمع الذي طرحه فلا تجيزن لنفسك دفع قضية ذلك المجمع الرابع ولا تكن ظالما عاديا ا و مجنونا وانت يا نسطوري كذلك نبدي عليك هذه الحج ة كما قد لزمت اليعقوبيين (والمنوثليين) فليس لك ان تنقم على المجمع الذي طرحك لجمع الملك ا ي اه وتدفع لذلك قضي ته والا فقد اوسعت مقذانيوس وا ريوس عذرا بدفع كل واحد منهما قضية المجمع الذي طرحه فقد لعمري يعتل ون بمثل عل تك. وان انت فعلت هذا فقد هدمت كل ما تؤمن به مم ا قبلت ه من ذينك المجمعين. وهذا سبيل ليس يوصل به ا لى عيب احد من تلك المجامع بل ينبغي للكنيسة ان تحمد المسيح حيث ذل ل الملوك لها ان يخدموا اباءها ومعلميها لا ن كل ملك اجتمع مجم ع من هذه المجامع في زمانه ا نما كان من ا بر الجميع ا ذ كان يرفده بضيفانه ويكف الشعب فيه لتمكين الا باء من النظر في الدين على هد و ودعة وتنفيذ قضيت ه. فام ا الملك فانه لم يكن ا ليه من النظر في امر الدين ولا